باب الثلاثي المعتل: الفرع الثاني

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الثاني

حرف الحاء

الفرع الثاني

الحاء والذال والياء

وحَذَي اللبن اللسان يَحْذِيه حَذْياً: قرصه. وكذلك النبيذ ونحوه.

وحَذَي الإهاب حَذْياً: أكثر فيه من التخريق. وحَذَي يده بالسكين حَذْياً، قطعها. والحِذْيَةُ من اللحم: ما قطع طولا.

ورجل مِحذاءٌ: يَحْذِي الناس.

وجاء الرجلان حِذْيتَينِ، أي كل واحد منهما إلى جنب صاحبه.

وأحْذَى الرجل: أعطاه مما أصاب.

والاسم: الحِذيَةُ والحَذِيَّةُ والحُذْيَا والحُذَيَّا.

وأخذه بين الحُذَيَّا والخلسة: أي بين الهبة والاستلاب.

وحُذْياي من هذا الشيء، أي اعطني. والحُذَيَّا: هدية البشارة.

مقلوبه: - ذ ح ي -

ذَحَتْهم الريح ذَحْياً، إذا أصابتهم وليس لهم منها ستر، قال الهذلي:

ونعم معرَّسُ الأضيافِ تَذحَى

 

رِحالَهم شـآمِـيَةٌ بـلَـيِلُ

الحاء والثاء والياء

الحَثْيُ: ما رفعت به يديك. وقد حَثَي عليه التراب حَثْياً، وأحثاه. وحَثَى عليه التراب نفسه. وحَثى التراب في وجهه، رماه.

والحَثا: التراب المَحثِيُّ أو الحاثيِ. وتثنيته حَثَيانِ وحَثَوانِ، عن الَّلحيانيّ.

والحَثا: حطام التبن، عنه أيضا. والحَثا أيضا دقاق التبن، وقيل: هو التبن المعتزل عن الحب، وقيل: هو أيضا التبن خاصة، قال: كأنه حقيبة ملأى حَثى والواحدة من كل ذلك حَثاةٌ.

والحاثَياءُ: تراب جحر اليربوع وقيل: جحره.

والحَثاةُ: أن يؤكل الخبز بلا أدم، عن كراع.

مقلوبه: - ح ي ث -

حيثُ: ظرف من الأمكنة مبهم، مضموم وبعض العرب يفتحه. وزعموا أن أصلها الواو وإنما قلبوا الواو ياء قلب الخفة. وهذا غير قوي. وقال بعضهم: اجتمعت العرب على رفع حيثُ في كل وجه، وذلك أن أصلها حَوثَ، فقلبت الواو ياء لكثرة دخول الياء على الواو فقيل حيث، ثم بنيت على الضم لالتقاء الساكنين، واختير لها الضم ليشعر ذلك بأن أصلها الواو، وذلك لأن الضمة مجانسة للواو فكأنهم أتبعوا الضم الضم. قال الكسائي: وقد يكون فيها النصب يحفزها ما قبلها إلى الفتح، قال الكسائي: وسمعت في بني تميم من بني يربوع وطُهيَّةَ من ينصب الثاء على كل حال: في الخفض والنصب والرفع، فيقول حيث التقينا، ومن حيث لا يعلمون، ولا يصيبه الرفع في لغتهم، وقال: سمعت في بني أسد بن الحارث بن ثعلبة وفي بني فقعس كلها، يخفضونها في موضع الخفض وينصبونها في موضع النصب فيقولون: من حيث لا يعلمون، وكان ذلك حيث التقينا. وحكى الَّلحيانيّ عن الكسائي أيضا، أن منهم من يخفض بِحيثُ، وأنشد:

أما ترى حيث سُهَيلٍ طالعاً

قال: وليس بالوجه.

وقوله، أنشده ابن دريد:

بحيثُ ناصَى اللِّمَمَ الكِثاثَا

مَوْر الكثيبِ فَجَرى وحَاثا

يجوز أن يريد: وحَثا، فقلب.

الحاء والراء والياء

حَرَي الشيء حَرْياً: نقص. وأحراه الزمان.

والحارِيةُ: الأفعى التي قد كبرت ونقص جسمها ولم يبق إلا رأسها ونفسها وسمها. والذكر حار، قال:

أو حارِياً من القُتَيْراتِ الأُوَلْ

أبَتَر قيدَ الشِّبرِ طولاً أو أقَلْ

والحَرَا والحَرَاةُ: ناحية الشيء.

والحَرَا: موضع البيض، قال:

بَيْضَةٌ ذادَ هَيْقُها عن حَرَاها

 

كلَّ طارٍ عليه أن يَطْرَاها

والجمع أحْراءٌ.

والحَرَا: الكِناسُ.

والحَرَا والحَرَاةُ: الصوت، وخص ابن الأعرابي به مرة صوت الطير.

وحَرَاةُ النار، مقصور، التهابها.

والحَرَي: الخليق، كقولك: بالحَرَي أن يكون ذلك، وإنه لحريً بكذا وحَرٍ حَرِيٌّ، فمن قال: حَريً، لم يغيره عن لفظه فيما زاد على الواحد وسوى بين الجنسين، أعني المذكر والمؤنث لأنه مصدر، ومن قال: حَرٍ وحَرِيّ، ثنى وجمع وأنث فقال: حَرِيانِ وحَرُونَ وحَرِيَةٌ وحريَتا وحَرِيَاتٌ، وحَرِيَّانِ وحَرِيُّونَ، وحَرِيَّةٌ وحَرِيَّتانِ. قال الَّلحيانيّ: وقد يجوز أن تثنى ما لا تجمع، لأن الكسائي حكى عن بعض العرب أنهم يثنون ما لا يجمعون فيقول: إنهما لحريَّان أن يفعلا، وكذلك روى بيت عوف ابن الأحوص الجعفري:

أوْدَى بَنِيَّ فما برجْل منهمُ

 

إلا غُلامَا بيئَةٍ ضَنَـيانِ

بالفتح، كذا انشده أبو علي الفارسي وصرح بأنه مفتوح.

وإنه لَمَحْرى أن يفعل ذلك، عن الَّلحيانيّ، وإنه لمَحْرَاةٌ أن يفعل، ولا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث.

وهذا الأمر مَحْراةٌ لذلك. وأَحرِ به، قال:

ومُستَبْدلٍ من بعدِ غضَيَا ضُرَيمةً

 

فأحْرِ به لِطولِ فَقْرٍ وأَحْـرِيا

أي: وأحْرِيَنْ.

وما أحْرَاه به.

وقولهم في الرجل إذا بلغ الخمسين: حَرَي، قال ثعلب: معناه هو حَرًي أن ينال الخير كله.

وحكى الَّلحيانيّ: ما رأيت من حرَاتِه وحَرَاه، لم يزد على ذلك شيئا. وحَرًي أن يكون ذلك، في معنى عسى.

وتَحَرَّى ذلك: تَعَمَّده.

وحِرَاءٌ: جبل بمكة، يذكر ويؤنث، قال سيبويه: منهم من يصرفه ومنهم من لا يصرفه يجعله اسما للبقعة، وأنشد:

ورُبَّ وَجْهٍ من حِراءٍ مُنْحَنِ

وأنشد أيضا:

ستَعلَمُ أيُّنا خـيراً قـديمـاً

 

وأعظَمَنا بِبطنِ حِراءَ ناراً

مقلوبه: - ح ي ر -

حارَ بَصَرُه يَحارُ حَيْرةً وحَيْراً وحَيراناً، وتحَّيَر، إذا نظر إلى الشيء فعَشِيَ.

وتحيَّر واستحارَ وحارَ، لم يهتد لسبيله. وهو حائِرٌ وحَيْرانُ، من قوم حَيارَى، والأنثى حَيْرَى.

وحكى الَّلحيانيّ: لا تفعل ذلك أمك حَيْرَى، أي مُتَحِّيرةٌ، كقولك: أمك ثكلى، وكذلك الجميع، يقال: لا تفعلوا ذلكم أمهاتكم حَيْرَى.

وقول الطرماح:

يَطوِى البعيدَ كطَيِّ الثوبِ هِزَّتُهُ

 

كما تَردَّدَ بالديمُومَةِ الـحـارُ

أراد: الحائُر، كما قال أبو ذؤيب:

....و هي أدْماءُ سارُها

يريد: سائرها.

وقد حَّيرَه الأمر.

والحَيرُ: التحَيُّرُ، قال:

حَيْرانُ لا يُبْرِئُه من الحَيَرْ

وحارَ الماء فهو حائرٌ، وتحَّيرَ: تردد. وأنشد ثعلب:

فهُنَّ يَروِينَ بِظمءٍ قاصِـرٍ

 

في رَبَبِ الطِّينِ بماءٍ حائرٍ

والحائرُ: مجتمع الماء، وقيل هو حوض يسيب إليه مسيل الماء من الأمطار، وقيل: الحائر المكان المطمئن يجتمع فيه الماء فيتحير لا يخرج منه، قال:

صَعدَةٌ نابِتَةٌ في حائر

 

أيْنما الريحُ تميَّلْها تَملْ

وقال أبو حنيفةَ: من مُطمئنَّات الأرض الحائرُ، وهو المكانُ المطمئنُّ المرتفع الحروف، ولا يقال: حَيْرٌ، إلا أن أبا عبيد قال في تفسير رؤبة:

حتى إذا ما هاج حِيرانُ الذُّرَقْ

الحيرانُ جمع حَيْرٍ، ولم يقلها أحد غيره، ولا قالها هو إلا في تفسير هذا البيت، وليس ذلك أيضا في كل نسخة.

واستعمل حسان بن ثابت الحائرَ في البحر فقال:

ولأنتِ أحْسَنُ إذ برزتِ لنا

 

يومَ الخروجِ بساحةِ العَقْرِ

من دُرَّةٍ أغْلىَ بها مَـلِـكٌ

 

ممَّا تربَّبَ حائرُ البَحْـرِ

والجمع من كل ذلك: حِيرَانٌ وحُورَانٌ.

وقالوا: لهذه الدار حائرٌ واسع. والعامة تقول: حَيْرٌ، وهو خطأ.

والحائِرُ: كربلاء، سميت بأحد هذه الأشياء.

واستحارَ المكان بالماء وتَحَّيَرَ: تمَّلأ. وتَحَيَّر فيه الماء اجتمع. وتحَيَّرَ الماء في الغيم اجتمع، وإنما سمي مجتمع الماء حائِراً بتَحَيُّرِه فيه يرجع أقصاه إلى أدناه.

وتحيَّرت الأرض بالماء لكثرته، قال لبيد:

حتَّى تحيَّرت الدّبَارُ كأنَّهـا

 

زَلَفٌ وأُلقِىَ قِتْيبُها المحزومُ

الدبار المشارات، والزلف المصانع.

واستَحارَ شباب المرأة وتَحيَّرَ، امتلأ وبلغ الغاية، قال أبو ذؤيب:

ثلاثةُ أحوالٍ فلمَّا تجرَّمَتْ

 

إلينا بسوءٍ واستحارَ شبابُها

وقال النابغة الذبياني، وذكر فرج المرأة:

وإذا لمسْتَ لَمستَ أجْثَمَ جاثِماً

 

مُتَحِّيراً بمكانِه مِـلءَ الـيَدِ

والحَيِّرُ: الغيم ينشأ مع المطر فيتحَيَّرُ في السماء وتَحَيَّر السحاب، لم يتجه جهة.

والحائرُ: الودك. ومرقة مُتَحِّيرةٌ: كثيرة الإهالة والدسم. وتحَيَّرت الجفنة، امتلأت طعاما ودسما.

فأما ما انشده الفارسي لبعض الهذليين:

إمَّا صَرَمْتِ جديدَ الحِبـا

 

ل مني وغَّيركِ الآشِبُ

فياربَّ حَيْرى جُـمـاديَّةٍ

 

تَحَّدرَ فيها النَّدى الساكِبُ

فإنه عنى روضة مُتحيرةً بالماء.

والمحَارةُ: الصدفة، وجمعها مَحارٌ، قال ذو الرمة:

فأْلأَمُ مُرضَعٍ نُشِعَ المَحارَا

أراد: ما في المحارِ.

ومَحارةُ الأذن: صَدَفتُها، وقيل: هي ما أحاط بسموم الأذن من قعر صحنيهما، وقيل: محَارة الأذن جوفها الظاهر المتقعر. والمحارة أيضا: ما تحت الإطار.

والمحارَةُ: الحنك، وما خلف الفراشة من أعلى الفم.

والمحارَةُ: منفذ النفس إلى الخياشيم.

والمحَارةُ: النقرة التي في كعبرة الكتف. والمحارَةُ: نقرة الورك.

والمحارَتانِ: رأسا الورك المستديران اللذان تدور فيهما رؤوس الفخذين.

والمحَارُ، بغير الهاء، من الإنسان: الحنك، ومن الدابة حيث يحنك البيطار.

وطريق مُستَحيرٌ: يأخذ في عرض مفازة ولا يدري أين منفذه، قال:

ضاحِي الأخاديدِ ومُستحـيرِه

في لا حبٍ يَركَبْنَ ضِيفيَ نِيْرِهِ

واستحارَ الرجل بمكان كذا وكذا: نزله أياما.

والحِيَرُ والحَيَرُ: الكثير من المال والأهل قال:

أعوذُ بالرحمَنِ من مالٍ حَيَرْ

يُصلِينيَ الله به حَرَّ سَـقَـرْ

وقوله انشده ابن الأعرابي:

يا من رأىَ النعمانَ كان حِيَرَا

قال ثعلب: أي كان ذا مال كثير وخول وأهل.

والحارةُ: كل محلة دنت منازلهم.

والحِيرَةُ: بلد بجنب الكوفة ينزلها نصارى العباد، والنسبة إليها حارِيّ، وهو من نادر معدول النسب، قلبت الياء فيه ألفا وهو قلب شاذ غير مقيس عليه غيره.

والسيوف الحارِيَّةُ: المعمولة بالحيرة، قال:

فلمَّا دخلناه أضَفْنا ظهـورَنَـا

 

إلى كلِّ حارِيَ قَشيبٍ مُشَطَّبِ

يقول: أنهم احتبوا بالسيوف. وكذلك الرحال الحاريَّاتُ، قال الشماخ:

يَسرِى إذا نامَ بنو السُرَياتْ

يَنامُ بين شُعَبِ الحاريَّاتْ

والحاريُّ: أنماط نطوع تعمل بالحيرة تزين بها الرحال، أنشد يعقوب:

عَقْماً ورَقْماً وحارِياًّ تُضاعفُه

 

على قلائصَ أمثالِ الهَجانِيعِ

والمُستَحيرَةُ: موضع، قال مالك بن خالد الخناعي:

ويَمَّمْتُ قاعَ المستَحيرَةِ إنَّني

 

بأن يَتلاحَوا آخِرَ اليومِ آربُ

ولا أفعل ذلك حِيرىَّ دهر، وحيرَى دهر، أي أمد الدهر. وحيرى دهر مخففة من حيرِىّ، كما قال الفرزدق:

تأمَّلتُ نَسْراً والسّماكَيْنِ أْيهُـمـا

 

عليَّ من الغيثِ استَهلَّتْ مواطِرُه

وقد يجوز أن يكون وزنه فعلى، فإن قيل: كيف ذلك والهاء لازمة لهذا البناء فيما زعم سيبويه؟ فإن هذا قد يكون نادرا من باب انْقَحْلٍ وحكى ابن الأعرابي: لا آتيكَ حِيرِىَّ الدهر، أي طول الدهر، وحِيَرَ الدهر، قال: وهو جمع حِيرىٍّ. ولا أدري كيف هذا.

والحِيارانِ: موضع، قال الحارث بن حلزة:

وهو الربُّ والشهيدُ على يو

 

مِ الحِيَارَينِ والبلاءُ بـلاءُ

مقلوبه: - ر ح ي -

الرَّحَى: الحجر العظيم، أنثى.

والرحَى التي يطحن فيها، والجمع أرْحٍ وأرحاءٌ ورُحِيٌّ ورِحِيٌّ وأرحِيَةٌ، الأخيرة نادرة، قال:

ودارت الحربُ كدَوْر الأرحِيَه

وكرهها بعضهم. ورحيْتُ الرَّحَى، عملتها وأدرتها.

ورَحَّت الحيَّة: استدارت كالرَّحَى، ولهذا قيل لها: إحدى بنات طبق، قال الراجز:

يا حَيَّ لا أفْرَقُ أن تَفِحِّي

أو أن تُرَحِّيْ كرَحَى المُرَحِّى

والأرحاءُ: عامة الأضراس، واحدها رَحىً، وخص بعضهم به بعضا: فقال قوم: للإنسان اثنتا عشرة رَحىً، في كل شق ست، فست من أعلى وست من أسفل وهي الطواحن، ثم النواجذ بعدها وهي أقصى الأضراس، وقيل: الأرحاء بعد الضواحك وهي ثمان، أربع في أعلى الفم وأربع في أسفله تلي الضواحك، قال:

إذا صَمَّمَتْ في معظم البيضِ أدركتْ

 

مراكِزَ أرْحاءِ الضُّروسِ الأواخِـرِ

وأرحاءُ البعير والفيل: فراسنهما.

والرَّحَى: الصدر، قال:

أُجُدٌ مُداخَلَةٌ وآدمُ مِصْـلَـقٌ

 

كَبْداءُ لاحِقةُ الرَّحَا وشَمَيذَرُ

ورَحى الناقة: كركرتها، قال الشماخ:

فنِعمَ المعتَـرى ركـدتْ إلـيه

 

رَحَى حَيزومِها كَرَحَى الطحينِ

والرَحَى: قطعة من النجفة مشرفة تعظم نحو ميل، والجمع أرحاء. وقيل: الأرحاءُ قطع من الأرض غلاظ دون الحبال تستدير وترتفع عما حولها.

ورَحَى الحرب: حومتها، قال:

ثم بالدبَراتِ دارت رَحَـانـا

 

ورَحَى الحربِ بالكُماةِ تَدورُ

ورَحَى الحرب معظمة، وهي المَرْحَى، قال:

على الجُرْدِ شُبَّانَا وشِيباً علـيهـم

 

إذا كانت المَرْحَى الحديدُ المُجَرَّبُ

ومَرْحَى الجمل: موضع بالبصرة دارت عليه رَحَى الحرب.

ورَحَى القوم: سيدهم.

والرَّحَى: جماعة العيال.

والرَّحَى:نبت تسميه الفرس اسبانخ.

والرَّحَى: فرس للنمر بن قاسط، وزعم قوم أن في شعر هذيل رُحيَّات وفسروه بأنه موضع، وهذا تصحيف، إنما هو زُخَيَّاتٌ، بالزاي والخاء.

مقلوبه: - ر ي ح -

الأَرْيَحُ: الواسع من كل شيء.

والأرْيَحِيُّ: الواسع الخلق المنبسط إلى المعروف. والعرب تحمل كثيرا من النعت على أفعَلِيّ كأريَحيّ وأحمري. والاسم الأرْيَحِيَّةُ. وأخذه لذلك أرَيحِيَّةٌ، أي خفة وهشة وزعم الفارسي أن ياء أريَحِيَّةٍ بدل من الواو، فإن كان هذا، فبابه الواو.

وكل خمر راحٌ ورَياحٌ، وبذلك علم أن ألفها منقلبة عن ياء، وقال بعضهم: سميت راحاً لأن صاحبها يرتاحُ إذا شربها، وسيأتي ذكرها في الواو.

وأَريَحُ: موضع بالشام، قال صخر الغي يصف سيفا:  

فَلَوْتُ عنه سيوفَ أريَحَ إذ

 

باءَ بكَفِّي فلم أكَـدْ أجِـدُ

والأريَحِيُّ: السيف، إما أن يكون منسوبا إلى هذا، وإما أن يكون لاهتزازه، قال:

وأريَحِيًّا عضباً وذا خُصَلٍ

 

مُخْلَولِقَ المَتنِ سابِحاً نَزِقا

وأريِحاءُ وأرْيِحا: بلد. النسب إليه أريَحِيٌّ، وهو من شاذ معدول النسب.

الحاء واللام والياء

الحَلْيُ: ما تزين به من مصوغ المعدنيات أو الحجارة، قال:

كأنَّها من حُسُنٍ وشارَهْ

والحَلْيِ حَلْيِ التِّبْرِ والحجارَهْ

مَدفَعُ مَيْثَاءَ إلى قَرارَه

والجمع حُلِيٌّ، وقد أنعمت شرح هذا في باب الحلي في "الكتاب المخصص" قال الفارسي: وقد يجوز أن يكون الحلي جمعا، وتكون الواحدة حَلْيَةً، كشرية وشرى وهدية وهَدْيٍ.

والحِلْيَةُ كالحَلْيِ، والجمع حِلًي وحُلًي. قال بعضهم: يقال حِلْيَةُ السيف وحَلْيُه، وكرِهَ آخرون حَلْيَ السيف وقالوا: هي حِلْيَتُه، قال الأغلب العجلي:

جارَيةٌ من قيسِ بنِ ثَعلبَه

بيضاءُ ذاتُ سُرَّةٍ مُقَبَّبَه

كأنها حِليَةُ سيفٍ مُذَهَّبَه

وحكى أبو علي: حَلاةٌ في حِلْيَةٍ، وهذا في المؤنث كشبه وشبه في المذكر.

وقوله تعالى: -و مِن كلٍّ تأكلون لحماً طرِياً وتستخرجون حِلْيَةً تَلبَسونَها- جاز أن يخبر عنهما بذلك لاختلاطهما، وإلا فالحِلْيةُ إنما تستخرج من الملح دون العذب.

وحَلِيَت المرأة حَلْياً، وهي حالٍ وحالِيَةٌ: استفادت حَلْياً أو لبسته.

وحليَتْ صارت ذات حَلْيٍ. وتَحَلَّت، لبست حَلْياً.

وحَلاَّها ألبسها حَلْياً أو اتخذه لها.

وقوله تعالى: -يُحَلَّونَ فيها من أساوِرَ من ذَهَبٍ ولؤلؤا- عداه إلى مفعولين لأنه في معنى يلبسون. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "كان يحلينا رعاثا من ذهب ولؤلؤ". وحَلَّي السيف: كذلك.

وحَلِيَ في عيني وصدري، قيل: ليس من الحلاوَةِ وإنما هي مشتقة من الحَلْيِ الملبوس، لأنه حسن في عينك كحسن الحَلْيِ.

وحكى ابن الأعرابي: حَلِيَتْه العين، وأنشد:

كَحْلاء تَحْلاَها العيونُ النُّظَّرُ

والحِلْيَةُ: الخلقة.

والحِليَةُ: الصفة والصورة.

والتَّحْلِيَةُ: الوصف. وتَحَلاَّه، عرف صفته.

والحَلاَ: بثر يخرج بأفواه الصبيان، عن كراع، وإنما قضينا بأن لامه ياء لما تقدم من أن اللام ياء أكثر منها واوا.

والحَلِيُّ: ما أبيض من يبيس السبط والنصي، واحدته حَلِيَّةٌ، قال:

لمَّا رأتْ حَليلَتي عَيْنيَّهْ

ولِمَّتِي كأنَّها حَلِيَّه

تقولُ هذه قُرَّةٌ عَلَيَّه

وحَلْيَةُ: موضع، قال الشنفري:

بريحانةٍ من بَطنِ حَلْيةَ نَـوَّرتْ

 

لها أرَجٌ، ما حولَها غيرُ مُسْنِتِ

وقال بعض نساء أزد ميدعان:

لو بَيْنَ أبياتٍ بِحَلْـيَةَ مـا

 

ألهاهُمُ عن نصركِ الجُزُرُ

وحُلَيَّةُ: موضع، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:

أو مُغْزِلٌ بالخَلّ أو بِحُـلَـيَّةٍ

 

تَقْرُو السلامَ بشادنٍ مخْماصِ

قال ابن جني: يحتمل حُلَيَّةُ الحرفين جميعا، يعني الواو والياء، ولا ابعد أن يكون تحقير حَلْيَةٍ، ويجوز أن تكون همزة مخففة من لفظ حَلأْتُ الأديم، كما تقول في تخفيف الحطيئة الحطية.

وإحْليَّاءُ: موضع، قال الشماخ:

فأيقنتْ أنَّ ذا هاشٍ منيَّتُهـا

 

وأنَّ شَرْقِيَّ إحليَّاءَ مشغولُ

مقلوبه: - ح ي ل -

الحَيْلَةُ: جماعة المعز، وقال الَّلحيانيّ: القطيع من الغنم، فلم يخص معزا من ضأن ولا ضأنا من معز.

والحيلةُ: حجارة تحدر من جوانب الجبل إلى أسفله حتى تكثر، عن ابن الأعرابي قال: ومن كلامهم: أتيته فوجدت الناس حوله كالحيْلةِ، أي محدقين كإحداق تلك الحجارة بالجبل.

والحَيْلُ: الماء المستنقع في بطن واد. والجمع أحيالٌ وحُيولٌ.

وحالَ الشيء يَحيلُ حيولاً تغير، كحالَ حُؤولاً.

وحالت الناقة تَحِيلُ حيالاً، لم تَحْمِلْ، والواو في ذلك أعرف.

وماله حَيْلٌ، أي قوة، والواو أعلى، وقد تقدم.

وحَيْلِ حَيْلِ، من زجر المعزى.

مقلوبه: - ل ح ي -

اللِّحيَةُ: اسم يجمع من الشعر ما نبت على الخدين والذقن، والجمع لِحىً، قال سيبويه: والنسب إليه لَحَوِيّ.

ورجل ألحَى ولِحيانيّ: طويل اللِّحيةِ، وهو من نادر معدول النسب، فإن سميت رجلا بِلحيةٍ ثم أضفت إليه فعلى القياس.

والتحى الرجل: صار ذا لِحيةٍ، وكرهها بعضهم.

واللَّحْىُ: الذي ينبت عليه العارض. والجمع ألْحٍ ولُحِىٍّ ولِحاءٌ، قال ابن مقبل:

تَعرّضُ تَصْرِفُ أنيابُهـا

 

ويَقذِفْن فوق اللحاءِ التُّفالاَ

واللَّحيانِ: حائط الفم، وهما العظمان اللذان فيهما الأسنان من داخل الفم، يكون للإنسان والدابة. والنسب إليه لَحَويّ.

وتَلَحَّى الرجل: تعمم تحت حلقه، هذا تعبير ثعلب، والصواب: تعمم تحت لَحْيَيْهِ ليصح الاشتقاق.

ولَحيا الغدير: جانباه، تشبيها باللَّحْيَينِ اللذين هما جانبا الفم، قال الراعي:

وصَبَّحْن بالصَّقرينِ صوبَ غَمامةٍ

 

تَضَمَّنها لحيَا غديرٍ وخـانِـقُـه

واللِّحا: ما على العصا من قشرها، يمد ويقصر.

ولِحاءُ كل شجرة قشرها. والجمع أَلحِيَةٌ ولُحِيّ ولِحِيّ.

ولَحَاها يَلْحاها لَحياً والتَحاها: أخذ لحاءَها.

ولَحَي الرجل يَلْحاه لحياً: لامه وشتمه وعنفه.

ولحاه الله لحياً: قشره ولعنه، من ذلك. وقول رؤبة:

قالت ولمْ تُلْحِ وكانت تُلحِي

عليكَ سَيْبَ الخُلَفاءِ البُجْحِ

معناه: لم تأت بما تُلْحَي عليه حين قالت: اطلب سيب الخلفاء، وكانت تلحي قبل اليوم حين كانت تقول لي: اطلب من غيرهم من الناس، فتاتي بما تلام عليه.

ولاحَى الرجل مُلاحاةً ولِحاءً: شاتمه. وفي المثل: "من لاحَاكَ فقد عاداكَ"، قال:

ولولا أن ينالَ أبا طرِيفٍ

 

إسارٌ من مَليكٍ أو لِحاءُ

وتَلاحَى الرجلان، تشاتما.

واللِّحاءُ: اللعن.

واللِّحاء: العذل.

وقد سمت لَحْياً ولُحَيًّا ولحْيانَ، وهو أبو بطن. وبنو لِحيان من هذيل. وبنو لحيَةَ بطن، النسب إليه لحَوِيّ على حد النسب إلى اللحية.

ولِحْيَةُ التيس: نبتة.

مقلوبه: - ل ي ح -

اللَّياحُ واللِّياحُ: الثور الأبيض.

ويقال أيضا للصبح لياحٌ، ويبالغ فيه فيقال: أبيض لَياحٌ.

قال الفارسي: أصل هذه الكلمة الواو ولكنها شذت، فأما لِياحٌ فياؤه منقلبة للكسرة التي قبلها، كانقلابها في قيام ونحوه، وأما رجل مِلْياحٌ في مِلْواحٍ، فإنما قلبت فيه الواو ياء للكسرة التي في الميم، فتوهموها على اللام حتى كأنهم قالوا: لِواحٌ، فقلبوها ياء لذلك، وليس هذا بابه، إنما ذكرناه لنحذر منه، وسيأتي في باب الواو.

الحاء والنون والياء

حَنَا يده حِنَايَةً: لواها.

وحَنَى العود والظهر: عطفهما.

وحَنَى عليه: عطف.

وحَنَى العود: قشره.

والأعراف في كل ذلك الواو، ولذلك آخر تقصى تصاريفه إلى حد الواو.

والحانِيَةُ: الحانوت، والجمع حَوانٍ، وقد قدمت أن الَّلحيانيّ جعل حَوانِيَ جمع حانوت. والنسب إلى الحانية حانِيٌّ، قال علقمة:

كأسُ عَزيزٍ من الأعنابِ عَتَّقَها

 

لبعضِ أربابِها حانِـيَّةٌ حُـومُ

ولم يعرف سيبويه حانِيةً لأنه قد قال: كأنه أضاف إلى مثل ناحية، فلو كانت الحانية عنده معروفة لما احتاج إلى أن يقول: كأنه أضاف إلى ناحية، قال: ومن قال في النسب إلى يثرب يثربي، وإلى تغلب تغلبي، قال في الإضافة إلى حانية حانوي وأنشد:

فكيف لنا بالشُّرْبِ إن لم تكن لنا

 

دوانقُ عند الحانَوِيّ ولا نَقْـدُ

مقلوبه: - ح ي ن -

الحِينُ: الدهر، وقيل: وقت من الدهرِ مبهم، لجميع الأزمان كلها طالت أو قصرت، يكون سنة وأكثر من ذلك، وخص بعضهم به أربعين سنة، أو سبع سنين، أو سنتين، أو ستة اشهر، أو شهرين. وقوله تعالى: -تُؤتِي أُكُلَها كُلَّ حينٍ بإذنِ ربِّها- قيل: كل سنة، وقيل: كل ستة اشهر، وقيل: كل غدوة وعشية.

وقوله تعالى: -فَتوَلَّ عنهم حتى حينٍ- أي حتى تنقضي المدة التي أمهلوا فيها.

والجمعُ أحيانٌ، وأحايِينُ جمع الجمع.

وقالوا: لاتَ حينَ، بمعنى ليسَ حينَ. وفي التنزيل:-و لاتَ حينَ مَناصٍ-.

وأما قول أبي وجزة:

العاطِفون تَحبنَ ما مِنْ عاطفٍ

 

والمُفضِلونَ يداً إذا ما أنْعَموا

فقيل انه أراد: العاطفون، مثل القائمون والقاعدون، ثم انه زاد التاء في تحين كما زادها الآخر في قوله:  

نَوِّلِي قبلَ نَأْيِ دارِي جُمَانَا

 

وصِلِينا كما زعمتِ تَلاَنَا

أراد: الآن، فزاد التاء وألقى حركة الهمزة على ما قبلها، قال أبو زيد: سمعت من يقول: حسبك تلان، يريد الآن فزاد التاء، وقيل: العاطفونه، فأجراه في الوصل على حد ما يكون عليه في الوقف، وذلك انه يقال في الوقف: هؤلاء مسلمونه، وضاربونه، فتلحق الهاء لبيان حركة النون كما انشدوا:

أ هكذا يا طيبَ تفعلونَه

أعَلَلاً ونحنُ مُنهِلونَه

فصار التقدير: العاطفونه، ثم إنه شبه هاء الوقف بهاء التأنيث، فلما احتاج لإقامة الوزن إلى حركة الهاء قلبها تاء، كما تقول: هذا طلحه، فإذا وصلت صارت الهاء تاء فقلت: هذا طلحتنا، فعلى هذا قالوا: العاطفونه، وفتحت التاء كما فتحت في آخر رُبَّتَ وثُمَّتَ وذَيْتَ وكَيْتَ، وقد تقدم بيان ذلك في " الكتاب المخصص".

وحينئذٍ: تبعيد لقولك الآن.

وما ألقاه إلا الحَيْنَةَ بعد الحَيْنِة، أي الحينَ بعد الحينِ.

وعامله مُحايَنَةً وحِياناً: من الحينِ، الأخيرة عن الَّلحيانيّ،و كذلك استأجره مُحَايَنَةً وحِياناً، عنه أيضا.

وأحانَ، من الحين: أزمن.

وحَّينَ الشيء: جعل له حِيناً.

وحَيَّنَ الناقة وتَحَيَّنَها: حلبها مرة في اليوم والليلة، والاسم الحيْنَةُ والحِينَ، قال المخبل:

إذا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَـكِ أَفْـنُـهـا

 

وإن حُيِّنَتْ أْوفي على الوطبِ حِينْها

وهو يأكل الحَيْنةَ والحينة: أي الوجبة.

والحِينُ: يوم القيامة.

والحَيْنُ: الهلاك، قال:

وما كانَ إلا الحَيْنُ يومَ لِقائِها

 

وقَطْعُ جَديدِ حَبْلِها من حِبالكا

وقد حان.

وفي المثل: أتتك بحائنٍ رجلاه.

وكل شيء لم يوفق للرشاد فقد حانَ. وحيَّنَه الله فتَحَّينَ.

والحائِنَةُ: النازلة ذات الحَيْنِ، قال:

بِتَبْلٍ غَير مُطَّلبٍ لَدَيْها

 

ولكنَّ الحوائنَ قد تَحِين

وقوله تعالى: -و لتَعَلَمُنَّ نَبَأَه بعدَ حينٍ- أي بعد موت، عن الزجاج.

وقول مليح:

وحُبُّ ليَلى ولا تخشَى محونَتَه

 

صدعٌ بنفسِك ممَّا ليس يُنتَقَدُ

يكون من الحَيْنِ ويكون من المِحْنةِ، وقد تقدم القول عليه.

وحان الشيء: قرب. وحانت الصلاة، دنت، وهو من ذلك.

وحانَ سنبل الزرع، يبس فآن حصاده.

وأحْيَنَ القوم: حانَ لهم ما حاولوه، أو حان لهم أن يبلغوا ما أملوه، عن ابن الأعرابي وأنشد:

كيفَ تَنامُ بعدَ ما أحْيَنَّا

أي حان لنا أن نبلغ.

والحانةُ: الحانوتُ، عن كراع.

مقلوبه: - ن ح ي -

النِّحْيُ والنَّحْيُ والنَّحَي: الزق، وقيل: هو ما كان للسمن خاصة.

وفي المثل: "أشغل من ذات النِّحيَيْن" وحديثهما معروف. وجمع النَّحيِ أَنحاءٌ ونُحِيٌّ ونِحاءٌ، عن سيبويه: والنَّحْيُ أيضا: جرة فخار يجعل فيها اللبن ليمخض.

ونَحيَ اللبن يَنْحيه ويَنْحاه، مخضه.

والنَحيُ: ضرب من الرطب، عن كراع.

ونَحَا الشيء يَنْحاه نحياً، ونحَّاه فَتَنَحَّى: أزاله.

ونَحَيت بصري إليه: صرفته.

والناحِيَةُ والنَّاحاةُ: كل جانب تَنَحَّى عن القرار، كناصية وناصاة.

وقوله:

ألِكْني إليها وخيرُ الرسُو

 

لِ أعلَمُهم بنواحِي الخَبَرْ

إنما يعني: أعلمهم بنواحي الكلام.

وإبل نَحِيٌّ: مُتَنَحِّيَةٌ، عن ابن الأعرابي وأنشد:

ظلَّ وظلَّتْ عُصَباً نَحِيَّا

مثْلَ النَّحِيّ استبَرزَ النَّحِيَّا

وأنحى عليه ضربا: أقبل.

وأْنحَى له السلاح: ضربه بها أو طعنه أو رماه.

وأْنحَى له بسهم أو غيره من السلاح.

وتَنَحَّى وانْتَحى: اعتمد.

وانتَحى في الشيء: جد. وانتَحى الفرس في جريه، أي جد.

والنَّحْيُ من السهام: العريض النصل الذي إذا أردت أن ترمي به اضطجعته حتى ترسله.

والمَنْحاةُ: ما بين البئر إلى منتهى السانية، قال جرير:

لقد وَلَدَتْ أُمُّ الفرزدَقِ فَـخَّةً

 

تَرى بين فخْذَيها مَناحِيَ أَرْبَعا

وقال ابن الأعرابي: المَنْحاةُ مسيل الماء إذا كان ملتويا، وأنشد:

وفي أيْمانِـهـم بِـيضٌ رِقـاقٌ

 

كباقِي السَّيلِ أصبحَ في المَناحِي

مقلوبه: - ن ي ح -

ناحَ الغصن نَيْحاً ونَيحَانًا: مال.

وناحَ العظم نَيحاً: اشتد بعد رطوبة، يكون ذلك في الكبير والصغير.

وعظم نَيِّحٌ، شديد. ونَيِّح الله عظمك، تدعو له بذلك.

وما نَيَّحه بخير، أي ما أعطاه شيئا.

الحاء والفاء والياء

حَفِيَ به حِفايَةً فهو حافٍ وحَفِيٌّ، وتَحّفى واحتَفى: لطف به واظهر السرور والفرح به وأكثر السؤال عن حاله.

وأحْفاه: برَّح به في الإلحاح عليه أو سأله فاكثر عليه في الطلب.و أحفى السؤال، كذلك.

وقوله تعالى: -يسألونَكَ كأنَّك حَفِيٌّ عنها- معناه: عالم، وقال الزجاج: يسألونك عنها كأنك فرح بسؤالهم، وقيل: معناه كأنك أكثرت المسألة عنها.

وحافى الرجل: نازعه في الكلام.

واحتفى البقل: اقتلعه من الأرض، وقال أبو حنيفة: الاحتفاء أخذ البقل بالأظافير من الأرض، ومنه الحديث: إنه قيل له عليه السلام: "متى تحل لنا الميتة؟ فقال: إذا لم تحتَفوا بها بقلا، أي إذا لم تجدوا في الأرض من البقل شيئا ولو بأن تَحتَفُوه فتنتفوه لصغره". وإنما قضينا على أن اللام في هذه الكلمات ياء لا واو، لما قدمنا من أن اللام ياء أكثر منها واوا.

مقلوبه: - ح ي ف -

حافَ عليه في حكمه حَيْفاً: مال وجار. ورجل حائِفٌ، من قوم حافَةٍ وحُيَّفٍ وحُيُفٍ.

وحافَةُ كل شيء: ناحيته، والجمع حِيَفٌ على القياس، وحِيفٌ على غير القياس، حكى ابن الأعرابي عن أبي الجراح: جاءنا بضيحة سجاجة ترى سواد الماء في حِيفِها.

وحافتَا اللسان: جانباه.

وتَحيَّفَ الشيء: أخذ من جوانبه.

وقول الطرماح:

تَجنَّبَها الـكُـمـاةُ بـكـلِّ يومٍ

 

مريضِ الشمسِ مُحْمَرِّ الحوافيِ

فسر بأنه جمع حافَةٍ، ولا أدري وجه هذا إلا أن يجمع حافَةً على حَوائفَ كما جمعوا حاجة على حوائج، وهو نادر عزيز، ثم يقلب.

وتَحيَّفَ ماله: نقصه وأخذ من أطرافه.

والحِيفَةُ: الطريدة لأنها تحيفُ ما يزيد فينقصه، حكاه أبو حنيفة.

والحافانِ: عرقان تحت اللسان.

والحَيْفُ: الهام الذكر، عن كراع.

وذات الحِيَفةِ: من مساجد النبي صلى الله عليه وسلم، بين المدينة وتبوك.

مقلوبه: - ف ي ح -

فاحَ الحَرُّ يَفِيحُ فَيْحاً: سطع وهاج. وفي الحديث: "شِدَّةُ الحرِّ من فَيْح جَهَّنَم".

وأفِحْ عنك من الظهيرة، أي أقم حتى يسكن عنك حر النهار ويبرد.

وفاحَت الريح، الطيبة خاصة، فَيْحاً وفَيحَاناً: سطعت وأرجت، وخص الَّلحيانيّ به المسك.

وفاحَت القدر فَيْحاً وفيحَاناً، غلت.

وفاح الدم فيحاً وفَيحاناً وهو فاحٍ: انصبَّ. وأفاحَه، قال:

إلا ديَاراً أو دَماً مُفَاحَا

وشجة تَفيحُ بالدم، تقذف.

والفَيْحُ والفَيَحُ: السعة والانتشار. والأفيحُ والفَيَّاحُ. كل موضع واسع. وروضة فَيْحاءُ: واسعة.

والفعل من كل ذلك فاحَ يَفاحُ.

وفِيحِي فَيَاحِ: اتَّسِعي عليهم وتفرقي قال:

دَفَعْنا الخَيْلَ شائلةً علـيهـم

 

وقُلنا بالضُّحَى: فِيحِي فَياحِ

والفَيْحُ: خصب الربيع في سعة البلاد، والجمع فُيوح، قال:

تَرعَى السحابَ العَهْد والفيوحا

وفَيحانُ: اسم أرض، قال الراعي:

أو رَعْلَةٌ من قَطا فيحانَ حَّلأها

 

عن ماءِ يَثرِبةَ الشَّباكُ والرَّصَدُ

الباء والياء والحاء

بَيحَّ به: أشعره سرا.

والبِياحُ: ضرب من السمك صغار أمثال شبر وهو أطيب السمك، قال:

يا رُبَّ شيخٍ من بني رَبَاحِ

إذا امتَلاَ البطنُ من البياحِ

صَاحَ بلَيْلٍ أنْكَرَ الصِّيَاحِ

والبَيَّاحَةُ: شبكة الحوت.

وبَيْحانُ: اسم.

الحاء والميم والياء

حَمَى الشيء حمياً وحميً وحِمايَةً ومَحْمِيَةً: منعه، قال سيبويه: لا يجيء هذا الضرب على مفعل إلا وفيه الهاء لأنه إن جاء على مفعل بغير هاء اعتل، فعدلوا إلى الأخف. وقال أبو حنيفة: حَمَيْتُ الأرض حَمْياً وحَميَّةً وحِمايَةً وحَمْوَةً، الأخيرة نادرة وإنما هي من باب أشاوي.

والحِمْيَةُ والحِمَي: ما حُمِيَ من شيء، يمد ويقصر، وتثنيته حِمَيانِ على القياس، وحِمَوانِ على غير القياس.

وكلأ حِمي: مَحْمِيّ. وحَماه من الشيء وحَماه إياه، أنشد سيبويه:

حَمَيْن العَراقيبَ العَصا وتركْنَه

 

به نَفَسٌ عالٍ مُخالِطُه بُهْـرُ

وحَمَى المريض ما يضره حِمْيةً: منعه إياه. واحتَمى هو من ذلك وتَحَمَّى، امتنع.

والحَمِيُّ: المريض الممنوع من الطعام والشراب، عن ابن الأعرابي وأنشد:

وَجْدِي بِصَخْرةَ لو تَجزِي المُحِبَّ به

 

وَجْدُ الحَمِيِّ بماءِ المُزْنةِ الصَّـادِي

وحَمَاه الناس يَحْمِيه إياهم حِمىً وحِمايَةً: منعه.

والحامِيَةُ: الرجل يحمي أصحابه، وهم أيضا الجماعة.و فلان على حامِيَةِ القوم، أي آخر من يحميهم في مضيهم.

وأَحْمَى المكان. جعله حمًي لا يقرب. وأحْمَاهُ، وجده حمى، وقال أبو زيد: حَمَيْتُ الحِمَى حَمْياً منعته، قال: فإذا امتنع منه الناس وعرفوا انه حمي قلت: أَحمَيْتُه.

وعشب حَمِيّ: مَحْمِيّ.

وذهب حسن الحماءِ: خرج من الحماءِ حسنا.

وحَمِيَ من الشيء حَمِيَّةً ومَحْمِيَّةً: أنف، ونظير المَحْمِيَةُ المَحْمِيَة من حسب، والمحمدة من حمد، والموددة من ود والمعصية من عصى.

واحتَمى في الحرب: حَمِيَتْ نفسه.

ورجل حَمِيّ: لا يحتمل الضيم. وأنف حَمِيّ، من ذلك، قال الَّلحيانيّ: يقال حَميتُ في الغضب حُمَيَّا. وحَمِيَت الشمس والنار حَمْياً وحُمِياًّ وحُمُوّا، الأخيرة عن الَّلحيانيّ، اشتد حرها. وأحماها الله، عنه أيضا.

وحَمِىَ الفرس حِميً: سخن وعرق.

وحَمِيَ المسمار وغيره في النار حَميا وحُمُوًّا سخن. وأحْمَى الحديدة وغيرها في النار: أسخنها.

والحُمَةُ: السم، عن الَّلحيانيّ وقال بعضهم: هي الإبرة التي تضرب بها الحية والعقرب والزنبور ونحو ذلك، أو تلدغ بها. والجمع حُمَاتٌ وحُمىً.

وحُمَةُ البرد: شدته.

والحُمَيَّا: شدة الغضب وأوله.

وحمَيَّا الكأس: سورتها وشدتها، وقيل: إسكارها وحدتها وأخذها بالرأس.

وحُمَيَّا كل شيء شدته. وفعل ذلك في حُمَيَّا شبابه، أي في سورته ونشاطه.

والحامِيَةُ الحجارة التي تطوى بها البئر.

والحَوامِي: ميامن الحافر ومياسره.

والحامِي: الفحل من الإبل يضرب الضراب المعدود، قيل: عشرة أبطن، فإذا بلغ ذلك قالوا: هذا حامٍ، أي حَمَى ظهره، فيترك فلا ينتفع منه بشيء ولا يمنع من ماء ولا مرعى، قال الله عز وجل: -ما جعل اللهُ من بَحِيرَةٍ ولا سائِبةٍ ولا وَصِيلةٍ ولا حامٍ- فأعلم انه لم يحرم شيئا من ذلك. وقال الشاعر:

فَقَأتُ لها عَيْنَ الفَحـيلِ عـيافةً

 

وفيهنَّ رَعْلاءُ المسامعِ والحَامِي

واحمَوْمَي الشيء: أسودَّ كالليل والسحاب، قال:

تألَّقَ واحمَوْميَ وخيَّم بالـرُّبـا

 

أحمُّ الذُّرَى ذو هَيْدبٍ مُتراكِبِ

وقد تقدم في الثنائي إذ كان به أملك.

وحَمَاةُ: موضع، قال امرؤ القيس:

عَشِيَّةَ جاوزنا حَماةَ وشَيْزرَا

مقلوبه: - م ح ي -

مَحَي الشيء يَمحْاه مَحْياً فامَّحى وامْتَحى: ذهب أثره، وكره بعضهم امتَحى.

مقلوبه: - م ي ح -

ماحَ في مشيه يَميحُ مَيْحاً ومَيْحوحةً، وهو ضرب حسن من المشي.

وامرأة مَيَّاحَةٌ، قال:

مَياحَةٌ تَمِيح مَشْياً رَهْوَجا

والمَيْحُ: مشي البطة.

وماحَت الريح الشجرة، أمالتها، قال المرار الأسدي:

كما ماحَتْ مُزَعْزِعَةٌ بِغيلٍ

 

يَكادُ بِبعضِه بَعْضٌ يَميلُ

وتَميَّح الغصن: تَمِّيل يمينا وشمالا.

والمَيْحُ: أن يدخل البئر فيملأ الدلو وذلك إذا قل ماؤها. ورجل مائحٌ من قوم ماحَةٍ. والعرب تقول: هو أبصر من المائِحِ باست الماتح، يعني أن الماتح فوق المائِح، والمائِحُ يرى الماتح ويرى استه. وقد ماح أصحابه يَميحُهم.

وقول صخر الغي:

كأنَّ بوانِـيَه بـالـمَـلاَ

 

سَفائنُ أعجَمَ مايَحْنَ رِيفا

قال السكري: مايَحْنَ، امتَحْنَ، أي حملن من الريف، هذا تفسيره.

وماحَه مَيْحاً: أعطاه، وكل من أعطى معروفا فقد ماحَ.

وقول العجير السلولي:

ولي مَائِحٌ لم يُورَد الماءُ قبلَه

 

يعَلَّى وأشْطَانُ الدلاءِ كَثيرُ

إنما عنى بالمائِحِ لسانه، لأنه يَميحُ من قلبه، وعنى بالماء الكلام، وأشطان الدلاء. أي أسباب الكلام كثير لديه غير متعذر عليه، وإنما يصف خصوما خاصمهم فغلبهم أو قاومهم.

والمَيْحُ: المنفعة، وهو من ذلك.

وماحَ فاه بالسواك يَميحُ مَيْحاً: سوكه، قال:  

يَميحُ بِعُودِ الضَّرْوِ إغرِيضَ ثَغْبِه

 

جَلاَ ظَلْمَه من دونِ أن يَتهمَّما

وقيل: هو استخراج الريق بالمسواك، وقول الراعي يصف مرأة:

وعَذبُ الكَرَى يَشْفَى الصَّدَى بعدَ هَجْعَةٍ

 

له من عُرُوقِ المُسـتَـظـلَّةِ مـائِحُ

يعني بالمائِحِ السواك لأنه يَميحُ الريق كما يَميحُ الذي ينزل في القليب فيغرف الماء في الدلو. وعنى بالمستظلة الأراكة ومَيَّاحٌ: اسم.

ومَيَّاحُ: فرس عقبة بن سالم.

الحاء والقاف والواو

الحَقْوُ: الكشح، وقيل: معقد الإزار، والجمع أحْقٍ وأحْقاءٌ وحُقِىُّ وحِقاءٌ.

وحَقاه حَقْواً، أصاب حَقْوَه.

ورجل حَقٍ، يشتكي حَقْوَه، عن الَّلحيانيّ. وحُقِيَ حَقْوُه فهو مَحْقُوّ ومَحْقيّ، شكا حَقْوَه، قال الفراء: بني على فعل كقوله:

ما أنا بالجافي ولا المَجْفيّ

قال: بناه على جفي، وأما سيبويه فقال: إنما فعلوا ذلك لأنهم يميلون إلى الأخف، إذ الياء أخف عليهم من الواو، وكل واحدة منهما تدخل على الأخرى في الأكثر.

والعرب تقول: عذت بِحَقْوِه، إذا عاذ به ليمنعه، قال:

سَماعَ اللهِ والعـلـمـاءِ إنـي

 

أعوذُ بِحَقْوِ خالِكَ يا ابنَ عمْرِو

والحَقْوُ والحِقْوُ والحَقْوَةُ والحِقاءُ، كله: الإزار سمي بما يلاث عليه. والجمع كالجمع.

وحَقْوُ السهم: موضع الريش، وقيل: مستدقه من مؤخره مما يلي الريش.

وحَقْوُ الثنية: جانباها.

والحَقْوُ: موضع غليظ مرتفع عن السيل، والجمع حِقَاءٌ، قال:

يُلْقِى ضِباعَ القُفِّ من حِقائِهِ

والحَقْوَةُ والحِقاءُ: وجع في البطن يصيب الرجل من أن يأكل اللحم بحتا فياخذه لذلك سلاح. وقد حُقِىَ فهو مَحقُوٌّ ومَحقِيّ، فمَحقُوّ على القياس، ومَحقيٌّ على ما قدمنا.

والحَقْوَةُ في الإبل: نحو التقطيع يأخذها من النحاز يتقطع له البطن.

وحِقاءٌ: موضع أو جبل.

مقلوبه: - ح وق -

الحَوْقُ والحُوقُ: ما استدار بالكمرة، قال:

غَمْزكَ بالكَبْساءِ ذاتِ الحُوقِ

وقيل: حُوقُها حرفها، قال ثعلب: الحُوقُ استدارة في الذكر، وبه فسر قوله:

وقد وجَبَ المَهْرُ إذا غابَ الحُوقُ

وليس هذا بشيء.

وكمرة حَوْقاءُ: مشرفة.

وأَيْرٌ أحْوَقُ: عظيم الحُوقِ.

وحُوقُ الحمار: لقب الفرزدق، قال جرير:

ذكرتَ بنات الشمسِ والشمسُ لم تَلِدْ

 

وهَيهاتَ من حُوقِ الحمارِ الكواكِبُ

وحاقَه حَوْقاً: دلكه.

وحاقَ البيت يَحوقه حَوْقاً: كنسه. والمِحْوَقَةُ: المكنسة. والحُواقَةُ: الكناسة.

وأرض محوقَةٌ: قليلة النبت جدا لقلة المطر.

وحَوَّق عليه كلامه: عوجه.

وحُواقةُ: موضع.

مقلوبه: - ق وح -

الأقحوانُ: البابونج أو القراص، واحدته أقحوانة، ويجمع على أقاح، وقد حكى قُحْوانٌ، ولم ير إلا في شعر ولعله على الضرورة كقولهم في حد الاضطرار: سامة في أسامة.

ودواء مَقحُوٌّ ومُقَحيًّ: جعل فيه الأقحوان.

والأُقحوانَةُ: موضع بالبادية، قال:

مَنْ كان يسألُ عَنَّا أينَ مَنزِلُنا

 

فالأُقحوانَةُ مِنَّا منزِلٌ قَمَـنُ

مقلوبه: - ق وح -

قاح الجرح يقوحُ: انتبر، وقد تقدم في الياء لأن هذه الكلمة يائية وواوية.

وقاحَ البيت قَوْحاً وقَوّحَه، لغة في حاقه، أي كنسه، عن كراع.

مقلوبه: - وق ح -

حافر وَقَاحٌ: صلب. وجمعه وُقُحٌ. وقد وقُحَ وَقاحَةً ووقوحَةً وقِحَةً وقَحَةً، الأخيرتان نادرتان، قال ابن جني: الأصل وَقْحَة، حذفوا الفاء على القياس كما حذفت من عدة وزنة، ثم انهم عدلوا بها عن قعلة إلى فعلة فأقروا الحرف بحاله وإن زالت الكسرة التي كانت موجبة له فقالوا: القَحَةُ، فتدرجوا بالقِحَةِ إلى القَحَةِ، وهي وَقْحَةٌ كجفنة، لا لأن الفاء فتحت لأجل الحرف الحلقي كما ذهب إليه محمد ابن يزيد. وأبي الأصمعي في القَحَة إلا الفتح.

ووَقِح وَقَحاً ووَقَح فهو واقحٌ، واستوقَح وأوقَح. وكذلك الخف والظهر.

ووقَّحَ الحافر: كوى موضع الحفي والأشاعر منه بشحمة مذابة.

ورجل وَقيحُ الوجه ووَقاحُه: صلبه. والأنثى وَقاحٌ، بغير هاء، والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر. وزاد الَّلحيانيّ في الوجه: بيِّن الوُقْحِ والوُقوحِ.

ورجل وقاحُ الذنب: صبور على الركوب، عن ابن الأعرابي.

ورجل مُوَقَّحٌ: أصابته البلايا، عن الَّلحيانيّ.

الحاء والكاف والواو

حَكَوْت عنه حديثا، في معنى: حكيته.

مقلوبه: - ح وك -

حاكَ الثوب حَوْكاً وحياكاً وحِياكةً: نسجه. ورجل حائك من قوم حاكة وحَوَكَةٍ، وهو من الشاذ عن القياس المطرد في الاستعمال، صحت الواو فيه لأنهم شبهوا حركة العين التابعة لها بحرف اللين التابع لها فكأن فعلا فعال، فكما يصح نحو جواب وجواد، كذلك يصح نحو باب الحَوَكَةِ والقود والغيب من حيث شبهت فتحة العين بالألف من بعدها، أفلا ترى إلى حركة العين التي هي سبب الإعلال، كيف صارت على وجه آخر سببا للتصحيح؟ وقد تقدم ذلك في الياء لأن هذه الكلمة يائية وواوية.

والشاعر يَحوكُ الشعر حَوْكاً: ينسجه ويلائم بين أجزائه.

وحاكَ الشيء في صدري حَوْكاً: رسخ.

والحَوْكُ: الباذروج، وقيل: البقلة الحمقاء، والأول أعرف.

مقلوبه: - ك وح -

كاوَحَه فَكاحَه كَوْحاً: قاتله فغلبه. وكاحَه كَوْحاَ: غطه في ماء أو تراب. وكوَّحَ الرجل: أذله.

وكوَّحَه: رده، قال:

كَّوحْتُه مِنكَ بدونِ الجَهْدِ

ورجع إلى كُوحِه، إذا فعل شيئا من المعروف ثم رجع عنه.

والأكواحُ: نواحي الجبال، وقد تقدم في الياء، وإنما ذكرته هنا لظهور الواو في التكسير.

مقلوبه: - وك ح -

وَكَحه برجله وَكْحاً: وطئه وطأ شديدا.

واستوكَحَتْ معدته: اشتدت.

واستوكحت الفراخ، وهي وُكُحٌ: غلظت. وأرى وُكُحاً على النسب كأنه جمع واكِحٍ أو وَكُوحٍ، إذ لا بسوغ أن يكون جمع مستوكِحٍ.

وأوكَحَ الرجل: منع واشتد على السائل قال رؤبة:

إذا الحقوقُ أحضَرتْه أوْكَحا

والأوكَحُ: التراب، وقد تقدم في الحاء والكاف والهمزة، لأنه عند عند كراع فوعل، وقياس قول سيبويه أن يكون أفعل.

الحاء والجيم والواو

الحِجَا: العقل والفطنة. والجمع أحجاءٌ قال ذو الرمة:

ليَومٍ مـن الأيام شَـبَّـهَ طُـولَـه

 

ذوو الرأي والأحجاء منْقَلِعَ الصَّخْرِ

وكلمة مُحْجِيَةٌ: مخالفة المعنى للفظ، وهي الأُحْجِيَّةُ والأُحْجُوَّةُ. وقد حاجَيْتُه مُحَاجاةً وحِجاءً، فاطنته فَحجَوْتُه. واحتَجى هو، أصاب ما حاجَيْتُه به، قال:

فَناصِيتِي وراحِلَتِي ورَحْلي

 

ونِسْعَا ناقَتِي لِمَن احتَجاها

وهم يتحاجَون بكذا، وهي الحَجْوَى. وحُجَيَّاكَ ما كذا، أي أُحاجيكَ.

وفلان لا يحْجُو السر، أي لا يحفظه.

وسقاء لا يَحْجُو الماء، لا يمسكه.

وراع لا يحجو إبله، أي لا يحفظها. والمصدر من ذلك كله الحَجْوُ، واشتقاقه مما تقدم.

وحَجَى بالمكان حَجْواً وتَحَجَّى، أقام، وهو من ذلك، وأنشد الفارسي:

حيثُ تَحَجَّى مُطِرقٌ بالفالِقِ

وكل ذلك من التمسك والاحتباس وحَجَى الفحل الشول يَحجُو: هدر فعرفت هديره فانصرفت إليه.

وحَجَى به حَجْواً وتَحَجَّى، كلاهما: ضنَّ.

والحَجْوَةُ: الحدقة.

مقلوبه: - ح وج -

الحاجَةُ والحائجَةُ: المأربة.

وقوله تعالى: -و لتبلغوا عليها حاجةً في صُدُوركم- قال ثعلب: يعني الأسفار.

وجمع الحاجَةِ: حاجٌ وحِوَجٌ، قال الشاعر:

لقد طال ما ثَبَّطَتنِي عن صحابَتِي

 

وعن حِوَجٍ قضَّاؤها من شَمالِيَا

وجمع الحائِجَةِ حَوائِجُ. وهي الحوجاءُ، وحاجَةٌ حائِجَةٌ، على المبالغة.

وحُجْتُ إليك أحوجُ حَوْجاً وحِجْتُ، الأخيرة عن الَّلحيانيّ وأنشد للكميت بن معروف الأسدي:

غَنِيتُ فلم أَرْدُدْكُمُ عند بُغَـيةٍ

 

وحُجْتُ فلم أكدُدْكُمُ بالأصابعِ

قال: ويروى: وحِجْتُ. وإنما ذكرتها هنا لأنها من الواو، وذكرتها في الياء لقولهم: حِجتُ حَيْجاً.

واحتجتُ وأحوَجتُ كحِجْتُ. وأحوجَه الله.

والمُحوجُ: المعدم، من قوم مَحاويجَ، وعندي أن محاوِيجَ إنما هو جمع مِحْواجٍ، إن كان قيل، وإلا فلا وجه للواو.

والتحَوُّجُ: طلب الحاجةِ بعد الحاجَةِ.

وتحوَّجَ إلى الشيء: احتاجَ إليه وأراده.

والحاجَةُ: خرزة لا ثمن لها لقلتها ونفاستها، قال الهذلي:

فجاءت كخاصِي العَيرِ لم تَحْلَ جاجةً

 

ولا حاجةٌ منها تَلُوحُ علـى وَشْـمِ

وكلمه فما رد عليه حَوْجاءَ ولا لَوْجاءَ، وما بقي في صدره حوجاءُ ولا لوجاءُ إلا قضاها. ويقال: ما في الأمر حَوْجاءُ ولا لَوْجاءُ، أي شك، عن ثعلب.

ويقال للعاثر: حَوجاً لك، أي سلامة.

وحكى الفارسي عن أبي زيد: حُجْ حُجَيَّاكَ، قال: كأنه مقلوب موضع اللام إلى العين.

مقلوبه: - ج ح و-

جحا بالمكان يَجحو: أقام به، كحجا.

وحَّيى الله جَحوتَك، أي طلعتك.

وجَحوانُ: اسم، قال الشاعر:

وقبليَ مات الخالدان كلاهُـمـا

 

عميدُ بني جحوانَ وابن المضلَّلِ

مقلوبه: - ج وح -

جاحَتْهم السنة جَوْحاً وجِيَاحَةً وأجاحَتْهم واجتاحَتْهم: استأصلت أموالهم.

واجتاحَ العدو ماله: أتى عليه.

والجوحَةُ والجائحةُ: النازلة العظيمة التي تجتاح المال. وكل ما استأصله فقد جاحَه واجتاحَه، وقد تقدم عامة ذلك في الياء.

وجُوحانُ: اسم.

ومَجاحٌ: موضع، أنشد ثعلب:

لَعَنَ للهُ بطنَ لَقْفٍ مَسيلاً

 

ومَجَاحاً فلا أحِبُّ مَجاحا

وإنما قضينا على مَجاحٍ أن ألفه واو لأن العين واوا اكثر منها ياء، وقد يكون مَجاحٌ فعالا، فيكون من غير هذا الباب، وقد تقدم هناك.

مقلوبه: - وج ح -

وَجَحَ الطريق: ظهر ووضح. وأوْجَحَت النار، أضاءت وبدت. وأوجَحت غرة الفرس اتَّضَحْت.

وليس دونه وِجاحٌ ووَجاحٌ ووُجاحٌ، أي ستر، واختار ابن الأعرابي الفتح. وحكى الَّلحيانيّ: ما دونه أُجاحٌ وإِجاحٌ، عن الكسائي، وحكى: ما دونه أَجاحٌ، عن أبي صفوان وكل ذلك على إبدال الهمزة من الواو.

وجاء فلان وما عليه وَجاحٌ، أي شيء يستر، وتبنى هذه الكلمة على الكسر في بعض اللغات، قال:

أُسودُ شَرى لَقِينَ أُسودَ غابٍ

 

ببَرْزٍ ليس بينهـمُ وَجـاحِ

والمعروف وَجاحٌ، وإن كانت القوافي مجرورة.

وأوجَحَ البيت: ستره، قال ساعدة بن جؤية:

وقد أَشهَدُ البيتَ المحجَّبَ زانَه

 

فِراشٌ وخِدرٌ مُوجَحٌ ولَطِائمُ

والمُوجَحُ: الملجأ، كان أُلجئ إلى موضع يستره. وفي حديث عمر: من استطاع منكم فلا يصلي وهو مُوجَحٌ، أي مُلجأ من حدث، حكاه الهروي في الغريبين.

والوجاح: الصَّفا الأملس، قال الأفوه:

وأَفْراسٌ مُذَلَّلةٌ وبِـيضٌ

 

كأنَّ متونَها فيها الوجاحُ

وثوب وَجِيحٌ ومُوَجَّحٌ: قوي