مصادر الثلاثى

الشيخ أحمد الحملاوي

ولد سنة "1273 هجرية - 1856م و أدركته الوفاة فى شهر ربيع الأول سنة 1351 هـ = 26 من يوليه سنة 1932م

مصادر الثلاثىّ

[القياسى]
قد تقدم أن للماضى الثلاثىِّ ثلاثةَ أوزان: فَعَلَ بفتح العين، ويكون متعدِّيًا كضربه، ولازمًا كقعد، وَفَعِلَ: بكسر العين، ويكون متعديًا أيضًا كفَهِم الدرس، ولازمًا كرضِىَ، وَفَعُلَ: بضم العين، ولا يكون إلا لازمًا.

1 ، 2 - فأما فَعَل بالفتح، وَفَعِل بالكسر المتعدِّيان، فقياس مصدرهما: فَعْل، بفتح فسكون، كضَرَب ضَرْبا، وَرَدَّ رَدًّا، وَفَهِمَ فَهْمًا، وَأَمِنَ أمْنا إلا إن دل الأول على حِرفة، فقياسه فِعالة بكسر أوَّله، كالخِياطة والحِياكة.

3- وأما فَعِل بكسر العين القاصر، فمصدرُه القياسىّ: فَعَل بفتحتين، كفرِح فَرَحا وَجَوِىَ جَوى، وَشَلَّ شَلَلا؛ إلا إن دل على حِرفة أو وِلاية. فقياسه: فِعالة، بكسر الفاء، كوَلِىَ عليهم وِلاية. أو دلَّ على لون، فقياسه: فُعْلة، بضم فسكون كَحَوِى حُوَّة، وَحَمِر حُمْرة، أو كان علاجًا ووصفُه على فاعل، فقياسه، الفُعُول، بضم الفاء، كأزِف الوقت أزُوفًا، وقدم من السفر قُدُومًا، وصعِد فى السُّلَّم والدَّرَج صُعُودًا.

4- وأما فعَلَ بالفتح اللازم فقياس مصدره: فُعول، بضم الفاء، كقعدَ قعودًا، وجلس جلوسًا، ونهض نهوضًا، ما لم تعتلّ عينه، وإلا فيكون على فَعْل بفتح فسكون كَسَيْر، أو فُعَال كقيام، أو فعالة كنياحة. وما لم يدلَّ على امتناعٍ، وإلا فقياس مصدره فِعال بالكسر، كأبَى إباءً، ونَفَر نِفارًا، وجَمَحَ جِماحًا، وأبق إباقًا.

أو على تقلُّب: فقياس مصدره: فعَلان، بفتحات، كجال جَوَلاَنا، وَغَلَى غَلَيانًا. أو على داء: فقياسه فُعال بالضم كَمَشَى بطنُه مُشَاء. أو على سير فقياسه: فَعِيل، كرحَلَ رحيلاً، وذَمَل ذَمِيلا. أو على صوت فقياسه: الفُعال بالضم، والفَعيل، كصَرَخَ صُراخًا، وَعوَى الكلب عُواء، وصَهَل الفرس صَهيلاً، وَنَهَقَ الحمار نَهِيقًا، وزَأر الأسد زَئيًرا.

أو على حرفة أو وِلاية: فقياس مصدره فِعالة بالكسر، كتَجَر تِجارة، وَعرَف على القوم عِرَاقة: إذا تكلم عليهم، وسفَر بينهم سِفارة: إذا أصلح.

5- وأما فَعُل بضم العين فقياس مصدره: فعولة، كصعُب الشئ صُعوبة، وعذُب الماء عذوبة، وفعالة بالفتح، كبلُغ بَلاغة، وفَصُحَ فَصَاحة، وصَرُح صرَاحة.

[السماعى]
وما جاء مخالفًا لما تقدَّم فليس بقياسى، وإنما هو سماعىّ، يُحفظ ولا يُقاس عليه.

فمن الأول: طَلَبَ طَلَبًا، ونَبَتَ نَبَاتًا، وكتَبَ كِتابًا، وحَرَس حِراسةً، وحَسَب حُسْبانا، وشكر شكْرا، وَذكر ذِكْرا، وكَتَمَ كِتْمانا، وكَذِبَ كَذِبا، وغَلَب غَلَبة، وَحَمى حِماية، وَغَفَرَ غُفْرانا، وعَصَى عِصيانا، وقَضَى قَضَاء، وَهَدَى هِدَاية، وَرَأى رُؤية.

ومن الثانى: لَعِبَ لعِبا، ونَضِج نُضْجَا، وكرَهِ كَرَاهِية، وَسَمِن سِمنَا، وَقَوىَ قُوَّة، وَقَبِل قَبُولا، وَرَحِم رَحْمَة.

ومن الثالث: كَرُم كرَما، وعَظُمَ عِظمَا، وَمَجُد مَجْدا، وَحَسُنَ حُسْنا، وَحَلُمَ حِلْما، وَجَمُل جَمالا.

مصادر غير الثلاثى

لكل فعل غير ثلاثىّ مصدرٌ قياسىّ:

1- فمصدر فعَّل بتشديد العين: التفعيل، كطهَّر تطهيرًا، ويسَّر تيسيرًا. هذا إذا كان الفعل صحيح اللام. وأما إذا كان معتلَّها فيكون على وزن تفْعِلة بحذف ياء التفعيل، وتعويضها بتاء فى الآخر، كزكىّ تزكِية، وربَّى تربية. وندر مجئ الصحيح على تفعلة، كجرَّب تجربة، وذكَّر تذكِرة، وبصَّر تبصِرَة وفكَّر تفكرة، وكَمّل تكمِلة، وفرَّق تَفْرِقة، وكرَّم تَكْرِمة. وقد يعامل مهموز اللام معاملة معتلها فى المصدر، كَبَرَّأَ تبرئة، وَجَزَّأَ تجزئة، والقياس تبريئًا وتجزيئًا.

وزعم أبو زيد أن ورُود "تفْعِيل" فى كلام العرب مهموزًا أكثر من "تَفْعِلة" فيه، وظاهر عبارة سيبويه يفيد الاقتصار على ما سُمع، حيث لم يرد منه إلا نَبّأ تنبيئًا.

2- ومصدر أفْعَلَ: الإفعال كأكرم إكرامًا، وأحسن إحسانًا، هذا إذا كان صحيح العين، أما إذا كان معتلّها، فتنقل حركتها إلى الفاء، وتقلب ألفا لتحركها بحسب الأصل، وانفتاح ما قبلها بحسب الآن، ثم تحذف الأَلف الثانية لالتقاء الساكنين، كما سيأتى، وتعوّض عنها التاء كأقام إقامَة، وأناب إنابة، وقد تحذف التاء إذا كان مضافًا، على ما اختاره ابن مالك، نحو "وإقام الصلاة". وبعضهم يحذفها مطلقًا. وقد يجئ على فعال، بفتح الفاء، كأنبت نَباتًا، وأعطى عَطاء، ويُسَمونه حينئذ اسم مصدر.

3- وقياس مصدر ما أوله همزةُ وَصْلٍ قياسية كانطلق واقتدر، واصطفى واستغفر، أن يُكْسَر ثالث حرف منه، ويزاد قبل آخره ألف، فيصير مصدرًا، كانطلاق واقتدار، واصطفاء واستغفار، فخَرَج نحو اطَّاير واطَّيَّر، فمصدرهما التَّفاعُل التَّفعُّل، لعدم قياسية الهمزة. وإن كان اسْتَفْعَلَ معتلَّ العين عُمِل فى مصدره ما عُمِل فى مصدر "أفْعَلَ" معتل العين، كاستقام استقامة، واستعاذ استعاذة.

4- وقياس مصدر ما بُدِئَ بتاء زائدة: أن يضم رابعه، نحو تَدَحْرَجَ تَدَحْرُجا، وَتَشَيْطنَ تَشَيْطُنا، وَتَجَوْرَبَ تَجَوْربُا، لكن إذا كانت اللام ياءً كُسِر الحرف المضموم، ليناسب الياء، كتوانَى توانِيًا، وتغالَى تغالِيًا.

5- وقياس مصدر فَعْلَل وما ألحق به: فَعْلَلَة، كدَحرج دَحْرجة وَزَلْزَل زَلْزَلة، ووسْوَس وسوسة، وبيطَر بيطَرة، وفِعْلال بكسر الفاء، إن كان مضاعفًا، نحو زَلْزَل زِلزالا، ووسوس وِسواسًا؛ وهو فى غير المضعف سَماعىّ كسَرْهَفَ سِرْهافا، وإن فُتِحَ أول مصدر المضاعف، فالكثير أن يُراد به اسم الفاعل نحو قوله تعالى: "مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ" أى الموَسْوِس.

6- وقياس مصدر فاعَلَ: الفِعال بالكسر والمُفَاعلة، كقاتل قتالاً ومُقاتلة، وخاصم خِصامًا ومُخاصمة. وما كانت فاؤه ياء من هذا الوزن يمتنع فيه الفِعال، كياسَرَ مُياسرة، ويامَنَ مُيامنة. هذا هو القياس.

وما جاء على غير ما ذكر فشاذّ نحو كَذَّا كِذّابا، والقياس تكذيباً.

وكقوله:

باتَ يُنَزِّى دَلْوَهُ تَنْزِيَّا

***

كما تُنَزِّى شَهْلَةٌ صَبِيَّا

والقياس: تَنْزية. وقولهم: تَحَمَّل تِحِمَّالا بكسر التاء والحاء وتشديد الميم، والقياس تَحَمُّلا. وترامَى القوم رِمِّيّا، بكسر الراء والميم مشددة، وتشديد الياء، وآخره مقصور. والقياس: ترَامِيا. وحَوْقل الرجل حِيقَالاً: ضعف عن الجماع، والقياس حَوْقَلة، واقشعرّ جلده قُشَعْرِيرَة، بضم ففتح فسكون: أى أخذته الرِّعدة، والقياس اقْشعرارًا.
فائدة - كلُّ ما جاء على زنة تفعال فهو بفتح التاء، إلا تِبْيان، وتِلْقاء، والتِّنضال، من المناضلة، وقيل هو اسم، والمصدر بالفتح.

تنبيهات

الأول: يصاغ للدلالة على المَرة من الفعل الثلاثة مصدر على وزن "فَعْلةَ" بفتح فسكون، كجلس جلْسَة، وأكل أكْلَة. وإذا كان بناء مصدره الأصلى بالتاء، فيُدَلّ على المرة بالوصف، كَرَحِم رَحْمة واحدة.

ويُصاغ منه للدلالة على الهيئة مصدر على وزن "فِعْلَة" بكسر فسكون، كجلس جِلْسة، وفى الحديث: "إذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة". وإذا كانت التاء فى مصدره الأصلى دُلَّ على الهيئة بالوصف، كنَشَدَ الضالَّة نِشْدة عظيمة.

والمرة من غير الثلاثى، بزيادة التاء على مصدره كانطلاقة، وإن كانت التاء فى مصدره دُلَّ عليها بالوصف، كإقامة واحدة. ولا يُبْنى من غير الثلاثى مصدر للهيئة، وشذ خِمْرة ونِقْبة وعِمَّة، من اختمرت المرأة، وانتقبت، وتعمَّم الرجل.

الثانى: عندهم مصدر يقال له "المصدر الميمى"، لكونه مبدوءً بميم زائدة.

ويصاغ من الثلاثى على وزن مَفْعَل، بفتح الميم والعين وسكون الفاء، نحو: مَنْصَر ومَضْرَب، ما لم يكن مثالاً صحيح اللام، تحذف فاؤه فى المضارع كوَعَد، فإنه يكون على زنة مَفْعِل، بكسر العين، كموعِد وموضِع. وشذّ من الأول: المرجِع والمَصِير، والمعرِفة، والمقدِرة، والقياس فيها الفَتْح. وقد وردت الثلاثة الأولى بالكسر، والأخير مثلّثًا، فالشذوذ فى حالتى الكسر والضم.

ومن غير الثلاثى: يكون على زنة اسم المفعول، كمُكْرَم، ومُعَظَّم، ومُقام.

الثالث: يصاغ من اللفظ مصدر، يقال له المصدر الصناعى، وهو أن يُزاد على اللفظة يا مشددة، وتاء التأنيث، كالحرية، والوطنية، والإنسانية، والهمَجِية، والمَدَنية.

اسم الفاعل:

هو ما اشْتُقَّ من مصدر المبنى للفاعل، لمن وقع منه الفعل، أو تعلق به.

وهو من الثلاثى على وزن فاعِل غالبًا، نحو ناصر، وضارب، وقابل، ومادّ، وواق، وطاوٍ، وقائل، وبائع. فإن كان فعله أجوف مُعَلاَّ قلبت ألفه همزة، كما سيأتى فى الإعلال.

ومن غير الثلاثى على زِنَة مضارعه، بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة، وكَسر ما قبل الآخر، كمُدَحرِج وَمُنْطلِق وَمُستخرِج، وقد شذّ من ذلك ثلاثة ألفاظ، وهى: أسْهَب فهو مُسْهَب، وأحصَنَ فهو مُحْصَن، وألفج بمعنى أفلس فهو ملْفَج، بفتح ما قبل الآخر فيها. وقد جاء من أفعل على فاعِل، نحو أعشب المكان فهو عاشِب، وأورَس فهو وارس، وأيفع الغلام فهو يافع، ولا يقال فيها مُفْعِل.

صيغ المبالغة:

وقد تُحَوَّل صيغة "فاعل" للدلالة على الكثرة والمبالغة فى الحَدَث، إلى أوزان خمسة مشهورة، وتسمى صِيغ المبالغة، وهى: فَعَّال: بتشديد العين، كأكّال وشرَّاب. ومِفعال: كمِنحار. وَفَعُول: كغَفُور. وَفَعِيل: كسميع. وفَعِل: بفتح الفاء وكسر العين كحذِر.
وقد سُمِعت ألفاظ للمبالغة غير تلك الخمسة، منها فِعِّيل: بكسر الفاء وتشديد العين مكسورة كسِكِّير. ومِفْعِيل: بكسر فسكون كمِعْطير، وَفُعَلَة: بضم ففتح، كهُمَزَة ولُمَزة. وفاعُول: كفاروق. وفُعال بضم الفاء وتخفيف العين أو تشديدها، كطُوّال وكُبار، بالتشديد أو التخفيف، وبهما قرئ قوله تعالى: "وَمَكَرُوا مَكراً كُبَّارا".

وقد يأتى "فاعل" مرادًا به اسم المفعول قليلاً، كقوله تعالى: "فى عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ" أى مَرْضية، وكقول الشاعر:

دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبغْيتها

***

واقعد فإنك أنت الطاعمُ الكاسى

أى المطعوم المكسىّ. كما أنه قد يأتى مُرادًا به النسب، كما سيأتى.

وقد يأتى فعيل مرادًا به فاعِل، كقدير بمعنى قادر. وكذا فَعُول بفتح الفاء، كغفور بمعنى غافر.

اسم المفعول

وهو ما اشْتُق من مصدر المبنى للمجهول، لمن وقع عليه الفعل.

وهو من الثلاثى على زنة "مَفْعُول" كمنصور، وموعود، ومَقُول، وَمَبِيع، وَمَرْمِىّ، وَمَوْقِىِّ، وَمَطْوِىّ. أصل ما عدا الأولين مَقْوُوْل، وَمَبْيُوع، ومَرْمُوى، ومَوْقوىّ، وَمَطْوُوى، كما سيأتى فى باب الإعلال.

وقد يكون على وزن فَعيل كقَتيل وجريح، وقد يجئ مفعول مرادًا به المصدر، كقولهم: ليس لفلان مَعْقُول، وما عنده مَعلوم: أى عَقْل وَعلِم.

وأما من غير الثلاثىّ، فيكون كاسم فاعله، لكن بفتح ما قبل الآخِر، نحو مُكْرَم، وَمُعَظَّم، وَمُسْتَعان به.

وأما نحو مُخْتار وَمُعْتَدّ ومُنْصَبّ وَمُحَابّ وَمُتَحَابّ، فصالح لاسمَى الفاعل والمفعول، بحسب التقدير.

ولا يصاغ اسم المفعول من اللازم إلا مع الظرف أو الجار والمجرور أو المصدر، بالشروط المتقدمة فى المبنىّ للمجهول.

الصفة المشَبَّهةُ باسم الفاعل

هى لفظ مَصُوغ من مصدر اللازم، للدلالة على الثُّبوت.

ويغلب بناؤها من لازم باب فرح، ومن باب شرُف، ومن غير الغالب، نحو: سيّد ومَيِّت: من ساد يسود ومات يموت، وَشيْخ: من شاخ يشيخ.

وأوزانها الغالبة فيها اثنا عشر وزنًا:

اثنان مختصان بباب فَرِح، وهما:
1- "أفْعَل" الذى مؤنثه "فعْلاء". كأحمرَ وحمراء.
2- و"فَعْلان" الذى مؤنثه "فَعْلىَ"، كعطشان وعطشى.
وأربعة مختصة بباب شَرُف، وهى:
1- "فَعَل" بفتحتين، كحسَن وبَطَل.
2- "وفُعُل" بضمتين كجُنُب، وهو قليل.
3- و"فُعَال" بالضم، كشُجاع وفُرات.
4- و"فَعَال" بالفتح والتخفيف، كرجل جَبَان، وامرأة حَصَان، وهى العفيفة.
وستة مشتركة بين البابين:
1- "فعْل" بفتح فسكون، كسَبْطٍ وضَخْم. الأول: من سَبِط بالكسر والثانى: من ضَخُم بالضم.
2- و"فِعْل" بكسر فسكون: كصِفْر ومِلْح، الأول: من صَفِر بالكسر، والثانى: من مَلُح بالضم.
3- و"فُعْل" بضم فسكون، كحُرّ وصُلْب. الأوَّل: من حَرّ، أصله حَرِ بالكسر، والثانى من صَلُب بالضم.
4- و"فَعِل" بفتح فكسر، كفَرِح ونَجِس. الأول: من فرِح بالكسر، والثانى: من نَجُس بالضم.
5- و"فاعِل": كصاحب وطاهر. الأول: من صَحِب بالكسر، والثانى: من طهرُ بالضم.

6- و"فَعِيل" كبخيل وكريم. الأول: من بَخِل بالكسر، والثانى: من كَرُم بالضم. وربما اشترك "فاعِل" و "فَعِيل" فى بناء واحد، كماجد ومجيد، ونابه ونبيه.

وقد جاءت على غير ذلك، كشَكُس بفتح فضم، لسيِّئ الخلُق.

ويطرِّد قياسُها من غير الثلاثى على زنة اسم الفاعل إذ أريد به الثبوت كمعتدِل القامة، ومنطَلِق اللسان، كما أنها قد تُحَوَّل فى الثلاثى إلى زنة "فاعِل" إذا أريد بها التجدُّد والحدوث: نحو زيد شاجِعٌ أمسِ، وشارِف غدًا، وحاسِن وجههُ، لاستعمال الأغذية الجيدة والنظافة مثلاً.

تنبيهان:
الأول: بالتأمل فى الصفات الواردة من باب فرِح، يُعلَمْ أن لها ثلاثة أحوال باعتبار نسبتها لموصوفها: فمنها ما يحصُل ويُسْرع زواله، كالفرَح والطرَب. ومنها ما هو موضوع على البقاء والثُّبوت، وهو دائر بين الألوان، والعيُوب، والحِلَى، كالْحُمرة، والسُّمرة، والْحُمق، والعَمَى، والغَيَد، والهَيَف. ومنها ما هو فى أمور تحصل وتزول، لكنها بطيئة الزوال، كالرِّى والعَطَش، والجوع والشِّبَع.

الثانى: قد ظهر لك مما تقدم أن "فعِيلا" يأتى مصدرًا، وبمعنى فاعِل، وبمعنى مفعول، وصفة مشبهة. ويأتى أيضًا بمعنى مُفاعِل، بضم الميم وكسر العين، كجليس وسَمير، بمعنى مُجالس ومُسامر، وبمعنى مُفْعَل بضم الميم وفتح العين، كحَكيم بمعنى مُحْكم، وبمعنى مُفْعِل، بضم الميم وكسر العين، كبديع بمعنى مُبْدِع، فإذا كان فعيل بمعنى فاعِل أو مُفاعِل، أو صفة مشبهة، لحقته تاء التأنيث فى المؤنث، نحو رَحيمة، وشريفة، وجليسة، ونديمة، وإن كان بمعنى مفعول، استوى فيه المذكر والمؤنث إن تبع موصوفه: كرجل جَرِيح وامرأة جريح، وربما دخلته الهاء مع التبعية للموصوف، نحو صفة ذميمة، وخَصْلة حميدة.

وسيأتى ذلك فى باب التأنيث إن شاء الله تعالى.

اسم التفضيل
1- هو الاسم المَصُوغ من المصدر للدلالة على أن شيئين اشتركا فى صفة، وزاد أحدهما على الآخر فى تلك الصفة.

2- وقياسه: أن يأتى على "أفْعَل" كزيد أكرم من عمرو، وهو أعظم منه. وخرج عن ذلك ثلاثة ألفاظ، أتَتْ بغير همزة، وهى خَيْرٌ، وشَرٌ، وحَبّ، نحو خيرٌ منه، وشرٌّ منه، وقولُه: وحَبُّ شَىْءٍ إلى الإنسان ما مُنِعَا

وحذفت همزتين لكثرة الاستعمال، وقد ورد استعمالهُنَّ بالهمزة على الأصل كقوله: بلالُ خيرُ النَّاسِ وابنُ الأخْيَرِ

وكقراءة بعضهم: "سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الأشَرُّ" بفتح الهمزة والشين، وتشديد الراء، وكقوله صلى الله عليه وسلم: "أحبُّ الأعمال إلى الله أَدْوَمُها وإن قَلَّ". وقيل: حذفها ضرورة فى الأخير، وفى الأولين؛ لأنهما لا فعل لهما، ففيهما شذوذان على ما سيأتى:

3- وله ثمانية شروط:

الأول: أن يكون له فِعْل، وشذ مما لا فعل له: كهو أَقْمَنُ بكذا؛ أى أحق به، وألَصُّ من شِظاظ، بَنَوْه منْ قولهم: هو لِص أى سارق.

الثانى: أن يكون الفعل ثلاثيًا، وشذ: هذا الكلام أخْصَرُ من غيره، منِ "اخْتُصِر" المبنى للمجهول، ففيه شذوذ آخر كما سيأتى، وسُمع "هو أعطاهم للدراهم، وأولاهم للمعروف، وهذا المكان أقفر من غيره" وبعضهم جوَّز بناءَه من أفعل مطلقًا، وبعضهم جوزه إن كانت الهمزة لغير النقل.

الثالث: أن يكون الفعل متصرفًا، فخرج نحو: عَسَى وَلَيْسَ، فليس له أفعل تفضيل.

الرابع: أن يكون حَدَثُهُ قابلاً للتفاوت: فخرج نحو: مات وفَنِى، فليس له أفعل تفضيل.

الخامس: أن يكون تامًّا، فخرجت الأفعال الناقصة؛ لأَنها لا تدل على الحدث.

السادس: ألاّ يكون مَنفيًّا، ولو كان النفى لازمًا. نحو: "ما عاج زيد بالدواء" أى ما انتفع به، لئلا يلتبس المنفىّ بالمثبت.

والسابع: ألاّ يكون الوصف منه على أفْعَل الذى مؤنثه فَعْلاء، بأن يكون دالاًّ على لون، أو عيب، أو حِلْية؛ لأن الصيغة مشغولة بالوصف عن التفضيل. وأهل الكوفة يصوغونه من الأفعال التى الوصف منها عَلَى أفْعَل مطلقًا، وعليه دَرَجَ المتنّبى يخاطب الشيب، قال:

أبْعَد بَعِدْتَ بياضًا لا بياضَ لَهُ

***

لأنت أسودُ عَيْنِى مِنَ الظُّلَمِ

وقال الرَضِىّ فى شرح الكافية: ينبغى المنع فى العيوب والألوان الظاهرة، بخلاف الباطنة، فقد يُصاغ من مصدرِها، نحو فلان أبْلَهُ من فلان، وأَرْعَنُ وأحْمَقُ منه.

والثامن: ألاّ يكون مبنيًا للمجهول ولو صورةً، لئلا يلتبس بالآتى من المبنى للفاعل، وسُمع شذوذًا هو "أزْهَى مِنْ دِيك"، و"أشْغَلُ مِنْ ذَاتِ النِّحْيَيْن" وكلامٌ أخْصَرُ من غيره، مِن زُهِىَ بمعنى تكبر، وشُغِل، واخْتُصِرَ، بالبناء للمجهول فيهن، وقيل، إن الأول قد ورد فيه زَهَا يَزْهو، فإِذنْ لا شُذُوذَ فيه.

4- ولاسم التفضيل باعتبار اللفظ ثلاث حالات:

الأولى: أن يكون مجرَّدًا من أل والإِضافة، وحينئذ يجب أن يكون مفردًا مُذكرًا، وأن يُؤْتَى بعده بِمِنْ جارّةً للمفضَّل عليه، نحو قوله تعالى: "لَيُوسُف وَأخُوهُ أحَبُّ إِلىَ أبِينَا مِنَّا"، وقوله: "قُلْ إِنْ كَانَ آباؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُم وَأزْوَاجُكُم وَعَشِيرَتُكُمْ وَأمْوَالٌ اقْتَرَفتُموهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ".

وقد تُحذَف مِنْ وَمَدْخُولُها نحو: "وَالآخرَةُ خَيْرٌ وَأبْقَى" وقد جاء الحذف والإثبات فى: "أَنَا أكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأعَزُّ نَفَراً".

الثانية: أن يكون فيه ألْ، فيجب أن يكون مطابقًا لموصوفه، وَأَلاَّ يُؤْتَى معه بِمِن، نحو محمد الأفضلُ، وفاطمة الفُضْلى، والزيدان الأفضلان، والزيدون الأفضلون، والهِنْدات الفُضْلَيات، أو الفُضَّلُ.

وأما الإتيان معه بمن مع اقترانه بأل فى قول الأعشى:

وَلَسْتُ بالأكْثَرِ مِنْهُمْ حَصًى

***

وإِنما العزّةُ للكاثر

فخُرِّج على زيادة "أل" أو أنَّ "مِنْ" متعلقة بأكثر نكرة محذوفة، مُبْدَلاً من أكثر الموجودة.

الثالثة: أن يكون مضافاً.

فإن كانت إضافته لنكرة، التُزم فيه الإفراد والتذكير، كما يُلْزمان المجرَّد، لاستوائهما فى التنكير، ولزمت المطابقةُ فى المضاف إليه، نحو الزيدان أفضل رجلين، والزيدون أفضلُ رِجال، وفاطمة أفضل امرأة. وأما قوله تعالى: "وَلاَ تَكُونُوا أوَّلَ كَافِرٍ بِهِ" فعلى تقدير موصوف محذوف؛ أى أول فريق.

وإن كانت إضافته لمعرفة، جازت المطابقةُ وعدمُها، كقوله تعالى: "وَكَذلِكَ جَعَلْنَا فى كُلِّ قَرْيَةٍ أكَابِرَ مُجْرِمِيهَا"، وقوله: "وَلَتَجِدَنَّهُم أحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ" بالمطابقة فى الأول، وعدمها فى الثانى.

5- وله باعتبار المعنى ثلاث حالات أيضاً:

الأولى: ما تقدم شرحه، وهو الدلالة على أن شيئين اشتركا فى صفة، وزاد أحدهما على الآخر فيها.

الثانية: أن يُرادَ به أن شيئًا زاد فى صفة نفسه، على شئ آخر فى صفته فلا يكون بينهما وصف مشترك، كقولهم: العسلُ أحْلَى من الخَلّ، والصيفُ أحرُّ من الشتاء. والمعنى: أن العسل زائد فى حلاوته على الخَلّ فى حُموضته، والصيف زائد فى حره، على الشتاء فى برده.

الثالثة: أن يراد به ثبوت الوصف لمحلّه، من غير نظر إلى تفضيل، كقولهم: "الناقصُ والأشَجُّ أعدلا بنى مَرْوان"؛ أى هما العادلان، ولا عدلَ فى غيرهما، وفى هذه الحالة تجب المطابقة وعلى هذا يُخَرَّج قولُ أبى نُوَاس:

كأنّ صُغْرَى وكُبْرَى من فَقاقِعها

***

حَصبْاءُ دُرٍّ عَلَى أرْضٍ من الذَّهَبَ

أى صغيرة وكبيرة، وهذا كقول العَرُوضيَين: فاصلة صُغْرى وفاصلة كُبْرَى. وبذلك يندفع القول بلحن أبى نواس فى هذا البيت، اللهمَّ إلا إذا عُلِم أن مراده التفضيل، فيقال إذ ذاك بلحنه؛ لأنه كان يَلْزمه الإفراد والتذكير، لعدم التعريف، والإضافة إلى معرفة.

[التعجب]
تنبيهان:
الأول: مِثْلُ اسمِ التفضيل فى شروطه فِعلُ التعجب، الذى هو انفعال النفس عند شعورها بما خفى سببه.

وله صيغتان: ما أفْعَله، وأفعِلْ به، نحو ما أحسَنَ الصدقَ! وأحسِنْ به! وهاتان الصيغتان هما المبوّب لهما فى كُتُب العربية، وإن كانت صيغُه كثيرة، من ذلك قوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأحْيَاكُمْ}! وقوله عليه الصلاة والسلام: "سُبْحَانَ اللهِ! إِنَّ المُؤْمِنَ لاَ يَنْجَسُ حَيَّا ولا مَيِّتاً"! وقولهم: للهِ درُّهُ فارسا!.

وقوله: يا جارَتَا ما أنْتِ جارَهْ!

وأصل أحسِنْ بزيد! أحسَنَ زيدٌ؛ أى صار ذا حُسْن، ثم أريد التعجب من حسنه، فَحُوِّلَ إلى صورة صيغة الأمر، وزيدت الباء فى الفاعل، لتحسين اللفظ.

وأما ما أفْعَلَه! فإن "ما": نكرة تامة، وَأفْعلَ: فعل ماض، بدليل لحاق نون الوقاية فى نحو: ما أحوجنى إلى عفو الله.

الثانى: إذا أردت التفضيل أو التعجب مما لم يستوف الشروط، فأت بصيغة مستوفية لها، واجعل المصدر غير المستوفى تمييزاً لاسم التفضيل، ومعمولاً لفعل التعجب، نحو فلان أشدُّ استخراجا للفوائد، وما أشدَّ استخراجه، وَأَشْدِدْ باستخراجه.

اسما الزمان والمكان

1- هما اسمان مَصُوغان لزمان وقوع الفعل أو مكانه.
2- وهما من الثلاثىِّ على وزن: "مَفْعَل" بفتح الميم والعين، وسكون ما بينهما، إن كان المضارع مضمومَ العين، أو مفتوحَها، أو معتلَّ اللام مطلقا، كمَنْصَر، ومَذْهَب، ومَرْمَى، وَمَوْقَى، وَمَسْعَى، ومَقام، وَمَخَاف، وَمَرْضَى.
وعلى "مَفْعِل" بكسر العين، إن كانت عين مضارعه مكسورة، أو كان مثالاً مطلقاً فى غير معتل اللام، كمجلِس، ومَبِيع، ومَوْعِد، ومَيْسِر، وَمَوْجِل. وقيل إن صحت الواو فى المضارع، كَوَجِلَ يَوْجَل، فهو من القياس الأوَّل.
ومن غير الثلاثىّ: على زنة اسم مفعوله، كمُكْرَم ومُستخْرَج ومُسْتَعان.

ومن هذا يُعْلَمْ أن صيغة الزمان والمكان والمصدر الميمىّ واحدة فى غير الثلاثىّ، وكذا فى بعض أوزان الثلاثى، والتمييز بينهما بالقرائن، فإن لم توجد قرينة، فهو صالح للزمان، والمكان، والمصدر.

3- وكثيراً ما يُصاغ من الاسم الجامد اسم مكان على وزن "مَفْعَلة"، بفتح فسكون ففتح، للدلالة على كثرة ذلك الشئ فى ذلك المكان، كمأسَدَة، وَمَسْبَعة، ومَبْطَخَة، ومَقْثَأة: من الأسد، والسبُع، والبطِّيخ، والقِثّاء.

4- وقد سُمِعت ألفاظ بالكسر وقياسها الفتح، كالمسجِد: للمكان الذى بُنى للعبادة وإن لم يُسْجَد فيه، والمَطْلِع، والمَسْكِن، والمَنْسِك، والمَنْبِت، والمَرْفِق، والمَسْقِط، والمَفْرِق، والمَحْشِر، والمَجْزِر، والمَظِنَّة، والمَشْرِق، وَالمَغْرِب. وسمع الفتح فى بعضها، قالوا: مَسْكَن، وَمَنْسَك، وَمَفْرَق، وَمَطْلَع. وقد جاء من المفتوح العين: المَجْمِع بالكسر.

قالوا: الفتح فى كلِّها جائز وإن لم يُسْمع.

قال أستاذنا المرحوم الشيخ حسين المرْصَفِىّ فى [الوسيلة]: هذا إذا لم يكن اسم المكان مضبوطًا، وإلا صح الفتح، كقولك اسجُدْ مَسْجَد زيد تَعُدْ عليكَ برَكَتُه، بفتح الجيم؛ أى فى الموضع الذى سجَد فيه. وقال سيبويه: وأما موضع السجود فالمسجَد، بالفتح لا غير. (ا هـ). فكأنه أوجب الفتح فيه.

اسم الآلة

1- هو اسم مَصُوغٌ من مصدر ثلاثىّ، لِما وقع الفعل بواسطته.

2- وله ثلاثة أوزان: مِفْعال، ومِفْعل، ومِفْعَلة، بكسر الميم فيها، نحو مِفتاح، ومِنشار، ومِقراض، ومِحْلَب، وَمِبْرَد، وَمِشْرَط، وَمِكْنَسة، وَمِقْرَعة، وَمِصْفَاة، وقيل: إن الوَزْن الأخير فرع ما قبله.

وقد خرج عن القياس ألفاظ، منها مُسْعُط، وَمُنْخُل، وَمُنْصُل، وَمُدُقّ، وَمُدْهُن، وَمُكْحُلَة، وَمُحْرُضَة، بضم الميم والعين فى الجميع.

وقد أتى جامدًا على أوزان شَتَّى، لا ضابط لها، كالفأس، والقَدُوم، والسِّكين وَهَلُمَّ جَرَّا.

النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف / أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثانى - فى الكلام على الاسم ) ضمن العنوان ( التقسيم الثالث للاسم من حيث كونه مؤكدا أو غير مؤكد )

1- ينقسم الاسم إلى مذكر ومؤنث: فالمذكر كرجل، وكتاب، وكرسىّ. والمؤنث نوعان: حقيقىّ، وهو ما دلَّ على ذات حِرِّ، كفاطمة وهند. ومجازىّ، وهو ما ليس كذلك، كأذُن، ونار، وشمس. ويُستدل على تأنيثه: بضمير المؤنث أو إشارته، أو لحوق تاء التأنيث فى الفعل، نحو: هذه الشمس رأيتها طلعتْ، أو ظهور التاء فى تصغيره كأذَينة، أو حذفها من اسم عدده كثلاث آبار.

2- وينقسم المؤنث إلى:

لفظىّ: وهو ما وُضِع لمذكَّر وفيه علامة من علامات التأنيث، كطلحة وزَكريَّاء والكُفُرَّى.

وإلى مَعْنَوِىّ، وهو ما كان علما لمؤنث وليس فيه علامة، كَمرْيم وهند وزينب.

وإلى لفظىّ ومعنوىّ: وهو ما كان علماً لمؤنث وفيه علامة، كفاطمةَ، وسَلْمَى، وعاشُوراء، مُسَمَّى به مؤنث.

3- ولكون المذكر هو الأصل، لم يُحْتج فيه إلى علامة، بخلاف المؤنث، فله علامتان.

الأولى: التاء. وتكون ساكنة فى الفعل، نحو قامت هند، ومتحركة فيه، نحو هى تقوم، وفى الاسم، نحو صائمة وظريفة.

وأصل وضع التاء فى الاسم: للفرق بين المذكر والمؤنث، فى الأوصاف المشتقة المشتركة بينهما، فلا تدخل فى الوصف المختص بالنساء، كحائضٍ، وحائل، وفارِك، وثَيِّب، ومُرْضِع، وعانِس. أما دخولها على الجامد المشترَكِ معناه بينهما، فسماعىّ، كرجل ورَجُلة، وإنسان وإنسانة، وَفتَى وفتاة.

وَيُستثنى من دخولها فى الوصف المشترك خمسةُ ألفاظ، فلا تدخل فيها:

أحدها: "فَعُول" بمعنى فاعل، كرجل صَبور وامرأة صَبور، ومنه "وَمَا كَانَتْ أمُّك بَغِيَّا" أصله بَغويًا: اجتمعت الواو والياء، وَسُبقت إحداهما بالسكون، فقلَبت الواو ياء، وأدغمتا، وقلبت الضمة كسرة. وما قيل من أنه لو كان على زنة فَعُول لقيل: بَغُوّا كنَهُوّ، مردود بأن نَهُواً شاذّ، فى قولهم رجل نَهُوٌّ عن المنكر. وأما قولهم امرأة ملولة، فالتاء فيه للمبالغة، إذ يقال أيضًا رجل مَلولة، وأما عَدُوَّة فشاذّ، وسَوَّغه الحمل على صديقة. وإذا كان "فَعُول" بمعنى مفعول، لحقته التاء، نحو جمل ركوب، وناقة ركوبة.

ثانيها: "فَعِيل" بمعنى مفعول إن تَبِع موصوفه، كرجل جَريح، وامرأة جريح، فإن كان بمعنى فاعل، أوْ لم يَتْبَع موصوفه، لحقته، كامرأة رحيمة، ورأيت قَتيلة.

ثالثها: "مِفعال" كمِهْذار، وشذَّ: ميقانة.

رابعها: "مِفْعِيل" كمِعْطِير، وشذ مِسْكينة. وقد سُمِع حذفها على القياس.

خامسها: "مِفْعَل": كمِغْشَم.

وقد تُزاد التاء: لتمييز الواحد من جنسه، كلبِن ولَبِنَة، وتمرْ وَتمرْة، ونمْل ونمْلة، فلا دليل فى الآية الكريمة على تأنيث النملة. ولعكسه فى كَمْءٍ وَكَمْأة. وللمبالغة، كراوية. ولزيادتها كـ: علاَّمة. ولتعويض فاء الكلمة كعِدة، أوعينها كإقامة، أو لامها كسَنَة، أو مَدَّة كَتزكية.

ولتعريب العَجَمِىّ، نحو: كَيْلَجَة فى كَيْلَج: اسم لِمكيال. وتزاد فى الجمع عِوضاً عن ياء النسب فى مفرده، كأشاعثة وأزراقة، ولمجرد تكثير البِنية، كقرْيَةٍ وَغرْفة، أو للإلحاق بمفرد، كصيارفة، للإلحاق بكراهية.

العلامة الثانية: الألف. وهى قسمان: مفردة، وهى المقصورة، كحُبْلَى وَبُشْرَى، وغير مفردة، وهى التى قبلها ألف، فتقلب هى همزة، كحمراء وَعَذراء.

وللمقصورة أوزان، منها:

فُعَلَى: بضم ففتح، نحو أرَبَى: للدَّاهية، وأدَمَى: لموضع، وكذا شُعَبَى. قال جرير:

أَعَبْداً حَلَّ فى شُعَبَى غَرِيبًا

***

أَلُؤْمًا لا أبا لَكَ وَاغْتِرَابا

وَفُعْلَى: بضم فسكون، كبُهْمَى لنبت، وَحُبْلَى صفة، وبُشْرَى مصدرًا.
وَفَعَلَى: بفتحات، كبَرَدَى، اسم لنهر، قال حسان:

يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البريصَ عليْهمُ

***

بَرَدَى يُصَفِّقُ بالرَّحيقِ السَّلْسَلِ

وَحَيَدَى: للحمار السريع فى مشيه، وبَشَكَى: للناقة السريعة.

وَفَعْلَى: بفتح فسكون كمَرْضَى جمعًا، وَنَجْوَى مصدرًا، وشَبْعَى صفةً.
وفُعَالَى: بالضم والتخفيف، كَحُبَارَى، لطائر، وسُكارَى: جمعًا، وَعُلادَى: صفة للشديد من الإبل.
وفُعَّلى: بضم ففتح العين المشددة، كسُمَّهَى: للباطل.
وَفِعَلَّى: بكسر ففتح، فلام مشددة، كسِبَطْرَى: لمِشية فيها تبختُر.
وَفِعْلَى: بكسر فسكون نحو حِجْلى، جمع حَجَلة بفتحات: اسم لطائر، وظِرْبَى، جمع ظَرِبان، بفتح فكسر: اسم لدُوَيْبَة مُنتنة الرائحة. ولم يوجد فى اللغة جمع على هذا الوزن إلا هذان اللفظان وَذِكْرى مصدرًا. وهذا الوزن إن لم يكن جمعًا ولا مصدرًا، فإن لم ينوّن فألفه للتأنيث، كقِسمة ضِيْزَى؛ أى جائزة، وإن نوِّن، فألفه للإلحاق، نحو عِزْهى: لمن لا يلهو، وإن نُوِّن عند بعض ولم ينون عند آخرين، ففيه وجهان، كذَفَزًى لِعَظمٍ خلف أذن البعير.
فِعِّيلَىَ: بكسرتين، مشدد العين، نحو هِجِّيرَى: للهذيان، وحِثّيثَى: مصدر حَثَّ.
وَفُعُلَّى: بضمتين مشدد اللام كحُذُرَّى: من الحَذَر، و(كُفُرَّى): اسم لوعاء الطَّلْع.
وَفُعَّيلى: بضم ففتح العين مشددة كلُغَّيْزَى: للغز، وخُلَّيْطَى: للاختلاط.
وَفُعَّالى: بضم ففتح العين المشددة كخُبَّازَى وشُقَّارى: لنبتين، وحُضَّارى: لطائر.
وللممدودة أوزان. منها:
فَعْلاء: بفتح فسكون كصحراء: اسمًا، ورَغْباء: مصدرًا، وطَرْفاء: جمعًا فى المعْنى، وحَمرَاء: صفة لمؤنث أفْعَل، وَهطْلاء: صفة لغيره، كديمة هَطْلاء.
وأفْعِلاء: بفتح فسكون، مثلَّث العين، مخفَّف اللام، كأربِعاء لليوم المعروف.

وفُعْلُلاء: بضمتين بينهما ساكن، كقُرْفُصاء: لهيئة مخصوصة فى القُعود.
وفاعُولاء: كتاسوعاء وعاشوراء: للتاسع والعاشر من المحرَّم.
وفاعِلاء: بكسر العين كقاصِعاء ونافقاء: لبابَىْ جُحْر اليربوع.
وفِعْلِياء: بكسرتين بينهما سكون، مخفَّف الياء: ككِبْرياء.
وَفُعَلاء: بفتح العين، وتثليث الفاء: كجنَفَاء بفتحات: لموضع، وسِيَرَاء، بكسر ففتح: لثوبِ خزِّ مخطَّط، ونُقَساء، بضم ففتح.
وفُنْعُلاء: بضمتين بينهما سكون: كخُنفساء: للحيوان المعروف.
وفَعِيلاء: بفتح فكسر، كقَرِيثاء بالثاء المثلثة: لنوع من التمر.
ومَفْعولاء: كمَشْيوخاء: جمع شيخ.
ومما تقدم عُلِم أن هناك أوزانًا مشتركة بينهما، وهى: فَعْلى، بفتح فسكون، كَسَكْرى وصَحْراء، وفُعَلى: بضم ففتح كَأرَبَى وحُنَفاء، وفَعَلى، بفتحاتٍ كَجَمَزَى: لسرعة العدْو، وجَنَفَاء: لموضع، وَأَفْعَلَى: بفتح فسكون ففتح، كَأجْفَلى: للدعوة العامة، وأرْبَعَاء: لليوم المعروف.
النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف / أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثانى - فى الكلام على الاسم ) ضمن العنوان ( التقسيم الرابع لللاسم: من حيث كونه منقوصا، أو مقصورا، أو ممدودا، او صحيحا )
1- ينقسم الاسم إلى منقوص، ومقصور، وممدود، وصحيح.
فالمنقوص: هو "الاسم المُعْرَب الذى آخره ياء لازمة مكسورٍ ما قبلها"، كالداعِى والمنادى، فخرج بالاسم: الفعلُ كرَضِىَ، وبالمعرب: المبنىُّ كالذى، وبالذى آخرُه ياءٌ: المقصورُ، وبلازمةٍ: الأسماءُ الخمسة فى حالة الجرِّ، وبمكسورٍ ما قبلها: نحو ظّبْى ورَمْى، فإنه ملحق بالصحيح، لسكون ما قبل يائه.
والمقصور: هو "الاسم المُعْرَب الذى آخره ألف لازمة"، كالهُدَى والمصطفَى، فخرج بالاسم: الفعل والحرف، كدَعَا وإلى، وبالمعرَب: المبنىّ، كأنا وهذا وبما آخره ألفٌ: المنقوصُ، وبلازمِه: الأسماءُ الخمسة فى حالة النصب، والمثنى فى حالة الرفع.

والممدود: هو "الاسم المعرب الذى آخِرُهُ همزةٌ تلى ألفًا زائدة" كَصحراء وحمراء.
والصحيح: ما عدا ذلك، كرجل وكتاب.
2- وكل من المقصور والممدود: قياسىّ، وهو موضع نظر الصرفىّ، وسماعىّ، وهو موضع نظر اللُّغَوِىّ، الذى يَسْردُ ألفاظ العرب، ويضع معانيها بإِزائها.
فالمقصور القياسىّ: هو كل اسم معتلّ اللام، له نظيرٌ من الصحيح، ملتَزَمٌ فتحُ ما قبل آخره.
وذلك كمصدر الفعل المعتلّ اللام، الذى على وزن فعِلَ، بفتح فكسر، كالجَوَى والهَوَى والعَمَى، فإنه نظيرُ الفَرَحِ والأشَرِ والطَّرَب. وكفِعَل بكسر ففتح، فى جمع فِعْلة، بكسر فسكون. وفُعَل، بضم ففتح، فى جمع فُعْلة، بضم فسكون، نحو فِرْية وفِرًى، ومِرْيَة ومِرًى، ومُدْيَة ومُدًى، وزُبْيَة وزُبًى؛ فإن نظيرهما قِرَب بالكسر، وقُرَب بالضم، فى جمع قِرْبة بالكسر وقُرْبَة بالضم.
وكذا كل اسم مفعولٍ معتل اللام، زائد على الثلاثة، كمُعْطىً ومُسْتَدْعًى فإن نظيره مُكْرَم ومستخْرَج.
وكذا أفعل صيغة تفضيل كالأقْصَى، أو لغيره كالأعمى، ونظيرهما من الصحيح الأبعدُ والأعمش.
وكذا ما كان جمعا لفُعْلَى أنثى أفعل، كالدُّنيا والدُّنا. ونظيره الأخْرَى والأخَر. وكذا ما كان من أسماء الأجناس دالاً على الجمعية بالتجرد من التاء، على وزن فَعَل بفتحتين، وعلى الوحدة بالتاء، كحَصاة وحصًى، ونظيره مَدْرَة ومَدَر.
وكذا المَفْعَل مدلولاً به على مصدر أو زمان أو مكان، نحو مَلْهًى ومَسْعًى، ونظيرُه مَذْهَب ومَسْرَح.
والممدود القياسىّ: كل اسم معتل اللام له نظير من الصحيح الآخِر، مُلْتَزَمٌ فيه زيادة ألف قبل آخره.
وذلك كمصدر ما أوَّلُهُ همزة وصل، نحو ارْعَوَى ارْعِواء، وابتغَى ابْتِغاء، واستقصى استقصاء، فإن نظيرها من الصحيح: احمرَّ احمرارًا، واقتدر اقتدارًا، واستخرج استخراجًا.

وكذا مصْدَرُ كلِّ فعل معتلِّ اللام يوازن أفْعَلَ، كأعْطَى إعطاءً، وأملَى إملاء فإن نظيره من الصحيح أكرم إكرامًا، وأحسن إحسانًا.
وكذا كل ما كان مفردًا لأفْعِلة، ككِساء وأكْسِية، ورِداء وأردية، فإن نظيره من الصحيح حمارٌ وأحْمِرة، وسلاحٌ وأسلِحَة.
وكذا كل مصدر لفَعَل بفتحتين دالاً على صوت أو داء، كالرُّغاء: لصوت البعير، وَالثُّغاء: لصوت الشاة، فإِن نظيره الصُّراخ، وكالمُشاء، فإن نظيره الزُّكام.
والسماعىّ منهما ما فقد ذلك النظير.
فمن المقصور سماعًا: الفتَى: واحد الفِتْيان، والْحِجا؛ أى العقل، والسَّنا؛ أى الضَّوء، والثَّرَى؛ أى التراب.
ومن الممدود سماعا الثَّراء بالفتح: لكثرة المال، والْحِذاء بالكسر: للنعل، والفُتاء بالضم: لحداثة السنّ، والسَّناء بفتح السين: للشرف.
وقد أجمعوا على جواز قصر الممدود للضرورة، كقوله: لا بدَّ من صَنْعَا وإِن طالَ السَّفَرْ
واختلفوا فى مدّ المقصور؛ فمنعه البصريون، وأجازه الكوفيون، وحُجتهم قول الشاعر:

سَيُغْنِينى الَّذِى أَغْنَاكَ عَنِّى

***

فلا فقْرٌ يَدُومُ وَلا غِنَاءُ

النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف / أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثانى - فى الكلام على الاسم ) ضمن العنوان ( التقسيم الخامس لللاسم من حيث كونه مفردا، أو مثنى، أو مجموعا )
ينقسم الاسم إلى مفرد، ومثنى، ومجموع.
فالمفرد: ما دل على واحدٍ، كرجل وامرأة وقلم وكتاب. أو هو ما ليس مُثَنًّى ولا مجموعا، ولا ملحقًا بهما، ولا من الأسماء الخمسة المبينة فى النحو.
والمثنى: ما دل على اثنين مُطْلقا، بزيادة ألف ونون، أو ياء ونون، كرجلان وامرأتان، وكتابان وقلمان، أو رجلين وامرأتين وكتابين وقلمْين، فليس منه كِلا، وكِلْتا، واثنان، واثنتان، وزَوْج، وَشَفْع؛ لأن دلالتها على الاثنين ليست بالزيادة.
وشرط الاسم الذى يراد تثنيته:
أن يكون مفردًا، فلا يُثنّى المجموع ولا المثنَّى، بأن يُقال رجلانان وزيدونان.

وأن يكون معرَبا، وَأما اللذان وَهذان، فليسا بمُثَنَّيَيْن، وكذا مؤنثهما، وَإنما هما على صُورة المثنى.
وأن يكونا متَّفِقين فى اللفظ والوزن والمعنى، فلا يقال العُمَران بضم ففتح فى أبى بكر وعُمَر؛ لعدم الاتفاق فى اللفظ، ولا العَمْران، بفتح فسكون فى عَمْروٍ وَعُمَر؛ لعدم الاتفاق فى الوزن، ولا العَينان فى الباصرة والجارية؛ لعدم الاتفاق فى المعنى.
وأن يكون مُنَكَّرًا، فلا يُثنى العَلَم باقيًا على عَلَميته.
وأن يكون له مُمَاثل، فلا يُثَنَّى الشمس والقمر؛ لعدم المماثلة، وقولهم: القَمَران للشمس والقمر تغليبٌ.
وألاّ يستغنى بتثنية غيره عنه، فلا يُثنى سَواء، للاستغناء عن تثنيته بتثنية سِىّ.
[الجمع]
3- والجمع ينقسم إلى ثلاثة أقسام: مذكَّر سالم، ومؤنثٍ سالم، وجمع تكسير.
فجمع المذكر السالم: هو لفظ دل على أكثر مِن اثنين، بزيادة واو ونون، أو ياء ونون، كالزيدون والصالحون، والزيدين والصالحين.
والمفرد الذى يُجْمع هذا الجمعَ: إما أن يكون جامدًا أو مشتقًا، ولكلٍ شروط:
فيُشترط فى الجامد: أن يكون عَلَما لمذكَّر عاقل، خاليًا من التاء، ومن التركيب، فلا يقال فى رجل: رجلون لعدم العلمية، ولا فى زينب: زينبون؛ لعدم التذكير، ولا فى "لاحق" (علَم لفرس): لاحقون؛ لعدم العقل، ولا فى طَلْحة: طَلْحتون؛ لوجود التاء، ولا فى سيبويه: سِيْبَوَيْهُون؛ لوجود التركيب.
ويشترط فى المشتق: أن يكون صفة لذكر عاقل، خالية من التاء، ليست على وزن أفعل الذى مؤنثه فَعْلاء، ولا فَعْلان الذى مؤنثه فَعْلَى، ولا مما يستوى فيه المذكر والمؤنث، فلا يقال فى مُرْضِع: مُرْضعون، لعدم التذكير، ولا فى نحو "فارهٍ" صفة فَرَس: فارِهون؛ لعدم العقل.
ولا فى علاّمة: عَلاّمَتُون؛ لوجود التاء.
ولا فى نحو أحمر: أحمرون؛ لمجيئه على وزن أفعل الذى مؤنثه فعلاء، وشذ قولُ حكيم الأعور بن عَياش الكَلْبىّ:

فما وُجِدَتْ نساءُ بنى تميم

***

حَلائلَ أَسْوَدِينَ وَأَحمرِينَا

ولا فى نحو عَطْشانَ: عَطْشَانون؛ لكونه على فَعْلان الذى مؤنثه فَعْلَى.
ولا فى نحو عَدْل وصَبُور وجَرِيح: عَدْلون، وصَبُورون، وحَرِيحون؛ لاستواء المذكر والمؤنث فيها.
وجمع المؤنث السالم: ما دل على أكثر مِن اثنين، بزيادة ألف وتاء على مفرده، كفاطمات وزينبات.
وهذا الجمع يَنقاس:
فى جميع أعلام الإناث، كزينب وهند ومريم. وفى كل ما خُتم بالتاء مطلقا كفاطمة وطلحة. ويستثنى من ذلك امرأة، وشاة، وقُلَة بالضم والتخفيف: اسم لُعْبة، وأمَة؛ لعدم ورودها.
وفى كل ما لحقته ألف التأنيث مطلقًا: مقصورة أو ممدودة، كسَلْمى وَحُبْلَى وصحراء وحسناء. ويستثنى من ذلك فَعْلاء مؤنث أفْعَل، وفَعْلَى مؤنث فَعْلان، فلا يجمعان هذا الجمع، كما لا يجمع مذكرهما جمع مذكر سالما، وفى مصغر غير العاقل كجُبيل وَدُرَيْهم، وفى وصفه أيضًا، كشامخ صفة جَبَل، ومعدودٍ صفة يوم.
وفى كل خُماسىّ لم يُسْمع له جمع تكسير، كسُرَادِق وَحمّام وإصْطَبل.
وما سوى ذلك فمقصور على السماع، كسموات وسِجِلاّت وأمَّهَات.
كيفية التثنية
[الصحيح]: إذا كان الاسم الذى تريد تثنيته صحيحًا، أو منزلاً منزلة الصحيح، كرَجل وامرأة، وظبى ودَلوْ، زِدتَ الألف والنون، أو الياء والنون، بدون عمل سواها فتقول: رجلان، وامرأتان، ودلوان، وظَبْيان.
[المنقوص]: وإذا كان منقوصًا محذوف الياء كقاضٍ وداعٍ، رَددتَها فى التثنية، فتقول: قاضيان وداعيان.
[المقصور]: وإذا كان مقصورًا، وتجاوزتْ ألفُه ثلاثةً، قلبتها ياءً كحُبْلَى ومستدعَى، فتقول: حُبلَيان ومستدعَيَان. وشذَّ: قَهْقَران وَخوْزلان بالحذف، فى تثنية قَهْقَرى وَخَوْزَلى.

وكذا تُقْلب ألفه ياء إذا كانت ثالثة مبدلة منها، كفَتَيان وَرَحَيَان فى فَتًى ورحى، فرارًا من التقاء الساكنين لو بقيت، وحذَرا من التباس المفرد بالمثَّنى حال إضافته لياء المتكلم لو حُذفت. وشذَّ فى حِمًى حِمَوَان بالواو.

وكذا إذا كانت غير مبدلة وأميلتْ، كمتى علَمًا، فتقول فى تثنيته: مَتَيان.

وتقلب ألف المقصور واوًا إذا كانت مبدلة منها كعصًا وَقَفًا، فتقول: عَصَوان وقفوان، وشذّ فى رِضا: رَضَيان بالياء، مع أنه واوىّ.

وكذا تقلب وَاوا إذا كانت غير مبدلة ولم تُمَلْ، كَلَدَى و"إذا" مسمًّى بهما، فتقول: لَدَوَانِ وَإذَوَان.

[الممدود]: وإذا كان ممدودًا، فيجب إبقاء همزته إن كانت أصلية، كقرَّاءان ووُضَّاءَان، فى تثنية قرَّاء ووُضَّاء، الأول الناسك، والثانى وضئ الوجه. ويجب قلبهما واوا، إن كانت للتأنيث، كحمراوان وصحراوان، فى حمراء وصحراء. وقال السيرافى: إذا كان قبل ألف التأنيث واو، وجب تصحيح الهمزة، لئلا يجتمع واوان ليس بينهما إلا ألف، كعشواء، فتقول: عشواءان، والكوفيون يجيزون الوجهين فيها، وشذ حَمْرايان بالياء، وخُنْفُسان وعاشوران وقُرْفُصان، بالحذف، فى تثنية خُنْفُساء وعاشوراء، وقُرْفُصاء. وإذا كانت همزته بدلاً من أصل، جاز فيه التصحيح والقلب، ولكن التصحيح أرجح، ككساء وَحياء أصلهما: كِساو وَحَيَاى، فتقول: كساوان وَحَياوان، أو كساءان وَحَيَاءان.

وإذا كانت همزته للإلحاق، كعِلْباء وقُوْباء بالموحدة، زيدت الهمزة فيهما، للإلحاق بقِرْطاس وقُرْناس، بضم فسكون، وهو أنف الجبل، ترجَّح القلب على التصحيح، فتقول: علباوان وَقُوباوان، أو عِلباآن وقُوباآن. وقيل: التصحيح فيه أرجح.

كيفية جمع الاسم جمع مذكر سالم

[الصحيح]: إذا كان الاسم المراد جمعه صحيحًا زيدت الواو والنون، أو الياء والنون عليه بدون عمل سواها.

[المنقوص]: وإذا كان منقوصًا حذفت ياؤه، وضُمَّ ما قبل الواو، وكسر ما قبل الياء، فتقول: القاضُون والداعُون، أو القاضِين والداعِين، أصلهما القاضِيون والداعِيُون والقاضِيينَ والداعِيين. وسيأتى سبب الحذف فى الْتقاء الساكنين.

[المقصور]: وإن كان الاسم مقصورًا حذفت ألفه، وأبقيت الفتحة للدلالة عليها، نحو: "وأنتمُ الأعْلَوْنَ" "وَإنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ المُصْطَفَيْنَ"، أصلهما: الأعْلَوُوْنَ والمُصْطَفَوِين.

[الممدود]: وحكم الممدود فى الجمع، حكمه فى التثنية، فتقول فى وُضَّاء: وُضَّاءُون، وفى حَمْراءَ عَلمًا لمذكر: حَمْراوُون، ويجوز الوجهان فى نحو: عِلْباء وكِساء عَلَمين لمذكر.

ومما تقدم تعلم أن أولُو، وعالَمون، وَأرَضون، وسِنُون، وبَنُون، وثُبون، وعِزُون، وأهْلُون، وعِشْرُون وبابه، ليست من جمع المذكر السالم، وإنما هى ملحقة به.

كيفية جمع الاسم جمع مؤنث سالما

إذا كان المفرد بلا تاء، كزينب ومَرْيَم، زدتَ عليه الألف والتاء، بدون عمل سواها، فتقول: زَينبات ومَرْيَمات.

وإذا كان مقصورًا: عومل معاملته فى التثنية، فتقول: فَتَيَات، وحُبْلَيات، ومُصْطَفَيات، ومتَيَات: فى فتىً، وحُبْلَى، ومصطفَى، ومَتَى "مسمَّى بها مُؤنث"، وتقول: عَصَوات، وإذَاوَات، وإلَوَات، فى عصا وإذا وإلى "مسمَّى بها مُونَّث".

وكذا إن كان ممدودًا أو منقوصًا، فتقول: صَحْرَاوات وَقُرَّاءات، وعِلْبَاوَات، أو علباءات، وكساءات أو كساوات. وتقول فى قاض "مسمى به مؤنثٌ": قاضيات.

وإذا كان المفرد مختومًا بالتاء زائدة كانت كفاطمة وخديجة، أو عوضًا من أصل، كأخْت وبنْت وعِدة، حُذِفت منه فى الجمع، فتقول: فاطمات، وخديجات، وبَنات، وأخَوَات، وعِدَات.

ومتى كان المفرد اسمًا ثلاثيًا، سالم العين ساكنها، مؤنثًا، سواءٌ ختم بتاء أو لا، جاز فى عين جمعه المؤنث الفتحُ، والتسكينُ، وإتباع العين للفاء، إلا إن كانت الفاء مفتوحة، فيتعين الإتباع، وأما قول بعض العُذْريين:

وَحُمِّلْتُ زَفْرَاتِ الضُّحَى فأَطَقْتُهَا

***

وَمَا لِى بِزَفْرَاتِ الْعَشِىِّ يَدَانِ

بتسكين فاء زَفرات: فضرورة.
أو كانت لامُ مضمومِ الفاء ياءً كدُمْية، أو لامُ مكسورها واوًا كَذِروة، فيمتنع الإتباع، فنحو دَعْد وَجَفْنة بفتح فائهما، يتعين فيه الفتح فى الجمع، ونحو جُمْل وبُسْرة بالضم، وهِند وكِسْرة بالكسر، يجوز فيه الثلاث، ونحو دُمْية بالضم، وذِرْوة بالكسر، يمتنع فيه الإتباع، وشذ جِرِوات، بكسر الراء.

أما الصفة كضخمة، أو الرباعىّ كزينب، أو معتل العين كجُور، أو مضعفها كجنة بتثليث الجيم، أو متحركها كشجرة فلا تتغير فيها حالة العين فى الجمع.

جمع التكسير
هو ما دلَّ على أكثر من اثنين بتغيير صورة مفرده، تغييرًا مقدرًا كفُلْك، بضم فسكون، للمفرد والْجمع، فزنته فى المفرد كزنة قُفْل، وفى الجمع كزنة أسْد، وكهِجان لنوع من الإبل، ففى المفرد ككتاب، وفى الجمع كرِجال. أو تغييرًا ظاهرًا، إما بالشكل فقط، كأُسْد بضم فسكون، جمع أسدَ بفتحتين. وإما بالزيادة فقط، كصِنوان، فى جمع صِنو بكسر فسكون فيهما. وإما بالنقص فقط، كتُخَم فى جمع تُخَمة بضم ففتح فيهما. وإما بالشكل والزيادة كرِجال بالكسر، فى جمع رَجل بفتح فضم. وإما بالشكل والنقص كَكُتب بضمتين. فى جمع كتاب بالكسر. وإما بالثلاثة، كغِلمان بكسر فسكون، فى جمع غلام بالضم.

أما التغير بالنقص والزيادة دون الشكل، فتقضيه القسمة العقلية، ولكن لم يوجد له مثال.

وهذا الجمع عامًّ فى العقلاء وغيرهم، ذكورًا كانوا أو إناثًا. وأبنيته سبعة وعشرون، منها أربعة للقِلة، والباقى للكثرة.

والْجمعان قيل إنهما مختلفان مبدأ وغاية، فالقلة: من ثلاثة إلى عشرة، والكثرة: من أحد عشر إلى ما لا نهاية له. وقيل: إنهما متفقان مبدأ لا غاية، فالقلة: من ثلاثة إلى عشرة. والكثرة: من ثلاثة إلى ما لا نهاية له.

وإنما تعتبر القلة فى نكرات الْجموع، أما معارفها بأل أو الإضافة فصالحة للقلة والكثرة، باعتبار الجنس أو الاستغراق، وقد ينوب أحدهما عن الآخر وضعًا: بأن تضع العرب أحد البناءين صالحًا للقلة والكثرة، ويستغنون به عن وضع الآخر، فيستعمَل مكانه بالاشتراك المعنوىّ لا مجازًا، ويسمى ذلك بالنيابة وضعًا، كأرْجُل، بفتح فسكون فضم، فى جمع رِجْل بكسر فسكون، وكرجال بكسر ففتح، فى جمع رَجُل بفتح فضم، إذ لم يضعوا بناء كثرة للأوّل، ولا قِلّة للثانى، فإنْ وُضع بناءان للفظ واحد، كأفلس وفلوس، فى جمع فَلْس بفتح فسكون، وأثْوُبُ وثياب، فى جمع ثوْب، فاستعمال أحدهما مكان الآخر يكون مجازًا، كإطلاق أفْلس على أحَدَ عشر، وفُلُوس على ثلاثة، ويسمى بالنيابة استعمالاً.

جموع القِلَّة
الأول: أفْعُل، بفتح فسكون فضم: ويطرَّد فى:

1- كل اسم ثلاثى صحيح الفاء والعين ولم يضاعَف، على وزن فَعْل، بفتح فسكون، ككلْب وأكْلُب، وظَبْى وأظْبٍ، ودَلْو وأَدْلٍ. وما كان من هذا النوع واوىَّ اللام أو يائيها، تكسر عينه فى الجمع، وتحذف لامه، كما سيأتى: فى الإعلال.
وشذ: أوْجُه، وأكُفّ، وأعْيُن.

وأثْوُب، وأسْيُف فى قوله:

لكُل دَهَرٍ قد لَبِسْتُ أثْوُبا

***

حتَّى اكْتَسَى الرَّأْسُ قناَعاً أشْهَبَا

وقوله:

كأنَّهُمْ أسْيُفٌ بِيضٌ يَمَانِيَةٌ

***

عضْبٌ مَضَارِبُها باقٍ بهَا الأثُرُ

2- وفى اسم رباعىّ مؤنّث بلا علامة، قبل آخره مدّ، كذراع وأذرع، ويمين وأيمن، وشذ أفْعُلٌ فى مكانٍ، وغُرابٍ، وشهابٍ، من المذكر.

الثانى: أفْعَال، بفتح فسكون.

ويكون جمعًا لكل ما لم يَطرَّد فيه أفْعُلٌ السابق، كثوب وأثواب، وسيف وأسياف، وحِمْل بكسر فسكون وأحمال، وصُلْب بضم فسكون وأصلاب، وباب وأبواب، وسبَب بفتحتين وأسباب، وكَتِف بفتح فكسر وأكتاف، وعَضُد بفتح فضم وأعضاد، وجُنُب بضمتين وأجناب، ورُطَب بضم ففتح وأرطاب، وإبِل بكسرتين وآبال، وضِلَع بكسرٍ ففتح وأضلاع، وشذ أفراخ فى قول الحُطيئة:

ماذا تقولُ لأفرَاخٍ بذى مَرَخٍ

***

زُغْبِ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجَرُ

كما شذّ أحمال جمع حَمْل، بفتح فسكون، فى قوله تعالى: "وَأولاتُ الأحْمَالِ أجَلُهُنَّ أنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ".

الثالث: أفْعِلَة، بفتح فسكون فكسر.

ويطرِّد فى كل اسم مذكرَّ رُباعىّ قبل آخره مدّ، كطعام وأطعمة، ورغيف وأرغفة، وعمود وأعمدة، وَيُلْتزَم فى فِعَالٍ، بفتح أوله أو كسره، مضعَّف اللام أو معتلها، كَبَتَاتٍ وأبِتَّة، وزِمام وأَزِمَّة، وقِباء وأقبية، وكِساء وأكِسية، ولا يُجمعان على غيره إلا شذوذًا.
الرابع: فِعْلة، بكسر فسكون.
ولم يطرِّد فى شئ، بل سمع فى ألفاظ، منها شِيخة جمع شيخ، وثِيْرة جمع ثوْر، وفِتية جمع فَتًى، وصِبْية جمع صَبِىّ وَصَبِيّة، وغِلْمة جمع غُلام، و ثِنْية جمع ثُنْىِ بضم الأول أو كسره، وهو الثانى فى السيادة.
ولعدم اطراده قيل إنه اسم جمع لا جمع.
جموع الكثرة
الأول: فُعْل، بضم فسكون:
وينقاس فى أفْعَلَ ومُؤنّثِه فَعْلاء صِفتين، كحُمْر بضم فسكون، فى جمع أحمر وحمراء.
ويكثر فى الشعر ضم عينه إن صحت هى ولامه ولم يضعَّف، نحو: وَأنْكَرَتْنِى ذَوَاتُ الأعْيُنِ النُّجُلِ
بضم الجيم جمع نَجْلاء: أى واسعة، بخلاف نحو بيضٍ وَعُمْى وغُرّ فلا يُضَم لاعتلال العين فى الأول، واللام فى الثانى، والتضعيف فى الثالث.

وكما يكون جمعًا لأفْعَل الذى مؤنثه فَعْلاء، يكون جمعًا أيضًا لأفعل الذى لا مؤنث له أصلاً، كأكْمَر لعظيم الكَمَرَة، وآدَر بالمد لعظيم الخُصية، وكذا لفَعلاء الذى لا أفعل له كَرَتْقاء.
الثانى: فُعُل، بضمتين:
ويطَّرد فى وصف على فَعُول بمعنى فاعل، كغفور وغُفُر، وصَبور وصُبُر. وفى كل اسم رُباعىّ قبل آخره مدّ، صحيح الآخِر، مذكرًا، كان أو مؤنثًا، كقَذَال بالفتح، وجمع جِمَاع مؤخَّر الرأس، وقُذُل، وحِمار وَحُمُر، وكُرَاع بالضم وكُرُع، وقضيب وقُضُب، وَعمود وعُمُد.
ويشترط فى مفرده أيضًا ألاّ يكون مضعَّفًا مَدّته ألف.
ثم إن كانت عين هذا الْجمع واوًا وجب تسكينُها، كَسُوْر وسُوْك جمعَىْ سِوار وسِواك، وإلا جاز ضمها وتسكينها، نحو قُذُل بضمتين، وقُذْل بالسكون، وسُيُل بضمتين، وسِيْل بكسر فسكون، جمع سَيال: اسم شجر له شوك، لكن إن سكنت الياء وجب كسر ما قبلها، نظير بِيْض فى جمع أبيض.
الثالث: فُعَل بضم ففتح:
ويطرد فى اسم على فُعْلة بضم فسكون، وفى فُعْلى بضم فسكون أنثى أفعل، كغُرْفة ومُدْية وحُجّة. وكصُغْرَى، وكُبْرَى، فتقول فيها: غُرَف، ومُدًى، وحُجَج، وصُغَر وكُبَر. وشذَّ فى بُهْمة بضم فسكون، وصف للرجل الشجاع: بُهَم، كما شذ جمع رُؤْيا بضم الأوَّل، ونَوْبة وقَرْية بفتح أوَّلهما، ولِحْيَة بكسره، وتُخَمة بضم ففتح، على فُعَل، للمصدرية فى الأوَّل، وانتفاء ضم الفاء فى الثلاثة بعده، وفتح عين الأخير.
الرابع: فِعَل، بكسر ففتح:
ويطَّرد فى اسمٍ على فِعْلة بكسر فسكون، كحِجَّة وحِجج، وكِسْرة وكِسَر، وفِرْية، وهى الكذب، وفِرًى. وسُمِع فى حِلية ولِحْيَة بكسر أوَّلهما: حُلىً وَلُحًى بضمه، كما سمع فى فُعْلة بضم فسكون: فِعَل بكسر ففتح، كصُورة وصِوَر.
الخامس: فُعَلَة، بضم ففتح:
ويطَّرد فى وصفِ عاقلٍ على وزن فاعل معتل اللام، كقاضٍ وقضاة، وَرَامٍ ورُماة، وغاز وغُزَاة.
السادس: فَعَلة، بفتحات:

ويطَّرد فى وصف مذكر عاقل صحيح اللام ككاتب وكَتَبة، وساحر وسَحَرة، وبائع وباعة، وصائغ وصاغَة، وبارٍّ وبَرَرة، وبعضهم يجعل هذه الصيغة أصل سابقتها، وإنما ضُمّت فاء الأولى، للفرق بين صحيح اللام ومعتلها.
السابع: فَعْلَى، بفتح فسكون ففتح:
ويطَّرد فى وصفٍ دالٍّ على هلاك، أو توجُّع، أو تشتُّت، بزنة فَعِيل، نحو قتيل وقَتْلَى، وجريح وجَرْحَى، وأسير وأسْرَى، ومريض ومَرْضَى.
أو زنة فَعِل بفتح فكسر، كزَمِن وزَمْنَى، أو زنة فاعل، كهالك وهَلْكَى، أو زنة فَيْعِل بفتح فسكون فكسر، كميت ومَوْتَى، أو زنة أفعَل كأحمَقَ وَحَمْقى، أو زنة فَعْلان، كعطشان وعَطْشَى.
الثامن: فِعَلَة، بكسر ففتح:
وهو كثير فى فُعْل بضم فسكون اسمًا صحيح اللام، كقُرْط وقِرَطة، ودُرْج ودِرَجة، وكُوز وكِوَزة، ودُبّ ودِبَبة. وقلَّ فى اسم صحيح اللام على فَعْل بفتح فسكون: كغَرْد (بالغين المعجمة لنوع من الكمأة) وغِرَدَة، أو بكسر فسكون: كقِرْد وقِرَدة.
التاسع: فُعَّل، بضم الأول، وتشديد الثانى مفتوحًا:
ويطَّرد فى وصف على وزن فاعل وفاعلة صحيحَىْ اللام، كراكع وراكعة، وصائم وصائمة، تقول فى الجمع: رُكَّع وصُوَّم. وندر فى معتلها كغازٍ وغُزَّى، كما ندر فى فَعيلة وفُعَلاء بضم ففتح، كخَريدة وخُرَّد، ونُفَسَاء ونفَّس.
العاشر: فُعَّال، بضم الأول، وفتح الثانى مشدَّدًا.
ويطَّرد كسابقه فى وصف على فاعل، فيقال: صائم وصوَّام، وقارئ وقرَّاء، وعاذل وعُذَّال، وندر فى وصف على فاعلة، كصُدَّاد فى قول القُطامىّ:

أبْصَارُهُنَّ إلى الشُّبَّانِ مائلةٌ

***

وقد أَراهُنَّ عنى غيْرَ صُدَّادِ

كما ندر فى المعتل، كغازٍ وغُزَّاء، وسارٍ وسُرَّاء.
الحادى عشر: فِعَال، بكسر ففتح مخففا: ويطَّرد فى ثمانية أنواع:

الأول والثانى: فَعْل وفَعْلة بفتح فسكون، اسمين أو وصفين، ليست عينهما ولا فاؤهما ياء، مثل كلْب وكلْبة وكِلاب، وصعْب وصَعْبة وصِعاب، وتُبدل واوُ المفرد ياء فى الجمع، كثَوْب وثِياب، وندر فيما عينه أو فاؤه الياء منهما، كضيْف وضِياف، ويَعْر ويِعار، وهو الجَدْى يُرْبط فى زُبْية الأسد.
الثالث والرابع: فَعَل وفَعَلة، بفتحتين اسمين صحيحى اللام، ليست عينهما ولامهما من جنس، نحو جَمَل وجِمال، ورَقَبة ورِقاب.
الخامس: فِعْل، بكسر فسكون اسمًا كقِدْح وَقِداح، وذِئْب وَذِئاب، ونِهْى، وهو الغدير، ونِهاء.
السادس: فُعْل، بضم فسكون اسمًا غير واوىِّ العين، ولا يائىّ اللام، كرُمْح ورِماح وجُبٍّ وجِباب.
السابع والثامن: فَعيل وفَعيلة، وَصْفىَ باب كَرُم، صحيحى اللام، كظريف وظريفة وَظِراف. وتلزم هذه الصغية فيما عينه واو من هذا النوع، فلا يُجْمع على غيرها، كطويل وطويلة وطِوال.
وشاعت أيضًا فى كل وصف على فَعْلان بفتح فسكون للمذكر، وفَعْلَى للمؤنث، وفُعلان بضم فسكون له وفُعْلانة لها، كغَضْبان وغَضْبَى وغِضاب، وعطْشان وعطْشَى وعِطاش، وكخُمْصان وخُمْصانة وخِماص.
الثانى عشر: فُعُول، وبضمتين:
ويطَّرد فى اسم على فَعِل، بفتح فكسر، ككَبِد وكُبُود، وَوَعِل ووُعُول، ونَمِر ونُمور.
وفى فَعْل اسما ثلاثيًا ساكن العين، مثلث الفاء، نحو كَعْب وكعُوب، وَجُنْد وَجُنُود، وضِرْس وَضُرُوس.
ويشترط أن لا تكون عين المفتوح أو المضموم واواً كحوض وحُوت، ولا لام المضموم ياء كمُدْى. وشَذّ فى نُؤْى: وهى الحفرة تُجعل حول الخباء، لوقايته من السيل نِئِىّ، ولا مضعفا كخُف. ويُحفظ فى فَعَل بفتحتين كأسَد وأسود، وذكَرَ وذُكور، وَشجَن، وهو الحزن، وشُجون.
الثالث عشر: فِعْلان، بكسر فسكون:

ويَطَّرد فى اسم على فُعالٍ بالضم، كغُراب وغِرْبان، وغُلاَم وغِلمان، أو فُعَل بضم ففتح كصُرَد وصِرْدان. وبه يُسْتَغْنَى عن أفعال فى جمع هذا المفرد. أو فُعْل بضم الفاء أو فتحها واوىّ العين الساكنة، كحُوت وَحِيتان، وكُوز وَكِيزان وتاج وَتِيجان، ونار وَنِيران. وَقلّ فى نحو: غَزَالِ غِزلان، وفى خروف خِرْفان، وفى نِسْوة نِسْوان.
الرابع عشر: فُعْلان بضم فسكون.
وَيكثر فى اسم على فَعْل بفتح فسكون، كظَهْر وَظهْران، وَبَطْن وَبُطْنان، أو على فَعَل بفتحتين صحيح العين وَليست هى ولامه من جنس واحد، كذكَر وذُكْران، وَحَمل بالمهملة، وهو ولد الضأن الصغير وحَمْلان، أو على فَعيل كقضيب وقُضْبان، وغَدِير وغُدْران. وقَلَّ فى نحو: راكب رُكْبان، وفى أسْود سُودَان.
الخامس عشر: فُعَلاء، بضم ففتح ممدودًا.
ويطَّرد فى وصف مذكر عاقل، على زنة فعيل بمعنى فاعل، غير مضعَّف ولا معتل اللام، ولا واوىّ العين، نحو كرِيم وكُرَماء، وبخيل وبُخلاء، وظريف وظُرَفاء. وشَذّ أسيرٌ وأسَرَاء، وقَتِيلٌ وُقتَلاء؛ لأنهما بمعنى مفعول.
أو بمعنى مُفْعِل، بضم فسكون فكسر، كسميع بمعنى مُسْمِع، وأليم بمعنى مُؤْلم، تقول فيهما: سُمعاء وألَماء، أو بمعنى مُفاعِل، كخُلطاء وَجُلَساء، فى خَلِيط بمعنى مُخَالِط، وَجَلِيس بمعنى مجالِس: أو على زِنة فاعل دالاً على معنى كالغريزة، كصالح وصُلَحاء، وجاهِل وجُهَلاء. وشَذَّ: شُجَعاء فى شُجاع، وجُبناء فى جَبَان، وسُمَحاء فى سَمْح، وَخُلَفَاء فى خليفة؛ لأنها ليست على فَعِيل ولا فاعل.
السادس عشر: أفْعِلاء، بفتح فسكون فكسر:
ويَطَّرد فى مُفْرد سابقه الأول، وهو فعيل، لكِنْ بشرط أن يكون معتلَّ اللام أو مضعفًا، كغنىّ وأغنياء، ونبىّ وأنبياء، وشديد وأشِدّاء، وعزيز وأعِزّاء، وهو لازم فيهما. وشذ فى نَصِيب أنْصِباء، وفى صديق أصْدقاء، وفى هَيِّن أَهْوِناء؛ لأنها ليست معتلة اللام ولا مضعفة.
السابع عشر: فَواعِل:

ويطَّرد فى فاعِلةٍ اسمًا أو صِفة، كناصية ونواص، وكاذبة وكواذب، وفى اسم على فَوْعَل، بفتح فسكون ففتح، أوْ فَوْعَلة بفتح الأول والثالث وسكون ما بينهما. أو فاعِل بفتح العين أو كسرها، كجَوْهَر وجواهر، وصَوْمعة وصوامع، وخاتَم وخواتِم، وكاهِل وكواهل. أو فاعِل بكسر العين وصفًا لمؤنث، كحائض وحوائض، وحامل وحوامل؛ أو لمذكر غير عاقل كصاهلٍ وصواهل، وشاهقٍ وشواهق. وشذ فى فارسٍ: فوَارس، وفى ناكسٍ بمعنى خاضع: نَوَاكس، وفى هالِكٍ: هَوَالك. ويطرد أيضًا فى فاعِلاءَ، بكسر العين والمدّ، كقاصِعاءَ وَقَواصِع، ونافقاءَ ونَوَافق.

الثامن عشر: فَعَائل، بالفتح وكسر ما بعد الألف:

ويطرد فى رُباعىٍّ مؤنث، ثالثه مَدَّة، سواء كان تأنيثه بالتاء أو بالألف مطلقاً، أو بالمعنى، كسحابة وسحائب، ورسالة ورسائل، وصحيفة وصحائف، وذُؤابة وذوائب، وحَلوبة وحلائب، وشِمال بالكسر، وشَمال بالفتح: ريح تهب من جهة القطب الشمالىّ، وشَمائل، وَعجُوز وعَجائز، وسعيد علم امرأة وسعائد، وحَبَاَئر، وجَلُولاء: قرية بفارس، وجَلائل.

ويُشْتَرَط فى ذى التاء من هذه الأمثلة: الاسميةُ، إلاَّ فَعيلة، فيشترط فيها ألا تكون بمعنى مفعولة، وشذ ذَبيحة وذبائح. وندر فى وَصِيد: وهو اسم للبيت أو فنائه: وَصَائد، وفى جزُور: جزائر، وفى سماء، اسم للمطر: سمائى.
التاسع عشر: فَعَالِى، بفتح أوله وثانيه وكسر رابعه.
العشرون: فَعَالَى، بفتح أوله وثانيه ورابعه.
وهاتان الصيغتان تشتركان فى أشياء، وينفرد كل منهما فى أشياء.
فتشتركان فى فَعْلاء اسمًا كصَحْراء، أو صفة لا مذكر لها كعذراء، وفى ذى الألف المقصورة للتأنيث كحبلَى، أو الإلحاق، كذِفْرًى بكسر الأول: اسم للعظم الشاخص خلْف أذُن الناقة، وألفه للإلحاق بدرهم، وعَلْقًى بفتح الأول: اسم لنبت، فتقول فى جمعها صحارٍ وصحارَى، وعَذارٍ وعَذَارَى، وَحَبَالٍ وَحَبَالَى، وذَفارٍ وَذَفارَى، وعَلاقٍ وعَلاقَى.

وتنفرد "الفَعالِى" بكسر اللام فى أشياء: منها فَعلاة بفتح فسكون، كمَوْماة: اسم للفلاة الواسعة التى لا نبات بها، وفِعْلاة بالكسر كسِعْلاة، اسم لأخبث الغِيلان، وفِعْلِية بكسرتين بينهما سكون مخفف الياء كهِبْرية، وهو ما يعلق بأصول الشَّعَر كنخالة الدقيق، أو ما يتطاير من زَغَب القُطْن والريش؛ وفَعْلُوة بفتح فسكون فضم كعَرقُوَة، اسم للخَشبَة المعترِضة فى فم الدلو، وما حذف أوّلُ زائديه كحبنطًى: اسم لعظيم البطن، وقَلَنْسُوة لما يُلْبَس على الرأس، وبُلَهْنِيَة، بضم ففتح فسكون فكسر: اسم لِسِعَة العيش، وحُبَارَى بضم الأول، تقول فى جمعها: مَوَامٍ، وسَنعَالٍ، وهَبَارٍ، وَعَرَاقٍ، وَحَبَاطٍ، وَقَلاَسٍ، وَبَلاهٍ، وَحَبارٍ.

وينفرد "الفَعَالَى" بفتح اللام فى وصف على فَعْلان، كعطشانَ وغضْبان، أو على فَعْلَى بالفتح كعطْشَى وَغَضْبَى، تقول فى الجمع: عَطَاشَى وَغَضَابَى. والراجح فيهما ضم الفاء كسُكارى.

ويحفظ المفتوح اللام فى نحو حَبِط بفتح فكسر وَحَبَاطَى، ويتيم ويَتَامَى وَأيِّم، وهى الخالية من الزوج وأيَامَى، وطاهِر وطَهَارَى، فى قول امرئ القيس: ثيابُ بنى عَوْف طَهارَى نقِيَّةٌ

وفى شاةٍ رئيسٍ: إذا أصيب رأسها، ورآسَى. ويُحفظ المضموم فى نحو قديم وقُدَامى، وأسير وأسارَى.

الحادى والعشرون: فَعَالِىّ، بفتحتين وكسر اللام وتشديد الياء:

ويطرد فى كل ثلاثى ساكن العين، زيد فى آخره ياء مشدَّدة، ليست متجدَّدة للنسب، ككُرسىِّ وبُخْتىّ وَقُمْرِىّ، بالضم، أو لنسب تُنُوسِىَ كَمَهْرِىّ، تقول فى جمعها: كراسِىّ، وَبَخاتِىّ، وقمَارِىّ، وَمَهَارِىّ. والفرق أن ياء النسب يدل اللفظ بعد حذفها على معنى بخلاف ياء نحو كرسىّ، إذ يختل اللفظ بعد سقوطه ولا يكون له معنى، وشذّ قَبَاطِىّ فى قُِبطىّ لأن ياءه للنسب، والقِبط: نصارَى مصر. ويُحْفَظ فى إنسان، وَظربان بفتح فكسر، إذ قد سمع أناسىُّ وَظَرَابىُّ، وليسا جمعًا لإنسىٍّ وَظِرْبىّ بل أصلهما: أناسينُ وضرابينُ، قلبت النون فيهما ياء، وأدغمت الياء فى الياء. وَسُمِع فى عَذْراء وَصحْراء تقول فيهما: عذَارِىُّ وَصَحَارِىّ.

الثانى والعشرون: فَعَالِلُ:
ويطرد فى الرُّباعِىّ المجرَّد ومزيده، وكذا فى الْخماسىّ المجرّد ومزيده، فتقول فى جعْفَر وبُرْثُن وَزبْرِج: جعافِر، وَبَرَاثِن، وزَبارِج. أما الخماسىّ فإن لم يكن رابعه يشبه الزائد، حُذِف الخامس كسَفَرْجل، تقول فيه: سَفَارِج، وإن أشبه الزائد فى اللفظ أو المخرَج فأنت بالخيار بين حذفه وحذف الخامس، فتقول فى نحو خَدَرْنَق بوزن سفَرْجل، اسم للعنكبوت، وفى فرزدق بوزنه أيضًا: خَدَارِقُ أو خَدَارِنُ، وفَرَازِقُ أو فرازدُ؛ إذ النون فى الأول من حروف الزيادة، والدال فى الثانى تشبه التاء فى المخرج، وتقول فى مزيد الرُّباعِىّ نحو مُدَحْرِج: دَحارِج بحذف الزائد، إلا إذا كان ما قبل الآخر لِينا فلا يُحْذَف، ثم إن كان اللين ياءً صحّ، كقنديل وقناديل، وإن كان ألفا أو واوًا قلب ياء نحو سِرْداح، وهى الناقة الشديدة، وعصفور، فتقول فيهما: سراديح وعصافير، وفى مزيد الخماسى: يحذف الخامس مع الزائد، فتقول فى قِرْطَبُوس بكسر القاف: للناقة الشديدة، وبالفتح: للداهية، وَقَبَعْثَرًى: قراطِب وقباعِث.

الثالث والعشرون: شِبْه فَعَالِل:

وهو ما ماثله عَدَدًا وهيئة، وإن خالفه زِنة، وذلك كمفاعِل، وفوَاعِل، وفياعِل، وأفاعِلة. ويطرّد فى مزيد الثلاثى غير ما تقدم من نحو أحمر، وسكران، وصائم، ورام، وباب كُبْرَى وَسَكْرَى، فإن لها جموعَ تكسير تقدمت ولا يُحْذَف الزائد إن كان واحدًا، كأفضلَ ومَسْجدٍ وَجَوْهَرٍ وَصَيْرَفٍ وَعَلْقى، بل يُحذَف ما زاد عليه، سواء كان واحدًا كما فى نحو منطلق، أو اثنين كما فى نحو مستخرج، ويُؤْثَر بالبقاء ما له مزِيَّة على الآخر، معنىً ولفظاً كالميم، فيقال: مَطالِق وَمَخارج، لا نَطَالق وسَخَارِج أو تَخَارِج، لفضْل الميم، بتصدّرها، ودلالتها على معنى يختص بالأسماء؛ لأنها تدلُّ على اسمَىْ الفاعل والمفعول، وكالهمزة والياء مصدَّرتين فى نحو ألنَدد وَيَلَنْدَد للشديد الخصومة؛ لأنهما فى موضعين يقعان فيه دالّين على معنى كأقوم ويقوم، فتقول فى جمعها: ألاَدُّ وَيَلاَدُّ، أو لفظًا فقط: كالتاء فى نحو استخراج، تقول فى جمعه: تَخَارِيج بإبقاء التاء؛ لأنها لا تُخْرِج الكلمة عن عدم النظير، بل لها نظير نحو تَبَاريح وتماثيل وتصاوير، بخلاف السين لو قلت سَخَاريج، إذ لا وجود لسفاعيل. وكالواو فى نحو حَيْزَبُون للعجوز، فإن بقاءها يغنى عن حذف غيرها، وهو الياء، فتقول فى جمعه: حَزَابِين، بقلب الواو ياءً كما فى عُصْفور، بخلاف ما لو حذفتها وأبقيت الياء، وقلت: حَيَازِبْن بسكون الموحدة قبل النون، فإن حذفها لا يغنى عن حذف غيرها، إذ لا يلى ألف التكسير ثلاث إلا وأوسطهن ساكن معتلّ. فيلجئك ذلك إلى حذف المثناة التحتية، حتى يحصل مفاعل، فتقول: حَزَابِن. فإن لم يكن لأحد الزائدَين مزية على الآخرَ. فأنت بالخيار فى حذف أيهما شئت، كنونَىْ: سَرَنْدَى: للسريع فى أموره والشديد. وعَلَنْدَى للغليظ وألفيهما. فتقول: سرانِد، وعلاند بحذف الألف، وسراد وعلادٍ بحذف النون. وكذا حَبَنْطَى لعظيم البطن. تقول فيه: حَبانِطٍ وَحَبَاطٍ، بقلب الألف ياءً، ثم

يُعَلّ إعلال جَوَارٍ؛ لأن كلتا الزيادتين للإلحاق بسفرجل؛ فتكافأتا.