ثم دخلت سنة تسع عشرة

ذكر الأحداث التي كانت في سنة تسع عشرة

قال أبو جعفر: قال أبو معشر - فيما حدّثني أحمد بن ثابت الرازيّ، عمّن حدّثه، عن إسحاق بن عيسى عنه: إنّ فتح جلولاء كان في سنة تسع عشرة على يدي سعد، وكذلك قال الواقدىّ.

وقال ابن إسحاق: كان فتح الجزيرة والرّهاء وحرّان ورأس العين ونصيبين فيسنة تسع عشرة.

قال أبو جعفر: وقد ذكرنا قول من خالفهم في ذلك قبل.

وقال أبو معشر: كان فتح قيساريّة في هذه السنة - أعنى سنة تسع عشرة - وأميرها معاوية بن أبى سفيان؛ حدّثني بذلك أحمد بن ثابت الرازىّ، عمّن حدّثه، عن إسحاق بن عيسى، عنه.

وكالذي قال أبو معشر في ذلك قال الواقدىّ.

وأما ابن إسحاق فإنه قال: كان فتح قيساريّة من فلسطين وهرب هرقل وفتح مصر في سنة عشرين؛ حدّثنا بذلك ابن حميد، قال: حدّثنا سلمة، عنه.

وأما سيف بن عمر فإن قال: كان فتحها في سنة ستّ عشرة.

قال: وكذلك فتح مصر.

وقد مضى الخبر عن فتح قيساريّة قبل، وأنا ذاكر خبر مصر وفتحها بعد في قول؛ من قال: فتحت سنة عشرين، وفي قول من خالف ذلك.

قال أبو جعفر: وفي هذه السنة - أعنى سنة تسع عشرة - سالت حرّة ليل نارا - فيما زعم الواقدىّ - فأراد عمر الخروج إليها بالرّجال، ثمّ أمرهم بالصدقة فانطفأت.

وزعم أيضا الواقدىّ أنّ المدائن وجلولاء فتحتا في هذه السنة، وقد مضى ذكر من خالفه في ذلك.

وحجّ بالناس في هذه السنة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه.

وكان عمّاله على الأمصار وقضاته فيها الولاة والقضاة الذين كانوا عليها في سنة ثمان عشرة.