باب الثلاثي الصحيح: الفرع الثالث

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الثالث

حرف الهاء

الفرع الثالث

الهاء والشين والتاء

هَتَشَ الكلب والسبع يَهْتِشُه هَتْشا فاهْتَتَش: حرشه فاحترش، يمانية.

الهاء والشين والراء

الهَشْرُ: خفة الشيء ورقته.

ورجل هَيْشَرٌ: رخو ضعيف طويل.

والهَيْشَر: نبات رخو فيه طول على رأسه برعومة، كأنه عنق الرأل، قال ذو الرمة يصف فراخ النعام:

كأنَّ أعْناقَها كُـرَّاثُ سـائِفَة

 

طارَتْ لَفائِفُه أو هَيْشَرٌ سُلُبُ

أي مسلوب الورق.

وقال أبو حنيفة: من العشب الهَيْشَرُ، وله ورقة شاكة، فيها شوك ضخم، وهو يسمق، وزهرته صفراء وتطول، وله قصبة من وسطه حتى تكون أطول من الرجل، واحدته هَيْشَرَةٌ.

والمِهْشارُ من الإبل: التي تضبع قبلها وتلقح في أول ضربة ولا تمارن.

والمَهْشورُ من الإبل: المحترق الرئة.

مقلوبه: - ه ر ش -

رجل هَرِشٌ: مائق جاف.

والهِراشُ والاهْتِراشُ: تقاتل الكلاب.

وكلب هِراشٍ، وخِراشٍ.

وقد سمت هِراشا ومُهارِشاً.

وهَرْشَي: موضع، قال:

خُذا جَنْبَ هَرْشَى أو قَفاها فإنَّهُ

 

كِلا جانِبَيْ هَرْشَى لهنَّ طَرِيقُ

مقلوبه: - ش ه ر -

الشُّهْرَة: ظهور الشيء في شنعة، شَهَرَه يَشْهَرُه شَهْراً، وشَهَّرَه، واشْتَهَرَه فاشْتَهَرَ، قال:

أُحِبُّ هُبوطَ الوَادِيَينِ وإنَّني

 

لمُشْتَهَرٌ بالْوَادِيَيْنِ غَرِيبُ

ويروى لَمُشْتَهِرٌ، بالكسر.

ورجل شَهِيرٌ، ومَشهور: معروف المكان مذكور، قال ثعلب، ومنه قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إذا قدمتم علينا شَهَرْنا أحْسَنَكم اسما، فإذا رأيناكم شَهَرْنا أحسنكم وجها، فإذا بلوناكم كان الاختيار".

والشَّهْرُ: القمر، سمي بذلك لشُهْرَته وظهوره،و قيل: هو إذا ظهر وقارب الكمال.

والشَّهْرُ: العدد المعروف من الأيام، سمي بذلك لأنه يُشْهَر بالقمر، وفيه علامة ابتدائه وانتهائه، والجمع أشْهُرٌ وشُهُورٌ.

وشاهَرَ الأجير مَشاهَرَةً وشِهاراً: استأجره للشَّهْر، عن اللحياني.

والمُشاهَرَة: المعاملة شَهْراً بشَهْرٍ.

وأشهَرَ القوم: أتى عليهم شَهْرٌ.

وأشْهَرَت المرأة: دخلت في شَهْرِ ولادها.

وشَهَرَ فلان سيفه، وشَهَّرَه: انتضاه فرفعه على الناس، قال:

يا لَيْتَ شِعْرِي عنكمُ حَنِيفا

 

أشاهِرُونَ بَعْدَنا السُّيُوفا

وقال آخر:  

وقد لاحَ للسَّارِي الذي كَمَّلَ السُّرَى

 

عَلى أُخْرَياتِ اللَّيْلِ فَتْقٌ مُشَهَّـرُ

أي صبح مَشهورٌ.

والأَشاهِرُ: بياض النرجس.

وامرأة شَهيرَةٌ، وأتان شَهيرة: عريضة واسعة.

والشَّهْرِيَّة: ضرب من البراذين، وهو بين البرذون والمقرف من الخيل. وقوله أنشده ابن الأعرابي:

لَها سَلَف يَعـودُ بـكُـلّ رِيعٍ

 

حَمَى الحَوْزَاتِ واشْتَهَرَ الإفالا

فسره فقال: واشتهَر الإفالا: معناه جاء بها تشبهه، ويعني بالسلف الفحل. والإفال: صغار الإبل.

وقد سموا شَهْراً وشَهِيراً ومَشْهوراً.

وشَهْرانُ: أبو قبيلة من خثعم.

وشُهارٌ: موضع، قال أبو صخر:

ويوْمَ شُهارٍ قد ذَكرْتُكِ ذِكْـرَةً

 

عَلى دُبُرٍ مُجْلٍ من العَيشِ نافِدِ

مقلوبه: - ر ه ش -

الرَّواهِش: العصب التي في ظاهر الذراع، واحدتها رَاهِشةٌ وراهِشٌ، قال:

وأعْدَدْتُ للحَرْبِ فَضْفاضَةً

 

دِلاصًا تَثَنَّى على الرَّاهِشِ

وقيل: الرَّواهِش: عصب وعروق في باطن الذراع.

والرَّواهِش: عصب باطن يدي الدابة.

والرَّهَش والارتْهاش: أن تضطرب رَوَاهِشُ الدابة فيعقر بعضها بعضا.

والارْتِهاش: ضرب من الطعن في عرض، قال:

أبا خالِدٍ لوْلا انْتَظارِيَ نَصْـرَكـمْ

 

أخَذْتُ سِناني فارْتَهشْتُ بهِ عَرْضَا

والرَّهِيشُ: الدقيق من الأشياء.

ونصل رَهِيشٌ: حديد، قال امرؤ القيس:

برَهِيشٍ مِنْ كِـنـانَـتِـهِ

 

كَتَلَظِّى الجَمْرِ في شَرَرِهْ

وقال أبو حنيفة: إذا انشق رصاف السهم فإن بعض الرواة زعم انه يقال له: سهم رَهِيشٌ، وبه فسر الرَّهيشَ من قول امرئ القيس:

بِرَهِيشٍ من كِنانَتِه

وليس هذا بقوي.

والرَّهِيش من الإبل: المهزولة، وقيل: القليلة لحم الظهر، كلاهما على التشبيه بالرَّهيش الذي هو النصل.

والرَّهِيش من القسي: التي يصيب وترها طائفها، وهو ما دون السية، فيؤثر فيها، والسية: ما اعوج من رأسها.

والمُرْتهِشَة منها: التي إذا رمى عنها اهتزت فضرب وترها أبهرها. وقال أبو حنيفة: ذلك إذا بريت بريا سخيفا فجاءت ضعيفة، وليس ذلك بقوي.

وارْتهَش الجراد، إذا ركب بعضه بعضا حتى لا يكاد يرى التراب معه، قال: ويقال للرائد: كيف البلاد التي ارتدت، قال: تركت الجراد يَرْتَهِشُ، ليس لأحد فيها نجعة.

وامرأة رُهْشوشَةٌ: ماجدة.

ورجل رُهْشوشٌ: كريم سخي كثير الحياء، وقيل: عطوف رحيم لا يمنع شيئا.

وناقة رُهْشوشٌ: غزيرة اللبن، والاسم الرَّهْشَةُ، وقد تَرهْشَشَتْ. ولا أحقها.

مقلوبه: - ش ر ه -

الشَّرَه: أسوأ الحرص، شَرِهَ شَرَهاً، فهو شَرِهٌ وشَرْهانُ.

والشَّرِهُ والشَّرْهانُ: السريع الطعم الوحي وإن كان قليل الطعم.

وسنة شَرْهاءُ: مجدبة، عن الفارسي.

الهاء والشين واللام

الهَشِيلَةُ، مثل فعيلة، عن كراع،: كل ما ركبت من غير إذن صاحبه.

والهَيْشَلَةُ من الإبل وغيرها: ما اغتصب.

مقلوبه: - ش ه ل -

الشَّهَلُ والشُّهْلَة: أقل من الزرق في الحدقة، وهو أحسن منه.

والشُّهْلَة: أن يكون سواد العين بين الحمرة والسواد، وقيل: هي أن تشرب الحدقة حمرة ليست خطوطا كالشكلة، ولكنها قلة سواد الحدقة حتى كأن سوادها يضرب إلى الحمرة. وقيل: هو أن لا يخلص سوادها: شَهِلَ شَهَلاً، واشْهَلَّ، ورجل أشْهَلُ، قال ذو الرمة:

كأنِّي أشْهَلُ العَيْنَين بـازٍ

 

على عَلْياءَ شَبَّهَ فاسْتَحالا

والأشْهلُ: رجل من الأنصار، صفة غالبة أو مسمى بها، فأما قوله:

حينَ ألْقَتْ بقُباءٍ بَـرْكَـهـا

 

واسْتَحَرَّ القَتْلُ في عَبدِ الأشَلْ

إنما أراد عبد الاشهل هذا الانصاري.

والشَّهْلاء: الحاجة، قال:

لم أقْضِ حينَ ارْتَحَلوا شَهْلائِي

 

مِن العَرُوب الكاعِب الحَسْناءِ

والشَّهْلَةُ: العجوز، قال:

باتَتْ تُنَزِّي دَلْوَها تَنْزِيَّا

 

كمَا تُنَزِّي شَهْلَةٌ صَبِيَّا

وقيل: الشَّهْلَة: النصف عاقلة، يقال: شهلة كهلة، ولا يوصف به الرجل في مثل حالها، إلا أن ابن دريد حكى: رجل شهل كهل.

والمُشاهَلَة: المشاتمة، وقيل: مراجعة القول، قال:  

قد كانَ فيما بَيْنَنا مُشاهَـلَـهْ

 

ثم تَوَلَّتْ وهيَ تَمْشِي البادَلَهْ

الهاء والشين والنون

نَهَش يَنْهِشُ ويَنْهَشُ نَهْشا: تناول الشيء بفمه ليعضه فيؤثر فيه ولا يجرحه، وكذلك نَهْشُ الحية، والفعل كالفعل.

ونَهْشُ السبع: تناول الطائفة من الدابة.

ونَهَشَه نَهْشا: أخذه بلسانه.

والمَنْهوشُ من الرجال: القليل اللحم وإن سمن، وقيل: هو القليل اللحم الخفيف، وكذلك النَّهْشُ.

والنَّهِشُ والنَّهِيش والنَّهْشُ: قلة لحم الفخذين.

والمَنْهوش من الأحراح: القليل اللحم، وفي الحديث: "من اكتسب مالا من نَهاوِشَ" كأنه نُهِشَ من هنا ومن هنا، عن ابن الأعرابي، ولم يفسر نُهِش، ولكنه عندي: أُخذ، وقال ثعلب: كأنه أخذه من أفواه الحيات، وهو أن يكتسبه من غير حله.

والمُنْتَهِشة: التي تخمش وجهها عند المصيبة، وتأخذ لحمه بأظفارها، وفي الحديث: "انه لعن المُنْتَهِشة "، حكاه الهروي في الغريبين.

مقلوبه: - ش ه ن -

الشَّاهِينُ: من سباع الطير، ليس بعربي محض.

الهاء والشين والفاء

الشَّفتانِ من الإنسان: طبقا الفم، الواحدة شَفَةٌ، منقوصة لام الفعل، ولامها هاء، واستعار أبو عبيد الشفة للدلو فقال كبن الدلو: شَفَتُها، وقال: إذا خرزت الدلو فجاءت الشَّفَةُ مائلة، قيل كذا، فلا أدري أمن العرب سمع هذا أم هو تعبير أشياخ أبي عبيد؟ والجمع شِفاهٌ، وحكى الكسائي: إنه لغليظ الشفاه، كأنه جعل كل جزء من الشَّفةِ شَفَةً ثم جمع على هذا.

ورجل شُفاهِيُّ: عظيم الشَّفهِ.

وشافَهَه: أدنى شَفَتَهُ من شَفَتِهِ فكلمه، وكلمه مَشافَهَةً، جاءوا بالمصدر على غير فعله، وليس في كل شيء قيل مثل هذا، لو قلت: كلمته مُفاوَهَةً، لم يجز، إنما يحكى من ذلك ما سمع، هذا قول سيبويه.

وفلان خفيف الشَّفةِ، أي قليل السؤال للناس.

وله في الناس شَفَةٌ حسنة، أي ثناء حسن. وقال اللحياني: إن شَفَةَ الناس عليك لحسنة، أي ثناءهم. ولم يقل: شِفاهُ الناس.

وما كلمته ببنت شَفَةٍ، أي بكلمة.

ورجل شافِهٌ: عطشان لا يجد من الماء ما يبل به شفته، قال تميم بن مقبل:

فكمْ وَطِئْنا بها مِنْ شافِهٍ بَطَلٍ

 

وكمْ أخَذْنا مِنَ انْفالٍ نُفادِيها

ورجل مَشْفُوهٌ: يسأله الناس كثيرا.

وماء مَشْفُوهٌ: كثير الشاربة، وكذلك المال والطعام.

ونحن نَشْفَه عليك المرتع والماء، أي نشغله لا فضل فيه.

وشَفِهَ ما قبلنا شَفَها: شغل عنه.

وحكى ابن الأعرابي: شَفَهْتُ نصيبي، بالفتح، ولم يفسره، ورد ثعلب عليه ذلك، فقال: إنما هو سَفِهْتُ، أي نسيت.

الهاء والشين والباء

هَبَشَ: لأهله يَهْبِش هَبْشا، واهْتَبَش وتَهَبَّش: كسب وجمع واحتال.

ورجل هَبَّاشٌ: مكتسب جامع.

وهَبَش الشيء يَهْبِشُه هَبْشَا، واهْتَبَشَه وتَهَبَّشَه: جمعه، وأرى أن يعقوب حكى: هَبِشَ بالكسر: جمع، والاسم الهُباشَة.

والهُباشَة: الجماعة.

وإن المجلس ليجمع هُباشاتٍ من الناس، أي أناسا ليسوا من قبيلة واحدة.

وتَهَبَّشُوا: تجمعوا.

والهَبْشُ: نوع من الضرب كثير.

والهَبْشُ: الحلب بالكف كلها، عن ابن الأعرابي، وقال ثعلب: إنما هو الهَيْشُ، وكذلك وقع في المصنف، غير أن أبا عبيد قال: هو الحلب الرويد، فوافق ثعلبا في الرواية، وخالفه في التفسير.

وهُباشَةُ، وهابِشٌ: اسمان.

مقلوبه: - ش ه ب -

الشَّهَبُ والشُّهْبَة: لون بياض يصدعه سواد في خلاله. وقد شَهُبَ وشَهِبَ شُهْبَةً، واشْهَبَّ، وهو أشْهَبُ، وجاء في شعر هذيل: شاهِبٌ، قال:

فعُجِّلْتُ رَيْحانَ الجِنانِ وعُجِّلُوا

 

زَمازِيم فَوَّارٍ منَ النَّارِ شاهِبِ

وأشْهَبَ الرجل: إذا كان نسل خيله شُهْبا، هذا قول أهل اللغة، إلا أن ابن الأعرابي قال: ليس في الخيل شُهْبٌ.

واشْهابَّ رأسه، واشْتَهبَ: غلب بياضه سواده، قال امرؤ القيس:

قالَتِ الخَنْساءُ لَمَّـا جِـئْتُـهـا

 

شابَ بَعدي رأسُ هذا واشْتَهَبْ

وكتيبة شَهباءُ، لما فيها من بياض السلاح في حال السواد، وقيل: هي البيضاء الصافية الحديد.

وسنة شَهْباءُ: بيضاء من الجدب لا ترى فيها خضرة، وقيل: الشَّهباءُ: التي ليس فيها مطر، ثم البيضاء، ثم الحمراء. وقوله أنشده ثعلب:  

أتانـا وقـدْ لَـفَّـتْـهُ شَـهْـبـاءُ قَـرَّةٌ

 

على الرَّحْلِ حتى المَرْءُ في الرَّحْلِ جانحُ

فسره فقال: شهباءُ: ريح شديدة البرد، فمن شدتها هو مائل في الرحل. وعندي إنها ريح سنة شهباء، أو ريح فيها برد وثلج، فكأن الريح بيضاء لذلك.

ونصل أشْهَبُ: برد بردا خفيفا فلم يذهب سواده كله، حكاه أبو حنيف وأنشد:

وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَـعِـيرِهـا

 

شَهْباءُ تُرْوِى الرّيش مِنْ بَصِيرِها

يعني إنها تغل في الرمية حتى يشرب ريش السهم الدم.

والشَّهْباءُ من المعز: نحو الملحاء من الضأن.

واشْهابَّ الزرع: قارب الهَيْجَ فابيض وفي خلاله خضرة قليلة.

والشَّهابُ: اللبن الذي ثلثاه ماء وثلثه لبن، وذلك لتغير لونه.

وقيل: الشُّهابُ والشُّهابَة، بالضم عن كراع: اللبن الرقيق الكثير الماء، وذلك لتغير لونه أيضا، كما قيل له: الخضار.

ويوم أشْهَبُ: ذو ريح باردة، أراه لما فيه من الثلج والبرد.

وليلة شَهباءُ، كذلك. وقوله، أنشده سيبويه:

فِدًى لِبَنِي ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ ناقَتِي

 

إذا كانَ يَوْمٌ ذو كَواكِبَ أشْهَبُ

يجوز أن يكون أشْهَبَ لبياض السلاح، وأن يكون أشهب لمكان الغبار.

والشِّهابُ: شعلة نار ساطعة، والجمع شُهُبٌ وشُهْبانٌ وأظنه اسما للجمع، قال:

تُرِكْنا وخَلَّى ذو الهَوَادَةِ بَيْنَـنـا

 

بأشْهُبِ نارَيْنا لَدَى القَوْمِ نَرْتَمِي

والشُّهْبُ: النجوم السبعة المعروفة بالدراري.

وهو شِهابُ حرب: أي ماض فيه، على التشبيه بالكوكب في مضيه.

مقلوبه: - ب ه ش -

بَهَش إليه بيده يَبْهَش بَهْشا، وبَهَشَه بها: تناوله، نالته أو قصرت عنه.

وبَهَش القوم بعضهم إلى بعض يَبْهَشون بَهْشا، وهو من أدنى القتال.

والبَهْشُ: المسارعة إلى أخذ الشيء. ورجل باهِشٌ وبَهوشٌ.

وبَهَشْتُ إلى الرجل وبَهَش إلي: تهيأت للبكاء وتهيأ له.

وبَهَشَ إليه فهو باهِشٌ وبَهِشٌ: حن.

وبَهِشَ به: فرح به، عن ثعلب.

والبَهْشُ: رديء المقل، وقيل:ما قد أكل قرفه، وقيل: البهش: الرطب من المقل، فإذا يبس فهو خشل، والسين فيه لغة.

وبُهَيْشةُ: اسم امرأة، قال نفر، جد الطرماح:

ألا قالَتْ بُهَيْشَةُ ما لِنَفْـرٍ

 

أَرَاه غَيَّرَتْ منه الدُّهُوُرُ

ويروى بهيسة.

مقلوبه: - ش ب ه -

الشِّبْهُ والشَّبَه والشَّبِيه: المثل، والجمع أشْباهٌ.

وأشبه الشيء الشيء: ماثله، وفي المثل: "من أشبه أباه فما ظلم".

وأشْبَه الرجل أمه، وذلك إذا عجز وضعف، عن ابن الأعرابي وأنشد:

أصْبَحَ فِيهِ شَـبَـهٌ مِـنْ أمِّـه

 

منْ عِظَمِ الرأسِ ومِن خُرْطُمِّهِ

أراد من خرطمه فشدد للضرورة، وهي لغة في الخرطوم.

وتشابه الشيئان، واشتبها: أشبه كل واحد منهما صاحبه، وفي التنزيل: -مُشْتَبِها وغَيرَ مُتَشابِهٍ-.

والآيات المُتشابهات في القرآن ألم، والر، وما اشتبه على اليهود من هذه ونحوها.

وشَبَّهَه إياه، وشَبَّهَه به: مثله.

وأمور مُشْتَبِهَةٌ ومُشَبِّهةٌ: مشكلة يشبه بعضها بعضا، قال:

واعْلَمْ بأنَّكَ في زَما

 

نِ مُشَبِّهاتٍ هُنَّ هُنَّهْ

وبينهم أشباه، أي أشياء يتشابهون فيها.

وشَبَّه عليه: خلط عليه الأمر حتى اشتبه بغيره.

وفيه مَشابِهُ من فلان، أي أشباه، ولم يقولوا في واحدته مَشْبَهَةٌ، وقد كان قياسه ذلك، لكنهم استغنوا بشبه عنه، فهو من باب ملامح ومذاكير، ومنه قولهم: "لم يسر رجل قط ليلة حتى يصبح إلا أصبح وفي وجهه مشابه من أمه".

وفيه شُبْهَةٌ منه: أي شَبَهٌ.

والشَّبْهُ والشَّبَهُ: النحاس يصنع فيصفر، سمي بذلك لأنه إذا فعل به ذلك أشبَهَ الذهب بلونه، والجمع أشباه.

قال أبو حنيفة: الشَّبَهُ: شجرة كثيرة الشوك تُشْبِه السمرة، وليست بها.

والمُشَبِّه المصفر من النصي.

والشِّباهُ: حب على لون الحرف يشرب للدواء.

والشَّبَهانُ والشُّبُهانُ: ضرب من العضاه، وقيل: هو الثمام، يمانية، حكاها ابن دريد. 

الهاء والشين والميم

الهَشْمُ: كسرك الشيء الأجوف أو اليابس، وقيل: هو كسر العظام والرأس من بين سائر الجسد، وقيل: هو كسر الوجه، وقيل: هو كسر الأنف، هذه عن اللحياني، وقيل: هو كسر القيض، وقال اللحياني مرة: الهَشْمُ في كل شيء، هَشَمه يَهْشِمه هَشْما، فهو مَهْشومٌ وهَشِيٌم، وهَشَّمَه وقد انْهشَم وتَهَشَّمَ.

وهاشمٌ: أبو عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يسمى عمرا، وهو أول من ثرد الثريد وهَشَمَه، فسمي هاشِما، فقالت فيه ابنته:

عَمْرُو العُلا هَشَمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ

 

ورِجالُ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجافُ

وقول أبي خراش الهذلي:

فَلا وأبي لا تأكُلُ الطَّيْرُ مثـلـه

 

طَوِيلَ النِّجَادِ غَيْرَ هَارٍ ولا هَشْمِ

أراد مَهْشُوم، وقد يكون غير ذي هَشْمٍ.

والهاشِمَةُ: شجة تَهْشِمُ العظم، وقيل: الهاشمة: من الشجاج: التي هَشَمَتِ العظم ولم تتباين فراشه، وقيل: هي التي هشمت العظم فنقش وأخرج وتباين فراشه.

والريح تَهْشِمُ اليبيس من الشجر: تكسره.

والهَشِيم: النبت اليابس المتكسر، وفي التنزيل: -فأصْبَحَ هَشِيماً- وقيل: هو يابس كل كلأ إلا يابس البهمى فانه عرب لا هشيم، وقيل: هو اليابس من كل شيء.

والهَشِيمَةُ: الشجرة اليابسة البالية، والجمع هَشِيمٌ.

وما فلان إلا هَشِيمَةُ كرم، أي لا يمنع شيئا، وهو مثل بذلك، لأن الهَشِيمَة من الشجر ياخذها الحاطب كيف شاء.

والهَشِيمَةُ: الأرض التي يبس شجرها حتى أسود غير إنها قائمة على يبسها.

والهَشِيمُ: الذي بقى من عام أول.

وكلأ هَيْشُوم: هش لين.

وقال أبو حنيفة: انهَشَمت الإبل وتَهَشَّمَت: خارت وضعفت.

وتَهَشَّمَ الرجل: استعطفه، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

حُلْوَ الشَّمائِلِ مِكْرَاما خَلِيَقُتُهُ

 

إذا تَهَشَّمْتَهُ للنَّائِلِ احْتـالاَ

وهَشَمَ الرجل: أكرمه وعظمه.

وهَشَمَ الناقة هَشْما: حلبها، وقال ابن الأعرابي: هو الحلب بالكف كلها.

وقال أبو حنيفة: ومن بواطن الأرض المنبتة الهُشُومُ، واحدها هَشْمٌ، وهو ما تصوب من لين ورقة.

وهِشامٌ وهُشَيْمٌ، وهاشِمٌ، وهَشَّامٌ، وهَيْشَمٌ، وهَيْشَمانُ: كلها أسماء.

ومُهَشَّمَةُ: موضع، أنشد ثعلب:

يا رُبَّ بَيْضَاءَ عَلَى مهَشَّمَهْ

 

أعْجَبَها أكْلُ البَعِيِر اليَنَمَهْ

أعجبها أي حملها على التعجب.

مقلوبه: - ه م ش -

الهَمَشَةُ: الكلام والحركة.

وهَمِشَ القوم، وتَهامَشوا.

وامرأة هَمْشَى الحديث: تكثر الكلام وتجلب.

والهَمِشُ: السريع العمل بأصابعه.

وهَمَش الجراد: تحرك ليثور.

والهَمْشُ: العض، وقيل: هو سرعة الأكل.

مقلوبه: - ش ه م -

الشّهْمُ: الذكي الفؤاد المتوقد، والجمع شِهامٌ، قال:

الشَّهْمُ وابنُ النَّفَرِ الشِّهامِ

وشَهُمَ شَهامةً وشُهومَةً.

والشَّهْمُ: السيد النجد النافذ، والجمع شُهومٌ.

وفرس شَهْمٌ: سريع نشيط قوي.

وشَهَمَ الفرس يَشْهَمُه شَهْما: زجره.

وشَهَمَ الرجل يَشْهُمُه ويَشْهَمُه شَهْما وشُهُوما: أفزعه.

والمَشهْومُ: الحديد الفؤاد، قال ذو الرمة:

طاوِي الحَشا قَشَّرَتْ عنهُ مُحَرَّجَةٌ

 

مُسْتَوْفَضٌ مِن نَباتِ القَفْرِ مَشْهومُ

والشَّهْمُ: حجر يجعلونه في أعلى البيت يبنونه من حجارة ويجعلون لحمة السبع في مؤخر البيت، فإذا دخل السبع فتناول اللحمة سقط الحجر على الباب فسده، والمعروف: السهم.

والشَّيهَمُ: ما عظم شوكه من ذكور القنافذ، قال الأعشى:

لَئِنْ جَدَّ أسبابُ العَداوَةِ بَينَـنـا

 

لَتَرْحَلَنْ مِني عَلى ظَهرِ شَيْهَمِ

وشَهْمَةُ: اسم امرأة، قال الحسين بن مطير:

زارَتْك شَهْمَةُ والظَّلْماءُ داجِـيَةٌ

 

والعَينُ هاجِعَةٌ والرُّوحُ مَعْروجُ

معروج، أراد معروج به.

مقلوبه: - م ه ش -

المُمْتَهِشَة من النساء: التي تحلق وجهها بالموسى، وفي الحديث: "أنه صلى الله عليه وسلم لعن الممتهشة" حكاه الهروي في الغريبين.

الهاء والضاد والسين

ضَهَسَه يَضْهَسُه ضَهْساً: عضه بمقدم فيه، وفي كلام بعضهم إذا دعوا على الرجل: "لا يأكل إلا ضاهِساً، ولا يشرب إلا قارسا، ولا يحلب إلا جالسا". يريدون: لا يأكل ما يتكلف مضغه، إنما يأكل النزر القليل من نبات الأرض ويأكله بمقدم فيه. والقارس: البارد: أي لا يشرب إلا الماء القراح دون ثفل ولا يحلب إلا جالسا. يدعى عليه بحلب الغنم وعدم الإبل.

الهاء والضاد والزاي

ضَهَزَه يَضْهَزُه ضَهْزاً: وطئه وطأ شديدا.

الهاء والضاد والدال

ضَهَدَه يَضْهَدُه ضَهْداً واضْطَهدَه: ظلمه وقهره.

وأضْهَدَ به: جار عليه.

ورجل ضَهيدٌ: صلب شديد.

وضَهْيَدٌ: موضع، ليس في الكلام فعيل غيره، وذكر الخليل انه مصنوع.

الهاء والضاد والتاء

ضَهَتَه يَضْهَتُه ضَهْتا: وطئه وطأ شديدا.

الهاء والضاد والراء

الهَرَض: الحصف الذي يظهر على الجلد.

وهَرَض الثوب يَهْرُضه هَرْضاً: مزقه.

مقلوبه: - ض ه ر -

الضَّهْر: السلحفاة، رواه علي بن حمزة عن عبد السلام بن عبد الله الحربي.

والضَّهْر: مدهن في الصفا يكون فيه الماء، وقيل: الضَّهْرُ: خلقة في الجبل من صخرة تخالف جبلته، وقيل: الضَّهْر: أعلى الجبل، وهو الضَّاهِر، قال:

حَنْضَلَةٌ فوقَ صَفا ضاهِرِ

ما أشبهَ الضَّاهِرَ بالنَّاضِرِ

الناضر الطحلب، والحنضلة: الماء في الصخرة.

والضاهِرُ أيضا:الوادي.

الهاء والضاد واللام

الهَضْلُ: الكثير، قال المرار الفقعسي:

أُصُلاً قُبَيْلَ الليلِ أو غادَيْتُهـا

 

بَكْراً غُدَيَّةَ في النَّدَى الهَضْلِ

وامرأة هَضلاءُ: طويلة الثديين، وهي أيضا: التي ارتفع حيضها.

والهَيْضَل والهَيْضَلة: جماعة متسلحة، أمرهم في الحرب واحد، قال أبو كبير:

أزُهَيرَ إنْ يَشِبِ القَذَالُ فَإنـنـي

 

ربْ هَيْضَلٍ لَجِبٍ لفَفَتُ بِهَيْضَلِ

وقيل: الهَيضلة: الجماعة يغزى بهم ليسوا بالكثير.

والهَيضَل: الرَّجَّالة، وقيل: الجيش، وقيل: الجماعة من الناس.

وجمل هَيْضَلٌ:ضخم طويل عظيم، وناقة هَيضَلة، كذلك.

والهَيْضَلة من الإبل: الغزيرة، ومن النساء: الضخمة النصف، وقيل: الهيضلة من النساء والإبل والشاء: هي المسنة، ولا يقال: بعير هيضل.

والهَيضَلةُ: أصوات الناس.

مقلوبه: - ه ض ل -

هَلَضَ الشيء يَهْلِضُه هَلْضًا: انتزعه، كالنبت تنتزعه من الأرض، ذكر أبو مالك انه سمعه من أعراب طيء، وليس بثبت

مقلوبه: - ض ه ل -

ضَهَلَ اللبن يَضْهَل ضُهولاً: اجتمع، واسم اللبن الضَّهْلُ،و قيل: كل ما اجتمع منه شيء بعد شيء كان لبنا أو غيره فقد ضَهَلَ يَضْهَل ضَهْلاَ وضُهولاً، حكاه ابن الأعرابي.

وضَهِلَت الناقة والشاة فهي ضَهُولٌ: قل لبنها، والجمع ضَهْلٌ، وقالوا: إنها لَضُهْلٌ بُهْلٌ ما يشد لها صرار، ولا يروى لها حوار.

والضَّهْل: الماء القليل.

وبئر ضَهولٌ: قليلة الماء.

وعين ضاهِلَةٌ: نزرة الماء، وكذلك حَمَّةٌ ضاهِلَة.

وضَهَلَ السراب: قل ورق ونزر.

وأعطاه ضَهْلَةً من مال: أي عطية نزرة.

وضَهَلَه حقه: نقصه إياه أو أبطله عليه، من الضَّهْلِ، وهو الماء القليل، كما قالوا: أحبَضَه، إذا نقصه حقه وأبطله، من قولهم: حَبَضَ ماء الركية يَحْبِض، إذا نقص.

وأضْهَلَ النخل إذا أبصرت فيه الرطب.

وضَهَلَ إليه يَضْهَل ضَهْلاً: رجع، وقيل: هو أن يرجع إليه على غير وجه القتال والمغالبة.

وفلان تَضْهَل إليه الأمور: ترجع.

الهاء والضاد والنون

النُّهُوض: البراح من الموضع والقيام عنه، نَهَض يَنْهَض نَهْضاً ونُهوضاً، وانْتَهَض. أنشد ابن الأعرابي لرويشد:

ودُونَ جُذُوٍّ وانْتِهاضٍ ورُبْوَةٍ

 

كأنكُما بالرِّيق مُخْتَنِـقـانِ

وأنشد الأصمعي لبعض الأغفال:

تَنْتَهِضُ الرِّعْدَةُ في ظُهَيْري

مِنْ لَدُنِ الظُّهْرِ إلى العُصَيْرِ

وانتهَضَ القوم وتَناهَضوا: نهضوا للقتال.

وأنهَضَه: حركة للنُّهوض.

وأنْهَضَت الريح السحاب: ساقته وحملته، قال:

باتَتْ تُنادِيه الصَّبا فأَقْبَلا

تُنْهِضُه صُعْداً ويَأبَى ثِقَلا

والنَّهْضَة: الطاقة والقوة.

وأنهَضَه بالشيء: قواه على النَّهْضِ به.

والنَّاهِض: الفرخ الذي قد استقل للنهوض، وقيل: هو الذي وفر جناحاه ونهض للطيران، وقيل: هو الذي نشر جناحيه ليطير، والجمع نَوَاهِضُ، وقول لبيد يصف النبل:

رَقَمِيَّاتٌ عَلَيْها نـاهِـضٌ

 

تُكْلِحُ الأرْوَقَ مِنهم والأيَلْ

إنما أراد ريش ناهِضٍ، لأن السهام لا تراش بالناهِضِ كله، وهذا لا يجوز، إنما تراش بريش النَّاهِضِ، ومثله كثير.

وناهِضَةُ الرجل: قومه الذين ينهض بهم فيما يحزبه من الأمور، وقيل: ناهضة الرجل: بنو أبيه، والذين يغضبون بغضبه فينهضون لنصره.

وتَناهَض القوم في الحرب: نَهَضُوا.

والنَّاهِضُ: رأس المنكب، وقيل: هو اللحم المجتمع في ظاهر العضد من أعلاها إلى أسفلها، وكذلك هو من القوس، وقد يكون من البعير، وهما ناهضان، والجمع نَوَاهِض.

وأنهُضُ البعير: ما بين الكتف والمنكب قال:

وقَرَّبُوا كلَّ جُمِاليِّ عَضِهْ

أبْقَى السِّنافُ أثرًا بأنْهُضِهْ

والنَّهْضَة، بسكون الهاء: العتبة من الأرض تبهر فيه الدابة، أو الإنسان يصعد فيها من غمض، والجمع نِهاضٌ، قال حاتم بن مدرك يهجو أبا العيوف:

أقُولُ لِصَاحِبَيَّ وقَدْ هَبَطْنـا

 

وحَلَّقْنا المَعارِضَ والنِّهاضَا

يقال: طريق ذو مَعارضَ، أي مراع تغنيهم أن يتكفلوا العلف لمواشيهم.

والنهْضُ: الضيم والقسر قال:

أما تَرَى الحَجَّاجَ يَأبى النهْضَا

وإناء نَهْضَانُ، وهو دون الثلثان، هذه عن أبي حنيفة.

وناهِضٌ، ومُناهِضٌ، ونَهَّاضٌ: أسماء.

الهاء والضاد والفاء

فَهَض الشيء يَفْهَضُه فَهْضًا: كسره وشدخه.

الهاء والضاد والباء

الهَضْبَة: كل جبل خلق من صخرة واحدة، وقيل: كل صخرة راسية صلبة: هَضْبَةٌ، وقيل: الهَضْبَة والهَضْبُ: الجبل ينبسط على الأرض، وقيل: هو الجبل الطويل الممتنع المنفرد، ولا يكون إلا في حمر الجبال، والجمع هِضَابٌ.

والأُهْضُوبَّة كالهَضْبِ، وإياها كسر عبيد في قوله:

نحنُ قُدْنا من أهاضِيبِ المَلا الْ

 

خَيْلَ في الأرْسانِ أمْثالَ السعالِي

وقول الهذلي:

لَعَمْرُ أبي عَمْرٍو لَقَدْ ساقَه المَنَى

 

إلى جَدَثٍ يُوزَى له بالأهاضِبِ

أراد بالأهاضِيب، فحذف اضطرارا.

والهَضْبَة: المطرة الدائمة العظيمة القطر، وقيل: الدفعة منه، والجمع هِضَبٌ، نادر، قال ذو الرمة:

فَبـاتَ يُشْـئِزُه ثَـأْدٌ ويُسْـهِـرُهُ

 

تَذاؤُبُ الرّيحِ والوَسْوَاسُ والهِضَبُ

وهي الأُهْضُوبة.

وهَضَبَت السماء: دام مطرها أياما لا يقلع.

وهَضَبَتْهُم: بلَّتهم بلاًّ شديدا.

وهَضَب القوم في الحديث: خاضوا فيه دفعة بعد دفعة، وقول أبي صخر الهذلي:

تَصَابَبْتُ حتى اللْيلِ مِنْهُنَّ رَغْبَتِي

 

رَوَانيَ في يوْمٍ مِنَ اللَّهْوِ هاضِبِ

معناه: كانوا فيه قد هَضَبوا في اللهو، قال وهذا لا يكون إلا على النسب، أي ذي هَضْبِ.

والهَضْبُ: الضخم من الضباب وغيرها.

وسرق لأعرابية ضب، فحكم لها بضب مثله، فقالت: ليس كضبي، ضبي ضب هَضْبٌ.

والهِضَبُّ: الشديد الصلب.

والهِضَبُّ من الخيل: الكثير العرق، قال طرفة:

مِنْ عَناجِيجَ ذُكُورٍ وُقَّـحٍ

 

وهِضَبَّاتٍ إذا ابْتَلَّ العُذُرْ

مقلوبه: - ض ه ب -

ضَهَّبَه بالنار: لوحه وغيره.

وضَهَّبَ اللحم: شواه على حجارة محماة، وقيل: ضَهَّبَه: شواه ولم يبالغ في نضجه.

والضَّيْهَبُ: كل قف أو حزن أو موضع من الجبال تحمى عليه الشمس حتى ينشوي عليه اللحم.

مقلوبه: - ب ه ض -

البَهْضُ: ما شَقَّ عليك، عن كراع، وهي عربية البتة.

مقلوبه: - ض ب ه -

الضَّبْهُ: موضع، أنشد ثعلب لحذلمي:

فَضَارِبَ الضَّبْهِ وذي الشُّجونِ

الهاء والضاد والميم

هَضَمَ الدَّواءُ الطَّعامَ يَهْضِمه هَضْما: نهكه.

والهَضَامُ والهَضُومُ والهاضُوم: كل دواء هَضَمَ طعامه كالجوارش.

وهَضَمَه يَهْضِمه هَضْما، واهْتَضَمه، وتَهَضَّمه: ظلمه وغصبه وقهره، والاسم الهَضيمَة.

ورجل هَضيمٌ: مظلوم.

وهَضَمَه هَضْما: نقصه، وهَضَمَ له من حقه يَهْضِمُ هَضْما: ترك له منه شيئا عن طيب نفس.

وهَضَمَ الشيء يَهْضِمه فهو مَهضُومٌ وهَضِيمٌ: كسره.

وهَضَم له من ماله يَهْضِم هَضْما: كسر وأعطى.

والهَضَّامُ: المنفق لماله، وهو الهَضُوم أيضا، والجمع هُضُمٌ، قال:

يا حَبَّذا حِينَ تُمْسِي الرّيحُ بارِدَةً

 

وَادي أُشَىٍّ وفِتْيانٌ به هُضُـمُ

ويد هَضُومٌ: تجود بما لديها تلقيه فما تبقيه، والجمع كالجمع، قال الأعشى:

فأمَّا إذا قَعَدُوا في النَّدِىّ

 

فأحْلامُ عادٍ وأيْدٍ هُضُمْ

والهَضَمُ: خمص البطن ولطف الكشح.

والهَضَمُ في الإنسان: قلة انجعار الجنبين ولطافتهما، ورجل أهْضَمُ وامرأة هَضْماءُ وهَضِيمٌ، وكذلك بطن هَضِيمٌ ومَهْضُومٌ، وأهْضَمُ.

والهَضَمُ: استقامة الضلوع وانضمام أعالي البطن، وقيل الهَضَمُ: استقامة الضلوع ودخول أعاليها، وهو من عيوب الخيل التي تكون خلقة قال النابغة الجعدي:

خيطَ عل زَفرَةٍ فَتمَّ ولـمْ

 

يَرجِعْ إلى دِقَّةٍ ولا هَضِم

يقول: إن هذا الفرس لسعة جوفه، وإجفار محزمة كأنه زفر فلما اغترق نفسه بنى على ذلك، فلزمته تلك الزفرة، فصيغ عليها لا يفارقها، ومثله قول الآخر:

بُنِيَتْ مَعاقِمُها على مُطَوِائهَا

أي كأنها تمطت فلما تناءت أطرافها، ورحبت شحوتها صغت على ذلك.

وفرس أهضَمُ، قال الأصمعي، لم يسبق الحلبة فرس أهضم قط، وإنما الفرس بعنقه وبطنه.

وقوله تعالى: -و نَخلٍ طَلعُها هَضِيمٌ- أي مُنهَضِم منضم في جوف الجف.

والهاضِم: ما فيه رخاوة أو لين، صفة غالبة، وقد هَضَمَه فانهضَم.

وقصبة مَهضومة ومُهَضَّمَةٌ وهَضيمٌ، للتي يزمر بها، قال لبيد يصف نهيق الحمار:

يُرَجِّعُ في الصُّوَى بِمُهَضَّمـاتٍ

 

يَجُبْنَ الصَّدرَ مِن قَصَبِ العَوالِي

شبه صوت حلقه بمهضمات المزامير، قال عنترة:

بَرَكَتْ على ماءِ الرِّداعِ كأنـمـا

 

بَرَكَتْ على قَصَبٍ أجَشَّ مُهَضَّمِ

وأنشد ثعلب لمالك بن نويرة:

كأنَّ هَضِيما مِنْ سَرارٍ مُعَيَّنا

 

تَعاوَرَهُ أجْوافُها مَطلَعَ الفجرِ

والهَضْم والهِضْمُ: المطمئن من الأرض، وقيل: بطن الوادي، وقيل: غمْضٌ ربما أنبت، والجمع أهضامٌ وهُضومٌ.

ورجل أهضَمُ: غليظ الثنايا.

وأهضَم المهر للإرباع: دنا منه، وكذلك الفصيل والبهمة، إلا أنه فيهما للأرباع والأسداس جميعا.

والمَهضومةُ: ضرب من الطيب يخلط بالمسك والبان.

والأهضامُ: البخور، وقيل: هو كل شيء يتبخر به غير العود واللبنى، واحدها هِضْمٌ وهَضْمٌ وهَضْمَةٌ، على توهم حذف الزائد.

وأهضامُ تبالة: قراها.

وبنو مُهَضَّمَةَ: حي.

الهاء والصاد والدال

صَهَدَتْه الشمس تَصْهَده صَهْداً وصَهَدانا: أصابته وحميت عليه.

والصَّيْهَدُ: شدة الحر، قال أمية:

فَأورَدها فَـيْحُ نَـجـمِ الـفُـرو

 

غِ مِن صَيهَدٍ الصَّيفِ بَردَ السِّمالِ

وقال أبو عبيد: الصَّيهَد هنا: السراب، وهو خطأ.

وهاجرة صَيْهَدٌ وصَيْهُودٌ: حارة.

والصَّيْهَد: الطويل.

والصَّهُودُ: الجسيم.

الهاء والصاد والراء

هَصَرَ الشيء يَهْصِرُه هَصْراً: جبذه وأماله.

والهَصْرُ: عطف الشيء الرطب، كالغصن ونحوه وكسره من غير بينونة، وقيل: هو عطفك أي شيء، كان هَصَرَهَ يَهْصِرُه هَصْراً فانهصَر، واهتصَرَه، وقال أبو حنيفة: الانهِصار والاهتِصار: سقوط الغصن على الأرض، وأصله في الشجرة، واستعاره أبو ذؤيب في العرض فقال:

وَيلُ أمِّ قَتْلَى فُوَيْقَ القاعِ من عُشَرٍ

 

مِن آلِ عُجَرَةَ أمسَى جَدُّهم هُصِرَا

وأسد هَصُورٌ وهَيْصَرٌ وهَيصارٌ وهَصًّارٌ ومِهصَرٌ وهُصَرَةٌ وهُصَرٌ ومُهتَصِرٌ: يكسر ويميل، من ذلك أنشد ثعلب:

وخَيْلٍ قد دَلَفْتُ لها بِـخَـيْلٍ

 

عليها الأُسدُ تَهتَصِرُ اهتِصار

والهَصْرُ: شدة الغمز، ورجل هَصِرٌ وهُصَر. وهَصَرَ قرنه يَهصِرُه هَصراً: غمزه.

والمُهاصِرِيُّ: ضرب من البرود.

والهَصْرَة والهَصَرَةُ: خرزة يؤخذ بها الرجال.

وهاصِرٌ وهَصَّارٌ ومُهاصِرٌ: أسماء.

مقلوبه: - ص ه ر -

الصِّهْر: القرابة، والصِّهْر: حرمة الختونة، وصِهْرُ القوم: ختنهم، والجمع أصهار وصُهَراءُ، الأخيرة نادرة، وقيل: أهل بيت المرأة: أصهار، وأهل بيت الرجل: أختان، وقال ابن الأعرابي: الصِّهرُ: زوج بنت الرجل وزوج أخته، والختن أبو امرأة الرجل وأخو امرأته، ومن العرب من يجعلهم أصهارا كلهم، وقد صاهر فيهم، وصاههم، أنشد ثعلب:

حَرائِرُ صاهَرْنَ المُلوكَ ولمْ يَزَلْ

 

على الناس مِن أبنائهـنَّ أمـيرُ

وأصْهَرَ بهم وإليهم: صار فيهم صِهراً.

وأصْهَرَ: مَتَّ بالصِّهرِ.

وربما كنوا بالصِّهْرِ عن القبر، لأنهم كانوا يئدون البنات فيدفنونهن فيقولون: زوجناهن من القبر، ثم استعمل هذا اللفظ في الإسلام، فقيل: نعم الصِّهرُ القبر، وقيل: إنما هذا على المثل، أي الذي يقوم مقام الصهر، وهو الصحيح.

وصَهَرَتْه الشمس: تَصْهَرُه صَهراً: اشتد عليه حرها حتى آلم دماغه، وانصَهَر هو، قال ابن أحمر:

تَروِي لَقىً أُلقِىَ في صَفصَفٍ

 

تَصهَرُه الشمسُ فما يَنصَهِرْ

تروى: تسوق إليه الماء، أي تصير له كالراوية، يقال: رويت أهلي وعليهم ريا: أتيتهم بالماء.

والصَّهْرُ: الحار: حكاه كراع، وأنشد:

إذ لا تزالُ لكمْ مُغَرْغِرَة

 

تَغْلى وأعْلى لَوِنها صَهْرُ

فعلى هذا يقال: شيء صَهْرٌ: حار.

وصَهَرَ الشحم ونحوه يَصْهَرُه صَهراً: أذابه. وفي التنزيل: -يُصْهَرُ بِه ما في بُطونهم والجُلودُ- أي يذاب.

واصطَهرَه: أذابه وأكله.

والصُّهارة: ما أذبت منه، وقيل: كل قطعة من الشحم صغرت أو عظمت: صُهارَةٌ.

وما بالبعير صُهارةٌ، أي نقى، وهو المخ.

واصطَهَر الحرباء: تلألأ ظهره من شدة حر الشمس.

والصَّيْهورُ: شبه منبر يعمل من طين أو خشب يوضع عليه متاع البيت من صفر أو نحوه، وليس بثبت.

والصَّاهور: غلاف القمر، أعجمي معرب.

مقلوبه: - ر ه ص -

الرَّهَص: أن يصيب الحجر حافرا أو منسما فيذوى باطنه، وقد رُهِصَت الدابة رَهْصًا، ورَهِصَتْ، وأرْهصَها الله، والاسم الرَّهْصَة.

ودابة رَهِيصٌ ورَهيصَةٌ: مرهوصة، والجمع رهصى.

والرَّواهِصُ من الحجارة: التي ترهص الدابة إذا وطئتها، وقيل: هي الثابتة الملتزقة المتراصة، واحدتها راهِصَة.

والرَّهْصُ: شدة العصر.

ورَهَصَه في الأمر رَهْصًا: لامه، وقيل: استعجله.

ورُهِصَ الحائط: دعم.

والرِّهْصُ: سفل عرق الحائط.

والرِّهْصُ: الطين الذي يجعل بعضه على بعض فيبنى به، قال ابن دريد: لا أدري ما صحته، غير انهم قد تكلموا به.

والرَّهَّاص: الذي يعمل الرِّهْصَ.

والمَرْهَصَة: الدرجة والمرتبة، قال الأعشى:

رَمَى بِكَ في أُخراهُم تَركُكَ العُلا

 

وفُضِّلَ أقوامٌ عليك مَراهِـصَـا

والإرهاص: الإثبات، واستعمله أبو حنيفة في المطر فقال: وأما الفرغ المقدم فإن نوءه من الأنواء المشهورة المذكورة المحمودة النافعة، لأنه إرهاص للوسمى، وعندي انه يريد إنها مقدمة له وإيذان به.

والإرهاص على الذنب: الإصرار عليه، وفي الحديث: "و إن ذنبه لم يكن عن إرهاص".

والأسد الرَّهيصُ: من فرسان العرب معروف.

الهاء والصاد واللام

الصَّهَلُ: حدة الصوت مع بحح، كالصَّحَل.

والصَّهيلُ: من أصوات الخيل، صَهَل يَصْهَل ويَصهِل صَهِيلا.

وفرس صَهَّالٌ: كثير الصَّهيل.

ورجل ذو صاهِلٍ: شديد الصِّيالِ والهياج.

والصاهِلُ من الإبل: الذي يخبط بيده ورجله وتسمع لجوفه دويا من عزة نفسه.

وصاهِلةُ: اسم.

وبنو صاهِلَةَ: بطن.

الهاء والصاد والنون

النَّهْصُ: الظلم، وقد تقدمت في الضاد، وهو الصحيح.

الهاء والصاد والباء

هَبِصَ الكلب: حرص على الصيد وقلق نحوه.

وهَبِصَ هَبْصَاً وهبَصاً، وهو هَبِصٌ وهابِصٌ: نشط ونزق، وقال اللحياني: قفز، ونزا والمعنيان متقاربان، والاسم الهبَصَي.

وهبَصَ يَهبِصُ هَبْصاً: مشى عجلا.

مقلوبه: - ص ه ب -

الصَّهَب والصُّهبَة: أن تعلو الشعر حمرة وأصوله سود، فإذا دهن خيل إليك انه أسود، وقيل، هو أن يحمر الشعر كله، صَهِبَ صهَبا، واصهَبَّ، واصهابَّ، وهو أصهَبُ. وقيل: الأصهبُ من الشعر: الذي تخلط بياضه حمرة.

والأصهَب من الإبل: الذي ليس بشديد البياض، وقال ابن الأعرابي: العرب قول: قريش الإبل: صُهْبُها وأدمها، يذهبون في ذلك إلى تشريفها على سائر الإبل، وقد أوضحوا ذلك بقولهم: خير الإبل صُهُبها وحمرها، فجعلوها خير الإبل، كما أن قريشا خير الناس عندهم.

ويقال للأعداء: صُهْبُ السبال وإن لم يكونوا كذلك، قال:

جاءوا يَجرُّون الحديدَ جَرَّا

صُهبَ السِّبالِ يَبتغونَ الشَّرَّا

وإنما يريد أن عداوتهم لنا كعداوة الروم، والروم صُهبُ السبال والشعور، وإلا فهم عرب، وألوانهم الأدمة والسمرة والسواد.

والصَّهباءُ: الخمر، قيل: هي التي عصرت من عنب بيض، وقيل: هي تكون منه ومن غيره، وذلك إذا ضربت إلى البياض، قال أبو حنيفة: الصَّهباءُ: اسم لها كالعلم، وقد جاء بغير ألف ولام، لأنها في الأصل صفة. قال الأعشى:

وصَهباءَ طافَ يَهودِيُّها

 

وأبْرزَها وعليها خَتَم

وأصهَبَ الرجل: ولد له أولاد صُهْبٌ.

والصُّهابِيُّ كالأصهَبِ، وقول هميان:

يُطيرُ عنها الوبَرَ الصُّهابِجا

أراد الصُّهابِيَّ، فخفف وأبدل، وقول العجاج:

بِشعْشَعانِيٍّ صُهابِيٍّ هَدلْ

إنما عنى به المشفر وحده، وصفه بما توصف به الجملة.

وصُهْبَى: اسم فرس النمر بن تولب، وإياها عنى بقوله:

لقد غدَوتْ بِصُهْبَي وهي مُلهِبةٌ

 

إلهابُها كضِرامِ النارِ في الشِّيحِ

ولا أدري أشتقه من الصِّهَب الذي هو اللون، أم ارتجله علما.

والصُّهابِيُّ: الوافر الذي لم ينقص.

ونعم صُهابِيٌّ: لم تؤخذ صدقته، بل هو بوفره.

والصُّهابِيُّ من الرجال: الذي لا ديوان له.

ورجل صَيْهَبٌ: طويل.

وصخرة صَيْهَبٌ: صلبة.

ويوم صَيْهَبٌ: شديد الحر.

والصَّيْهَب: شدة الحر، عن ابن الأعرابي وحده، ولم يحكه غيره إلا وصفا.

وصُهابُ: موضع: جعلوه اسما للبقعة، وأنشد الأصمعي:

وأَّبِى الذي تركَ الملوكَ وجَمعَهم

 

بِصُهابَ هامِدُة كأمسِ الدابـرِ

وصُهَيبُ بن سنان: رجل، وهو الذي أراده المشركون مع نفر معه على ترك الإسلام وقتلوا بعض النفر الذين كانوا معه، فقال لهم صُهَيبٌ: أنا شيخ كبير إن كنت عليكم لم أضركم وإن كنت معكم لم أنفعكم، فخلوني وما أنا عليه وخذوا مالي، فقبلوا منه، وأتى المدينة فلقيه أبو بكر الصديق، فقال له: ربح البيع يا صُهَيبُ، فقال له: وأنت ربح بيعك يا أبا بكر، وتلا قوله تعالى: -و من الناسِ مَن يْشِري نَفسَه ابتِغاءَ مَرضاةِ اللهِ-.

الهاء والصاد والميم

الهَصْمُ: الكسر: وناب هَيْصَمٌ: يكسر كل شيء، وأسد هَيصَمٌ، من ذلك. وقيل: سمى به لشدته، وقيل: الهَيْصَم: اسم للأسد.

والهَيْصَم: حجر أملس تتخذ منه الحقاق. وأكثر ما يتكلم به بنو تميم، وربما قلبت فيه الصاد زايا.

وهَيصَمٌ: رجل.

والهَصَمْصَمُ: الأسد.

مقلوبه: - ه م ص -

الهَمَصَة: هنة تبقى من الدبرة في غارب البعير.

مقلوبه: - ص ه م -

الصَّيْهَم: الشديد قال:

فَغدا على الرُّكبانِ غيرَ مُهَلَّلٍ

 

بِهِراوةٍ شَكِسِ الخليقةِ صَيِهَمِ

والصَّيْهَم: الجمل الضخم.

والصّيْهَمُ: الذي يرفع رأسه، وقيل: هو العظيم الغليظ، وقيل: هو الجيد البضعة، وقيل: هو القصير، مثل به سيبويه، وفسره السيرافي.

والصِّهْمِيمُ من الرجال: الشجاع الذي يركب رأسه لا يثنيه شيء عما يريد.

والصِّهميمُ من الإبل: الشديد النفس الممتنع السيئ الخلق، وقيل: هو الذي لا يرغو، وسئل رجل من أهل البادية عن الصِّهْميِمِ فقال: هو الذي يزم بأنفه، ويخبط بيديه، ويركض برجليه قال ابن مقبل:

وقرَّبوا كلَّ صِهْمِيمٍ مناكِبُه

 

إذا تَداكأَ منه دفعُه شَنَفـا

وقال يعقوب: مناكبه: نواحيه: تداكأ: تدافع، وتدافعه: سيره.

الهاء والسين والطاء

هَطَس الشيء يَهْطِسُه هَطْسا: كسره، حكاه ابن دريد، قال: وليس بثبت.

الهاء والسين والدال

هَدَسَه يَهْدِسُه هَدْسا: طرده وزجره. يمانية مماته.

والهَدَس: شجر، وهو عند أهل اليمن الآس.

مقلوبه: - س ه د -

سَهَدَ يَسْهَدُ سَهَداً وسُهْداً وسُهادا: لم ينم.

ورجل سُهُدٌ:قليل النوم، قال أبو كبير:  

فَأتَتْ بهِ حوشَ الفؤادِ مُبَطَّنا

 

سُهُدا إذا ما نامَ لَيلُ الهَوْجَلِ

وعين سُهُدٌ: كذلك.

وقد سَهَّده الهم والوجع.

وما رأيت من فلان سَهْدةً، أي أمر أعتمد عليه من خير أو بركة أو كلام مقنع وشيء سَهْدٌ مَهْدٌ، أي حسن.

والسَّهْوَدُ: الطويل الشديد.

وسُهدَدُ: اسم جبل، لا ينصرف، كأنه يذهبون به إلى الصخرة أو البقعة.

مقلوبه: - د ه س -

الدُّهْسَة: لون يعلوه أدنى سواد يكون في الرمال والمعز.

ورمل أدْهَسُ، والدَّهاسُ من الرمل: ما كان كذلك لا ينبت شجرا، وتغيب فيه القوائم، وقيل: هو كل لين سهل لا يبلغ أن يكون رملا وليس بتراب ولا طين، وقال ذو الرمة:

جاءت من البَيْضِ زُعراً لا لِباسَ لها

 

إلا الـدَّهـاسُ وأمٌّ بُـــرَّةٌ وأبُ

وهي الدَّهَس.

وقيل الدَّهَس: الأرض السهلة يثقل فيها المشي، وقيل: هي الأرض التي لا يغلب عليها لون الأرض ولا لون النبات، وذلك في أول نباتها، والجمع أدهاسٌ، وقد ادْهاسَّتِ الأرض.

وأَدْهَسَ القوم: ساروا في الدَّهَسِ،كما يقال: أوعثوا: ساروا في الوعث.

والدَّهْساءُ من الضأن: التي على لون الدَّهَسِ.

والدَّهْساء من المعز كالصدآء، إلا إنها أقل منها حمرة.

مقلوبه: - س د ه -

السَّدَه والسُّداهُ: شبيه بالدَّهش، وقد سَدِهَ.

الهاء والسين والتاء

السَّتْه، والسَّتَه، والإسْت معروفة، وهو من المحذوف المجتلبة له ألف الوصل، وقد يستعار ذلك للدهر،و قوله أنشده ثعلب:

إذا كَشَفَ اليوم العَماسُ عن أسْتِهِ

 

فلا يَرتَدِي مِثلي ولا يَتـنـعَّـمُ

يجوز أن تكون الهاء فيه راجعة إلى اليوم، ويجوز أن تكون راجعة إلى رجل مهجو، والجمع أستاه، قال عامر بن عقيل السعدي، وهو جاهل:

رِقابٌ كالمَواجنِ خاظِياتٌ

 

وأستاهٌ على الأكوارِ كومُ

خاظيات: غلاظ سمان.

ويقال: سَهٌ، وسُهٌ، في هذا المعنى بحذف العين قال:

إنَّ عُبَيدًا هي صِبيانُ السَّهْ

والسَّتَه: عظم الإست.

ورجل أستَه: عظيم الإست، والجمع سُتْهٌ، وسُتْهانٌ هذه عن اللحياني، وامرأة سَتْهاءُ، كذلك، ورجل سُتهُمٌ، والأنثى سُتْهُمَةٌ كذلك، والميم زائدة.

وسَتهْتُه أستَهُهُ سَتْها: ضربت أسته.

وجاء يَسْتَهُه، أي يتبعه من خلفه لا يفارقه، لأنه يتلو أسته.

والأستَه والسَّتِهُ: الطالب للاسْتِ، وهو على النسب، كما يقال: رجل حرح، التمثيل لسيبويه.

وكان ذلك على أسْتِ الدهر، أي قدمه، قال أبو نخيلة:

ما زالَ مَجْنُوناً على أسْتِ الدَّهرِ

 

الهاء والسين والراء

هَرَسَ الشيء يَهْرِسُه هَرْسا: دقه وكسره، وقيل: الهَرْسُ: دقك الشيء ولبينه وبين الأرض وقاية، وقيل: هو دقك إياه بالشيء العريض.

والمِهراسُ: الآلة المهروس بها.

والهَرِيس: ما هُرِس، وقيل: الهَرِيسُ: الحب المهروس قبل أن يطبخ فإذا طبخ فهو الهَريسةُ.

وأسد هَرَّاسٌ: يَهرِس كل شيء.

والهِرْماسُ: من أسماء الأسد، وقيل: هو الشديد من السباع، فعمال من الهَرْسِ على مذهب الخليل، وغيره يجعله فعلال، وسيأتي ذكره.

وهَرَس يَهرِس هَرْسا: أخفى أكله، وقيل: بالغ فيه، فكأنه ضد.

وإبل مَهاريسُ: شديدة الأكل.

والهَرِس والأَهْرَس: الشديد المراس من الأسد.

والهِرْسُ: الثوب الخلق، قال ساعدة بن جؤية:

صِفْرِ المَباءَةِ ذي هِرْسَينِ مُنعَجِفٍ

 

إذا نَظَرتَ إليهِ قُلتَ قد فَـرَجـا

والهَرَاسُ: شجر كثير الشوك، قال النابغة:

فَبِتُّ كأنَّ العائِداتِ فَرَشْنَـنِـي

 

هَراسا به يُعلَى فِراشِي ويُقْشَبُ

وقال أبو حنيفة: الهَراسُ من أحرار البقول، واحدته هَراسَةٌ، وبه سمى الرجل.

وأرض هَرِسَةٌ: ينبت فيها الهَراسُ.

والمِهْراسُ: حجر مستطيل منقور يتوضأ منه.

والمِهراسُ: موضع. ويقل: مِهراسٌ أيضا، قال الأعشى:

فَرُكنِ مِهراسٍ إلى مارِدٍ

 

فَقاعِ مَنفوحَةَ ذي الحائِرِ

مقلوبه: - س ه ر -

سَهِرَ سَهَراً: لم ينم ليلا، ومن دعاء العرب على الإنسان: ماله سَهِرَ وعَبِرَ.

وقد أسهَرَني الهم والوجع، قال ذو الرمة ووصف حميرا وردت مصايد:  

وقد أسْهَرَتْ ذا أسهُمٍ باتَ جاذِلا

 

لهُ فَوقَ زُجَّىْ مِرْفَقَيهِ وَحاوِحُ

ورجل سَهَّارُ العين: لا يغلبه النوم، عن اللحياني.

وقالوا: ليل ساهِرٌ، أي ذو سَهَرٍ، كما قالوا: ليل نائم، وقول النابغة:

كتَمتُك ليلا بالجَمُومَينِ ساهِرا

 

وهَمَّينِ: هَمًّا مُستَكِنًّا وظاهِرا

جوز أن يكون ساهرا نعتا لليل، جعله ساهرا على الاتساع، وأن يكون حالا من التاء في كتمتك، وقول أبي كبير:

فسَهِرْتُ عنها الكالِئَينِ فلـم أَنـمْ

 

حتى التَفَتُّ إلى السِّماكِ الأعزَلِ

أراد: سَهِرْت معهما حتى ناما.

والساهِرَة: الأرض، وقيل: وجهها، وفي التنزيل: -فإذا هُم بِالساهِرَةِ- وقيل: الساهِرَةُ: الفلاة، قال أبو كبير:

يَرْتَدنَ ساهِرَةً كأنَّ حَميمَها

 

وعَميمَها أسدافُ لَيلٍ مُظلِمِ

وقيل هي الأرض التي لم توطأ، وقيل: هي أرض يجددها الله يوم القيامة.

والأسهَرانِ: عرقان يصعدان من الأنثيين حتى يجتمعا عند باطن الفيشلة، وهما عرقا المنى، وقيل: هما العرقان اللذان يندران من الذكر عند الإنعاظ، وقيل: هما عرقان في المتن يجري فيهما الماء ثم يقع في الذكر، قال الشماخ:

تُوائِلُ مِن مِصَكٍّ أنصَبَتهُ

 

حَوالِبُ أَسْهَرَيهِ بالذَّنِينِ

وأنكر الأصمعي الأسهَرَينِ قال: وإنما الرواية أسهَرَتهُ، أي لم تدعه ينام. وذكر أن أبا عبيدة غلط، قال أبو حاتم،و هو في كتاب عبد الغفار الخزاعي، وإنما اخذ كتابه فزاد فيه، اعني كتاب صفة الخيل، ولم يكن لأبي عبيدة علم بصفة الخيل، وقال الأصمعي: لو أحضرته فرسا وقيل: ضع يدك على شيء منه ما درى أين يضعها.

والأَسْهَرانِ: عرقان في الأنف، وقيل: عرقان في العين.

والساهِرَة والسَّاهور، كالغلاف للقمر يدخل فيه إذا كسف. قال أمية:

قَمرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغمَدُ

وقال آخر يصف امرأة:

كأنَّها عِرقُ سامٍ عند ضارِبهِ

 

أو فِلْقَةٌ مِن جَوِف ساهورِ

يعني شقة القمر.

والساهور والسَّهَرُ: نفس القمر.

والسَّاهُورُ: دارة القمر كلاهما سرياني.

مقلوبه: - ر ه س -

رَهسَه يَرْهَسُه رَهْساً: وطئه وطأ شديدا.

الهاء والسين واللام

الهَلْسُ والهُلاس: شبه السلال من الهزال.

وهلَسَه الداء يَهْلِسُه هَلْسا: خامره، قال الكميت:

يُعالِجنَ أدواءَ السُّلالِ الهَوالِسا

والمَهْلُوس من الرجال: الذي يأكل ولا يرى اثر ذلك في جسمه.

وركب مَهْلُوسٌ: قليل اللحم لازق على العظم يابس، وقد هُلِسَ هَلْسا.

ورجل مُهْتَلَس العقل: ذاهبه.

وأهلَس في الضحك: أخفاه، قال:

تَضحك مني ضَحِكا إهْلاسا

أراد: ذا إهلاسٍ، وإن شئت جعلته بدلا من ضحك.

وهالَسَ الرجل: ساره، قال حميد بن ثور:

مُهالَسَةً والسِّتْرُ بـينـي وبـينـهُ

 

بِداراً كتَحليلِ القَطا جازَ بالضَّحْلِ

مقلوبه: - س ه ل -

السَّهْلُ: كل شيء إلى اللين وقلة الخشونة، والنسب إلى سهلي، على غير قياس.

والسَّهِلُ كالسَّهْلِ، قال الجعدي يصف سحابا:

حتى إذا هَبطَ الأفلاجَ وانقطَعتْ

 

عنهُ الجَنُوبُ وحلَّ الغائِطَ السَّهِلا

وقد سَهُلَ سُهولةً.

وسَهَّلَه: صيره سَهْلا، وفي الدعاء: سَهَّلَ الله عليك الأمر ولك، أي حمل مؤونته عنك وخفف عليك.

والسَّهْل من الأرض: نقيض الحزن، وهو من الأسماء التي أجريت مجرى الظروف والجمع سُهُولٌ.

وأرض سَهلةٌ وقد سَهُلتْ سهولةً، جاءوا به على بناء وضده، وهو قولهم حزنت حزونة.

وأسهَلَ القوم: صاروا في السَّهْلِ، وقول غيلان الربعي يصف حلبة:

وأسْهَلوهنَّ دُقاقَ البَطحاءْ

إنما أراد أسْهلوا بهن في دقاق البطحاء، فحذف الحرف، وأوصل الفعل.

وبعير سُهْلِيٌّ: يرعى في السُّهولةِ.

ورجل سَهْلُ الوجه، عن اللحياني، ولم يفسره، وعندي انه يعني بذلك قلة لحمه، وهو ما يستحسن.

والسّهْلَة: راب كالرمل يجيء به الماء.

وأرض سَهِلَةٌ: كثيرة السَّهْلَةِ.

وإسْهالُ البطن كالخلفة، وقد أُسْهِلَ الرجل وأُسْهِلَ بطنه، وأسْهَلَه الدواء.

والسَّهْلُ: الغراب.

وسَهْلٌ وسُهَيْلٌ: اسمان.

وسُهَيلٌ: كوكب يمان.

مقلوبه: - ل ه س -

لَهَسَ الصبي ثدي أمه لَهْسا: لطعه بلسانه ولم يمصصه.

والمُلاهِس: المزاحم على الطعام من الحرص قال:

مُلاهِسُ القومِ على الطعامِ

وجائِزٌ في قَرْقَف المُدامِ

شُربَ الهِجالِ الوُلَّهِ الهِيامِ

الجائز: العابُّ في الشراب.

مقلوبه: - س ل ه -

سَلِيهٌ مَلِيهٌ: لا طعم له، كقولك: سليخ مليخ، عن ثعلب. 

الهاء والسين والنون

نَهَسَ الطعام: تناول منه.

ونَهَسَتْه الحية: عضته، والشين لغة.

وناقة نَهُوس: عضوض، ومنه قول الأعرابي في وصف الناقة: إنها لعسوس ضوس شموس نهوس.

ونَهَسَ اللحم يَنْهَسه نَهْساً ونَهسَانا: انتزعه بالثنايا للأكل.

ونسر مِنْهَسٌ، قال العجاج:

مُضَبَّرُ اللَّحْيَينِ نَسْرا مِنْهَسا

ورجل مَنْهُوسٌ ونَهيسٌ: قليل اللحم خفيف، قال الأفوه الأودي يصف فرسا:

يَغشَى الجَلاميدَ بأمثالِـهـا

 

مُرَكَّباتٍ في وَظيفٍ نَهيسْ

والنُّهَسُ: ضرب من الصرد، وقيل: هو طائر يصطاد العصافير: ويديم تحريك ذنبه، والجمع نِهْسانٌ.

مقلوبه: - س ن ه -

السَّنةُ: العام، منقوصة، والذاهب منها يجوز أن يكون هاء وواوا، بدليل قولهم في جمعها: سَنَهاتٌ وسَنواتٌ، كما أن عضة كذلك، بدليل قولهم: عضاه وعضوات.

والسَّنةُ مطلقة: السَّنةُ المجدبة، أوقعوا ذلك عليها إكبارا لها، وتشنيعا واستطالة، يقال: أصابتهم السَّنةُ، والجمع من كل ذلك سَنَهاتٌ وسِنونَ، كسروا السين ليعلم بذلك انه قد أخرج عن بابه إلى الجمع بالواو والنون، وقد قالوا سنينٌ، أنشد الفارسي:

دَعانِيَ مِن نَجدٍ فإنَّ سِنينَه

 

لَعِبنَ بِنا شِيباً وشَيَّبنَنا مُرْدا

فثبات نونه مع الإضافة يدل على إنها مشبهة بنون قنسرين فيمن قال هذه قنسرين.

وسانَههَ مُسانَهَهً وسِناها، والأخيرة عن اللحياني: عامله بالسَّنةِ واستأجره لها.

وسانَهَت النخلة وهي سَنْهاءُ: حملت سَنةً ولم تحمل أخرى، فأما قوله:

لَيسَتْ بِسَنـهـاءَ ولا رُجَّـبِـيَّةٍ

 

ولكن عَرايا في السنينَ الجَوائِحِ

فقد تكون النخلة التي حملت عاما ولم تحمل آخر، وقد تكون التي أصابها الجدب وأضرَّ بها، فنفى ذلك عنها.

وأرض بني فلان سَنةٌ، أي مجدبة.

وسَنِهَ الطعام والشراب سَنَها، وتَسَنَّهَ: تغير، وعليه وجه بعضهم قوله تعالى: -فانظُرْ إلى طَعامِك وشَرابِك لم يَتَسَنَّهْ-.