باب الثلاثي الصحيح: الفرع السابع

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الثاني

حرف الحاء

الفرع السابع

الحاء والسين والميم

حَسَمه يَحْسِمُه حَسْما فانحَسَم: قطعه وحَسَم العرق، قطعه ثم كواه لئلا يسيل دمه. وحَسَم الداء: قطعه بالدواء. وهذا الدواء مَحْسَمَةٌ للداء، أي يقطعه. ومنه حديثه صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصوم فإنه مَحْسَمَةٌ للعرق مذهبة للأشر".

وسيف حُسامٌ، قاطع. وكذلك مدية حُسامٌ، كما قالوا: مدية هذام وجراز، حكاه سيبويه.

وحُسامُ السيف: طرفه. سمي بذلك لأنه يَحْسِمُ العدو عما يريد من بلوغ عداوته. وقيل: سمي بذل لأنه يَحْسِمُ الدم أي يسبقه فكأنه يكويه.

وحَسَم عليه الأمر قطعه، على المثل. وحسَمَه الشيء يَحْسمُه حَسْما: منعه إياه. والمَحْسومُ، الذي حُسِمَ رضاعه أي فطم.

والحُسُومُ: الشؤم، من ذلك. وأيام حُسُومٌ، وصفت بالمصدر: تقطع الخير أو تمنعه، وقد يضاف، والصفة أعلى. وفي التنزيل: -سخّرَها عليهم سَبعَ ليالٍ وثمانيةَ أيامٍ حُسُوما- وقيل: الأيام الحُسومُ: الدائمة في الشر خاصة، وعلى هذا فسر بعضهم هذه الآية التي تلونا. وقيل هي المتوالية، وأراه المتوالية في الشر خاصة.

والحَيْسُمانُ والحَيْسَمانُ جميعا: الضخم الآدم، وبه سمي لرجل حَيْسُمانا.

وحِسْمَي: موضع باليمن، وقيل: قبيلة جذام. قال ابن الأعرابي: إذا لم يذكر كثيرغيقة فحِسْمَى، وإذا ذكر غيقة فحسنا.. وقال ثعلب فحسي.

وحُسُمٌ وذو حُسُمٍ وحُسَمٌ وحاسِمٌ، مواضع بالبادية.

وقول قيس بن عيزارة:

أثابتُ لِمْ تركتَ أختَك عاتِقـا

 

تُجمِّعُ عند الحَوْسماتِ أيُورَها

أراه عنى موضعا.

مقلوبه: - ح م س -

حَمِسَ الشر وتحَمّسَ: اشتد. واحتَمَس القرنان: اقتتلا، كلاهما عن يعقوب.

وحَمِس بالشيء: علق به.

والحماسةُ: المنع والمحاربة والشدة في الغضب.

ونجدة حمساءُ، شديدة. قال:

بنَجْدةٍ حَمْساءَ تُعْدى الذَّمِرَا

ورجل حَمِسٌ وحميسٌ وأحمسٌ، شجاع، الأخيرة عن سيبويه. وقد حَمِس حَمْسا، عنه أيضا. أنشد ابن الأعرابي:

كأنَّ جَمِيرَ قُصَّتِها إذا ما

 

حَمِسْنا والوقايةُ بالخِناقِ

وحَمِس الأمر حَمَسا: اشتد. وتحامَس القوم تحامُسا وحِماسا: تشادوا واقتتلوا.

والأْحمَسُ والحَمِسُ والمُتَحمِّس، الشديد. والأحمَسُ أيضا، المتشدد على نفسه في الدين. وعام أحمَسُ وسنة حَمْساءُ، شديدة. وأصابتهم سنون أحامِسُ، ذكروا على إرادة الأعوام، وأجروا أفعل هاهنا صفة مجراةً اسما. ولقى هند الأحامِسِ أي الشدة، وقيل: معناه مات، ولا أشد من الموت.

والحُمْسُ: قريش لأنهم كانوا يتحمّسون في دينهم وشجاعتهم فلا يطاقون.

وأحماسُ العرب، أمهاتهم من قريش. والحُمْسُ، في قيس أيضا، وكله من الشدة. والحماسَةُ: الشدة في كل شيء حتى قالوا: أماكن حُمْسٌ. قال العجاج:

وكم قَطَعنا من قِفافٍ حُمْسٍ

والحَميسُ: التنور.

والحَمْسُ: جرس الرجال.

والحَمَسَة: دابة من دواب البحر، وقيل: هي السلحفاة. والحَمَسُ، اسم للجمع.

وبنو حُمْسٍ، وبنو حُمَيْسٍ، وبنو حَماسٍ: قبائل.

وذو حِماس وحَماسٍ، بالفتح والكسر: موضع. قال كثير عزة:

مُدِلٌّ بوَادِي ذي حَماسٍ مـرايسٌ

 

بِجَنْبِ العَرِين، جائبُ العينِ أشهلُ

وحَمساءُ: موضع، ممدود.

مقلوبه: - س ح م -

السّحَمُ والسُّحامُ والسُّحْمَةُ: السواد وكل أسود أسْحَمُ. وقول أبي صخر الهذلي:

وإذْ لم يَصِحْ بالصرْمِ بيني وبينها

 

أساحِمُ منها مُسْتَقِـلٌّ وواقِـعُ

أراد غربانا سُحْما، فكسر الصفة تكسير الاسم وكأنه استعمله اسما، كما قالوا: الأحامر والأساود والأداهم والأجارع.

ونصي أسْحَمُ، إذا كان كذلك، وهو مما تبالغ به العرب في صفة النصي، كما يقولون: صليان جعد وبهمى صمعاء، فيبالغون بهما.

والسّحْماءُ: الإست للونها. وأنشد ابن الأعرابي:

تَذُبُّ بسحـمـاوينِ لـم يتـفَـلّـلا

 

وَحا الذئبِ عن طَفْلٍ مناسُمه مُخْلِى

ثم فسرهما فقال: السّحْماوانِ هما القرنان، وأنث على معنى الصيصيتين، كأنه يقول: بصيصيتين سَحْماوين، ووحا الذئب صوته، والطفل، الظبي الرخص، والمناسم للإبل فاستعاره للظبي، ومخل، أصاب خلاء.

والإسْحِمانُ، الشديد الأدمة.

والسَّحَمَةُ: كلأ يشبه السخبرة أبيض ينبت في البراق والإكام بنجد، وليست بعشب ولا شجر، وهي أقرب إلى الطريفة والصليان، والجمع سَحَمٌ، قال:

وصِلِّيانٍ وحَلِىٍّ وسَحَمْ

وقال أبو حنيفة: السّحَمُ ينبت نبت النصي والصليان والعنكث، إلا أنه يطول فوقها في السماء، وربما كان طول السّحَمَةِ طول الرجل وأضخم. والسّحَمَةُ أغلظها أصلا، قال:

ألا ازحميه زَحْمةً فرُوحي

وجاوِزي ذا السحَمِ المجْلوحِ

وقال طرفة:

خيرُ ما تَرْعَوْنَ من شَجَرٍ

 

يابسُ الحَلْفاءِ أو سَحَمُهْ

وبنو سَحْمَة: حي.

والأُسَحمانُ: ضربٌ من الشجر، قال:

ولا يزالُ الأُسَحمانُ الأسْحَمُ

تُلْقى الدَّواهي حَوْلَه ويَسْلَمُ

والأسَحمانِ جبل بعينه، حكاه سيبويه. وزعم أبو العباس انه الأُسَحمانُ بالضم وهذا خطأ، إنما الأُسحمانُ ضرب من الشجر وقيل: الأسحمانُ، الأسود، وهذا خطأ لأن الأسود إنما هو الأسَحمُ. وبنو سُحمَة، حي.

وسُحَامٌ وذو سُحَيمٍ: موضعان. قال مرة ابن عبد الله الهذلي:

تركْنا بالمَرَاحِ وذي سُحَيْمٍ

 

أبا حَيّانَ في نَفَرٍ مَنافي

وسُحَيْمٌ: فرس المثلم بن المشمخر الضبي.

وسُحَيْمٌ وسحامٌ: من أسماء الكلاب.

مقلوبه: - س م ح -

سَمُحَ سَماحَةً وسُمُوحَةً وسَمَاحا وسُمُوحا وسَمْحا وسِماحا: جاد. ورجل سَمْحٌ وامرأة سَمْحَةٌ، من رجال ونساء سِماحٍ وسُمَحاءَ فيهما، حكى الأخيرة الفارسي عن أحمد ابن يحيى. ورجل سَمِيحٌ ومِسْمَحٌ ومسْماحٌ: سَمْحٌ. قال الشاعر:

في فتيةٍ بُسْطِ الأكُفِّ مَسامحٍ

 

عندَ الفِصال قديمُهم لم يَدْثُرِ

وقال جرير:

غَلَبَ المساميحَ الوليدُ سَـمَـاحَةً

 

وكفى قُرَيْشَ المُعْضلاتِ وسادَها

وسَمَحَ لي بذلك يسْمَحُ سَمَاحةً، وأسْمَحَ، وسامَحَ: وافقني على المطلوب.

أنشد ثعلب:

لو كنتَ تُعطِي حين تُسألُ سامحت

 

لك النفسُ واحْلَوْلاكَ كلُّ خلـيلِ

وسَمح وتَسَمّح: فعل شيئا فسهل فيه، أنشد ثعلب:

ولكنْ إذا ما حَلَّ خَطْبٌ تسَمّحتْ

 

به النّفسُ يوما، كان للكُرْهِ أذْهَبا

وأسمَحَت الدَّابة بعد استصعاب: لانَتْ وانقادت. وأسمَحت قرونه وسامَحَتْ، كذلك. والمُسامَحَةُ: المساهلة في الطعان والضراب والعدو. قال:

وسامَحْتُ طعْنا بالوشيجِ المُقَوَّمِ

وعودٌ سَمْحٌ، بين السَّماحَة والسمُوحةِ لا عقدة فيه.

وقوس سَمْحَةٌ، ضد كزَّة قال صخر الغي:

وسَمْحَةٌ من قسِيّ زارةَ حمر

 

اءُ هَتُوفٌ عدادُهـا غَـرِدُ

ورمح مُسَمّحٌ: ثقف حتى لان.

والتّسميحُ: السرعة. قال:

سَمَّحَ واجتابَ بلاداً قِيّا

وقيل: سَمَّحَ: هرب.

مقلوبه: - م س ح -

المَسْحُ: إمرارك يدك على الشيء السائل أو المتلطخ تريد إذهابه بذلك، كمسْحِكَ رأسك من الماء وجبينك من الرشح. مَسَحه يَمْسَحُه مسحا ومسّحَه وتمسّح منه وبه. وقوله تعالى: -فامسحوا برءوسكم وأرجلِكم إلى الكعبينِ- فسره ثعلب فقال: نزل القرآن بالمَسحِ، والسنة بالغسل.

وفلان يُتَمَسَحُ بثوبه: أي يمر به على الأبدان فيتقرب به إلى الله.

وفي الدعاء للمريض: مَسَح الله عنك ما بك، أي أذهب.

والمَسَحُ: احتراق باطن الركبة من خشنة الثوب. وقيل: هو أن يمس باطن إحدى الفخذين باطن الأخرى فيحدث لذلك مشق وتشقق. وقد مَسِحَ. وامرأة مَسْحاءُ رسحَاءُ. والاسم المَسَحُ.

والمَسَحُ أيضا: نقص وقصر في ذنب القعاب.

وعضد مَمْسوحةٌ: قليلة اللحم.

ورجل مَمْسوحُ الوجه ومَسيحٌ، ليس على أحد شقي وجهه عين ولا حاجب والمَسيحُ الدجال، منه. وقيل: سمي به لأنه ممسوح العين.

ومَسَح في الأرض يَمْسَحُ مُسُوحا، ذهب، والصاد لغة، وقد تقدم.

ومَسَحَت الإبل الأرض، سارت فيها سيرا شديدا.

والمَسيحُ: الصديق. والمسيحُ عيسى بن مريم، قيل: سمي به لصدقه، وقيل: سمي به لأنه كان سائرا في الأرض لا يستقر، وقيل: سمي بذلك لأنه كان يَمْسَحُ يده على العليل والأكمة والأبرص فيبرئه بإذن الله.

والأمْسَحُ من الأرض: المستوي. والجمع الأماسحُ. والمَسْحاءُ، الأرض المستوية ذات الحصى الصغار. والجمع مِساحٌ ومَساحِي، غلب فكسر تكسير الاسم.

ومَسَحَ الأرض يَمْسَحُها مَسْحا ومِساحةً: ذرعها. والاسم المِساحةُ.

ومَسَحَ المرأة يمْسَحُها مَسْحا: نكحها.

ومَسَح عنقه، وبها، يمسَحُ مَسْحا: ضربها. وقيل: قطعها. وقوله تعالى: -رُدُّوها عَليَّ، فَطَفِقَ مَسْحاً بالسُّوقِ والأعناقِ- يفسر بهما جميعا. وقال ذو الرمة:

ومُستامةٍ تُستامُ وهي رخِيصَةٌ

 

تُباعُ بساحاتِ الأيادي وتُمْسَحُ

مستامة: يعني أرضا تسوم فيها الإبل، وتُباع تمد فيها أبواعها وأيديها، وتُمْسَح تقطع.

والماسِحَةُ: الماشطة.

والتماسُحُ: التصادق.

والمُماسَحَةُ: الملاينة في القول والقلوب غير صافية. والتِّمْسَحُ، الذي يلاينك في القول وهو يغشك. والتِّمْسَحُ والتمساحُ من الرجال، المارد الخبيث، وقيل: الكذاب الذي لا يصدق أثره، يكذبك من حيث جاء. وقال الَّلحيانيّ هو الكذاب. فعم به.

والتمْساحُ: الكذب، أنشد ابن الأعرابي:

قد غَلَبَ الناسَ بنو الطَّمَّاحِ

بالإفْكِ والكذابِ والتمساحِ

والتِّمسَحُ والتمساح: خلق على شكل السلحفاة إلا انه ضخم قوي يكون بنيل مصر وببعض أنهار الهند.

والمَسِيحةُ: الذؤابة، وقيل: هو ما تُرك من الشعر فلم يعالج بدهن. وقيل: المسيحة من رأس الإنسان، ما بين الأذن والحاجب يتصعد حتى يكون دون اليافوخ، وقيل: هو ما وقعت عليه يد الرجل إلى أذنه من جوانب شعره، قال:

مَسائحُ فَوْدَىْ رأسِه مَسْبَـغِـلَّة

 

جرَى مِسْكُ دارِينَ الأحمُّ خِلالها

وقيل: المسائحُ: موضع يد الماسح.

والمَسائحُ: القسي الجياد، واحدتها مسيحةٌ.

والمِسْح: الكساء من الشعر، والجمع القليل أمْساحٌ، قال أبو ذؤيب:

ثمَّ شَرِبْنَ بنَبْطٍ والجمالُ كأن

 

الرشْحَ منهُنَّ بالآباطِ أمْسَاحُ

والكثير مُسُوحٌ.

وعليه مَسْحَةٌ من جمال: أي شيء منه، قال ذو الرمة:

على وجهِ مَيٍّ مَسْحةٌ من مَلاحةٍ

 

وتحتَ الثيابِ الخِزْيُ لو كان باديا

والمسيحُ والمَسيحةُ: القطعة من الفضة.

والمَسيحُ: العرق. قال لبيد:

فراشُ المَسيحِ كالجُمانِ المُثَقَّبِ

الحاء والزاي والطاء

الطحْزُ: في معنى الكذب، قال ابن دريد: وليس بعربي صحيح.

الحاء والزاي والدال

الحَزْدُ: لغة في الحصد مضارعة، وقد أبنت أحكام المضارعة في الكتاب المخصص.

مقلوبه: - د ح ز -

الدَّحْزُ: النكاح.

الحاء والزاي والراء

حَزَرَ الشيء يحْزِرُهُ ويحْزُرُه حَزْراً: قدره بالحدس. والمَحْزَرةُ، الحزْرُ، عن ثعلب.

والحازِرُ من اللبن: فوق الحامض. وقد حزَر يحْزُرُ حُزوراً وحَزْراً، قال:

وارضَوا بإحلابةِ وطْبٍ قد حَزَرْ

وحَزُرَ كحَزَرَ. وهو الحَزْرَةُ.

وقيل: الحَزْرَةُ ما حَزَرَ بأيدي القوم من خيار أموالهم. ولم يفسر حَزَرَ، غير أني أظنَّه زكا أو ثبت فنما. وحَزْرَةُ المال خياره، وبها سمي الرجل. وحَزِيرتُه كذلك.

والحَزْرةُ: موت الأفاضل.

والحَزُورةُ: الرابية الصغيرة.

والحَزْوَرُ والحَزوّر: الغلام الذي قد شب وقوى، قال الراجز:

لن تَعْدَمَ المطِيُّ مني مِسْفَرا

شيخا بَجالا وغُلاما حَزْورَا

وقال:

لن يبعثوا شَيْخا ولا حَزَوَّرَا

بالفأسِ إلا الأرقَبَ المُصدَّرَا

والجمع حزاوِرُ وحزاوِرَةٌ، زادوا الهاء لتأنيث الجمع.

والحَزَوَّرُ الذي قد انتهى إدراكه، قال بعض نساء العرب.

إنّ حِرِى حَزَوَّرٌ حَزَابِـيَة

كوطأةِ الظبْيةِ فوقَ الرابِية

قد جاء منه غِلْمَةٌ ثمانـية

وبقِيَتْ ثقبته كمـا هِـيَة

مقلوبه: - ح ر ز -

 أحْرَزَ الشيء فهو مُحْرَزٌ وحريزٌ، حازه والحِرْزُ: ما حيز من موضع أو غيره، أو لجيء إليه. والجمع أحرازٌ. وأحْرَزني المكان وحَرَّزني، ألجأني. قال المتنخل الهذلي:

يا ليت شِعرِي، وهَمُّ المرْءِ مُنْصِبُه

 

والمرءُ ليس له في العَيْشِ تحْرِيزُ

واحترَزَ منه وتحرَّزَ: جعل نفسه منه حِرْزٍ ومكان مُحْرِزٌ وحَرِيزٌ. وقد حَرُزَ حَرَازَةً وحِرْزاً.

وأحْرَزَت المرأة فرجها: أحصنته. وقوله:

ويحَكَ يا عَلْقَمَةَ بنَ ماعِـزِ

 

هَلْ لكَ في اللواقحِ الحَرَائزِ

قال ثعلب: اللواقح السياط. ولم يفسر الحرائز، إلا أن يعني المعدودة أو المتفقدة إذا صبغت ودبغت.

وحَرْزَةُ المال: خياره. وفي الحديث: "لا تأخذوا من حَرَزَاتِ أموال الناس شيئا". يعني في الصدقة، التفسير للهروي في الغريبين.

والحَرَزُ الخطر. وهو الجوز المحكوك يلعب به الصبي، والجمع أحْرَازٌ.

مقلوبه: - ز ح ر -

الزَّحيرُ والزُّحارُ والزُّحارَةُ: إخراج الصوت أو النفس بأنين عند عمل أو شدة. زَحَرَ يَزْحِرُ زَحيراً وزُحاراً، وزحَّرَ وتزَحَّر. ويقال للمرأة إذا ولدت: زَحَرَتْ به وتزَحَّرَتْ عنه، قال:

إني زَعيمٌ لكِ أن تَزَحَّرِي

عن وارِمِ الجبهةِ ضَخمِ المَنخِرِ

وحكى الَّلحيانيّ: زُحِرَ الرجل، على صيغة فعل ما لم يسم فاعله، من الزَّحير، فهو مَزْحورٌ. وهو يتزَحَّرُ بماله شحا، كأنه يئن ويتشدد. ورجل زُحَرٌ وزَحران، بخيل يئن عند السؤال عن الَّلحيانيّ. فأما قوله:

أراكَ جمَعتَ مسألةً وحِرْصاً

 

وعند الفَقْرِ زَحَّاراً أُنـانـا

فإنه أراد زَحيراً فوضع الاسم موضع المصدر، كما قال:

عائذاً باللهِ من شَرّها

حكاه سيبويه.

والزُّحارُ: داء يأخذ البعير فيزحَرُ منه حتى ينقلب سرمه فلا يخرج منه شيء.

والزَّحِيرُ: تقطيع في البطن يمشي دما.

وزَحَرَه بالرمح زحْراً: شجه. قال ابن دريد: ليست بثبت.

مقلوبه: - ز ر ح -

زَرَحه بالرمح: شجه. قال ابن دريد: وليس بثبت. والزَّرْوَح، الرابية الصغيرة.

مقلوبه: - ر ز ح -

الرازِحُ والمِرْزاحُ من الإبل: الشديد الهزال وبه حراك مع ذلك، وقيل: هو الذي أعيا فقام، وقيل: هو الذي سقط من الهزال. والجمع روازِحُ ورُزَّحٌ ورَزْحَى ورَزَاحَي ومَرازيحُ. وقد رَزَح يرْزَحُ رَزْحا ورُزَاحا ورُزُوحا.

والمِرْزِيحُ: الصوت، صفة غالبة.

ورزَحَ العنب وأرْزَحه: إذا سقط فرفعه. والمِرْزَحَةُ: الخشبة التي يرفع بها.

ورِزَاح: اسم رجل.

الحاء والزاي واللام

الحَلْزُ: البخل. رجل حِلِّزٌ وامرأة حلِّزةٌ. والحِلِّزَةُ أيضا: القصيرة.

وكبد حَلِزَةٌ وحِلِّزةٌ: قريحة. والقلب يتَحَلَّزُ عند الحزن، وهو كالاعتصار فيه والتوجع. وقلب حالِزٌ، على النسب. ورجل حالِزٌ، وجع.

والحِلِّزُ: ضرب من الحبوب يزرع بالشام. وقيل: هو ضرب من الشجر قصار، عن السيرافي.

وحِلِّزة: دُوَيْبَّة معروفة.

وحِلِّزَةُ: اسم امرأة.

 

مقلوبه: - ز ح ل -

زَحَل الشيء عن مقامه يزحَلُ زَحْلا وتزَحْوَل، كلاهما: زل. وزَحْوَله هو: أزله وأزاله.

وزَحَل الرجل: كزحف، إذا أعيا.

وزَحَلَت الناقة تَزْحَلُ: تأخرت في سيرها. وناقة زَحولٌ، إذا وردت الحوض فضرب الذائد وجهها فولته عجزها ولم تزل تزحَلُ حتى ترد الحوض. ورجل زُحَل، يزحَلُ عن الأمر قبيحا كان أو حسنا، والأنثى بالهاء.

وعقبة زَحولٌ: بعيدة.

وزُحَلُ: اسم كوكب، لا ينصرف لمكان العدل والتعريف.

والزِّحْليلُ: السريع، مثل به سيبويه وفسره السيرافي، قال ابن جني: قال أبو علي: زِحْلِيلٌ من الزَّحْلِ، كسحتيت من السحت.

مقلوبه: - ل ح ز -

اللَّحِزُ: الضيق الشحيح النفس الذي لا يكاد يعطي شيئا، وإن أعطى فقليل. وقد لَحِزَ لَحَزاً، وتَلَحَّزَ.

وطريق لَحِزٌ: ضيق، عن الَّلحيانيّ.

والملاحِزُ: المضايق.

وتَلاحَزَ القوم: تعارضوا الكلام بينهم.

مقلوبه: - ز ل ح -

الزَّلْحُ: الباطل.

وزَلَح الشيء يَزْلَحُه زَلَحا، وتزَلَّحَه: تطعمه.

وخبزة زَلَحْلَحَةٌ: رقيقة.

ورجل زَلَحْلَحٌ: خفيف الجسم.

وإناء زَلَحْلَحٌ: قصير الجدار.

وقصعة زَلَحْلَحَةٌ: كذلك. وقيل: قصعة زَلحلَحةٌ: لا قعر لها، قال:  

ثُمَّتَ جاءوا بقِصَاعٍ مُلْسِ

زَلَحْلَحاتٍ ظاهراتِ اليُبْسِ

أُخِذْنَ في السُّوقِ بفَلْسٍ فَلْسِ

وواد زَلحْلَحٌ: غير عميق.

مقلوبه: - ل ز ح -

التَّلَزُّحُ: تحلب فمك من أكل رمانة أو إجاصة، تشهيا لذلك.

الحاء والزاي والنون

الحُزْنُ والحَزنُ: نقيض الفرح. قال الأخفش: والمثالان يعتقبان على هذا الضرب باطراد. والجمع أحزان، لا يكسر على غير ذلك. وقد حَزِنَ حَزنا وتحازَنَ وتحَزَّن. ورجل حَزْنان ومِحْزانٌ: شديد الحُزْنِ. وحَزَنه الأمر يحْزُنُه حُزْنا وأحْزَنَه فهو محزون ومُحْزَنٌ وحَزِينٌ وحَزِنٌ، الأخيرة على النسب، من قوم حِزانٍ وحُزَناءَ. قال سيبويه: أحْزَنَه: جعله حزِينا، وحَزَنَه: جعل فيه حُزْنا، كأفتنه جعله فاتنا، وفتنه جعل فيه فتنة.

وعام الحزَنِ: العام الذي ماتت فيه خديجة وأبو طالب فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحزَنِ حكى ذلك ثعلب عن ابن الأعرابي، قال: وماتا قبل الهجرة بثلاث سنين.

وقوله تعالى: -و قالُوا الحمدُ للهِ الذي أذهبَ عنا الحَزَنَ- قالوا فيه: الحزَنُ: هم الغداء والعشاء، وقيل: هو كل ما يَحزُنُ من حَزَنِ معاش أو حَزَنِ عذاب أو حَزَِ موت، فقد أذهب الله عن أهل الجنة كل الأحزان.

والحُزَانَة: عيال الرجل الذين يتَحَزَّنُ بأمرهم. وفي قلبه عليك حزَانةٌ: أي فتنة.

والحُزَانَةُ: قدمة العرب على العجم في أول قدومهم الذي استحقوا به ما استحقوا من الدور والضياع.

والحَزْنُ: ما غلظ من الأرض، والجمع حزُونٌ. وقوله: "الحَزْنُ بابا والعقور كلبا" أجرى الاسم فيه مجرى الصفة، لأن قوله: الحزن بابا، بمنزلة قوله: الوعر بابا والممتنع بابا. وقد حَزُن المكان حُزونةً، جاءوا به على بناء ضده وهو مكان سهل وقد سهل سهولة. قال أبو حنيفة: الحزْنُ، حَزْنُ بني يربوع، وهو قف غليظ مسير ثلاث ليال في مثلها. وهي بعيدة من المياه فليس ترعاها الشاء ولا الحمر، فليس فيها دمن ولا أرواث.

وبعير حَزْنىٌّ: يرعى الحَزْنَ.

والحَزْنَةُ لغة في الحَزْنِ. قال أبو ذؤيب:

فَحَطَّ من الحزَنِ المُغْـفِـرا

 

تِ والطَّيرُ تَلثَقُ حتى تَصِيحا

والحَزْنُ من الدواب: ما خشن صفة.

والحزْنُ قبيلة من غسان، قال الأخطل:

تَسألُه الصُّبْرُ من غَسَّان إذ حضَروا

 

والحَزْنُ: كيف قرَاكَ الغلمةُ الجَشَرُ

والحَزْنُ بلاد بني يربوع، عن ابن الأعرابي وأنشد:

ومالي ذنْبٌ إن جَنوبٌ تنَفَّسـتْ

 

بنَفْحة حَزْنِيّ من النَّبْتِ أخْضَرا

قال هذا، رجل اتهم بسرق بعير فقال ليس هو عندي، إنما نزع إلى الحَزْنِ الذي هو هذا البلد، يقول: جاءت الجنوب بريح البقل فنزع إليها.

والحَزْنُ في قول الأعشى:

ما روْضَةٌ من رياضِ الحَزْنِ مُعْشِبةٌ

 

خضرَاءُ جادَ عليها مُسبِلٍ هَـطِـلُ


موضع معروف كانت ترعى فيه إبل الملوك، وهو من أرض بني أسد.

وحُزَن: جبل، وروى بيت أبي ذؤيب:

فأنزَلَ من حُزَن المُغْـفِـرا

 

تِ والطيرُ تَلْثَقُ حتى تصيحا

ورواه بعضهم: من حُزُنٍ، بضم الحاء والزاي.

وحَزْنٌ: رجل. قال سويد بن عمير:

أفَرْدٌ جامعٌ للقَومِ حَزْنـا

 

وعمْراً إذْ يَنُوءُ ولا يقُومُ

مقلوبه: - ح ن ز -

الحِنْزُ: القليل من العطاء.

وهذا حِنْزُ هذا: أي مثله، والمعروف الحتن.

مقلوبه: - ز ح ن -

زَحَن عن مكانه يَزْحَنُ زَحْنا: تحرك. وزَحَنَه: أزاله.

ورجل زُحَنٌ: قصير بطين.

وتَزَحَّنَ عن أمره: أبطأ. ولهم زُحْنَةٌ، أي شغل ببطء. ورجل زِيحَنَّةٌ: متباطئ عند الحاجة.

مقلوبه: - ن ح ز -

النَّحْزُ، كالنَّخْسِ. نحَزه يَنْحَزُه نحْزاً. والنَّحْزُ أيضا: الضرب والدفع، والفعل كالفعل، قال ذو الرمة:

والعِيسُ من عاسجٍ أو واسجٍ خَبَبا

 

يُنْحَزْنَ من جانبيها وهي تَنْسَلِبُ

أي تضرب الإبل من حول هذه الناقة للحاق بها، وهي تسبقهن وتنسلب أمامهن، وأراد: من عاسج وواسج، فكره الخبن، فوضع "أو" موضع "الواو".

ونحَزَ في صدره ينْحَزُ نحْزاً، ضرب فيه بجمعه.

والنَّحائز: الإبل المضروبة، واحدتها نحِيزَةٌ.

والنَّحْزُ: شبه الدق. نحَزَ ينحَزُ نحْزاً. والمِنْحازُ: المدق.

والراكب يَنْحَزُ بصدره واسطة الرحل، يضربها. قال ذو الرمة:

إذا نحَزَ الإدْلاجُ ثُغْرَةَ نَـحْـرِهِ

 

به أنَّ مُسترخي العمامَةِ ناعِسُ

ونحَزَ النَّسْجَ: جذب الصيصية ليحكم اللحمة.

والنَّحْزُ: من عيوب الخيل، وهو أن تكون الواهنة ليست بملتئمة فيعظم ما والاها من جلدة السرة لوصول ما في البطن إلى الجلد، فذلك في موضع السرة يدعى النَّحْزَ، وفي غير ذلك الموضع من البطن يدعى الفتق.

والنُّحازُ: داء يأخذ الدواب والإبل في رئاتها. وقد نَحُزَ ونَحِزَ نَحْزاً. وبعير ناحزٌ ومُنَحِّزٌ، ونَحِزٌ، الأخيرة عن سيبويه. وناقة ناحِزٌ ومُنَحِّزَةٌ ونَحِزَةٌ ومَنْحوزةٌ، قال الشاعر:

له ناقةٌ مَنْحُوزَةٌ عند جَنْـبِـه

 

وأخرى له مغْدودَةٌ ما يُثِيرُها

وقيل: النُّحازُ سعال الإبل إذا اشتد. ناقة نَحِزَةٌ وإبل نَحْزَى، قال قيس بن خويلد:

وأُرْسِلُ فُوقا يَعثرُ القومُ تحْتَـه

 

كما تَعثرُ النَّحْزَى إذا ما يُقيمُها

وأنحزَ القوم: أصاب ابلهم النُّحازُ.

والنّحازُ أيضا: السعال عامة. ونَحِزَ الرجل سعل. ونحْزَةً له: دعاء عليه.

والنَّاحِز: أن يصيب المرفق كركرة البعير.

والنُّحازُ والنِّحازُ: الأصل.

والنَّحِيَزَةُ: الطبيعة، وقيل: النفس، وقيل: السيرة والطريقة.

والنَّحِيزة: طريقة من الرمل سوداء ممتدة، وقيل: كل طريقة نَحِيَزَةٌ.

والنَّحِيزَةُ: المسناة في الارض، وقيل: هي مثل المسناة في الأرض وهي السهلة.

النَّحِيزةُ: قطعة من الأرض مستدقة صلبة.

والنَّحِيزَةُ: طرة تنسج ثم تخاط على شفة الشقة من شقق الخباء.

والنَّحِيزَةُ من الشعر: هَنَةٌ عرضها شبر، وعظمة ذراع، طويلة، يعلقونها على الهودج يزينونه بها، وقيل: هي مثل الحزام بيضاء.

مقلوبه: - ز ن ح -

زَنَحَهُ يَزْنَحُهُ زَنْحا: دفعه.

والتَّزَنُّحُ: التفتح في الكلام، ورفع الإنسان نفسه فوق قدره. قال أبو ذؤيب:

تَزَنَّحُ بالكلامِ عليَّ جَهلاً

 

كأنك ماجِدٌ من آلِ بَدْرِ

والتزَنُّحُ في الكلام: فوق الهذر.

مقلوبه: - ن ز ح -

نَزَحَ الشيء يَنْزَحُ نزْحا ونُزُوحا: بعد. وشيء نُزُحٌ ونَزُوحٌ: نازِحٌ، أنشد ثعلب:

إنَّ المَـذَلَّةَ مَـنْـزِلٌ نُـزُحٌ

 

عن دارِ قومِكِ فاتركي شَتْمي

وقول أبي ذؤيب:

وصَرَّحَ الموتُ عن غُلْبٍ كأنهمُ

 

جُرْبٌ يُدافِعها السَّاقي مَنازِيحٌّ

إنما هو جمع مِنْزَاحٍ، وهي التي تأتى على الماء عن بعد. ونَزَح به وأنْزَحَه. وبلد نازِحٌ: بعيد. ووصل نازِحٌ: بعيد.

ونَزَحَ البئر ينزَحُها وينزِحُها نَزْحا، وأنزَحَها: إذا استقى ما فيها حتى ينفد، وقيل: حتى يقل ماؤها. ونَزَحَت البئر تنزَحُ نَزْحا ونُزُوحا فهي نازِحٌ ونَزَحٌ ونَزُوحٌ: نفد ماؤها. وجمع النَّزَحِ أنْزَاحٌ. وجمع النَّزُوحِ نُزُحٌ.

وماء لا يُنْزَحُ ولا يَنْزَحُ، أي لا ينفد وأنْزَح القوم: نزحَتْ مياه آبارهم.

والنَّزَحُ: الماء الكدر.

الحاء والزاي والفاء

الحَفْزُ: حثك الشيء من خلفه سوقا وغير سوق. حَفَزَه يحْفِزُه حَفْزاً. قال الأعشى:

لها فَخِذانِ تَحْفِزَانِ مَـحـالةً

 

ودأياً كبُنيانِ الصُّوَى مُتَلاحِكا

ومن مسائل سيبويه: مره يحفِزُها، رفع على انه أراد: أن يحْفِزَها. فلما حذف أن، ارتفع الفعل بعدها.

ورجل مِحْفَزٌ: حافِزٌ. وقوله أنشده ابن الأعرابي:

ومِحْفَزَةِ الحِزَامِ بمِرْفَقَيْها

 

كشاةِ الرَّمْلِ أفلتَت الكِلابا

مِحْفَزَةٌ هنا، مفعلة من الحَفْزِ، يعني أن هذه الفرس تدفع الحزام بمرفقها من شدة الجري.

وقوس حَفُوزٌ، شديدة الحفْزِ والدفع للسهم، عن أبي حنيفة.

والليل يحْفِزُ النهار حَفْزاً: يحثه، على المثل، قال رؤبة:

حَفْزَ اللَّيالي أمَدَ التزليفِ

والرجل يحْتَفِزُ في جلوسه: يريد القيام والبطش بشيء. واحْتَفَزَ في مشيه: احتث واجتهد، عن ابن الأعرابي وأنشد:

مُجَنَّبٌ مثلُ تيْسِ الرَّملِ مُحْتَفِزٌ

 

بالقُصْرَيَينِ على أُولاهُ مَصْبوبُ

مُحْتَفِزٌ، أي يجهد في مد يديه. وقوله: "على أولاه مصبوب" يقول: يجري على جريه الأول ولا يحول عنه، وليس مثل قوله:  

إذا أقْبَلَتْ قُلتُ دُبَّاءَةً

ذاك إنما يحمد من الإناث.

وكل دفع حَفْزٌ.

والحوْفَزانُ: اسم رجل، سمي بذلك لأن قيس بن عاصم حَفَزَه بالرمح حين خاف أن يفوته، فسمي بتلك الحفْزَةِ حَوْفزانا، حكاه ابن قتيبة وأنشد:

ونحنُ حَفَزْنا الحوفَزَانَ بطَـعْـنَةٍ

 

سَقَتْه نجيعا من دمِ الجوفِ أشْكلا

مقلوبه: - ز ح ف -

زَحَفَ إليه يزْحَفُ زَحْفا وزُحوفا وزحَفانا: مشى. والزَّحْفُ: الجماعة يمشون إلى العدو. وفي التنزيل: -إذا لَقيتُم الذين كفروا زَحْفا-. والجمع زُحوفٌ، كسروا اسم الجمع كما قد يكسرون الجمع. ويستعمل في الجراد، قال:

قد خِفْتُ أن يحدِرنا بالمِصْرَينِ

زَحْفٌ من الخَفْانِ بعد الزَّحفَين

أراد: بعد زَحْفَين، لكنه كره الزّحافَ فأدخل الألف واللام لإكمال الجزء.

وأزْحَفَ للقوم: ثبت لهم، عن الزجاج.

والصَّبِيُّ يتزَحَّفُ على الأرض، يتسحب قبل أن يمشي.

ومَزَاحِفُ الحيَّات: آثار انسيابها، قال المتنخل الهذلي:

كأنَّ مَزَاحِفَ الحيَّاتِ فيه

 

قُبَيْلَ الصُّبحِ آثارُ السِّياطِ

والقوم يتزَاحَفون ويزْدَحِفونَ: إذا تدانوا في الحرب.

ونار الزَّحْفتَينِ: نار العرفج، وذلك إنها سريعة الأخذ فيه لأنه ضرام، فإذا التهبت زَحَف عنه مصطلوها أخرا ثم لا تلبث أن تخبو فيزحفون إليها راجعين.

وزحَفَ في المشي يزحَفُ زَحْفا وزَحَفانا: أعيى.

وزَحَف البعير يزحَفُ زَحْفا وزُحوفا وزَحفانا وأزْحَفَ: أعيى فجر فرسنه. وبعير زاحفٌ من إبل زواحِفَ. وناقة زحُوفٌ، من إبل زُحُفٍ، ومِزْحافٌ من إبل مَزَاحِيفَ، قال أبو زبيد يذكر حفر قبر عثمان رضي الله عنه:

حتى كأنَّ مَساحي القومِ فوقَهـم

 

طَيرٌ تحومُ على جُونٍ مَزَاحِيفِ

شبه المساحي التي حفروا بها القبر بطير تقع على إبل مزاحيف وتطير عنها بارتفاع المساحي وانخفاضها. وقد أزحفها طول السفر: أكلها وأعياها. وأزْحَفَ الرجل: أعيت إبله. وكل معي لا حراك به، زَاحِفٌ ومُزْحِفٌ، مهزولا كان أو سمينا، فأما قول الشاعر يصف سحابا:

إذا حَركتْه الرّيحُ كي تستَـخِـفَّـه

 

تزاجر مِلْحاحٌ إلى الأرضِ مُزْحِفُ

فإنه جعله بمنزلة المعي من الإبل لبطء حركته، وذلك لما احتمله من كثرة الماء.

وأزْحَفَ الرجل: بلغ غاية ما يريد ويطلب.

والزّحافُ من الشعر معروف، سمي بذلك لثقله، تخص به الأسباب دون الأوتاد، إلا القطع فإنه كون في أوتاد الأعاريض والضروب.

وقد سمت زَحافا ومُزَاحِفا وزاحِفا. وقوله أنشده ابن الأعرابي:

سأُجْزِيكَ خِذْلانا بتَقطيعيَ الصُّوَى

 

إليكَ وخُفَّا زاحِفٍ تَقْطُرُ الدَّمـا

فسره فقال: زاحِفٌ اسم بعير، وقال ثعلب: هو نعت لجمل زاحف أي معي، وليس باسم علم لجمل ما.

الحاء والزاي والباء

الحِزْبُ: جماعة الناس، والجمع أحْزابٌ. والأحْزابُ: جنود الكفار تألبوا وتظاهروا على حزب النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: قريش وغطفان وبنو قريظة.

وقوله تعالى: -يا قومِ إني أخافُ عليكم مِثلَ يومِ الأحْزَابِ- الأحزابُ هاهنا قوم "نوح وعاد وثمود" ومن أهلَكَ بعدهم.

وحِزْبُ الرجل: أصحابه وجنده الذين على رأيه. والجمع كالجمع.

وحازَبَ القوم وتَحزَّبوا: صاروا أحزابا، الأولى عن الزجاج.

وحزَّبهم: جعلهم كذلك. وتحازَبوا: مالأ بعضهم بعضا فصاروا أحزابا.

ومسجد الأحزابِ معروف، من ذلك. أنشد ثعلب لعبد الله بن مسلم الهذلي:

إذ لا يزالُ غزَالٌ فيه يفْتِنُـنِـي

 

يأوى إلى مسجدِ الأحْزابِ منُتْقَبِا

وحَزَبَه الأمر يحْزُبه حَزْبا: نابه واشتد عليه، وقيل: ضغطه. والاسم الحُزَابةُ.

وأمر حازِبٌ وحَزِيبٌ: شديد.

والحَزَابِي والحَزَابِيَةُ من الرجال والحمير: الغليظ إلى القصر ما هو. وركب حَزَابِيَةٌ: غليظ.

والحِزْبُ والحِزْباءةُ: الأرض الغليظة الشديدة، والجمع حِزْباءٌ وحَزَابِيّ.

وأبو حُزَابةَ، فيما ذكر ابن الأعرابي الوليد بن نهيك أحد بني ربيعة بن حنظلة. وحَزُّوبٌ: اسم.

مقلوبه: - ز ح ب -

زَحَبَ إليه زَحْبا: دنا.

الحاء والزاي والميم

الحزْمُ: ضبط الإنسان أمره وأخذه فيه بالثقة. حَزُمَ يحْزُمُ حَزْما وحَزامَةً وحُزومةَّ. وليست الحُزُومَةُ بثبت. ورجل حازِم وحَزِيمٌ، من قوم حَزَمَةٍ وحُزَمَاءَ.

وحَزَمَ الشيء يَحْزِمُه حَزْما: شدَّه. والحُزْمَةُ: ما حُزِمَ. والمِحْزَمُ والمِحزَمةُ والحِزامُ والحِزَامَةُ: اسم ما حُزِمَ به، والجمع حُزُمٌ. والحِزَامُ للسرج والرحل والصبي في مهده. وحَزَمَ الفرس: شد حِزَامَه. وأحْزَمَه: جعل له حِزَاما. وقد تَحَزَّمَ واحتَزَمَ.

والحزِيمُ: الصدر، والجمع أحْزِمةٌ وحُزُمٌ، عن كراع.

والحَزِيمُ والحَيزُومُ: وسط الصدر حيث تلتقي رءوس الجوانح فوق الرَّهابة بحيال الكاهل.

والحَيزُومُ أيضا: الصدر، وقيل: الوسط، وقيل: الحَيازِيمُ ضلوع الفؤاد، وقيل: الحَيزُومُ ما استدار بالظهر والبطن، وقيل: الحيزومان: ما اكتنف الحلقوم من جانب الصدر، وأنشد ثعلب:

يُدافعُ حَيزُومَيه سُخْنُ صَرِيحِها

 

وحَلْقاً تراهُ للثُّمالَةِ مقـنَـعـا

واشدد حَيزُومَك وحيازِيمكَ لهذا الأمر، أي وطن عليه. وبعير أحْزَمُ: عظيم الحَيزومِ ومنه قول ابنة الخس لأبيها: "اشتره أحْزَمَ أرْقَبَ". وقد تقدمت الحكاية بكمالها.

والحَزْمُ: الغليظ من الأرض. وقيل: هو المرتفع. وهو أغلظ من الحزن، والجمع حُزُومٌ. وزعم يعقوب أن ميم حَزْمٍ بدل من نون حزن.

والأحْزَمُ والحَيزُومُ كالحَزْمِ، قال:

تالله لولا قُرزُلٌ إذ نـجـا

 

لكان مأوَى خَدِّكَ الأحْزَما

ورواه بعضهم: الأخرما أي لقطع رأسه فسقط على أخرم كتفيه. وقال الأخطل:

وظَلَّ بحَيزُومٍ يَفُلُّ قُشُورَها

 

ويوجِعُها صَوَّانُه وأعابِلُه

والحَزَمُ: كالغصص في الصدر، وقد حزِمَ حَزَما.

وحَزْمَةُ: اسم فرس.

وحَيزُوم: اسم فرس "جبرئيل" عليه السلام.

وحِزَامٌ وحازِمٌ: اسمان.

وحَزِيمَةُ: اسم فارس من فرسان العرب.

مقلوبه: - ح م ز -

حَمَزَ اللبن يحْمِزُ حَمْزاً: حمض، وهو دون الحازِرِ، والاسم الحُمْزَةُ.

وحَمَزَه يَحْمِزُه حَمْزاً: قبضه وضمه. وإنه لَحَمُوزٌ لما حَمَزَه، أي محتمل له.

وحَمَزَت الكلمة فؤاده تحمِزُه: قبضته وأوجعته. ورجل حامِزُ الفؤاد: متقبضه.

والحامِزُ والحميِزُ: الشديد الذكي. وفلان أحمَزُ أمرا من فلان، أي أشد. وكل ما اشتد فقد حَمَزَ. وهم حامِزٌ: شديد. قال الشماخ:

فلمَّا شراها فاضَتِ العينُ عَـبْـرَةً

 

وفي الصَّدرِ حَزَّازٌ من الهمّ حامِزُ

أي عاصر. وسئل ابن عباس: أي الأعمال أفضل؟ فقال: أحمَزُها عليك. أي أمتنها وأقواها.

وحمزةٌ: بقلة، وبها سمي الرجل وكنى.

وحامِزُ: قرية على شط الفرات بين الرقة ومنبج، قال الأخطل:

عَوامِدَ للألجامِ، ألجامِ حامِـزٍ

 

يثرنَ قَطا لولا سراهنَّ هجَّرا

مقلوبه: - ز ح م -

زحَمَ القوم بعضهم بعضا، يَزْحَمُونهُم زَحْما وزِحاما: ضايقوهم. وازْدَحموا وتزاحَموا: تضايقوا.

والأمواج تَزْدَحِمُ وتتزاحَمُ: تلتطم. والزَّحْمُ: المُزْدَحِمون، قال:

جاء بزَحْمٍ مع زَحْمٍ فازدحَـمْ

تزاحُمَ الموجِ إذا الموجُ التَطَمْ

جاء بالمصدر على غير الفعل.

ورجل مِزْحَمٌ كثير الزّحامِ أو شديده.

ومنكب مِزْحَمٌ: شديد، منه. قال رجل من الأعراب: لتجدنني ذا منكب مِزْحَم وركن مدعم ورأس مصدم ولسان مرجم ووطء ميثم.

وزاحَمَ الخمسين: دنا لها، لغه في زاهمها، عن ابن الأعرابي.

وزَحْمٌ ومُزَاحِمٌ: اسمان. وأبو مزاحم، أول من قاتل العرب من ولاة الترك.

والفيل والثور المنكسر القرنين يكنيان أبوي مُزَاحِمٍ.

ومُزاحِمٌ: فرس طلحة بن أبي محجن.

وزُحْمُ: من أسماء مكة حكاها ثعلب، والمعروف رُحمُ.

مقلوبه: - م ح ز -

مَحَزَ المرأة مَحْزاً: نكحها.

والمَاحُوزُ: ضرب من الرياحين، ويقال له مرو ماحوزي.

مقلوبه: - ز م ح -

الزُّمَّحُ من الرجال: الضعيف، وقيل: القصير، وقيل: اللئيم. والزُّمَّحُ والزَّوْمَحُ من الرجال: الأسود القبيح.

والزّامحُ: الدمل، اسم كالكاهل والغارب لأنا لم نجد له فعلا.

والزُّمَّاحُ: طين يجعل على رأس خشبة يرمى بها الطير. وأنكرها بعضهم وقال: إنما هو الجمَّاحُ.

والزُّمَّاحُ: طائر كان يقف بالمدينة في الجاهلية على أُطُمٍ فيقول شيئا، وقيل: كان يسقط في بعض مرابد المدينة فيأكل تمره، فرموه فقتلوه، فلم يأكل أحد من لحمه إلا مات، قال:

أعَلى العَهدِ أصْبَحتْ أُمُّ عَمْرٍو

 

ليتَ شِعْري أم غالَها الزُّمَّاحُ

مقلوبه: - م ز ح -

المَزْحُ: نقيض الجد. مَزَحَ يمْزَح مَزْحا ومِزاحا ومُزاحا، الأخيرة عن سيبويه. وقد مازَحه ممازَحةً ومِزاحا. والاسم المُزَاحُ والمُزاحة.

وأرى أبو حنيفة حكى: أمْزِحْ كرمك، مقطوعة الألف، أي عرّشْه.

الحاء والطاء والثاء

طحَثَه يطحَثُه طَحْثا: ضربه بكفه، يمانية.

الحاء والطاء والراء

طَحرَت العين قذاها، تطْحَرُه طَحْراً، رمت به، قال زهير:

بمُقْلَةٍ لا تَـغـرُّ صَـادِقَةٍ

 

يطْحَرُ عنها القَذاةَ حاجِبُها

وعين طَحُورٌ، قال طرفة:

طَحُورَانِ عُوَّارَ القَذَى فتراهما

 

كَمَكْحولَتي مَذعورَةٍ أمِّ فَرْقَدِ

وطَحَرت العين العرمض: قذفته.

وقوس طَحُورٌ ومِطْحَر: إذا رمت بسهمها صعدا فلم تقصد الرمية، وقيل: هي التي تبعد السهم، قال كعب بن زهير:

شَرِقاتٍ بالسُّمّ من صُـلَّـبِـيٍّ

 

ورَكوضاً من السَّراءِ طَحُورا

والمِطْحُرُ: السهم البعيد الذهاب. قال أبو ذؤيب:

فَرَمى فأنفَذَ صَاعِدِياَّ مِطْحَـراً

 

بالكشْحِ فاشتملتْ عليه الأضْلُعُ

وقال أبو حنيفة: أطْحَرَ سهمه: قصه جدا، وأنشد بيت أبي ذؤيب:

صَاعِدِيَّا مُطْحِراً

بالضَّمّ.

وقناة مِطْحَرَةٌ: ملتوية في الثقاف وثَّابةٌ.

وطَحَرَ الحجام الختان وأطْحَرَه: استأصله.

وطَحَرَت الريح السحاب تَطْحَرُه طَحْراً، وهي طَحُورٌ: فرقته في أقطار السماء.

والطَّحْرُ والطُّحارُ: النفس العالي. والطَّحيرُ من الصوت: مثل الزحير أو فوقه، طَحَرَ يطْحَرُ طَحِيراً. وقيل: هو الزحر عند المسألة.

وما في النحى طَحْرَهٌ: أي شيء. وما على العريان أي ثوب. وما في الإبل طَحْرَةٌ، أي شيء من وبر.

والطُّحْرُورُ: السحابة. والطَّحارِيرُ: قطع السحاب المتفرقة، واحدتها طُحْرُورَةٌ.

مقلوبه: - ط ر ح -

طَرَح الشيء وطرَحَه يطرَحُه طَرْحا، واطَّرَحَه وطَرَّحَه: رمى به. وأنشد ثعلب:

تَنَحَّ يا عَسِيفُ عن مَقامِها

وطَرِّح الدَّلْوَ إلى غُلامِها

وشيء طَريحٌ وطِرْحٌ: مطْرُوحٌ. وطرَحَ عليه مسألة: ألقاها. وهو مثل ما تقدم، وأراه مولدا. والأطْرُوحَة: المسألة تطرَحها.

والطَّرَحُ: البعد، قال الأعشى:

وتُرَى نارُك من نَاءٍ طَرَحْ

وبلد طرُوحٌ: بعيد. ونيَّة طَرُوحٌ: بعيدة. وقوس طَرُوحٌ: بعيدة موقع السهم، قال أبو حنيفة: هي أبعد القياس موقع سهم. قال: تقول العرب: طَرُوحٌ مروح، تعجل الظبي أن يَرُوح. وأنشد:

وستِّينَ سَهْما صِيغةً يَثـرِبِـيَّةً

 

وقوسا طَرُوحَ النَّبْلِ غَيرَ لَباثِ

وسيأتي ذكر المروح.

ونخلة طَرُوحٌ: بعيدة الأعلى من الأسفل، وقيل: طويلة العراجين، والجمع طُرُحٌ.

وطرف مِطْرَحٌ: بعيد النظر.

وفحل مِطْرَحٌ: بعيد موقع الماء في الرحم.

وفحل مِطْرَحٌ: بعيد طويل.

وسنام إطْرِيحُ: طال ثم مال في أحد شقيه، ومنه قول تلك الأعرابية:

شجَرَةُ أبي الأسْلِيحْ

رُغْوَة وصَرِيحْ

وسَنامٌ إطْرِيحْ

حكاه أبو حنيفة وقال: هو الذي ذهب طَرْحا، بسكون الراء. ولم يفسره، وأظنه طَرَحا أي بعدا، لأنه إذا طال تباعده أعلاه من مركزه.

وطَرَحَ الشيء: طوَّله، وقيل: رفعه وأعلاه، وخص بعضهم به البناء.

والتَّطريحُ: بعد قدر الفرس في الأرض إذا عدا ومشى متطرحا، أي متساقطا.

وقد سمَّتْ: مُطرَّحا وطَرَّاحا وطُرَيحا.

الحاء والطاء واللام

حَلِطَ حَلطا، وأحْلَطَ واحتَلَطَ: حلف ولجَّ وغضب واجتهد، قال ابن أحمر:

فكنَّا وهم كابْنَي سُباتٍ تَفَرَّقا

 

سِوىً ثم كانا مُنْجِداً وتَهامِيَا

فألْقَى التهامي منهما بلَطاتِه

 

وأحْلَطَ هذا: لا أعودُ ورَائِيَا

وحَلِطَ عليَّ حَلْطا، وأحلَطَ واحتَلَطَ: غضب. وأحْلَطَه هو أغضبه.

وأحْلَطَ الرجل: نزل بدار مهلكة.

وأحْلَط بالمكان: أقام.

وأحْلَطَ الرجل البعير: أدخل قضيبه في حياء الناقة. والمعروف بالخاء المعجمة.

مقلوبه: - ط ح ل -

الطِّحالُ: لحمة سوداء عريضة في بطن الإنسان وغيره عن اليسار، لازقة بالجنب، مذكر، صرح بذلك الَّلحيانيّ. والجمع طُحُلٌ، لا يكسر على غير ذلك. وطَحِل طَحَلاً فهو طَحِلٌ: عظم طِحالُه. وطُحِلَ طَحْلاً: شكا طِحالَه. وطَحَلَه يطْحَلُه طَحْلاً وطَحَلاً: أصاب طِحالَه.

وطَحَل الماء طَحَلاً فهو طَحِلٌ: فسد وتغيرت رائحته من حمأته.

والطُّحْلَةُ: لون بين الغبرة والبياض بسواد قليل كلون الرماد. ذئب أطْحَلُ وشاة طَحْلاء، والفعل من ذلك كله، طَحِلَ طَحَلاً. وجعل أبو عبيد الأطْحَلَ اسما للون فقال: هو لون الرماد. وأرى أبا حنيفة حكى: نصل أطْحَلُ.

وشراب طاحِلٌ: كدر اللون. وكذلك غبار طِاٌحل، قال:

وبلْدَةٍ تُكْسَى القَتامَ الطَّاحِلا

وأطْحَلُ: اسم جبل.

وطَحالٌ: اسم كلب.

ومِطْحَلٌ: اسم رجل وهو أبو قبيلة.

ويوم المَطاحِلِ: يوم قتلوا فيه، أرادوا المِطْحَلِيَّين.

والمَطاحِل أيضا: موضع.

مقلوبه: - ل ح ط -

لَحَطه يَلْحَطُهُ لَحْطا: رشه. وفي الحديث: مر على قوم وقد لَحَطُوا باب دراهم، التفسير عن ثعلب، حكاه الهروي في الغريبين.

مقلوبه: - ط ل ح -

طَلِحَ طَلاحا: فسد.

والطَّلْحُ والطَّلاحَةُ: الإعياء والسقوط من السفر. وقد طَلِحَ طَلحا وطُلِحَ. وبعير طَلْحٌ وطَلِيحٌ وطِلْحٌ. وناقة طِلْحَةٌ وطَليحَةٌ وطَليحٌ وطِلْحٌ وطالِحٌ، الأخيرة عن ابن الأعرابي وأنشد:

عَرَضْنا وقُلنا: إيهِ سِلْمٌ، فسلَّمتْ

 

كما اكْتَلَّ بالبرْقِ الغَمامُ اللَّوائحُ

وقالت لنا أبصارُهُن تَفَـرسّـا

 

فتى غَيْرُ زُمَّيْلٍ وأدْماءُ طالِحُ

يقول: لما سلَّمنا عليهن بدت ثغورهن كبرق في جانب غمام، ورضيننا فقلن: فتى غير زميل. وجمع طِلْحٍ، أطْلاحٌ. وجمع طَليحَةٍ طَلائحُ وطَلْحَى، الأخيرة على غير قياس لأنها بمعنى فاعلة، ولكنها شبهت بمريضة، وقد يقتاس ذلك للرجل، ومن كلام العرب: راكب الناقة طَلِيحانِ، تقديره: راكب الناقة والناقة طَليحانِ، لكنه حذف المعطوف لأمرين: أحدهما تقدم ذكر الناقة، والشيء إذا تقدم دل على ما هو مثله، ومثله من حذف المعطوف قول الله تعالى جَدُّه: -فقُلنا اضرِبْ بعَصَاكَ الحجَرَ فانفَجرَتْ منه- أي فضرب فانفجرت، فحذف "فضرب" وهو معطوف على قوله: فقلنا. وكذلك قول التغلبي:

إذا ما المَاءُ خالَطَها سَخِينَا

أي فشربناها سخينا. فإن قلت: فهلا كان التقدير على حذف المعطوف عليه، أي الناقة وراكب الناقة طَليحانِ؟ قل: يبعد ذلك من وجهين: أحدهما أن الحذف اتساع، والاتساع بابه آخر الكلام وأوسطه لا صدره وأوله، ألا ترى أن من اتسع بزيادة كان حشوا أو آخراً، لا يجيز زيادتها أولا. والآخر، أنه لو كان تقديره: الناقة وراكب الناقة طَلِيحانِ لكان قد حذف العطف وبقي المعطوف به. وهذا شاذ، إنما حكى منه أبو عثمان: أكلت خبزا سمكا تمرا.

والآخر، أن يكون الكلام محمولا على حذف المضاف، أي: راكب الناقة أحد طَلِيحَين، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.

واطْلأَحَّ البعير: كطَلَح. قال طريح:

حى اطْلأَحَّتْ واتَّقتْ أحْلاسَها

 

بمِسْحَجٍ من ظهرها ومُلَهَّـدِ

والطِّلْحُ: القراد، وقيل: هو المهزول قال:

وقد لَوَى أنْفَه بِمَنْخَـرِهـا

 

طِلْحُ قراشيمَ شاحِبٌ جَسَدُه

ويروى: قراشين. وقيل: الطِّلْحُ، العظيم من القردان، وقول الحطيئة:

إذا نام طِلْحٌ أشْعَثُ الرأسِ خَلْفَها

 

هَدَاهُ لها أنْفاسُها وزَفِـيرُهـا

قيل: الطِّلْحُ هنا القراد، وقيل: الراعي المعيي، يقول: إن هذه الإبل تتنفس من البطنة تنفسا شديدا فيقول: إذا نام راعيها عنها وندت، تنفست فوقع عليها وإن بعدت.

والطَّلَحُ: النعمة، قال الأعشى:

كم رأينا من أُناسٍ هَلَكُوا

 

ورأينا المَلْكَ عَمْراً بطَلَحْ

هذا قول ابن السكيت، وقال بعضهم: هذا غلط، إنما ذو طَلَحٍ موضع، كان هذا الملك ساكنا به، فاجترأ الشاعر فقال: بطَلَحَ. قال الحطيئة:

ماذا تقولُ لأفرَاخٍ بذي طَـلَـحٍ

 

حُمْرِ الحواصِلِ لا ماءٌ ولا شَجَرُ

والطَّلْحُ: ما بقي في الحوض من الماء الكدر.

والطَّلْحُ: شجرة حجازية، جناتها كجناة السمرة، ولها شوك أحْجَنُ، ومنابتها بطون الأودية، وهي أعظم العضاه شوكا وأصلبها عودا وأجودها صمغا. وقال أبو حنيفة الطَّلْحُ أعظمُ العضاه وأكثره ورقا وأشَدُّه خضرة، وله شوك ضخام طوال، وشوكه أقل الشوك أذى، وليس لشوكته حرارة في الرجل، وله برمة طيبة الريح، وليس في العضاه أكثر صمغا منه ولا اضخم، ولا ينبت الطَّلْحُ إلا بأرض غليظة شديدة حصبة. واحدتها طَلْحَةُ، وبها سمي الرجل وجمعها عند سيبويه طُلوحٌ، كصخرة وصخور، وطِلاحٌ. قال: شبهوه بقصعة وقصاع. يعني أن الجمع الذي على فعال إنما هو للمصنوعات كالجرار والصحاف. والاسم الدال على الجمع، أعني الذي ليس بينه وبين واحده إلا هاء التأنيث، إنما هو للمخلوقات نحو النخل والتمر، وإن كان كل واحد من الحيزين داخلا على صاحبه، قال:

أن تهبطين بـلادَ قـو

 

م يرْتَعونَ من الطِّلاحِ

وأن، هاهنا، يجوز أن تكون الناصبة للاسم مخففة منها غير أنه أولاها الفعل بلا فصل. وجمع الطَّلْحِ أطْلاحٌ. وأرض طَلِحَةٌ: كثيرة الطَّلْحِ، على النسب. وإبل طُلاحِيةٌ: وطِلاحِيةٌ: ترعى الطَّلْحَ. وطَلاحَي وطَلِحةٌ: تشتكي بطونها من أكل الطَّلْحِ. وقد طَلِحَتْ طَلَحا. وقوله تعالى: -و طَلْحٍ مَنْضُودٍ- فسر بأنه الطلع، وفسر بأنه الموز، وهذا غير معروف في اللغة.

والطُّلاحُ: نبت.

وطَلَحٌ، وذو طَلَحِ، وذو طُلُوحٍ: أسماء مواضع.

مقلوبه: - ل ط ح -

اللَّطْحُ: اللَّطْخُ إذا جف وحك. وقد لَطَحَه، ولَطَخَه، يَلْطَحُه لَطْحا: ضربه بيده منشورة ضربا غير شديد. وفي الحديث: إنه كان يَلْطَحُ أفخاذ أُغليمة بني عبد المطلب، يعني النبي عليه الصلاة والسلام.

ولَطَح به الأرض يَلْطَحُها لَطْحا، ضرب.

الحاء والطاء والنون

الحِنْطَةُ: البر، وجمعها حِنَطٌ. والحنَّاطُ: بائع الحِنْطةِ، والحِناطَةُ: حرفته.

وحَنَطَ الزرع والنبت، وأحْنَطَ: حان أن يحصد. وقوم حانِطون، على النسب.

والحِنْطِيُّ: الذي يأكل الحِنْطَةَ، قال الأعلم.

والحِنطِئ الحِنطِيُّ يمثج بالعظيمة والرغائب الحِنْطِئ: القصير، وسيأتي.

وحَنِطَ الرمث حَنَطا، وحَنَطَ وأحْنَطَ: أبيض وأدرك وخرجت فيه ثمرة غبراء، فبدا على قلله مثل قطع الفراء، وقال أبو حنيفة: أحْنَطَ الشجر والعشب، وحَنطَ يحْنِطُ حُنُوطا: أدرك ثمره، قال بعضهم: أحْنَطَ الرمث فهو حانِطٌ، على غير قياس.

والحَنُوطُ: طيب يخلط للميت، مشتق من ذلك لأن الرمث إذا أحْنَطَ كان لونه أبيض يضرب إلى الصفرة وله رائحة طيبة. وقد حنَّطه. وفي الحديث: إن ثمود لما استيقنوا بالعذاب تكفنوا بالأنطاع وتحَنَّطوا بالصبر.

مقلوبه: - ط ح ن -

طَحَنَه يطْحَنُه طَحْنا فهو مطحونٌ وطَحينٌ، وطَحَّنه. أنشد ابن الأعرابي:

عَيْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ بالفَثّ

 

وإيضاعُها القُعُودَ الوِساعـا

والطِّحْنُ: الدقيق. والطاحونةُ والطحَّانةُ التي تدور بالماء. والطَّحَّان: الذي يلي الطَّحينَ، وحرفته الطِّحانَةُ.

والطَّواحنُ: الأضراس كلها، من الإنسان وغيره، على التشبيه، واحدتها طاحِنَةٌ.

وكتيبة طحون: تطحَن كل شيء.

وحرب طَحونٌ: كذلك.

والطُّحَنُ: على هيئة أم حبين إلا أنه الطف منها، يشتال بذنبه كما تفعل الخلفة من الإبل، يقول له الصبيان: اطْحَنْ لنا جرابنا، فيَطْحنُ بنفسه الأرض حتى يغيب فيها في السهل، ولا تراه إلا في بلوقة من الأرض.

والطُّحَنُ: ليث عفرين. وقوله:

إذا رآني واحِداً أو فـي عَـيَنْ

يَعْرِفني، أطْرَقَ إطْراقَ الطُّحَنْ

إنما عنى به إحدى هاتين الحشرتين.

والطُّحنةُ: دُوَيْبَّة صفيراء طرف الذنب حمراء ليست بخالصة اللون، أصغر رأسا وجسدا من الحرباء، ذنبها طوال إصبع، لا تعض.

وطحَنَت الأفعى الرمل: إذا رققته ودخلت فيه فغيبت نفسها وأخرجت عينها، وتسمى الطَّحُونَ.

والطَّاحِنُ: الثور القليل الدوران الذي في وسط الكدس.

والطَّحَّانَة والطَّحُونُ: الإبل إذا كانت رفاقا ومعها أهلها، قال الَّلحيانيّ: الطَّحونُ من الغنم ثلاثمائة، ولا أعلم أحدا حكى الطَّحونَ في الغنم وغيره.

والطُّحَنَةُ: القصير فيه لوثة، عن الزجاجي.

مقلوبه: - ن ح ط -

النَّحْطُ والنَّحيطُ والنُّحاطُ: أشد البكاء نحَطَ ينْحِطُ نَحْطا ونحِيطا. والنَّحيطُ أيضا: صوت معه توجع، وقيل: هو صوت شبيه بالسعال.

وشاة ناحِطٌ: سعلة وبها نَحْطَةٌ.

والنَّحيطُ: الزجر عند المسألة.

والنَّحيطُ والنَّحْطُ: صوت الخيل من الثقل والإعياء، يكون بين الصدر إلى الحلق، والفعل كالفعل.

ونحَط الرجلُ ينْحِطُ، إذا وقعت فيه القناة فصوت من صدره.

ونحَطَ القصار ينْحِطُ، إذا ضرب بثوبه على الحجر وتنفس ليكون أروح له.

والنَّحَّاطُ: المتكبر الذي ينْحِطُ من الغيظ، قال:

وزادَ بغيُ الأَنِفِ النَّحَّاط

والنَّحْطَة: داء يصيب الخيل والإبل في صدورها لا تكاد تسلم منه.

مقلوبه: - ط ن ح -

طَنِحَت الإبل طَنَحا، وطَنِخَتْ: بشمت. وقيل: طَنِحَتْ سمنت، وطَنِختْ، معجمة، بشمت.

مقلوبه: - ن ط ح -

النَّطْحُ للكباش ونحوها. نَطَحَه ينْطَحُه وينْطِحُه. وقد انْتطَح الكبشان وتَناطَحا، ويقتاس من ذلك للأمواج والرجال في الحرب. وكبش نَطيحٌ، من كباش نَطْحَى ونطائحَ، الأخيرة عن الَّلحيانيّ، ونعجة نَطيحٌ ونطيحةٌ من نعاج نَطْحَى ونَطائحَ. وفي التنزيل: -و المُتَرَدّيَةُ والنَّطِيَحُة- يعني ما تَناطَحَ فمات.

وما نَطَحتْ فيه جماء ذات قرن: يقال ذلك فيمن ذهب هدرا، عن ابن الأعرابي.

والنَّطيحُ والناطحُ: ما يأتيك من أمامك من الطير والظباء وغيرهما مما يزجر.

ورجل نَطيحٌ: مشئوم، قال أبو ذؤيب:

فأمْكَنه مما يُريدُ وبعضُهم

 

شَقِيّ لدى خَيراتهن نَطِيحُ

وفرس نَطيحٌ: إذا طالت غرته حتى تسيل تحت إحدى اذنيه، وهو يتشاءم به. وقيل: النَّطيحُ من الخيل، الذي وسط جبهته دائرتان، وإن كانت واحدة فهي اللطمة وهو اللطيم. ودائرة الناطحِ، من دوائر الخيل. وكل ذلك شؤم.

والنَّطْحُ: نجم من منازل القمر يتشاءم به أيضا. قال ابن الأعرابي: ما كان من أسماء المنازل فهو يأتي بالألف واللام، وبغير ألف ولام كقولك: نَطْحٌ والنَّطْحُ، وغَفْرٌ والغَفْرُ.

الحاء والطاء الفاء

الطَّحْفُ: حب باليمن يطبخ.

مقلوبه: - ط ف ح -

طَفَحَ يَطْفَحُ طَفْحا وطُفُوحا: امتلأ وارتفع. وطَفَحه طَفْحا، وطفَّحه وأطْفَحَه: ملأه حتى ارتفع.

وطَفَح عقله: ارتفع. وسكران طافِحٌ، كذلك، أي أن الشراب ملأه حتى ارتفع.

وكل ما علا: طُفاحَةٌ، كزبد القدر وما علا منها. وأطفَحَ الطُّفاحَة: أخذها. والريح تطْفَحُ القطنة: تسطع بها، قال أبو النجم:

مُمَزَّقا في الرّيحِ أو مَطْفوحا

واطْفَحْ عني، أي اذهب.

مقلوبه: - ف ط ح -

الفَطَحُ: عرض في الرأس والأرنبة. رأس أفطَحُ وأرنبة فَطْحاءُ.

والأفطَحُ: الثور، لذلك، صفة غالبة. وفَطَحَ العود وغيره يفْطَحُه فَطْحا، وفَطَّحَه: براه وعرَّضه، أنشد ثعلب:

ألْقَى على فَطْحائها مَفْطوحَا

غادرَ جُرْحا ومَضَى صحيحَا

قال: يعني السهم وقع في الرمية فجرحها ومضى وهو سليم، وعنى بالفَطْحاءِ: الموضع المنبسط منها كالفريصة والصفح.

وفَطَحَ ظهره فَطْحا: ضربه بالعصى.

والأفْطَحُ: الحرباء الذي تصهر الشمس ظهره ولونه فيبيض من حميمها.

وفُطِّحَ النخل: لقح، عن كراع.

الحاء والطاء والباء

الحَطَبُ: ما أُعد من الشجر شبوبا للنار. حَطَبَ يحْطِبُ حَطْبا، واحْتَطَبَ: جمع الحَطَبَ. وحَطَبَ فلانا حَطَبا، يحْطِبُه، واحْتَطَبَ له: جمعه له، قال ذو الرمة:

وهل أحْطِبَنَّ القومَ وهي عَرِيَّةٌ

 

أصُولَ ألاءٍ في ثَرَى عَمِدٍ جَعْدٍ

ورجل حاطِبُ ليل: مخلط في أمره وكلامه، ولا يتفقد كلامه، كالحاطِبِ بالليل كل رديء وجيد، لأنه لا يبصر ما يجمع في حبله.

وأرض حَطيبَةٌ: كثيرة الحَطَبِ، وكذلك واد حَطيبٌ. قال:

وادٍ حَطِيبٌ عَشِيبٌ ليس يمنَـعُـه

 

من الأنيسِ حِذارُ اليوْمِ ذي الرَّهَج

وقد حَطِبَ واحْطَبَ.

واحْتَطَبَت الإبل: رعت دقَّ الحطَبِ، قال الشاعر، وذكر إبلا:

إن أخْصَبَتْ تركَتْ ما حول مَبركِها

 

زينا، وتُجْدِبُ أحْيانا فتَحْـتَـطِـبُ

وقال القطامي:

إذا احتَطَبَتْه نيْبُها قذفَـتْ بـه

 

بلاعيمُ أكْراشٍ كأوعِيةِ الغَفْرِ

وبعير حَطَّابٌ: يرعى الحطَب، ولا يكون ذلك إلا من صحة وفضل قوة، والأنثى حَطَّابةٌ.

والحِطابُ في الكرم: أن يقطع حتى ينتهي إلى ما جرى فيه الماء. واستَحْطَبَ العنب: احتاج أن يقطع شيء من أعاليه. وحَطَبوه: قطعوه.

والمِحْطَبُ: المنجل الذي يقطع به.

وحَطَبَ به: سعى. وقوله تعالى: -و امرأتُه حَمَّالةَ الحطَبِ- قيل هو النميمة، وقيل إنها كانت تحمل الشوك فتلقيه على طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والأحْطَبُ: الشديد الهزال.

وقد سمَّتْ حاطِبا وحُوَيْطِبا. وبنو حاطِبَة: بطن. وحَيطوبٌ: موضع.

مقلوبه: - ح ب ط -

الحَبَطُ، مثل العرب: من آثار الجروح. وقد حَبِطَ حَبَطا، وأحْبَطَه الضرب.

والحبَطُ: وجع يأخذ البعير في بطنه من كلإٍ يستوبله. وقد حَبِط حَبَطا فهو حَبِيطٌ. وإبل حَباطَي وحَبِطَةٌ.

وحَبِطَت الشاة حَبَطا: انتفخ بطنها عن أكل الذرق. وفي الحديث: "إن مما ينبت الربيع ما يقتل حَبَطا أو يلم" وذلك الداء الحُباطُ.

والحَبَطُ في الضرع: أهون الورم. وقيل: الحبَطُ، الانتفاخ أينما كان من داء أو غيره. وحَبِطَ جلده: ورم.

والحَبَنْطأُ، يهمز ولا يهمز: الغليظ القصير البطين، وامرأة حَبَنْطأةٌ: قصيرة دميمة عظيمة البطن.

والحَبَنْطَي: الممتلئ غضبا أو بطنة وحكى الَّلحيانيّ عن الكسائي: رجل حَبَنْطيً، مقصور، وحِبَنْطيً، مكسور مقصور، وحَبَنْطأ وحِبَنْطَأٌ: أي ممتلئ، غيظا أو بطنة. وقد احْبَنَطأْتُ واحْبَنْطَيتُ. وكل ذلك من الحَبَطِ الذي هو الورم، ولذلك حكم على نونه وهمزته، أو يائه، انهما ملحقتان له ببناء سفرجل.

والمُحْبَنْطِئُ: اللازق بالأرض. وفي الحديث "إن السقط ليظل مُحْبَنْطِياًّ على باب الجنة" فسروه: متغضبا، وقيل: المُحْبَنْطي، بغير همز، المتغضب المُستبطئُ للشيء، وبالهمز: العظيم البطن.

وحَبِطَ عمله حَبْطا وحُبُوطا: فسد. والله أحْبَطَه. وفي التنزيل: -فأحْبَطَ أعمالهم-.

والحَبِطْ الحارث بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، سمي بذلك لأنه كان في سفر فأصابه مثل الحَبَطِ. وقيل: إنما سمي بذلك لأن بطنه ورم من شيء أكله. والحَبِطاتُ والحَبَطاتُ: أبناؤه، على جهة النسب، والقياس الكسر.

وقيل: الحَبِطاتُ: الحارث بن عمرو بن تميم، والعنبر بن عمرو، والقليب بن عمرو، ومازن بن مالك بن عمرو، وكعب ابن عمرو، قال ابن الأعرابي: ولقى دغفل رجلا فقال له: ممن أنت؟ فقال: من بني عمرو بن تميم. قال: إنما عمرو عقاب جاثمة: فالحَبِطاتُ عنقها، والقليب رأسها، وأسيد والهجيم جناحاها، والعنبر جثوتها ومازن مخلبها، وكعب ذنبها، يعني بالجثوة بدنها ووسطها.

مقلوبه: - ط ب ح -

المُطَبَّحُ، بشد الباء وفتحها: السمين، عن كراع.

مقلوبه: - ب ط ح -

البَطْحُ: البسط. بطَحَه على وجهه يبْطَحُه بَطْحا فانْبَطَح.

والبَطْحاءُ: مسيل فيه دقاق الحصى. وقيل بَطْحاءُ الوادي، تراب لين مما جرته السيول. والجمع بَطْحاوَاتٌ وبِطاحٌ، فإن اتسع وعرض فهو الأبْطَحُ، والجمع الأباطحُ، كسروه تكسير الأسماء، وإن كان في الأصل صفة، لأنه غلب، كالأبْرَقِ والأجْرَعِ، فجرى مجرى أفكل. وقال أبو حنيفة: الأبْطَحُ لا ينبت شيئا، إنما هو بطن المسيل.

واستَبْطح الوادي في هذا المكان: استوسع فيه. وتَبَطَّح المكان وغيره: انبسط وانتصب قال:

إذا تَبَطَّحْنَ على المحامِلِ

تَبَطُّحَ البَطّ بجنْبِ السَّاحلِ

وتَبَطَّحَ السَّيلُ: سالَ سَيْلاً عريضا، قال ذو الرمة:

ولا زال من نَوْءِ السّماكِ عليكما

 

ونَوْءِ الثُّرَيَّا وابِلٌ مُتَـبَـطِّـحُ

وبَطْحاءُ مكة معروفة لانبِطاحِها. وقريش البطاحِ: الذين ينزلون بَطْحاء مكة. وقريش الظواهر: الذين ينزلون ما حول مكة، قال:

فلو شَهِدَتني من قُريشٍ عصَـابَةٌ

 

قُرَيشُ البطاحِ لا قُريش الظَّواهرِ

وبينهما بَطْحَةٌ بعيدةٌ، أي مسافةٌ.

والبَطيحَة: بين واسط والبصرة، وهو ماء مستنقع لا يرى طرفاه وهو مغيض دجلة والفرات. وكذلك مغايض ما بين البصرة والأهواز.

والبَطِحانُ وبُطاحٌ: موضعان.

وذو البِطاح: موضع. قال الراعي:

تُثِيرُ وتُبْدي عن دِيارٍ بنَـجْـوَةٍ

 

أصَرَّ بها من ذي البطاحِ خَلِيجُ