الجزء الرابع

ابن حبيب البغدادي

محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو البغدادي الأخباري الهاشمي بالولاء المتوفي بسامراء عام 245هـ

الجزء الرابع

حلف مسعود بن عمرو

قال‏:‏ قال ابن شهاب‏:‏ حالف آل مسعود بن عمرو من القارة آل عبد لله بن جدعان التيمي فلما حضرته الوفاة قال‏:‏ يا أبا مساحق وهو أبو زهير أيضاً وكانت له كنيتان إنه لا ولد لك ولاينبغي لنا أن تقيم مع من لا ولد له فأردد إلينا حلفنا فرده غليهم وبرئ إليهم منه فحالفوا بني نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة قال‏:‏ ثم ولد لعبد الله بن جدعان بعد وفاته من الضيربه بنت أبي قيس بن عبد مناف بن زهرة أبو مليكة بن جدعان‏.‏

قال‏:‏ فهذا كل حلف انتهى إلينا أنه كان جاهلياً في قريش فما كان سوى ذلك فهو دعاوة في الإسلام لصداقة او أرحام أو جوار أو أصهار‏.‏

 من دخل في قريش في الإسلام بغير حلف

فمن أولئك في بني هاشم آل أبي مسروح بن عمرو هم من بين سعد بن بكر دخلوا لصهرهم إلى العباس والمقوم ابني عبد المطلب كانت عند أبي مسروح ابنة المقوم فولدت له عبد الله بن أبي مسروح فتزوج عبد الله بنت العباس بن عبد المطلب‏.‏

ومنهم جعونة بن شعوب من بني ليث دخلوا في بني هاشم لصداقة كانت بين أبي بكر بن جعونة وبين العباس بن عبد المطلب‏.‏

ومنهم في خزاعة آل كثير بن الصلت الكندي وآل أبي عمر الغفاري أدخله جميعاً المهدي أمير المؤمنين في خلافته وكان آل كثير ابن الصلت في بني جمح‏.‏

ومن أولئك في بني عبد شمس آل عمرو بن أمية الضمري دخلوا في بنس أميةي لأن عمرو بن أيمة الضمري تزوج سخيلة بنت عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب‏.‏

ومنهم آل هبيرة من بني قمير حلف عليهم محمد بن عبد الملك بن عبد الله بن عنبسة بن عمرو بن عثمان في خلافة المهدي فكتبهم معهم‏.‏

ومنهم آل سلمة وعمرو ابني الأزرق وكان جخولهم في بني عبد شمس أن سلمة تزوج آمنة بنت عفان أخت عثمان رضي الله عنه لأبيه والأزرق عبد رومي كان الحارث بن كلدة الثقفي فنزل مع أبي بكرة ومع المنبعث يوم الطائف إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا فأعتقهم ومنهم ابن أخت النمر من كندة منهم السائب بن يزيد ليسوا بحلفاء ولم نعلم سبب دخولهم في بني عبد شمس‏.‏

ومنهم آل هانئ ينسبون إلى همدان ويدعون حلف عثمان بن عفان رضي الله عنه وإنما هم موال له‏.‏

ومنهم آل قعين من بني أسد بن خزيمة وآل علباء من بني أسد وهم رهط ابن عبد الرحمن بن أقيش ليس لهم حلف إنما دخلوا بسبب جحش بن رئاب‏.‏

ومن أولئك في بني نوفل بن عبد مناف بنو أبي تجراع وآل فكيهة وهما أخوان ابنا يسار غلام عمارة بن الوليد بن المغيرة وهم ينسبون إلى الأشعريين من اليمن ولأبي تجزأة يقول عمارة بن الوليد‏:‏ الطويل تزوج أبا تجزاة من يك أهله بمكة يرحل وهو للظل آلف وأخوهما لأمهما صياح غلام عمارة بن الوليد الذي قتله عمارة في أمر اليهودي وكانت له قصة وهي هذهككان عمارة رجلاً مترفاً جباراً فنزل في بعض أسفاره بمنزل شديد الحر فقام صياح وذبح شاة وخبز وطبخ ثم ثرد له فلم قدم غليه طعامه قال له عمارة‏:‏ مرق حار وخبز كمنزل صياح ومهلك سالم ولست لميت هالك بوصيل ومنهم آل أبي ثور ينسبون إلى بني تميم وهم الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف قال عبد العزيز‏:‏ أجخل إلى عبد الله بن جعفر الزهري من ولد المسور بن مخرمة أبو ثور غلام الخيار بن عدي‏.‏

ومنهم آل الحارث بن معاوية بن الحويرث المراديين من اليمن قال‏:‏ وأظن مدخلهم فيهم بنكاح عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث حفصة بنت أزهر بن عجير بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف‏.‏

ومنهم حلف آل سيحان المحاربي من جسر وذلك أن بني عبد مناف يقوونه وأنا أزعم أنهم عداد دلني على ذلك قول عبد الرحمن بن سيحان حين ضربه مروان بن الحكم وهو عامل معاوية على المدينة في الخمر ثمانين فكتب معاوية بن أبي سفيان إلى مروان‏:‏ أما بعد فإنك ضربت عبد الرحمن بن سيحان في نبيذ أهل الشام الذي يستعملونه وليس بحرام حين كان حلفه إلى أبي سفيان وأيم الله‏!‏ لو كان حليفاً للحكم ما ضربته فأبطل عنه الحد قبل أن أضرب معه من أخذت معه عبد الرحمن بن الحكم إني امرؤ عقدي إلى أفضل الورى عديداً إذا ارفضت عصا المتحلف فبقوله عرف أنه عديد منهم وليس بحليف حين أقر به في شعره‏.‏

ومن أولئك في بني الحارث بن عبد المطلب عبد الله بن سعيد بن القسب من أزدشنوءة قال‏:‏ وأظن أنه دخل فيهم بنكاحه بحينة بنت الحارث بن المطلب قد درج وليس له عقب قال‏:‏ ودخل في بني المطلب بن عبد مناف آل جهيم من السكاسك دخلوا بصخر لهم فيهم‏.‏

ومن أولئك من بن عبد الدار بن قصي آل علاط البهزيون من بني سليم بن منصور رهط حجاج بن علاط وكان مدخلهم فيهم أنها كانت عند الحجاج صفية بنت أبي طلحة بن عبد العزى بنعثمان بن عبد الدار فولدت له معرض بن الحجاج وأخاله فدخلوا في بني عبد الدار بالصهر وليس لهم حلف‏.‏

ومنهم آل يعلى بن منيو من بني تميم ومنية أمه وهو يعلى بن أمية ولا أعرف سبب دخولهم في بني عبد الدار‏.‏

آل حاطب بن أبي بلتعة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وقد شهد بدراً ومنهم رجل من عنس من اليمن كان ملصقاً في بني أسد بغير حلف فادعاه عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة قال‏:‏ وهو من ولد الحارث بن أسد بن عبد العزى‏.‏

 

ومن أولئك في بني زهرة بن كلاب آل يزيد من الجدرة من الأزد دخلوا في زهرة بنكاح عبد الله بن يزيد ابنة الأسود بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بنزهرة وليس لهم حلف ومنهم آل أبي بشر من خزاعة منهم كرامة البشرى الشاعر دخلوا بسبب أخوتهم إلى سباع بن عبد العزى من خزاعة‏.‏

ومنهم آل عبد بن القاري وهم بنو الهون بن خزيمة بن مدركة منهم مسعود بن عمرو القاري صاحب النبي صلى الله عليه شهد بدراً وقتل بخيبر قال‏:‏ سمعت من يحقق حلفهم وسمعت من يوهنه ويقول‏:‏ إنما دخلوا بأرحامهم وأصهارهم في بني زهرة‏.‏

ومنهم آل شرحبيل بن حسنة وهو شرحبيل بن سفيان بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وكانت أمه حسنة من الأشعريين وكانت عند سفيان بن معمر فتبنى ابنها شرحبيل وولدت له محمد بن سفيان فكانت هي وهما وسفيان من مهاجرة الحبشة وقال بعض الناس‏:‏ هو محمد بن الحارث بن معمر فحرم محمد على نفسه اللحمنن أو يرى النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل من أرض الحبشة حتى إذا كان بين جدة وعسفان يريد النبي صلى الله عليه وسلم نزل به الموت فقال‏:‏ إني لأكره أن ألقى الله عز وجل وقد حرمت شيئاً مما أحل فدعا بلحم فأكله هو سفيان أخوه فخاصم بنو حطاب وحاطب الجمحيون عبيد الله بن شرحبيل وكان موسعاً عليه فسبوه بأمه فقال‏:‏ لست منكم أنا رجل من الغوث بن مر أخو تميم بن مر وهم الذين كانت العرب تقول لهم إذا دفعوا بين المأزمين‏:‏ أجيزي صوفة قال‏:‏ وأخبرني عفان بن شبة قال‏:‏ كانت أم الغوث تلد النساء فحلفت لئن ولدت غلاماً لتعبدنه البيت الحرام فكان أول ما ولدت الغوث بن مر فكان أكبر بنيها فربطته حول البيت فمرت به أخته تكمة بنت مر وهي أم عطفان وسليم وهما أخوان لأم فقالت‏:‏ والله‏!‏ ما صار أخي إلا صوفة من حر الشمس فسمي صوفة لذلك فكانوا يجيزون بالناس الحج فكانت العرب نقول لم‏:‏ أجيزي صوفة‏.‏

فقال‏:‏ رزاح بن ربيعة العذري أخو قصي وزهرة لأمهما يذكر ذلك‏:‏ الوافر أخذت الحج من عدوان غصباً ولو أدركت صوفة لاشتفيت إذا يجنى عليه بذلت نصري ويفعل مثل ذلك إن جنيت ثم رجع الحديث إلى ذكر شرحبيل قال‏:‏ فركب عبيد الله بن شرحبيل إلى معاوية فقال‏:‏ أنا رجل من الغوث بن مر فقال‏:‏ انظر ما تقول قال‏:‏ نسبي منهم فانقل ديواني قال‏:‏ فأين أجعله قال‏:‏ في بني زهرة قال‏:‏ فنقله وأظن نقله إلى زهرة خاصة لصداقة انت بينه وبين عب الرحمن بن زهرة‏.‏

ومن أولئك في بني تيم آل علقمة بن وقاص الليثيون وكان مدخلهم فيهم أن علقمة بن وقاص تزوج ابنة لعبيد اله بن عثمان أخت طلحة بن عبيد الله في الإسلام فدخلوا فيهم لصهرهم‏.‏

ومنهم آل أبي يحيى وهم موال ينتسبون إلى حكم مناليمن ومنهم آل الطفيل بن الأرت دخلوا في تيم برحمهم لعائشة أم المؤمنين‏.‏

ومنهم صهيب بن سنان بن يزيد بن النمر بن قاسط وكان من ساكني شاطئ الفرات من قرية يقال لها الثني فاستبته الروم صغيراً في عيال من بني الخزرج من النمر فنشأ في الروم حتى كبر فابتاعته كلب فجاؤوا به إل عكاظ فابتاعه عبد الله بن جدعان أعجمي اللسان فأعتقه وهو أخو مالك بن سنان عامل كسرى على الأبلة وقال مالك حين سرق صهيب‏:‏ الرجز أنشد بالله الغلام النمري دج وأهلي بالثني ومن أولئك في بني مخزوم آل الفضيل بن عفيف بن كليب بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو‏.‏

ومنهم آل خراش بن أمية‏:‏ دخلوا في صدر الإسلام بسبب نكاح خراش بن أمية قذة بنت عرفجة بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم‏.‏

ومنهم حي من بني سامة بن لؤي أدخلهم فيهم إبراهيم بن هشام المخزومي بفرض فرضة لهم هشام بن عبد الملك‏.‏

ومنهم آل أبي ياسر من بني تميم دخلوا بفرض من عبد الملك بن مروان افترضه لهم هشام بن إسماعيل‏.‏

ومنهم آل عمار بن ياسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان أمرهم أن ياسراً وهو رجل من عنس من اليمن قدم مكة هو وأخواه الحارث ومالك يطلبون أخاً لهم فخرج الحارث ومالك وأقام ياسر فتزوج سمية بنت خيط جارية أبي حذيفة فولدت له عمار بن ياسر رضي الله عنه ثم خلف عليها الأزرق غلام الحارث بن كلدة وهو ممن أعتق بالإسلام يوم الطائف فولدت له عمراً وسلمة ابني الأزرق فهما أخوان لم وأعتق ابو حذيفة عماراً فنسبه في عنس ومنهم أبرهة بن الصباح يقال إنه من حمير وهو حبشي أسلم ولم تصبه منة من أحد‏.‏

ومن أولئك في بني عدي بن كعب آل بكير الليثيون دخلوا بفرض فرضه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهم يزعمون أنهم كانو جيراناً لعمر بن الخطاب رحمه الله وهذا أثبت لأنهم قد حضروا بدراً وهم يعدون في بدريي بني عدي‏.‏

ومنهم آل عامر بن ربيعة وهم آل قريط وهم من عنز بن وائل إخوة بكر بن وائل وكان مدخلهم فيهم أن عامراً هاجر إلى النبي صلى الله عليه وشهد بدراً وكان لعمر صديقاً ففرض له في قومه في بدريي بني عدي وأثبت من هذا أن الخطاب تبناه وأنه ورث الخطاب مع ولده فلما أنزل الله عز وجل في قصة زيد بن حارثة ما انزل نسب إلى أبيه ربيعة وكان ربيعة قد هلك وتركه صغيراً‏.‏

ومنهم آل واقد بن عبد الله التميمي وهو من بني عرين بن ثعلبة بن يربوع وكان واقد قد خاجر وشهد بدراً وكان لعمر صديقاً ففرض له مع قومه من بني عدي ويبطل هذا انه يعد مع بدريي عدي بن كعب ويقال كان حليفاً جنة جناية في قومه فلحق بمكة وحالف بني عدي‏.‏

ومنهم آل نمير أصحاب حضير منهم أبو نمير الشاعر ينتسبون إلى همدان وهم موالي لعمر بن الخطاب ومن بعضهم عركز الفائد فادعى إلى همدان وانتفى من ولاء عمر‏.‏

ومن أولئك في بني جمح آل أبي يسار وأبي فكيهة وأبي تجزأة عبيد عمارة بن الوليد وكان صفوان بنعبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف تزوج ابنة لأبي يسار فقال عبد الملك بن مروان لمحمد بن صفوان بن عبد الله بن صفوان لا قدم عليه‏:‏ منأمك فقال‏:‏ بنت أبي يسار فقال علقمة بن وقاص‏:‏ أبصر بالنكاح من أبيك حين تزوج ابنة عبد الله بن عثمان وأخت طلحة بن عبيد الله‏.‏

ومن أولئك في بني سهم ولم يكن لهم حلف في الجاهلية آل عبد الرحمن بن يزيد بن عبد الله بن عمرو بن حبيب وهم يدعون إلى غطفان وبعض الناس يزعم أنهم من بلى من إراشة وتزعم بنو عبس أن أبا يزيد عبد الله بن عمر كان عبداً لهم فارسياً فأبق منه فسمي ملاصاً ليلة أبق قال‏:‏ ولم يكن في بني عامر بن لؤي حلف في الجاهلية ودخل فيهم في الإسلام بدعاوة بنو جناب الحميريون وهم من ثمود اليمامة ودخل فيهم آل عمران بن أبي أنس وهم يزعمون انهم من الأشعريين من بني أسعد وان أبا أنس نوفل بن بجاد وبنو عامر بن لؤي يزعمون أن أبا أنس عبد لعبد الله بن سعد بن أبي سرح ودخل فيهم آل شريح وهم يدعون أنهم من لخم وجاؤوا بنسبهم من الشام بكتاب من بعض قضاة الشام إلى محمد بن عبد العزيز الزهري وهو يومئذ يلي قضاء المدينة ولصحيح نسبهم أن شريحاً كان عبداً لأبي عمرو بن حماس الديلي‏:‏ قال عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز الزهري‏:‏ وكان مما انتهى إلينا مما جاء عن النبي صلى الله عليه من تثبيت الحلف حلف الجاهلية ومن المواقيت التي أراد أنه لا حلف بعدها قال‏:‏ قال عروة بن الزبير ورفعة إلى النبي صلى الله عليه قال‏:‏ لا حلف في الأسلام وما كان في الجاهلية فلا يزيدهن الإسلام إلا شدة‏.‏

قال‏:‏ وحدثني خالي عدي بن ثابت أن الأوس أرادت أن تحالف سليماً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لا حلف في الإسلام ولا يزيد الإسلام حلف الجاهلية إلا شدة ‏"‏ وحدث عن زيد بن أسلم عن الأعمش عن الشعبي قال قال رسول الله صلى عليه‏:‏ ‏"‏ لا حلف في الإسلام وحلف الجاهلية مشدود فهذا ما انتهى إلى عبد العزيز عن النبي صلى الله عليه وسلم في تثبيت حلف الجاهلية وتوهين حلف الإسلام قال‏:‏ أحدث بنو الغزالة من بني سليم ثم من بني بهز حدثاً في قومهم قتلوا قتيلاً ثم خرجوا فركبوا الحرة فهبطوا على أبي جليد فحالفوه وكان منزله بالستارة فطلبهم قومهم حتى جاؤهم فمنعهم ابن أبي جليد فقال‏:‏ حالف أبي وانا أعقل عنهم فقال رجل من بني بهز‏:‏ الرجز جئت بها يا ابن أبي جليد حناكلاً مثل الوبار السود فقال ابن أبي جليد‏:‏ الرجز جئت بها طامية ذراها يحب منها كل من يراها قال‏:‏ فلما كان زمن عثمان رحمه الله خاصمت بهز بن أبي جليد في حلفهم وقالوا‏:‏ حالفوا والنبي صلى الله عليه بمكة فهذا حلف في الإسلام فقضى أن كل حلف كان ورسول الله صلى الله عليه بمكة فهو جاهلي وما كان في الهجرة فهو إسلامي وأن لا حلف فيالإسلام‏.‏

وقد حالف أبو ربيعة جد إسحاق بن مسلم بن أبي ربيعة العقيلي في جعفي فادعت جعفي أن نسبه منهم فأنكرت ذلك بنو عقيل وقالوا‏:‏ حالفوا في الإسلام وانكرت ذلك جعفي فقالوا‏:‏ بل كان حلفهم في الجاهلية فقضى علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏:‏ أن كل حلف كان قبل نزول لإيلاف قريش فهو جاهلي وكل حلف كان بعد نزوهلا فهو منقوض يريد علي بن أبي طالب عليه السلام بذلك أن من عقد لا يدخل في قريش بعد نزولها وهو مرودود عليه قال عبد العزيز‏:‏ وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ كل حلف كان قبل الحديبيبة فهو مشدود وكل حلف كان بعدها فهو منقوض وذلك أن رسول اله صلى الله عليه وسلم حين وادع قريشاً كتب بينه وبينهم وانه من أحب أن يدخل في عهج قريش وعقدها دخل ومن أحب أن يدخل في عهد محمد صلى الله عليه وعقده دخل قال‏:‏ وقال ابن عباس‏:‏ كل حلف كان قبل نزول قول الله عز وجل ‏"‏ ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فاتوهم نصيبهم ‏"‏ مشدود وكل حلف كان بعدها فهو منقوض قال‏:‏ وقال محمد بن عبد الرحمن بن عبد القاري‏:‏ نزلت في الحلف ‏"‏ يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام ‏"‏ إلى آخر الآية قال‏:‏ وقال محمد بن علي عن أبيه عن يزيد بن ركانة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا معشر قريش‏!‏ ادخلوا دار الندوة ولا يدخلن أحد ألا أنتم فقالوا‏:‏ يا رسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ حليف القوم منهم وابن أخت القوم منهم ومولى القوم منهم قال‏:‏ قال‏:‏ وحدث بمثله عن حزام بن هشام عن ابيه عن النبي صلى الله عليه‏.‏

قال‏:‏ وقد دخل في أحلاف قريش من ليس لهم بحليف منهم الحضارمة وكان امرهم أن كسرى بعث بلطيمة إلى إلى عكاظ فتعرضت له بنو تميم وبنو شيبان فاقتطعوها فبعث إليهمن كسرى خيلاً واستعمل عليهم وهرز فخرجوا حتى لقيتهم تميم وشيبان بذي قار فقتلوا فارساً وهرز واقتطعوها فباعوهم فياليمامة والبحرين وعمان ووردوا ببزر مهر فباعوه وكان صنعاً فابتاعه صخر بن رزن الدئلي ثم قدم عليه رجل من حضرموت وخرج به إلى حضرموت فاقتداه بأربهة آلاف درهم وقدم به فسمي الحضرمي لقدومه من حضرموت فقال صخر بن رزن‏:‏ الكامل ومطية أفنيت محفد رحلها وأبت عليها سفرتي ورحيلي أبغي الفكاك لزرمهر إنه حدث علينا فاعلمن جليل فعتق الحضرمي ونزل مكة وكثر ماله وولد نساء حساناً ورجالاً فأنجبهم فتزوج بنوه حيث أحبوا وهم يدعون حلف حرب بن أمية وليس لهم حلف من أحد من قريش وقال غير عبد العزيز‏:‏ كان أمر الحضرمي أن كلثوم بن رزن وأخاه الأسود بنرزن بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن الديل خرج تاجراً إل حضرموت فرأى بها عبداً فارسياً نجاراً يقال له زرمهر لرجل من حضرموت يكنى أبا رفاعة فأعجب به وبعقله فخدعه حتى أبق به فقدم مكة فأقام يعمل بها وذكر مكانه لمولاه فأقبل في طلبه حتى أخذه فلم يزل ابن رزن حتى اشتراه منه ودفع إليه بعض الثمن واشترط عليه أنه مت أتاه بثمنه دفع العبد إليه فجاء واعطاه ذلك وخرج أبو رفاعة راجعاً إلى حضرموت فلم يزل ابن رزن حتى جمع بقية ثمن العب ثم خرج متوجهاً إليه وهو يقول‏:‏ الكامل إني وجدك ما دنيت ولم أزل أبغي الفكاك له بكل سبيل ومطية أفنيت محفد رحلها وأبت عليها سفرتي ورحيلي أبغي الفكاك لزرمهر إنه رزأ علينا فاعلمن جليل فدفع الثمن إلى مولاه وقبضه وأقبل به إلى مكة فتركه يعمل بها فقال أهلها‏:‏ الحضرمي حتى غلب فلم يكن يعرف إلا به ثم أعتقه مولاه فعمل لنفسه حتى أيسر وكثر ماله‏.‏

ولجأ إلى أبي سفيان بن حرب فجاوره وانقطع إليه وكانت بنو نفاثة فيما يقال حلفاء لحرب بن أمية فانضم إليه بذلك السبب ومنهم قال عبد العزيز كان فيمن صار في أحلاف قريش وليس لهم حلف آل مالك الدار مولى عمر بن الخطاب وهم ينتسبون إلى جبلان من اليمن وإنما دخلوا في أحلاف قريش حين جحدوا ولاء عمر وطلبوا من المهدي في خلافته أن تكون دعوتهم في أحلاف قريش فأجابهم إلى ذلك فكتبوا منهم وهم موالي عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏.‏

ومنهم آل أبي عون الدوسيون وهم ممن لم يحالف وهم بنو نبيش وإنما دخلوا بسبب إخوتهم‏.‏

قال‏:‏ ودخل في الأحلاف بسبب دوس ألا أبي ذباب وليسوا من دوس إنما هم بنو الحارث بن عمرو وليس لهم حلف قال‏:‏ ودخل فيهم آل معيقيب بن أبي فاطمة مولى سعيد بن العاص وهم ينسبون إلى بني الحارث بن عامر‏.‏

قال‏:‏ وكانت بين أحياء من قريش أحلاف وكانت بين أحياء من العرب أحلاف وكانت بين أحياء من العرب بعضها في بعض أحلاف وذلك سوى ما كتبناه في صدر كتابنا هذا فتقطعت تلك الأحلاف وتركت وقد كتبنا ما حفظنا منها فمن ذلك حلف عدي بن كعب إلى سهم وذلك أن صداد بن عبد بن أذاة بن رياح بن عبد الله بن قرط بنرزاح بن عدي بن كعب سرق ناقة لعبد شمس بن عبد مناف فوثبت بنو عبد مناف على صداد يريدون قطع يده فحالفت بنو عدي سهماً وهم بنو أختهم أم سهم وجمح ابني عمرو بن هصيص الألوف بنت عدي بن كعب فقال عامر بن عبد الله‏:‏ الوافر ندى لبني سهيم أبي وأمي إذا غصت من الكرب الحلوق قال‏:‏ هكذا جاء هذا البيت فمنعت بنو سهم بني عدي من بني عبد مناف ثم إن حارثة جد مطيع بن الأسود بن حارثة العدوي شرب هو ونفر من بني سهم فيهم جد عمرو بن هصيص السهمي فضربه حارثة ضربة أمته فانقطع ذلك الحلف الذي كان بين عدي وسهم عند هذه الضربة‏.‏

ومن ذلك حلف بني الحارث بن فهر وعبد مناف قال‏:‏ تزوج عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر حية بنت عبد مناف بن قصي وكانت من ساكني الليث وأجمة أدام فولدت له أبا همهمة فلما نبت قال لأبيه‏:‏ ما مقامنا بأرض ليس فيها بنو عبد مناف فقال‏:‏ وما رغبتك إلى أخوالك وهم ساكنوا الحرم قال‏:‏ فأما سرت إليهم إما لحقت بهم قال‏:‏ فالحق جذ الله نسلك‏!‏ فلحق أبو همهمة بأخواله فحالف فيهم ونكح ابنة أبي عمرو بن عبد مناف وهي بنت خاله وقدم بنو الحارث بن فهر فحالفوا معه فثبت حلف بني الحارث بن فهر إلى يوم الناس هذا وانقرض أبو همهمةك ولا ولد له‏.‏

ومن ذلك حلف الأوس وقريش ولم يتم قال‏:‏ خرجت الأوس جالية من الخزرج حتى نزلت على قريش بمكة فحالفتها فلما حالفتها قال الوليد بن المغيرة‏:‏ والله‏!‏ ما نزل قوم قط على قوم إلا أخذوا شرفهم وورثوا ديارهم فاقطعوا حلف الأوس فقالا‏:‏ بأي شيء قالوا‏:‏ إن في القوم حشمة فقولوا‏:‏ إنا قد نسينا شيئاً لم نذكره لكم إنا قوم إذا طاف النساء بالبيت فرأى الرجل امرأة تعجبه قبلها ولمسها بيده فلما قالوا ذلك للأوس نفروا وقالوا‏:‏ اقطعوا الحلف بيننا وبينكم فقطعوه ن ثم انقطع هذا الحلف بين قريش والأوس نفروا وقالوا‏:‏ اقطعوا الحلف بيننا وبينكم فقطعوه ثم انقطع هذا الحلف بني قريش والأوس إلا ما كان بين عتبة بن أبي وقاص الزهري وبين عتبة بن المنذر بن أحيحة بن الجلاح فإنه ثبت ذلك الحلف فاتخذ عتبة بن أبي وقاص داراً بقبا فكان ينزلها ويكون ينزلها ويكون فيها وهي الدار التي خلف بئر غرس على اليمين المبنيو بالقصةز قال‏:‏ وقال ابن أبي عبيدة‏:‏ خرجت بنو عبد الأشهل وظفر وبنو معاوية وأهل راتج إلى مكة ليحالفوا قريشاً وأظهروا أنهم يريدون العمرة وكان من أراد حجاً أو عمرة لم يتعرض له وكانوا إذا احرموا علقوا الحبال برؤوس الأطام وعلقوا فيها الكرانيف فإذا رؤيت قال الناس‏:‏ قد أحرن بنو فلان فربطوا في رؤوس آطامهم الحبال وعلقوا فيها الكرانيف فقال الناس‏:‏ قد أحرمت بنو عبد الأشهل بالمعرو وأجار لهم أموالهم بعد خروجهم عبد الله بن معرور أخو بني سلمة ثم أجد بني عبيد وكانت أمه امرأة من بني عبد الأشهل فقال قيس بن الخطيم هذه القصيدة حين ساروا إلى مكة‏:‏ الوافر ألم خيال ليلى أم عمرو ولم يلمم بنا إلا لأمر زجرنا النخل والأطام حتى إذا هي لم تطاوعنا لزجر همننان بالإقامة ثن سرنا كسير حذيفة الخير بن بدر بذم الكاهنين وذم عمرو بآية ما تناسوا ك لوقر تقول ظعينتي لما استقلت أتترك ما جمعت صريم سحر فلست بحاضر إن لم ترونا نجالدكم كأنا شرب خمر وتحمل جمعكم عنا قريش كأن بنانهم تفريك بسر تلاقوا عشرة الأحلاف طراً فشدوا كسر عزمهم بجبر ملكنا العز قد علمت معد فلم نذلل بيثرب غير شهر خذلناهم وأسلمنا الموالي وفارقنا الريخ لغير فقر فإن نلحق بأبرهة اليماني ونعمان يوجهنا وعمرو فلما حالفوهم مكثوا أياماً ثم قدم أبو جهل بن هشام من سفر له فبلغه شأنهم فقال لقريش‏:‏ ما أصبتم حين حالفتموهم إنهم أهل غدر وجلب ولقما دخل قوم على قوم إلا أخرجوهم من بلدهم وغلبوهم على دارهم قالوا له‏:‏ فما المخرج من حلفهم قال‏:‏ أنا أكفيكم ذلك إنهم لمن أشد العرب غيرة وقزازة فلعلي آتيهم من قبل ذلك ثم خرج حتى جاءهم فقال‏:‏ إنكم حالفتم قومي وا ا غائب عنكم فجئتكم لأحالفكم وأذكر لكم من أمرنا أمراً تكونون منه على رؤوس أموركم إنا قوم نخرج نساءنا إلى أسواقنا فيبعن وابتعن ولا يزال الرجل منا يدرك المرأة منهن إذا أعجبته فيضرب عجيزتها فإن كنتم طيبي الأنفس أن تفعل نساؤكم كما تفعل نساؤنا حالفناكم وإن كرهتم ذلك فردوا إلينا حلفنا قالوا‏:‏ إنا لا نقر بهذا وقد رددنا إليكم حلفكم فانقطع ذلك ومن ذلك حلف مرداس بن أبي عامر و حرب بن أمية قال‏:‏ حالف مرداس بن أبي عامر السلمي حرب بن أمية بن عبد شمس أبا العاص بن أمية بن عبد شمس فقال مرداس في ذلك‏:‏ الوافر لهم نسب وحالفهم أبونا بمكة حيث تختلف الزجاج وقال أيضاً‏:‏ البسيط إني أخذت بني حرب وإخوته إني بحبل شديد العقد دساس إني اقوم قبل الأمر حجته كيما يقالب ولي الأمر مرداس قال‏:‏ ثم تقطع هذا الحلف‏.‏

من ذلك حلف بني عامر بن لؤي وعدي بن عمرو وكانن أول حلف بني عامر بن لؤي وعدي بن عمرو وأخيه كعب بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن مازن بن الأسد أنهم أقاموا فيهم حتى إذا كان بعد الفيل خرج حويطب بن عبد العزى في نفر من قومهم فنزلوا مكة فلم يحلوا منزلاً إلالا بطن الوادي فخيموه ثم نزلوا فيه وقطعوا الحلف من بني عدي بن عمرو ولم يكونوا من الأحلاف ولا من المطيبين ولا من الفضول ورجعت بنو عبد معيص حين خرجت منها مالك بن حسل فاحتلفت بنو معيص والأدرم بن غالب ومحارب بن فهر حلفاً فهم حتى الساعة يسمون بيني فهر وقطعوا حلف بني عدي ثم تقطع حلف بني معيص من عدي بن عمرو وثبت حلف عبد بن معيص وتيم بن غالب وبني محارب بن فهر فهم حتى الساعة يمسون ببني فهر‏.‏

ما جاء في حلف المطيبين

والأحلاف في رواية ابن أبي ثابت قال‏:‏ وكان أمرالمطيبين والأحلاف أن قريشاً لما بنت الكعبة جزأوها أربعة أجزاء فصار لبني عبد مناف ما بين الحجر الأسود إلى ركن الحجر فناء البيت أجمع وصار لأسد وعبد الدار وزهرة الحجر كله وصار لمخزوم وتيم دبر البيت وصار لسائر قريش ما بين الركن اليماني إلى الركن الأسود فلما بنوه وفرغوا منه تنافسوا في الركن من يرفعه فقالت بنو عبد مناف‏:‏ هو حيزنا وقالت قريش‏:‏ ليس اركن مما اقتسمنا وأرادوا فيه الشر حتى حكموا أول من يطلع عليهم من قريش من باب السيل وهو باب آل شيبة فطلع عليهم رسول الله صلى الله عليه فحكوه فأخذ ردائه فوضعه ثم رفع الحجر بيده صلى الله عليه وقال لكل ربع‏:‏ خذوا بطرف من أطراف الثوب فرفعوه حميعاً ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الحجر فبناه بيده عليه السلام فلما فرغوا من البنيان وعمروا البيت والسقاية قالت بنو عبد مناف‏:‏ بيد إخواننا عبد الدار خلال ليست بأيدينا بأيديهم الرفادة واللواء والندوة والحجابة وليس بأدينا إلا السقاية فقالوا لهم‏:‏ هلم أعطونا بعض ما في أيديكم فقال بنو عبد الدار‏:‏ لا نعطيكم من ورثناه عن أبينا وجدن مذ كنا قالت بنو عبد مناف‏:‏ فحاكمونا إلى من أردتم قالوا‏:‏ نحاكمكم إل جابر بن محمد بن وائلة بن شيبان بن محارب بن فهر وهو أبو كرز بن جابر صاحب النبي صلى الله عليه المقتول يوم الفتح فاختصموا إليه وكان يقال له عابد فهر فقالت بنو عبد مناف‏:‏ من وراثة أبينا قصي ليست بأدينا إلا السقاية وقالت بنو عبد الدار‏:‏ وراثة أبينان وما ولاه أبوه دون سائر بنيه فقال جابر‏:‏ البخت متبع والعدل ملزوم والسابق أولى أن تشركوهم تشركوا اصبروا أن تفككوا فلما منعهم قالت بنو عبد مناق‏:‏ أعطوا بني أسد الرفادة وشأنكم بما بقي فقالت بنو عبد الدار‏:‏ لا نحل عقداص ولا ننبذ سبباً ولا نعق أباً فلما أبوا عليهم تداعت قريش حتى رأوا ما طلبت بنو عبد مناف ورغبوا في الولاية معهم فتحالفوا فاحتلفت بنو عبد مناف وأسد وزهة وتيم والحارث بن فهر وأخرجت أن حكيم بنت عبد المطلب لهم جام جزع فيها طيب فغمسوا فيها أيديهم فكانوا المطيبين واحتلفت بنو عبد الدار ومخزوم وعدي وجمح وسهم فأخرجت بنو عبد الدار جفنة فيها دم فغمسوا فيها أيديهم فسموا اللعقة وهم الأحلاف ثم عقدوا حلفهم وأعدوا للقتال ثم تراجعوا فقالت بنو كلاب‏:‏ إخواننا وهم أدنى من غيرهم أن نقتلهم ونقطعهم وإن يقتلونا يقتلهم غيرهم فكفوا عن القتال وتركوهم على ما في أيديهم وقد كانوا حين جاؤوا إلى القتال جزأوهم فجزأوا عبد الدار باسر وجوزأوا زهرة بمخزوم وجزأوا عدياً بتيم‏.‏

وقال ابن الزبعرى حين أسلم عثمان بن طلحة بن أبي طلحة العبدري وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص يذكرهم ذلك الحلف‏:‏ الطويل أناشد عثمان بن طلحة حلفنا وملقى النعال عن يمين المقبل أمفتاح بيت غير بيتك تبتغي فباب الذي تبغي من الأمر مقفل وما عقد الآباء من كل حلفة وما خالد عن مثلها بمحلل وقال في ذلك عكرمة بن عامر العبدري‏:‏ الطويل فوالله لا نأتي الذي قد أردتم ونحن جميعن او نخضب بالدم ونحن ولاة البيت لا تنكرونه فكيف على علم البرية نظلم رواية ابن أبي ثابت وهو بعد حلف المطيبين قال‏:‏ أقام المطيبون والأحلاف بعد تحالفهم دهراً طويلاً ثم إن رجلاً من بني زبيد من اليمن قدم مكة بسلعته فباعها م رجل منبني سهم يقال له حذيفة بن قيس بن سعد بن سهم فظلمة السمهي ومعه حقه فاستغاث بقريش فلم يغثه أحد فقيل للزبيدي‏:‏ ائت الأحلاف فأتاهم وكلمهم فلم يعينوه وقالوا‏:‏ إن أغثناه وقع بيننا وبين إخوتنا شر فتركوه فأقامأياماً ثم قدم حنظلة بن الشرقي أحد بلقين بن جسر فجاور بمكة عبد الله بن جدعان التيمي ومعه إبل له فشد عليه بعض بطون قريش فانتحر منها فبلغ ذلك حنظلة فأتاهم بثلاثة جزائر وقال لهم‏:‏ انتحروها إلى التي انتحرتم فأنتم أهله فاسحيوا ثم عادوا فأخذوا سائر إبله فذهبوا بها فأنشأ يقول‏:‏ الطويل ألا حنت المرقال واشتاق ربها تذكر أرماماً واذكر معشري وباتت وباتت الهم تحت جرانها ضموراً بان الوحش لو لم تجزر ولو علمت صرف البيوع لسرها بمكة أن تبتاع حمضاً بإذخر لسرك‏:‏ لو كننا بحنبي عنيزة وحمض وضمران الجناب وصعتر وأني لأرجو ملحها ف بطونكم وما بسطت من جلد أشعث أغبر جزاء سنمار جزوها وربها وباللات والعزى جزاء المكفر أجد بني الشرقي أدبر أنهم متى يعلقوا جاراً من الناس يغدر إذ قلت أوف أدركته دروكه فيا مؤذي الجيران بالبغي أقصر قال‏:‏ وكان سنمار ررجلاً من أهل فارس ويقال من الروم بنى قصر القادسية أو العذيب لسكرى فلما فرغ منه ويقال بل هو بني شنيف وما رد بتيماء فقتله عادياء اليهودي حين فرغ منه وتزعم الأوس أنه بنى واقم أطم حضير الكتائب فقتله حين فرغ منه قال أبو جعفر‏:‏ ويقال إن سنمار بنى لأحيحة بن الجلاح الأوسي أطمة الضحيان فقال له‏:‏ إني لأعرف منه حجراً لو زعزع لسقط الحصن قال‏:‏ أفيعرفه غيرك قال‏:‏ فاصعد فأرنبه قال فصعد فأشرف ليريه فنكسه أحيحة فرمى به إلى أسفل ويقال إن سنمار بنى الخورنق لبرهام جور بن كسرى وكان في حجر ذي القرنين اللخمي فلما فرغ منه تعجبوا لحسنه فقال‏:‏ لوعلمت أنكم تؤتونني أجري لبنيت لكم بناء يدور مع الشمس قالوا له‏:‏ نراك تحسن تبني أحسن من هذا وأجود ولم تبنه فرموا به من فوقه إلى أسفل فضربته العرب مثلاً‏.‏

ثم رجع إلى الحديث فلما رأى الزبيدي ذلك أوفى على أبي قبيس فصاح بأعلى صوته‏:‏ البسيط يا للرجال لمظلوم بضاعته ببطن مكة نائي الأهل والنفر فلما رأت ذلك قريش أعطموه فانطلت هاشم وزهرة وتيم فدخلوا على عبد اله بن جدعان فذكروا له ما رأوا من الظلم وتحالفوا بينهم على دفع الظلم وأخذ الحق من كل ظالم قال فقال سعيد بن المسيب‏:‏ تحالفوا بينهم بالله القائلين إنا ليد على الظالم حتى نأخذ منه الحق ما بل بحر صوفة وعلى التأسي ف يالمعاش قال‏:‏ فقال رسول الل صلى الله عليه‏:‏ لقد شهدت حلفاً في دار ابن جدعان ما أحب أني نقضته ولو كان لي حمر النعم ولو دعيت اليوم إليه لأجبت وإنما سمي حلفهم حلف الفضول لأنمم خرجوا فضلاً من المطيبين والأحلاف قال‏:‏ وسمعت من يقول‏:‏ سمي حلف الفضول لأنهم تحالفوا ألا يتركوا عند أحد فضلاً بظلمة احد إلا أخذوه منه ويقال‏:‏ إن قريشاً قالت‏:‏ هذا فضول منهم فسمي بذلك أصحاب حلف الفضول قال‏:‏ ونزلت ‏"‏ ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فأتوهم نصيبهم ‏"‏ في حلف الفضول خاصة قال‏:‏ وكان من أمر حلف الفضول أن رجلاً من خثعم قدم مكة ومعه ابنه له حسناء يقال لها الدريرة فأخذها نبيه بن الحجاج فخرج بها إلى الرمضة وغلب عليها فمشى أبوها إلى بني سهم فلم يعينوه ومشى إلى قبائل قريش فأبوا فقال له قائل‏:‏ لو أتيت حلف الفضول فجاءهم فخرجوا معه حتى جاؤه فقالوا‏:‏ اردد ابنته إليه فقال‏:‏ متعوني بها الليلة قالوا‏:‏ لا نقوم والله حتى تأتي بها فأسلمها إليهم فدفعوها إلى أبيها فقال نبيه‏:‏ الكامل لا بالفراق تنيلني شيئاً ولا بلقائها إلا مواعد جمة تلقى على استغنائها أخذت بشاشة قلبه ونأت فكيف بنأيها رفعوا المحلة نحوهم واستعذبوا من مائها لولا الفضول وإنه لا أمن من عدوائها لأتيتها أمشي بلا هاد إلى ظلمائها فلطفت حول خبائها ولبدت في أحشائها وسلى بمكة تخبري أني من أهل وفائها ذمماً وأفضلهم يداً حسبي على أكفائهم قال‏:‏ وكان من حلف الفضول أن لميس بن سعد البارقي م الأزد قدم مكة بتجارة له فاشتراها أبي بن خلف الجمحي ثم ظلمه فيها فاستعان عليه فلم يجد أحداً يعينه فقيل له ائت أهل حلف الفضول‏:‏ أسلم حقه إليه فإن فعل وإلا فارجع إلينا فأخبرنا وأخبره أنك راجع إلينا فخرج غليه وبلغه الرسالة فأعطاه حقه فقال لهم في ذلك‏:‏ الطويل وتأبى لكم حلف الفضول ظلامتي بني جمح والحق يؤخذ بالغضب قال‏:‏ وإنه بلغني أن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس قال وهو يذكر حلف الفضول‏:‏ واعجباً والله لو أن رجلاً خرج من قومه ونسبه لحلف لخرجت من قومي إلى حلف الفضول قال‏:‏ وحدثت عن المليكي في حديث رفعه أن رسول الله صلى الله عليه قال‏:‏ ‏"‏ لقد حضرت في دار ابن جدعان حلفاً في الجاهلية ولو دعيت إلى مثله لأجبت أن ترد المظالم إلى أهلها ولا يغر ظالم مطلوما‏.‏

 قصة من كان يلي حجابة البيت

وكيف كان سببها حتى وصلت إلى قريش

قال عيسى بن داب الكناني‏:‏ كان مفتاح البيت في أيدي جرهم وإن رجلاً منهم يقال له إساف بن يعلى عشق امراة منه يقال لها‏:‏ نائلة بنت مزيد أو زيد فأصابا من البيت خلوة ففجرا فيه فمسخا حجرين فأخرجا فنصبا عند الكعبة ليعتبر الناس بذلك ثم إن قريشاً بعد نقلتهما فجعلت إسافاً على الصفا ونائلة على المروة وعبدوهما مع ما كانوا يعبدون من الأصنام‏.‏

وذكر ابن الكلبي أن بني جرهم وقع فيها أمراض فمات منها في ليلة واحدة ثمانون كهلاً سوى الشباب فجلوا عن مكة ولحقوا بإضم والأشعر والأجرد جبلي جهينة فيقال‏:‏ إن الله أهلكهم أهلكنا الذر زمان يقدم بالبغي منا وركوب المأتم ويقال‏:‏ إن سيل إضم جحفهم فذهب بهم ثم وليت حجابة البيت إياد فكان أمر البيت إلى رجل مهم يقال له وكيع بن سلمة بن زهر بن بن إياد وبنى صرحاً بأسفل مكة عند سوق الحناطين اليوم وجعل فيه أمة له يقال لها الجزورة فبها سميت حزورة مكة وجعل فيها سلماً فكان يرقاه ويقول يزعمه‏:‏ إني أناجي الله عز وجل وكان ينطق بكثير من الخير يقولوه وقد أكثر فيه علماء العرب فكان أكثر ما قيل فيه إنه كان صديقاً من الصديقين وكان يتكهن ويقول‏:‏ ومرضعة وفاطمة ووادعة وقاصمة القطيعة والفجيعة وصلة الرحم وحسن الكلم زعم ربكم ليجزين بالخير ثواباً وبالشر عقاباً وكان يقول‏:‏ من في الأرض عبيد لمن في السماء هلكت جرهم وربلت إياد وكذلك الصلاح والفساد حتى إذا حضرته الوفاة جمع اياداً ثم قال‏:‏ اسمعوا وصيتي الكلام كلمتان والأمر بعد البيان من رشد فاتبعوه ومن غوى فارفضوه وكل شاة معلقة برجلها فكان أول من قالها فأرسلها مثلاً فمات وكيع ونعي عل رؤوس الجبال فقال بشر بن الحجير‏:‏ المتقارب ونحن إياد عباد الإله ورهط مناجيه في سلم ونحن ولاة حجاب العتيق زمان النخاع على جرهم ذكر ابن الكلبي أن الله سلط على الذين يلون البيت من جرهم دوابا شبيهة بالنغف فهلك منهم ثمانون كهلاً في ليلة واحدة سوى الصباب حتى جلوا من مكة إلى إضم وقامت نائحة وكيع على أبي قبيس وقالت‏:‏ الوافر ألا هلك الوكيع أخو إياد سلام المرسلين على وكيع مناجي الله مات فلا خلود وكل شريف قوم في خضوع ثم إن مضر ربلت بعد إياد فكان أول من ربل منها عدوان وفهم وإن رجلاً من غياد ورجلاً من مضر خرجا يتصيدان فمرت بهما أرنب فاكتنفاها ليرميانها فرماها الإيادي فزل سهمه فنظم قلب المضري فقتله فبلغ الخبر مضر فقالوا‏:‏ إنما أخطأه فأبت فهم وعدوان إلا قتله فتناوش الناس بينهم المديد وهو مكان فهمت مضر من إياد ظفراً فقالت لهم إياد‏:‏ أجلوا لنا ثلاثاً فأنا لا نساكنكم بأرضكم فأجلوهم ثلاثاً فظعنوا قبل المشرق فلما ساروا يوماً تبتعهم فهم وعدوان حتى أدركوهم فقالوا‏:‏ ردوا علينا نساء مضر المتزوجات فيكم فقالوا‏:‏ لا تقطعوا قرابتنا اعرضوا على النساء فأية امرأة اختارت قومها رددتموها وإن أحبت الذهاب مع زوجها أعرضتم لنا عنها قالوا‏:‏ نعم فكان فيمن اختار أهله امرأة من خزاعة‏.‏

وقد كانت إياد حين أرادت الظعن في آخر ليلى عمدوا إلى الركن فحملوه على بعيرهم فلم يقم البعير فحولوه على آخر فلم يقم فجعلوا لايحملونه على شيء إلا رزم فدفنوه تحت شجرة وانطلقوا فلما فقدته مضر عظم في أنفسهم فقالت الخزاعية لقومها‏:‏ حذوا على فهم وعدوان وجميع مضر إن دللتموهم عليه ليولينكم البيت فجاؤا فهما وعدوان فقالوا‏:‏ أرأيتم إن دللناكم على الركن أتجعلوننا ولاته قالوا‏:‏ نعم وقالت مضر جميعاً‏:‏ نعم فدلتهم عليه فابتحثوه فأعادوه في مكانه وولوها إياه فلم يبرح في أيدي خزاعة حتى قدم قصي فكان من أمره الذي كان وهو الذي كتبناه في أمر قصي وأخيهرزاخ العذري ثم إن قصياً تزوج حبى بنت حليل بن حبشية وكان مفتاح البيت إلى حليل فأقام قصي بمكة مع أقنانه فولدت له حبى عبد مناف وعبد الدار وعبد العزى وعبدا بني قصي ثم إن خزاعة أخذ فيها موت شديد بمكة ورعاف عمهم ذلك فخرجوا إلى ما حولها فنزلوا الظهران فلما خرجوا رفع عنهم الموت وانقطع عنهم الرعاف وأقام حليل بن حبشية حاجب البيت في نفر من قومه بمكة فيهم أبو غبشان وأخرج بنيه فيمن أخرج م قومه فيهم المخترش وهلال وعامر وعبد وهم بنو حليل ثم إن حليلاً مات وأوسى بالحجابة من بعده إلى المخترش ودفع المفاتيح إلى حبى امرأة قصي وأمرها أن تبعث بها إلى أخيها المخترش بن حليل فتدفع إليه ما كان بيديه من الحجابة وغيرها وأشرك معها في الوصية أبا غبشان الملكاني وابنها عبد الدار بن قصي فلما رأى قصي أن حليلاً قد مات وبنوه غيب والمفاتيح في يد امرأته وابنه طلب إلى حبى أن تدفع المفاتيح إل ابنها عبد الدار وقال‏:‏ إن رجع إخوتك إلى مكة أصابهم هذا الداء فلم يزل يحمل عليها بنيها وقال‏:‏ اطلبوا إلى أمكمتوليكم حجاة أبيكم حتى سلست له بذلك وقالت كيف أصنع بأبي غبشان وهو وصي معي شاهد علي فقال‏:‏ أنا قصي كفيتك أبا غبشان وأرضيه حتى يكتم ذلك ويخبر الناس إنما أوصى حليل بالمفاتيح إل ابن ابنته عبد الدار بن قصي ففعلت وإن قصي بن كلاب دعا أبا غبشان الملكاني فقال له‏:‏ هل لك أن تدع هذا الأمر الذي أوصى به إلى حبى وعبد الدار فتخلى بينهما وبينه فتصيب عرضاً ن الدنيا فطابت نفس أبي غبشان وأجابهم إل ذلك فأعطاه قصي أثواباً وأبعرة فقال الناس‏:‏ أخسر صفقة من أبي غبشان فذهبت مثلاً ولم يكن أبو غبشان وارثاً لحليل ولا ولياً إنما كان وصياً فقال‏:‏ فخان وصيته وصيرت حبى إلى ابنها عبد الدار حجابة البيت دفعت المفاتيح إليه فلم يزل في ولد عبد الدار فلما فتح الله مكة على نبيه صلى الله عليه وسلم أم رعثمان بن أبي طلحة ب عثمان بن عبد الدار أن يأتيه بمفتاح الكعبة ويقال إنه أراد ان يدفعه صلى الله عليه للعباس بن عبد المطلب يضم إليه الحجابة من السقاية فأتى عثمان أمه فأبت أن تدفعه إلى ابنها فقال لها‏:‏ إن الأمر على غير ما تظنين فدفعته إله فأتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعه إليه وقال‏:‏ خذه يا رسول اله‏!‏ بأمانة الله ففتح النبي صلى الله عليه البيت وصلى فيه ثم أنزل الله عز وجل‏:‏ ‏"‏ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ‏"‏ فرده النبي صلى الله عليه وسلم إلى عثمان ويقال في رواية أبي عمرو الشيباني إن حجابة البيت صارت إلى خزاعة لأن ربيعة بن حارث بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن تزوج مهيرة بنت عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي فولدت له عمرو بن ربيعة فلما شب عمرو وساد وشرف طلب الحجابة حجابة البيت فعند ذلك نشبت الحرب بينهم وبين جرهم وذكروا أن عمرو بن ربيعة عاش ثلاثمائة سنة وخمسا وأربعين سنة وبلغ ولده في حياته ألف مقاتل من ولده كعب وعدي وسعد ومليح وعوف بني عمرو فكانت بينهم حرب طويلة أو قالك شديدة ثم إن خزاعة غلبوا جرهماً على البيت وخرجت جرهم حتى نزلت وادي إضم فهلكوا فيه وكان عمرو بن ربيعة أول من غير دين إبراهيم عليه السلام فلما قدم الشام نزل البلقاء فوجد أقواماً يعبدون أوثاناً فقال‏:‏ ما هذه الأنصاب التي أراكم تبعدون فقالوا‏:‏ أرباباً نتخذها فنستنصر بهاعلى عدونا فننصر ونستشفي بها من المرض فنشفى فوقع قولهم في نفسه فقا‏:‏ هبوا لي منها رباً أتخذه ببلدي فإني صاحب بيت الله الحرام وإلي وفد العرب من ل أوب فأعطوه صنماً يقال له هبل فحمله حتى نصبه للناس بنكة ودعا الناسن إلى عبادته ووضع للناس ديناً ابتدعه لم يسبقه إليه أحد فسيب السائبة وبحر البحيرة ووصل الوصيلة وحمة الحامي فبايعته العرب على ذلك فذكروا والل أعلم أن إسافا كان رجلاً من بني قطوراء أحب امرأة من جرهم يقال لها نائلة ففجر به في الكعبة فمسخهما الله حجرين فغضب عمرو من ذلك فأخرج بني مضاض وكانوا أخواله وكانوا أخرجوهم خروجاً من مكة فلحقوا باليمن فتفرقوا في القبائل فقال بكر بن غالب بن عمرو بن الحارث بن مضاض وهو يذكر مكة بعد ما خرج منها‏:‏ الطويل كأن لميكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر بلى نحن أهلها فأبادنا صروف الليالي والجدود والعواثر وأخرجنا عمرو سواها لبلدة بها الذئب يعوي والعدو المحاصر وقال أيضاً‏:‏ الطويل وكنا ولاة البيت والقاطن الذي إليه يوفي نذره كل محرم سكنا به قبل الظباء وراثة لنا من بني هي بن بي بن جرهم فأزعجنا عنه وكنا عقيده قبائل م كعب وعوف وأسلم وقال حليل بن حبشية‏:‏ الرجز واد حرام طيره ووجشه نحن وليناه فلا نغشه وقال حليل أيضاً‏:‏ الرجز نحن بنو عمرو ولاة المشعر نذب بالمعروف أهل المنكر حمساً ولسنا نهزة للمحضر فأجابه نصر بن الأحب العدواني‏:‏ الرجز إن الخنا منكم وقول المنكر والصدق منا تحت وقع الكوثر جئناكم بالزحف في السنور بكل ماض فياللقاء مشهر قال‏:‏ ثن صار البيت إلى عبد الدار بالقصة الأولى‏.‏

سبب إسلام خالد وعمرو ابني سعيد

ذكر العباس عن عبد الله بن الهاشمس قال‏:‏ كان سبب ذلك أن خالد بن سعيد بن العاص رأى رؤيا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم كأن ظلمة غشيت مكة فلم يبصر لها سهلاً ولا جبلاً ثم رأى نوراً سطع من زمزم كهيئة المصباح ثم علا فسمع هاتفاً فيالنور يقول‏:‏ سحانه سبحانه‏!‏ هلك ابن مارد بحطمة الغضا بين أذرح والأكمة سبحانه سبحانه‏!‏ بعث النبي الأمي سبحانه سبحانه‏!‏ كذبه أهل هذه القرية وتعذيب مرتين وتهلم في الثالثة وعلا النور حتى رأيت نخل يثرب وفيه الأعذاق فأتى خالد بن سعيد أخاه عمراً وكان صفية من بين إخوته فقص عليه رؤياه فقال له عمرو‏:‏ يا أخي‏!‏ إن صدقت رؤياك ليحدثن في ولد عبد المطلب حدث شريف وكانا شريكين في تجاتهما يقيم أحدهما عاماً ويسافر الآخر فخرج عمرو إلى الشام في نوبته وبعث الله محمداً صلى الله عليه فآمن به خالد وسمع بأخيه مقبلاً فلقيه في موضع لم يكن يلقاه في مثله فلما بصر به عمرو راعه ذلك وقال‏:‏ يا أخي‏!‏ استقباتني في موضع لم تكن لتسقبلني في مثله فهل حدث حدث قال‏:‏ لم يحدث إلا خير ثم خلا به فقال‏:‏ يا أخي‏!‏ أما تذكر الرؤيا التي كنت قصصتها عليك قال‏:‏ أن اذكرني لها قال‏:‏ فقد بعث الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب نبياً يدعو إلى الله فآمن عمرو ودخلا جميعاً مؤمنين يكتمان إيمانهماقال‏:‏ ودخل النبي صلى الله عليه على سعيد بن العاص في مرضه الذي مات فه وقد أإمي عليه وفي يد النبي صلى الله عليه خرقة فوضعها على جبهة سعيد فأقاق سعيد فبصر بالنبي صلى الله عليه عند رأسه فقال‏:‏ أنت الذي تعبت آلهتنا وتسفه أحلامنا لئن رفع الله سعيداً لجلينك عن مكة ورجله في حجر خالد ورأسه في حجر عمرو فنبذا رأسه ورجله وقالا‏:‏ لا رفع الله صرعتك‏!‏ ثم التفتا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالا‏:‏ قد آمنا بك وصدقناك فيقال إن هذه الآية نزلت فيهما ‏"‏ لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ‏"‏ إلى آخر الآية فأمر سعيد بحبسهما واشتد وجعه فقال‏:‏ أخرجوني إلى مالي بالطائف فأخرجوه فمات بأرض يقال لها‏:‏ الظريبة وأبان بن سعيد أخوهما لم يسلم يومئذ فأنشأ يقول‏:‏ الطويل ألا ليت ميتاً بالظريبة شاهد لما يفتري في الدين عمرو وخالد أضافاً إلى دين جميعاً فأصبحا يعنيان من أعدائنا من نكايد فأجابه عمرو وقال‏:‏ الطويل أخي ما أخي لا شاتم أنا عرضه ولا هو عن سوء المقالة مقصر يقول إذا شكت عليه أمروه ألا ليت ميتاً بالظريبة ينشر فدع عنك ميتاً قد مضى لسبيله وأقبل إلى الحي الذي هو أفقر فلما أشرف النبي صلى الله عليه على الطائف إذا هو بقبر مشيد وعلى يمينه أبو بكر رضي الله عنه وعلى يساره خالد بنسعيد رحمه الله فقال أبو بكر‏:‏ بأبي وأمي‏!‏ هذا قبر أبي أحيحة سعيد بن العاص المشرك لا رحمه الله‏!‏ فقال خالد‏:‏ بل أبو قحافة فلا رحمه الله‏!‏ فوالله ما كان يقري ضيفاً ولا يمنع ضيماً‏!‏ وما يسرني أن أبا قحافة أبي أبا أحيحة في أعلى عليين ن فضحك رسول الله صلى الله عليه وقال‏:‏ يا أبا بكر‏!‏ لا تسبوا الأموات فتغضبوا الأحياء‏.‏

إبراهيم بن المنذر بن عبد الله الحزامي قال حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي عن سعيد بن عبد الكريم عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن ابيه قال‏:‏ كان من حديث الحرب التي كانت بين عدي بن كعب في الإسلام أن أبا الجهم بن حذيفة بن غانم كان من رجال قريش في الجاهلية وكان يوازن عمر بن الخجطاب قبل إسلامه في غيلته لرسول الله صلى الله عليه ومعاداته فأكرم الله عمر بما أكرمه من الإسلام واستجاب فيه دعوة نبيه عليه السلام وأعز به دينه وأبطأ أبو الجهم عن الإسلام حتى أسلم يوم الفتح ثم انتقل إلى المدينة ولزم النبي صلى الله عليه وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه أتى بخميصتين سوداوين فلبس إحداهما وبعث بالأخرى إلى أبي الجهم وكانت خميصة رسول الله صلى الله عليه ذات علم فكان إذا قام إلى الصلاة نظر إلى عملها فكرهها لذلك وبعث بها إلى أبي الجهم بعد ما لبسها لبسات وأرسل إلى خميصة أبي الجهم فلبسها بعد ما لبسها أبو الجهم لبسات وكان أبو الجهم في خلافة عمر يجلس في موضع البلاط بالمدينة في أشياخ من مظرائه من أهل مكة يتحدثون فكان الفتى من فتيان قريش يمر بهم فيرمون بعيوب آبائه وأمهاته في الجاهلية فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فنهاهم عن ذلك المجلس فلما قتل عثمان بن عفان خرج به نفر من قريش ليلاً ليصلوا عليه ويدفنوه فأتاهم جبلة بن عمرو الساعدي فمنعهم الصلاة عليه فقال أبو الجهم وهو في القوم‏:‏ والله‏!‏ لئن لم تصلوا عليه لقد صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وكانت تحت أبي الجهم خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس فولدت له محمد بن أبي الجهم وكان له حميد بن أبي الجهم وأمه حبيبة بنت الجنيد بن جمانة بن قيس بن زهير بن جذيمة العبسي وكان له صخر وصخير من أم ولد وكان له عبد الرحمن من أم ولد وعبد الله الأصغر وسليمان من أم ولد يقال لها زجاجة وهي أخيذة من غسان وكان بنو أبي الجهم أشداء جلداء ذوي شر وعرام ولم يكن يتعرض لهم أحد إلا آذوه فكان السلطان منهم في مؤونة ومشقة وقد كان عمرو بن الزبير يمد حبلاً فيعترض به الطريق وهو في أيدي حبشانة فإذا مر إنسان علقوه بن الزبير يمد حبلاً فيتعرض به الطريق وهو في أيدي حبشانة فإذا مر إنسان علقوه فيسقط على وجهه فمر الحسن بن علي عليه السلام فقال له حبشانة‏:‏ يا ابن رسول الله‏!‏ نحن مأمورون فقال رضي الله عنه‏:‏ سفيه لو يجد مسافها وعدل عنهم إلى طريق آخر فمر بهم أبو الجهم وهو مكفوف فعلقوه فسقط فلما أتى منزله جمع بنيه ثم أخر ذكره فبزق عليه وقال‏:‏ لو خرج من هذا حر ما فعل بي نا فعل فمشى بنوه إلى دار عمرو فأشعلوا بابه بالنار يلتمسون أن يخرج إليهم فلم يفعل فخرج إليهم مروان بن الحكم وهو أمير المدينة في خلاف معاوية حاجاً فبينا هو يسير يوماً في مركبه في بعض الطريق دنا منه عبد الله بن مطيع ابن الأسود فكلمه بشيء فرد عليه مروان فأجابه ابن مطيع فأغلظ له في القول فأقبل مصعب بن عبد الرحمن بن عوف هو يومئذ على شرط مروان فضرب وجه ناقة ابن مطيع بسوطه وقال‏:‏ تنح فتنحى وأقبل صخير بن أبي الجهم بتخلل الموكب حتى دنان من مصعب فخطم أنفه بالسوط ثم ولى وهو على ناقة له مهرية بكرة وأمسك مصعب على أنفهس ثم دنا من مروان فأخبره الخبر واستعداه على صخير فوقف مروان وغضب غضباً شديداً وقال‏:‏ علي به والله لأقطعن يده‏!‏ فقال ابن مطيع‏:‏ لقد أردت أن تكثر جذمى قريش فاتبعه قوم فلم يقدروا عليه ولم يتعلقوا به حتى نجا فلما انتهى القوم إلى مكةن وقضوا حجهم بعث عبد الله بن مطيع جارية له يقال لها خيرة ذات مسيم وعقل ولسان وكان ابتعاها بأربعة آلاف درهم إل عبد الملك بن مروان وهو يومئذ غلان بطرفة وقال لها‏:‏ تعرضي لصاحب الشرط فإن كلملك فكلميه وضاحكيه فانطلقت الجارية ففعلت ما أمرت به فلما مرت بمصعب بن عبد الحرمن سألها لمن هي وما أمرها فأجابته وراجعته الكلام فأعجبته فبعث إل عبد الله بن مطيع يسومه بها فبعث بها إليه فقبضها مصعب وبعث غليه بثمنها فأبى أن يقبله وقال‏:‏ إن مثلي لا يبيع مثلك فلما حضر الصدر ركب عبد الله بن مطيع وعبد الله بن صفوان بن أمية الجمحي إلى مصعب بن عبد الحرمن فاستوهباه الضربة التي يطلب بها ضخير بن أبي الجهم فوهبها لهما فلما قدموا المدينة أرسل في ذلك صخير بن أبي الجهم أبياتاً من رجز فبلغت مصعباً فندم على ما كان منه ولم يجد بداً من التمام عليه وذلك قول صخير بن أبي الجهم‏:‏ الرجز نحن خطمنا بالقضيب مصعباً يوم كسرنا أنفه ليغضبا لعل حرباً بيننا أن تنشبا لأن عبداً قد تعالى مرقاب وكان في القوم هجيناً مغرباً ضربتهن بالسوط حتى أندبا وما أبالي قول من تعصبا إذا مشت حولي عدي غضباً وارتكبت خيرة منه مركباً ولعبت منه تلهو ملعبا ثم أبينا عاتباً إن يعتبا فلا يجد إلا السلاح مذهبا ثم إن خولة بنت القعقاع كبرت وسقمت ووجعت مفاصلها وثقلت رجلاها فأتها أبو الجهم بعد ما تطاول وجعها ذات يوم يعودها فقالت له‏:‏ إنس مسحورة وإن وجاجة هي التي سحرتني وقد قيل لي إن شفائي في مخ ساقيها إن ادهنت به وإلى أن فعلت لم يكن دون شفائي شيء فقال أبو الجهم وكانت فيه بقية من عمية الجاهلية‏:‏ نعم لك ذلك وقل لك ثم خرج من عندهان ونمى الخبر إلى أم ولده إلى ابنيها عبد الله وسليمان فأتيا أباهما فذكر له الذي بلغهما من ذلك فوجدا رأيه عليه وأخبرهما انه فاعل فعظما عليه وذكراه الله تعالى والإسلام والحق فأبى وقال‏:‏ ليست أمكما عندي كخولة ولا أنتما عندي كولدها فلما أعياها انطلقا إلى خولة وكلماها وقالا لها‏:‏ إنك لم تسحري وإنما الذي بك داء من الأدواء التي تعرض للناس وهذا من قول النساء وقول من لا رأي له ولا عقل فاتقى الله وكفى عنا ولا تحملي أبانا على ما لا ينبغس أن يربنا به فقالت لهما‏:‏ أمكما سحرتني وقد كنت أظن ثم حقق ظني ما أتيت به من الخبر فانصرفا عنها وأتيا إخوتهما فذكرا لهم ما قال أبوهما وما قالت خولة وسألاهم أن يكفوهما عنا هما عليه من سوء رأيهما فقال محمد وهو ابن خولة‏:‏ ما يرأمرنا أبونا وأمنا بشيء حسن ولا قبيح إلا أطعناهما فيه وتابعه إخوته الآخررون صخر وصخير وعبد الرحمن عل قوله وكانةا عل مثل رأيه وأما حميد فكان غائباً بالعراق فأغلظا لهم القول وقالا‏:‏ إن كنا عذرنا شيخاً كبيراً أو امرأة كبيرة سقيمة سفيهة لرأيهما رأي النساء فما عذركم عندنا والله لا يكون هذا أبداً حتى نقتل ووالله لا نقتل حتى يقتل بعضكم فلا تبقوا إلا على أنفسكم ونشب الشربين بني أبي الجهم وشغلوا عن الناس وصار بأسهم بينهم وخرج عبد الله وسليمان ابنا أبي الجهم فأتيا عبد الله بن عمر بن الخطاب فقصا عليه القصة وسألاه أن يمنعهما وينصرهما فقال‏:‏ سبحان الله‏!‏ هذا أمر لا يكون منع الإسلام هذا ونحوه فجعلا يعيدان عليه الحديث فيخبرانه بما قالا وقيل لهما فلا يصدق بأن ذلك يكون فخرجا من عنده فلقيهما المسور ابن مخرمة الزهري فسألهما عن شأنهما فأخبراه الخبر وذكرا له ما كلماه عبد الله وما رد عليهما فقال لهما‏:‏ إن ابن عمر قد نزل عن الدخول في اختلاف أمة محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يدخل في اختلاف بني أبي الجهم اعمدوا إلى من هو أشرع إليكما منهوإلى ما تريدان فانطلقا حتى دخلا على عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب فقصا عليه قصتهما إلى أن بلغا ذلك الموطن فأفزعه ما أتيا به وقال‏:‏ مهلاً انظر في هذا الأمر وأتثيت فيه وأعلم حقه من باطله فدعا ابنه عمر بن عبد الرحمن وهو ابن الثقفية وكان يقال له المصور من حسنه وجماله وكان قد وفد على معاوية وأقام عنده شهراً ثم قام إليه يوماً فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين‏!‏ اقض لي حاجتي فقال له معاوية‏:‏ أقضي لك أنك أحسن الناس وجهاً ثم قضى لي حاجتهن ووصله وأحسن جائزته فقال له عبد الرحمن‏:‏ يا بني‏!‏ انطلق إلى عمك أبي الجهم فسل عنه وعن حاله وعن صاحبته ووجعها ثم أحص ما يردان عليك من القول ثم أقبل إلي فانطلق الفتى ففعل ما أمره به أبوه فلما سأل أبا الجهم عن امراته قال‏:‏ إنها لسقيمة لا تحرك يداً ولا رجلاً ولا تقلب إلا ما قلبت وقد قيل لها إنها مسحورة وإن شفاءها قريب مني ثم دخل إلى خولة فسلم عليها وجلس إليها واستخبرها عن وجعها فجاءته بمثل ذلك وقالت له‏:‏ سحرتني وقد وعدني أبو الجهم أن يذبحها وينزع لي مخ ساقيها فادهن به فانصرف عمر بن عبد الرحمن فزعاً مروعاً لما سمع ولم يكن بلغه الأمر قبل فأبلغ أباه ما قال وما قيل له وعبد الله وسليمان جالسان عنده فقال لهما عبد الرحمن‏:‏ ما أرى الأمر إلا حقاً وأيم الله‏!‏ لا يصلون إل ما يريدون منكما ومن أمكما أبداً إن شاء الله وأمرهما بأن يحملا أمهما وما كان لهما من أهل ومال ثم ينتقلا إليه ففعلا فأنزلهما في دار مولاه عبيد بن حنين وهو مولى أمه لبابة بنت أبيلبابة الأنصارية وكانت من سبي عين التمر الذين سباهم خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكان عبيد بن حنين لبيباً فقيهاً علامة وكان عبد الرحمن بن زيد حين ولي مكة ولا قضاء أه لمكة وانطلق عبد الل وسليمان ابنا أبي الجهم إل عاصم بن عمر بن الخطاب فقصا عليه أمرهما وأخبراه بما كان من رأي عبد الحرمن فيهما فقال لهما‏:‏ وأنا معكما ولن يصل إليكما شيء تكرهانه وانطلقا إلى زيد بن عمر بن الخطاب وأمهم أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فأخبراها الخبر وسألاه النصر فأجابها وقال‏:‏ لا هضيمة عليكماً لا ضيم وأتيا بني عبد الله بن عمر بن الخطاب الأكابر عمر ومحمد اً وعثمان وأبا بك روأمهم أسماء بنت عطارد بن حاجب بن زرارة فأخبراهم الخبر وسألاهم النصر فوعدوهما ذلك وأتيا ابني سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل‏:‏ زيداً وعبد الله وأمهما جليسة بنت سويد بن صامت الأنصارية ومحمداً وإبراهيم ابني سعيد وأمهما حزمة بنت قيس الفهرية أخت الضحاك بن قيس فوعدوهما النصر وأتيا بني سراقة وبني المؤمل فأجمعوا على مصرهما ومعونتهما ولما رأى بنو أبي الجهم الأكابر ما فعل أخواهم انطلقوا إلى عبد الله بن مطيع بن الأسود فأخبروه خبر أخويهم وساتنجادهما بني الخطاب وغيرهم من قومهم ومن ظاهرهما منهم وكان بنو أبي الجهم يد عبد الله بن مطيع وناهضته في كل مهمة نزلت به وأمر أراده فقال لهم‏:‏ أما ما أردتم بذات حرمتكم وأم ولد أبيكم فغني لا أرى أن أعلم علمه ولا أن أدخل معكم في وأما غير ذلك فوالله لو أن أخي وابن أمي وأبي عاداكم لنصرتكم عليه ثم مشوا ي رهكهم بني عويج بن عدي فلما علموا أن عبد الله بن مطيع قد تابعهم وشايهم مالوا إليه ثم لم يتغادرو منهم أحد منهم سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة وحكيم بن مؤرق بن حذيفة وهما أخوان لأمهما الشفاء بنت عبد الله بن شمس بن خلف بن صداد بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب عبد الرحمن بن حفص بن خارجة بن حذاقة بن غانم عبد الرحمن بن مسعود بن الأسود بن حارثة وونافع بن عبد عمرو بن عبد الله بن نضلة بن عوف وإبراهيم ابن نعيم وصالح بن النعمان بن عدي الذي استعمله عمر بن الخطاب على دستميسان صاحب الجوسق المتهدم ولم يستعمل أحداً فيما علمناه من بني عدي غيره فافترقت بنو عدي فرقتين ووقع الشر ونشبت العداوة بينهم وكان كهولهم يقعدون في منازلهم ويخرج شبابهم ليلاً فيجتلدون بالعصي ويرمون بالحجارة لا يفترقون إلا عن شجاج وجراح وكسر أيد وأرجل فطال ذلك البلاء بينهم وكانوا إذا لم يخرجوا يرتمون ليلاً من السطوح بالنبل والحجارة وكان من أشد وقعة كانت بينهم ليلة التقوا فيها بحرة واقم ففقئت عين نافع بن عبد عمرو وكسرت رجل صالح بن النعمان وثقل على بني أبي الجهم الأكابر موازرة بني الخطاب رهطهم إخوتهم وأرادوا أن يستظهروا ببعضهم فأتوا واقد بن عبد الهل وسالم بن عبد الله وهما يومئذ فيتان حدثان فذكرا لهما تظاهر العشيرة عليهم وشكوا بني عبيد الله بن عمر وقافلوا‏:‏ كنا بهم واثقين لقرابتنا بهم من قبل الخؤولة من الذي كنا عليه من المودة والملاطفة فصاروا علينا ألباً واحداً وأعواناً وكان بين بني عبد الله وبني عبيد اله بعض ما يكون بين بني العم فقارباهم في القول والهوى ولم يققدرا على المعونة لهيبة أبيهما فانصرفوا عنهم راضين وأقبل حميد بن أبي الجهم ن العراق ومعه الحر بن عبيد الله بن عمر أمه أم ولد وكان بنو عبد الله يفدفعونه فأعانا عبد الله وسليمان فقال عبد الله بن أبي الجهم يذكر ما كان بينهم بحرة واقم‏:‏ الطويل رددنا بني العجماء عنا وبغيهم وأحمر عاد في الغواة الأشائم بحول من الله العزيز وقوة ونصر على ذي البغي حامي المآثم وذكر ابن زيد ذي الفضائل إنه له عادة يجري بدفع المظالم أقام لنا منه قناة صليبة ولم يستمع فينا مقالة لائم وزيد أتيناه فهش ولم يخم لدن أن ندبناه ابن خير الفواطم وآل سعيد قد أثابوا بعزهم وآل عبيد الله زين المواسم فإن تلقني يوماً تجدني مؤيداً بنصر الآله والكهول الخضارم سراقة حولي والمؤمل كلها وفيهم قديماً سابقات المكارم أبينا فلم نعط العدو ظلامة ونحمي حمانا بالسيوف الصوارم ألم ينهكم ما قد أصاب سراتكم معاً إذ لقيناكم بحرة واقم لقيتم رجالاً لم يهابوا قراعكم ولم ينكلوا في المأزق المتلاحم فأجابه صخر بن أبي الجهم‏:‏ الطويل ألا أبلغا عني عبيداً بأنه سيرجع عما قال مرجع نادم أفارقت عزا كنت أوسط أهله وصرت إلى خزي وذل ملازم متى تدع في الخطاب لأمك منهم بحق يقين القول لا قول زاعم وليس ابن زيد بالمناضل عنكم ولا عاصم والحلم مرسوس عاصم ونفزع في جل الأمور محالة إلى واقد ذي الفضل منا وسالم وإني امرؤ لم أدع غير مكذب مجاهرة في الغانمين ابن غانم وحولي من الأكفاء أكرم أسرة إذا عد في الأحياء أهل المكارم بنو نضلة الأخيار لا حي مثلهم وآل نعيم والذرى والغلاصم أتنسون ما لاقيتم من شقائكم وجبنكم منا بحرة واقم ثم القتوا ليلة عند أحجار الزيت فافترقوا عن شجاج وجراح وآثار قبحة فقال في ذلك صخر بن أبي الجهم‏:‏ الرمل ازجروا طير حروب للموالي أبنحس اطلعن أم بسعد قد جرت نحساً لكم واحتوينا ال - فور منها مسعدين كل جد إن نكن ملنا عليكم بعضب وعلوناكم بأرعن معد فعلى غير قليي وكينة نسب منكم يصير لبعد هل رأيتم كابن هند قرشياً لاه در الأحوذي ابن هند هو فيها يوم شب للظاها كعفرني ذي زوائد ورد ساق من نحو العراقين إلينا بين حر بابلي وعبد وعبيد يتمنى لوفاتي من لكم يا بن زجاجة بعدي إن مت تذكر غناء بمكاني وتجد يا بن زجاجة فقدي فأجابه عبد الله وقال‏:‏ الرمل قال صخر الغي جهلاً وما ين - فك يأتي جهله من غير عمد ذرو قول مفند جاء منه وله حذوا المكافآة عندي تلك حرب لكم وعليكم وهما الأمران ليسا برشد ليس فيها حين يحضر جمع مرشد يهدي لأمر ويهدي طيرنا طير السعود ومنها تحكم تجري لكم لا بسعد بابن هند ما فخرتم علينا ولقد لاقى التباب ابن هند إذ تولى الجمع منكم شلالاً من شباب مترفين ومرد كافر نعمى حميد وقد كا - ن بجد الحي المرهق المتردي ثم إن عبد الله بن مطيع ركب ذات يوم يطلع غنماً له وبلغ ذلك عبد الله وسليمان ابني أبي الجهم فخرجا يرصدانه لرجعته وأتى الخبر إخواتهمام فخرجوا إليهما وتداعى الفريقان وانصرف ابن مطيع فالتقوا بالبقيع فافتتلوا وتنول ابن مطيع بعصا فنالت مؤخرة السرج فكسرته وأقبل زيد بن عمر بن الخطاب ليحجز وينهى بعضهم عن بعض فخالطهم فضربه رجل منهم في الظملة وهو لا يعرفه ضربة عل رأسه شجته فصرع وتنادى القوم زيداً ويداً فتفرقوا وسقط في أيديهم وأقبل عبد الله بن مطيع فلما رآه صريعاً نزل ثم أكب عليه فناداه‏:‏ يا زيد‏!‏ بأبي أنت وأمي مرتين أو ثلاثاً ثم أجابه فكب ابن مطيع ثم حمله على بغلته حتى أداه إلى منزله فدووي زيد من شجته تلك حتى افاق‏.‏

وقيل قد برئ وكان يسأل من ضربه فلا يسمونه قال الحزامي‏:‏ وسمعت أن خالد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصابه برمية وهو لا يعرف وهو أثبت من الأول فقال في ذلك عبد الله بن عامر بن ربيعة العنزي لحيف آل الخطاب‏:‏ الرجز إن عدياً ليلة البقيع تفرقوا عن رجل صريع مقابل فيالحسب الرفيع أدركه شؤم بني مطيع وقال عاصم بن عمر لأخيه زيد يذكر ما كانوا فيه‏:‏ الطويل مضى عجب من أمر ما كان بيننا وما نحن فيه بعد من ذاك أعجب مشائيم جلابون للشر مصحراً وللغي في أهل الغواية مجلب إذا ما رأينا صدعهم لم يلائموا ولم يك فيهم للمزايل مرأب ويأبى لهم فيها شراسة أنفس وكلهم مر النحيزة مصعب فيا زيد صبراً حسبة وتعرضاً لأجر ففي الأجر المعرض مركب ولا تكتمن ما نالك اليوم إن في شبابك من يسعى بذاك ويطلب ولا تاخذن عقلاً من القوم إنني أرى الجرح يبقى والمعاقل تذهب كأنك لن تنصب ولم تلق أزمة إذا أنت أدركت الذي كنت تطلب وقال محمد بن إياس بن البكير حليف بني عدي بن كعب‏:‏ الرمل إن ليلي طال والليل فصير طال حتى كاد صبح لا ينير ذكر أيام عرتنا منكرات حدثت فيها أمور وأمور زاد فيها الغي جهلاً فترامى وتولى الحلم ذلاً ما يحور فالذي يأمر بالغي مطاع والذي يأمر بالعرف دحير ثن إن الشجة انتفضت بزبد بن عمر فلم يزل منها مريضاً وأصابه بطن فهلك رحمه الله وقد ذكر بعض أهل العلم أنه وأمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رحنة الل عليهم وكانت تحت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عليه مرضاً جميعاً وثقلاً ونزل بهما وأن رجالاً مشوا بينهما ليهنظروا أيهما يموت قبل صاحبه فيرث منه الآخر وأنهما قبضا في ساعة واحدة ولم يدر أيهما قبض قبل صاحبه فلم يتوارثا‏.‏

وذكر عمرو بن جرير البجلي أن زيداً صمخ في ا اة الغداة فخرجت امه وهي تقول‏:‏ يا ويلاه‏!‏ ما لقيت من صلاة الغداة وذلك أن أباها وزوجها وابنها كل واحد منهم قتل في صلاة الغداة ثم وقعت عليه فرفعا ميتين فحضر جنازيتهما الحسن بن علي عليهما الصلاة السلام وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال ابن عمر للحسن عليه السلام‏:‏ تقدم فصل على أختك وابن أختك فقال الحسن لعبد الله بل تقدم فصل على أمك واخيك فتقدم بن عمر فصلى عليهما صلاة واحدة وكبر أربعاً‏.‏

وقال محمد بن إياس بن البكيرة يرثي زيداً ويذكر أمرهم‏:‏ الوافر ألا يا ليت أمي لم تلدني ولم أك في الغواة لدى البقيع ولم أر مصرع ابن الخير زيد وهد به هنالك من صريع هو الرجل الذي عظمت وجلت مصيبته على الحي الجميع شفيع الجود ما لجود حقاً سواه إذا تولى من شفيع اصاب الحي حي بني عدي مجللة من الخطب الفظيع وخصهم لشقاء به خصوصاً لما ياتون من سوء بني المطيع وكم من ملتقى خضبت حصاه كلوم القوم من علق مجيع ثم إن معاوية بن أبي سفيان لما تتابعت عليه أخبارهم أعظم الذي أتاه من ذلك وبعث إلى أبي الجهم بن حذيفة فأتاه بالشام فاحتفى به وأكرمه وعتبه فيما بلغه عن بنيه وقومه وعزم عليه ليكفنهمن عما كانوا عليه حتى يصلح الذي بينهم ويعود إلى الأمر الجميل وبعث غليه بمائة ألف درهم جائزة فلما وصلت إليه استقلها وقال‏:‏ اللهم غير‏!‏ ثم انصرف إلى المدينة قاطعاً ذلك الأمر اصطلح القوم وكف بعضهم عن بعض‏.‏

ولما هلك معاوية واستخلف يزيد وفد عليه أبو الجهم فيمن وفد عليه من قريش فلما أراد أن يا بجائزته سأل كم كان معاوية أعطاه فقيل له مائة ألف فحط عنها عشرة آلاف وبعث إليه تسعين ألفاً فلما وصلت إليه استقلها وقال‏:‏ اللهم غير‏!‏ فلما هلك يزيد وفد أبو الجهم على عبد الله بن الزبير ليفرض له فأمر له بخمسة آلاف درهم فلما وصلت إليه قال‏:‏ اللهم لا تغير‏!‏ فإنك إن غيرت جئتنا بقردة وخنازير وقال الحزامي‏:‏ وسمعت أن ابن الزبير أعطاه آلاف درهم‏.‏

قال الحزامي‏:‏ ولما خرج عبد الله بن الزبير وغلب على مكة وسار الحسين بن علي عليهما السلام إلى العراق بلغ يزيد بن معاوية أن عبد الله بن مطيع قد اراد ان يثور بالمدينة وأشفق من ذلك فكتب إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وهو يومئذ عامله على المدينة يأمره أن يأخذ بن مطيع فيحبسه في السجن قبله ويكتب إليه بذلك ليكتب إليه برأيه فيه فأخذه الوليد فحبسه ف السحن فلبث فيه أياماً ثم إن عبد الله بنعمر بن الخطاب أقبل حتى جلس في موضع الجنائز بباب المجسد فاجتمعت إليه رجال بني عدي بن كعب في أمر ابن مطيع ثم بعث إلى الوليد بن عتبة أن ائتنا نذكر لك بعض شأننا فأتاه لوليد فجلس فتكلم عبد الله بن عمر فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم أقبل على الوليد فقال‏:‏ استعينوا بالله والحق على إقامة دينكم وما تحاولون من صلاح دنياكم ولا تطلبوا إقامة ذلك وإصلاحه بظلم البراء وإذلال الصلحاء وإخافتهم فإنكم إن ساتقمتم اعانكم الله وإن جرتم وكلتم إلى أنفسكم كفوا عن صاحبنا وخلوا سبيله فإنالا نعلم عليهقاً فتحبسوه عليه فإن زعمتم بأنكم حبستموه على الظن والتهم فإنا لانرضى أن ندع صاحبنا مظلوماً مضيماً فقال الوليد‏:‏ إنما أخذناه فحبسناه بأمر أمير المؤمنين فننظر وتنظرون ونكتب وتكتبون فإنه لا يكون إلا ما تحبون فقال أبو الجهم‏:‏ ننظر وتنظرون ونكتب وتكتبون وابن العجماء محبوس في السجن أما والله حتى لا يبقى نا ومنكم إلا الأراذل لا يكون ذلك فقام الوليد فانصرف وخرج فتيان من بني عدي بن كعب فاقتحموا السجن فلما سمع ابن مطيع أصواتهم ظن أن الوليد قد بعث إليه من يقتله فوثب يلتمس شيئاً يمتنع به ويقاتل فلم يجد إلا صخرة ملء الكف فأخذها ودخل أصحابه عليه فلما عرفهم طرحها وكبر واحتملوا فأخرجوه فلحق بابن الزبير وبلغنا أن أبا الجهم بن حذيفة أدرك بنيان العبة حين بناها عبد الله بن الزبير فعمل فيها مع من كان يعمل فيها من رجال قريش ثم قال‏:‏ قد عملت في بنيان الكعبة مرتين مرة في الجاهلية بقوة غلام وفي الإسلام بقوة كبير فان وقال أذينة بن معبد الليثي يمدح بني عدي بن كعب ويذكر تخليصهم عبد الله بن مطيع من السجن‏:‏ البسيط عزرت عدي بن كعب في الكياد ومن كانت عدي له أهلاً وأنصاراً نجت عدي أخاها بعدما خصفت له المنية أنياباً وأظفاراً تأبى الإمارة إلا ضيم سادتها والله يأبى لها بالضيم إقراراً ومن يكن من عيد ينتزح بهم عن الأذى أو نزيلاً فيهم جارا فكم ترى فيهم يوماً إذا حضروا ذوي بصائر في الخيرات أبرارا وسادة فضلوا مجد ومكرمة ساسوا معالحلم أحساباً وأخطارا يعم بذلهم الأحياء قاطبة كالنيل يركب بلداناً وأمصاراً وذكر الحزامي عن ابن شهاب أن أبا الجهم بن حذيفة قال‏:‏ ليلة أتى بابنه محمد بن أبيالجهم مقتولاً حين قتله مسرف وذلك أن مسلم بن عقبة المري لما قتل اهلالحرة وظفر بالمدينة أخذ الناس بالبيعة ليزيد أنه عبده فقدمه فضرب عنقهن فلما رأى الناس ذلك بايعوا على ذلك وأتى بعلي بن عبد الله بن عباس بنعبد المطلب فقال له‏:‏ بايع على أنك عبد قن فثار الحصين بن نمير الكندي ثمالسكسكي وكان معه من كندة أربعة آلاف فقال‏:‏ والله لا يبايع ابن أختنا على هذا أبداص فخشي أبو مسلم أن ينتشر عليه امره فبايعه على انه ابن عمر أمير المؤمنين ورده مسلم إلى منزله على بغلته وساله أن يرفع إليه حوائجه وبايع سائر الناس على أنهم عبيد والله وما وترت قط إلا الليلة عنده ناس من بني أمية فيهم ختنه على ابنته أمية بن عمرو بن سعيد وعنده يومئذ سعدى بنت أبي الجهم فقال أبوالجهم‏:‏ إنكم يا بني امية تظنون أن دمي في بني مرة لا والله ما دمي هنالك لا أجد لي ولكم مثلاً إلا ما قال القائل‏:‏ الطويل ونحن لأفراس أبوهن واحد عتاق جياد ليس فيهن مجمر وما لكم فضل علينا نعده سوى انكم قلتم لنا نحن أكثر ولستم بأثرى في العديد لأنا صغار وقد يربو الصغير فيكبر قال‏:‏ فلما خرجت بنو امية في خرجتهم الآهرة إلى الشام جمع حميد بن أبي الجهم رجالاً من قريش وغيرهم فأدخلهم دار أبيه أبي الجهم بن حذيفة وقال تصيبون ثأركم من بني أمية يريد بدماء من قتل مسلم بن عقبة يوم الحرة منهم فجمعهم حتى كانوا قريباً من مائة رجل منهم عبيد الله بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وعبد الله بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وسلمة بن عمر بن أبي سلمة ومحمد بنمعقل بن سنان الأشجعي وعمر بن شويقع بن عثمان بنحكيم السلمي حليف بني عبد شمس ويحيى بن عبد الرحمن بن سعد في رجال كثير فأدهلهم الدار عشاء عليهم الحديد فأقبل أبو الجهم من صلاة العشاء وهو يومئذ ابن مائة سنة ونيف فقال‏:‏ أصبح غداً أكرم قريش واتسسمن ولا تقتلن بأخيك إلا رجلاً سميناً ثم دخل البيت وصبر ساعى لا يسمع الهائعة فخرج خرجة فنادى‏:‏ حميد أي حميد‏!‏ اعضض ببظر أمك ما لي لا أسمع الهائعة قال‏:‏ يا أبتاه‏!‏ لا تعجل فوالله‏!‏ إني لفي ظلببهم والتماسهم ثم رجع فلبث ساعة فأبت نفسهن أت تقر فخرج فنادى‏:‏ أي حمسد اعضض ببظر أمك‏:‏ الوافر لو كنت القتيل وكان حياً لقاتل لا أنف ولا سؤوم فلم يزل ذلك شأنهم يمشون في لأزقة يبتغون الغرة منهم ولا يجدونها حتى أرسلت بنو أمية حسان بن كعب المحنث مولى أبي الجهم فقالوا‏:‏ اعلم لنا ما في دار أبي الجهم فانطلق حتى أبصر الكتيبة في سقيفة الدار فرجع إل القوم يولون فقال‏:‏ الداهية في دار أبي الجهم فاسلكوا بطحان فسلكوا تلك الطريق وأغار حميد على دار يعقوب بن طلحة بالبلاط وفيها حمس أهل الشام وعلى دار ابن عامر برومة فانتهت ذلك كله ثم إن ابن الزبير لما بلغه ذلك كتب إلى حميد أنه بلغني أنه لم يكن بالمدينة أحد حي غيرك فانتدب فيمن اتبعك من الناس فاتبع آثارهم فإنهم يتساقطون تساقط الينع فاطلبهم ما بينك وبين وداي القرى فأصب منهم ومن أموالهم ما قدرت عليه فبينا هو يتجهز إذ اتاه كتاب منه آخر ان أبطيء عنهم يومك حتى أكتب غليك فإنه أخبر أن عمراً وعمر ابني عثمان قد لويا أعناقهما على ابن الزبير فحمله ذلك على الانصراف عن بني أمية‏.‏

ابن شهاب قال‏:‏ اقتتل محمد بن أبي الجهم وأبو يسار بن عبد الرحمن بن شيبة بن ربيعة فصرعه محمد بن أبي الجهم فوطئ على بطنه فأسلحه فسجنه مروان بن الحكم وهو يزمئذ أمير المدينة فقال‏:‏ أسلحت سيدنا ورجلاً منا فوالله لا تنفلت مني حتى أسلحك فأوطأ بطنه الرجال فصاح محمد‏:‏ يامروان‏!‏ إن استى مؤكاة ولست من أستاهكم فقالت ام أبان‏:‏ لا توطئ بطنه فإنه والله ما كان يسلح فأرسله قال‏:‏ وخطب مروان بنالحكم إلى أبي الجهم ابنته سعدى على أخيه يحيى بن الحكم وكان ممن مشى في ذلك مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة وسارية بنت عوف أخت سعدى وأم يحيى فأبى أبو الجهم وعمرو بن سعيد والي المدينة يومئذ فأرسل ابن قطن مولى أبي الجهم وعمرو بن سعيد والي المدينة يومئذ فأرسل ابن قطن مولى أبي الجهم فأمره أن يطلع رأى أبي الجهم في ابنه أمية بن عمرو وخشي أن يرده كما رد مروان فذهب ابن قطن فاخاع رأي الجهم فقال أبو الجهم‏:‏ سأنظر في ذلك ودعا أبو الجهم ابنه حميدا فقال له‏:‏ ابن أبي أحيحة أحب إليك ام ابن خالتك يحيى بن الحكم فقال له‏:‏ أنت أبصر وأعلم ثم جرت الرسل بينهم حتى وعدهم أبو الجهم فأرسل إلى عبد الله وعاصم ابني عمر وعبد الله بن مطيع في رجال من بني عدي بن كعب وجاء عمرو بنسعيد في رجال من بني آل سعيد وبني أمسة فجلس مع أبي الجهم على السرير وقال‏:‏ هل تنتظرون من أحد فقال أبو الجهم‏:‏ ننتظر محمد بن أبي الجهم اذهب يا غلام‏!‏ فادع لنا محمدا فذهب إليه فقال‏:‏ لا والله لا أشهدها ولا نكحاحها وعبد الله بن مطيع عند رجليه وصخر بن أبي الجهم عند رأسه فأرسل إلى محمد أني أعزم عليك أن تأتينه فأقبل يمشي حتى قام بين الناس وقال‏:‏ انكح أيها الرجل ابنتك فوالله لا أدخل في شيء من ذلك ولا اشهد نكاحها وذلك لشيء كان بينه وبين عمرو بن سعيد ثم تكلم عمرو فذكر ما كان بين الجهم وبين آل سعيد بن العاص وعظم من بيت أبي الجهم وشرفه ثم تكلم أبوالجهم فذكر عنهم حتى قال‏:‏ كنتم بيت قومكم وكان شبهكم فيهم شبه الدخنة في قشرها فأخذ ابن مطيع‏!‏ فإني والله ما أنا من الذين ينفسون على العشيرة ولا يتشوفون لهم فلم يزل ذلك من ابن مطيع حتى رده عن بعض ما يقول فجعل عمرو بن سعيد ينظر إلى صخر بن أبي الجهم ويقول‏:‏ يا صخر‏!‏ انظر إلى هذا وما يصنع ثم أنكحه‏.‏

ابن شهاب قال‏:‏ قدم أبو الجهم بن حذيفة على معاوية وقد كان بينه وبين ثقيف ملاحاة فقال له معاوية‏:‏ يا أبا الجهم‏!‏ مالك ولثقيف يشكونك إلي فقال‏:‏ ما أعجبك‏!‏ والله أصالحهم حتى يقولوا قريش وثقيف وليتا وج ولا يحبون منا إلا أحمق ولا يجبهم منا إلا أحمق وبذلك نعتبرك من حمقانا وقال في قدمة قدمها عليه اخرى وافداً‏:‏ يا أبا الجهم‏!‏ ألم أفرغ من حاجتك قال‏:‏ بلى غير شيء واحد ذكرته لا بد لي منه قالك فهلمه قال‏:‏ إن بني بكر يتكثرون علينا بأرضنا فابعث إلى بني بكر وارزقهم من القرى‏:‏ خبير وفدك ووادي القرى قال‏:‏ نعم وماذا زعمت أيضاً قال‏:‏ وإن ثقيفاً يتكثرون علينا بوج فأكثر من الروم والفرس فأكثر من الروم والفرس حتى تأكلهم بهم فقال معاوية‏:‏ مرحباً بك وأهلاً‏!‏ فوالله إن كنت لأحب موافقتك على ما سألتني أما بنو بكر فقد ملأتكم مقاتلة وكتائب حتى أن الواحد من منكم ليغضب مغضبة فيرسل إلى أحدهم فيقاد فيصنع به ما أراد فارجع فاطلع فإن ابتغيت الزيادة زدتك وإن رضيت فالله يرضيك وأما ثقيف فقد رأيت ما صنعت فيهم أخرجتهم من قرار أرضهم والحقتهم بالشواهق م السراة وقالوا‏:‏ افرض لنا العراق فأبيت ذلك عليهم وقلت‏:‏ لا والله إلا بالشام أرض المطواعين لأريحك ونفسي منهم حتى جعلت أموالهم كلها لقيش وملأت الأرض فرساً وبرذوناً فارجع فاطلع فان رأيت ما يرضيك فالله يرضيك إلا فاكتب إلي أزدك‏.‏

الحزامي قال ابن شهاب‏:‏ لقي إسماعيل بن خالد بن عقبة بن أبي معيط عيسى بن عبد الله بتشيم فشجه بالهراوة شجة مأمومة ثم مر على سالم مولى ابن مطيع فانتزع سالم منه الهرواة التي شج بها عيسى بن عبد الله فشجه بها ثم إن بني عقبة بن أبي معيط ثاروا إلى دار بني مسعود بن العجماء التي بالسوق وفيها سالم أبو الغيث فأخبروا بني عدي بحصارهم سالماً فالتقوا بالسوق فاقتتلوا واشتد قتالهم ثم حجز بينهم فلبثوا حيناً ثم إن عبد الله بن مطيع خرج إلى السوق فعرض له إسماعيل بن خالد بالسيفصلتا حتى ضربه في رأسه ضربة بلغت العظم ثم إن بني امية أتوا باسماعيل إلى ابن مطيع فقالوا‏:‏ ها هو ذا نرضيك ونمكنك منه فقال ابن مطيع‏:‏ ما أنا بفاعل حتى أشاور أبا الجهم فأرسل إلى أبي الجهم ما ترى فيه فإنهم قد أمكنوني من حقي فأرسل إليه أبوالجهم‏:‏ إن كانوا أعطوك يده تقطعها فاقبل منهم واقبضه حتى ترى فيه رأيك وأرى إن فعلوا ذلك أن تكسوه حلة وقميصاً وتعفو عنه وترسله فأعطوه ذلك فأرسله عشية ذلك اليوم وكساه حلة فلبث الناس سنين ثم إن ابن سليمان بن مطيع قدم من مصر فدخل حمام ابن عقبة فوجد فيه الحارث بن عبد الرحمن بن الحكم فتلاحيا فلج السباب بينهما فقال له الحارث‏:‏ ألا أراك تسبني وقد ضربنا عمك الضربة التي صارت مثل حر البقرة فقال الآخر‏:‏ لا أستطيع لعرمي أسابك بعد هذا فلما خرج ابن سليمان من الحمام دخل عل حميد بن أبي الجهم فقال‏:‏ ألم تر ما لقيت من الحارث بن عبد الرحمن ثم أخبره بما كان بينهما في الحمام وما قال له فرجا حتى دخلا على محمد بن أبي الجهم فقص عليه الخبر فقال له محمد‏:‏ أبعدك الله وأبعد عمك‏!‏ فقد والله كنت أظن أنهم سيعتدونها عليكم أرسل يا حميد‏!‏ إلى سيفي القائم القاعد فأعطه هذا فليضرب خالد بن عقبة اليوم وكان يوم جمعة في صدره حتى إذا مر بدار أبي الجهم خرج عليه ابن سليمان بن مطيع فضربه بالسيف مثل ضربة إسماعيل عبد الله بن مطيع وقال في ذلك محمد بن أبي الجهم‏:‏ المتقارب لسفيان سيف لمأمومة وسيف هو القائم القاعد فخذها برأسك مأمومة وإياك إياك يا خالد وقال ابن سليمان بن مطيع‏:‏ البسيط أنا الغلام الذي الذي أثرت ذا أثر في رأس شيخك حتى أعنت العصبا أنا الذي رد إسماعيل مختبلا لا يسمع الرعد إلا مات أو مات أو كربا وجد القتال يومئذ بين بني امية وبين عدي بن كعب فنصر بني عقبة من آل عثمان سعيد والوليد ابنا عثمان ونصرهم بنو أبي عمرو وبنو الحضري كلهم وخالفوا بني أبي الجهم عبد الله وسليمان وصخراً وصخيرا على بني مطيع فكانوا يوم الدار يوم جاسوا إليه أربعة أو خمسة آلاف حتى إذا كانت العصر أرسلت إليهم أم المؤمنين‏:‏ والله لتصرفن عنها أو أخرجن نهاراً فخرج مروان فحجز بينهم فقال في ذلك عبد الله بن الحارث بن أمية‏:‏ الوافر وليس بناصر المولى أبان ولا عمرو قفا جمل شرود وقد ولدت لينفعها يزيدا فما ولدت سوى ألم شديد ومروان يناجيهم علينا وعمرو ذلك الرجل الرقود وقد خذلت قبائل آل شمس وآزرنا سعيد والوليد‏.‏