السيدة ميمونة بنت الحارث

زواجها: هي: ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبه بن عبد الله بن هلال، وأمها: هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن حمير.

وقيل: من كنانة.

وأخوات ميمونة لأبيها وأمها: أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث زوج العباس بن عبد المطلب، ولبابة الصغرى بنت الحارث زوج الوليد بن المغيرة وهى أم خالد بن الوليد، وعصماء بنت الحارث.

وكانت تحت أبي بن خلف الجهمي فولدت له إبان وغيره، وعزة بنت الحارث.

كانت تحت زياد بن عبد الله بن مالك.

فهؤلاء أخوات ميمونة لأب وأم.

أما أخوات ميمونة لأمها: أسماء بنت عميس.

كانت تحت جعفر بن أبي طالب فولدت له عبد الله.

وعونا ".

ومحمدا "، ثم خلف عليها أبو بكر بن أبي قحافة.

فولدت له محمدا "، ثم خلف عليها علي بن أبي طالب، وسلمى بنت عميس أخت أسماء.

كانت تحت حمزة بن عبد المطلب فولدت له آمة الله.

ثم خلف عليها بعده شداد بن أسامة بن الهادي.

فولدت له عبد الله وعبد الرحمن، وسلامة بنت عميس أخت أسماء وسلمى.

كانت تحت عبد الله بن كعب بن منبه (1).

__________________

(1) الإستيعاب 404 / 4.

ولقد سقنا أسماء الأخوات لنقف على حقيقة مفادها إن مصاهرة القبائل والبيوت في الجاهلية والإسلام كان لها أثرا " بالغا " في المجتمع.

فيها كانت تتحرك القبائل بتجارتها من بلد إلى بلد دون خوف من اللصوص والقراصنة.

وبها تصبح القبيلة القليلة العدد كثيرة.

وبها كانت تنتعش حركة البيع والشراء وما يترتب عليها.

والدعوة الإسلامية إنطلقت من طريق المصاهرة إلى مدى بعيد.

كانت الدعوة همتها بالله وشغلها فيه وفرارها إليه.

وكانت المصاهرة والتعارف على هذا الطريق بمثابة الواحة

التي تستقبل القادمين بالزاد الفطري من كل فج.

وأخرج ابن سعد: أن مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي تزوج ميمونة في الجاهلية.

ثم فارقها.

فخلف عليها أبو رهم بن عبد العزى بن أبي قيس من بني مالك.

فتوفي عنها.

فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

زوجه إياها العباس بن عبد المطلب.

وكان ولي أمرها.

وهي أخت أم ولده أم الفضل بنت الحارث الهلالية لأبيها وأمها.

وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرف على عشرة أميال من مكة.

وكانت آخر إمرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وذلك سنة سبع في عمرة القضية (1).

ورعها: أخرج ابن سعد عن مجاهد قال: كان اسم ميمونة برة.

فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ميمونة (2).

___________________

(1) 1 لطبقات 132 / 7.

(2) الطبقات الكبرى 1 37 / 7، الإستيعاب 405 / 4.

وروي عن يزيد بن الأصم قال: كان مسواك ميمونة بنت الحارث.

منقعا " في ماء فإن شغلها عمل أو صلاة وإلا أخذته فأستاكت به (1) وروي عنه إنه قال: أن ذا قرابة لميمونة دخل عليها.

فوجدت منه ريح شراب فقالت: لئن لم تخرج إلى المسلمين فيجلدوك - أو قالت يطهروك - لا تدخل علي بيتي أبدا " (2).

وروي عن الفضل بن دكين قال.

حدثنا عقبة بن وهب عن يزيد بن الأصم قال: رأيت أم المؤمنين ميمونة تحلق رأسها بعد رسول الله صلى الله

عليه وسلم.

فسألت عقبة: لم ؟ فقال: أراه تبتل (3).

وروي عن أبي عائشة: أن ميمونة أبصرت حبة رمان في الأرض.

فأخذتها وقالت: إن الله لا يحب الفساد (4) وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الأخوات مؤمنات ميمونة وأم الفضل وأسماء) (5).

وفاتها: روي أن ميمونة رضي الله عنها ماتت سنة إحدى وستين.

وقيل: سنة ست وستين.

وقال أبو عمر: توفيت بسرف سنة ست وستين وصلى عليها ابن عباس ودخل قبرها هو ويزيد بن الأصم وعبد الله بن شداد وهم بنو أخواتها.

وعبيد الله الخولاني وكان يتيما في حجرها (6) وأخرج ابن سعد:

___________________

(1) الطبقات الكبرى 139 / 7.

(2) المصدر السابق 139 / 7.

(3) المصدر السابق 139 / 7.

(4) المصدر السابق 139 / 7.

(5) الإصابة 412 / 7.

(6) الإستيعاب 408 / 7، الطبقات 140 / 7.

 توفيت ميمونة رضي الله عنها بمكة.

فحملها ابن عباس وجعل يقول للذين يحملونها: أرفقوا بها فإنها أمكم.

حتى دفنها بسرف (1) وكان لها يوم توفيت ثمانون أو إحدى وثمانون سنة (2).

________________

(1) الطبقات 140 / 7.

(2) المصدر السابق 140 / 7.