مقدمة الحكواتي

المحصول في علم الأصول

ابن العربي

أبو بكر بن العربي المالكي المولود عام 468هـ والمتوفى عام 543هـ1076 - 1148م

نبذة عن الكاتب

محمد بن عبدالله بن محمد المعافري، أبوبكر ابن العربي. إمام من أئمة المالكية. وهو فقيه محدِّث مفسر أصولي أديب متكلِّم. كان أقرب إلى الاجتهاد منه إلى التقليد. ولد بإشبيلية ، وتلقى القراءات على قرائها. وأخذ العلم عن أبيه أبي محمد الفقيه وغيره من علماء الأندلس. ثم رحل إلى المشرق مع أبيه فأخذ العلم عن الخولاني، والمازري، وأبي الحسن الخلعي، وأبي نصر المقدسيّ وأبي سعيد الزنجاني، وأبي حامد الغزالي، وأبي بكر الطرطوشي، والصيرفي وغيرهم كثير. وأخذ عنه العلم عدد لا يكاد ُيحصى، من أشهرهم: القاضي عياض، وابن بشكوال وابن الباذش، والإمام السهيلي، وابن رشد .

ـ إمام من أئمة المسلمين، ويعتبره فقهاء مذهب الإمام مالك أحد أئمتهم المقتدى بأحكامهم، وهو من شيوخ القاضي عياض مؤلف كتاب ( الشفا في التعريف بحقوق المصطفى )، ومن شيوخ ابن رشد العالم الفقيه والد أبي الوليد الفيلسوف.

قال المعافري عن نفسه ( حذقت القرآن وأنا ابن تسع سنين، ثم ثلاثا لضبط القرآن والعربية والحساب، فبلغت ستة عشر سنة وقد قرأت من الأحرف -أي من القراءات- نحو من عشرة بما يتبعها من إظهار وإدغام ونحوه . وتمرنت في الغريب والشعر واللغة).

ولما بلغ السابعة عشر قضى الله بسقوط دولة آل عباد في سنة 485، فخرج به أبوه من إشبيلية يوم الأحد مستهل ربيع الأول قاصدا شمال إفريقية فكان أول نزولهم في ثغر أنشئ من سنين قريبة على ساحل بلاد الجزائر، وهو ثغر (بجاية) فنزل ابن العربي مع والده وأسرته في هذا الثغر ، ولبثوا فيه مدة تتلمذ فيها ابن العربي على كبير علماء هذا البلد أبي عبد الله الكلاعي ، ثم ركبوا البحر مشرقين إلى ثغر (المهدية) ، وفيها أخذ عن عالمها أبي الحسن بن علي بن محمد بن ثابت الحداد الخولاني المقرئ. قال ابن العربي (فكنت أحضر عليه كتابه المسمى بالإشارة وشرحها وغيرهما من تآليفه، وكان في ذلك بالمهدية في شهور سنة 485، وفي المهدية أيضا أخذ عن الإمام أبي عبد الله محمد بن علي المازري التميمي (453 - 536) . وقد لقي ابن العربي حجة الإسلام أبا حامد محمد الغزالي (450-505) في بغداد.

ولما وصل ابن العربي إلى وطنه إشبيلية كان الحكم فيها لا يزال ليوسف بن تاشفين، واستمر على ذلك إلى أن مات سنة 500 . فاستقبل العلماء ورجال الثقافة والأدب في إشبيلية وما جاورها من عواصم الأندلس هذا الغائب القادم بعلوم المشرق استقبالا لا نظير له، وقصده طلاب العلم وأذكياء الأندلس من كل حدب وصوب، وتحول منزله إلى جامعة، وعقدت له حلقات الدرس في الجوامع، وكان ممن أخذ عنه وتلقى عليه طائفة من كبار علماء الإسلام : منهم قاضي المغرب وحافظه القاضي عياض بن موسى اليحصبي مؤلف (الشفا) و (مشارق الأنوار) ، وابنه القاضي محمد بن عياض، والحافظ المؤرخ أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال.

له مؤلفات كثيرة منها: كتاب الخلافيات؛ كتاب الإنصاف؛ المحصول في أصول الفقه؛ عارضة الأحوذي في شرح الترمذي؛ القبس في شرح موطأ مالك بن أنس؛ ترتيب المسالك في شرح موطأ مالك؛ أحكام القرآن؛ مشكل الكتاب والسنة؛ الناسخ والمنسوخ؛ قانون التأويل؛ الأمل الأقصى في أسماء الله الحسنى؛ تبيين الصحيح في تعيين الذبيح؛ التوسط في معرفة صحة الاعتقاد؛ العواصم من القواصم. توفي بمراكش ودفن بفاس.

نبذة عن الكتاب

تعرض المعافري في هذا الكتاب لأصول الفقه في مختلف جوانبه. وبين أن الفقه هو معرفة الأحكام الشرعية وأما أصوله فهي أدلته. إن معرفة أحكام أفعال المكلفين الشرعية دون العقلية هي تكملة للأول وقريبة منه. أما الدليل فهو الموصل بصحيح النظر إلى المدلول وأفعال المكلفين هي حركاتهم التي يتعلق بها التكاليف من الأوامر والنواهي وهي على خمسة أضرب : واجب وفي مقابلته محظور ومندوب وفي مقابلته مكروه وواسطة بينهما وهو المباح .

تناول المعافري كل هذه الجوانب بدراية وعمق يكشفان لنا واسع ثقافته الفقهية، وقدرته على الفهم والاجتهاد