وحضر يوماً بين يدي أبي عمر رجل يدعى قبل الآخر مائة دينار، ولم تكن له بينة. فتوجهت اليمين على المطلوب بنفي ما زعمه الطالب فأخذ الخصم الدواة وكتب:
وإنـي لـذو حـلـف فـاجــر |
|
إذا ما اضطررت وفي الحال ضيق |
وهل لا جناح على معسر |
|
يدافع بالله مالا يطيق |
فأمر القاضي بإحضار مائة دينار ودفعها عنه. فعجب الراضي من أدب الرجل وكرم القاضي، وبحث عن الناظم؛ فلما وجده، أمر له بألف دينار، وخمس خلع، ومركوب حسن، وملازمة دار السلطان.