باب الثلاثي الصحيح: الفرع الرابع

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الثالث

حرف الهاء

الفرع الرابع

الهاء والسين والفاء

السَّهَفُ، والسُّهاف: شدة العطش، سَهِف سَهَفاً.

ورجل ساهِفٌ ومَسْهوفٌ: عطشان.

وناقة مِسْهافٌ: سريعة العطش.

والسَّهْفُ: تشحط القتيل في نزعه واضطرابه.

والسَّهْفُ: حرشف السمك.

والمَسْهَفَة: الممر، كالمسهكة، قال ساعدة بن جؤية:

بِمَسْهَفَةِ الرِّعـاءِ إذا

 

همُ راحوا وإنْ نَعَقُوا

وسَيْهَفٌ: اسم.

مقلوبه: - س ف ه -

السَّفَه والسَّفاهُ والسَّفاهة: خفة الحلم، وقيل: نقيض الحلم، وقيل: الجهل، وهو قريب بعضه من بعض، وقد سَفِهَ حلمه ورأيه ونفسه سَفَها وسَفاهَةً: حمله على السَّفَهِ، قال اللحياني: هذا هو الكلام العالي، قال: وبعضهم يقول: سَفُهَ، وهي قليلة.

وسَفِهَ علينا وسَفُه: جهل، فهو سَفِيهٌ، والجمع سُفَهاءُ وسِفاهٌ، والأنثى سَفِيهةٌ، والجمع سَفِيهاتٌ وسَفائِه وسُفُهٌ وسِفاهٌ.

وسَفَّهَ الرجل: جعله سَفيها.

وسَفَّهه: نسبه إلى السَّفَهِ.

وسَفَّهَ الجهل حلمه: أطاشه وأخفه، قال:

ولا تُسَفِّهُ عندَ الوِردِ عَطْشَتُـهـا

 

أحلامَنا وشَرِيبُ السَّوْءِ يَضْطَرِمُ

وسَفِهَ نفسه: خسرها جهلا.

وقوله تعالى: -و لا تُؤتوا السُّفَهاءَ أموالكمُ التي جعَل اللهُ لكُم قِياما- قال اللحياني: بلغنا انهم النساء والصبيان الصغار، لأنهم جُهَّالٌ بموضع النفقة، قال: وروى عن ابن عباس أنه قال: "النساء أسفَهُ السُّفهاء".

وقول المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم: أتسفه أحلامنا؟ معناه: أتجهل أحلامنا؟ وقوله تعالى: -فإنْ كان الذي عليه الحق سَفِيها أو ضَعيفا- معناه إن كان جاهلا أو صغيرا، وقال اللحياني: السَّفيهُ الجاهل بالإملال، وهذا خطأ، لأنه قد قال بعد هذا -أوْ لا يستطيعُ أن يُمِلَّ هُوَ-.

وواد مُسْفَهٌ: مملوء، كأنه جاز الحد فَسَفُهَ، فَمُسفَهٌ على هذا متوهم من باب أسفَهتُه: وجدته سَفيها، قال عدي بن الرقاع:

فما بهِ بَطنُ وادٍ غِبَّ نَضْحَتهِ

 

وإنْ تَراغَبَ إلا مُسْفَهُ تَئِقُ

والسَّفَه: الخفة.

وثوب سَفِيهٌ: لهله سخيف.

وتَسفَّهتِ الرياح: اضطربت.

وتَسَفَّهتِ الريح الغصون: حركتها واستخفتها، قال ذو الرمة:

مَشَيْنَ كما اهتزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ

 

أعالَيها مَرُّ الرّياحِ الـنَّـواسِـمِ

وسَفِهَ الماء سَفْهاً: أكثر شربه فلم يرو، والله أسفهه إياه، وحكى اللحياني: سَفِهتُ الماء وسافَهتُه: شربته بغير رفق.

وسَفَهْتُ وسَفِهتُ، كلاهما: شُغلت أو شَغلت.

وسَفِهتُ نصيبي: نسيته، عن ثعلب. 

الهاء والسين والباء

السَّهْبُ والمُسْهِبُ والمُسْهَبُ: الشديد الجري البطيء العرق من الخيل.

والمُسْهِبُ والمُسْهَبُ: الكثير الكلام، قال الجعدي:

غَيرَ عَيِيٍّ ولا مُسْهِبِ

ويروى مُسْهَبِ وقد اختلف في هذه الكلمة فقال أبو زيد: المُسْهِب: الكثير الكلام، وقال ابن الأعرابي: أسهب الرجل فهو مُسهَبٌ.

والمُسْهَبُ والمُسْهِبُ: الذي لا تنتهي نفسه عن شيء طمعا وشرها.

ورجل مُسْهَبٌ: ذاهب العقل، وقيل: هو الذاهب العقل من لدغ حية أو عقرب، وقيل: هو الذي يهذي من خرف.

والتَّسْهِيب: ذهاب العقل، والفعل منه ممات، قال ابن هرمة:

أمْ لا تَذَكَّرُ سَلمَى وهيَ نازِحةٌ

 

إلا اعتراكَ جَوَى سُقمٍ وتَسهيبُ

ورجل مُسْهَب الجسم: إذا ذهب جسمه من حب، عن يعقوب، وحكى اللحياني، رجل مُسْهِبُ العقل بالكسر، ومسهم، على البدل، قال: وكذلك الجسم إذا ذهب من شدة الحب.

والمُسْهَبُ: المتغير اللون من حب أو فزع أو مرض.

وموضع مُسهِبٌ: لا يمسك الماء، عن ابن الأعرابي.

والسُّهْبُ من الأرض: المستوى في سهولة، والجمع سُهوبٌ، وقيل: سهُوبُ الفلاة: نواحيها التي لا مسلك فيها.

وبئر سَهْبَةٌ: بعيدة القعر.

والمُسهَبةُ من الآبار: التي تغلبك سهلتها حتى لا تقدر على الماء وتسهل.

وأسْهَب القوم: حفروا فهجموا على الرمل أو الريح، قال:

حَوْضُ طَوِىُّ نِيلَ من إسهابِها

يَعتَلِجُ الآذِى مِن حَبابِها

وحفر القوم حتى أسهَبوا، أي لم يصيبوا خيرا، هذه عن اللحياني.

والمُسهِب: الغالب المكثر في عطائه.

ومضى سَهْبٌ من الليل، أي وقت.

والسَّهْباءُ: بئر لبني سعد، وهي أيضا: روضة معروفة مخصوصة بهذا الاسم.

مقلوبه: - ب ه س -

البَهْسُ: المقل ما دام رطبا، والشين لغة، وقد تقدم.

والبَهْسُ: الجرأة.

وبَيْهَسٌ: من صفات الأسد، مشتق منه.

وبُهَيْسَةُ: اسم امرأة، قال نفر جد الطرماح:

ألا قالت بُهَيْسَةُ ما لِنَفْـرٍ

 

أراه غَيَّرَتْ منه الدُّهور

ويروى بُهَيْشَةٍ بالشين، وقد تقدم.

مقلوبه: - س ب ه -

السَّبَه: ذهاب العقل من الهرم.

ورجل مَسْبوهٌ، ومُسبَّهٌ وسَباهٍ: مدله ذاهب العقل، أنشد ابن الأعرابي:

ومُنتَخَـبٍ كـأنَّ هـالةَ أُمُّـهُ

 

سَباهِي الفُؤَادِ ما يعيشُ بِمَعْقُولِ

هالَةُ هنا: الشمس، ومنتخب: حذر كأنه لذكاء قلبه فزع، ويروى "كأن هالة أمه" أي هو رافع رأسه صعدا كأنه يطلب الشمس، فكأنها أمه.

وقال كراع: السُّباهُ، بضم السين: الذاهب العقل، وهو أيضا الذي كأنه مجنون من نشاطه، والظاهر من هذا انه غلط، إنما السُّباهُ: ذهاب العقل، أو النشاط الذي كأنه مجنون.

ورجل سَبِهٌ وسَباهٍ وسَباهِيَةٌ: متكبر.

الهاء والسين والميم

هَسَمَ الشيء يَهْسِمُه هَسْماً: كسره.

مقلوبه: -ه م س -

الهَمْسُ: الخفي من الصوت والوطء والأكل، وقد هَمسوا الكلام هَمْسا، وفي التنزيل: -فلا تَسمَعُ إلا هَمْسا-.

والهَموس والهَمِيسُ جميعا، كالهْمسِ في جميع هذه الأشياء، وقيل: الهَمِيسُ: المضغ الذي لا يفغر به الفم، وكذلك المشي الخفي الحس قال:

وهنَّ يَمشينَ بِنا هَميسا

وقيل الهَمسُ والهَميسُ: حس الصوت في الفم مما لا إشراب له من صوت الصدر، ولا جهارة في المنطق، ولكنه كلام في الفم كالسر.

وتَهامسَ القوم: تساروا، قال:  

فَتهامَسوا سِراً وقالوا عَرِّسوا

 

في غيرِ تَمئِنَةٍ بغيرِ مُعَرَّسِ

والحروف المهموسة عشرة أحرف، وهي: الهاء والحاء والخاء والكاف والشين والصاد والتاء والسين والثاء والفاء، ويجمعها في اللفظ قولك: "ستشحثك خصفة" قال سيبويه: وأما المهموس فحرف ضعف الاعتماد من موضعه حتى جرى معه النفس: قال بعض النحويين: وأنت تعتبر ذلك بأنه قد يمكنك تكرير الحرف مع جري النفس نحو، سسسس كككك، هههه، ولو تكلفت ذلك في المجهور لما أمكنك. قال ابن جني: فأما حروف الهمس فإن الصوت الذي يخرج معها نفس، وليس من صوت الصدر إنما يخرج منسلا، وليس كنفخ الزاي والظاء والذال والضاد، والراء شبيهة بالضاد.

وأسد هَمُوسٌ وهَمَّاسٌ: شديد الغمز بضرسه قال الهذلي:

يَحمي الصَّريمةَ أُحدانُ الرّجالِ لهُ

 

صَيْدٌ ومُجترِئ بالليلِ هَـمَّـاس

مقلوبه: - س ه م -

السَّهْمُ: الحظ، والجمع سُهُمانٌ وسُهْمَة، الأخيرة كأخوة.

والسَّهْم: القدح الذي يقارع به، والجمع سِهامٌ.

واستْهَمَ الرجلان: تقارعا.

وساهمَ القوم فَسَهَمُهمْ سَهما: قارعهم فقرعهم.

والسَّهْم: واحد النبل. وهو مركب النصل والجمع أسهُمٌ وسِهامٌ.

وبرد مُسَهَّمٌ: مخطط بصور على شكل السّهام، وقال اللحياني: إنما ذلك لوشي فيه، قال ذو الرمة يصف دارا:

كأنها بعدَ أحوالٍ مَضَيْنَ لها

 

بالأشيَمَيْنِ يَمانٍ فيه تَسهِيمُ

والسَّهْم: مقدار ست أذرع في معاملات الناس ومساحاتهم.

والسَّهْم: حجر يجعل على باب البيت الذي يبنى للأسد ليصاد فيه. فإذا دخله وقع الحجر على الباب فسده.

والسُّهْمَة: القرابة قال عبيد:

قدْ يوصَلُ النازح النَّائِي وقدْ

 

يُقطَعُ ذو السُّهْمَةِ القَريبُ

والسُّهام والسَّهامُ: الضمر وتغير اللون وذبول الشفتين.

سَهَمَ يَسْهمُ سُهاما وسُهوما، وقول عنترة:

والخَيلُ ساهِمَةُ الوجوهِ كأنّما

 

يُسقَى فوارِسُها نَقيعَ الحَنْظَلِ

فسره ثعلب فقال: إنما أراد أن أصحاب الخيل تغيرت ألوانهم مما بهم من الشدة، ألا تراه قال:

يُسقَى فَوارِسُها نَقيعَ الحَنْظَلِ

فلو كان السُّهامُ للخيل أنفسها لقال: كأنما تسقى نقيع الحنظل.

وفرس ساهِمُ الوجه، محمول على كريهة الجري وقد سُهِمَ، وكذلك الرجل إذا حمل على كريهة الحرب.

والسُّهُوم: العبوس من الهم، قال:

إنْ أَكُنْ موثَقاً لِكِسرَى أسيراً

 

في هُمومٍ وكُربَةٍ وسُهـومِ

رَهنَ قَيدٍ فما وَجدتُ بَـلاءً

 

كإسارِ الكريمِ عندَ الـلَّـئيمِ

والسُّهام داء يأخذ الإبل.

والسَّهام: وهج الصيف وغبارته، قال ذو الرمة:

كأنا على أولادِ أحقَبَ لاحَهُ

 

رَمىُ السَّفا أنفاسَها بِسَهامِ

والسَّهام: لعاب الشيطان، قال بشر بن أبي خازم:

وأرضٌ تَعِزفُ الجِنَّانُ فيها

 

فَيافِيها يَطيرُ بِها السَّهـام

والسَّهام: الريح الحارة، واحدها والجمع سواء، قال لبيد:

ورَمَى دَوابِرَها السَّفا وتَهيَّجَـتْ

 

ريحُ المَصايِفِ سَوْمُها وسَهامُها

والسَّهُوم: العُقاب.

وأسهَم الرجل فهو مُسهَمٌ، نادر: إذا كثر كلامه، كأسهب فهو مسهب، والميم بدل من الباء.

ورجل مُسهَمُ العقل والجسم، كمسهب. وحكى يعقوب أن ميمه بدل، وحكى اللحياني: رجل مُسهِم العقل، كمسهب، قال: وهو على البدل أيضا.

وسهْمٌ وسُهَيْمٌ: اسمان.

وسَهامٌ: موضع، قال أمية بن أبي عائذ:

تَصَيَّفْتُ نَعْمانَ واصَّيَّفَتْ

 

جُنوبَ سَهامٍ إلى سُرْدَدِ

مقلوبه: - س م ه -

سَمَهَ البعير والفرس في شوطه يَسْمَه سُمُوها: لم يعرف الإعياء.

والسُّمَّهُ، والسُّمَّهْىَ، والسُّمَّيْهَي كله: الباطل.

وذهبت إبله السُّمَّيْهَي: تفرقت في كل وجه، وقيل: السُّمَّيْهَي: التفرق في كل وجه من أي حيوان كان.

وسَمَّه الرجل إبله: أهملها، وهي إبل سُمَّهٌ. وهذا قول أبي حنيفة، وليس بجيد، لأن سُمَّه ليس على سَمَّه، إنما هو على سَمَهَ.

والسُّمَّه: أن يرمي الرجل إلى غير غرض.

وبقى القوم سُمَّها، أي متلددين، قال ابن الأعرابي: كثر عيال رجل من طيء من بنات وزوجة، فخرج بهن إلى خيبر يعرضن لحماهن، فلما وردها قال:

قُلتُ لِحُمَّى خَيبرَ استَعِـدِّي

 

هَذي عِيالي فاجْهَدي وجِدّي

وباكِري بِـصـالِـبٍ ووِرْدِ

 

أعانَكِ اللهُ على ذا الجُـنـدِ

قال: فأصابته الحمى فمات، وبقي عياله سُمَّها متلددين.

وسَمِهَ الرجل سَمَها: دهش.

ورجل سامِهٌ: حائر من قوم سُمَّهٍ.

والسُّمَّهَى: مخاط الشيطان.

والسُّمَّهَةُ: خوص يسف ثم يجعل شبيها بالسفرة.

الهاء والزاي والطاء

الزَّهْوَطَةُ: عظم اللقم، عن كراع.

الهاء والزاي والدال

الزُّهْدٌ-في الدين خاصة-: ضد الحرص على الدنيا.

والزَّهادةُ-في الأشياء كلها-: ضد الرغبة: زهد، وزهد وهي أعلى، يَزهَد فيهما، زُهْدا وزَهْدا بالفتح، عن سيبويه، وزَهادَةً فهو زاهِدٌ من قوم زُهَّادِ.

وزَهَّدَه في الأمر: رغبة عنه، وقوله تعالى: -و كانُوا فيهِ منَ الزَّاهِدِينَ- قال ثعلب: اشتروه على زُهدٍ فيه.

والزَّهِيدُ: الحقير.

وعطاء زَهِيدٌ: قليل.

وازْدَهَدَ العطاء: استقله.

ورجل مُزهِدٌ: يُزْهَد في ماله لقلته.

ورجل زَهيدٌ وزاهِدٌ: لئيم مَزهودٌ فيما عنده، وأنشد اللحياني:

يا دِبْلُ ما بِتُّ بلَيلٍ هاجِدا

ولا عَدَوْتُ الرَّكْعَتينِ ساجِدا

مَخافةً أن تُنفِدِي المَزاوِدا

وتُغْبَقَي بَعدي غَبُوقا بارِدا

وتَسألي الفَرْضَ لَئِيما زاهِدا

ورجل زَهيدٌ، وامرأة زَهيدٌ: قليلا الطعام.

وأرض زَهادٌ: تسيل من أدنى مطرة وهي ضد الزغاب.

وزِهادُ التلاع والشعاب: صغارها، يقال: أصابنا مطر أسال زَهادَ الغرضان، الغرضان: الشاب الصغار من الوادي، ولا أعرف لها واحدا.

وواد زَهِيدٌ: قليل الأخذ من الماء.

وزَهيدُ الأرض: ضيقها لا يخرج منها كبير ماء، وجمعه زُهْدانٌ.

ورجل زَهِيدٌ: ضيق.

ورجل زَهِيدٌ: ضيق الخلق، والأنثى زَهِيدَةٌ.

وزهَد النخل يَزْهَدُه ويَزْهُدُه زَهْداً: خرصه وحزره.

الهاء والزاي والراء

هَزَرَهُ بالعصا يَهْزُرُه: ضربه بها على جنبيه وظهره ضربا شديدا.

والهَزْرُ: الغمز الشديد، هَزَرَهَ يهزُرُه هَزْراً، فيهما ورجل مِهزَرٌ وذو هَزَرات: يغبن في كل شيء قال:

إلاَّ تَدعْ هَزَرات لَستَ تارِكَها

 

تُخلعْ ثِيابُكَ لا ضَأنٌ ولا إبِلُ

يقول: لا تبقي له ضأن ولا إبل.

ورجل هِزْرٌ: مغبون أحمق يطمع فيه.

والهَزْرَةِ والهَزَرَة: الأرض الرقيقة.

والهُزَرُ: قبيلة من اليمن بيتوا فقتلوا والهُزَرُ: موضع، قال أبو ذؤيب:

لَقالَ الأباعِدُ والشَّامِـتـو

 

نَ كانوا كلَيلَةِ أهلِ الهُزَرْ

يعني تلك لقبيلة أو ذلك الموضع.

ومَهْزورٌ: واد بالحجاز.

وهَيْزَرٌ: اسم.

والهَزَوَّرُ: الضعيف، زعموا.

مقلوبه: - ه ر ز -

هَرْوَزَ الرجل والدابة: ماتا.

مقلوبه: - ز ه ر -

الزَّهَرَة: نور كل نبات، والجمع زَهَرٌ، وخص بعضهم به الأبيض، وقد أبنت فساد ذلك في "الكتاب المخصص"، وقال ابن الأعرابي: النور: الأبيض، والزَّهَرُ: الأصفر، وذلك لأنه يبيض ثم يصفر، والجمع أزهارٌ، وأزاهيرُ جمع الجمع، وقد أزهَرَ الشجر والنبات، وقال أبو حنيفة: أزْهَر النبت بالألف: إذا نور، وزَهَرَ، بغير ألف، إذا حسن.

وأزهارَّ النبات، كأزهَرَ، وجعله ابن جني رباعيا.

والزَّهْرَة: النبات، عن ثعلب، وأراه إنما يريد النور.

وزَهْرَة الدنيا وزَهَرَتُها: حسنها وبهجتها، وفي التنزيل: -زَهْرَةَ الحياةِ الدُّنيا-.

والزُّهْرَة: الحسن والبياض، وقد زَهِرَ زَهَراً.

والزَّاهِرُ والأزهَرُ: الحسن الأبيض من الرجال، وقيل: هو الأبيض فيه حمرة. وفي حديث علي عليه السلام في صفة النبي صلى الله عليه وسلم: "كان أزهرَ ليس بالأبيض الأمْهَقِ".

والزُّهْرُ: ثلاث ليال من أول الشهر.

والزُّهَرَة: هذا الكوكب الأبيض قال:

وأيقَظْتَني لِطُلوعِ الزُّهَرَهْ

وزَهَرَ السراج يَزْهَر زُهورا، وازدهَر: تلألأ، وكذلك الوجه والقمر والنجم، قال:

آلُ الزُّبَيرِ نُجومٌ يَستضاءُ بهِـمْ

 

إذا دَجا الليلُ منْ ظَلمائِه زَهَرا

وقال:  

عَمَّ النُّجومَ ضَوءُه حينَ بَهَرْ

فَغَمَرَ النَّجمَ الذي كان ازْدَهَرْ

وقال العجاج:

ولَّى كمصباحِ الدُّجَى المَزْهورِ

قيل في تفسيره: هو من أزهَره الله، كما يقال: مجنون من أجنَّه.

والأزهَر: القمر.

والأزْهَرانِ: الشمس والقمر، لنورهما وقد زَهَر يَزْهَر زَهْراً، وزَهْر فيهما، كل ذلك من البياض.

ودرة زَهْراءُ: بيضاء صافية.

وأحمر زاهِرٌ: شديد الحمرة، عن اللحياني.

والازْدِهارُ بالشيء: الاحتفاظ به، قال جرير:

فإنك قَيْنٌ وابنُ قَيْنَينِ فازدَهِرْ

 

بِكيرِكَ إنَّ الكيرَ للقَينِ نافعُ

قال أبو عبيد: هو معرب من نبطي أو سرياني، وقال ثعلب: ازدَهِرْ بها، أي احتملها، قال: وهي أيضا كلمة سريانية.

والمِزْهَر: العود الذي يضرب به.

والزَّاهِرِيَّة: التبختر، قال أبو صخر الهذلي:

يَفوحُ المِسكُ منه حينَ يَغدو

 

ويَمشِي الزَّاهِرِيَّةَ غيرَ خالِ

وبنو زُهْرَةَ: أخوال النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد سَمَّتْ العرب زاهِرا وأزهرَ وزُهَيْرا.

وزَهْرانُ: أبو قبيلة.

والمَزاهِرُ: موضع، أنشد ابن الأعرابي للدبيري:

ألا يا حماماتِ المَزاهرِ طالما

 

بَكيْتُنَّ لَو يَرْثىِ لكنَّ رَحِـيمُ

مقلوبه: - ر ه ز -

رَهَزَها يَرْهَزُها رَهْزا، فارتَهَزَتْ، وهو تحركهما جميعا.

الهاء والزاي واللام

الهَزْلُ: نقيض الجد، هَزَلَ يَهزِلُ هَزْلا، وهَزِلَ في اللعب هَزَلا، الأخيرة عن اللحياني، وهازَلَنِي، قال:

ذو الجِدِّ إنْ جَدَّ الرِّجالُ بهِ

 

ومُهازِلٌ إنْ كانَ في هَزْلِ

ورجل هَزِيل: كثير الهَزْلِ.

وأهزَله: وجده لعابا.

وقول هَزْلٌ: هذاء، وفي التنزيل: -و ما هوَ بالهَزْلِ- قال ثعلب: أي ليس بهذيان.

والهُزَالة: الفكاهة.

والهُزالُ: نقيض السمن، وقد هُزِلَ الرجل والدابة هُزالا، وهَزَل هو هَزْلا وهُزْلا، وقوله أنشده أبو إسحاق:

والله لَولا حَنَفٌ برِجْلِه

ودِقَّةٌ في ساقِه مِن هُزْلِه

ما كانَ في فِتيانِكُم مِن مِثلِه

وهَزَلتُه أنا أهزِلُه.

وهَزل الرجل يَهْزَل هَزْلا: موتت ماشيته.

وأهزَل: هُزِلَتْ ماشيته ولم تمت، قال:

يا أُمَّ عبدِ اللهِ لا تَستَعجلي

ورَفِّعِي ذَلاذِلَ المُرَحَّلِ

إني إذا مُرُّ زَمانٍ مُعضِلِ

يُهزِلْ ومن يُهزِلْ ومن لا يُهزَلِ

يُعِهْ وكلٌّ يَبْتَليه مُبتَلِى

يُهْزِلْ موضعه رفع، ولكن أسكن للضرورة وهو فعل للزمان.

وقال اللحياني: هَزَلْتُ الدابة أهْزُلُها هَزْلا وهُزالا، وهزَلَهم الزمان يَهْزِلُهم، وقال بعضهم: هَزَل القوم، وأهزَلوا: هُزِلَتْ أموالهم.

والهَزيلة من الإبل: اسم مشتق، قال:

حتى إذا نوَّرَ الجَرْجارُ وارتَفَعَت

 

عنها هَزيلَتُها والفَحْلُ قد ضَرَبا

والجمع هَزائِلُ، وهَزْلَى.

والمَهازِلُ: الجدوب.

وأهْزَلَ القوم: حبسوا أموالهم عن شدة وتضييق.

واستعمل أبو حنيفة الهَزْلَ في الجراد فقال: يجيء في الشتاء أحمر هزلا لا يدع رطبا ولا يابسا إلا أكله.

وأرض مَهزُولةٌ: رقيقة، عنه أيضا.

واستعمل الأخفش المَهْزولَ في الشعر فقال: الرمل: كل شعر مَهزولٍ ليس بمؤتلف البناء، كقوله:

أقفَرَ مِن أهْلِه مُلْحوبُ

 

فالقُطَبيَّاتُ فالذنـوبُ

وهذا نادر.

وهَزَّالٌ، وهُزَيلٌ: اسمان.

مقلوبه: - ز ه ل -

الزَهَلُ: امليساس الشيء وبياضه، زَهِلَ زَهَلا.

والزُّهْلُول: الأملس من كل شيء.

مقلوبه: - ل ه ز -

لَهَزَه الشيب يَلْهَزُه لَهْزاً: ظهر فيه.

ولَهَزَه يَلهَزُه لهْزاً، ولَهَّزَه: ضربه بجمعه في لهازمه ورقبته، وقيل: اللَّهْزُ: الدفع والضرب.

ولهَزَ الفصيل أمَّه يَلْهَزها لهْزا: ضرب ضرعها عند الرضاع بفيه ليرضع.

ولهَزَه بالرمح: طعنه به في صدره.

واللهِزُ: الشديد، قال ابن مقبل يصف فرسا:

وحاجِبٍ خاضعٍ وماضِغٍ لَـهِـزٍ

 

والعينُ تَكشفُ عنها ضافِيَ الشعَرِ

الضافي: السابغ المسترخي، وهذا عندهم غلط، لأن كثرة الشعر من الهجنة، وقد لُهِزَ الفرس لَهْزا، ومنه قول الأعرابي في صفة فرس: لُهِزَ لَهْزَ العير، وأنف تأنيف السير؛ أي ضبر تضبير العير، وقُدَّ قَدَّ السير المستوي.

وقال أبو حنيفة: اللاّهِزَة: الأكمة إذا شرعت في الوادي وانعرج عنها.

وقد سموا لاهِزاً ولَّهازاً، ومِلْهَزا.

مقلوبه: - ز ل ه -

زَلِهَ زَلَها: زمع وطمع.

الهاء والزاي والنون

هَوْزَنٌ: طائر.

وبنو هَوازِنَ: بطن من ذي الكلاع.

وهَوازِنُ: قبيلة، والنسب إليهم هوازني، لأنه قد صار اسما للحي، ولو قيل: هَوْزَنِيٌّ لكان وجها، أنشد ثعلب:

إنَّ أباكَ فَرَّ يومَ صِفِّينْ

لمَّا رأى عَكًّا والأشعَرِيِّينْ

وحابِسا يَستَنُّ بالطَّائِيِّينْ

وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوازِنِيِّينْ

مقلوبه: - ن ه ز -

نَهَزَه نَهْزًا: دفعه وضربه.

والنَّهْزُ: التناول باليد والنهوض للتناول جميعا.

والناقة تَنْهَزُ بصدرها، إذا نهضت لتمضي. وناقة نهوز، قال:

نَهوزٌ بأُخراها زَجُولٌ برِجلِها

والدابة تَنْهزُ برأسها نَهْزا، إذا ذبت عن نفسها. قال ذو الرمة:

قِياما تَذُبُّ البقَّ عنْ نُخَرِاتهـا

 

بِنَهْزٍ كإيماءِ الرُّؤوسِ المَوانعِ

والنُّهزَة: الفرصة تجدها من صاحبك.

وانتهزَها وناهَزَها: تناولها من قرب وبادرها.

وتناهزَ القوم، كذلك، وأنشد سيبويه:

ولقدْ عَلِمتُ إذا الرّجالُ تَناهَزوا

 

أتّى وأيُّكُـمُ أعـزُّ وأمـنَـعُ

وناهزَ الخمسين: قاربها، وناهزَ الحلم ونَهَزَه: قاربه.

وإبل نَهْزُ مائة، ونُهازُ مائة، ونِهازُ مائة، أي قرابتها.

ونَهَزَ الناقة يَنْهزُها نَهْزا: ضرب ضرتها لتدر صعدا.

والنَّهُوز من الإبل: التي يموت ولدها فلا تدر حتى يوجأ ضرعها، وناقة نَهوز: لا تدر حتى يُنْهَز لحياها: أي يضربا، قال:

أبقَى على الذُّلّ منَ النَّهُوزِ

وأَنْهَزتِ الناقة، إذا نهز ولدها ضرعها، قال:

ولكنَّها كانتْ ثَلاثا مَياسِـرا

 

وحائِلَ حَولٍ أَنهَزَتْ فأَحلَّتِ

ورواه ابن الأعرابي "أُنْهِزَت" ولا وجه له.

ونَهَزَ الدلو يَنْهَزها نَهْزا: نزع بها، قال الشماخ:

غدَوت لها صُعْرَ الخُدودِ كما غَدتْ

 

على ماء يَمْؤودَ الدِّلاءُ النَّواهِـزُ

يقول: غدت هذه الحمر لهذا الماء كما غدت الدلاء النواهز لماء يمؤود، وقيل: النواهز: اللواتي ينهزن في الماء، أي يحركن ليمتلئن، فاعل بمعنى مفعول، والأول أفضل.

ونَهَزَ الرجل: مد بعنقه وناء بصدره ليتهوع، حكاه الهروي في الغريبين.

وناهِزٌ، ومُناهِزٌ، ونُهَيزٌ: أسماء.

مقلوبه: - ن ه ز -

التَّنَزُّه: التباعد، والاسم النُّزْهةُ، ومكان نَزهٌ ونَزِيهٌ، وقد نَزِه نَزاهةً ونَزاهِيَةً، وأرض نَزْهة ونَزِهة: بعيدة عذبة نائية من الأنداء والمياه والغمق.

وتَنزَّه: خرج إلى الأرض النزهة، والعامة يغلطون فيجعلون التنزه: الخروج إلى البساتين والخضر والرياض، وإنما التنزه حيث لا يكون ماء ولا ندى ولا جمع ناس، وذلك شق البادية.

ورجل نَزْهُ الخلق ونَزِهُهُ، ونازِهُ النفس: عفيف متكرم يحل وحده ولا يخالط البيوت بنفسه ولا ماله، والجمع نُزَهاءُ ونَزِهونَ ونِزاهٌ، والاسم النَّزْهُ والنَّزَاهةُ.

ونَزَّه نفسه عن القبيح: نحاها.

ونَزَّهَ الرجل: باعده عن القبيح.

وسقى إبله ثم نَزَّهَها: باعدها عن الماء.

وهو بِنُزْهَةٍ عن الماء، أي بعد.

وفلان نَزِيه، أي بعيد.

وتَنزَّهوا بحرمكم عن القوم: تباعدوا.

ومكان نَزِيهٌ: خلاء ليس فيه أحد.

ونُزْهُ الفَلا: ما تباعد منها قال أسامة ابن حبيب الهذلي:

كأسْحَمَ فَرْدٍ على حافَةٍ

 

يُشرِّدُ عنْ كتِفَيْهِ الْذُّبابا

أقَبَّ رَباعٍ بِنُزْهِ الفَـلا

 

ةِ لا يَرِدُ الماءَ إلا ائْتِيابا

ويوى "إلا انتيابا".

والتَّنزِيه: تسبيح الله عز وجل، وإبعاده عما يقول المشركون.

الهاء والزاي والفاء

هَزَفَتْهُ الريح تَهزِفُهُ هَزْفا: استخفته.

والهِزَفُّ: الجافي من الظلمان، وقال يعقوب: هو الجافي الغليظ.

مقلوبه: - ز ه ف -

الإزهاف: الكذب.

وأَزهَفَ بالرجل: اخبر القوم من أمره بأمر لا يدرون أحق هو أم باطل.

وأزهَف إليه حديثا: أسند إليه قولا ليس بحسن.

وأزهَف في الخبر: زاد.

وأزهَف بي فلان: وثقت به فخانني.

والإزهاف: التزيين، قال الحطيئة:

أشاقَتْكَ لَيلَى في اللِّمامِ وما جرَتْ

 

بِما أزهفَتْ يومَ التقَينا وبَـرَّتِ

والزُّهوف: الهلكة، وأزهفَه: أهلكه وأوقعه، قال المرار:

وجَدتُ العواذِلَ يَنـهَـينَـه

 

وقدْ كنتُ أزْهِفُهُنَّ الزُّهوفا

أراد الإزهاف، فاقام الاسم مقام المصدر، كما قال لبيد:

باكَرْتُ حاجَتَها الدَّجاجَ

وكما قال القطامي:

وبَعَدَ عَطائِك المِائةَ الرِّتاعا

وأزْهَفه: قتله، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

وخَلْتَ وُعولا أشارَي بِهـا

 

وقدْ أزهَفَ الطَّعنُ أبطالَها

وازْدَهَف العداوة: اكتسبها.

وما ازدَهَف منه شيئا، أي ما أخذ، قال بشر بن أبي خازم:

سائِلْ نُمَيرا غَداةَ النَّعْف مِن شَطَبٍإذْ فُضَّتِ الخَيلُ مِن ثَهْلانَ ما ازْدَهفوا

أي ما اخذوا من الغنائم. وفضت: فرقت.

وزَهِفَ زَهَفا. وازْدهَفَ: خف وعجل.

وأَزْهفَه وازْدَهَفه: استعجله، قال:

فيهِ ازدِهافٌ أيَّما ازدِهِاف

قال سيبويه: كأنه قال، تَزدَهِف أيما ازدِهاف، ولكن ازْدِهافا صار بدلا من الفعل أن يلفظ به.

الهاء والزاي والباء

الهَوْزَب: المسن الجريء من الابل، وقيل: الشديد.

والهَوْزَب: النسر، لسنه.

وهَزَّابٌ: اسم رجل.

مقلوبه: - ه ب ز -

هَبزَ يَهِبزُ هَبْزا وهُبوزا وهَبْزانا: هلك فجاءة، وقيل: هو الموت أيا كان.

والهَبْزُ: ما اطمأن من الأرض وارتفع ما حوله، وجمعه هُبوزٌ، والراء أعلى.

مقلوبه: - ب ه ز -

بَهَزَه عني يَبْهزُه بَهْزاً: دفعه دفعا عنيفا.

والبَهْز: الضرب والدفع في الصدر بالرجل واليد أو بكلتا اليدين، ورجل مِبْهَزٌ مفعل من ذلك، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

أنا طَليقُ اللهِ وابنُ هُرْمُزِ

أنقَذنِي مِن صاحبٍ مُشرِّزِ

شِكْسٍ على الأهلِ مِتَلٍّ مِبْهَزِ

إنْ قامَ نَحوي بالعَصا لمْ يُحجَزِ

مثل: يصرعه، ورواه ثعلب"مثل" يثلهم: يهلكهم.

وبَهْزٌ: حي من سليم.

الهاء والزاي والميم

هَزَم الشيء يَهْزِمه هَزْما فانهزَم: غَمَزَه بيده فصارت فيه وقرة، كما تفعل بالقثاء ونحوه، وكل موضع منهزم منه هزمة، والجمع هَزْمٌ وهُزُومٌ.

وهُزُومُ الجوف: مواضع الطعام والشراب لتطامنها، قال:

حتى إذا ما بَلَّتِ العُكُوما

من قَصَبِ الأجْوَافِ والهُزُوما

والهَزْمَة: ما تطامن من الارض، والجمع هُزُومٌ، قال:

كأنها بالخَبْتِ ذي الهُزُومِ

وقَد تدَلَّى قائدُ النُّجومِ

نَوَّاحَةٌ تَبكي على حَمِيمِ

وجاء في الحديث في زمزم إنها هَزْمَة جبريل عليه السلام ضرب برجله فانخفض المكان فنبع الماء.

وكل نقرة في الجسد هَزْمَةٌ، والجمع كالجمع.

وهَزَم البئر: حفرها.

والهزَائمُ: البئار الكثيرة الماء، وذلك لتطامنها، قال الطرماح:

أنا الطَّرِمَّاحُ وعَمِّي حاتِمُ

وسَمْيِ شَكِيٌّ ولِساني عارِمُ

كالبَحْرِ حينَ تُنْهَزُ الهَزَائمُ

وهَزَمَهُ هَزْما: ضربه فدخل ما بين وركيه وخرجت سرتها.

والهَزْمَة والهَزَمُ والاهْتِزامُ والتَّهَزُّم: الصوت.

وهَزَمَت القوس تَهْزِم هَزْما، وتهَزَّمَتْ: صوتت، عن أبي حنيفة.

والهَزِيم والمَتَهَزِّم: الرعد الذي له صوت شبيه بالتسكر.

وتهَزَّمَت السحابة بالماء، واهْتَزَمَتْ: تشققت مع صوت عنه، قال:

كانتْ إذا حالِبُ الظَّلْماءِ نَبَّهَـهـا

 

قامَتْ إلى حالِبِ الظَّلْماءِ، تَهتَزِمُ

أي تهتزم بالحلب لكثرته.

والهَزِيم من الخيل: الشديد الصون، قال النجاشي:

ونَجَّى ابنَ حَربٍ سابِحٌ ذو عُلالةٍ

 

أجشُّ هَزيمٌ والرّمـاحُ دَوَانـيِ

وقدر هَزِمَةٌ شديدة الغليان يسمع لها صوت، وقيل لابنة الخس: ما أطيب شيء: قالت: لحم جزور سنمه، في غداة شبمه، بشفار خذمه، في قدور هزمه.

وقوس هَزُومٌ بينة الهَزَمِ: مرنة، قال عمرو ذو الكلب:

وفي اليمينِ سَمْحةٌ ذاتُ هَزَمْ

وتهزَّمت العصا، وانهزمَتْ: تشققت مع صوت، وكذلك القوس، قال:

ارمِ على قَوسكَ ما لمْ تَنهزِمْ

رَمىَ المَضاءِ وجَوادِ بن عُثُمْ

وتهزَّمت القربة: يبست وتكسرت فصوتت.

والهُزوم الكسور في القربة وغيرها، واحدها هَزْمٌ وهَزمَةٌ.

والهزيمة في القتال، الكسر والفل، هَزَمه يهزِمُه هَزما فانهزَمَ، وهي الهِزِّيَمى، وقوله:

وحُبِسْنَ في هَزْمِ الضَّريع فكلُّها

 

حَدباءُ بادِيَةُ الضُّلـوعِ حَـرُودُ

إنما عنى بهزمه يبيسه المتكسر، فإما أن يكون ذلك واحدا، وإما أن يكون جمعا.

وغَيْثٌ هَزِيمٌ: لا يستمسك، كأنه منهزم عن سحابة، قال:

هَزِيمٌ كأنَّ البُلْقَ مَجْنوبةٌ بـه

 

تَحامَينَ أنهارا فهُنَّ ضَوارِحُ

والهَزِمُ من الغيث كالهَزيمِ، أنشد ابن الأعرابي:

تَأوِى إلى دْفء أرطاةٍ إذا عَطَفَتْ

 

ألقَتْ بَوانِيهَا عنْ غَـيِّثٍ هَـزِمِ

قوله: "عنْ غَيِّثٍ هَزِمِ" يعني غزارتها وكثرة حلبها.

وهزَم له حقه، كهضمه، وهو من الكسر.

وأصابتهم هازِمَةٌ: أي داهية.

وهُزِمْتُ عليك: عطفت قال:

هُزِمْتُ عليكِ اليَومَ يا ابنةَ مالكٍ

 

فجودي علينا بالوِدادِ وأنعِمـي

والهَزائمُ: العجاف من الدواب، واحدتها هَزيمةٌ.

والهَزْمُ: سحاب رقيق يعترض وليس فيه ماء.

واهتزم الشاة: ذبحها قال:

إني لأخشَى وَيْحَكُمْ أن تُحرَمُوا

 

فاهتزِموا مِن قَبلِ أن تَنَدَّمُوا

والمِهزام: عود يجعل في رأسه نار يلعب به صبيان الأعراب، قال جرير:

كانتْ مجَرِّئَةً تَروزُ بِكَفِّهـا

 

كمَرَ العبيدِ وتلعبُ المِهْزاما

أي تلعب بالمِهزام، فحذف الجار وأوصل الفعل، وقد يجوز أن يجعل المِهزامَ اسما للعبة، فيكون المِهزام هنا مصدرا لتلعب، كما حكى من قولهم: قعد القرفصاء.

وبنو الهُزَم: بطن.

والهَيْزَم: لغة في الهيصم، وهو الصلب الشديد.

وهَيْزَمٌ، ومِهزَمٌ، ومُهَزِّمٌ، ومِهزامٌ، وهَزَّامٌ، كلها أسماء.

مقلوبه: - ه م ز -

هَمَزَ رأسه يَهمِزُه هَمْزا: غمزه، قال:

ومَن هَمَزْنا رأسَهُ تهشَّما

وهَمَز الجوزة بيده يَهمِزُها، كذلك، وهَمَز الدابة يَهمِزُها هَمْزاً: غمزها.

والمِهْمازُ: ما هَمَزْتَ به، قال الشماخ:

أقام الثِّقـافُ والـطَّـريدةُ دَرأَهـا

 

كما قَوَّمتْ ضِغنَ الشَّموسِ المَهَامِزُ

أراد "المهاميز" فحذف الياء ضرورة، وقد تكون جمع مِهْمَزٍ.

وهَمَزَه: دفعه وضربه.

وقوس هَمُوزٌ وهَمَزَى: شديدة الدفع والحفز للسهم، عن أبي حنيفة، وأنشد لأبي النجم وذكر صائدا:

نَحَا شِمَالاً هَمَزَى نَضُوحَا

والهمَّازُ والهُمَزَة: الذي يخلف الناس من ورائهم، ويأكل لحومهم، ويقع فيهم، وهو مثل الغيبة، يكون ذلك بالشدق والعين والراس، وفي التنزيل: -هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَميمٍ- وفيه: -ويلٌ لكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ- وكذلك امرأة همزة لمزة، لم يلحق الهاء لتأنيث الموصوف بما هي فيه، وإنما لحقت لإعلام السامع أن هذا الموصوف بما هي فيه قد بلغ الغاية والنهاية، فجعل تأنيث الصفة إمارة لما أريد من تأنيث الغاية والمبالغة.

وهَمَز الشيطان الإنسان: همس في قلبه وسواسا.

والهَمْزَةُ: النقرة، كالهزمة، وقيل: هو المكان المنخسف، عن كراع.

والهَمْزَة من الحروف معروفة.

وهَمَزَى: موضع.

وهُمَيْزٌ وهَمَّازٌ: اسمان.

مقلوبه: - ز ه م -

الزُّهُومَة: ريح لحم سمين منتن.

ولحم زَهِمٌ: ذو زُهومةٍ.

والزُّهْمُ: الريح المنتنة.

والزُّهْمُ: الشحم، قال أبو النجم:

يذكرُ زُهْمَ الكَفَلِ المَشرُوحا

وخص بعضهم به شحوم النعام والخيل.

والزُّهْم والزَّهَم: شحم الوحش من غير أن يكون فيه زُهومةٌ ولكنه اسم له خاص، وقيل: الزُّهْمُ لما لا يجتر من الوحش، والودك لما اجتر، والدسم لما أنبتت الأرض كالسمسم وغيره، حكاه الهروي في الغريبين.

وزَهِمَتْ يده زَهَما فهي زَهِمَةٌ: صارت فيها رائحة الشحم.

والزَّهَمُ: باقي الشحم في الدابة وغيرها.

والزَّهِمُ: الذي فيه باقي طرق، وقيل: هو السمين الكثير الشحم، قال زهير:  

القائدَ الخَيْلِ مَنكوبـا دَوابِـرُهـا

 

مِنها الشَّنونُ ومِنها الزَّاهِقُ الزَّهِمُ

وزَهِمَ العظم، وأزْهَمَ: أمَخَّ.

والزُّهْم: الذي يخرج من الزباد من تحت ذنبه فيما بين الدبر والمبال.

والمُزاهَمَة: المقاربة والمداناة في السير والبيع والشراء وغير ذلك.

وأزْهَم الأربعين أو الخمسين، أو غيرها من هذه العقود،: قرب منها.

وزَهْمانُ وزُهْمانُ: اسم كلب، عن الرياشي. ومن أمثالهم: "في بطن زَهمانَ زادُهُ" يقال ذلك إذا اقتسم قوم مالا أو جزورا فأعطوا رجلا منهم حظه أو أكل معهم، ثم جاء بعد ذلك فقال: أطعموني.

وزُهامٌ، وزُهمانُ: موضعان.

مقلوبه: - ز م ه -

زَمِهَ يومنا زَمَها: اشتد حره، كدمه.

مقلوبه: - م ز ه -

مَزَهَ مَزْها، كمزح، قال:

للهِ دَرُّ الغانِياتِ المُزَّهِ

ورواه الأصمعي "المُدَّهِ" بالدال.

الهاء والطاء والذال

ذَهْوَطٌ: موضع.

والذِّهْيَوْطُ على مثال عذيوط، موضع وحكاه صاحب العين الذُّهْيُوط، والصحيح ما قلناه.

الهاء والطاء والراء

هَطَرَ الكلب يَهْطِره هَطْرا: قتله بالخشب.

مقلوبه: - ه ر ط -

هَرَطَ الرجل عرض أخيه يَهْرِطه هَرْطا: طعن فيه ومزقه، وقيل: الهَرْطُ في جميع الأشياء: المزق العنيف.

وناقة هِرْطٌ: مسنة، والجمع أهراطٌ وهُروطٌ.

والهِرْط: لحم مهزول، كأنه مخاط، لا ينتفع به لغثاثته.

والهِرْطُ والهِرْطَةُ: النعجة الكبيرة المهزولة.

والإنسان يَهْرِط في كلامه: يسفسف ويخلط.

والهَيْرَطُ: الرخو.

مقلوبه: - ط ه ر -

الطُّهْرُ: نقيض النجاسة، والجمع أطهار، وقد طَهَرَ يَطْهُرُ، وطَهُرَ، طَهْراً وطَهارَةً، والمصدران عن سيبويه.

ورجل طاهِرٌ، وطَهِرٌ عن ابن الأعرابي وأنشد:

أضَعتُ المالَ للأَحْسابِ حتى

 

خَرَجتُ مُبرَّأً طَهِرَ الثـيابِ

قال ابن جني: جاء طاهِرٌ على طَهُرَ، كما جاء شاعر على شعر ثم استغنوا بفاعل عن فعيل، وهو في أنفسهم وعلى بال من تصورهم، يدلك على ذلك تكسيرهم شاعرا على شعراء، لما كان فاعل هنا واقعا موقع فعيل كسر تكسيره، ليكون ذلك أمارة ودليلا على إرادته، وأنه مغن عنه، وبدل منه. قال أبو الحسن: ليس كما ذكر، لأن طَهِيرا قد جاء في شعر أبي ذؤيب، قال:

فَإنَّ بِني لِحْيانَ ما إنْ ذكَرتُهم

 

نَثاهُمْ إذا أخْنَى اللِّئامُ طَهِيرُ

كذا رواه الأصمعي بالطاء، ويروى "ظهير" بالظاء، وسيأتي.

وجمع الطاهِر أطْهَارٌ وطَهَاَرَى، الأخيرة نادرة. قال امرؤ القيس:

ثِيابُ بَني عَوْفِ طَهارَى نَقِيَّةٌ

 

وأوجُههُمْ عندَ المشاهِدِ غُرَّانُ

وجمع الطَّهِرِ طَهِرونَ، ولا يُكسَّر.

وطَهُرََت المرأة وطَهَرَت وطَهِرَتْ: اغتسلت من الحيض وغيره، والفتح أكثر عند ثعلب، واسم أيام طُهْرِها الأطهارُ.

وطَهُرَت المرأة وهي طاهِرٌ: انقطع عنها الدم. وقوله عز وجل: -و لهم فيها ازواج مُطَهَّرَةٌ- قال أبو إسحاق معناه: إنهن لا يحتجن إلى ما تحتاج إليه نساء أهل الدنيا بعد الأكل والشرب، ولا يحضن ولا يحتجن إلى ما يُتَطهَّرُ منه، وهن مع ذلك طاهِرات طَهارة الأخلاق والعفة، فَمُطَهَّرَةٌ تجمع الطهارة كلها، لأن مطهرة أبلغ في الكلام من طاهرة، وقوله عز وجل: -أنْ طَهِّرا بَيْتِيَ للطَّائِفينَ والعاكِفينَ- قال أبو إسحاق معناه: طهروه من تعليق الأصنام عليه وقوله تعالى: -يَتلو صُحُفا مُطَهَّرَةً- أي مكرمة مطهَّرة من الأدناس والباطل، واستعمل اللحياني الطُّهر في الشاة فقال: إن الشاة تقذى عشرا ثم تطهر، وهذا طريف جدا لا أدري أعن العرب حكاه أم هو أقدم عليه.

وتَطهَّرَت المرأة: اغتسلت.

وطَهَّرَه بالماء: غسله، واسم الماء الطَّهور، وكل ماء نظيف طَهورٌ.

والمِطْهَرَةُ: الإناء الذي يتوضأ به ويُتطهَّرُ.

والمِطْهَرَةُ: الإداوة: على التشبيه بذلك، قال الكميت يصف القطا:

يَحْمِـلْـنَ قُـدَّامَ الـجَـآ

 

جِيءِ في أَساقٍ كالمَطاهِرْ

والمِطْهَرة: البيت الذي يُتَطَهَّرُ فيه.

والطُّهارَةُ: فضل ما تَطهَّرْتَ به.

والتَّطَهُّر: التنزه والكف عن الإثم وما لا يجمل.

ورجل طَهِرُ الخلق وطاهِرُه، والأنثى طاهِرَةٌ.

وانه لطاهِرُ الثياب، أي ليس بذي دنس في الأخلاق، وقوله تعالى: -و ثيابَكَ فطَهِّرْ- معناه قلبك فطهر، وعليه قول عنترة:

فشَكَكْتُ بالرُّمحِ الأصَمِّ ثِيابَـهُ

 

ليسَ الكريمُ على القَنا بِمُحَّرمِ

أي قلبه. وقيل: معنى -و ثِيابَكَ فطَهِّرْ- أي نفسك، وقيل: معناه لا تكن غادرا، ويقال للغادر: دنس الثياب، وقيل: معناه: ثيابك فقصر، لأن الثوب إذا انجر على الأرض لم يؤمن أن يصيبه ما ينجسه، وقصره يبعده من النجاسة.

والتوبة التي تكون بإقامة الحد، كالرجم وغيره طهور للمذنب، وقد طهره الحد.

وقوله تعالى: -لا يَمَسُّه إلا المُطَهَّرونَ- يعني الملائكة، وكله على المثل، وقوله عز وجل: -أولئكَ الذين لمْ يُرِدِ اللهُ أنْ يُطَهِّرَ قُلوَبهم- أي أن يهديهم.

فأما قولهم: طَهَرَه، إذا أبعده، فالهاء فيه بدل من الحاء في طحره، كما قالوا: مَدَهَه في مدَحَه.

مقلوبه: - ر ه ط -

الرَّهْطُ: عدد جمع من ثلاثة إلى عشرة، وقيل: من سبع إلى عشرة، لا واحد له من لفظه، ولذلك إذا نسب إليه نسب على لفظه فقيل: رَهْطِيّ.

وجمع الرَّهط أرْهُطٌ وأراهِطُ، والسابق إلي من أول وهلة أن أراهط جمع أرهُط لضيقه عن أن يكون جمع رهط، ولكن سيبويه جعله جمع رهط قال: وهي أحد الحروف التي جاء بناء جمعها على غير ما يكون في مثلها، ولم تكسر هي على بنائها في الواحد، وإنما حمل سيبويه على ذلك علمه بعزة جمع الجمع، لأن الجموع إنما هي للآحاد، وأما جمع الجمع ففرع داخل على فرع، ولذلك حمل الفارسي قوله تعالى: -فَرُهُنٌ مَقبُوضةٌ-، فيمن قرأ به، على باب سَحْل وسُحُلٍ وإن قل، ولم يحمله على أنه جمع رهان الذي هو تكسير رهن، لعزة هذا في كلامهم.

وقد يكون الرَّهْطُ من العشيرة.

والرَّهْطُ: جلد طائفي يشقق يلبسه الصبيان والنساء الحيض، قال الهذلي:

متى ما أشَأْ غيرَ زَهْوِ المُلـو

 

كِ أجعَلْكَ رَهْطا عَلى حُيَّضِ

قال ابن الأعرابي: الرَّهطُ: جلد يعد سيورا عرض السير أربع أصابع، أو شبر، تلبسه الجارية الصغيرة قبل أن تدرك، وتلبسها أيضا وهي حائض. قال: وهي نجدية، والجمع رِهاط، قال الهذلي:

بِضْربٍ من الجَماجمِ ذي فُروغٍ

 

وطَعْنٍ مِثلِ تَعطيطِ الرِّهـاطِ

وقيل: الرِّهاطُ واحد، وهو أديم يقطع كقدر ما بين الحجزة إلى الركبة ثم يشقق كأمثال الشرك تلبسه الجارية بنت السبعة، والجمع أرْهِطَةٌ.

والتَّرْهِيط: عظم اللقم، وشدة الأكل والدَّهَوَرةِ.

والرَّهْطَة والرُّهَطاءُ والرَّاهِطاءُ كله من جحرة اليربوع، وهي أول حفيرة يحتفرها.

والرَّهْطَى: طائر يأكل التين عند خروجه من ورقه صغيرا، ويأكل زمع عناقيد العنب، ويكون ببعض سروات الطائف، وهو الذي يسمى عير السراة، والجمع رَهاطَي.

ورَهْطٌ: موضع: قال أبو قلابة الهذلي:

يا دارُ أعرِفُها وَحْشا مَنازِلُها

 

بَينَ القَوائمِ من رَهْطٍ فأَلْبانِ

ورُهاطٌ: موضع بالحجاز، وهو على ثلاث ليال من مكة، قال أبو ذؤيب:

هَبَطْنَ بَطنَ رُهاطٍ واعتْصَبَنَ كما

 

يَسْقِى الجُذوعَ خِلالَ الدُّورِ نَضَّاحُ

ومَرْجُ راهِطٍ: موضع بالشام. 

الهاء والطاء واللام

الهَطْلُ والهَطَلانُ: تتابع المطر المتفرق العظيم القطر، وقيل هو: مطر دائم مع سكون وضعف، هَطَل يَهطِل هَطْلا وهَطَلانا.

وديمة هُطُلٌ وهَطْلاءُ فعلاء لا أفعل لها، ومطر هَطِلٌ وهَطَّالٌ، قال:

ألحَّ عليها كلُّ أْسَحَم هَطَّالِ

والهَطْلُ: المطر الضعيف الدائم، وقيل: هو الدائم ما كان، وهطَلَ الدمع كذلك، وهطلَت العين بالدمع تَهطِل.

وهَطَلَ يَهْطِل هَطَلانا: مضى لوجهه مشيا.

والهَطَّال: اسم فرس زيد الخيل، قال:

أُقَرِّبُ مَرْبِطَ الهَطَّالِ إني

 

أرَى حَربا تُلَقَّح عنْ حِيالِ

والهَطْل: الإعياء.

والهِطْلُ: المعيي، وخصَّ بعضهم به البعير المعيي.

والهَطْلَى من الإبل: التي تمشي رويدا قال:

أبابيلَ هَطْلَى مِنْ مُراحٍ ومُهمَلِ

ومشت الظباء هَطْلَى، أي رويدا، قال:

تَمَشَّي بها الآرامُ هَطْلَى كأنها

 

كواعِبُ ما صِيغَتْ لهنَّ عُقودُ

والهَطْلَى: المهملة.

وجاءت الإبل هَطْلَى وهَطَلَى، أي متقطعة، وقيل: هَطْلى: مطلقة ليس معها سائق.

والهَيْطَلُ، والهَياطِلُ والهَياطِلَةُ: جنس من الترك أو الهند، قال:

حَمَلْتُهم فيها معَ الهَياطِلَهْ

أثْقِلْ بهمْ مِنْ تسعةٍ في قافلَهْ

مقلوبه: - ط ه ل -

طَهِلَ الماء طَهَلا، فهو طَهِلٌ وطاهِل: أجن.

وفي الأرض طُهْلَةٌ من كلأ، أي شيء منه، وذلك في أول نباتها، وقد أطهَلَت الأرض.

والطِّهْلِيَةُ: ما انحت من الطين في الحوض بعد ما ليط والطِّهْلِيَةُ من الناس: الأحمق الذي لا خير فيه، وكلاهما غير مهموز.

وما في السماء طِهْلِئَةٌ، أي سحابة.

مقلوبه: - ل ه ط -

لهَطَ يَلْهَط لَهْطاً: ضرب باليد والسوط، وقيل: ضرب بالكف منشورة أي الجسد أصابت.

ولهَطَت المرأة فرجها بالماء لَهْطا: ضربته به.

ولَهَط به الأرض: ضربها به.

مقلوبه: - ط ه ل -

الطُّهْلَة: القليل الضعيف من الكلأ، حكاه أبو حنيفة.

الهاء والطاء والنون

الطَهَنَان: البرَّادة.

مقلوبه: - ن ه ط -

نَهَطَه بالرمح نَهْطا: طعنه به.

الهاء والطاء والفاء

الهَطِفُ: اسم رجل، وهو أبو قبيلة، كانوا أول من نحت الجفان، قال أبو خراش:

لَو كانَ حَيًّا لَغـادهُـمْ بِـمُـتـرَعَةٍ

 

مِنَ الرَّواوِيقِ مِنْ شِيزَي بني الهَطِفِ

والهَطَفَى: اسم.

مقلوبه: - ط ه ف -

الطَّهَف: نبت يشبه الدخن إلا انه أرق منه وألطف.

والطَّهَفُ: طعام يخبز من الذرة. وقيل: هو شجر له حمل يجنى ويختبز في المحل، واحدته طَهَفَةٌ.

والطَّهْفُ، بسكون الهاء: عشبة حجازية ذات غصنة وورق كأنه ورق القصب، ومنبتها الصحراء ومتون الأرض، وثمرتها حب في أكمام حمراء تختبز وتؤكل نحو القت.

وفي الأرض طَهْفَةٌ من كلأ للشيء الرقيق منه.

والطَّهْفَة: أعالي الصليان، وقال أبو حنيفة: إذا حسن أعالي النبت، ولم يكن بأث الأسافل فتلك الطَّهفَة.

وأطهَفَ الصليان: نبت نباتا حسنا.

والطَّهَفُ، بفتح الهاء: الحرز.

والطَّهْفُ وطَهَفٌ وطَهِفٌ: اسمان.

مقلوبه: - ف ط ه -

فَطِهَ الظهر فَطَها، كفرز.

الهاء والطاء والباء

الهُبوط: نقيض الصعود، هَبَطَ يَهْبِطُ هُبوطا،و هَبَطْتُه، وأهبَطتُه، قال:

ما رَاعني إلا جَناحٌ هابِطا

على البُيوتِ قَوْطَه العُلابِطا

أي مُهبِطا قوطه، وقد يجوز أن يكون أراد هابطا على قوطه، فحذف وعدي.

وأما قوله تعالى: -وَ إنَّ منها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشيِة الله- فأجود القولين فيه أن يكون معناه: وإن منها لما يهبط من نظر إليه من خشبة الله، وذلك أن الإنسان إذا فكر في عظم هذه المخلوقات تضاءل وخشع، وهبطت نفسه لعظم ما شاهد، فنسب الفعل إلى تلك الحجارة، لما كان الخشوع والسقوط مسببا عنها وحادثا لأجل النظر إليها، كقول الله سبحانه: -و ما رَمَيْتَ إذ رَمَيْتَ ولكنَّ اللهَ رَمَى- هذا قول ابن جني، وكذلك أهبطته الركب، قال عدي بن زيد:

أهبَطتُه الرَّكْبَ يُعدِيني وأُلجْمِهُ

 

للنائِباتِ بِسَيرٍ مُخـذَمِ الأكَـمِ

والهَبُوط من الأرض: الحدور.

والهَبْطَة: ما تطامن من الأرض.

وهَبَطنا أرض كذا: نزلناها.

والهَبْطُ: أن يقع الرجل في شر.

والهَبْطُ أيضا: النقصان.

ورجل مَهبوطٌ: نقصت حاله.

وهَبَطَ القوم يَهبِطونَ: إذا كانوا في سفال ونقصوا، قال الشاعر:

كلُّ بَنيِ حُرَّةٍ مَـصـيرُهُـم

 

قُلٌّ وإنْ أكثروا مِنَ العَـددِ

إنْ يُغبَطوا يَهبِطوا وإنْ أمِروا

 

يَوما فَهُمْ لِلفَناءِ والـنَّـفَـدِ

والعرب تقول: اللهم غبطا لا هبطا، فالهبط: ما تقدم من النقص والتسفل، والغبط: أن تغبط بخير تقع فيه.

وهَبَطَت إبلي وغنمي تَهبِطُ هُبوطا: نقصت، وهَبَطتُها هَبْطا، وأهبَطْتُها وهَبَطَ ثمن السلعة يَهبِطُ هُبوطا: نقص، وهبَطْتُه أهبِطُه هبْطا، وأهبطته.

ورجل مَهبوطٌ وهَبيِطٌ، وهَبَطَ المرض لحمه: نقصه وأحدره، وهبط اللحم نفسه: نقص، وكذلك الشحم، قال أسامة الهذلي:

ومِنْ أيْنِها بَعدَ إبدانِـهـا

 

ومِنْ شحمِ أثباجِها الهابطِ

والهَبِيط من الإبل: الضامر، وكله من النقصان.

وهبَط الرجل من بلد إلى بلد يَهْبِطُ هُبوطاً وهبَطانا.

ورجل هَبَطانٌ: يَهبِطُ من بلد إلى بلد وهَبَطْتُه أنا وأهبَطته.

والتِّهِبِّطُ: بلد.

قال كراع: التِّهِبِّطُ طائر ليس في الكلام على مثال تفعل غيره، وروى عن أبي عبيدة: التَّهَبُّطُ، على لفظ المصدر.

مقلوبه: - ب ه ط -

البَهَطُّ: كلمة سندية، وهي الأرز يطبخ باللبن والسمن خاصة، واستعملته العرب بالهاء، فقالت: بهطة طيبة، كأنها ذهبت بذلك إلى الطائفة منه، كما قالوا: لبنة وعسلة.

الهاء والطاء والميم

هَمَطَ يَهْمِط هَمْطا: خلط بالأباطيل.

وهَمَطَ الرجل، واهتَمَطه: ظلمه قال:

ومِنْ شَديدِ الجَوْرِ ذي اهْتِماطِ

والهَمَّاطُ: الظالم.

واهْتَمَط عرضه: شتمه وتنقصه.

واهْتَمَط الذئب السخلة أو الشاة: اخذها عن ابن الأعرابي.

مقلوبه: - ط ه م -

المُطَهَّم من الناس والخيل: الحسن التام كل شيء منه.

والمُطَهَّم أيضا: القليل لحم الوجه، عن كراع، والمُطَهَّم المنتفخ الوجه ضد، وقيل: المُطَهَّم: السمين الفاحش. وفي صفة الرسول صلى الله عليه وسلم: لم يكن بالمطهم. وهو يحتمل أن يفسر بالوجوه الثلاثة.

وما أدرِي أي الطَّهْمِ هو، وأي الطُّهْمِ، أيْ أيُّ الخلق، عن اللحياني.

مقلوبه: - م ط ه -

مَطَهَ في الأرض يَمْطَهُ مُطُوها: ذهب.

الهاء والدال والثاء

الدَّهْثُ: الدفع.

ودَهْثَةُ: اسم رجل.

مقلوبه: - ث ه د -

غلام ثَوْهَدٌ: تام جسيم، وقيل: ضخم سمين ناعم، وجارية ثَوْهَدَة وثَوْهَدَّة، عن يعقوب، وأنشد:

نَوَّامَةٌ وَقتَ الضُّحى ثَوْهَدَّهْ

شِفاؤُها مِنْ دائِها الكَمْهَدَّهْ

الهاء والدال والراء

الهَدْرُ: ما يبطل من دم وغيره، هَدَرَ يَهْدُرُ ويَهْدِرُ هَدْراً وهَدَراً، وهَدَرْتُه وأهدَرْتُه.

ودماؤهم هَدَر بينهم، أي مُهْدَرَة.

وتَهادَرَ القوم: أهدَروا دماءهم.

وضربه فهَدَرَ سحره، أي أسقطه.

والهَدْرُ والهادِرُ: الساقط، الأولى عن كراع.

وبنو فلان هِدَرَةٌ، وهُدَرَةٌ، وهَدَرَةٌ: ساقطون ليسوا بشيء، والفتح أقيس، لأنه جمع هادر، فهو مثل كافر وكفره، وأما هِدَرَة فلا يكسر عليه فاعل من الصحيح ولا المعتل، إلا انه قد يكون من أبنية الجموع، وأما هُدَرَة فلا يوافق ما قاله النحويون، لأن هذا بناء من الجمع لا يكون إلا للمعتل دون الصحيح نحو غزاة وقضاة، اللهم إلا أن يكون اسما للجمع، والذي روى هُدَرَة بالضم إنما هو ابن الأعرابي وقد أنكر ذلك عليه.

ورجل هَدَرَةٌ: ساقط، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث.

وهَدَرَ البعير يَهدِر هَدْرا وهَدِيرا: صوَّت في غير شقشقة، وكذلك الحمام، والجرة تَهدِرُ هَديرا وتَهْدارا، قال الأخطل:

كُمَّتْ ثلاثةَ أحوالٍ بِطينَـتِـهـا

 

حَتَّى إذا صَرَّحَتْ مِنْ بَعْدِ تَهْدارِ

وجرة هَدُورٌ بغير هاء، قال:

دَلَفْتُ لهُمْ بِباطِيةٍ هَدورِ

والهادِرُ: اللبن الذي قد خثر أعلاه ورق أسفله، وذلك بعد الحزور.

وهَدَرَ العشب هَدِيرا: كثر وتم. وقال أبو حنيفة: الهادِرُ من العشب: الذي لا شيء أطول منه، وقد هَدَرَ يَهدِرُ هُدُورا.

وأرض هادِرَةٌ: كثيرة العشب متناهية.

والهَدَّار: موضع، أو واد.

وأبو الهَدَّارِ: اسم شاعر، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

يَمْتَحِقُ الشَّيخُ أبو الهَدََّارِ

مِثلَ أمتِحاقِ قمَرِ السِّرارِ

مقلوبه: - ه ر د -

هَرَدَ الثوب يَهْرِدُه هَرْدا: مزقه.

وهَرَد القَصار الثوب هَرْدًا، فهو مَهْرودٌ وهَريد مزقه وخرقه، وكذلك هَرَدَ عِرضه يَهرِده هَرْدا، على المثل.

وهَرِدَ الشواء: نضج.

وهَرَدَه يَهِردُه هَرْدا، وهَرَّدَه: أنعم إنضاجه.

والهَرْدُ: الاختلاط، كالهرج.

وتركتهم يَهرِدون، أي يموجون، كيهرجون.

والهُرْدُ: العروق التي يصبغ بها، وقيل: هو الكركم.

وثوب مَهرودٌ، ومُهَرَّدٌ: مصبوغ بالهُرْدِ، وفي الحديث: "ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام في ثوبين مَهرُودَينِ".

والهُرْدِيَّة: قصبات تضم ملوية بطاقات الكرم تحمل عليه قضبانه.

وهُرْدانُ وهَيْرُدانُ: اسمان.

والهِرْدَى والهِرْداءُ: نبت، وقال أبو حنيفة: الهِرْدَى، مقصور: عشبة لم تبلغني لها صفة، لا أدري أمذكرة أو مؤنثة.

والهَيْرُدانُ: نبت كالهردى.

والهَيْرُدانُ: اللص، وليس بثبت.

وهُرْدان: موضع.

مقلوبه: - د ه ر -

الدَّهْرُ: الأبد الممدود، وقيل: الدهر: ألف سنة،و قد حكى فيه الدهر، بفتح الهاء، فإما أن يكون الدَّهْر والدَّهَرُ لغتين، كما ذهب إليه البصريون في هذا النحو، فيقتصر على ما سمع منه، وإما أن يكون ذلك لمكان حرف الحلق فيطرد في كل شيء، كما ذهب إليه الكوفيون، قال أبو النجم:

وجَبَلاً طَالَ مَعَداًّ فَاشْمَخَرّْ

أشَمَّ لا يَسْطِيُعُهُ النَّاسُ الدَّهَرْ

وجمع الدَّهرِ أدهُرٌ ودُهُورٌ، وكذلك جمع الدَّهَرِ، لأنا لم نسمع أدهارا، ولا سمعنا فيه جمعا إلا ما قدمنا من جمع دَهْرٍ.

فأما قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر" فمعناه أن ما أصابك من الدهر فالله فاعله، ليس الدهر، فإذا شتمت الدهر فكأنك أردت به الله.

وعامله مُداهَرَةً ودِهارا، من الدَّهْرِ، الأخير عن اللحياني، وكذلك استأجره مُداهَرَة ودِهارًا، عنه.

ورجل دُهْرِىٌّ: قديم، نسب إلى الدَّهر وهو نادر، قال سيبويه: فإن سميت بدهر لم تقل إلا دهري على القياس.

ورجل دهري يقول ببقاء الدهر، وهو مولد.

والدَّهارِيرُ: أول الدَّهرِ في الزمان الماضي ولا واحد له، قال الشاعر:

حتى كأنْ لمْ يكُن إلا تذكُّرُة

 

والدَّهرُ أيَّتَماَ حين دهارير

ودُهورٌ دَهاريرُ: مختلفة، على المبالغة.

والدَّهرُ: النازلة.

ودَهَرَهُمْ أمر: نزل بهم مكروه.

وما دَهْرِي كذا، أي ما همتي وغايتي، قال:

لَعَمْرِي وما دَهْرِي بِتأبينِ هالكٍ

 

ولا جَزعا ممَّا أصابَ فَأوْجَعا

والدَّهْوَرَةُ: جمعك الشيء وقذفك به في مهواة. ودَهْوَرَ اللُّقَمَ منه.

وقيل: دَهْوَرَ اللقم: كبرها.

ودَهْوَرَ: سلح.

ودَهْوَرَ كلامه: قحَّم بعضه في إثر بعض.

ودَهْوَرَ الحائط: دفعه فسقط.

وتْدَهَوَرَ الليل: أدبَرَ.

والدَّهْوَرِيُّ من الرجال: الصلب الضرب.

ودَهْرٌ، ودُهَيرٌ، وداهِرٌ: أسماء.

ودَهْرٌ: اسم موضع، قال لبيد بن ربيعة:

وأصبحَ راسِيا بِرُضامِ دَهْـرٍ

 

وسالَ به الخَمائِلُ في الرِّهامِ

والدَّوَاهِرُ: ركايا معروفة، قال الفرزدق:

إذاً لأتى الدَّواهِرَ عَنْ قَـريبٍ

 

بِخِزْيٍ غَيرِ مَصروفِ العِقالِ

مقلوبه: - ر ه د -

رَهَدَ الشيء يَرْهَدُه رَهْداً: سحقه سحقا شديدا، والكاف أعرف.

والرَّهادَةُ: الرخاصة.

والرَّهِيدُ: الناعم: الرخص.

وقثاءة رَهِيدَةٌ رخصة.

والرَّهِيدَةُ: بر يدق ويصب عليه لبن.

مقلوبه: - د ر ه -

دَرَهَ على القوم: هجم.

ودارِهاتُ الدَّهرِ: هواجمه عن ابن الأعرابي، وأنشد:

عَزِيزٌ عَليَّ فَقْدُهُ فَفَقَـدتُـه

 

فَبانَ فَخَلَّى دارِهاتِ النَّوائبِ

وقول أبي النجم:

سُبِّى الحَماةَ وادْرَهِى عَليها

إنما معناه: اهجُميِ عليها وأقْدِمي.

والمِدْرَهُ: السيد الشريف، عنه أيضا، سمي بذلك لأنه يقوي على الأمور ويهجم عليها، مشتق من ذلك.

والمِدْرَهُ: المقدم في اللسان واليد عند الخصومة والقتال، وقيل: هو رأس القوم والدافع عنهم.

ودَرَهَ لقومه يَدْرَه دَرْهاً: دفع.

وهو تُدْرَهِهِمْ، أي الدافع عنهم، قال الشاعر:

أعطَى وأطرافُ العَوالي تَنوشُـهُ

 

مِنَ القَومِ ما ذو تُدْرَهِ القَومِ مانعُهْ

ولا يقال: هو تُدْرَهُهُمْ حتى يضاف إليه "ذو" وقيل: الهاء في كل ذلك مبدلة من الهمزة، لأن الدره الدفع، وهذا ليس بقوي، بل هما أصلان: دره ودرأ، فلما وجدنا الهاء في كل مساوية للهمزة علمنا أن إحداهما ليست بدلا من الأخرى، وانهما لغتان.

ودَرَهَ القوم: جاءهم من غير أن يشعروا به.

وسكين دَرَهْرَهَةٌ: معوجة الرأس، وفي الحديث في المبعث: "فجاء الملك بسكين دَرَهْرَهَةٍ" التفسير لابن الأنباري، حكاه الهروي في الغريبين.

مقلوبه: - ر د ه -

الرَّدْهَةُ: النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء، وهي أيضا: حفيرة في القف تحفر أو تكون خلقة فيه، قال طفيل:

كأنَّ رِعالَ الخَيلِ لمَّا تَبـادَرَتْ

 

بِوادي جَرادِ الرَّدْهَةِ المُتصَوّبِ

والجمع رَدْهٌ ورِدَاهٌ.

والرَّدْهَةُ: شبه أكمة خشنة كثيرة الحجارة، والجمع رَدَهٌ، بفتح الراء والدال، هذا قول أهل اللغة، والصحيح انه اسم للجمع.

والرُّدَّهُ: تلال القفاف، فأما قوله:

مِنْ بَعدِ أَنْضادِ الرِّداهِ الرُّدَّهِ

فمن باب أعوام السنين العوم، كأنهم يريدون المبالغة والإجادة.

والرَّدْهَةُ: البيت الذي لا أعظم منه.

ورَدَهَ البيت يَرْدَهُهُ رَدْهاً: جعله عظيما كبيرا.