باب الثنائي المضاعف الصحيح

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الثالث

حرف الهاء

باب الثنائي المضاعف الصحيح

- ه ه - هَهْ: كلمة تذكر، وتكون بمعنى التحذير أيضا.

الهاء والخاء

هِخْ: حكاية المتنخم.

الهاء والغين

هِغْ: حكاية المتغرغر، ولا يصرف من هذا ولا من الذي قبله فعل، لثقله على اللسان، وقبحه في المنطق إلا أن يضطر شاعر.

الهاء والقاف

هَقَّ الرجل: هرب، قال عمرو بن كلثوم، فاستعاره للكلاب:

وقد هَقَّتْ كِلابُ الحيِّ منَّا

 

وشَذَّبْنا قَتادَةَ من يَلـينـا

والهَقْهقَة، كالحَقْحَقة، وهي شدة السير وإتعاب الدابة.

وقَرَبٌ مُهَقْهِقٌ، منه، وقل: إنما يراد به مُحَقْحِقٌ.

مقلوبه: - ق ه ق ه -

قَهقَهَ: رجَّع في ضحكة، وقيل: هو اشتداد الضحك.

وقَرَبٌ مُقَهْقِهٌ، وهو من القهقهة في الورود، مشتق من اصطدام الأحمال، وإنما أصله المُحَقْحِق، ثم قيل: المُهَقهِق على البدل، ثم قلب فقيل: المُقَهْقِه.

و من خفيف هذا الباب

قَهْ: حكاية الضحك.

الهاء والكاف

هَكَّ الطائر هَكًّا: حذف بذرقه.

وهَكَّ النعام يَهُكُّ: ألقى ما في بطنه.

وهَكَّ الشيء يَهُكُّه هَكًّا، فهو مَهْكوك وهَكيك: سحقه.

وهَكَّ اللبن هَكًّا: استخرجه ونهكه، أنشد ابن الأعرابي:

إذا تَركَتْ شُربَ الرَّثيئةِ هاجِرٌ

 

وهكَّ الخَلايا لم تَرِقَّ عُيونُها

هاجر: قبيلة، يقول: يقول: شرب الرثيئة مجدهم، أي هم رعاة لا صنيعة لهم غير شرب هذا اللبن الذي يسمى الرثيئة، وقوله: "لم ترق عيونها" أي لم تستحي.

وهَكَّ المرأة هَكًّا: نكحها.

والهَكَوَّكُ: المكان الصلب الغليظ، وقيل: السهل، قال الشاعر:

إذا بَرَكْنَ مَبْرَكا هَكَوَّكـا

 

كأنما يَطَحَنَّ فيه الدَّرْمَكا

ويروى عَكَوَّكا وهو السهل أيضا. يريد انهم على سفر ورحلة.

واْنهَكَّ صَلا المرأة: انفرج في الولادة.

مقلوبه: - ك ه ه- ك ه ك ه- ك ه ك م -

الكَهَّةُ: الناقة الضخمة المسنة.

وكَهَّ الرجل: استَنْكَهَهُ عن اللحياني.

والكَهْكَهةَ: ترديد لبعير هديره.

وكَهكَه الأسد في زئيره كذلك.

والكَهْكَهة: حكاية صوت الزمر، قال:

يا حَبَّذا كَهكَهَةُ الغَوانيِ

والكَهْكَهةُ في الضحك أيضا، وهو في الزمر أعرف منه في الضحك.

وكَهْكَهَ المقرور: تنفس في يده ليسخنها بنفسه من شدة البرد، قال الكميت:

وكَهْكَهَ الصَّرِدُ المـقـرورُ فـي يدِه

 

واستَدفَأ الكلبُ في المأسورِ ذيِ الذِّئَبِ

وشيخ كَهْكَمٌ، وهو الذي يُكَهكِه في يده. قال:

يا رُبَّ شَيخٍ من لُكَيْزٍ كَهكَمِ

 

قلَّصَ عن ذاتِ شبابٍ حَذْلمِ

والكَهْكاهَةُ من الرجال: المتهيب، قال أبو العيال:

ولا كَهكـاهَةٌ بَـرَمٌ

 

إذا ما اشتدَّتِ الحِقَبُ

والكَهْكاهُ: الضعيف.

وتكَهْكَهَ عنه: ضعف.

و من الخفيف

كَهْ: حكاية الضحك.

ورجل كَهَّانةٌ: الذي تراه إذا نظرت إليه كأنه ضاحك وليس بضاحك، وفي الحديث: "كان الحجَّاجُ أصفرَ كَهَّانةً" التفسير لشمر، حكاه الهروي في الغريبين.

الهاء والجيم

هَجَّجَتْ عينه: غارت من جوع أو عطش أو إعياء، قال:

إذا حِجَاجا مُقْلَتيها هَجَّجا

وأما قوله ابنة الخس حين قيل لها: بم تعرفين لقاح ناقتك، فقالت: أرى العين هاج، والسنام راج، وتمشي فتاج. فإما أن يكون على هَجَّتْ وإن لم يستعمل، وإما أنها قالت هاجًّا، اتباعا لقولها راجا، وقد قدمت أنهم مما يجعلون للإتباع حكما لم يكن قبل ذلك، وقالت: هاجًّا فذكرت على إرادة العضو أو الطرف، وإلا فقد كان حكمها أن تقول هاجَّةً، ومثله قول لآخر:

والعينُ بالإثمِدِ الحارِيّ مَكحولُ

على أن سيبويه إنما يحمل هذا على الضرورة، ولعمري إن الإتباع أيضا لضرورة تشبه ضرورة الشعر.

ورجل هَجَاجَةٌ: أحمق.

والهَجَاجةُ: الهبوة التي تدفن كل شيء بالتراب.

وركب هَجَاجَ، غير مجرى، وهَجَاجِ مبنيا على الكسر: كلاهما ركب رأسه، قال:

قد رَكِبوا على لَومِي هَجاجِ

وهَجاجَيْك هاهنا وهاهنا، أي كف.

وهَجَّت النار تَهِجُّ هَجًّا وهَجيجا، إذا اتقدت وسمعت صوت استعارها.

وهَجَّجها هو.

وهَجَّ البيت يَهُجُّه هَجًّا: هدمه، قال:

ألا من لِقَبرٍ لا تـزالُ تَـهُـه

 

شِمالٌ ومِسيافُ العَشِيّ جَنوبُ

والهَجِيج: الخط في الأرض، قال كراع: هو الخط الذي يخط في الأرض للكهانة. وجمعه هُجَّانُ، قال بعضهم: أصابنا مطر سالت منه الهُجَّانُ وقيل الهَجِيجُ: الشق الصغير في الجبل، والجمع كالجمع.

وواد هَجِيجٌ وإهْجِيجٌ: عميق، يمانية، فهو على هذا صفة، وقال ابن دريد: الهَجِيجُ والإهْجِيجُ:واد عميق، فكأنه على هذا اسم.

وهَجْهَجَ الرجل: رده عن كل شيء.

والبعير يُهاجُّ في هديره: يردده.

وفحل هَجْهَاجٌ.

وقال اللحياني: يقال للأسد والذئب وغيرهما في التسكين: هَجاجَيْكَ.

وهَجْهَجَ السبع، وهَجْهَجَ به: صاح به وزجره، قال لبيد:

أو ذو زوائدَ لا يُطافُ بـأرضِـه

 

يغشَى المُهَجهِجَ كالذَّنوبِ المُرسَلِ

وهَجْهَج بالناقة والجمل: زجرهما، فقال لهما: هيجْ.

والهَجْهَجَةُ: حكاية صوت الكرد عند القتال.

وظليم هَجْهاجٌ وهُجاهِجٌ: كثير الصوت.

والهَجْهاجُ: النفور، وهو أيضا الجافي الأحمق.

والهَجْهاجُ، أيضا: المسن.

والهَجْهاجُ والهَجْهاجَةُ: الكثير الشر الخفيف العقل.

ورجل هَجْهاجٌ: طويل، وكذلك البعير، قال حميد بن ثور:

بَعيدِ الْعَجْبِ حين ترَى قَراهُ

 

من العِرْنينِ هَجهاجٍ جُلالِ

ويوم هَجْهاجٌ: كثير الريح شديد الصوت، يعني الصوت الذي يكون فيه عن الريح.

والهَجْهَجُ: الأرض التي لا نبات بها، قال:

فَجئتُ كالعَوْدِ النزيعِ الهادجِ

قُيِّدَ في أراملِ العَرافِجِ

في أرضِ سَوْءٍ جَدبَةٍ هَجاهِجِ

جمع على إرادة الموضع.

وماء هُجْهَجٌ: لا عذب ولا ملح.

و من خفيف هذا الباب

هَجْ هَجْ، وهَجٍ هَجٍ، وهَجا هَجا: زجر للكلب، وقد يقال: هَجا هَجا للإبل، قال هميان:

تَسمعُ للأعبُدِ زَجراً نافِجـا

 

من قِيلِهم: أيا هَجا أيا هَجا

وقال:

سَفَرَتْ فَقلتُ لها: هَجٍ، فَتبرْقَعَتْ

 

فَذكَرتُ حينَ تَبرْقَعَتْ ضَبَّـارا

ضبار: اسم كلب، ورواه اللحياني هَجىِ.

مقلوبه: - ج ه ج ه -

الجَهْجَهَةُ: من صياح الأبطال في الحرب وغيرهم، وقد جَهْجَهوا وتَجهْجَهوا قال:

فَجاءَ دونَ الزَّجرِ والتَّجَهجُهِ

وجَهجَه بالإبلِ، كهَجْهَجَ.

وجَهْجَه بالسبع وغيره، كهَجْهَج، مقلوب، قال:

جَهْجَهتُ فارتدَّ ارتدادَ الأكَمَه

هكذا رواه ابن دريد، ورواه أبو عبيد: هَرَّجْتُ. وقال آخر:

جَرَّدتُ سَيفي فما أدرِي أذالِـبَـدٍ

 

يُغشِى المُجَهجهُ حَدَّ السيفِ أم جُلا

هكذا أنشده ابن دريد، قال السيرافي: المعروف:

أوقَدتُ نـارِي فـمـا أدرِي أذَالِـبَـدٍ

 

يَغشَى المُجَهجه عضَّ السيفِ أم رجُلا

وجَهْجَه الرجل: رده عن كل شيء، كهَجْهَجَ.

ويوم جُهجوهٍ: يوم لبني تميم معروف.

و من خفيف هذا الباب

جَهْ: حكاية صوت الأبطال في الحرب.

وجَهْ جَهْ: تسكين للأسد والذئب وغيرهما.

الهاء والشين

الهَشُّ، والهَشِيشُ من كل شيء: ما فيه رخاوة.

هَشَّ يَهَشُّ هَشاشَةً.

وخبزة هَشَّةٌ: رخوة المكسر، وقيل: يابسة.

وأُترجَّة هشَّةٌ، كذلك.

وهَشَّ هُشُوشَةً: صار خوارا ضعيفا.

وهَشَّ يَهِشُّ: تكسر وكبر.

ورجل هَشٌّ وهَشِيشٌ: بَشٌّ مهتر مسرور.

وهَشِشْتُه، وهَشِشْتُ به: وهَشَشْتُ، الأخيرة عن أبي العميثل الاعربي، هَشاشَةً: بَشِشْتُ، والاسم الهَشاشُ.

وهَشِشْتُ للمعروف هَشًّا وهَشاشَةً واهتَشَشْتُ: ارتحت له، واشتهيته، قال مليح الهذلي:

مُهتَشَّةٌ لِدَلـيجِ الـلـيلِ صـادقَةٌ

 

وقْعَ الهجيرِ إذا ما شَحْشَحَ الصُّرَدُ

وفلان هَشُّ المكسر: سهل الشأن في طلب الحاجة يكون مدحا وذما، إذا أرادوا أن يقولوا: ليس بصلاد القدح فهو مدح، وإذا أرادوا أن يقولوا: هو خوار العود فهو ذم.

والهَشُّ: جذبك الغصن من أغصان الشجرة وكذلك إن نثرت ورقها بعصا، هَشَّه يَهُشُّه هَشًّا، فيهما، وفي التنزيل: -و أهُشُّ بِها على غَنمي-.

والهَشِيشَةُ: الورقة، أظن ذلك.

وهَشاهِشُ القوم: تَحَرُّكُهم واضطرابهم.

مقلوبه: - ش ه -

شَهْ: حكاية كلام شبه الانتهار.

وشَهْ: طائر شبه الشاهين وليس به، أعجمي.

الهاء والضاد

الهَضُّ والهَضْهَضُ: كسر دون الهد وفوق الرض، وقيل: هو الكسر عامة، هَضَّه يَهُضُّه هَضًّا فهو مهضوض وهَضِيض.

والهضْهضَةُ كذلك، إلا أنه في عجلة، والهضُّ في مهلة جعلوا ذلك كالمد والترجيع في الأصوات.

وفحل هَضهاضٌ: يَهُضُّ أعناق الفحول. وقيل: هو الذي يصرع الرجل والبعير ثم ينحني عليه بكلكله، وقد هَضْهَضَها.

والهَضَضُ: التكسر.

والهَضَّاءُ: الجماعة من الناس والخيل، وهي أيضا الكتيبة، لأنها تَهُضُّ الأشياء: أي تكسرها.

وهِضاضٌ، وهُضاضٌ جميعا: واد، قال مالك بن الحارث الهذلي:

إذا خَلَّفْتُ بـاطِـنَـتَـيْ سَـرارٍ

 

وبَطنَ هُضاضَ حيثُ غَدا صُباحُ

أنث على إرادة البقعة.

وهَضَّاضٌ ومِهَضٌّ: اسمان.

الهاء والصاد

الهَص: الصلب من كل شيء.

والهَصُّ: شدة الغمر والقبض. وقيل: شدة الوطء للشيء، حتى يشدخه، وقيل: هو الكسر، هصَّه يَهُصُّه هَصاًّ فهو مهصوص وهَصِيص.

وهُصَيصٌ: حي من قريش.

وهَصَّانُ: اسم.

وبنو الهِصَّانِ، بكسر الهاء: حي، ولا يكون من هصن، لأن ذلك في الكلام غير معروف.

مقلوبه: - ص ه ه -

صَهَّ القوم، وصَهصَهَ بهم: زجرهم، وقد قالوا: صَهصَيتُ، فأبدلوا الياء من الهاء، كما قالوا: دَهدَيت في دَهدَهت.

و من خفيف هذا الباب

صَهْ، وهي كلمة زجر للسكوت، قال:

صَهْ لا تَكَلَّمْ لِحَـمَّـادٍ بِـداهِـيَةٍ

 

عَليكَ عَينٌ منَ الأجداعِ والقَصَبِ

ويقال: صَهٍ بالكسر، قال ابن جني: أما قولهم: صَهٍ إذا نونت فكأنك قلت: سكوتا، وإذا لم تنون فكأنك قلت: السكوت، فصار التنوين علم التنكير، وتركه علم التعريف.

الهاء والسين

هَسَّ يَهِسُّ هَسَّا: حدَّث نفسه.

وهَسَّ الكلام: أخفاه.

والهَسِيسُ والهَسهاسُ: الكلام الذي لا يفهم.

وهَسُّوا الحديث هَسِيسا، وهَسهَسوه: أخفوه.

والهَساهِسُ: الوساوس، قال الأخطل:

وطَوَيتَ ثَوبَ بَشاشَةٍ أُلبِستَه

 

فَلهُنَّ منكَ هَساهِسٌ وهُمومُ

وهَسيسُ الجن وهَساهِسُها: عزيفها في القفر.

والهَسِيسُ والهَسْهَسة: ضرب من المشي، قال:

إن هَسْهَسَتْ ليلَ التمامِ هَسهَسا

و من خفيف هذا الباب

هِسْ، وهُسْ: زجر الشاة.

الهاء والزاي

الهَز: تحريك الشيء، هَزَّه يَهُزُّه هَزًّا، وهَزَّ به وهَزَّزَهُ، وفي التنزيل: -و هُزّي إليكِ بجِذعِ النخلِةِ- وقيل: إنما عداه بالباء لأن فيه معنى جري. وقال المتنخل الهذلي:

قد حال بـينَ دَرِيسَـيهِ مُـؤوِّبَةٌ

 

مِسْعٌ لها بِعِضاهِ الأرضِ تَهزيزُ

مؤوبة: ريح تأتى ليلا.

وقد اهتز، ويستعار فيقال: هَززْتُ فلانا لخير فاهتزّ، أي حركته له فتحرك، قال:

كَرِيمٌ هُزَّ فاهتزّ

 

كَذاكَ السيِّد النَّزَْ

وأخذته لذلك الأمر هِزة، أي أريحية وحركة.

واهتَزّ النبات: تحرك وطال.

وهَزَّته الريح والري: حركاه وأطالاه.

واهتَزّتِ الأرض: تحركت وأنبتت، وفي التنزيل: -فَإذا أنزَلنا عليها الماءَ اهْتزّتْ ورَبَتْ- والهَزّ، والهَزيزُ في السير: تحريك الإبل في خفتها، وقد هَزّها الحادي.

والهِزَّةُ: أن يتحرك الموكب، وقد اهْتَزّ، قال ابن قيس الرقيات:

ألا هَزِئَتْ بِنا قُرَشِيَّةٌ يَهتز مَوْكِبها

وهَزيزُ الريح: صوت حركتها، قال امرؤ القيس:

إذا ما جَرى شَأْوَينِ وابتَلَّ عِطْفُه

 

تَقولُ هَزيزُ الرّيحِ مرَّتْ بِأثأَبِ

وهِزّانُ بن يقدم: بطن فعلان من الهِزَّةِ.

وهَزهَز الشيء، كهَزَّه.

والهَزهَزَةُ: تحريك الرأس.

وسيف هُزَهِزٌ وهَزهازٌ وهُزَاهِزٌ صاف. وماء هُزَهِزُ وهَزاهزٌ وهَزهازٌ: يَهتز من صفائه.

وعين هُزَهِزٌ كذلك، قال ثعلب: قال أبو العالية: قلت للغنوي: ما كان لك بنجد، قال: ساحات فيح، وعين هُزَهِزٌ واسعة مرتكض المجم، قلت: فما أخرجك عنها؟ قال: إن بني عامر جعلوني على حنديرة أعينهم يريدون أن يختفوا دميه، مرتكض: مضطرب. والمجم: موضع جموم الماء، أي توفره واجتماعه. وقوله: "أن يختفوا دميه" أي يقلوني ولا يعلم بي.

وبعير هُزَاهِزٌ: شديد الصوت.

والهَزاهِزُ: الشدائد، حكاها ثعلب، قال ولا واحد لها.

الهاء والطاء

الهَطهَطةُ: السرعة فيما أُخذ فيه من عمل، مشي أو غيره.

مقلوبه: - ط ه ط ه -

فرس طَهطاهٌ: فتي مطهَّم.

الهاء والدال

الهَدّ: الهدم الشديد والكسر، هَدَّه يَهُدُّه هَدًّا وهُدودا، قال كثير عزة:

فَلوْ كان ما بيِ بالجبالِ لهَـدَّهـا

 

وإن كان في الدنيا شَديداً هُدودُها

وهَدَّني الأمر، وهَدَّ ركني: كسره، وقول أبي ذؤيب:

يَقولوا قد رَأينا خيرَ طِرْفٍ

 

بِزَقْيَةَ لا يُهَدُّ ولا يَخـيب

هو من هذا.

والهَدَّةُ: صوت شديد تسمعه من سقوط ركن أو ناحية جبل.

وهَدُّ البعير: هديره، هذه عن اللحياني.

والهَدَّ والهَدَدُ: الصوت الغليظ.

والهادُّ: صوت يسمعه أهل السواحل، يأتيهم من قبل البحر، له دوي في الأرض، وربما كانت منه الزلزلة، وهَديدُه: دويه، وقد هَدَّ.

وما سمعنا العام هادَّةً، أي رعدا.

والهَدُّ من الرجال: الضعيف البدن، والجمع هَدُّون، ولا يكسر، قال العباس بن عبد المطلب:

لَيسوا بهَدِّينَ في الحروبِ إذا

 

تُعْقَدُ فَوقَ الحَراقِفِ النُّطُقُ

وقد هَدَّ يَهَدُّ ويَهِدُّ هَدًّا.

والأهَدُّ: الجبان.

وأكمة هَدودٌ: صعبة المرتقى.

ومررت برجل هَدَّكَ من رجل،و بامرأة هَدَّّتْك من امرأة، كقولك: كفاك وكفتك. حكاه سيبويه عمن يوثق به من العرب.

ولهَدَّ الرجل، كما تقول: نعم الرجل.

ومَهلا هَدادَيكَ، أي تمهَّل يكفك.

والتهدُّد والتَّهديد والتَّهداد: الوعيد.

وهَدَدٌ: اسم لملك من ملوك حمير، وهو هدد بن همال، ويروى أن سليمان بن داود عليهما السلام زوَّجه يلمقة، وهي بلقيس بنت يلبشرح.

وهَدْهَد الطائر: قرقر.

وكل ما قرقر من الطير: هُدهُدٌ وهُدَهِدٌ وهُداهدٌ قال:

كَهُداهِدٍ كَسرَ الرماةُ جَناحَـهُ

 

يَدعو بِقارِعةِ الطريقِ هَديلا

والجمع هَداهِدُ وهَداهيدُ، الأخيرة عن كراع، ولا أعرف لها وجها إلا أن يكون الواحد هَدهاداً، وقال الأصمعي: الهُداهِدُ يعني به الفاختة أو الدبسي أو الورشان أو الهُدهُدَ أو الرجل أو الإبل. وقال اللحياني: قال الكسائي: إنما أراد بِهُداهِدٍ تصغير هُدهُدٍ، فأنكر الأصمعي ذلك، وهو الصحيح، لأنه ليس فيه ياء تصغير إلا أن من العرب من يقول دوابة وشوابة، في دويبة وشويبة، فعلى هذا إنما هو هُدَيْهِدٌ، ثم أبدل الألف مكان الياء على ذلك الحد، غير أن الذين يقولون: دوابة لا يجاوزون بناء المدغم، وقال أبو حنيفة: الهُدهُد والهُداهِدُ: الكثير الهدير من الحمام.

وفحل هُداهِدٌ: كثير الهَدْهَدةِ يهدر في الإبل ولا يقرعها، قال:

فَحسبُك مِن هُداهِدَةٍ وزَغْدِ

جعله اسما للمصدر، وقد يكون على الحذف، أي من هَديدِ هُداهِدٍ، أو هَدْهَدَةِ هُداهِدٍ.

والهُدهُد: طائر معروف، وهو مما يقرقر، وبيت ابن أحمر:

ثم اقتحَمتُ مُناجِذاً ولَزِمتُـه

 

وفُؤادُه زَجِلٌ كَعَزْفِ الهُدهُدِ

يروى كعزف الهُدهُدِ، وكعزف الهَدهَدِ، فالهُدهُد: ما تقدم. والهَدهَدُ، قيل في تفسيره: أصوات الجن، ولا واحد له.

وهدهَد الشيء من علو إلى سفل: حدره.

وهَدهَدهَ: حرَّكه كما يُهَدهَدُ الصبي في المَهدِ.

وهُداهِدٌ: حي من اليمن.

وهَدهادٌ: اسم.

مقلوبه: - د ه د ه -

دَهْدَه الشيء فَتَدَهْدَه: حدره من علو إلى سفل تدحرجا.

ودَهدَهَه: قلب بعضه على بعض، وكذلك دَهدَاه دِهْداءً ودَهداةً، التاء بدل الهاء، لأنها مثلها في الخفاء، كما أبدلت هي منها في قولهم: ذِهْ أمة الله.

ودُهْدُوَةُ الجعل ودُهدُوَّتُه ودُهدِيَّتُه، على البدل، ودُهْدِيَتُه، بالتخفيف عن ابن الأعرابي: ما يُدَهْدِيِه.

والدَّهْداهُ: صغار الإبل، قال:

قَد زَوِيتْ غيرَ الدُّهَيدِهِينا

جمع الدَّهداهَ بالواو والنون، وحذف الياء من الدُّهَيدِيِهِينَ للضرورة، كما قال:

والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا

فحذف الياء من العطاميس، وهو جمع عيطموس للضرورة.

والدَّهْداهُ والدَّهْدَهان والدّهَيدِهانُ: الكثير من الإبل.

الهاء والتاء

هَتَّ الشيء يَهُته فهو مَهتوتٌ وهَتيتٌ وهَنهَتَه: وطئه وطأ شديدا فكسره.

وتركهم هَتًّا بَتًّا، أي كسرهم، وقيل: قطعهم.

وهَتُّ قوائم البعير: صوت وقعها.

وهَتَّ البكر يَهِتُّ هَتِيتا، وهو شبه العصر للصوت.

وهَتَّ الهمزة يَهتُهُّا هَتَّا: تكلم بها، قال الخليل: الهمزة صوت مهتوت في أقصى الحلق يصير همزة، فإذا رفه عن الهمز كان نفسا يجول إلى مخرج الهاء، فلذلك استخفت العرب إدخال لهاء على الألف المقطوعة، نحو أراق وهراق وأيهات وهيهات، قال سيبويه: من الحروف المهتوت، وهي الهاء، لما فيها من الضعف والخفاء.

ورجل هَتَّاتٌ ومِهَتٌّ: كثير الكلام.

وهَتَّ القرآن هَتًّا: سرده سردا.

وهَتَّ الشيء يَهُتُّه هَتًّا: صب بعضه في إثر بعض.

وهَتَّتِ المرأة غزلها تَهُتُّه هَتّا: غزلت بعضه في إثر بعض.

والهَتهَتَةُ من الصوت: مثل الهَتيتِ.

مقلوبه: - ت ه ت ه -

التهتَهةُ: التواء في اللسان.

والتَّهاتِهُ: الأباطيل، قال القطامي:

ولَم يكُن ما ابتَلَينا من مَواعدِها

 

إلا التَّهاتِهَ والأُمْنِيَّةَ السَّقَمـا

و من خفيفه

تَهْ: حكاية المُتَهتِهِ.

الهاء والذال

الهَذُّ والهَذَذُ: سرعة القطع والقراءة، هَذَّهَ يَهُذُّه هَذًّا.

وشفرة هَذْوذٌ: قاطعة.

وضربا هَذاذَيكَ، أي هَذاًّ بعد هَذٍّ، يعني قطعا بعد قطع، قال:

ضَربا هَذاذَيكَ وطَعنا وخْضَا

قال سيبويه: وإن شاء حمله على أن الفعل وقع في هذه الحال، وقول الشاعر:

فَباكَرَ مَختوما عليه سَياعُـه

 

هَذاذَيكَ حتى أَنفَدَ الدَّنَّ أجمَعا

فسره أبو حنيفة فقال: هَذاذَيكَ: هَذًّا بعد هَذٍّ أي شربا بعد شرب، يقول: باكر الدَّنَّ مملوءاً وراح وقد فرغه.

وهَذَّه بالسيفِ: قطعه، كَهَذأه.

وسيف هَذَّاذٌ وهَذوذٌ: صارم.

وشفرة هَذوذٌ، كذلك.

وسيف هَذهاذٌ وهُذاهِذٌ: قطاع.

وقرب هَذهاذٌ: بعيد صعب.

الهاء والثاء

الهَثُّ: خلطك الشيء بعضه ببعض.

والهَثُّ والهَثهَثةُ: اختلاط الصوت في حرب أو صخب، والاسم منه الهَثهاثُ، قال:

فَهَثْهَثوا فَكثُر الهَثهاثُ

والهَثهَثةُ والهَثهاثُ: حكاية بعض كلام الألثغ.

والهَثْهَثَةُ والهَثهاثُ: الفساد.

وهَثْهَثَ الوالي الناس: ظلمهم.

والهَثهَثةُ: انتخال الثلج والبرد وعظام القطر في سرعة من المطر، وقد هَثهَثَ السحاب بمطره قال:

مِن كلّ جَوْنٍ مُسبِلٍ مُهَثْهِثِ

الهاء والراء

هَرَّ الشيء يَهُرُّه ويَهِرُّه هَرًّا وهَرِيرًا: كرهه قال:

ومَن هَرَّ أطرافَ القَنا خَشيةَ الرَّدَى

 

فَليسَ لِمَجدٍ صالـحٍ بِـكَـسـوبِ

وهَرَّ الكلب يَهِرُّ هَريراً، وهَرَّه، وهو دون النباح، وبه شبه نظر بعض الكماة إلى بعض في الحرب.

وكلب هَرَّارٌ: كثير الهَرِيرِ، وكذلك الذئب إذا كشر أنيابه، وقد أهَرَّه ما أحس به، قال سيبويه: وفي المثل: "شر أهَرَّ ذا ناب" وحسن الابتداء بالنكرة لأن فيه معنى: ما أهر ذا ناب إلا شر، أعني أن الكلام عائد إلى معنى النفي، وإنما كان المعنى هذا لأن الخبر به عليه أقوى، ألا ترى أنك لو قلت: أهَرّ ذا ناب شر لكنت على طرف من الإخبار غير مؤكد، فإذا قلت: ما أهرَّ ذا ناب إلا شر كان أوكد، ألا ترى أن قولك: ما قام إلا زيدٌ أوكد من قولك قام زيد، وإنما احتيج في هذا الموضع إلى التوكيد من حيث كان أمرا مهما، وذلك أن قائل هذا القول سمع هرير كلب، فأضاف منه، وأشفق لاستماعه أن يكون لطارق شر، فقال: "شر أهَرَّ ذا ناب" أي ما أهَرَّ ذا ناب إلا شر، تعظيما للحال عند نفسه وعند مستمعه، وليس هذا في نفسه كأن يطرقه ضيف أو مسترشد، فلما عناه وأهمه أكد الإخبار عنه، وأخرجه مخرج الإغلاظ به.

وهَرَّت القوس هَريراً: صوتت، عن أبي حنيفة، وأنشد:

مُطِلٌّ بِمُنحاةٍ لها في شِمالِه

 

هَريرٌ إذا ما حَرَّكَتها أناملُهْ

والهِرُّ: السنور، والجمع هِرَرة، والأنثى بالهاء.

وهِرُّ: اسم امرأة، من ذلك.

وهَرَّ الشوك هَرًّا: اشتد يبسه فصار كأظفار الهر وأنيابه، قال:

رَعَينَ الشِّبرِقَ الريَّانَ حتى

 

إذا ما هَّرَ وامتنَعَ المَذاقا

وقولهم: ما يعرف هِراًّ من بر، قيل: معناه: لا يعرف من يهره أي يكرهه ممن يبره، وهو أحسن ما قيل فيه،و قيل: الهِرُّ هاهنا: السنور والبر: الفأرة، وقيل: أرادوا: هِرْهِرْ، وهو سوق الغنم، وبربر، وهو دعاؤها. وقيل: الهِرُّ: دعاؤها، والبر: سوقها.

والهُرَارُ: داء يأخذ الإبل مثل الورم بين الجلد واللحم، قال غيلان بن حريث:

ألا يَكن فيها هُرارٌ فَإنـنـي

 

بِسَلٍّ يُمانيها إلى الحَولِ خائِفُ

وبعير مَهرورٌ: أصابه الهُرارُ، قال الكميت:

ولا يُصادِفَن إلا آجِناً كَدِراً

 

ولا يُهَرُّ بهِ منهنّ مُبتَقِلُ

وإنما هذا مثل يضربه، يخبر أن الممدوح هنيء العطية، وقيل: هو داء يأخذها فتسلح عنه، وقيل: الهُرارُ: سلح الإبل من أي داء كان، وقد هَرَّتْ هَراًّ وهُراراً.

وهَرَّ سلحه، وأرَّ: استطلق حتى مات، وهَرَّه هو وأرَّه: أطلقه من بطنه، الهمزة في كل ذلك بدل من الهاء.

والهَرَّارانِ: النسر الواقع وقلب العقرب، قال شبيل بن عزرة الضبعي:

وساقَ الفَجرُ هَرَّارَيْهِ حتى

 

بَدا ضَوءَاهُما غيرَ احتِمال

وقد يفرد في الشعر، قال أبو النجم يصف امرأة.

وَسْنى سَحوقٌ مَطلعَ الهَرَّار

والهَرُّ: ضرب من زجر الإبل.

وهِرٌّ: بلد أو موضع، قال:

فَوالله لا أنسَى بَلاءً لـقِـيتُـه

 

بصَحراءِ هِرّ ما عَددْتُ اللَّيالِيا

ورأسُ هِرٍّ: موضع في ساحل فارس يرابط فيه.

والهُرُّ، والهُرهورُ، والهَرهارُ، والهُراهِرُ: الكثير من الماء واللبن.

والهَرهورُ والهُرهُور: ما تناثر من حب العنقود.

وسمعت له هَرهَرَةً، أي صوتا عند الحلب.

والهُرهور: ضرب من السفن.

وهَرهَرَ بالغنم: دعاها إلى الماء، فقال لها: هَرْهَرْ، وقال يعقوب: هَرهَرَ بالضأن، خضها دون المعز.

والهَرهَرَةُ: حكاية أصوات الهند في الحرب.

وهَرهَرَةُ الأسد: ترديد زئيره، وهي التي تسمى الغَرغَرَةَ.

والهَرهَرَةُ: الضحك في الباطل.

ورجل هَرهارٌ: ضحاك في الباطل.

و من خفيف هذا الباب

هَرْهَرْ: دعاء الإبل إلى الماء.

مقلوبه: - ر ه ر ه -

الرَّهرَهَة: حسن بصيص لون البشرة وأشباه ذلك.

وتَرهَرَه جسمه، وهو رَهراهٌ ورُهْرُوهٌ: أبيض من النعمة.

وماء رَهراهٌ ورُهْرُوهٌ: صاف.

وطس رَهرَهةٌ: صافية براقة. وفي حديث المبعث: "فأتى بطس رهرهة" ورَهرَه بالضأن: مقلوب من هَرْهَرَ، حكاه يعقوب.

الهاء واللام

هَلَّ السحاب بالمطر، وهَلَّ المطر هَلاًّ، وانهَلَّ واستهَلَّ وهو شدة انصبابه.

والهلالُ: الدفعة منه، وقيل: هو أول ما يصيبك منه، والجمع أهِلَّة، على القياس، وأهاليلُ نادرة.

واستهَلَّ الصبي بالبكاء: رفع صوته، وكل شيء ارتفع صوته فقد استهَلَّ.

والإهلالُ بالحج: رفع الصوت بالتلبية.

وكل متكلم رفع صوته أو خفضه فقد أهلَّ واستهلَّ.

وانهلَّتْ عينه وتَهلَّلَتْ: سالت بالدمع.

والهَلِيلةُ: الأرض التي استهلَّ بها المطر، وقيل: الهَلِيلةُ: الأرض الممطورة وما حواليها غير ممطور.

وتَهلَّلَ السحاب بالبرق: تلألأ.

وتَهلَّّلَ وجهه فرحا: أشرق، قال:

تَراهُ إذا ما جِئتَهُ مُتَـهَـلِّـلاً

 

كأنك تُعطيه الذي أنتَ سائلهْ

واهتَلَّ، كتَهلَّلَ، قال:

ولنا أسامٍ لا تَليقُ بِغيرِنا

 

ومَشاهِدٌ تَهتَلُّ حينَ تَرانا

وما جاء بِهِلَّة ولا بِلَّةٍ: الهلَّة، من الفرح والاستهلال والبِلة: أدنى بلل من الخير، وحكاهما كراع جميعا بالفتح.

والهِلالُ: غرَّة القمر أول الشهر، وقيل: يسمى هِلالاً لليلتين من الشهر، ثم لا يسمى إلى أن يعود في الشهر الثاني، وقيل: يسمى به ثلاث ليال، ثم يسمى قمرا، وقيل: يسماه حتى يحجر، وقيل: يسمى هلالاً إلى أن يبهر ضوءه سواد الليل، وهذا لا يكون إلا في الليلة السابعة، قال أبو إسحاق: والذي عندي وما عليه الأكثر أن يسمى هِلالاً ابن ليلتين، فإنه في الثالثة يتبين ضوءه. والجمع أهِلَّةٌ، وقوله:

يُسيلُ الرُّبا واهيِ الكُلَى عَرِص الذُّرا

 

أهِلَّةُ نَضَّاخِ الندى سابِغِ القَـطْـرِ

أهِلةُ نَضَّاخِ الندى، كقوله:

تَلَقَّى نَوْءُهُنَّ سِرارَ شـهـرٍ

 

وخَيْرُ النوْءِ ما لَقِىَ السِّرارا

وأهَلَّ الرجل: نظر إلى الهِلال.

وأهلَلنا هِلال شهر كذا، واستَهْلَلناه: رأيناه.

وأهلَلنا الشهر، واستَهْلَلناه: رأينا هلاله.

وأُهِلَّ الشهر، واستُهِلَّ: ظهر هِلالُه.

وهَلَّ الشهر، ولا يقال: أهَلَّ، وهَلَّ الهِلالُ وأهَلَّ وأُهِلَّ واستُهَلَّ: ظهر، والعرب تقول عند ذلك: الحمد لله إهلالَك إلى سرارك، ينصبون إهلالَكَ على الظرف، وهي من المصادر التي تكون أحيانا لسعة الكلام كفوق النجم.

وأتيتك عند هِلَّةِ الشهر، وهِلِّهِ، وإهلالِه، أي استهلاله.

وهالَّ الأجير مُهالَّةً وهِلالاً: استأجره كل شهر بشيء، عن اللحياني.

وهالِلْ أجيرك، كذا حكاه اللحياني عن العرب، فلا أدري أهكذا سمعه منهم أم هو الذي اختار التضعيف.

وأما ما أنشده أبو زيد من قوله:

تَخُطُّ لامَ ألِفٍ مَوصـولْ

 

والزايَ والرا أيما تَهليل

فإنه أراد: تضعهما على شكل الهِلالِ، وذلك لأن معنى قوله: "تخط" تُهَلِّل، فكأنه قال: تهلل لام ألف موصول تَهليلاً أيما تَهليلٍ.

والمُهَلِّلةُ، بكسر اللام، من الإبل: التي قد ضمرت وتقوست.

وحاجب مُهَلَّلٌ: مشبه بالهِلال.

وبعير مُهَلَّلٌ، بفتح اللام مقوس.

والهِلالُ: الجمل الذي قد ضرب حتى أداه ذلك إلى الهزال والتقوس.

والهِلالُ: الحديدة التي تضم ما بين حنوي الرحل.

والهِلالُ: الحية ما كان، وقيل: الذكر من الحيات.

والهِلال: الحجارة المرصوف بعضها إلى بعض.

والهِلالُ: نصف الرحا.

والهِلالُ البياض الذي يظهر في أصول الأظفار.

والهِلالُ: الغبار.

والهِلالُ: بقية الماء في الحوض.

والهِلالُ: شيء تعرقب به الحمير.

وهِلالُ النعل: ذؤابتها.

والهَلَلُ: الفزع، قال:

ومُتَّ مِني هَللاً إنـمـا

 

مَوْتُك لَو وارَدتَ وُرَّادِيَهْ

وحمل عليه فما كذَّب ولا هَلَّلَ، أي ما فزع.

والتهليلُ: الفرار، قال كعب بن زهير:

وما لهم عنْ حِياضِ المَوتِ تَهليلُ

وهلَّل عن الشيءِ: نكل.

وما هَلَّلَ عن شتمي، أي ما تأخر، وقوله أنشده ثعلب:

وليسَ بها ريح ولكِن وَدِيقَةٌ

 

يظَلُّ بها السَّاميِ يَهِلُّ ويَنقَعُ

فسره فقال: مرة يذهب ريقه، يعني يَهِلُّ، ومرة يجيء، يعني ينقع، والسامي: الذي يصطاد ويكون في رجله جوربان.

وتَهْلَلُ: اسم من أسماء الباطل، كثهلل، جعلوه اسما له علما، وهو نادر، قال بعض النحويين: ذهبوا في تَهْلَل إلى انه تفعل لما لم يجدوا في الكلام "ت ه ل" معروفة، وجدوا "ه ل ل" وجاز التضعيف فيه لأنه علم، والأعلام تُغَّير كثيرا، ومثله عندهم محبب.

وذهب بذي هِلِيَّانٍ وبذي بِلِيَّانٍ، أي حيث لا يدري أين هو.

وامرأة هِلٌّ: متفضلة في ثوب واحد، قال:

أَناةٌ تَزِينُ البيتَ إمَّا تَلـبَّـبَـتْ

 

وإن قَعدَتْ هِلاًّ فأحْسِن بها هِلاًّ

والهَلَلُ: نسج العنكبوت.

وثوب هَلٌّ، وهَلهلٌ، وهَلهال وهُلاهِل ومُهَلهَل: رقيق.

والهَلهَلَةُ: سخف النسج. وقال ابن الأعرابي: هَلهَلَه بالنسج خاصة.

وثوب هَلهَلٌ: رديء النسج، وفيه من اللغات جميع ما تقدم في الرقيق.

والمُهَلْهَلة من الدروع: أردؤها نسجا.

ومُهَلهِلٌ: اسم شاعر، سمي بذلك لرقة شعره، وقيل: لأنه أول من أرق الشعر.

والهَلهَلُ: السم القاتل.

وهَلهَلَ يدركه: كاد يدركه.

وهَلهَلَ الصوت: رجَّعه.

وماء هُلاهِلٌ: صاف كثير.

وهَلهَلَ عن الشيء: رجع، وقوله:

هَلهِلْ بِكعبٍ بعدَ ما وقَعتْ

 

فوقَ الجَبينِ بِساعدٍ فَعْـمِ

ويروى "هَلِّلْ" ومعناهما جميعا: انتظر به ما يكون من حاله بعد هذه الضربة.

وذو هُلاهِلٍ: قيل من أقيال حِمير.

و من خفيف هذا الباب

هَلْ: كلمة استفهام، هذا هو المعروف. وتكون أم للاستفهام.

وتكون بمنزلة بل.

وتكون بمنزلة قد، كقوله عز وجل: -هَلْ أَتى على الإنسانِ حينٌ مِنَ الدَّهرِ- وقوله عز وجل: -يَومَ نَقولُ لِجَهَّنَمَ هَلِ امتَلأتِ وتقول هَلْ مِن مَزيدٍ- قالوا معناه: قد امتلأت، قال ابن جني: هذا تفسير على المعنى دون اللفظ، وهل مبقاة على استفهامها، وقولها: -هلْ مِن مَزيدٍ- أي أتعلم يا ربنا أن عندي مزيدا، فجواب هذا منه عزَّ اسمه: لا، أي فكما تعلم أن لا مزيد فحسبي ما عندي.

وتكون بمعنى الجزاء.

وتكون بمعنى الجحد.

وتكون بمعنى الأمر، قال الفراء: سمعت أعرابيا يقول: هل أنت ساكت، بمعنى اسكت. هذا كله قول ثعلب وروايته.

وجعل أبو الدقيش هلْ التي للاستفهام اسما فأعربه وأدخل عليه الألف واللام، وذلك انه قال له الخليل: هل لك في زبد وتمر؟ فقال أبو الدقيش: أشدُّ الهَلِّ وأوحاه، فجعله اسما كما ترى، وعرفه بالألف واللام، وزاد في الاحتياط بأن شدده غير مُضطَرّ، لتكتمل له عدة حروف الأصول وهي الثلاثة، وسمعه أبو نؤاس فتلاه، فقال للفضل بن الربيع:

هَلْ لكَ، والهَلُّ خَيرْ،

 

فيمنْ إذا غِبتَ حَضَرْ

وقوله:

وإنَّ شفائي عَبْـرَةٌ مُـهَـراقة

 

فَهلْ عندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ

قال ابن جني: هذا ظاهره استفهام لنفسه، ومعناه التحضيض لها على البكاء، كما تقول: أحسنت إليَّ فهل أشكرك؟ أي فلأشكرنك، وقد زرتني فهل أكافئك؟ قال ابن جني: وقوله: -هلْ أَتى عَلى الإنسان حينٌ مِن الدَّهرِ- يمكن عندي أن تكون مبقاة في هذا الوضع على بابها من الاستفهام. فكأنه قال: والله اعلم، وهل أتى على الإنسان هذا؟ فلابد في جوابهم من نعَم ملفوظا بها أو مقدرة، أي فكما أن ذلك كذلك فينبغي للإنسان أن يحتقر نفسه ولا يبأى بما فتح له، وهذا كما تقول لمن تريد الاحتجاج عليه: بالله هل سألتني فأعطيتك؟ أم هل زرتني فأكرمتك؟ أي فكما أن ذلك كذلك فيجب أن تعرف حقي عليك وإحساني إليك. قال ابن جني: وروينا عن قطرب، عن أبي عبيدة، انهم يقولون: ألْ فعلت؟ يريدون: هَلْ فعلت.

وهَلاَّ: كلمة تحضيضٍ، مركبة من هلْ ولا

مقلوبه: - ل ه ل ه -

اللَّهلَهَلة: الرجوع عن الشيء.

وتَلَهلَهَ السراب: اضطراب.

وبلد لَهْلَهٌ، ولُهلُهٌ: واسع مستو يضطرب فيه السراب.

واللُّهلُه أيضا: اتساع الصحراء، أنشد ابن الأعرابي:

وخَرْقٍ مَهارِقَ ذي لُهلُهٍ

 

أجَدَّ الأُوامَ بهِ مَظمَـؤُه

أجدَّ: جدَّد.

وثوب لَهلَهٌ، بالفتح لا غير: رقيق.

واللَّهلَهَةُ: سخافة النسج.

واللُّهْلُه: القبيح الوجه.

الهاء والنون

الهانَّةُ والهُنانَةُ: الشحمة في باطن العين تحت المقلة.

وبعير ما به هانَّةٌ ولا هُنانَة، أي طرق وكل شحمة هُنانَةٌ.

والهُنانةُ أيضا: بقية المخ.

وما به هانَّةٌ، أي شيء من خير، وهو على المثل.

وهَنَّ يَهِنُّ: بكى بكاء مثل الحنين، قال:

لما رَأى الدارَ خَلاءً هَنَّا

و مما ضوعف من فائه ولامه

قولهم: يا هَناهُ، أي يا رجل، ولا تستعمل إلا في النداء، قال امرؤ القيس:

وقدْ رابَني قَولُها يا هَنـا

 

هُ وَيحَكَ ألْحَقتَ شراًّ بِشَرّْ

مقلوبه: - ن ه ن ه -

نَهْنَهَه عن الشيءِ: زجره، قال أبو جندب الهذلي:

فَنَهْنَهْتُ أُوَلى القَومِ عنهم بِضْربةٍ

 

تَنَفسَ عنها كلُّ حَشيانَ مُجْحَـرِ

وقد تَنهْنَهَ.

وثوب نَهنَهٌ: رقيق النسج.

الهاء والفاء

هَفَّ يهِفُّ هَفِيفا: أسرع في السير، قال:

إذا ما نَعَسْنا نَعسَةً قُلـتُ غَـنِّـنـا

 

بِخَرقاءَ وارْفَعْ مِن هَفيفِ الرَّواحِلِ

وهَفَّتْ هافَّة من الناس، أي طرأت عن جدب.

وغيم هِفُّ: لا ماء فيه.

وشُهْدة هِفٌّ: لا عسل فيها.

وعسل هِفُّ: رقيق، قال ساعدة:

لَتكَشَّفتْ عَن ذي مُتـونٍ نَـيِّرٍ

 

كالرَّيْطِ لاهِفٌّ ولا هوَ مُخَرَبُ

مُخَرَب: تُرك لم يعسَّل فيه.

قال أبو حنيفة: الهف بغير هاء: الشهدة الرقيقة الخفيفة القليلة العسل، قال يعقوب: يقال: شهدة هِفٌّ: ليس فيها عسل، فوصف به.

والهفَّافُ: البرّاق.

وجاءنا على هفَّان ذلك، أي وقته وحينه.

وثوب هفَّافٌ وهَفهاف: يخف مع الريح.

وريح هَفَّافَة وهَفهافَة: سريعة المر.

وهَفَّت تهِفُّ هَفًّا وهَفيفا، إذا سمعت صوت هبوبها.

والهَفهافان: الجناحان لخفتهما، قال ابن أحمر يصف ظليما وبيضه:

يَبيتُ يَحُفُّهُن بقَفْقَفـيْه

 

ويُلحِفُهن هَفهافا ثَخِينا

وظِلٌّ هَفهَفٌ: بارد تهف فيه الريح، وأنشد ابن الأعرابي:

أبْطَحَ جَيَّاشا وظِلاًّ هَفْهَفا

وغرفة هَفَّافَة وهَفهافَة: مُظلَّة باردة.

وامرأة مُهَفَّفَةٌ ومُهَفهَفَة: خميصة البطن دقيقة الخصر.

ورجل هَفهافٌ ومُهَفهَف كذلك.

ورقاق الهِفَّة: موضع من البطيحة كثير القصباء فيه مخترق السفن.

واليَهْفُوفُ: الحديد القلب، وهو أيضا: الأحمق.

واليَهْفُوفُ: القفر من الأرض.

مقلوبه: - ف ه ه -

فَهَّ عن الشيء يَفَهُّ فَهًّا: نسيه.

وأفَهَّه غيره: أنساه.

والفَهُّ: الكليل اللسان العيي عن حاجته، والأنثى بالهاء.

والفَهِيهُ والفَهفَهُ، كالفَهِّ.

وقد فَهِهْتَ وفَهَهْتَ فَهًّا وفَهَهاً وفَهاهَةً.

الهاء والباء

هَبَّتِ الريح تَهُبُّ هُبوبا وهَبِيباً: ثارت، وقال ابن دريد: هَبَّتْ هَبًّا، وليس بالعالي في اللغة، يعني أن المعروف إنما هو الهُبوبُ والهَبيبُ، وأهَبَّها الله.

وهَبَّ من نومه يَهُبُّ هبَّا وهُبوبا: انتبه، أنشد ثعلب:

فَحَيَّتْ فَحَيَّاها فَهَبَّ فَحَلَّـقَـتْ

 

معَ النجم رُؤيا في المنام كَذوب

وأهَبَّه: نبهه.

وهَبَّ السيف يَهُبُّ هَبَّةً وهَبًّا: اهتز، الأخيرة عن أبي زيد، وأهَبَّه: هزه، عن اللحياني.

وهبَّ السيف يَهُبُّ هَبًّا وهَبَّةً وهِبَّةً: قطع، وحكى اللحياني: اتق هِبَّةَ السيف وهَبَّتَه.

وسيف ذو هَبَّةٍ، أي مضاء في الضريبة قال:

جَلا القَطْرُ عنْ أطلال سَلمَى كأنما

 

جَلا القَينُ عَن ذي هَبَّة داثِرِ الغِمْدِ

وهَبَّتِ الناقة في سَيرِها تهبُّ هِبابا: أسرعت.

والهِبابُ: النشاط ما كان. وحكى اللحياني: هَبَّ البعير وكل سائر يَهِبُّ، بالكسر، هَبًّا وهُبوبا وهِبابا: نشط.

وهبَّ الفحل من الإبل وغيرها يَهِبُّ هِبابا وهَبيبا، واهْتَبَّ: أراد السفاد.

وإنه لحسن الهِبَّةِ، يراد به الحال.

والهِبَّةُ: القطعة من الثوب.

والهِبَّةُ: الخرقة، قال أبو زبيد:

على جَناجِنِه مِن ثَوْبهِ هِبَبٌ

وثوب هِبَبٌ وأهباب: مخرق، وقد تَهَبَّبَ، وهَبَّبَه، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

كَأنّ في قَميصِه المُـهَـبَّـبِ

 

أشْهَبَ مِن ماءِ الحَديدِ الأشْهَبِ

وهَبَّ التيس يَهِبُّ هَبًّا وهِبابا وهَبِيباً. وهَبهَبَ: هاج، وقيل: الهَبهَبةُ عند السفاد.

والهَبهاب: السراب.

وهَبهَبَ: ترقرق.

والهَبهابُ: الصَّيَّاحُ.

والهَبهَبُ والهَبهَبِيُّ: السريع، والاسم الهَبهَبَةُ، قال ابن أحمر:

تَماثيلُ قِرطاسٍ على هَبهَبِـيَّة

 

نَضا الكُورَ عَن لَحمٍ لها مُتَخَدِّدِ

والهَبْهَبِيُّ: تيس الغنم، وقيل: راعيها قال:

كأنَّه هَبْهَبِيٌّ نـامَ عَـن غَـنـمٍ

 

مُستَأوِرٌ في سَوادِ الليل مَذؤوبُ

والهَبْهَبِيُّ: الحسن الحداء، وهو أيضا: الحسن الخدمة، وكل محسن مهنة هَبْهَبيٌّ، وخص بعضهم به الطباخ والشواء.

والهَبْهاب: لعبة لصبيان العراق.

وقوله أنشده ثعلب:

يَقودُ بها دَليلَ القَوم نَـجـمٌ

 

كَعَينِ الكَلب في هُبَّى قِباعِ

قال: هُبَّى، من هُبوبِ الريح، وقال: "كعين الكلب" لأنه لا يقدر أن يفتحها كذا وقع في نوادر ثعلب، والصحيح هُبًّى قباع، من الهَبوَة، وسيأتي ذكره في بابه.

مقلوبه: - ب ه ه -

الأبَهُّ: الأبحُّ.

والبَهبَهْةُ: الهدر الرفيع، قال رؤبة:

بِزَجْر بَخْباخ الهَدير بَهبَهِ

والبَهبَهِيُّ: الجسيم الجريء، قال:

لا تَراهُ في حادث الدَّهر إلا

 

وهْوَ يَغدو بِبَهْبَهِيٍّ جَـريمِ

ومن خفيف هذا الباب

بَهْ بَهْ: كلمة إعظام، كبخ بخ، وقال يعقوب: إنما يقال عند التعجب من الشيء.

الهاء والميم

الهَمُّ: الحزن، وجمعه هُمُومٌ.

وهَمَّه الأمر هَمًّا ومَهَمَّةً، وأهَمَّه فاهتمَّ، واهتمَّ به.

ولا هَمامِ لي، مبنية، أي لا أُهَمُّ، قال الكميت:

عادِلاً غَيرَهم مِن الناس طُراًّ

 

بهِمُ لا هَمامِ لي لا هَـمـامِ

والمُهِمَّات من الأمور: الشدائد المحزنة، وهَمَّهُ السقم يَهُمُّه هَمًّا: أذابه وأذهب لحمه، ومثل للعرب: "هَمَّكَ ما أهَمَّك" أي أذابك ما أحزنك.

وهَمَّ الشحم يَهُمُّه هَمًّا: أذابه، وانهمَّ هو.

والهامومُ: ما أذيب من السنام، قال العجاج:

وانْهَمَّ هامومُ السَّديفِ الوارِي

عَن جَزَرٍ منهُ وجَوْزٍ عارِي

أي ذهب سمنه.

وهمَّ الغزر الناقة يَهُمُّها هَمًّا: جهدها كأنه أذابها.

واْنهَمَّ البرد: ذاب، قال:

يَضْحَكنَ عَن كالبَرَدِ المُنهَمِّ

والهُمامُ: ما ذاب منه، وقيل: كل مذاب مَهمومٌ، وقوله:

يُهَمُّ فيها القَومُ هَمَّ الحَمِّ

معناه: يسيل عرقهم حتى كأنهم يذوبون.

وهَمَّ بالشيء يَهُمُّ هَمًّا: نواه وعزم عليه.

والهَمُّ: ما هَمَّ به في نفسه.

والهِمَّةُ: ما هَمَّ به من أمر ليفعله.

وانه لبعيد الهِمَّةِ والهَمَّةِ.

والهُمام: اسم من أسماء الملك لعظم هِمَّته، وقيل: لأنه إذا هَمَّ بأمر أمضاه لا يرد عنه، بل ينفذ كما أراد، وقيل: الهُمامُ: السيد الشجاع السخي، ولا يكون ذلك في النساء.

والهُمامُ: الأسد، على التشبيه.

وما يكاد ولا يَهُمُّ كودا ولا مكادة، وهَمّا ولا مَهَمَّةً.

والهِمَّةُ: الهوى.

وهذا رجل هَمُّك من رجل، وهِمَّتُك من رجل: أي حسبك.

والهِمُّ: الشيخ البالي، وجمعه أهمامٌ، وحكى كراع: شيخ هِمَّةٌ، بالهاء، والأنثى هِمَّة، والجمع هِمَّاتٌ وهَمائمُ، على غير قياس، والمصدر الهُمومَة والهَمامَةُ، وقد انْهَمَّ، وقد يكون الهِمُّ والهِمةُ من الإبل، قال:

ونابٌ هَّمةٌ لا خيرَ فـيهـا

 

مُشَرَّمَةُ الأشاعِرِ بالمَدارِي

والهامَّةُ: الدابة، ونِعَم الهامَّةُ هذا، يعني الفرس، وقال ابن الأعرابي: ما رأيت هامَّةً أحسن منه، يقال ذلك للفرس والبعير، ولا يقال لغيرهما.

والهَوَامُّ: ما كان من خشاش الأرض، واحدتها هامَّةٌ، وهَمِيمُها: دبيبها، قال ساعدة:

تَرى أَثْرَه في صَفحَتْيِهِ كأنهُ

 

مَدارِجُ شِبْثانٍ لهنَّ هَمِـيم

وقد هَمَّتْ تَهِمُّ.

وتَهَمَّمَ الشيء: طلبه.

والهَميمَةُ: المطر الضعيف.

والتَّهميمُ: نحوه، قال ذو الرمة:

مَهْطولةٌ مِن رِياضِ الخٌرْجِ هَيَّجَها

 

مِن لَفّ سارِيَةٍ لَوثاءَ تَـهـمـيمُ

وسحابة هَمُوم: صبوب للمطر.

والهَميمَةُ من اللبن: ما حقن في السقاء الجديد ثم شرب ولم يمخض.

وتَهَمَّم رأسه: فلاه.

وهَمَّمتِ المرأة في رأس الرجل: فلته.

وهو من هَمَّاتِهم، أي خشارتهم، كقولك من خَمَّانِهم.

وهَمَّامٌ: اسم رجل.

والهَمهَمة: الكلام الخفي، وقيل: الهَمهمة: تردد الزئير في الصدر من الهم والحزن.

والهَمهَمةُ: نحو أصوات البقر والفيلة وأشباه ذلك.

والهَماهِمُ: من أصوات الرعد، نحو الزَّمازم.

والهَمهَمَةُ: الصوت الخفي، وقيل: صوت معه بحح.

وقصب هُمْهُومٌ: مصوت عند تهزيز الريح.

وعكر هُمهومٌ: كثير الأصوات. قال:

جاءَ يَسوقُ العَكَرَ الهُمهُوما

 

السَّجْوَرِيُّ لا رَعَى مُسِيما

والهُمهُومَة والهَمهامَة: العكرة العظيمة.

وحمار هْمهيمٌ: يردد النهيق في صدره، قال ذو الرمة:

خَلَّى لها سَرْبَ أُولاها وهَيَّجَهـا

 

مِن خَلفِها لاحِقُ الصُّقلَيِنِ هِمهيمُ

والهِمهيمُ: الأسد، وقد هَمهَمَ.

قال اللحياني: وسمع الكسائي رجلا من بني عامر يقول: إذا قيل لنا: أبقي عندكم شيء؟ قلنا: هَمهامْ وهَمهامْ، أي لم يبق شيء،قال:

أوْلَمْتَ يا خِـنَّـوْتُ شَـرّ إيلامْ

 

في يومِ نَحسٍ ذي عَجاجٍ مِظلامْ

ما كان إلا كاصْطِفـاقِ الأقـدامْ

 

حتى أتِيناهُمْ فقالوا: هَمـهـامْ

مقلوبه: - م ه ه -

مَهِهْتُ: لنت.

ومَهَّ الإبل: رفق بها.

وسير مَهَهٌ، ومَهاهٌ: رفيق، وكل شيء مَهَهٌ ومَهاه ومَهاهَةٌ ما النساء وذكرهن أي كل شيء يسير حسن إلا النساء، أي إلا ذكر النساء، وقال اللحياني: معناه كل شيء قصد إلا النساء، قال: وقيل: كل شيء باطل إلا النساء، وقال أبو عبيد في الأجناس: ما النساء وذكرهن.

وليس لعيشنا مَهَه ومَهاه، أي حسن، قال عمران بن حطان:

فليسَ لِعَيشِنا هَذا مَهاهٌ

 

وليستْ دارُنا هاتا بِدار

والمَهمَهُ: الخرق الأملس الواسع.

ومَهمَه بالرجل: قال له: مَهْ.

و من خفيفه

- م ه -

مَهْ ومَهٍ: كلمة زجر، قال بعض النحويين: أما قولهم: مهٍ إذا نونت فكأنك قلت: ازدجارا، وإذا لم تنون فكأنك قلت: الازدجار، فصار التنوين علم التنكير، وتركه علم التعريف.

ومَهْيَم: كلمة معناها: ما وراءك ومَهما: حرف شرط، قال سيبويه: أرادوا: مَا مَا، فكرهوا أن يعيدوا لفظا واحدا، فأبدلوا هاء من الألف الذي يكون في الأول، قال: وقد يجوز أن تكون كإذ، ضمت إليها ما، قال بعض النحويين: ما في قولهم مهما زائدة، وهي لازمة.

انقضى الثنائي.