من سورة الأحقاف إلى سورة الناس

سُورَة الْأَحْقَاف

480 - مَا فِي هَذِه السُّورَة من التشابه قد سبق وَذكر فِي الْمُتَشَابه 14 و {أُولَئِكَ} أَي لم يجْتَمع فِي الْقُرْآن همزتان مضمومتان فِي غَيرهَا

سُورَة الْقِتَال

481 - قَوْله {لَوْلَا نزلت سُورَة فَإِذا أنزلت سُورَة} نزل وَأنزل كِلَاهُمَا مُتَعَدٍّ وَقيل نزل للتعدي وَالْمُبَالغَة وَأنزل للتعدي وَقيل نزل دفْعَة مجموعا وَأنزل مُتَفَرقًا

وَخص الأولى بنزلت لِأَنَّهُ من كَلَام الْمُؤمنِينَ وَذكر بِلَفْظ الْمُبَالغَة وَكَانُوا يأنسون لنزول الْوَحْي ويستوحشون لإبطائه وَالثَّانِي من كَلَام الله وَلِأَن فِي أول السُّورَة {نزل على مُحَمَّد} وَبعده {أنزل الله} كَذَلِك فِي هَذِه الْآيَة قَالَ {نزلت} ثمَّ {أنزلت}

482 - قَوْله {من بعد مَا تبين لَهُم الْهدى الشَّيْطَان سَوَّلَ لَهُم} نزلت فِي الْيَهُود وَبعده {من بعد مَا تبين لَهُم الْهدى لن يضروا الله شَيْئا} نزلت فِي قوم ارْتَدُّوا وَلَيْسَ بتكرار

سُورَة الْفَتْح

483 - قَوْله عز وَجل {وَللَّه جنود السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَكَانَ الله عليما حكيما} وَبعده {عَزِيزًا حكيما} لِأَن الأول مُتَّصِل بإنزال السكينَة وازدياد إِيمَان الْمُؤمنِينَ فَكَانَ الْموضع مَوضِع علم وَحِكْمَة وَقد تقدم مَا اقْتَضَاهُ الْفَتْح عِنْد قَوْله {وينصرك الله نصرا عَزِيزًا}

وَأما الثَّانِي وَالثَّالِث الَّذِي بعده فمتصلان بِالْعَذَابِ وَالْغَضَب وسلب الْأَمْوَال والغنائم فَكَانَ الْموضع مَوضِع عز وَغَلَبَة وَحِكْمَة

484 - قَوْله {قل فَمن يملك لكم من الله شَيْئا إِن أَرَادَ بكم ضرا}

وَفِي الْمَائِدَة {فَمن يملك من الله شَيْئا إِن أَرَادَ أَن يهْلك الْمَسِيح} زَاد فِي هَذِه السُّورَة {لكم} لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة نزلت فِي قوم بأعيانهم وَهُوَ الْمُخَلفُونَ وَمَا فِي الْمَائِدَة عَام لقَوْله {أَن يهْلك الْمَسِيح ابْن مَرْيَم وَأمه وَمن فِي الأَرْض جَمِيعًا}

485 - قَوْله {كذلكم قَالَ الله} بِلَفْظ الْجمع وَلَيْسَ لَهُ نَظِير وَهُوَ خطاب للمضمرين فِي قَوْله {لن تتبعونا}

سُورَة الحجرات

486 - قَوْله {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ} مَذْكُورَة فِي السُّورَة خمس مَرَّات والمخاطبون الْمُؤْمِنُونَ والمخاطب بِهِ أَمر وَنهي وَذكر فِي السَّادِس {يَا أَيهَا النَّاس} فَعم الْمُؤمنِينَ والكافرين والمخاطب بِهِ قَوْله {إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ من ذكر وَأُنْثَى} لِأَن النَّاس كلهم فِي ذَلِك شرع سَوَاء

سُورَة ق

487 - قَوْله {فَقَالَ الْكَافِرُونَ} بِالْفَاءِ سبق

488 - قَوْله {وَقَالَ قرينه} وَبعده {قَالَ قرينه} لِأَن الأول خطاب الْإِنْسَان من قرينه ومتصل بِكَلَامِهِ وَالثَّانِي اسْتِئْنَاف خطاب الله سُبْحَانَهُ بِهِ من غير اتِّصَال بالمخاطب الأول وَهُوَ قَوْله {رَبنَا مَا أطغيته}

 27 - وَكَذَلِكَ الْجَواب بِغَيْر وَاو وَهُوَ قَوْله {لَا تختصموا لدي} وَكَذَلِكَ {مَا يُبدل القَوْل لدي} فجَاء الأول على نسق وَاحِد

489 - قَوْله {قبل طُلُوع الشَّمْس وَقبل الْغُرُوب} وَفِي طه {وَقبل غُرُوبهَا} لِأَن فِي هَذِه السُّورَة رَاعى الفواصل وَفِي طه رَاعى الْقيَاس لِأَن الْغُرُوب للشمس كَمَا أَن الطُّلُوع لَهَا

سُورَة الذاريات

490 - قَوْله {إِن الْمُتَّقِينَ فِي جنَّات وعيون} {آخذين} وَفِي الطّور {فِي جنَّات ونعيم} {فاكهين} لَيْسَ بتكرار لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة مُتَّصِل بِذكر مَا بِهِ يصل الْإِنْسَان إِلَيْهَا وَهُوَ قَوْله {كَانُوا قبل ذَلِك محسنين} وَفِي الطّور مُتَّصِل بِمَا ينَال الْإِنْسَان فِيهَا إِذا وصل إِلَيْهَا وَهُوَ قَوْله {ووقاهم رَبهم عَذَاب الْجَحِيم} {كلوا وَاشْرَبُوا} الْآيَات 18 19 20

491 - قَوْله {إِنِّي لكم مِنْهُ نَذِير مُبين} وَبعده {إِنِّي لكم مِنْهُ نَذِير مُبين} لَيْسَ بتكرار لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا مُتَعَلق بِغَيْر مَا تعلق بِهِ الآخر فَالْأول مُتَعَلق بترك الطَّاعَة إِلَى الْمعْصِيَة وَالثَّانِي مُتَعَلق بالشرك بِاللَّه تَعَالَى

سُورَة الطّور

492 - قَوْله تَعَالَى {أم يَقُولُونَ شَاعِر} أعَاد {أم} خمس عشرَة مرّة وَكلهَا إلزامات لَيْسَ للمخاطبين بهَا جَوَاب

493 - قَوْله {وَيَطوف عَلَيْهِم} بِالْوَاو عطف على قَوْله {وأمددناهم} وَكَذَلِكَ {وَأَقْبل} بِالْوَاو وَفِي الْوَاقِعَة {يطوف} بِغَيْر وَاو فَيحْتَمل أَن يكون حَالا أَو يكون خَبرا وَفِي الْإِنْسَان {وَيَطوف} عطف على {وَيُطَاف}

494 - قَوْله {واصبر لحكم رَبك} بِالْوَاو سبق

سُورَة النَّجْم

495 - قَوْله تَعَالَى {إِن يتبعُون إِلَّا الظَّن} وَبعده {إِن يتبعُون إِلَّا الظَّن} لَيْسَ بتكرار لِأَن الأول مُتَّصِل بعبادتهم اللات والعزى وَمَنَاة وَالثَّانِي بعبادتهم الْمَلَائِكَة ثمَّ ذمّ الظَّن فَقَالَ {وَإِن الظَّن لَا يُغني من الْحق شَيْئا}

496 - قَوْله {مَا أنزل الله بهَا من سُلْطَان} فِي جَمِيع الْقُرْآن بِالْألف إِلَّا فِي الْأَعْرَاف وَقد سبق

سُورَة الْقَمَر

497 - قصَّة نوح وَعَاد وَثَمُود وَلُوط فِي كل وَاحِدَة مِنْهَا من التخويف والتحذير مِمَّا حل بهم فيتعظ بهَا حَامِل الْقُرْآن وتاليه ويعظ غَيره

498 - وَأعَاد فِي قصَّة عَاد {فَكيف كَانَ عَذَابي وَنذر} لِأَن الأولى فِي الدُّنْيَا وَالثَّانيَِة فِي العقبى كَمَا قَالَ فِي هَذِه الْقِصَّة {لنذيقهم عَذَاب الخزي فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا ولعذاب الْآخِرَة أخزى} وَقيل الأول لتحذيرهم قبل إهلاكهم وَالثَّانِي لتحذير غَيرهم بهم بعد هلاكهم

سُورَة الرَّحْمَن

499 - قَوْله {وَوضع الْمِيزَان} أَعَادَهُ ثَلَاث مَرَّات فَصرحَ وَلم يضمر لكَون كل وَاحِد قَائِما بِنَفسِهِ غير مُحْتَاج إِلَى الأول وَقيل لِأَن كل وَاحِد غير الآخر الأول ميزَان الدُّنْيَا وَالثَّانِي ميزَان الْآخِرَة وَالثَّالِث ميزَان الْعقل وَقيل نزلت مُتَفَرِّقَة فَاقْتضى الْإِظْهَار

500 - قَوْله {فَبِأَي آلَاء رَبكُمَا تُكَذِّبَانِ} كرر الْآيَة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ مرّة ثَمَانِيَة مِنْهَا ذكرت عقيب آيَات فِيهَا تعداد عجائب خلق الله وبدائع صنعه ومبدأ الْخلق ومعادهم ثمَّ سَبْعَة مِنْهَا عقيب آيَات فِيهَا ذكر النَّار وشدائدها على عدد أَبْوَاب جَهَنَّم وَحسن ذكر الآلاء عقيبها لِأَن فِي صرفهَا وَدفعهَا نعما توازي النعم الْمَذْكُورَة أَو لِأَنَّهَا حلت بالأعداء وَذَلِكَ يعد أكبر النعماء

وَبعد هَذِه السَّبْعَة ثَمَانِيَة فِي وصف الْجنان وَأَهْلهَا على عدد أَبْوَاب الْجنَّة ثَمَانِيَة أُخْرَى بعْدهَا للجنتين اللَّتَيْنِ دونهمَا فَمن اعْتقد الثَّمَانِية الأولى وَعمل بموجبها اسْتحق كلتا الثمانيتين من الله ووقاه السَّبْعَة السَّابِقَة وَالله تَعَالَى أعلم

سُورَة الْوَاقِعَة

501 - قَوْله {فأصحاب الميمنة مَا أَصْحَاب الميمنة} أعَاد ذكرهَا وَكَذَلِكَ {المشأمة} ثمَّ قَالَ {وَالسَّابِقُونَ} لِأَن التَّقْدِير عِنْد بَعضهم وَالسَّابِقُونَ مَا السَّابِقُونَ فَحذف {مَا} لدلَالَة مَا قبله عَلَيْهِ وَقيل تَقْدِيره أَزْوَاجًا أَزْوَاجًا ثَلَاثَة فأصحاب الميمنة وَأَصْحَاب المشئمة وَالسَّابِقُونَ ثمَّ ذكر عقيب كل وَاحِد مِنْهُم تَعْظِيمًا وتهويلا فَقَالَ {مَا أَصْحَاب الميمنة} {مَا أَصْحَاب المشأمة} {وَالسَّابِقُونَ} أَي هم السَّابِقُونَ وَالْكَلَام فِيهِ

502 - قَوْله تَعَالَى {أَفَرَأَيْتُم مَا تمنون} {أَفَرَأَيْتُم مَا تَحْرُثُونَ} {أَفَرَأَيْتُم المَاء الَّذِي تشربون} {أَفَرَأَيْتُم النَّار الَّتِي تورون} بَدَأَ بِذكر خلق الْإِنْسَان ثمَّ {ذكر} مَالا غنى لَهُ عَنهُ وَهُوَ الْحبّ الَّذِي مِنْهُ قوامه وقرته ثمَّ المَاء الَّذِي مِنْهُ سوغه وعجنه ثمَّ النَّار الَّتِي مِنْهُ نضجه وصلاحه وَذكر عقيب كل مَا يَأْتِي عَلَيْهِ ويفسده

فَقَالَ فِي الأولى {نَحن قَدرنَا بَيْنكُم الْمَوْت} وَفِي الثَّانِيَة {لَو نشَاء لجعلناه حطاما} وَفِي الثَّالِثَة {لَو نشَاء جَعَلْنَاهُ أجاجا} وَلم يقل فِي الرَّابِعَة مَا يُفْسِدهَا بل قَالَ {نَحن جعلناها تذكرة} يتعظون بهَا {ومتاعا للمقوين} أَي الْمُفَسّرين يَنْتَفِعُونَ بهَا

 

سُورَة الْحَدِيد

503 - قَوْله تَعَالَى {سبح لله} وَكَذَلِكَ الْحَشْر والصف

ثمَّ {يسبح} فِي الْجُمُعَة 1 والتغابن 1 هَذِه الْكَلِمَة اسْتَأْثر الله بهَا فَبَدَأَ بِالْمَصْدَرِ فِي بني إِسْرَائِيل الْإِسْرَاء لِأَنَّهُ الأَصْل ثمَّ بالماضي لِأَنَّهُ أسبق الزمانين ثمَّ بالمستقبل ثمَّ بِالْأَمر فِي سُورَة الْأَعْلَى استيعابا لهَذِهِ الْكَلِمَة من جَمِيع جهاتها وَهِي أَربع الْمصدر والماضي والمستقبل وَالْأَمر للمخاطب

504 - قَوْله {مَا فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض} وَفِي السُّور الْخمس {مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض} إِعَادَة {مَا} هُوَ الأَصْل وخصت هَذِه السُّورَة بالحذف مُوَافقَة لما بعْدهَا وَهُوَ {خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض} وَبعدهَا {لَهُ ملك السَّمَاوَات وَالْأَرْض} لِأَن التَّقْدِير فِي هَذِه السُّورَة سبح لله خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَكَذَلِكَ قَالَ فِي آخر الْحَشْر بعده قَوْله {الْخَالِق البارئ المصور لَهُ الْأَسْمَاء الْحسنى يسبح لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض} أَي خلقهما

505 - قَوْله {لَهُ ملك السَّمَاوَات وَالْأَرْض} وَبعده {لَهُ ملك السَّمَاوَات وَالْأَرْض} لَيْسَ بتكرار لِأَن الأولى {فِي الدُّنْيَا} يحيي وَيُمِيت وَالثَّانِي فِي العقبى لقَوْله {وَإِلَى الله ترجع الْأُمُور}

506 - قَوْله {ذَلِك هُوَ الْفَوْز الْعَظِيم} بِزِيَادَة {هُوَ} لِأَن {بشراكم} مُبْتَدأ وجنات خَبره {تجْرِي من تحتهَا} صفة لَهَا {خَالِدين فِيهَا} حَال {ذَلِك} إِشَارَة إِلَى مَا قبله و {هُوَ} تَنْبِيه على عظم شَأْن الْمَذْكُور {الْفَوْز الْعَظِيم} خَبره

507 - قَوْله {لقد أرسلنَا رسلنَا بِالْبَيِّنَاتِ} ابْتِدَاء الْكَلَام {وَلَقَد أرسلنَا نوحًا} عطف عَلَيْهِ

508 - قَوْله {ثمَّ يكون حطاما} سبق

509 - قَوْله {مَا أصَاب من مُصِيبَة فِي الأَرْض وَلَا فِي أَنفسكُم} وَفِي التغابن {من مُصِيبَة إِلَّا بِإِذن الله} فصل فِي هَذِه السُّورَة وأجمل هُنَاكَ مُوَافقَة لما قبلهَا فِي هَذِه السُّورَة فَإِنَّهُ فصل أَحْوَال الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فِيهَا بقوله {اعلموا أَنما الْحَيَاة الدُّنْيَا لعب وَلَهو وزينة وتفاخر بَيْنكُم وتكاثر فِي الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد}

سُورَة المجادلة

510 - قَوْله تَعَالَى {الَّذين يظاهرون مِنْكُم من نِسَائِهِم} وَبعده {وَالَّذين يظاهرون من نِسَائِهِم} لِأَن الأول خطاب للْعَرَب وَكَانَ طلاقهم فِي الْجَاهِلِيَّة الظِّهَار فقيده بقوله {مِنْكُم} وَبِقَوْلِهِ {وَإِنَّهُم ليقولون مُنْكرا من القَوْل وزورا} ثمَّ بَين أَحْكَام الظِّهَار للنَّاس عَامَّة فعطف عَلَيْهِ فَقَالَ {وَالَّذين يظاهرون من نِسَائِهِم} فجَاء فِي كل آيَة مَا اقْتَضَاهُ مَعْنَاهُ

511 - قَوْله {وللكافرين عَذَاب أَلِيم} وَبعده {وللكافرين عَذَاب مهين}

5 - لِأَن الأول مُتَّصِل بضده وَهُوَ الْإِيمَان فتوعد على الْكفْر بِالْعَذَابِ الْأَلِيم الَّذِي هُوَ جَزَاء الْكَافرين وَالثَّانِي مُتَّصِل بقوله {كبتوا كَمَا كبت الَّذين من قبلهم} وَهُوَ الإذلال والإهانة فوصف الْعَذَاب بِمثل ذَلِك فَقَالَ {مهين}

512 - قَوْله {جَهَنَّم يصلونها فبئس الْمصير} بِالْفَاءِ لما فِيهِ من معنى التعقيب أَي بئس الْمصير مَا صَارُوا إِلَيْهِ وَهُوَ جَهَنَّم

513 - قَوْله {من الله شَيْئا أُولَئِكَ} بِغَيْر فَاء مُوَافقَة للجمل الَّتِي قبلهَا وموافقة لقَوْله {أُولَئِكَ حزب الله}

 

سُورَة الْحَشْر

514 - قَوْله {وَمَا أَفَاء الله} وَبعدهَا {مَا أَفَاء} بِغَيْر وَاو لِأَن الأول مَعْطُوف على قَوْله {مَا قطعْتُمْ من لينَة} وَالثَّانِي اسْتِئْنَاف كَلَام وَلَيْسَ لَهُ بِهِ تعلق وَقَول من قَالَ إِنَّه بدل من الأول مزيف عِنْد أَكثر الْمُفَسّرين

515 - قَوْله {ذَلِك بِأَنَّهُم قوم لَا يفقهُونَ} وَبعده {قوم لَا يعْقلُونَ} لِأَن الأول مُتَّصِل بقوله {لَأَنْتُم أَشد رهبة فِي صُدُورهمْ من الله} لأَنهم يرَوْنَ الظَّاهِر وَلَا يفقهُونَ علم مَا استتر عَلَيْهِم وَالْفِقْه معرفَة ظَاهر الشَّيْء وغامضه بِسُرْعَة فطنة فنفى عَنْهُم ذَلِك وَالثَّانِي مُتَّصِل بقوله {تحسبهم جَمِيعًا وَقُلُوبهمْ شَتَّى} أَي لَو عقلوا لاجتمعوا على الْحق وَلم يتفرقوا

سُورَة الممتحنة

516 - قَوْله تَعَالَى {تلقونَ إِلَيْهِم بالمودة} وَبعده {تسرون إِلَيْهِم بالمودة} الأول حَال من المخاطبين وَقيل أتلقون إِلَيْهِم والاستفهام مُقَدّر وَقيل خبر مُبْتَدأ أَي أَنْتُم تلقونَ وَالثَّانِي بدل من الأول على الْوُجُوه الْمَذْكُورَة وَالْبَاء زِيَادَة عِنْد الْأَخْفَش وَقيل بِسَبَب أَن تودوا وَقَالَ الزّجاج تلقونَ إِلَيْهِم أَخْبَار النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسره بالمودة

517 - قَوْله {قد كَانَت لكم أُسْوَة حَسَنَة} وَبعده {لقد كَانَ لكم فيهم أُسْوَة حَسَنَة} أنث الْفِعْل الأول مَعَ الْحَائِل وَذكر الثَّانِي لِكَثْرَة الْحَائِل وَإِنَّمَا كرر لِأَن الأول فِي القَوْل وَالثَّانِي فِي الْفِعْل وَقيل الأول فِي إِبْرَاهِيم وَالثَّانِي فِي مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

سُورَة الصَّفّ

518 - قَوْله {وَمن أظلم مِمَّن افترى على الله الْكَذِب} بِالْألف وَاللَّام فِي غرها {افترى على الله كذبا} بالنكرة لِأَنَّهَا أَكثر اسْتِعْمَالا

فِي الْمصدر فِي الْمعرفَة وخصت هَذِه السُّورَة بالمعرفة لِأَنَّهُ إِشَارَة إِلَى مَا تقدم من قَول الْيَهُود وَالنَّصَارَى

519 - قَوْله {ليطفئوا} بِاللَّامِ لِأَن الْمَفْعُول مَحْذُوف وَقيل اللَّام زِيَادَة وَقيل مَحْمُول على الْمصدر

520 - قَوْله {يغْفر لكم ذنوبكم} جزم على جَوَاب الْأَمر فَإِن قَوْله {تؤمنون} مَحْمُول على الْأَمر أَي آمنُوا وَلَيْسَ بعده {من} وَلَا {خَالِدين}

سُورَة الْجُمُعَة

521 - قَوْله {وَلَا يتمنونه} وَفِي الْبَقَرَة {وَلنْ يَتَمَنَّوْهُ} سبق

سُورَة المُنَافِقُونَ

522 - قَوْله {وَلَكِن الْمُنَافِقين لَا يفقهُونَ} وَبعده {لَا يعلمُونَ} لِأَن الأول مُتَّصِل بقوله {وَللَّه خَزَائِن السَّمَاوَات وَالْأَرْض} وَفِي مَعْرفَتهَا غموض يحْتَاج إِلَى فطنة وَالْمُنَافِق لَا فطنة لَهُ وَالثَّانِي مُتَّصِل بقوله {وَللَّه الْعِزَّة وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمنِينَ وَلَكِن الْمُنَافِقين لَا يعلمُونَ} معز لأوليائه ومذل لأعدائه

سُورَة التغابن

523 - قَوْله {يسبح لله مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض}

{يعلم مَا فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَيعلم مَا تسرون وَمَا تعلنون} إِنَّمَا كرر {مَا} فِي أول السُّورَة لاخْتِلَاف تَسْبِيح أهل الأَرْض وتسبيح أهل اسْم السَّمَاء فِي الْكَثْرَة والقلة والبعد والقرب من الْمعْصِيَة وَالطَّاعَة وَكَذَلِكَ {مَا تسرون وَمَا تعلنون} فَإِنَّهُمَا ضدان وَلم يُكَرر مَعهَا {يعلم} لِأَن الْكل بِالْإِضَافَة إِلَى علم الله سُبْحَانَهُ جنس وَاحِد لَا يخفى عَلَيْهِ شَيْء

524 - قَوْله {وَمن يُؤمن بِاللَّه وَيعْمل صَالحا يكفر عَنهُ سيئاته ويدخله جنَّات تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار خَالِدين فِيهَا أبدا} وَمثله فِي الطَّلَاق سَوَاء لكنه زَاد هُنَا {يكفر عَنهُ سيئاته} لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة جَاءَ بعد قَوْله {أبشر يهدوننا} الْآيَات فَأخْبر عَن الْكفَّار سيئات تحْتَاج إِلَى تفكير إِذا آمنُوا بِاللَّه وَلم يتَقَدَّم الْخَبَر عَن الْكفَّار بسيئات فِي الطَّلَاق فَلم يحْتَج إِلَى ذكرهَا

سُورَة الطَّلَاق

525 - قَوْله تَعَالَى {وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا} أَمر بالتقوى فِي أَحْكَام الطَّلَاق ثَلَاث مَرَّات ووعد فِي كل مرّة نوعا من الْجَزَاء فَقَالَ أَولا {يَجْعَل لَهُ مخرجا} يُخرجهُ مِمَّا دخل فِيهِ وَهُوَ يكرههُ ويبيح لَهُ محبوبه من حَيْثُ لَا يأمل وَقَالَ فِي الثَّانِي يسهل عَلَيْهِ الصعب من أمره

ويبيح لَهُ خيرا مِمَّن طَلقهَا وَالثَّالِث وعد عَلَيْهِ أفضل الْجَزَاء وَهُوَ مَا يكون فِي الْآخِرَة من النعماء

سُورَة التَّحْرِيم

526 - قَوْله {خيرا مِنْكُن مسلمات مؤمنات} ذكر الْجَمِيع بِغَيْر وَاو ثمَّ ختم بِالْوَاو فَقَالَ {وأبكارا} لِأَنَّهُ اسْتَحَالَ الْعَطف على ثيبات فعطفها على أول الْكَلَام وَيحسن الْوَقْف على ثيبيات لما اسْتَحَالَ عطف أَبْكَارًا عَلَيْهَا وَقَول من قَالَ إِنَّهَا وَاو وَالثَّمَانِيَة بعيد وَقد سبق

527 - قَوْله {فنفخنا فِيهِ} سبق

سُورَة تبَارك

528 - قَوْله {فَارْجِع الْبَصَر} وَبعده {ثمَّ ارْجع الْبَصَر كرتين} أَي مَعَ الكرة الأولى وَقيل هِيَ ثَلَاث مَرَّات أَي ارْجع الْبَصَر وَهَذِه مرّة ثمَّ أرجع الْبَصَر كرتين فمجموعهما ثَلَاث مَرَّات

قلت يحْتَمل أَن يكون أَربع مَرَّات لِأَن قَوْله {أرجع} يدل على سابقه مرّة

529 - قَوْله {أأمنتم من فِي السَّمَاء أَن يخسف بكم الأَرْض} وَبعده {أَن يُرْسل عَلَيْكُم حاصبا} خوفهم بالخسف أَولا لكَوْنهم على الأَرْض وَبعده {أَن يُرْسل عَلَيْكُم حاصبا} فَلذَلِك جَاءَ ثَانِيَة

سُورَة ن

530 - قَوْله تَعَالَى {حلاف مهين} إِلَى قَوْله {زنيم} أَوْصَاف تِسْعَة وَلم يدْخل بَينهَا وَاو الْعَطف وَلَا بعد السَّابِع فَدلَّ على ضعف القَوْل بواو الثَّمَانِية

531 - قَوْله {فَأقبل} بِالْفَاءِ سبق

532 - قَوْله {فاصبر} بِالْفَاءِ سبق

 

سُورَة الحاقة

533 - قَوْله {فَأَما من أُوتِيَ كِتَابه بِيَمِينِهِ} بِالْفَاءِ وَبعده {وَأما} بِالْوَاو لِأَن الأول مُتَّصِل بأحوال الْقِيَامَة وأهوالها فَاقْتضى الْفَاء للتعقيب وَالثَّانِي مُتَّصِل بِالْأولِ فَأدْخل الْوَاو لِأَنَّهُ للْجمع

534 - قَوْله {وَمَا هُوَ بقول شَاعِر قَلِيلا مَا تؤمنون} {وَلَا بقول كَاهِن قَلِيلا مَا تذكرُونَ} خص ذكر الشّعْر بقوله {مَا تؤمنون} لِأَن من قَالَ الْقُرْآن شعر وَمُحَمّد شَاعِر بعد مَا علم اخْتِلَاف آيَات الْقُرْآن فِي الطول وَالْقصر وَاخْتِلَاف حُرُوف مقاطعه فلكفره وَقلة إيمَانه فَإِن الشّعْر كَلَام مَوْزُون مقفى

وَخص ذكر الكهانة بقوله {مَا تذكرُونَ} لِأَن من ذهب إِلَى أَن الْقُرْآن كهَانَة وَأَن مُحَمَّدًا كَاهِن فَهُوَ ذاهل عَن كَلَام الْكُهَّان فَإِنَّهُ أسجاع لَا مَعَاني تحتهَا وأوضاع تنبو الطباع عَنْهَا وَلَا يكون فِي كَلَامهم ذكر الله تَعَالَى

سُورَة المعارج

535 - قَوْله {إِلَّا الْمُصَلِّين} وعقيبه ذكر الْخِصَال الْمَذْكُورَة أول سُورَة الْمُؤمنِينَ وَزَاد فِيهَا {وَالَّذين هم بشهاداتهم قائمون} لِأَنَّهُ وَقع عقيب قَوْله {لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدهمْ رَاعُونَ} وَإِقَامَة الشَّهَادَة أَمَانَة يُؤَدِّيهَا إِذا احْتَاجَ إِلَيْهَا صَاحبهَا لإحياء حق فَهِيَ إِذن من جملَة الْأَمَانَة

وَقد ذكرت الْأَمَانَة فِي سُورَة الْمُؤمنِينَ وخصت هَذِه السُّورَة بِزِيَادَة

بَيَانهَا كَمَا خصت بِإِعَادَة ذكر الصَّلَاة حَيْثُ قَالَ {وَالَّذين هم على صلواتهم يُحَافِظُونَ} بعد قَوْله {إِلَّا الْمُصَلِّين} {الَّذين هم على صلَاتهم دائمون}

سُورَة نوح

536 - قَوْله {قَالَ نوح} بِغَيْر وَاو ثمَّ قَالَ {وَقَالَ نوح} بِزِيَادَة الْوَاو لِأَن الأول ابْتِدَاء دُعَاء وَالثَّانِي عطف عَلَيْهِ

537 - قَوْله {وَلَا تزد الظَّالِمين إِلَّا ضلالا} وَبعده {إِلَّا تبارا} لِأَن الأول وَقع بعد قَوْله {وَقد أَضَلُّوا كثيرا}

وَالثَّانِي بعد قَوْله {لَا تذر على الأَرْض من الْكَافرين ديارًا} فَذكر فِي كل مَكَان مَا اقْتَضَاهُ مَعْنَاهُ

سُورَة الْجِنّ

538 - قَوْله {وَأَنه تَعَالَى جد رَبنَا} كرر {إِن} مَرَّات وَاخْتلف الْقُرَّاء فِي اثْنَتَيْ عشرَة مِنْهَا وَهِي من قَوْله {وَأَنه تَعَالَى} إِلَى قَوْله {وَأَنا منا الْمُسلمُونَ} فَفَتحهَا بَعضهم عطفا على {أُوحِي إِلَيّ أَنه} وَكسرهَا بَعضهم على قَوْله {إِنَّا سمعنَا} وَبَعْضهمْ فتح أَنه عطفا على {أَنه} وَكسر إِنَّا عطفا على {إِنَّا} وَهُوَ شَاذ

سُورَة المزمل

539 - قَوْله {فاقرؤوا مَا تيَسّر من الْقُرْآن} وَبعده {فاقرؤوا مَا تيَسّر مِنْهُ} لِأَن الأول فِي الْفَرْض وَقيل فِي النَّافِلَة وَقيل خَارج الصَّلَاة ثمَّ ذكر سَبَب التَّخْفِيف فَقَالَ {علم أَن سَيكون مِنْكُم مرضى} ثمَّ أَعَادَهُ فَقَالَ {فاقرؤوا مَا تيَسّر مِنْهُ} وَالْأَكْثَرُونَ على أَنه فِي صَلَاة الْمغرب وَالْعشَاء

 

 

سُورَة المدثر

540 - قَوْله {إِنَّه فكر وَقدر} {فَقتل كَيفَ قدر} {ثمَّ قتل كَيفَ قدر} أعَاد {كَيفَ قدر} مرَّتَيْنِ وَأعَاد {قدر} ثَلَاث مَرَّات لِأَن التَّقْدِير إِنَّه أَي الْوَلِيد فكر فِي بَيَان مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا أَتَى بِهِ وَقدر مَا يُمكنهُ أَن يَقُول فيهمَا فَقَالَ الله سُبْحَانَهُ {فَقتل كَيفَ قدر} أَي القَوْل فِي مُحَمَّد {ثمَّ قتل كَيفَ قدر} أَي القَوْل فِي الْقُرْآن

541 - قَوْله {كلا إِنَّه تذكرة} أَي تذكير وَعدل إِلَيْهَا للفاصلة وَقَوله {إِنَّه تذكرة} {فَمن شَاءَ ذكره} وَفِي عبس {إِنَّهَا تذكرة} لِأَن تَقْدِير الْآيَة فِي هَذِه السُّورَة إِن الْقُرْآن تذكرة وَفِي عبس إِن آيَات الْقُرْآن تذكرة وَقيل حمل التَّذْكِرَة على التَّذْكِير لِأَنَّهَا بِمَعْنَاهُ

سُورَة الْقِيَامَة

542 - قَوْله {لَا أقسم بِيَوْم الْقِيَامَة} ثمَّ أعَاد فَقَالَ {وَلَا أقسم بِالنَّفسِ اللوامة} فِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَنه سُبْحَانَهُ أقسم بهما وَالثَّانِي لم يقسم بهما وَالثَّالِث أقسم بِيَوْم الْقِيَامَة وَلم يقسم بِالنَّفسِ اللوامة وَقد سبق بَيَانه فِي التَّفْسِير

543 - قَوْله {وَخسف الْقَمَر} وَكرر فِي الْآيَة الثَّانِيَة {وَجمع الشَّمْس وَالْقَمَر} لِأَن الأول عبارَة عَن بَيَاض الْعين بِدَلِيل قَوْله {فَإِذا برق الْبَصَر} وَفِيه قَول ثَان وَهُوَ قَول الْجُمْهُور إنَّهُمَا بِمَعْنى وَاحِد وَجَاز تكراره لِأَنَّهُ أخبر عَنهُ بِغَيْر الْخَبَر الأول

وَقيل الثَّانِي وَقع موقع الْكِنَايَة كَقَوْلِه {قد سمع الله قَول الَّتِي تُجَادِلك فِي زَوجهَا وتشتكي إِلَى الله وَالله يسمع تحاوركما إِن الله سميع بَصِير}

58 - 1 فَصرحَ تَعْظِيمًا وتفخيما وتيمنا

قلت وَيحْتَمل أَن يُقَال أَرَادَ بِالْأولِ الشَّمْس قِيَاسا على القمرين وَلِهَذَا ذكر فَقَالَ {وَجمع الشَّمْس وَالْقَمَر} أَي جمع القمران فَإِن التَّثْنِيَة أُخْت الْعَطف وَهِي دقيقة

544 - قَوْله {أولى لَك فَأولى} كررها مرَّتَيْنِ بل كررها أَربع مَرَّات فَإِن قَوْله {أولي} تَامّ فِي الذَّم بِدَلِيل قَوْله {فَأولى لَهُم} فَإِن جُمْهُور الْمُفَسّرين ذَهَبُوا إِلَى أَنه للتهديد وَإِنَّمَا كررها لِأَن الْمَعْنى أولى لَك الْمَوْت فَأولى لَك الْعَذَاب فِي الْقَبْر ثمَّ أولى لَك أهوال الْقِيَامَة وَأولى لَك عَذَاب النَّار نَعُوذ بِاللَّه مِنْهَا

سُورَة الْإِنْسَان

545 - قَوْله {وَيُطَاف عَلَيْهِم} وَبعده {وَيَطوف عَلَيْهِم} إِنَّمَا ذكر الأول بِلَفْظ الْمَجْهُول لِأَن الْمَقْصُود مَا يُطَاف بِهِ لَا الطائفون وَلِهَذَا قَالَ {بآنية من فضَّة} ثمَّ ذكر الطائفين فَقَالَ {وَيَطوف عَلَيْهِم ولدان مخلدون}

546 - قَوْله {مزاجها كافورا} وَبعدهَا {زنجبيلا} {سلسبيلا} لِأَن الثَّانِيَة غير الأولى وَقيل كافور اسْم علم لذَلِك المَاء وَاسم الثَّانِي زنجبيل وَقيل اسْمهَا سلسبيلا قَالَ ابْن الْمُبَارك سل من الله إِلَيْهِ سلسبيلا

وَيجوز أَن يكون اسْمهَا زنجبيلا ثمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ سل سَبِيلا وَيجوز أَن يكون اسْمهَا هَذِه الْجُمْلَة كَقَوْلِهِم تأبط شرا وبرق نَحره وَيجوز أَن يكون معنى تسمى تذكر ثمَّ قَالَ الله سل سَبِيلا واتصاله فِي الْمُصحف لَا يمْنَع هَذَا التَّأْوِيل لِكَثْرَة أَمْثَاله فِيهِ

 

سُورَة المرسلات

547 - قَوْله {ويل يَوْمئِذٍ للمكذبين} مُكَرر عشرات مَرَّات لِأَن كل وَاحِد مِنْهَا ذكرت عقيب آيَة غير الأولى فَلَا يكون تَكْرَارا مستهجنا وَلَو لم يُكَرر كَانَ متوعدا على بعض دون بعض

وَقيل إِن من عَادَة الْعَرَب التّكْرَار والإطناب كَمَا فِي عَادَتهم الِاقْتِصَار والإيجاز وَلِأَن بسط الْكَلَام فِي التَّرْغِيب والترهيب أدعى إِلَّا إِدْرَاك البغية من الإيجاز

سُورَة النبأ

548 - قَوْله {كلا سيعلمون} {ثمَّ كلا سيعلمون} قيل التّكْرَار للتَّأْكِيد وَقيل الأول للْكفَّار وَالثَّانِي للْمُؤْمِنين وَقيل الأول عِنْد النزع وَالثَّانِي فِي الْقِيَامَة وَقيل الأول ردع عَن الِاخْتِلَاف وَالثَّانِي عَن الْكفْر

549 - قَوْله {جَزَاء وفَاقا} وَبعده {جَزَاء من رَبك عَطاء حسابا} لِأَن الأول للْكفَّار وَقد قَالَ الله تَعَالَى {وَجَزَاء سَيِّئَة سَيِّئَة مثلهَا} فَيكون جزاؤهم على وفْق أَعْمَالهم وَالثَّانِي للْمُؤْمِنين وجزائهم جَزَاء وافيا كَافِيا فَلهَذَا قَالَ {حسابا} أَي كَافِيا من قَوْلك حسبي وظني

سُورَة النازعات

550 - قَوْله {فَإِذا جَاءَت الطامة الْكُبْرَى} وَفِي غَيرهَا {الصاخة} لِأَن الطامة مُشْتَقَّة من طممت الْبِئْر إِذا كسبتها وَسميت الْقِيَامَة طامة لِأَنَّهَا تكبس كل شَيْء وتكسره وَسميت الصاخة والصاخة من الصخ الصَّوْت الشَّديد لِأَنَّهُ بِشدَّة صَوتهَا يجثو لَهَا النَّاس كَمَا ينتبه النَّائِم بالصوت الشَّديد

وخصت النازعات بالطامة لِأَن الطم قبل الصخ والفزع قبل الصَّوْت فَكَانَت هِيَ السَّابِقَة وخصت عبس بالصاخة لِأَنَّهَا بعْدهَا وَهِي اللاحقة

سُورَة التكوير

551 - قَوْله {وَإِذا الْبحار سجرت} وَفِي الإنفطار {وَإِذا الْبحار فجرت} لِأَن معنى سجرت عِنْد أَكثر الْمُفَسّرين أوقدت فَصَارَت نَارا من قَوْلهم سجرت التَّنور وَقيل هِيَ بحار جَهَنَّم تملأ حميما فيعاقب بهَا أهل النَّار فخصت هَذِه السُّورَة بسجرت مُوَافقَة لقَوْله {سعرت} ليَقَع الْوَعيد بتسعير النَّار وتسجير الْبحار

وَفِي الانفطار وَافق قَوْله {وَإِذا الْكَوَاكِب انتثرت} أَي تساقطت {وَإِذا الْبحار فجرت} أَي سَأَلت مياهها فَفَاضَتْ على وَجه الأَرْض {وَإِذا الْقُبُور بعثرت} قلبت وأثيرت وَهَذِه الْأَشْيَاء كلهَا زايلت أماكنها فلاقت كل وَاحِدَة قرائنها

552 - قَوْله {علمت نفس مَا أحضرت} وَفِي الانفطار {مَا قدمت وأخرت} لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة مُتَّصِل بقوله {وَإِذا الصُّحُف نشرت} فقرأها أَرْبَابهَا فَعَلمُوا مَا أحضرت وَفِي الانفطار مُتَّصِل بقوله {وَإِذا الْقُبُور بعثرت} والقبور كَانَت فِي الدُّنْيَا فَيذكرُونَ مَا قدمُوا فِي الدُّنْيَا وَمَا أخروا فِي العقبى فَكل خَاتِمَة لائقة بمكانها وَهَذِه السُّورَة من أَولهَا شَرط وَجَزَاء وَقسم وَجَوَاب

سُورَة الانفطار

553 - سبق مَا فِيهَا وَقَوله {وَمَا أَدْرَاك مَا يَوْم الدّين ثمَّ مَا أَدْرَاك مَا يَوْم الدّين} تكْرَار أَفَادَ التَّعْظِيم ليَوْم الدّين وَقيل أَحدهمَا لِلْمُؤمنِ وَالثَّانِي للْكَافِرِ

سُورَة المطففين

544 - قَوْله {كلا إِن كتاب الْفجار لفي سِجِّين} {وَمَا أَدْرَاك مَا سِجِّين} {كتاب مرقوم} وَبعده {كلا إِن كتاب الْأَبْرَار لفي عليين} {وَمَا أَدْرَاك مَا عليون} {كتاب مرقوم} التَّقْدِير فيهمَا

إِن كتاب الْفجار لكتاب مرقوم فِي سِجِّين وَإِن كتاب الْأَبْرَار لكتاب مرقوم فِي عليين ثمَّ ختم الأول بقوله {ويل يَوْمئِذٍ للمكذبين} لِأَنَّهُ فِي حق الْفجار وَختم الثَّانِي بقوله {يشهده المقربون} فختم كل وَاحِد بِمَا لَا يصلح سواهُ مَكَانَهُ

 سُورَة الانشقاق

555 - قَوْله {وأذنت لِرَبِّهَا وحقت} مرَّتَيْنِ لِأَن الأول مُتَّصِل بالسماء وَالثَّانِي مُتَّصِل بِالْأَرْضِ وَمعنى أَذِنت سَمِعت وانقادت وَحقّ لَهَا أَن تسمع وتطيع وَإِذا اتَّصل بِغَيْر مَا اتَّصل بِهِ الآخر لَا يكون تَكْرَارا

556 - قَوْله {بل الَّذين كفرُوا يكذبُون} وَفِي البروج {فِي تَكْذِيب} رَاعى فواصل الْآي مَعَ صِحَة اللَّفْظ وجودة الْمَعْنى

557 - قَوْله {ذَلِك الْفَوْز الْكَبِير} ذَلِك مُبْتَدأ والفوز خَبره وَالْكَبِير صفته وَلَيْسَ فِي الْقُرْآن نَظِير

سُورَة الطارق

558 - قَوْله {فمهل الْكَافرين أمهلهم رويدا} هَذَا تكْرَار وَتَقْدِيره مهل مهل مهل لكنه عدل فِي الثَّانِي إِلَى أَن أمْهل لِأَنَّهُ من أَصله وَبِمَعْنَاهُ كَرَاهَة التّكْرَار وَعدل فِي الثَّالِث إِلَى قَوْله {رويدا} لِأَنَّهُ بِمَعْنَاهُ أَي إروادا ثمَّ إروادا ثمَّ صغر إروادا تَصْغِير التَّرْخِيم فَصَارَ رويدا وَذهب بَعضهم إِلَى أَن رويدا صفة مصدر مَحْذُوف أَي إمهالا رويدا فَيكون التّكْرَار مرَّتَيْنِ وَهَذِه أعجوبة

سُورَة الْأَعْلَى

559 - قَوْله {سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى} {الَّذِي خلق فسوى} وَفِي العلق {اقْرَأ باسم رَبك الَّذِي خلق} زَاد فِي هَذِه السُّورَة {الْأَعْلَى} مُرَاعَاة للفواصل وَفِي هَذِه السُّورَة {الَّذِي خلق فسوى} وَفِي العلق {خلق الْإِنْسَان من علق}

سُورَة الغاشية

560 - قَوْله {وُجُوه يَوْمئِذٍ} وَبعده {وُجُوه يَوْمئِذٍ} لَيْسَ بتكرار لِأَن الأول هم الْكفَّار وَالثَّانِي الْمُؤْمِنُونَ وَكَانَ الْقيَاس أَن يكون الثَّانِي بِالْوَاو للْعَطْف لكنه جَاءَ على وفَاق الْجمل قبلهَا وَبعدهَا وَلَيْسَ مَعَهُنَّ وَاو الْعَطف ألبته

561 - قَوْله {وأكواب مَوْضُوعَة} {ونمارق} كلهَا قد سبق وَقَوله {إِلَى السَّمَاء} و {وَإِلَى الْجبَال} لَيْسَ من الْجمل بل هِيَ أَتبَاع لما قبلهَا

سُورَة الْفجْر

562 - قَوْله تَعَالَى {فَأَما الْإِنْسَان إِذا مَا ابتلاه ربه} وَبعده {وَأما إِذا مَا ابتلاه} لِأَن التَّقْدِير فِي الثَّانِي أَيْضا وَأما الْإِنْسَان فَاكْتفى بِذكرِهِ فِي الأول وَالْفَاء لَازم بعده لِأَن الْمَعْنى مهما يكن من شَيْء فالإنسان بِهَذِهِ الصّفة لَكِن الْفَاء أخرت ليَكُون على لفظ الشَّرْط وَالْجَزَاء

 

 

سُورَة الْبَلَد

563 - قَوْله {لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد} ثمَّ قَالَ {وَأَنت حل بِهَذَا الْبَلَد} كَرَّرَه وَجعله فاصلا فِي الْآيَتَيْنِ وَقد سبق القَوْل فِي مثل هَذَا وَمِمَّا ذكر فِي هَذِه السُّورَة على الْخُصُوص أَن التَّقْدِير

لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد وَهُوَ حرَام وَأَنت حل بِهَذَا الْبَلَد وَهُوَ حَلَال لِأَنَّهُ أحلّت لَهُ مَكَّة حَتَّى قتل فِيهَا من شَاءَ وَقَاتل فَلَمَّا اخْتلف مَعْنَاهُ صَار كَأَنَّهُ غير الأول وَدخل فِي الْقسم الَّذِي يخْتَلف مَعْنَاهُ ويتفق لَفظه

سُورَة الشَّمْس

564 - قَوْله {إِذْ انْبَعَثَ أشقاها} قيل هما رجلَانِ قدار ابْن سالف ومصدع بن يزدهر فَوحد لروى الْآيَة

سُورَة اللَّيْل

565 - قَوْله {فسنيسره لليسرى} وَبعده {فسنيسره للعسرى} أَي نسهله للحالة الْيُسْرَى وَالْحَالة العسرى وَقيل الأولى الْجنَّة وَالثَّانيِة النَّار وَلَفْظَة سنيسره وَجَاء فِي الْخَبَر اعْمَلُوا فَكل ميسر لما خلق لَهُ

سُورَة الضُّحَى

566 - قَوْله تَعَالَى {فَأَما الْيَتِيم فَلَا تقهر} كرر {أما} ثَلَاث مَرَّات لِأَنَّهَا وَقعت فِي مُقَابلَة ثَلَاث آيَات أَيْضا وَهِي {ألم يجدك يَتِيما فآوى ووجدك ضَالًّا فهدى} {ووجدك عائلا فأغنى} {فَأَما الْيَتِيم فَلَا تقهر}

وَاذْكُر يتمك {وَأما السَّائِل فَلَا تنهر} وَاذْكُر فقرك {وَأما بِنِعْمَة رَبك فَحدث} وَاذْكُر ضلالك وَالْإِسْلَام وَلقَوْله {ضَالًّا} وُجُوه ذكرت فِي موضعهَا

سُورَة ألم نشرح

567 - قَوْله تَعَالَى {فَإِن مَعَ الْعسر يسرا} {إِن مَعَ الْعسر يسرا} لَيْسَ بتكرار لِأَن الْمَعْنى إِن مَعَ الْعسر الَّذِي أَنْت فِيهِ من مقاساة الْكفَّار يسرا فِي العاجل وَإِن مَعَ الْعسر الَّذِي أَنْت فِيهِ من الْكفَّار يسرا فِي الآجل فالعسر وَاحِد واليسر اثْنَان وَعَن عمر رَضِي الله عَنهُ لن يغلب عسر يسرين

سُورَة التِّين

568 - قَوْله تَعَالَى {لقد خلقنَا الْإِنْسَان فِي أحسن تَقْوِيم} وَقَالَ فِي الْبَلَد {لقد خلقنَا الْإِنْسَان فِي كبد} وَلَا مناقضة بَينهمَا لِأَن مَعْنَاهُ عِنْد كثير من الْمُفَسّرين منتصب الْقَامَة معتدلها فَيكون فِي معنى أحسن تَقْوِيم ولمراعاة الفواصل فِي السورتين جَاءَ على مَا جَاءَ

سُورَة العلق

569 - قَوْله {اقْرَأ باسم رَبك} وَبعده {اقْرَأ وَرَبك} وَكَذَلِكَ {الَّذِي خلق} وَبعده {خلق} وَمثله {علم بالقلم} {علم الْإِنْسَان} لِأَن قَوْله {اقْرَأ} مُطلق فقيده بِالثَّانِي وَالَّذِي خلق

عَام فخصه بِمَا بعده و {علم} مُبْهَم ففسره فَقَالَ {علم الْإِنْسَان مَا لم يعلم}

 

سُورَة الْقدر

570 - قَوْله تَعَالَى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقدر} {وَمَا أَدْرَاك مَا لَيْلَة الْقدر} ثمَّ قَالَ {لَيْلَة الْقدر} فَصرحَ بِهِ وَكَانَ حَقه الْكِنَايَة رفعا لمنزلتها فَإِن الِاسْم قد يذكر بالتصريح فِي مَوضِع الْكِنَايَة تَعْظِيمًا وتخويفا كَمَا قَالَ الشَّاعِر

لَا أرى الْمَوْت يسْبق الْمَوْت حَتَّى ... نغص الْمَوْت ذَا الْغنى والفقيرا

فَصرحَ باسم الْمَوْت ثَلَاث مَرَّات تخويفا وَهُوَ من أَبْيَات الْكتاب

سُورَة الْبَيِّنَة

571 - الْمُتَشَابه فِيهَا إِعَادَة الْبَيِّنَة والبرية مرَّتَيْنِ وَقد سبق

سُورَة الزلزلة

572 - قَوْله {فَمن يعْمل مِثْقَال ذرة} وَأَعَادَهُ مرّة أُخْرَى لَيْسَ بتكرار لِأَن الأول مُتَّصِل بقوله {خيرا يره} وَالثَّانِي مُتَّصِل بقوله {شرا يره}

سُورَة العاديات

573 - قَوْله {وَالْعَادِيات} أقسم بِثَلَاثَة أَشْيَاء {وَالْعَادِيات} {فالموريات} {فالمغيرات} وَجعل جَوَاب الْقسم أَيْضا ثَلَاثَة أَشْيَاء {إِن الْإِنْسَان لرَبه لكنود} {وَإنَّهُ على ذَلِك لشهيد} {وَإنَّهُ لحب الْخَيْر لشديد}

سُورَة القارعة

574 - قَوْله {فَأَما من ثقلت مَوَازِينه} ثمَّ {وَأما من خفت مَوَازِينه} جمع ميزَان وَله كفان وعمود لِسَان وَإِنَّمَا جمع لاخْتِلَاف الموزونات وتجدد الْوَزْن وَكَثْرَة الْمَوْزُون لَهُم كَقَوْلِه {عَن الْأَهِلّة} وَإِنَّمَا هُوَ هِلَال وَاحِد وَقيل هِيَ جمع مَوْزُون

سُورَة التكاثر

575 - قَوْله {كلا} فِي الْمَوَاضِع الثَّلَاثَة فِيهِ قَولَانِ أَحدهَا أَن مَعْنَاهُ الردع والزجر عَن التكاثر فَحسن الْوَقْف عَلَيْهِ والابتداء بِمَا بعده وَالثَّانِي أَنه يجْرِي مجْرى الْقسم وَمَعْنَاهُ

576 - قَوْله {سَوف تعلمُونَ} وَبعده {سَوف تعلمُونَ} تكْرَار للتَّأْكِيد عِنْد بَعضهم وَعند بَعضهم هما فِي وَقْتَيْنِ الْقَبْر وَالْقِيَامَة فَلَا يكون تَكْرَارا وَكَذَلِكَ قَول من قَالَ الأول للْكفَّار وَالثَّانِي للْمُؤْمِنين

577 - قَوْله {لترون الْجَحِيم} {ثمَّ لترونها} تَأْكِيد أَيْضا وَقيل الأول قبل الدُّخُول وَالثَّانِي بعد الدُّخُول وَلِهَذَا قَالَ بعده {عين الْيَقِين} أَي عيَانًا لَسْتُم عَنْهَا بغائبين وَقيل الأول من رُؤْيَة الْقلب وَالثَّانِي من رُؤْيَة الْعين

سُورَة الْعَصْر

578 - قَوْله {وَالْعصر إِن الْإِنْسَان} إِنَّه أَبُو جهل {إِلَّا الَّذين آمنُوا} أَبُو بكر {وَعمِلُوا الصَّالِحَات} عمر {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} عُثْمَان {وَتَوَاصَوْا بِالصبرِ} على رضى الله عَن الْخُلَفَاء الْأَرْبَع وَلعن أَبَا جهل

قَوْله وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصبرِ كرر لاخْتِلَاف المفعولين وهما بِالْحَقِّ وبالصبر وَقيل لاخْتِلَاف الفاعلين فقد جَاءَ مَرْفُوعا إِن الانسان

سُورَة الْهمزَة

580 - قَوْله {الَّذِي جمع} فِيهِ اشْتِبَاه وَيحسن الْوَقْف على {لُمزَة} حَيْثُ لم يصلح أَن يكون {الَّذِي} وَصفا لَهُ وَلَا بَدَلا عَنهُ وَيجوز أَن يكون رفعا بِالِابْتِدَاءِ بِحَسب خَبره وَيجوز أَن يرْتَفع بالْخبر أَي هُوَ الَّذِي جمع وَيجوز أَن يكون نصبا على الذَّم بإضمار أَعنِي وَيجوز أَن يكون جرا بِالْبَدَلِ من قَوْله {لكل}

سُورَة الْفِيل

581 - قَوْله {ألم تَرَ كَيفَ فعل} أَتَى فِي مَوَاضِع وَهَذَا آخرهَا ومفعولاه محذوفان وَكَيف مفعول وَلَا يعْمل فِيهِ مَا قبله لِأَنَّهُ اسْتِفْهَام والاستفهام لَا يعْمل فِيهِ مَا قبله

سُورَة قُرَيْش

582 - قَوْله {لِإِيلَافِ قُرَيْش إيلافهم} كرر لِأَن الثَّانِي بدل من

الأول أَفَادَ بَيَان الْمَفْعُول وَهُوَ {رحْلَة الشتَاء والصيف}

وروى عَن الْكسَائي وَغَيره ترك التَّسْمِيَة بَين السورتين على أَن اللَّام فِي {لِإِيلَافِ} مُتَّصِل بالسورة الأولى وَقد سبق بَيَانه فِي التَّفْسِير

سُورَة الماعون

583 - قَوْله {الَّذين هم} كرر وَلم يقْتَصر على مرّة وَاحِدَة لِامْتِنَاع عطف الْفِعْل على الِاسْم وَلم يقل الَّذين هم يمْنَعُونَ لِأَنَّهُ فعل فَحسن عطف الْفِعْل على الْفِعْل

سُورَة الْكَوْثَر

584 - قَوْله {إِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر} وَبعده {إِن شانئك} قيد الْخَبَرَيْنِ بِأَن تَأْكِيدًا وَالْخَبَر إِذا أكد بإن قَارب الْقسم

سُورَة الْكَافِرُونَ

585 - قَوْله {لَا أعبد مَا تَعْبدُونَ} فِي تكراره أَقْوَال جمة وَمَعَان كَثِيرَة ذكرت فِي موضعهَا قَالَ الشَّيْخ الإِمَام وَأَقُول هَذَا التّكْرَار اخْتِصَار وَهُوَ إعجاز لِأَن الله نفى عَن نبيه عبَادَة الْأَصْنَام فِي الْمَاضِي وَالْحَال والاستقبال وَنفى {عَن} الْكفَّار الْمَذْكُورين عبَادَة الله فِي الْأَزْمِنَة الثَّلَاثَة أَيْضا فَاقْتضى الْقيَاس تكْرَار هَذِه اللَّفْظَة سِتّ مَرَّات فَذكر لفظ الْحَال لِأَن الْحَال هُوَ الزَّمَان الْمَوْجُود وَاسم الْفَاعِل وَاقع موقع الْحَال وَهُوَ صَالح للأزمنة الثَّلَاثَة وَاقْتصر من الْمَاضِي على الْمسند إِلَيْهِم فَقَالَ {وَلَا أَنا عَابِد مَا عَبدْتُمْ}

وَلِأَن اسْم الْفَاعِل بِمَعْنى الْمَاضِي فَعمل على مَذْهَب الْكُوفِيّين وَاقْتصر من

الْمُسْتَقْبل على لفظ الْمسند إِلَيْهِ فَقَالَ {وَلَا أَنْتُم عَابِدُونَ} وَكَأن أَسمَاء الفاعلين بِمَعْنى الْمُسْتَقْبل

سُورَة النَّصْر

586 - وَتسَمى أَيْضا سُورَة التوديع فَإِن جَوَاب إِذا مُضْمر تَقْدِيره إِذا جَاءَ نصر الله إياك على من ناوأك حضر أَجلك وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما نزلت هَذِه السُّورَة يَقُول نعى الله تَعَالَى إِلَى نَفسِي

سُورَة المسد

587- قَوْله تَعَالَى (تبت يدا) وَبعده (وَتب) لَيْسَ بتكرار لَان الاول جرى مجْرى الدُّعَاء وَالثَّانِي جَزَاء اي وَقد تب وَقيل تبت يدا ابي لَهب اي عمله وَتب ابو لَهب وَقَالَ مُجَاهِد وَتب ابْنه

سُورَة الْإِخْلَاص

588 - قَوْله تَعَالَى {الله أحد} {الله الصَّمد} كرر لتَكون كل جملَة مِنْهُمَا مُسْتَقلَّة بذاتها غير محتاجة إِلَى مَا قبلهَا ثمَّ نفى سُبْحَانَهُ عَن نَفسه الْوَلَد والصاحبة بقوله {وَلم يكن لَهُ كفوا أحد}

سُورَة الفلق

589 - نزلت فِي ابْتِدَاء خمس سور وَصَارَت متلوا بهَا لِأَنَّهَا نزلت جَوَابا

وَكرر قَوْله {من شَرّ} أَربع مَرَّات لِأَن شَرّ كل وَاحِد مِنْهَا غير الآخر

سُورَة النَّاس

590 - قَوْله تَعَالَى {أعوذ بِرَبّ النَّاس} ثمَّ كرر النَّاس خمس مَرَّات قيل كرر تبجيلا لَهُم على مَا سبق وَقيل كرر لانفصال كل آيَة من الْأُخْرَى لعدم حرف الْعَطف وَقيل المُرَاد بِالْأولِ الْأَطْفَال وَمعنى الربوبية يدل عَلَيْهِ وَبِالثَّانِي الشبَّان وَلَفظ الْملك المنبئ عَن السياسة يدل عَلَيْهِ وبالثالث الشُّيُوخ وَلَفظ إِلَه المنبئ عَن الْعِبَادَة يدل عَلَيْهِ وبالرابع الصالحون والأبرار والشيطان يولع بإغوائهم وبالخامس المفسدون والأشرار وَعطفه على المتعوذ مِنْهُم يدل على ذَلِك