الجزء الخامس - الباب الثالث عشر نوادر من النحو واللحن

الباب الثالث عشر نوادر من النحو واللحن

سمع رسولُ الله ( صلى الله عليه وسلم ) رجُلاً قرأ ، فلَحنَ فقال أرشدوا أخاكم . قال الأصْمَعي : قلتُ لأبي مَهْديّة : كيف تقولُ : لا طِيبَ إلا المسكُ قال : فأينَ أنت عن العنبر ؟ قلتُ : فقل لا طِيبَ إلا المسكُ والعنبر . فقال : أين أنت عن البان ؟ قلتُ : قُلْ لا طِيبَ إلا المِسكُ والعنبرُ والبَانُ . قَال : فأيْنَ أنْت عن أدْهان محُمر ؟ قال قلتُ : فقل لا طيبَ إلا المسكُ والعنبر والبانُ وأدهانُ محمَرّ . قال : فأين أنت عن فارة الإبل صادرةً ؟ عمِلَ بعضُ النَّحُويين كتاباً في التَّصغير ، وأهداهُ إلى رئيس كان يختلفُ إليه ، فَنَقص عطَّيتَه ، فصنَّف كتاباً في العطف ، وأهدَاهُ إليه ، وكتب معه : رأيتُ بابَ التصغير قد صغرني عِنْد الوزير ، أرجُو أنْ يعطِفَهُ على بابُ العطفِ . سمعت الصاحبَ - رحمة اللهُ - يقول : كان سببُ اتصال ابن قريعَةَ القاضي بالوزير أبي محمد المهلبي أن ابنَ قريعةَ كان قَيِّمَ رحى له ، فرفعَ إليه حِساباً ، فيه درهمان ودانقان ، وحَبَّتان ، فدعاهُ ، وأنكرَ عليه الإعرابَ في الحساب . فقال : أيُّها الوزيرُ ، صارَ لي طَبْعاً ، فلستُ أستطيع له دَفْعاً . فقال : أنا أزيلُه عنك صَفْعاً . ثم استداناهُ بعد ذلك ، وقرَّبُه . قال نحوي لرجل : هل ينصرفُ إسماعيلُ ؟ قال : نعم . إذا صلى العشاءَ فما قُعوده ؟

وحكى أن جماعةً عند محمد بن بحر اختلَفُوا في بناءِ سَراويل ، فدخل البرقيُّ . وقال : فيم كنتُم ؟ قالُوا : في بناء سَراويلَ . فما عندَك فيه ؟ قال : مثلُ ذراع البكْر أو أشدُّ . قال النوشجَانُ : حضرتُ مجْلِسَ المبرِّدِ ، فسمِعنا وَاحداً يقول : في حرامِ أصْبهان . فقال أبو العباس : هذا قد شتمَك على مذْهب قول الله تعالى : " واسْأَلِ القريةَ " . سمع ذو الرُّمة رجلاً يقول : على فُلان لعْنةَ اللهِ . فقال : لم يرْضَ بواحدة حتى شفَعَها بأخْرى . وذلك أنه لما سَمِعهُ مفتوحاً قدَّر أنَّه أرادَ التثنيةَ : لعنتَا الله . قيل لرجل كان يكْثُر اللَّحنُ في كلامِه : لو كنتَ إذا شككتَ في إعراب حَرْف وتخلصْت مِنْه إلى غيْره ، مِنْ غير أنْ تُزيلَ المعنى عن جهته ، كان الكلامُ واسِعاً عليك ، فلقي رجلاً كان مشهوراً بالأدب . فأراد أنْ يسأله عنْ أخيه ، وخشي أن يَلْحنَ في مُخَاطَبَتِه ، فذهبَ إلى أنْ يتخلَّص عِنْد نفُسِه إلى الصَّواب . فقال : أخُوك ، أخيك ، أخاك هَا هُنا ؟ فقال له الرجلُ : لا ، لُو ، لي ماهر حاضرٌ . وقف نحوي على صاحب باذِنْجان ، فقال له : كيف تبيعُ ؟ قال : عِشرين بدانق . قال : ما عليك أن تقولَ : عشرون بدانق فقدَّر أنَّه يسْتزيدُه . فقالَ : ثلاثين بدانق . فقال : وما عليكَ أن تقولَ : ثَلاثون ؟ فما زالاَ على ذلك إلى أن بلَغَ تِسْعين . فقال : وما عليْكَ أنْ تقُولَ يتسَعون ؟ فقال : أراكَ تَدورُ على المائتون ، وهذا ما لا يكون . ومر نحوي بقصَّاب - وهو يسْلُخ شاةً - فقال: كيفَ المسْتْطرَقُ إلى درْب الرآسِين ؟ فقال القصابُ : اصبرْ قليلاً حتى يخرج الكرْشُ وأدلَّك على الطريق . وقدم نحوي خَصْماً له إلى القاضي ، وقال له : لي عليكَ مائتان وخَمْسون درهماً .

فقال لخَصمه : ما تقول ؟ فقال : اصلح الله القاضي ، الطلاقُ لازمٌ له إنْ كان إلا ثَلاثمائة . وإنما تَرك منها خمْسين ليُعلمَ القاضي أنه نحوي . وقدَّم آخر خصْماً له إلى القاضي ، وقال : لي عليه ديناران ، صحيحان ، جيِّدان . . قال : القاضي : ما تقولُ ؟ قال : أعز الله القاضي ، هذا بغيضٌ . قال : بلى . قال فأصْفَعه ؟ قال : إذنْ تَزنُ قال : لا أبالي قال القاضي : وأنا شريكُك . زنْ أنت دينار وأزِنُ أنا دينار وأصْفَعه . دقَّ رجل باب بعْضِ النحويين ، فقال صاحبُ الدَّار : مَنْ ذا ؟ قال : أنا الذي أبو عمرو الجصَّاص عقد طَاقَ بابِ هذه الدار . قال النحويُّ : ما أرى لك من صِلَةِ الذي شيئاً . فانصرِفْ راشداً . قيلَ : النحو مِلْحُ العلم ، ومتى اسْتُكْثِر مِن الملح في الطَّعام فَسدَ . سمع المازني قَرْقَرةً مِنْ بطنِ رجُل ، فقال : هذه ضَرْطةُ مضْمرَةٌ . قيل : لأبي سعيد السيرافي : ما علامةُ النَّصب في عَمْرو . فقال : بُغْضُ علي بن أبي طالب وأنشد ذو الرمة وعينان قال الله كُونا فكانتا . . . فُعولان بالألباب ما تَفْعل الخمر فقال له عيسى بن عُمر : فَعْولَيْن . فقال ذو الرمة : لو سَلَحْتَ كان خيراً لك . أترى الله أمَرَهُما أن يسحرا . مرَّ أبُو علقمة بأغْلال قد كُتِبَ عليه رُبِّ سُلِّم لأبي فلان . فقال لأصحابه : لا إله إلا اللهُ يلحنُون ، ويربحون . قال رجل للحسن البصري يا بُو سعيد : أنا أفْسِي في ثوبي ، وأصلي يجوزُ ؟ قال : نعَمْ . لا أكثرَ اللهُ في المسلمين مِثلكَ . وجاء إليه رجلٌ فقال : ما تقولُ في رجل ماتَ ، وترك أبيه وأخيه ؟ فقال له الحَسنُ : ترك أباهُ ، أخاه . فقال : فما لأباه وأخاه فقال الحسن فما لأبيه وأخيه ؟ فقال الرجلُ : إني أراك كُلَّما طاوعتُك تخالفني . قال سعيدُ بن سلم : دخلت على الرشيد فجَهدني ، وملأ قلبي ، فلحن ، فخفَّ على أمرُه . قال الزُّهري : أحْدثُ الناسِ مروءةً أحبُّ إلي من طلب النحو . سمع أبو عمرو أبا حنيفة يتكلَّم في الفِقه ، ويلحَنُ ، فاسْتحسَن كلامه ، واستقبحَ لحْنه . فقال : إنه لخطابٌ لوْ ساعَدهُ صواب . ثم قال لأبي حنيفة : إنك أحوجُ إلى إصلاح لسانِك مِن جميع الناس . قال أبو سعيد السِّيرافي : سمِعتُ نفطويه يقول : لحنُ الكُبراءِ النَّصبُ ، ولحنُ الأوساطِ الرَّفعُ ، ولحنُ السفلةِ السْرُ . دخل خالُد بنُ صَفوان الحمام . وفيه رجلٌ مع ابنه - فأرادَ أن يُعرِّف خالداً بلاغته فقال لابنه ، يا بني ، أبدأ بيداك وثنِّ برجُلاك . ثم التفت إلى خالد ، فقال : يا أبا صَفوان ، هذا كلامٌ قد ذهب أهلُه . فقال خالدٌ : هذا كلامٌ ما خلق الله لهُ أهلاً . قال أبو هِفَّان : رأيت بعض الحَمْقى يقول لآخرَ : قدْ تعلمتُ النحوَ كلَّه إلا ثلاث مَسائل . قال : وما هي ؟ قال : أبو فلان ، وأبا فلان، وأبى فلان . قال : هذا سهلٌ . أما أبو فُلان فللملوك ، والأُمراءِ ، والسلاطين ، والقُضاة . وأمَّا أبا فلان فللبناة والتُّجار ، والكُتَّاب . وأمَّا أبي فلان فلِلسِّفل والأوْغاد . قال السيرافي : رأيتُ رجلاً من المتكلِّمين ببغداد بلغ به نقصُه في معرفة العربية أنهُ قال في مجلس مشهور ، بين جماعة حضور : إن العْبدَ مُضطرُّ ، وإنَّ الله مُضطِرُّ بكسر الطاءِ، وزعمَ أنَّ القائل : الله مضطرُّ كافرٌ . قال رجلٌ للحسن البصري : إن هذا الرّجُل قد زوَّج أمَّه مِن رجل نبطي. فقال له الرجلُ : يأبُو سعيد . هذا محروم . يريد محَرَّم . فقال الحسنُ : كذا أشتهي أن تكون لغةُ مَن زوج أمَّه .

قيل لأعرابي : هذا قصرٌ . بما ارتفع . فقال : بالجصِّ والأجُرِّ . مدح شاعرٌ طلحة صاحب البريد بأصبهان ، فلم يُثِبه. فقال : لو كنتُ من مدحي بلا صفد لاكتلتُ مِن طلحةٍ كُرين مِن خير . فقال له طلحةُ : لحنت ، لأنك صرفتَ طلحة ، وطلحةُ لا ينصرف . فقال له : الذي لا ينصرفُ طلحةُ الطلحات فأما أنت فتبلغُ الصِّين بنفخة . قيل لأعرابي: كيف تقولُ : ضرب عبد الله زيد ؟ فقال : كما قُلتَ . قيل : لِمَ ؟ قال : لشر أحسبه وقع بينهما . قدِم رجلٌ على بعض الولاة ، فقال له : مِن أين أقبلت ؟ قال : من أرْض اللهُ . قال : وأين تُريد ؟ قال : بيت الله . قال : ومِمَّن أنت لا أمَّ لك ؟ قال : مِن تيم الله . فأمَر بوجيء عُنُقِه . فقال : بسم الله . فقال : اتركوا ابن الخبيثةِ . فلو ترك الرفع وقتاً تركهُ السَّاعة . قال أبو العَينْاء : دخل رجلٌ إلى عَليل : فقال له : لا إله إلا الله ، وإن شئت لا إلهٌ إلا الله ، والأولى أحبُّ إلى سيبيويه فقال أبو العليل : حَرَمني اللهُ أجْرَه إن لم يكن مَشهدُك له أشدَّ علي مِن مؤْته . قال رجلٌ لآخر : تأْمرُ بشيئاً ؟ قال : بتقوى اللهِ ، وإسقاطِ الألف . قال خلف قلتُ لأعرابي : ألقي عليك بيتاً ؟ قال : على نفسِك فألُقِه . قال رجلٌ من البَلديينَ لأعرابي - وأراد مَسْأَلته عن أهلهِ - كيف أهلكَ ؟ قال - بكسْر اللام . فقال الأعرابي : صَلْباً . لأنه أجَابه على فهمِه ، ولم يعلمْ أنه أرادَ المسأَلة عن أهله . قال الجاحظ : قال بشر المريسي لجلسائه : قضى اللهُ لكم الحوائجَ على أحسن الوجوه ، وأهنؤها . فقال له قاسمٌ التمارُ : هذا على قوله : إن سُليَمْي والله يكلؤُها . . . ضنَّت بشيء مَا كَانَ يرزؤها فصار احتجاجُ قاسم أطيبَ مِن لحْن بشر . وقال : قدَّم رجلٌ من النحويين رجُلاً إلى السُّلطان فِي دَين لَهُ عَلَيْهِ ، فقال : أصلح الله الأميرَ ، لي عَلَيْهِ درهمان . فقال خصمه لَهُ : والله - أصْلحك الله ثلاثةُ دراهمَ ولكنه لظهور الإعراب ترك من حقه درهماً . وكان سابق الأعمى يقرأ : " الخالقُ البارئ المُصور " فكان ابن جَابان إذا لقيهُ قال : يَا فاسقُ مَا فعل الحرفُ الَّذِي تُشركُ بالله فِيهِ ؟ قال : وقرأ مرة : " ولا تُنْكحُوا المشركين حَتَّى يؤمنوا " بفتح تاء تنكحوا ، فقال ابن جابان : وإن آمنُوا لَمْ نَنكحهم . سمع أعرابي رجلاً يقول : أشهد أنَّ مُحمَّداً رسول الله بالفتح ، فقال : يفعل مَاذَا ؟ قيل لأعرابي : كَيْفَ تقولُ استخذيت أو استخزيت ؟ فقال : لا أقولهما . قيل : ولِمَ ؟ قال : العربُ لا تستخذي . سَكر هارون بن محمد بن عبد الملك ليلة بَيْنَ يدي الموَفَّق ، فقام لينصَرف ، فغلبهُ السُّكرُ، فقام فِي المضرب . فلما انصرف الناسُ جاء راشدٌ الحاجبُ ، فأنبههُ وقال : يَا هارونُ انصرف . فقال بسكره : هارونُ لا ينصرفُ . فسمع الموفَّق فقال : هارون لا ينصرفُ فتركه راشدٌ فلما أصبح الموفقُ وقف عَلَى أن هارون بات فِي مَضرَبه . فقال : يَا راشِدٌ أيبيتُ فِي مضربي رجلٌ لا أعلم بِهِ ؟ فقال : أنت أمَرْتني بهذا ، قلتَ : هارونُ لا ينصرف . فقال : إنَّا لله - وضحك - أردْتُ الإعراب وظننت أنت غيْرهُ . يقال : إن يزيدَ بن المهلَّب كَانَ فصيحاً لَمْ يُؤخذ عليْه زلةٌ فِي لفظ إلا واحدةً ، إنه قال عَلَى المِنبر - وذكرَ عبد الحميدِ بن عبد الرحمن بن زيد ابن الخطاب فقال - : وهذه الضبُعةُ العرْجاءُ . فاعتْدَّت عَلَيْهِ لحْناً ، لأن الأنثى إنَّما يُقالُ لَهَا الضَّبعُ ، ويقال للذكر الضبعَانُ . قيل : كَانَ خالد بن صفوان يدخُلُ عَلَى بلال بن أبي بُردة يحدَّثُه ، فيلحنُ . فلما كثُر ذَلِكَ عَلَى بلا قال لهُ : أتحدثني أحاديث الخلفاء ، وتلحنُ لحن الستات .

وَكَانَ خالدٌ بعْد ذَلِكَ يأتي المسجدَ ويتعلَّمُ الإعراب . كان الشِّيْرَجّيُ إماماً من أئمة الحنبلية ، اجتاز بمسجد فِيهِ معْزّي فخرج عَلَيْهِ منه نحْوي بِغيضٌ . فقال لَهُ الشيرجي : من المُتوفي ؟ فقال النحوي : الله نبيه . وقال زنديقٌ : واللهُ رفعهُ إلى الحَشر . قرأ الوليد بنُ عبد الملك يوماً عَلَى المنبر : " يَا ليتَها كَانَتْ القاضية " فقال عمر بن عبد العزيز : عَلَيْكَ . سُئِل نحْوي عن تصغير عُبَيْد الله . فقال : ليسَ فِي سجدتي السَّهو سَهوٌ . وذُكر أنَّ مُعاوية قال : كَيْفَ أبو زيادٍ ؟ فقالوا : ظريفٌ عَلَى أنه يلحنُ . فقال : أو ليسَ ذَاكَ أظرف لَهُ ؟ أرادوا اللَّحن الَّذِي هو الخطأ . وذهب معاويةُ إلى اللَّحن الَّذِي هو الفطنةُ . قالوا : كَانَ سبب عَمل أبي الأسود الدؤلي النَّحو هو أول من وضعهُ ، وقيل إن أميرَ المؤمنين علياً عَلَيْهِ السلام جعل لَهُ مِثالاً فبنى عَلَيْهِ واحْتذاه أن أبا الأسود سمع رجلاً يقرأ : " إن الله بريءٌ مِن المشركين ورسولُه " بالخفض . وسمع ابنته تقول : مَا أطيبُ الرُّطب ؟ وهي تُريد التَّعجب ، وظن أنها تريد الاستفهام، فعمل شيئاً من النَّحو ، وغرضهُ عَلَى أمير المؤمنين عَلَيْهِ السلام . فقال : مَا أحسنَ هَذَا النحو الَّذِي أخذتَ فِيهِ . فُسمي نحْواً . مر الشعبي بناس من الموالي يتذاكرون النَّحو ، فقال : لئن أصْلحتموه إنِّكُم لأوّلُ من أفسدَه . وروى أن الحجاج قرأ : إنا من المجرمون مُنتقمون . وكان محمد بن سليمان يقول فِي خُطبته : إن الله وملائكتهُ برفع الملائكة فقيل لَهُ فِي ذَلِكَ . قال فخرجُوا لَهَا وَجهاً ، وَلَمْ يدَعِ الرَّفع . قال بعضهم : قلتُ لواحد مِن أين جئت ؟ قال : مِن عند أهلُونا . قال : فقلتُ لَهُ : قل : أهلينا . قال : سبحان الله نعْدِل عن قول الله تعالى " شغلتنا أموالُنا وأهلونا " قدم العُريانُ بنُ الهيثم عَلَى عبد الملك ، فقيل لَهُ : تحفَّظْ من مَسْلمةَ فإنه يقول : لأن يُلقمني رجلٌ حجراً أحبُّ إلي مِن أن يُسْمعني لحْناً . فأتُاه العُريانُ ذات يوم ، فسلَّم عليْهِ . فقال لَهُ مَسْلمةُ : كمْ عطاءك ؟ فقال العُريان ألْفين . فقال : كمْ عطاؤك ؟ قال : ألفان . فقال : مَا الَّذِي دعاك إلى اللَّحن الأول ؟ فقال : لحنَ الأمير ، فكرهتُ أن أعرِب ، وأعْرَب فأعرَبتُ . فاسْتحسَن قوله ، وزاد عطاءه . قال رجلٌ لآخر : مَا فعل فُلان بحماره ؟ قال : أنا بسرت بالباء . قال : وأنا أيضاً بسرتُ بالباء . وقال أعرابي : كنتُ أظن أبا المهاجر رجلاً صالحاً ، فإذا هو يلحنُ . قال يونسُ : كُنا ننظُر إلى الشباب فِي المسجدِ الجامع بالبصرة يخطرْ بَيْنَ السواري . فنقول : إما أن يكون قرشياً أو نحُوياً . قيل لبعض النحويين : مَا تقول فيمن سَها فِي سَجْدَني السَّهو ؟ فقال : لَيْسَ للتصغير تصغيرٌ .