الجزء الرابع - الباب الحادي عشر نوادر لأصحاب النساء والزناة والزواني

الباب الحادي عشر نوادر لأصحاب النساء والزناة والزواني

كان رجل يتعشق امرأة ، ويتبعها في الطرقات دهراً ، إلى أن أمكنته من نفسها . فلما أفضى إليها لم ينتشر عليه فقالت له : أيرك هذا أير لئيم . قال : بل هو من الذين قال فيهم الشاعر : وأفضل الناس أحلاماً إذا قدروا نظر مغيرة المهلب يوماُ إلى أخيه يزيد وهو يطالع امرأته ويقول لها : اكشفي ساقك ولك خمسون ألف درهم فقال : ويلك يا فاسق ؛ هات نصفها وهي طالق . قال بعضهم لأعرابي : هل يطأ أحدكم عشيقته ؟ فقال : بأبي أنت وأمي . ذاك طالب ولد ليس ذاك بعاشق . سمع إسماعيل بن غزوان قول الله تبارك وتعالى " قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين . ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين " . فقال : لا والله إن سمعت بأغزل من هذه الفاسقه . ولما سمع بكثرة مراودتها 462 ليوسف واستعصامه بالله قال : أما والله لو بي محكت . قال الأصمعي : راودت أعرابة شيخاً عن نفسه ، فلما قعد منها مقعد الرجل من المرأة أبطأ عليه الانتشار فأقبلت تستعجله وتوبخه فقال لها : يا هذه إنك تفتحين بيتأ وأنا أنشر ميتاً .

أشار ضيف لقوم إلى بنت لهم بقبلة وهي خلف الخباء ، فلما سمع الشيخ قول الجارية : إني إذاً الطويلة العنق قال : وبيت الله لقد أشار إليها بقبلة . أتى نوفل بابن أخيه وقد أحبل جارية لغيره فقال : يا عدو الله ؛ هلا إذا ابتليت بالفاحشة عزلت . قال : بلغني أن العزل مكروه . قال : أفما بلغك أن الزنى حرام . جاء رجل إلى عابد فسأله عن القبلة للصايم ، فقال : تكره للحدث ، ولا بأس بها للمسن ، وفي الليل لك فسحة . فقال : إن زوجها يعود إلى منزله ليلاً فقال : يا بن أخ ؛ هذا يكره في شوال أيضاً . قال الجاحظ : تعشق المكي جارية ثم تزوجها نهارية ، فخبرني أنها كانت ذات صبيان وأنه كان معجباً بذلك منها ، وأنها كانت تعالجه بالمرتك ، وأنه نهاها مراراً حتى غضب في ذلك. قال : فلما عرفت شهوتي كانت إذا سألتني حاجة ولم أقضها قالت : والله لأمرتكن ثلاثاً . فلا أجد بداً من أن أقضي حاجتها . قال : فلم أسمع قط بأطرف من قوله : فلا أجد بداً من أن أقضي حاجتها . قال بعضهم : إذا جمشت فلا تبهت مثل المجنون ، ولكن السع وطر . أخذ رجل مع زنجية وكان قد أعطاها نصف درهم ، فلما أتى به إلى الوالي أمر بتجريده وجعل يضربه ويقول : يا عدو الله ؛ تزني بزنجية فلما أكثر قال : أصلحك الله ، فبنصف درهم إيش أجد، ومن يعطيني ؟ فضحك وخلاه . وجد شيخ مع زنجية في ليلة الجمعة في مسجد ، وقد نومها على الجنازة فقيل له : قبحك الله يا شيخ . فقال : إذا كنت أشتهي وأنا شيخ لا ينفعني شبابكم ، قالوا : فزنجية . قال : من يزوجني منكم بعربية ؟ قالوا : ففي المسجد قال : من يفرغ لي بيته منكم ساعة ؟ قالوا : فعلى جنازة قال : إن شئتم جئتكم ليلة السبت ، فضحكوا منه وخلوه . قال بعضهم لقينة كانت إلى جانبه في مجلس : أشتهي أن أضع يدي عليه .

قالت : إذا كان العتمة . قال : يا ستي ؛ إذا كان العتمة وأطفئ السراج يكون الزحام عليه أكثر من الزحام على الحجر الأسود . وكان بعضهم في مجلس شرب فيه مغنيات فقامت واحدة منهن فكانت مليحة ، فوضعت الطبل وقعدت عليه ، فقال : يا إخوتي . ما كنت أحسب أني أحب يوماً ما أن أكون طبلاً حتى الساعة وحدث بعضهم قال : كنت في دعوة وبت ، وكانت هناك مغنية قد باتت ، فدب إليها بعضهم فسمعتها في الليل تقول : اعزل اعزل . وهو يقول لها : يا قحبه تولين أنت وأعزل أنا . قال بعضهم : بينا أني . . قحبة في شهر رمضان ، وذهبت أقبلها فحولت وجهها عني . فقلت : لم تمنعينني القبلة ؟ قالت : بلغني أن القبلة تفطر الصائم . أدخل رجل قحبة إلى خربة ، فبينا هو فوقها إذ أحس بوقع قدم ، فأراد أن يقوم . فقالت له : شأنك فإنه 462 إن كانوا أقل من أربعة ضربوا الحد . كان في جوار ابن المعذل قحبة تزني نهاراً وتصلي بالليل وتدعو وتقول : اللهم اختم لي بخير . فلما طال ذلك على ابن المعذل قال لها : يا فاجرة ، ما ينفعك هذا الدعاء ؟ وهو يختم لك بالليل وتكسرين الختم بالنهار . كان الحمدوني في مجلس فقالت له قينة : ناولني ذلك الكوز . فقال : يا قحبة تريدين أن تستأكليني . أخذ شيخ مع جارية سوداء فقيل له : ويحك تزني بسوداء ؟ قال : أنا اليوم شيخ ، إيش أبالي ما أني . . . نزل سبعة أنفس في خان ، وبعثوا إلى قوادة وقالوا لها : أحضري لكل واحد منا امرأة - وكان أحدهم يصلي - فقالت : كم أنتم ؟ قالوا : نحن ستة . فقال المصلي: سبحان الله سبحان الله . وأخرج يده وقد عقد على سبعة . - أي نحن سبعة .

كان بشيراز رجل وله زوجة فاسدة ، فنزل به ضيف فأعطاها دراهم وقال لها : اشتري لنا رءوساً نتغدى بها ، فخرجت المرأة ولقيها حريف فأدخلها إلى منزله وأحس بها الجيران ، فرفعوهما إلى السلطان . وضربت المرأة وأركبت ثوراً ليطاف بها في البلد ، فلما أبطأت على الرجل خرج في طلبها ، فرآها على تلك الحال فقال لها : ما هذا ويلك ؟ قالت : لا شيء انصرف أنت إلى البيت فإنما بقي صفان : صف العطارين وصف الصيادلة ثم أشتري الرءوس وأجيئك . قالت امرأة أبي إسماعيل القاص لزوجها : إن الجيران يرمونني بالفاحشة قال : لا يحل لهم حتى يروه فيك كالميل في المكحلة . قيل لرجل : إن فلاناً وفلاناً حملا السلم البارحة ونصباه إلى حائط دارك ؛ يريدان امرأتك . قال : على كل حال إذا حملوه بين اثنين هو أولى من أن يكلفوني حمله وحدي . كان على بعض أبواب الدور خياط . وكانت لهم جارية تخرج لحوائجهم فقال الخياط لها يوماً - وقد خرجت : أخبري ستك أن لي أيرين . فدخلت الجارية وهي تدمدم ، قالت لها ستها : مالك ؟ قالت : خير . قالت : لا بد من أن تخبريني ، فأخبرتها بقول الخياط . فقالت : أحضريه حتى يقطع لنا أثواباً . فدعته وطرحت إليه ثوباً فلما قطعه قالت له : بلغني أن لك أيرين . قال : نعم واحد صغير أني . . به الأغنياء ، وآخر كبير أني . . . به الفقراء قالت المرأة : لا يغرنك شأننا الذي تراه؛ فإن أكثره عارية . كان عند بعضهم امرأة يبغضها ، وكانت كل ليلة تستعجله وتقول : قم حتى تنام . وكان لا ينشط ، ويدافع بالوقت إلى أن قالت له ذات ليلة ذاك فقال : لا تقولي حتى تنام ، ولكن قولي حتى تموت . فإن الموت خير من النوم معك . تزوج رجل بامرأتين عجوز وشابة ، فجعلت الشابة كلما رأت في لحيته طاقة بيضاء تنتفها ، والعجوز كلما رأت طاقة سوداء تنتفها ، فما زالا كذلك حتى أعاداه عن قريب أمرد أصلع . حكى عن ابن أبي طاهر قال : كنت مع علي بن عبيدة في مجلس ومعه عشيقة له فجلسنا حتى فانتنا صلاة العصر . فقلت له : قم حتى نصلي. فقال : حتى تزول الشمس - يعني عشيقته . قيل لرجل رئي وهو يكلم امرأة في شهر رمضان : أتكلمها في مثل  هذا الشهر ؟ قال : أدرجها لشوال . اعترض رجل من أهل خراسان جارية لبعض النخاسين فازدراه ، فوضع يده على هميان في وسطه فيه دنانير كثيرة ، ثم أنزل يده إلى ذكره وقد أنعظ وقال : أترى سلعتك تكسد بين هذين السوقين . نظر رجل إلى مغن يطارح جارية للغناء وقد غمزها فقال له : ما هذه الغمزة ؟ قال : غمزة في الغناء . قال : أتراني لا أعرف غمزة الغناء من غمزة الزنى . عشق أبو جعفر القارئ جارية بالمدينة فقيل له : ما بلغ من عشقك إياها ؟ قال : كنت أرى القمر في دارهم أحسن منه في دارنا . قال بعضهم : مررت ذات يوم بشارع السري بسر من رأى فرأيت امرأتي تمشي فظننتها من البادية ، فتعرضت لها وقلت : إلى أين يقصد الغزال ؟ فقالت لي : إلى مغزلها يا قليل المعرفة بأصحابه . كان فلان مفلساً فقال لامرأة : أنا أحبك . قالت : وما الدليل على ذلك ؟ قال : تعطيني قفيز دقيق حتى أعجنه بدموع عيني . قالت : على أن تجيء بخبزه إلينا . قال : يا سيدتي ، فأنت تريدين خبازاً لا تريدين عاشقاً . تزوج رجل بشيراز امرأة فلما كان في اليوم الخامس من زفافها ولدت ابناً ، فقام الرجل وصار إلى السوق واشترى لوحاً ودواة فقالوا له : ما هذا ؟ قال : من يولد في خمسة أيام يذهب إلى الكتاب في ثلاثة أيام . ذكر أن رجلاً لزم آخر بحق له عليه فقال له الملزوم : انطلق معي إلى منزلي لعلي أحتال لك . فانطلق معه فدخل وغريمه معه فجلس بين يدي الحجلة والمرأة ممسكة بسجفها ومعه فيها صديق لها ، فكلم الرجل امرأته فقال لها : إن لهذا علي ديناً ، ولا أقدر على قضائه ، فأعينيني بحليك ، علي أن أخلفه عليك . فأقبلت المرأة على الغريم فقالت له : يا هذا ؛ عليك عهد الله وميثاقه إن رأيت شيئاً لتكتمنه ولا تخبر أحداً ، فحلف لها فخرجت من الحجلة ، فأكبت على زوجها وأخذت رأسه فقبلته ، وقالت : أفديك بكل شيء أملكه ، وخرج الرجل من الحجلة فمضى وخلت عن رأس الزوج . وجد رجل مع أمه رجلاً ، فقتل أمه وخلى عن الرجل ، فقيل له : ألا قتلت الرجل وخليت أمك ؟ قال : إذا كنت أحتاج أن أقتل كل يوم رجلاً . وصلى الله على محمد وآله أجمعين وحسبنا الله ونعم الوكيل . تم بحمد الله وعونه وتوفيقه الجزء الرابع ويليه إن شاء الله تعالى الجزء الخامس