النوع الثالث والثلاثون: معرفة القلب

المزهر في علوم اللغة

السيوطي

عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي، جلال الدين المولود عام 849 هـ والمتوفي عام 911 هـ

 

 النوع الثالث والثلاثون معرفة القلب

قال ابنُ فارس في فقه اللغة‏:‏ من سُنَن العرب الْقَلْبُ وذلك يكونُ في الكلمة ويكونُ في القصَّة فأما الكلمةُ فقولهم‏:‏ جَبَذَ وجَذَب وبكَل ولَبك وهو كثير‏.‏

وقد صنَّفَه علماءُ اللغة وليس في القرآن شيءٌ من هذا فيما أظنُّ‏.‏

انتهى‏.‏

وقد ألَّف ابنُ السكّيت في هذا النوع كتاباً ينقل عنه صاحبُ الصحاح‏.‏

قال ابنُ دُريد في الجمهرة‏:‏ باب الحروف التي قُلِبت وزعم قومٌ من النحويين أنها لغاتٌ وهذا القولُ خلافٌ على أهل اللغة يقال‏:‏ جَبَذ وجَذَب وما أطْيبه وأيْطَبه ورَبض ورَضب وأنْبَض القَوْس وأنْضب وصاعِقة وصَاقِعة ولعَمْري ورعملي واضمحلّ وامضحلّ وعميق ومَعيق ولبكْتُ الشيء وبكلته‏:‏ إذا خلطته وأسير مُكَلّب ومكبَّل وسبَسْب وَبسبْس‏:‏ القفر سوحاب مكفهرّ ومكرهفّ وناقة ضِمْرِز وضِمْزِر‏:‏ إذا كانت مُسِنّة وفي موضع آخر‏:‏ شديدة قويّة وضُما رِز وضُمازِر مثله وطريق طَامِس وطَاسِم وقافَ الأثر وقَفا الأثر وقاعَ البعير النّاقة وقَعَاها وقوس عُلط وعطل‏:‏ لا وَتَر عليها وكذلك ناقة عُلُط وعُطُل وجارِية قَتِين وقَنِيت وهي القليلة الزَّرد وشرْخ الشباب وشَخْره‏:‏ أولّه وكم خَنزِ وخَزِن وعاث يَعِيث وعَثا يعثِي‏:‏ إذا أفْسد وتنحى عن لَقم الطريق ولَمق الطريق والفَحِث والحفِث وهي القبّة وحرٌّ حَمْتٌ ومَحْت‏:‏ وهو الشديد وهفا فؤاده وفَها ولَفَحْتُه بجمْع يَدِي ولحفته‏:‏ إذا ضربته بها وهَجْهَجْتُ بالسبع وجهجهت به وطِبّيخ وبِطِّيخ وفي الحديث‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه البطّيخ بالرطب‏.‏

وماء سَلْسال ولَسلاْس ومُسَلْسل ومُلَسلس‏:‏ إذا كان صافياً دقم فاه بالحجر ودَمقه‏:‏ إذا ضربه وفَثَأْت القدر وثفأتها إذا سكنت غليانها وبَكبكت الشيء وكَبْكَبته‏:‏ إذا طرحت بعضه على بعض وثَكم الطريق وكثَمه‏:‏ وَجْه وجارية قبعَة ويُقَعة وهي التي تُظْهر وجهَها ثم تُخْفيه وكعْبرة بالسيف وبعكره‏:‏ إذا ضربه وتَقَرطب على فقاه وتبرقط‏:‏ إذا سقط هذا ما ذكره في هذا الباب وذكر في تضاعيف الكتاب‏:‏ خَجّ وخجا برجله إذا نسف بها التراب وقال أبو عبيدة‏:‏ الْوَطب والعَوبَط‏:‏ من أسماء الداهية قال ابن دريد‏:‏ كأنه مقلوب عنده‏.‏

وفي الجمهرة أيضاً‏:‏ غلام مُبْعَنْقى ومُعْبَنْقى إذا ساء خُلقه والغَمْغَمة والمغمغة‏:‏ كلامٌ لا يُفهم ورجل خُنافِر وفُناخِر‏:‏ عظيم الأنف وقال الرّاجز‏:‏ وشِعْبَ كلّ باجحٍ ضُمازِر قال الأصمعي‏:‏ أراد ضُمارزاً فقلب‏:‏ وهو الصّلب الشّديد الغليظ‏.‏

ورُماحس وحُمارس وهو الجريء المقام ورجل طُماحر وطُحامر‏:‏ عظيمُ الجوْف‏.‏

والبَتْل والتبل‏:‏ القطع والبَخَنْدَاة والخبَنْدَاة‏:‏ المرأة الغليظة الساقين والعصافير والعراصيف‏:‏ المسامير التي تجمعُ رأس القتَب وفي لسانه حُكْلة وحُلْكَة‏:‏ وهي الغلظ وضربه فبَخْذَعَه وخَذْعَبَه‏:‏ إذا قطعه بالسيف وعجوز شَهْبرة وشهْرَبة‏:‏ مسنّة والصَّعْبور والصَّعْرُوب‏:‏ الصغير الرأس من الناس وغيرهم‏.‏

والثَّرْطَمة والطَّرْثَمة‏:‏ الإطراق من غَضب أو تكبّر‏.‏

والنَّطْثرة والطَّنْثرة‏:‏ أكل الدَّسم حتى يثْقُلَ عليه جسمه والثَّمْطَلة والثَّلْمَطة‏:‏ الاسترخاء دَحْملْت الشيء ودَمْحَلْتُه‏:‏ إذا دحرجته على الأرض ورجل دُحْسُماني ودُحْمُساني‏:‏ وهو الغليظ الأسود والغَذْرَمة والغَذْمَرة‏:‏ اختلاط الكلام وسَرْطَع وطَرْسَع‏:‏ إذا عدا عَدْواً شديداً والكُرْسُف والكُرْفُس‏:‏ القطن وطرْشَم الليلُ وطَرْمَش‏:‏ إذا أظْلم والشُّرفْوُغ والشَّرغوف‏:‏ الضّفْدَع الصغير وتَقَرْعَف الرجلُ وتقرفع‏:‏ إذا تقبّض والعَلْسَطة والعَسْطَلة‏:‏ الكلام غير ذي نظام وقَصْمَلت الشيء وقَصْلَمته‏:‏ كسرته وطُرْمُوح وطُرْحُوم‏:‏ طويل ودُحْمُوق ودُحْقُوم‏:‏ العظيم الخَلْق وطَيْثَار وطَثْيَار‏:‏ البعوض وما لفلان قِرْع طْبة وقِرْطَعْبَة‏:‏ أي ماله قليلٌ ولا كثير وماء عُقٌّ وعُقَاق وقُعّ وقُعَاع‏:‏ شديدُ المرارة والخُدْخُد والدُّخْدُخ‏:‏ دويّبة ومن أمثالهم غَرْثان فابْكُلوا له وقال قوم‏:‏ فالْبُكوا له مقلوب أي حيسوا وقوس طَحُور وطَرُوح‏:‏ سريعةُ السّهم وحِبَجْر وحُبَاجر‏:‏ ذكر الحبارى وكذلك حِبَرْج وحُبَارج‏.‏

وقال ابن الأعرابي في نوادره‏:‏ كلّ شيء لم يكن له قَدْرٌ فهو سَفِيط وفَسِيط‏.‏

وقال أبو عبيد في الغريب المصنف‏:‏ باب المَقْلوب فما ذُكِر فيه زيادة على ما تقدّم‏:‏ أَحْجَمت عن الأمر وأَحْجَمت واضْمَحلّ الشيء واضحملّ إذا ذهب‏.‏

وشَنِفت إلى الشيء وشَفِنْت‏:‏ إذا نظرتُ إليه وعُقاب عَقنْبَاة وعَبْنقاة وهي ذات المخالب وأشافَ الرّجل على الأمر وأَشْفى إذا أشرف عليه واعتام الرجل واعْتَمى إذا اختار واعْتَاقَه الشيء واعْتقَاه‏:‏ إذا حبَسَه وبَتَلْتُ الشيء وبَلَتّه‏:‏ إذا قطعتُه ولَفَت الرجل وجهه عن القوم وفَتَله إذا صرَفه عنهم وشَاءَني الأمر وشَآنِي‏:‏ إذا حَزَنني قال الحارث بن خالد المخزومي‏:‏ مَرَّ الحُمُولُ فما شَأَوْنَكَ نَقْرَةً ولقدْ أَرَاك تُشَاءٌ بالأَظْعَانِ فجاء باللغتين جميعاً وثَنِت الّلحم ونَثِت‏:‏ إذا نتن وفَطَس الرجل وطَفَس‏:‏ إذا مات ورجل أَغْرل وأَرْغل‏:‏ أَقْلَف وتَزَحْزَحْت عن المكان وتَحَزْحَزْت‏.‏

وهي الفُرْصة والرُّفْصَة للنَّوْبة تكونُ بينَ القوم يَتَناوبونها على الماء‏.‏

واستَدْمَى الرجلُ غريمه واستدامه إَذا رفق به وانْتقى فلان الشيء وانْتَاقه من النَقَاوة وجاءت الخيلُ شَوَاعِي وشَوَائِع‏:‏ متفرقة وشَاكِي السلاح وشَائك السلاح وشَائِهُ البصر وشَاهِي البصر‏:‏ حديده ولاثٍ به ولاَئِث ورجل هَاعٍ لاَعٍ وهَائِع لائع وهو الجزوع وهَارٍ وهائر وعاقني عنه عائق وعاقٍ والصُّبْر والبُصْر‏:‏ الجانب وشَبْرَقْت الثوب وشَرْبَقْتُه‏:‏ إذا قطعته والقاءة والآقة‏:‏ الطاعة وأنّ يئن وأَنى يأنى ورَاوَدته على الماء ورَادَيتُه وَعمَج في السير ومَعَج ورأى فلاناً ورَاءَ فلاناً وقَلْقَلْت الشيء ولَقْلَقْتُه وغَذْمَرْته وغَذْرَمْتُه إذا بعته جُزَافا وجَحْجَحَ الرجل وحَجْحَجَ إذا لم يُبْد ما في نفسه‏.‏

انتهى‏.‏

وفي ديوان الأدب للفارابي‏:‏ نَغَز الشيطان بينهم لغة في نَزَغ على القلب‏.‏

وفي أمالي ثعلب يقال‏:‏ هو في أُسْطُمّة قومه وأُطْسُمّة قومه وهو يتكسّع ويتسكّع في طُمّته‏:‏ إذا تحيّر ومِزرَاب ومِرْزاب وهو الميزاب‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ الّلجِز مقلوب اللَّزِج قاله ابنُ السكّيت في كتاب القَلْب والحَمْشَة مقلوب الحشْمة وهي الغضب وكلام حُوشي ووَحْشي والأوباش من الناس‏:‏ الأخلاط مثل الأوْشَاب وهو مقلوب والمِقاط حبل مثل القَماط مَقْلوب منه‏.‏

وقال الزجاجي في شرح أدب الكاتب‏:‏ ذكر بعضُ أهل اللغة أن الجاه مَقْلوب من الوجْه واستدلّ على ذلك بقولهم‏:‏ وجه الرجل فهو وَجِيه إِذا كان ذا جَاهٍ ففصَلُو بين الجاه والوجْهِ بالقلب‏.‏

فائدة - ذهب ابنُ دستوريه إلى إِنكار القلب فقال في شرح الفصيح‏:‏ في البِطِّيخ لغة أخرى طِّبيخ بتقديم الطاء وليست عندنا على القَلْب كما يزعُم اّللغويون وقد بيَّنا الحجة في ذلك في كتاب إِبطال القلب‏.‏

انتهى‏.‏

وقال النحاس في شرح المعلقات‏:‏ القلبُ الصحيح عند البصريين مثل شَاكي السلاح وشائك وجرف هارٍ وهائِر أما ما يسمّيه الكوفيون القلب نحو جَبَذ وجَذَب فليس هذا بقَلْب عند البصريين وإنما هما لغتان وليس بمنزلة شاك وشائك ألا ترى أنه قد أُخّرت الياء في شاكي السلاح قال السخاوي في شرح المفصل‏:‏ إذا قلبوا لم يجعلوا للفَرْع مصدراً لئلا يلْتَبس بالأصل بل يُقْتَصر على مصدر الأصل ليكون شاهداً للأصالة نحو يئس يأساً وأيس مقلوب منه ولا مَصْدَرَ له فإذا وُجِد المصدران حَكَم النُّحَاة بأن كلَّ واحد من الفعلين أصلٌ وليس بمقلوب من الآخر‏.‏

نحو جبذ وَجَذب وأهلُ اللغة يقولون‏:‏ إن ذلك كلَّه مقلوب‏.‏

انتهى‏.‏

قال ابن فارس في فقه اللغة - باب النَّحت‏:‏ العرب تَنْحَت من كلمتين كلمةً واحدة وهو جنسٌ من الاختصار وذلك رجل عَبْشميّ منسوبٌ إلى اسمين وأنشد الخليل‏:‏ أقولُ لها ودمعُ العين جَارٍ ألم تُخْرِنْك حَيْعَلَةُ المُنَادِي من قوله‏:‏ حيّ عَلَى وهذا مَذْهَبُنا فى أن الأَشياء الزائدةَ على ثلاثة أحرف فكثرُها منحوتٌ مثل قول العرب للرَّجل الشديدِ ضِبَطرٌ من ضَبَط وضَبَر وفي قولهمْ‏:‏ صَهْصَلِق إنه من صَهَل وصَلَق وفي الصِّلْدِم إِنه من الصَّلْد والصَّدْم قال‏:‏ وقد ذكرنا ذلك بوجوهه في كتابِ مقاييس اللُّغة‏.‏  

انتهى كلام بان فارس‏.‏

وقد ألَّف في هذا النوع أبو علي الظهير بن الخطير الفارسي العماني كتاباً سمَّاه تنبيه البارعين على المنحوت من كلام العرب ولم أَقِفْ عليه وإنما ذكره ياقوت الحموي في ترجمته في كِتابه معجم الأدباء‏.‏

قال ياقوت في معجم الأدباء‏:‏ سأل الشيخ أبو الفتح عثمان بن عيسى الملطي النحوي الظهير الفارسي عما وقع في ألفاظ العرب على مثال شَقَحْطَب فقال‏:‏ هذا يسمى في كلام العرب المنحوت ومعناه أن الكلمةَ منحوتَةٌ من كلمتين كما ينحت النجّار خشبتين ويجعلهما واحدة فشقحطب منحوت من شِقّ حَطَب فسأله الملطي أن يُثْبت له ما وَقع من هذا المثال إليه ليعوّل في معرفتها عليه فأملاها عليه في نحو عشرين ورقة من حِفْظه وسمَّاها كتاب تنبيه البارعين على المنحوت من كلامِ العرب‏.‏

وفي إِصلاح المنطق لا بن السكيت وتهذيبه للتبريزي‏:‏ يقال قد أكثر من البَسْملة إذا أكثر من قول‏:‏ باسم اللَّه ومن الهيلَلة إذا أكثر من قول لا إله إلا اللَّه ومن اَلحوْلقة واَلحوْقَلة إذا أكثر من قول‏:‏ لا حَوْلَ ولا قوَّة إِلا باللَّه ومن الحَمْدَلة أي من الحمد للَّه ومن الجَعْفَدة أي من جعلت فداك ومن السَّبْحَلة أي من سبحان اللَّه‏.‏

وحكى الفراء عن بعض العرب‏:‏ معي عشرة فأَحِّدْهنّ لي‏:‏ أي صيّرهنّ أَحَدَ عشر‏.‏

وزاد الثعالبي في فقه اللغة‏:‏ الحَيْعَلَة حكاية قول المؤذن‏:‏ حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح والطَّلْبَقَة حكاية قول القائل‏:‏ أطال اللَّه بقاك والدَّمْعَزة حكاية قوله‏:‏ أدام اللَّه عزَّك‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ قد حَيْعَل الموذن كما يقال حَوْلَق وتَعْبَشَم مُرَكبا من كلمتين‏.‏

وقال ابن دحية في التنوير‏:‏ ربما يتّفقُ اجتماعُ كلمتين من كلمة واحدة دالة على كلتا الكلمتين وإِن كان لا يمكن اشتقاق كلمةٍ من كلمتين في قياس التصريف كقولهم‏:‏ هَلَّل‏:‏ أي قال لا إله إلا اللَّه وحَمْدَل أي قال‏:‏ الحمد للَّه والحَوْلَقَة قول‏:‏ لا حَوْلَ ولا قوّة إلا باللَّه ولا تقل حَوْقَل بتقديم القاف فإن الحوقلة مِشْية الشيخ الضعيف والبسملة قول باسم اللَّه والسَّبْحَلة قول‏:‏ سبحان اللَّه والهَيْلَلة قول‏:‏ لا إله إلا اللَّه والحَسْبَلة قول‏:‏ حسبي اللَّه والمشألة قول ما شاء اللَّه يقال‏:‏ فلان كثير المشألة إذا أكثر من هذه الكلمة والَحَيْعَلة‏:‏ قول حيّ على الشيء والحَيْهَلة حيهلا بالشيء والسَّمْعَلة‏:‏ سلام عليكم والطَّلْبَقة‏:‏ أطال اللَّه بقالك والدَّمْعَزة‏:‏ أدام اللَّه عزّك ومنه قول الشاعر‏:‏ # لا زلتَ في سَعْدٍ يدومُ ودَمعزه أي دوام عز والجَعْفَدة‏:‏ جعلت فِداك وقولهم‏:‏ الجَعْفَلة باللام خطأ والكَبْتَعَة‏.‏

وفي الجمهرة‏:‏ العَجَمْضَى‏:‏ ضرب من التمر وهما اسمان جُعلا اسماً واحداً‏:‏ عجم وهو النّوى وضَاحِم واد معروف‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ يقال في النسبة إلى عبد شَمس‏:‏ عَبْشَميّ وإلى عبد الدار عَبْدَ ريّ وإلى عبد القيس عَبْقسيّ يُؤْخَذ من الأول حرفان ومن الثاني حرفان ويقال‏:‏ تَعَبْشَم الرجلُ‏:‏ إذا تعلَّق بسبب من أسباب عبد شمس إِما بحِلْف أو جوار أو وَلاَء وتَعَبْقس‏:‏ إذا تعلّق بعبد القيس‏.‏

قال‏:‏ وأما عَبْشَمس بنُ زيد مناةَ بن تميم فإن أبا عمر بن العلاء يقول‏:‏ أصله عَبُّ شمسٍ أو حبُّ شمس وهو ضوءها والعين مبدلة من الحاء كما قالوا‏:‏ حَبْقُرّ في عَبُّ قُرٍّو هو البَرد‏.‏

وقال ابنُ الأعرابي‏:‏ اسمه عَبْءُ شَمسٍ بالهمز والعَبْءُ‏:‏ العِدْل أي هو عِدْلها ونطيرها يفتح ويكسر‏.‏

وقال ابنُ مالك في التسهيل‏:‏ قد يُبْنى من جُزْأي المركب فعلل بفاء كل منهما وعينه فإِن اعتّلت عين الثاني كمل البناء بلامِه أو بلام الأوّل ونسب إليه‏.‏

وقال أبو حيّان في شرحه‏:‏ وهذا الحكم لا يطّرد إنما يقال منه ما قالته العرب والمحفوظ عَبْشميّ في عبد شمس وعَبْد ريّ في عبد الدار ومرقسيّ في امرئ القيس وعَبْقَسيّ في عبد القيس وتيملي في تيم اللَّه‏.‏

انتهى‏.‏

وفي المستوفي لابن الفرحان‏:‏ ينسب إلى الشافعي مع أبي حنيفة شفعنتيّ وإلى أبي حنيفة مع المعتزلة حنفلتيّ‏.‏

وفي المجمل لابن فارس‏:‏ الأزَل‏:‏ القِدَم يقال هو أَزَلِيّ قال‏:‏ وأرى الكلمة ليست بمشهورة وأحسب أنهم قالوا للقديم لم يَزَل ثم نسب إلى هذا فلم يستقم إلا بالاختصار فقالوا‏:‏ يَزَليّ ثم أبدلت الياء ألفاً لأنها أخف فقالوا‏:‏ أَزَلى وهو كقولهم في الرمح المنسوب إلى ذِي يَزَن‏:‏ أَزَنيّ‏.‏

وفي الصحاح قولهم‏:‏ بَلْحَارث لبني الحارث بن كَعْب من شواذّ التخفيف لأن النون واللام قريبا المَخْرج فلمَّا لم يمكنهم الإدغامُ لسكون اللام حذفوا النون كما قالوا‏:‏ مَسْتُ وظَلْت وكذلك يفعلون بكل قبيلة تظهر فيها لام المعرفة مثل بَلْعنبر وبَلْهُجَيم فأما إذا لم تظهر اللام فلا يكون ذلك‏.‏