الجزء السابع - الباب الأول نكت من كلام الأنبياء ، عليهم السلام وكلام لقمان الحكيم

بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسر الفصل السابع بتوفيقك اللهم نلزم الجدد الواضح ، والسنن القاصد ، والمنار المنير، والصراط المستقيم ، والنهج المفضي إلى سعادة الأبد ، وإلى النعيم الدائم السرمد ، وإلى جنتك التي لا هادي إليها غير فضلك وإحسانك ، ولا دليل عليها غير رضاك ورضوانك ، بك نستعين ونعتضد ، وعليك نتوكل ونعتمد ، وإياك نعبد ونحمد ، ولرضاك ندأب ونجهد ، وبحمد نبيك نتوسل ، وبشفاعته نتوصل . هذا هو الفصل السابع من كتاب نثر الدر ويشتمل على ستة وعشرين باباً . الباب الأول : نكت من كلام الأنبياء عليهم السلام ، وكلام لقمان الحكيم . الباب الثاني : نكت للفلاسفة . الباب الثالث : نكت للفرس . الباب الرابع : مواعظ ونكت للزهاد . الباب الخامس : نكت لجماعة من الأدباء والعلماء . الباب السادس : الكبر والمستحسن والمستقبح . الباب السابع : نوادر في الجود والسخاء ومحاسن الأخلاق . الباب الثامن : في الشجاعة والجبن . الباب التاسع : في الأسماء الحسنة والقبيحة . الباب العاشر : في التعريضات . الباب الحادي عشر : نكت وحكم للهند . الباب الثاني عشر : في الرؤيا والفأل والزجر والعيافة والأوهام .

الباب الثالث عشر : فيمن قال شعرا فانتصف منه بنثر . الباب الثالث عشر : فيمن قال شعرا فانتصف منه بنثر . الباب الرابع عشر : أمثال ونوادر على ألسنة البهائم . الباب الخامس عشر : نوادر ونكت للمتكلمين . الباب السادس عشر : نوادر أبي العبر . الباب السابع عشر : نوادر أبي العنبس . الباب الثامن عشر : نوادر لأصحاب الخطب والأذان والصلاة . الباب التاسع عشر : نوادر أصحاب المهن والصناعات الخسيسة . الباب العشرون : نوادر ابن أبي عتيق . الباب الحادي والعشرون : نوادر اللصوص ، ومن سرق له شيء . الباب الثاني والعشرون : نوادر الحمقى والمغفلين . الباب الثالث والعشرون : نوادر ابن الجصاص . الباب الرابع والعشرون : نوادر أصحاب المذاهب والجهال والمتعصبين . الباب الخامس والعشرون : نوادر الأطباء . الباب السادس والعشرون : اتفاقات عجيبة : جدا وهزلا .

الباب الأول نكت من كلام الأنبياء ، عليهم السلام وكلام لقمان الحكيم

قال المسيح عليه السلام : " البر ثلاثة : المنطق والنظر والصمت ، فمن كان منطقه من غير ذكر فقد لغا ، ومن كان نظره في غير اعتبار فقد سها ، ومن كان صمته في غير فكر فقد لها " . ورأوه عليه السلام ، يخرج من بيت مومسة فقالوا : يا روح الله ما تصنع عند هذه ؟ قال : " إنما يأتي الطبيب المرضى " . وعيّرته اليهود بالفقر فقال : " من الغنى أتيتم " . وكان يقول للدنيا : " وكنت ولم أكن فيك ، وتكونين ولم أكن فيك ، شقيت إن شقيت فيكِ " . في زبور داود عليه السلام " من بلغ السبعين اشتكى من غير علة " . قال عيسى عليه السلام : " في المال ثلاث خصال " . قالوا : وما هي يا روح الله ؟ قال : " يكسبه من غير حله " . قالوا : فإن كسبه من حله . قال : " يمنعه من حقه " . قالوا : فإن وضعه في حقه . قال : " يشغله إصلاحه عن عبادة ربه " . ويروى عنه أنه قال : " يباعدك من غضب الله ألا تغضب " . قيل ليوسف عليه السلام : لم تجوع وأنت على خزائن الأرض ؟ فقال : " أخاف أن أشبع فأنسى الجائع " . لقى يحيى عيسى عليهما السلام ، فقال له عيسى : " إنك لتبتسم ابتسام آمن " . فقال : " إنك لتعبس عبوس قائط " . فأوحى الله تعالى إلى عيسى : " الذي يصنع يحيى أحب إلي فإنه أحسنكما ظناً بي " . قالوا : كتب يوسف عليه السلام، على باب السجن " هذه منازل البلوى ، وقبور الأحياء ، وتجربة الأصدقاء ، وشماتة الأعداء " .

وقال المسيح عليه السلام : " لو لم يعذب الله على معصيته ، لكان ينبغي ألا يُعصى شكراً لنعمته " . وقال : أمرٌ لا ندري متى يغشاك ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك ؟ " . قالوا : مكتوب في الصحف الأولى : " إذا أغنيت عبدي عن طبيب يستشفيه ، وعما في يدي أخيه ، وعن باب سلطان يستعديه ، وعن جار يؤذيه ، فقد أسبغت عليه النعم " . قال يعقوب عليه السلام ليوسف : " ما كان خبرك ؟ قال : لا تسألني عما فعل بي إخوتي وسلني عما فعل بي ربي " . قال عيسى عليه السلام : " إني بطحت لكم الدنيا وأحبستكم على ظهرها ، فليس ينازعكم فيها إلا الملوك والنساء ، فأما الملوك فلا تنازعوهم الدنيا فإنهم لن يعرضوا لكم ما تركتموهم ، وأما النساء فاتقوهن بالصوم " . وقال عليه السلام لرجل لا يستحق : حفظك الله . فقيل له : أتقول هذا لمثل هذا ؟ فقال : " لسان عِّود الخير فهو ينطق به لكل أحد " . وقال داود عليه السلام : " نعم العون الغنى واليسار على الدين " . وقال لابنه سليمان عليه السلام : " يا بني لا تستبدلن بأخ لك قديم أخاً مستفاداً ما استقام لك ، فإنك إن فعلت تغيرت إليه نعمة الله عليك ، ولا تستقل أن يكون لك عدو واحد ، ولا تستكثر أن يكون لك ألف صديق " . قيل لأيوب عليه السلام : أي شيء كان في بلائك أشد عليك؟ فقال : " شماتة الأعداء " . قال المسيح عليه السلام : " إلى متى تصفون الطريق للمدلجين وأنتم مقيمون مع المتحيرين ، إنما ينفع من العلم القليل ومن العمل الكثير " . وقال : " لا يزني فرجك ما غضضت طرفك " . ومر بخلق من بني إسرائيل كلما قالوا شراً قال المسيح خيرا . فقال له شمعون الصفا : كلما قالوا شراً تقول خيرا ؟ قال : " كل امرئ يُعطى مما عنده " . ويروى عنه أنه كان يقول : " إن احتجتم إلى الناس فكلوا قصدا ، وامشوا جانبا " .

وقال : " كما ترك الملوك لكم الحكمة فاتركوا لهم الدنيا " . دخل جاثليق النصارى إلى مصعب وكلمه بكلام أغضبه ، فعلاه بقضيب . فتركه حتى سكن غضبه ثم قال : إن أذن الأمير أخبرته بما أنزل الله على المسيح عليه السلام . قال: أخبر . قال : " لا ينبغي للسلطان أن يغضب ، فإنه إنما يأمر فيطاع ، ولا ينبغي له أن يعجل فليس يفوته شيء ، ولا ينبغي أن يظلم فإنما به يدفع الظلم . فاستحيا مصعب وترضاه " . مر عيسى عليه السلام برجل وهو يأكل لحماً فقال: " لحم يأكل لحما ، أف لهذا " . قالوا : إن أصل قولهم في المثل : " كأن على رؤوسهم الطير " أن سليمان عليه السلام كان يقول للريح : أقلينا ، وللطير أظلينا ، فتقله وأصحابه الريح ، وتظلهم الطير فكان أصحابه يغضون أبصارهم هيبة له ، ولا يتكلمون إلا أن يسألهم فيجيبوه ، فقيل للقوم إذا سكنوا : " كانما على رؤوسهم الطير " . روي عن شميط أنه قال : أوحى الله إلى داود : " قل للملأ من بني إسرائيل لا يدعوني والخطايا بين أضباثهم ليلقوها ثم ليدعوني " بين أضباثهم أي في قبضاتهم ، يقال ضبثت له أي قبضت عليه . وروي أن داود عليه السلام كان إذا ذكر عقاب الله تخلعت أوصاله فلا تشدها إلا الأسر ، أي أن تعصب . أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام : " ذكّر عبادي إحساني إليهم ، فإنهم لا يحبون إلا من أحسن إليهم " . قال كعب في التوراة : " أحمد وأمته الحمادون ، يوضئون أطرافهم ، ويأتزرون على أنصافهم " .

قيل : إن مريم عليها السلام ، سألت ربها أن يطعمها لحماً لا دم فيه ، فأطعمها الجراد . فقالت : " اللهم عيّشه بلا رضاع ، وتابع بينه بلا شياع " . قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : إن عيسى عليه السلام ، قام خطيباً في بني إسرائيل ، فقال : " يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها : ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ، ولا تظلموا ، ولا تكافئوا ظالماً فيبطل فضلكم ، يا بني إسرائيل الأمور ثلاثة : أمر بيّن رشده فاتبعوه ، وأمر بين غيُّه فاجتنبوه ، وأمر اختُلف فيه فردوه إلى الله عز وجلّ " . قال كعب في التوراة : " محمد عبدي ليس بفظ ولا غليظ ولا صخوب في الأسواق " . قال كعب : قرأت في بعض ما أنزل الله على الأنبياء : " الهدية تفقأعين الحكيم " . قيل مكتوب في حكمة آل داود : " على العاقل أن يكون عالماً بأهل زمانه ، مالكاً للسانه ، مقبلاً على شانه " . لما قذف إبراهيم عليه السلام ، في النار قال له جبريل عليه السلام : ألك حاجة يا خليل الله ؟ قال : أما إليك فلا . قال الحواريون لعيسى عليه السلام : ما تقول في الأمراء ؟ قال : " إن أمرهم جعل لكم فتنة فلا يدخلنكم حبهم في معصية الله ، ولا يخرجنكم بغضهم من طاعة الله ، أدوا إليهم حقوقهم تخلصوا من شرهم ويسلم لكم دينكم " . في الإنجيل : " كونوا حلماء كالحيّات وبُلها كالحمام " . قال سليمان عليه السلام : " ليكن أصدقاؤك كثيرا ، وليكن صاحب سرك منهم واحداً من ألف " .

وقال المسيح عليه السلام : " إن أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها ، وإلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها ، فأماتوا منها ما خشوا أن يميت قلوبهم ، وتركوا منها ما علموا أنه سيتركهم " . وقال عليه السلام : " ويلكم يا عبيد الدنيا ، كيف تخالف فروعكم أصولكم ، وعقولكم أهواؤكم ، قولكم شفاء يبرئ الداء ، وعملكم داء لا يقبل الدواء ، ولستك كالكرمة التي حسن ورقها ، وطاب ثمرها ، وسهل مرتقاها ، ويلكم يا عبيد الدنيا ، أنتم كالشجرة التي قل ورقها وكثر شوكها وخبث ثمرها ، وصعب مرتقاها ، ويلكم يا عبيد الدنيا ، جعلتم العلم تحت أقدامكم ، من شاء أخذه ، وجعلتم الدنيا فوق رؤوسكم لا يستطاع تناولها ، لا عبيد أتقياء ، ولا أحرار كرام ، ويلكم يا أجراء السوء ، أما الأجر فتأخذون ، وأما العمل فتفسدون ، سوف تلقون ما تجرون ، يوشك رب العمل أن ينظر في عمله الذي أفسدتم ، وفي أجره الذي أخذتم . ويلكم يا غرماء السوء ، تبدأون بالهدية قبل قضاء الدين ، بالنوافل تطوعون ، وما أمرتم به لا تؤدون ، إن رب الدين لا يرضى بالهدية حتى يُقضى دينه " . وقال داود عليه السلام : " اللهم لا صحة تطغيني ، ولا مرض يضنيني ، ولكن بين ذلك" . عيّرت اليهود عيسى عليه السلام بالفقر فقال : " من الغنى أتيتم " . وقال : " الدنيا لإبليس مزرعة ، وأهلها له حراثون " . وقال : " تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل وتتركون طلب الجنة وأنتم لا تدخلونها إلا بالعمل " . ومر بقوم يبكون على ذنوبهم فقال : " اتركوها تغفر لكم " . وقيل له : من نجالس ؟ قال : " من تذكركم الله رؤيته ، ويزيد في علمكم منطقة ، ويرغبكم في الآخرة عمله " . وقيل : مكتوب في التوراة : " لا يعاد الحديث مرتين " .

وقال وهب : مكتوب في التوراة : " الزاني لا يموت حتى يفتقر ، والقواد لا يموت حتى يعمى ، ومدحة الظالم تسخط الرب " . روي أن موسى عليه السلام ، سأل ربه عز وجلّ فقال : " رب ما أحكم الحكم ، وما أغنى الغنى ، وما أفضل الشكر ؟ " . فقال جل ثناؤه : " أحكم الحكم أن تحكم على الناس بما تحكم به على نفسك ، وأغنى الغنى أن يرضى العبد بما قسم له ، وأفضل الشكر ذكر الله " . كان عيسى عليه السلام يقول : " كثرة الطعام تميت القلب كما تميت كثرة الماء الزرع " . وقال : " تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي ، وتقربوا إليه بالتباعد منهم ، وأحبوا ما أحب الله ، واكرهوا ما كره الله ، ولا تجالسوا أهل المعاصي فيرغبوكم في الدنيا وينسوكم الآخرة " . قالوا : في الزبوب مكتوب " إذا كان في البيت بر فتعبد " . ولما حبس يوسف أخاه كتب إليه يعقوب عليه السلام : " إن الأنبياء لا تسرق ولا تلد سارقا " . قال داود : " يا رب كيف لي أن أشكر نعمتك ؟ فأوحى الله إليه : " إذا علمت أن النعم التي لك مني فقد شكرتني " . وقيل لنوح عليه السلام ، وكان في بيت عليه خص : لو اتخذت بيتاً ؟ " فقال : هذا كثير لمن يموت " . أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام : " أتدري لم اتخذتك خليلا ؟ قال : لا يا رب ، قال : لأني اطلعت إلى قلبك فوجدتك تحب أن تُرزأ ولا تَرزأ " .

أوحى الله تعالى إلى المسيح عليه السلام : " أن عظ نفسك ، فإن اتعظت فعظ الناس وإلا فاستحي مني " . لقمان : قال: " ضرب الوالد للولد كالسماد في الزرع " . وقال : " نقلت الصخر ، وحملت الحديد فلم أر شيئاً أثقل من الدين ، وأكلت الطيبات ، وعانقت الحسان ، فلم أر ألذ من العافية " . وقال لابنه : " إذا أردت أن تؤاخي رجلاً فأغضبه فإن أنصفك في غضبه وإلا فدعه " . وقال : " لا تمنعنك مسائ أخيك من ذكر محاسنة " . وقال : " ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواطن : الحليم عند الغضب ، والشجاع عند الحرب ، والأخ عند الحاجة " . وقال لابنه : " يا بني تودد إلى الناس ، فإن التودد إليهم أمن ، ومعاداتهم خوف " . وقال : " يا بني كل أطيب الطعام ، ونم على أوطأ الفراش ، يقول: أكثر الصيام ، وأطل بالليل القيام " . وقال لابنه : " يا بني خصلتان إذا أنت حفظتهما فلا تبالي ما ضيعت بعدهما : دينك لمعادك ودرهمك لمعاشك " . وقال : " إياك والكسل والضجر ، فإنك إذا كسلت لم تؤد حقاً ، وإذا ضجرت لم تصبر على حق " . وقال : " يا بني استعذ بالله من شرار النساء وكن من خيارهن على حذر " . وقال : " إياك وصاحب السوء ، فإنه كالسيف المسلول يعجب منظره ويقبح أثره " . وقال لابنه : " إذا أتيت مجلس قوم فارمهم بسهم الإسلام ثم أجلس ، فإن أفاضوا في ذكر الله فأجل سهمك مع سهامهم ، وإن أفاضوا في غيره فخلهم وانهض ، يريد بسهم الإسلام السلام " .

وقال : لا ينبغي للعاقل أن يخلى نفسه من أربعة أوقات : فوقت منها يناجي فيه ربه ، ووقت يحاسب فيه نفسه ، ووقت يكسب فيه لمعاشه ، ووقت يخلي فيه بين نفسه وبين لذتها في غير محرم يستعين بذلك على سائر الأوقات " . وقال : " يا بني إن الأوطار تكسب الأوزار ، فارفض وطرك ، واغضض بصرك " . دخل كعب على عمر فأدناه ، وأمره بالجلوس إلى جنبه ، فتنحى كعب قليلا ، فقال له عمر : وما منعك من الجلوس إلى جنبي ؟ فقال : لأني وجدت في حكمة لقمان مما أوصى به ابنه قال : " يا بني إذا قعدت لذي سلطان فليكن بينك وبينه مقعد رجل ، فلعله أن يأتيه من هو آثر عنده منك فيريد أن تتنحى له عن مجلسك فيكون ذلك نقصاً عليك وشينا " . قال لقمان لابنه : " ارحم الفقراء لقلة صبرهم ، والأغنياء لقلة شكرهم ، وارحم الجميع لطول غفلتهم " . وقال : " يا بني لا تأكل شيئاً فوق شبع ، فإنك إن تنتبذه للكلب خير لك من أن تأكله . وقال : يا بني أكلت المقر ، وأطلت على ذلك الصبر ، فلم أجد شيئاً أمر من الفقر . كان داود عليه السلام ، يسرد درعاً ، ولقمان عنده ، فقال ما هذا ؟ فسكت عنه ، فلما فرغ لبسها وقال : نعم اللباس للحرب " فقال لقمان : " الصمت حكم وقليل فاعله " . وقال : " يا بني قد ندمت على الكلام ، ولم أندم على السكوت " . وقال : " العالم مصباح فمن أراد الله به خيراً اقتبس منه " . وقال : " لا يهونن عليكم من قبح منظره ورث لباسه ، فإن الله تعالى إنما ينظر إلى القلوب ، ويجازى بالأعمال " . وقال : " يا بني من كذب ذهب جمال وجهه ، ومن ساء خلقه كثر غمه ، ونقل الصخور من مواضعها أيسر من تفهيم من لا يفهم " .

وقال : " لا مال كصحة البدن ، ولا نعيم كطيب نفس " . وقال : " يا بني إذا افتقرت فلا تحدثن أحداً بفقرك ؛ كيلا يبغضك الناس وتهون عليهم " . وقال : " يا بني عليك بمجالس العلماء ، واسمع كلام الحكماء ؛ فإن الله يحيي القلب الميت بالحكمة كما يحيي الأرض بوابل المطر " . وقال : " يا بني إن غاية الشرف والسؤدد في الدنيا والآخرة حسن العقل ؛ لأن العبد إذا حسن عقله غطى ذلك عيوبه ، وأصلح مساوئه ، ورضي عنه خالقه ، وكفى بالمرء عقلاً أن يسلم الناس من شره " .