ذكر القاضي أبي بكر محمد بن أبي زمنين

ومنهم محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي زمنين المري الإلبيري، يكنى أبا بكر. وهو من بيت محمد بن عبد الملك بن أبي زمنين الزاهد العابد، المصنف في الفقه وغيره. ولي قضاء مالقة في سنة 592. وكان في قضائه عدلاً، مهيباً، جزلاً، فإذا انفصل من مجلس الحكم، صار من ألين الناس جانباً، وأحسنهم خلقاً، وأكثرهم تواضعاً، وكان محدثاً جليلاً فاضلاً؛ أخذ عن جماعة منهم أبو مروان بن قزمان، وأبو علي بن سهل الخشني، وابن محرز، وابن النعمة؛ ومن أهل المشرق عن السلفي، والعثماني، وابن عوف، وغيرهم. وقد كان ولي القضاء قبل مالقة بجهات شتى من الأندلس، منها برجة؛ فكان ينشد، إذا ذكرها أو شاهد أحداً من هلها. 

إذا جئت برجه مستطـلـعـاً

 

فحط بها الرحل وأنس السفر

ولا تبغ منها خـروجـاً ولا

 

دخولاً إليها فذاك الـحـذر

فكل مـكـان بـهـا جـنة

 

وكل طريق إليهـا سـقـر

وتوفي القاضي أبو بكر رحمه الله! بغرناطة إثر انفصاله من مالقة، وذلك في عام 602.