ذكر القاضي أبي الوليد سليمان الباجي

ومن القضاة ببلاد شرق الأندلس، أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي. قال عياض فيه: جال ببلاد المشرق نحو ثلاثة عشر عاماً، وكان يصحب الرؤساء، ويقبل جوائزهم، فكثر القائلون فيه من أجل ذلك. ولي قضاء مواضع من الأندلس تصغر عن قدره، فكان يبعث إليها خلفاء، وربما قصدها بنفسه. ومن شعره:  

إذا كنت أعلم علماً يقـينـاً

 

بأن جميع حياتي كساعـه

فلم لا أكون ضنينـاً بـهـا

 

وأجعلها في صلاح وطاعه

والقاضي أبو الوليد هذا من القوم الذين سما ذكرهم بعد وفاتهم، وانقضاء أمد حياتهم؛ فبهرت ولايتهم، واشتهرت في الآفاق درايتهم. ومنهم كان القاضيان أبو بكر ابن عبد الله بن العربي، وأبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي؛ فجرت عليهما محن، وأصابتهما فتن، ومات كل واحد منهما مغربا عن أوطانه، محمولاً عليه من سلطانه. وقال بعضهم: سم ابن العربي، وخنق اليحصبي تغمد الله الجميع برحمته، وجعل أجورنا موفورة بمنته!