أبو جندل

بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر العامري القرشي واسمه العاص.

كان من خيار الصحابة وقد أسلم وحبسه أبوه وقيده فلما كان يوم صلح الحديبية هرب يحجل في قيوده وأبوه حاضر بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لكتاب الصلح فقال هذا أول من أقاضيك عليه يا محمد فقال هبه لي فأبى فرده وهو يصيح ويقول يا مسلمون! أرد إلى الكفر؟ ثم إنه هرب وله قصة مشهورة مذكورة في الصحيح وفي المغازي ثم خلص وهاجر وجاهد ثم انتقل إلى جهاد الشام فتوفي شهيداً في طاعون عمواس بالأردن سنة ثماني عشرة.

وأخوه

عبد الله بن سهيل

خرج مع أبيه إلى بدر يكتم إيمانه فلما التقى الجمعان تحول إلى المسلمين وقاتل وعد بدرياً رضي الله عنه.

وله غزوات ومواقف واستشهد يوم اليمامة وله ثمان وثلاثون سنة.

وقيل بل هو من السابقين الأولين وإنه هاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى رضي الله عنه.

وذكر الواقدي قال لما حج أبو بكر بالناس قبل حجة الوداع لقيه سهيل بن عمرو رضي الله عنه فقال بلغني يا أبا بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يشفع الشهيد لسبعين من أهله" فأرجو أن يبدأ عبد الله بي.

فهذا لا يستقيم لكن قاله - إن كان قاله - لما استشهد سنة اثنتي عشرة باليمامة.

سهيل بن عمرو

أبوهما:

يكنى أبا يزيد وكان خطيب قريش وفصيحهم ومن أشرافهم لما أقبل في شأن الصلح قال النبي صلى الله عليه وسلم: "سهل أمركم".

تأخر إسلامه إلى يوم الفتح ثم حسن إسلامه وكان قد أسر يوم بدر وتخلص قام بمكة وحض على النفير وقال يا آل غالب! أتاركون أنتم محمداً والصباة يأخذون عيركم؟ من أراد مالاً فهذا مال ومن أراد قوةً فهذه قوة وكان سمحاً جواداً مفوهاً وقد قام بمكة خطيباً عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو من خطبة الصديق بالمدينة فسكنهم وعظم الإسلام.

قال الزبير بن بكار كان سهيل بعد كثير الصلاة والصوم والصدقة خرج بجماعته إلى الشام مجاهداً ويقال أنه صام وتهجد حتى شحب لونه وتغير وكان كثير البكاء إذا سمع القرآن وكان أميراً على كردوس يوم اليرموك.

قال المدائني وغيره استشهد يوم اليرموك وقال الشافعي والواقدي مات في طاعون عمواس.

حدث عنه يزيد بن عميرة الزبيدي وغيره.