الثنائي: الفرع الأول

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الثاني

حرف الحاء

الفرع الأول

الحاء والقاف في الثنائي

الحقُّ: نقيض الباطل وجمعه حُقُوقٌ وحقاق وليس له بناء أدنى عدد. وحكى سيبويه: لحَقُّ أنَّهُ ذاهبٌ بإضافَةِ حَقّ إلى أنَّه، كأنَّه: لَيَقينُ ذاكَ أمْرُكَ، وليست في كلام كل العرب فأمْرُك هو خَبَرُ يقينُ، لأنه قد اضافه إلى ذاك وإذا اضافه إليه لم يَجُزْ أن يكون خبراً عنه قال سيبويه: سَمعْنا فُصحاءَ العرب يقولونه، وقال الاخفش: لم اسمع هذا من العرب، إنما وجدْتُه في الكتاب، ووَجْهُ جَوازه على قلَّتهِ طُولُ الكلام بما أضيف هذا المبتدا اليه، وإذا طال الكلام جاز فيه من الحذف ما لا يجوز فيه إذا قَصُر، ألا ترى إلى ما حكاه الخليل عنهم: ما أنا بالذي قائلٌ لكَ شيئا. ولو قلتَ: ما أنا بالذَّي قائِمٌ لَقَبُح.

وقوله تعالى -و لا تَلْبِسُوا الحَقَّ بالباطلِ- قال أبو إسحاق: الحقُّ: أمْرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وما اتى به القران، وكذلك قال في قوله تعالى -بَل نْقَذْفُ بالحَقِّ عَلى الباطلِ-.

وحَقَّ الأمْرُ يحِقُّ ويَحُقُّ حَقّاً وحُقُوقا: صارَ حَقاً وثبتَ. وفي التنزيل -قالَ الَّذِينَ حقَّ عَلَيْهمُ الْقَوْل- أي ثبت. قال الزجاج: هم الجنُّ والشياطينُ، وقوله تعالى -و لكنْ حَقَّتْ كَلمَةُ العَذَابِ على الْكافرِين- أي وجَبتْ وثبَتَتْ. وكذلك -لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أكْثَرِهمْ-.

وحَقَّه يَحُقُّهُ حَقاً وأحَقَّه كلاهما أثْبَتَهُ. وصار عنده حقا لا يَشُكُّ فيه.

وأحَقّه: صَيرَه حَقّا.

وحَقَّهُ وحَقّقَهُ: صَدَّقَه. وقال ابنُ دريد: صَدَّقَ قائلَه.

وحَقَّ الأمْرَ يَحُقُّهُ حَقّا وأحَقَّه: كانَ منه على يَقينٍ.

وحَقَّ حَذَرَ الرَّجُلِ يَحُقُّه حَقّا، وأحَقَّهُ: فَعَل ما كان يَحْذَرُه.

وحَّقه على الحق واحقه: غَلَبه عليه.

واسْتَحَقّه: طلَبَ منه حَقّه.

واحْتَقَّ القومُ: قال كُل واحد منهم: الحقُّ في يَدِي. وفي الحديث "مَتى ما تَغْلُوا تَحْتَقّوا".

والحق من أسماء الله عَزَّ وجَلَّ. وقيل: من صفاته. وفي التنزيل -ثُمَّ رُدُّوا إلى الله مَوْلاهُمُ الحَقِّ-. وقوله -وَ لَو اتبَعَ الحَقُّ أهوَاءهم- قال ثعلبٌ: الحق هنا: اللهُ جَلَّ وعزَّ. وقال الزَّجاجُ: ويجوز أن يكون الحقُّ هنا القُرآن، أي لو كان التنزيل كما يُحبُّون لفَسدتُ السموات والأرضُ. وقوله تعالى -وَ جاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بالحَقّ- معناه: جاءت السَّكرَةُ التي تدُلُّ الإنسان على أنه ميِّتٌ بالحقِّ، أي بالموْتِ الذي خُلق له. ورُوي عن أبي بكر رضي الله عنه: وجاءت سَكْرَةُ الحقّ بالموْتِ. والمعنى واحد. وقيل الحق هنا: الله تعالى.

وقَوْلٌ حَقٌّ: وُصفَ به. كما تقول: قَوْلٌ باطلٌ. وقال اللحياني: وقوله تعالى -ذلكَ عيسَى ابنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الحقّ- إنما هو على إضافة الشيء إلى نفسه. وقراءة من قرأ -فالحَقُّ والحَقَّ أقولُ- برفع الحَقِّ الأوِّلِ فإنما يريد: فأنا الحقُّ. ومن قرأ: فالحقَّ والحقَ أقولُ بنصب الحقّ الأوّلِ فتقديُره فأحُقُّ الحَقّ حَقاً. وقال ثعلب: تقديره فاقول الحَق َّحَقاً. ومن قرأ فالحَقِّ أرَاد فبالحَقّ. وهي قليلة، لأن حروف الجرّ لا تُضْمَر.

ويَحُقُّ عليك أن تفْعَل كذا: يجبُ، والكَسْرُ لُغَةٌ.

ويَحُقُّ لك أن تفْعَلَ، ويَحُقَّ لك تَفْعَل قال:

يَحُقُّ لِمَنْ أبُو مُوسَى أبُوه

 

يُوَفِّقُه الذي نَصَبَ الجبالا

وقوله تعالى -و أذِنَتْ لرَبِّها وحُقَّتْ- أي وحُقَّ لها أنْ تفْعَل.

وحُقَّ أن تفعل وحَقيقٌ أن تفْعَل. وفي التنزيل -حَقيقٌ عَلي أنْ لا أقولَ على الله إلاَّ الحَقَّ-.

وحَقِيقٌ فَعيلٌ في معنى مفْعُولٍ كقوْلك: أنت حقيقٌ أن تفْعَله، أي محْقوقٌ أن تفعَلَه، ويقال للمرأةِ: أنت حَقيقةٌ لذلك يَجْعلونه كالاسْم ومحقوقَةُ لذلك. وأما قول الاعشى:

وإنَّ امْرَأً أسْـرىَ إلـيكِ ودونَـهُ

 

من الأرْضَ مَوْماةٌ وبَهْماءُ سَمْلَقُ

لمَحْقُوقَةٌ أن تَسْتَجبيِ لـصَـوْتـهِ

 

وأن تَعْلَمي أنَّ المُعانَ مُـوَفَّـقُ

فإنه أراد لخُلَّةٌ مْحقُوقَةٌ يَعْني بالخُلَّةِ الخليلَ، ولا تكون الهاءُ في محقوقةٍ للمبالغةِ، لأن المبُالغةَ إنما هي في أسماء الفاعِلِين دون المفعوُلين، ولا يجوز أن يكون التَّقديرُ: لمحقوقةٌ أنتِ، لأن الصِّلةَ إذا جَرَتْ على غير مَوْصُوفها لم يَكُ عند أبي الحسنِ الاخفشِ بُدٌّ من إبْرَازِ الضميرِ. وهذا كُلُّهُ تَعليلُ الفارسي.

والحَقَّةُ والحِقَّهُ في معنى الحَقِّ.

قال سيبويه: وقالوا: هذا العالِمُ حَقُّ العالمِ. يريدون بذلك التَّناهيِ، وأنَّهُ بلغ الغَايَة فيما يصفهُ به من الخصالِ. قال: وقالوا: هذا عَبْدُ الله الحَقَّ لا الباطل. دخلت فيه اللامُ كدخوِلها في قوِلهْم: أرسَلَها العرَاكَ. إلاَّ أنَّه قد تُسْقَطُ منه فتقول: حَقاً لا باطلاً.

وحُقَّ لك أنْ تفعل، وحُقِقْتَ أن تَفْعَلَ. وما كان يَحُقُّكَ أن تَفْعَله، في معنى: ما حُقَّ لك.

وأُحِقّ عَلَيْكَ القَضَاءُ فَحَقَّ، أي أُثْبِتَ أُثْبِتَ.

والحَقيقَةُ: ما يَصير إليه حَقُّ الأمْرِ ووَجُوبُه.

وبلغَ حَقيقَةَ الأمْرِ أي يَقينَ شأنِه. وفي الحديث "لا يَبْلُغُ أحدُكُم حَقيقَةَ الأيمان حتى لا يَعيبَ على مُسْلمٍ بعَيْبٍ هو فيه-.

وحقيقة الرَّجُلِ: ما يَلْزَمُهُ الدّفاعُ عنه من أهْل بيتهِ.

والحَقيقَةُ في اللُّغَةِ: ما أُقِرَّ في الاسْتعْمالِ على أصْلِ وضْعهِ. والمجازُ: ما كان بضد ذلك. وإنما يَقَعُ المجازُ ويعدل إليه عن الحقيقة لمعان ثلاثة، وهي الاتساعُ والتَّوْكيدُ والتَّشْبيهُ، فإن عَدِم هذه الاوصافَ كانت الحقيقةُ البَتَّةَ.

وقيل: الحقيقةُ: الرَّايَةُ.

وحَقَّ الشيءُ يحِقُّ حَقاً: وَجَبَ، وفي التنزيل-و لكن حَقَّ القَوْلُ مِّني-.

وأحَقَّ الرَّجُلُ: ادعى شيئا فوَجَب له.

واسْتَحَقَّ الشيءَ: اسْتَوجَبَه، وفي التنزيل -فإنْ عُثرَ عَلى أنهمَا اسْتَحَقَّا إثماً- أي استوجباه بالخيانة.

وأما قوله تعالى -لَشَهادَتُنا أحَقُّ من شَهادَتِهما- يجوز أن يكون معناه: اشد استحقاقا للْقَبُولِ. وكون إذ ذاك على طرح الزائد من استحق أعني السين والتاء.

ويجوز أن يكون أراد: أثْبَتُ من شَهادَتهما. مشتقٌّ من قولهم. حَقَّ الشيء: إذا ثَبَتَ.

وحاقَّهُ في الأمْرِ مُحَاقَّةً وحِقاقا: ادَّعى أنَّه أوْلى بالحق منه. وأكَثر ما استعملوا هذا في قولهم: حاقَّني، أي اكثر ما يستعملونُه في فعلِ الغائبِ.

وحاقَّهُ فَحَقَّهُ يَحُقُّه: غَلَبه. وذلك في الخُصُومَةِ واستيجابِ الحقَّ.

ورَجُلٌ نَزِقُ الحِقائقِ: إذا خاصَمَ في صِغِار الأشياء.

والحاقَّةُ: النازِلَةُ. وهي: الدَّاهيَةُ أيضا.

والحاقَّةُ: الْقيامَةُ وقد حَقَّتْ تَحُقُّ.

ومن أيمانِهم: لحَقُّ لأفْعَلَنَّ. مبنيَّةٌ على الضِّم.

 والحِقُّ من أولاد الإبلِ: الذي بلغ أن يُرْكَبَ ويُحمَلَ عليه ويَضَرِبَ، عني أن يَضْرِبَ: النَّاقَةَ بَيِّنُ الإحْقاقِ والاسْتحْقاقِ. وقيل: إذا بَلَغْتْ أُمُّه أوَانَ الحَمْلِ من العامِ المُقْبلِ فهو حِقٌّ، بين الحِقَّه وقيل: إذا بَلَغَ هو وأُخْتُه أنْ يُحْمَل عليهما فهو حقُّ، وقيل: الحقُّ: الذي استكمل ثلاث السنين ودخل في الرابعة قال:

إذا سُهْيلٌ مَغْرِبَ الشَّمْسِ طَلَعْ

 

فابْنُ اللَّبُونِ الحِقُّ والحِقُّ جَذَعْ

والجَمْعُ أحُقٌّ وحِقاقٌ والأنثى من كلِّ ذلك حِقَّةٌ بَيَّنَةُ الحِقَّةِ.و إنما حُكْمُهُ: بَيِّنَةُ الحَقاقَةِ والحُقُوقَةِ أو غير ذلك من الأبْنيَةِ المخالفةِ للصفةِ، لأن المصْدَر في مثل هذا يُخالف الصَّفَةَ. ونظيره في موافَقَته هذا الضَّرْبَ من المصادِرِ للاسْمِ في البناء قُولهم: أسَدٌ بَيِّنُ الأسَدِ.

والحِقَّةُ أيضا: الناقةُ التي تُؤْخَذُ في الصَّدَقة إذا جازَتْ عِدَّتُها خَمْسا وأرْبَعين. والجمعُ من ذلك حِقَقٌ وحِقاقٌ وحَقائقُ. الأخيرةُ نادرةٌ. قال

ومَسَدٍ أُمِرَّ من أيَانـقِ

 

لَسْنَ بأنْيابِ ولا حقائقِ

والحِقَّةُ: نَبَزُ أُمِّ جَرِيرِ بنِ الخَطَفي. وذلك لأن سُويْد بن كُراع خَطبها إلى ابيها فقال له: إنها لصغيرةٌ ضَرَعَةٌ. قال سويدٌ لقد رأيْتها وهي حقّةٌ أي كالحِقَّةِ من الإبل في عِظَمها.

وحَقَّتِ الحِقَّةُ تَحِقُ حِقَّةً وأحَقَّتْ. كلاهما: صَارَتْ حِقَّةً. قال الاعشى:

بِحِقَّتها حُبسَتْ في اللَّجين

 

حَّتى السَّدِيسُ لها قَدْ أَسَنْ

وبعضهم يجعلُ الحِقَّةَ هُنا الوَقْتَ.

وأتَتِ الناقَةُ على حِقِّها: تَمَّ حَمْلُها وزادت على السَّنةِ أياما من اليوم الذي ضُرِبَتْ فيه عاما أوَّلَ. وقيل: حِقُّ الناقة واستحقاقِها: تمامُ حَمْلها. قال ذو الرمة:

أفانينُ مَكْتُوبٌ لها دُونَ حِقِّـهـا

 

إذا حَمْلُها رَاش الحِجاجَينِ بالثُّكْلِ

أي إذا نَبَتَ الشَّعَرُ على ولَدِها ألْقَتْهُ مَيْتا.

وصَبَغْتُ الثوبَ صَبغا تَحْقيقا أي مُشْبَعا.

والحُقُّ والحُقَّةُ: هذا المنْحُوتُ من الخشبِ والعاجِ وغيرِ ذلكِ ممَّا يصلُح أنْ يُنْحتَ منه، عَرَبيُّ معروفُّ قد جاء في الشِّعْرِ الفصيحِ. وجمْعُ الحُقّ أحْقاقٌ وحِقاقٌ. وجَمْعُ الحُقَّةِ حُقَقٌ قال:

سَوَّى مَساحِيهِنَّ تَقْطيطَ الحُقَقْ

وَصَفَ حَوَافرَ حُمُرِ الوَحْشِ، أي أن الحجارةَ سَوَّتْ حَوَافرَها. وقد قالوا في جمع حُقَّةٍ حُقٌّ يجعلونه من باب سِدْرَةٍ وسِدْرٍ، وهذا أكْثَرُهُ إنما هو في المخلُوق دُونَ المَصنُوعِ ونظيره من المَصنُوع دَوَاةٌ ودَوىً وسَفينَةٌ وسَفينٌ.

والحُقُّ من الوَرِكِ. مَغْرِزُ رَأسِ الفَخذِ فيها عَصَبَةٌ إلى رأس الفخذ إذا انْقَطَعَتْ حَرِقَ الرجل. وقيل: الحُقُّ: أصلُ الوَرِكِ الذي فيه عَظْمُ رَأسِ الفخذِ.

والحُقُّ أيضا: النُّقْرَةُ التي في رأس الكتف.

والحُقّ: رأسُ العَضُدِ الذي فيه الْوَابِلَةُ حكاهُ ابنُ دريد.

وحُقُّ الكُهٌول: بَيْتُ العنكبوت، ومنه حديث عمرو بن العاص انه قال لمعاوية رضي الله عنه "أتَيْتُكَ من العراق وإنَّ أمْرَكَ كَحُقّ الكُهُولِ" أي واه. حكاه الهَرَوِيَّ في الغريبينِ.

وحاقُّ وسَطِ الرَّأسِ: حُلاَوَةُ القَفا.

وأحَقَّ القومُ من الرَّبيع: أسَمنُوا، عن أبي حنيفةَ يُريدُ سمنَت مواشيهم.

وحَقَّت الناقةُ وأحَقَّتْ واسْتَحَقَّتْ: سَمنتْ.

والاحَقُّ من الخَيْلِ: الذي لا يَعْرَقُ. وهو أيضا: الذي يَضَعُ حافَر رِجْله موضعَ حافر يَدِهِ، وهما عَيْبٌ، قال الشاعر:

بأجْرَدَ منْ عِتاقِ الخَيْلِ نَهْدٍ

 

جَوَادٍ لا أحَقَّ ولا شَـئِيتِ

هذه روايةُ ابن دريدِ، وروايةُ أبي عُبَيْدِ:

وأقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهَوَاتِ ساطٍ

 

كُمْيتٌ لا أحـقُّ ولا شَـئِيتُ

والشئيتُ: الذي يَقْصْرُ مَوقعُ حافر رِجْله عن مَوْقع حافر يده، وذلك أيضا عَيْبٌ والاسم الحَقَقُ.

وبَناتُ الحَقيقِ: ضَرْبٌ من رَدِيء التَّمْرِ. وقيل: هو الشِّيص.

والحَقْحَقَةُ: شدَّةُ السَّيْرِ وقَرَبٌ مُحَقْحَقٌ جادٌ، منه، وقال مُطَرّفُ بنُ الشَّخِّيرِ لابنهِ: يا عَبْدَ الله عليك بالقَصدِ، واياكَ والحَقْحَقَةَ، يعني عليك بالقصد في العبادة ولا تَحْمِل على نَفْسك فتسْأمَ.

وقيل: الحَقْحَقَةُ: سَيرُ الليل في أوَّله. وقيل: هو كَفُّ ساعَةٍ وإتْعابُ ساعَةٍ.

وسَيْرٌ حَقْحاقٌ: شديدٌ. وقد حَقْحَقَ وهَقْهَقَ، على البَدَل، وقَهْقَهَ، على القَلْبِ بعد البَدَلِ.

وأُمُّ حِقَّةَ، اسمُ امرأةٍ، قال مَعْنُ بنُ أوسٍ:

فقد أنكرْتهُ أُمُّ حَـقَّةَ حـادِثـا

 

وأنكَرَها ما شئتَ والوُدُّ خادِعُ

مقلوبه: - ق ح -

القُحُّ: الخالص، من اللُّؤمِ والكَرَمِ ومن كل شيء.

وأعرابيٌّ قُحٌّ وقُحاح: مَحْضٌ خالصٌ.و قيل: هو الذي لم يَدخُلِ الأمْصَارِ ولم يَخْتَلط بأهلها وهو من ذلك. وقال ابن دريد: عَرَبيٌّ قُحٌّ: مَحْضٌ. فلم يَخُصَّ أعرابيا من غيره. وأعراب أقْحاحٌ والأنثى قُحَّةٌ.

وعَبْدٌ قُحٌّ: مَحضٌ خالصٌ.

وقالوا: عَرَبيٌّ كُحٌّ وعَرَبِيَّةٌ كُحَّةٌ. فالكافُ في كُحٍّ بدلٌ من القاف في قُحًّ، لقولهم أقحاحٌ، ولم يَقُولُوا أكْحاحٌ.

وصار إلى قَحاحِ الأمْر أي أصله وخالصه.

والقُحاحُ أيضا -بالضم: الأصْلُ عن كُرَاع.

ولأضْطَرَّنْكَ إلى قَحاحكَ أي إلى جهدك.

والقُحُّ: الجافي من الناس قال.

لا أبْتَغي سَيْبَ اللَّئيمِ القُحِّ.

والقُحُّ أيضا: الجافي من الأشياء حتى انهم ليقولون للبِطِّيخَةِ التي لم تَنْضَجْ: قُحٌّ. وقيل: القُحٌّ البِطِّيخُ آخر ما يكون. وقَدْ قَحَّ يَقُحُّ قُحُوحَةً.

والقَحيحُ: فَوْقَ الجَرْعِ.

والقَحْقَحَةُ: تَرَدُّدُ الصوت في الحَلْق، وهو شبيه بالبُحَّةِ.

والقُحْقُحُ: العَظْمُ المحيط بالدبُرِ. وقيل: هو ما احاط بالخَوْرَان. وقيل: هُوَ داخل بين الوركين. وهو مُطيفٌ بالخَوْرَانِ. وقيل: هو أسفل الْعَجْبِ في طباقٍ من الوَرِكَينِ. وقيل: هو العَظْمُ الذي عليه مَغْرِزُ الذَّكَرِ مما يلي أسْفَل الرَّكَبِ.

الحاء والكاف

الحَكُّ: إمْرَارَ جِرْمٍ على جِرْمٍ صَكّاً. حكَّ الشَّيءَ بيدهِ وغيرهاَ يحُكُّه حَكا قال الأصمعيُّ: دخل أعرابيُّ البصرة فآذاه البراغيثُ فأنشأ يقول:

ليلَةُ حَكٍّ ليس فيها شَكُّ

أحُكَّ حتى ساعدي مُنْفَكُّ

أسْهَرَني الأسَيْوِدُ الأسَكُّ

واحْتَكَّ رأسي وحَكَّني وأحَكَّني واسْتحكَّني: دعاني إلى حَكِّه. وكذلك سائُر الأعْضَاء. والاسمُ الحِكَّةُ والحُكَاكُ.

وتَحاكَّ الشيئان: اصْطَكَّ جرْماهُمَا فحكَّ أحَدُهما الآخَرَ.

والحُكاكَةُ: ما تَحاكَّ بين حَجَرَيْنِ: إذا حُكَّ أحدُهما بالاخَرِ لدَوَاءٍ أو نحوه. وقال اللحياني: الحُكاكَةُ: ما حُكَّ بين حَجَرَين ثُمَّ اكْتُحلَ به من رَمَدٍ. وقال ابن دريد: الحُكاكُ: ما حُكَّ من شيءٍ على شيء فخرجَتْ منه حُكاكَةُ.

والحَيَّةُ تَحُكُّ بعضَها ببَعضٍ وتَحكَّكُ. فأما قول القائل:"أنا جُذَيلُها المُحَكَّكُ" فمعناه انه مَثَّل نفسَه بالجِذلِ وهو اصل الشَّجرةِ وذلك أن الجَرِبَة من الإبل تحتكُّ إلى الجذْلِ فَتَشْتَفي به، فعنى انه يُشتفي برايه كما تَشتفي الإبل بهذا الجذْل الذي تَحْتَكُّ إليه.

والحَكيكُ: الْكَعْبُ المحكُوكُ، وهو أيضا الحافرُ النحيتُ.

وقيل: كُلُّ خَفيٍّ نحَيتٍ: حَكِيكٌ.

والأحَكُّ من الحوافر: كالحَكيكِ.

والاسْمُ منْهُما الحَكَكُ.

وحَكِكَتِ الدَّابةُ - باظهار التضعيفِ عن كُرَاع-: وقع في حافرها الحَكَكُ. وهي أحَدُ الحروفِ الشَّاذَّةِ كلَحِحَت عَيْنُه وأخواتها.

وفرسٌ حَكيكٌ: مُنْحَتُّ الحافر.

والحاكَّةُ: السِّنُّ لأنها تحُكُّ صاحبتها أو تَحُكُّ ما تأكُله، صفة غالبَةٌ.

ورَجُلٌ أحَكٌّ: لا حاكَّةَ في فَمه كأنه على السَّلْبِ.

وإنه لَيَتَحَكَّكُ بك أي يتعرَّضُ لشَرِّك.

وهو حِكُّ شَرٍّ وحِكَاكُهُ أي يُحاكُّه كثيرا.

وحَكَّ الشَّيءُ في صَدْرِي وأحَكَّ واحْتَكَّ عَمِلَ. والأوَّلُ أجْوَدُ وحكاه ابن دريد جحدا قال: ما حَكَّ هذا الأمْرُ في صَدْرِي. ولا يقال: ما أحاكَ، وما أحاكَ فيه السِّلاحَ أي لم يَعْمل فيه. وإنما ذكرْتُه هنا لأفُرّقَ بين حَكَّ وأحاكَ، فإنّ العَوَامَّ يستعملون أحاك في مَوْضِعِ حَكَّ فيقولون ما أحاكَ في صدري.

والحَكَّاكاتُ:ما يَقَعُ في قلبك من وَساوِسِ الشيطانِ، وفي الحديث "إيَّاكُمْ والحَكَّاكاتِ فأنها المآثِمُ" وهي التي تَحُكُّ في القلب فتَشْتَبه على الإنسان.

والحَكَكُ: مِشْيَةٌ فيها تحَرُّكٌ شبيهٌ بمشية المرأة القصيرة إذا تحركت وهزت مَنْكبيها.

والحَكَكُ: حَجَرٌ رخوٌ أبيض أرْخَى من الرخام وأصلب من الجص، واحدته حَكَكَةٌ.

والحَكاكُ: الْبَرْوَقُ.

مقلوبه: - ك ح -

الكُحُّ: الخالصُ من كُل شيء كالقُحِّ، والأنثى كُحَّةٌ كَقُحَّةٍ.

وزعم يعقوب أن الكاف في كل ذلك بَدَل من القافِ.

والأكَحُّ الذي لا سنَّ له.

والكُحْكُحُ من الإبل والبقر والشاء: الهَرِمَةُ التي لا تُمْسك لعابها.و قيل: هي التي قد أُكِلَتْ أسنانها.

الحاء والجيم

حَجَّ علينا: قَدِمَ.

وحَجِّهُ يَحُجُّهُ حَجاً: قصَدَه، قال المُخَبَّل:

وأشْهَدُ مِن عَوْف حُلُولاً كَثـيرَةً

 

يَحُجُّونَ سِبّ الزِّبَرْقانِ المُزَعفرا

أي يَقْصِدونه ويزُورُونه.

والحَجُّ: القَصدُ للتوجه إلى البيت بالأعمال المشروعة فَرْضاً وسُنةً، وأصله من ذلك. وجاء في التفسير: أن النبي صلى الله عليه وسلم خَطَب الناسَ فأعْلَمَهُم أنّ الله قد فرض عليهم الحَجَّ. فقام رَجُلٌ من بني أسَدٍ فقال: يا رسولَ الله أفي كل عام؟ فاعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاد الرجل ثانية، فاعرض عنه، فعاد ثالثة. فقال صلى الله عليه وسلم: ما يُؤمنُكَ أن أقُولَ نَعَمْ فَتَجبَ فلا تقومونَ بها فَتَكْفُرُونَ" أي تَدْفَعُونَ وُجُوَبها لِثِقَلها فَتَكْفُرُون، وأراد صلى الله عليه وسلم: ما يُؤمنكَ أن يُوحَى إلى أن أقول نَعَم فأقُولَ.

وحَجَّهُ يَحُجُّهُ وهو الحَجّ. قال سيبويه: حَجهُ يَحُجَّهُ حِجّاً، كما قالوا ذَكَرَه ذِكْراً وقوله أنشدَهُ ثعلبٌ

يَوْمَ تَرَى مُرْضِعَةً خَلُوجـا

 

وكُلَّ أُنَثى حَمَلَتْ خَدُوجـا

وكُلَّ صَاحٍ ثَمِلاً مَـؤُوجـا

 

ويَسْتَخفُّ الحَرَمَ المَحْجوجا

فسره فقال: يستخف الناسُ الذَّهابَ إلى هذه المدينة لأنَّ الأرض دحيت من مكة، فيقول يَذْهَبُ النَّاسُ إليها لأنْ يُحْشَروا منها. ويقال: إنما يَذْهَبُونَ إلى بيت المَقْدِسِ.

ورَجُلٌ حاجُّ وقوم حُجّاجٌ وحَجيجٌ. فأما قَوْلُهمْ: أقبل الحاجُّ والدَّاجُّ فقد يكون أن يُرَادَ به الجنسُ، وقد يكون اسماً للجَمْع كالحامل والباقرِ.

والحِج: الحُجّاجُ. قال:

حِجٌّ بأسْفَل ذِي المَجازِ نُزُولُ

وقال:

كأنَّما أصْوَاتُها فـي الـوَادِي

 

أصْوَاتُ حِجٍّ من عمان غادي

هكذا انشده ابن دريد بكسر الحاء. قال سيبويه: وقالوا:حَجّةٌ واحدةٌ يريدون عَمَل سَنَةٍ واحدةٍ.

وآحْتَجَّ البيتَ: كَحَجَّهُ عن الهَجْرِيّ: وانشد:

تركتُ احْتجاجَ البيتِ حَتى تظاهَرَتْ

 

عَلىَّ ذُنُـوبٌ بَـعْـدَهُـنَّ ذُنُـوبُ

وذو الحِجّةِ: شهر الحَجَّ، سُمي بذلك للحج فيه.

والحِجَّةُ: السنةُ، والجمعُ حِجَجٌ.

والمَحَجَّةُ: الطريقُ. وقيل: مَحَجّةُ الطريق سَنَنُهُ.

والحُجّةُ: ما دوفعَ به الخَصمُ، والجمعُ حُجَجٌ وحِجاجٌ.

وحاجَّهُ مُحَاجَّةً وحِجاجا: نازَعه الحُجةَ.

وحَجَّهُ يحُجُّهُ حَجا: غَلَبَهُ على حُجّته. وفي الحديث "فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى" واحْتَجَّ بالشيء: اتخذه حُجةً.

وحَجّهُ يَحجُّه حَجاً فهو محجُوجٌ وحَجيجٌ: إذا قَدَح بالحديد في العَظْمِ حتى يتلطخ الدماغ بالدم فَيَقْلَعَ الجلْدَة التي جَفَّتْ ثم يُعالَجُ ذاك فيلتئم بِجلْدٍ وتَكُون آمَّةً. قال أبو ذؤيب يصف امرأة:

وصَبَّ عليها الطِّيبَ حتى كأنها

 

أسىٌّ على أُمِّ الدماغ حَجـيجُ

وكذلك حَجَّ الشَّجَّةَ يَحُجُّها حَجّاً. قال الشاعر:

يَحُجُّ مأمُومَةً في قَعْرِهاَ لجَفٌ

 

فاسْتُ الطَّبيبِ قَذَاها كالمَغارِيد

وقيل: الحَجّ: أن يُشَجَّ الرجل فيختلطَ الدم بالدماغ فَيُصَبَّ عليه السَّمْنُ المُغَلَّى أو اللَّبنُ المُغَلَّى حتى يظهَرَ الدَّمُ فَيُؤخَذَ بقُطْنَةٍ.

وقيل: حَجَّ الجُرحَ: سَبَرَه ليعرفَ غَوْرَهُ، عن ابن الاعرابي.

وحَجَّ العَظْمَ يحُجُّهُ حَجاً: قَطَعَهُ من الجُرْحِ واستخرجه. وقد فسَّره بعضُهم بما انشدناه لأبي ذؤيب.

وأحَجَّ الشيء: صَلُبَ. قال المَرَّارُ الفَقْعَسِي:

ضَرَبْنَ بكُلِّ سالفَةٍ ورَأسٍ

 

أحَجَّ كأنَّ مُقْدَمَه نَصيلُ

والحِجاجُ والحَجاجُ: العَظْمُ النابت عليه الحاجب وقيل: الحجاجان: العظمان المُشرفان على غاري العين. وقيل: هما مَنْبتا شَعَرِ الحاجبين من العظمِ، وقوله:

تُحاذِرُ وَقْعَ السَّوْطِ خَوْصَاءُ ضَمَّهـا

 

كَلاَلٌ فَجالَتْ في حَجا حاجبٍ ضَمْرِ

فان ابن جني قال: يُريدُ: في حَجاجٍ حاجبٍ ضَمْرٍ، فحذف للضرورةِ.و عندي انه أراد بالحَجا هنا الناحيَةَ.

والجمع أحِجَّةٌ وحُجُجٌ.

عليٌّ: حُجُجٌ شاذٌّ، لأن ما كان من هذا النَّحْوِ لم يُكسَّر على فُعُل كراهيَةَ التضعيف، فأما قوله

يَتْرُكْنَ بالامالسِ السَّمارِجِ

 

للطَّيْرِ واللَّغاوِسِ والهَزَالجِ

كُلَّ جَنينٍ مَعِرِ الحَوَاججِ

فإنه جمع حِجاجاً على غير قياسٍ. وأظهر التضعيف اضطرارا.

والحَجَجُ: الوَقْرَةُ في العَظْم.

والحَجَّةُ والحاجَّةُ: شحمةُ الأذُن، الأخيرةُ اسم كالكاهل والغارب.

والحَجَّةُ أيضا: خَرَزَةُ لُوْلُؤَةٍ تُعَلَّقُ في الأذُن، قال ابن دريد: وربما سُمِّيَتْ حاجَّةً.

والحَجَّاجُ: اسم رجل، اماله بعض أهل الإمالة في جميع وُجوه الإعراب على غير قياس في الرفع والنصب. ومثل ذلك الناس في الجر خاصة، وإنما مثَّلْتُه به لأن ألف الحجاج زائدة غير منقلبة، ولا يجاوزها مع ذلك ما يوجب الإمالة. وكذلك الناس، لأن الأصل إنما هو الأُناس. فحذفوا الهمزة وجعلوا اللام خَلَفا منها كالله إلا انهم قد قالوا الأُناس. قال وقالوا: مَرَرْتُ بناس فأمالوا في الجَرّ خاصَّةً تشبيها للالف بالف فاعل لأنها ثانيةٌ مثلها، وهو نادر، لأن الألف ليست منقلبَةً، فأما في الرَّفْع والنَّصب فلا يُميله أحدٌ. وقد يقولون حَجَّاجٌ، بغير ألف ولامٍ كما يقولون العباس وعبَّاسٌ، وقد تقدَّمَ تعليل ذلك.

وحَجِجْ: من زَجْرِ الغَنمِ.

وحَجَحجَ الرجلُ: نَكصَ. وقيل: عَجَزَ وقَصَّرَ وانشد ابن الاعرابي:

ضَرَبا طِلَخْفاليس بالمُحَجْحِجِ

أي ليس بالمُتَوَاني المُقَصِّر.

وحَجْحَجَ الرَّجلُ: لم يُبْدِ ما في نفسه.

والحَجْحَجَةُ: التَّوَقُّفُ عن الشيء والارْتداع.

وحَجْحَجَ عن الشيء: كفَّ عنه.

وحَجْحَجَض: صَاحَ.

وتَحَجْحَجَ القومُ بالمكان: أقاموا فيه فلم يَبْرَحُوا.

مقلوبه: - ج ح ح -

جحَّ الشيء يجُحُّهُ جَحاًً: سَحَبَهُ، يمانيَةٌ.

والجُحُّ عندهم: كُلُّ شَجَرٍ انبسطَ على وَجهِ الأرض، كأنهم يُريدون انْجَحَّ على الأرض أي انْسحب.

والجُحُّ: صِغارُ البطيخ والحَنْظَلِ قَبْلِ نُضْجهِ واحدته جُحَّةٌ، وهُو الذي يُسَمِّيه أهل نجد الحَدَجَ.

وأجَحَّتِ السَّبُعَةُ والكَلْبَةُ وهي مُجِحٌّ: حَمَلتْ فأقْرَبَتْ وعظُم بطنها. وقيل: حَمَلَتْ فأثْقَلَتْ، وقد يُقْتاس أجَحَّت للمرأةِ كما يقتاس حَبِلَتْ للسَّبُعَةِ.

والجُحْجُحُ: بَقْلَةٌ تَنْبُتُ نِبْتَةَ الجَزَرِ، وكثيرٌ من العرب يُسميها الحِنْزَاب.

والجُحْجُحُ أيضا: الكَبْشُ عن كُرَاع.

والجَحْجَحُ والجَحْجاحُ: السَّيِّد السَّمْحُ، ولا تُوصَف به المرأة.

وجَحْجَحَتِ المرأةُ: جاءَتْ بِجَحْجاحٍ.

وجَحْجَحَ الرَّجُلُ: ذَكَر جَحجاحا من قومه، قال:

إن سَرَّكَ العِزُّ فَجَحْجِحْ بجُشَمْ

وجَحْجَحَ عنه: تأخر، وجَحْجَحَ عنه: كَفَّ، مَقْلُوبٌ من حَجْحَجَ أو لغة فيه.

وجَحْجَحَ الرجل: عَدَّدَ وتَكَلَّمَ قال رؤبة:

ما وَجَدَ العَدَّادُ فيما جَحْجَحا

أعَزَّ منْهُ نَجْدَةً وأسْمَـحـا

والجَحْجَحَةُ: الهَلاَكُ.

الحاء والشين

الحَشيشُ: يابسُ الكَلإ، واحدته حَشيشَةٌ.

وأحَشَّ الكلأُ: أمكَنَ أن يُجْمَعَ، ولا يُقال أجَزَّ.

وأحَشَّتِ الأرضُ: كَثُر حَشيشُها، أو: صار فيها حَشيشٌ.

والعُشْبُ: جنْسٌ لِلْخَلَي والحَشيشِ. فالخلي: رَطْبُه. والحشيشُ: يابسُه، هذا قَوْلُ جمهور أهل اللغة. وقال بعضهم: الحشيش أخْضَرُ الكلأ ويَابسُهُ، وهذا لَيْسَ بصحيح، لأن موضوع هذه الكلمة في اللغة اليُبس والتَّقَبُّضُ.

والمَحَشَّةُ والمَحَشُّ: الأرض الكثيرة الحشيش.

وفلان بِمَحَشِّ صدقٍ أي بموضعٍ كثيرِ الحَشيشِ.و قد يقال لمن أصاب أي خير كان مَثَلاً به.

وحَشَّ الحشيشَ يحُشُّه حَشا واحْتَشَّه. كلاهما: جَمَعه.

والحُشَّاشُ: الجامعُون له.

والمَحشُّ والمِحَشُّ: مِنْجَلٌ ساذَجٌ يُحَشُّ به الحشيشُ، وهما أيضا: الشيء الذي يُجْعَل فيه الحشيشُ. وقال أبو عبيد: المِحَشُّ: ما حُشَّ به. والمَحَشُّ: الذي يُجعل فيه الحشيش وقد تُكْسرَ ميمُه أيضا.

والحشاشُ خاصَّةً: ما يوضع فيه الحشيش، وجمعه أحِشَّةٌ.

وحَشَّ الدَّابَّةَ يَحُشُّها حشاً: عَلَفَها الحشيش. وفي المثلِ "أحُشُّك وتَرُوثُنِي" يعني فرسَه، يُضْرب مثلاً لكلِّ من اصْطُنع عنده معروف فكافأه بضده أو لم يشكُرْه ولا نَفَعَه.

وأحَشَّه: أعانه على جمْعِ الحشيشِ.

وحَشَّتِ اليَدُ وأحَشَّت -و هي مُحِشُّ- يَبِسَتْ، وأكثرُ ذلك في الشَّلَلِ. وحُكىَ عن يونسَ: حُشَّتْ على صيغة مالم يُسَمّ فاعلُه واحشها الله.

وحَشَّ الولدُ في بطن أُمِّه حَشاً وأحشَّ واسْتَحَشَّ: جُووِزَ به وقتُ الولادةِ فَيَبِس في البطن.

وأحشَّت المرأةُ والناقةُ وهي مُحِشٌّ: حَشَّ ولدُها في رَحِمها.

وألقَتْه حَشاً ومْحشُوشا وأحْشُوشا: أي يابسا. وقال ابنُ الاعرابي: حَشَّ ولدُ الناقةِ يَحُشُّ حُشوشا وأحَشَّتْهُ أُمه.

الحُشاشَةُ: رُوح القَلْبِ ورَمَق حياة النفس قال:

وما المَرْءُ ما دَامَتْ حُشاشَةُ نَفْسهِ

 

بِمدْرِكِ أطْرَافِ الخُطُوبِ ولا آلِ

وكلُّ بقيَّةٍ: حُشاشَةٌ وحُشاشاكَ أن تفْعَل ذاك أي مَبلَغُ جُهْدك عن اللحياني كأنه مشتقٌّ من الحُشاشَةِ.

وأحشَّ الشَّحْمُ العظمَ فأستَحَشَّ: أدَقَّه فأسْتَدَقَّ، عن ابن الأعرابي وأنشد:

سَمِنَتْ فاسْتَحَشَّ أكْرُعُهـا

 

لا الَّنىُّ نيٌّ ولا السَّنامُ سَنامُ

وقيل: ليس ذلك لآن العظام تَدِقُّ بالشحْم ولكن إذا سَمْنَتِ عنْدٍ ذلك فيما يُرَى.

وحَشَّ النارَ يحُشُّها حَشّاً: جمع إليها ما تفرَّق من الحَطَبِ وقيل: أوْقَدَها قال:

تالله لولا أنْ يَحُشَّ الطُّـبَّـخُ

 

بِيَ الجَحيمَ حين لا مُسْتَصْرَخُ

يعني بالطُّبَّخِ الملائكةَ الموكَّلين بالعذابِ.

وحَشَّ الحرْبَ يَحُشُّها حَشا، كذلك، المثل قال:

يَحُشُّونها بالمشْـرَفـيةِ والـقـنـا

 

وفتيانِ صِدْقٍ لا ضِعاف ولا عُزْلُ

وفلانٌ مَحشُّ حَربٍ: مُوقدٌ لها طَبِنٌ بها.

وحَشَّ النابلُ سهمَهُ يَحُشُّه حَشاً: ألزق به القُذَذَ أو رَكَّبَها عليه:

أوْ كَمِرّيخٍ عـلـى شِـريْانَةٍ

 

حَشَّهُ الرَّامي بظُهْرَانٍ حُشُرْ

وحُشَّ الفرَسُ بجَنبْينِ عظيمْين إذا كان مُجْفَراً.

وحَشَّ الدابَّةَ يحشُّها حشاً: حَملها في السَّيْرِ قال:

قَدْ حَشَّها اللَّيْلُ بعَصْلَبِيِّ

 

مُهاجرٍ ليس بأعرابِيِّ

وكلُّ ما قُوّىَ بشيء أو أعين به فقد حُشَّ به، كالحادي للإبل، والسلاحِ للحرْبِ. والحطبِ للنارِ. قال الراعي:

هُوَ الطِّرْفُ لم تُحْشَشَ مْطَيُّ بِمثْلهِ

 

ولا أنَسٌ مُسْتَوْبِدُ الـدَّارِ خـائِفُ

أي تُرْمَ مَطيُّ بمثله ولا أُعينَ بمثله قومٌ عند الا حتياج الى المعونِة.

والحَشُّ والحُشُّ: جماعة النَّخْلِ. وقال ابنُ دريدٍ: هما النَّخْل المجتمعُ.

والحَشُّ أيضا: البُسْتان.

و الحَشُّ: المُتَوَضَّأ، سُمي لأنهم كانوا يذهبون عند قضاء الحاجَةِ الى البساتينِ، وقيل الى النخل المجتمع، على نَحْوِ تسميتهم الفِناءَ عَذِرةَ والجمع من كل حِشَّانُ وحُشَّانٌ وحَشاشينُ، الاخيرة جمعِ، كلُّه عن سيبويه.

والمَحَشُّ والمِحَشُّ جميعا: الحَشُّ. كأنه مجتَمْعُ العَذِرَةِ.

والمَحَشَّةُ: الدُّبُرُ وفي الحديث "نُهِىَ عن إتيانِ النِّساء في مَحَاشِّهنَّ" وقد رُوي بالسِّين.

والحِشاشُ: الجُوَالِقُ، قال:  

أعْيا فَنُطْناهُ مَناط الجَـرِّ

 

بين حِشاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ

والحَشْحَشَة: الحَرَكَة ودُخول بعضِ القومِ في بعضٍ.

وحَشْحَشَتْهُ النارُ: أحْرَقَتْهُ.

مقلوبه: - ش ح ح -

الشُّح والشَّح والشِّح: البُخْل، والضمُّ أعلى، وقد شَحَحْتَ تَشُحُّ وشَحِحْتِ. ورجُلٌ شَحيحٌ وشَحاحٌ من قوم أشِحَّةٍ وأشِحَّاءَ، وشِحاحٍ، قال سيبويه: أفْعِلة وأفِعلاء إنما يَغْلبان على فَعيل اسْماً كأرْبِعةٍ وأرْبعاءَ وأخمِسة وأخمِساء، ولكنه قد جاء من الصفة هَذا ونَحْوُه، وقوله تعالى -أشِحَّةً على الخْيرِ- أي خاطبوكم اشد مُخاطَبَةٍ وهم أشِحَّةٌ على المال والغنيمة.

ونفسٌ شَحَّةٌ: شَحيحَةٌ، عن ابن الاعرابي وأنشد:

لسانُكَ مَعْسولٌ ونفسُـكَ شَـحَّةٌ

 

وعند الثُّرَيَّا من صديقك مالُكـا

وأنت امْرُؤٌ خِلْطُ إذا هي أرسلتْ

 

يمينُك شيئا أمسكَتْه شِمَـالُـكـا

وتَشاحُّوا في الأمر وعَلَيْه: شَحَّ به بعضُهم على بعض وتبادَرُوا إليه حَذَرَ فَوْته. وتَشاحَّ الخصْمانِ في الجَدَلِ كذلك، وهو منه.

وماءٌ شَحاحٌ: نَكِدٌ غيرُ غَمْرٍ، منه أيضا. انشد ثعلب:

لَقِيَتْ ناقَتِي بهِ وبِلَقْـفٍ

 

بلَداً مُجْدِباً ومَاءً شَحَاحَا

وزَنْدٌ شَحاحٌ: لا يُورِي كأنه يَشُحُّ بالنارِ.

وشَحِحْتُ بك وعليك -سَوَاءٌ-: ضَنَنْتُ على المثل.

وأرض شَحاحٌ: تسيل من أدنى مَطْرَةٍ كأنها تَشُحُّ على الماء بنفْسِها وقال أبو حنيفة: الشَّحاحُ: شِعابٌ صِغارُ لو صَبَبْتَ في إحداهُنَّ قِرْبَةً أسالَتْهُ، وهو من الأوَّل.

والشُّحُّ: حِرْص النفْس على ما مَلَكَتْ وبخلُها به. وما جاء في التنزيل من الشُّحّ فهذا معناه كقوله -و مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسه-. وقوله -و أُحضرت الأنْفُسُ الشحَّ-.

وشَحَّ بالشَّيء وعليه: بخل به.

والشَّحْشَحُ والشَّحْشَاحُ: المُمْسِكُ البَخيلُ.

والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: المواظبُ على الشيء الجادُّ فيه، والشَّحْشَحُ يكون للذَّكَر والأنثى، قال الطِّرِمَّاحُ:

كأنَّ المَطَايَا لَيْلةَ الخِمْسِ عُلِّقَتْ

 

بوَثَّابَةٍ تَنْضُو الرَّوَاسِمَ شَحْشَحِ

والشَّحْشاحُ: الغَيُورُ.

وفَلاَةٌ شَحْشَحٌ: واسعَة بعيدةٌ مَحْلٌ لا نَبْتَ فيها. قال مُلَيحٌ الهذلي:

تَحذِى إذا مَا ظَلامُ اللَّيْل أمْكنهَا

 

مِنَ السُّرَى وفَلاةٌ شَحْشَحٌ جَرَدُ

والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ أيضا: القَوِيُّ.

وخَطيبٌ شَحْشَحٌ وشَحْشاحٌ: ماضٍ، وقيل: هما كُلُّ ماضٍ في كلامٍ أو سَيْرٍ.

وشَحْشَحَ البعيرُ في الهَدْرِ: لمُ يخَلِّصْهُ.

وشَحْشَحَ الطائرُ: صَوَّتَ. قال مُلَيحٌ الهُذليُّ:

مُهْتَشَّةٌ لدَلـيجِ الـلَـيلِ صـادِقَةٌ

 

وَقْعَ الهجيرِ إذا ما شَحْشَحَ الصُّرَدُ

 

الحاء والضاد

الحَضُّ: ضَربٌ من الحَثّ في الَّسيْرِ والسَّوْقِ، وكلِّ شيءٍ.

والحَضُّ أيضا: أنْ تَحُثَّهُ على شيءٍ لا سَيْرَ فيه ولا سَوْقَ. حَضَّه يَحُضَّه حَضاً وحَضَّضَه وهم يَتَحاضُّون والاسم الحُضُّ والحِضِّيضَى والحُضِّيضَى، والكَسْرُ أعْلَى ولم يأتِ على فُعِّيلٍ بالضم غيرُها.

وقال ابن دُريد: الحَض والحُضُّ لُغَتان كالضَّعْف والضُّعْفِ. والصَّحيحُ ما بدأنا به من أن الحَضَّ المصْدرُ والحض: الاسم.

والحُضُضُ والحُضَضُ: دواءٌ يُتَخَذُ من أبوال الإبل. وفيه لُغاتٌ أخر سيأتي ذِكْرُها إن شاء الله.

والحُضُضُ: كُحْلُ الخولان.

والحُضُضُ والحُضَض عُصَارَةُ الصبر.

والحَضِيضُ: قَرَارُ الأرْضِ عند سَفْحِ الجبلِ. وقيل: هو في أسفله. والسفحُ من وراءِ الحَضيضِ، فالحضِيضُ ممَّا يَلي الجبَلَ، والسَّفْحُ دون ذلك.و الجمع أحِضَّةٌ وحُضُضٌ.

وأحْمَرُ حُضِّيُّ: شَدِيدٌ الحُمْرَةِ.

والحُضْحُض: نَبْتٌ.

مقلوبه: - ض ح ح -

الضِّحُّ: الشَّمسُ، وقيل: ضَوْؤُها عامَّةً. وقيل: هو ضوؤها إذا استمكن من الأرض. وقيل: هو قَرْنُها يُصيبُكَ. وقيل: كلُّ ما أصَابَتْه الشَّمسُ: ضِحُّ.

وجاء بالضِّحِّ والرّيحِ أي بما طلعت عليه الشمسُ وجَرَتْ عليه الريحُ، ومن قال: الضِّيحُ في هذا المعنى فقد اخطأ عند اكثر أهل اللغة، وإنما قُلْنَا عْندَ أكْثرِ أهل اللغةِ، لأنَّ أبَا زَيْدٍ قد حكاه، وإنما الضِّيحُ عند أهل اللغةِ لغة في الضِّحّ الذي هو الضَّوْءُ، وسيأتي بابُه.

والضِّحُّ: ما بَرَزَ من الأرضِ للشَّمسِ.

والضِّحُّ: البَرَازُ من الأرْضِ.

ولا جَمْعَ لكلّ شيء من ذلك.

والضَّحْضَحُ والضَّحْضَاحُ: الماءُ اليَسير. قيل: هو ما لا غَرَق فيه ولا له غَمْرٌ. وقيل: هو الماءُ إلى الكَعْبَيْنِ وأنْصَافِ السوق، وقول أبي ذُؤَيْبٍ:

يَحُشُّ رَعْداً كَهَدْرِ الْفَحْلِ يَتْبَعُهُأُدْمُ تَعَطَّفُ حَوْلَ الفَحْلِ ضَحْضاحُ

قال خالد بن كلثوم: ضَحْضاحٌ في لغة هُذَيْلٍ كثير. قال الأصمعي: هو القليل على كُلّ حالٍ وأراد هنا جماعة إبل قليلةٍ.

وقد تَضَحْضَحَ الماءُ. قال ابنُ مُقْبل.

وأظْهَرَ في غُلاَّنِ رَقْدٍ وَسَـيْلُـهُ

 

عَلاَجيمُ لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ

وفي حديث أبي المنهال "في النارِ أوْدِيَةٌ في ضَحْضَاحٍ" شَّبهَ قِلَّةَ النَّار بالضَّحْضَاحِ من الماءِ فاستعاره فيه. وفي الحديث الذي يُرْوَي في أبي طالب "انه في ضَحْضَاح من نار".

والضَّحْضَحَةُ والضَّحْضَحُ والضُّحْضُحُ جَرْيُ السَّرَابِ.

الحاء والصاد

الحَصُّ والحُصَاصُ: شدَّة العَدْوِ في سُرعةٍ.

والحُصَاصُ أيضاً: الضُّرَاطُ وفي الحديث "إن الشَّيطانَ إذا سمع الاذانَ وَّلى ولهُ حُصَاصٌ" وحَصَّ الجليدُ النَّبْتَ يَحُصُّه. أحرَقَه، لغةٌ في حسَّه.

والحَصُّ حَلْقُ الشَّعَر، حَصَّه يَحُصُّه حَصاً فَحَصَّ حَصَصاً وانْحَصَّ.

والحَصُّ أيضا: إذهابُ الشَّعر سَحْجا والفعل كالْفِعْلِ قال:

قد حَصَّت البَيْضَةُ رَأسي فما

 

أطْعَمُ نَوْما غْيرَ تَهـجـاعِ

وحص شعره وانحص: انجرد.

ورجُل أحصٌّ: مُنْحَصُّ الشَّعَرِ.

وذَنَبٌ أحصُّ: لا شَعَر عليه أنشد ثعلبٌ:

وذَنَبٌ أحصُّ كالمِسْوَاطِ

وسَنةٌ حصَّاء:جَدْبَةٌ قليلةُ النَّيات. وقيل: هي التي لا نبات فيها. قال الحطيئة:

جاءَتْ به من بلاد الطُّورِ تَحدِرُه

 

حَصاءٌ لم تَتَّرِكْ دُونَ العَصَا شَذَبا

وهو شبيه بذلك.

وتَحَصَّصَ الظبيُ والحمارُ والبعيرُ: سقط شعَرُهُ.

والحَصِيصُ: اسم ذلك الشَّعَرِ.

والحَصِيصَةُ: ما جُمعَ مما حُلق أوْ نُتِف. وهي أيضا: شَعَر الأذُن ووَبَرُها كان محلوق أو غير محلوق. وقيل: هو الشعَرُ والوَبَرُ عامَّةً. والأوَّل أعرَفُ.

وتَحَصْحَصَ الوَبَرُ والزِّئْبِرُ: انجرَدَ، عن ابن الاعرابي وانشد:

لما رأى العَبْدُ مُمَرّا مُتْرَصَا

 

ومَسَداً أجْرَدَ قَدْ تَحصْحَصَا

يكادُ لولا سَيرُه أن يُمْلـصَـا

 

جَدَّبه الكَصِيصُ ثُمَّ كصْكَصَا

ولو رَأى فاكرِشِ لَبَلْهَصَـا

والحَصِيصَةُ من الفرس: ما فوقَ الاشْعَر ممَّا أطاف بالحافر لقلَّة ذلك الشعر.

وفَرسٌ أحَصُّ وحَصيصٌ: قليلُ شعَر الثُّنَّةِ والذَّنب، وهو عيبٌ. والاسم الحَصَصُ.

والاحَصُّ: الزَّمِرُ الذي لا يطول شعَرُه والاسم الحَصَصُ أيضا.

والحَصَصُ في اللِّحْيَة: أن يَتَكَسَّرَ شَعُرها على صدره.

ورجل احصُّ: قاطعٌ للَّرحمِ، وقد حَصَّ رِحَمَهُ يَحُصَّها حَصاًّ.

ورَحمٌ حَصَّاءُ: مقطوعة.

والأحَصُّ أيضا: النَّكِدُ المشئُومَ.

ويومٌ احَصُّ: شديد البرد لا سحاب فيه. وقيل لرجل من العرب: أي الأيام أبْرَدُ؟ فقال الأحَصَّ الأزَبُّ، يعني بالاحَصِّ: الذي تَصْفُو شَمَالُه ويَحْمَرُّ فيه الأفق وتطلع شمسُه ولا يوجد لها مَسُّ من البَرْدِ وهو الذي لا سحاب فيه، ولا يَنْكَسَرُ خَصَرُهُ. والازَبُّ: يوم تهبه النَّكْباءُ وتسوق الجَهَامَ والصُّرَّادَ ولا تَطْلُعُ له شمسٌ ولا يكون فيه مَطَرٌ.

وقوله تَهُبُّه أي تُهُبُّ فيه.

والاحَصَّانِ: العَبْدُ والعَيْرُ لانهما يمايان سِنَّهُما حتى يَهْرَما فَتَنْقُص اثمانهما.

والحِصَّةُ النَّصِيبُ من الطعام والشراب والأرض وغير ذلك.

وتَحاصَّ القومُ: اقتسموا حِصَصَهُمْ.

حاصَّةُ مُحَاصَّةَّ وحَصاصاً: قاسَمَهُ فاخذ كل واحد منهما حصته.

واحصَّ القومَ: اعطاهم حِصَصَهُمْ.

واحَصَّهُ المكانَ: انزله فيه، ومنه قول بعض الخطباءِ وتُحَصُّ من نظره بَسْطَةَ حال الكَفالَة والكِفايَة أي تُنزِلُ.

والحُصُّ: الورْسُ، وجمعه احْصاصٌ وحُصُوصٌ، ولم يذكر شسيوسه تكسير فُعْلٍ من المضاعف على فُعُولٍ إنما كسره على فِعالٍ كَخِفافٍ وعِشاشٍ.

ورجل حُصْحُصٌ وحُصْحُوصٌ: يَتَتَبَّعُ دقائق الأمور فيعلمها ويحصيها.

والأحَصُّ: ماء معروف.

وبنو حَصِيصٍ بطْنٌ من العرب.

والحَصْحَصَةُ الذهاب في الأرض وقد حَصْحَص قال:

لما راني بالبَرَازِ حَصْحَصَا

والحَصْحَصَةُ: الحركات في الشيء حتى يستقر فيه ويَسْتَمْكِنَ منه ويثبت. قال حميد بن ثور:

وحَصْحَصَ في صُمِّ الحَصَا ثَفِناتُهُ

 

ورَامَ القيام ساعَةً ثم صَمّـمـا

والحَصْحَصَةُ: بيان الحق بعد كتمانه، وقد حَصْحَصَ. ولا يقال حُصْحِص.

والحِصْحِصُ: التُّرَابُ، وهو أيضا الحَجَرُ. وحكى اللحياني: الحِصْحِصَ لفلان أي التُّرَابُ له. قال: نَصِبَ كأنه دعاءٌ، يذهب إلى انهم شبهوه بالمصدر وإن كان اسما كما قالوا: التراب لك. فنصبوا.

وقَرَبٌ حَصْحاصٌ: بَعيدٌ.

والحَصْحاصُ: مَوْضعٌ.

مقلوبه: - ص ح ح -

الصُّحُّ والصِّحَّةُ والصَّحاحُ: ذهاب المَرَضِ، وهو أيضا: البراءة من كل عَيْبٍ. وحكى ابن دريد أبي عبيدة: كان ذلك في صُحِّهِ وسُقْمهِ: ومن كلامهم: ما أقْرَبَ الصَّحاحَ من السَّقَمِ.

وقد صَحَّ يَصِحُّ صِحَّةً.

ورجل صَحاحٌ وصَحيحٌ من قوم أصِحَّاءَ وصِحاحٍ، فيهما، وامرأة صحيحةٌ من نسوةٍ صَحاح وصَحائِحَ.

وأصَحَّ الرجل: صَحَّ اهْلُه وماشيتُه، صحيحا كان هو أو مريضا. وفي المثل "لا يُورِدُ المُمْرِضُ على المُصحّ" أي أن الذي قد مَرِضَتْ ماشيَتُهُ لا يستطيع أن يُورد على الذي ماشيته صِحاحٌ.

وقالوا: الصَّوْمُ مَصَحَّةٌ ومَصِحَّةٌ والفتْحُ أعْلَى، أي يُصَحُّ عليه.

وارض مَصَحَّةٌ: بَرِيئَةٌ من الاوْباءِ صحيحَةٌ.

وصَحَّحَ الشيء: جعله صحيحا.

والصَّحيحُ من الشعر: ما سلم من النقصِ، وقيل: كل ما يمكن فيه الزَّحافُ فَسَلِمَ منه فهو صَحيحٌ. وقيل: الصَّحيحُ كل آخر نصف يسلم من الأشياء التي تقع عِلِلاً في الأعارِيضِ والضُّرُوبِ ولا تقع في الحَشْوِ.

وصَحاحُ الطريق: شدته قال:

إذا واجهَتْ وجه الطريق تَيَمَمَّتْ

 

صَحاحَ الطًّريقِ عزة أن تَسَهَّلاَ

والصَحْصَحُ والصَّحْصَاحُ والصَّحْصَحانُ، كله: ما استوى من الأرض وجرد.

ورجل صُحْصُحٌ وصُحْصُوحٌ: يتبع دقائق الأمور فيحصيها ويعلمها. وقول مليح:

فَحُبُّكَ ليلى حـين تَـدْنُـو زَمـانَـهٌ

 

ويَلْحاك في ليلى العَرِيفُ المُصَحْصِحُ

قيل أراد الناصِحَ كأنه المُصَحِّحُ، فَكَرِه التضعيف فَفَكَّ وابْدَل.

الحاء والسين

حَسَّ بالشيء يَحُسُّ حَسٍّا وحِسا وحَسيسا وأحَسَّ به واحَسَّه: شعر به. وأما قولهم: احَسْتُ بالشيء فعلى الحذف كراهة التقاء المِثْلَيْنِ قال سيبويه: وكذلك يُفْعَلُ في كل بناء تُبْنَى الَّلامُ من الفعْل منه على السكون ولا تصل إليه الحركة، شبهوها بأقمْتُ. وقالوا حَسِسْتُ به وحَسِيُته وحَسِيتُ به واحْسَيْتُ. وهذا كله من مُحَوَّلِ التضعيف. والاسم من كُلِّ ذلك الحِسُّ.

وحَسُّ الحُمَّى وحِساسُها: رَسُّهَا واولها عندما تُحَسُّ، الأخيرة عن اللحياني.

والحِسُّ: وَجَعٌ يصيب المرأة بعد الولادة، وقيل: وَجَعُ الولادة عندما تحسها.

وتَحَسَّس الخَبرَ: تَطَلَّبَهُ وتَبَحَّثَه، وفي التنزيل -فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ-. وقال اللحياني تحسَّسَ فلانا ومن فلان: أي تَبَحَّثَ، والجيمُ لغيره.

وحَسَّ منه خيراً واحَسَّ، كلاهما: رأى، وعلى هذا فسر قوله تعالى -فلَما أحسَّ عِيسَى منْهُمُ الْكُفْرَ- وحكى اللحياني: ما احَسَّ منْهُمُ أحدا:أي ما رأى، وفي التنزيل -هَلْ تُحِس منْهُمْ منْ أحِدٍ- وفي خبرِ أبي العارِم "فنظْرتُ هل أُحِسُّ سَهْمي فلم ار شيئا" أي نظرت فلم اجده.

وقال: لا حَساسَ من ابني موقد النار. زعموا أن رجلين كانا يوقدان بالطرق نارا فإذا مر بهما قوم اضافاهم فمر بهما قوم وقد ذَهَبا فقال رجل: لا حَساسَ من ابني موقد النار. وقيل: لا حَساسَ من ابني موقد النار: لا وجود، وهو أحسن. وقالوا: ذهبَ فلا حَساسَ له: أي لا يُحسَّ به أو لا يُحَسُّ مكانه.

والحَسِيسُ: الشيء تَسْمَعُه مما يَمُرُّ قريبا منك ولا تراه، وهو عام في الأشياء كلها.

وما سَمعَ له حِساًّ ولا جِرْسا. الحِسّ من الحركة، والجِرْسُ من الصَّوْتِ، وهو يصلح للإنسان وغيره.

وقال عبدُ منافِ بن رِبْعٍ الهُذليّ:

وللقسِيّ ازامـيلٌ وغَـمْـغَـمَةُ

 

حِسَّ الجَنْوبِ تسوق الماءَ والبَرَدَا

والحِسُّ: الرَّنَّةَ.

وجاء بالمال من حِسَّه وبِسَّه وحَسِّه وبَسِّه. وجئني به من حَسَّكَ وبَسَّكَ وحِسِّكَ وبِسِّكَ معنى هذا كله: من حيثُ كان ولم يَكنْ. وقال الزَّجّاجُ: تأويله جيء به من حيث تُدرِكُهُ حَاسًّةٌ من حَواسِّك أو يُدْرِكه تَصَرُّف من تَصَرُّفك.

وحَسِّ-بكسر السين وترك التنوين-: كلمة تقال عند الألم. قال الراجز.

فما أرَاهُمْ جَـزَعـا بـحَـسِّ

 

عَطْفَ البَلاَيا المسَّ بعد المسِّ

والعرب تقول عند لذعة النار والوجع: حَس. وضُرِبَ فما قال حَسٍّ ولا بَسٍّ، بالجرّ والتنوين، ومنهم من يجر ولا يُنَوِّن، ومنهم من يكسر الحاء والباء فيقول حِسٍّ ولا بِسّ، ومنهم من يقول حَسّا ولا بسّا، يعني التَّوجُّعَ.

وبات بِحَسَّةِ سَوْءِ وحِسَّة سَوْءٍ أي بحالةٍ سيئة، والكسر اقيَسُ، لأن الأحوال تأتى كثيرا على فِعْلَةٍ كالجيئَةِ والتِّلَّةِ والبيئَةِ.

وحَسَّهم يَحُسُّهم حَسًّا: قتلهم قتلا كثيرا ذريعا مُسْتَاصَلاً وفي التنزيل -إذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإذْنهِ- أي قتلونهم كذلك والاسم الحُساسُ عن ابن الاعرابي.

وجَرادٌ محْسوسٌ: قتلته النار، وفي الحديث "أنه أُتِىَ بجَرادٍ مَحْسُوسٍ".

وحَسَّهُم يَحُسُّهم: وطِئَهُمْ واهانهم، عنه.

وحَسَّانُ: اسم مشتق من أحد هذه الأشياء.

والحَسُّ: إضرار البرد بالاشياء.

والحَسُّ: بَرْدٌ يُحْرِقُ الكلأ، وهو اسم، حسَّه يَحُسُّه حسًّا، وقد تقدم أن الصاد لغة عن أبي حنيفة.

والبَرْدُ محَسَّةٌ للنبات، بفتح الميم، أي يَحُسُّا.

وأصابت الأرض حاسَّةٌ أي بَرْدٌ، عن اللحياني انثه على معنى المبالَغَةِ أو الجائِحَةِ.

والحاسَّة: الجرَادُ يَحُسُّ الأرض أي يأكل نباتها.

وقال أبو حنيفة: الحاسَّةُ: الرّيحُ تَحْثى التراب في الغُدُرِ فتملؤُها فيَيْبَسُ الثرى.

وسنة حَسُوسٌ: تأكل كل شيء قال:

إذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسـا

 

تأكُل بَعْدِ الخُضْرَةِ اليَبيسا

أراد: تأكل بعد الأخضر اليابس إذ الخُضرةُ واليُبْسُ لا يُؤْكلان لانهما عَرَضان.

وحسَّ الرأس يَحُسُّه حَسًّا: إذا جعله في النار فكلما تشيط اخذه بشفرة.

وتَحسَّسَتْ اوبار الإبل: تَطايَرَتْ وتَفَرَّقتْ.

وانحِسَّتْ أسنانُه: تساقَطَتْ وتَحاتَّتْ.

والحَسُّ والاحْتِساسُ في كل شيءٍ ألا يُتْرَكَ في المكان شيء منه.

والحُساسُ: سمكٌ صِغارٌ بالبَحْرَيْنِ يُجَفَّف حتى لا يبقى فيه شيء من مائه. الواحدة حُساسَةٌ.

والحُساسُ: الشُّؤْمُ النَّكَدُ.

والمَحْسُوسُ: المشئُوم، عن اللحياني.

ورجل ذُو حُساسٍ: رديء الخُلُقِ قال:

رُبَّ شَرِيبٍ لك ذي حُساسِ

 

شِرَابُه كالحَزّ بالمَوَاسِـي

قالحُساسُ هنا يكون الشُّؤْمَ ويكون رداءة الخُلُقِ، وقال ابن الاعرابي وحده: الحُساسُ هنا: الْقَتْلُ. والشَّرِيبُ هنا: الذي يُوارِدُكَ على الحَوْضِ. يقول: انتظارُكَ إياه قَتْلٌ لك ولإبلك.

والحَسَّ: الشَّرُ، تقول العرب: الحِقِ الحَسَّ بالأس. الأس هنا: الأصْلُ تقول: الحقِ الشَّرَّ باهله. وقال ابن دريد: إنما ألْصِقُوا الحَسَّ بالأسِّ: أي ألْصِقُوا الشَّرَّ بأصولِ من عادَيْتُمْ.

والحَسُّ: الحِقْدُ.

وحَسَّ الدَّابَّةِ يَحُسُّها حَسًّا: نفض عنها التُّرَابَ.

والمِحَسَّةُ-مكسورةً-: ما يُحَسُّ به، لأنه مما يُعْتَمَلُ به.

وحَسَسْتُ له احِسُّ وحَسِسْتُ حَسا فيهما: رَقَقْتُ، تقول العرب: إن العامرِيَّ ليَحِسُّ للسعدي-بالكسر- أي يرق له وذلك لما بينهما من الرَّحمِ. قال يعقوب: قال أبو الجراح: ما رأيْتُ عُقَيْليّا إلا حَسِسْتُ له. والاسم الحِسُّ. قال الْقُطِاميُّ:

أخُوك الَّذِي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ

 

وترفَضُّ عند المُحْفِظاتَ الكَتائِفُ

ويروى: عند المُخْطِفاتِ.

وحَسَسْتَ له حَسًّا: رَفَقْتُ. هكذا وجدته في كتابِ كُرَاع. والصحيح رَقَقْتُ على ما تقدم.

ومَحَسَّةُ المرأة: دبرها.

والحُساسُ: أن تَضَع اللَّحْم على الجَمْرِ، وقيل: هو أن يُنْضَجَ أعلاه ويُتْركَ داَخلُهُ وقيل: هو أن يُقْشَر عنه الرَّمادُ بعد أن يُخرَج من الجَمْرِ. وقد حَسَّه وحَسْحَسَهُ. وحَسَحستُه: صوت نُشَيِشه، وقد حَسْحَسَتْه النارُ.

ورجل حَسْحاسٌ: خفيفُ الحركة، وبه سُمَّيَ الرَّجُلُ.

مقلوبه: - س ح ح -

سَحَّت الشاةُ والبقرةُ تَسُحُّ سَحًّا وسُحُوحاً وسُحُوحَةً: سِمِنَتْ غية السِّمَنِ. وقيل: سمنتْ ولم تَنْتَه الغَايضة. وشاة ساحَّةٌ وساحٌّ، الأخيرة على النَّسبِ. وغنم سِحاحٌ وسُحاحٌ، الأخيرة من الجمع العَزيز كظْؤَارٍ ورخال، وهكذا رُوِي بيت ابن هَرْمَةِ.

وبَصَّرْتَني بَعْد خَبْطِ الْـغُـشُـو

 

مِ هذِى الْعِجافَ وهَذىِ السُّحاحا

والسِّحاحا، بالكَسْرِ والضَّمّ. وقد قيل: شاة سُحاحٌ أيضا، حكاها ثعلب.

وسَحَّ الدَّمْعُ والمطرُ يَسُحُّ سَحًّا وسُحُوحا: اشتد انصبابه.

وعينٌ سَحَّاحَةٌ: كثيرةٌ الصَّبِّ للدمُوعِ.

ومَطَرٌ سَحْسَحٌ وسَحْساحٌ: شديد: يَقْشِرُ وجه الأرض.

وتَسَحْسَحَ الشيء: سال.

وفرسٌ مِسَحٌّ: جَوَادٌ- شُبِّه بالمطر في سُرعِة انصبابه.

وسحَّ الماء وغَيْرَهُ يَسُحُّهُ سَحًّا: صَبَّه صَبا مُتتابعا كثيراً، قال الشاعر:

ورُبَّةَ غارَةٍ أوْضَعْتُ فيها

 

كَسَحِّ الهاجِرِيّ جَرِيمَ تَمْرِ

وحَلِفُ سَحُّ: مُنْصَبَ مُتتابعٌ، انشد ابن الاعرابي:

لو نُحِرَتْ في بَيْتها عَشْرُ جُزُرْ

لأصْبَحَتْ من لحْمهنَّ تَعْتَذِرْ

بحَلِفٍ سَح ودمْعٍ مُنْهَمِرْ

وسَحَّ الماء سَحًّا: مر على وجه الأرض.

والسُّحُّ والسَّحُّ: التّمْرُ الذي لم يُنْضَجْ بماء ولم يُجْمَع في وعاء ولم يُكْنَزْ، وهو منثور على وجه الأرض. قال ابن دريد: السُّحّ: تمر يابس لا يكْنَزُ - لغة يمانية.

وأصاب الرجل ليلَتَه سَحُّ-مثل سَجٍّ-: إذا قَعَد مَقاعدَ رِقاقا.

والسَّحْسَحَةُ والسَّحْسَحُ: عَرْصَةُ الدَّارِ.

وأرْضٌ سَحْسَحٌ: واسعَةٌ. قال ابنُ دريد: ولا ادري ما صِحَّتُها.

الحاء والزاي

الحَزَّ: قَطْعٌ في علاجٍ. وقيل: هو في اللحم: ما كان غير بائنٍ حزَّه يَحُزُّه حَزًّا واحْتَزّه.

والحُزَّةُ: ما قُطِعَ من اللَّحْمِ طُولاً قال اعشى باهلة:

تَكْفيه حُزَّةُ فِلْـذ إن ألَـمَّ بـهـا

 

من الشِّوًاَءِ ويُرْوِى شُرْبَه الغُمَرُ

وقيل: الحُزَّةُ: القِطْعَةُ من الكَبدِ خاصَّةً، ولا يقالُ في سنام ولا لحُمٍ ولا غيره: حُزَّةُ.

والحازُّ: قَطْعٌ في كِرْكِرَةِ البعيرِ وهو اسمٌ كالنَّاكت والضَّاغط.

والحَزُّ: فَرْضٌ في العُوِد والمِسْوَاك والعظم غير طائِلٍ.

والتَّحْزِيزُ: كثرة الحَزّ، كاسنان المِنْجَلِ، وربما كان ذلك في أطراف الأسنان وهو الذي يُسَمَّى الاشَرَ.

والتَّحْزِيزُ: اثرُ الحَزّ أيضا. قال المُتَنَخّل الهذلي:

إن الهَوَانَ فَلاَ يَكْذِبْكُما أحَـدٌ

 

كأنَّه في بَياضِ الجلْدِ تَحْزِيزُ.

وحزَّ الشَّيء في صَدْرِه حزًّا: حاكَ.

الحَزَازَةُ والحَزَازُ والحَزّاز والَحُزَّازُ كلُّه: وَجَعٌ في القَلْبِ من حَزْنٍ أو خَوْفٍ قال الشَّماخُ يصف رجلا باع قَوْسا من رجلٍ:

فلمَّا شَرَاها فاضَتِ العينُ عَـبْـرَةً

 

وفي الصَّدْرِ حَزَّازٌ من الهم حامزُ

ويُرْوَى حُزَّازٌ.

والحَزْحَزَةُ: كالحُزازِ.

والحَزَاحِزُ: الحَرَكاتُ قال أبو كبير:

وتَبَوَّأ الابْطالُ بَعْـدَ حَـزَاحـزٍ

 

هَكْعَ النَّوَاحزِ في مناخ المَوْحِفِ

والحَزَازُ: هِبْرِيَةٌ في الرَّأس كأنَّه نُخالَةٌ. واحدتُه حَزَازَةٌ.

والحَزُّ: غامضٌ من الأرض يَنْقادٌ بين غَليظَيْنِ.

والحَزِيزُ من الأرض: مَوضعٌ كَثُرَتْ حجارتُه وغَلُظَتْ كأنها السكاكين. وقيل: هو المكان الغَليظُ يَنْقادُ. وقال ابن دُرَيْد: الحَزِيزُ: غلظ من الأرض. فلم يزد على ذلك، والجمع أحِزَّةٌ وحِزَّانٌ وحُزّان، عن سيبويه، وقد قالوا حُزُزٌ فاحْتَمَلُوا التَّضْعيفَ. قال كثير عزة:

وكَمْ قَدْ جاوَزَتْ نِقْضِي اليْكُم

 

من الحُزُزِ الاماعزِ والِبرَاق

والحَزِيزُ والحَزَازُ من الرجال: الشديد على السوق والقتال. قال:

فَهْيَ تَفَادَى من حَزَازٍ ذي حَزَقْ

والحُزَّةُ: العُنُق. وفي الحديث "اخَذَ بِحُزَّتهِ".

والحُزَّةُ من السَّراويل: الحُجْزَةُ.

والحَزُّ: موضع بالسراة.

وتَحَزْحَزَ عن الشيء: تَنَحَّى.

وحَزَّازٌ: اسْمٌ.

وأبُو الحَزَّازِ: كُنْيَةُ ارْبَدَ أخي لَبيدٍ الذي يقول فيه:

فاخي إنْ شَرِبُوا من خَيْرِهِمْ

 

وأبُو الحَزَّازِ من أهْلِ النَّفلْ

مقلوبه: - ز ح ح -

زَحَّ الشيء يَزُحُّه زَحاًّ: جذبه في عجلة.

وزَحَّهُ يَزُحُّه زَحاًّ، وزَحْزَحَهُ فَتَزَحْزَحَ: نَحاَّهُ عن موضعه فَتَنَحَّى.

والزَّحْزَاحُ: موضع، قال:

يُوعِدُ خَيْراً وهو بالزَّحْزَاحُ

وقد يجوز أن يكون الزَّحْزَاحُ هنا اسماً من التَّزَحْزُحِ أي التَّباعُدِ والتَّنَحِّي.