باب الثلاثي الصحيح: الفرع الثالث

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الثاني

حرف الحاء

الفرع الثالث

الحاء والجيم والسين

سحَجَه الحائط يَسْحَجُه سحْجا، وسحجَه، خدشه. قال رؤبة:

جَأْبا تَرَى بِليِته مُسَحَّجا

أي تَسْحيجا. قال أبو حاتم: قرأت على الأصمعي في جيمية العجاج:

جَأبا ترى بلِيِته مُسَحَّجا

فقال: تليله. فقلت: بليته. فقال: هذا لا يكون. قلت: اخبرني به من سمعه من فلق في رؤبة أعني أبا زيد الأنصاري. قال هذا لا يكون، فقلت: جعله مصدرا، أي تَسْحيجا. فقال: هذا لا يكون. قلت: فقد قال جرير:

ألمْ تعلَمْ مُسرَّحيَ القَوافي

 

فلا عيَّا بهن ولا اجتلابا

أي تَسريحي، فكأنه أراد أن يدفعه، قلت له: فقد قال الله تعالى -و مَزقناهم كلَّ ممزق- فأمسك.

وسحج الشيء الشيء سحجا فهو مَسحوجٌ وسحيجٌ، حاكه فقشره قال أبو ذؤيب:

فجاءَ بها بَعدَ الكَلال كـأنَّـه

 

من الأيْن مْحراسٌ أقذُّ سحيجُ

وبعير سَحّاج، يسحج الأرض بخفه، أي يقشرها فلا يلبث أن يحفى. وناقة مسحاجٌ كذلك. وزمن مسحاجٌ وسَحَّاج، يقشر كل شيء، قال أبو عارم الكلابي في صفة نخل:

ما ضرَّها مَسُّ زمانٍ سحَّاجِ

وسحَج العود بالمبرد يسحَجه سحَجا، قشره. وسحَجت الريح الأرض كذلك.

والسَّحْج: داء في البطن قاشر، منه.

وسحَج شعره بالمشط سَحْجا: سرحه تسريحا لينا على فروة الرأس.

وسحجه يَسحَجُه سَحْجا وهو سحيج، وسحَّجه: عضه فأثَّر فيه، وقد غلب على حمر الوحش. والمِسحَج والمِسحاجُ منها، العضاض، والمساحجُ آثار تكادم الحمر عليها.

والسحْجُ من جري الدواب، دون تشديد.

وسحَج الأيمان يسحَجها، تابع بينها. ورجل سحَّاج، وكذلك الحلف، أنشد ابن الأعرابي:

لا تنكحنَّ نحضا بَجبَاجا

فدماً إذا صيحَ به أفَاجا

وإن رأيتَ قُمُصاً وسَاجا

ولِمَّةً وحَلِفا سحَّاجا

وسيحوجُ: اسم.

مقلوبه: - ج ح س -

جحس جلده يَجْحَسُه قشره، والشين أعرف وجاحسه جِحاسا زاحمه، كجاحشه، حكاه يعقوب في البدل، قال: والجِحاس أيضا القتال. وأنشد:

إذَا كَعْكَعَ القِرْنُ عن قِرْنِه

 

أبى لك عزُّكَ إلا شِمَاسَا

وإلا جلاداً بـذِي رونَـقٍ

 

وإلاَّ نِزَالاً وإلا جِحاسـا

وأنشد لرجل من بني فزارة:

إن عاشَ قاسَى لكَ ما أُقاسي

من ضربِيَ الهاماتِ واحتباسي

والصفع في يومِ الوغى الجِحاسِ

مقلوبه: - س ج ح -

السجَحُ، لين الخد. وخد أسجَحُ، سهل طويل قليل اللحم واسع. وقد سجِحَ سَجَحا وسجاحَةً.

وخُلقُ سجيحٌ، لين سهل.

ومشي سجيح وسُجُحٌ، لين سهل، وكذلك المشية، بغير هاء، قال حسان:

ذروا التَخاجؤُ وامشوا مِشية سُجُحا

 

إنّ الرجالَ ذوو عَصْبٍ وتَذكـيرِ

وسُجُح الطريق وسُجْحُه، محَجَّتُه، لسهولتها.

وبَنوَا بيوتهم على سُجُح واحد وسَجيحَةٍ واحدة، أي قدر واحد.

والسجيحَةُ والسَّجْحَة والمسجوحُ، الخلق وأنشد:

هُنَّا وهُنَّا وعلى المسجوحِ

قال أبو الحسن: هو كالميسور والمعسور وإن لم يكن له فعل، أي انه من المصادر التي جاءت على مثال مفعول.

والأسجَحُ من الرجال، الحسن المعتدل. والسجحاءُ من الإبل، التامة طولا وعظما.

والإسجاحُ، حسن العفو.

ومِسجَح، اسم رجل. وسَجَاحِ، اسم لمراة المتنبئة، قال:

عَصَتْ سجاح شَبشا وقَيسا

ولَقيت من النكاح وَيْسا

قد حِيس هذا الدينُ عندي حَيْسا

الحاء والجيم والزاي

الحجْزُ: الفصل بين الشيئين، حجز بينهما يحجزُ حَجْزاً وحِجازة فاحتجز. واسم ما فَصَل بينهما: الحاجزُ.

والحجازُ، البلد المعروف، منه، لأنه فصل بين الغور والشام، وقيل لأنه حجَز بين نجد والسراة، وقيل لأنه حجز بين تهامة ونجد.

وأحجَز القوم واحتجزوا وانحجزوا: أتوا الحجازَ.

وتحاجزوا وانحجزوا واحتجزوا: تزايلو.

وحجزَه عن الأمر يحجزه حجازة وحجِّيزي، صرفه. وحَجازَيْك كحنانيك، أي احجز بينهم حجزاً بعد حجز، كأنه يقول: لا ينقطع ذلك، وليك بعضه موصولا ببعض.

وحُجْزةُ الإزار، خبنته. وحُجزَةُ السراويل موضع التِكَّةِ، وقيل حُجزة الإنسان معقد السراويل والإزار. والحجزةُ مركب مؤخر الصفاق في الحقويين. واحتجز بإزاره، شده على وسطه، من ذلك.

وتحاجز القوم، أخذ بعضهم بحُجز بعض. وقول النابغة يمدح غسان:

رِقاقُ النعالِ طيبٌ حُجُزاتهـم

 

يُحَيَّونَ بالريحانِ يومَ السباسِبِ

قال أبو عبيد: أراد بالحجزاتِ الفروج وأراد أنها عفيفة. والحُجْزُ: العفيف الطاهر.

ورجل شديد الحُجْزَةِ، صبور على الشدة والجهد.

وحِجْزُ الرجل، أصله ومنبته. وحُجْزُه أيضا، فصل ما بين فخذيه من عشيرته. قال:

فامْدَحْ كرِيم المُنْتَميَ والحِجْزِ

والحِجْزُ، الناحية.

والحِجازُ، حبل يلقى للبعير من قبل رجليه ثم يناخ عليه ثم يشد به رسغا رجليه إلى حقويه وعَجُزِه. حجَزَهَ يحْجِزُه حجزا. قال ذو الرمة:

حتى إذا كَرَّ مَحْجُوزاً بِنـافِـذةٍ

 

وفائِضا، وكِلا رَوْقَيْهِ مُختضِبُ

قال أبو حنيفة: الحِجازُ حبل يشد به العكم.

وحاجِزٌ: اسم.

مقلوبه: - ج ز ح -

جَزَح له جَزْحا، أعطاه عطاء جزيلا.و قيل: هو أن يعطي ولا يشاور أحدا، كالرجل يكون له شريك فيغيب عنه فيعطي من ماله ولا ينتظر. وجَزَحَ لي من ماله يَجْزَحُ جَزْحا، أعطاني منه شيئا. قال الشاعر:

وإني إذا ضَنَّ الرَّفُودُ بِرِفْـدِه

 

لمخْتَبِطٌ من تالِدِ المَالِ جازحُ

وجزَحَ الشجرة، ضربها ليَحُتَّ ورقها.

وجِزِحْ: زجر للعنز المتصعبة عند الحلب، معناه: قِرِّي.

الحاء والجيم والطاء

جِحِطْ، زجر للغنم، كَجِحِضْ.

مقلوبه: - ج ط ح -

تقول العرب للغنم إذا استعصت عند الحلب: جِطِحْ، أي: قري فتقر، بلا اشتقاق فعل. وقال كراع: جِطِّحْ بشد الطاء وسكون الحاء بعدها، زجر للجدي والحمل. وقال بعضهم: جِدحْ، فكأن الدال دخلت على الطاء، أو الطاء على الدال.

الحاء والجيم والدال

الحِدْجُ: الحمل.

والحِدْجُ من مراكب النساء يشبه المحفة، والجمع أحْدَاجٌ وحُدُوجٌ. وحكى الفارسي: حُدُجٌ، وأنشد عن ثعلب:

قُمْنا فآنَسْنا الحمُولَ والحُدُجْ

ونظيره ستر وستر. أنشد أيضا:

والمسجدانِ وبيتٌ نحن عامِرُه

 

لنا وزمزَم والأحواضُ والسُّتُرُ

والحُدُوجُ، الإبل برحالها، قال:

عَيْنا ابن دَارَةَ خَيرٌ منكما نظرا

 

إذِ الحدوجُ بأعلى عاقل زُمَرُ

والحِدَاجَةُ، كالحِدْج. وحدَجَ البعير والناقة يَحْدِجُهما حَدْجا وحِدَاجا، وأحدَجَهما: شد عليهما الحِدْجَ ووسقه، وقوله أنشده ابن الأعرابي:

تُلَهِّى المرْءَ بالحَدثانِ لهْـواً

 

وتَحْدِجُه كما حُدِجَ المُطيق

هو مثل، أي: تغلبه بدلها وحديثها حتى يكون من غلبتها له كالمحْدُوج المركوب الذلول من الجمال.

والمِحْدَجُ ميسم من مواسم الإبل وحَدَجَه، وسمه بالمحْدَج.

وحدَجَ الفرس يحْدِجُ حُدُوجا، نظر إلى شخص أو سمع صوتا فأقام أذنيه نحوه مع عينيه.

وحَدَجَه ببصره يَحْدِجُهُ حَدْجا وحدُوجا وحَدَّجَه: نظر إليه نظرا يرتاب به الآخر ويستنكره. وقيل: هو شدة النظر وحدته. وقيل: حَدجه ببصره وحَدَجَ إليه، ورماه به.

وحدجه بسهم يحدِجُهُ حَدْجا، كذلك.

وحَدَجَه بذنب غيره يَحْدِجُه حَدْجا، حمله عليه ورماه به.

والحُدْجُ والحَدَجُ، البطيخ والحنظل ما دام صغارا خضرا قبل أن يصفر. وقيل: هو من الحنظل ما اشتد وصلب من قبل أن يصفر. قال الراجز:

فَياشِلٌ كالحَدَجِ المُنْدَالِ

بَدَوْنَ من مُدَرّعِي أسمَالِ

واحدته حَدَجَةٌ. وقد أحدَجَت الشجرة.

والحَدَجُ حسك العطب ما دام رطبا.

ومحدُوجٌ وحُدَيجٌ وحَدَّاجٌ، أسماء.

مقلوبه: - ج ح د -

الجَحْدُ، نقيض الإقرار. جَحَدَه يَجْحَدُه جَحْداً وجُحُوداً، وجَحَدَهُ إياه وقوله تعالى: -و جَحَدُوا بها- عداه بالباء لأنه في معنى كفروا. وكذلك قوله تعالى: -و ما كانُوا بآياتِنا يَجْحَدُونَ- أي بكفرهم بآياتنا.

والجَحْد والجُحْدُ والجَحَدُ: قلة الخير. وقد جَحِدَ جَحْداً فهو جَحِدٌ وجَحْد، واجْحَدَ.

وأرض جَحْدَةٌ، يابسة لا خير فيها، وقد جَحِدَتْ. وجَحِدَ النبات، قل ونكد.

والجحْدُ، القلة من كل شيء، وقد جَحِدَ. ورجل جَحِدٌ وجَحَدٌ، كقولهم نَكِدٌ ونَكَدٌ.

ونَكْداً له وجَحْداً، ونُكْداً له وجُحْداً، ونَكَداً له وجَحَداً: دعاء عليه.

والجُحادِيُّ، الضخم، حكاه يعقوب، قال: والخاء لغة.

مقلوبه: - د ح ج -

دَحَجَهُ يدْحَجُه دَحْجا، عركه كعرك الأديم، يمانية، والذال لغة، وهي أعلى.

مقلوبه: - ج د ح -

المِجْدَحُ، خشبة في رأسها خشبتان معترضتان. والجَدْحُ والتَّجْدِيحُ، الخوض بالمجدَح، يكون ذلك في السويق ونحوه، وكل ما خلط فقد جُدِحَ.

وجَدَحَ السويق وغيره، شربه بالمجدَح.

واستعاره بعضهم للشر فقال:

ألمْ تَعْلَمي يا عِصْمَ كيفَ حَفِيظَتي

 

إذا الشَرُّ خاضَتْ جانبَيْهِ المجادِحُ

وقول أبي ذؤيب:

فنحالها بمُذَلَّقَـين كـأنَّـمـا

 

بهما من النَّضْح المجدَّح أيدَعُ

عنى بالمجدَّح الدم المحرك، يقول: لما نطحها حرك قرنه في أجوافها. والمجْدُوحُ دم كان يخلط بغيره فيؤكل في الجدب.

والمجْدَاحُ، تردد ريق الماء في السحاب.

والمِجْدَحُ والمُجْدَحُ، نجم تزعم العرب أنها كانت تمطر به، قيل: هو الدبران، قال:

وأطْعَنُ بالقَوْم شَطْرَ المُل

 

كِ حَتى إذا خَفَقَ المِجْدَحُ

وفي حديث عمر رضي الله عنه: "لقد استسقيت بمجاديح السماء"، قال أبو عبيد: هو جمع مِجْدَح. قال أبو الحسن: لا وجه له إلا أن يكون من باب طوابيق في الشذوذ، أو يكون جمع مِجْدَاح. وقيل: المجْدَحُ نجم صغير بين الدبران والثريا، حكاه ابن الأعرابي وأنشد:

باتَتْ وظَلَّتْ بأُوَام بَـرْحِ

يَلْفَحُها المِجدَحُ أي لَفْـحِ

لهَا زِمجْرٌ فَوْقَها ذُو سَطْح

زمجر، صوت، كذا حكاه بكسر الزاي، وقال: ثعلب: أراد زمجر، فسكن، فعلى هذا ينبغي أن يكون "زَمْجرٌ" إلا أن الراجز لما احتاج إلى تغيير هذا البناء، غيره إلى بناء معروف وهو فِعَلّ، كسبطر وقمطر، وترك فَعَلاّ بفتح الفاء لأنه بناء معروف، ليس في الكلام مثل قمطر بفتح القاف.

وجَدَّحَ الشيء: لطخه، قال أبو ذؤيب:

فنَحا لها بمُذَلَّقـين كـأنَّـمـا

 

بِهِما من النَّضْح المجدَّع أيدَعُ

أراد المجَدَّحَ به.

والمِجْدَاحُ، ساحل البحر، عن الهجري وزعم إنها لغة حضرموت وشقهم.

الحاء والجيم والظاء

الجِحاظُ: خروج مقلة العين وظهورها جَحَظَت تجْحَظُ جُحُوظا.

وجَحَظَ إليه عمله: نظر في عمله فرأى سوء ما صنع.

والجِحاظانِ، حدقتا العينين إذا كانتا خارجتين.

وجِحاظُ العين: محجرهما في بعض اللغات.

الحاء والجيم والذال

الذَّحْجُ، كالسَّحْجِ سواء. وقد ذَحَجَه.و ذَحَجَتْه الريح، جرَّته من موضع إلى موضع.

وذحَجَه ذَحْجا، عركه، والدال لغة، وقد تقدم.

وذَحَجَت المرأة بولدها، رمت به عند الولادة.

وأذْحَجَت المرأة على ولدها: أقامت.

ومَذحجٌ، "مالك وطيء" سميا بذلك لأن أُمَّهما "مدلة بنت منجشان الحميري" لما هلك بعلها "أدد" أذْحَجَتْ على ابنيها "طيء ومالك" هذين فلم تزوج بعد "أدد".

ومَذحجٌ، اسم أكمة، وقيل: بها سميت أم مالك وطيء مَذْحِجَ ثم صار اسما للقبيلة، والأول أعرف.

الحاء والجيم والثاء

ثحَجَه برجله ثحْجا، ضربه مهرية مرغوب عنها.

الحاء والجيم والراء

الحجَرُ: الصخرة، والجمع أحجارٌ واحجُرٌ، في القليل، قال ابن هرمة:

والحِجْرُ والبَيْتُ والأستارُ حِيزَ لكُمْ

 

ومَنْحَرُ البُدْنِ عندَ الأحْجُرِ السُّودِ

والكثير، حِجارٌ وحِجارَةٌ، قال:

كأنها من حِجارِ الغيلِ ألْـبَـسَـهـا

 

مضارِبُ الماءِ لوْنَ الطُّحلبِ اللَّزِب

وفي التنزيل: -وقودُها النَّاس والحجارةُ- قيل: هي حجارة الكبريت، ألحقوها الهاء لتأنيث الجمع، كما ذهب إليه سيبويه في البعولة والفحولة.

والحَجَرُ الأسوَدُ: حَجَرُ البيت، وربما أفردوه قالوا: الحَجَرُ، إعظاما له، ومن ذلك قول عمر رضي الله عنه: والله إنك لحَجَرٌ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كذا ما فعلت. وأما قول الفرزدق:

وإذا ذكَرْتَ اباكَ أوْ أيَّامَـه

 

أخْزَاكَ حيْث تُقَبَّلُ الأحجارُ

فإنه جعل كل ناحية منه حجَراً، ألا ترى انك لو مسست كل ناحية منه لجاز أن تقول: مسست الحَجَرَ؟.

وقوله:

أما كفاها ابتياض الأزْدِ حُرْمَتها

 

في عُقْرِ مَنزِلها إذ يُنْعَتُ الحَجَرُ

فسره ثعلب فقال: يعني جبلا لا يوصل إليه.

واسْتَحْجَرَ الطين، صار حَجَراً، كما يقولون: استنوق الجمل، لا يتكلمون بهما إلا مزيدين، ولهما نظائر.

وأرض حَجِرَةٌ وحَجيرَةٌ ومُتَحَجِّرَةٌ، كثيرة الحِجارَةِ.

وربما كنى بالحَجَرِ عن الرمل، حكاه ابن الأعرابي وبذلك فسر قوله:

عَشِيَّةَ أحجارِ الكِناس رَمِيمُ

قال: أراد عشية رمل الكناس،و رمل الكناس من بلاد عبد الله بن كلاب.

والحِجْرُ والحَجْرُ والحُجْرُ والمْحْجَرُ، كل ذلك الحرام، قال حميد بن ثور الهلالي:

فهمَمْتُ أن أغْشَى إليها مَحْجَراً

 

ولمثْلُها يُغْشَى إلَيْهِ المحْجَـرُ

وقد حَجَرَه وحجَّرَه. وفي التنزيل: -و يقولون حِجْراً مَحْجُوراً- أي حراما محرما.

والحاجورُ كالمحْجِرِ، قال:

حَتى دَعَوْنا بأرْحامٍ لهُمْ سَلَفَتْ

 

وقالَ قائِلُهُمْ: إني بِجاجُـورِ

قال سيبويه: ويقول الرجل للرجل: أتفعل كذا وكذا يا فلان؟ فيقول: حِجْراً أي: سترا وبراءة من هذا الأمر، وهو راجع إلى معنى التحريم..

والحُجْرِي، الحرمة.

وحِجْرُ الإنسان، وحَجْرُه وحُجْرُهُ: حصنه. والحَجْرُ، المنع، حَجَرَ عليه يَحْجُرُ حَجْراً وحُجْراً وحُجْرَانا وحِجْراناً، منع منه. ولا حُجْرَ عنه، أي لا دفع، ومنه قوله:

قالَتْ وفيها حَيْدَةٌ وذُعْرُ

عَوْذٌ بِرَبي مِنكُمُ وحُجْرُ

وأنت في حَجْرَتي، أي منعتي.

والحُجْرَةُ من البيوت، معروفة، لمنعها المال والحِجارُ، حائطها.

واسْتَحْجَرَ القوم واحْتَجَرُوا، اتخذوا حُجْرَةً.

والحَجْرَةُ والحَجْرُ، جميعا: الناحية، الأخيرة عن كراع. وقعد حَجْرَةً وحُجْرَةً، أي ناحية، وقوله، أنشد ثعلب:

سَقانا فلم يهجأ من الجوع نَقْـرَةً

 

سَمَاراً كإبْطِ الذئبِ سُود حواجرُه

لم يفسر ثعلب الحواجر، وعندي انه جمع الحَجْرَةِ التي هي الناحية، على غير قياس، ولها نظائر قد ذكرتها في كتاب المخصص. وقول الطرماح يصف الخمر:

فَلمَّا فُتَّ عَنها الطِّينُ فـاحَـتْ

 

وصَرَّحَ أجردُ الحَجَرَاتِ صافي

استعار الحَجَرَات للخمر لأنها جوهر سيال كالماء.

والحُجُرُ، ما يحيط بالظفر من اللحم. والمَحْجِرُ، الحديقة، قال لبيد:

بَكَرَتْ به جُرَشيَّةٌ مَقْطـورَةٌ

 

تَرْوِي المِحاجرَ بازِلٌ عُلْكُوُمُ

ومَحْجِرُ العين، ما دار بها وبدا من البرقع من جميع العين.

وقيل: هو ما يظهر من نقاب المرأة وعمامة الرجل إذا اعتم، وقيل: هو ما دار بالعين من العظم الذي في أسفل الجفن، كل ذلك بفتح الميم وكسرها، وكسر الجيم وفتحها. وقول الأخطل:

ويُصْبحُ كالخُفَّاشِ يَدْلُكُ عَيْنَـه

 

فقُبِّحَ من وجهٍ لئيمٍ ومن حَجْرِ

فسره ابن الأعرابي فقال: أراد محجِرَ العين.

وحَجَّرَ القمر، استدار بخط دقيق من غير أن يغلظ.

وحَجَّرَ عين الدابة، وحولها: حلق لداء يصيبها.

والحاجرُ، ما يمسك الماء من شفة الوادي ويحيط به.

وقال أبو حنيفة: الحاجرُ كرم مئنات وهو مطمئن، له حروف مشرفة تحبس عليه الماء وبذلك سمي حاجرا، والجمع حُجْرَانٌ.

والحاجرُ، منبت الرمث ومجتمعه ومستداره.

والحاجِرُ أيضا، الجدر الذي يمسك الماء بين الدبار، لاستدارته أيضا.

والحِجْرُ: العقل لإمساكه ومنعه وإحاطته بالتمييز، فهو مشتق من القبيلين. وفي التنزيل: -هل في ذلك قَسَمٌ لِذي حِجْرٍ- فأما قول ذي الرمة:

فَأخْفَيْتُ ما بي من صديقي وإنَّه

 

لَذُو نَسَبٍ دانٍ اليَّ وذو حجْـرِ

فقد قيل: الحِجْرُ هاهنا العقل، وقيل: القرابة.

والحِجْرُ، الفرس الأنثى، لم يدخلوا فيه الهاء لأنه اسم لا يشركها فيه المذكر، والجمع أحْجارٌ وحُجُورٌ. وقيل: أحْجارُ الخيل، ما يتخذ منها للنسل. لا يفرد لها واحد.

وحِجْرُ الإنسان وحَجْرُهُ: ما بين يديه من ثوبه.

وحِجْرُ الرجل والمرأة وحَجْرُهما: متاعهما. والفتح أعلى.

ونشأ فلان في حَجْرِ فلان وحِجْرِهِ، أي حفظه وستره.

والحِجْرُ: حِجْرُ الكعبة.

والحِجْرُ: ديار ثمود وفي التنزيل: -و لقد كَذَّبَ أصحابُ الحِجْرِ المُرسَلِينَ- وقال الزجاج: الحِجرُ واد، والحِجْرُ أيضا، موضع سوى ذلك.

وحَجَرٌ: قصبة اليمامة، مذكر مصروف، ومنهم من يؤنث ولا يصرف، كامرأة اسمها سهل، وقيل هي سوقها. وقول الراعي ووصف صائدا:

تَوَخَّى حيثُ قال القَلْبُ منـه

 

بحَجْرِيٍّ تَرَى فيهِ اضْطِمارَا

إنما عنى نصلا منسوبا إلى حَجْرٍ، قال أبو حنيفة: وحدائد حَجْرٍ مقدمة في الجودة. وقال رؤبة:

حتى إذا توقَّدَتْ من الزَرَقْ

حَجْرِيةٌ كالجَمْرِ من سَنّ الذَّّلقْ

فأما قول زهير:

لمَنْ الدّيارُ بِقُنَّةِ الحَجْرِ

فإن أبا عمرو لم يعرفه في الأمكنة، ولا يجوز أن تكون قصبة اليمامة ولا سوقها، لأنها حينئذ معرفة، إلا أن تكون الألف واللام زائدتين كما ذهب إليه أبو علي في قوله:

ولَقَدْ جَنَيْتُكَ أكْمُوأ وعَساقِلاً

 

ولقد نَهْيتُكَ عن بناتِ الأوبَرِ

وإنما هي بنات أوبر، وكما روى احمد بن يحيى من قوله:

يا لَيْتَ أُمَّ العَمْرِ كانَتْ صَاحِبي

وقد أنعمت شرح ذلك في الكتاب المخصص وقول الشاعر:

أعْتَدْتُ لِلأبْلَجِ ذي التَّمايُلِ

حَجْرِيَّةً خيضَتْ بِسُمّ ثامِلِ

يعني قوسا أو نبلا منسوبة إلى حَجْرٍ هذه.

والحَاجِرُ: منزل من منازل الحاج في البادية.

والحَجُورَةُ، لعبة يلعب بها الصبيان يخطون خطا مستديرا ويقف فيه صبي وهنالك الصبيان معه.

وقد سموا: حُجْراً وحَجَّاراً وحَجَراً وحُجَيراً والأحجارُ، بطون من بني تميم، سموا بذلك لأن أسماءهم جندل وجرول وصخر. وإياهم عنى الشاعر بقوله:

وكلَّ أنْثى حَمَلَتْ أحجاراً

يعني أمه. وقيل: هي المنجنيق.

وحَجُورٌ: موضع معروف من بلاد بني سعد. قال الفرزدق:

لَوْ كُنْتَ تَدرِي ما بِرَملِ مُقَـيَّدٍ

 

فَقُرَى عُمانَ إلى ذواتِ حَجُورِ

ومُحَجَّرٌ، ماء بشرقي سلمى، قال طفيل الغنوي:

فَذُوقُّوا كما ذُقْنا غَدَاةَ مُحجَّـرٍ

 

من الغَيْظِ في أكْبادِنا والتَّحوُّبِ

مقلوبه: - ح ر ج -

الحِرْجُ والحَرَجُ: الإثم. والحارجُ، الآثم، أراه على النسب لأنه لا فعل له.

والحَرَجُ والحَرِجُ والمُتَحَرّجُ: الكاف عن الإثم.

والحَرَجُ الضيق، قال الزجاج: الحَرَجُ في اللغة، الضيق، ومعناه في الدين الإثم. وحَرِجَ صدره حَرَجا فهو حَرِجٌ وحَرَجٌ فمن قال: حرِج، ثنى وجمع، ومن قال: حَرَج أفرد لأنه مصدر، وقريء: -يَجْعَلْ صَدرَه ضَيِّقا حَرِجا-و حَرَجا-.

والحَرِجُ، الذي لا يكاد يبرح القتال. قال:

مِنَّا الزُّوَيْرُ الحَرِجُ المغاوِرُ

والحَرِجُ، المضيق عليه، وكأن الحرج الذي لا يبرح القتال مضيق عليه.

والحَرِجُ، الذي لا نهزم، كأنه يضيق عليه العذر في الانهزام.

والحَرِجُ الذي يهاب أن يتقدم على الأمر وهذا ضيق أيضا.

وحَرِجَ إليه. لجأ عن ضيق. وأحْرَجَه إليه، ألجأه وضيق عليه. وأحْرَجَ الكلب والسبع ألجأه إلى مضيق فحمل عليه.

وحَرِجَ الغبار فهو حَرِجٌ، ثار في موضع ضيق فانضم إلى حائط أو سند. قال:

وغارَةٍ يَحْرَجُ القَتامُ لهـا

 

يَهْلِكُ فيها المُناجِدُ البَطَلُ

وقال لبيد:

حَرِجا إلى أعْلامِهِنَّ قَتامُها

ومكان حَرِجٌ وحَريجٌ، ضيق، قال:

وما أبهَمْتَ فهو حَجٍ حَريجُ

وحَرِجَتْ عيْنُهُ حَرَجا، حارت، قال ذو الرمة:

تَزدادُ للعَينِ إبهاجا إذا سَفَرَتْ

 

وتَحْرَجُ العَينُ فيها حين تَنْتَقِبُ

وقيل: معناه إنها لا تصرف ولا تطرف من شدة النظر.

وحَرِجَ عليه السحور حَرَجا، إذا أصبح قبل أن يتسحر فحرم لضيق وقته.

وحَرِجَتْ الصلاة على المرأة حَرَجا، حرمت وهو من الضيق، لأن الشيء إذا حرم فقد ضاق. والحَرَجَةُ: الغيضة لضيقها، وقيل: الشجر الملتف، وهي أيضا الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها الآكلة، وهي ما رعى من المال. والجمع من ذلك كله: حَرَجٌ وأحْرَاجٌ وحِراجٌ. قال رؤبة:

عاذَ بِكُمْ مِن سَنَةٍ مِسْحاجِ

شَهْباءَ تُلْقِى وَرَقَ الحِرَاجِ

وهي المحاريجُ أيضا. وقيل: الحَرَجَةُ تكون من السمر والطلح والعوسج والسلم والسدر، وقيل: هو ما اجتمع من السدر والزيتون وسائر الشجر، وقيل: هي موضع من الغيضة تلتف فيه شجرات قدر رمية حَجَرٍ.

قال أبو زيد: سميت بذلك لالتفافها وضيق المسلك فيها.

والحَرَجَةُ، مائة من الإبل.

وركب الحَرَجَةَ، أي الطريق، وقيل معظمه، وقد حكيت بجيمين.

والحَرَجُ: سرير يحمل عليه المريض أو الميت، وقيل: هو خشب يشد بعضه إلى بعض، قال امرؤ القيس:

فإما تَرَيْني في رِحالةِ جـابِـرٍ

 

عَلى حَرجٍ كالقَرّ تخْفِقُ أكفاني

والحَرَجُ: مركب للنساء والرجال ليس له رأس.

والحَرَجُ والحِرْجُ، الشحص. والحَرَجُ من الإبل، التي لا تركب ولا يضربها الفحل ليكون أسمن لها، إنما هي معدة، قال لبيد:

حَرَج في مَرفَقِها كالفَتَل

والحَرَجُ والحُرْجُوجُ: الناقة الجسيمة الطويلة على وجه الأرض، وقيل: الشديدة، وقيل: هي الضامر.

والحُرجُوجُ: الناقة الوقادة القلب، قال:

أذاكَ ولم تَرحَلْ إلى أهْلِ مَسْجِدٍ

 

بِرَحْلي حُرْجُوجٌ عَلَيها النمارِقُ

والحرجُوجُ: الريح الباردة الشديدة، قال ذو الرمة:

أنْقاءُ سارِيَةٍ حَلَّـتْ عَـزَالِـيَهـا

 

من آخرِ اللَّيْلِ ريحٌ غيرُ حرْجُوج

وحَرَجَ الرجل أنيابه يَحْرُجُها حَرَجا، حك بعضها إلى بعض من الحرد، قال الشاعر:

ويومٍ تُحْرَجُ الأضْرَاسُ فيهِ

 

لأبطالِ الكُمـاةِ بـه أُوامُ

والحِرْجُ، القطعة من اللحم، وقيل: هي نصيب الكلب من الصيد، والجمع أحْرَاجٌ، قال جحدر يصف الأسد:

وتَقَدُّمي للَّيْثِ أمْشِي نحـوه

 

حتى أكابِرَه على الأحْرَاج

والحِرْجُ: الودعة، والجمع أحْرَاجٌ وحِرَاجٌ، وقول الهذلي:  

ألم تَقْتُلوا الحِرْجَينِ إذ أعرَضا لكُمْ

&nbnbsp;

يُمِرَّانِ بالأيدي اللِّحاءَ المضَفَّـرَا

إنما عنى بالحِرْجَين رجلين أبيضين كالودعة، فإما أن يكون البياض هنا لونهما، وإما أن يكون كنى بذلك عن شرفهما، وكان هذان الرجلان قد قشرا لحاء شجر الكعبة ليتخفرا بذلك، والمضفر المفتول كالضفيرة.

والحِرْجُ، قلادة الكلب، والجمع أحْراجٌ وحِرَجَةٌ، قال:

بِنَوَاشطٍ غُضْفٍ يُقَلِّدُها ال

 

أحْرَاجَ فَوْقَ مُتوِنها لُمَعُ

والحِرْجُ: جماعة الغنم، عن كراع، وجممعه أحْرَاجٌ.

والحُرْجُ، موضع معروف.

مقلوبه: - ج ح ر -

الجُحْرُ: كل شيء تحتفره الهوام والسباع لأنفسها، والجمع أجْحارٌ وجِحَرَةٌ. وقوله:

مُقَبِّضاً نَفسِي في طُمَيِرِ

تَجَمُّعَ القُنْفُذِ في الجُحَيرِ

فإنه يجوز أن يعني به شوكه ليقابل قوله:

مُقَبِّضاً نفسِي في طُمَير

وقد يجوز أن يعني بجحرِه، الذي يدخل فيه، وهو المجحَرُ.

ومجاحِرُ القوم، مكامنهم. وأجْحَرَه فانجَحَرَ، أدخله الجُحْر فدخله.

وجَحَرَ الضب، دخل جُحْرَه.

وأجْحَرَه إلى كذا، ألجأه.

والجواحِرُ، المتخلفات من الوحش وغيرها، قال امرؤ القيس:

فألحقَنا بالهـادِياتِ ودونَـه

 

جَواحِرُها في صَرَّةٍ لم تَقَّيل

وقيل: الجاحِرُ من الدواب وغيرها، المتخلف الذي لم يلحق.

والجَحْرَةُ: السنة الشديدة المجدبة القليلة المطر.

وجَحَرَتْ عينه، غارت.

وبعير جُحارِيَةٌ، مجتمع الخلق.

مقلوبه: - ج ر ح -

جَرَحَهَ يَجْرَحُه جَرْحا، أثر فيه بالسلاح. وجَرَّحَه: أكثر ذلك فيه، قال الحطيئة:

ملُّوا قِرَاهُ وهَرَّتْه كِلابهُـمُ

 

وجَرَّحوه بأنيابٍ وأضْرَاسِ

والاسم الجُرْحُ، والجمع أجْرَاحٌ وجُرُوحٌ وجِرَاحٌ. والجِرَاحَةُ اسم الضربة أو الطعنة، والجمع جِراحاتٌ وجِرَاحٌ، على حد دجاجة ودجاج، فإما أن يكون مكسرا على طرح الزائد، وإما أن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء. ورجل جَريحٌ، من قوم جَرْحَى، ولا يجمع جمع السلامة لأن مؤنثه لا تدخله الهاء. ونسوة جَرْحَى كرجال جَرْحَى.

وجَرَحَه بلسانه، شتمه. ومنه قوله:

لا تَمْضَحَنْ عِرْضِي فإنيَ ماضحُ

عِرْضَكَ إن شاتَمْتَنـي وقـادِحُ

في ساقِ مَنْ شاتَمَني وجـارحُ

وجَرَحَ السيل الموضع يَجْرَحُه، خد فيه. وجَرَّحَ الرجل، غض شهادته.

والاستِجْرَاحُ، النقصان، وهو منه. حكاه أبو عبيد قال: وفي خطبة عبد الملك: وعظتكم فلم تزدادوا على الموعظة إلا استجراحا.

واستَجْرَحَ القوم: ذهب خيارهم، عن ثعلب.

وجَرَحَ الشيء واجترَحَه: كسبه، وفي التنزيل: -و هو الذي يَتَوفَّاكُمْ باللَّيْلِ ويَعْلَمُ ما جَرَحْتم بالنهارِ- وفيه: -أمْ حَسِبَ الذين اجْترَحوا السَّيِّئات-. وفلان جارحُ أهله وجارِحَتُهم: أي كاسبهم.

والجَوَارحُ من الطير والكلاب: ذوات الصيد لأنها تجْرَحُ لأهلها أي تكسب لهم. وفي التنزيل: -و ما عَلَّمْتمْ من الجوارحِ مُكَالبِينَ-.

وجوارحُ الإنسان: عوامل جسده، كيديه ورجليه، واحدتها جارِحةٌ، لأنهن يَجْرَحْنَ الخير أو الشر: أي يكتسبنه.

وجَرَحَ له من ماله، قطع له قطعة منه، عن ابن الأعرابي، ورد عليه ثعلب ذلك فقال: إنما هو جزح بالزاي، وكذلك حكاه أبو عبيد.

وقد سموا: جَرَّاحا، وكنوا بابي الجراح.

مقلوبه: - ر ج ح -

الرَّاجحُ: الوازن. ورجَحَ الشيء بيده، وزنه ونظر ما ثقله. وأرْجَحَ الميزان، أثقله حتى مال ورَجَحَ الشيء يَرْجَحَ ويَرْجُحُ ويَرْجِح رُجُوحا ورَجاحا ورُجْحانا.

ورَجَحَ في مجلسه يَرْجِحُ، ثقل فلم يخف، وهو مثل.

والرَّجاحَةُ: الحلم، على المثل أيضا، وهم مما يصفون الحلم بالثقل كما يصفون ضده بالخفة والعجل. وقوم رُجَّحٌ ورُجُحٌ ومَرَاجِيحُ ومَراجحُ، حلماء، واحدهم مِرْجَح ومِرْجاحٌ، وقيل: لا واحد للمَرَاجح ولا المَرَاجيحِ من لفظهما. والحلم الراجحُ: الذي يرزن بصاحبه.

وناوأنا قوما فرجَحْناهُمْ، أي كنا أوزن منهم وأحلم.

وأرْجَحَ للرجل، أعطاه رَاجِحا.

والمرأة رَجاحٌ وراجحٌ ثقيلة العجيزة، من نسوة رُجَّحٍ، قال:  

إلى رُجّحِ الأكْفالِ هِيفٍ خُصُوُرها

 

عِذَابِ الثَّنايا رِيقُهُـنَّ طَـهُـورُ

وجفان رُجُح، ملاء مكتنزة. قال أمية ابن أبي الصلت:

إلى رُجُحٍ مِن الشِّيزَي مِلاءٍ

 

لُبابَ البُرّ يُلْبَكُ بالشّـهـادِ

والأُرْجُوحَةُ والمَرْجوحَةُ: خشبة تؤخذ فيوضع وسطها على تل ثم يجلس غلام على أحد طرفيها، وغلام آخر على الطرف الآخر، فترجَّح الخشبة بهما ويتحركان فيميل أحدهما بالآخر.

وأراجيحُ الإبل، اهتزازها في رتكانها. قال:

عَلى رَبِذٍ سَهْوِ الأرَاجيحِ مِرْجَمِ

قال أبو الحسن: ولا أعرف وجه هذا لأن الاهتزاز واحد، والأرَاجيحُ جمع، والواحد لا يخبر به عن الجمع.

وقد ارتجحَتْ، وناقة مِرْجاحٌ وبعير مِرَجاح.

والأرَاجيحُ، الفلوات التي تَتَرَجَّحُ فيها الإبل، ولم أسمع لها بواحد. قال ذو الرمة:

بلالٍ أبي عمْرو وقد كانَ بَيْنَـنـا

 

أرَاجيحُ يَحْسِرْنَ القِلاصَ النَّوَاجِيا

والترَجُّحُ، التذبذب بين شيئين، عام في كل ما يشبهه.

الحاء والجيم واللام

الحَجَلُ، الذكر من القبج، الواحدة حَجَلَةٌ، والحِجْلى، اسم للجمع، قال:

فارْحَمْ أُصَيْبِتَي الذين كأنهم

 

حِجْلىِ تَدَرَّجُ بالشَّرَبَّةِ وُقَّعُ

والحجَلُ، صغار الإبل وأولادها. قال لبيد يصف الإبل:

لها حَجَلٌ قد قَرَّعَتْ من رُءوسهِ

 

لها فَوْقهُ ممَّا تُؤَلَّـفُ واشِـلُ

وربما اوقعوا ذلك على فتايا المعز، قال لقمان العادي يخدع ابني تقن بغنمه عن إبليهما: اشترياها ابني تقن، إنها المعزى حَجَلْ، بأحقيها عِجَل، يقول: إنها فتية كالحَجَل من الإبل. وقوله: بأحقيها عِجَل، أي أن ضروعها تضرب إلى أحقيها فهي كالقرب المملوءة، كل ذلك عن ابن الأعرابي قال: ورواه بعضهم: إنها المعزى حِجَل، بكسر الحاء، ولم يفسره ابن الأعرابي ولا ثعلب، وعندي أنهم إنما قالوا: حِجَل، في من رووه بالكسر، إتباعا للعِجَل.

والحَجَلَة: مثل القبة. وحَجَلَةُ العروس معروفة، والجمع حَجَلٌ وحِجالٌ. وحَجَّلَ العروس، اتخذ لها حَجَلَةً. وقوله أنشده ثعلب:

ورَابِعةٍ ألا أُحجِّـلَ قِـدْرَنـا

 

على لحمِها حِينَ الشِّتاءِ لَنَشْبَعا

فسره فقال: نسترها ونجعلها في حَجَلةٍ، أي أنا نطعمها الضيفان.

وحَجَلَ المقيد يَحْجُلُ ويَحْجِلُ حَجْلا وحَجَلانا: رفع رجلا وتريث في مشيه على رجل. وحَجَلَ الغراب يَحْجِلُ ويَحْجُلُ حَجْلا وحَجَلانا، وحَجَّلَ: نزا في مشيه، وكذلك البعير العقير. فأما ما أنشده ابن الأعرابي من قول الشاعر:

وإني امرُؤٌ لا تَقْشَعِـرُّ ذُؤَابَـتِـي

 

من الذئْبِ يَعِوي والغُرَابِ المحَجَّلِ

فإنه رواه بفتح الجيم كأنه من التَّحْجِيلِ في القوائم، وهذا بعيد لأن ذلك ليس بموجود في الغربان، والصواب عندي بكسر الجيم، على انه اسم الفاعل من حَجَّلَ. وفي الحديث: "إن المرأة الصالحة كالغراب الأعصم" وهو الأبيض الرجلين أو الجناحين، فإن ذهب إلى أن هذا موجود في النادر، فرواية ابن الأعرابي صحيحة.

والحَجْلُ والحِجْلُ جميعا: الخلخال، والجمع أحْجالُ وحُجُولٌ.

وحِجْلا القيد: حلقتاه. قال عدي ابن زيد العبادي:

أعاذِلَ قد لاقَيْتُ ما يَزَعُ الفَـتـى

 

وطابَقْتُ في الحِجْلَينِ مَشْيَ المقيدِ

والحِجْلُ البياض، والجمع أحجالٌ. والتَّحْجِيلُ بياض يكون في قوائم الفرس كلها، قال:

ذو مَيْعَةٍ مُحَجَّل القوائمِ

وقيل: هو أن يكون البياض في ثلاث قوائم منهن دون الأخرى، في رجل ويدين، قال:

تَعادَى من قوائِمها ثَلاثٌ

 

بتَحْجيلٍ، وقائمةٌ بهِـيمُ

ولهذا يقال: مُحَجَّلُ الثلاث، مطلق يد أو رجل: وهو أن يكون البياض أيضا في رجلين وفي يد واحدة، قال:

مُحَجَّلُ الرّجْلَينِ منْه واليَدِ

أو أن يكون البياض منه في الرجلين دون اليدين قال:

ذو غُرَّةٍ مُحَجَّلُ الرِّجْلَـين

إلى الوظيفِ مُمْسكُ اليَديْن

أو أن يكون البياض في إحدى رجليه دون الأخرى ودون اليدين. ولا يكون التَّحْجيلُ في اليدين خاصة إلا مع الرجلين، ولا في يد واحدة دون الأخرى إلا مع الرجلين.

والتَحْجِيلُ: بياض قل أو كثر حتى يبلغ نصف الوظيف،و لون سائره ما كان، فإذا كان بياض التحْجيلِ في قوائمه كلها، قالوا: مُحَجَّل الأرْبَعِ.

والتَّحجيلُ بياض في أخلاف الناقة من آثار الصِّرار. والحَجْلاءُ من الضأن، التي ابيضت أوظفتها.

وحَجَلَتْ عينه تَحْجُلُ حُجُولاً، وحجَّلت، كلاهما: غارت، يكون ذلك للإنسان والبعير والفرس، قال:

فيُصْبحُ حاجِـلةً عَـيْنُـهُ

 

بحِنْوِ استِه، وصَلاهُ غُيوبُ

والحَوْجَلَةُ: القارورة الغليظة الأسفل. وقيل: الحَوْجَلَةُ ما كان من القوارير شبه قوارير الذيرة، وما كان واسع الرأس من صغارها شبه السكرجات ونحوها. وقيل: الحوْجَلَةُ والحوْجَلَّةُ، القارورة فقط، عن كراع، قال: ونظيرها حَوصَلَةٌ وحوْصَلَّةٌ: وهي للطائر كالمعدة للإنسان، ودوْخَلَةٌ ودَوْخَلَّةٌ:و هي وعاء التمر، وسَوجَلَةٌ وسَوْجَلَّةٌ: وهي غلاف القارورة. وقَوْصرَةٌ وقوصَرَّةٌ: وهي غلاف القارورة أيضا وقوله:

كأنَّ أعْيُنها فيها الحَواجِيل

يجوز أن يكون ألحق الياء للضرورة، ويجوز أن يكون جمع حَوجَلَّةٍ بتشديد اللام فعوض الياء من إحدى اللامين.

مقلوبه: - ح ل ج -

حَلَجَ القطن يَحْلِجُهُ حَلْجا: ندفه. والمحْلاجُ، الذي يُحْلَجُ به. والمحْلَجُ، الذي يُحْلج عليه: وهي الخشبة أو الحجر، والجمع مَحالجُ ومَحَاليجُ. قال سيبويه: ولم يجمع بالألف والتاء، استغناء بالتكسير، ورُبَّ شيء هكذا أبو الحسن: ليس المحاليجُ عندي جمع محْلَجٍ كما ذهب إليه سيبويه، لأن مثل هذا قليل، وإنما هو جمع محلاج، وأحر بسيبويه انه لم يحمل محاليج على انه جمع محْلَجٍ إلا بعد أن لم يعرف محْلاجا.

وقطن حَليجٌ: مندوف مستخرج الحب. وصانع ذلك، الحَلاَّجُ، وحرفته الحِلاجَةُ، فأما قول ابن مقبل:

كأنَّ أصْواتَها إذا سَمِعْـتَ بِـهـا

 

جَذْبُ المحابِضِ يَحْلِجْنَ المحَارِينا

ويروى: صوت المحايض فقد روى بالحاء والخاء، يَحْلِجْنَ ويَخْلِجْنَ، فمن رواه يحلجن، فإنه عنى بالمحارين حبات القطن، ويحلجن يندفن، والمحابض أوتار الندافين، ومن روى: يحلجن، فإنه عنى بالمحارين قطع الشهد، ويخلجن يجذبن ويستخرجن، والمحابض المشاور.

وحَلَجَ الخبزة، دورها، والمحِلاجُ، الخشية التي يدور بها.

والحَليجَةُ، السمن على المخض، والزبد يلقى في المخض فيسخنه المخض. وقيل: الحَليجَةُ عصارة نحي أو لبن ينتقع فيه تمر، وهي حلوة. والحَليجُ بغير هاء عن كراع أن يحلب اللبن على التمر ثم يماث.

وحَلَجَ في العدو يَحْلجُ حَلْجا، باعد بين خطاه. وبينهم حَلْجةٌ بعيدة أو قريبة أي عقبة سير. والحَلْجُ المر السريع.

وحَلَجَ المرأة حَلْجا، نكحها، والخاء أعلى.

وحَلَجَ السحاب حَلْجا: أمطر، قال ساعدة ابن جؤية الهذلي:

أخيل برقاً متى حابٍ له زَجَلٌ

 

إذا يُفَتِّرُ من تَوْماضِهِ حَلجـا

ويروى: خَلجا، متى هاهنا بمعنى مِنْ، أو بمعنى وسط، أو بمعنى في.

وما تَحَلَّجَ ذلك في صدري: أي ما تردد فأشك فيه.

مقلوبه: - ج ح ل -

الجَحْلُ، الحرباء، وقيل: هو الضب الكبير المسن، وقيل: هو العظيم من اليعاسيب والجعلان، قال عنترة:

كأنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَيْن جَحْلاً

 

هَدوجا بينِ أقْلبَةٍ مـلاحِ

يعني الجُعَلَ. والجمع جُحُولٌ وجْحلانٌ.

والجَحْلُ: الزق، وخص بعضهم به العظيم منها. وسقاء جَحْلٌ: عظيم. وجمعها جُحولٌ.

والجَحْلُ: العظيم الجنبين، عن ابن الأعرابي.

وضربه فَجَحَله، أي صرعه.

والجُحالُ، السم القاتل.

وجَحْلٌ وجَحْلَةُ، اسمان.

وامرأة جَيْحَلٌ، غليظة الخلق ضخمة. والجيْحَلُ العظيم من كل شيء. والجيْحَلُ الصخرة العظيمة والملساء، قال أبو النجم:

منْه بعجُزٍ كالصّفاةِ الجيْحلِ

والجَيْحَلُ، الجبل.

مقلوبه: - ل ح ج -

اللَّحَجُ من كسور العين، شبه اللحص، إلا انه من تحت ومن فوق.

واللَّحَجُ، الغمص.

واللَّحَجُ، غار العين الذي ينبت عليه حرف الحاجب.

واللُّحْجُ، كل ناتيء من الجبل ينخفض ما تحته.

واللُّحْجُ: الشيء يكون في الوادي نحو من الدحل في أسفله وأسفل البئر والجبل كأنه نقب. والجمع من كل ذلك ألحاجٌ، لم يكسر على غير ذلك.

ولحى أَلحَجُّ، معوج. وقد لحِجَ لحَجَا.

ولحِجَ بينهم شر، نشب.

ولحِجَ بالمكان، نشب فيه ولزمه.

والملاحجُ: المضايق، وربما سميت المحاجم مَلاحجَ.

ومنطق مُلَحَّجٌ، غير مستو، عن ثعلب وأنشد:

لو قَتَلَتْ بالمنطقِ المَلجَّجِ

أو بفَصيح ليس بالمُلَجَّجٍ

جميع خَلْقِ الله لم تَحَرَّجِ

واللَّحْجُ، الميل. والتَحَجُوا إلى كذا وكذا، مالوا وألحجَهَمْ إليه، أمالهم. وقول رؤبة:

أوْ تَلْحَج الألْسُنُ فيها مَلْحَجا

أي تقول فينا فتميل من الحسن إلى القبيح.

ولحَّجَ عليه الأمر ولحْوَجَه، أظهر غير ما في نفسه.

وخطة مُلَحْوَجَةٌ، مخلطة عوجاء.

ولحْجٌ: اسم موضع.

مقلوبه: - ج ل ح -

الجَلَحُ، ذهاب الشعر من مقدم الرأس. وقيل هو إذا زاد قليلا على النزعة. جَلِحَ جَلَحا فهو أجْلَحُ.

والجَلَحَةُ، انحسار الشعر ومنحسره عن جانبي الوجه.

وعنز جَلْحاءُ، جماء، على التشبيه بجلَحِ الشعر، وعم بعضهم به نوعي الغنم فقال: شاة جَلْحاءُ كجماء، وكذلك هي من البقر، وقيل: هي من البقر، التي ذهب قرناها أُخُراً، وهو من ذلك لأنه كانحسار مقدم الشعر. قال قيس بن عيزارة الهذلي:

فسَكتَّهُمْ بالمالِ حَتى كأنَّهُـمْ

 

بواقِرُ جُلْحٌ سَكَّتتْها المراتعُ

ويروى: فأسكتَّهم. وأسكتتها المراتع.

وأرض جَلْحاءُ، لا شجر فيها. وجَلحَتْ جَلَحا وجُلِحَتْ، كلاهما: أكل كلؤها. وقال أبو حنيفة: جُلِحَتْ الشجرة أكلت فروعها، فردت إلى الأصل، وخص مرة به الجنبة.

ونبات مَجْلُوحٌ، أكل ثم نبت. والثمام المجْلُوحُ، والضعة المجْلُوحَةُ، التي أكلت ثم نبتت، وكذلك غيرها من الشجر. قال:

وجاوِزي ذا السَّحَمِ المجلُوِح

وجَلَحَ المال الشجر يَجلَحُه جَلْحا وجلَّحه: أكله، وقيل: أكل أعلاه. ونبت إجْليحٌ جُلِحَتْ أعاليه وأُكلت.

والمُجَلَّحُ، المأكول الذي ذهب فلم يبق منه شيء، قال ابن مقبل:

ألم تَعْلَمِي ألاَّ يَذُمُّ صحـابـتـي

 

دَخِيلي إذا اغبرَّ العِضَاهُ المجلَّحُ

وكذلك كلأ مجَلَّحٌ.

والمجلِّحُ، الكثير الأكل. وناقة مجاِلحةٌ، تأكل السمر والعرفط كان فيه ورق أو لم يكن.

والمجاليحُ من الإبل والنخل، اللواتي لا يبالين قحوط المطر، قال أبو حنيفة: أنشد أبو عمرو:

غُلْبٌ مَجاليحُ عنْدَ المحْلِ كُفْأتُهـا

 

أشْطانُها في عِذابِ البَحْرِ تَستَبق

الواحدة مجْلاحٌ ومُجالحٌ.

والمُجالحُ أيضا، التي تدر في الشتاء، وضرع مُجَالحٌ، منه، وصف بصفة الجملة، وقد يستعمل في الشاة. والمجلاحُ والمجلِّحَةُ، الباقية اللبن على الشتاء، قل ذلك منها أو كثر. وقيل: المجالحُ التي تقضم عيدان الشجر اليابس في الشتاء فيبقى لبنها على ذلك، عن ابن الأعرابي.

وسنة مُجَلِّحَةٌ، مجدبة.

والجالِحةُ، ما تطاير من رءوس النبات في الريح شبه القطن، وكذلك ما أشبهه من نسج العنكبوت وقطع الثلج إذا تهافت.

والأجلح، الهودج إذا لم يكن مشرف الأعلى، حكاه ابن جني عن خالد بن كلثوم، قال: وقال الأصمعي، هو الهودج المربع. وأنشد لأبي ذؤيب:

ألاَّ تَكُنْ ظُعْنا تُبنَي هَوَادِجُها

 

فإنهن حِسانُ الزّيّ أجْلاحُ

قال ابن جني: أجْلاحٌ جمع أجْلَحَ، ومثله أعْزَلُ وأعْزَالٌ، وأفْعَل وأفْعالٌ قليل جدا.

والتجْليحُ، السير الشديد.

وجَلَّحَ في الأمر، ركب رأسه.

وذئب مُجَلِّحٌ، جريء، والأنثى بالهاء، قال امرؤ القيس:

عصافِـيرٌ وذِبَّـانٌ ودُودٌ

 

وأجرأ من مُجَلَّحَةِ الذئابِ

وقيل: كل مارِدٍ مقدم على شيء، مَجلِّحٌ.

والتَّجْليحُ، المكاشفة في الكلام، وهو من ذلك.

وجُلاَحُ، والجُلاَحُ، وجُلَيحَةُ: أسماء. وبنو جليحَةَ: بطن من العرب.

والجلْحاءُ، بلد معروف.

ومُجَالحٌ، واد بتهامة، قال كثير:

ومن دُون حيثُ استُوقِدتْ من مجَالحٍ

 

مَرَاحٌ ومَغْدىً للنَّوَاعِجِ سَبْـسَـبُ

مقلوبه: - ل ج ح -

اللُّجْجُ، نحو من الدحل في الوادي كاللُّحْجِ.

ولُجْحُ العين، كِفَّتُها كلُحْجِها. والجمع من كل ذلك ألجاحٌ.

الحاء والجيم والنون

حَجَنَ العود يَحْجِنُهُ حَجْنا، وحَجَّنَه: عطفه. والحَجَنُ والحُجْنَةُ والتحَجُّنُ: اعوجاج الشيء. والمْحجَنُ والمحْجَنةُ، العصا المعوجَّة. وكل معطوف معوجٍّ، كذلك. قال ابن مقبل:

قد صَرَّحَ السَّيُر عن كُتمانَ وابتُذِلَتْ

 

وقْعُ المحَاجِنِ بالمهْرِيَّةِ الـذُّقُـنِ

أراد: وابتذلت المحاجنُ.و أنَّث الوقع لإضافته إلى المحاجِنِ.

وفلان لا يركض المِحْجَنَ، أي لا غناء عنده وأصل ذلك أن يدخل محْجَنٌ بين رجلي البعير، فإن كان البعير بليدا لم يركض ذلك المحَجَنَ، وإن كان ذكيا ركض المحْجَنَ ومضى. والاحتِجانُ، الفعل بالمْحجَنِ.

ومِحْجَنُ الطائر منقاره لاعوجاجه.

والتحجِينُ سمة معوجة، اسم كالتنبيت والتمتين.

وأذن حَجْناءُ، مائلة أحد الطرفين من قبل الجبهة سفلا، وقيل: هي التي أقبل أطراف إحداهما على الأخرى قبل الجبهة، وكل ذلك مع اعوجاج.

وشعر حَجِنٌ وأحْجَنُ، متسلسل مسترسل رجل في أطرافه شيء من جعودة. وقيل معقف. متداخل بعضه في بعض.

وأنف أحْجَنُ، مقبل الروثة نحو الفم. والحُجْنَةُ، موضع الاعوجاج.

الحُجْنَةُ، ما اختزنت من شيء واختصصت به نفسك. واحتَجنَ الشيء: احتوى عليه.

واحتَجَن عليه، حَجَّرَ. وحجِن عليه حَجَنا ضن. وحَجنَ به حَجنا، كحَجِنَ، وهو نحو الأول.

وحَجِنَ بالدار، أقام.

وحُجْنَةُ الثمام وحَجَنَتُه، خوصته. وأحْجَنَ، خَرَجَتْ حَجَنَتُه. وفي حديث "أصيل" حين قدم من مكة فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال: تركتها قد أحْجَنَ ثمامها وأعذق إذخرها وأمشر سلمها. فقال: يا أصيل، دع القلوب تقر.

والحَجَنُ قصد تنبت في أعراض عيدان الثمام والضعة.

والحَجَنُ، القضبان القصار التي فيها العنب، واحدتها حَجَنَةٌ.

وإنه لمِحْجَنُ مال، يصلح المال على يديه ويحسن رعيته، قال:

قد عنَّت الجلْعَدُ شَيخا أعجَفا

مِحْجَنَ مالٍ أينما تَصَرَّفا

وحجَنَه عن الشيء، صدَّه، قال:

ولابُدَّ للمشْغُوفِ من تَبَع الـهـوَى

 

إذا لم يزَعْه من هوَى النفسِ حاجِنُ

والغَزْوَة الحَجُونُ، التي تظهر غيرها ثم تخالف إلى غير ذلك الموضع، ويقال: هي البعيدة، قال الأعشى:

ولابُدَّ منْ غَزْوَةٍ في الرَّبـيعِ

 

حَجُونٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكُورَا

والحَجُونُ، موضع بمكة ناحية من البيت، قال الأعشى:

فما أنتَ من أهْلِ الحَجونِ ولا الصَّفا

 

ولا لكَ حَقُّ الشرْبِ من ماءِ زمزَمِ

والحَوْجَنُ، بالنون، الورد الأحمر عن كراع.

وقد سموا: حَجْنا، وحُجَيْنا، وحجْنَاء، وأحْجَنَ، وهو أبو بطن منهم، ومحْجَنا، وهو مِحْجَنُ بن عطارد العنبري شاعر المعروف.

مقلوبه: - ح ن ج -

حَنَجَ الحبل يَحْنِجُه حَنْجا شد فتله. وابتذلت العامة هذه الكلمة فسمت المخنث حَنَّاجا لتلويه، وهي فصيحة.

وحَنَجَ الشيء عن وجهه حَنْجا، وأحْنَجه: أماله.

والحِنْجُ، الأصل.

والحِنْجَةُ، شيء من الأدوات.

وأحْنَجَ الفرس، ضمر كأحنق.

مقلوبه: - ج ح ن -

الجَحِنْ، السيئ الغذاء. وقيل: البطيء الشباب، والأنثى جَحْنَةٌ وجَحِنَةٌ، أنشد ثعلب:

كواحِدَةِ الأُدْحِىِّ لا مُشْمَـعِـلَّةٌ

 

ولا جَحْنَةٌ تحْتَ الثيابِ جَشُوبُ

وقد جَحِنَ جَحَنا وجَحانَةً. وقول الشماخ:

وقد عَرِقَتْ مغابِنُها وجادتْ

 

بِدِرَّتها قِرَى جَحِنٍ قَتِـينِ

أراد قرادا جعله جَحِنا لسوء غذائه. وقول النمر بن تولب:

فأنْبَتها نَباتا غَيرَ جَحْنٍ

إنما هو على تخفيف جَحِنٍ. والمجْحَنُ، كالجحِن.

مقلوبه: - ن ح ج -

النَّحْجُ: كناية عن النكاح، والخاء لغة.

مقلوبه: - ج ن ح -

جَنَحَ إليه يجْنَحُ ويجْنُحُ جُنوحا، واجتَنَح: مال: وأجْنَحه هو. وقول أبي ذؤيب:

فمَرَّ بالطيرِ منه فاعِـمٌ كَـدِرٌ

 

فيه الظِباءُ وفيه العُصْمُ أجناحُ

إنما هو جمع جانحٍ، كشاهد وأشهاد، وأراد موائل.

وجَنَحَ الرجل واجتَنَح، مال على أحد شقيه وانحنى في قوسه.

وجَنَحَ الليل يَجْنَحُ جُنُوحا: أقبل.

وجِنْحُ الليل وجُنْحُهُ: جانبه، وقيل: قطعة منه نحو النصف.

وجَناحُ الطائر، ما يخفق به في الطيران، والجمع أجنِحَةٌ وأجْنُحٌ.

وجَنَح الطائر يجنَحُ جُنُوحا، إذا كسر من جَناحَيْهِ ووقع إلى الأرض كاللاجئ إلى شيء. وجَناحُ الطائر، يده. وجَناحُ الإنسان عضده ويده، وفي التنزيل: -و اضْمُمْ إليكَ جَناحَكَ من الرَّهْبِ- وجمعه أجْنِحَةٌ وأجْنُحٌ، حكى الأخيرة عن ابن جني وقال: كسروا الجَناحَ، وهو مذكر، على أفْعُلٍ وهو من تكسير المؤنث، لأنهم ذهبوا بالتأنيث إلى الريشة. وكله راجع إلى الميل لأن جَناحَ الإنسان والطائر في أحد شقيه.

وجَنَحَهَ يَجْنَحُه جَنحا: أصاب جَناحَه.

وجَناحا العسكر: جانباه.

وجَناحا الوادي: مجريان عن يمينه وشماله.

وجَناحُ الرحى: ناعورها.

وجَناحا النصل: شفرتاه.

والجَوَانُح: أوائل الضلوع مما يلي الصدر، سميت بذلك لجُنُوحِها على القلب، وقيل: الجَوَانحُ، الضلوع القصار التي في مقدم الصدر، الواحدة جانحَةٌ. وقيل: الجوَانحُ من البعير والدابة: ما وقعت عليه الكتف، وهي من الإنسان الدَّأيُ، وهن ما كان من قبل الظهر، وهن ست: ثلاث عن يمينك وثلاث عن شمالك.

وجُنِحَ البعير، انكسرت جَوَانحُه من الحمل الثقيل. وجَنَحَ البعير يَجْنَحُ جُنُوحا، انكسر أول ضلوعه مما يلي الصدر.

وناقة مُجَنَّحَةُ الجنبين واسعتهما. وجَنَحَت الإبل، خفضت سوالفها في السير، وقيل: أسرعت.

وجَنَحَت السفينة تجْنَحُ جُنُوحا، انتهت إلى الماء القليل فلزقت بالأرض فلم تمض.

واجتنح الرجل في مقعده على رحله، إذا انكب على يديه كالمتكئ على يد واحدة.

والمِجْنَحَةُ، قطعة أدم تطرح على مقدم الرحل يَجْتَنُحُ عليها الراكب.

والجُنَاحُ، الميل إلى الإثم، وقيل: هو الإثم عامة.

والجُناحُ، ما تحمل من الهم والأذى، أنشد ابن الأعرابي:

ولاقَيْتُ من جُمْلٍ وأسْبابِ حُبِّهـا

 

جُناحَ الذي لاقَيتُ من تِرْبها قبْلُ

قال: وأصل ذلك من الجُناحِ الذي هو الإثم.

ويقال: أنا إليك بجُناحٍ، أي متشوق. كذا حكاه بضم الجيم وأنشد:

يا لَهْفَ نفسِي بعد أُسْرَةِ واهبٍ

 

ذهبوا، وكنْتُ إليهمُ بجُـنـاحِ

بالضم، أي: متشوقا.

وجَنَحَ الرجل يَجْنَحُ جُنُوحا، أعطى بيده.

وجنَاحٌ، اسم رجل، واسم ذئب، قال:

ما رَاعَني إلاَّ جَناحٌ هابِطـا

 

على الجدارِ قُوطَها العُلابِطا

وجَناحٌ اسم جبل، قال الراعي:

دَعَتْنا فألْوَتْ بالنصيفِ ودُونها

 

جَناحٌ ورُكْنٌ من خَنُوفَةَ ثهْمَدِ

والجَناحُ، اسم فرس معروف، قال يزيد ابن المخزم:

أُجالِدُهم لدى كفَل الجَناحِ

وجَنَّاحٌ اسم فرس عكاشة بن محصن شهد عليه يوم السرح، وجَنَّاحٌ اسم رجل.

وجَنَّاحٌ، اسم خباء أبي مهدية الأعرابي وفيه يقول:

عَهْدِي بجَنَّاحٍ إذا ما اهتزّا

وأذْرَت الرّيحُ تُرَابا نَزَّا

أن سوفَ تمْضِيهِ وما ارمَأزَّا

تمضيه، أي تمضي عليه.

مقلوبه: - ن ج ح -

النُّجْحُ والنَّجاحُ: الظفر بالشيء. وقد نجحَتْ حاجتي، وأنجحَت. ونجحَها الله، وأنجَحَها: أسعفني بإدراكها، حكى الأول الهجري وقال: دعا أعرابي فقال: نَجَحَ الله لك العمل والأمل. وقول أبي ذؤيب:

فيهن أُمُّ الصُّبَيَّين التي تَبَـلـتْ

 

قلبي فليس لها ما عشْتُ إنجاحُ

أراد: فليس لحبي وسعيي فيها إنجاحٌ ما عشت.

وسير ناجحٌ ونجيحٌ، وشيك. وكذلك المكان قال:

يُغَبِّقُهُنَّ قرَبا نَجيحا

وقال لبيد:

فمَضَيْنا فقَضَيْنا ناجـحـا

 

مَوْطنا نَسْألُ عنه ما فَعَلَ

ونَهْضٌ نَجيحٌ، مجد، قال أبو خراش الهذلي:

يُقَرّبُه النهْضُ النجيحُ لمَا يرَى

 

ومنه بُدوٌّ تـارَةً ومُـثُـولُ

ورأي نَجيحٌ، صواب.

وتَناجَحَتْ عليه أحلامه، تتابع صدقها.

وقد سموا: نُجْحاً، ونَجيحا، ومُنْجِحا، ونَجاحا.

الحاء والجيم والفاء

الحَجَفُ: ضرب من الترسة، واحدته حجَفَةٌ. وقيل هي من الجلود خاصة، وقيل هي جلود من جلود الإبل يطاق بعضها ببعض قال الأعشى:

لَسْنا بعيرٍ وبيتِ الـلـهِ مـائرَةٍ

 

لكنْ علينا دروعُ القومِ والحَجَفُ

والحُجافُ: ما يعتري من كثرة الأكل، أو من أكل شيء لا يلائم. وقيل: هو أن يقع عليه المشي والقيء من التخمة. ورجل مَحْجُوفٌ قال رؤبة:

يا أيها الدَّارئ كالمنْكُـوفِ

والمتشكِّي مَغْلَةَ المجحُوفِ

الدارئ: الذي درأت غدته أي خرجت، والمنكوف: الذي يشتكي نكفتيه وهما الغدتان اللتان في رأدي اللحيين.

وجَحَفَةُ أبو ذروة بن جَحَفَة، قال ثعلب: هو من شعرائهم.

مقلوبه: - ح ف ج -

الحَفَنْجَي: الرخو الذي لا غناء عنده.

مقلوبه: - ج ح ف -

جَحَفَ الشيء يَجْحَفُه جَحْفا: قشره.

والجَحْفُ والمجاحَفَةُ: أخذ الشيء واجترافه، إلا أن الاجتراف للشيء الكثير، والجَحْف للماء والكرة ونحوهما.

وسيل جُحافٌ: يذهب بكل شيء. وقد اجْتَحَفَه.

والجُحْفَةُ، موضع بالحجاز، زعم ابن الكلبي أن العماليق اخرجوا بني عبيل، وهم إخوة عاد، من يثرب فنزلوا الجُحْفةَ وكان اسمها مهيعة فجاءهم سيل فاجْتحفُهمْ.

واجْتَحفْنا ماء البئر، نزفناه بالكف أو بالإناء.

والجُحْفَةُ، ما اجْتُحفَ منها أو بقي فيها بعد الاجتحاف.

والجُحْفَةُ والجَحْفَةُ، بقية الماء في جوانب الحوض، الأخيرة عن كراع.

والجَحْفَةُ، اليسير من الثريد يكون في الإناء ليس يملؤه.

والجحْفَةُ أيضا، ملء اليد.

وجَحَفَ لهم، غَرَفَ.

وتَجاحَفوا الكرة بينهم، دحرجوها، بالصوالجة.

وتجاحُفُ القوم في القتال، تناول بعضهم بعضا بالعصي والسيوف. وفي الحديث: "إذا تَجاحَفَت قريش المُلك فاتركوا العطاء" أي تناولته. والجِحافُ مزاحمة الحرب.

والجِحافُ: أن تصيب الدلو فم البئر فتنخرق، قال:

قد علمَتْ دَلْوُ بني مَنـافِ

تَقْويمَ فَرْغَيْها عن الجِحافِ

والجِحافُ، المزاولة في الأمر.

وجاحَفَ عنه، كجاحش.

وموت جُحافٌ، شديد، قال ذو الرمة:

وكمْ زَلَّ عنها من جُحافِ المقادِرِ

وقيل: الجُحاف، الموت، فجعلوه اسما له.

والمجاحَفَةُ، الدنو، ومنه قول الأحنف: إنما أنا لبني تميم كعلبة الراعي يُجاحِفُونَ بها يوم الورد. وأجْحفَ بالطريق، دنا منه ولم يخالطه. وأجْحَفَ بالأمر، قارب الإخلال به.

وسَنَةٌ مُجْحفَةٌ: مضرة بالمال.

وأجْحفَ بهم الدهر، استأصلهم.

والجُحْفَةُ، النقطة من المرتع في قرن الفلاة، وقرنها رأسها وقلتها التي تشتبه بالمياه من جوانبها جمعاء، فلا يدري القارب أي المياه منه أقرب بطرفها.

وجَحَفَ الشيء برجله يَجْحَفُهُ جَحْفا، إذا رفسه حتى يرمي به.

والجُحَافُ: وجع في البطن يأخذ من أكل اللحم بحتا، كالحُجاف، وقد جُحِف.

وجَحَّافٌ والجَحَّاف: اسم.

وأبو جُحيفة: آخر من مات بالكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مقلوبه: - ف ح ج -

الفَحَجُ: تباعد ما بين أوساط الساقين في الإنسان والدابة، وقيل: تباعد ما بين الفخذين، وقيل تباعد ما بين الرجلين. وقد فحَج فَحَجا وفَحَجَةً، الأخيرة عن اللحاني، وتفحَجَّ وانفَحج، وهو أفْحَجُ. والفَحْجَل، الأفْحَجُ، زيدت اللام فيه كما قيل: عدد طيس وطيسل، أي كثير، ولذكر النعام هيق وهيقل، ولا يعرف سيبويه اللام زائدة إلا في عبدل.

وفَحوجٌ: اسم.

والفُحْجُ، بطن، اسم أبيهم فَحُوجٌ.

الحاء والجيم والباء

حَجَبَ الشيء يَحْجُبُه حَجْبا وحِجابا، وحَجَّبَه: ستره. وقد احتَجَبَ وتحجَّبَ.

والحاجبُ: البواب، صفة غالبة. وجمعه، حَجَبَةٌ وحُجَّابٌ، وخطته الحِجابَةُ.

والحِجابُ: ما احتُجِبَ به.

وكل ما حال بين شيئين حِجابٌ، والجمع حُجُبٌ لا غير، وقوله تعالى: -و من بينا وبينك حِجابٌ- ومعناه: ومن بيننا وبينك حاجز في النحلة والدين، وهو مثل قوله: -قلوبُنا في أكِنَّةٍ- إلا أن معنى هذا أنا لا نوافقك في مذهب.

والحجابُ: لحمة رقيقة كأنها جلدة قد اعترضت مستنبطة بين الجنبين تحول بين السحر والقصب.

وكل شيء منع شيئا فقد حجَبَه، كما تحجُبُ الأم الإخوة عن فريضتها.

والحاجِبانِ: العظمان اللذان فوق العينين، بلحمهما وشعرهما، صفة غالبة. وقيل: الحاجبُ، الشعر النابت على العظم، سمي بذلك لأنه يَحْجُبُ عن العين شعاع الشمس، قال الَّلحيانيّ: هو مذكر لا غير. وحكى: إنه لمزجج الحواجبِ، كأنهم جعلوا كل جزء منه حاجبا، قال: وكذلك يقال في كل ذي حاجبٍ.

وحاجِبُ الشمس: ناحية منها، قال:  

تراءتْ لنا الشمس تحت غمامةٍ

 

بَدا حاجبٌ مِنها وضَنَّت بحاجبِ

وحاجبُ كل شيء: حرفه. وذكر الأصمعي أن امرأة قدمت إلى رجل خبزة أو قرصة فجعل يأكل من وسطها فقالت: كل من حَوَاجِبِها.

والحِجَابُ: منقطع الحرة، قال أبو ذؤيب:

فشرِبْنَ ثم سمِعنَ حِـسّـا دُونَـه

 

شرَفُ الحجابِ وريْبُ قرْعٍ يُقرَعُ

وقيل: إنما يريد حِجابَ الصائد لأنه لابد له أن يستتر بشيء.

والحَجبَتَان: حرفا الورك اللذان يشرفان على الخاصرة. قال طفيل:

وِرَاداً وحُوًّا مُشْرفا حَجباتُهـا

 

بَناتُ حصانٍ قد تُعُولمَ مُنْجِبِ

والحجَبَتان: العظمان فوق العانة المشرفان على مراق البطن من يمين وشمال.

والحَجَبَتانِ من الفرس: ما أشرف على صفاق البطن من وركيه.

وحاجِبٌ: اسم. وحاجبُ الفيل: اسم شاعر.

والحَجيبُ: موضع، قال الأفوه:

فَلَمَّا أن رأونا في وغاها

 

كآسادِ الغَرِيقةِ والحَجِيبِ

ويروى واللهيب.

مقلوبه: - ح ب ج -

حَبَجَه بالعصا يَحْبِجُهُ حَبْجا: ضربه.

وحَبَجَ يَحْبِجُ حَبْجا: ضرط.

حَبِجَت الإبل حَبَجا فهي حَبِجَةٌ وحَباجَى: ورمت بطونها عن أكل العرفج فتمرغت وزحرت.

وحُبِجَ الرجل حُباجا، وحَبِج: ورم بطنه وارتطم عليه. وقيل الحَبَجُ، الانتفاخ حيثما كان، من داء أو غيره.

ورجل حَبِجٌ: سمين.

وأحبَجَت النار: بدت بغتة، وكذلك العلم، قال العجاج:

عَلَوْتُ أخْشاه إذا ما أحْبَجا

والحَبَجُ: شجيرة سحيماء حجازية تعمل منها القداح، وهي عتيقة العود لها وريقة تعلوها صفرة، وتعلو صفرتها غبرة دون ورق الخباز.

والحوْبجَةُ: ورم يصيب الإنسان في يديه، يمانية، حكاها ابن دريد قال: ولا أدري ما صحتها، فلذلك أخرناها عن موضعها.

مقلوبه: - ج ب ح -

جَبَحوا بكعابهم: رموا بها لينظروا أيها يخرج فائزا.

والجَبْحُ والجِبْح والجُبْحُ: حيث تعسل النحل إذا كان غير مصنوع. والجمع أجْبُحٌ وجُبُوحٌ وجِباح. وقيل: هي مواضع النحل في الجبل وفيها تعسل، قال الطرماح:

جَني النَّحْلِ أضْحَى واتِناً بين أجْبُحِ

وقيل هي حجارة الجبل، والواحد كالواحد، والحاء لغة.

مقلوبه: - ب ج ح -

بجِح بَجَحا، وبجَحَ يَبْجَح، وابتَجحَ: فرح، قال:

ثُمَّ استَمَرَّ بها شَيْحانُ مُبْتَجحٌ

 

بالبين عنك بما يرآكَ شنآنا

وتَبَجَّحَ كابتجح. ورجل بجَّاحٌ. وأبجَحَه الأمر وبجَّحه. وفي حديث أم زرع: "و بَجَّحني فبَجَحْتُ".

ورجل باجحٌ: عظيم، من قوم بُجَّحٍ وبُجُحٍ، قال رؤبة:

عليكَ سَيْبُ الخُلَفاءِ البُجَّحِ

وتَبَجَّحَ به: فخر.