الجزء الأول - الباب الثاني فيه كلام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )

الباب الثاني فيه كلام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )

قالوا : خطب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، بعشر كلمات ، حمد الله تعالى وأثنى عليه وقال : " أيها الناس ، إن لكم معالم ، فانتهوا إلى معالمكم ، وإن لكم نهايةً ، فانتهوا إلى نهايتكم ، إن المؤمن بين مخافتين ، بين أجلٍ قد مضى لا يدري ما الله صانعٌ به ، وبين أجلٍ قد بقى لا يدري ما الله قاضٍ فيه ، فليأخذ العبد من نفسه لنفسه ، ومن دنياه لآخرته ، ومن الشبيبة قبل الكبر ، ومن الحياة قبل الموت ، والذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب ، وما بعد الدنيا من دارٍ إلا الجنة أو النار " . ومن كلامه الموجز عليه السلام : " الناس كلهم سواءٌ كأسنان المشط " . و " المرء كثيرٌ بأخيه ، ولا خير لك في صحبة من لا يرى لك مثل الذي يرى لنفسه " . وذكر الخيل فقال " بطونها كنزٌ وظهورها حرز " .

وقال : " نهيتكم عن عقوق الأمهات ، ووأد البنات ، ومنعٍ ، وهات " . وقال : " الناس كالإبل ترى المائة لا ترى فيها راحلةً " . وقال : " لا تزال أمتى بخيرٍ ما لم تر الأمانة مغنماً والصدقة مغرماً " . وقال : " لا تجلسوا على ظهور الطرق ، فإن أبيتم فعضوا الأبصار ، وردوا السلام ، واهدوا الضالة ، وأعينوا الضعيف " . وقال : " إن الدنيا حلوةٌ خضرةٌ ، وإن الله مستعملكم فيها فناظرٌ كيف تعملون " . وقال : " لا يؤمٌ ذو سلطانٍ في سلطانه ، ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه " . وقال رجل : " يا رسول الله أوصني بشيء ينفعني الله به . قال : أكثر ذكر الموت يسلك عن الدنيا ، وعليك بالشكر ، فإن الشكر يزيد في النعمة ، وأكثر من الدعاء ، فإنك لا تدري متى يستجاب لك ، وإياك والبغي ، فإنه من بغى عليه لينصرنه الله " . قال : " يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم " ، وإياك والمكر فإن الله قد قضى " " ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله " . وسئل : أي الناس شر ؟ قال : " العلماء إذا فسدوا " .

وقال : " دب إليكم داء الأمم قبلكم " الحسد والبغضاء ، هي الحالقة ، حالقة الدين لا حالقة الشعر ، والذي نفس محمدٍ بيده ، لا تؤمنون حتى تحابوا ، أفلا أنبئتكم بأمر إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم " . وقال : " تهادوا تحابوا ": وقال : " ليس من أخلاق المؤمن الملق إلا في طلب العلم " . وقال : " قيدوا العلوم بالكتاب " . وقال : " لولا رجالٌ خشعٌ وصبيانٌ رضعٌ ، وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا " . وقال : " ستحرصون على الإمارة ، فنعم المرضع وبئست الفاطمة " . وقال : " علق سوطك حيث يراه أهلك " . وقدم السائب بن أبي صيفي عليه ، فقال : يا رسول الله، أتعرفني ؟ قال : " كيف لا أعرفك ؟ أنت شريكي الذي لا يمارى ولا يشارى " . وكلمته جاريةٌ من السبى ، فقال لها : من أنت ؟ قالت : أنا ابنة الجواد حاتمٍ . فقال عليه السلام : " ارحموا عزيزاً ذل ، ارحموا غنياً افتقر ، ارحموا عالماً ضاع بين جهالٍ " .

وجاء إليه قيس بن عاصم ، فلما نظر إليه قال : " هذا سيد أهل الوبر " . فقال : يا رسول الله ، خبرني عن المال الذي لا يكون على فيه تبعةٌ من ضيفٍ ضافني ، أو عيالٍ كثروا . قال : " نعم المال الأربعون ، والاكثر الستون ، وويلٌ لأصحاب المئين ، إلا من أعطى من رسلها ونجدتها ، وأطرق فحلها ، وأفقر ظهرها ، ونحر سمينها ، وأطعم القانع والمعتر " قال : يا رسول الله ، ما أكرم هذه الأخلاق وما يحل بالوادي الذي أكون فيه غيري من كثرة إبلي . قال : فكيف تصنع بالطروقة " ؟ قال : تغدو الإبل وتغدو الناس فمن شاء أخذ برأس بعير فذهب به . قال : " فكيف تصنع بالإفقار ؟ " فقال : " إني لأفقر البكر الضرع والناب المسنة " . قال : فكيف تصنع بالمنيحة ؟ " فقال : إني لأمنح كل سنة مائة . قال : " فأي المال أحب إليك ؟ مالك أم مال مولاك ؟ " قال : بل مالي . قال : " فمالك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو أعطيت فأمضيت " . وقال عليه السلام : " حصنوا أموالكم بالزكاة ، وداووا مرضاكم بالصدقة ، واستقبلوا أنواع البلايا بالدعاء " . وقال : " الولد للفراش وللعاهر الحجر " . وعاد عليه السلام مريضا فقال : " اللهم آجره على وجعه ، وعافه إلى منتهى أجله " . وقال عليه السلام لما زف فاطمة إلى علي رضي الله عنهما : " جدع الحلال أنف الغيرة " . وقال : " لا يرد القدر إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر ، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " .

وقال عليه السلام : " إن الله تعالى يحب الأتقياء الأبرار الأخفياء الذين إذا حضروا لم يعرفوا ، وإذا غابوا لم يفتقدوا، قلوبهم مصابيح الهدى ينجون من كل غبراء مظلمة " . وقال عليه السلام : " ظهر المؤمن مشجبه ، وخزانته بطنه ، ورجله مطيته ، ودخيرته ربه " . وقال : " أسد الأعمال ثلاثةٌ : ذكر الله جل وعز على كل حال ، ومواساة الأخ في المال ، وإنصاف الناس من نفسك " . وقال : " إن أسرع الخير ثواباً البر ، وإن أسرع الشر عقوبة البغي ، وكفى بالمؤمن عيباً أن ينظر من الناس إلى ما يعمى عنه من نفسه ، ويعير من الناس ما لا يستطيع تركه ، ويؤذي جليسه بما لا يعنيه " . وقال له العباس : يا رسول الله ، فيم الحمال ؟ قال : " في اللسان " . وقال : " إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلةً حل بها البلاء . إذا أكل الفيء أمراؤهم ، واتخذوا المال دولاً ، والأمانة مغنماً ، والزكاة مغرماً ، وأطاع الرجل زوجته وعق أمه ؛ وبر صديقه وجفا أباه ، وارتفعت الأصوات في المساجد ، وأكرم الرجل مخافة شره ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وإذا لبس الحرير ، وشربت الخمر ، واتخذت القيان والمعازف ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ، فليترقبوا بذلك ثلاث خصال : ريحاً حمراء ومسخاً وخسفا " .

وكان عليه السلام يقول لنسائه : " أسرعكن بي لحاقاً أطولكن يداً " . فكانت عائشة تقول : أنا تلك ، أنا أطولكن يداً . وكانت زينب بنت جحش أشد جوداً من غيرها ، وذلك أنها كانت امرأة كثيرة الصدقة ، وكانت صناعاً تصنع بيدها ، وتبيعه وتتصدق به " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) للأنصار : " إنكم لتكثرون عند الفزع ، وتقلون عند الطمع " . وقال : " ألا أخبركم بأحبكم إلى وأقربكم مني مجالس يوم القيامة ؟ أحاسنكم أخلاقاً ، الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون ، ألا أخبركم بأبغضكم إلى وأبعدكم مني مجالس يوم القيامة ؟ الثرثارون المتفيهقون " . وقال : " من باع داراً أو عقاراً فلم يردد ثمنه في مثله ، فذلك مالٌ قمنٌ ألا يبارك فيه " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " ألا أخبركم بشراركم ؟ من أكل وحده ، ومنع رفده ، وضرب عبده . ألا أخبركم بشر من ذلكم ؟ من لا يقيل عثرةً ، ولا يقبل معذرةً . ولا يغفر ذنباً . ألا أخبركم بشر من ذلكم ؟ من يبغض الناس ويبغضونه " . وقال عليه السلام : " ابن آدم ، إذا كان عندك ما يكفيك ، فلم تطلب ما يطغيك " . وقال : " من رزقه الله مالاً فبذل معروفه ، وكف أذاه فذلك السيد " وقال : " إذا أراد الله بعبد خيراً جعل صنائعه في أهل الحفاظ " .

وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " ما أخاف على أمتي مؤمناً ولا كافراً ؛ أما المؤمن فيحجزه إيمانه ، وأما الكافر فيقدعه كفره ، ولكني أخاف عليها منافقاً يقول ما تعرفون ، ويعمل ما تنكرون " . وقال عليه السلام : " نحن بنو النضر بن كنانة ، لا نقفو أمنا ، ولا ننتقى من أبينا " . - أي لا نتهم أمنا . وروى عنه ( صلى الله عليه وسلم ) أنه وجه عليا كرم الله وجهه إلى بعض الوجوه ، فقال له في بعض ما أوصى به : " يا علي ، قد بعثتك وأنا بك ضنينٌ ، فلا تدعن حقا لغدٍ ، فإن لكل يومٍ ما فيه ، وابرز للناس ، وقدم الوضيع على الشريف ، والضعيف على القوي ، والنساء قبل الرجال ، ولا تدخلن أحداً يغلبك على أمرك ، وشاور للقرآن فإنه إمامك " قال عائشة : ذبحنا شاةً فتصدقنا بها ، فقلت : يا رسول الله ، ما بقى منها إلا كتفها ، فقال : " كلها بقي إلا كتفها " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) لرجل : " بادر بخمس قبل خمس ، بشبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وغناك قبل فقرك ، وحياتك قبل مماتك " . وروى أنه وقف بين يديه رجل فارتعد ، فقال صلى الله عيه وسلم : " لا تخف فإني ابن امرأةٍ من قريشٍ كانت تأكل القديد " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " استعيذوا بالله من شرار النساء ، وكونوا من خيارهن على حذرٍ " .

وقال عليه السلام : " تزوجوا الزرق فإن فيهن يمنا " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " خمسٌ من أتى الله عز وجل بهن أو بواحدةٍ منهن أوجب له الجنة : من سقى هامةً صاديةً ، أو أطعم كبداً هافيةً ، أو كسا جلدةً عاريةً ، أو حمل قدماً حافيةً ، أو أعتق رقبة عانيةً " . روى عن ابن عباس أنه قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يخطب بمنى ، فقال للأنصار : " ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي ؟ ألم تكونوا خائفين فآمنكم الله بي ؟ ألم تكونوا أذلاء فأعزكم الله بي ؟ " ثم قال : " ما لي أراكم لا تجيبون " ؟ قالوا : ما نقول ؟ قال : " تقولون : ألم يطردك قومك فآويناك ؟ ألم يكذبك قومك فصدقناك ؟ " قال فجثوا على الركب ، فقالوا : أنفسنا وأموالنا لك يا رسول الله ، فأنزل الله تعالى قوله : " قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى " . وقال عليه السلام : " صنائع المعروف تقى مصارع السوء " . " وصدقة السر تطفئ غضب الرب " ، " وصلة الرحم تزيد في العمر وتدفع ميتة السوء " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " يقول الله تعالى : " إذا عصاني من خلقي من يعرفني سلطت عليه من خلقي من لايعرفني " . وقال : " جعل عزى في ظل سيفي ، ورزقي في رأس رمحي " . وقال : " من وفى ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة " .

ومن كلامه صلى الله عيه وسلم : " المؤمن مألفةٌ ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف " . " المرء مع من أحب " " حبك الشيء يعمي ويصم " . " المؤمن مؤآة المؤمن " . " حسن العهد من الإيمان " . " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " . " فمن رعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه " . " لا تنزع الرحمة إلا من شقى " . " من لا يرحم لا يرحم " . " الدنيا نعم مطية المؤمن " . " الدال على الخير كفاعله " .

" المؤمن ينظر بنور الله " . " إنك لن تجد فقد شيء تركته لله " . " المنتعل راكبٌ " . " المرء كثيرٌ بأخيه يكسوه يرفده يحمله " . " زر غبا تزدد حبا " . " الخير عادةٌ والشر لجاجةٌ " . " الخير كثيرٌ ومن يعمل به قليلٌ " . " المستشار مؤتمنٌ" . " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " . " القناعة مالٌ لا ينفذ " . " ما عال من اقتصد " . " أي داء أدوى من البخل ؟ " . " رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس " . " إذا أتاكم كريم قومٍ فأكرموه " . " الناس معادن " .

" من صمت نجا " . " من رزق من شيءٍ فيلزمه " . " المؤمن غر كريمٌ ، والفاجر خب لئيمٌ " . " عليك باليأس مما في أيدي الناس ، وإياك والطمع فإنه فقرٌ حاضرٌ " . " الصبر عند الصدمة الأولى " . " أفضل العمل أدومه وإن قل " . " سكان الكفور كسكان القبور " . " الشديد من غلب هواه " . " الولد ريحانٌ من الجنة " . " خيركم خيركم لأهله " . " السفر قطعةٌ من العذاب " . " المستشير معانٌ " . " خيركم من طال عمره وحسن عمله " . " حسن الجوار عمارةٌ للديار " . " الأنصار شعارٌ والناس دثارٌ " . " لا سهل إلا ما جعلته سهلاُ " . " خير النساء الولود الودود " . " الإبل عز والغنم بركةٌ " .

" ما نحل والدٌ ولده أفضل من أدب حسن " . " الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر " . " حسن الملكة نماءٌ " . " لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب " . " تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب " . " من عمل عملاً أداه الله عمله " . " إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها " . " كاد الفقر أن يكون كفراً " . " التمسوا الرزق في خبايا الأرض " . " ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيهاً " . " أفضل الصدقة على ذي رحمٍ كاشحٍ " . " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " . " إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ، ولكن سعوهم بأخلاقكم " . " استعينوا على حوائجكم بالكتمان ، فإن كل ذي نعمةٍ محسود " . " من أحب أخاه فليعلمه " . " الإيمان قيد الفتك " . " حلق الذكر رياض الجنة " . " أخوف ما أخاف على أمتي منافقٌ عليم اللسان". " رحم الله عبداً قال خيراً فغنم أو سكت فسلم " . " صلة الرحم مثراةٌ للمال منسأةٌ في الأجل " . " بعثت بالحنيفية السمحة " .

" أصحابي كالملح في الطعام " . " مروا بالخير وإن لم تفعلوه " . " التواضع شرف المؤمن " . " لا خير في العيش إلا لسميعٍ واعٍ " . " استنزلوا الرزق بالصدقة " . " انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك " . " حسن السؤال نصف العلم " . " الدعاء سلاح المؤمن " . " المجالس بالأمانة " . " الحكمة ضالة المؤمن " . " أحب للناس ما تحب لنفسك " . " داووا مرضاكم بالصدقة ، وردوا نائبة البلاء بالدعاء " . " أشراف أمتي حملة القرآن ، وأصحاب الليل " . " صل من قطعك ، وأعط من حرمك ، واعف عمن ظلمك " . " من يزرع شراً يحصد ندامةً " . " الخلق الحسن يذيب الخطايا " . " البلاء موكلٌ بالمنطق " . " نعم صومعة الرجل بيته " . " ما ساتودع الله عبداً عقلاً إلا استنقذه به يوماً " . " من سعادة ابن آدم رضاه بما قسم الله له " . " اللهم أعط كل منفق خلفاً . اللهم أعط كل ممسك تلفاً " . " أكثروا ذكر هازم اللذات " .

" صوموا تصحوا ، سافروا تغنموا " . " من خزن لسانه رفع الله شأنه " . " أحسنوا جوار نعم الله عز وجل " . " لا تحفرون من المعروف شيئاً " . " لو دخل العسر جحراً لدخل اليسر حتى يخرجه " . " أعجل الطاعة ثواباً صلة الرحم" . " طلب العلم فريضةٌ على كل مسلمٍ " . " في المعاريض مندوحةٌ عن الكذب " . " مطل الغنى ظلمٌ " . " المؤمنون عند شروطهم " . " من ذب عن عرض أخيه كان ذلك حجاجاً له من النار " . قال قيس بن عاصم المنقري : وفدت على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقلنا : عظنا يا رسول الله عظة ننتفع بها ، فإنا قوم نغير في البادية ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " نعم يا قيس . إن مع العز ذلاً ، وإن مع الحياة موتاً ، وإن مع الدنيا آخرة، وإن لكل شيءٍ حساباً ، وإن على كل شيءٍ رقيباً ، وإن لكل حسنةٍ ثواباً ، وإن لكل شيء عقاباً ، وإن لكل أجل كتاباً ، وإنه لا بد لك يا قيس من قرينٍ يدفن معك وهو حي ، وتدفن معه وأنت ميت ، فان كان كريماً أكرمك ، وإن كان لئيما أسلمك ، ثم لا يحشر إلا معك ، ولا تبعث إلا معه ، ولا تسأل إلا عنه . فلا تجعله إلا صالحاً ؛ فإنه إن صلح أنست به ، وإن فسد لم تستوحش إلا منه ، وهو عملك " . وسمع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عليا عليه السلام يقول في دعائه : " اللهم لا تحوجني إلى أحد من خلقك " . فقال له : " مهلاً يا علي ، إن الله خلق الخلق ولم يغن بعضهم عن بعضٍ " . ودعا عليه السلام وصيفةً له فأبطأت ، فقال : " لولا مخافة القصاص لأوجعتك بهذا السواك " .

وقال : " الرغبة في الدنيا تطيل الهم والحزن ، والزهد في الدنيا راحةٌ القلب والبدن " . وقال أنس : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على ناقته الجدعاء وليست بالعضباء ، فقال : " أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب ، وكأن الذين نشيع من الأموات سفرٌ عما قليلٍ إلينا راجعون ، نبوئهم أجداثهم ، ونأكل تراثهم ، كأنا مخلدون بعدهم ؛ قد نسينا كل واعظةٍ ، وأمنا كل جائحةٍ ، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، وأنفق من مالٍ كسبه من غير معصيةٍ ، ورحم أهل الذل والمسكنة ، وخالط أهل الفقه والحكمة . طوبى لمن أذل نفسه ، وحسن خليقته ، وأصلح سريرته وعزل الناس عن شره ، طوبى لمن عمل بعلمه ، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله ، ووسعته السنة ولم يتعدها إلى البدعة " . وقال : " إياكم والمشارة ، فإنها تميت الغرة وتحيي العرة " وقال عليه السلام : " أحسن النساء بركة أحسنهن وجهاً وأرخصهن مهراً " . وقال : " الدنيا متاعٌ وأفضل متاعها الزوجة الصالحة " . وقال : " ما أفاد المرء المسلم بعد الإسلام كامرأة مؤمنة إذا رآها سرته ، وإذا أقسم عليها برته ، وإذا غاب عنها حفظته " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " لا مال أعود من العقل ، ولا وحدة أوحش من العجب ، ولا عقل كالتدبير ، ولا قرين كحسن الخلق ، ولا ميراث كالأدب ، ولا فائدة كالتوفيق ، ولا تجارة كالعمل الصالح ، ولا ربح كثواب الله ، ولا ورع كالوقوف عند الشبهة ، ولا زهد كالزهد في الحرام ، ولا علم كالتفكر ، ولا عبادة كأداء الفرائض ، ولا إيمان كالحياء والصبر ، ولا حسب كالتواضع ، ولا شرف كالعلم ، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة ، فاحفظ الرأس وما حوى ، والبطن وما وعى ، واذكر الموت وطول البلى " . وقال: " إن الله يحب أن يعفى عن زلة السرى " .

وقال صلى الله عيه وسلم : " من عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدثهم فلم يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم فهو مؤمنٌ كملت مروءته ، وظهرت عدالته ، ووجبت أخوته ، وحرمت غيبته " . وكتب عليه السلام إلى بني أسد بن خزيمة ومن يألف إليهم من أحياء مضر : إن لكم حماكم ومرعاكم ، ولكم مهيل الرمال وما حازت ، وتلاع الحزن وما ساوت ، ولكم مفيض السماء حيث استنهى ، وصديع الأرض حيث ارتوى . وقال صلى الله عيه وسلم : " مثل الذي يعتق عند الموت كمثل الذي يهدي إذا شبع " . وقال : " الاقتصاد نصف العيش ، وحسن الخلق نصف الدين " . ورى عبد الرحمن بن عوف أنه قال عليه السلام : " أنا الشجرة ، وفاطمة فرعها ، وعلى لقاحها ، والحسن والحسين ثمرتها ، والشيعة ورقها " . وقال عليه السلام : " لا تديموا النظر إلى أهل البلاء فتحزنوهم " . وقال عليه السلام : " مثل الفقر للمؤمن كمثل فرسٍ مربوطٍ بحكمته إلى آخيةٍ كلما رأى شيئاً مما يهوى ردته الحكمة " . روى عن زيد قال : تلقيت هذه الخطبة من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بتبوك ، سمعته يقول : أما بعد . فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وأوثق العرى كلمة التقوى ، وخير الملل ملة إبراهيم ، وخير السنن سنة محمد ، وأشرف الحديث ذكر الله ، وأحسن القصص هذا القرآن ، وخير الأمور عوازمها ، وشر الأمور محدثاتها ، وأحسن الهدى هدى الأنبياء ، وأشرف الموت قتل الشهداء ، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى ، وخير العمل ما نفع ، وخير الهدى ما اتبع ، وشر العمى عمى القلب ، واليد العيا خيرٌ من اليد السفلى ، وما قل وكفى خيرٌ مما كثر وألهى ، وشر الندامة ندامة يوم القيامة ، ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا نزرا ، ومنهم من لا يذكر الله إلا هجرا ، وإن أعظم الخطايا اللسان الكذوب ، وخير الغنى غنى النفس ، وخير الزاد التقوى ، ورأس الحكمة مخافة الله ، وخير ما ألقى في القلب اليقين ، والارتياب من الكفر ، والنياحة من عمل الجاهلية ، والغلول من جهنم ، والسكر من النار ، والشعر من إبليس ، والخمر جماع الإثم ، والنساء حبائل الشيطان ، والشباب شعبةٌ من الجنون ، وشر الكسب كسب الربا ، وشر المأكل أكل مال اليتيم ، والسعيد من وعظ بغيره ، والشقي من شقى في بطن أمه ، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أذرعٍ ، والأمر إلى آخره ، وشر الروايا روايا الكذب ، وكل ما هو آتٍ قريبٌ ، وسباب المؤمن فسقٌ وقتال المؤمن كفرٌ ، وأكل لحمه من معصية الله ، وحرمة ماله كحرمة دمه ، ومن يتأل على الله يكذبه ، ومن يغفر يغفر الله له ، ومن يصبر على الرزية يعوضه الله ، ومن يصم يضاعف الله له ، ومن يعص الله يعذبه الله ، اللهم اغفر لأمتي ، اللهم اغفر لأمتي - ثلاث مرات - أستغفر الله لي ولكم . روى عنه ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " زوجوا أبناءكم وبناتكم " . قالوا : يا رسول الله ؛ هؤلاء أبناؤنا نزوج ، فكيف بناتنا ؟ فقال : " حلوهن بالذهب والفضة ، وأجيدوا لهن الكسوة ، وأحسنوا إليهن النحلة يرغب فيهن " . وقال عليه السلام : " أربعٌ من قواصم الظهر ؛ إمامٌ تطيعه فيضلك ، وزوجةٌ تأمنها فتخونك ، وجارٌ إن رأى حسنةً سترها وإن رأى قبيحةً أذاعها ، وفقرٌ يترك المرء متلدداً " . قال : " ما خاب من استخار ، ولا ندم من استشار ، ولا افتقر من اقتصد " . وقال عليه السلام : " اغد عالماً أو متعلماً أو مجيباً أو سائلاً ، ولا تكن الخامس فتهلك " . وقال : " يا عجباً للمصدق بدار الخلود وهو يسعى لدار الغرور " . ورووا أنه ( صلى الله عليه وسلم ) أوصى علياً أن يقضي دينه ، ولم يكن عليه دين ، إنما أمر أن يقضي عدته . وقال عليه السلام : " العالم والمتعلم شريكان في الخير ، وسائر الناس لا خير فيهم " . وقال : " لا خير فيمن كان في أمتي ليس بعالمٍ ولا متعلمٍ " . وقال : " خير سليمان بين الملك والمال والعلم فاختار العلم ، فأعطى العلم والمال والملك باختياره العلم " .

وقال : " فضل العلم خيرٌ من فضل العبادة " . وقال : " أربع خلال مفسدة : مجاراة الأحمق ، فإنه يصيرك في مثل حاله ، وكثرة الذنوب ، فإن الله تعالى يقول : " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " ، والخلو بالنساء والاستمتاع منهن والعمل برأيهن ، ومجالسة الموتى " . قيل : يا رسول الله ، ومن الموتى ؟ قال : " الذين أطغاهم الغنى وأنساهم الذكر " . وقال : " من ابتلى بالقضاء بين المسلمين فليعدل بينهم في لحظه وإشارته " . وقال : " لا يقض القاضي بين اثنين وهو غضبان " . قال عبد الله بن مسعود : كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير . فكان عليٌ وأبو لبابة زميلي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فكانا إذا دارت عقبتهما قالا : يا رسول الله . اركب نمشي عنك ، فيقول : " ما أنتما بأقوى مني ، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما " . وكان ( صلى الله عليه وسلم ) يكتب إلى أمرأته : " إذا أبردتم إلى بريداً فاجعلوه حسن الوجه حسن الإسم " . وقال عليه السلام : " اضربوا الدواب على النفار ، ولا تضربوها على العثار " . وقال عليه السلام : " من بذل معروفه وكف أذاه فذاك السيد " .

وقال : " قلة الحياء كفرٌ " . وقال : " أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضمٍ ؟ كان إذا خرج من منزله قال : اللهم إني قد تصدقت بعرضي على عبادك " . وقال : " ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " . وقال : " إذا غضب أحدكم وكان قائماً فليقعد ، وإن كان قاعداً فليضطجع " . وقال رجل من مجاشع : يا رسول الله . ألست أفضل قومي ؟ فقال : " إن كان لك عقلٌ فلك فضلٌ ، وإن كان لك خلقٌ فلك مروىةٌ ، وإن كان لك مالٌ فلك حسبٌ ؛ وإن كان لك تقى فلك دينٌ " . وقال : " ليس خيركم من ترك الدنيا للآخرة ، ولا الآخرة للدنيا ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه " . وقال : " إن قامت الساعة على أحدكم وفي يده فسيلةٌ فاستطاع أن يغرسها فليفعل " . وقال رجل له عليه السلام : إني أريد سفرا . فقال : " في حفظ الله وكنفه ، زودك الله التقوى ، وغفر ذنبك ووجهك للخير حيث كنت " . وقال : " تهادوا تحابوا ، إن الهدية تفته الباب المصمت ، وتسل سخيمة القلب " . وقال عليه السلام لأحد ابني ابنته " إنكم لتجبنون ، وإنكم لتبخلون ، وإنكم لمن ريحان الجنة " . روى عن جابر قال : جاءنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأبو بكر وعمرن فأطعمناهم رطباً ، وسقيناهم ماء ، فقال عليه السلام : " هذا من النعم التي تسألون عنها " . وروى أنه عليه السلام قال : " إيتوني برطبٍ سقيٍ وبعل " . فجعل يأكل من البعل . فقيل له : لو أكلت من هذا فإنه أصفى وأطيب . فقال : " إن هذا لم يعرق فيه بدنٌ ، ولم تجع فيه كبد " .

وروى أنه عليه السلام زار أخواله من الأنصار ومعه علي عليه السلام ، فقدموا إليه قناعاً من رطب ، فأهوى علي ليأكل ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : لا تأكل ، فإنك حديث عهد بالحمى " . وفي حديث آخر أنه أكل رطباً وبطيخاً ، فقال : " هذان الأطيبان " . روى عن أنس أنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " رأيت في المنام كأنا دخلنا دار عقبة بن نافع ، فأتينا برطب من رطب ابن طابٍ ، فأولته أن الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الآخرة " . وروى عنه أنه قال - وقد وعك - : أتاني جبريل فقال : إن شفاءك في عذق ابن طاب ، يجنيه لك خير أمتك ، فجاء به علي بن أبي طالب عليه السلام فأكل فبرئ . وروى عنه عليه السلام أنه قال : " بيت لا تمر فيه جياع أهله " . وروى عنه أنه قال : " أطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه التمر ، فإن ولدها يكون حليماً تقياً . جاءت فاطمة بالحسن والحسين إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقالت : انحلهما . فقال : ما لأبيك مال ينحلهما . ثم أخذ الحسن فقبله وأجلسه على فخذه اليمنى ، وقال : ابني هذا نحلته هيبتي وخلقي . ثم أخذ الحسين فقبله وأجلسه على فخذه اليسرى وقال : أما ابني هذا فنحلته شجاعتي وجودي . وقال : " رحم الله والداً أعان ولده على بره" . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له ، والناهين عن المنكر العاملين به " . وبعث عليه السلام أم سليم تنظر إلى امرأة فقال : شمى عوارضها ، وانظري إلى عقبيها . وروت أم سلمة عنه (صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " إنكم تختصمون إلي ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ، وإنما أنا بشرٌ أحكم على نحو ما أسمع ، فمن قطعت له شيئاً من مال أخيه فلا يأخذنه ، فإنما أقطع له قطعةً من نار جهنم " . وقال : " اكفلوا لي ستةً أكفل لكم الجنة : إذا حدث أحدكم فلا يكذب ، وإذا أؤتمن فلا يخن ، وإذا وعد فلا يخلف ، وغضوا الأبصار ، وكفوا الأيدي ، واحفظوا الفروج " . وقال عليه السلام : " اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة ؛ فإن جار البادية يتحول " . وقال : " تجافوا عن عثرة السخي ، فإن الله آخذٌ بيده كلما عثر " . قال بعضهم : تتبعت خطب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فوحدت أوائل أكثرها : " الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونؤمن به ونتوكل عليه ، ونستغفر ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده " . قال عليه السلام : " الأكل في السوق دناءة " . وسئل عليه السلام : أي الشراب أفضل ؟ فقال : الحلو البارد " يعني العسل . والعرب تصف العسل بالبرد قال الأعشى : كما شيب بماءٍ با . . . ردٌ من عسل النحل وعنه عليه السلام : " من استقل بدائه فلا يتداوين ؛ فإنه رب دواءٍ يورث الداء " . وعنه : " كل شيءٍ يلهو به الرجل باطل إلا تأديبه فرسه ، ورميه عن قوسه ، وملاعبته أهله " . وروى عن أنس قال : بينما أنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذ غشيه الوحي ، فمكث هنيهة ثم أفاق ، فقال لي : يا أنس؛ أتدري ما جاءني به جبريل من عند صاحب العرش عز وجل ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : إن ربي أمرني أن أزوج فاطمة من علي ابن أبي طالب ، انطلق ادع لي أبا بكرٍ وعمر وعثمان وطلحة والزبير ، وعدتهم من الأنصار فانطلقت فدعوتهم فلما أخذوا مقاعدهم ، قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المرهوب من عذابه ، المرغوب فيما عنده ، النافذ أمره في سمائه وأرضه ، الذي خلق الخلق بقدرته ، وميزهم بأحكامه ، وأعرزهم بدينه ، وأكرمهم بنبيه محمدٍ . ثم إن الله تعالى جعل المصاهرة نسباً لاحقاً ، وأمراً مفترضاً ، وشج به الأرحام ، وألزمه الأنام قال تبارك اسمه وتعالى ذكره : " وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً " فأمر الله يجري إلى قضائه وقضاؤه يجري إلى قدره ، ولكل قشاءٍ قدرٌ ولكل قدرٍ أجلٌ " يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " . ثم إن ربي أمرني أن أزوج فاطمة من علي بن أبي طالب ، وقد زوجتها إياه على أربعمائة مثقال فضةٍ إن رضى بذلك علي . وكان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قد بعث عليا في حاجة ، ثم إنه - عليه السلام - دعا بطبقٍ من بسر فوضعه بين أيدينا ، ثم قال : انتبهوا ، فبينما نحن ننتهب إذ دخل علي ؛ فتبسم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في وجهه ، ثم قال : يا علي ، إن ربي عز وجل أمرني أن أزوجك فاطمة . وقد زوجتك إياها على أربعمائة مثقال فضةٍ إن رضيت يا علي . قال : رضيت يا رسول الله . ثم إن علياً خر ساجداً لله شكراً ، فلما رفع رأسه قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " بارك الله عليكما ، وبارك فيكما ، وأسعد جدكما ، وأخرج منكما الكثير الطيب " . قال أنس : فوالله لقد أخرج منهما الكثير الطيب ، وعلى من يدفع فضلهما - مع محلهما من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وما فضلهما به لعنة الله ، ولعنة اللاعنين إلى يوم يبعثون . وفي حديثه عليه السلام : " اعص هواك والنساء واصنع ما شئت " . وفيه : " من أراد الله به خيراً فقهه في الدين ، وعرفه معايب نفسه " وفيه : " ألا أخبركم بأشدكم ؟ من ملك نفسه عند الغضب "

وفيه : " المشاورة حصن من الندامة ، وأمنٌ من العلامة " . سأل عليه السلام جابر بن عبد الله : " ما نكحت " ؟ قال : ثيباً ، قال : " فهلا بكراً تلاعبها وتلاعبك . وقال عليه السلام : " كفى بالمرء حرصاً ركوبه البحر " . وفي الحديث : " حصنوا أموالكم بالزكاة ، وادفعوا أمواج البلاء بالدعاء " . وفيه : رحم الله امرأ صمت فسلم ، أو قال خيراً فغنم " . وفيه : " رحم الله امرأ أمسك الفضل من قوله ، وأنفق الفضل من ماله " . وفيه : " لا بأس بالشعر لمن أراد انتصافاً من ظلمٍ ، واستغناءً من فقرٍ ، وشكراً على إحسانٍ " . وفيه : " إعطاء الشعراء من بر الوالدين " . وفيه : " مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به ، وانهوا عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه " . وفيه : " أجرؤكم على النار أجرؤكم على الفتيا " . وروى عن بعضهم أنه قال : سألت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عن قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " فقال : " ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر ، فإذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعا وإعجاب كل امرئ بنفسه فعليك نفسك ودع عنك العوام " . وفي الحديث : " الطيرة شركٌ ، وما منا إلا ويجد ذلك في نفسه ، ولكن الله يذهبه بالتوكل " . وفيه : " ثلاثةٌ لا ينجو منهم أحدٌ : الظن ، والطيرة ، والحسد. فإذا ظننت فلا تحقق ، وإذا حسدت فلا تبغ ، وإذا تطيرت فامض ولا تنثن " . وفيه : " اللهم لا طير إلا طيرك ، ولا خير إلا خيرك ، ولا رب غيرك " . وفيه : " لن تهلك الرعية وإن كانت ظالمةً مسيئةً إذا كانت الولاة هاديةً مهدية " .

وفيه : " ما من أحد من المسلمين ولي أمراً فأراد الله به خيراً إلا جعل معه وزيراً صالحاً إن نسى ذكره وإن ذكر أعانه " . ويروى أنه - عليه السلام - كان إذا خرج من بيته يقول : " اللهم إني أعوذ بك من أن أزل أو أضل ، أو أظلم ، أو أظلم ، أو أجهل أو يجهل علي " . وعنه : " من سألكم بالله فأعطوه ، ومن استعاذ بكم فأعيذوه ، ومن أهدى إليكم كراعاً فاقبلوه " . وقال عليه السلام : " الأمل راحةٌ لأمتي ، ولولا الأمل ما أرضعت الأم ولداً ، ولا غرس غارسٌ شجراً " . وقال عليه السلام : " لا خير في التجارة إلا لست : تاجرٍ إن باع لم يمدح ، وإن اشترى لم يذم ، وإن كان عليه أيسر القضاء ، وإن كان له أيسر الإقتضاء ، وتجنب الحلف والكذب " . وفي الحديث : " كفى بالمرء من الشح أن يقول : آخذ حقي حتى لا أترك منه شيئاً " . وروى أن قوماً قدموا عليه ( صلى الله عليه وسلم ) فقالوا : إن فلانا صائم النهار ، قائم الليل ، كثير الذكر ؛ فقال : أيكم يكفي طعامه وشرابه ؟ فقالوا : كلنا . فقال : " كلكم خيرٌ منه " . وفيه : " خيركم من لم يدع دنياه لآخرته ، ولا آخرته لدنياه " . وفيه : " من رضى من الله باليسير من الرزق رضى الله منه باليسير من العمل " . وفيه : " إن الصفاة الزلاء التي لا تثبت عليها قدم العلماء الطمع " . وفيه : " الود والعداوة يتوارثان " . وكان عليه السلام يقبل الحسن ، فقال الأقرع بن حابس : إن لي من الولد عشرةٌ ما قبلت واحداً منهم ، فقال عليه السلام : " فما أصنع إن كان الله قد نزع من قلبك الرحمة " .

وقال : " إن الله يسأل العبد عن جاهه كما يسأله عن ماله ، فيقول : جعلت لك جاهاً فهل نصرت به مظلوماً ، أو قمعت به ظالماً ، أو أعنت به مكروباً " . وعنه عليه السلام : " أفضل الصدقة أن تعين بجاهك من لاجاه له " . " الخلق عيال الله ، فأحبهم إليه أنفعهم لعياله " . " أعدى عدو لك نفسك التي بين جنبيك " . " إياكم وخضراء الدمن . قيل : وما خضراء الدمن ؟ قال : المرأة الحسناء في منبت سوءٍ " . " خير نسائكم التي إذا خلعت ثوبها خلعت معه الحياء فاذا لبسته لبست معه الحياء " . " النساء شر كلهن ، وشر ما فيهن أن لا استغناء عنهن " . " من حفظ ما بين لحييه ورجليه دخل الجنة " . " عليكم باصطناع المعروف فانه يدفع مصارع السوء " . " إذا دعى أحدكم إلى طعام فليجب ، فان شاء طعم وإن شاء ترك " " من آتاه الله وجهاً حسناً واسماً حسناً ، وجعله في موضعٍ غير شائن فهو من صفوة خلقه " . وكان عليه السلام يقول : " أعوذ بالله من الكفر والدين " . وقال : " لا يقبل الله صلاة بلا طهورٍ ، ولا صدقةً من غلولٍ " . وقال : " من قدر على ثمن دابةٍ فليشترها فانها تأتيه برزقها فتعينه على رزقه " . ويروى عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال : لقد ضممت إلى سلاح رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فوجدت في قائم سيفه صحيفةً معلقةً فيها : صل من قطعك ، وأحسن إلى من أساء إليك ، وقل الحق ولو على نفسك " . وعنه - عليه السلام : " اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، وقلبٍ لا يخشع ، ونفسٍ لا تشبع " .

وعنه : " من ازداد في العلم رشداً ، ولم يزدد في الدنيا زهداً ، لم يزدد من الله إلا بعداً " . وروى أنه جاءه عليه السلام رجل فقال : صف لي الجنة ، فقال : " فيها فاكهةٌ ونخلٌ ورمانٌ " . وجاء آخر فقال مثل قوله فقال : " فيها سدرٌ مخضورٌ ، وطلحٌ منضود ، وفرشٌ مرفوعةٌ ، ونمارق مصفوفةٌ " . وجاء آخر فسأله عن ذلك ، فقال : " فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين " . وجاء آخر فسأله . فقال : " فيها ما لاعينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشرٍ " ؛ فقالت عائشة ، ما هذا يا رسول الله ؟ قال : " إني أمرت أن أكلم الناس على قدر عقولهم " . وروى أنه كان - عليه السلام - يجيب دعوة المملوك ، ويركب الحمار ردفاً . وقال عليه السلام : " اشتدى أزمة تنفرجي " . وقال : " من ستر أخاه المسلم ستره الله يوم القيامة ، ومن نفس عن أخيه كربةً من كرب الدنيا نفس الله عنه كربةً من كرب الآخرة والله عز وجل في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه " . وقال : " انتظار الفرج عبادة " . وقال لعلي رضي الله عنه : " اعلم أن النصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسراً " . وعنه : " لأن أكون في شدةٍ أتوقع بعدها رخاءً ، أحب إلي من أن أكون في رخاءٍ أتوقع بعده شدةً " . وقال عليه السلام : " لو كان العسر في كوةٍ لجاء يسران فأخرجاه " . وعنه : " القناعة مالٌ لا ينفذ " .

خطبته في حجة الوداع

الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله. أوصيكم عباد الله بتقوى الله ، وأحثكم على العمل بطاعته ، وأستفتح الله بالذي هو خيرٌ . أما بعد ، أيها الناس ؛ اسمعوا مني أبين لكم ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا . أيها الناس ؛ إن دماءكم وأموالكم عليكم حرامٌ إلى أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا من شهركم هذا ؛ ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد . فمن كانت عنده أمانةٌ فليؤدها إلى من ائتمنه عليها . وإن ربا الجاهلية موضوعٌ . وأول ربا أبدأ به ربا العباس بن عبد المطلب . وإن دماءً الجاهلية موضوعةٌ ، وأول دمٍ أبدأ به دم عامر بن ربيعة الحارث بن عبد المطلب ، وإن مآثر الجاهلية موضوعةٌ غير السدانة والسقاية . والعمد قودٌ . وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر ، وفيه مائة بعيرٍ . فمن ازداد فهو من الجاهلية . أيها الناس ؛ إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه ، ولكنه قد رضى أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم . أيها الناس " إنما النسىء وزيادةٌ في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرم الله " . وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض . منها أربعةٌ حرمٌ ؛ ثلاثةٌ متوالياتٌ ، وواحدٌ فرد : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب الذي بين جمادي وشعبان . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد .

أيها الناس ؛ إن لنسائكم عليكم حقاً ، لكم عليهن حقا ، فعليهن ألا يوطئن فرشكم ، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ، ولا يأتين بفاحشةٍ ؛ فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرحٍ . فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ؛ فإنما النساء عندكم عوانٍ لا يملكن لأنفسهن شيئاً ، أخذتموهن بامانة الله ، واستحللتم فروجهن بكتاب الله ، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً . أيها الناس؛ إنما المؤمنون إخوة ، ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا على طيب نفس منه . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد . فلا ترجعن بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ؛ فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد . أيها الناس ؛ إن ربكم واحدٌ ، وإن أباكم واحدٌ . كلكم لآدم وآدم من تراب ، أكرمكم عند الله أتقاكم. وليس لعربي على عجمي فضلٌ إلا بالتقوى . ألا هل بلغت ؟ قالوا : نعم . قال : فليبلغ الشاهد الغائب . أيها الناس ؛ إن الله قد قسم لكل وارثٍ نصيبه من الميراث . ولا يجوز لوارث وصيةٌ في أكثر من الثلث . والولد للفراش وللعاهر الحجر . من ادعى إلى غير أبيه ومن تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه صرفٌ ولا عدلٌ ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وقال عليه السلام : " من سن في الإسلام سنةً فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن سنةً سيئةً فعمل بها بعده كتب له مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء " . وقال عليه السلام : " ما من عبدٍ إلا وله في السماء صيتٌ ، فإذا كان في السماء صيته حسنا وضع في الأرض حسناً . وإذا كان صيته سيئاً وضع في الأرض سيئاً " . وقال عليه السلام : " من كف غضبه وبسط رضاه وبذل معروفه ووصل رحمه ، وأدى أمانته أدخله الله عز وجل يوم القيامة في نوره الأعظم " .

وقال : " لكل أمة فتنةٌ ، وفتنة أمتي المال " . وقال : " من غدا في طلب العلم صلت عليه الملائكة ، وبورك له في معاشه ، ولم ينتقص من عمره " . وقال : " فضل الإزار في النار " . وقال لأبي تميمة : " إياك والمخيلة . فقال : يا رسول الله ؛ نحن قوم عربٌ . فما المخيلة ؟ قال : سبل الإزار " . وقال عليه السلام : من كان آمنا في سربه معافىً في بدنه ، وعنده قوت يومه ، كان كمن حيزت له الدنيا بحذافيرها " . وفي الحديث : " لاتنظروا إلى صومه وصلاته ، ولكن انظروا إلى ورعه عند الدينار والدرهم " . وقال عليه السلام : " من سره أن يكون أغنى الناس ، فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يديه " . وقال : " أمرني ربي بتسع : الإخلاص في السر والعلانية ، والعدل في الغضب والرضا ، والقصد في الفقر والغنى ، وأن أعفو عمن ظلمني ، وأصل من قطعني ، وأعطي من حرمني ، وأن يكون نطقي ذكرا ، وصمتي فكراً ، ونظري عبرةً " . وقال عليه السلام : " كفى بالسلامة داءً " . وقال : " لاترفعوني فوق قدري ؛ فتقولون في ما قالت النصارى في المسيح ، فإن الله عز وجل اتخذني عبداً قبل أن يتخذني رسولا " . وقال : " إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك ، فإن المنبت لا أرضاً قطع ، ولا ظهراً أبقى " . وقال عليه السلام : " لو تكاشفتم ما تدافنتم " . يقول : لو علم بعضكم سريرة بعض لاستثقل تشييعه ودفنه . وقال : " اجتنبوا القعود على الطرقات إلا أن تضمنوا أربعاً : رد السلام ، وغض الأبصار ، وإرشاد الضال ، وعون الضعيف " .

وقال : " افصلوا بين حديثكم بالاستغفار " . وقال : " لاتزال أمتي صالحاً أمرها ما لم تر الفيء مغنما والصدقة مغرماً" . وقال : " لست من ددٍ ولا ددٌ مني " . وقال يوم بدر : " هذه مكة قد ألقت إليكم بأفلاذ كبدها " . وقال لعبد الله بن عمرو بن العاص : " كيف بك إذا بقيت في حثالةٍ من الناس مرجت عهودهم وأماناتهم وصار الناس كذا - وشبك بين أصابعه " - قال فقلت : مرني يا رسول الله . فقال : " خذ ما عرفت ، ودع ما أنكرت ، وعليك بخويصة نفسك ، وإياك وعوامها " . ووفد عليه رجل فسأله فكذبه ، فقال له : " أسالك فتكذبنب . لولا سخاءٌ فيك ومقك الله عليه ، لشردت بك من وافدٍ قوم " . وقال عليه السلام : " لعن الله المثلث " . فقيل : يا رسول الله ، ومن المثلث ؟ قال : " الذي يسعى بصاحبه إلى سلطانه ، فيهلك نفسه وصاحبه وسلطانه " . وكان عليه السلام يقول عند هبوب الريح : " اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً " ، والعرب تقول : لا يلقح السحاب إلا من رياح ، ومصدق ذلك قول الله تعالى : " والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً " . ويروى أن سلمان أخذ من بين يديه ( صلى الله عليه وسلم ) تمرةً من تمكر الصدقة ، فوضعها في فيه ، فانتزعها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقال : " يا عبد الله . إنما يحل لك من هذا ما يحل لنا "

ومن حديثه - ( صلى الله عليه وسلم ) من رواية أبي عبيد " خير الناس رجلٌ ممسكٌ بعنان فرسه في سبيل الله ، كلما سمع هيعةً طار إليها ، ورجلٌ في شعفةٍ في غنيماتٍ له حتى يأتيه الموت " . وقال : " ما يحملكم أن تتايعوا في الكذب كما يتتايع الفراش على النار " . ومر بناس يتجاذون مهراسا فقال : " أتحسبون الشدة في حمل الحجارة ؛ إنما الشدة أن يمتلئ أحدكم غيظاً ثم يغلبه " . سأله رجل فقال : يا رسول الله ، إنا نصيب هوامى الإبل . فقال : " ضالة المؤمن حرق النار " . وقال : " لا عدوى ، ولا هامة ، ولا صفر " . وقال : " لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعراً " . وقال : " ما زالت أكلة خيبر تعاودني ، فهذا أوان قطعت أبهرى " . وقال : " مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تميلها الريح مرةً هكذا ومرة هكذا ، ومثل المنافق مثل الأرزة المجذية على الأرض حتى يكون انجعافها مرةً " . وقال : " الأنصار كرشي وعيبتي ، ولولا الهجرة لكنت رجلاً من الأنصار " . وقال : سوداء ولودٌ خيرٌ من حسناء عقيم " . وقال : " تراصوا بينكم في الصلاة ولا يتخللكم الشيطان كأنها بنات حذف " . وقال : " الثيب يعرب عنها لسانها ، والبكر تستأمر في نفسها " . وقال : " إذا دعى أحدكم إلى طعام فليجيب ، فإن كان مفطراً فليأكلن وإن كان صائماً فليصل " .

وقال : : من نوقش الحساب عذب " . كتب إلى وائل بن حجر الحضرمي ولقومه : من محمد رسول الله إلى الأقيال العباهلة من أهل حضرموت بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة : على التيعة شاة ، والتيمة لصاحبها ، وفي السيوب الخمس . لا خلاط ولا راط ، ولا شناق ولا شغار . فمن أجبا فقد أربى . وكل مسكرٍ حرامٌ . كان إذا سافر سفرا قال : " اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب ، والحور بعد الكور ، وسوء المنظر في الأهل والمال " وقال : " إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم كان بأسهم بينهم " . وقال : " خمروا آنيتكم ، وأوكوا أسقيتكم ، وأجيفوا الأبواب ، وأطفئوا المصابيخ ، وأكفتوا صبيانكم ؛ فإن للشياطين انتشارً وخطفةً " . وقال : " لا والذي نفسي بيده ، حتى تأخذوا على يدي الظالم وتأطروه على الحق أطراً " . وخرج عليه السلام يريد حاجة ، فاتبعه بعض أصحابه ، فقال عليه السلام : " تنح عني ؛ فإن كل بائلة تفيخ " . وقال : " العجماء جبارٌ ، والبئر جبار ، والمعدن جبارٌ . وفي الركاز الخمس " . وأتاه سعد بن عبادة برجل - كان في الحي - مخدج سقيم وجد على أمة من إمائهم يخبث بها ؛ فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " خذوا له عثكالاً فيه مائة شمراخ فاضربوه ضربة " .

وقال : " إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لا تموت حتى تستكمل رزقها . فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " . وقال : " من تعزى بعزاء الجاهلية فاعضوه بهن أبيه ولا تكنوا " . وقال : " لا يعدى شيءٌ شيئاً " ؛ فقال أعرابي : يا رسول الله ؛ إن النقبة قد تكون بمشفر البعير أو بذنبه في الإبل العظيمة فتجرب كلها . فقال ( صلى الله عليه وسلم) : " فما أجرب الأولى ؟ " . وقال : " ثلاثٌ من أمر الجاهلية : الطعن في الأنساب والنياحة ، والأنواء " . وقال : " لا يدخل الجنة قتات " . وقال : " لا ترفع عصاك عن أهلك " . وقال : " بلوا أرحامكم ولو بالسلام " . وقال : " خير المال سكة مأبورةٌ ، وفرسٌ مأمورةٌ " . وقال : " لا يدخل الجنة من لم يأمن جاره بوائقه " . وروى بريدة قال : بينما أنا ماش في طريق فإذا برجلٍ خلفي ، فالتفت فإذا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأخذ بيدي وانطلقنا ، فإذا نحن برجل يكثر الركوع والسجود . فقال لي : " يا بريدة ؛ أتراه يرائي ؟ " . ثم أرسل يده من يدي وجعل يقول : " عليكم هدياً قاصداً ، إنه من يشاد هذا الدين يغلبه " . وقال : " يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار ، فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحا ، فيقال : ما لك ؟ فيقول : كنت آمر بالمعروف ولا آتيه ، وأنهى عن المنكر وآتيه". وقدم عليه السلام من سفر فأراد الناس أن يطرقوا النساء ليلا فقال : " أمهلوا حتى تمتشط الشعثة ، وتستحد المغيبة ، فإذا قدمتم فالكيس الكيس " . وقال : " الطيرة والعيافة والطرق من الجبت " .

سأله عدي بن حاتم فقال : إنا نصيد الصيد فلا نجد ما نذكي به إلا الظرار وشقة العصا ، فقال : " أمر الدم بما شئت". وقال : " عليكم بالباء ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج . فمن لم يقدر فعليه بالصوم فإنه له وجاءٌ " . وبعث مصدقاً فقال عليه السلام : " لا تأخذ من حزرات أنفس الناس شيئاً ، خذ الشارف والبكر وذا العيب " . وقال : " إن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح بها سائر الجسد ، وإذا فسدت فسد بها سائر الجسد ، ألا وهي القلب " . وقال : " إن الله يحب معالي الأمور ويبغض سفسافها " . وذكر عليه السلام أشراط الساعة فقال : " بيع الحكم ، وقطيعة الرحم ، والاستخفاف بالدم ، وكثرة الشرط ، وأن يتخذ القرآن مزامير ، يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم غناء " . وقال : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " . وقال : " نعم الإدام الخل " . وقال : " لا تجوز شهادة خائنٍ ولا خائنة ، ولا ذي غمرٍ على أخيه ، ظنين في ولاء ولا قرابة ، ولا القانع مع أهل البيت لهم " . وقال : " لي الواجد يحل عقوبته وعرضه " . وقال : " الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة : . وقال : " اتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان " . وقال : " بينما عليه السلام في طريق إذ مال إلى دمثٍ قبال ، وقال : " إذا بال أحدكم فليرتد لبوله " .

وسئل عن اللقطة فقال عليه السلام " احفظ عفاصها ووكاءها فإن جاء صاحبها فادفعها إليه " قيل : فضالة الغنم؟ قال: " هي لك أو لأخيك أو للذئب . " قيل : فضالة الإبل ؟ وقال : " ما لك ولها معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وتأكل الشحر حتى يلقاها ربها " . ولما توفي ابنه إبراهيم فبكى عليه قال : " لولا أنه وعدٌ حق وقولٌ صدقٌ وطريق ميتاءٌ لحزنا عليه يا إبراهيم أشد من حزننا " . وقد روى : " وطريق مأتي " . وقال : " من سره أن يسكن بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ؛ فإن الشيطان مع الواحد ، وهو مع الإثنين أبعد " . وقال : " استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع" . وقال : " لا يوردن ذو عاهةٍ على مصح " . وقال : " من أشراط الساعة أن يرى رعاء الغنم رءوس الناس ، وأن ترى العراة الجوع يتبارون في البنيان ، وأن تلد الأمة ربها وربتها " . استأذن عليه أبو سفيان فحجبه ثم أذن فقال : " ما كدت تأذن لي حتى تأذن لحجارة الجلهمتين ، فقال : يا أبا سفيان ؛ أنت كما قال القائل : كل الصيد في جوف الفرا". وقال للنساء : " إنكن أكثر أهل النار ؛ وذلك لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير " . وقال : " المتشبع بما لا يملك كلابس ثوبي زورٍ " . وذكر الفتن فقال له حذيفة : أبعد هذا الشر خير ؟ قال : " هدنةٌ على دخنٍ ، وجماعةٌ على أقذاءٍ " .

وقال : " الغيرة من الايمان ، والمذاء من النفاق " . وقالت : " من أزلت إليه نعمة فليكافئ بها ، فإن لم يجد فليظهر ثناءً حسناً " . وقال : " لا حمى إلا في ثلاثٍ : ثلة البشر ، وطول الفرس ، وحلقة القوم " . وقال : " إن الدنيا حلوةٌ خضرةٌ ، فمن أخذها بحقها بورك له فيها " . وقال : " تخيروا لنطفكم " . وقال : " إذا تمنى أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه " . وقال : " لا يموت لمؤمن ثلاثة أولادٍ فتمسه النار إلا تحله القسم " . وقال : " إذا مر أحدكم بطربالٍ مائلٍ فليسرع المشي " . وقال : " تمسحوا بالأرض فإنها بكم برةً " . وقال : " إني لأكره أن أرى الرجل ثائراً فريص رقبته قائماً على مريته يضربها " . وقال : " المسلمون هينون لينون كالجمل الأنف إن قيد انقاد ، وإن أنيخ على صخرة استناخ " . وأتاه عمر فقال : " إنا نسمع أحاديث من اليهود تعجبنا ، أفترى أن نكتب بعضها ؟ فقال عليه السلام : " أمتهو كون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ، ولو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي". ولما خرج من مكة عرض له رجل فقال : " إن كنت تريد النساء البيض والنوق الأدم فعليك ببني مدلج . فقال : إن الله منع مني بني مدلج بصلتهم الرحم وطعنهم في ألباب الإبل " وروى " في لبات الإبل " .

وقال : " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة : " إذا لم تستح فاصنع ماشئت " . أتى عليه السلام بوشيقةٍ يابسة من لحم صيد فقال : " إني حرامٌ " . وقال : " إن الله يحب النكل على النكل " . قيل : وما النكل على النكل قال : " الرجل القوي المجرب المبدئ المعيد على الفرس القوي المجرب المبدئ المعيد " . أتاه رجل فقال : يا رسول الله أكلتنا الضبع ، فقال عليه السلام : " غير ذلك أحوف عندي ؛ أن تصب عليكم الدنيا صبا " . وقال : " من تعلم القرآن ثم نسيه لقى الله وهو أجدم " . وقال : " فصل بين الحلال والحرام الصوت والدفء في النكاح " . وقال : " عليكم بالصوم، فإنه محسمة للعرق مذهبةٌ للأشر " . كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا استفتح القراءة في الصلاة قال : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، من همزة ونفثه ونفخه . فقيل : يا رسول الله : ما همزه ونفثه ونفخه " فقال : أما همزه فالموته ، وأما نفثه فالشعر ، وأما نفخه فالكبر " . قال : " لاتقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل ، ويخون الأمين ، ويؤتمن الخائن ، وتهلك الوعول ، وتظهر التحوت " . كتب لحارثه بن قطن ومن بدومة الجندل من كلب : إن لنا الضاحية من البعل ، ولكم الضامنة من النخل ، لا تجمع سارحتكم ، ولا تعد فاردتكم ، ولا يحظر عليكم النبات ، ولا يؤخذ منكم عشر البتات " . وكان يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما : " أعيذكما بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامةٍ ، ومن كل عينٍ لامةٍ " . وقال : " من بنى مسجدا ولو مثل مفحص قطاةٍ بنى الله له بيتاً في الجنة " .

وقال : " مثل المؤمن والإيمان كمثل الفرس في آخيته يجول ثم يرجع إلى آخيته ، وإن المؤمن يسهو ثم يرجع إلى الإيمان " . ودخلت عليه ( صلى الله عليه وسلم ) عجوز ؛ فسأل وأحفى ، وقال : " إنها كانت تأتينا أزمان خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان " . سئل عليه السلام عن البر والإثم ؛ فقال : " البر حسن الخلق ، والإثم ما حك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس " . وقال : " إن من شر ما أعطى العبد شح هالعٌ وجبنٌ خانع " . وقال : " ما من أمير عشرةٍ إلا وهو يجئ يوم القيامة مغلولةً يداه إلى عنقه ، حتى يكون عمله هو الذي يطلقه أو يوكفه " . وقال : " وهل يكب الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم " . وأهدى إليه عليه السلام هدية ؛ فلم يجد شيئاً يضعه عليه فقال : " ضعه بالحضيض ، فإنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد " . وندب - ( صلى الله عليه وسلم ) - إلى الصدقة ؛ فقيل له : قد منع أبو جهم وخالد بن الوليد والعباس عم النبي عليه السلام ، قال : فقال عليه السلام : " أما أبو جهمٍ فلم ينقم منا إلا أن أغناه الله ورسوله من فضله ، وأما خالدٌ فإن الناس يظلمون خالداً . إن خالداً قد جعل رقيقه ودوابه حبسا في سبيل الله ، وأما العباس فإنها عليه ومثلها معها " . وكتب عليه السلام لأكيدر : هذا كتابٌ من محمد رسول الله لأكيدر حين أجاب إلى الإسلام ، وخلع الأنداد والأصنام ، مع خالد بن الوليد ، سيف الله في دوماء الجندل وأكنافها ، أن لنا الضاحية من البعل ، والبور والمعامى وأغفال الأرض والحقلة ، ولكم الضامنة من النخل ، والمعين من المعمور بعد الخمس ، لا تعدل سارحتكم ، ولا تعد فاردتكم ولا يحظر عليكم النبات ، تقيمون الصلاة لوقتها ، وتؤتون الزكاة بحقها ، عليكم بذلك عهد الله وميثاقه . وقال عليه السلام في الرجل الذي استعمله ؛ فأهدى إليه شيءٌ فقال : هذا لي : " هلا جلس في حفش أمه ؛ فينظر أكان يهدي إليه شيءٌ " . وقال : " إذا وجد أحدكم طخاءً على قلبه فليأكل السفرجل " ومن حديثه ( صلى الله عليه وسلم ) مما رواه ابن قتيبة : " عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواها ، وأنتق أرحاماً وأرضى باليسير " . " فارس نطحةٌ أو نطحتان ، ثم لا فارس بعدها أبداً . والروم ذات القرون، كلما هلك قرنٌ خلف قرنٌ ، أهل صخر وبحرٍ ، هيهات آخر الدهر " . " سموا أولادكم أسماء الأنبياء ، وأحسن الأسماء عبد الله ، وعبد الرحمن ، وأصدقها الحارث وهمام وأقبحها حرٌ ومرة " . " اللهم إن عمرو بن العاص هجاني وهو يعلم أني لست بشاعر فاهجه ، اللهم والعنه عدد ما هجاني " . " من توضأ للجمعة فبها ونعمت ، ومن اغتسل فذلك أفضل ، ومن غسل واغتسل ، وبكر وابتكر ، واستمع ولم يلغ كفر ذلك ما بين الجمعتين " . " سيد إدام أهل الدنيا والآخرة اللحم ، وسيد ريحان أهل الجنة الفاغية " . لما أراد الأنصار أن يبايعوه ، قال أبو الهيثم بن تيهان : يا رسول الله ، إن بيننا وبين القوم حبالاً ونحن قاطعوها ، فنخشى إن الله أعزك ونصرك أن ترجع إلى قومك ، فتبسم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ثم قال : " بل الدم الدم ، والهدم الهدم ، أنا منكم وأنتم مني ؛ أحارب من حاربتم ، وأسالم من سالمتم " .

قالوا في معنى ذلك : إنهم كانوا ف يالجاهلية إذا تحالفوا يقولون : الدم الدم والهدم الهدم ، يريدون : تطلب بدمى وأطلب بدمك ، وما هدمت من الدماء هدمت ؛ أي : ما عفوت عنه وأهدرته عفوت عنه وأهدرته . وكان أبو عبيدة يقول : هو الهدم الهدم واللدم اللدم ؛ أي : حرمتي مع حرمتكم وبيتي مع بيتكم ، وأنشد : ثم الحقي بهدمي ولدمي وروى في حديث آخر أن الأنصار قالوا : ترون نبي الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا فتح الله عليه مكة أرضه وبلده يقيم بها ؛ فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " معاذ الله ، المحيا محياكم والممات مماتكم " . " ما ينتظر أحدكم إلا هرماً مفنداً أو مرشاً مفسداً " . " المستبان شيطانان يتكاذبان ويتهاتران " . " غطوا الإناء ، وأوكوا السقاء ، وأغلقوا الباب ، وأطفئوا السراج ، فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم " . وروى أن أم سلمة قالت : " يا رسول الله أراك ساهم الوجه . أمن علة ؟ قال : لا ، ولكنه السبعة الدنانير التي أيتنا بها أمس نسيتها في خصم الفراش فبت ولم أقسمها " . خصم الفراش : جانبه . " ويلٌ لأقماع القول ، ويلٌ للمصرين " . وكان ( صلى الله عليه وسلم ) يتعوذ من خمس : من العيمة والغيمة ، والأيمة ، والكزم ، والقزم .

واستأذنه سعد في أن يتصدق بماله ، فقال : لا ، ثم قال : الشطر . قال : لا . قال : فالثلث ؟ قال " الثلث ، والثلث كثيرٌ . إنك إن تترك أولادك أغنياء خيرٌ من أن تدعهم عالةً يتكففون الناس . " أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح". " الحمى رائد الموت ، وهي سجن الله في الأرض يحبس بها عبده إذا شاء ، ويرسله إذا شاء " . وسئل عليه السلام عن بني عامر بن صعصعة ، فقال : " جملٌ أزهر متفاجٌ يتناول من أطراف الشجر " ، وسألوه عن غطفان ، فقال : " رهوةٌ تنبع ماء " . وفي حديث آخر أنه قال في غطفان - وقد ذكرهم - : أكمةٌ خشناء تنفى الناس عنها . وقال عليه السلام في حجة الوداع : " لا يعشرن ولا يحشرن " . وقال عليه السلام : " كل رافعةٍ رفعت علينا من البلاغ فقد حرمتها أن تعضد أو تخبط إلا بعصفورٍ قتبٍ أو مسد محالةٍ أو عصا حديدةٍ " . قوله : كل رافعة رفعت علينا ، يريد : كل جماعة مبلغة تبلغ عنا وتذيع ما نقوله . وذكر عليه السلام ( يأجوج ومأجوج ) فقال : " عراض الوجوه ، صغار العيون ، صهب الشعاف ، من كل حدبٍ ينسلون " .

الشعاف : جمع شعفة ، وشعفة كل شيء أعلاه . وفي الحديث أنه ( صلى الله عليه وسلم ) دعا بلالا بتمر . فجعل يجئ به قبضا قبضا ؛ فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً " . " من حفظ ما بين فقميه ورجليه دخل الجنة " . " لا زمام ولا خزام ولا رهبانية ولا تبتل ولا سياحة في الإسلام " وذكر المنافقين ، فقال : " متكبرون لا يألفون ولا يؤلفون ، خشبٌ بالليل صخب بالنهار " . وقدم وفدٌ من همدان فلقوه مقبلا من تبوك ، فقال مالك ابن نمط : يار سول اله ، نصية من همدان من كل حاضرٍ وباد ، أتوك على قلص نواجٍ متصلة بحبائل الإسلام ، لا تأخذهم في الله لومة لائمٍ ، من مخلاف خارفٍ ويام . عهدهم لا ينقض عن شية ماحل ولا سوءاء عن فقير ما قامت لعلع ، وما جرى اليعفور بصلع . فكتب لهم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : هذا كتاب من محمد رسول الله لمخلاف خارف ، وأهل جناب الهضب وحقاف الرمل ، مع وافد هادي المشعار مالك بن نمط ومن أسلم من قومه ، على أن لهم فراعها ووهاطها وعزازها ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ، يأكلون علافها ويرعون عفاءها . لنا من دفئهم وصرامهم ما سلموا بالميثاق والأمانة ، ولهم من الصدقة الثلب والناب والفصيل والفارض والداجن والكبش الحورين وعليهم فيه الصالع والقارح . قوله : نصية من همدان ، أي رءوسا مختارين منهم . وخارف ويام قبيلتان . وقوله : عهدهم لا ينقض عن شية ماحل . الماحل : الساعي بالنمائم . يقول ليس ينقض عهدهم بسعي ماحل. ولا سوءاء عن فقير يريد : الداهلية ، ولعله : جبل . واليعفور : ولد البقرة . والصلع : الصحراء البارزة المستوية التي لا نبت فيها . والفراع : عالي الجبال . والوهاط : المواضع المطمئنة . والعزاز : ما صلب من الأرض . والعلاف : جمع علف . والعفاء من الأرض : ما ليس لأحد فيه شيء . وقوله : لنا من دفئهم : يعني من إبلهم وشائهم، سميت دفئا لما يتخذ من أوبارها وأصوافها من الأكسية والبيوت . والصرام : النخل . والثلب من الإبل : الذكور والذي قد تكسرت أسنانه . والناب : الهرمة من النوق . والفارض : المسنة . والداجن : التي يعلفها الناس في منازلهم . والصالع من الغنم والبقر مثل اقارح من الخيل والحورى ، منسوب إلى الحور ، وهي جلود حمر تتخذ من جلود المعز والضأن . وكتب عليه السلام لوفد كلب : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الكتاب من محمد رسول الله ؛ لعمائر كلب وأحلافها ومن ظأره الإسلام من غيرهم ، مع قطن بن حارثة العيلمى بإقام الصلاة لوقتها ، وإيتاء الزكاة بحقها في شدة عقدها ووفاء عهدها بحضرٍ من شهود المسلمين : سعد بن عبادة ، وعبد الله بن أنيس ، ودحية بن خليفة الكلبي عليهم في الهمولة الراعية البساط الظؤار ؛ في كل خمسين ناقةٌ غير ذات عوار ، والحمولة المائرة لهم لاغية ، وفي الشوي الوري مسنةٌ حاملٌ أو حائلٌ ، وفيما سقى الجدول من العين المعين العشر من ثمرها ، ومما أخرجت أرضها . وفي العذى شطره بقيمة الأمين . لا يزاد عليهم وطيفه ولا يفرق . شهد الله على ذلك ورسوله .

وكتب ثابت بن قيس بن شماس . العمائر : جمع عمارة وهو فوق البطن . قوله : ظأره الإسلام أي عطفه . والظؤار: هي التي معها أولادها وجمعت على فعال . والحمولة المائرة ، يعني : الإبل التي تحمل عليها الميرة . لاغية : أي ملغاة . لا تعد ولا يلزمون لها صدقة . والشوى : جمع شاة ، والورى : السمين فعيل بمعنى فاعل . ولما قدمت عليه وفود العرب ، قام طهفة بن أبي زهير النهدي ، فقال : أتيناك يا رسول الله من غورى تهامة على أكوارٍ الميس ، ترتمي بنا العيس ، نستحلب الصبير ، ونستحلب الخبير ، ونستعضد البربر ، ونستخيل الرهام ، ونستحيل الجهام ، من أرض غائلة النطاء ، غليظة الوطاء . قد نشف المدهن ، ويبس الجعثن ، وسقط الأملوج ، ومات العسلوج ، وهلك الهدى ، ومات الودى ، برئنا يا رسول الله من : الوثن ، والعنن وما يحدث الزمن . لنا دعوة السلام وشريعة الإسلام ما طما البحر وقام تعار ، ولنا نعم همل أغفالٌ ، ما تبض ببلال ووقيرٌ كثير الرسل قليل الرسل ، أصابتها سنيةٌ حمراء مؤزلة ، ليس لها عللٌ ولا نهلٌ . فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " اللهم بارك لهم في محضها ومخضها ومذقها ، وابعث راعيها في الدثر بيانع الثمر ، وافجر له الثمد ، وبارك له في المال والولد ، من أقام الصلاة كان مسلماً ، ومن آتى الزكاة كان محسناً ، ومن شهد أن لا إله إلا الله كان مخلصا ؛ لكم يا بني نهد ودائع الشرك ووضائع الملك ، لا تلطط في الزكاة ، ولا تلحد في الحياة ، ولا تثاقل عن الصلاة .

وكتب معه كتاباً إلى بني نهد : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى بني نهد بن زيد : سلامٌ على من آمن بالله ورسوله ، لكم يا بني نهدٍ في الوظيفة الفريضة ، ولكم العارض والفريش وذو العنان الركوب ، والفلو الضبيس، لا يمنع سرحكم ولا يعضد طلحكم ، ولا يحبس دركم ما لم تضمروا الإماق وتأكلوا الرباق ، من أقر بما في هذا الكتاب فله من الله ورسوله الوفاء بالعهد والذمة ، ومن أبي فعليه الربوة . الميس : شجر تعمل منه الرحال . والصبير : السحاب الأبيض . ونستخلب : نحصد ونقطع ، ومنه قيل : المنجل مخلب ، ومخلب الطائر من ذلك ، والحبير : النبات . والبربر : ثمر الأراك ، وهم يأكلونه إذا أجدبوا ، وأصل العضد القطع . ونستخيل : من أخيلت السحابة إذا رأيتها فحسبتها ماطرة . والرهام الأمطار الضعاف . ونستحيل الجهام ننظر إليه . يقال : استحيل كذا وكذا أي نظر إليه . والجهام سحابٌ لا ماء فيه . ومن قال : تستحيل فإنه أراد أنا نراه جائلا في الأفق . وقوله : من أرض غائلة النطاء يريد : فلاة تغول ببعدها من سلكها أي تهلكة . والنطاء : البعد . والمدهن : نقرة واسعة في الجبل يستنقع فيها الماء . والجعثن : أصل النبات . والعسلوج : الغصن . والأملوج : ورق كالعيدان يكون لضروب من شجر البر . والهدى : الإبل هاهنا ، وأصل الهدى البدن التي تهدى إلى البيت . والودي : فسيل النخل . والعنن : الاعتراض والمخالفة . وتعار : جبل معروف . ونعمٌ أغفال يريد : لا ألبان لها ، والأصل في الغفل التي لا سمة لها . والوقير : الغنم . والرسل : ما يرسل منها إلى المرعى . والرّسل : اللبن . يقول : هي كثيرة العدد قليلة اللبن . والمؤزلة : الجائية بالأزل وهو الضيق . والدثر : المال الكثير من الإبل والغنم بمرعى قد سلم وتم حتى ينعت ثمرته. و الدثر : الماء القليل . يقول : يقول : أفجره لهم حتى يصير كثيراً غزيرا . و دائع الشرك : يريد العهود . يقال : توادع الفريقان إذا أعطى كل واحد منهما الآخر عهدا ألا يغزوه ، و كان اسم ذلك العهد وديعا . ووضائع الملك : يريد لكم الوضائع التي يوظفها على الملمين في الملك لا يتجاوزها ، ولا يزيد عليكم فيها . والفريضة : الهرمة وهي الفارض أيضا ، يقال : فرضت إذا هرمت . والعارض : المريضة . والفريش : هي التي وضعت حديثا كالنّفساء من النساء ، يريد لا يأخذ منكم ذا العيب فيضرّ بأهل الصدقة فهى لكم ، ولا يأخذ منكم ذات الدّر فيضرّ بكم فهى لكم ، ولكنا نأخذ الوسط . وذو العنان : الفرس ، والركوب الذلول . والفلوّ : المهر . والضّبيس : الصعب . وقوله : لا يمنع سرحكم : أي لا يدخل عليكم في مرعاكم أحدٌ يمنع سرحكم عن شيءٍ منه ، ولا يحبس دركم ، يريد : ذوات اللبن ، لا تحشر إلى المصدق وتحبس عن المرعى ، إلى أن تجتمع الماشية ثم تعد ، لما في ذلك من الإضرار بها . والإماق أصله الإمآق بالهمزة ، وهو من المأقة ، والمأقة : الأنفة والحدة والجرأة ، يقال رجل مثق ، وإنما أراد بالاماق النكث والغدر . والرياق : جمع ربق وهو الحبل وإنما أراد به العهد . وقوله : فمن أبى فعليه الربوة يريد : الزيادة . وكتب ( صلى الله عليه وسلم ) بين قريش والأنصار كتابا ، وفي الكتاب : إنهم من أمةٍ واحدةٍ دون الناس ، المهاجرون من قيس على رباعتهم يتعاقلون بينهم معاقلهم الأولى ، ويفكون عاتيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين ، وأن المؤمنين لا يتركون مفرحاً منهم أن يعينوه بالمعروف في فداءٍ أو عقلٍ ، وأن المؤمنين المتقين أيديهم على من بغى عليهم ، وابتغى دسيعة ظلم ، وأن سلم المؤمنين واحدٌ ، لا يسالم مؤمنٌ دون مؤمنٍ في قتال في سبيل الله إلا على سواءٍ وعدلٍ بينهم ، وأن كل غازيةٍ غزت يعقب بعضهم بعضاً ، وأنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ، ولا يعينها على مؤمنٍ ، وأنه من اعتبط مؤمناً قتلا ، فإنه قود إلا أن يرضى ولى المقتول بالعقل ، وأن اليهود يتفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين ، وأن يهود بني عوفٍ أنفسهم ومواليم أمةٌ من المؤمنين ، لليهود دينهم وللمؤمنين دينهم ، إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوبغ إلا نفسه وأهل بيته ، وأن يهود الأوس ومواليهم وأنفسهم مع البر المحبين من أهل هذه الصحيفة ، وأن البر دون الإثم ، فلا يكسب كاسبٌ إلا على نفسه ، وأن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة منه وأبره لا يحول الكتاب دون ظلم ظالمٍ ولا إثم آثمٍ ، وأن أولاهم بهذه الصحيفة البر المحسن . قوله : رباعتهم يريد : أمرهم الذي كانوا عليه ، والمفرح : الذي يلزمه أمر أثقله من دين أو دية ، يقال : أفرحني الشيء أي أثقلني وقوله : دسيعة ظلم : من الدسع وهو الدفع : وفي حديثه ( صلى الله عليه وسلم ) أنه خرج في الاستسقاء ؛ فتقدم فصلى بهم ركعتين يجهر فيهما بالقراءة . وكان يقرأ في العيدين والاستسقاء في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب ، و " سبح اسم ربك الأعلى " وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب ، و " هل أتاك حديث الغاشية " فلما قضى صلاته استقبل القوم بوجهه ، وقلب رداءه ، ثم جثا على ركبتيه ، ورفع يديه ، وكبر تكبيرةً قبل أن يستسقى ، ثم قال : " اللهم اسقنا وأغثنا ، اللهم اسفنا غيثاً مغيثاً ، وحياً ربيعا ، وجداً طبقاً غدقاً مغدقاً ، مونقاً عاماً ، هنيئاً مريئاً مربعاً مرتعاً ، وابلاً سابلاً ، مسبلاً مجللاً، ديماً درراً ، نافعاً غير ضار ، عاجلاً غير رائثٍ غيثاً اللهم تحيي به البلاد ، وتغيث به العبا ، وتجعله بلاغاً للحاضر منا والباد . اللهم أنزل علينا في أرضنا زينتها ، وأنزل علينا في أرضنا سكنها . اللهم أنزل علينا من السماء ماءً طهوراً ؛ فأحيا به بلدةً ميتاً ، وأسقاه مما خلقت لنا أنعاماً وأناسى كثيراً " . وقال عليه السلام : " خيار أمتي أولها وآخرها ، وبين ذلك ثبج أعوج " . " لا بأس بالغنى لمن اتقى ، والصحة لمن اتقى خيرٌ من الغنى ، وطيب النفس من النعيم " . " إن الكاسيات العاريات والمائلات المميلات لا يدخلن الجنة " . قالوا في تفسير " الكاسيات العاريات " هن اللواتي يلبسن رقاق الثياب التي لا تسترهن . والمميلات ، قالوا : اللواتي يملن قلوب الرجال ، وقيل : اللواتي يملن الخمر ليظهر الوجه والشعر ، وقيل : هو من المشط الميلاء وهي معروفةٌ عندهم .

ومن حديثه عليه السلام أنه قال : " إن للرؤيا كنى ، ولها أسماء فكنوها بكناها ، واعتبروا بأسمائها ، والرؤيا لأول عابرٍ " . وذكر الخوارج ، فقال : " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، وفينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر في نضله فلا يوجد فيه شيءٌ ، قد سبق الفرث والدم ، آيتهم رجلٌ أسود في إحدى يديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر " . " يحشر ما بين السقط إلى الشيخ الفاني ، مرداً مكحلين إلى أفانين " . " من استمع إلى حديثٍ قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة " . " لا طلاق ولا عتاق في إغلاقٍ " . " إن تهامة كبديع العسل حلو أوله حلو آخره " . البديع : الزق " مضر صخرة الله التي لا تنكل " . " والذي نفس محمدٍ بيده لا يحلف أحدٌ وإن على مثل جناح البعوضة إلا كانت وكتةً في قلبه " . " الكباد من العب " . " استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمنٌ " . لن تحصوا : لن تطيقوا . كان يبايع الناس وفيهم رجل دحسمان ، وكان كلما أتى عليه أخره حتى لم يبق غيره ، فقال له عليه السلام : " هل اشتكيت قط ؟ قال : لا . قال : فهل رزئت بشيءٍ ؟ قال : لا ، فقال عليه السلام : " إن الله يبغض العفرية النفرية الذي لم يرزأ في جسمه ولا ماله "

" مثل الجليس الصالح مثل الداري ، إن لم يحدك من عطره علقك من ريحه . ومثل الجليس السوء مثل الكير ؛ إن لم يحرقك من شراره علقك من نتنه " . " خير الصدقة ما أبقت غنىً ، واليد العيا خيرٌ من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول". وقال في المدينة : " اللهم بارك لنا في مدها وصاعها ، وانقل حماها إلى مهيعة " . مهيعة الجحفة ، وغدير خم بها . قال الأصمعي : لم يولد بغدير خم أحد فعاش بها إلى أن يحتلم . وفي الحديث أنه مر عليه السلام برجل له عكرة فلم يذبح له شيئاً ، ومر بامرأة لها شويهات فذبحت له ، فقال : " إن هذه الأخلاق بيد الله ، فمن شاء أن يمنحه منها خلقاً حسناً فعل " . وقال لنسائه : " ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب ، تسير أو تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب " - الأدبب : الأدب . وفي حديثه ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ أن رعاء الإبل ورعاء الغنم تفاخروا عنده فأوطأهم رعاء الإبل غلبةً ، فقالوا : وما أنتم يا رعاء النقد ، هل تخبون أو تصيدون ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " بعث موسى وهو راعي غنم ، وبعث داود وهو راعي غنم ويعثت أنا وأنا راعي غنم أهلي بأجياد"؛ فغلبهم عليه السلام . " أغبط الناس عندي ، مؤمنٌ خفيف الحاذ ، ذو حظ من صلاةٍ " . وكتب في كتاب له ليهود تيماء: " إن لهم الذمة ، وعليهم الجزية بلا عداءٍ ، النهار مدى ، والليل سدى " .

المدى : الغاية ، أي ذلك لهم أبدا ما كان الليل والنهار . والسدى : التخلية . وأهدى له الرجل راوية خمر ، فقال : " إن الله حرمها " . قال : أفلا أكارم بها يهود ؟ قال : " إن الذي حرمها حرم أن يكارم بها " . قال : فما أصنع بها ؟ قال: " سنها في البطحاء " . وقال : " ليس للنساء سروات الطريق " . وقال : " يمين الله سحخاء ، لا يغيضها شيءٌ الليل والنهار " . وقال عليه السلام : " حجوا اقبل ألا تحجوا " . قالوا : وما شأن الحج ؟ قال : " يقعد أعرابها على أذناب أوديتها فلا يصل إلى الحج أحدٌ " . ومن حديثه ( صلى الله عليه وسلم ) من رواية الحربى قوله عليه السلام : " أنا وامرأةٌ سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة ، وامرأة أيمت من زوجها حبست نفسها على يتاماها حتى ماتوا أو بانوا " . " الأيم أحق بنفسها من وليها ، والبكر تستأذن ، وإذنها صماتها " " ثلاثٌ لا يؤخرن : الصلاة إذا أتتك ، والجنازة إذا حضرت ، والأيم إذا وجدت كفئاً " . أتى ابن عمر أباه ، فقال : إني قد خطبت ابنة نعيم النحام ، وأريد أن تمشي معي فتكلمه ، فقال : إني أعلم بنعيم منك . إن عنده ابن أخ له يتيماً ، لم يكن لينقض لحوم الناس ويترب رسول الله (صلى الله عليه وسلم )فإن كنت فاعلا فأذهب معك زيد بن الخطاب ، فذهب إليه فكلمه ، فكأن نعيماً سمع مقال عمر، فقال : مرحباً بك وأهلاً ، إن عندي ابن أخ لي يتيما ، ولم أكن لا نقض لحوم الناس وأترب لحمي . . فقالت أمها من ناحية البيت : والله لا يكون هذا حتى يقضي به علينا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) - أتحبس أيم بني عدي على ابن لأخيك سفيهٍ أو ضعيفٍ ، ثم خرجت حتى أتت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) - فأخبرته الخبر ، فدعا نعيما، وقال : صل رحمك ، وأرض أيمك وأمها ، فإن لهما من أمرهما نصيباً . قال أبو هريرة : قلت يا رسول الله، أي الناس أحق بحسن الصحبة ؟ قال : أمك ، ثم أمك ، ثم أمك ، ثم أبوك " . قال أبو بكر رضي الله عنه : قلت للنبي (صلى الله عليه وسلم ) ، ونحن في الغار - : لو أن أحدهم رفع قدميه لأبصرنا تحتهما ، فقال : " ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ " . وقال عليه السلام : " المؤمن غر كريمٌ ، والفاجر خب لئيمٌ " . " تزوجوا الشواب فإنهن أغر أخلاقاً " . " من طلب دماً أو خبلا فإنه بالخيار : أن يقتص ، أو يعفو أو يأخذ بالعفو " . " ما من قومٍ تعمل فيهم المعاصي يقدرون أن يغيروا فلا يغيرون إلا أصابهم الله بعقاب " . " شدة الحر من فيح جهنم فأبردوا بالصلاة " . " قال سراقة بن جعشم: قلت : " يا رسول الله ؛ الضالة تغشى حياضي ، هل لي أجرٌ إن أسقها ؟ قال : " في كل كبدٍ حرى أجرٌ " . " إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب " .

" أول دينكم نبوةٌ ورحمةٌ ، ثم ملكٌ ورحمةٌ ، ثم ملكٌ وجبريةٌ ، ثم ملكٌ عض يستحل فيه الخز والحرير " . " أعوذ بك من الحور بعد الكور " . " الصوم جنةٌ ما لم تخرقها " . " ألا لا يجن جانٍ على نفسه ، لا يجن والدٌ على ولده " . روى أن رجلا من أهل الصفة مات ، فوجد في شملته ديناران ، فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " كيتان " . " استذكروا القرآن ، فلهو أشد تفصياً من صدور رجالٍ من النعم من عقله " . كان عامة وصيته صلى الله عليه حين حضرته الوفاة : " الصلاة وما ملكت أيمانكم ، حتى جعل يغرغر بها ، وما يفيص بها لسانه " . " اسمح يسمح لك " . " الأنصار كرشي ؛ فاقبلوا من محسنهم ، وتجاوزوا عن مسيئهم " " المقة من الله ، والصيت في السماء " . وقيل : يا رسول الله ، الرجل يحب قومه ، أعصبي هو ؟ قال : " لا : العصبي الذي يعين قومه على الظلم " . " إن الخلق الحسن ليذهب الخطايا ، كما تذهب الشمس الجليد " ومر به أعرابي جلد شابٌ ، فقال أبو بكر وعمر : ويح هذا لو كان شبابه وقوته في سبيل الله كان أعظم لأجره فقال عليه السلام : " إن كان يسعى على أبويه فهو في سبيل الله " . " رجلان من أمتي لا تبلعهما شفاعتي : إمامٌ ظلومٌ عسوفٌ ، وآخر غالٍ في الدين مارٌق منه " . " فاطمة بضعة مني يسعفني ما أسعفها " .

" اللهم أسألك العفة والغنى " . " ما بلغ عبدٌ حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه " . " إياكم والظن ؛ فإن الظن أكذب الحديث " . وأمر عليه السلام مناديا ، فنادى : " لا تجوز شهادة ظنينٍ " . وكان عليه السلام يدلع لسانه للحسن ، فيرى الحسن حمرة لسانه فيهش إليه . وقيل له : أي الجهاد أحب إلى الله ؟ قال: " كلمة حق عند سلطانٍ جائرٍ " . " لا يدخل الجنة سيء الملكة " . وقال له أبو بكر : كيف الفلاح بعد " من يعمل سوءً يجز به " قال : " يا أبا بكر ألست تمرض ؟ ألست تحزن ؟ ألست تصيبك اللأواء ؟ " . " أعوذ بالله من الجوع فإنه بئس الضجيع " . " لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرةٍ سوى " . " ليس الغني عن كثرة العرض ، إنما الغني غني النفس " . " الدنيا عرضٌ حاضرٌ يأكل منها البر والفاجر " . " لا جلب ولا جنب ولا اعتراض " . " من بات وفي يده غمرٌ ، فعرض له عارضٌ فلا يلومن إلا نفسه " . كان عليه السلام إذا استجد ثوباً قال : " اللهم أنت كسوتني هذا الثوب ، فلك الحمد ، أسألك من خيره وخير ما صنع له " . ذكرت الجدود عنده عليه السلام ، فقال قوم : جد بني فلان في الإبل ، وقال آخرون : جد بني فلان في الغنم . فلما قام إلى الصلاة قال : " لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد " . "

لا تسبوا بني تميمٍ فإنهم ذوو حد وجلدٍ " . وجد عمر حلة من استبرق ، فأتى بها النبي ( صلى الله عليه وسلم ) - فقال: ابتع هذه تجمل بها للعيد والوفد ، فقال : " إنما يلبس هذه من لا خلاق له " . وقال عليه السلام : " خير السرايا أربعمائةٍ " . قالت عائشة : دخل على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) - مسروا تبرق أسارير وجهه ، فقال : ألم ترى أن محرزا المدلجي رأى قدم زيد وأسماة ؟ فقال : " هذه أقدامٌ بعضها من بعضٍ " . " من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش " . " البكر بالبكر جلد مائةٍ ونفى سنةٍ " . " من انتفى من ولده فضحه الله يوم القيامة " . جاءت ارمأة إليه - عليه السلام - تشكو زوجها ، فقال : " أتريدين أن تتزوجي ذا جمةٍ فينانةٍ على كل خصلةٍ منها شيطانٌ " . " من شرب الخمر لم يرضى الله عنه ، فإن تاب تاب الله عليه ؛ فإن عاد كان حقاً على الله أن يسقيه من طينه الخيال". " الطاعون وخز أعدائكم من الجن " . كان عليه السلام إذا أراد أن يرقد ، قال : " اللهم قنى عذابك يوم تبعث عبادك".

" مثلي ومثل ما يعثني الله به ، كمثل رجلٍ أتى قوماً ، فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيني وأنا النذير العريان " . قال : " يقول الله إذا شغل عبدي ذكرى عن مسألتي ، أعطيته أفضل ما أعطى السائلين " . قال عليه السلام لأسماء بنت عميس : " العيلة تخافين على بني جعفرٍ انا وليهم في الدنيا والآخرة " . قال للأنصار حين أعطى المؤلفة قلوبهم: " أوجدتهم في قلوبكم من لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً أسلموا ووكلنكم إلى إيمانكم ؟ " . قال وائلة : إن النبي (صلى الله عليه وسلم ) أجلس عليا عن يمينه ، وفاطمة عن يساره ، وحسنا وحسينا بين يديه ، ولفع عليهم يثوبه ، وقال : " اللهم هؤلاء أهلي " . " لو أمسك الله القطر عن الناس ، ثم أرسله أصبحت طائفةٌ به كافرين ، يقولون : مطرنا بنوء المجدح " . جاء رجلٌ يتخطى رقاب الناس والنبي عليه السلام يخطب . فقال : " اجلس فقد آنيت وآذيت " . " المال فيه خيرٌ وشرٌ ، فيه حمل الكل وصلة الرحم " . قال عائشة : " فقدت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن فراشه ، فأخذت درعي ، وأخذت إزاري ، فتقنعت به ، فخرجت أمشي ، فقال : ترب جبينك أتخافين أن يحيف الله عليك ورسوله ، أتاني جبريل ، فأمرني أن آتي أهل البقيع فأستغفر لهم " . " أمرت بقريةٍ تأكل القرى ويبقى اسمها ، تنفى الخبث كما ينفى الكير خبث الحديد " . " من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ، لا يتحاشى من مؤمنها ، ولا يفي لذي عهدها فليس مني " .

قالت عائشة : " جاءت ارمأة ومعها ابنتان لها ، فأعطيتهما تمرة فشقتها بين ابنتيها ، فدخل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) على قفية ذلك فحدثته فقال : " من ابتلى بشيء من هؤلاء البنات كن له ستراً من النار " . قالت أم سلمة : كنت أنا وميمونة عنده عليه السلام ، فجاء ابن أم مكتوم ، فقال : احتجبا ، فقلنا : أليس أعمى لا يبصرنا ؟ قال : اعميا وإن أنتما ؟ " لا تكونوا إمعين يقولون إن ظلم الناس ظلمنا ، وإن أساء الناس أسأنا " . " أسفروا بالفجر ، فإنه أعظم للأجر " . " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة " . " إني أكره أن أرى المرأة سلتاء مرهاء " . " يهرم ابن آدم ويشب معه اثنتان : الحرص على الحياة ، والحرص على المال " . " من احتكر على المسلمين طعاماً ضربه الله بجذامٍ أو إفلاسٍ " . " بئس قومٌ يشهدون قبل أن يستشهدوا ولهم لغطٌ في أسواقهم . وسئل : أيضر الناس الغيط ؟ فقال عليه السلام : كما يضر العضاة الخيط . روى عن ابن أبي الحمساء قال : " بايعت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فوعدته مكاتنا ، فنسيته يومي والغد ، فأتيته اليوم الثالث ، فقال : يا فتى ، لقد شققت علي ، أنا هنا منذ ثلاثٍ أنتظلاك". كان يقول عليه السلام : " اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل " . " من خرج من بيته فقال : اعتصمن بالله ، وآمنت بالله ، رزق خير ذلك المخرج " . " إن أربي الربا الاستطالة في عرض المسلم " . " من أكل من ذوات الريح ، فلا يقربن مسجدنا " . " من لم يستطع التزوج فالصوم له وجاءٌ " .

" من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم الخنزير " . " اللهم بك أصول ، وبك أجول وبك أسير ، اللهم بك أصاول وبك أقاتل " . وقال في تميم : " ضخم الهام رجح الأحلام " . " بئس العبد عبدٌ تخيل واختال ، ونسي الكبير المتعال " . وأتى عليه السلام بسارق ، فقال : أسرقت ؟ لا إخالك فعلت . روى عن بعضهم قال : بينا أنا أمشي في بعض طرق المدينة - وعلى بردة ملحاء قد أرخيتها - إذ طعنني رجل ، فقال : " لو رفعت ثوبك كان أتقى وأنقى " ، فإذا هو رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . " تحت كل شعرةٍ جنابةً ، فبلوا الشعر ، وانقوا البشر " . " يكفي أحدكم من الدنيا خادمٌ ومركبٌ " . " يمن الخيل في شقرها " . سئل عليه السلام عن البحر ، فقال : " هو الطهور مأوه الحل ميتته " . كان عليه السلام إذا سمع الرعد والصواعق قال : " اللهم لا تقتلنا بغضبك ، ولا تهلكنا بعقابك " . من روع مسلماً لرضا سلطان جيء به يوم القيامة مغلولاً " . " من أدان ديناً ينوى قضاءه أداه الله عز وجل عنه " . " إن الله مع الدائن حتى يقضي دينه " . " أطعموا الطعام ، وصلوا والناس نيامٌ تدخلوا الجنة بسلام " . " يطلع الله إلى عباده في النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ، ويملي للظالمين ، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه " . " من أخذ هذا المال بإشراف نفسٍ لم يبارك له " ، يريد : بطلب وحرص .

" للوضوء شيطانٌ يقال له : الولهان " . " يكون كنز أحدكم شجاعاً أقرع ذا زبيبتين حتى يلقمه يده " . " العين وكاء السه ؛ فإذا نامت العين استطلق الوكاء " . وقال علي عليه السلام : أعتتقني النبي ( صلى الله عليه وسلم ) - ثم أجهش باكياً ؛ قلت : ما يبكيك ؟ قال : ضغائن قومٍ لا يبدونها لك إلا من بعدي " . ما أذن الله لشيءٍ كإذنه لإنسان حسن الترنم بالقرآن " . " لا طاعة لمخلوق في معصية الله " . أتته عليه السلام امرأة فقال : ألك بعل ؟ فقالت : نعم ، قال : كيف أنت له ؟ قالت : ما آلوه ، قال ، هو جنتك ونارك " . ولما صبح خيبر قال عليه السرم : " إنا إذا نزلنا بساحة قومٍ فساء صباح المنذرين " . قال أبو رافع : استسلف النبي ( صلى الله عليه وسلم ) - بكراً ؛ فأمرني أن أقضيه ، فلم أجد إلا جملا ، قال : " أعطه ؛ فإن خيار الناس أحسنهم قضاءً " . وقال عليه السلام : لا يزال العبد خفيفاً معنقاً بذنبه ما لم يصب دماً ، فإذا أصاب دماً بلج " . وقال عليه السلام : " إذا أويت إلى فراشك ؛ فقل : اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك " . وكان عليه السلام يتعوذ من ضلع الدين . ولولا أن المرأة تصنع لزوجا لصلفت عنده " . " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر واحدٌ " . " لا تضرب أكباد الإبل إلا إلى المسجد الحرام ، وطيبة وبيت المقدس "

" فاطمة شجنة منّى يقبضنى ما قبضها ويبسطنى ما بسطها " " من سره أن يمثل له عباد الله قياماً فليتبوأ مقعده من النار " . " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ؛ ريحها طيبٌ وطعمها طيبٌ " . " تركوا الترك ما تركوكم " . " استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك " . وقال له الحكيم بن حزام : أمور كنت أتحنث بها في الجاهلية من عتاقةٍ وصلة رحم ، فهل لى فيها من أجر ؟ فقال عله السلام : " أسلمت على ما سلف من خير " " أكذب الناس الصّوّاغون والصباغون " قال له رجل : ما شيبك ؟ فقال عليه السلام : " هود وذواتها " . " من تعظم في نفسه ، واختال في مشيه لقى الله وهو عليه غضبان " . " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء " . " أربع من كن فيه كان منافقاً : إذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا وعد أخلف ، وإذا خاصم فجر " . " لا ينظر الله إلى العائل الزهو " . وقدم عليه جعفر بعد فتح خيبر ، فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ما أدري بأيهما أنا أشد فرخاً ، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر .

لا تسترضعوا أولادكم الرسح ولا الحمش ؛ فإن اللبن يورث . " لو أن رجلا نادى الناس إلى عرق أو مرماتين ، لأجابوه وهم يتخلفون عن هذه الصلاة " . يقول الله عز وجل : " خلقت عبادي حنفاء فأتتهم الشياطين فاحتالتهم " . ولحق رجلا يجر إزاره ؛ فقال عليه السلام : : ارفع إزارك " فقال : إني أحف ، فقال : " ارفع فكل خلق الله حسنٌ " . " اللهم إني أسألك رحمة تلم بها شعثى " . " إن الله يملى للظالم فإذا أخذه لم يفلته " ، ثم قرأ : " وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظلمةٌ " . " إني أعوذ بك من الفقر والذلة والقلة " . " إذا طبخت فأكثر المرقة وتعاهد جيرانك " . وسئل : ما الحزم ؟ فقال عليه السلام : " تستشير أهل الرأي ثم تطيعهم " . كان عليه السلام إذا أراد سفراً ورى إلى غيره . وقال : " الحرب خدعة " . قال زيد : كساني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قبطية ، فسألني عنها ، فقلت: كسوتها امرأتي ، فقال : " أخاف أن تصف حجم عظامها " . وذكر الجنة فقال عليه السلام : " ألا مشمر يتلألأ وريحانةٌ تزهر " . كان عليه السلام إذا أراد سفرا قال : " اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل ؛ اللهم اصحبنا بنصحٍ ، واقلبنا بذمةٍ ، اللهم ازو لنا الأرض ، وهون علينا السفر ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب " .

وقال لسعد بن معاذ رضي الله عنه : " لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعةٍ " . وقال : " المؤمن وادٍ راقعٌ ، فسعيدٌ من هلك على رقعه " . " المسألة لا تحل إلا من غرم مفظع أو فقرٍ مدقعٍ " . " من أعان غارماً في غرمه أظله الله عز وجل يوم لا ظل إلا ظله " . " من كانت نيته الآهرة جعل الله تبارك وتعالى غناه في قلب ، وأتته الدنيا وهي راغمةٌ " . " لا يدخل الجنة ديوثٌ " . " من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبةً من السحر " . قال حذيفة ، قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " إن كان لله عز وجل خليفةٌ فضرب ظهرك ، وأخذ مالك فأطعه ، وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرةٍ " . كان عليه السلام يطوف بالبيت فانقطع شسعه ؛ فأخرج رجل شسعه من نعله ، فذهب يشده في نعل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال : " هذه أثرةٌ ولا أحب الأثرة " . " لايغني حذرٌ من قدرٍ ، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل " . وقال له رجل : أرسل راحلتي وأتوكل ؟ فقال : بل اعقلها وتوكل " . " الصبحة تمنح الرزق " ز " لا تجسسوا ولا تحسسوا " . " حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ؛ فإن كان لا محالة فثلث طعامٌ ، وثلث شرابٌ ، وثلث لنفسك " .

عطس رجل عنده عليه السلام فشمته ، ثم عطس فقال : " امتخط فإنك مضنوكٌ " . " لا يحرم من الرضاع إلا ما أنبت اللحم وأنشز العظم " . ومما ذكره أحمد بن أبي ضاهر في كتاب ( المنشور والمظلوم ) : " لا تجن يمينك على شمالك" . " اللهم انفعني بما علمتني ، وعلمني ما ينفعني وزدني علماً " . " إياكم وكثرة الضحك ؛ فإنه يميت القلب ويورث النسيان " . " الهدية تذهب السخيمة " . وسئل أي الأصحاب أفضل ؟ فقال : " الذي إذا ذكرت أعانك ، وإذا نسيت ذكرك " . " إن الله كره لكم العبث في الصلاة ، والرفث في الصيام ، والضحك عند المقابر " . وقرأ عليه السلام : " فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام " . فقال : " إن النور إذا دخل القلب انشرح وانفسح ، قيل : يا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فما علامته التي يعرف بها ؟ قال : " التخلي من دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل نزول الموت " . " المسلم أخو المسلم ، والمسلم نصيح المسلم " . " حق المسلم على أخيه ست خصال : تسليمه عليه إذا لقيه ، وتشميته إذا عطس ، وإجابته إذا دا ، وعيادته إذا مرض ، وشهادته إذا توفى " .

" إن الله يرضى لكم ثلاثاً : أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تعتصموا بحبله ولا تتفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ، ويكره لكم قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال " . " خير نساءٍ ركبن الإبل نساءٌ صوالح من قريش ، أحناه على ولدٍ في صغره ، وأرعاه على بعلٍ في ذات يده " . " ما أظلت الخضراء ، ولا أقلت العبراء أصدق لهجة من أبي در " . من لم يتقبل من متنصلٍ صادقاً كان أو كاذباً لم يرد على الحوض " . " لايزال المسروق منه في تهمة من هو بريءٌ حتى يكون أعظم جرماً من السارق " . " لو دعيت إلى كراعٍ لأجبت ، ولو أهدى إلى ذراعٌ لقبلت " . " الجمعة حج المساكين " . " من ذب عن لحم أخيه بظهر الغيب كان حقا على الله أن يحرم لحمه على النار " . " السواك مطهرةٌ للفم مرضاةٌ للرب " . " أربعٌ من جمعهن في يوم دخل الجنة : من أصبح صائماً ، وأعطى سائلاً ، وعاد مريضاً ، وشيع جنازة " . " من أحب أن يسمع الله دعوته ويفرج كربته في الدنيا والآخرة فلينظر معسراً " . وكان عليه السلام إذا أفطر عند أهل بيت قال : " أفطر عندكم الصوام ، وأكل طعامكم الأبرار ، وصلت عليكم الملائكة " . " سؤوا بين أولادكم في العطية ؛ فلو كنت مؤثراً أحداً على أحد لآثرت النساء على الرجال " .

وروى : أن معاوية بن أبي سفيان ، وأبا أحمد بن جحش خطبا فاطمة بنت قيس ؛ فأرسل عليه السلام إلها : أما معاوية فصعلوك ، وأما أبو أحمد فهو هراوةٌ ، فانكحى أسامة ؛ فنكحت أسامة . " الأيدي ثلاثةٌ : فيد الله العليا ، ويد المعطى الوسطى ، ويد المعطى السفلى " . " الناس عاديان : فبائع رقبته فموثقها ، أو معاديها فمعتقها " . " لا يدخل الجنة جسدٌ نبت من السحت النار أولى به " . " الحاج والعمار وفد الله ، يعطيهم ما سألوا ، ويخلف عليهم ما أنفقوا " . " ألا أخبركم بشر الناس ؟ الذي يسأل بالله ولا يعطى " . وكان عليه السلام إذا شرب الماء قال : " الحمد لله الذي سقانا عذباً فراتاً برحمته ، ولم يجعله ملحاً أجاجاً بذنوبنا " . " ألا كلكم راعٍ ، وكلكم مسئولٌ عن رعيته ، فالأمير على الناس راعٍ وهو مسئولٌ عن رعيته ، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئولٌ عنهم ، وعبد الرجل راعٍ على مال سيده وهو مسئول عنه " . قالوا : يا رسول الله ؛ أخبرنا بخصالٍ نعرف بها المنافقين ، قال : " من حلف ففجر ، وعاهد فغدر ، وحدث فكذب " . " من سرته حسنته وساءته سيئة فهو مؤمن " . وكان يقول إذا لقى العدو : " اللهم أنت عضدي ونصيري ، بك أحول ، وبك أصول ، وبك أقاتل " . " اللهم بارك لأمتي في بكورها " . " لا يدخل الجنة مدمن خمرٍ ، ولا مؤمنٌ بسحرٍ ، ولا قاطع رحمٍ ولا كاهنٌ ولا منانٌ " . " من قال : قبح الله الدنيا ، قالت له الدنيا : قبح الله أعصانا لربه " .

" مثل أمتي كمثل المطر لا يدري أوله خيرٌ أم آخره " . " كل ولد آدم فيه حسدٌ ، فإذا وجد شيئاً من ذلك فليعه في قلبه، فإنه ليس عليه شيءٌ مالم يعده بقول ولا فعل " . " يغضب الرب ويهتز العرش إذا مدح الفاسق " . " اترعبون عن ذكر الفاجر ؟ اذكروه بما فيه يحذره الناس " . قال له رجل : يا رسول الله ؛ نحن قوم نتساءل أموالنا ، فقال : " يسأل الرجل في الجائحة والفتق لبصلح بين قومه ، فإذا بلغ أو كرب استعف " . " المسائل كدوحٌ يكدح بها الرجل وجهه ؛ فمن شاء أبقى على وجهه ، ومن شاء ترك ؛ إلا رجلاً يسأل ذا سلطانٍ أو في أمر لابد منه " . " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، وليحسن إلى جاره " . " إنما يكفي أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب " . " خير فائدة أفادها المسلم بعد الإسلام امرأةٌ جميلةٌ : تسره إذا نظر إليها ، وتعطيه إذا أمرها ، وتحفظه في غيبته في ماله ونفسها" . " لا وفاء لنذرٍ في معصية الله ، ولا فيما لا يملك ابن آدم " . " إن المعونة تأتي على قدر شدة المئونة ، وإن الفرج يأتي على قدر شدة البلاء " . وقال عليه السلام لأبي بكر : " احفظ مني أربعا ؛ لا يفتح عبدٌ باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقرٍ ، ولا يفتح باب عفة إلا فتح الله عليه باب غنى ، ولا يرتفع إلا وضعه الله ، ولا يدع مظلمة إلا زاده الله عزا ، وإن عيرك امرؤٌ بما ليس هو فيك فلا تعيره بما هو فيه يكون لك أجره وعليه وباله " . " كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما يسمع " . " الدال على الخير كفاعله " . " والله يحب أن يستغيث به اللهفان " .

و " كل معروف صدقة " . " رأس العقل بعد الإنسان مداراة الناس " . " وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة " . و " لن يهلك رجلٌ بعد مشورة " . " إن الله عباداً خلقهم لحوائج الناس يرغبون في الأجر ، يعدون الجود مجداً " . " والله يحب مكارم الأخلاق " . " إن لله عباداً خلقهم لحوائج الناس تفزع الناس إليهم في حوائجهم ؛ أولئك الآمنون من عذاب الله " . وعن أبي هريرة أنه عليه السلام : " ما عاب طعاماً قط ؛ إن اشتهاه أكله وإلا لم يعبه" . " اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة ، واتقوا الشح ؛ فإن أهلك من كان قبلكم ؛ حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم " . " انصر أخالك ظالماً أو مظلوماً ؛ فقيل : يا رسول الله ، هذا نصرته مظلوماً فكيف أنصره ظالماً ؟ قال : امنعه من الظلم فذلك نصرك إياه " . " خلتان لا تجتمعان في مؤمن ؛ البخل وسوء الخلق " . " الوضوء قبل الطعام وبعده ينفي الفقر ، وهو من أخلاق النبيين " . " إن بني هاشمٍ فضلوا الناس بست خلال : هم أعلم الناس ، وهم أسمح الناس ، وم أصبح الناس ، وهم أفضل الناس ، وهم أشجع الناس ، وهم أحب الناس إلى نسائهم". " نعم العمة لكم النخلة تشرب من عينٍ خرارة ، وتغرس في أرضٍ خوارةٍ " . " الحمى في أصول النخل " .

" إذا كان هذا المال في قريشٍ فاض ، وإن كان في غيرهم غاض " . " أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وكونوا إخواناً كما أمركم الله " . وقال له رجل : يا رسول الله لي جارٌ ينصب قدره ولا يعطني ، فقال عليه السلام : " ما آمن بي هذا قط " . " إن الخازن الأمين الذي يعطي ما أمر به كاملاً موفرا صيبةً نفسه ، حتى يدفعه إلى من أمر له أحد المتصدقين " . " من اهتبل جوعة أخيه المسلم فأطعمه غفر الله له " . " أحب الطعام إلى ما كثرت عليه الأيدي وإن قل" . " من كان منكم بحب أن تستجاب دعوته وتكشف كربته فلييسر على المعسر " . " ما من أحد أفضل منزلة من إمامٍ إن قال صدق ، وإن حكم عدل ، وإن استرحم رحم " . وقال : " إن السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده ، فإذا عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر ؛ وإذا جار كان عليه الإصر ، وعلى الرعية الصبر". و " إذا جارت الولاة قحطت السماء " . " أفضل الأعمال عند الله يوم القيامة : إيمانٌ لاشك فيه ، وغزوٌ لا غلول فيه ، وحج مبرورٌ يكفر خطايا تلك السنة " . ليس من لهوكم شيءٌ تحضره الملائكة إلا النصال والرهان " . وعن علي بن أب يطالب - كرم الله وجهه - قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : " ستكون فتنةٌ قلت : فما المخرج منها يا رسول الله قال : كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم ، وخير ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، هو ليس بالهزل ، من تركه من جبارٍ قصمه الله ، هو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع من العلماء ، ولا يخلق عن رد ؛ ولا تنقضى عجائبه ، هو الذي لم ينته الجن حين سمعته حتى قالوا : " إنا سمعنا قرءاناً عجباً " ، من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن خاصم به فلج ، ومن اعتصم به هدى إلى صراطٍ مستقيمٍ " . " إن الله عز وجل لم يبعث نبياً إلا مبلغاً ، وإن تشقيق الكلام والخطب من الشيطان " . " كبرت خيانةً أن حدثت أخالك حديثاً هو لك مصدقٌ وأنت به كاذبٌ " . وعن قيس بن أبي غرزة قال : خرج علينا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ونحن نبتاع في السوق ، وكنا ندعى السماسرة ، فقال : يا معشر التجار ، فاشرأب القوم ، فقال : ألا إن الشيطان والإثم يحضران البيع فشوبوا بيعكم بصدقه . قال : ففرحنا بقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : يا معشر التجار ، وكان أول من سمانا التجار . " رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره " . " إذا أقبلت الرايات السود من قبل المشرق فأولها فتنةٌ ، وأوسطها هرجٌ ، وآخرها ضلالة " . " من ولع بأكل الطين فكأنهما أعان على قتل نفسه " . " إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق ، فلينظر إلى من هو دونه ممن فضل هو عليه " . وكتب عليه السلام لعبد الله بن جحش، وكان أخرجه في ثمانية من المهاجرين : من محمد رسول الله ، عليكم بتقوى الله ، سيروا على بركة الله حتى تأتوا نخيلة ، فعليكم إقامة يومين ، فإن لقيتم كيداً فاصبروا ، وإن غنمتم فوفروا ، وإن قتلتم فأثخنوا ، وإن أعطيتم عهداً فأوفوا ، ولا تقبلوا عهد المشركين .

وقال لعمرو بن العاص لما أخرجه إلى ذات السلاسل يا عمرو ؛ إني قد بعثت معك المهاجرين قبلك ، واستعملتك على من هو خيرٌ منك . إذا أذن مؤذنك للصلاة فاسبقهم ، فإذا جهرت بالقراءة فارفع صوتك وأسمعهم تكبيرك ، ولا تقصر في الصلاة فتضيع أجرهم ، ولا تطول فتملهم ، واسمر بهم فإنه أذكى لحراستهم ولا تحدثهم عن ملوك الأعاجم فيتعلموا الغدر ، ورغبتهم في الوفاء فإن ذلك الملك أخذ بغير الله ، وعمل فيه بمعصية الله فدمره الله تدميراً . ثم أمده بأبي عبيدة ، ومعه أبو بكر وعمر وغيرهما . وقال له . . . لا تستأخرن عن الله فتسبق إليه ، قل ما تفعل ، واعمل ما تأمر ولا تشقق الكلام تشقيق الكهان ، ولا تبحث عن المعصية ، ولا تسأل عن القالة . وتغمد ما لم تكن البينة ، وإذا وجب الحد فلا تقصر عنه ، وإذا قدمت على صاحبك فإن عصاك فأطعه . وكان عليه السلام إذا بعث سرية أو وجه جيشاً قال : اغزروا باسم الله وفي سبيل الله ، لا تغدروا ولا تميلوا ، ولا تجبنوا ولا تغلوا ، وإذا أنت لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاثٍ خصال ، ما أجابوك إليها فاقبل : ادعهم أن يدخلوا في الإسلام ؛ فإن فعلوا كان لهم ما للمسلمين ، وعليهم ما عليهم ؛ فإن أبوا فإلى أن يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون ، فإن أبوا فاستعن عليهم بالله وقاتلهم ، ولا تنزلوهم على حكم الله ؛ : فإنكم لا تدرون أتصيبون حكم الله فيهم أم لا ، ولكن أنزلوهم على حكمكم ، ولا تعطوهم ذمة الله ولا ذمة رسوله ، ولكن أعطوهم ذممكم وذمم آبائكم فإنكم إن تخفروها خير من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله . وأول خطبة خطبها عليه السلام بمكة حين دعا قومه فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه : إن الرائد لا يكذب أهله ، والله لو كذبت الناس ما كذبتكم ولو غررت الناس ما غررتكم ، والله الذي لا إله إلا هو إني لرسول الله إليكم حقاً ، وإلى الناس كافةً ، والله لتموتن كما تنامون ، ولتبعثن كما تستيقظون ، ولتحاسبن بما تعملون ولتجزون بالإحسان إحساناً ، وبالسوء سوءاً ، وإنها للجنة أبداً أو الناء أبداً ، وإنكم لأول من أنذر بين يدي عذابٍ شديد . وكان عليه السلام يقول في خطبة العيد : يا أيها الناس ؛ آمنوا برسول الله ، " وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم " . " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب " . هذا يومٌ أكرمكم الله به وخصكم ، وجعله لكم عيداً ؛ فاحمدوا الله كما هداكم لما ضل عنه غيركم ، وقد بين الحلال والحرام ؛ غير أن بينهما شبهاً من الأمر لم يعلمها كثيرٌ من الناس ، إلا من عصم الله ؛ فمن تركها حفظ عرضه ودينه ، ومن وقع فيها كان كالراعي إلى جنب الحمى أوشك أن يقع فيه ، فعليكم بطاعة الله واجتناب سخطه ، غفر الله لنا ولكم . وخطب عليه السلام : فقال أما بعد أيها الناس ، اتقوا خمساً قبل ان يحللن بكم ؛ مانكث قوم العهد الا سلط الله عليهم عدوهم ولابخس قوم الكيل والميزان الااخذهم الله بالسنين ، ونقص من الثمرات ، وما منع قومٌٌ الزكاة الاحبس الله عنهم قطر السماء ، وما ظهرت الفاحشة قط في قوم ألا سلط الله عليهم الطاعون وخطب عليه السلام فقال : أحذركم يوماً لا يعرف فيه لخير أمد ولا ينقطع لشر أمد ولا يعتصم من الله أحد . وكتب لخثعم : هذا كتاب من محمد رسول الله . لولد خثعم حاضر بيشة وباديتها ؛ إن كل دمٍ سفك في الجاهلية فهو عنكم موضوعٌ ، من أسلم منكم طوعاً أو كرهاً في يده حريٌ أو برثٌ في خيارٍ أو عزازٍ تسقيه السماء أو يرويه الماء فزكا عمارة في غير أزمة ولا حطمةٍ ، فلكم بسره وأكله ، عليكم في كل سيحٍ العشر وفي الغيل نصف العشر ، شهد حزمٌ ومن حضر من المسلمين . وذكر ابن عباس أن أول خطبة صلى بها الجمعة :

الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره ، وأستهديه ، وأومن به ولا أكفره ، وأعادي من يكفره . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ؛ أرسله بالهدى والنور والموعظة على فترةٍ من الرسل ، وقلة من العلم ، وضلالة من الناس ، وانقطاع من الزمان ، ودنو من الساعة ، وقرب من الآجال ، فمن يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى وفرط وضل ضلالاً مبيناً . وخطب عليه السلام يوم الأحزاب فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثم قال : والّذي بعثني بالحقّ ، إنّهم لحزب الشياطين يحدّثونهم فيكذبونهم ، ويمنّونهم فيغرّونهم ، ويعدونهم فيخلفونهم، واللّهما حدّثتكم قكذبتكم ، ولا منّيتكم فغررتكم ، ولا وعدتكم فأخلفتكم . اللهمّ اضرب وجوههم ، وأكلّ سلاحهم ، ولا تبارك لهم في مقامهم . اللهم مزّقهم في الأرض تمزيق الرّياح الجراد . والذي بعثنى بالحقّ لئن أمسيتم قليلا لتكثرنّ ، ولئن كنتم أذلّةً لتعزّنّ ، ولئن كنتم وضعاء لتشرفنّ حتىّ تكونوا نجوماً يقتدي بواحدكم ، يقال : قالفلان وقال فلان . ومن كلامه الموجز الذي صار مثلا . " يا خيل اللّه اركبي " . " لا ينتطح فيه عنزان " . " لا يلسع المؤمن من حجر مرتين " ، " لا يجنى على المرء إلا يده " ، " الشديد من غلب نفسه " ، " ليس الخبر كالمعاينة " ، " الشهد يرى ما لا يرى الغائب " ، " لو بغى جبل على جبل لدكّ الباغى " ، " الحرب خدعة " ، " المسلم مرآة أخيه " ، " اليد العليا خير من اليد السفلى " ، " البلاء موكّل بالمنطق " ، " الغنى غني النفس " ، " الأعمال بالنيات " " اليمين الفاجرة تدع البيوت بلاقع " " سيد القوم خادمهم " " إن من الشعر حكماً " ، " إن من البيان سحراً " ، " الصحة والفراغ نعمتان " ، " ما نقص مالٌ من صدقةٍ " ، " استعينوا على الحوائج بالكتمان " ، " ليس منا من غشنا " ، " المرء مع من أحب " ، " المستشار مؤتمنٌ " ، " الدال على الخير كفاعله " ، " حبك الشيء يعمي ويصم " ، " السفر قطعةٌ من العذاب " ، " المسلمون عند شروطهم " ، " جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبعض من أساء إليها " ، " عفو الملوك أبقى للملك " .

وقال عليه السلام لأصيل الخزاعي : يا أصيل ، كيف تركت مكةً ؟ قال : تركتها وقد أحجن ثمامها ، وأمشر سلمها ، وأعذق إذخرها . فقال عليه السلام : " دع القلوب تقر " . وقال عليه السلام : " سرعة المشي تذهب ببهاء المؤمن " . وقال : " من رضى رقيقه فليمسكه ، ومن لم يرض فلا تعذبوا عباد الله " . وقال : " إن الله يحب الجواد من خلقه " . وقال : " من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي " . وكان عليه السلام إذا دخل مكة كبر ثلاثاً وقال : " لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٍ ، آيبون تائبون ، عابدون ساجدون لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده " . وكان في جنازة فبكى النساء فانتهرهن عمر رضي الله عنه ، فقال عليه السلام : " دعهن يا عمر ، فإن النفس مصابةٌ ، والعين دامعةٌ ، والعهد قريب " . وقال : " إنما بعثت رحمة مهداةً " . وقال : " إسباغ الوضوء على المكارة ، وإعمال الأقدام إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة تغسل الخطايا غسلاً " . وقال : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يرفعن إلينا عورة مسلمٍ " . وقال : " من أعطى الذل من نفسه فليس مني " . وقال : " كفك اللسان عن أعراض الناس صيامً " . وقال : " القر بؤسٌ والحر أذى". وكان عليه السلام إذا نزل به الضيق في الرزق أمر أهله بالصلاة ثم تلا هذه الآية : " وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها لا نسئلك رزقاً نحن نرزقك " .

ورأى رجلا متغيرا فقال : ما لهذا ؟ قالوا : مجنون يا رسول الله ، فقال عليه السلام : " المجنون من عصى الله ، أما هذا فمصابٌ " . وقال عليه السلام : " لاتغضبوا الحكام فيحتروا عليكم الأحكام " . وقال : " العدة عطيةٌ " . وسئل عن أصحابه فذكرهم ، ثم سئل عن علي عليه السلام ، فقال صلى الله عليه : وهل يسأل الرجل عن نفسه ؟ ورأى عليه السلام رجلا قد ذهب بصره فقال : يا فلان ؛ متى ذهبت دنياك ؟ وقال : " إن قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة ، فاستطاع أن يغرسها فليغرسها " . وقال : " المغبون لا محمودٌ ولا مأجورٌ " . وقال : " إذا أتاكم الأكفاء فالقوهن إلقاء". وسئل عليه السلام عن عمل يحبه الله ، فقال : " ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس " . وقال : " إن الله عز وجل يبغض الشيخ الغربيب " . وقال : " خير الرزق ما يكفي وخير الذكر الخفي " . وقيل له عليه السلام : فلان عالمٌ بالنسب ، فقال : علمٌ لا ينفع ، وجهلٌ لا يضر .