زوجاته صلى الله عليه وسلم

قال الزهري: تزوج نبي الله صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة عربية محصنات.

وعن قتادة قال: تزوج خمس عشرة امرأة: ست من قريش وواحدة من حلفاء قريش وسبعة من نساء العرب. وواحدة من بني إسرائيل.

قال أبو عبيد: ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ثماني عشرة امرأة: سبع من قريش وواحدة من حلفائهم. وتسع من سائر العرب. وواحدة من نساء بني إسرائيل.

فأولهن: خديجة ثم سودة ثم عائشة ثم أم سلمة ثم حفصة ثم زينب بنت جحش ثم جويرية ثم أم حبيبة ثم صفية ثم ميمونة ثم فاطمة بنت شريح. ثم تزوج زينب بنت خزيمة ثم هند بنت يزيد ثم أسماء بنت النعمان ثم قتيلة أخت الأشعث ثم سنا بنت أسماء السلمية.
العالية

قال الزهري: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من بني بكر بن كلاب.

ولأبي معاوية عن جميل بن زيد واه عن زيد بن كعب بن عجرة عن أبيه قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم العالية من بني غفار فأدخلت فرأى بكشحها بياضاً فقال: "البسي ثيابك والحقي بأهلك" وأمر لها بالصداق.

أسماء

قيل: هي أسماء بنت كعب الجونية. كذا سماها ابن إسحاق وقال: لم يدخل بها النبي صلى الله عليه وسلم حتى طلقها.

وقال الزهري: تزوج أخت بني الجون الكندي فاستعاذت منه. فقال: "لقد عذت معاذاً الحقي بأهلك".

وقيل: بل هي أسماء بنت النعمان الغفارية.

وعن قتادة قال: وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل اليمن: أسماء بنت النعمان الغفارية فلما دخل بها دعاها. فقالت: تعال أنت فطلقها وتزوج أم شريك.

أم شريك

امرأة أنصارية. النجارية.

عن قتادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني أحب أن أتزوج في الأنصار ثم إني أكره غيرتهن". قال: فلم يدخل بها.

نعم وروى عروة بن الزبير عن أم شريك: أنها كانت فيمن وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم.

سناء

قال أبو عبيد القاسم بن سلام: وزعم حفص بن النضر السلمي وعبد القاهر بن السري: أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية فماتت قبل أن يدخل بها.

وقيل: سناء بنت سفيان الكلابية.

الكلابية

قال الواقدي: قال بعضهم هي فاطمة بنت الضحاك بن سفيان.

وقيل: عمرة بنت زيد.

وقيل: هي العالية بنت ظبيان.

وقيل: سناء بنت سفيان.

وقال بعضهم: هي كلابية واحدة وإنما اختلف في اسمها.

وقال بعضهم: بل كن جماعة.

نقل ذلك الحاكم في أمهات المؤمنين من مستدركه.

ابن أخي الزهري عن عمه عن عروة عن عائشة قالت: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلابية فلما دخلت عليه ودنا منها قالت: إني أعوذ بالله منك. قال: "لقد عذت بعظيم الحقي بأهلك".

وقال ابن إسحاق: تزوج عمرة بنت زيد الكلابية وما دخل بها.

وقال ابن شهاب: طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم العالية بنت ظبيان فنكحها ابن عم لها فولدت له.

وقيل: الكلابية: عمرة بنت حزن التي تعوذت.

الكندية

قال عبد الله بن محمد بن عقيل: نكح رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من كندة وهي الشقية التي سألته أن يفارقها ويردها إلى قومها ففعل.

رواه عنه عبيد الله بن عمرو.

وروى الواقدي: حدثنا محمد بن يعقوب بن عتبة عن عبد الواحد بن أبي عون: أن النعمان بن أبي الجون الكندي قدم مسلماً فقال يا رسول الله ألا أزوجك أجمل أيم في العرب وقد رغبت فيك؟ فتزوجها على اثنتي عشرة أوقية ونش. فقال: لا تقصر بها في المهر. قال: "ما أصدقت أحداً فوق هذا".

فبعث معه أبا أسيد. فلما قدما عليها جلست وأذنت له فقال أبو أسيد: إن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يراهن الرجال فتحملت مع الظعينة على جمل في محفة فأقبلت بها حتى أنزلتها في بني ساعدة. فدخل عليها النساء فرحبن بها ثم خرجن فذكرن جمالها وشاع ذلك. فدخل عليها داخل من النساء فقيل لها: إنك ملكة فإن كنت تريدين أن تحظي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي: أعوذ بالله منك فإنه يرغب فيك.

وعن ابن أبي عون قال: فتزوج الكندية في سنة تسع من ربيع الأول.

الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه أن الوليد كتب إليه يسأله: هل تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أخت الأشعث؟ فقال: ما تزوجها قط ولا تزوج كندية إلا بنت الجون فملكها. فلما أتى بها نظر إليها فطلقها ولم يبن بها.

عن أبي أسيد الساعدي قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت النعمان الجونية فأرسلني فجئت بها. فقالت حفصة لعائشة: اخضبيها أنت وأنا أمشطها. ففعلتا ثم قالت لها إحداهما: إنه يعجبه أن تقول المرأة: أعوذ بالله منك فلما دخلت عليه وأرخى الستر مد يده إليها. فقالت: أعوذ بالله منك فقال بكمه على وجهه فاستتر. وقال: "عذت بمعاذ" وخرج فقال: "يا أبا أسيد ألحقها بأهلها ومتعها برازقيين". يعني كرباسين.

فكانت تقول: ادعوني الشقية.

إسناده واه. وقد ذكره الحاكم في مستدركه.

وعن زهير بن معاوية: قال فماتت كمداً.

وعن الكلبي قال: خلف على أسماء بنت النعمان المهاجر بن أبي أمية فهم عمر أن يعاقبها. فقالت: والله ما ضرب علي حجاباً ولا سميت بأم المؤمنين فكف عنها.

قتيلة

يقال: هي أخت الأشعث بن قيس.

قال أبو عبيدة: تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه وفد كندة سنة عشر فتوفي قبل أن يقدم عليه.

ويقال: إنها ارتدت فالله أعلم.

خولة

عمارة بن راشد حدثنا علي بن زيد عن ابن المسيب عن خولة بنت حكيم.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها فأرجأها فيمن أرجأ من نسائه.

جويرية أم المؤمنين

بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية.

سبيت يوم غزوة المريسيع في السنة الخامسة وكان اسمها: برة فغير.

وكانت من أجمل النساء.

أتت النبي تطلب منه إعانة في فكاك نفسها فقال: "أو خير من ذلك؟ أتزوجك". فأسلمت وتزوج بها وأطلق لها الأسارى من قومها.

وكان أبوها سيداً مطاعاً.
حدث عنها: ابن عباس وعبيد بن السباق وكريب ومجاهد. وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي وآخرون.

عن عائشة قالت: كانت جويرية امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه الحديث بطوله. زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي قال: أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية واستنكحها وجعل صداقها عتق كل مملوك من بني المصطلق وكانت من ملك اليمين فأعتقها وتزوجها.

قال ابن سعد وغيره: بنو المصطلق من خزاعة. وكان زوجها قبل أن يسلم ابن عمها مسافع بن صفوان ابن أبي الشفر.

وقد قدم أبوها الحارث على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم.

وعن جويرية قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت عشرين سنة.

توفيت أم المؤمنين جويرية في سنة خمسين. وقيل توفيت سنة ست وخمسين رضي الله عنها.

جاء لها سبعة أحاديث: منها عند البخاري حديث وعند مسلم حديثان.

أيوب عن أبي قلابة قال: أتى والد جويرية فقال: إن بنتي لا يسبى مثلها فأنا أكرم من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرأيت إن خيرناها". فأتاها أبوها فقال: إن هذا الرجل قد خيرك فلا تفضحينا فقالت: فإني قد اخترته قال: قد والله فضحتنا.

زكريا عن الشعبي قال: أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم جويريه واستنكحها وجعل صداقها عتق كل مملوك من بني المصطلق.

همام وغيره عن قتادة عن أبي أيوب الهجري عن جويرية بنت الحارث: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم جمعة وهي صائمة فقال لها: "أصمت أمس" قالت: لا قال: "أتريدين أن تصومي غداً". قالت: لا قال: "فأفطري".

رواه شعبة وله علة غير مؤثرة رواه سعيد عن قتادة عن ابن المسيب عن عبد الله بن عمرو.

شعبة وجماعة عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة: سمعت كريباً عن ابن عباس عن جويرية قالت: أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة وأنا أسبح ثم انطلق لحاجته ثم رجع قريبا من نصف النهار فقال: "أما زلت قاعدة". قلت: نعم. قال: "ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهن عدلتهن أو وزن بهن وزنتهن يعني جميع ما سبحت: سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرات سبحان الله رضا نفسه ثلاث مرات سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات.

يونس عن ابن إسحاق: حدثنا محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة قالت: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية في سهم رجل فكاتبته وكانت حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه. فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه فكرهتها يعني لحسنها. فقالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك وقد كاتبت فأعني.

فقال: "أو خير من ذلك: أؤدي عنك وأتزوجك". فقالت: نعم. ففعل فبلغ الناس فقالوا: أصهار رسول الله فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق فلقد أعتق بها مئة أهل بيت. فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها.

سودة أم المؤمنين

بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية.

وهي أول من تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة وانفردت به نحواً من ثلاث سنين أو أكثر حتى دخل بعائشة.

وكانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة وكانت أولاً عند السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو العامري.

وهي التي وهبت يومها لعائشة رعاية لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت قد فركت رضي الله عنها.

لها أحاديث: وخرج لها البخاري.

حدث عنها: ابن عباس ويحيى بن عبد الله الأنصاري.

توفيت في آخر خلافة عمر بالمدينة.

هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها من سودة من امرأة فيها حدة فلما كبرت جعلت يومها من النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة.

وروى الواقدي عن ابن أخي الزهري عن أبيه قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بسودة في رمضان سنة عشر من النبوة وهاجر بها وماتت بالمدينة في شوال سنة أربع وخمسين.

وقال الواقدي: وهذا الثبت عندنا.

وروى عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن سودة رضي الله عنها توفيت زمن عمر.

قال ابن سعد: أسلمت سودة وزوجها فهاجرا إلى الحبشة.

وعن بكير بن الأشج: أن السكران قدم من الحبشة بسودة فتوفي عنها. فخطبها النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: أمري إليك قال: "مري رجلاً من قومك يزوجك" فأمرت حاطب بن عمرو العامري فزوجها وهو مهاجري بدري. هشام الدستوائي: حدثنا القاسم بن أبي بزة: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى سودة بطلاقها. فجلست على طريقه فقالت: أنشدك بالذي أنزل عليك كتابه لم طلقتني؟ ألموجدة؟ قال: "لا" قالت: فأنشدك الله لما راجعتني فلا حاجة لي في الرجال ولكني أحب أن أبعث في نسائك. فراجعها قالت: فإني قد جعلت يومي لعائشة.

الأعمش عن إبراهيم قالت سودة: يا رسول الله صليت خلفك البارحة فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم فضحك. وكانت تضحكه الأحيان بالشيء.

صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: "هذه ثم ظهور الحصر".

قال صالح: فكانت سودة تقول: لا أحج بعدها.

وقالت عائشة: استأذنت سودة ليلة المزدلفة أن تدفع قبل حطمة الناس وكانت امرأة ثبطة أي ثقيلة فأذن لها.

حماد بن زيد عن هشام عن ابن سيرين: أن عمر بعث إلى سودة بغرارة دراهم. فقالت: ما هذه قالوا: دراهم قالت: في الغرارة مثل التمر يا جارية: بلغيني القنع ففرقتها.

يروى لسودة خمسة أحاديث: منها في الصحيحين حديث واحد عن البخاري.

الواقدي: حدثنا موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن ريطة عن عمرة عن عائشة قالت: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بعث زيداً وبعث معه أبا رافع مولاه وأعطاهما بعيرين وخمس مئة درهم فخرجنا جميعاً وخرج زيد وأبو رافع بفاطمة وبأم كلثوم وبسودة بنت زمعة وبأم أيمن وأسامة ابنه.