من سورة يس إلى سورة الجاثية

سُورَة يس

421 - قَوْله تبَارك وَتَعَالَى {وَجَاء من أقْصَى الْمَدِينَة رجل يسْعَى} قد سبق

422 - قَوْله {إِن كَانَت إِلَّا صَيْحَة وَاحِدَة}

مرَّتَيْنِ لَيْسَ بتكرار لِأَن الأولى هِيَ النفخة الَّتِي يَمُوت بهَا الْخلق وَالثَّانيَِة هِيَ الَّتِي يحيا بهَا الْخلق

423 - قَوْله {فَلَا يحزنك قَوْلهم إِنَّا نعلم} وَفِي يُونُس {وَلَا يحزنك قَوْلهم إِن الْعِزَّة لله جَمِيعًا} تشابها فِي الْوَقْف على {قَوْلهم} فِي السورتين لِأَن الْوَقْف عَلَيْهِ لَازم و {إِن} فيهمَا مَكْسُورَة بِالِابْتِدَاءِ بِالْكِتَابَةِ ومحكى القَوْل مَحْذُوف وَلَا يجوز الْوَصْل لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وسمل منزه من أَن يُخَاطب بذلك

424 - قَوْله {وَصدق المُرْسَلُونَ} وَفِي الصافات {وَصدق الْمُرْسلين} ذكر فِي الْمُتَشَابه وَمَا يتَعَلَّق بالإعراب لَا يعد فِي الْمُتَشَابه

سُورَة الصافات

426 - قَوْله تبَارك وَتَعَالَى {أئذا متْنا وَكُنَّا تُرَابا وعظاما أئنا لمبعوثون} وَبعدهَا {أئذا متْنا وَكُنَّا تُرَابا وعظاما أئنا لمدينون} لِأَن الأول حِكَايَة كَلَام الْكَافرين وهم منكرون للبعث وَالثَّانِي قَول أحد الْفَرِيقَيْنِ لصَاحبه عِنْد وُقُوع الْحساب وَالْجَزَاء وحصوله فِيهِ كَانَ لي قرين يُنكر الْجَزَاء وَمَا نَحن فِيهِ فَهَل أَنْتُم تطلعونني عَلَيْهِ {فَاطلع فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيم قَالَ تالله إِن كدت لتردين} قيل كَانَا أَخَوَيْنِ وَقيل كَانَا شَرِيكَيْنِ وَقيل هما بطروس الْكَافِر ويهوذا مُسلم وَقيل القرين هُوَ إِبْلِيس

427 - قَوْله {وَأَقْبل بَعضهم على بعض يتساءلون} وَبعده {فَأقبل} بِالْفَاءِ وَكَذَلِكَ فِي {ن والقلم}

لِأَن الأول لعطف جملَة على جملَة فَحسب وَالثَّانِي لعطف جملَة على جملَة بَينهمَا مُنَاسبَة والتئام لِأَنَّهُ حكى أَحْوَال أهل الْجنَّة ومذاكرتهم فِيهَا مَا كَانَ يجْرِي فِي الدُّنْيَا بَينهم وَبَين أصدقائهم وَهُوَ قَوْله {وَعِنْدهم قاصرات الطّرف عين} {كأنهن بيض مَكْنُون} {فَأقبل بَعضهم على بعض يتساءلون} أَي يتذاكرون

وَكَذَلِكَ فِي {ن والقلم} هُوَ من كَلَام أَصْحَاب الْجنَّة بِصَنْعَاء لما رأوها كالصريم وندموا على مَا كَانَ مِنْهُم وَجعلُوا يَقُولُونَ {سُبْحَانَ رَبنَا إِنَّا كُنَّا ظالمين} بعد أَن ذكرهم التَّسْبِيح أوسطهم ثمَّ قَالَ {فَأقبل بَعضهم على بعض يتلاومون} أَي على تَركهم الِاسْتِثْنَاء وتخافتهم {أَن لَا يدخلنها الْيَوْم عَلَيْكُم مِسْكين}

428 - قَوْله {إِنَّا كَذَلِك نَفْعل بالمجرمين} وَفِي المرسلات {كَذَلِك نَفْعل بالمجرمين} لِأَن فِي هَذِه السُّورَة حيل بَين الضَّمِير وَبَين كَذَلِك بقوله {فَإِنَّهُم يَوْمئِذٍ فِي الْعَذَاب مشتركون} فَأَعَادَ

وَفِي المرسلات مُتَّصِل بِالْأولِ وَهُوَ قَوْله {ثمَّ نتبعهم الآخرين كَذَلِك نَفْعل بالمجرمين} فَلم يحْتَج إِلَى إِعَادَة الضَّمِير

429 - قَوْله {إِذا قيل لَهُم لَا إِلَه إِلَّا الله} وَفِي الْقِتَال {فَاعْلَم أَنه لَا إِلَه إِلَّا الله} بِزِيَادَة {أَنه} وَلَيْسَ لَهما فِي الْقُرْآن ثَالِث لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة وَقع بعد القَوْل فَحكى الْمَقُول وَفِي الْقِتَال وَقع بعد الْعلم فزيد قبله {أَنه} ليصير مفعول الْعلم ثمَّ يتَّصل بِهِ مَا بعده

430 - قَوْله {وَتَركنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين} {سَلام على نوح فِي الْعَالمين} وَبعده {سَلام على إِبْرَاهِيم} ثمَّ {سَلام على مُوسَى وَهَارُون} وَكَذَلِكَ {سَلام على إل ياسين} فِيمَن جعله لُغَة فِي إلْيَاس وَلم يقل فِي قصَّة لوط وَلَا يُونُس وَلَا إلْيَاس {سَلام} لِأَنَّهُ لما قَالَ {وَإِن لوطا لمن الْمُرْسلين} {وَإِن يُونُس لمن الْمُرْسلين} وَكَذَلِكَ {وَإِن إلْيَاس لمن الْمُرْسلين} فقد قَالَ سَلام على كل وَاحِد مِنْهُم لقَوْله فِي آخر السُّورَة {وَسَلام على الْمُرْسلين}

431 - قَوْله {إِنَّا كَذَلِك نجزي الْمُحْسِنِينَ} وَفِي قصَّة إِبْرَاهِيم {كَذَلِك} لِأَنَّهُ تقدم فِي قصَّته {إِنَّا كَذَلِك نجزي الْمُحْسِنِينَ}

105 - وَلَا بَقِي من قصَّته شَيْء وَفِي سائرها بعد الْفَرَاغ وَلم يقل فِي قصتي لوط وَيُونُس {إِنَّا كَذَلِك نجزي الْمُحْسِنِينَ} {إِنَّه من عبادنَا الْمُؤمنِينَ} لِأَنَّهُ لما اقْتصر من التَّسْلِيم على مَا سبق ذكره اكْتفى بذلك

432 - قَوْله {بِغُلَام حَلِيم} وَفِي الذاريات {عليم} وَكَذَلِكَ فِي الْحجر 53 لِأَن التَّقْدِير بِغُلَام حَلِيم فِي صباه عليم فِي كبره

وخصت هَذِه السُّورَة بحليم لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام حَلِيم فاتقاه وأطاعه وَقَالَ {يَا أَبَت افْعَل مَا تُؤمر ستجدني إِن شَاءَ الله من الصابرين} وَالْأَظْهَر أَن الْحَلِيم إِسْمَاعِيل والعليم إِسْحَاق لقَوْله {فَأَقْبَلت امْرَأَته فِي صرة فصكت وَجههَا} قَالَ مُجَاهِد الْعَلِيم والحليم فِي السورتين إِسْمَاعِيل وَقيل هما فِي السورتين إِسْحَاق وَهَذَا عِنْد من زعم أَن الذَّبِيح إِسْحَاق وَذكرت ذَلِك بشرحه فِي مَوْضِعه

433 - قَوْله {وأبصرهم فَسَوف يبصرون} ثمَّ قَالَ {وَأبْصر فَسَوف يبصرون} كرر وَحذف الضَّمِير من الثَّانِي لِأَنَّهُ لما نزل {وأبصرهم} قَالُوا مَتى هَذَا الْوَعْد الَّذِي توعدونا بِهِ فَأنْزل الله {أفبعذابنا يستعجلون} كرر تَأْكِيدًا وَقيل الأولى فِي الدُّنْيَا وَالثَّانيَِة فِي العقبى وَالتَّقْدِير أبْصر مَا ينالهم فَسَوف يبصرون ذَلِك

وَقيل أبْصر حَالهم بقلبك فَسَوف يبصرون مُعَاينَة وَقيل بعد مَا ضيعوا من أمرنَا فَسَوف يبصرون مَا يحل بهم

وَحذف الضَّمِير من الثَّانِي اكْتِفَاء بِالْأولِ {وَقيل} الضَّمِير مُضْمر تَقْدِيره ترى الْيَوْم خَيرهمْ إِلَى تول وَترى بعد الْيَوْم مَا تحتقر مَا شاهدتهم فِيهِ من عَذَاب الدُّنْيَا

وَذكر فِي الْمُتَشَابه {فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ} بِالْفَاءِ وَفِي الذاريات {قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ} بِغَيْر فَاء لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة اتَّصَلت جملَة بِخمْس جمل مبدوءة بِالْفَاءِ على التوالي وَهِي {فَمَا ظنكم} الْآيَات 87 90 وَالْخطاب للأوثان تقريعا لمن زعم أَنَّهَا تَأْكُل وتشرب

وَفِي الذاريات مُتَّصِل بمضمر تَقْدِيره فقربه إِلَيْهِم فَلم يَأْكُلُوا فَلَمَّا رَآهُمْ لَا يَأْكُلُون قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ وَالْخطاب للْمَلَائكَة فجَاء فِي كل مَوضِع بِمَا يلائمه

سُورَة ص

434 - قَوْله تَعَالَى {وعجبوا أَن جَاءَهُم مُنْذر مِنْهُم وَقَالَ الْكَافِرُونَ} بِالْوَاو وَفِي ق {فَقَالَ} بِالْفَاءِ لِأَن اتِّصَاله بِمَا قبله فِي هَذِه السُّورَة معنوي وَهُوَ أَنهم عجبوا من مَجِيء الْمُنْذر وَقَالُوا هَذَا الْمُنْذر سَاحر كَذَّاب واتصاله فِي ق معنوي ولفظي وَهُوَ أَنهم عجبوا فَقَالُوا {هَذَا شَيْء عَجِيب} فراعى الْمُطَابقَة وَالْعجز والصدر وَختم بِمَا بَدَأَ بِهِ وَهُوَ النِّهَايَة فِي البلاغة

435 - قَوْله {أأنزل عَلَيْهِ الذّكر من بَيْننَا} وَفِي الْقَمَر {أؤلقي الذّكر عَلَيْهِ من بَيْننَا} لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة حِكَايَة عَن كفار قُرَيْش يجيبون مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين قَرَأَ عَلَيْهِم {وأنزلنا إِلَيْك الذّكر لتبين للنَّاس}

فَقَالُوا

{أأنزل عَلَيْهِ الذّكر من بَيْننَا} وَمثله {الْحَمد لله الَّذِي أنزل على عَبده الْكتاب} و {تبَارك الَّذِي نزل الْفرْقَان على عَبده} وَهُوَ كثير

وَمَا فِي الْقَمَر حِكَايَة عَن قوم صَالح وَكَانَ يَأْتِي الْأَنْبِيَاء يَوْمئِذٍ صحف مَكْتُوبَة وألواح مسطورة كَمَا جَاءَ إِبْرَاهِيم ومُوسَى فَلهَذَا قَالُوا {أؤلقي الذّكر عَلَيْهِ} مَعَ أَن لفظ الْإِلْقَاء يسْتَعْمل لما يسْتَعْمل لَهُ الْإِنْزَال

436 - قَوْله {وَمثلهمْ مَعَهم رَحْمَة منا} وَفِي الْأَنْبِيَاء {رَحْمَة من عندنَا} لِأَن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ميز أَيُّوب بِحسن صبره على بلائه بَين أنبيائه فَحَيْثُ قَالَ لَهُم {من عندنَا} قَالَ لَهُ {منا} وَحَيْثُ لم يقل لَهُم من عندنَا قَالَ لَهُ {من عندنَا}

فخصت هَذِه السُّورَة بقوله {منا} لما تقدم فِي حَقهم {من عندنَا} فِي مَوَاضِع وخصت سُورَة الْأَنْبِيَاء بقوله {من عندنَا} لِتَفَرُّدِهِ بذلك

437 - قَوْله {كذبت قبلهم قوم نوح وَعَاد وَفرْعَوْن ذُو الْأَوْتَاد} وَفِي ق {كذبت قبلهم قوم نوح وَأَصْحَاب الرس وَثَمُود} إِلَى قَوْله {فَحق وَعِيد}

قَالَ الْخَطِيب سُورَة ص بنيت فواصلها على ردف أواخرها بِالْبَاء وَالْوَاو فَقَالَ فِي هَذِه السُّورَة {الْأَوْتَاد} {الْأَحْزَاب} {عِقَاب} وَجَاء بِإِزَاءِ ذَلِك فِي ق {ثَمُود} {وَعِيد}

وَمثله فِي الصافات {قاصرات الطّرف عين} وَفِي ص {قاصرات الطّرف أتراب} فالقصد للتوفيق بالألفاظ مَعَ وضوح الْمعَانِي

438 - قَوْله فِي قصَّة آدم {إِنِّي خَالق بشرا من طين} قد سبق

سُورَة الزمر

439 - قَوْله عز وَجل {إِنَّا أنزلنَا إِلَيْك الْكتاب بِالْحَقِّ} وَفِي هَذِه أَيْضا {إِنَّا أنزلنَا إِلَيْك الْكتاب بِالْحَقِّ لتَحكم بَين النَّاس} الْفرق بَين أنزلنَا إِلَيْك الْكتاب وأنزلنا عَلَيْك قد سبق فِي الْبَقَرَة ونزيده وضوحا أَن كل مَوضِع خَاطب النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله {إِنَّا أنزلنَا إِلَيْك} فَفِيهِ تَكْلِيف وَإِذا خاطبه بقوله {أَنا أنزلنَا عَلَيْك} فَفِيهِ تَخْفيف

وَاعْتبر بِمَا فِي هَذِه السُّورَة فَالَّذِي فِي أول السُّورَة {إِلَيْك} فكلفه الْإِخْلَاص فِي الْعِبَادَة وَالَّذِي فِي آخرهَا {عَلَيْك} فختم الْآيَة بقوله {وَمَا أَنْت عَلَيْهِم بوكيل} أَي لست بمسئول عَنْهُم فَخفف عَنهُ ذَلِك

440 - قَوْله {إِنِّي أمرت أَن أعبد الله مخلصا لَهُ الدّين} {وَأمرت لِأَن أكون أول الْمُسلمين} زَاد مَعَ الثَّانِي لاما لِأَن الْمَفْعُول من الثَّانِي مَحْذُوف تَقْدِيره فَأمرت أَن أعبد الله لِأَن أكون فَاكْتفى بِالْأولِ

441 - قَوْله {قل الله أعبد مخلصا لَهُ ديني} بِالْإِضَافَة وَالْأول {مخلصا لَهُ الدّين} لِأَن قَوْله {أعبد} إِخْبَار صدر عَن الْمُتَكَلّم فَاقْتضى الْإِضَافَة إِلَى الْمُتَكَلّم وَقَوله {أمرت أَن أعبد الله} لَيْسَ بِإِخْبَار عَن الْمُتَكَلّم وَإِنَّمَا الْإِخْبَار وَمَا بعده فَضله ومفعول

442 - قَوْله {ويجزيهم أجرهم بِأَحْسَن الَّذِي كَانُوا يعْملُونَ} وَفِي النَّحْل {ولنجزين الَّذين صَبَرُوا أجرهم بِأَحْسَن مَا كَانُوا يعْملُونَ} وَكَانَ حَقه أَن يذكر هُنَاكَ

خصت هَذِه السُّورَة بِالَّذِي ليُوَافق مَا قبله وَهُوَ {أَسْوَأ الَّذِي عمِلُوا} وَقَبله {وَالَّذِي جَاءَ بِالصّدقِ} وخصت النَّحْل بِمَا للموافقة أَيْضا وَهُوَ قَوْله {إِنَّمَا عِنْد الله هُوَ خير لكم} {مَا عنْدكُمْ ينْفد وَمَا عِنْد الله بَاقٍ} فتلائم اللفظان فِي السورتين

443 - قَوْله {وبدا لَهُم سيئات مَا كسبوا} وَفِي الجاثية {مَا عمِلُوا} عِلّة الْآيَة الأولى لِأَن مَا كسبوا فِي هَذِه السُّورَة وَقع بَين أَلْفَاظ الْكسْب وَهُوَ {ذوقوا مَا كُنْتُم تكسبون} وَفِي الجاثية وَقع بَين أَلْفَاظ الْعَمَل وَهُوَ {مَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ} {وَعمِلُوا الصَّالِحَات} وَبعده {سيئات مَا عمِلُوا} فخصت كل سُورَة بِمَا اقْتَضَاهُ

444 - قَوْله {ثمَّ يهيج فتراه مصفرا ثمَّ يَجعله حطاما} وَفِي الْحَدِيد {ثمَّ يكون حطاما} لِأَن الْفِعْل الْوَاقِع بعد قَوْله {ثمَّ يهيج} فِي هَذِه السُّورَة مُسْند إِلَى الله تَعَالَى وَهُوَ قَوْله {ثمَّ يخرج بِهِ زرعا} فَكَذَلِك الْفِعْل بعده {ثمَّ يَجعله}

وَأما الْفِعْل قبله فِي الْحَدِيد فمسند إِلَى النَّبَات وَهُوَ {أعجب الْكفَّار نَبَاته} فَكَذَلِك مَا بعده وَهُوَ {ثمَّ يكون} ليُوَافق فِي السورتين مَا قبله وَمَا بعده

445 - قَوْله {فتحت أَبْوَابهَا} وَبعده {وَفتحت} بِالْوَاو للْحَال أَي جاءوها وَقد فتحت أَبْوَابهَا وَقيل الْوَاو فِي {وَقَالَ لَهُم خزنتها} زَائِدَة وَهُوَ الْجَواب وَقيل الْوَاو وَاو الثَّمَانِية وَقد سبق فِي الْكَهْف

446 - قَوْله {فَمن اهْتَدَى فلنفسه} وَفِي آخرهَا {فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لنَفسِهِ} لِأَن هَذِه السُّورَة مُتَأَخِّرَة عَن تِلْكَ السُّورَة فَاكْتفى بِذكرِهِ فِيهَا

سُورَة غَافِر

447 - قَوْله تَعَالَى {أولم يَسِيرُوا فِي الأَرْض} مَا يتَعَلَّق بذكرها قد سبق

448 - قَوْله {ذَلِك بِأَنَّهُم كَانَت تأتيهم رسلهم} وَفِي التغابن {بِأَنَّهُ كَانَت} لِأَن هَاء الْكِتَابَة إِذا زيدت لِامْتِنَاع { إِن} عَن الدُّخُول على كَانَ فخصت هَذِه السُّورَة بكناية الْمُتَقَدّم ذكرهم مُوَافقَة لقَوْله {كَانُوا هم أَشد مِنْهُم قُوَّة} وخصت سُورَة التغابن بضمير الْأَمر والشأن توصلا إِلَى كَانَ

449 - قَوْله {فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْحَقِّ} فِي هَذِه السُّورَة فَحسب لِأَن الْفِعْل لمُوسَى وَفِي سَائِر الْقُرْآن الْفِعْل للحق

450 - قَوْله {إِن السَّاعَة لآتية} وَفِي طه {آتيه} لِأَن اللَّام إِنَّمَا تزداد لتأكيد الْخَبَر وتأكيد الْخَبَر إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِذا كَانَ الْمخبر بِهِ شاكا فِي الْخَبَر فالمخاطبون فِي هَذِه السُّورَة الْكفَّار فأكد وَكَذَلِكَ أكد {لخلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض أكبر من خلق النَّاس} فِي هَذِه السُّورَة بِاللَّامِ

451 - قَوْله {وَلَكِن أَكثر النَّاس لَا يشكرون} وَفِي يُونُس {وَلَكِن أَكْثَرهم لَا يشكرون} وَقد سبق لِأَنَّهُ وَافق مَا قبله فِي هَذِه السُّورَة {وَلَكِن أَكثر النَّاس لَا يعلمُونَ} وَبعده {أَكثر النَّاس لَا يُؤمنُونَ} ثمَّ قَالَ {وَلَكِن أَكثر النَّاس لَا يشكرون}

452 - قَوْله فِي الْآيَة الأولى {لَا يعلمُونَ} أَي لَا يعلمُونَ أَن خلق الْأَكْبَر أسهل من خلق الْأَصْغَر ثمَّ قَالَ {لَا يُؤمنُونَ} بِالْبَعْثِ ثمَّ قَالَ {لَا يشكرون} أَي لَا يشكرون الله على فَضله فختم كل آيَة بِمَا اقْتَضَاهُ

453 - قَوْله {خَالق كل شَيْء لَا إِلَه إِلَّا هُوَ} سبق

454 - قَوْله تَعَالَى {الْحَمد لله رب الْعَالمين} مدح نَفسه سُبْحَانَهُ وَختم ثَلَاث آيَات على التوالي بقوله {رب الْعَالمين}

وَلَيْسَ لَهُ فِي الْقُرْآن نَظِير

455 - قَوْله {وخسر هُنَالك المبطلون} وَختم السُّورَة بقوله {وخسر هُنَالك الْكَافِرُونَ} لِأَن الأول مُتَّصِل بقوله {قضي بِالْحَقِّ} ونقيض الْحق الْبَاطِل وَالثَّانِي مُتَّصِل بِإِيمَان غير مجد ونقيض الْإِيمَان الْكفْر

سُورَة فصلت

456 - قَوْله تَعَالَى {فِي أَرْبَعَة أَيَّام} أَي مَعَ الْيَوْمَيْنِ الَّذين تقدما قَوْله {خلق الأَرْض فِي يَوْمَيْنِ} لِئَلَّا يزِيد الْعدَد على سِتَّة أَيَّام فيتطرق إِلَيْهِ كَلَام الْمُعْتَرض

وَإِنَّمَا جمع بَينهمَا وَلم يذكر الْيَوْمَيْنِ على الِانْفِرَاد بعدهمَا لدقيقة لَا يَهْتَدِي إِلَيْهَا كل أحد وَهِي أَن قَوْله {خلق الأَرْض فِي يَوْمَيْنِ} صلَة الَّذِي و {وتجعلون لَهُ أندادا} عطف على قَوْله {لتكفرون} و {وَجعل فِيهَا رواسي} عطف على قَوْله {خلق الأَرْض} وَهَذَا تَفْرِيع فِي الْإِعْرَاب لَا يجوز فِي الْكَلَام وَهُوَ فِي الشّعْر من أقبح الضرورات لَا يجوز أَن يُقَال جَاءَنِي الَّذِي يكْتب وَجلسَ وَيقْرَأ لِأَنَّهُ لَا يُحَال بَين صلَة الْمَوْصُول وَمَا يعْطف بأجنبي من الصِّلَة

فَإِذا امْتنع هَذَا لم يكن بُد من إِضْمَار فعل يَصح الْكَلَام بِهِ وَمَعَهُ فيضمر خلق الأَرْض بعد قَوْله {ذَلِك رب الْعَالمين} فَيصير التَّقْدِير ذَلِك رب الْعَالمين خلق الأَرْض وَجعل فِيهَا رواسي من فَوْقهَا وَبَارك فِيهَا وَقدر فِيهَا أقواتها فِي أَرْبَعَة أَيَّام ليَقَع هَذَا كُله فِي أَرْبَعَة أَيَّام وَيسْقط الِاعْتِرَاض وَالسُّؤَال وَهَذِه معْجزَة وبرهان

457 - قَوْله {حَتَّى إِذا مَا جاؤوها شهد عَلَيْهِم سمعهم} وَفِي الزخرف وَغَيره {حَتَّى إِذا جَاءَنَا} {حَتَّى إِذا جَاءُونَا} بِغَيْر {مَا} لِأَن حَتَّى هَهُنَا هِيَ الَّتِي تجْرِي مجْرى وَاو الْعَطف نَحْو قَوْلك أكلت السَّمَكَة حَتَّى رَأسهَا أَي ورأسها وَتَقْدِير الْآيَة فهم يُوزعُونَ إِذا

جاءوها و {مَا} هِيَ الَّتِي تزاد مَعَ الشُّرُوط نَحْو أَيْنَمَا وحيثما و {حَتَّى} فِي غَيرهَا من السُّور للغاية

458 - قَوْله {وَإِمَّا يَنْزغَنك من الشَّيْطَان نَزغ فاستعذ بِاللَّه إِنَّه هُوَ السَّمِيع الْعَلِيم} وَمثله فِي الْأَعْرَاف لكنه ختم بقوله {إِنَّه سميع عليم} لِأَن الْآيَة فِي هَذِه السُّورَة مُتَّصِلَة بقوله {وَمَا يلقاها إِلَّا الَّذين صَبَرُوا وَمَا يلقاها إِلَّا ذُو حَظّ عَظِيم} فَكَانَ مؤكدا بالتكرار وبالنفي وَالْإِثْبَات فَبَالغ فِي قَوْله {إِنَّه هُوَ السَّمِيع الْعَلِيم} بِزِيَادَة {هُوَ} وبالألف وَاللَّام وَلم يكن فِي الْأَعْرَاف هَذَا النَّوْع من الِاتِّصَال فَأتى على الْقيَاس الْمخبر عَنهُ معرفَة وَالْخَبَر نكرَة

459 - قَوْله {وَلَوْلَا كلمة سبقت من رَبك لقضي بَينهم} وَفِي {حم عسق} بِزِيَادَة قَوْله {إِلَى أجل مُسَمّى} وَزَاد فِيهَا أَيْضا {بغيا بَينهم} لِأَن الْمَعْنى تفرق قَول الْيَهُود فِي التَّوْرَاة وتفرق قَول الْكَافرين فِي الْقُرْآن وَلَوْلَا كلمة سبقت من رَبك بتأخر الْعَذَاب إِلَى يَوْم الْجَزَاء لقضى بَينهم بإنزال الْعَذَاب عَلَيْهِم

وخصت حمعسق بِزِيَادَة قَوْله {إِلَى أجل مُسَمّى} لِأَنَّهُ ذكر الْبِدَايَة فِي أول الْآيَة وَهُوَ {وَمَا تفَرقُوا إِلَّا من بعد مَا جَاءَهُم الْعلم} وَهُوَ مبدأ كفرهم فَحسن ذكر النِّهَايَة الَّتِي أمهلوا إِلَيْهَا ليَكُون محدودا من الطَّرفَيْنِ

460 - قَوْله {وَإِن مَسّه الشَّرّ فيؤوس قنوط} وَبعده {وَإِذا مَسّه الشَّرّ فذو دُعَاء عريض} لَا مُنَافَاة بَينهمَا لِأَن مَعْنَاهُ قنوط من الضيم دُعَاء الله وَقيل يئوس قنوط بِالْقَلْبِ دُعَاء بِاللِّسَانِ وَقيل الأول

فِي قوم وَالثَّانِي فِي آخَرين وَقيل الدُّعَاء مَذْكُور فِي الْآيَتَيْنِ وَدُعَاء عريض فِي الثَّانِي

461 - قَوْله {وَلَئِن أذقناه رَحْمَة منا من بعد ضراء مسته} بِزِيَادَة {منا} و {من} وَفِي هود {وَلَئِن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته} لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة بَين جِهَة الرَّحْمَة وبالكلام حَاجَة إِلَى ذكرهَا وَحذف فِي هود اكْتِفَاء بِمَا قبله وَهُوَ قَوْله {وَلَئِن أذقنا الْإِنْسَان منا رَحْمَة} وَزَاد فِي هَذِه السُّورَة {من} لِأَنَّهُ لما حد الرَّحْمَة والجهة الْوَاقِعَة مِنْهَا حد الطّرف الَّذِي بعْدهَا ليتشاكلا فِي التَّحْدِيد

وَفِي هود لما أهمل الأول أهمل الثَّانِي

462 - قَوْله {أَرَأَيْتُم إِن كَانَ من عِنْد الله ثمَّ كَفرْتُمْ بِهِ} وَفِي الْأَحْقَاف {وكفرتم بِهِ} بِالْوَاو لِأَن مَعْنَاهُ فِي هَذِه السُّورَة كَانَ عَاقِبَة أَمركُم بعد الْإِمْهَال للنَّظَر والتدبر الْكفْر فَحسن دُخُول {ثمَّ} وَفِي الْأَحْقَاف عطف عَلَيْهِ {وَشهد شَاهد} فَلم يكن عَاقِبَة أَمرهم فَكَانَ من مَوَاضِع الْوَاو

سُورَة الشورى

463 - قَوْله {إِن ذَلِك لمن عزم الْأُمُور} وَفِي لُقْمَان {من عزم الْأُمُور} لِأَن الصَّبْر على وَجْهَيْن صَبر على مَكْرُوه ينَال الْإِنْسَان ظلما كمن قتل بعض بعض أعزته فالصبر على الأول أَشد والعزم عَلَيْهِ أوكد وَكَانَ مَا فِي هَذِه السُّورَة من الْجِنْس الأول لقَوْله {وَلمن صَبر وَغفر} فأكد الْخَبَر بِاللَّامِ

وَفِي لُقْمَان من الْجِنْس الثَّانِي فَلم يؤكده

464 - قَوْله {وَمن يضلل الله فَمَا لَهُ من ولي} وَبعده {وَمن يضلل الله فَمَا لَهُ من سَبِيل}

46 - لَيْسَ بتكرار لِأَن الْمَعْنى لَيْسَ لَهُ من هاد وَلَا ملْجأ

465 - قَوْله {إِنَّه عَليّ حَكِيم} لَيْسَ لَهُ نَظِير وَالْمعْنَى تَعَالَى أَن يكلم أَو يتناهى حَكِيم فِي تَقْسِيم وُجُوه التكليم

466 - قَوْله {لَعَلَّ السَّاعَة قريب} وَفِي الْأَحْزَاب {تكون قَرِيبا} زيد مَعَه {تكون} مُرَاعَاة للفواصل وَقد سبق

467 - قَوْله تبَارك وَتَعَالَى {جعل لكم} قد سبق

سُورَة الزخرف

468 - قَوْله {مَا لَهُم بذلك من علم إِن هم إِلَّا يخرصون} وَفِي الجاثية {إِن هم إِلَّا يظنون} لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة مُتَّصِل بقوله {وَجعلُوا الْمَلَائِكَة الَّذين هم عباد الرَّحْمَن إِنَاثًا} وَالْمعْنَى أَنهم قَالُوا الْمَلَائِكَة بَنَات الله وَإِن الله قد شَاءَ منا عبادتنا إيَّاهُم وَهَذَا جهل مِنْهُم وَكذب فَقَالَ سُبْحَانَهُ {مَا لَهُم بذلك من علم إِن هم إِلَّا يخرصون} أَي يكذبُون

وَفِي الجاثية خلطوا الصدْق بِالْكَذِبِ فَإِن قَوْلهم {نموت ونحيا} صدق فَإِن الْمَعْنى يَمُوت السّلف وَيحيى الْخلف وَهِي كَذَلِك إِلَى أَن تقوم السَّاعَة وكذبوا فِي إنكارهم الْبَعْث وَقَوْلهمْ {وَمَا يُهْلِكنَا إِلَّا الدَّهْر} وَلِهَذَا قَالَ {إِن هم إِلَّا يظنون} أَي هم شاكون فِيمَا يَقُولُونَ

419 - قَوْله {وَإِنَّا على آثَارهم مهتدون} وَبعده {مقتدون} خص الأول بالاهتداء لِأَنَّهُ كَلَام الْعَرَب فِي محاجتهم رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وادعائهم {إِن} آبَاءَهُم كَانُوا مهتدين فَنحْن مهتدون وَلِهَذَا قَالَ عقبَة {قَالَ أولو جِئتُكُمْ بأهدى} وَالثَّانيِة حِكَايَة

عَمَّن كَانَ قبلهم من الْكفَّار وَادعوا الِاقْتِدَاء بِالْآبَاءِ دون الاهتداء فاقتضت كل آيَة مَا ختمت بِهِ

470 - قَوْله {وَإِنَّا إِلَى رَبنَا لمنقلبون} وَفِي الشُّعَرَاء {إِلَى رَبنَا منقلبون} لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة عَام لمن ركب سفينة أَو دَابَّة وَقيل مَعْنَاهُ إِلَى رَبنَا لمنقلبون على مركب آخر وَهُوَ الْجِنَازَة فَحسن إِدْخَال اللَّام على الْخَبَر للْعُمُوم وَمَا فِي الشُّعَرَاء كَلَام السَّحَرَة حِين آمنُوا وَلم يكن فِيهِ عُمُوم

471 - قَوْله {إِن الله هُوَ رَبِّي وربكم} سبق

سُورَة الدُّخان

472 - قَوْله تَعَالَى {إِن هِيَ إِلَّا موتتنا الأولى} مَرْفُوع وَفِي الصافات مَنْصُوب ذكر فِي الْمُتَشَابه وَلَيْسَ مِنْهُ لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة مُبْتَدأ وَخبر وَمَا فِي الصافات اسْتثِْنَاء

473 - قَوْله {وَلَقَد اخترناهم على علم على الْعَالمين} أَي على علم منا وَلم يقل فِي الجاثية وفضلناهم على علم بل قَالَ {وفضلناهم على الْعَالمين} لِأَنَّهُ مُكَرر فِي {وأضله الله على علم}

سُورَة الجاثية

474 - قَوْله {لتجري الْفلك فِيهِ} أَي الْبَحْر وَقد سبق

475 - قَوْله {وآتيناهم بَيِّنَات من الْأَمر} نزلت فِي الْيَهُود وَقد سبق

476 - قَوْله {نموت ونحيا} قيل فِيهِ تَقْدِيم {نموت} وَتَأْخِير {نحيا} قيل يحيا الْبَعْض وَيَمُوت الْبَعْض وَقيل هُوَ كَلَام من يَقُول بالتناسخ

477 - قَوْله {ولتجزى كل نفس بِمَا كسبت} بِالْيَاءِ مُوَافقَة لقَوْله {ليجزي قوما بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}

478 - قَوْله {سيئات مَا عمِلُوا} لتقدم {كُنْتُم تَعْمَلُونَ} {وَعمِلُوا الصَّالِحَات}

479 - قَوْله {ذَلِك هُوَ الْفَوْز الْمُبين} تَعْظِيمًا لإدخال الله الْمُؤمنِينَ فِي رَحمته