باب الخاء والجيم

خجأ

الخَجَأُ: النكاح، مصدر خَجَأْتها، ذكرها في التهذيب، بفتح الجيم، من حروف كلها كذلك مثل الكَلإِ والرَّشَإِ والحَزَإِ للنبت، وما أَشبهها. وخَجَأَ المرأة يَخْجَؤُها خَجَأً: نَكَحها. ورجل خُجَأَةٌ أَي نُكَحةٌ كثير النكاح. وفحل خُجَأَة: كثير الضِّراب؛ قال اللحياني: وهو الذي لا يَزَالُ قاعِياً على كل ناقةٍ؛ وامرأة خُجَأَة: مُتَشَهِّيَةٌ لذلك. قالت ابنة الخُسِّ: خيرُ الفُحُولِ البازِلُ الخُجَأَةُ. قال محمد بن حبيب:

وسَوْداءَ، مِنْ نَبْهانَ، تَثْنِي نِطاقَها،

 

بأَخْجَى قَعُورٍ، أَو جَواعِرِ ذِيبِ

وقوله: أَو جواعر ذيب أَراد أَنها رَسْحاء، والعرب تقول: ما عَلِمتُ مثل شارفٍ خُجَأَةٍ أَي ما صادَفْتُ أَشدَّ منها غُلْمةً. والتَّخاجُؤُ: أَن يُؤَرِّم اسْتَه ويُخْرِجَ مُؤَخَّرهُ إلى ما وَراءه؛ وقال حسان بن ثابت:

دَعُوا التَّخاجُؤَ، وامْشُوا مِشْيةً سُجُعاً،

 

إنّ الرِّجالَ ذوُو عَصْبٍ وتَـذْكِـيرِ

والعَصْبُ: شِدَّة الخَلْق، ومنه رجل مَعْصُوب أَي شديد؛ والمِشْيةُ السُّجُحُ: السَّهْلة؛ وقيل: التَّخاجُؤُ في المَشْي: التَّباطُؤُ. قال ابن بري: هذا البيت في الصحاح: دَعُوا التَّخاجِئَ، والصحيح: التَّخاجُؤُ، لأَن التَّفاعُلَ في مصدر تَفاعَلَ حَقُّهُ أَن يكون مضموم العين نحو التَّقاتُلِ والتَّضارُبِ، ولا تكون العين مكسورة إلاَّ في المعتل اللام نحو التَّغازِي والتَّرامِي؛ والصواب في البيت: دَعُوا التَّخاجُؤَ، والبيت في التهذيب أَيضاً، كما هو في الصحاح، دَعُوا التَّخاجِئ؛ وقيل: التَّخاجُؤُ مشْيَةٌ فيها تَبَخْتُر. والخَجَأَة: الأَحمق، وهو أَيضاً المُضْطَرِبُ. وهو أَيضاً الكَثِير اللحْمِ الثَّقِيلُ. أَبو زيد: إذا أَلَحَّ عليك السائلُ حتى يُبْرِمَكَ ويُمِلَّك قلت: أَخْجَأَنِي إخْجاءً وأَبْلَطَني. شمر: خَجَأْتُ خُجُوءاً: إذا انْقَمَعت؛ وخَجِئْتُ: إذا اسْتَحْيَيْت. والخَجَأُ: الفُحْشُ، مصدر خَجِئْتُ.

خجا

الخجاةُ: القَذَر واللُّؤْمُ، والجمع خَجىً. وما فلان إِلاَّ خَجاةٌ من الخَجَى أَي قَذِرٌ لَئِيمٌ. وامرأَة خَجْواءُ: واسعة. وخَجَى برِجْلِه: نَسَف بها التراب في مَشْيه.
والخَجَوْجَى: الطويلُ الرجْلَين، يُمَدُّ ويقصر، وهو فَعَوْعَل، والأُنثى خَجَوْجاةٌ، وقيل: هو المُفْرِط الطُّولِ في ضِخَمٍ من عِظامِهِ، وقيل: هو الضَّخْمُ الجَسِيم، وقد يكون جَباناً. ورِيحٌ خَجَوْجاةٌ: دائِمةُ الهُبُوبِ شديدة المَرِّ؛ قال ابن أَحمر:

هَوْجَاءُ رَعْبَلَةُ الرَّواحِ، خَجَوْ

 

جَاةُ الغُدُوِّ، رَواحُها شَهْـرُ

وفي حديث حذيفة: كالكُوزِ مُخَجِّياً؛ قال ابن الأَثير: هكذا أَورده صاحب التتمة وقال: خَجَّى الكُوزَ أَماله، والمشهور بالجيم قبل الخاء، وقد تقدم.

خجج

خَجَّت الريح في هبوبها تَخُجُّ خُجُوجاً: الْتَوَتْ.
وريح خُجُوج: تَخُجُّ في هبوبها أَي تلتوي. قال: ولو ضوعف وقيل: خَجْخَجَتِ الريح، كان صواباً. والخَجُوج من الرياح: الشديدة المَرِّ، وقد خَجْخَجَتْ؛ قال ابن سيده: وقيل هي الشديدة من كل ريح ما لم تُثِرْ عَجاجاً.
وخَجِيج الريح: صوتها. شمر: ريح خجُوح وخجَوْجَاةٌ: تَخُجُّ في كل شَقٍّ أَي تشقُّ. قال وقال ابن الأَعرابي: ريح خَجَوْجاةٌ طويلة دائمة الهبوب.
وقال أَبو نصر: هي البعيدة المَسْلَك الدائمة الهُبوب. وقال ابن أَحمر يصف الريح:

هَوْجاءُ رَعْبَلَةُ الرَّواح، خَجَوْ

 

جاةُ الغُدُوِّ، رَواحُها شَهْـرُ

قال: والأَصل خَجُوج. وقد خَجَّتْ تَخُجُّ؛ وأَنشد أَبو عمرو:

وخَجَّتِ النَّيْرَجَ مِنْ خَرِيقِها

وروى الأَزهري بإِسناده عن خالد بن عروة قال: سمعت عليّاً، عليه السلام، وذكر بناء الكعبة فقال: إِن إِبراهيم حين أَمر ببناء البت ضاق به ذرعاً، قال: فبعث الله إِليه السكينة وهي ريح خجوج لها رأْس فتطوَّقت بالبيت كطوق الحَجَفَةِ، ثم استقرَّت، قال: فبنى إِبراهيم حين استقرّت، فجعل إِسمعيل يناوله الحجارة، فلما انتهى إِلى موضع الحِجْر أَعيا إِسمعيل فأَتى إِبراهيم بالحِجْرِ. وقال الأَصمعي: الخَجُوجُ الريح الشديدةُ المرِّ؛ وقال ابن شميل: هي الشديدة الهبوب الخَوَّارَةُ لا تكون إِلا في الصيف، وليست بشديدة الحر. وفي كتاب القتيبي: فتطوَّت موضعَ البيت كالحَجَفَة. وقيل: ريح خَجُوج أَي شديدة المرور في غير استواءٍ. قال: وأَصل الخَجِّ الشقّ.
قال ابن الأَثير: وحاءَ في كتاب المعجم الأَوسط للطبراني عن علي، رضي الله عنه، أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: السكينة ريح خَجُوجٌ. وفي الحديث الآخر: إذا حَمَل، فهو خَجُوج.
وفي حديث الذي بنى الكعبة لقريش: كان روميّاً في سفينة أَصابتها ريح فخَجَّتْها أَي صرفتها عن جهتها ومقصدها بشدة عصفها. والخَجُّ: الدَّفْعُ.
وفي النوادر: الناس يَهُجُّونَ هذا الواديَ هَجّاً ويَخُجُّونه خَجّاً أَي ينحدرون فيه ويَطَؤُونه كثيراً. وخَجَّ بها: ضَرَطَ. وخَجَّ برجله: نَسَفَ بها التراب في مشيه.
وخَجْخَجَ الرجلُ: لم يُبْد ما في نفسه. والخَجْخَجَةُ: سُرْعَةُ الإِناخَةِ والحُلُولِ. والخَجْخَجَةُ: الانقباض والاستخفاءُ في موضع خَفِيٍّ، وفي التهذيب: في موضع يخفى فيه، قال: ويقال أَيضاً بالحاءِ.
ورجل خَجَّاجَةٌ: أَحمق لا يعقل. ابن سيده: والخَجْخاجَةُ والخَجَّاجَةُ الأَحمق. والخَجْخاج من الرجال: الذي يَهْمِزُ الكلامَ، ليست لكلامه جِهَةٌ، قال أَبو منصور: لم أَسمع خَجَّاجَةً في نعت الأَحمق إِلا ما قرأْته في كتاب الليث قال: والمسموع من العرب خَجَّاية؛ قاله ابن الأَعرابي وغيره. النضر: الخَجْخاجُ من الرجال الذي يُري أَنه جادٌّ في أَمره وليس كما يُري. الفراءُ: خَجْخَجَ الرجل وجَخْجَخَ إذا لم يُبْدِ ما في نفسه؛ قال أَبو منصور: وهذا يقرب من قول النضر وهو أَصح مما قاله الليث في الخَجْخاجِ.
والخَجُّ: الجِماعُ. وخَجَّ جاريته: مسحها. والخَجْخَجَةُ: كناية عن النكاح.
واخْتَجَّ الجملُ والناشطُ في سيره وعدوه إذا لم يستقم، وذلك سُرْعَةٌ مع التواءِ. الليث: الخَجْخَجَة تُوصَفُ في سرْعَةِ الإِناخة وحلول القوم. والخَجَوْجى من الرجال: الطويل الرجلين.

خجر

الخَجَرُ: نَتْنُ السَّفِلَةِ؛ عن كراع، يعني بالسَّفِلَةِ الدُّبُرَ.
قال الليث: رجل خِجِرَّ، والجمع الخِجِرُّونَ، وهو الشديد الأَكل الجبان الصَّدَّادُ عن الحرب.
أَبو عمرو: الخاجِرُ صوت الماء على سَفْحِ الجبل.
ابن الأَعرابي: الخُجَيْرَةُ تصغير الخُجْرَةِ، وهي الواسعة من الإِماء.
والخَجْرَةُ أَيضاً: سَعَةُ رأْسِ الحُبِّ.

خجف

الخَجيفُ: لغة في الجَخيف وهو الطَّيْشُ والخِفَّةُ والتكبر. وغلام خُجافٌ: صاحب تكبر وفخر؛ حكاه يعقوب.
الليث: الخَجِيفَةُ المرأَة القَضيفةُ، وهُنَّ الخِجافُ. ورجل خَجِيفٌ: قَضِيفٌ. قال أَبو منصور: لم أَسمع الخجيف، الخاء قبل الجيم، في شيء من كلام العرب لغير الليث.

خجل

الفراء: الخَجَل الاسترخاء من الحياء ويكون من الذُّلِّ. رجل خَجِل وبه خَجْلة أَي حياء. والخَجَل: التحيُّر والدِّهَش من الاستحياء.
وخَجِل الرَّجلُ خَجَلاً: فَعَل فعلاً فاستحى منه ودَهِشَ وتَحَيَّر، وأَخْجَلَه ذلك الأَمر وخَجَّله. وخَجِلَ البعيرُ خَجَلاً: سار في الطين فبقي كالمُتَحَيِّر؛ والبعيرُ إذا ارْتَطَم في الوَحَل فقد خَجِل. الليث: الخَجَل أَن يفعل الإِنسان فعلاً يَتَشَوَّر منه فيَسْتَحي؛ وأَخْجَله غيره وقد خَجَّلْته وأَخجلته. ابن شميل: خَجِلَ الرجلُ إذا الْتَبَسَ عليه أَمرُه. ابن سيده: الخَجَل أَن يلتبس الأَمر على الرجل فلا يَدْري كيف المَخْرج منه. يقال: خَجِلَ فما يَدْري كيف يصنع. وخَجِل بأَمره: عَيَّ. وخَجِل البعيرُ بالحِمْل: ثَقُل عليه واضطرب. ورجل خَجِلٌ: يضطرب على الفرس من سَعَته. وثوب خَجِلٌ: فَضْفَاض. ويقال: جَلَّلْت البعيرَ جُلاًّ خَجِلاً أَي واسعاً يضطرب عليه. والخَجِلُ: الثوب الواسع الطويل. والخَجَل: كثرة تَشَقُّق الدَّنادِن؛ وأَنشد:

عَلَيَّ ثوبٌ خَجِلٌ خَبِـيث

 

مِدْرَعةٌ، كِسَاؤُها مَثْلوث

والخَجَل: البَطَر. ابن سيده: الخَجَل سُوء احتمال الغنى كأَن يَأْشَرَ ويَبْطَر عند الغِنى، وقيل: هو التَّخَرُّق في الغِنى، وقد خَجِل خَجَلاً. وفي الحديث: أَنه قال للنساء إِنَّكُنَّ إذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ وإِذا شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنَّ أَي أَشِرْتُنَّ وبَطِرْتُنَّ. وقال أَبو عمرو: الخَجَلُ الكَسَل والتواني عن طلب الرزق، قال: وهو مأْخوذ من الإِنسان الخَجِل يبقى ساكناً لا يتحرك ولا يتكلم، ومنه قيل للإِنسان: قد خَجِل إذا بقي كذلك، والدَّقَع: سوء احتمال الفقر؛ قال الكميت:

ولم يَدْفَعُوا، عندما نابَـهـم

 

لِوَقْعِ الحُروب، ولم يَخْجَلوا

يقول: لم يَخْضَعُوا للحرب ولم يَستَكِينوا ولم يَخْجَلوا أَي لم يَبْقَوْا فيها باهتين كالإِنسان المُتَحَيِّر الدَّهِشِ، ولكنهم جَدُّوا فيها؛ وقال غيره: لم يَخْجَلوا لم يَبْطَروا ولم يَأْشَروا؛ قال أَبو عبيد: وهذا أَشبه الوجهين بالصواب، قال: وأَما حديث أَبي هريرة أَن رجلاً ضَلَّت له أَيْنُقٌ فأَتى على واد خَجِل مُغِنٍّ مُعْشِب فوَجَد أَيْنُقَه فيه؛ الخَجِل في الأَصل: الكثير النَّبات المُلْتَفّ المتكاثِف. وخَجِلَ الوادي والنباتُ: كثر صوت ذبابه لكثرة عُشْبه. والخَجَل: البَرَمُ، خَجِل خَجَلاً وأَخْجَله. والخَجَل: التواني عن طلب الرزق والكسلُ. وخَجِل خَجَلاً: بقي ساكتاً لا يتكلم ولا يتحرك. والخَجَل: الفَساد. وخَجِل النَّبتُ خَجَلاً: طال والْتَفَّ. وواد خَجِلٌ: مُلْتَفُّ النبات، وقيل مُفْرِط النبات، والجمع خجل وواد مُخْجِلٌ؛ قال أَبو النجم:

تَظَلُّ حِفْـرَاهُ مـن الـتِّـهَـدُّل

 

في رَوْض ذَفْراء، ورُغْلٍ مُخْجِل

أَي حابس للإِبل من كثرته. والحِفْراة: شجرة مَلْحاء مثل القُنْفُذة، قال: والذَّفْراء والرُّغْل شجرتان. والخَجَل: الْتِفاف النبات وحُسْنُه.
والخَجِل: المكان الكثير العُشْب. وحَمْضٌ مُخْجِلٌ: أَشِبٌ طويل؛ قال أَبو حنيفة: كَلأٌ مَخْجِل واسع كثيرٌ نامٍ حابسٌ يُقام فيه ولا يُجاوَز، وقيل: الخَجِل العُشْب إذا طال وبَلَغ غايته. وأَخْجَلَ الحَمْضُ إذا طال والْتفَّ، فهو مُخْجِل. وقال أَبو حنيفة: ثوب خَجِلٌ يَعْتَقل لابسَه فيَتَلبَّد فيه. والخَجِل: الثوب الخَلَق، قال شمر: والخَجِل المَرِح؛ وأَنشد:

قد يَهْتَدي لصَوْتيَ الحادي الخَجِل

أَي المَرِح. وفلان يَمْشِي الخَوْجَلى: وهو مشي للنساء بتَكَسُّر.

خجم

الخِجامُ: المرأَة الواسِعةُ الهَنِ، وهو سَبٌّ عند العرب، يقولون: يا ابن الخِجام، وأَنشد ابن السكيت في باب صفة النساء من الجماع:

بذاك أَشفي النَّيْزَجَ الخِجاما

ويقال لها الخُجارِمُ أَيضاً. الأَزهري: النَّيْزَجُ جَهاز المرأَة إذا نَزا بَظْرُه.