باب الثنائي المضاعف من المعتل

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الثاني

حرف الحاء

باب الثنائي المضاعف من المعتل

الحاء والهمزة

حَأْحَأَ بالتيس: دعاه.

وحِئْ حِئْ: دعاء الحمار إلى الماء، عن ابن الأعرابي.

مقلوبه: - أ ح -

أَحَّ: حكاية تنحنح أو توجع.

وأَحَّ: ردد التنحنح في حلقه.

والأُحاحُ: العطش.

والأُحاحُ: اشتداد الحر. وقيل: اشتداد الحزن.

والأُحاحُ: الغيظ.

وسمعت له أُحَاحاً وأَحيحاً، إذا سمعته يتوجع من غيظ أو حزن، قال:

يَطوِي الحيازِيمَ على أُحاحِ

والأحَّةُ، كالأُحاحِ.

والأُحاحُ والأحيحُ والأحيحَةُ: الضغن.

وأُحَيْحَةُ: اسم رجل من الأوس.

الحاء والياء

الحياةُ: نقيض الموت. كتبت بالواو ليعلم أن الواو بعد الياء في حد الجمع، وقيل: على تفخيم الألف، وحكى ابن جني عن قطرب أن أهل اليمن يقولون: الحَيَوْةُ، بواو قبلها فتحة، فهذه الواو بدل من ألف حياة، وليست بلام الفعل من حَيَوَةٍ، ألا ترى أن لام الفعل ياء؟ وكذلك يفعل أهل اليمن بكل ألف منقلبة عن واو، كالصلاة والزكاة.

حَيَّ حَياةً، وحَيَّ يحْيا ويَحَيُّ.

وقول أهل المدينة: ويَحْيا من حَيِىَ عن بينة وغيرهم: من حي على بينة.

وقوله تعالى: -فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طيِّبةً- قيل: نرزقه حلالا. وقيل: الحياة الطيبة الجنة.

والحَيُّ من كل شيء: نقيض الميت. والجمع أحياء. وقوله تعالى: -و ما يستَوِي الأحياءُ ولا الأمواتُ- فسره ثعلب فقال: الحي هو المسلم والميت هو الكافر، قال الزجاج: الأحياء المؤمنون، والأموات الكافرون، قال: ودليل ذلك قوله: -أمواتٌ غيرُ أحياءٍ وما يَشعُرون- وكذلك قوله تعالى: -لِيُنْذِرَ مَنْ كان حَيَّا- أي من كان مؤمنا وكان يعقل ما يخاطب به، فإن الكافر كالميت. وقوله عز وجل: -و لا تقولوا لمن يُقتَلُ في سبيلِ اللهِ أمواتٌ بل أحياءٌ-، أموات، بإضمار مكنى، أي لا تقولوا: هم أموات، فنهاهم الله أن يسموا من قتل في سبيل الله ميتا، وأمرهم بأن يسموهم شهداء فقال: -بل أحياء- المعنى، بل هم أحياء وقال عز وجل: -و لا تحْسَبَنَّ الذينَ قُتِلوا في سبيلِ اللهِ أمواتاً بل أحياءٌ عند ربِّهم يُرزَقونَ- فأعلمنا أن من يقتل في سبيله حي. فإن قال قائل: فما بالنا نرى جثته غير متصرفة؟ فإن دليل ذلك ما يراه الإنسان في منامه، وجثته غير متصرفة على قدر ما يرى، والله جل ثناؤه قد توفى نفسه في نومه فقال: -اللهُ يتوَّفى الأنفُسَ حين مَوْتِها، والتي لم تَمُتْ في مَنامِها- وينتبه النائم وقد رأى ما اغتم به في نومه فيدركه الانتباه وهو في بقية من ذلك. فهذا دليل على أن أرواح الشهداء جائز أن تفارق أجسامهم وهم عند الله أحياء، فالأمر فيمن قتل في سبيل الله لا يوجب أن يقال له ميت، ولكن يقال: هو شهيد وهو عند الله حي.

وقد قيل في ذلك قول غير هذا، قالوا: معنى أموات أي لا تقولوا: هم أموات في دينهم، بل قولوا أنهم أحياء في دينهم، قال أصحاب هذا القول: دليلنا قوله: -أوَ مَنْ كانَ مَيْتا فأحَيَيْناه وجعَلْنا له نوراً يَمشِي به في الناسِ، كَمَن مَثَلُه في الظلُماتِ ليس بِخارجٍ منها- فجعل المهتدي حيا، وأنه حين كان على الضلالة كان ميتا، والقول الأول أشبه بالدين والصق بالتفسير.

وحكى الَّلحيانيّ: ضُرِبَ ضربة ليس بحايٍ منها، أي ليس يحيا منها، قال: ولا يقال ليس بحي منها إلا أن يخبر انه ليس بحي، أي هو ميت، فإن أردت انه لا يحيا، قلت: ليس بحاي، وكذلك أخوات هذا كقولك: عد فلانا فإنه مريض، تريد الحال، وتقول: لا تأكل هذا الطعام فإنك مارض، أي انك تمرض إن أكلته.

وأحياه، جعله حيا، وفي التنزيل: -أليسَ ذلك بقادِرٍ على أن يُحْيِ الموتى- قرأه بعضهم: على أن يُحي الموتى أجرى النصب مجرى الرفع الذي لا تلزم فيه الحركة، ومجرى الجزم الذي لا يلزم فيه الحذف.

وقوله تعالى: -ربَّنا أمَتَّنا اثنتينِ وأحييَتْنَا اثنتينِ- أراد خلقتنا أمواتا ثم أحييتنا ثم أمتنا بعد ثم بعثتنا بعد الموت. قال الزجاج: وقد جاء في بعض التفسير أن إحدى الحياتين وإحدى الميتتين، أن يحيا في القبر ثم يموت، قال: فذلك أدل على أحييتنا وامتنا، والأول أكثر في التفسير.

واستَحياه: أبقاه حيًّا، وقال الَّلحيانيّ، أستَحياه استبقاه. ولم يشتقه، وبه فسر قوله تعالى: -و يَسْتَحيون نِساءكم- أي يستبقونهن.

وقال أبو حنيفة: حَيَّت النار تَحْيَ حياة فهي حَيَّةٌ، كما تقول: ماتت فهي ميتة.

وقوله:

ونارٍ قُبيل الصُّبْحِ بادَرْتُ قَدْحَها

 

حَيا النارِ قد أوقدتها للمسافـر

أراد حياة النارِ، فحذف الهاء.

وحَيَ القوم في أنفسهم، وأحْيَوا في دوابهم وماشيتهم.

وأرض حَيَّةٌ: مخصبة، كما قالوا في الجدب ميتة.

وأحيَيْنا الأرض: وجدناها حَيَّةَ النبات غضَّة. وقال أبو حنيفة: أُحْيِيَت الأرض إذا استُخرجت.

وطريق حَيٌّ: بيِّن. والجمع أحياءٌ، قال الحطيئة:

إذا مَحارِمُ أحياءٍ عَرَضْنَ له

ويروى: "أحيانا عرضن له" وحَيَّ الطريق: استبان، يقال: إذا حَيَ لك الطريق فخذ يمنة.

والحِيُّ: الحياة، زعموا، قال العجاج:

كأنَّها إذ الحـياةُ حِـيُّ

 

وإذ زمانُ الناسِ دَغْفَلِيُّ

وكذلك الحيوان، وفي التنزيل: -و إنَّ الدارَ الآخِرةَ لَهي الحيوانُ- أي دار الحياة الدائمة.

والحيَوانُ: ماء في الجنة.

والحيَوانُ: جنس الحي، وأصله حييان، فقلبت الياء التي هي لام واوا استكراها لتوالي الياءين ليختلف الحرفان، هذا مذهب الخليل وسيبويه، وذهب أبو عثمان إلى أن الحيوان غير مبدل الواو، وأن الواو فيه أصل وإن لم يكن منه فعل، وشبه هذا بقولهم: فاظ الميت يفيظ فيظا وفوظا وإن لم يستعملوا من فوظ فعلا، كذلك الحيوان عنده مصدر لم يشتق منه فعل. قال أبو علي: هذا غير مرضي من أبي عثمان من قبل انه لا يمتنع أن يكون في الكلام مصدر عينه واو وفاؤه ولامه صحيحان. مثل فوظ وصوغ وقول وموت وأشباه ذلك، فأما أن يوجد في الكلام كلمة عينها ياء ولامها واو فلا، فحمله الحيوان على فوظ خطأ لأنه شبه ما لا يوجد في الكلام بما هو موجود مطرد. قال أبو علي: وكأنهم إنما استجازوا قلب الياء واوا لغير علة وإن كانت الواو اثقل من الياء ليكون ذاك عوضا للواو من كسرة دخول الياء وغلبتها عليها.

وحَيْوَةُ: اسم رجل، قلبت الياء واوا لضرب من التوسع وكراهة لتضعيف الياء، وإذا كانوا قد كرهوا تضعيف الياء مع الفصل حتى دعاهم ذلك إلى التغيير في حاحَيْتُ وهاهَيْتُ، كان إبدال اللام في حَيْوَةَ ليختلف الحرفان أحرى، وانضاف إلى ذلك انه علم، والأعلام قد يعرض فيها ما لا يوجد في غيرها، نحو مورق وموهوب وموظب.

وحَيَوانٌ: اسم، والقول فيه كالقول في حَيْوَةَ.

والمحاياةُ: الغذاء للصبي لأن حياته به.

والحَيُّ: البطن من بطون العرب.

وقوله:

وحَيَّ بكرٍ طَعَنَّا طعْنَةً فَجْرَى

فليس الحيّ هنا البطن من بطون العرب كما ظنه قوم، وإنما أراد الشخص الحي المسمى بكرا، أي: وبكرا طعنا، فحي هنا مذكر حية حتى كأنه قال: وشخص بكر الحي طعنا، فهذا من باب إضافة الشيء إلى نفسه، ومنه قول ابن أحمر:

أدركْت حَيَّ أبي حَفْصٍ وشيمَتَه

 

وقبل ذاكَ وعَيْشاً بَعْده كَلِـبـاَ

وقولهم: إن حي ليلى لشاعرة، هو من ذلك، يريدون ليلى. والجمع أحياء.

وقوله:

فتُشبِع مجلسَ الحيَّينِ لَحْما

 

وتُلْقِى للإماءِ من الوَزيمِ

يعني بالحيين، حي الرجل وحي المرأة، والوزيم العضل.

والحيا، مقصور: الخصب. والجمع أحياءٌ. وقال الَّلحيانيّ: الحيا، مقصور، المطر.

وقال مرة: حَيَّاهم الله بِحَيا، مقصور، أي أعانهم. وقد جاء الحيا الذي هو المطر والخصب ممدودا. وجاء في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال: "كان عليٌّ أمير المؤمنين يُشِبهُ القمر الباهر والأسد الخادر والفرات الزاخر والربيع الباكر، أشبه من القمر ضوءه وبهاءه، ومن الأسد شجاعته ومضاءه، ومن الفرات جوده وسخاءه، ومن الربيع خصبه وحَياءه".

وأحْيا الله الأرض، أخرج فيها النبات. وقيل إنما أحياها من الحياة، كأنها كانت ميتة بالمحل فأحْياها بالغيث.

والتَّحيَّةُ: السلام. وقد حَيَّاه تحيَّة. وحكى الَّلحيانيّ: حَيَّاك الله تحِيةَ المؤمن.

والتَّحِيَّة: البقاء.

والتحِيَّةُ: المُلك. وقول زهير بن جناب الكلبي:

ولكُلُّ ما نال الفَتىَ

 

قَدْ نِلْتُه إلا التَّحيَّةْ

قيل: أراد المُلك، وقال ابن الأعرابي: أراد البقاء، لأنه كان ملكا في قومه. قال سيبويه: تحيَّةٌ تفعلة، والمضاعف من الياء قليل لأن الياء قد تثقل وحدها لاما، فإذا كان قبلها ياء كان أثقل لها.

وقوله: حَيَّاكَ الله وبَيَّاكَ، قيل: حَيَّاكَ ملَّكك وقيل: أبقاك، وبيَّاك اعتمدك بالمُلك، وقيل أضحكك.

وحَيَّا الخمسين: دنا منها، عن ابن الأعرابي والمُحَّيا: جماعة الوجه، وقيل: حُرُّه وهو من، الفرس حيث انفرق تحت النَّاصية في أعلى الجبهة، وهناك دائرة المُحَّيا.

والحياء: التوبة والحشمة. وقد حَيِيَ منه حياءً واستحيا واستَحىَ، حذفوا الياء الأخيرة كراهية التقاء الياءين، والأخيرتان تتعديان بحرف وبغير حرف، يقولون: استحيا منك واستحياك، واستحى منك واستحاك. وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِمَّا أدركَ الناسُ من كلامِ النُّبُوةِ: إذا لم تَسْتَحِ فاصنَعْ ما شِئْتَ-. أي من لم يَستَحْيِ صنع ما شاء، على جهة الذم لترك الحياء، وليس يأمره بذلك، ولكنه أمر بمعنى الخبر. ومعنى الحديث أنَّه يأمر بالحياء ويحث عليه ويعيب تركه.

ورجل حَيِيٌّ: ذو حَياءٍ، والأنثى بالهاء. وقوله:  

وإني لأستَحِي أخي أن أرى له

 

عَليَّ من الحقِّ الذي لا يَرَى لِيا

معناه، آنَفُ من ذلك.

والحيَّةُ: الحنش المعروف. اشتقاقه من الحياة في قول بعضهم. قال سيبويه: والدليل على ذلك قول العرب في الإضافة إلى حيَّةَ بن بهدلة: حَيوِىّ، فلو كان من الواو لكان: حَوَوِىّ، كقولك في الإضافة إلى لَيَّةٍ: لَوَوِىّ. قال بعضهم: فإن قلت: فهلا كانت الحيَّةُ مما عينه واو استدلالا بقولهم: رجل حَوَّاءٌ، لظهور الواو عينا في حَوَّاء، فالجواب أن أبا علي ذهب إلى أن حيَّةَ وحَوَّاء، كسبط وسبطر ولؤلؤ ولآل ودمث ودمثر ودلاص في قول أبي عثمان، وأن هذه ألفاظ اقتربت أصولها واتفقت معانيها، وكل واحد لفظه غير لفظ صاحبه، فكذلك حَيَّةٌ مما عينه ولامه ياءان، وحوَّاءُ مما عينه واو ولامه ياء كما أن لؤلؤا رباعي ولآل ثلاثي، لفظاهما مقتربان ومعنياهما متفقان، ونظير ذلك قولهم: جُبْتُ جَيْبَ القميص. وإنما جعلوا حوَّاء، مما عينه واو ولامه ياء، وإن كان يمكن لفظه أن يكون مما عينه ولامه واوان، من قبل أن هذا هو الأكثر في كلامهم. ولم تأت الفاء والعين واللام ياءات إلا في قولهم: يَيَّيْتُ ياء حسنة، على أن فيه ضعفا من طريق الرواية. ويجوز أن يكون من التَحَوِّي لانطوائها. والمذكر والمؤنث في ذلك سواء.

والحَيُّوتُ: ذكر الحيَّاتِ، وقد أبنت تعليل هذه الكلمة بنهاية الشرح في "الكتاب المخصص".

وأرض مَحْياةٌ: كثيرة الحيَّاتِ.

والحَيَّةُ من سمات الإبل، وَسْمٌ يكون في العنق ملتويا مثل الحية، عن ابن حبيب من تذكرة أبي علي.

والحَيا: الفرج من إناث الخف والظلف والسباع، وخص ابن الأعرابي به الشاة والبقرة والظبية. والجمع أحياءٌ، عن أبي زيد وأحْيِيَةٌ وحِيٌّ وحَيٌّ، عن سيبويه قال: ظهرت الياء في أحْيِيَةٍ لظهورها في حَيِيَ، والإدغام أحسن، لأن الحركة لازمة، فإن أظهرت فاحسن ذلك أن تخفى كراهة تلاقي المثلين، وهي مع ذلك بزنتها متحركة. وحمل ابن جني أحياء على انه جمع حَياءٍ ممدودا، قال: كسوا فعالا على أفعال حتى كأنهم إنما كسروا فعلا.

وحيَّةُ بن بهدلة: قبيلة، النسب إليها حَيَوِىّ، حكاه سيبويه عن الخليل عن العرب، وبذلك استدل على أن الإضافة إلى لَيَّةٍ لَوَوِىّ، قال: وأما أبو عمرو فكان يقول: لَيَيِيّ وحَيَيَيّ.

وبنو حَيّ: بطين من العرب، وكذلك بنو حي ومُحَيَّاةٌ: اسم موضع.

و من ترجمة خفيف هذا الباب

حا: أمر للكبش بالسفاد.

وقالوا: ابن مائة لا حَا ولا سَا، أي لا محسن ولا مسيء، وقيل: لا يستطيع أن يقول: حا، وهو أمر للكبش بالسفاد كما تقدم، ولا: سا: وهو زجر الحمار.

وحاحَيْتُ بالغنم وحاحَأتُ مُحَاحاةً وحيْحَاءً: صِحْتُ.

وحَيَّ على الغذاء والصلاة: ائتوها، فحَيَّ اسم للفعل ولذلك علَّق حرف الجر، الذي هو على، به.

وحَيَّهَلْ وحَيْهَلْ وحَيَّهلاً وحَيَّهلاً، منونا وغير منون، كله كلمة يستحث بها، قال مزاحم.

بحَّيهلا يُزجُونَ كلَّ مَـطِـيَّةٍ

 

أمامَ المطايا سيرُها المُتَقاذِفُ

قال بعض النحويين: إذا قلت حَيَّهلاً فنونت، فكأنك قلت: حثاًّ، وإذا قلت حَيَّهلاَ، فلم تنون، فكأنك قلت: الحثَّ، فصار التنوين علم التنكير، وتركه علم التعريف، وكذلك جميع ما هذه حالة من المبنيات، إذا اعتقد فيه التنكير نون، وإن اعتقد فيه التعريف حذف التنوين.

قال أبو عبيد: سمع أبو مهدية رجلا من العجم يقول لصاحبه: زوذ، فسأل أبو مهدية عنها فقيل له: يقول له: اعجل، قال أبو مهدية: فهلا قال له: حَيَّهَلكْ؟ فقيل له: ما كان الله ليجمع لهم إلى العجمية العربية.

وقد سموا: يَحيى وحُيَيًّا وحَيًّا وحِيَّا وحيانَ وحُيَيَّةَ.

والحَيا: اسم امرأة، قال الراعي:

إن الحَيا ولَدتْ أبي وعُمومَتيِ

 

ونَبَتُّ في سَبِطِ الفروعِ نُضارِ

الحاء والواو

الحُوَّةُ: سواد إلى الخضرة. وقيل: حمرة تضرب إلى السواد. وقد حَوِىَ حَوًى واحْوَاوَى واحوَوَّى، مشدد، واحوَوَى، فهو أحْوَى. والنسب إليه أَحْوِىٌّ. قال سيبويه: إنما ثبتت الواو في احوَوَيتُ واحَواوَيت حيث كانتا وسطا كما أن التضعيف وسطا أقوى، نحو اقتتل، فيكون على الأصل، وإذا كان مثل هذا طرفا اعتل، ومن قال: احَواوَيتُ، فالمصدر احْوِيَّاءً، لأن الياء تقلبها كما قلبت واو أيام، ومن قال: احَويَيتُ، فالمصدر احوِوَاءً لأنه ليس هنالك ما يقلبها كما كان ذلك في احوِيَّاءٍ، ومن قال: قِتَّالٌ: قال: حِوَّاءٌ، وقالوا: حَوَيْتُ، فصحت الواو لسكون الياء بعدها.

واحْوَاوَت الأرض: اخضرت. قال ابن جني: وتقديرها افعالَّتْ كاحمارَّت. والكوفيون يصححون ويدغمون ولا يعلون، فيقولون: احواوَّت الأرض واحوَوَّتْ، والدليل على فساد مذهبهم قول العرب: احوَوَى، على مثال ارعَوَى ولم يقولوا: احَووَّ.

وشفة حَوَّاءُ: حمراء تضرب إلى السواد. وكثر في كلامهم حتى سموا كل أسود أحوى.

وقوله، انشده ابن الأعرابي:

كما ركدت حَوَّاءُ أعْطِىَ حُكَمه

 

بها القَينُ من عودٍ تَعلَّل جاذِبُه

يعني بالحَّواءِ بكرة صنعت من عود أحْوى أي أسود، وركدت دارت، وتكون وقفت، والقين الصانع.

وجميم أحْوَى: يضرب إلى السواد من شدة خضرته، وهو أنْعَمُ ما يكون من النبات، قال ابن الأعرابي: هو مما يبالغون به.

والأحْوى: فرس قتيبة بن ضرار.

والحُوَّاءُ: نبت شبه لون الذئب واحدته حُوَّاءةٌ، وقال أبو حنيفة: والحُوَّاءةُ بقلة لازقة بالأرض، وهي سهلية، ويسمو من وسطها قضيب عليه ورق أدق من ورق الاصل، وفي رأسه برعومة طويلة فيها بزرها.

والحُوَّاءةُ: الرجل اللازم بيته، شبه بهذه النبتة.

وحُوَّةُ الوادي: جانبه.

وحَوَّاءُ: زوج آدم عليهما السلام.

والحَوَّاءُ اسم فرس علقمة بن شهاب.

و من خفيف هذا الباب

حُو: زجر للمعز. وقد حَوْحَى بها.

ولا يعرف الحوَّ من اللَّوِّ، أي لا يعرف الكلام البين من الخفي.

مقلوبه: - وح وح -

الوَحْوَحَةُ: صوت مع بَحَحٍ. ووَحْوَحَ الثور، صوَّت.

ووحْوَح بالبقر: زجرها.

ووحْوَح الرجل من البرد: ردد نفسه في حلقه. قال الكميت:

ووحْوَحَ في حِضْنِ الفتاة ضَجيعُها

 

ولم يَكُ في النَّكْرِ المقاليتِ مشْخَبُ

وتركها تُوَحوِحُ وتَوحْوَحُ، تصوّت من الطلق بين القوابل.

والوَحْوَحُ والوَحْواحُ: المنكمش الحديد النفس، قال:

يا رُبَّ شيخٍ من لُكَيْزٍ وَحْوَحِ

يغدو بدَلوٍ ورِشاءٍ مُصْلَحِ

وقال:

وذُعِرتُ من زاجرٍ وَحْواحِ

والوَحْوَحُ: ضرب من الطير، قال ابن دريد: ولا أعرف ما صحتها.

ووَحْوَحٌ: اسم.

و من خفيف هذا الباب

وَحْ وِح: زجر البقر.