باب الثلاثي الصحيح: الفرع الثاني

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الثاني

حرف الحاء

الفرع الثاني

الحاء والقاف والنون

حقَن الشيء يَحقِنُهُ حقنا، فهو محقونٌ وحقينٌ: حبسه. وفي المثل: "أبي الحَقينُ العذرة". وكل شراب حُقِن في سقاء فهو حقينٌ. وحقن اللبن في القربة والماء في السقاء، كذلك.

وحقنَ البول يَحقِنُهُ حَقْنا: حبسه، ولا يقال أحقَنَه ولا حَقْنَني هو. وبعير مِحقانٌ: يَحقنُ البول فإذا بال أكثر.

واحتقنَ المريض: احتبس بوله.

والحُقْنَةُ: دواء يُحْقَنُ به المريض المحتَقنُ.

وحَقَنَ دمَ الرجل: حل به القتل فأنقذه.

واحتَقنَ الدمُ: اجتمع في الجوف.

وحقَنَ اللبن في السقاء يحقِنُه حَقْنا: صبه فيه ليخرج زبدته.

والمحْقَنُ: الذي يجعل في فم السقاء والزق ثم يصب فيه الشراب أو الماء.

والحاقِنَةُ: المعدة. صفة غالبة لأنها تَحقِنُ الطعام.

والحَاقِنةُ: ما بين الترقوة والعنق.

والحاقتانِ: ما بين الترقوتين وحبلي العاتق. ولألزقن حواقنك بذواقنك: حواقنه ما حقن الطعام من بطنه وذواقنه أسفل بطنه وركبتاه وقال بعضهم: الحواقِنُ ما سفل من البطن، والذواقن ما علا.

واحتقنت الروضة: أشرقت جوانبها على سرارها، عن أبي حنيفة.

مقلوبه: - ح ن ق -

الحَنَقُ: شدة الاغتياظ، قال:

وَلىّ جميعا يُبارِي ظِلَّه طَلقا

 

ثم انثنى مَرِسا قد آدَهُ الحَنَقُ

أي أثقله الغضب، حَنِق حَنَقا وحَنِقا فهو حنِقٌ وحنِيقٌ، قال:  

وبعضُهُمُ على بعضٍ حنيقُ

وقد أحْنقَه.

وحنِق الأمير على جرته: حقد على رعيته. وفي حديث عمر رضي الله عنه: "لا يَصلُحُ هذا الأمرُ إلا لمن لا يَحنَق على جِرَّتِه" التفسير لابن الأعرابي.

والإحناق: لزوق البطن بالصلب، قال لبيد:

بطليحِ أسفارٍ تركْنَ بـقـيةً

 

منها فأحنق صُلْبُها وسَنامُها

والمُحنِقُ من الإبل: الضامر من هياج أو غرث. وإبل محانيقُ، كأنهم توهموا واحدها مِحناقا. قال ذو الرمة:

محانيقُ يَنفُضنَ الخِدامَ كأنهـا

 

نَعامٌ وحادِيهنَّ بالخَرْقِ صادحُ

أي رافع صوته بالتطريب.

وقيل: الإحناق لكل شيء من الخف والحافر.

والمُحنِقُ أيضا من الحمير: الضامر اللاحق البطن بالظهر لشدة الغيرة.

مقلوبه: - ن ق ح -

التنقيحُ: تشذيبك عن العصا أُبَنَها حتى تخلص. وكل ما نحيت عنه شيئا فقد نقحته، قال ذو الرمة:

من مُجحِفـاتِ زمـنٍ مِـرّيدِ

 

نَقَّحن جسمي عن نُضارِ العودِ

ونَقَّح الشيء: قشره، عن ابن الأعرابي، وأنشد لغليم من بني دبير:

إليكَ أشكو الدهرَ والزلازِلا

وكلَّ عامٍ نَقَّح الحَمائلا

يقول نقَّحوا حمائل سيوفهم، أي قشروها فباعوها لشدة زمانهم.

ونقَّح النخل: أصلحه وقشره.

ونقَّح الكلام: فتشه وأحسن النظر فيه، وقيل: أصلحه وأزال عيوبه.

ورجل مُنقَّحٌ: أصابته البلايا، عن الَّلحيانيّ قال بعضهم: هو مشتق من ذلك.

ونَقَح العظم ينقَحُه نقحا: استخرج مخه، والخاء لغة، وكأنه بالحاء استخراج المخ واستئصاله، وكأنه بالخاء تخليصه، وكلتا الكلمتين تتعاقبان كثيرا.

والنَّقْحُ: سحاب أبيض صيفي، قال العجير السلولي:

نَقْحٌ بوَاسِقُ يَجْتلي أوساطَها

 

برقٌ خلال تَهلُّلٍ ورَبـابِ

مقلوبه: - ق ن ح -

قنَحَ يقنَح قَنْحا، وتقنَّح: تكاره على الشراب بعد الري والأخيرة أعلى. وقال أبو حنيفة: قَنَح من الشراب يَقْنَح قنْحا: تمززه.

وقنَح العود والغصن يَقْنَحه قنْحا: إذا عطفه حتى يصير كالصولجان، وهو القُنَّاحُ والقُنَّاحةُ.

والقِنْحُ: اتخاذك قُنَّاحةً تشد بها عضادة بابك، وتسميها الفُرسُ قانه حكاه صاحب العين، ولا أدري كيف ذلك لأن تعبيره عنه غير حسن، وعندي أن القِنْح هاهنا لغة في القُنَّاحِ.

الحاء والقاف والفاء

الحِقْفُ: الرمل المعوج. وقيل: الرمل المستطيل المرتفع كالدكاوات. وجمعه أحقافٌ وحُقُوفٌ وحِقافٌ وحِقَفَةٌ وأحقِفَةٌ، الأخيرة اسم للجمع فِعْلا لا يجمع على أفعِلة، قال ابن هرمة:

أمسى فبات إلى أرطاةِ أحقفَةٍ

 

يَلُفُّه نَضَدٌ في البحرِ هضَّابُ

فأما قوله تعالى -إذ أنذر قومَه بالأحقافِ- فقيل: هي من الرمل، أي أنذرهم هنالك، وقيل: الأحقاف هاهنا جبل محيط بالدنيا من زبرجدة خضراء تلتهب يوم القيامة فتحشر الناس من كل أفق، فإن كان ذلك فإنما معناه: خوَّفهم بالتهاب ذلك الجبل.

وقد احقوقَف الرمل. وكل ما طال واعوجَّ فقد احقوقَف، كظهر البعير وشخص القمر قال:

سمَاوَةُ الهلالِ حتى احقَوقَفا

وظبي حاقِفٌ، فيه قولان: أحدهما أن معناه صار في حِقفٍ، والآخر انه ربض فاحقوقَف ظهره وكل موضع دخل فيه فهو حِقْفٌ. ورجل حاقِفٌ: إذا دخل في الموضع، كل ذلك عن ثعلب.

مقلوبه: - ق ح ف -

القِحْفُ: العظم الذي فوق الدماغ من الجمجمة، وقيل: قِحْفُ الرجل: ما انفلق من جمجمته فبان، ولا يدعى قِحِفا حتى يبين، ولا يقولون لجميع الجمجمة قِحْفٌ إلا أن ينكسر منه شيء فيقال للمنكسر قِحْفٌ، وإن قطعت منه قطعة فهو قِحْفٌ أيضا. وقيل: القِحْفُ القبيلة من قبائل الرأس وهي كل قطعة منها. وجمع كل ذلك أقحافٌ وقُحوفٌ وقِحَفَةٌ. ورماه بأقحاف رأسه، أي رماه بالأمور العظام. مثل بذلك. وقَحَفَه يقحَفُه قَحْفا: قطع قِحْفَه، قال الشاعر:

يَدَعْنَ هامَ الجُمجُمِ المقحـوفِ

 

صُمَّ الصَّدَا كالحَنظلِ المنقوفِ

والقِحْفُ: القدح. والقِحفُ: الكسرة من القدح. والجمع كالجمع.

وقَحَف ما في الإناء يَقْحَفُه قَحْفا، واقتَحفه. شربه. وقيل لأبي هريرة: أتُقَبِّل وأنت صائم؟ قال: نعم، وأقْحَفُها، أعني: أشرب ريقها وأترشَّفه.

والقِحْفُ والقِحافُ: شدة الشرب. وقال امرؤ القيس على الشراب حين قال له: قتل أبوك: "اليوم قِحافٌ وغدا نِقافٌ".

وقِحافُ الشيء ومقاحَفُته واقتِحافُه: أخذه والذهاب به.

والقاحِفُ من المطر كالقاعف: إذا جاء مفاجأة فاقتحفَ كل شيء. وسيل قُحافٌ: كثير يذهب بكل شيء.

وكل ما اقتُحِفَ من شيء واستخرج: قُحافةٌ، وبه سمي الرجل.

والمِقحَفةُ: الخشبة التي يُقحَفُ بها الحبُّ.

وقحَف يَقحَف قُحافا: سعل، عن ابن الأعرابي.

وبنو قُحافةَ: بطن.

وقُحَيفٌ العامري: أحد الشعراء، وقيل هو قحيف العقيلي، كذلك نسبه أبو عبيد في مصنفه.

مقلوبه: - ف ح ق -

الفَحْقَةُ: راحة الكف بلغة أهل اليمن.

وأفحقَ الشيء: ملأه، وقيل: حاؤه بدل من هاء أفهقه.

وتَفَيْحق في كلامه: توسع وتنطع، وقيل: حاؤه بدل من هاء تفيهق.

مقلوبه: - ف ق ح -

التفَقُّحُ: التفتح. وفقَح الجرو وفَقَّح، وذلك أول ما يفتح عينيه وهو صغير. قال أبو عبيد في حديث عبيد الله بن جحش: "إنَّا فقَّحنا وصَأصأتُم" أي وضح لنا الحق وعشيتم عنه، فهو مستعار.

وفقَّح الشجر: انشقت عيون ورقه وبدت أطرافه.

والفُقَّاحُ: عشبة نحو الأقحوان في النبات والمنبت، واحدته: فُقَّاحةٌ، وهي من نبات الرمل، وقيل: الفُقَّاحُ أشد انضمام ثمرة من الأقحوان، يلزق به التراب كما يلزق بالتربة والحمصيص، وقيل: فُقَّاحُ كل نبت: زهره حين يتفتح على أي لون كان، واحدته فُقَّاحةٌ، قال عاصم بن منظور:

كأنَّـك فُـقَّـاحةٌ نَــوَّرَتْ

 

مع الصبح في طَرَف الحائرِ

وامرأة فُقَّاحٌ -بغير هاء، عن كراع: حسنة الخلق حادرته.

وفُقَّاحةُ اليد وفَقْحَتُها: راحتها -يمانية- سميت بذلك لاتساعها.

والفَقْحةُ: منديل الإحرام. كل ذلك بلغتهم.

والفَقْحةُ: الدُبُر الواسع، ثم كثر حتى سمي كل دبر فَقحةً، قال جرير:

ولو وُضِعت فِقاحُ بني نُمير

 

على خبَثِ الحَديدِ إذن لذابا

وفقَح الشيء يفقَحه فَقْحا: سفَّه كما يسف الدواء - يمانية.

الحاء والقاف والباء

الحَقَبُ: الحزام الذي يلي حقو البعير. وقيل: الحقَبُ حبل يشد به الرحل في بطن البعير لئلا يؤذيه التصدير.

وحَقِب حَقَبا فهو حَقِبٌ: تعسر عليه البول من وقوع الحقَبِ على ثيله. ولا يقال ناقة حَقِبةٌ، لأن الناقة ليس لها ثيل.

والحقَبُ والحِقابُ: شيء تعلق به المرأة الحلي وتشده في وسطها، والجمع حُقُبٌ.

والحِقابُ: خيط يشد في حقو الصبي تدفع به العين.

والحَقَبُ في النجائب: لطافة الحقوين وشدة صفاقهما وهي مدحة.

والحِقابُ: البياض الظاهر في أصل الظفر.

والأحقَبُ: الحمارُ الوحشي الذي في بطنه بياض، وقيل: هو الأبيض موضع الحقَبِ، والأول أقوى.

والحقيبةُ: الرفادة في مؤخر القتب. وكل شيء شد في مؤخر رحل أو قتب فقد احتُقِبَ. والمُحقِبُ: المردف.

واحتَقبَ خيرا أو شرا. واستحقبه: ادخره، على المثل، لأن الإنسان حامل لعمله ومدخر له، قال امرؤ القيس:

فاليوم أُسقَي غيرَ مستحقبٍ

 

إثما من اللـهِ ولا واغـلِ

والحُقْبُ: القبائل الخساس لأنها تستردف وتستتبع، ولم أسمع لها بواحد، قال الأخطل:

وفي الحُقْبِ من أفْناءِ قِيسٍ كأنَّهُـمْ

 

بمنعَرجِ الثرثارِ خُشْبٌ على خُشْبِ

والحِقْبةُ من الدهر: مدة لا وقت لها.

والحِقْبةُ: السنة، والجمع حِقَبٌ وحُقوبٌ كحلية وحلى.

والحُقْبُ والحُقُبُ: ثمانون سنة، وقيل: أكثر من ذلك، وقيل: الحُقُبُ السنة عن ثعلب. وقوله تعالى: -أو أمضِيَ حُقُبا- قيل معناه: سنة، وقيل معناه: سنين. وبسنين فسره ثعلب، فالحُقُبُ على تفسير ثعلب يكون أقل من ثمانين، لأن موسى عليه السلام لم ينْوِ أن يسير ثمانين سنة ولا أكثر،و ذلك أن بقية عمره في ذلك الوقت لا تحتمل ذلك.

والجمع من ذلك كله: أحقابٌ وأحقُبٌ. قال ابن هرمة:

وقد وَرِث العبَّاسُ قبلَ محمدٍ

 

نبيَّينِ حلاَّ بطنَ مكَّةَ أحْقُبـا

وقارة حَقْباءُ: مستدقة طويلة في السماء، قال امرؤ القيس:

ترَى القُنَّة الحقباءَ منها كأنهـا

 

كُميتٌ يبارِي رَعْلَةَ الخيلِ فارِدُ

وهذا البيت منحول.

وحَقِبَ المطر حَقَبا: احتبس. وكل ما احتبس فقد حقِب، عن ابن الأعرابي.

والحُقْبَةُ: سكون الريح، يمانية.

وحَقِبَ المعدن وأحقبَ: لم يوجد فيه شيء.

والأحقَبُ -زعموا- اسم بعض الجن الذين جاءوا يسمعون القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم.

والحِقابُ: جبل بعينه، قال الشاعر:

يضُمّها والبَدَنَ الحِقابُ

البدن: الوعل المسن.

مقلوبه: - ق ح ب -

قَحَب البعير يَقْحُب قَحْبا وقُحابا: سعل، ولا يقحُب منها إلا الناحز أو المغد. وقحب الرجل والكلب، وقحَّب: سعل. ورجل قَحْبٌ، وامرأة قحْبٌة: كثيرا السعال مع الهرم، وقيل: هما كثيرا السعال من هرم أو غير هرم. وقيل: أصل القحاب في الإبل، وهو فيما سوى ذلك مستعار. وبالدابة قَحْبَةٌ، أي سعال. وسعال قاحِبٌ: شديد.

والقَحْبَةُ: الفاجرة، وأصلها من السعال، أرادوا إنها تسعل أو تنحنح ترمز به. ويقال للشاب إذا سعل: عمرا وشبابا، وللشيخ: وَرْياً وقُحابا.

والقُحبةُ المسنة من الغنم وغيرها.

والقُحابُ: فساد الجوف.

مقلوبه: - ح ب ق -

الحَبْقُ والحَبِق والحُباقُ: الضرط، وأكثر ما يستعمل في الإبل والغنم، وقد يستعمل في الناس. حبَق يَحبِق حَبْقا وحَبِقا وحُباقا، لفظ الاسم ولفظ المصدر فيه سواء. وأفعال الضرط تجيء كثيرا متعدية بحرف كقولهم: عَفَق بها وحصأ بها. ويقال للأمة: يا حَباقِ كما يقال: يا دفار.

والحَبَقُ: الفوذنج، وقال أبو حنيفة: الحَبَقُ نبات طيب الريح مربع السوق، وورقه نحو ورق الخلاف، ومنه سهلي ومنه جبلي، وليس بمرعى، قال: والحَباقىَ الحنْدَقُوَقي، لغة حيرية، أنشد الأصمعي لبعض البغداديين:

ليت شعري متى تَخِبُّ بي النا

 

قةُ بين العُذيبِ فالصِّـنِّـينِ

مُحِقبا زُكرةً وخُبـزَ رُقـاقٍ

 

وحَباقي وقطعةً مـن نُـونِ

وما في النحى حَبَقَةٌ، أي لطخ وضر، عن كراع، كقولك: ما في النحى عبقة.

والحُباقُ: بطن من بني تميم، قال:

يُنادي الحُباقَ وحُمَّاتِـهـا

 

وقد شيَّطوا رأسَهُ فالتهبْ

مقلوبه: - ق ب ح -

القُبْحُ: ضد الحسن، يكون في الصورة والفعل. قَبُح قُبْحا وقُبوحا وقُباحا وقَباحةً وقُبوحةً. وهو قبيحٌ، والجمع قِباحٌ وقَباحَي، والأنثى قبيحةٌ، والجمع قبائحُ وقِباحٌ. وقبَّحه الله: صيره قبيحا، قال: الحطيئة:

أرى لك وجها شوَّه الله خَلقَه

 

فقُبِّح من وجهٍ وقُبِّح حاملُه

وأقبح: أتى بقبيح. واستقبحَ الشيء: رآه قبيحا. وقال الَّلحيانيّ: أَقْبِحْ إن كنت قابحا، وإنه لَقبيحٌ وما هو بقابحٍ فوق ما قَبحَ. قال: وكذلك يفعلون في هذه الحروف، إذا أردت أفعل ذاك، إن كنت تريد أن تفعل. وقالوا: قُبْحا له وشقحا، وقَبْحا له وشقحا، الأخيرة إتباع.

وقَبَحه الله: نحاه عن كل خير. وفي التنزيل -و يومَ القيامةِ هم المَقبوحِينَ- أي من المحين عن الخير.

وقبحَ له وجهه:أنكر عليه ما عمل.

والقبيحُ: طرف عظم العضد مما يلي المرفق، وقيل: رأس العضد الذي يلي الذراع، وهو أقل العظام مشاشا، وإذا كسر لم يجبر. وقيل:القبيحانِ: الطرفان الدقيقان اللذان في رءوس الذراعين، وقيل القبيحان ملتقى الساقين والفخذين قال: أبو النجم:

حيث تُلاقي الإبرَةُ القَبِيحا

ويقال له أيضا: القباح. وقال أبو عبيد: يقال لعظم الساعد مما يلي النصف منه إلى المرفق: كسر قبيحٍ، قال:

فلو كنتَ عَيْراً كنتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ

 

أو كنتَ كِسراً كنتَ كِسْر قبيح

وإنما هجاه بذلك لأنه أقل العظام مشاشا وهو أسرع العظام انكسارا وهو لا يجبر أبدا، وقوله: كسر قبيح، هو من إضافة الشيء إلى نفسه، لأن ذلك العظم يقال له كسر.

مقلوبه: - ب ق ح -

البَقيحُ: البلح، عن كراع، ولست منه على ثقة.

الحاء والقاف والميم

الحَقْمُ: ضرب من الطير يشبه الحمام، وقيل: هو الحمام -يمانية.

والحَقيمانِ: مؤخرا العينين مما يلي الصدغين.

مقلوبه: - ح م ق -

الحُمْقُ: ضد العقل. حَمُق حُمْقا وحُمُقا وحَماقةً، وحَمِق وانحمق واستَحمقَ.

ورجل أحمَقُ وحَمِقٌ، قال رؤبة:

ألَّفَ شَتَّى بالراعِي الحَمِقْ

والجمع حَمْقى، بنوه على فَعْلى لأنه شيء أصيبوا به، كما قالوا: هلكى، وإن كان هالك لفظ فاعل. وقالوا: ما أحْمَقه! وقع التعجب فيها بما أفعَلَه وإن كانت كالخِلَقِ.

وحكى سيبويه: حُمْقانُ، فلا أدري أهي صيغة بناها كخبط فرقد، أم لفظة عربية.

وأتاه فأحمَقَه: وجده أحمَقَ.

وأحمَقَ به: ذكره بحُمْقٍ.

وأحمَقَ الرجل والمرأة: ولدا الحَمْقى.

وامرأة محمِقٌ ومُحمِقَةٌ-الأخيرة على الفِعلِ، قال بعض نساء العرب:

لستُ أُبالي أن أكون مُحِمقَة

إذا رأيتُ خُصْيَة مُعَلَّقَة

وقد قيل في هذا المعنى: حَمِقَةٌ، على النسب كطعم وعمل، والأكثر ما تقدم.

والأحموقةُ، مأخوذ من الحُمْق.

والمُحمِقاتُ: الليالي التي يطلع القمر فيها ليلة كله فيكون في السماء ومن دونه سحاب، فترى ضوءا ولا ترى قمرا، فتظن انك قد أصبحت وعليك ليل، مشتق من الحُمْقِ. وفي المثل: غروني غرور المحمقات.

والبقلة الحمقاءُ: التي تسميها العامة الرجلة لأنها متلعبة، فشبهت بالأحمق الذي يسيل لعابه، وقيل: لأنها تنبت في مجرى السيول.

والحُمَيقاءُ: الخمر لأنها تعقب شاربها الحُمق.

وفرس مُحْمِقٌ: نتاجها لا يسبق.

وحَمُقت السوق وانحمقت: كسدت.

وانحمقَ الثوب: أخلق.

وانحمقَ الرجل: ضعف عن الأمر، قال:

والشيخُ يُضرَبُ أحيانا فينحمقُ

والحَمِقُ: الخفيف اللحية.

والحُماق والحَماقُ والحُمَيقاءُ: مثل الجدري يتفرق في الجسد، وقال الَّلحيانيّ: هو شيء يخرج بالصبيان، وقد حُمِقَ.

والحُماقُ والحَمِيقُ والحَمَقِيقُ: نبت.

والحُمَيقيقُ: طائر يصيد العظاء والجنادب ونحوهما.

مقلوبه: - ق ح م -

القَحْمُ، الكبير السن، وقيل: القَحْمُ فوق المسن مثل القحر، قال رؤبة:

رأيْنَ قَحْما شابَ واقلحَمَّا

طال عليه الدَّهرُ فاسْلَهَمَّا

والأنثى قحمةٌ. وزعم يعقوب أن ميمها بدل من ياء قَحْبٍ. والقَحُوُمُ كالقَحْمِ.

والقَحْمةُ: المسنة من الغنم وغيرها كالقحبة. والاسم القَحامةُ والقُحومةُ، وهو من المصادر التي ليست لها أفعال.

وقَحَم الرجل يَقحُم قحوما، واقتحم وانقحم -و هما افصح- رمى بنفسه في نهر أو وهدة أو في أمر من غير رؤبة، وقيل إنما جاءت "قَحَم" في الشعر وحده.

والقُحَمُ: الأمور العظام التي لا يركبها كل أحد.

وقُحَمُ الطريق: ما صعب منها.

واقتحَم المنزل: هجمه.

واقتحمَ الفحل الشول: اهتجمها من غير أن يرسل فيها.

والإقحامُ: الإرسال في عجلة.

وبعير مُقحِمٌ: يذهب في المفازة من غير مسيم ولا سائق.

وقَحَم المنازل: طواها.

وقول عائذ بن منقذ العنبري، أنشده ابن الأعرابي:

تُقحم الراعي إذا الراعي أكَبّْ

سره فقال: تُقَحِّم، لا تنزل المنازل ولكن تطوى، فتُقحِّمه منزلا منزلا، يصف إبلا. وقوله:

مُقَحِّمُ السَّيِرِ ظَنونُ الشِّربِ

يعني انه يقتحم منزلا بعد منزل، يطويه فلا ينزل فيه، وقوله: ظنون الشرب، أي لا يدري أبه ماء أم لا. والقُحمَةُ الانقحامُ في السير، قال:

لمَّا رأيتُ العامَ عاما أسحما

كلَّفتُ نفسي وصحَابي قُحَما

والمُقحمُ: البعير الذي يربع ويثتى في سنة واحدة فيقتحم سنا على سن قبل وقتها، ولا يكون ذلك إلا لابن الهرمين أو السيئ الغذاء. وأُقْحِمَ البعير: قدم إلى سن لم يبلغها، كأن يكون في جرم رباع وهو ثني فيقال: رباع، لعمه، أو يكون في جرم ثني وهو جذع فيقال: ثنى، لذلك أيضا.

وقيل المُقحَمُ الحِقُّ وفوق الحِقِّ مما لم يبزل.

وقُحْمَةُ الأعراب وقُحَمَتُهم: سنة جدبة تقتحِم عليهم. وقد أُقحِموا وقُحِموا فانقحموا: أُدخلوا بلاد الريف هربا من الجدب. وأقحمتهم السنة الحضر وفي الحضر: أدخلتهم إياه. وكل ما أدخلته شيئا فقد أقحمته إياه وأقحمته فيه، قال:

في كلّ حَمْدٍ أبادَ الحمدَ نُقحمُها

 

لا نشتري الحمدَ إلاَّ دونَه قُحَمُ

والقُحْمَةُ: ركوب الإثم، عن ثعلب.

والقُحمةُ: المهلكة، وفي حديث علي عليه السلام:إن للخصومة قُحَما.

وأسود قاحِمٌ: شديد السواد، كفاحم.

والتقحيمُ: رمي الفرس فارسه على وجهه، قال:

يُقَحِّمُ الفارسَ لولا قَبْقَبُهُ

وقَحَمَ إليه يقحَمُ: دنا.

والقُحَمُ: ثلاث ليال من آخر الشهر، لأن القمر قَحمَ في دنوه إلى الشمس.

واقتَحمتْه عيني: ازدرته، وقوله أنشده ابن الأعرابي:

من الناسِ أقوامٌ إذا صادفوا الغَنِى

 

تولَّوا وقالوا للصديق وقحَّمـوا

فسره فقال: أغظوا له وجفوه.

مقلوبه: - م ح ق -

المحْقُ: النقصان وذهاب البركة. وشيء ماحِقٌ: ذاهب. وقد محَق وامحَّق وامتَحق. ومَحَقَه وأْمحقه. لغة، وأباها الأصمعي. وشيء مَحِيقٌ. ممحوقٌ، قال يصف رمحا عليه سنان من حديد أو قرن:

يُقلِّبُ صَعْدةً جرداءَ فيها

 

نقيعُ السَّمِّ أو قَرنٌ مَحِيقُ

والمُحَاقُ والمِحاقُ: آخر الشهر إذا امَّحق الهلال فلم ير، قال:

أتَوْني بها قبلَ المحاقُ بليلةٍ

 

فكان محاقا كلَّه ذلك الشَّهرُ

وقال ابن الأعرابي: سمي المُحاقُ مُحاقا لأنه طلع من الشمس فمَحقتْه فلم يره أحد. قال: والمحاق أيضا أن يستسر القمر ليلتين فلا يرى غدوة ولا عشية. ويقال لثلاث ليال من الشهر ثلاث مُحاقٌ.

وامتحاق القمر: احتراقه، وهو أن يطلع قبل طلوع الشمس فلا يرى، يفعل ذلك ليلتين من آخر الشهر.

ومحِقَ الرجل وامَّحق: قارب الموت، من ذلك، قال:

أبوكَ الذي يَكوِي أنوفَ عُنوقهِ

 

بأظفارِهِ حتى أنَسَّ وأمحقـا

وماحقُ الصيف: شدته. ويوم ماحِقٌ، بيِّن المحْقِ شديد الحر، قال ساعدة:

ظلَّت صوافنَ بـالأَرْزانِ صـاديةً

 

في ماحقٍ من نهار الصَّيفِ مُحْتَدِمِ

والمحْقُ الخفيُّ: النخل المقارب بينه في الغرس، عن أبي حنيفة.

مقلوبه: - ق م ح -

القمحُ: البُرُّ حين يجري الدقيق في السنبل، وقيل: من لدن الإنضاج إلى الاكتناز. وقد أقمحَ السنبل.

والقميحةُ: الجوارشن.

وقمحَ الشيء واقْتَحمه: سفَّه. واقتحمه أيضا: أخذه في راحته فلطعه. والاسم القُمْحة كاللُّقمة.

والقُمْحةُ: ما ملأ فمك من الماء.

والقُمَحَةُ والقُمَّحانُ والقُمُّحانُ: الذريرة. وقيل: الزعفران، وقيل: الورس، وقيل: زبد الخمر قال النابغة:

إذا فُضَّت خواتِمُهُ عَلاهُ

 

يَبِيسُ القُمَّحانِ من المُدامِ

يقول: إذا فتح رأس الحب من حباب الخمر العتيقة رأيت عليها بياضا يتغشاها مثل الذريرة. قال أبو حنيفة: لا أعلم أحدا من الشعراء ذكر القُمَّحانَ غير النابغة، قال: وكان النابغة يأتي المدينة وينشد بها الناس ويسمع منهم، وكانت بالمدينة جماعة الشعراء، قال: وهذه رواية البصريين للبيت، ورواه غيرهم: علاه يبيس القُمُّحانِ.

وتقَمَّح الشراب: كرهه لإكثار منه أو عيافة له أو قلة ثفل في جوفه أو لمرض. والقامحُ: الكاره للماء بأية علة كانت. وقَمَحَ البعير يَقْمَحُ قموحا، وقامَحَ: رفع رأسه ولم يشرب الماء. وناقة مُقامحٌ بغير هاء -من إبل قماحٍ، على طرح الزائد، قال بشر بن أبي خازم:

ونحن على جوانبها قُـعـودٌ

 

نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإبلِ القِماح

والاسم القُماحُ. والقامحُ والمُقامحُ أيضا من الإبل: الذي اشتد عطشه حتى فتر فتورا شديدا.

وشهر قُماحٍ وقِماحٍ: شهرا الكانون لأنه يكره فيهما شرب الماء إلا على ثفل، قال الهذلي:

فتىً ما ابنُ الأغَرّ إذا شَتَوْنـا

 

وحُبَّ الزادُ في شهري قُماحِ

ويروى: قِماحِ، وقيل: سميا بذلك لأن الإبل فيهما تُقامِحُ عن الماء فلا تشربه.

وبعير مُقمَحٌ: لا يكاد يرفع بصره.

والمقمَحُ: الذليل. وفي التنزيل -فهمُ مُقْمَحُونَ- أي خاشعون أذلاء لا يرفعون أبصارهم.

والمُقمَحُ: الرافع رأسه لا يكاد يضعه، كأنه ضده.

والقِمْحَى والقِمْحاةُ: الفيشة. 

الحاء والكاف والشين

الحَكْشُ: الظلم، ورجل حَكِش: ظالم، أراه على النسب.

وحَوْكَشٌ: اسم.

مقلوبه: - ح ش ك -

الحَشْكُ: شدة الدرة في الضرع. وقيل: سرعة تجمع اللبن فيه. وحَشَكَت الناقة في ضرعها لبنا تَحْشِكَه حَشْكا وحُشُوكا، وهي حَشُوكٌ: جمعته. وكذلك الشاة. قال عمرو ذو الكلب:

يا لَيْتَ شِعِري عَنْك والأمْرُ عَمَمْ

ما فَعَلَ اليومَ أويسٌ في الغَنمْ

صُبَّ لها في الرّيحِ مِرّيخٌ أشَم

فاجتال مِنها لَجْبهً ذاتَ هَزَمْ

حاشِكَةَ الدِّرَّةِ وَرْهاءَ الرَّخَمْ

وحَشَكَها يحْشِكُها حَشْكا، إذا تركها لا يحلبها حتى يجتمع اللبن في ضرعها. قال:

غَدَتْ وهيَ مَحْشُوكَةٌ حافِلٌ

 

فَرَاح الذّئارُ عليَها صحِيحا

والاسم من كل ذلك الحَشَكُ، كالنَّفْضِ والنَّفَضِ، والقَبْضِ والقَبَضِ، قال زهير:

كما استَغاثَ بسيءٍ فَزُّ غَـيْطَـلةٍ

 

خافَ العُيُونَ ولم يُنْظَرْ به الحَشَكُ

وقيل: أراد الحَشْكَ فحرك للضرورة. وقيل: الحَشْكُ والحَشَكُ لغتان.

وحَشَكَت السحابة تَحشِكُ حَشْكا: كثر ماؤها. وحشَكت النخلة وهي حاشِك: كثر حملها.

وحَشَكَ القوم حَشْكا، حشدوا وتجمعوا. وحشَكَ القوم على مياههم حَشَكا، بفتح الشين: اجتمعوا، عن ثعلب وخص بذلك بني سليم كأنه إنما فسر بذلك شعرا من أشعارهم، وكل ذلك راجع إلى معنى الكثرة.

والرياح الحَواشِكُ: المختلفة، وقيل: الشديدة، واحدتها حاشِكَةٌ بالهاء، حكاه أبو عبيد.

والحشَاك: الخشبة التي تشد في فم الجدي لئلا يرضع.

وحَشَك نفسه: إذا علاه البهر. والعرب تقول: اللهم اغفر لي قبل حَشَكِ النفس وأز العروق: الحشك اجتهادها في النزع وشدة حفزها النفس، وأز العروق ضرباتها.

وحَشَكَت القوس: صلبت، قال أبو حنيفة: إذا كانت القوس طروحا ودامت على ذلك فهي حاشِكٌ. قال ساعدة ابن جؤية الهذلي:

فَورَّكَ ليْنا أخْلَص القَـينْ أّثْـرَه

 

وحاشِكةً يَحْصِى الشمالَ نَذِيرُها

والحَشَّاكُ، موضع. والحَشَّاكُ، نهر.

مقلوبه: - ش ح ك -

شَحَكَ الجدي شَحْكا، منعه الرضاع والشِّحاكُ: عود يعرض في فمه ليمنعه ذلك، كالحَشاكِ.

مقلوبه: - ك ش ح -

الكَشْحُ: ما بين الخاصرة إلى ضلع الخلف، وهو من لدن السرة إلى المتن. قال طرفة:

وآليتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحى بِطانَةً

 

لِعَضْبٍ رَقيقِ الشَّفْرَتَين مُهَنَّدِ

وقيل: الكَشْحانِ جانبا البطن من ظاهر وباطن وهما من الخيل كذلك. وقيل: الكَشْحُ ما بين الحجبة إلى الإبط. وقيل: هو الخصر. وقيل: هو الحشا.

والكَشْحُ، آخر جانبي الوشاح. وقيل: إن الكَشْحَ من الجسم إنما سمي بذلك لوقوعه عليه. وجمع كل ذلك، كُشُوحٌ، لا يكسر عليه. قال أبو ذؤيب:

كأن الظِّباءَ كُشُوحُ النِّـسـا

 

ءِ يطفونَ فوْقَ ذُرَاهُ جُنُوحا

شبه بياض الظباء ببياض الودع.

وكَشَحَهُ كشحا، أصاب كَشْحَهُ.

وكَشِحَ كَشَحا: شكا كَشْحَهُ.

والكَشَحُ: داء يصيب الكشْحَ.

وطوى كشْحَةُ على أمر: استمر عله، وكذلك الذاهب القاطع الرحم. قال الشاعر:

طَوى كَشْحا خَليلُكَ والجَناحا

 

لِبَينٍ مِنْكَ ثُم غَدَا صُرَاحـا

وكذلك إذا عاداك وفاسدك. قال زهير:

وكانَ طَوَى كَشْحا على مُسْتكِنَّةٍ

 

فَلا هو أبدَاها ولمْ يَتجَمْـجَـمِ

والكاشحُ: العدو الباطن العداوة كأنه يطويها في كشْحِه، أو كأنه يوليك كَشْحَه ويعرض عنك بوجهه. والاسم، الكشاحَةُ. وكاشَحَنِي بالعداوة مُكاشُحَةً وكِشاحا.

والكِشاحُ، سمة في موضع الكَشْحِ. وكَشح البعير وكشَّحَهُ، وسمه هنالك، التشديد عن كراع.

والكَشْحُ، الكي بالنار.

ومكشُوحٌ: اسم رجل، منه.

وكشَحَ العود كَشْحا: قشره.

وكشَحَ القوم عن الماء كَشْحا: ذهبوا عنه.

الحاء والكاف والضاد

الضَّحِكُ معروف. ضَحِكَ ضَحِكا وضِحْكا وضَحْكا، وتضَحَّكَ وتَضاحَكَ فهو ضَاحِكٌ، وضَحَّاكٌ وضَحُوكٌ وضُحَكَةٌ: كثير الضِّحكِ، وضُحْكَةٌ: يُضْحَكُ منه، يطرد على هذا باب. والضَّحَّاكُ مدح، والضُّحَكَةُ ذم، والضُّحْكَةُ أذمُّ. وقد أضحكني الأمر. وهم يَتَضَاحَكُونَ.

وقالوا: ضَحِكَ الزهر، على المثل، لأن الزَّهْرَ لا يضْحَكُ حقيقة.

والضَّاحِكَةُ: كل سن من مقدم الأضراس مما يبدو عند الضَّحِك.

والضَّحِكُ: العجب، وهو قريب مما تقدم.

والضَّحْكُ: الثغر الأبيض.

والضَّحْكُ، العسل، شبه بالثغر لشدة بياضه، قال أبو ذؤيب:

فجاءَ بِمَزْجٍ لم يَرَ النَّاسُ مِثْلَـهُ

 

هو الضَّحْكُ إلا أنَّهُ عمّلُ النَّحلِ

وقيل: الضحْكُ، الشهد، وقيل: الثلج، وقيل: الزبد.

والضَّحْكُ أيضا: الطلع حين ينشق. وقال ثعلب: هو ما في جوف الطلعة. وضَحِكَت النحلة وأضْحَكَتْ، أخرجت الضَّحْكَ.

وضَحِكَتِ المرأة: حاضت، وبه فسر بعضهم قوله تعالى: -فَضَحِكَتْ فَبَشَّرناها بإسحَاقَ-. وقد فسر على معنى العجب، أي عجبت من فزع إبراهيم عليه السلام.

وضحِكَت الأرنب ضِحْكا، حاضت. قال:  

وضِحْك الأرانبِ فَوْقَ الصَّفا

 

كمِثْلِ دَمِ الجَوْفِ يَوْمَ اللِّقاءِ

يعني الحيض، فيما زعم بعضهم. قال ابن الأعرابي في قول ابن أخت تأبط شرا:

تَضْحَكُ الضَّبْعُ لِقَتْلىَ هُذَيْ

 

لٍ وتَرَى الذّئْبَ لها يستهلُّ

أي أن الضبع إذا أكلت لحوم الناس أو شربت دماءهم طمثت. وقد أضْحَكَها الدم. قال:

وأضْحَكَت الضّباعَ سُيُوفُ سَعْدٍ

 

لِقَتْلىَ ما دُفِـنَّ ومـا وُدِينـا

وكان ابن دريد يرد هذا ويقول: من شاهد الضباع عند حيضها فيعلم إنها تحيض؟ وإنما أراد الشاعر إنها تكشر لأكل اللحوم، وهذا سهو منه، فجعل كشرها ضَحِكا. وقيل: معناه إنها تستبشر بالقتلى إذا أكلتهم، فيهر بعضها على بعض، فجعل هريرها ضَحِكا. وقيل: أراد إنها تسر بهم، فجعل السرور ضَحِكا، لأن الضَّحِك إنما يكون منه، كتسمية العنب خمرا. وتستهل، تصيح وتستعوي الذئاب.

وأضْحَكَ حوضه: ملأه حتى فاض، وكأن المعنى قريب بعضه من بعض، لأنه شيء يمتلئ ثم يفيض، وكذلك الحيض.

والضَّحُوكُ من الطرق: ما وضح واستبان. قال:

على ضَحُوكِ النَّقْبِ مُجْرَهِدّ

أي مستقيم.

والضاحِكُ: حجر أبيض يبدو في الجبل.

والضَّحاكُ بن عرقان، زعم ابن دأب المدني انه الذي ملك الأرض، وهو الذي يقال له المذهب، وكانت أمه جنية فلحق بالجن.

وضَاحِكٌ: موضع، قال الأفوه:

فَسائِلْ حاجِبا عَنَّا وعَنْهُـمُ

 

بِبُرْقَةِ ضاحكٍ يَوْمَ الجِبابِ

وقال الهجري هو شعب برضوى يدفع سيله في البحر.

الحاء والكاف والصاد

كَحَص الأرض كَحْصاً، أثارها.

وكحَصَ الرجل يكْحَصُ كحْصاً، ولى مدبرا عن أبي زيد.

والكَحْصُ: ضرب من حبة النبات يشبه بعيون الجراد. قال يصف درعا:

كأنَّ جَني الكَحْص اليَبِيسِ قَتيرُها

 

إذا نَثَرتْ سالَتْ ولم تَتَجـمَّـعِ

الحاء والكاف والسين

الحَسَكُ: نبات له ثمرة خشنة تعلق بأصواف الغنم. وكل ثمرة تشبهها نحو ثمرة العُطْبِ، وما أشبههه: حَسَكٌ، واحدته حَسَكَةٌ. وقال أبو حنيفة: هي عشبة تضرب إلى الصفرة ولها شوك يسمى الحَسَكَ أيضا، مدحرج لا يكاد أحد يمشي فيه إذا يبس إلا من في رجليه خف أو نعل. وقال أبو نصر في قول زهير يصف القطاة:

جُونيَّةٌ كحصَاةِ القَسْمِ مَرْتَعُهـا

 

بالسِيِّ ما تُنْبِتُ الفَفْعاءُ والحَسَكُ

إن الحسَكَ هاهنا ثمرة النفل وليس هو الحَسَكَ الشاك، لأن شوكة الحَسَكِ لا تسيغها القطاة بل تقتلها.

وأحْسَكَت البقلة، صارت لها حَسَكَةٌ أي شوكة. قال ابن الأعرابي: لا يُحسِكُ من البقول غيرها.

والحَسَكُ من أدوات الحرب، ربما اتخذ من حديد فالقى حول العسكر، وربما اتخذ من خشب فنصب حوله.

والحَسَكُ والحَسَكَةُ والحَسيكَةُ: الحقد، على التشبيه.

وحَسِكَ عليَّ حَسَكا فهو حَسِكٌ: غضب.

والحِسْكِك: القنفذ الضخم.

والحَساكِك: الصغار من كل شيء، حكاه يعقوب عن ابن الأعرابي ولم يذكر واحدها.

مقلوبه: - س ح ك -

المُسْحَنْكِكُ من كل شيء: الشديد السواد. قال سيبويه: لا يستعمل إلا مزيدا. وشعر سُحْكُوكٌ: أسود، وأرى هذا اللفظ على هذا البناء لم يستعمل إلا في الشعر، قال الشاعر:

تَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ ضَحُوكُ

واستَنْوكتْ وللشَّبابِ نُوكُ

وقد يَشيبُ الشَّعَرُ السُّحْكوكُ

واسحَنْكَكَ عليه الكلام، تعذر فلم يستطع أن يطلقه، عن أبي العميثل الأعرابي.

مقلوبه: - ك س ح -

كسَحَ البيت والبئر يَكْسَحه كَسْحا: كنسه. والمِكْسَحَةُ: المكنسة. قال سيبويه هذا الضرب مما يعمل مكسور الأول، كانت فيه الهاء أو لم تكن. والكُساحَةُ: الكناسة. وقال الَّلحيانيّ: كُساحَةُ البيت، ما كُسحَ من التراب فألقي بعضه على بعض.

واكتَسَحَ أموالهم: أخذها كلها.

والكُساحُ: الزَّمانة في اليدين والرجلين، وأكثر ما يستعمل في الرجلين. وقد كَسِحَ كَسْحا، وهو أكسَحُ وكَسْحانُ وكَسيحٌ وكِسْحٌ. وقيل: الأكْسَحُ، الأعرج. قال الأعشى:

كلُّ وضَّـاح كـريمٍ جَــدُّه

 

وخَذُولِ الرّجْلِ منْ غيرِ كَسَحْ

والأكْسَحُ: المقعد، الفعل كالفعل.

والمُكاسَحَةُ: المشاربة الشديدة.

الحاء والكاف والزاي

 حَزَكَهُ حَزْكا، أغضبه وضغطه.

وحَزَكهُ بالحبل يَحْزِكُهُ، حزمه وشده. واحتزَكَ بالثوب، احتزم.

مقلوبه: - ز ح ك -

زَحَكَ زَحْكا: كزحف، عن كراع، وزحَكَ بالمكان، أقام، عن ابن الأعرابي.

والزَّحْكُ: الدُّنوُّ. وتزاحَكَ القوم، تدانو وقيل: تباعدوا، كأنه ضد.

الحاء والكاف والطاء

كَحَطَ المطر، لغة في قَحَطَ. وزعم يعقوب أن الكاف بدل من القاف.

الحاء والكاف والدال

اَلمحْكِدُ: الأصل. وفي المثل: "حبيب إلى عبد سوء مَحْكِدُه" يضرب له ذلك عند حرصه على ما يهينه ويسوؤه.

ورجع إلى مَحْكِدِه، إذا فعل شيئا من المعروف ثم رجع عنه.

والمَحْكِدُ: الملجأ، حكاه ثعلب وأنشد:

ليْس الإمامُ بالشَّحيح المُلْحدِ

ولا بوَبْرٍ بالجِحار مُقْرِد

إنْ يُرَ يوْما بالفَضَاء يُصطَد

أو ينجَحرْ فالجُحْرُ شَرُّ محْكِد

مقلوبه: - ك د ح -

الكَدْحُ: عمل الإنسان لنفسه من خير أو شر. كدَحَ يَكدَحُ كَدْحا. وفي التنزيل: -إنَّكَ كادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحا-.

وكَدَحَ لأهله كَدْحا، وهو اكتساب بمشقة.

والكدح بالسن، دون الكدم، والفعل كالفعل. وقيل: الكَدْحُ، قشر الجلد، يكون بالحجر والحافر. وكدَحَ جلده فانْكَدَحَ. وكدَّحَهُ فَتَكَدَّحَ، كلاهما: خدشه فتخدش.

وحمار مُكَدَّحٌ: معضض. والكُدُوحُ، آثار العض، واحدها كَدْحٌ. وعم بعضهم به الأثر. ووقع من السطح فتَكدَّحَ أي تكسر. وبدل الهاء من كل ذلك.

وكَدَحَ رأسه بالمشط: فرج شعره به.

وكَوْدَحٌ: اسم.

الحاء والكاف والتاء

الحَتْكُ والحَتَكانُ والتَّحتُّكُ: شبه الرتكان في المشي إلا أن الرتكان للإبل خاصة، والحَتْك للإنسان وغيره. وقيل: الحَتْكُ، أن يقارب الخطو ويسرع رفع الرجل ووضعها.

وحَتَكَ الشيء يَحْتِكُهُ حَتْكا، بحثه. والطائر يَحتِكُ الحصا بجناحيه حَتْكا، يبحثه. والحفان من النعام يَحْتِكُ الرمل بجناحيه حَتْكا، يفحصه ويبحثه أيضا.

والحتَكُ، صغار النعام، وهو منه.

والحَوْتَكُ: الصغير من كل شيء. والحَوْتكُ أيضا: القصير، عن ثعلب، وحمار حَوْتِكيّ: قصير.

والحوْتَكِيَّةُ: عِمَّةٌ تَعَمَّمُ بها الأعراب.

وفي حديث العرباض: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في الصُّفَّةِ وعليه الحَوْتكيَّة، حكاه الهروي في الغريبين.

مقلوبه: - ك ت ح -

الكَتْحُ: دون الكَدْحِ، من الحصا، والشيء يصيب الجلد فيؤثر فيه ولا يبلغ الكَدْحَ.

وكتَحَتْهُ الريح، سفت عليه التراب أو نازعته ثوبه.

وكَتَحَ الدَّبا الأرض، أكل ما عليها. قال الشاعر:

لهُمْ أشَدُّ علـيكُـمْ يومَ ذِلـكُـمُ

 

من الكواتِحِ من ذاك الدَّبا السُّودِ

الحاء والكاف والذال

كَذَحَتْه الريح، ككَتَحتْه.

الحاء والكاف والثاء

كثَحَت الريح الشيء عن الشيء كثْحا وكثَّحتْه: كشفته.

والكَثْح كشف الرجل ثوبه عن أسته عربي صحيح وكثَحتْته الريح: سفت عليه التراب، أو نازعته ثوبه، ككَتَحتْه.

وكثَحَ الشيء: جمعه، وفرقه، ضد.

الحاء والكاف والراء

الاحتِكارُ: جمع الطعام ونحوه مما يؤكل، واحتباسه انتظار وقت الغلاء به.

والحُكْرَة، والحَكَرُ جميعا: ما احتُكِرَ.

وحكَرَه يَحكِرُهُ حَكْراً، ظلمه وتنقصه وأساء معاشرته.

ورجل حَكِرٌ، على النسب. قال الشاعر:

ناعَمَتها أمُّ صِدْقٍ بَـرَّةٌ

 

وأبٌ يُكْرِمُها غيرُ حَكِرْ

مقلوبه: - ح ر ك -

الحرَكةُ: ضد السكون. حَرُكَ حَرَكَةً وحرَكا. وحَرَّكَه فتحرَّكَ.

وما به حَراكٌ، أي حَركةٌ.

والمِحراكُ: الخشبة التي تُحَرَّكُ بها النار.

والمَحَرَكُ، منتهى العنق عند المفصل من الرأس. والمَحَرَك، مقطع العنق.

والحارِكُ أعلى الكاهل، وقيل: الحارِكُ، منبت أدنى العرف إلى الظهر الذي يأخذ بالفارس إذا ركب، وقيل: الحارِكُ، عظم مشرف من جانبي الكاهل اكتنفه فرعا الكتفين وكل ذلك اسم كالكاهل والغارب.

والحُرْكوك: الكاهل.

والحَرْكَكَةُ: الحرقوف، والجمع حراكِيكُ وهذا الجمع نادر، وقد يجوز أن يكون كراهية التضعيف، كما حكى سيبويه قراديد في جمع قردد، لأن هذا لا يدغم لمكان الإلحاق.

وحَرَكَهُ يَحرُكُه حَرْكا: أصاب منه، أي ذلك كان.

وحِركَ حَرْكا: شكا، أي ذلك كان.

وحَرَكَه، أصاب وسطه، غير مشتق.

ورجل حَرِيكٌ، ضعيف الحَرَاكِيكِ، وقيل: الحَرِيكُ الذي يضعف خصره إذا مشى، كأنه يتقلع عن الأرض، والأنثى حَرِيكَةٌ.

والحرِيكُ في بعض اللغات، العنين.

مقلوبه: - ك ر ح -

الأُكَيْراحُ: بيوت ومواضع يخرج إليها النصارى في بعض أعيادهم وهو معروف. قال الشاعر:

يا دَيْرَ حَـنَّةَ مـن ذاتِ الأُكَـيرَاح

 

مَنْ يَصْحُ عنكَ فإنّي لستُ بالصَّاحي

وقد جاء مكبرا فقيل: الأكْرَاحُ، وروى:

أما تَرَى ما غَشِىَ الأكْرَاحا

والأعرف الأركاحُ.

قال ابن دريد: أحسب الكارِحَةَ والكارِخَةَ حلق الإنسان أو بعض ما يكون في الحلق منه.

مقلوبه: - ر ك ح -

الرُّكحُ من الجبل: الناحية المشرفة على الهواء وقيل: هو ما علا عن السفح واتسع. والرُّكْح أيضا: الفناء. وجمعهما أرْكاحٌ ورُكوُحٌ. ورُكْحَةُ الدار: ساحتها، وترَكَّحَ فيها: توسع.

والرَّكْحَةُ: البقية من الثريد، تبقى في الجفنة.

وجفنة مُرْتَكِحَةٌ: مكتنزة بالثريد.

وركَحَ إلى الشيء رُكُوحا: أناب. قال:

ركَحتُ إليها بعدَ ما كنتُ مُجْمِعـا

 

على صُرْمِها، وانسبْتُ بالليل فائزَا

وأركَحَ إليه: استند. وأركحَ إلى غنى منه، على المثل.

والمِرْكاحُ من الرجال والسروج: الذي يتأخر فيكون مركب الرجل فيه على أخرته، قال الشاعر:

كأنَّ فاه واللِّجَامُ شاحِ

شرْخا غبيطٍ سَلِسٍ مِرْكاحِ

والرُّكْحُ: أبيات النصارى، ولست منها على ثقة..

ورَكاحٌ: اسم كلب، قال لبيد:

فأصبح وانشقَّ الضَّبابُ وهاجَه

 

أخو فَقْرِةٍ تُشْلِى رَكاحا وشائلا

الحاء والكاف واللام

الحُكْلَةُ: كالعجمة لا يبين صاحبها الكلام.

والحُكْلَة والحَكْلَةُ، اللغثة.

والحُكْلُ من الحيوان: ما لا يسمع له صوت كالذر والنمل، قال:

ويَفْهَمُ قَوْلَ الحُكْلِ لو أنَّ ذَرَّةً

 

تُساوِدُ أخرَى لمْ يَفُتْهُ سِوَادها

وكلام الحُكْلِ: كلام لا يفهم، حكاه ثعلب.

وحَكَلَ عليه الأمر وأحكَلَ واحتَكَلَ: التبس واشتبه، كعكل، وقد تقدم.

وأحكَلَ عليهم شرا، أبَرَّ، هذه عن ابن الأعرابي وأنشد:

أبَوا على الناسِ أبَوْا فأحكَلوا

تأَبى لهُمْ أرومةٌ وأوَّل

يَبْلى الحديدُ قَبْلَها والجَنْدَلُ

والحُكْلُ في الفرس: امساح نساه ورخاوة كعبه.

والحَوْكَلُ: القصير، وقيل النحيل، قال ابن دريد، ولا أحقه.

مقلوبه: - ح ل ك -

الحُلْكَةُ والحَلَكُ، شدة السواد. وقد حَلِكَ. وشيء حالكٌ ومُحْلَولكٌ ومُحْلَنْكِكٌ وحَلَكوكٌ وحلكوك، ولم يأت في الألوان فَعَلُولٌ إلا هذا.

وهو أشد سوادا من حَلَكِ الغراب، وأنكرها بعضهم، وقال: إنما هو، من حَنَكِ الغراب أي منقاره، وقيل: سواده، وقيل: نون حنك بدل من لام حلك، قال يعقوب: قال: الفراء: قلت لأعرابي، أتقول: كأنه حنك الغراب أو حلكه؟ فقال: لا أقول حلكه أبدا.

وقال أبو زيد: الحَلَكُ، اللون، والحنك المنقار. وقوله أنشده ثعلب:

مِدَادٌ مِثْلُ حالِكَةِ الغُرابِ

 

وأقْلامٌ كمُرْهَفَةِ الحِرَابِ

يجوز أن يكون لغة في حَلَكِ الغراب، ويجوز أن يعنى به ريشته: خافيته أو قادمته، أو غير ذلك من ريشه.

وفي لسانه حُلْكَةٌ، كَحُكْلة.

والحُلَكَةُ والحَلْكاءُ والحُلَكاءُ والحَلَكاءُ والحُلَّكَى: دُوَيْبَّة شبيهة بالعظاءة.

مقلوبه: - ك ح ل -

والكُحْلُ: ما وضع في العين يشتفى به. كَحَلَها يَكْحَلُها ويكْحُلُها كَحْلاً فهي مَكْحُولَةٌ وكَحيلٌ، من أعين كَحْلى وكحائل، عن الَّلحيانيّ، وكَحَّلَها، أنشد ثعلب:

فما لكَ بالسلْطانِ أن تحمِلَ القذى

 

جُفونُ عُيونٍ بالقَذىَ لم تَكحَّـلِ

وقد اكْتَحل وتكَحَّلَ.

والمِكْحَلُ والمِكْحالُ، الآلة التي يُكتَحَل بها، قال الشاعر:

إذا الفتى لم يَرْكَب الأهْوَالا

وخالفَ الأعمامَ والأخوَالا

فأعْطِه المِرْآةَ والمِكْحَـالا

واسعَ لَـهُ وعُـدَّه عـيالا

والمُكْحُلَةُ، الوعاء، وهو أحد ما شذ مما يرتفق به فجاء على مُفْعُلٍ، وبابه مِفْعَلٌ، ونظيره المدهن والمسعط، قال سيبويه وليس على المكان، إذ لو كان عليه لفتح، لأنه من "يفعَل". وقوله أنشده ابن الأعرابي، قال: وهو للبيد فيما زعموا:

كمِيشُ الإزَارِ يكْحَلُ العينَ إثمِداً

 

ويَغدُو علينا مُسْفِرا غير واجمِ

فسره فقال: معنى "يكحل العين إثمدا"، يريد انه يركب فحمة الليل وسواده. والكَحَلُ في العين، أن يعلو منابت الأشفار سواد خلقة من غير كُحْلٍ، ورجل أكْحَلُ، وقد كَحِلَ. وقيل: الكَحَلُ في العين أن تسود مواضع الكُحْلِ.

وقيل: الكَحْلاءُ، الشديدة السواد، وقيل: هي التي تراها كأنها مَكْحُولةٌ وإن لم تُكْحَل.

والكَحْلاءُ من النعاج: البيضاء السوداء العينين.

وجاء من المال بِكُحْلِ عينين، أي بقدر ما يملؤها أو يغشى سوادهما.

والكَحْلَةُ: خرزة سوداء تجعل على الصبيان، وهي خرزة العين والنفس تجعل من الجن والإنس، فيها لونان: بياض وسواد كالرب والسمن إذا اختلطا، وقيل: هي خرزة يستعطف بها الرجال. وقال الَّلحيانيّ: هي خرزة يؤخذ بها النساء الرجال.

وكُحْلُ لغيث، أن يرى النبت في الأصول الكبار وفي الحشيش مخضرا إذا كان قد أكل، ولا يقال ذلك في العضاه.

واكْتَحَلَت الأرض بالخضرة وكَحَّلتْ وتكَحَّلَتْ واكْحالَّتْ، وذلك حين ترى أول خضرة النبات.

والكَحْلاءُ: عشبة روية سوداء اللون ذات ورق وقضب ولها بطون حمر وعرق أحمر تنبت بنجد في أحوية الرمل. وقال أبو حنيفة: الكَحْلاءُ عشبة سهلية تنبت على ساق، ولها أفنان قليلة لينة، وورق كورق الريحان اللطاف خضر، ووردة ناضرة لا يرعاها شيء، ولكنها حسنة المنظر.

والإكْحالُ والكَحْلُ: شدة المحل.

وكَحْلُ: السنة الشديدة، تصرف ولا تصرف، على ما يجب في هذا الضرب من المؤنث العلم، قال:

قَوْمٌ إذا صَرَّحَتْ كَحْـلٌ بـيوتَـهـمُ

 

مَأوى الضَّريكِ ومأوى كُلّ قُرْضوب

وحكى أبو عبيد، وأبو حنيفة فيها: الكَحْلَ، بالألف واللام، وكرهه بعضهم وكَحَلَتْهمُ السنون، أصابتهم. قال:

لسْنا كأقوامٍ إذا كـحـلَـتْ

 

إحْدَى السِّنُونَ فجارُهُمُ تَمرُ

يقول: يأكلون جارهم كما يؤكل التمر.

وقال أبو حنيفة: كَحلَت السنة تَكْحَلُ كَحْلاً، إذا اشتدت.

وكَحْلَةُ: من أسماء السماء، قال الفارسي: وتأله قيس بن نشبة في الجاهلية وكان منجما متفلسفا يخبر بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بعث أتاه قيس فقال له: يا محمد: ما كَحْلةُ؟ فقال: السماء. فقال: ما محْلَةُ؟ فقال: الأرض فقال: اشهد انك لرسول الله، فإنا قد وجدنا في بعض الكتب انه لا يعرف هذا إلا نبي.

وقد يقال لها الكَحْلُ.

والأكْحَلُ: عرق في اليد يقال له النسا، في الفخذ، وفي الظهر الأبهر. وقيل: الأكْحَل عرق الحياة يدعى نهر البدن، وفي كل عضو منه شعبة، له اسم على حدة، فإذا قطع في اليد لم يرقأ الدم.

والمِكْحالانِ: عظمان شاخصان فيما يلي باطن الذراعين في مركبهما، وقيل: هما في أسفل باطن الذراع. وقيل هما عظما الوركين من الفرس.

والكُحَيْلُ: الذي تطلى به الإبل للجرب، لا يستعمل إلا مصغرا.

وكَحيلةُ وكَحْلٌ: موضعان.

مقلوبه: - ل ح ك -

لحَكَه لحْكا: أوجره الدواء.

واللَّحْكُ والمُلاحَكَةُ، شدة التئام الشيء بالشيء. وقد لوحِكَ فتلاحَكَ، وربما قيل: لحِكَ لَحكا ولحْكا، وهي مماتة. ومُلاحَكةُ البنيان ز نحوه، وتلاحُكُه: تلاؤمه، قال الأعشى:

ودأيا تَلاحَكُ مثلُ الـفـؤو

 

سِ لاءَمَ منها السَّلِيلُ الفَقار

مقلوبه: - ل ك ح -

لَكَحَه يَلْكَحُه لَكْحا، ضربه بيده، وهو سبيه بالوكز، قال:

يَلْهَزُهُ طَوْراً، وطوراً يَلْكَحُه

مقلوبه: - ك ل ح -

الكُلُوُحُ والكُلاحُ: بدو الأسنان عند العبوس. كَلَحَ يَكْلَحُ وتكَلَّحَ. أنشد ثعلب:

ولوى التَكَلُّحَ يَشْتكي سَغَبا

 

وأنا ابنُ بدرٍ قاتِلُ السَّغَبِ

التكلُّحُ هاهنا، يجوز أن يكون مفعولا من أجله، ويجوز أن يكون مصدرا للوي، لأن لوى يكون في معنى في معنى تكَلَّحَ.

وقد أكْلَحَه الأمر قال لبيد يصف السهام:  

رَقَمِيَّاتٌ عَلَيها نـاهِـضٌ

 

تُكْلِحُ الأرْوَقَ منهم والأيَلْ

ودهر كالحٌ على المثل.

وكَلاحِ، معدول: السنة الشديدة.

وقبَّح الله كَلْحَته، يعني الفم وما حوله.

ورجل كَوْلَحٌ: قبيح.

الحاء والكاف والنون

الحَنَكُ من الإنسان والدابة، باطن أعلى الفم من داخل، وقيل: هو الأسفل في طرف مقدم اللحيين من أسفلهما. والجمع أحْناكٌ، لا يكسر على غير ذلك.

وحَنَّكَ الدابة: دلك حَنَكَها فأدماه.

والمِحْنَكُ والحِناكُ، الخيط الذي يُحَنَّكُ به. وحَنَكَ الصبي بالتمر وحَنَّكَه، دلك به حَنَكَه.

وأخذ يِحِناكِ صاحبه، أخذ بحنَكَهِ ولببه ثم جره إليه.

وحَنَكَ الدابة يَحْنِكُها ويَحْنُكُها حَنْكا واحتَنَكَها، شد في حِنكها الأسفل حبلا يقودها به. وحَنكَها يَحنِكُها ويَحْنُكُها، جعل الرسن في فيها، من غير أن يشتق من الحَنَكِ، رواه أبو عبيد، والصحيح عندي انه مشتق منه.

وقالوا: أحْنَكُ الشاتين وأحْنَكُ البعيرين، أي آكلهما بالحَنَكِ، قال سيبويه: هو من صيغ التعجب والمفاضلة، ولا فعل له عنده.

واستَحْنَكَ الرجل، قوي أكله بعد ضعف، وهو منه.

واحْتَنَكَ الجراد الأرض، أتى على نبتها وقوله تعالى: -لأحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَه- مأخوذ من هذا.

واحتَنكَ الرجل، أخذ ماله كأنه أكلة بالحَنَكِ.

وأسود كحَنَكِ الغراب، يعني منقاره، وقيل: سواده، وقيل: نونه بدل من لام حلك، وقد تقدم.

وأسود حانِكٌ: شديد السواد.

والحُنْكَةُ: السن والتجربة والبصر بالأمور وحنَكَتْه التجارب والسن حَنْكا وحَنَكا، وأحْنكَتْهُ وحَنَّكَتْه واحتَنَكَتْه، هذبته. وقيل: ذاك أوان نبات سن العقل، والاسم الحُنْكَة والحُنْكُ والحِنْكُ.

ورجل مُحْتَنِكٌ وحَنْكٌ وحَنِيكٌ: مجرب، كأنه على حَنَك، وإن لم يستعمل. والحَنِيكُ، الشيخ، عن ابن الأعرابي، وهو قريب من الأول، وأنشد:

وهَبْتَه من سلْفَعٍ أفُوكِ

ومن هِبٍِّ قد عَسا حَنِيكِ

يَحْمِلُ رَأسا مِثْلَ رأس الدّيكِ

وقد احتَنَكتْ السن نفسها.

والحَنْكَةُ والحِناكُ، الخشبة التي تضم الغراضيف، وقيل: هي القدة التي تضم غراضيف الرحل.

مقلوبه: - ن ك ح -

النِّكاحُ: البضع، وذلك في نوع الإنسان خاصة، واستعمله ثعلب في الذباب. نَكَحَها يَنْكِحُها نَكْحا ونِكاحا. وليس في الكلام فَعَل يَفْعِلُ مما لام الفِعْلِ منه حاء إلا ينكح وينطح ويمنح وينضح وينبح ويرجح ويأنح ويأزح ويملح القدر. وقوله عز وجل: -و لا تَنكِحُوا ما نَكح آباؤُكُمْ من النِّساء إلاَّ ما قد سَلَفَ- المعنى، لا تَنكِحوا كما كان من قبلكم يَنْكحُ ما نكحَ أبوه -إلاَّ ما قد سلَفَ، إنه كان فاحِشَةً- لكن ما قد سلف فإنه كان فاحشة، أي زنا ومقتا.

ورجل نُكَحَةٌ ونِكْحٌ، كثير النِّكاحِ. وقد يجري النِّكاحُ مجرى التزويج. وأنْكَحَه المرأة، زوجه إياها. والاسم، النُّكْحُ والنِّكْح. وكان الرجل في الجاهلية يأتي الحي خاطبا فيقوم في ناديهم فيقول: خِطْبٌ، أي جئت خاطبا، فيقال له: نِكْحٌ، أي قد أنْكَحْناك إياها. ويقال: نُكْحٌ إلا أن نِكْحا هنا أكثر ليوازن خطبا، وقصر أبو عبيد وابن الأعرابي قولهم خطب، فيقال: نِكْحٌ، على خبر أم خارجة كان يأتيها الرجل فيقول: خِطْبٌ، فتقول هي: نِكْحٌ. ونِكْحُها، الذي ينْكِحُها، وهي نِكْحَتُه، كلاهما عن الَّلحيانيّ، وامرأة ناكحٌ، ذات زوج، قال الشاعر:

أحَاطتْ بخُطَّابِ الأيامَى وطُلِّقَتْ

 

غَدَاةَ غدٍ مِنْهُنَّ مَنْ كانَ ناكِحـا

وقد جاء في الشعر ناكِحَةٌ، على الفِعلِ، قال:

ومِثلُكَ ناحتْ عليه النِّساءُ

 

من بين بِكْرٍ إلى ناكِحَه

ويقويه قول الآخر:

لَصَلْصَلَةُ اللِّجامِ برأسِ طِرْفٍ

 

أحَبُّ إليَّ من أنْ تَنْكِحِيِنـي

واستَنْكَحَ في بني فلان، تزوج فيهم. وحكى الفارسي: استَنكَحَها كَنَكَحها، وأنشد:

هُمُ قَتَلوا الطائيَّ بالحِجْرِ عَنْوَةً

 

أبا جابِرٍ واستَنْكَحُوا أمَّ جابرِ

وتناكَحَ القوم، غلبهم النعاس، قال الطرماح:

ماضٍ إذا الأَنْكاسُ بَعْدَ الكَرَى

 

تَناكَحَتْ أزواجُ أحْلامِـهـا

وأراه من النِّكاحِ، كأنهم يحلمون بأن لهم أزواجا يَنْكِحونها.

 الحاء والكاف والفاء

كَفَحَه كَفْحا وكافَحَه مُكافَحةً وكِفاحا، لقيه مواجهة. ولقيه كفْحا ومكافَحَةً وكِفاحا أي مواجهة، جاء المصدر فيه على غير لفظ الفِعْل، وهو موقوف عند سيبويه مطرد عند غيره.و المُكافحُ: المباشر بنفسه.

والكَفيحُ: الضيف الذي يأتيك فجاءة، قال عميرة بن طارق:

يَسوقُ الفِراءَ لا تُحسِّينٍ غَيرَه

 

كَفيحا ولا جاراً جَنِيبا ولا ابنما

وأكْفَحَ الدابة، تلقى فاها باللجام يضربه به، وهو من ذلك. وكَفَحها باللجام كَفْحا، جذبها.

وكَفَحَ المرأة يَكْفَحُها، وكافَحها، قبَّلها غفلة. وفي الحديث: "إنّي لأكْفَحها وأنا صائمٌ". وكفيحُ المرأة: زوجها، وهو من ذلك.

وكَفَحَتْه السموم كَفْحا، كلوحته. وتَكَفَّحَتْ السمائم أنْفُسها، كفَح بعضها بعضا، قال جندل بن المثنى الحارثي:

فَرَّجَ عَنها حَلَقَ الرَّتائِجِ

تَكَفُّحُ السَّمائِمِ الأواجِجِ

أراد الأواجَّ، ففك التضعيف للضرورة، كقوله:

تَشْكُو الوَجى من أظْلَلٍ وأظْلَلِ

أراد: من أظَلّ وأظَلّ.

وكفَحَه بالعصا كَفْحا: ضربه بها.

وكَفَحَ عنه كَفْحا: جبن.

وكَفَحَ الشيء: كشف غطاءه، ككثحه.

والأَكْفَحُ، الأسود.

الحاء والكاف والباء

الحَبْكُ: الشد. واحتَبَكَ بإزاره، احتبى به وشده إلى بدنه.

والحُبْكَةُ، أن تُرخى من أثناء حجزتك من بين يديك لتحمل فيه الشيء، ما كان. وقيل: هي الحجزة بعينها. وتَحَبَّكَ، شد حجزته. وتحَبَّكَت المرأة نطاقها، شدته في وسطها.

والحُبْكَةُ الحبل يشد به على الوسط. والحِباكُ: أن يجمع خشب كالحظيرة ثم يشد في وسطه بحبل يجمعه.

والحُبْكَةُ والحِباكُ، القدة التي تضم الرأس إلى الغراضيف من القتب والرحل، وقد تقدمتا بالنون عن أبي عبيد وأراه منه سهوا. والجمع، حُبَكٌ وحُبُكٌ: فحُبَكٌ جمع حُبكةٍ، وحُبُكٌ جمع حِباكٍ.

وحُبُكُ الرمل، حروفه وأسناده، واحدها حِباكٌ. وكذلك حُبُكُ الماء والشعر الجعد المتكسر، قال زهير يصف ماء:

مُكَلَّلٌ بعَميمِ النَّبْتِ تَنْـسِـجُـه

 

ريحٌ خَريقٌ لضَاحِي مائِهِ حبُكُ

والحَبِيكَةُ، كل طريقة من خصل الشعر، أو البيضة، والجمع حَبِيكٌ وحبائِكُ وحُبُكٌ، كسفينةٍ وسَفينٍ وسفائنَ وسُفُنٍ.

وحُبُكُ السماء، طرائقها. وقوله تعالى: -و السَّماءِ ذاتِ الحُبُكِ-، أهل اللغة يقولون إنها ذات الطرائق الحسنة، وجاء في التفسير إنها ذات الخلق الحسن. والواحد كالواحد.

وفرس مَحْبوكُ المتن والعجز، فيه استواء مع ارتفاع، قال أبو داود يصف فرسا:

مَرج الدّينُ فـأعْـدَدْتُ لَـه

 

مُشْرِفَ الحارِكِ محْبُوكَ الكَتَدْ

وجاد ما حبَكهُ، إذا أجاد نسجه. وحبَكَ الثوب وغيره، يَحْبِكُه ويَحْبُكُه حَبْكا، واحتبكَه، كلاهما: حسن أثر الصنعة فيه. وثوب حَبِيكٌ، مَحْبُوك، وكذلك الوتر. أنشد ابن الأعرابي لأبي العارم:

فهَيَّاتُ حَشْرا كالشّهابِ يَسُوقُه

 

ممَرٌّ حَبيكٌ عاونَتْه الأشاجعُ

وحبَكَهُ بالسيف، ضربه على وسطه، وقيل: هو إذا قطع اللحم فوق العظم. قال ابن الأعرابي: حَبكَه بالسيف يحْبِكُه ويحبُكُه حَبْكا، ضرب عنقه.

وحَبَك عروش الكرم، قطعها. والحَبَكُ والحَبَكَةُ جميعا، الأصل من أصول الكرم.

والحبَكَةُ، الحبَّةُ من السويق، يقال: ما ذقناه عنده حَبَكَة، ويقال: عبكة، وقد تقدم.

مقلوبه: - ك ح ب -

الكَحْبُ: الحصرم، واحدته كَحْبَةٌ، يمانية. وقد كَحَّبَ الكرم، إذا ظهر كَحبُه. وفي حديث الدجال: "تُقَعَّلُ الكُرُومُ ثم تُكَحِّبُ" حكاه الهروي في الغريبين.

والكَحْبُ، البورق،و الواحد كالواحد.

والكَحْبُ بلغتهم أيضا: الدبر، وقد كَحَبَه، ضرب ذلك منه.

وكَوْحَبٌ، موضع.

مقلوبه: - ك ب ح -

كَبَحَ الدابة يَكْبَحُها كَبْحا وأكْبَحَها، الأخيرة عن يعقوب، كلاهما: جذبها باللجام كي تقف ولا تجري.

وكَبَحه بالسيف كَبْحا، وهو ضرب في اللحم دون العظم.

الحاء والكاف والميم

الحُكْمُ، القضاء. وجمعه أحكامٌ، لا يكسر على غير ذلك. وقد حَكَمَ عليه بالأمر يَحكُمُ حُكماً وحُكُومَةً. وحكَمَ بينهم، كذلك. والحاكِمُ، مُنْفذُ الحكْمِ، والجمع حُكَّامٌ، وهو الحَكَمُ. وحاكَمَهُ إلى الحكَمِ، دعاه. وحَكَّمُوه بينهم، أمروه أن يحْكُمَ في الأمر فاحتَكَمَ، جاز فيه حُكْمُه، جاء فيه المطاوع على غير بابه، والقياس: فتَحَكَّمَ. وحكى الزجاج: فتحَكَّمَ، فجاء به على بابه.

والاسم، الأُحكُومَةُ والحُكُومَة. قال الشاعر:

ولمثْلُ الذِي جَمَعْتَ لرَيْب الدَّهْ

 

ر يأبى حُكُومَةَ المُـقْـتـال

يعني: لا تنفذ حكُومةُ من يحْتَكم عليك من الأعداء، ومعناه حكُومَةُ المحْتكم، فجعل المحْتَكمَ المقتال، وهو المُفْتَعلُ من القول، حاجة منه إلى القافية، وقيل: هو كلام مستعمل، يقال: اغتل عَليَّ أي احتَكمْ.

وتَحْكيمُ "الحرورية" قولهم: لا حُكْمَ إلا لله، وكأن هذا البيت على السلب، لأنهم ينفون الحُكْم، قال الشاعر:

فكأنّي ممَّا أُزَيِّنُ منها

 

قَعَدِيّ يُزَيِّنُ التَحكيما

وقيل: إنما بدء ذلك في أمر "عليّ" عليه السلام و"معاوية" والحَكَمَين، يعني "أبا موسى الأشعري" و"عمرو بن العاص".

والحِكْمَةُ، العدل والعلم والحلم. وقوله تعالى -يُؤْتي الحكْمةَ مَنْ يَشاءُ- في الحكْمَة قولان: قيل هي النبوة، وقيل القرآن، وكفى بالقرآن حكمة لأن الأمة صارت به علماء بعد جهل. وقوله تعالى -و لمَّا جاءَ عيسىَ بالبيِّنات قالَ قد جئْتُكُمْ بالحكْمَة- الحكمةُ هاهنا، الإنجيل.

ورجل حَكيمٌ، عدل حليم.

وأحْكَمَ الأمر، أتقنه. وقوله تعالى: -كِتابٌ أحْكِمَتْ آياتُهُ ثمَّ فُصِّلَتْ- جاء في التفسير، أحْكِمتْ آياته بالأمر والنهي والحلال والحرام، ثم فُصّلَتْ بالوعد والوعيد، والمعنى، والله أعلم، أن آياته أحْكمتْ وفُصّلَت بجميع ما يحتاج إليه من الدلالة على التوحيد وثبيت النبوة وإقامة الشرائع، والدليل على ذلك قوله تعالى: -ما فرَّطْنا في الكتابِ من شَيْء- وقوله تعالى: -و تفصيلَ كلّ شيء- وقوله تعالى: -فإذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ- قال الزجاج: معنى مُحْكَمةٌ، غير منسوخة.

وأحْكَمتْه التجارب، على المثل، وهو من ذلك.

واستعمل ثعلب هذا في فرج المرأة فقال: المكثفة من النساء، المحكمة الفرج، وهذا طريف جدا.

واحتَكَمَ الأمر واسْتَحْكَمَ: وثق.

وحَكَمَ الشيء وأحكمَهُ، كلاهما: منعه من الفساد. وقوله تعالى: -منْهُ آياتٌ محكماتٌ- روى عن ابن عباس انه قال: المحْكَماتُ الآيات التي في آخر الأنعام وهي قوله تعالى -قُلْ تَعالَوا أتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكَمْ- إلى آخر هذه الآيات. وقال قوم: معنى-منه آياتٌ مُحْكَماتٌ- أي أُحكمَتْ في الإبانَة، فإذا سمعها السامع لم يحتج إلى تأويلها لبيانها، نحو ما أنبأ الله به من أقاصيص الأنبياء ونحوها.

وحَكَمَ عن الأمر، رجع. وأحكَمه هو عنه، رجعه، قال جرير:

أبَني حَنيفةَ أحْكموا سُفهاءَكم

 

إنّي أخافُ عليكُمُ أن أغْضَبا

أي ردوهم وكفوهم وامنعوهم من التعرض لي. وحكَمَ الرجل وحكَّمَهُ وأحْكَمَه منعه مما يريد.

وحَكمةُ اللجام، ما أحاط بحنكي الدابة، وفيها العذران، سميت بذلك لأنها تمنعه من الجري الشديد، مشتق من ذلك، وجمعه حَكَمٌ. وحَكَمَ الفرس وأحْكَمه، جعل للجامه حَكمةً، قال زهير:

القائدَ الخيْلَ مَنْكوبا دوابـرُهـا

 

قد أُحكِمَتْ حَكَماتِ القِدّ والأبَقا

ويروى "محْكُومَةً حَكَماتِ القِدّ" قال أبو الحسن: عدَّى أحْكِمَتْ لأن فيه معنى قُلِّدَتْ، وقُلِّدَتْ متعدية إلى مَفْعولَين.

وحَكَمَةُ الإنسان، مقدم وجهه.

ورفع الله حَكَمَتَه، أي رأسه وشأنه.

وحَكَمَةُ الضائنة. ذقنها.

وقد سموا: حَكَما وحُكَيْما وحَكِيماً وحَكَّاما وحَكمانَ.

مقلوبه: - ح م ك -

الحَمَكُ، الصغار من كل شيء، واحدته حَمَكَةٌ، وقد غلبت على القملة، واقتيست في الذرة. وقيل: هي أصل في القملة والذرة وقيل: الحَمَكُ، القمل ما كان.

والحَمَكُ: رذال الناس، والواحد كالواحد، وأراه على التشبيه بالحمَك من القمل والنمل. قال:

لا تَعْدليني برُذالات الحَمَكْ

والحمَكُ: الخروف، والمعروف الحمل.

والحمَكُ، فراخ القطا والنعام.

ويجمع ذلك كله أن الحمَك الصغار من كل شيء.

وهذا من حمَك هذا، أي من أصله وطبعه وقول الطرماح:

وابْن سَبيلٍ قرَّبْتَـه أُصُـلا

 

من فَوْز حَمْكٍ منسوبةٍ قُلُدُة

أراد حَمْكا فخفف للضرورة.

والحمَكُ، الأدلاء الذين يتعسفون الفلاة. وحَمِكَ في الدلالة حَمْكا، مضى.

مقلوبه: - ك ح م -

الكَحْمُ، لغة في الكَحْب وهو الحصرم، واحدته كَحْمَةٌ، يمانية.

مقلوبه: - م ح ك -

المحكُ: المشارة والمنازعة في الكلام. والمحْكُ، التمادي في اللجاجة عند المساومة والغضب ونحو ذلك. وقد مَحكَ ومحَك محْكا ومَحَكا فهو ماحِك ٌو مَحِكٌ.و قول غيلان:

كلَّ أغَرَّ محِكٍ وغَرَّا

إنما أراد لذي يلج في عدوه وسيره. وتماحَكَ البيعان والخصمان، تلاجا. قال الفرزدق:

يا ابنَ المَرَاغَةِ، والهجاء إذا التَقَتْ

 

أعْناقُه وتماحَكَ الخَـصْـمـانِ

وابن مَحْكانَ التيمي السعدي، من شعرائهم.

مقلوبه: - ك م ح -

كَمَح الدابة باللجام كمْحا، جذبه إليه يقف ولا يجري. وأكمَحَه، إذا جذب عنانه حتى تنتصب رأسه ومنه قول ذي الرمة:

تمورُ بضَبْعَيْها وتَرْمي بِجوْزِهـا

 

حِذَاراً من الإيعادِ والرأسُ مُكمَحُ

ويروى: تَموجُ ذراعاها وعزاه أبو عبيد إلى ابن مقبل.

وقال يعقوب: كمحَه وأكمَحه، بمعنى.

وأكمِح الرجل، رفع رأسه من الزهو، كأكْمِخَ، عن الَّلحيانيّ، والحاء أعلى.

وكمحَ كَمحا، تحرك، قال الأعشى:

وأُغَشّى الأنْفَ مِنْهُ سِمَةً

 

تَدَعُ الناظِرَ ما فيهِ كمَحْ

وفم كَوْمَحٌ، ضاق من كثرة أسنانه وورم لثائه.

ورجل كَوْمَحٌ وكَومَخٌ، عظيم الأليتين، قال:

أشْبهَهُ فجاءَ رِخْواً أمْسَحا

ولمْ يجِئ ذَا ألْيَتَينِ كَومَحا

والكَوْمَحُ، الفيشلة.

والكَوْمَحَانِ، موضع، قال ابن مقبل يصف السحاب:

أناخَ برَمْلِ الكَوْمَحينِ إناخَةَ ال

 

يمانيّ قِلاصاً حَطَّ عنهنَّ أكْوُرا

الحاء والجيم والشين

الجَحشُ: ولد الحمار الوحشي والأهلي. وقيل: إنما ذلك قبل أن يعظم. والجمع جِحاشٌ وجِحَشَةٌ وجِحْشان. والأنثى بالهاء.

وفي المثل: "الجحْشَ لما بذَّك الأعيار" أي سبقتك الأعيار فعليك بالجحش. يضرب هذا لمن يطلب الأمر الكبير فيفوته، يقال له: أطلب دون ذلك.

وربما سمي المُهر جَحْشا، تشبيها بولد الحمار.

ويقال في الغين الرأي المنفرد به: جُحَيْشُ وحده، كما قالوا: عيير وحده، يشبهونه في ذلك بالجحشِ. والعَيرِ.

والجحْشُ، ولد الظبية، هذلية، قال: أبو ذؤيب يصف ظبية:

بأسْفَلِ ذَاتِ الدَّبْرِ أُفْرِدَ جَحْشُها

 

فَقَدْ وَلَهَتْ يَوْمَينِ فهي خَلُوجُ

والجَحْش أيضا، الصبي بلغتهم.

والجَحْوَشُ، الغلام السمين، وقيل: هو فوق الجفر، والجفر فوق الفطيم، وقال بعضهم: هو ابن ثلاث سنين، وقيل: ابن أربع سنين.

واجْحَشْشَ الغلام، عظم بطنه، وقيل: قارب الاحتلام، وقيل: احتلم، وقيل:إذا شك فيه.

وجَحَشَه يَجْحَشُه جَحْشا، خدشه، وقيل: هو أن يصيبه شيء يسجح منه كالخدش أو أكثر منه.

وجَحَشَ عن القوم، تنحى، ومنه قول النعمان بن بشير: فبينا أنا أسير في بلاد عذرة، إذا ببيت حريد جاحِشٍ عن الحي.

والجَحِيُش، المتنحي عن الناس، قال:

كمْ ساقَ مِنْ دَارِ امرِئٍ جَحيشِ

وقال الأعشى:

إذَا نزَلَ الحيُّ حَلَّ الجَحِيشُ

 

شَقِيَّا مُبِينا، غَوِيَّا غَـيُورا

يقول: هو يغار فيتنحى بحرمته عن الحلال، من رواه الجحيش رفعه ب"حل" وقد يجوز أن يكون خبر مبتدأ مضمر من باب: مررت به المسكين. أي هو المسكين، أو المسكين هو، ومن رواه الجحيش نصبه على الظرف، كأنه قال: ناحية منفردة، أو جعله حالا على زيادة اللام، من باب: جاءوا الجماء الغفير، أو جعل اللام زائدة البتة، دخولها كسقوطها، كما أنشده الأصمعي من قوله:

ولقَد نهَيْتُك عَنْ بَناتِ الأوبر

أراد بنات أوبر، فزاد اللام زيادة ساذجة.

وقال أبو حنيفة: الجحيشُ، الفريد الذي لا يزحمه في داره مزاحم.

والجِحاشَ والمجاحَشَةُ، المزاولة في الأمر. وجاحَشَ القوم جِحاشا، زحمهم. وجاحَشَ عن نفسه وغيرها جِحاشا، دافع.

والجِحاش أيضا، القتال.

والجَحْشَةُ، حلقة من صوف يجعلها الرجل في ذراعه ويغزلها.

وقد سموا: جَحْشا ومُجاحشا وجُحَيْشا. وبنو جحاشٍ بطن منهم الشماخ بن ضرار.

مقلوبه: - ش ح ج -

الشَّحيجُ والشُّحاجُ: صوت البغل والحمار والغراب إذا أسن، وربما استعير للإنسان، شَحَجَ يَشْحِجُ ويَشْحَجُ شَحيجا وشَحُاجا. وشَحجانا وتَشْحاجا وتَشَحَّجَ واستَشْحَجَ، قال ذو الرمة:

ومُسْتَشْحجاتٍ للفراقِ كأنهـا

 

مَثاكيلُ من صُيَّابَةِ النوبِ نُوَّحُ

وأرى ثعلبا قد حكى: شَحِجَ، بالكسر، ولست منه على ثقة.

وقيل: شَحيجُ الغراب، ترجيع صوته، فإذا مد رأسه قيل: نعب. وغراب شَحَّاجٌ، كثير الشَّحيج، وكذلك سائر الأنواع التي ذكرنا. وقول الراعي:

بأطيبَها ليْلَةً حتـى تَـخَـونَّـهـا

 

داعٍ دَعا في فُرُوع الصُّبْح شحَّاج

إنما أراد: شَحاجيّ، وليس بمنسوب إنما هو كأحمر واحمري، وإنما أراد المؤذن فاستعاره، ومنه قول الآخر:

والدهْرُ بالإنْسانِ دَوَّارِيُّ

أي دوَّار.

وبنات شَحَّاجٍ وشُحاجٍ: البغال.

والمِشْحَجُ والشَّحَّاجُ، الحمار الوحشي، صفة غالبة.

وفي العرب بطنان ينسبان إلى شَحَّاج، كلاهما من الازد، لهم بقية فيها.

الحاء والجيم والضاد

حضَجَ النار حَضْجا: أوقدها.

وحضَجَ به يَحْضج حَضْجا، صرعه.

وحضَجَ البعير حمله وبحمله حضْجا، طرحه.

وحضَجَ به الأرض حَضْجا، ضربها به. وانحضَج، ضرب بنفسه الأرض. وحضَجه، أدخل عليه ما يكاد ينشق منه ويلزق له بالأرض. وانْحَضَجَ، انقد من الغيظ فلزق بالأرض. وكل ما لزق بالارض حِضْجٌ. والحِضْجُ، الطين اللازق بأسفل الحوض. وقيل: الحِضْجُ والحَضْجُ، الماء القليل، والطين يبقى في أسفل الحوض، وقيل: الماء الذي فيه الطين فهو يتلزج ويمتد، وقل: هو الماء الكدر. وحضْجٌ حاضجٌ، بالغوا به كشعر شاعر، قال الشاعر:

فَأسْأرَتْ في الحَوْضِ حضْجا حاضِجا

 

قد عادَ من أنْفاسِـهـا رَجـارِجـا

والحِضْجُ، الحوض نفسه.

والفتح في كل ذلك لغة. والجمع من كل ذلك أحْضَاجٌ، قال رؤبة:

منْ ذي عُبابٍ مائلٍ الأحْضَاجِ

يُرْبى عَلى تَعاقُمِ الهَجهاجِ

التَّعاقُمُ الوِرْد مرة بعد مرة كالتعاقب، على البدل.

ورجل حضْجٌ، خسيس والجمع أحْضَاجٌ.

والحِضَاجُ، الزق الضخم المسند، قال: سلامة بن جندل:

لَنا خباءٌ ورَاوُوقٌ ومُـسْـمـعَةٌ

 

لدى حضَاجٍ بجوْن القارِ مَرْبُوبُ

وانحضَجَ الرجل، اتسع بطنه، وهو منه.

والمحْضَجَةُ والمحْضَاجُ، خشبة صغيرة تضرب بها المرأة الثوب إذا غسلته.

مقلوبه: - ج ح ض -

جِحِضْ، زجر للكبش.