باب الثلاثي الصحيح: الفرع الخامس

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الثاني

حرف الحاء

الفرع الخامس

الحاء والضاد والباء

الحِضْبُ والحُضْبُ جميعا، صوت القوس. والجمع أحْضابٌ.

والحَضْبُ والحِضْبُ، ضرب من الحيات. وقيل: هو الذكر الضخم منها كالأسود والحفاث. وقيل: هو حية دقيقة. وقيل: هو الأبيض منها. وقول رؤبة:  

وقد تَطَوَّيْتُ انْطِواءَ الحِضْبِ

يجوز أن يكون أراد التوتر، وأن يكون أراد الحية.

والحَضَبُ، الحطب، وقيل: هو كل ما أُلقي في النار من حطب وغيره. وقريء: -حَضَبُ جَهَنَم-.

وحَضَبَ النار يَحْضِبُها، رفعها.

والمِحْضَبُ، عود تحرك به النار عند الإيقاد قال الأعشى:

فلا تَكُ في حَرْضِنا مُحْضِبا

 

لِتَجْعَلَ قَوْمَك شَتَّى شُعوبا

وأحضابُ الجبل، جوانبه وسفحه، واحدها حِضْبٌ، والنون أعلى.

مقلوبه: - ح ب ض -

حَبِضَ القلب يَحْبِضُ حَبْضاً: ضرب ضربانا شديدا.

وحَبِضَ العرق يَحْبِضُ، وهو أشد من النبض.

وأصابت القوم داهية من حَبَضِ الدهر، أي من ضربانه.

وما به حَبَضٌ ولا نبض، أي حركة، لا يستعمل إلا في الجحد.

وحَبِضَ السهم يَحْبِضُ حَبْضاً وحُبُوضاً، وحَبض حَبْضاً وحَبَضا، وهو أن تنزع في القوس ثم ترسله فيسقط بين يديك ولا يصوب، وصوبه استقامته. وقيل: الحبْضُ: أن يقع بين يدي الرامي إذا رمى.

وحَبَضَ حق الرجل يَحْبِضُ حُبُوضاً، بطل. وأحبَضَه هو، أبطله.

وحبَضَ ماء الرَّكيَّة يحْبِضُ حُبوضاً، نقص وانحدر.

وحَبَض القوم يحْبضُونَ حُبُوضا، نقصوا. والحُباض، الضعف.

ورجل حابضٌ وحَبَّاضٌ، ممسك لما في يديه بخيل.

وحَبَض الرجل، مات، عن الَّلحيانيّ.

والمِحْبَضُ: مشور العسل ومندف القطن، وقد تقدم تفسير بيت ابن مقبل.

جَذْبَ المحابِضِ يحْلُجْنَ المحارِينا

مقلوبه: - ض ب ح -

ضَبَحَ العود بالنار يضْبَحُه ضَبْحا، أحرق شيئا من أعاليه، وكذلك اللحم وغيره.

وضَبَح القدح بالنار، لوحه. وقدح ضَبيحٌ ومَضْبوحٌ، ملوح. قال:

وأصْفَرَ مَضْبوحٍ نظَرْتُ حـوارَهُ

 

على النَّارِ واستودعتُه كَفَّ مُجْمدِ

أصفر، قدح، وذلك أن القدح إذا كان فيه عوج ثقف بالنار حتى يستوي. والمَضْبوحُ، حجر الحرة لسواده.

والضَّبْحُ: الرماد وهو من ذلك.

وضَبَحَتْه الشمس والنار تَضْبَحه ضَبْحا فانْضَبَح لوحته وغيرته. قال:

عُلِّقْتُها قبل انضِباح لوني

وضَبَح الأرنب، والأسود من الحيات، والبوم، والصدى، والثعلب، والقوس، يَضْبَح ضُباحا وضبيحا: صوت. أنشد أبو حنيفة في وصف قوس:

حَنَّانَةٌ من نَـشَـمِ أو تَـأْلَـبِ

 

تَضْبَحُ في الكَفِّ ضُباحَ الثعلَبِ

وقال سويد بن أبي كاهل:

نَفَى الأُسْدَ حتى إنما بِبِـلادِه

 

ثعالبُ منهُنَّ الضَّبيحُ التَّناصُرُ

يقول: لا تناصر لها إلا الضبيحُ.

وضَبَح يضْبَحُ ضَبْحا وضُباحا، نبح.و الضُّباح: الصهيل.

وضَبَحَت الخيل في عدوها، تَضْبَحُ ضَبْحا: أسمعت من أفواهها صوتا ليس بصهيل ولا حمحمة. وقيل: هو عدو دون التقريب. وفي التنزيل: -و العادياتِ ضَبْحا- وكان علي عليه السلام يقول: هي الإبل، يذهب إلى وقعة يدر. وقال: ما كان معنا يومئذ إلا فرس كان عليه المقداد.

والضَّبْحُ من الخيل أظهر عند أهل العلم، قال ابن عباس: ما ضَبَحتْ دابة قط، إلا كلب أو فرس. وقال ابن قتيبة في حديث أبي هريرة: "تَعِس عَبدُ الدينارِ والدّرْهمِ، الذي إن أُعْطِىَ مَدَحَ وضَبَح، وإن منع قبح وكلح، تعس فلا انتعش، وشيك فلا انتقش" معنى ضَبَح، صاح. وهذا كما يقال: فلان ينبح دونك، ذهب إلى الاستعارة. وقيل: الضَّبْحُ: الخضيعة التي تسمع من جوف الفرس. وقيل: الضَّبْحُ، شدة النفس عند العدو.و قيل الحمحمة. وقيل: هو كالبحح. وقيل: الضَّبْحُ في السير، كالضبع.

وضُبَيْحٌ: اسم.

الحاء والضاد والميم

الحَمْضُ من النبات، كل نبت مالح أو حامض يقوم على ساق ولا أصل له، وقال الَّلحيانيّ كل ملح أو حامض من الشجر كانت ورقته حية إذا غمزتها انفقأت بماء، وكان ذفر المشم ينقى الثوب إذا غسل به أو اليد فهو حمض، نحو الرمث والقضة والقلام والهرم والحرض والرغل والطرفاء وما أشبهها. وحَمَضَت الإبل تَحمُض حَمْضاً وحُموضاً، أكلت الحمض. وأحمضها هو.

وإبل حَمْضِيَّةٌ وحَمَضِيَّةٌ، مقيمة في الحَمْضِ الأخيرة على غير قياس. وبعير حَمْضِيٌّ، يأكل الحَمْضَ.

وأرض مُحْمِضَةٌ، كثيرة الحَمْض، وكذلك حَمْضِيَّةٌ. وحميضَةٌ، من أرضين حُمُضٍ، كثيرة الحَمْضِ.

والإحْماضُ، فعل قوم لوط بالنساء والرجال، وهو من هذا. ومنه قول أعرابية تتمنى بعلا: إن ضم قضقض، وإن دسر أغمض، وإن أخل أحْمَضَ.

والتحميضُ كالإحْماضِ، قال الزجاج: يروى أن ابن عمر سئل عن التحميض فقال: أو يفعل ذلك المسلمون؟ والحُموضَةُ: ما حذا اللسان كطعم الخل واللبن الحارز، نادر، لأن الفعولة إنما تكون للمصادر، حَمَضَ يحمَضُ حَمْضاً وحُموضةً، وحَمُضَ، الضم عن الَّلحيانيّ. وأحمضَه هو.

والمُحَمَّضُ: الحامِضُ من العنب. وحَمَّضَ، صار حامضا.

والحُمَّاضَةُ: ما في جوف الاترجة. والجمع حُمَّاضٌ.

والحُمَّاضُ: نبت جبلي، وهو من عشب الربيع، وورقه عظام ضخام فطح، إلا انه شديد الحَمْضِ يأكله الناس، وزهره أحمر وورقه اخضر مشرب حمرة كأن نصف لونه أحمر ونصفه اخضر، ويتناوس في ثمره مثل حب الرمان، يأكله الناس شيئا قليلا، واحدته حُمَّاضَةٌ. وقال أبو حنيفة: الحُمَّاضُ من العشب، وهو يطول طولا شديدا، وله ورقة عريضة، وزهرة حمراء، فإذا دنا يبسه ابيضت زهرته، والناس يأكلونه. قال الشاعر:

ماذا يؤَرّقُنِي والنومُ يُعـجـبُـنـي

 

من صَوْتِ ذي رَعَثات ساكنِ الدارِ

كأن حُمَّاضَةً في رأسِه نَـبَـتَـتْ

 

من آخِرِ الصَّيْفِ قد هَمَّتْ بإثمـارِ

فأما ما أنشد ابن الأعرابي من قول وبرة، وهو لص معروف، يصف قوما:

على رُءوسِهمُ حُمَّاضُ مَحْنِـيَةٍ

 

وفي صُدورِهمُ جَمْرُ الغَضَا يَقِدُ

فمعنى ذلك أن رءوسهم كالحُمَّاض في حمرة شعورهم، وأن لحاهم مخضوبة كجمر الغضا. وجعلها في صدورهم لعظمها حتى كأنها تضرب إلى صدورهم. وعندي انه إنما عنى قول العرب في الأعداء: صهب السبال، وإن لم يكونوا صهب السبال، وإنما كنى من الأعداء بذلك لأن الروم أعداء العرب، وهم كذلك، فوصف به الأعداء وإن لم يكونوا روما.

وفلان حامضُ الفؤاد في الغضب، إذا فسد وتغير عداوة.

وفؤاد حَمْض ونفس حَمْضَةٌ، تنفر من الشيء أول ما تسمعه.

وتَحَمَّض الرجل، تحول من شيء إلى شيء. وحمَّضَه عنه وأحمَضه، حوله.

والحَمْضَةُ، الشهوة إلى الشيء.

والحُمَّيْضَي: بت، وليس من الحُموضَة.

وحَمْضَةُ: اسم حي بلعاء بن قيس الليثي، قال:

ضَمِنْتُ لِحَمْضَةَ جِيرانَه

 

وذِمَّةَ بلْعاءَ أن تُؤكَـلا

معناه: أن لا تؤكل.

وبنو حُمَيضَةَ، بطن.

مقلوبه: - م ح ض -

المَحْضُ من كل شيء: خالص. ورجل مْحضُ الحسب، خالصه. والجمع مِحاضٌ، قال:

تجدْ قوما ذوي حَسبٍ وحـالٍ

 

كرَاما حيثُ ما حُبسوا مِحاضَا

والأنثى بالهاء. ورجل مَمْحوضُ الحسب، مَحْضٌ خالص. وفضة مَحْضَةٌ ومَحْضٌ وممحوضَةٌ، كذلك. قال سيبويه: وقالوا: هذا عربي مَحْضٌ ومَحْضاً، الرفع على الصف والنصب على المصدر، والصفة اكثر، لأنه من اسم ما قبله.

ولبن مَحْضٌ، خالص لم يخالطه ماء، حلوا كان أو حامضا.

ومَحضَ الرجل وأمحَضَه، سقاه اللبن المحض. وامتَحضَ هو، شرب المحْضَ. قال:

امتَحضَا وسقِّياني ضحيا

ورجل محض وماحض، يشتهي المحض، كلاهما على النسب.

وأمحَضَه الود وأمحضه له، أخلصه. وأمحضه الحديث والنصيحة، صدقه، وهو من الإخلاص قال:

قُلْ للغواني: أما فيكُنَّ فـاتـكةٌ

 

تَعْلو اللئيمَ بضربٍ فيه إمحَاضُ

والأُمحوضَةُ، النصيحة الخالصة.

مقلوبه: - م ض ح -

مَضَح الرجل عرض أخيه، يمضَحُه مَضْحا وأمضحه: شانه وعابه، قال:

لا تمْضَحْن عِرْضي فإني ماضحُ

عرْضَكَ إن شاتَمْتَني وقادحُ

في ساقِ مَنْ شاتمَني وجارحُ

وقال الفرزدق:

وأمضَحْتِ عرْضِي في الحياةِ وشِنْتِني

 

وأوقَدْتِ لي ناراً بـكـلِّ مَـكـانِ

الحاء والصاد والدال

حَصَدَ الزرع وغيره من النبات يحْصِدُه ويحْصُدُه حَصْداً وحَصاداً وحِصاداً، عن الَّلحيانيّ، قطعه بالمنجل. ورجل حاصِدٌ، من قوم حَصَدَةٍ وحُصَّادٍ.

والحِصَادُ والحَصَادُ، أوان الحَصْد. والحِصَادُ والحَصِيدُ والحصَدُ: الزرع المحْصودُ. وأحصد الزرع، حان له أن يُحْصَدَ. وأستَحْصَدَ، دعا إلى ذلك من نفسه. وقال ابن الأعرابي: أحصد الزرع وأستحْصَدَ، سواء.

 والحصِيدةُ، أسافل الزرع التي لا يتمكن منها المنجل. والحصِيدَةُ، المزرعة لأنها تُحْصَدُ. وقال أبو حنيفة: الحَصِيدُ، الذي حَصَدتْه الأيدي. وقيل: هو الذي انتزعته الرياح فطارت به. والمُحْصِدُ، الذي جف وهو قائم. والحَصَدُ، ما أحصد من النبات وجف قال النابغة:

يَمُدُّه كلُّ وادٍ مُتْـرَعٍ لـجِـبٍ

 

فيه حُطامٌ من اليَنْبوتِ والحصَدِ

وحصَدَهم يحْصُدُهم حَصْداً، قتلهم. قال الأعشى:

قالوا: البَقِيَّةَ، والهنْديُّ يحصُدُهْم

 

ولا بقِيَّةَ إلا الثأرُ، وانكشَفـوا

وقوله تعالى: -حتى جعلناهمْ حَصِيدا خامِدينَ- من هذا. وقوله تعالى: -منها قائمٌ وحَصِيد- قال الزجاج: حصِيدٌ، مخسوف به قد محى أثره، وقائم، أي بقيت حيطانه، وكذلك قوله:

يَزْرَعُها اللهُ من جُنْبٍ ويَحصدُها

 

فلا تقومُ لما تأتى به الصِّـرَمُ

كأنه يخلقها ويميتها.

وحصَدَ الرجل حَصْداً، مات، حكاه الَّلحيانيّ عن أبي طيبة وقال: هي لغتنا. قال، وإنما قال هذا لأن لغة الأكثر إنما هو: عصد.

والحَصَدُ، اشتداد الفتل واستحكام الصناعة: في الأوتار والحبال والدروع. حبل أحصَدُ وحصَدٌ ومُحْصَدٌ ومُستَحصِدٌ. وقول مليح الهذلي:

ماذا هنالِك من شيء فُجِعْتُ به

 

وحاجَةٍ لك تُطْوَى دونه الحَصَدُ

قال: أراد الرحال التي قد أحكمت، يقول: تطوى دونها الرحال.

ورجل مُحْصَدُ الرأي، محكمه، على التشبيه بذلك.

وأستَحْصَدَ حبله، اشتد غضبه.

ودرع حَصْداءُ، صلبة شديدة.

وأستحصَدَ القوم، اجتمعوا.

والحَصَادُ، نبات ينبت في البراق على نبتة الخافور يحبط الغنم. وقال أبو حنيفة: الحَصادُ يشبه السبط، قال ذو الرمة في وصف ثور وحش:

فاضَ الحَصَادَ والنَّصِيَّ الأغْيَدَا

والحَصَدُ، نبات أو شجر. قال الأخطل:

تَظَلُّ فيه بناتُ المَاء أنـجِـيَةً

 

وفي جوانبِه الينبوتُ والحَصَدُ

وحكى ابن جني عن احمد بن يحيى: حاصُودٌ وحواصِيدُ، ولم يفسره، ولا أدري ما هو.

مقلوبه: - د ح ص -

دَحَصَ يدحَصُ: أسرع.

ودحَصَت الشاة تدحَصُ، ضربت برجلها عند الذبح، وكذلك الوعل ونحوه. وكذلك إن مات من غرق ولم يذبح فضرب برجله، ومنه قول الأعرابي في صفة المطر والسيل: ولم يبق في القنان إلا فاحص مجرنثم أو داحِصٌ متجرجم. والدَّحّصُ إثارة الأرض.

مقلوبه: - ص د ح -

صدَح الرجل يَصْدَحُ صَدْحا وصُداحا، وهو صَدَّاحٌ وصَدُوحٌ وصَيْدحٌ. رفع صوته بغناء أو غيره. والصَّيْدَحُ والصَّدُوحُ والمِصْدَحُ، الصَّيَّاح.

وصدَح الطائر يَصْدَحُ صَدْحا وصُدَاحا، كذلك. قال حميد بن ثور:

مُطَوَّقَةٌ خَطْباءْ تَصْدَحُ كُـلَّـمـا

 

دنا الصيفُ وانزاح الربيعُ فأنجَما

والصَّدْحُ أيضا، شدة الصوت وحدته، والفعل كالفعل، والمصدر كالمصدر.

والصَّدُوحُ والصَّيْدَاحُ، الشديد الصوت، قال:

وذُعِرَتْ من زاجِرٍ وحْوَاحِ

مُلازمٍ آثارَها صَيْدَاحِ

وصدَحَ الحمار وهو صَدوحٌ، صوت. قال أبو النجم:

مُحشْرِجا ومَرَّةً صَدوحا

والصُّدْحَة والصَّدْحةُ والصَّدَحةُ، خرزة يستعطف بها الرجال. وقال الَّلحيانيّ: هي خرزة يؤخذ بها النساء الرجال.

والصَّدْح: حجر عريض.

والصَّدَح: العَلَم. والجمع أصْدَاحٌ، قال ذو الرمة:

ومنْ جوفِ أصْدَاحٍ يصيح بها الصَّدَى

 

لِمبِريَّةِ الأخفافِ صُفْرٍ غُـرورُهـا

وصَيْدحُ، اسم ناقة ذي الرمة قال:

سَمِعْتُ الناسَ ينتجعُون غَيْثا

 

فقلتُ لصَيْدحَ: انتجعي بلالا

لحاء والصاد والراء

حَصِرَ حَصَراً فهو حَصِرٌ، عَيَّ في منطقه وحَصِرَ صدره، ضاق. وفي التنزيل: -أو جاءوكُم حَصِرَتْ صدورُهم-، قيل: تقديره، قد حَصِرَتْ صدورهم. وقيل: تقديره، أو جاءوكم رجالا أو قوما، فحَصِرت صدورهم الآن في موضع نصب، لأنه صفة حلت محل موصوف منصوب على الحال، وفيه بعض صنعة لإقامتك الصفة مقام الموصوف، وهذا مما الشعر وموضع الاضطرار أولى به من النثر وحال الاختيار.

وكل من بعل بشيء فقد حَصِرَ، ومنه قول لبيد يصف نخلة:

أعرضْتُ وانتصبتْ كجِذعِ مُنِيفةٍ

 

جرداءَ يَحْصُرُ دوَنها جُرَّامُهـا

أي تضيق صدورهم بطول هذه النخلة.

والحَصُورُ من الإبل، الضيقة الأحاليل. وقد حَصُرتْ وأحْصَرَت.

وحَصَرَهُ يَحصُرُهُ حَصْراً فهو محْصورٌ وحصِيرٌ، وأحْصَره، كلاهما: حبسه عن السفر وغيره. وفي التنزيل: -فإنْ أُحْصِرتُم فما استَيْسَر من الهَدْيِ- وقوله عز وجل: -للفُقَرَاءِ الذين أُحْصِروا في سبيل اللهِ- قيل: أحْصَرهم فرض الجهاد، أي منعهم من التصرف. وقيل: معناه، أحصرهم عدوهم لأنه شغلهم بجهادهم له.

والحَصِيرُ، الملك، سمي بذلك لأنه محصُورٌ أي محجوب.

والحصيرُ، المحبس. وفي التنزيل: -و جَعَلْنَا جَهَنَمَ للكافِرِين حَصِيراً-. وحَصَرَه المرض: حبسه، على المثل. وحصيرَةُ التمر، الموضع الذي يُحْصَرُ فيه. والحِصارُ: المحبس، كالحصير.

والحُصْرُ والحُصُرُ: احتباس البطن. وقد حُصِرَ غائطه وأُحْصِرَ.

ورجل حَصِرٌ، كتوم للسر حابس له لا يبوح به. قال:

وقد تَسَقَطَّنِي الوُشاةُ فَصَادَفوا

 

حَصِراً لِسِرّكِ يا أُمَيمُ ضَنِينا

والحصيرُ والحَصُورُ، الممسك البخيل، وروى بيت الأخطل باللغتين جميعا:

وشارِبٍ مُرْبحٍ بالكأسِ نادَمني

 

لا بالحَصُورِ ولا فيها بِسوَّارِ

والحَصُورُ: الهيوب المحجم عن الشيء، وعلى هذا فسر بعضهم هذا البيت.

والحَصُورُ، الذي لا إربة له في النساء. وكلاهما من ذلك. وفي التنزيل في صفة يحيى: -و سيِّداً وحصُورا- قال ابن الأعرابي: هو الذي لا يشتهي النساء ولا يقربهن، وأما العاقر فهو الذي يأتيهن ثم لا يولد له.

وكله من الحبس والاحتباس.

والحصِيرُ: الطريق. والجمع حُصُرٌ، عن ابن الأعرابي وأنشد:

لمَّا رأيتُ فِجاجَ البيدِ قد وضَحَتْ

 

ولاحَ من نُجُدٍ عادِيَّةٌ حُـصُـرُ

نُجُدٌ: جمع نَجْدٍ، كسَجْلٍ وسُجُلٍ. وعادية قديمة.

وحَصَرَ الشيء يحصُره حَصْراً، استوعبه.

والحَصِيُر وجه الأرض. والجمع أحْصِرةٌ وحُصُرٌ.

والحصِيرُ: سقيفة تصنع من بردي وأسل ثم تفترش. سمي بذلك لأنه يلي وجه الأرض. وقول أبي ذؤيب يصف ماء مزج به خمر:

تَحَدَّرَ عن شاهقٍ كالحَصِـي

 

رِ مُسْتَقْبلِ الريحِ والفيءُ قَرّْ

يقول: تنزل الماء من جبل شاهق له طرائق كشطب الحَصِيرِ.

والحَصِيرانِ: الجنبان. وقيل: الحَصِيرُ، ما بين العرق الذي يظهر في جنب البعير والفرس معترضا، فما فوقه إلى منقطع الجنب. وحصيرا السيف، جانباه. وحصيره، فرنده لذي تراه كأنه مدب النمل، قال زهير:

بِرَجمٍ كوقْعِ الهُنْدُوانيّ أخْلَصَ ال

 

صياقِلُ منه عن حَصِيرٍ وروْنَقِ

والحِصارُ والمحْصَرَةُ، حقيبة تلقى على البعير ويرفع مؤخرها فيجعل كآخرة الرحل، ويحشى مقدمها فيكون كقادمة الرحل. وقيل هو مركب يركب به الراضة وقيل: هو كساء يطرح على ظهره يكتفل به. وحَصَرَ البعير يَحْصُرُهُ ويَحْصِرُه حَصْراً واحتصَرَهُ، شدَّه بالحِصَارِ.

والمِحْصَرَةُ، قتب صغير يُحْصَرُ به البعير ويلقى عليه أداة الراكب.

وذو الحصِيرِ: رجل من بني عمرو بن سنبس. قال حاتم طيء:

أوْ ذو الحَصِيرِ وفارِسٌ ذو مِرَّةٍ

 

بِكَتيبةٍ مَنْ يثقـفـوهُ يفْـرَسِ

مقلوبه: - ح ر ص -

الحِرْصُ: شدة الإرادة والشره إلى المطلوب. وقد حَرَصَ عليه يحرُصُ ويحرُصُ حِرصاً وحَرَصاً، وحَرِصَ حَرصاً. وقول أبي ذؤيب:

ولقد حَرِصتُ بأن أدافعَ عنهُم

 

فإذا المَنِيَّةُ أقْبَلَتْ لا تُـدفَـعُ

عداه بالباء لأنه في معنى هممت، والمعروف: حَرَصْتُ عليه.و رجل حرِيصٌ من قوم حُرَصَاءَ وحِرَاصٍ. وامرأة حريصَةٌ من نسوة حِراصٍ وحَرائِصَ.

وحرَصَ الثوب يحْرِصُهُ حَرْصاً، خرقه. وقيل: هو أن يدقه حتى يجعل فيه ثقبا وشقوقا. والحَرْصَةُ من الشجاج، التي حَرَصَتْ من وراء الجلد ولم تحرقه. والحَارصَةُ والحَريصَةُ، أول الشجاج وهي التي تحرص الجلد أي تشقه قليلا.

وحَرَصَ القصَّار الثوب: شقه.

والحَريصَةُ: السحابة التي تحرص وجه الأرض، تقشره من شدة وقعها، قال الحويدرة:

ظَلَمَ البِطاحَ لهم هِلالُ حَرِيصَةٍ

 

فَصَفا النِّطافُ لهم بُعْيدَ المَقْلعِ

يعني:مطرت في غير وقت مطرها، فلذلك قال: ظلم.

والحِرْصِيان: قشرة رقيقة بين الجلد واللحم يقشرها القصاب بعد السلخ، وجمعها حِرْصِياناتٌ، ولا تكسر.

وأرض محْرُوصَةٌ، مرعية مدعثرة.

والحَرْصَةُ، كالعرصة.

مقلوبه: - ص ح ر -

الصحْرَاءُ من الأرض: المستوية في لين وغلظ دون القف، وقيل: هي الفضاء الواسع الذي لا نبات به. والجمع صَحْراواتٌ وصحَارٍ، ولا يكسر على فعل لأنه وإن كان صفة فقد غلب عليه الاسم.

وأصْحَرَ القوم، برزوا في الصحراء.

وأصحَر الرجل: إذا اعورَّ كأنه أفضى إلى الصحراء التي لا خمر بها فانكشف.

والصُّحْرَةُ: جوبة تنجاب في الحرة، وتكون أرضا لينة تطيف بها حجارة. والجمع صُحَرٌ، لا غير. قال أبو ذؤيب يصف يراعا:

سَبِيٌّ من يَراعَتِهِ نَفـاهُ

 

أتىٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولُوبُ

ولقيه صَحْرَةَ بحرة، إذا لم يك بينه وبينه شيء. وأخبره بالأمر صَحْرَةَ بحرة، وصُحْرةَ بحرة، أي قبلا لم يكن بينه وبينه أحد. وأبرز له ما في نفسه صِحاراً، كأنه جاهره به جهارا.

والأصْحَرُ، قريب من الأصهب. واسم اللون، الصَحَرُ والصُّحْرَة. وقيل: الصحَرُ، غبرة في حمرة خفية إلى بياض قليل، قال ذو الرمة:

يحدو نَحائصَ أشْباها مُحَمْـلَـجَةً

 

صُحْرَ السرَابِيلِ في أحشائها قَبَبُ

وقيل: الصُّحْرَةُ حمرة تضرب إلى غبرة. واصحارَّ النبت، إذا أخذت فيه حمرة ليست بخالصة ثم هاج واصفرَّ.

واصحارَّ السنبل، احمرَّ. وقيل: ابيضَّت أوائله.

وأتان صَحُوُرٌ، فيها بياض وحمرة.

والصَّحُورُ أيضا، الرموح، يعني النفوح برجلها.

والصحِيرَةُ، اللبن الحليب يغلي ثم يصب عليه السمن فيشرب شربا. وقيل: هي محض الإبل والغنم من المعزى، إذا احتيج إلى الحسو وأعوزهم الدقيق فلم يكن بأرضهم طبخوه ثم سقوه العليل حارا. وصحَرَه يَصْحَرُه صَحْراً، طبخه. وقيل: إذا سخن الحليب خاصة حتى يحترق فهو حصيرَةٌ، والفعل كالفعل. وقيل: الصحيرةُ اللبن الحليب يلقى فيه الرصف أو يجعل في القدر فيغلى به فور واحد حتى يحترق. والاحتراق قبل الغلي، وربما جعل فيه دقيق، وربما جعل فيه سمن. والفعل كالفعل.

والصُحَيرَاءُ، ممدود على مثال الكديراء: صنف من اللبن، عن كراع ولم يعيينه.

والصَّحِيرُ: من صوت الحمير. صَحر الحمار يَصْحَرُ صَحِيرا وصُحاراً، وهو أشد من الصهيل في الخيل.

وصُحارُ الخيل، عرقها، وقيل حُمَّاها.

وصَحَرتْه الشمس، آلمت دماغه.

وصُحْرٌ: اسم أخت لقمان بن عاد وصُحارُ: اسم رجل. قال جرير:

لقيِتْ صُحارَ بني سِنانٍ فِيهـم

 

جَرِبا كأعظَمِ ما يكون صُحارُ

ويروى: كأقطم ما يكون صُحارُ.

وصُحارُ: قبيلة.

وصُحارُ: مدينة عمان.

مقلوبه: - ص رح -

الصَّرَحُ والصريحُ والصِّرَاحُ والصُّرَاحُ، والكسر أفصح، الخالص من كل شيء. رجل صَريحٌ وقوم صَريحٌ وصُرَحاءُ، وهي أعلى. والاسم الصَّرَاحةُ والصُّروحَةُ.

وصَرَح الشيء، خلص.

وفرس صَريحٌ من خيل صَرائحَ، خالص. قال طفيل:

عناجيجُ من آلِ الصريحِ ولاحقٍ

 

مغاويرُ فيها للأريبِ مُعَقَّـبُ

غلبت الصفة على هذا الفحل فصارت له اسما وأتاه بالأمر صُراحِيَةً، أي خالصاً.

وخمر صُرَاحٌ وصُرَاحِيَةٌ، خالصة لم تشب بمزج.

والصُّرَاحِيَّة: آنية للخمر. قال ابن دريد: ولا أدري ما صحته.

والصَّرَح: الأبيض الخالص من كل شيء، قال الهذلي:

تَعْلو السيوفُ بأيدينا جماجمَهُـمْ

 

كما يُفَلَّقُ مَروُ الأمْعَزِ الصَّرَحُ

وأبيض صَرَاحٌ، كلياح، خالص ناصع. ولبن صريح، ساكن الرغوة خالص. وفي المثل: برز الصَّريحُ بجانب المتن. يضرب هذا للأمر الذي وضح.

وناقة مِصْرَاحٌ: قليلة الرغوة خالصة اللبن.

وبول صريحٌ: خالص ليس عليه رغوة.

وصَرَّحَت الخمر: انجلى زبدها فخلصت. وتَصَرَّحَ الزبد عنها: انجلى فخلص.

وكذب صُرْحانٌ: خالص، عن الَّلحيانيّ.

ولقيته مُصارحَةً وصِرَاحا وصُراحا، أي مواجهة. قال:

قد كنت أنـذرتُ أخـا مُـبـاحِ

عَمْراً، وعَمْرٌو عُرْضَةُ الصُّراحِ

وكذب صُرَاحِيَةٌ وصُرَاحِيٌّ وصِراحٌ: بيِّن يعرفه الناس.

وتكلم بذلك صُرَاحا وصِرَاحا، أي جهارا. وصَرَّحَ بما في نفسه وصارَحَ، أبداه. أنشد: أبو زياد:  

وإني لأكْنِى عن قَذُورَ بِغيرِها

 

وأُعْرِب أحيانا بها فأصارِحُ

 

أمنحدِراً ترِمي بكَ العيسُ غُربةً

 

ومُصْعِدَةً، برْحٌ لِعَيْنَيكَ بـارحُ

والصُّرَاحُ: اللبن الرقيق الذي أكثر ماؤه فترى في بعضه سمرة من مائه وخضرة.

والصُّرَاحُ: عرق الدابة يكون في اللبد كذا حكاه كراع بالراء، والمعروف: الصماح.

والصَّرْحُ: بيت واحد يبنى منفردا ضخما طويلا في السماء. وقيل: هو كل بناء متسع مرتفع. وقيل: هو القصر. وقيل: هو كل بناء عال مرتفع. وفي التنزيل: -إنَّه صَرْحٌ مُمَرَّدٌ- والجمع صروح، قال أبو ذؤيب:

على طُرُقٍ كنُحورِ الظِّـبـا

 

ءِ تحسِب آرامَهُنَّ الصُّروحا

والصَّرْحُ، الأرض المملسة.

وصَرْحَةُ الدار: ساحتها.

والصَّرْحَةُ: متن من الأرض مستو، قال الراعي:

فَتْخاءُ لاحَ لها بالصَّرْحَةِ الذيبُ

والصَّريحُ: اسم فرس لبني نهشل.

والصَّرْحةُ: موضع.

وصِرْواحٌ: حصن باليمن أمر سليمان الجن فبنوه لبلقيس.

مقلوبه: - ر ص ح -

الرَّصَحُ: لغة في الرسح. رجل أرْصَحُ وامرأة رصْحاءُ.

مقلوبه: الحاء والصاد واللام

الحاصِلُ من كل شيء: ما بقي وثبت، وذهب ما سواه، يكون من الحساب والأعمال ونحوهما. حصَلَ يَحصُلُ حُصولاً. والتحصِيلُ، تمييز ما يحْصُل، والاسم الحَصِيلَةُ، قال لبيد:

وكل امرِئٍ يوما سيُعْلَم سَعْـيُه

 

إذا حُصِّلَتْ عند الإلهِ الحَصائلُ

والمحْصولُ، الحاصِلُ. وهو أحد المصادر التي جاءت على مفعول، كالمعمول والميسور والمعسور. وتحصل الشيء، تجمع وثبت.

وحَصِلَت الدابة حَصَلاً، أكلت التراب فبقى في جوفها ثابتا، وإذا وقع في الكرش لم يضرها، وإذا وقع في القبة قتلها.

وقيل: الحصَلُ: أن يثبت الحصا في لاقطة الحصا، وهي ذوات الأطباق في قطنة البعير، فلا تخرج في الجرة حين يجتر فربما قتل إذا توكأت على جردانه.

والحَصَلُ، ما تناثر من حمل النخلة وهو أخضر غض مثل الخرز الخضر الصغار. والحَصَلُ، البلح قبل أن يشتد وتظهر تفاريقه، واحدته حَصَلَةٌ، قال:

مُكَمَّمٌ جَبَّارُها والجعْلُ

يَنْحتُّ منهنَّ السَّدَى والحَصْلُ

سكَّن للضرورة. وقيل: هو الطلع إذا أصفر، وقد حصَّلَ النخل. وقيل: التحصيل استدارة البلح. وقيل: أحْصَل البلح إذا خرج من تفاريقه صغارا.

والحَصَلُ من الطعام:ما يخرج منه فيرمى به، من دنقة وزؤان ونحوهما. وقال أبو حنيفة: الحصَلُ والحُصالةُ مابقي من الشعير والبر في البيدر إذا نقي وعزل رديئه. وقال الَّلحيانيّ: الحُصالَةُ ما يخرج منه فيرمى به إذا كان أجَلَّ من التراب والدقاق قليلا.

والحَصِيلُ، ضرب من النبات. حكاه ابن دريد عن الحرمازي قال: ولا أدري ما صحته.

والحَوْصَلُ والحوصَلَةُ والحوصَلاءُ من الطائر والظليم، بمنزلة المعدة للإنسان.

واحوَنْصَلَ الطائر: ثنى عنقه وأخرج حَوْصَلَتَه.

وحَوْصَلَةُ الإنسان وكل شيء: مجتمع الثفل أسفل من السرة. وقيل: الحَوْصَلَة، المريطاء وهو أسفل البطن إلى العانة. وقيل هو ما بين السرة إلى العانة.

وناقة ضخمة الحَوْصَلَةِ، أي البطن.

والمُحَوْصِلُ، الذي يخرج أسفله من قبل سرته مثل بطن الحبلى.

والحَوْصَلُ، الشاة التي عظم من بطنها ما فوق سرتها.

وحَوْصَلَةُ الحوض، مستقر الماء في أقصاه.

وحَوْصَلاءُ والحَوْصَلاءُ: موضع.

مقلوبه: - ص ح ل -

صَحِلَ صوته صَحَلا فهو أصحَلُ وصحِلٌ، بح. قال في صفة الهاجرة:

يَصْحَل صَوْتُ الجُنْدبِ المُرَنِّمِ

وقيل: الصَحَلُ: حدة الصوت مع بحح. وقال الَّلحيانيّ: الصحَلُ من الصياح. قال: والصَّحَلُ أيضا، انشقاق الصوت وأن لا يكون مستقيما، يزيد مرة ويستقيم أخرى. قال: والصَّحَلُ أيضا، أن يكون في صدره جشرة.

مقلوبه: - ل ح ص -

اللَّحْصُ واللَّحَصُ: الضيق.

ولحِصَ لَحصاً: نشب. والتحصَهُ الشيء نشب فيه. ولَحاصِ: فَعالِ من ذلك. قال امية بن أبي عائذ الهذلي:

قد كنتُ خَرَّاجا ولُوجا صَـيرَفـا

 

لم يلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحاصِ

ولحَاصِ أيضا، السنة الشديدة. والتَحَصَتْ ما عند القوم، ذهبت به.

والتَحصَتْ عينه، لزقت. والتَحصَت الإبرة، التصقت وانسد سمها.

ولحَّصَ لي فلان خبرك وأمرك، بينه شيئا فشيئا.

ولحَّصَ الكتاب: أحكمه.

مقلوبه: - ص ل ح -

الصَّلاحُ ضد الطلاح. صَلَحَ يَصْلَحُ ويَصْلحُ صلاحا وصُلُوحا فهو صالحٌ وصليحٌ، الأخيرة عن ابن الأعرابي. والجمع صُلَحاءُ وصُلُوحٌ. وقوله تعالى: -و نبِياً من الصالِحِين- قال الزجاج: الصالحُ: الذي يؤدي إلى الله عز وجل ما افترض عليه، ويؤدي إلى الناس حقوقهم. وقوله تعالى: -دَعَوَا اللهَ ربَّهما لئِن آتَيْتَنا صالحًا-. و-فَلَمَّا آتاهُما صَالحا جَعَلا له شُرَكاءَ- يروى في التفسير أن إبليس عليه اللعنة جاء إلى حواء فقال: أتدرين ما في بطنك. قالت: لا أدري. فقال: لعله بهيمة، فقال: إن دعوت الله أن يجعله إنسانا، أتسمينه باسمي؟ قالت: نعم. فسمته عبد الحارث. وقيل: آتاهما صالحا، أي آتاهما الله ذكرا وثناء، جعلا له شركاء، يعني به الذين عبدوا الأصنام. هذا قول الزجاج.

وصَلُح، كَصَلَح. قال ابن دريد: وليس صَلُحَ بثبت.

ورجل صالح في نفسه من قوم صُلَحاءَ وصالِحينَ. وقوله عز وجل: -و إنَّه في الآخرَةِ لمِن الصالِحينَ-. أراد الفائزين، لأن الصالحَ في الآخرة إنما هو الفائز. ومُصْلحٌ في أعماله وأموره: -إنما نحنُ مُصْلِحُونَ- يحتمل وجهين: أحدهما أنهم يظهرون أنهم يُصْلحونَ، والثاني يحتمل أن يريدوا أن هذا الذي يسمونه إفسادا هو عندنا إصْلاحٌ.

وقوله تعالى: -إنا لا نُضِيعُ أجْرَ المصِلحينَ-. المُصْلحُ، المقيم على الأيمان المؤدي فرائضه اعتقادا وعملا. وقد أصْلَحه الله.

وربما كنوا بالصَّالحِ عن الشيء الذي هو إلى الكثرة كقول يعقوب: مغرت في الأرض مغرة من مطر وهي مطرة صالحةٌ وكقول بعض النحويين، أراه ابن جني: وقد أبدلت التاء من الواو إبدالا صالحا. وكقول الزجاج في قوله تعالى: -فأسْرِ بأهْلِكَ بقطْعٍ من الليلِ- أي بعد ما مضى شيء صالحٌ منه فاستعمله في الزمان.

وأصلح الشيء بعد فساد، أقامه.

وأصلحَ الدابة: أحسن إليها، فصَلَحَتْ.

والصُّلْحُ: السلم. وقد اصطلحوا واصَّلَحوا وتَصَالحوا واصّالحوا، قلبوا التاء صادا وأدغموها في الصاد وقوم صُلْحٌ، مُتَصالِحون، كأنهم وصفوا بالمصدر. وأصلح ما بينهم، وصالَحهم مُصَاَلحةً وصِلاحا، قال بشر بن أبي خازم:

يَسومونَ الصَّلاحَ بذاتِ كَهفٍ

 

وما فيها لهم سَلَـعٌ وقـارُ

وصَلاحِ وصَلاحُ: من أسماء مكة، يجوز أن يكون من الصُّلْحِ لقوله عز وجل: -حَرماً آمِنا- ويجوز أن يكون من الصلاح.

وصالحٌ ومُصْلحٌ وصُلَيحٌ: أسماء.

والصِّلْحُ: نهر بميسان.

الحاء والصاد والنون

حَصُنَ المكان حَصَانَةً فهو حَصِينٌ، منع وأحْصَنَه وحصَّنه. والحِصْنُ، كل موضع حَصِينٍ لا يوصل إلى ما في جوفه. والجمع حُصون.

ودرع حَصِينٌ وحَصِينَةٌ، محكمة، قال ابن أحمر:

همُ كانوا اليَدَ اليمنى وكانـوا

 

قِوامَ الظَّهْرِ والدّرْعَ الحصِينا

ويروى: اليد العليا، ويروى: الوثقى. وقال الأعشى:

وكُلّ دِلاصٍ كالأضَاةِ حَصِينةٍ

 

ترى فضلها عن رَبِّها يتذَبْذَبُ

وامرأة حَصَانٌ:عفيفة، ومتزوجة أيضا، من نسوة حُصُنٍ وحَصَاناتٍ: وحاصِنٌ من نسوة حواصِنَ وحاصِناتٍ. وقد حَصُنَتْ حِصْنا وحُصْنا وحَصْنا وتحَصَّنَتْ. وفي التنزيل -إن أرَدْنَ تحَصُّنا-. وأحصَنها البعل وحصَنَّهَا. وأحصنتْ نفسها. وقريء: "و المُحصَناتُ"، "المُحْصِنات" وفي التنزيل: -التي أحْصَنَتْ فَرْجَها-.

ورجل مُحْصَنٌ: متزوج. وقد أحْصَنَه التزوُّج. وحكى ابن الأعرابي: أحْصَنَ الرجل فهو مُحْصَن، بفتح الصاد فيهما، نادر. ونظيره: ألْفج فهو ملفج، وأسهب في كلامه فهو مسهب، وأسهم فهو مسهم، في معناه. وقوله تعالى: -و الذين يرمُونَ المُحْصَناتِ- قال أبو علي: معناه المسلمات، بدليل أن الحد يلزم القاذف للمسلمة وإن لم تكن متزوجة. قال سيبويه: وقالوا: بناء حَصِينٌ وامرأة حَصَانٌ، فرَّقوا بين البناء والمرأة حين أرادوا أن يخبروا أن البناء محرز لمن لجأ إليه، وأن المرأة محرزة لفرجها.

واستعار الشماخ الحَصَانَ للدُّرَّةِ لشرفها ومنعة مكانها فقال:

كأنَّ حَصَانا فَضَّها القَيْنُ حُـرَّةً

 

لَدَى حيث يُلْقَى بالفِناءِ حَصِيرُها

والحِصَانٌ: الفحل من الخيل. والجمع حُصُنٌ. قال ابن جني: قولهم: فرس حِصَانٌ، مشتق من الحَصَانةِ، لأنه محرز لفارسه كما قالوا في الأنثى: حجر، وهو من حجر عليه، أي منعه.

وتحصَّنَ الفرس، صار حِصَانا.

والحواصِنُ من النساء، الحبالى. قال:

تُبيلُ الحَوَاصِنُ أبوَالَها

وأحْصَنَت المرأة، حملت. وكذلك الأتان. قال رؤبة:

قد أحصَنَتْ مثلَ دَعاميصِ الرَّنَقْ

أجنَّةً في مُستَكِنَّاتِ الحَلَقْ

عداه لما كان معناه حملت.

والمِحْصَنُ: القفل.

والمِحْصَنُ: المكتلة التي هي الزنبيل، ولا يقال: مِحْصَنَةٌ.

والحِصْنُ: الهلال.

وحُصْينٌ: اسم رجل.

وحُصَينٌ: موضع، عن ابن الأعرابي وأنشد:

أقولُ إذا ما أقلَعَ الغيثُ عنهمُ

 

أمَا عَيْشُنا يومَ الحُصَينِ بعائدِ

والحِصْنانِ: موضع، النسب إليه حصني، كراهية اجتماع إعرابيين، وهو قول سيبويه، وقال بعضهم: كراهية اجتماع النونين.

والثعلب يكنى أبا الحِصْنِ.

وبنو حِصْنٍ: حي.

والحِصنُ: ثعلبة بن عكابة، وتيم اللات، وذهل، سموا بذلك للحصْنِ الذي كانوا يسكنونه باليمامة. قيل: وإنما سمي ثعلبة ابن عكابة الحِصْنَ لأنه حَصَّن الغنيمة من الضحيان، أي منعها.

ومِحْصَنٌ: اسم.

ودارة مِحْصَنٍ، موضع، عن كراع.

مقلوبه: - ص ح ن -

الصَّحْنُ: ساحة وسط الدار والفلاة ونحوهما من متون الأرض وبطونها. والجمع صُحونٌ، لا يكسر على غير ذلك. قال:

ومَهْمَهٍ أغْبَرَ ذي صحُونِ

والصَّحْنُ: شبه العس العظيم إلا أن فيه عرضا وقرب قعر. وقيل: هو القدح لا بالصغير ولا بالكبير. قال عمرو بن كلثوم:

ألا هُبِّي بصَحْنِكِ فاصبَحينا

 

ولا تُبْقِنَّ خمْرَ الأنْدَرِينـا

ويروى: ولا تبقى خمور. والجمع أصحُنٌ وصِحانٌ، عن ابن الأعرابي وأنشد:

من العِلابِ ومن الصّحانِ

والصَّحْنُ: باطن الحافر.

وصحْنُ الأذن: داخلها، وقيل: محارتها. وصحنا أذني الفرس، متسع مستقر داخلهما.

والمِصْحَنَةُ، إناء نحو القصعة. وتَصَحَّن السائل الناس، سألهم في قصعة وغيرها.

وصحنَتْه الفرس صَحْنا، ركضته برجلها. وفرس صَحُونٌ، رامحة.

وأتان صَحُونٌ، فيها بياض وحمرة.

وصَحَنَ بين القوم صَحْنا، أصلح.

والصَّحْنةُ، بسكون الحاء، خرزة يؤخذ بها النساء والرجال، هذه عن الَّلحيانيّ.

والصِّحْنا والصِّحْناةُ: الصير.

مقلوبه: - ن ح ص -

النَّحُوصُ: الأتان الوحشية الحائل. قال النابغة:

نحوصٌ قد تَفَلَّقَ فائلاها

 

كأنَّ سَراتَها سُبَدٌ دَهينُ

وقيل: النَّحوصُ التي في بطنها ولد. والجمع نُحُصٌ ونَحائصُ، قال ذو الرمة:

يَقْرو نحائصَ أشْباها مُحَمْلِـجةً

 

قُوداً سَمَاحجَ في ألوانِها خَطَبُ

وقوله، أنشده ثعلب:

حتى دفَعْنا لشَبوبٍ وابصِ

مُرْتَبعٍ في أربعٍ نحائصِ

يجوز أن يعني بالشبوب الثور، وبالنحائصِ البقر استعارة لها، وإنما أصله في الأتن، ويدلك على إنها بقر قوله بعد هذا:

يَلْمَعْنَ إذ وَلَّيْنَ بالعَصَاعِصِ

فاللموع إنما هو من شدة البياض، وشدة البياض إنما يكون في البقر الوحشي، ولذلك سميت البقرة مهاة، شبهت بالمهاة التي هي البلور لبياضها، وقد يجوز أن يعني بالشبوب الحمار استعارة له، وإنما أصله للثور، فتكون النحائص حينئذ هي الأتن. ولا يجوز أن يكون الثور وهو يعني بالنحائِص الأتن، لأن الثور لا يراعي الأتن ولا يحاورهن، فإن كان في الإمكان أن يراعي الثور الحمر ويحاورهن فالشبوب هنا الثور، والنحائص الأتن، وسقطت الاستعارة عن جميع ذلك، وربما كان في الأتن بياض فلذلك قال:

يَلْمَعْنَ إذ وَلَّيْنَ بالعَصَائِصِ

والنُّحْصُ: أصل الجبل.

مقلوبه: - ن ص ح -

نَصَحَ الشيء: خلص. قال ساعدة بن جؤية:

فأزال ناصِحَها بأبيضَ مُفرِطٍ

 

من ماءِ ألهابٍ بهنّ التأْلَـبُ

والنُّصْحُ: نقيض الغش، مشتق منه. نَصَح له ونصَحَه يَنْصَحُ نُصْحا ونُصوحا ونصيحةً ونِصاحةً ونَصَاحِيَةً. وفي التنزيل: -و أنْصَحُ لكم- قال النابغة:

نصَحْتُ بني عَوْفٍ فلم يتَقَبَّلـوا

 

رسولي ولم تنْجَحْ لديهم وسائلي

ورجل ناصِحُ الجيب: نقي الصدر لا غش فيه، كقولهم: طاهر الثوب، وكله على المثل، قال النابغة:

أبْلِغ الحارِثَ بنَ هندٍ بأني

 

ناصحُ الجيْبِ باذِلٌ للثوابِ

وتوبة نَصُوحٌ، لا يعاود معها ذنب. وقيل: لا ينوي معها معاودة المعصية. وقوم نُصَّحٌ ونُصَّاحٌ.

والتنصيحُ، كثرة النصْحِ، ومنه قول أكثم ابن صيفي: يا بني إياكم وكثرة التنصيحِ فإنه يورث التهمة.

ونَصَح الثوب ينصَحُه نَصْحا، وتنصَّحَه: خاطه. ورجل ناصِحٌ وناصِحيٌّ ونَصَّاحٌ، خائط. والنِّصَاحُ: الخيط، والجمع نُصُحٌ ونِصَاحَةٌ، الكسرة في الجمع غير الكسرة في الواحد، والألف فيه غير الألف، والهاء لتأنيث الجمع. والمِنْصَحَةُ، المخيطة. والمِنْصَحُ، المخيط.و فيه مُنْتَصَّحٌ لم يصلحه أي موضع خياطة ومترقع، قال ابن مقبل:

ويُرْعَدُ إرْعادَ الهجينِ أضاعَـه

 

غَدَاةَ الشَّمالِ الشَّمْرَخُ المُتَنصَّحُ

وأرض مَنْصوحَةٌ، متصلة بالغيث كما يُنْصَحُ الثوب، حكاه ابن الأعرابي، وهذه عبارة رديئة، إنما المنْصوحَةُ الأرض المتصلة النبات بعضه ببعض، كأن تلك الجوب التي بين أشخاص النبات خيطت حتى اتصل بعضها ببعض.

ونَصَحَ الرجل الرِّي نُصْحا، إذا شرب حتى يروى. وكذلك نَصَحَت الإبل تَنْصَحُ نُصوحا، قال:

هذا مَقامي لكِ حتى تَنْصَحي

رِيّا وتختاري بلاطَ الأبْطَحِ

البلاط، القاع. وأنْصَحَ الإبل، أرْوَاها.

والنِّصَاحاتُ، الجلود، قال الأعشى يصف شربا:

فترى القومَ نَشاوَي كلَّهـم

 

مِثلَما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ

والنَّصْحاءُ ومَنْصَحٌ، موضعان. قال ساعدة بن جؤية:

لهُنَّ بما بين الأصاغي ومَنْصحٍ

 

تَعاوٍ كما عَجَّ الحجيجُ المُلَبِّـدُ

الحاء والصاد والفاء

الحصَافَة: ثخانة العقل. حَصُف حَصافَةً، وهو حَصِفٌ وحَصِيفٌ، قال:

حَديثُكَ في الشِّتاءِ حديثُ صيفٍ

 

وشِتويّ الحديثِ إذا تَصِـيفُ

فتَخْلِطُ فيه من هـذا بـهـذا

 

فما أدرِي أ أحمَقُ أم حَصِيفُ

فأما حَصِفٌ فعلى النسب، وأما حصيف فعلى الفعل.

وكل محكم لا خلل فيه، حَصِيفٌ.

وثوب حَصِيفٌ ومُحْصَفٌ، كثيف قوي. والمُحْصَفُ من الحبال، الشديد الفتل. وقد استحْصَفَ.

والمُستَحْصِفَةُ، المرأة الضيقة اليابسة. وقيل: هي التي تيبس عند الغشيان، وذلك مما يستحب.

واستَحْصَفَ علينا الزمان: اشتد.

واستَحْصَفَ القوم، اجتمعوا.

والإحْصَافُ: أن يعدو الرجل عدوا فيه تقارب.

وأحْصَفَ الفرس، عدا عدوا شديدا. وقال الَّلحيانيّ: يكون ذلك في الفرس وغيره مما يعدو. وقيل: الإحْصَافُ، أقصى الحضر، قال العجاج:

ذارٍ وإنْ لاَقى العَزازَ أحْصَفا

والحَصَفُ، بثر صغار يقيح ولا يعظم، وربما خرج من مراق البطن أيام الحر. وقد حَصِفَ حَصَفا.

والحصِيفُ، الحية، طائية.

مقلوبه: - ح ف ص -

حفَص الشيء يحفِصه حَفْصا: جمعه. والحُفاصةُ: اسم ما حُفِص.

وحفَصَ الشيء: ألقاه، والضاد أعلى، وقد تقدم.

والحَفْصُ: زبيل من جلود. وقيل: هو زبيل صغير من أدم. وجمعه أحفاصٌ وحٌفوصٌ.

والحَفْصُ: البيت الصغير.

والحَفْصُ: الشبل.

وحَفْصَةُ، وأم حَفْصَةَ: جميعا: الرخمة.

والحَفْصَةُ: اسم من أسماء الضبع، حكاها ابن دريد قال: ولا أدري ما صحتها.

وأمُّ حَفْصَةَ: الدجاجة.

وحَفْصةُ: اسم امرأة.

وحَفْصٌ: اسم رجل شبه بالحفْصِ الذي هو الزبيل.

مقلوبه: - ص ح ف -

الصحيفةُ: التي يكتب فيها. والجمع صحائفْ وصُحُفٌ وصُحْفٌ. وفي التنزيل: -إن هذا لَفِي الصُّحُفِ الأولى. صُحُفِ إبراهيمَ وموسَى- يعني الكتب المنزلة عليهما، عليهما السلام. قال سيبويه: أما صحائفُ فعلى بابه، وصُحفٌ داخل عليه لأن فعلا في مثل هذا قليل، وإنما شبهوه بقليب وقلب، وقضيب وقضب، كأنهم جمعوا صحيفا حين علموا أن الهاء ذاهبة شبهوها بحفرة وحفار، حين أجروها مجرى جمد وجماد.

وصحيفةُ الوجه، بشرة جلده. وقيل: هي ما أقبل عليك منه. والجمع صَحِيفٌ. وقوله:

إذا بدا من وجْهِكَ الصحيفُ

يجوز أن يكون جمع صحيفةٍ التي هي بشرة جلده ويجوز أن كون أراد بالصحيفِ الصحيفةَ.

والصحيفُ: وجه الأرض. قال:

بل مَهْمَةٍ منجردِ الصحيفِ

وكلاهما على التشبيه بالصحيفةِ التي كتب فيها.

والمُصْحَفُ: الجامع للصُّحُفِ المكتوبة بين الدفتين، كأنه أصْحِفَ، والكسر والفتح فيه لغة، قال أبو عبيد: تميم تكسرها، وقيس تضمها. ولم يذكر من فتحها ولا أنها تفتح، إنما ذلك عن الَّلحيانيّ يحكيه عن الكسائي.

والمُصحِّفُ والصُّحُفِيُّ: الذي يروي الخطأ عن قراءة الصُّحُفِ باشتباه الحروف، مولدة.

والصَّحْفَةُ: شبه قصعة مسلنطحة عريضة وهي تشبع الخمسة ونحوهم، والجمع صِحافٌ. وفي التنزيل: -يُطافُ عليهم بصِحافٍ من ذهبٍ-. والصُّحَيفةُ أقل منها وهي تشبع الرجل، وكأنه مصغر لا مكبر له.

مقلوبه: - ف ح ص -

فحصَ عنه فحصا: بحث.

وفَحص للخبزة يفحَصُ فَحْصاً: عمل لها موضعا في النار.

واسم الموضع: الأُفْحوصُ.

والأُفْحوصُ أيضا: مبيض القطا، لأنها تفْحَصُ الموضع ثم تبيض فيه، وكذلك هو للدجاجة، قال الممزق العبدي:

وقد تَخِذتْ رِجْلي إلى جَنْبِ غَرْزِها

 

نَسيفا كأُفحوصِ القَطاةِ المُطَـرّقِ

وقد يكون الأُفحوصُ للنَّعام. وكل موضع فُحِصَ: أُفْحوصٌ ومَفْحَصٌ. فأما قل كعب بن زهير:

ومَفْحَصِها عنها الحَصَا بحرانِها

 

ومثنى نَواجٍ لم يخُنْهُنَّ مَفصِلُ

فإنما عنى بالمَفْحَصِ هاهنا الفَحْصَ، لا اسم الموضع، لأنه قد عداه إلى الحصا، واسم الموضع لا يتعدى.

وفَحصَ المطر التراب يفْحَصُه، قلبه ونحى بعضه عن بعض فجعله كالأُفحوصِ. وفي الحديث: "فَحصُوا عن أوساطِ رُءوسِهم" أي عملوا مثل الأفاحيصِ.

وفَحَصَ الظَّبي، عدا عدوا شديدا، والأعرف مَحَصَ.

والفَحْصُ، ما استوى من الأرض، والجمع فُحوصٌ.

والفَحْصَةُ: النقرة التي تكون في الذقن والخدين من بعض الناس.

مقلوبه: - ص ف ح -

صَفْحُ كل شيء: جانبه. ونظر إليه بصَفْحِ وجهه وصُفْحهِ. ولقيه صِفاحا، أي استقبله بصَفْحِ وجهه، هذه عن الَّلحيانيّ.

وصَفْحُ السيف وصُفْحُه، عرضه والجمع أصفاحٌ.

وضربه بالسيف مُصْفَحا ومَصْفوحا، عن ابن الأعرابي، أي معرضا.

وسيف مُصْفَحٌ ومُصَفَّحٌ، عريض.

ورجل مُصْفَحُ الوجه: سهله حسنه، عن الَّلحيانيّ.

والصَّفْحانِ والصفحَتان، الخدان وهما موضع اللحيين.

وقلب مُصَفَّحٌ: اجتمع فيه الأيمان والنفاق. وفي حديث حذيفة رضي الله عنه "القلوب أربعة: قلب كذا، وقلب كذا، وقلب كذا وقلب مُصَفَّحٌ. وهو مما تقدم، كأن صاحبه يلقى أهل الأيمان بصَفْحةٍ، وأهل النفاق بصَفحةٍ، حكاه الهروي في الغريبين.

والصَّفْحانِ من الكتف، ما انحدر عن العين من جانبيهما. والجمع صِفاحٌ.

وصَفْحَتا العنق، جانباه.

والصَّفيحةُ من السيوف، العريض.

وصَفائحُ الرأس، قبائله. واحدتها صَفيحةٌ.

والصفائح، حجارة عراض رقاق، والواحد كالواحد.

والصُّفَّاحُ من الحجارة كالصفائح، الواحدة صُفَّاحَةٌ. أنشد ابن الأعرابي:

وصُفَّاَحَةٍ مثلِ الفنيقِ مَنَحتُها

 

عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أقارِبُه

شبه الناقة بالصُّفاحةِ لصلابتها، وابن حوب رجل مجهود محتاج، لأن الحوب والشدة.

وكل عريض من حجارة أو لوح ونحوهما صُفَّاحَةٌ، والجمع صُفَّاحٌ، وصفيحة والجمع صفائح.

والصُّفَّاحُ من الإبل، التي عظمت أسنانها فكادت تأخذ أقراءها، والجمع صُفَّاحَاتُ وصفافيحُ.

وصفْحةُ الرجل: عرض صدره.

والمُصْفَحُ من الرءوس: الذي ضغط من قبل صدغيه فطال ما بين جبهته وقفاه. وكذلك المُصَفَّحُ. وقيل: المصَفَّحُ، الذي اطمأن جنبا رأسه ونتأ جبينه فخرج وظهرت قمحدوته.

وأنف مُصَفَّحٌ: معتدل القصبة مستويها بالجبهة.

وصَفَح الكلب ذراعيه للعظم يصْفَحُهما صَفْحا، نصبهما. قال:

يصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْها جأبا

صَفْحَ ذراعيه لعَظمِ كَلْبا

أراد: صَفْح كلب ذراعيه، فقلب. وقيل: هو أن يبسطهما ويصير العظم بينهما ليأكله. وقوله، أنشده ثعلب:

صَفوحٌ بخَدَّيها إذا طالَ جَرْيُها

 

كما قَلَّبَ الكَفَّ الألَدُّ المجادِلُ

عنى أنها تنصبهما وتقلبهما.

وصَفَحَ الرجل بيديه، صفَّق. والتَّصفيحُ للنساء كالتصفيق للرجال. قال لبيد:

كأنَّ مُصَفِّحاتٍ في ذُراه

 

وأنواحا عليهنَّ المآلِي

وصَفَحَ القوم صَفْحا: عرضهم واحدا واحدا، وكذلك صفَح ورق المُصْحَفِ.

وصفَح الأمر وتصَفَّحه، نظر فيه.

وصَفَح القوم وتَصَفَّحهم، نظر إليهم طالبا لإنسان.

وصَفَح وجوههم وتصَفَّحها، نظرها متعرفا لها. أنشد ابن الأعرابي:

صَفَحْنا الحُمُولَ للسَّلامِ بنَظْرَةٍ

 

فلم يكُ إلاّ وَمْؤُها بالحواجِبِ

أي تصَفَّحْنا وجوه الركَّابِ.

وصَفَحت الشاة والناقة تصْفَحُ صُفُوحا: ولَّى لبنها.

وصَفَحَ الرجل يصفَحُه صَفْحا وأصْفَحه، سأله فمنعه. قال:

ومن يُكْثِرِ التَّسآلَ يا حُرَّ لم يزَلْ

 

يُمَقَّتُ في عَينِ الصديقِ ويُصْفَحُ

وصفَحه عن حاجته يصْفَحُه صَفْحا وأصفَحه، كلاهما: رده.

وصَفَح عنه يصْفَحُ صَفْحا، وهو صَفوحٌ وصَفَّاحٌ: عفا. والصَّفُوحُ، الكريم لأنه يصْفَح عمن جنى عليه.

واستصفحه ذنبه، استغفره إياه وطلب أن يصْفَحَ له عنه.

وصَفَح الرجل يَصفَحُه صَفْحا، سقاه أي شراب كان، ومتى كان.

والمُصْفَحُ، الممال عن الحق. وقوله أنشده ثعلب:

وناديتُ شِبْلا فاستَجـابَ وربـمـا

 

ضَمِنَّا القِرىَ عشراً لمن لا نُصافِحُ

ويروى: ضمنا قرى عشر لمن لا نُصَافحُ، فسره فقال: لمن لا نُصَافحُ، أي لمن لا نعرف. وقيل: معناه الأعداء الذين لا يحتمل أن نُصافحَهم.

والمُصْفَحُ: السادس من سهام الميسر وصَفحٌ: اسم رجل.

والصفائحُ: موضع. قال الافوه:

تُبَكِّيهِ الأرامِلُ بالمـآلـي

 

بِدارَاتِ الصَّفائحِ والنَّصِيلِ

مقلوبه: - ف ص ح -

الفَصَاحَةُ: البيان. فَصُحَ فَصَاحَةً فهو فصيحٌ من قوم فُصَحاءَ وفِصَاحٍ وفُصُحٍ. قال سيبويه: كسروه تكسير الاسم نحو قضيب وقضب. وامرأة فَصيحةٌ من نسوة فِصَاحٍ وفَصائحَ.

وفَصُحَ الأعجم، تكلم بالعربية وفهم عنه. وأفْصَحَ، تكلم بالفَصَاحةِ. وكذلك الصبي.

وفَصُحَ الرجل وتَفَصَّحَ: إذا كان عربي اللسان فازداد فَصاحةً.

والتَّفَصُّحُ: استعمال الفصاحةِ، وقيل: التشبه بالفُصَحاءِ، وهذا نحو التحلم الذي هو إظهار الحلم. وقيل: جميع الحيوان ضربان: أعجم وفَصِيحٌ، فالفَصِيحُ كل ناطق، والأعجم، كل ما لا ينطق. وقد أفْصَحَ الكلام وأفْصَحَ به. وأفْصَح عن الأمر.

ويوم مُفْصِحٌ، لا غيم فيه ولا قُرَّ.

وأفْصَحَ اللبن وفَصَّحَ: ذهبت رغوته وخلص. وقال الَّلحيانيّ: أفْصَحَ اللبن، ذهب اللبأ عنه. وأفْصَحت الشاة والناقة، خلص لبنهما. وقال الَّلحيانيّ: أفْصَحت الشاة، إذا انقطع لبؤها وجاء اللبن بعد. والاسم الفَصِيحُ. وربما سمي اللبن فِصْحا وفَصيحا.

وأفْصَحَ البول، كأنه صفا، حكاه ابن الأعرابي قال: وقال رجل من غني مرض: قد أفْصَحَ بولي اليوم وكان أمس مثل الحناء، ولم يفسره.

والفِصْحُ: فطر النصارى. وأفْصَحوا، جاء فِصْحُهم.

وأفْصَحَ الصبح، بدا ضوؤه واستبان.

وكل ما وضح فقد أفْصَحَ. وأفْصَحَ لك فلان، بيَّن ولم يجمجم.

وحكى الَّلحيانيّ: فَصَحه الصبح، هجم عليه.

الحاء والصاد والباء

الحَصْبَة والحَصَبَة والحَصِبَة: الذي يخرج بالبدن. وقد حُصِبَ.

والحَصَب والحَصْبَة، الحجارة. واحدته حَصَبَةٌ، وهو نادر.

والحَصْباءُ، الحصا. واحدته حَصَبَةٌ، كقصبة وقصباء. وهو عند سيبويه اسم للجمع.

ومكان حَصِبٌ، ذو حَصْباءَ، على النسب لأنا لم نسمع لها فعلا، قال أبو ذؤيب:

فكَر عْنَ في حَجَرَاتِ عَذْبٍ بارِدٍ

 

حَصِبِ البطاحِ تغيب فيه الأكرُعُ

وأرض مَحْصَبَةٌ، كثيرة الحصْباءِ.

وحَصَبَه يَحْصِبُه حَصْبا، رماه بالحصْباء. وتحاصَبوا، تراموا بالحَصْباء.

والإحْصَابُ، أن يثير الحصا في عدوه، قال الَّلحيانيّ يكون ذلك في الفرس وغيره مما يعدو.

وحَصَّبَ الموضع، ألقى فيه الحصا الصغار.

والمُحَصَّب، موضع رمي الجمار بمنى، وقيل: هو الشعب الذي مخرجه إلى الأبْطَحِ ينام فيه ساعة من الليل ثم يخرج إلى مكة.

والحاصِبُ، ريح تحمل التراب. وقيل: هو ما تناثر من دقاق البرد والثلج.

وفي التنزيل: -إنا أرسَلْنا عليهم حاصِبا-.

والحَصَبُ كل ما ألقيته في النار من حطب وغيره. وفي التنزيل: -حَصَبُ جَهَنَّمَ-. ولا يكون الحطب حَصَبا حتى يسجر به. وقيل: الحَصَب، الحطب عامة.

وحَصَب النار بالحصَبِ يَحْصُبُها حَصْبا، أضرمها.

وحَصَبَ في الأرض: ذهب.

وحصَبَةُ: اسم رجل، عن ابن الأعرابي وأنشد:

ألَسْتَ عَبْدَ عامِرِ بن حَصَبَهْ

ويَحْصَبُ قبيلة، وقيل: إنما هي يَحْصُبُ نقلت من قولك: حصَبَه بالحصا يحصُبُه، وليس بقوي.

مقلوبه: - ح ب ص -

حَبِصَ حَبصاً، عدا عدوا شديدا.

مقلوبه: - ص ح ب -

صحِبَه صُحْبَةً وصِحابَةً وصَحابَةً، وصَحابَه: عاشره. والصَّاحِبُ: المعاشر، لا يتعدى تعدي الفعل، اعني انك لا تقول: زيد صَاحِبٌ عمراً، لأنهم إنما استعملوه استعمال الأسماء نحو غلام زيد، ولو استعملوه استعمال الصفة لقالوا: زيد صاحِبٌ عمرا، وزيد صاحبُ عمرو على إرادة التنوين، كما تقول: زيد ضارِبٌ عمرا، وزيد ضَارِبُ عمرو، تريد بغير التنوين ما تريد بالتنوين فافهم. والجمع أصحابٌ وأصَاحيبُ وصُحْبانٌ وصِحابٌ، وصِحابةٌ وصَحابةٌ، حكاهما جميعا الأخفش، وأكثر الناس على الكسر دون الهاء، وعلى الفتح معها، ولا يمتنع أن تكون الهاء مع الكسر من جهة القياس، على أن تزاد الهاء لتأنيث الجمع. فأما الصُّحبَةُ والصَّحْبُ فاسمان للجمع، وقال الأخفش: الصَّحْبُ جمع، خلافا لمذهب سيبويه. وقالوا في النساء: هن صواحِبُ يوسف. وحكى الفارسي عن أبي الحسن: هن صَوَاحِباتُ يوسف، جمعوا صواحبَ جمع السلامة كقوله:

فهنَّ يعلُكِنْ حدائِدَاتِها

وقوله:

جَذْبَ الصَّراريِّين بالكُرُورِ

وصاحبُ القوم، أحدهم، كما قالوا: أخو القوم، الذي هو منهم. وفي التنزيل: -ما ضَلَّ صاحِبُكم وما غَوَى- يعني به النبي صلى الله عليه وسلم. واصطحَبَ الرجلان وتصَاحَبا. وأصحَبَ الرجل، صار ذا صَاحِبٍ. وأصحَبَ: بلغ ابنه مبلغ الرجال فصار مثله فكأنه صاحبُه.

واسْتَصْحَبَ الرجل: دعاه إلى الصُّحْبَة. وكل ما لاءم شيئا فقد استَصْحَبَه. قال:

إن لكَ الفَضْلَ على صُحْبَتـي

 

والمِسكُ قد يَستَصحِبُ الرَّامِكا

وأصْحَبَ الرجل واصطَحَبه، حفظه. وفي التنزيل: -و لا هُم منَّا يُصْحَبونَ- وقال:

جارِي ومَوْلايَ لا يُنْزَى حَـرِيمُـهـا

 

وصاحبي من دوَاعي السُّوءِ مُصْطحَبُ

وأصحَبَ الشيء، ذل وانقاد بعد صعوبة.

والمُصْحِبُ: المستقيم الذاهب لا يتلبث.و قوله أنشده ابن الأعرابي:

يا ابنَ شِهابٍ لستَ لي بصَاحبٍ

 

مع المُمارِي ومع المُصَاحِبِ

فسره فقال: المماري، المخالف، والمُصَاحِبُ، المنقاد من الأصحاب.

وأصحَبَ الماء: علاه الطحلب.

وأديم مُصْحَبٌ، عليه صوفه أو شعره أو وبره.

وقربة مُصحَبٌة: بقي فيها من صوفها شيء.

وقضيب مُصْحِبٌ: لم يتقشر من لحائه. قال كثير عزة:

تُبارِي عناجيجا عِـتـاقـا كـأنـهـا

 

شرائجُ معطوفٍ من القُضْبِ مُصْحبِ

ورجل مُصْحَبٌ: مجنون.

وصَحَبَ المذبوح: سلخه، في بعض اللغات.

وتَصَحَّبَ من مجالستنا، استحيى.

وبنو صحْبٍ بطنان: واحد في باهلة، وآخر في كلب.

وصَحْبانُ: اسم رجل.

مقلوبه: - ص ب ح -

الصُّبْحُ: أول النهار. والجمع أصباحٌ، وهو الصَّبيحَةُ والصَّباحُ والإصْباحُ والمُصْبَحُ.

وحكى الَّلحيانيّ: تقول العرب إذا تطيروا من الإنسان وغيره: صَباحُ الله لا صَباحُكَ، قال: وإن شئت نصبته.

وأصبَحَ القوم: دخلوا في الصباحِ، كما يقال: أمسوا، إذا دخلوا في المساء. وفي التنزيل: -و إنكُمْ لتَمُرُّونَ عليهم مُصبِحينَ وبالليلِ-. وصَبَّحَكَ الله بخير، دعاء له.

وصَبَّحَ القوم: أتاهم غدوة.

وأتيته صُبحَ خامسة وصِبْحَ خامسة، أي لصَباحِ خمسة أيام.

وحكى سيبويه: أتيته صباحَ مساءَ، من العرب من يبنيه كخمسة عشر، ومنهم من يضيفه إلا في حد الحال أو الظرف.

وأتيته ذا صباح، قال سيبويه: لا يستعمل إلا ظرفا، قال: وقد جاء في لغة لخثعم اسما، قال الشاعر:

عَزَمتُ على إقامةِ ذي صباحٍ

 

لأمْرٍ ما يُسَوَّدُ مـن يَسـودُ

والصُّبْحَةُ والصَّبْحةُ، نوم الغداة. والصُّبْحَةُ: ما تعلَّلت به غدوة.

والمِصْباحُ من الإبل: الذي يبرك في معرسه فلا ينهض حتى يُصْبِحَ وإن أثير.و قيل: المُصْبِحُ والمصباحُ من الإبل، التي تُصْبحُ في مبركها لا ترعى حتى يرتفع النهار،و ذلك لقوتها وسمنها. قال مزرد:  

ضَرَبْتُ له بالسَّيفِ كَوْماءَ مُصْبِحا

 

فشَبَّتْ عليها النارُ فهي عَـقِـيرُ

والصَّبوحُ: ما أكل وشرب غدوة. والصَّبُوحُ: ما أصْبَحَ عندهم من شرابهم فشربوه.

والصَّبوحُ من اللبن: ما حلب بالغداة.

والصَّبوحُ والصَّبوحَةُ: الناقة المحلوبة بالغداة، عن الَّلحيانيّ حكى عن العرب: هذه صَبوحي وصَبوحَتي.

واصْطَبَحَ القوم، شربوا الصَّبُوحَ. وصبَحه يصْبَحُه وصبَّحه، سقاه صَبوحا. وقيل: الصَّبوحُ، ما اصطبحَ بالغداة حارا.

وفي المثل: أعن صَبوحٍ ترقق.

ورجل صَبَحانُ وصَبْحانُ، والمرأة صَبْحَى: شربا الصَّبوحَ.

وصَبوحُ الناقة وصَبْحَتُها: قدر ما يحتلب منها صُبْحا.

ولقيه ذات صَبَحَةٍ وذا صَبُوحٍ، أي حين أصبحَ، وحين شرب الصَّبوحَ.

وصَبَحَ القوم شرا يصْبَحَهُمْ صَبْحا، جاءهم به صَباحا.

وصَبَحَتهم الخيل وصَبَّحَتهم: جاءتهم صُبْحا.

وصَبَحَ الإبل يصْبَحُها صَبْحا، سقاها غدوة. وصَبَّحَ القوم الماء، ورده بهم صَباحا.

والصُّبْحَةُ والصَّبَحُ: سواد إلى الحمرة، وقيل: لون قريب إلى الشُّهبة، وقيل لون قريب إلى الصهبة، الذكر أصْبحُ والأنثى صَبْحاءُ.

والأصْبَحُ من الشعر: الذي يخلطه بياض بحمرة خلقة أيَّا كان. وقد اصْباحَّ.

والصَّبَحُ: بريق الحديد وغيره.

والصُّباحُ: السِّرَاجُ. والمصْباحُ، المسرجة. واستَصْبَحَ به، استسرج. وقول النمر بن تولب:

فأصْبَحْتُ والليلُ مُسْتَحـكِـمٌ

 

وأصبَحَت الأرضُ بحراً طَما

فسره ابن الأعرابي فقال: أصبَحْتُ، من المِصْباحِ. وقال غيره: شبه البرق في الليل بالمصباح، وشد ذلك قول أبي ذؤيب:

أمِنْكِ برْقٌ أبِيتُ الليلَ أرقُـبُـه

 

كأنّه في عِرَاضِ الشامِ مِصْباحٌ

فيقول النمر: شمت هذا البرق والليل مستحكم، فكأن البرق مصباحٌ، إذ المصابيحُ إنما توقد في الظلم. وأحسن من هذا أن يكون البرق فرج له الظلمة حتى كأنه صُبْحٌ، فيكون أصبحتُ حينئذ من الصَّباحِ. وقال ثعلب: معناه أصبَحْتُ فلم اشعر بالصُّبحِ من شدة الغيم.

والمِصْبَحُ والمصباحُ: قدح كبير، عن أبي حنيفة وأنشد:

نُهَلُّ ونَسْعَى بالمصابيحِ وسْطَها

 

لها أمرُ حَزْمٍ لا يفَرَّقُ مُجْمَعُ

والمِصْباحُ: السنان العريض. وأسنة صَباحيّةٌ، كذلك، لا أدري إلام نسبت ورجل صَبيحٌ وصُباحٌ، جميل. والجمع صِباحٌ. وافق مذكره في التكسير لاتفاقهما في الوصفية. وقد صَبُحَ صَباحَهً.

وذو أصْبَحَ: ملك من ملوك حمير.

والأصبَحيّةُ: السياط، منسوبة إليه. وقد سمت: صُبْحا وصَباحا وصَبيحا ومُصَبِّحا ومَصْبَحا.

وبنو صُباحً، بطون: بطن في ضبة، وبطن في عبد القيس، وبطن في غنى.

وصُباحٌ: حي من عنزة ومن عبد القيس.