مقدمة الحكواتي

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)


نبذة عن الكتاب

من أجل ما ألف من معاجم اللغة العربية حتى عصر ابن منظور. ألفه ابن سيده امتثالاً لرغبة الأمير الخطير مجاهد العامري صاحب (دانية). وكان يريد هو أن يؤلفه فمنعه من ذلك اشتغاله بالفتوح. قال: (فأمرني بالتجرد لهذه الإرادة...وأراني كيف أملك عنان الحقيقة، ومن أي المآتي أسلك متان الطريقة). قال ابن منظور: (ولم أجد في كتب اللغة أجمل من تهذيب اللغة للأزهري، ولا أكمل من المحكم لابن سيده...وما عداهما ثنيات الطريق). وكتابه (المحكم) توأم كتابه (المخصص) طبع أولا بعناية محمد عبده، فإن مادة الكتابين واحدة. 

رتب ابن سيدة المادة اللغوية في (المحكم) على منوال كتاب (العين) للخليل بن أحمد، مستفيدا في عمله هذا على الأعمال السابقة عليه. قال: "وأما ما ضمناه كتابنا هذا من كتب اللغة: فمصنف أبي عبيد، والإصلاح، والألفاظ، والجمهرة، وتفاسير القرآن، وشروح الحديث، والكتاب الموسوم بالعين (ما صح لدينا منه وأخذناه بالوثيقة عنه) وكتب الأصمعي، والفراء، وأبي زيد، وابن الأعرابي، وأبي عبيدة، والشيباني، واللحياني. وما سقط إلينا من جميع ذلك، وكتب ثعلب: المجالس، والفصيح، والنوادر، وكتابا أبي حنيفة، وكتب كُرَاع. إلى غير ذلك من المختصرات كالزبرج، والمكنّى، والمُبنّى، والمثنّى، والأضداد، والمبدل، والمقلوب، وجميع ما اشتمل عليه كتاب سيبويه من اللغة المعللة العجيبة، الملخصة الغريبة، المؤثرة لفضلها، والمستراد لمثلها، وهو حلى كتابي هذا وزينه، وجماله وعينه، مع ما أضفته إليه من الأبنية التي فاتت كتاب سيبويه معللة، عربية كانت أو دخيلة. وأما ما نثرت عليه من كتب النحويين المتأخرين، المتضمنة لتعليل اللغة، فكتب أبي علي الفارسي: الحلبيات والبغداديات والأهوازيات، والتذكرة والحجة والأغفال والإيضاح وكتاب الشعر. وكتب أبي الحسن بن الرماني كالجامع والأغراض، وكتب أبي الفتح عثمان بن جنى كالمغرب والتمام، وشرحه لشعر المتنبي، والخصائص، وسر الصناعة، والتعاقب، والمحتسب. إلى أشياء اقتضبتها من الأشعار الفصيحة، والخطب الغريبة الصحيحة. وهو أحد كتابين بنى الفيروزآبادي قاموسه عليهما، وهما: العباب والمحكم.

نبذة عن الكاتب

ابن سيده

(398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، أبو الحسن: إمام في اللغة وآدابها. 

ولد بمرسية (في شرق الاندلس) وانتقل إلى دانية فتوفي بها. 

كان ضريرا (وكذلك أبوه) واشتغل بنظم الشعر مدة وانقطع للأمير أبي الجيش مجاهد العامري ونبغ في آداب اللغة ومفرداتها فصنف " المخصص " سبعة عشر جزءا، وهو من أثمن كنوز العربية و " المحكم والمحيط الاعظم " أربعة مجلدات منه و " شرح ما أشكل من شعر المتنبي " و " الانيق " في شرح حماسة أبي تمام، ست مجلدات، وغير ذلك.