ذكر القاضي أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد الأموي
قاضي القضاة بالمغرب؛ من أهل قرطبة. ذكره أبو عبد الله بن الأبار في كتابه، فقال: يكنى أبا القاسم. سمع أباه أبا الوليد، وجده أبا الحسن عبد الرحمن، وأبا عبد الله بن عبد الحق الخزرجي، وابن بشكوال؛ وسمع من السهيلي تأليفه الروض الأنف؛ وأجاز له شريح بن محمد، وهو ابن عام، وابن قزمان وسواهما. ثم قال: وولي قضاء الجماعة بمراكش، إلى أن تقلد قضاء بلده؛ فسمع منه الناس وتنافسوا في الأخذ عنه؛ وكان أهلاً لذلك. وهو آخر من حدث عن شريح. وانفرد برواية الموطأ عن ابن عبد الحق قراءة، وعن ابن الطلاع سماعاً. قال المؤلف وفقه الله! وقد قرأت بمدينة مالقة بعض كتاب الموطأ للإمام أبي عبد الله مالك بن أنس، وسمعت سائره على شيخنا المقرئ الحسن الفاضل أبي محمد بن محمد بن أيوب، وحدثنا به عن الخطيب المحدث أبي علي بن عبد العزيز بن أبي الأحوص القرشي، عن القاضي أبي القاسم بن يزيد بن بقي المذكور. قال ابن الأبار: وأنشدنا الخطيب اليعمري قال: أنشدنا القاضي أبو القاسم بن بقي لنفسه:
ألا إنما الـدنـيا كـراح عـتـيقة
|
|
أراد مديروها بها جلـب الأنـس
|
فلما أداروها أثـارت حـقـودهـم
|
|
فعاد الذي راموا من الأنس بالعكس
|
وتوفي إثر صلاة الجمعة الخامس عشر من رمضان سنة 625. ومن شعره أيضاً:
إرجع إلى الله ودع غيره
|
|
فكل شيء غيره باطل
|
وكل ما بطلانه ممكـن
|
|
فليس يغتر به عـاقـل
|
قال الأستاذ أبو جعفر بن الزبير، وقد سماه في صلته: إنه كانت له إمامة في اللغة، وعلم العربية؛ وألف كتاباً في الآيات المتشابهات، قيل إنه من أحسن شيء في بابه؛ وكان لا يفارقه في سفر، ولا في حضر. وكان قاضي الخلافة المنصورية، القديم الاختصاص بها، والإثرة لديها وكان كتابه إذا كتب حسناً مختصراً سهل المساق محذوف الحشو وكان يميل إلى الظاهر في أحكامه، مدة ولايته. وعلى ذلك كان المنصور في مدته. كان ابن بقى لا يرى الحكم بالتدمية، ولا العمل عليها بوجه.