باب الجيم والياء

جيأ

المَجِيء: الإِتيان. جاء جَيْئاً ومَجِيئاً. وحكى سيبويه عن بعض العرب هو يَجِيكَ بحذف الهمزة. وجاء يَجيءُ جَيْئةً، وهو من بناء المرّة الواحدة إلاّ أنه وُضِع موضع المصدر مثل الرَّجْفةِ والرحْمة. والاسم الجِيئَةُ على فِعْلةٍ، بكسر الجيم، وتقول: جئْت مَجِيئاً حَسناً، وهو شاذ لأَن المصدر من فعَلَ يَفْعِلُ مَفْعَلٌ بفتح العين، وقد شذت منه حروف فجاءت على مَفْعِلٍ كالمَجِيء والمَحِيضِ والمَكيل والمَصِير.
وأَجَأْتُه أَي جِئتُ به.
وجايأَني، على فاعَلني، وجاءاني فَجِئْتُه أَجِيئه أَي غالبَني بكثرة المَجيء فغلَبْتُه. قال ابن بري: صوابه جايأَنِي؛ قال: ولا يجوز ما ذكره إلاَّ على القلب. وجاء به، وأَجاءه، وإِنه لَجَيَّاءٌ بخير، وجَثَّاءٌ، الأَخيرة نادرة.
وحكى ابن جني رحمه اللّه: جائِيٌّ على وجه الشذوذ. وجايا: لغة في جاءا، وهو من البَدليّ.
ابن الأعرابي: جايأَني الرجل من قُرْب أَي قابَلَني ومَرَّ بي، مُجايأَة أَي مقابلة؛ قال الأَزهري: هو من جِئْتُه مَجيئاً ومَجِيئةً: فأَنا جاءٍ. أَبو زيد: جايَأْتُ فلاناً: إذا وافَقْت مَجِيئَه. ويقال: لو قد جاوَزْتَ هذا المكان لجايَأْتَ الغَيْث مُجايأَةً وجِياءً أَي وافقته.
وتقول: الحمد للّه الذي جاء بك أَي الحمد للّهِ إذْ جِئتَ، ولا تقل الحمد للّه الذي جِئْتَ. قال ابن بري: الصحيح ما وجدته بخط الجوهري في كتابه عند هذا الموضع، وهو: الحَمْدُ للّه الذي جاء بك، والحمدُ للّهِ اذْ جئت، هكذا بالواو في قوله: والحمد للّه اذ جئت، عوضاً من قوله: أَي الحمدُ للّه اذْ جئت؛ قال: ويقوِّي صِحَّة هذا قَوْلُ ابن السكيت، تقول: الحمد للّهِ اذْ كان كذا وكذا، ولا تقل: الحمد للّه الذي كان كذا وكذا، حتى تقول به أَو مِنْه أَو عَنه.
وانه لحَسَنُ الجِيئة أَي الحالةِ التي يَجيء عليها.
وأَجاءَه الى الشيء: جاءَ به وأَلجأَه واضْطَرَّه اليه؛ قال زهير بن أَبي سُلْمى:

وجارٍ، سارَ مُعْتَمِداً اليْكُم،

 

أَجاءَتْهُ المخافةُ والرَّجاء

قال الفرَّاء: أَصله من جئت، وقد جعلته العَرب إلجاء. وفي المثل: شَرٌّ ما أَجاءَك الى مُخَّةِ العُرْقُوب، وشَرٌّ ما يُجِيئُك الى مُخَّةِ عُرْقُوب؛ قال الأَصمعي: وذلك أَنّ العُرْقوب لا مُخَّ فيه وانما يُحْوَجُ اليه من لا يَقدِرُ على شيء؛ ومنهم من يقول: شَرٌّ ما أَلجأَك، والمعنى واحد، وتميم تقول: شَرٌّ ما أَشاءَك، قال الشاعر:

وشَدَدْنا شَـدَّةً صـادِقةً،

 

فأَجاءتْكم إلى سِفْحِ الجَبَلْ

وما جاءتْ حاجَتَك أَي ما صارَتْ.
قال سيبويه: أَدخلَ التأْنيثَ على ما حيث كانتِ الحاجة؛ كما قالوا: مَن كانت أُمَّك، حيث أَوْقَعُوا مَنْ على مُؤَنث، وانما صُيِّر جاء بمنزلة كان في هذا الحرف لأَنه بمنزلة المثل، كما جَعَلُوا عسى بمنزلة كان في قولهم: عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً، ولا تقول: عَسِيت أَخانا.
والجِئاوةُ والجِياء والجِياءة: وِعاء توضع فيه القِدْر، وقيل هي كلُّ ما وُضِعَت فيه من خَصفَةٍ أَو جلد أَو غيره؛ وقال الأَحمر: هي الجِواءُ والجِياء؛ وفي حديث عليٍّ: لأَنْ أَطَّلِيَ بِجِواءِ قِدْرٍ أَحَبُّ اليَّ مِنْ أن أَطَّليَ بزَعْفَرانٍ. قال: وجمع الجِئاء أَجْئِيةٌ، وجمع الجِواء أَجْوِيةٌ.
الفرّاء: جَأَوْتُ البُرْمَةَ: رَقَعْتُها، وكذلك النَّعل. الليث: جِياوةُ: اسم حَيٍّ من قَيْسٍ قد دَرَجُوا ولا يُعْرَفُون.
وجَيَّأْتُ القِرْبةَ: خِطْتُها. قال الشاعر:

تَخَرَّقَ ثَفْرُها، أَيَّام خُلَّـتْ،

 

على عَجَلٍ، فجِيبَ بها أَدِيمُ

فجَيَّأَها النِّساءُ، فَخانَ مِنْها،

 

كَبَعْـثـاةٌ ورادِعةٌ رَدُوم

ابن السكيت: امْرأَةٌ مُجَيَّأَةٌ: إذا أُفْضِيَتْ، فاذا جُومِعَتْ أَحْدَثَتْ. ورجل مُجَيَّأ: إذا جامَعَ سَلَحَ.
وقال الفرّاء في قول اللّه: فأجَاءها المَخاضُ الى جِذْعِ النَّخْلةِ؛ هو من جِئْتُ، كما تقول: فجاء بها المَخاضُ، فلما أُلقِيَتِ الباءُ جُعل في الفِعْل أَلِفٌ، كما تقول: آتَيْتُكَ زَيْداً، تريد: أَتَيْتُك بزيد.
والجايئةُ: مِدَّةُ الجُرْح والخُرَاجِ وما اجْتَمَعَ فيه من المِدَّة والقَيْحِ؛ يقال: جاءتْ جايِئةُ الجِراحِ. والجِئَةُ والجِيئَةُ: حُفْرةٌ في الهَبْطةِ يجتمع فيها الماء، والأَعرف: الجِيَّةُ، من الجَوَى الذي هو فسادُ الجَوْف لأَنَّ الماءَ يَأْجِنُ هناك فيَتَغَيَّر، والجمع جَيْءٌ. وفي التهذيب: الجَيْأَةُ: مُجْتَمَعُ ماء في هَبْطةٍ حوالي الحُصُونِ؛ وقيل: الجَيْأَةُ: الموضع الذي يَجْتَمِع فيه الماء؛ وقال أَبو زيد: الجَيْأَةُ: الحُفْرة العظيمة يَجْتَمِع فيها ماء المطر وتُشْرِعُ الناسُ فيه حَشُوشَهم؛ قال الكميت:

ضفادِعُ جَيْأَةٍ حَسِبَتْ أَضاةً،

 

مُنَضِّبةً، سَتَمْنَعُها، وطِينا

وجَيْئةَ البطن: أَسْفل من السُّرَّةِ الى العانة. والجَيْئةُ: قِطعة يُرْقَعُ بها النَّعل، وقيل: هي سَيْرٌ يُخاط به. وقد أَجاءها. والجِيءُ والجَيءُ: الدُّعاء الى الطعام والشراب، وهو أَيضاً دعاء الإبل الى الماء؛ قال معاذ الهرّاء:

وما كانَ على الجِيء،

 

ولا الهِيءِ امْتِداحِيكا

وقولهم: لو كان ذلك في الهِيء والجِيء ما نَفَعَه؛ قال أَبو عمرو: الهِيءُ: الطعام، والجِيءُ: الشَّرابُ. وقال الأُموي: هُما اسْمانِ من قولهم: جَأْجَأْتُ بالإبل إذا دَعَوْتها للشُّرْب، وهَأْهَأْتُ بها: إذا دَعَوْتها للعَلف.

جيا

الجِيّة، بغير همز: الموضع الذي يجتمع فيه الماء كالجِيئَةِ، وقيل:هي الركيَّة المُنْتِنَة. وقال ثعلب: الجِيَّة الماءُ المُسْتَنْقِعُ في الموضع، غير مهموز، يشدّد ولا يشدّد. قال ابن بري: الجِيَّة، بكسر الجيم، فِعْلَة من الجَوِّ، وهو ما انخفض من الأَرض، وجمعها جِيٌّ؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ:

مِنْ فَوْقِهِ شَعَفٌ قُرٌّ، وأَسْفَلُه

 

جِيٌّ تَنَطَّقُ بالظَّيَّانِ والعَتَـمِ

وفي الحديث: أَنَّه مَرَّ بنَهْرٍ جَاوَرَ جِيَّةً مُنْتِنَةً؛ الحِيَّة، بالكسر غير مهموز: مجتَمَع الماء في هَبْطَةٍ، وقيل: أَصلها الهمز، وقد تخفف الياء. وفي حديث نافِعِ بنِ جُبَيرِ بنِ مُطْعِمٍ: وترَكُوكَ بينَ قَرْنِها والْجِيَّة؛ قال الزمخشري: الجِيَّةُ بوزن النِّيَّة، والجَيَّةُ بوزن المَرَّة، مُسْتَنْقَعُ الماءِ. وقال الفراء في الجِئَة: هو الذي تسيل إِليه المياه؛ قال شمر: يقال له جِيَّة وجَيْأَةٌ وكُلٌّ من كلام العرب. وفي نوادر الأَعراب:قِيَّةٌ من ماءٍ وجِيَّةٌ من ماء أَي ماءٌ ناقعٌ خبيث، إِمّا مِلْحٌ وإِمّا مخلوط ببول.
والجِياءُ: وعاءُ القدر، وهي الجِئاوَةُ: وقول الأَعرابي في أَبي عمرو الشيباني:

فَكانَ ما جادَ لِي، لا جادَ عن سَعَةٍ،

 

ثلاثَةٌ زائفـاتٌ ضَـرْبُ جَـيَّاتِ

يعني من ضَرب جَيٍّ، وهو اسم مدينة أَصبهان، معرَّب؛ وكان ذو الرمة وردها فقال:

نَظَرْتُ ورَائِي نَظْرَة الشَّوْق، بَعْدَما

 

بَدَا الجَوُّ مِن جِيٍّ لنا والدَّسَـاكـر

وفي الحديث ذِكرُ جِيٍّ، بكسر الجيم وتشديد الياء، وادٍ بين مكة والمدينة.
وجايانِي مُجاياةً: قابَلَني، وقال ابن الأَعرابي: جَاياني الرجلُ من قُرْبٍ قَابلني. ومرَّ بي مُجاياةً، غير مهموز، أَي مُقابلةً.وجِيَاوَةُ: حيّ من قَيْس قد دَرَجُوا ولا يُعْرَفُون، والله أَعلم.

جيت

جايَتَ الإِبل: قال لها: جَوْتِ جَوْتِ، وهو دُعاؤُه إِياها إِلى الماء؛ قال:

جايَتَها فهاجَها جُواتُه

هكذا رواه ابن الأَعرابي؛ وهذا يبطله التصريف، لأَن جايتها من الياء، وجَوْتِ جَوْتِ من الواو، اللهم إِلا أَن يكون مُعاقَبةً حِجازِيَّةً، كقولهم: الصُّياعُ في الصُّواعِ، والمَياثِقُ في المواثِقِ، أَو تكون لفظةً على حِدَةٍ؛ والصحيح:

جاوَتَها، فهاجَها جُواتُه

وهكذا رواه القَزَّازُ.

جيح

جاحَهم الله جَيْحاً وجائحةً: دهاهم، مصدر كالعاقبة. وجَيْحان: واد معروف؛ وفي الحديث ذكر سَيْحان وجَيْحان، وهما نهران بالعواصم عند أَرض المَصِيصَةِ وطَرَسُوس.

جيخ

جاخَ السيلُ الواديَ يَجِيخُه جَيْخاً: أَكلَ أَجرافَه، والكلمة يائية وواوية، وقد تقدم ذكره.

جير

جَيْرِ: بمعنى أَجَلْ؛ قال بعض الأَغفال:

قَالَتْ: أَراكَ هارِباً لِلْـجَـوْرِ

 

مِنْ هَدَّةِ السُّلْطانِ؟ قُلْتُ: جَيْرِ

قال سيبويه: حركوه لالتقاء الساكنين وإِلا فحكمه السكون لأَنه كالصوت. وجَيْرِ: بمعنى اليمين، يقال: جَيْرِ لا أَفعل كذا وكذا. وبعضهم يقول: جَيْرَ، بالنصب، معناها نَعَمْ وأَجَلْ، وهي خفض بغير تنوين. قال الكسائي في الخفض بلا تنوين. شمر: لا جَيْرِ لا حَقّاً. يقال: جَيْرِ لا أَفعل ذلك ولا جَيْر لا أَفعل ذلك، وهي كسرة لا تنتقل؛ وأَنشد:

جَامِعُ، قَدْ أَسْمَعْتَ مَنْ يَدْعُو جَيْرِ،

 

وَلَيْسَ يَدْعُو جَامِعٌ إِلـى جَـيْرِ

قال ابن الأَنباري: جَيْرِ يوضع موضع اليمين. الجوهري: قولهم جَيْرِ لا آتيك، بكسر الراء، يمين للعرب ومعناها حقّاً؛ قال الشاعر:

وقُلْنَ عَلى الفِرْدَوْسِ أَوَّلَ مَشْرَبٍ:أَجَلْ جَيْرِ أَنْ كَانَتْ أُبِيحَتْ دَعاثِرُهْ

والجَيَّارُ: الصَّارُوجُ. وقد جَيَّرَ الحوضَ؛ قال الشاعر:

إِذا ما شَتَتْ لَمْ تَسْتُرِيها، وإِنْ تَقِظْتُباشرْ بِصُبْحِ المازِنِيِّ المُجَيَّرا

ابن الأَعرابي: إذا خُلط. الرَّمادُ بالنُّورَةِ والجِصِّ فهو الجَيَّارُ؛ وقال الأَخطل يصف بيتاً:

بحُرَّةَ كأَتانِ الضَّحْلِ أَضْمَرَهَا،

 

بَعْدَ الرَّبالَةِ، تَرْحالي وتَسْيَارِي

كأَنها بُـرْجُ رُومِـيٍّ يُشَـيِّدُهُ،

 

لُزَّ بِطِـينٍ وآجُـرٍّ وجَـيَّارِ

والهاء في كأَنها ضمير ناقته، شبهها بالبرج في صلابتها وقُوَّتها.
والحُرَّةُ: الناقة الكريمة. وأَتانُ الضَّحْلِ: الصخرة العظيمة المُلَمْلَمَةُ. والضحك: الماء القليل. والرَّبالة: السِّمَن.
وفي حديث ابن عمر: أَنه مر بصاحب جِير قد سقط فأَعانه؛ الجِيرُ: الجِصُّ فإِذا خلط بالنورة فهو الجَيَّارُ، وقيل: الجَيَّار النورة وحدها.
والجَيَّارُ: الذي يجد في جوفه حَرّاً شديداً. والجائِرُ والجَيَّارُ:حَرٌّ في الحَلْقِ والصَّدْرِ من غيظ أَو جوع؛ قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ، وقيل: هو لأَبي ذؤيب:

كأَنما بَيْنَ لَـحْـيَيْهِ ولَـبَّـتِـهِ،

 

مِن جُلْبَةِ الجُوعِ، جَيَّارٌ وإِرْزِيزُ

وفي الصحاح:

قَدْ حَالَ بَيْنَ تَراقِيهِ ولَبَّتِهِ

وقال الشاعر في الجائر:

فَلَمَّا رأَيتُ القَوْمَ نادَوْا مُقاعِساً،

 

تَعَرَّضَ لِي دونَ التَّرائبِ جَائرُ

قال ابن جني: الظاهر في جَيَّارٍ أَن يكون فَعَّالاً كالكَلاَّءِ والجَبَّانِ؛ قال: ويحتمل أَن يكون فَيْعالاً كخَيْتامٍ وأَن يكون فَوْعالاً كَتَوْرابٍ. والجَيَّارُ: الشِّدَّةُ؛ وبه فسر ثعلب بيت المتنخل الهذلي جَيَّارٌ وإِرْزِيزُ.

جيز

الجِيزَةُ: الناحية والجانب، وجمعها جِيزٌ وجِيَزٌ. وعِبْرُ النهر: جِيزَتُه. وجِيزَةُ: قرية من قُرَى مصر إِليها ينسب الربيع بن سليمان الجِيزي. والجِيزُ: جانب الوادي وقد يقال فيه الجِيزَةُ، وقد تكرر في الحديث ذكر الجِيزة، وهي بكسر الجيم وسكون الياء: مدينة تلقاء مصر على النيل المبارك. والجِيزَةُ: الناحية من الوادي ونحوه. الأَزهري: الجِيزَة من الماء مقدار ما يجوز به المسافر من مَنْهل إِلى منهل. يقال: اسقني جِيزَةً وجائِزَةً وجَوْزَةً. والجِيزُ: القبر؛ قال المتنخل:

يا لَيْتَه كان حَظِّي من طعامكما

 

أَنِّي أُجَنّ سَوَادي عَنْكما الجِيزُ

وقد فُسِّر بأَنه جانب الوادي، وفسره ثعلب بأَنه القبر، والله تعالى أَعلم.

جيس

جَيْسانُ: موضع معروف، ورواه ابن دُرَيْد بالشين المعجمة، وسيأْتي ذكره. وجَيْسانُ: اسم، واللَّه أَعلم.

جيش

جاشَت النفسُ تَجِيش جَيْشاً وجُيوشاً وجَيَشاناً: فاظَتْ. وجاشَتْ نفسِي جَيْشاً وجَيشاناً: غَثَتْ أَو دارَتْ لِلْغَّثَيان، فإِن أَردْتَ أَنها ارتفعَت من حُزن أَو فزَع قُلت: جَشَأَت. وفي الحديث: جاؤوا بِلَحْم فتَجَيَّشَتْ أَنفُسُ أَّصحابِه أَي غَثَتْ، وهو من الارتفاع كأَنَّ ما في بطونهم ارتفع إِلى حُلوقهم فحَصل الغَثْيُ. وجاشت القِدْر تجِيش جَيْشاً وجَيَشاناً: غَلَت، وكذلك الصدْرُ إذا لم يَقْدر صاحبه على حَبْس ما فيه. التهذيب: والجَيشان جَيَشان القِدْر. وكلّ شيء يَغْلي، فهو يَجِيش، حتى الهَمّ والغُصَّة في الصدْر؛ قال ابن بري: وذكر غير الجوهري أَنَّ الصحيح جاشت القِدْر إذا بَدَأَتْ أَن تَغْلي ولم تَغْلِ بعْدُ؛ قال: ويشهد بصحة هذا قول النابغة الجعدي:

تَجيشُ علينا قِدْرهم فنُدِيمُها

 

ونَفْثَؤُها غَنَّا إذا حَمْيُها غلى

أَي نُسكِّنُ قِدْرَهم، وهي كناية عن الحرب، إذا بدأَت أَن تغلي، وتسكينها يكون إِما بإِخراج الحطب من تحت القدرِ أَو بالماء البارد يُصَبُّ فيها، ومعنى نديمها نُسَكّنها؛ ومنه الحديث: لا يَبُولَنَّ أَحدكم في الماء الدائم أَي الساكن، ثم قال: ونَفْثَؤُها عنَّا إذا غلت وفارت وذلك بالماء البارد. وفي حديث الاسْتِسقاء: وما يَنزِل حتى يَجِيشَ كلُّ مِيزابٍ أَي يتدَفَّق ويجري بالماء. ومنه الحديث: ستكُون فِتْنة لا يَهْدأْ منها جانبٌ إِلا جاشَ منها جانب أَي فارَ وارتفع. وفي حديث علي. رضوان اللَّه عليه، في صفة النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: دامِغ جَيْشاتِ الأَباطِيل؛ هي جمع جَيْشة وهي المرَّة من جاشَ إذا ارتفع. وجاشَ الوادي يَجِيش جَيشاً: زَخَر وامتدَّ جدّاً. وجاشَ البحر جَيشاً: هاجَ فلم يُسْتَطع رُكوبُه.
وجاشَ الهمُّ في صدْره جيْشاً: مُثِّلَ بذلك. وجاشَ صدْرُه يَجِيش إذا غَلى غَيْظاً ودَرَداً. وجاشتْ نفْس الجبان وجَأَشت إذا همَّت بالفرار.
وفي حديث البراء بن مالك: وكأَنَّ نفْسي جاشَت أَي ارتاعت وخافت.
وجأْش النفس: رُوَاعُ القَلب إذا اضطرب، مذكور في جأَش.
والجَيْش: واحد الجُيُوش. والجَيش: الجُنْد، وقيل: جماعة الناس في الحَرْب، والجمع جيوش. التهذيب: الجَيْش جُنْد يسيرون لحرب أَو غيرها. يقال: جَيَّش فلان أَي جمع الجيوش، واسْتَجاشَه أَي طَلب منه جيشاً. وفي حديث عامر بن فُهَيرة: فاسْتَجاشَ عليهم عامرُ بن الطفَيل أَي طَلب لهم الجيشَ وجمَعَه عليهم.
والجِيشُ: نباتٌ له قُضْبان طِوالٌ خُضْرٌ وله سَنِفَةٌ كثيرة طِوال ممْلوءة حَبّاً صِغاراً، والجمع جيوش.
وجَيْشان: موضع معروف؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

قامت تَبَدَّى لك في جَيْشانِها

لم يفسره، قال ابن سيده: وعندي أَنه أَراد في جَيَشانها أَي قُوَّتِها وشبابِها فسكَّن للضرورة، وسيأْتي تفسير قولهم فلان عيش وجيش في موضعه.
وذات الجَيْش: موضع؛ قال أَبو صخر الهذلي:

لِلَيْلى بِذات البَيْن دارٌ عَرفتُـهـا

 

وأُخْرَى بذات الجَيْش آياتُها سَفْر

جيص

جاصَ: لغة في جاضَ؛ عن يعقوب وسيأْتي ذكره.

جيض

جاضَ عن الشيء يَجِيضُ جَيْضاً أَي مالَ وحادَ عنه؛ والصاد لغة عن يعقوب؛ قال جعفر بن عُلْبة الحارثي:

ولم نَدْرِ إِنْ جِضْنا عن الموت جَيْضةً،

 

كم العمْرُ باقٍ، والمَدَى مُتَـطـاوِلُ

الأَصمعي: جاضَ يَجِيضُ جَيْضَةً وهو الرَّوَغانُ والعُدولُ عن القصد؛ وقال القطامي يصف إِبلاً:

وتَرَى لجَيْضَتِهنَّ عند رَحِيلِنا

 

وَهَلاً، كأَنَّ بهنَّ جُنَّةَ أَوْلَقِ.

وفي الحديث: فجاضَ الناسُ جَيْضةً. يقال: جاضَ في القتال إذا فرَّ، وجاضَ عن الحق عدل، وأَصل الجَيْضِ الميل عن الشيء، ويروى بالحاء المهملة والصاد المهملة.
أَبو عمرو: المِشْية الجِيَضَّ فيها اختيال، والجِيَضّ مثال الهِجَفّ مشية فيها اختيال. وجاضَ في مِشْيتِه: تبَخْتر، وهي الجِيَضَّى، وإِنه لجِيَضُّ المِشية، ورجل جَيَّاضٌ. ابن الأَعرابي: هو يمشي الجِيَضَّى، بفتح الياء، وهي مِشْية يختال فيها صاحبها؛ قال رؤبة:

مِن بعدِ جَذْبي المِشْيةَ الجِيَضَّى،

 

فقد أُفَدِّي مِشْيةً مُـنْـقَـضّـا

جيعم

الجَيْعَمُ: الجائع.

جيف

الجِيفةُ: معروفة جُثَّةُ الميت، وقيل: جثة الميت إذا أَنتَنَتْ؛ ومنه الحديث: فارْتَفَعَت ريحُ جِيفةٍ. وفي حديث ابن مسعود: لا أَعرِفَنَّ أَحدَكم جِيفةَ لَيْلٍ قُطْرُبَ نهارٍ أَي يَسْعَى طُول نهارِه لدنياه ويَنام طُولَ ليلِه كالجِيفة التي لا تتحرك. وقد جافت الجِيفةُ واجْتافَتْ وانْجافَتْ: أَنتنت وأَرْوَحَتْ. وجَيِّفَتِ الجِيفةُ تَجْيِيفاً إذا أَصَلَّتْ. وفي حديث بدر: أَتُكَلِّمُ أُناساً جَيَّفُوا؟ أَي أَنتَنوا، وجمع الجيفة، وهي الجُثَّة الميتة المنتنة، جِيَفٌ ثم أَجْيافٌ. وفي الحديث: لا يدخل الجنة دَيُّوثٌ ولا جَيَّافٌ، وهو النَّبّاشُ في الجَدَثِ، قال: وسمي النّبَّاش جَيّافاً لأَنه يكْشِفُ الثياب عن جِيَفِ الموتى ويأْخذها، وقيل: سمي به لِنَتْنِ فِعْله.

جيل

الجِيل: كل صِنْف من الناس، التُّرْك جِيل والصِّين جِيل والعرب جِيل والروم جِيل، والجمع أَجْيال. وفي حديث سعد بن معاذ: ما أَعْلَمُ من جِيل كان أَخبث منكم؛ الجِيل الصنف من الناس، وقيل الأُمَّة، وقيل كل قوم يختصون بِلُغَة جيل. وجِيلان وجَيْلان: قوم رَتَّبهم كِسْرى بالبحرين شِبْه الأَكَرة لخَرْص النَّخْل أَو لمِهْنَةٍ مّا؛ وقال عمرو بن بحر: جَيْلان وجِيلان فَعَلة المُلوك، وكانوا من أَهل الجَبَل؛ وأَنشد:

أُتِيحَ له جَيْلانُ عـنـد جَـذاذِه

 

ورَدَّد فيه الطَّرْفَ حتى تَحَيَّرا

وأَنشد الأَصمعي:

أَرْسَل جَيْلان يَنْحِتُون له

 

ساتِيذَما بالحَديدِ فانْصَدَعا

المُؤَرِّج في قوله تعالى: هو وقَبِيله؛ أَي جِيلُه، ومعناه جِنْسه.
وجِيل جِيلان: قوم خلف الدَّيْلم. التهذيب: جِيلٌ من المشركين خلف الدَّيلم، يقال جِيل جَيلان. وجَيْلان، بفتح الجيم: حَيٌّ من عبد القيس. الجوهري: وجَيْلان الحَصى ما أَجالَته الريح منه؛ يقال منه: ريح ذات جَيْلان.

جيم

الجيم: حرف هجاء، وهو حرف مجهور؛ التهذيب: الجيم من الحروف التي تؤنث ويجوز تذكيرها. وقد جَيَّمْتُ جِيماً إذا كتبتها.