باب الثلاثي الصحيح: الفرع الثامن

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الثاني

حرف الحاء

الفرع الثامن

الحاء والطاء والميم

الحَطْمُ: الكسر في أي وجه كان. وقيل: هو كسر اليابس خاصة. حَطَمَه يَحْطِمُه حَطْما، وحَطَّمَه، فانحَطَم وتحَطَّم. والحِطْمَةُ والحُطامُ: ما تحَطَّمَ من ذلك. وصعدة حِطَمٌ، كما قالوا: كسر، كأنهم جعلوا كل قطعة منه حِطَمَةٌ، قال ساعدة ابن جؤية:

ماذا هُنالك من أسْوَانَ مُكْتَئبٍ

 

وساهِفٍ ثَمِلٍ في صَعْدَةٍ حِطَمِ

وحُطامٌ البيض: قشره. قال الطرماح:

كأن حُطام قيضِ الصيفِ فيه

 

فَرَاشُ صميمِ أقحافِ الشئونِ

والحَطِيمُ: ما بقى من نبات عام أول ليبسه وتحَطُّمِه، عن الَّلحيانيّ.

والحَطْمَةُ والحُطْمَةُ والحاطُومُ: السنة الشديدة لأنها تحطم كل شيء. وقيل: لا تسمى حاطُوما إلا في الجدب المتوالي.

وحَطْمَةُ الأسد في المال: عيثه وفرسه، لأنه يَحْطِمُه. وأسد حَطُومٌ: يَحْطِمُ كل شيء يدقه، وكذلك ريح حَطُومٌ.

ولا تَحْطِمْ علينا المرتع، أي لا ترع عندنا فتفسد علينا المرعى.

وإبل حُطَمَةٌ، وغنم حُطَمَةٌ: كثيرة تَحْطِمُ الأرض بخفافها وأظلافها، وتَحْطِمُ شجرها وبقلها فتأكله.

ونار حُطَمَةٌ: شديدة. وفي التنزيل: -كلا ليُنْبَذنَّ في الحُطَمَةِ- وقيل: الحُطَمَةُ باب من أبواب جهنم، نعوذ بالله منها. وقال الزجاج: الحُطَمَةُ اسم من أسماء النار. وكل ذلك من الحَطْمِ الذي هو الكسر والدق.

ورجل حُطَمٌ وحُطُمٌ: لا يشبع، لأنه يحْطِمُ كل شيء، قال:

لقد لفَّها اللَّيلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ

وحَطَم فلانا أهله: كبر فيهم، فكأنه بما حملوه من أثقالهم كسروه. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: بعد ما حَطَمْتموه. تعني النبي صلى الله عليه وسلم، التفسير للهروي في الغريبين. وانحَطَم الناس عليه: تزاحموا.

والحَطيمُ: حجر بمكة، سمي بذلك لانحطامِ الناس عليه، وقيل: لأنهم كانوا يحلفون عنده في الجاهلية فيَحْطِمُ الكاذب، وهو ضعيف.

وحَطِمت الدابة حَطما: هزلت.

وماء حاطُومٌ: ممرئ.

والحُطَمِيَّةُ: دروع تنسب إلى رجل كان يعملها.

وبنو حَطْمَة: بطن.

مقلوبه: - ح م ط -

حَمَطَ الشيء يحْمِطُه حَمْطا: قشره، وهذا فعل ممات.

والحَماطَةُ: حرقة يجدها الإنسان في حلقه.

وحَماطَةُ القلب: سواده، أنشد ثعلب:

ليتَ الغُرابَ رَمى حَماطَةَ قَلبه

 

عَمْرٌو بأسْهُمه التي لم تُلْغَـبِ

والحماطُ: شجر التين الجبلي، قال أبو حنيفة: أخبرني بعض الأعراب أنه في مثل نبات التين غير انه أصغر ورقا، وله تين كثير صغار من كل لون، أسود وأملح وأصفر، وهو شديد الحلاوة يحرق الفم إذا كان رطبا ويعقره، فإذا جف ذهب ذاك عنه، وهو يدخر، وله إذا جف متانة وعلوكة، والإبل والغنم ترعاه وتأكل تينه. وقال مرة: الحَماطُ التين الجبلي. والحَماطُ: شجر من نبات جبال السراة،و قيل: هو الأفاني إذا يبس، قال أبو حنيفة: هو مثل الصليان، إلا انه خشن المس، الواحدة منها حَماطَةٌ.

والحَماطُ: تبن الذرة خاصة، عن أبي حنيفة.

والحَمطَيِطُ: نبت كالحَماطِ.

وحَماطانُ: شجر. وقيل: موضع، قال:

يا دارَ سَلْمى بحَماطانَ اسْلَمِي

والحِمْطاطُ والحَمْطُوطُ: دُوَيْبَّة في العشب منقوشة بألوان شتى، وقيل: الحماطيطُ: الحيات.

مقلوبه: - ط ح م -

طَحْمَةُ السيل وطُحْمتُه: دفاع معظمه، وقيل: دفعتها الأولى.

وأتتنا طُحمَةٌ من الناس وطَحْمَةٌ، أي دفعة. وهم أكثر من القادية. وقيل: طُحْمَةُ الناس جماعتهم.

وطَحمةُ الفتنة: جولة الناس عندها.

ورجل طُحَمَةٌ: شديد العراك.

وقوس طَحُومٌ: سريعة السهم.

والطَّحْمَةُ: ضرب من النبت، وهي الطَّحْماءُ. وقال أبو حنيفة: الطَّحْمَةُ من الحمض، وهي عريضة الورق كثيرة الماء والطَّحْماءُ: نبتة سهلية حمضية، قال: والطَّحْماءُ أيضا: النجيل، وهو خير الحمض كله، وليس له حطب ولا خشب، إنما ينبت نباتا تأكله الإبل.

مقلوبه: - م ح ط -

المَحْطُ: شبيه بالمَخْط.

ومَحَطَ الوتر والعقب يمْحَطُه مَحْطا: أمر عليه الأصابع ليصلحه.

والبازي يمْحَطُ ريشه: يذهبه.

وامْتَحَطَ سيفه: سلَّه. وامْتَحَط الرمح: انتزعه.

مقلوبه: - ط م ح -

طَمَحت المرأة تَطمَحُ طِماحا، وهي طامحٌ: نشزت ببعلها.

وطَمَح ببصره يَطْمَحُ طَمحا: شخص. وقيل: رمى به إلى الشيء. ورجل طَماحٌ: بعيد الطرف.

وفرس طامحُ الطرف وطَموحُه: مرتفعة. وطَمَحَ الفرس يطْمَحُ طِماحا وطُموحا: رفع يديه.

وكل مفرط في تكبر طامحٌ، وذلك لارتفاعه. والطِّماحُ: الكبر والفخر، لارتفاع صاحبه.

وبحر طَموحُ الموج: مرتفعه. وبئر طَموحُ الماء: مرتفعة الجمة، وهو ما اجتمع من مائها، أنشد ثعلب في صفة البئر:

غادِيَةُ الجَوْلِ طَموحُ الجَمِّ

جِيبَتْ بجوفِ حَجَرٍ هِرْشَمِّ

تُبْذَلُ للجارِ ولابنِ العَمّ

إذا الشريب كانَ كالأصَمّ

وعَقَدَ اللِّمَّةَ كالأجَمّ

وطَمَحَ بوله: باله في الهواء. وطمَّح بالشيء: رمى به في الهواء.

وطَمَحَ الرجل في السَّوْمِ: إذا استام بسلعته وتباعد عن الحق، عن الَّلحيانيّ.

وطَمَحاتُ الدهر: شدائده، قال:

باتتْ همومي في الصَّدر تَخْطأُها

 

طَمْحاتُ دهرٍ ما كنتُ أدْرأهـا

سكَّن الميم ضرورة.

وبنو الطَّمْح وبنو الطمَّاحِ: بطين.

والطمَّاح: اسم رجل. وأبو الطَّمَحانِ اسم شاعر.

مقلوبه: - م ط ح -

المَطْحُ: الضرب باليد، وربما كنى به عن النكاح، وقد مَطَحَها.

الحاء والدال والتاء

حَتَدَ بالمكان يحْتِدُ حَتْداً: أقام، مماتة.

وعين حُتُدٌ، كحُشُدٍ، لا ينقطع ماؤها.

والمَحْتِدُ: الأصل والطبع.

ورجع إلى مَحْتِدِه، إذا فعل شيئا من المعروف ثم رجع عنه. وقول الهذلي:

وشقُّوا بمنحوضِ القِطاعِ فؤادَه

 

له قُترَاتٌ قد بُنِينَ مَحَـاتِـدُ

قيل: أراد، قديمة ورثها عن آبائه فهي له أصل.

الحاء والدال والثاء

الحُدُوثُ: نقيض القدمة. حَدَثَ الشيء يحْدُثُ حُدُوثا وحَداثَةً، وأحْدثَه هو، فهو مُحْدَثٌ وحَديثٌ. وكذلك استحدَثَه. وأخذني من ذلك ما قدم وحَدُثَ، ولا يقال: حدُث بالضم إلا مع قدم، كأنه إتباع، ومثله كثير.

وكان ذلك في حِدْثانِ أمر كذا، أي في حُدُوثه.

وأخذ الأمر بحِدْثانه وحَداثَتِه، أي بأوله وابتدائه.

وحَدَثانُ الدهر وحوادثُه: نوبه وما يحدث منه، واحدها حادث، وكذلك أحداته، واحدها حَدَثٌ.

والأحداثُ: الأمطار الحادثَةُ في أول السنة، قال الشاعر:

ترَوَّى من الأحداثِ حتى تلاحَقَتْ

 

طرائقُه واهتزّ بالشِّرشِرِ المَكْرُ

أي مع الشرشر، فأما قول الأعشى:

فإمَّا تَرَيْنِي ولي لِـمَّةٌ

 

فإنَّ الحوادثَ أوْدَى بها

فوجهه عنده، انه حذف للضرورة، وذلك لمكان الحاجة إلى الردف. فأما أبو علي الفارسي فذهب إلى انه وضع الحوادث موضع الحدثان، كما وضع الآخر الحدثان موضع الحوادث في قوله:

ووَهَّابُ المِـئِينَ إذا ألـمَّـتْ

 

بنا الحَدَثانُ، والحامي النَّصُورُ

والحَدَثانُ: الفأس، أراه على التشبيه بحَدَثانِ الدهر، ولم يقله أحد، أنشد أبو حنيفة:

وجَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثانُ فيه

 

إذا أُجُرَاؤه نَحَطُوا أجابا

وسمى سيبويه المصدر حَدَثا، لأن المصادر كلها أعراض حادثة، وكسره على أحداث، قال: فأما الأفعال فأمثلة أخذت من أحداث الأسماء.

ورجل حَدَثُ السن وحديثُها، بين الحَداثَةِ والحُدوثَة، ورجال أحْداثُ السن وحُدْثانَها وحُدَثاؤها. وكل فتى من الناس والدواب والإبل حَدَثٌ، والأنثى حَدَثةٌ. واستعمل ابن الأعرابي الحَدَثَ في الوعل فقال: إذا كان الوعل حَدَثا فهو صدع.

والحديثُ: الجديد من الأشياء.

والحديثُ: الخبر، والجمع أحاديثُ كقطيع وأقاطيع. وهو شاذ، وقد قالوا في جمعه حِدْثانٌ وحُدْثانٌ، وهو قليل، أنشد الأصمعي:

تُلَهِّى المرءَ بالحِدْثانِ لَهْـواً

 

وتَحْدِجُه كما حُدِجَ المُطِيقُ

وبالحُدْثانِ أيضا، ورواه ابن الأعرابي: بالحَدَثانِ، وفسره فقال: إذا أصابه حَدَثانُ الدهر من مصائبه ومرازيه، ألهته بدلها وحديثها عن ذلك.

وقوله تعالى: -فلعلك باخعٌ نفسكَ على آثارِهم إن لم يُؤمنوا بهذا الحديث أسفا- عنى بالحديث القرآن، عن الزجاج.

وقد حدَّثه الحديثَ وحَدَّثه به. وقول سيبويه في تعليل قولهم "لا تأتيني فتحدثني": كأنك قلت، ليس يكون منك إتيان فحديثٌ، إنما أراد: فتحديثٌ، فوضع الاسم موضع المصدر، لأن مصدر حَدَّثَ إنما هو التحديث، فأما الحديث فليس بمصدر.

وقوله تعالى: -و أمَّا بنعمة ربك فحدّثْ- أي بلِّغ ما أُرسِلَتُ به، وحدث بالنبوة التي آتاك الله وهي أجل النِّعم.

وسمعت حديثي حسنة، أي حديثا. والأحدوثة ما حُدّثَ به.

ورجل حَدِثٌ وحَدُثٌ وحِدْثٌ وحِدّيثٌ: كثير الحديث حسن السياق له، كل هذا على النسب ونحوه. وفلان حِدْثُكَ، أي مُحَدّثُك. والقوم يتحادثون ويتحدَّثون. وتركت البلاد تَحَدَّثُ، أي تسمع فيها دويا، حكاه عن ثعلب.

والحَدَثُ: الإبداء، وقد أحْدَثَ.

والحدَثُ مثل الولي. وأرض محدوثة: أصابها الحدث.

والحدثُ: موضع متصل ببلاد الروم، مؤنثة.

وحَدَثُ الرقاق، ويروى بالجيم، موضع بالشام.

الحاء والدال والراء

حَدَر بالشيء يَحْدُره ويحدِرُه حَدْراً وحُدُوراً فانحدر: حطه من علو إلى سُفْل.

وهذا مُنْحدَرٌ من الجبل ومُنْحُدُرٌ، أتبعوا الضمة الضمة، كما قالوا: أُبنيك وأبنوكَ، ورواه بعضهم: مَنْحَدِرٌ.

وحَدُورُ الرمل والأرض: ما انحدَرَ منهما، وجمع الحَدُورِ: حُدُرٌ. وحادُورُهما وأُحْدورُهما كحَدُورِهما.

وحَدَر السفينة والمتاع يَحْدرُهما حَدْراً، وكذلك حَدَر القرآن والقراءة.

وحَدَرَ الدمع يَحْدُرُه حدْراً وحُدُوراً. وحدَّره فانحَدر وتحَدَّر. قال الَّلحيانيّ: حَدَرَت العين بالدمع وهي تَحْدِرُ وتحدُرُ حَدْراً. والاسم من ذلك الحَدُورةُ والحُدورةُ والحادُورةُ.

وحَدَرَ اللثام عن حنكه: أماله.

وحَدَرَ الدواء بطنه يحْدُره حَدْراً: أمشاه واسم الدواء: الحادورُ.

وغلام حادرٌ: جميل صبيح. والحادرُ: السمين الغليظ، والجمع حَدَرةٌ. وقد حَدَرَ يَحْدُرُ، وحَدُر.

ورمح حادِرٌ: غليظ.

وجبل حادِرٌ: مرتفع.

وحي حادِرٌ: مجتمع.

وعدد حادِرٌ: كثير.

وحبل حادِرٌ: شديد الفتل. قال:

فما رَوِيَتْ حتى استَبان سُقاتُهـا

 

قُطُوعا لمحبولٍ من الليفِ حادِرِ

وحدَرَ الوتر حُدُورة: غلظ واشتد، وقال أبو حنيفة: إذا كان الوتر قويا ممتلئا قيل وتر حادِرٌ. وقد حَدُرَ حُدُورَةً.

وناقة حادِرَةُ العينين: إذا امتلأتا نقيا واستوتا وحسنتا.

وكل ريَّان حسن الخلق حادِرٌ. وعين حَدْرَةٌ بدرة: عظيمة، وقيل: حادة النظر. وقيل: حَدْرَةٌ واسعة، وبدرة يبادر نظرها نظر الخيل، عن ابن الأعرابي. وعين حَدرَاءُ: حسنة. وقد حَدَرَتْ.

والحَدْرَةُ: قرحة تخرج بجفن العين فترم وتغلظ.

وحَدَر جلده عن الضرب يَحْدُرُ حَدراً وحُدوراً: غلظ وانتفخ، قال عمر بن أبي ربيعة:

لو دَبَّ ذَرٌّ فوقَ ضاحي جِلدِها

 

لأبانَ من آثارِهِـنَّ حُـدُوراً

وأحدَره الضَّرْبُ وحدَرَه يحدُرُه. وفي الحديث: "كلها يحدُرُ ويبضع" يعني السياط.

وحَدَرَ جلده حَدْراً وأحْدَر: نضر.

والحَدْرُ: النشز الغليظ من الأرض.

وحَدَر الثوب يحْدُره حَدْراً، وأحْدَره: فتل أطراف هدبه.

والحَدرِيَّاتُ والأَحْدَرِيَّاتُ، كلتاهما عن الهجري، قلانس ذوات أعلام، وأنشد:

ضَرْبٌ يُطِيرُ من وراءِ الأعمارْ

الحَدَرِيَّاتِ ذواتِ الأنْبارْ

والأحْدرِيَّاتُ.

وحَدَرتهم السَّنة تَحْدُرُهم: جاءت بهم إلى الحضر، قال الحطيئة:

جاءتْ به من بلادِ الطُّورِ تَحْـدُرُهُ

 

حصَّاءُ لم تَتَّرِكْ دونَ العَصَى شَذَبا

والحُدْرةُ من الإبل: ما بين العشرة إلى الأربعين. وعليه حُدْرَةٌ من غنم وحَدْرَةٌ، أي قطعة، عن الَّلحيانيّ.

وحَيْدارُ الحصى: ما استدار منه.

وحَيْدَرَةُ: الأسد.

وحَيْدَرٌ وحَيْدَرَةُ: اسمان.

والحُوَيْدِرَةُ: اسم شاعر، وربما قالوا: الحادِرَةُ.

مقلوبه: - ح ر د -

الحَرْدُ، الجِدُّ والقصد. حَرَدَ يحْرِدُ حَرْدا وفي التنزيل: -و غَدَوا على حَرْدٍ قادرِيَن- والحرْدُ: المنع، وقد فسرت الآية على هذا. وحَرَّدَ الشيء: منعه، قال:

كأنّ فِدَاءَها إذ حَرَّدُوهُ

 

أطافُوا حوُله سُلَكٌ يَتِيمُ

ويروى: جَرَّدوه، أي نقوه من التبن.

ورجل حَرْدانُ: متنح معتزل. وحَرِدٌ من قوم حِرادٍ، وحريد من قوم حُرداءَ، وامرأة حَريدةٌ، ولم يقولوا: حَرْدى. وحي حرِيدٌ، متفرد منعزل، إما من عزتهم، وإما من ذلتهم وقلتهم، قال جرير:

نَبْنِي على سَننِ العَدُوّ بُيوتَنا

 

لا نَسْتَجيرُ ولا نَحُلُّ حَرِيدَا

يعني إننا لا ننزل في قوم من ضعف وذلة، لما نحن عليه من القوة والكثرة. حَرِدَ يحْرَدُ حُرُوداً.

وكوكب حَرِيدٌ: طلع منفردا، والفعل كالفعل، والمصدر كالمصدر، قال ذو الرمة:

يَعْتَسِفانِ اللَّيلِ ذا الكؤود

أمًّا بكلّ كوكبٍ حَرِيدِ

ومنه التَّحريد في الشعر، ولذلك عد عيبا لأنه بعد وخلاف للنظير.

وحَرِدَ عليه حَرَداً، وحَرَدَ يحْرِدُ حَرْدا، كلاهما غضب، فأما سيبويه فقال: حَرِدَ حَرْداً. ورجل حَرْدٌ وحارِدٌ: غضبان.

وحارَدَت الإبل: انقطعت ألبانها أو قلت. أنشد ثعلب:

سَيُروِي عَقِيلا رِجْلُ ظَبْيٍ وعُلْبةٌ

 

تمَطَّتْ به مَصْلُوبةٌ لم تُحـارِدِ

مصلوبة: موسومة.

وناقة مَحارِد ومُحَارِدةٌ: بينة الحِرَادِ، واستعاره بعضهم للنساء فقال:

وبِتْنَ على الأعْضَادِ مُرْتَفِقاتِها

 

وحارَدْنَ إلا ما شَرِبْنَ الحَمائما

يقول انقطعت ألبانهن إلا أن يشربن الحميم وهو الماء يسخنه فيشربنه، وإنما يسخنه لأنهن إن شربنه باردا على غير مأكول عقر أجوافهن.

وحارَدت السنة: قل ماؤها، وقد استعير في الآنية إذا نفذ شرابها، قال:

ولنا بـاطِـيةٌ مـمـلـوءَةٌ

 

جَوْنَةٌ يَتْبَعُهـا بِـرْزِينُـهـا

فإذَا ما حارَدَتْ أو بـكـأتْ

 

فُكَّ عن حاجِبِ أخرى طينُها

البرزين: إناء يتخذ من قشر طلع الفحال يشرب به.

والحَرَدُ: داء في القوائم إذا مشى البعير نفض قوائمه فضرب بهن الأرض كثيرا، وقيل: هو داء يأخذ الإبل من العقال في اليدين دون الرجلين. بعير أحَرَدُ، وقد حَرِدَ حَرَداً.

وبعير أحْرَدُ: يخبط بيديه إذا مشى، خلقة. وقيل: الحَرَدُ، أن ييبس عصب إحدى اليدين من العقال وهو فصيل، فإذا مشى ضرب بها صدره. وقيل الأحرد الذي إذا مشى رفع قوائمه رفعا شديدا ووضعها مكانها من شدة قطافته، يكون في الدواب وغيرها.

ورجل أحْرَدُ، إذا ثقلت عليه درعه فلم يستطع الانبساط في المشي، وقد حَرِدَ حَرَداً.

وحَرَّد حبله: أدرج فتله فجاء مستديرا، حكاه أبو حنيفة، وقال مرة: حبل حَرِدٌ بين الحَرَدِ غير مستوي القوى.

والحُرْدِيُّ والحُرْدِيَّةُ: حياصة الحظيرة التي تشد على حائط القصب عرضا، قال ابن دريد: هي نبطية. وقد حَرَّدَه. وغرفة مُحَرَّدَةٌ: فيها حَرَادِيُّ القصب.

وبيت مُحَرَّدٌ: مسنم.

والمُحَرَّدُ من كل شيء: المعوج.

وحَرِد الوتر حَرْداً فهو حَرِدٌ، إذا كان بعض قواه أطول من بعض.

والحِرْدُ: قطعة من السنام.

والحِرْدُ: مبعر البعير والناقة، والجمع حُرُودٌ.

وأحْرَادُ الإبل: امعاؤها، وخليق أن يكون واحدها حِرْداً، كواحد الحرُودِ التي هي مباعرها، لأن المباعر والامعاء متقاربة، أنشد ابن الأعرابي:

ثم غَدَتْ تَنْبِضُ أحْرَادُها

 

إنْ مُتَغَنَّاةً وإن حـادِيَه

تنبض: تضطرب، ومتغناة: متغنية، وهذا كقولهم: الناصاة في الناصية، والقاراة في القارية.

وتحَرَّدَ الأديمُ: ألقى ما عليه من الشعر.

وقطا حُرْدٌ: سراع.

والحريدُ: السمك المقدد، عن كراع.

مقلوبه: - د ح ر -

دَحَرَه يَدْحَرُه دَحْراً ودُحوراً: دفعه وأبعده. وفي التنزيل: -و يُقذَفونَ من كل جانب دُحُوراً- وفي الدعاء: اللهم ادْحَرْ عنا الشيطان، أي ادفعه.

مقلوبه: - د ر ح -

رجل دِرْحايَةٌ: كثير اللحم قصير لئيم الخلقة.

مقلوبه: - ر د ح -

الرَّدْحُ والتَّرْديحُ: بسطك الشيء بالأرض حتى يستوي، وقيل: إنما جاء الترديحُ في الشعر. وامرأة رادِحَةٌ ورَدُوحٌ ورَداحٌ: عجزاء تامة الخلق. وقد رَدَحَتْ رَداحةً، وكذلك ناقة رَداحٌ وكبش رَداحٌ: ضخم الألية، قال:

ومَشَى الكُماةُ إلى الكُما

 

ةِ وقُرّبَ الكَبشُ الرَّداحُ

ودَوْحَةٌ رَداحٌ: عظيمة. وجفنة رداح: عظيمة، والجمع رُدُحٌ، قال أمية بن أبي الصلت:  

إلى رُدْحٍ من الشِّيزَي عليها

 

لُبابُ البُرّ يُلْبَكُ بالشِّـهـادِ

وكتيبة رَدَاحٌ: ململمة كثيرة الفرسان. وقولها في الحديث: "عكومها رَداحٌ"، أي عظيمة كثيرة الحشو، وجعلت رداحٌ في موضع الجمع وإن لم يكن جمعا.

والرِّداحَةُ والرَّداحَةُ: دعامة بيت يبنى من حجارة يجعل على بابه حجر يقال له السهم، والملسن يكون على الباب، ويجعلون لحمة السبع في مؤخر البيت، فإذا دخل السبع فتناول اللحمة سقط الحجر على الباب فسده.

والرُدْحَةُ: سُترة في مؤخر البيت، وقيل قطعة تدخل فيه، رَدَحَه يَرْدَحُه رَدْحا وأرْدَحَه.

وردَحَ البيت بالطين يردَحه رَدْحا وأرْدَحَه: كاثفه عليه، قال:

بِناءُ صخْرٍ مُرْدَحٍ بطين

ورَدَحَ بالمكان: أقام.

ورَدَحه: صرعه.

ورُدَيْحٌ ورَدْحانُ: اسمان.

الحاء والدال واللام

حَدِلَ عليَّ حَدَلا: ظلمني. وحَدَل عليَّ يْحدِلُ حُدُولا وحَدْلا: جار. وإنه لحَدْلٌ، غير عدل.

والحَدَلُ: إشراف أحد العاتقين على الآخر. وقد حَدِلَ حَدَلا، وهو أحْدَلُ. وقيل: الأحْدَلُ الذي في منكبيه ورقبته انكباب إلى صدره. وقيل هو المائل الذي يمشي في شق، وقيل: هو المائل العنق من خلقة أو وجع لا يملك أن يقيمه.

وقوس مُحْدَلَةٌ وحُدَالٌ وحَدْلاءُ: بينة الحَدَلِ والحُدُولةِ حدرت إحدى سيتيها ورفعت الأخرى، قال:

حتى اتيح لها رامٍ بمُـحْـدَلةٍ

 

ذو مِرَّةٍ بدُوار الصَّيدِ هَمَّاسُ

والتحادُلُ: الانحناء على القوس.

والأحْدَلُ: الذي له خصية واحدة، من كل شيء.

وحِدْلُ الرجل: حجزته.

والحَوْدَل: الذكر من القردة.

وبنو حِدالٍ: حي نسبوا إلى محلة كانوا ينزلونها.

والحَدالي: موضع.

مقلوبه: - د ح ل -

الدَّحْلُ والدُّحْلُ، الأخيرة عن الهجري، نقب ضيق فمه ثم يتسع أسفله حتى يمشي فيه، ميل أو نحوه، وربما أنبت السدر. وقيل هو مدخل تحت الجرف أو في عرض خشب البئر في أسفلها، ونحو ذلك من الموارد والمناهل، والجمع أَدْحُلٌ وأدْحالٌ ودِحالٌ ودُحُولٌ ودُحْلانٌ. ورب بيت من بيوت الأعراب يجعل له دَحْلٌ تدخل فيه المرأة إذا دخل عليهم داخل، قال أبو عبيد: وفي حديث أبي هريرة رحمه الله: ادْحَلْ بي كسر البيت، أي أدخل، مأخوذ من ذلك. فأما ما تعتاده الشعراء من ذكرها الدَّحْلَ مع أسماء المواضع كقول ذي الرمة:

إذا شئتُ أبْكأني بجرْعاءِ مـالـكٍ

 

إلى الدَّحْلِ مُسْتبْدًي لِمَىًّ ومُحْضَرُ

فقد يكون سمى الموضع باسم الجنس، وقد يجوز أن يكون غلب عليه اسم الجنس، كما قالوا: الزرق، في برك معروفة، وإنما سميت بذلك لبياض مائها وصفائه.

والدَّحْلَةُ: البئر، عن ابن الأعرابي وأنشد:

نَهَيْتُ عَمْراً ويزيدَ والطَّمَـعْ

والحرْصُ يضطرُّ الكريمَ فيقَعْ

في دَحْلَةٍ فَلا يكـادُ يُنْـتَـزَعْ

قوله: والطمع، أي نهيتهما وقلت لهما: إياكما والطمع، فحذف، لأن قوله: نهيت عمرا ويزيدا، في قوة قولك قلت لهما: إياكما.

والدَّحُولُ: الركية التي تحفر فيوجد ماؤها تحت أجوالها، فتحفر حتى يستنبط ماؤها من تحت جالها.

وبئر دَحُولٌ: ذات تلحف في نواحيها. وقيل: بئر دَحُولٌ، واسعة الجوانب.

وناقة دَحُولٌ: تعارض الإبل متنحية عنها.

والدَّحِلُ من الرجال: المسترخي، وقيل العظيم البطن.

والدَّحِلُ: الداهية الخداع للناس الخبيث. وقد دَحَلَ دَحَلاً. وقيل: الدحَلُ الدهاء في كيس وحذق.

وقال أبو حاتم: وسألت الأصمعي عن قول الناس: فلان دحْلانيّ، نسبوه إلى قرية بالموصل أهلها أكراد لصوص.

والدواحيلُ: خشبات على رءوسها خرق كأنها طرادات قصار تركز في الأرض لصيد الحمر، واحدها داحُولٌ.

مقلوبه: - ل ح د -

اللَّحْدُ واللُّحْدُ: الذي يكون في جانب القبر. وقيل: الذي يحفر في عرضه. والجمع ألحادٌ ولُحُوٌد. والمَلْحودُ: كاللَّحْدِ، صفة غالبة، قال:

حتى أُغَيَّبَ في أثناءِ مَلْحُودِ

ولَحَدَ القبر يَلْحَده لَحْداً، وألحَدَه عمل له لحدا، وكذلك لحد الميت يَلحَده لحدا، وألحده ولَحَد له. وقيل: لحده دفنه، وألحده عمل له لحدا ولحدَ إلى الشيء يَلْحدُ، وألحد والتَحَد: مال.

ولَحَد في الدين يَلْحَدُ، وألحَدَ: مال وعدل. وقيل: لَحَد، مال وجار، وألحَدَ، مارى وجادل.

 ولَحَد عليَّ في شهادته يلحد لحدا: أثم. ولحد إليه بلسانه: مال.

وألحد في الحرم: ترك القصد فيما أمر به. وهذه فروق متقاربة.

واللَّحودُ من الآبار، كالدَّحول، أراه مقلوبا عنه.

وألحَدَ بالرجل: أزرى به، كألهد.

مقلوبه: - د ل ح -

دَلَحَ الرجل بحمله يَدْلَحُ دَلْحا: مرَّ به مثقلا. وكذلك البعير.

وناقة دَلُوحٌ: مثقلة حملا أو موقرة شحما. دَلَحَتْ تَدْلَحُ دَلْحا ودَلحانا.

وسحابة دَلُوحٌ ودالحَةٌ: مثقلة بالماء. والجمع دُلُحٌ ودُلَّحٌ ودَوَالحُ، قال البعيث:

وذي أشُرٍ كالأُقحوانِ تـشـوفُـه

 

ذهابُ الصَّبا والمُعصِراتُ الدَّوَالحُ

مقلوبه: - ل د ح -

لَدَحَه يَلْدَحُه لَدْحا: ضربه بيده.

الحاء والدال والنون

الدَّحِنُ: الحب الخبيث، كالدَّحِلِ. وقيل: الداهي، وقيل: الدَّحِنُ المسترخي البطن، وقيل: العظيمة، وقيل: الدَّحِنُ والدَّحَنُ، السمين المندلق البطن القصير. والفعل من ذلك كله، دَحِنَ دَحَنا.

والدِّحَنَّةُ والدِّحْوَنَّة كالدَّحنِ.

وبعير دِحنَّةٌ ودِحْوَنَّةٌ: عريض. وكذلك الناقة والمرأة، عن أبي زيد.

والدّحَنَّةُ: الأرض المرتفعة، عن أبي مالك يمانية.

والدَّيحانُ: الجراد، فيعال عند كراع.

ودَحْنا: موضع، قال ربيعة بن جحدر:

فلو رَجُلا خادَعْتُه لخدَعتُه

 

ولكنَّما حُوتا بدحناء قامِس

مقلوبه: - د ن ح -

دَنَّحَ الرجل: طأطأ رأسه. ودنَّحَ، ذَلَّ، الأخيرة عن ابن الأعرابي.

وقال ابن دريد: الدّنِحُ، لا أحسبها عربية صحيحة، عيد من أعياد النصارى، وقد تكلمت به العرب.

مقلوبه: - ن د ح -

النَّدْحُ: الكثرة. والنَّدْحُ والنُّدْحُ: السعة. والنَّدْحُ: ما اتسع من الأرض. والجمع أنْداحٌ. وكذلك النَّدْحَةُ والنُّدْحَةُ والمنْدوحَةُ. وأرض مَندوحَةٌ: واسعة بعيدة. وقالوا: لي عن هذا الأمر مندوحة، أي متسع، ذهب أبو عبيد إلى انه من: انْداحَ بطنه أي اتسع، وليس كذلك، هذا من غلط أهل الصناعة، وذلك أن انْداحَ انفعل، وتركيبه من دوح عنده، وإنما مندوحة مفعولة، فكيف يجوز أن يشتق أحدهما من صاحبه.

وتَنَدَّحَت الغنم في مرابضها ومسارحها، وانتدحَت، كلاهما: تبددت وانتشرت واتسعت من البطنة.

ونادِحٌ ومُنادِحٌ: اسمان.

وبنو مُنادِح: بطين.

الحاء والدال والفاء

حَفَدَ يحْفِدُ حَفْداً وحَفَدانا، واحتَفَد: خف في العمل وأسرع. وحَفَدَ يحْفِدُ حَفداً: خدم. والحَفَدُ والحَفَدَةُ: الأعوان والخدمة، واحدهم حافِدٌ.

وحَفَدَةُ الرجل بناته، وقيل أولاد أولاده، وقيل الأصهار، وقيل الأعوان. والحفيد: ولد الولد، والجمع حُفَدَاءُ.

والحفَدُ والحفَدانُ والإحْفادُ في المشي: دون الخبب، وقيل هو إبطاء الرتك، والفعل كالفعل.

والمِحْفَدُ والمَحْفَدُ: شيء يعلف فيه، وقيل هو مكيال يكال به، وقد روي بيت الأعشى بالوجهين معا:

بَناها السواديُّ الرَّضيخُ مع النَّوَى

 

وفَتٌّ وإعطاءُ الشَّعيرِ بمِحْـفَـدِ

ويرُوى بمَحْفِدِ، فمن كسر الميم عده مما يعتمل به، ومن فتحها فعلى توهم المكان أو الزمان.

ومَحْفِدُ الثوب: وشيه.

والمَحْفِدُ: الأصل عامة، عن ابن الأعرابي.

والمَحْفِدُ: أصل السنام، عن يعقوب أنشد لزهير:

على ظهرِها من نيِّها غيرَ مَحْفِدِ

مقلوبه: - ف د ح -

فَدَحه الأمر والحمل يفْدَحُه فَدْحا: أثقله. فأما قول بعضهم في المفعول: مُفْدَحٌ، فلا وجه له، لأنا لا نعلم أفْدَحَ.

والفادِحَةُ النازلة. 

الحاء والدال والباء

الحدَبُ: خروج الظهر ودخول الصدر والبطن. رجل أحْدَبُ وحَدِبٌ، الأخيرة عن سيبويه. وقد حَدِبَ حَدَبا واحْدَوْدَبَ وتحادَبَ، قال العجير السلولي:

رأتني تحادَبْتُ الغَداةَ ومَن يكُنْ

 

فتىً عامَ عامَ المِاءِ فهو كَبير

واسم العجزة الحَدَبَةُ. واسم الموضع الحَدَبةُ أيضا، وقوله، أنشده ثعلب:

ألمْ تسألِ الربْعَ القواءَ فيَنـطِـقُ

 

وهلْ تُخْبِرَنْكَ اليومَ بيْداءُ سَمْلَقُ

فمُختَلَفُ الأرواحِ بـين سُـوَيقَةٍ

 

وأحْدَبَ، كادت بعدَ عهدِك تُخْلِقُ

فسره فقال: يعني بالأحدَب النؤى، لاحدِيدابِه واعوجاجه، وكادت، رجع إلى ذكر الدار.

وحالة حَدْباءُ: لا تطمئن بصاحبها كأن لها حدبة، قال:

وإني لشَرُّ الناسِ إن لم أُبِتْهمُ

 

على آلةِ حَدْباءَ نائيةِ الظَّهْرِ

والحدَبُ: حدور في صبب كحدب الريح والرمل. وفي التنزيل: -و هم من كلّ حَدَبٍ يَنْسِلونَ- والجمع أحْدابٌ وحِدابٌ.

والحدَبُ: الغلظ من الأرض في ارتفاع. وحَدَبُ الماء: موجه، وقيل هو تراكبه في جريه.

واحْدَوْدَبَ الرمل: احقوقف.

وحَدِبَ عليه حَدَبا فهو حَدِبٌ، وتحدَّبَ تعطف. وحَدِبَت المرأة على ولدها وتحدَّبَتْ: لم تتزوج وأشبلت عليهم.

والمُتحدّبُ: المتعلق بالشيء الملازم له.

والحدْباءُ: الدابة التي بدت حراقفها وعظم ظهرها.

ووسيق أحْدَبُ: سريع، قال:

قَرَّبها ولم تكَدْ تَقَرَّبُ

ومن أهل نَيَّانَ وسِيقٌ أحْدَبُ

والأحْدَبُ: الشدة.

والحِدَابُ: موضع، قال جرير:

لقد جُرِّدتْ يومَ الحِدَابِ نِساؤكم

 

فَسالَتْ مَجالِيها وقَلَّتْ مُهُورُها

قال أبو حنيفة: والحِدابُ جبال بالسراة، ينزلها بنو شبابة، قوم من بني فهم بن مالك.

والحُدَيْبِيَّةُ: موضع، وقيل بئر سمي المكان بها، وبعضهم يقول: الحُدَيْبِيَةُ، بالتخفيف.

والحَدَبْدَي: لعبة للنبيط.

مقلوبه: - د ح ب -

دَحَبَ الرجل دفعه.

وبات يَدْحَبُ المرأة، كناية عن النكاح، والاسم الدُّحابُ.

ودُحَيْبَةُ: اسم امرأة.

مقلوبه: - د ب ح -

دَبَّح الرجل: حنا ظهره. عن الَّلحيانيّ. والتدبيح تنكيس الرأس في المشي. والتَّدبيح في الصلاة أن يطأطيء رأسه ويرفع عجزه. وقد نهي عنه. وقال بعضهم: دبَّح، طاطا رأسه فقط، ولم يذكر هل ذلك في مشي أو مع رفع عجز.

ودبَّح: ذل الأخيرة عن ابن الأعرابي.

مقلوبه: - ب د ح -

البَدْحُ: ضربك بشيء فيه رخاوة.

وبَدَحَه بالعصا بَدْحا: ضربه.

وبَدَحَ الشيء يَبْدَحُه بَدْحا: رمى به.

وتَبادَحُوا: تراموا بالبطيخ والرمان ونحو ذلك. وتبادَحوا بالكرين: تراموا.

والبَدحُ العلانية. والبِدْحُ: الفضاء. والجمع بُدوحٌ وبِدَاحٌ.

والبَدَاحُ: الأرض اللينة الواسعة.

وتَبَدَّحَتْ الناقة: توسعت وانبسطت، قال:

يَتْبَعْنَ سدو رسله تَبَدَّحُ

وقيل: كل ما توسع فقد تبدَّحَ.

وبَدَحت المرأة تبدَحُ وتبدَّحت: حسن مشيها.

وبَدَحَ لسانه بَدْحا: شقه، والذال لغة.

وتَبَدَّحَ السحاب: مطر.

الحاء والدال والميم

حَدْمُ النار والحر، وحَدمُها: شدة احتراقهما وحميمهما. واحتدمت النار والحر: اتقدا. واحتدم علي غيظا وتحدَّم: تحرق، وهو على التشبيه بذلك. وما أدري ما أحْدَمَه. وكل شيء التهب فقد احتدَم.

والحَدَمةُ صوت اللهب. والحَدَمَةُ صوت في الجوف كأنه تغيظ. والحَدَمَةُ: صوت جوف الأسود من الحيات.

واحتدم الدم: إذا اشتدت حمرته حتى تسود.

وحُدْمَةُ، وقيل حُدَمَةُ، موضع معروف.

مقلوبه: - ح م د -

الحمدُ نقيض الذم. وفي التنزيل: -الحمد لله رب العالمين- تأويله: استقر لله الحمْدُ، وهو راجع إلى معنى أحمد الله الحمد. قيل في التفسير: ابتدأ الله خلق الأشياء بالحمد فقال: -الحمد لله الذي خَلَق السَّموَاتِ والأرض وجعَل الظُّلماتِ والنُّور- فلما أفنى الخلق بعثهم وحكم فيهم واستقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار، ختم ذلك بقوله: -الحمد لله رب العالمين-. فأما قول العرب: بدأت بالحمد لله، فنام هو على الحكاية، أي بدأت بقولي: الحمد لله، وقد قريء: الحمد لله، على المصدر، والحمد لله، على الإتباع قال ثعلب: الحمد يكون عن يد وعن غير يد، والشكر لا يكون إلا عن يد، وسيأتي ذكره. وقال الَّلحيانيّ: الحمد: الشكر، فلم يفرق بينهما. وقد حَمِدَه حَمْداً ومحْمَداً ومحْمَدَةً ومَحْمِداً ومَحْمِدَةٌ، نادر، فهو محمودٌ وحَمِيدٌ، والأنثى حميدة، أدخلوا فيها الهاء وإن كان في معنى مفعول، تشبيها لها برشيدة، شبهوا ما هو في معنى مفعول بما هو في معنى فاعل لتقارب المعنيين.

وحمَدَه وحَمِدَه وأحمَدَه، كله: وجده محموداً. وقوله تعالى: -عسى أن يبعَثَك ربك مقاما محموداً- قال الزجاج: الذي صحت به الأخبار في المقام المحمود، أنه الشفاعة.

وأحمد الأرض: صادفها حميدة، فهذه اللغة الفصيحة، وقد يقال: حَمِدَها. وقال بعضهم: أحمد الرجل، إذا رضي فعله ومذهبه ولم ينشره للناس. سيبويه: حَمِدَه، جزاه وقضاه حقه، وأحمَدَه استبان أنه مستحق للحمد.

قال ابن الأعرابي: رجل حَمْدٌ وامرأة حَمْدٌ وحمْدَةٌ: محمودان، وصفا بالمصدر كما قيل: رجل عدل وامرأة عدل، ومنزل حَمْدٌ وأنشد:

وكانتْ من الزَّوجاتِ يُؤمَنُ غَيْبُها

 

وتَرْتادُ فيها العَينُ مُنْتَجعا حَمْداً

ومنزلة حَمْدٌ، عن الَّلحيانيّ. وأحمد الرجل: فعل ما يُحْمَدُ عليه. وأحمد أمره: صار عنده محموداً. وطعام ليست له مَحْمَدَةٌ، أي لا يُحْمَدُ.

والتَّحميدُ: حمدُكَ الله مرة بعد مرة. وإنه لَحَمَّادٌ لله ومحَمَّدٌ، هذا الاسم منه كأنه حُمِدَ مرة بعد أخرى. وأحمد إليك الله: أشكره عندك.

وقوله في صفة عشب:

طافتْ به فتحامَدَتْ ركْبانُه

أي حَمِده بعضهم عند بعض. ومن كلامهم: أحمَدُ إليك عسل الإكليل، أي أرضاه.

وحُمادَاك أن تفعل كذا وكذا، أي غايتك. وقال الَّلحيانيّ: حُماداكَ أن تفعل كذا، وحمْدُك، أي مبلغ جهدك. وقيل معناه: قصارك. وحُمادَاكَ أن تنجو منه رأسا برأس، أي قصرك وغايتك. وحَمادِى أن أفعل كذا، أي غايتي وقصارى، عن ابن الأعرابي.

وقد سمت مُحَمَّداً وأحمَدَ وحامِداً وحَمَّاداً وحَمِيداً وحَمْداً وحُمَيْداً.

ويَحْمَدُ: أبو بطن من الأزد.

واليَحامِدُ: جمع قبيلة يقال لها يَحمَدُ وقبيلة يقال لها اليُحْمَدُ، هذه عبارة السيرافي، والذي عندي أن اليَحامِدَ في معنى اليَحمَدِيِّين واليُحْمِديين، فكان يجب أن تلحقه الهاء عوضا من ياء النسب كالمهالبه، ولكنه شذَّ أو جعل كل واحد منهم يحْمَد أو يُحْمِد. وركبوا هذا الاسم فقالوا: حَمْدَوَيْهِ. وقد تقدم تعليله في عمرويه.

وحَمَدَةُ النار: صوت التهابها، كحدمتها. ويوم محتمد: شديد الحر، كمحتدم.

مقلوبه: - د ح م -

الدَّحْمُ: الدفع الشديد، ودَحَمَ المرأة يَدْحُمها دَحْما: نكحها، ومنه حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له "أنطأ في الجنة؟ قال: نعم والذي نفسي بيده، دَحْما دَحما، فإذا قام عنها رجعت مطهَّرة بكرا".

وهو من دِحْمِ فلان، أي من أصله وشجرته، عن كراع.

وقد سمَّت دَحْما ودُحَيْما ودَحمانَ.

ودَحْمَةُ: اسم امرأة، قال أبو النجم:

لم يقضِ أن يملِكَنا ابنُ الدَّحمَة

حرك احتياجا، يعني يزيد بن المهلب.

مقلوبه: - د م ح -

دَمَّحَ الرجل، طأطأ رأسه، عن أبي زيد ودَمَّح: طأطأ ظهره وحناه، والخاء لغة، كلاهما عن كراع والَّلحيانيّ.

مقلوبه: - م د ح -

المَدْحُ: نقيض الهجاء، وحُسنُ الثَّناء. مَدَحَه يمْدَحُه مَدْحا ومِدَحُةً، هذا قول بعضهم، والصحيح أن المدحَ المصدر، والمِدْحَةُ الاسم. ومَدَحَه وامتدَحَه وتَمَدَّحَه، كمدَحَه قال أمية بن أبي عائذ:

مَدَحْتُ المُمَدَّحَ عبدَ العَزيزِ

 

إنَّ الكِرامَ هُمُ يُمْدَحُـونـا

وقال أمية أيضا:

تمدَّحتَ ليلى فامتدِحْ أُمَّ نافِع

 

بقافِيَةٍ مثلِ الحبيرِ المُسَلْسَلِ

والمَديحُ: ما مَدَحْتَ به. والجمع المدائحُ والأماديحُ، الأخيرة على غير قياس، ونظيره حديث وأحاديث. قال أبو ذؤيب:

أحْيا أباكُنَّ يا لَيْلى الأمادِيحُ

ورجل مادحٌ، من قوم مُدَّحِ. ومَديحٌ: مَمْدُوحٌ. ومَدَح المثنى، لا غير، ومَدَح الشاعر وامتدَحَ.

وتَمَدَّح الرجل: تشبَّعَ وافتخر بما ليس عنده.

وامتَدَحَت الأرض وتمَدَّحَتْ: اتَّسعت، أراه على البدل من تَنَدَّحَتْ وانْتَدَحَتْ.

الحاء والتاء والثاء

التحتيثُ: التكسير والضعف، عن ابن الأعرابي.

الحاء والتاء والراء

حِتارُ كل شيء: كفافه وحرفه وما استدار به، كحِتارِ الأذن وهو كفاف حروف غراضيفها، وحتار العين وهي حروف أجفانها التي تلتقي عند التغميض، وحتار الظفر وهو ما يحيط به من اللحم. وكذلك حتار الغربال والمنخل. وحتار الإست: أطراف جلدتها، وهو ملتقى الجلدة الظاهرة وأطراف الخوران، وقيل: هي أطراف الدبر. وأراد أعرابي امرأته فقالت له: إني حائض. قال: فأين الهنة الأخرى؟ قالت اتق الله. فقال:

كلا وربّ البيتِ ذي الأستارِ

لأهْتِكَنَّ حَلَقَ الحِتَارِ

قد يُؤخَذُ الجارُ بذنبِ الجارِ

والحِتارُ: معقد الطنب في الطريقة. وقيل هو خيط يشد به الطراف. والجمع من ذلك كله حُتُرٌ.

والحِتارُ: ما يوصل بأسفل الخباء إذا ارتفع عن الأرض وقلص ليكون سترا، وهي الحُتْرَةُ أيضا.

وحَتر البيت: جعل له حِتاراً أو حُتْرَةً. وحَتر الشيء وأحْتَره: أحكمه.

وحَتر العقدة حَتْراً وأحْتَرها: أحكم عقدها. وكل شدٍّ حَتْرٌ، واستعاره أبو كبير للدين فقال:

هابوا لقَوْمِهم السَّلام كأنهـم

 

لمَّا أُصِيبوا، أهلُ دِينٍ مُحْتَرِ

وحَتَرَه يحْتِرُه ويِحْتُرُهُ حَتْراً: أحدَّ النظر إليه.

والحَتْرُ: الأكل الشديد. وما حَتر شيئا، أي ما أكل.

وحَتر أهله يَحْتِرُهم ويَحْتُرهم حتراً وحُتوراً: قتر عليهم النفقة، وقيل كساهم ومانهم.

والحَتْرُ: الشيء القليل. وحَتر الرجل حَتْراً: أعطاه أو أطعمه، وقيل: قلل عطاءه أو إطعامه. وحَتر له شيئا: أعطاه يسيرا. وما حَتره شيئا، أي ما أعطاه قليلا ولا كثيرا.

وأحتر الرجل: قل عطاؤه. وأحتر: قل خيره، حكاه أبو زيد وأنشد:

إذا ما كنتَ مُلْتَمِسا أيَامَي

 

فَنَكِّبْ كلَّ مُحْتِرةٍ صَناعِ

أي تنكَّب. والاسم: الحِتْرُ.

والمُحْتِرُ من الرجال: الذي لا يعطي خيرا ولا يفضل على أحد، إنما هو كفاف بكفاف لا ينفلت منه شيء.

وأحترَ على نفسه: ضيَّق.

وأحترَ القوم: فوَّت عليهم طعامهم.

والحُتْرَةُ والحتِيرَةُ، الأخيرة عن كراع: طعام يصنع عند بناء البيت. وقد حَتَّرَ لهم.

والحَتْرُ: الذَّكر من الثعالب.

مقلوبه: - ح ر ت -

حَرَتَ الشيء يَحْرُتُه حَرْتا: دلكه دلكا شديدا. وحَرَتَ الشيء يَحْرُتُه حَرْتا: قطعه قطعا مستديرا كالفلكة ونحوها.

والمَحْرُوت: أصل الأنجذان وهو نبات، قال امرؤ القيس:

قايَضْنَنَا يأكلن فـينـا

 

قِدّاً ومحروتَ الخِمال

واحدته مَحْرُوتةٌ، وقل ما يكون مفعول اسما، إنما بابه أن يكون صفة كالمضروب والمشتوم، أو مصدرا كالمعقول والميسور.

مقلوبه: - ت ر ح -

التَّرَحُ: نقيض الفَرَحِ. وقد تَرِحَ تَرَحا وتَتَّرحَ، وتَرَّحه الأمر. أنشد ابن الأعرابي:

شمطاءُ أعْلى بَزِّها مُطَرّحُ

قد طال ما تَرَّحَها المُتَرِّح

أي نغَّصَها المرعى. والاسم التَّرْحَةُ.

وناقة مِتْرَاحٌ: يسرع انقطاع لبنها.

الحاء والتاء واللام

الحَتْلُ: الرديء من كل شيء.

وحَتَلَتْ عينه حَتْلاً: خرج فيها حب أحمر، عن كراع.

مقلوبه: - ح ل ت -

الحَلِيتُ: الجليد والصقيع، بلغة طي.

والحِلْتِيتُ: عقير معروف. وقال أبو حنيفة: الحِلْتِيتُ عربي أو معرب، قال: ولم يبلغني أنه ينبت ببلاد العرب، ولكن ينبت بين بست وبين بلاد القيقان، قال وهو نبات يسلنطح ثم تخرج من وسطه قصبة تسمو وفي رأسها كعبرة. والحِلتِيتُ أيضا، صمغ يخرج في أصول ورق تلك القصبة، قال: وأهل تلك البلاد يطبخون بقلة الحلتيتِ ويأكلونها، وليس مما يبقى على الشتاء.

وحِلِّبتٌ: موضع، وكذلك الحُلَيْتُ.

مقلوبه: - ل ح ت -

لَحَتَه لَحْتا: نشره وقشره، كنحته نحتا، عن ابن الأعرابي.

وقال: هذا رجل لا يضيرك عليه نحتا ولحتا، أي ما يزيدك عليه نحتا للشعر ولَحْتا له.

مقلوبه: - ل ت ح -

اللَّتْحُ: ضرب الوجه والجسد بالحصى حتى يؤثر فيه من غير جرح شديد. لَتَحه يَلْتَحُه. ولَتَح عينه: ضربها ففقأها.

وفلان ألْتَحُ شعرا من فلان: أي أوقع على المعنى.

واللَّتْحانُ: الجائع، والأنثى لَتْحَى.

الحاء والتاء والنون

الحِتْنُ والحَتْنُ: المثل والمساوي. والمحاتَنَةُ المساواة. والتَّحاتُنُ: التساوي والتباري. والقوم حَتَنى وحَتْنَى، أي مستوون أو متشابهون، الأخيرة عن ثعلب.

وتحاتَنَ الرجلان: تراميا فكان رميهما واحدا. والاسم الحَتَنى. وفي المثل: "الحَتَنى لا خير في سهمٍ زَلَجْ".

ووقعت السهام في الهدف حَتَنى أي متقاربة المواقع ومتساويتها، أنشد الأصمعي:

كأن صوْتَ ضَرْعِها تَساجِلُ

هاتيكَ هاتا، حَتَنى تُـكـايِلُ

لَدْمُ العُجا تَلْكُمُها الجَنـادِلُ

وتحاتَنَ الدمع: وقع دمعتين دمعتين، وقيل: تتابع متساويا، قال الشاعر:

كأنّ العيونَ المُرسَلاتِ عَشِيَّةً

 

شآبِيبُ دَمعِ العَبَرةِ المُتَحاتِنِ

وتحاتَنَت النصال في الخصال: وقعت في أصل القرطاس على تقارب أو تساو.

والمُحْتَتِينُ: الشيء المستوي لا يخالف بعضه بعضا. فأما ما أنشده ابن الأعرابي من قوله:

كأنّ صوْتَ شُخْبِها المُحْتانِ

تحتَ الصَّقيعِ جَرْشُ أُفْعُوانِ

فإنه قال: يعني اثنين اثنين. ولا أعرف كيف هذا، إنما معناه عندي المُحتَتِنُ أي المستوى، ثم حذف مفتعل فبقي المُحْتَن ثم أشبع الفتحة فقال: المُحْتانِ، كقوله:

ومنْ عَيْبِ الرّجالِ بمُنْتَزَاحِ

أراد: بمنتزح، فأشبع.

وجيء به من حَتْنِك، أي من حيث كان.

وحَوْتَنان: موضع.

مقلوبه: - ح ن ت -

الحانُوتُ معروف، وقد غلب على حانوتِ الخمار، وهو يذكر ويؤنث، قال الأعشى:

وقد غَدَوْتُ إلى الحانوتِ يتْبَعني

 

شاوٍ مُشِلّ شَلولٌ شَلْشَلٌ شَـوِلُ

وقال الأخطل:

ولقد شرِبتُ الخمرَ في حانوتها

 

وشرِبْتُها بأرِيضةٍ مـحْـلالِ

قال أبو حنيفة: النسب إلى الحانوت، حانِيّ وحانَوِيّ. قال الفراء، ولم يقولوا حانوتي، قلت: وهذا نسب شاذ البتة لا أشذَّ منه، لأن حانوتا صحيح، وحانِيّ وحانَوِيّ معتل، فينبغي أن لا يعتد بهذا القول.

والحانوتُ أيضا، الخمَّار نفسه، قال القطامي:

كُمَيتٍ إذا ما شجَّها المَاءُ صَرَّحَتْ

 

ذَخِيرَةَ حانوتٍ عليهـا تَـنـاذُرُهْ

وقول المتنخل الهذلي:

تَمَشَّي بيننا حـانـوتُ خَـمْـرٍ

 

من الخُرْس الصراصِرَةِ القِطاطِ

قيل: أي صاحبُ حانوتٍ.

مقلوبه: - ن ح ت -

النَّحتُ: النشر والقشر. نَحَتَ الخشبة ونحوها ينحِتُها وينْحَتُها فانْتَحَتَتْ. والنُّحاتةُ: ما نُحِتَ منها.

ونحَتَ الجبل يَنْحِتُه: قطعه، وهو من ذلك. وفي التنزيل: -و تَنْحِتون من الجبال بُيوتا فارِهينَ-.

والنَّحائتُ آبار معروفة، صفة غالبة لأنها نُحِتَتْ أي قطعت، قال زهير:

قفراً بمُنْدِفِع النـحـائتِ مـن

 

صفَوي أُولاتِ الضَّال والسِّدْرِ

ويروي: من ضَفَوَي.

ونحَتَ السَّفرُ البعير والإنسان: نقصه وأرقه، على التشبيه.

وجمَلٌ نَحِيٌت: انْتَحَتَتْ مناسمه، قال:

وهو من الأيْنِ حَفٍ نَحِيتُ

والنَّحينَةُ: جذم الشجرة يُنحَتُ فيجوف كهيئة الحب للنحل. والجمع نُحُتٌ.

والنَّحيتَةُ: الطبيعة التي نُحِتَ عليها الإنسان أي قطع. وقال الَّلحيانيّ هي الطبيعة والأصل.

والكرم من نَحْتِهِ، أي من أصله الذي قطع منه.

ونحتَهَ بلسانه يَنْحَتُه نَحْتا: لامه وشتمه.

والنَّحيتُ: الردي من كل شيء.

ونحَتَهُ بالعصا يَنْحَتُهُ نحْتاً، ضربه بها.

ونحَتَ يَنْحِتُ نحيتا، زحر.

ونحَت المرأة: نكحها، والأعرف، لحتها.

مقلوبه: - ن ت ح -

النَّتْحُ: العرق. وقيل: خروج العرق من الجلد، والدسم من النحي، والندى من الثرى. نَتَحَ يَنْتِحُ نَتْحا ونُتُوحا. ونتَحَه الحَرُّ وغيره. قال:

جَوْنٌ كأنَّ العَرَقَ المَنْتُوحا

لَبَّسَه القِطران والمُسُوحا

والمِنْتَحَةُ: الإست.

واليَنْتُوحُ: طائر أقرع الرأس يكون في الرمل.

الحاء والتاء والفاء

الحَتْفُ: الموت، وجمعه حُتُوفٌ.

ومات حَتْفَ أنفه، إذا مات بلا ضرب ولا قتل.و قيل: إذا مات فجأة، نصب على المصدر كأنهم توهموا حَتَفَ وإن لم يكن له فعل. ووصف أمية الحية بالحَتْفَةِ فقال:

والحيَّةُ الحَتْفةُ الرَّقْشاءُ أخرَجها

 

من بيِتها أمَناتُ اللهِ والكَـلِـمُ

وحُتافةُ الخوان كحتامته، وهو ما ينتثر فيؤكل ويرجى فيه الثواب.

مقلوبه: - ح ف ت -

حَفَتَه الله حَفْتا: أهلكه.

والحَفِتُ: لغة في الفَحِتِ.

ورجل حَفْيتأٌ وحَفيتي: قصير لئيم الخلقة، وقيل: ضخم.

مقلوبه: - ت ح ف -

التُّحْفَةُ: الطرفة من الفاكهة. وقد أتحَفَه بها واَّتحَفَهُ، قال ابن هرمة:

واستيْقَنَتْ أنها مثابِرةٌ

 

وأنها بالنَّجاحِ مُتَّحَفَهْ

قال صاحب العين: تاؤه مبدلة من واو إلا أنها لازمة لجميع تصاريف فعلها إلا في يتفعل، يقال: أتحَفْتُ الرجل وهو يَتَوَحَّفُ، وكأنهم كرهوا لزوم البدل هاهنا لاجتماع المثلين فردوه إلى الأصل، فإن كان على ما ذهب إليه، فالباب مُعْتَلٌ.

مقلوبه: - ت ف ح -

التَّفْحةُ: الرائحة الطيبة.

والتُّفاحُ: معروف. واحدته تُفَّاحَةٌ، ذكر عن أبي الخطاب إنها مشتقة من التَّفْحَةِ. قال أبو حنيفة: هو بأرض العرب كثير.

والتُّفَّاحةُ: رأس الفخذ والورك، عن كراع. وقال: هما تُفَّاحتان.

مقلوبه: - ف ت ح -

الفَتْحُ: نقيض الإغلاق. فتَحه يفْتَحه فَتْحا، وافتَتَحه وفَتَّحه، فانْفَتَح وتفَتَّح. وقوله تعالى: -لا تُفْتَحُ لهم أبوابُ السَّماءِ- قرئت بالتخفيف والتشديد، وبالياء والتاء: أي لا تصعد أرواحهم ولا أعمالهم، لأن أرواح المؤمنين وأعمالهم تصعد إلى السماء، قال الله تعالى: -إن كتابَ الأبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ- وقال جل ثناؤه: -إليه يَصَعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ-. وقال بعضهم: أبواب السماء، أبواب الجنة لأن الجنة في السماء، والدليل على ذلك قوله تعالى: -و لا يدخلون الجنةَ- فكأنه لا تفتح لهم أبواب الجنة. قال تعالى: -و فُتِّحَت السماءُ فكانت أبوابا- والله أعلم.

وقوله تعالى: -ما يفتَحِ اللهُ للناسِ من رحمةٍ فلا مُمْسكَ لها، وما يُمْسِكْ فلا مُرْسلَ له من بعده- وقال الزجاج: معناه، ما يأتيهم به الله من مطر أو رزق فلا يقدر أحد أن يمسكه، وما يمسكه من ذلك فلا يقدر واحد أن يرسله.

والمِفْتَحُ والمِفْتاحُ: ما فُتِحَ به الشيء. قال سيبويه: هذا الضرب مما يعتمل به، مكسور الأول، كانت فيه الهاء أو لم تكن. وقوله تعالى: -و عنده مَفاتحُ الغَيْبِ لا يعلَمُها إلا هو- قال الزجاج: جاء في التفسير أنه عنى قوله: -إنَّ اللهَ عندهُ علمُ السَّاعةِ ويُنْزِلُ الغَيْثَ، ويَعْلَمُ ما في الأرْحام، وما تَدْري نفسٌ ماذا تكسِبُ غداً، وما تدرِي نفسٌ بأيّ أرضٍ تموتُ-. قال: فمن ادعى أنه يعلم شيئا من هذه الخمس فقد كفر بالقرآن لأنه قد خالفه.

وباب فُتُحٌ، مُفَتَّحٌ.

وقارورة فُتُحٌ، بلا صمام ولا غلاف، لأنها حينئذ مفتوحة.

وقوله تعالى: -جَنَّاتُ عَدْنٍ مُفَتَّحةً لهمُ الأبوابُ- قال الفارسي: يجوز أن تكون الأبواب مفعولة بمُفَتَّحةٍ، ويجوز أن تكون بدلا من الضمير الذي في مُفَتَّحةٍ، قال: لأن العرب تقول: فَتحْتُ الجنان، تريد أبواب الجنان.

والفَتحُ: الماء المُفَتَّحُ إلى الأرض لتستقي به. والفَتَحُ: الماء الجاري على وجه الأرض، عن أبي حنيفة. والمَفْتَحُ: قناة الماء. وكل ما انكشف عن شيء فقد انفَتَحَ عنه، وتفَتَّحَ.

وتَفَتُّحُ الأكمة عن النور: تشققها.

والفَتْحُ: افتتاحُ دار الحرب وجمعه فُتُوحٌ. والفَتْحُ: النصر.

واستَفْتَح الفَتْح: سأله، وفي التنزيل: -إن تسْتَفْتِحُوا فقد جاءكمُ الفَتْحُ- وقوله تعالى: -إنَّا فتَحْنا لك فَتْحا مُبينا- قال الزجاج: جاء في التفسير، قضينا لك قضاء مبينا، أي حكمنا لك بإظهار دين الإسلام وبالنصرة على عدوك. قال: وأكثر ما جاء في التفسير انه فَتْحُ " الحديبية" وكانت فيه آية عظيمة من آيات النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هذا الفتح عن غير قتال شديد، قيل إنه كان عن تراض بين القوم، وكانت هذه البئر استقي جميع ما فيها من الماء حتى نزحت ولم يبق فيها ماء، فتمضمض رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مجه فيها فدرت البئر بالماء حتى شب جميع من كان معه.

وقوله تعالى: -إذا جاء نَصرُ الله والفَتْحُ- قيل عنى فَتْحَ مكة. وجاء في التفسير إنه نعيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم نفسه في هذه السورة، فأُعلم أنه إذا جاء فَتْحُ مكة ودخل الناس في الإسلام أفواجا فقد قرب أجله. فكان يقول: إنه قد نعيت إلى نفسي في هذه السورة، فأمره الله أن يكثر التسبيح والاستغفار.

واستَفْتَح اللهَ على فلان: سأله النصر عليه.

والفَتاحَةُ: النصرة.

والفَتْحُ. والفِتاحَةُ والفُتاحَةُ، أن تحكم بين الخصمين، قال:

ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً رَسُولاً

 

فإني عَن فِتاحَتِكُمْ غَنِـيُّ

والفَتَّاحُ: الحاكم. وفي التنزيل: -و هو الفتَّاحُ العليمُ-. وفاتحَه مفَاتحَةً وفِتاحا: حاكمه.

وتَفَتَّحَ بما عنده من مال أو أدب: تطاول. وهي الفُتْحَةُ. قال ابن دريد: ولا احسبه عربيا.

وفاتَحَ الرجل: ساومه ولم يعطه شيئا، فإن أعطاه قيل: فاتكه، حكاه ابن الأعرابي.

وافْتِتاحُ الصلاة: التكبيرة الأولى.

وفواتِحُ القرآن: أوائل السور.

والفَتْحُ: أن تَفْتَحَ على من يستقرئك.

والَمْفَتحُ: الخزانة. والمَفْتَحُ: الكنز. وقوله تعالى: -ما إنَّ مفاتِحَه لَتَنُوءُ بالعُصْبةِ- قيل: هي الكنوز. وقال الزجاج: روى أن مفاتحه: خزائنه. قال: وجاء في التفسير أيضا أن مفاتحه كانت من جلود على مقدار الإصبع وكانت تحمل على سبعين بغلا أو ستين. وهذا ليس بقوي.

والفَتُوحُ من الإبل: الواسعة الأحاليل، وقد فَتَحَتْ وأفتَحَتْ.

والفَتْحُ: أول مطر الوسمى، وجمعه فُتُوحٌ، قال:

كأنَّ تحْتِي مُخْلِفا قُرُوحا

رَعَي غُيوثَ العَهْدِ والفُتُوحا

ويروى: "يرعى جميم العهد" وهو الفُتْحَة أيضا.

والفتْحُ: الماء الجاري في الأنهار.

وناقة مفاتيحُ، وأينق مفاتِيحاتٌ: سمان، حكاها السيرافي.

والفتْحُ: مركب النصل في السهم، وجمعه فُتُوحٌ.

والفَتح: جنا النبع وهو كأنه الحبة الخضراء، إلا انه أخضر حلو مدحرج يأكله الناس.

والفُتَّاحَةُ: طويرة ممشقة بحمرة.

والفَتَّاحُ: طائر أسود يكثر تحريك ذنبه، أبيض أصل الذنب من تحته، ومنها أحمر، والجمع فَتاتيحُ، ولا يجمع بالألف والتاء.

الحاء والتاء والباء

البَحْتُ: الخالص من كل شيء، يقال عربي بَحْتٌ وأعرابي بحْتٌ، وعربية بحتَةٌ وخمر بحْتَةٌ. والجمع بُحْتٌ. وقال بعضهم: لا يثنى ولا يجمع ولا يحقر.

وأكل الخبز بَحْتا: بغير أدم. وأكل اللحم بحْتا: بغير خبز. وقال أحمد بن يحيى: كل ما أكل وحده مما يؤدم فهو بَحْتٌ، وكذلك الأدم دون الخبز.

وباحَتَه الود: أخلصه له.

وباحَتَ الرجل الرجل: كاشفه.

الحاء والتاء والميم

الحَتْمُ: إيجاب القضاء. وفي التنزيل: -كان على ربِّكَ حَتْما مَقْضِيًّا- وجمعه حُتُومٌ، قال أمية بن أبي الصلت:

حَنانَيْ رَبِّنا وله عَنَوْنا

 

بكَفَّيْهِ المَنايا والحُتُوم

وحتَمَ الله الأمر يحتِمه حتما: قضاه. والحاتِمُ: القاضي.

وكانت في العرب امرأة مفوهة قالت: لا أتزوج إلا لمن يرد علي جوابي. فجاءها خاطب فوقف ببابها فقالت: من أنت؟ فقال: بشر ولد صغيرا ونشأ كبيرا. قالت: أين منزلك؟ قال: على بساط واسع وبلد شاسع، قريبة بعيد، وبعيدة قريب. فقالت: ما اسمك؟ قال: من شاء احدث اسما، ولم يكن ذلك عليه حتما. قالت: كأنه لا حاجة لك؟ قال: لو لم تكن لم آتك ولم أقف ببابك. قالت: أسر حاجتك أم جهر؟ قال: سر وستعلن. قالت: فأنت خاطب. قال: هو ذاك. قالت: قضيت. فتزوجها.

والحاتِمُ: غراب البين لأنه يَحْتِمُ بالفراق، وهو أحمر المنقار والرجلين. وقال الَّلحيانيّ: هو الذي يولع بنتف ريشه. وهو يتشاءم به، قال خثيم بن عدي:

وليس بهيَّابٍ إذا شَدَّ رحْـلَـه

 

يقول عَداني اليومَ واقٍ وحاتمُ

وقيل: الحاتِمُ: الغراب الأسود. وقول مليح الهذلي:

وصَدَّقَ طُوَّافٌ تَنادَوا برَدِّهمْ

 

لهاميمَ غُلْبا والسَّوامُ المُسَرَّحُ

حُتُومَ ظِباءٍ وَاجَهَتْنا مَـرُوعَةٍ

 

تكاد مَطايانا عليهنَّ تَطْمَـحُ

يكون حُتُومُ جمع حاتمٍ، كشاهد وشهود، ويكون مصدر حَتمَ.

وتَحَتَّم: جعل الشيء عليه حَتْما، قال لبيد:

ويومَ أتانا حَيُّ عُرْوَةَ وابنـهِ

 

إلى فاتِكٍ ذي جُرأةٍ قد تحَتَّما

والحُتامَةُ: ما بقي على المائدة من الطعام، أو ما سقط منه إذا أكل.

وتَحَتَّمَ الرجل: أكل شيئا هشا في فيه.

والحَتَمَةُ السواد. والأحتَمُ الأسود. وفي حديث الملاعنة: إن جاءت به أسْحَمَ أحْتَمَ، التفسير للازهري حكاه الهروي في الغريبين.

وتَحْتمُ: موضع، قال السليك بن السلكة:

بحَمدِ الإلهِ وامرِئٍ هـو دَلَّـنِـي

 

حَوَيتُ النِّهابَ من قَضِيبٍ وتَحْتَما

وحاتمٌ: اسم.

مقلوبه - ح م ت -

يوم حَمْتٌ: شديد الحر. وليلة حَمْتَةٌ وقد حَمُتَ.

والحَميتُ من كل شيء: المتين، حتى أنهم ليقولون: تمر حَمْيتٌ. وعسل حَمِيتٌ، وغضب حَمِيتٌ: شديد، قال رؤبة:

حتى يَبُوخَ الغَضَبُ الحَميتُ

والحمِيتُ: وعاء السمن الذي متن بالرب، وهو من ذلك. وقيل: الحمِيتُ أصغر من النحي، وقيل هو الزق، وقيل: هو الزق الصغير. والجمع من كل ذلك حُمُتٌ.

والتَّحْموتُ كالحمِيِتِ، عن السيرافي.

وتمر حَمْتٌ وحَميتٌ وتَحْموتٌ: شديد الحلاوة. وهذه التمرة أحمَتُ من هذه، أي اصدق حلاوة وأشد وامتن.

مقلوبه: - ت ح م -

الأتحَمِيَّةُ، ضرب من البرود، قال:

وصَهوَتُه من أتحَمىّ مُشَرْعَبِ

وقال آخر يصف رسما:

أصبحَ مِثلَ الأتحَميّ أتحَمُهْ

أراد أصبح أتحمُه كالثوب الأتحَميّ. وهي أيضا المُتْحَمَةُ والمُتَحَّمةُ، قال:

صفراءُ مُتْحَمَةٌ حِيكتْ نمانِمُـهـا

 

من الدِّمَسْقِيّ أو من فاخرِ الطُّوطِ

الطوط: القطن. وقال أبو خراش:

كأنَّ الملاءَ المحْضَ خلفَ ذراعهِ

 

صُرَاحِييُّهُ والآخِنيُّ المُتَـحَّـتُـم

مقلوبه: - م ح ت -

يوم مَحْتٌ: شديد الحر. وليلة مَحْتَةٌ. وقد مَحُتا.

والمَحْتُ: العاقل اللبيب. وقيل: هو المجتمع القلب الذكيه. وجمعه مُحُوتٌ ومُحَتاءُ، كأنهم توهموا فيه محيتا، كما قالوا: سمح وسمحاء.

مقلوبه: - م ت ح -

المتْحُ: جذبك رشاء الدلو تمد بيد وتأخذ بيد على رأس البئر. مَتَحَ الدلو يمْتَحُها مَتْحا، ومَتَحَ بها. وقيل: المَتْحُ كالنزع. غير أن المَتْحَ بالقامة وهي البكرة، قال:

ولولا أبو الشَّقراءِ ما زالَ ماتِحٌ

 

يُعالجُ خُطَّافا بإحْدَى الجـرائرِ

وقيل: المَاتِحُ: المستقي، والماتح الذي يملأ الدلو من أسفل البئر. تقول العرب: هو أبصر من المائح باست المَاتحِ، يعني أن المَاتحَ فوق المائح، فالمائح يرى الماتحَ ويرى أسته.

وبئر مَتُوحٌ: يُمْتَحُ منها على البكرة، وقيل قريبة المنزع. وقيل: هي التي يمد منها باليدين على البكرة، والجمع مُتُحٌ.

والإبل تَتَمَتَّحُ في سيرها: تراوح أيديها، قال ذو الرمة:

لأيْدِي المهارِي خَلْفها مُتَمَتَّحُ

وبيننا فرسخ مَتْحا، أي مَدّا. وفرسخ ماتحٌ ومَتَّاحٌ: ممتد.

ومَتَحَ النهار وأمْتَحَ، كلاهما: امتد، وكذلك الليل.

ومَتَحَ بها: ضرط.

ومَتَحَ الخمسين: قاربها، والخاء أعلى.

ومَتَحه خمسين سوطا، عن ابن الأعرابي: ضربه.