باب الثلاثي الصحيح: الفرع الخامس

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الثالث

حرف الهاء

الفرع الخامس

الهاء والدال واللام

الهَدِيلُ: صوت الحمام، وخص بعضهم به وحشيها كالدباسي والقماري ونحوها، هَدَل يَهْدِل هَدِيلا.

وقيل: الهَديلُ: ذكر الحمام،و قيل: هو فرخها، وقال بعضهم: تزعم الأعراب في الهَديلِ أنه فرخ كان على عهد نوح فمات ضيعة وعطشا، فيقولون: إنه ليس من حمامة إلا وهي تبكي عليه، قال نصيب:

فَقُلتُ أتَبكي ذاتُ طَوْقٍ تذَكَّرَتْ

 

هَدِيلاً وقدْ أودَى وما كانَ تُبَّعُ

يقول: ولم يخلق تبع بعد.

وهَدَلَ الشيء يَهدِلُه هَدْلا: أرسله إلى أسفل.

والهَدَلُ: استرخاء المشفر الأسفل، هَدِلَ يَهَدُل هَدَلا، وهو هادِلٌ وأهْدَلُ، وشفة هَدْلاءُ: منقلبة عن الذقن.

وهَدِلَ البعير هَدَلا: أخذته القرحة فَهدِلَ مشفره.

وهَدِلَ فهو هَدِلٌ: طال مشفره، وذلك مما يمدح به قال الشاعر:

بكُلِّ شَعْشاعٍ صُهابِيٍّ هَدِلْ

وقيل: الهَدَلُ في الشفة: عظمها واسترخاؤها، وذلك للبعير، وإنما يقال: رجل أهدَلُ، وامرأة هَدلاءُ مستعارا من البعير.

والتَّهَدُّلُ: استرخاء جلدة الخصية ونحو ذلك، قال الشاعر:

كأنَّ خُصْيَيْهِ منَ التَّهَدُّلِ

ويروى: من التَّدَلْدُلِ.

والهَدالُ: ما تهدَّلَ من الأغصان، قال الأعشى:

ظَبيَةٌ مِنْ ظِباءِ وَجْرَةَ أدْمـا

 

ءُ تَسُفُّ الكَباثَ تَحتَ الهَدالِ

والهَدَالَةُ: شجرة تنبت في السمر ليست منه، وتنبت في اللوز والرمان، وفي كل شجرة، وثمرتها بيضاء، وقيل: الهدالة: كل غصن نبت مستقيما في طلحة أو أراكة، وهو مما يشفى به المطبوب، والجمع هَدالٌ.

والهَدالُ: شجر بالحجاز له ورق عراض أمثال الدراهم الضخام، لا ينبت إلا مع شجر السلع والسمر، يسحقه أهل اليمن ويطبخونه.

وقال أبو حنيفة: لبن هِدْلٌ، لغة في إدل: لا يطاق حمضا، وأراه على البدل.

مقلوبه: - د ه ل -

مضى دَهْلٌ من الليل، أي صدر، قال الشاعر:

مَضَى مِنَ الليلِ دَهْلٌ وهْيَ واحِدةٌ

 

كأنها طائِرٌ بـالـدَّوِّ مَـذْعـورُ

هذه رواية يعقوب، ورواه اللحياني: ذهل، بالذال، وهي نادرة.

ولا دَهْلَ، أي لا تخف، تبطية معربة قال الشاعر:

فَقُلتُ لهُ لا دَهلَ مِ القَمْلِ بَعدَما

 

مَلانَيْفَقَ التُّبَّانِ منهُ بِـعـاذِرِ

مقلوبه: - ل ه د -

أَلَهَدَ الرجل: ظلم وجار.

وأَلهَدَ به: أزرى، قال الشاعر:

تَعَلَّمْ، هَداكَ اللهُ، أنَّ ابنَ نَوفَـلٍ

 

بِنا مُلهِدٌ لَو يَملِكُ الضَّلْعَ ضالِعُ

ولهَدَه الحِمْلُ يَلْهَدُه لَهْدا، فهو مَلهودٌ ولَهِيدٌ: أثقله وضغطه.

واللَّهْدُ: انفراج يصيب الإبل في صدورها من صدمة أو ضغط حمل، وقيل: اللَّهْد: ورم في الفريصة من وعاء يلح على ظهر البعير فيرم.

واللَّهْدُ: داء يصيب الناس في أرجلهم وأفخاذهم، وهو كالانفراج.

واللَّهْدُ: الضرب في الثديين وأصول الكتفين.

ولَهَدَه يَلهَدُه لَهْدا، ولَهَّدَه: غمزه. قال طرفة:

بَطيءٍ عَنِ اللجُلَّى سريعٍ إلى الخَنا

 

ذَليلٍ بإجماعِ الرّجـالِ مُـلـهَّـدِ

وناقة لهِيدٌ: غمزها حملها فوثأها، عن اللحياني.

ولَهَدَ ما في الإناء يَلهَدُه لَهْدا: لحسه وأكله، قال عدي:

ويَلْهَدْنَ ما أغنى الوَلِيُّ فلمْ يُلِثْ

 

كأنَّ بِحافاتِ النِّهاءِ المَزارِعا

لم يلث: لم يبطيء أن ينبت، والنهاء: الغدر، فشبه الرياض بحافاتها المزارع.

واللَّهِيَدُة: الرخوة من العصائد ليست بحساء فتحسى ولا غليظة فتلقم، وهي التي تجاوز حد الحريقة والسخينة، وتقصر عن العصيدة.

مقلوبه: - د ل ه -

الدَّلْهُ والدَّلَهُ: ذهاب الفؤاد من هم أو نحوه، وقد دَلَّهَهُ الهم أو العشق فَتَدَلَّه، والمرأة تَدَلَّهُ على ولدها: إذا فقدته.

ودُلِّهَ الرجل: حُيِّرَ.

والمُدَلَّهُ: الذي لا يحفظ ما فعل ولا ما فعل به.

ودَلَهَ يَدْلَهُ دُلوها: سلا.

والدَّلُوهُ من الإبل: التي لا تكاد تحن إلى إلف ولا ولد، وقد دلَهَتْ دُلُوهاً.

وذهب دمه دَلْها، أي هدرا

الهاء والدال والنون

الهُدْنَةُ والهِدانَة: المصالحة بعد الحرب، قال أسامة الهذلي:

فَسامونا الهِدانَةَ مِنْ قَرِيبٍ

 

وهُنَّ مَعا قِيامٌ كالشُّحوبِ

والمَهْدُونُ: الذي يطمع منه في الصلح، قال الراجز:

ولمْ يُعَوَّدْ نَومَةَ المَهدونِ

والهُدنَةُ، والهُدونُ، والمَهْدَنَةُ: الدعة والسكون هَدَنَ يَهدِنُ هُدونا: سكن.

وهادَنَ القوم: وادعهم.

وهَدَنهُمْ يَهدِنُهُم هَدْنا: ربثهم بكلام وأعطاهم عهدا لا ينوي أن يفي به، قال الشاعر:

يَظَلُّ نَهارُ الوالِهينَ صَـبـابَةً

 

وتَهدِنُهُمْ في النائمينَ المضاجِعُ

وهو من التسكين.

وهَدَنَ الصبي وغيره يَهدِنُه، وهَدَّنه: سكنه وأرضاه.

وهُدِنَ عنك فلان: أرضاه منك الشيء اليسير.

ورجل هِدانٌ: بليد يرضيه الكلام، والاسم الهَدْنُ والهُدنَةُ، وقيل: الهِدانُ: الأحمق الوخم الثقيل في الحرب، وقيل: الهِدانُ والمَهدونُ: النوَّام الذي لا يصلي ولا يبكر في حاجة، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

هِدانٌ كشَحمِ الأُرْنَةِ المُتَرجْرجُ

وقال:

ولمْ يَعَوَّدْ نَومَةَ المَهدونِ

وقد تَهَدَّنَ، والاسم من كل ذلك الهَدْنُ.

والهَدِنُ: المسترخي.

وإنه عنك لهَيْدانٌ، إذا كان يهابه.

والهَدْنَةُ: القيل الضعيف من المطر، عن ابن الأعرابي، وقال: هو الرك، والمعروف الدَّهْنَةُ.

مقلوبه: - ه ن د -

هِنْدٌ وهُنَيْدَةٌ: اسم للمائة من الإبل خاصة، وقيل: هي اسم للمائة ولما دوينها ولما فويقها، وقيل: هي المائتان، حكاه ابن جني عن الزيادي، قال: ولم أسمعه من غيره.

والهُنَيدَةُ: مائة سنة.

والهِندُ: مائتان، حكى عن ثعلب.

ولقى هِندَ الأحامس، إذا مات.

وحمل عليه فما هَنَّدَ، أي ما كذب.

وما هَنَّدَ عن شتمي، أي ما كذب ولا تأخر.

وهَنَّدَتْه المرأة: ورثته عشقا بالملاطفة والمغازلة، قال:

يَعِدْنَ مَنْ هَنَّدْنَ والمُتَيَّما

وهَنَّدَ السيف: شحذه، قال:

كلُّ حُسامٍ مُحكَمِ التَّهْنِيدِ

يَقضِبُ عند الهَزِّ والتَّجريدِ

سالِفَةَ الهامَةِ واللَّدِيدِ

والهِندُ: جيل معروف.

وقول عدي بن زيد:

رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُهـا

 

تَقضِمُ الهِندِىَّ والغارا

إنما عنا العود الطيب الرائحة الذي من بلاد الهند.

وأما قول كثير:

ومُقْرَبَةٌ دُهْمٌ وكُمْتٌ كأنـهـا

 

طَماطِمُ يُوفونَ الوُفورَ هَنادِكُ

فقال محمد بن حبيب: أراد بالهنادك رجال الهند، قال ابن جني: فظاهر هذا القول منه يقتضي أن تكون الكاف زائدة، قال: ويقال: رجل هندي وهندكي، ولو قيل: إن الكاف أصل وإن "هندي" و"هندكي" أصلان بمنزلة سبط وسبطر لكان قولا قويا.

والسيف الهُنِدُوانِيُّ والمُهَنَّد: منسوب إليهم.

وهِندُ اسم امرأة، والجمع أهنُدٌ وأهنادٌ وهُنودٌ، أنشد سيبويه لجرير:

أخالِدَ قد عَلِقتُكِ بعدَ هِنْدٍ

 

فَشيَّبَنِي الخَوالِدُ والهُنودُ

وهِندُ: اسم رجل، قال:

إني لمَنْ أنكرَنيِ ابنُ اليَثرِبي

قَتلتُ عِلباءَ وهِندَ الجَمَلِي

أراد هِنداً الجملي، فحذف إحدى ياءي النسب للقافية، وحذف التنوين من هند لسكونه وسكون اللام من الجملي، ومثله قوله:

لَتَجدَنِّي بالأميرِ بَرَّا

وبالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرَّا

إذا غُطَيْفُ السُّلَمِىُّ فَرَّا

أراد: غطيف السلمي، فحذف التنوين لالتقاء الساكنين. وهو كثير حتى أن بعضهم قرأ: -قُل هوَ اللهُ أحدُ اللهُ- فحذف التنوين من أحد.

وبَنو هند: في بكر بن وائل.

وبنو هَنَّادٍ: بطن.

وقول الراجز:

وبَلدَةٍ يَدعو صَداها هِنْدَا

أراد حكاية صوت الصدا.

مقلوبه: - د ه ن -

دَهَنَ رأسه وغيره يَدْهُنُه دَهْنا: بله، والاسم الدُّهْنُ، والجمع أدهانٌ ودِهانٌ.

والدُّهْنَةُ: الطائفة من الدُّهنِ، أنشد ثعلب:

 

فما ريحُ رَيحانٍ بمِسكٍ بِعَنبرٍ

 

بِرَندٍ بِكافورٍ بِدُهـنَةِ بـانِ

بِأطيبَ منْ رَيَّا حَبيِبي لوَ إنَّني

 

وجَدْتُ حَبِيبيِ خاليا بمكـانِ

 

           

وقد ادَّهَن بالدُّهنِ.

والمُدهُنُ: آلة الدُّهْنِ، وهو أحد ما شذ من هذا الضرب.

ولحية دهينٌ: مَدهُونَةٌ.

والدَّهْنُ والدُّهنُ من المطر: قدر ما يبل وجه الأرض، والجمع دِهانٌ.

ودَهَنَ المطر الأرض: بلها بلا يسيرا.

والدَّهِينُ من الإبل: القليلة اللبن التي يمرى ضرعها فلا يدر قطرة، قال:

لِسانُكِ مِبرَدٌ لا عَيبَ فيهِ

 

ودَرُّكِ دَرُّ جاذِبَةٍ دَهِينِ

وقد دَهُنَتْ ودَهَنَتْ دَهانَةً.

وفحل دَهينٌ: لا يكاد يلقح، كأن ذلك لقلة مائه.

والمُدْهُن: مستنقع الماء، وقيل: هو كل موضع حفره سيل أو ماء واكف في حجر.

والمُداهَنةُ والإدْهانُ: المصانعة واللين، وقيل: المداهنة: إظهار خلاف ما تضمر، والإدهانُ: الغش.

ودهَنَه بالعصا يَدهُنُه دَهْنا: ضربه.

والدِّهانُ: الجلد الأحمر، وقيل: الأملس، قال مسكين الدارمي:

ومُخاصِمٍ قاوَمتُ في كَبَـدٍ

 

مِثل الدِّهانِ فكانَ لِي العُذرُ

يعني انه قاوم هذا المخاصم في مكان يزلق عنه من قام به، فثبت هو وزلق خصمه، والعذر، هاهنا: النجح.

وقيل: الدِّهانُ: الطريق الأملس.

وما أدهَنْتَ إلا على نفسك، أي ما أبقيت.

والدَّهْناءُ: الفلاة، والدَّهْناءُ: موضع كله رمل، وقيل: الدَّهْناءُ: موضع من بلاد تميم مسيرة ثلاثة أيام لا ماء فيه، يمد ويقصر قال:

لَستَ على أُمِّكَ بالدَّهنا تَدِلُّ

أنشده ابن الأعرابي، يضرب للمتسخط على من لا يبالي تسخطه، وأنشد غيره:

ثم مالَتْ لِجانبِ الدَّهناءِ

والدَّهناءُ، ممدود: عشبة حمراء لها ورق عراض يدبغ به.

والدِّهْنُ: شجر سوء كالدفلى قال أبو وجزة:

وحدَّث الدِّهنُ والدِّفلَى خَبِيرَكمُ

 

وسالَ تَحتكُمُ سَيلٌ فما نَشَفـا

وبنو دُهنٍ وبنو داهِنٍ: حيان.

مقلوبه: - ن ه د -

نَهَدَ الثدي يَنهُدُ ويَنهَدُ نُهُودا: كعب.

ونَهَدَت المرأة تَنْهُدُ وتَنهَدُ، وهي نَاهدٌ، ونَهَّدَتْ، وهي مُنَهِّدٌ، كلاهما: نَهَدَ ثديها.

وفرس نَهْدٌ: جسيم مشرف، وقيل: كثير اللحم حسن الجسم مع ارتفاع، وكذلك منكب نَهدٌ، وقيل: كل مرتفع نَهدٌ.

وأنهَدَ الحوض والإناء: ملأه أو قارب ملأه، وهو حوض نَهدانُ، وإناء نَهدان، وقصعة نَهدَى ونَهدانَةٌ، وحكى ابن الأعرابي: ناقة تَنهَدُ الإناء، أي تملؤه.

ونَهَدَ يَنْهَدُ نَهْداً، ونَهِدَ نَهَداً كلاهما: شخص ونهض، وأنهَدتُه أنا.

ونَهَدَ إليه: قام، عن ثعلب.

والمُناهدَة في الحرب: أن يَنهَد بعض إلى بعض، وهو في معنى نهض، إلا أن النهوض قيام غير قعود، والنُّهودُ: نهوض على كل حال.

والنَّهْدُ: العون.

وطرح نَهْدَهْ مع القوم: أعانَهُم وخارَجَهم.

وتَناهَدوا: تخارجوا، يكون ذلك في الطعام والشراب.

وقيل: النَّهْدُ: إخراج القوم نفقاتهم على قدر في الرفقة، وقال ثعلب:هو النِّهدُ، بالكسر قال: والعرب تقول: هات نهْدَكَ، مكسورة النون، قال: وحكى عمرو بن عبيد عن الحسن انه قال: أخرجوا نهْدَكُم، فإنه أعظم للبركة، وأحسن لأخلقكم، وأطيب لنفوسكم.

وتناهَد القوم الشيء: تناولوه بينهم.

والنَّهْداءُ من الرمل، ممدود، وهي كالرابية المتلبدة كريمة تنبت الشجر.

والنَّهْدُ والنَّهِيدَةُ والنَّهِيدُ، كله: الزبدة الضخمة العظيمة، وقيل: النَّهِيدةُ: أن يغلى لباب الهبيد، وهو حب الحنظل، فإذا بلغ الحنظل إناه من النضج والكثافة ذر عليه قميحة من دقيق، وقيل: النَّهيِدُ، بغير هاء: الزبد الذي لم يتم ذوب لبنه ثم أكل.

ونَهْدٌ: قبيلة من قبائل اليمن ونَهْدانُ ونُهَيْدٌ ومُناهِدٌ: أسماء.

مقلوبه: - ن د ه -

النَّدْهُ: الزجر عن كل شيء والطرد عنه بالصياح.

ونَدَهَ الإبل يَنْدَهُها نَدْها: ساقها وجمعها، ولا يكون إلا للجماعة منها، وربما اقتاسوا منه للبعير.

والنَّدْهَةُ والنُّدْهَةُ: الكثرة من المال، وقال بعضهم: عنده نَدْهَةٌ من صامت وماشية، ونُدْهَةٌ، وهي العشرون من الغنم ونحوها، والمائة من الإبل أو قرابتها، والألف من الصامت أو نحوه.

الهاء والدال والفاء

الهَدَفُ: الغرض المنتضل فيه بالسهام.

والهَدَفُ: كل شيء عظيم مرتفع.

والهَدَفُ: حيد مرتفع من الرمل، وقيل: هو كل شيء مرتفع كحيود الرمل المشرفة، والجمع أهداف، ولا يكسر على غير ذلك.

والهَدَفُ من الرجال: الجسيم والطويل العنق العريض الألواح، على التشبيه بذلك.

وقيل: هو الثقيل النوم، قال أبو ذؤيب:

إذا الهَدَفُ المِعْزابُ صَوَّبَ رَأسَهُ

 

وأعجبَهُ ضَفْوٌ مِنَ الثَّلَّةِ الخُطْـلِ

وركب مستهدف: مرتفع عريض، قال:

وإذا طعَنتَ طعَنتَ في مُسْتَهدِفٍ

 

رابِي المَجَسَّةِ بالعَبِيرِ مُقَرْمَـدِ

وامرأة مُهدِفَةٌ: مرتفعة الجهاز.

وأهدَفَ لك الشيء: انتصب.

والهِدْفَةُ: الجماعة من الناس، وقيل: الجماعة الكثيرة من الناس يقيمون ويظعنون.

وهدَفَ إلى الشر: أسرع.

وأهدَفَ إليه: لجأ.

مقلوبه: - ف ه د -

الفَهْدُ: سبع يصاد به، وفي المثل: "أنوم من فَهدٍ" والجمع أفهُدٌ وفُهودٌ، والأنثى فَهْدَةٌ، والفَهَّادُ: صاحبها.

ورجل فَهدٌ: يشبه بالفَهدِ في ثقل نومه.

وفَهِدَ الرجل فَهَدا: نام وتغافل عما يجب عليه تعهده. وفي الخبر: "و إن دخل فَهِدَ وإن خرج أسد ولا يسأل عما عهد" والفَهدُ: مسمار يسمر به في واسط الرحل، وهو الذي يسمى الكلب.

وفَهْدَتا الفرس: اللحم الناتئ في صدره عن يمينه وشماله، قال أبو داود:

كأنَّ الغُضونَ مِنَ الفَهْـدَتَـينِ

 

إلى طَرِف الزَّوْرِ حُبْكُ العَقَدْ

والفَهدَةُ: الاستُ.

وغلام فَوْهَدٌ: تام تار ناعم، كثوهد، وجارية فَوهَدَةٌ وتوهدة، وزعم يعقوب أن فاء فَوهَدٍ بدل من ثاء ثوهد، أو بعكس ذلك.

مقلوبه: - د ه ف -

دَهَفَ الشيء يَدْهَفُهُ دَهْفاً، وأدهَفَه: أخذه أخذا كثيرا. 

الهاء والدال والباء

الهُدْبَةُ والهُدُبَةُ: الشعرة النابتة على شفر العين، والجمع هُدْبٌ وهُدُبٌ، قال سيبويه: ولا يكسر لقلة فعلة في كلامهم، وجمع والهُدْبِ والهُدُبِ أهدابٌ.

والهَدَبُ كالهُدْبِ واحدته هَدَبَةٌ.

وهَدِبَتِ العين هَدَباً، وهي هَدْباءُ: طال هُدْبُها، وكذلك أذن هَدباءُ، ولحية هَدباءُ.

ونسر أهدَبُ: سابغ الريش.

وهُدْبُ الثوب: خمله، والواحد كالواحد في اللغتين، وهَيدَبُه كذلك، واحدته هَيدَبَةٌ.

والهَيدَبُ: السحاب الذي يتدلى ويدنو مثل هُدبِ القطيفة، وقيل: هَيدَبُ السحاب: ذيله، وقيل: هو أن تراه يتسلسل في وجهه للودق ينصب كأنه خيوط متصلة، وكذلك هَيْدَبُ الدمع، قال الشاعر:

بِدَمـعٍ ذي حَـزازاتٍ

 

على الخَدَّينِ ذي هَيدَبْ

وقوله:

أرَيْتَ إن أُعطِيَت نَهْدا كَعْثَبا

أذاكَ أم أُعطيتَ هَيْدا هَيْدَبا

لم يفسر ثعلب هيدبا، إنما فسر هيدا فقال: هو الكثير.

ولبد أهدَبُ: طال زئبره، قال:

عنْ ذي دَرانيكَ ولِبدٍ أهدَبا

والدرنوك: المنديل.

وفرس هَدِبٌ: طويل شعر الناصية.

وهَدَبُ الشجرة: طول أغصانها وتدليها، وقد هَدِبَتْ هَدَبا فهي هَدْباءُ.

والهَدَبُ: أغصان الأرطى ونحوه مما لا ورق له، واحدته هَدَبةٌ، والجمع أهداب.

والهَدَبُ من ورق الشجر: ما لم يكن له عير نحو الأثل والطرفاء والسرو والسمر.

والهُدَّابُ: اسم يجمع هُدْبَ الثوب وهَدَبَ الأرطى، واحدته هُدَّابَةٌ.

وقال أبو حنيفة:الهَدَبُ من النبات: ما ليس بورق إلا انه يقوم مقام الورق.

وأهْدَبَتْ أغصان الشجرة، وهي هَدباءُ: تهدلت من نعمتها واسترسلت. قال أبو حنيفة: وليس هذا من هَدَبِ الأرطى ونحوه.

وهَدَبَ الثمرة يَهْدِبُها هَدْبا: اجتناها وقول أبي ذؤيب:

يَسْتَنُّ في عُرُض الصحراءِ فائِرُهُ

 

كأنهُ سَبِطُ الأهْدابِ مَـمـلـوحُ

قيل فيه: الأهدابُ: الأكتاف، ولا أعرفه.

والهَيدَبُ والهُدُبُّ من الرجال: العيي الثقيل، وقيل: الأحمق، وقيل: الهَيْدَبُ: الضعيف.

والهَيْدَبا: ضرب من مشي الخيل.

والهُدْبَةُ والهُدَبَةُ، الأخيرة عن كراع: طوبئر أغبر يشبه الهامة إلا انه أصغر منها.

وهُدْبَةُ: اسم رجل.

وابن الهَيْدَبا: من شعراء العرب.

وهَيْدَبٌ: فرس عبد عمرو بن راشد.

مقلوبه: - ه ب د -

الهَبْدُ والهَبِيدُ: الحنظل، وقيل: حبه، واحدته هَبِيدَةٌ، ومنه قول بعض الأعراب: فخرجت لا أتلفع بوصيدة، ولا أتقوت بهَبِيدَةٍ.

وهَبَدَ الهَبِيدَ: طبخه أو جناه.

وتهبَّدَ الرجل والظليم، واهْتَبَدا: أخذاه من شجرته، أو استخرجاه للأكل.

وهَبُّودٌ: جبل، أنشد ابن الأعرابي:

شَرْثانُ هاذاك ورا هَبُّودِ

وهَبُّودٌ: فرس علقمة بن سياح.

مقلوبه: - ب ه د -

بَهْدا، وذو بَهْدا: موضعان.

مقلوبه: - ب د ه -

البَدْهُ والبُدْهُ، والبَدِيهةُ، والبَداهَةُ: أول كل شيء وما يفجؤك منه، بدَهَهُ بالأمر يَبْدَهُه بَدْها، وبادَهَهُ مُبادَهَةً وبِداها: فاجأه.

وفلان صاحب بَدِيهةٍ: يصيب الرأي أول ما يفاجأ به.

والبُداهَةُ والبَديهَةُ: أول جري الفرس.

ولك البَديهَةُ: أي لك أن تبدأ، وأرى الهاء في جميع ذلك بدلا من الهمزة.

الهاء والدال والميم

الهَدْمُ: نقيض البناء، وهَدَمَه يَهدِمُه هَدْما، وهَدَّمَهُ، فانهدَم وتهدَّمَ.

والهَدَمُ: ما تهدَّمَ من نواحي البئر في جوفها، قال الشاعر:

تَمضِي إذا زُجِرَتْ عَنْ سَوْأةٍ قُدُما

 

كأنها هدَمٌ في الجَفْرِ مُنـقـاضُ

وقوله في الحديث: "اللهم إني أعوذ بك من الأهْدَمَينِ" قيل في تفسيره: هو أن يَنهدِمَ على الرجل بناء أو يقع في بئر، حكاه الهروي في الغريبين، ولا أدري ما حقيقته.

والهِدْمُ: الثوب الخلق المرقع، وقيل: هو الكساء الذي ضوعف رقاعه، وخص ابن الأعرابي به الكساء البالي من الصوف دون الثوب، والجمع أهدامٌ، وهِدَمٌ، الأخيرة عن أبي حنيفة، وهي نادرة، وروى عن الصموتي الكلابي، وذكر حبة الأرض فقال: تنحل فيأخذ بعضها برقاب بعض فتنطلق هِدَما كالبسط.

وشيخ هِدْمٌ، على التشبيه بالثوب، وخُفٌّ هِدمٌ ومُهدَّمٌ كذلك، قال:

عَليَّ خُفَّانِ مُهدَّمانِ

مُشتبِها الآنُفِ مُقْعَمانِ

وعجوز مُتهدِّمةٌ: هرمة فانية، وناب مُتهِّدَمٌة، كذلك.

والهَدِيمُ: ما بقي من نبات عام أول، وذلك لقدمه.

وهَدِمَت الناقة هَدَما وهَدَمة، فهي هَدِمَةٌ، من إبل هَدامَى وهَدِمَةٍ، وتهدَّمتْ وأهْدَمَتْ، وهي مُهدِمٌ، كلاهما: إذا اشتدت ضبعتها فياسرت الفحل ولم تعاسره، وقال بعضهم: الهَدِمَةُ: التي تقع من شدة الضبعة.

وفلان يتهدَّمُ عليك غضبا: مثل بذلك.

وتَهدَّمَ عليه: توعده.

ودماؤهم بينهم هَدْمٌ وهدَمٌ، أي هدر.

وقالوا دمنا دمكم، وهَدَمُنا هَدَمُكُمْ: أي نحن شيء واحد في النصرة، تغضبون لنا ونغضب لكم.

وتهادَم القوم: تهادروا.

والهُدامُ: الدوار يصيب الإنسان في البحر، وهُدِم الرجل: أصابه ذلك.

والهَدْمُ: أن يضربه فيكسر ظهره، عن ابن الأعرابي.

وذو مَهْدَمٍ ومِهْدَمٍ: قيل من أقيال حِمير.

مقلوبه: - ه م د -

هَمَدَ يَهمُدُ هُمودا، فهو هامِدٌ وهَمِدٌ وهَمِيدٌ: مات.

وأَهْمَدَ: سكت على ما يكره، قال الراعي:

وإني لأْحمِي الأنْفَ مِنْ دونِ ذمَّتِي

 

إذا الدَّنِسُ الواهِي الأمانَةِ أهمـدَا

وهَمَدَتِ النار تَهْمُدُ هُمُودًا: طفئت طفوءا البتة فلم يبق لها أثر، وقيل: هُمودُها: ذهاب حرارتها.

ورماد هامِدٌ: قد تغير وتلبد.

وشجرة هامِدَةٌ: قد اسودت وبليت.

وأرض هامِدَةٌ: مقشعرة لا نبات فيها إلا اليابس المتحطم، وقد أهَمدَها القحط.

وهَمَدَ الثوب يَهمُدُ هَمْدا وهُمُودا: تقطع وبلى، وهو من طول الطي تنظر إليه فتحسبه صحيحا، فإذا مسسته تناثر من البلى، وقيل: الهامِدَ: البالي من كل شيء.

ورطبة هامِدَةٌ: إذا صارت قشرة وصقرة.

والإهمادُ: الإقامة، قال: ?لمَّا رَأَتْنِي راضِيا بالإهْمادْ

كالكُرَّزِ المربوطِ بينَ الأوتادْ

والإهمادُ: السرعة، فهو من الأضداد، قال:

ما كانَ إلا طَلَقُ الإهمادْ

وكَرُّنا بالأغْرُبِ الجِيادْ

حتى تَحاجَزْنَ عن الرُّوَّادْ

تَحاجُزَ الرِّيِّ ولمْ تَكادْ

وهَمْدانُ: قبيلة.

مقلوبه: - د ه م -

الدُّهْمَةُ: السواد، والأدهَمُ: الأسود، يكون في الخيل والإبل وغيرهما، قال أبو ذؤيب:

أمِنْكِ البرْقُ أرقُبُهُ فَهاجا

 

فَبِتُّ إخالُه دُهْما خِلاجا

والعرب تقول ملوك الخيل دُهْمُها، وقد ادْهامَّ.

وادْهامَّ الزرع: علاه السواد.

وحديقة دَهْماءُ: مُدْهامَّةٌ خضراء تضرب إلى السواد من نعمتها وريها، وفي التنزيل: -مُدْهامَّتانِ-، أنشد ابن الأعرابي في صفة نخل:  

دُهْما كأن اللَّيْلَ في زُهائها

لا تَرْهَبُ الذِّئْبَ عَلى أَطْلائها

يعمي إنها خضر إلى السواد من الري وأن اجتماعها يرى شخوصها سودا، وزهاؤها: شخوصها، وأطلاؤها: أولادها، يعني فسلانها، لأنها نخل لا إبل.

والأدْهَمُ: القيد، لسواده، وهي الأَداهِمُ، كسروه تكسير الأسماء، وإن كان في الأصل صفة، لأنه غلب غلبة الاسم، قال جرير:

هو القَيْنُ وابنُ القَينِ لا قَيْنَ مِثْلُهُ

 

لِفَطْحِ المَساحي أو لجَدْلِ الأَداهِمِ

والدُّهْمَةُ من ألوان الإبل: أن تشتد الورقة حتى يذهب البياض، بعير أدهَمُ، وناقة دَهماءُ، وقيل الأدْهَمُ من الإبل: نحو الأصفر إلا انه أقل سوادا. وقالوا: لا آتيك ما حَنَّتِ الدَّهْماءُ، عن اللحياني، وقال: هي الناقة، لم يزد على ذلك، وعندي انه من الدُّهْمَةِ التي هي هذا اللون.

والوطأة الدَّهْماءُ: الجديد، قال الشاعر:

سِوَى وَطْأةٍ دَهْماءَ مِن غَيرِ جَعْدَةٍ

 

ثَنى أُخْتَها عن غَرْزِ كَبْداءَ ضَامِرِ

أراد غير جعدة.

وقال الأصمعي: أثر أدْهَمُ: جديد، وأثر أغبر: قديم دارس، وقال غيره: أثر أدْهَمُ: قديم دارس. فهو على هذا من الأضداد، قال:

وفي كلّ أرْضٍ جِئْتَها أنتَ وَاجِدٌ

 

بها أثَراً مِنها جَديداً وأدْهَـمَـا

والدَّهْماءُ: ليلة تسع وعشرين.

والدُّهْمُ: ثلاث ليال من الشهر، لأنها دُهْمٌ.

والدَّهْماءُ من الضأن: الخالصة الحمرة.

وجاءتهم دَهْمٌ من الناس، أي كثير.

ودَهِمُوهم ودَهَمُوهم يَدهَمُونَهم دَهْما: غشوهم، قال بشر بن أبي خازم:

فدَهَمْتُهُم دَهْما بِكلّ طِمِـرَّةٍ

 

ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحالَةِ مِرْجَمِ

وكل ما غشيتك فقد دَهَمَكَ ودَهِمَكَ دَهْما، أنشد ثعلب لأبي محمد الحذلمي:

يا سَعدُ عَمّ الماءَ وِرْدٌ يَدْهَمُهْ

يَومَ تَلاَقَى شاوُهُ ونَعَـمُـهْ

وما أدري أي الدَّهْمِ هو، وأي دَهْمِ الله هو، أيْ أيُّ خلق الله.

والدَّهْماءُ: العدد الكثير، ودَهْماءُ الناس: جماعتهم وكثرتهم.

والدهْماءُ: سحنة الرجل.

وفعل به ما أدْهَمَه، أي ساءه وأرْغمه، عن ثعلب.

والدُّهَيْمُ، وأم الدُّهَيْمِ: الداهية.

والدَّهْماءُ: عشبة ذات ورق وقضب كأنها القرنوة، ولها نورة حمراء يدبغ بها، ومنبتها قفاف الرمل.

وقد سموا داهِما، ودُهَيما، ودُهْمانا.

والدُّهَيْمُ: اسم ناقة.

ودُهْمانُ: بطن من هذيل، قال صخر الغي:

ورَهْطُ دُهْمانَ ورهط عاديه

والأدهَمُ: فرس عنترة بن معاوية، صفة غالبة.

?مقلوبه: - م ه د -

مَهدَ لنفسه يَمهَدُ مَهْدا: كسب وعمل.

والمِهادُ: الفراش. وفي التنزيل: -لهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ ومِنْ فَوقِهم غَواشٍ- والجمع أمهِدَةٌ ومُهُدٌ.

ومَهَدَ لنفسه خيرا، وامتَهَدَه: هيأه وتوطأه، قال أبو النجم:

وامتَهَدَ الغارِبَ فِعلَ الدُّمَّلِ

ومَهْدُ الصبي: موضعه الذي يهيأ له ويوطأ وفي التنزيل: -مَنْ كانَ في المَهْدِ صَبِيًّا- والجمع مُهودٌ.

وسَهْدٌ مَهْدٌ: حسن، إتباع.

والمَهِيدُ: الزبد الخالص، وقيل: هو أزكاه عند الإذابة وأقله لبنا.

والمُهْدُ: النشز من الأرض، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

إنَّ أباكَ مُطْلَقٌ مِنْ جَهْـدِ

إنْ أنتَ أكثرْتَ قُبورَ المُهْدِ

ومَهدَدُ: اسم امرأة، وإنما قضيت على ميم مهدد إنها أصل لأنها لو كانت زائدة لم تكن الكلمة مفكوكة، وكانت مدغمة، كمسد ومرد.

?مقلوبه: - د م ه -

دَمِهَ يومنا، دَمَها فهو دَمِهٌ ودامِهٌ: اشتد حره.

والدَّمَه: شدة حر الشمس.

ودَمَهَتْهُ الشمس: صخدته.

والدَّمَهُ: شدة حر الرمل والرمضاء، وقد دَمِهَتْ دَمَها، وادمَوْمَهَتْ.

مقلوبه: - م د ه -

مَدَهَهُ يَمْدَهُهُ مَدْها، مثل مدحه، قال رؤبة:

للهِ دَرُّ الغانِـياتِ الـمُـدَّهِ

سَبَّحنَ واسترْجَعْنَ مِنْ تَألُّهِيِ

وقيل: المَدْهُ في نعت الهيئة والجمال، والمدح في كل شيء، وقيل: مَدَهْتُه في وجهه، ومدحته إذا كان غائبا، وقيل: الهاء في كل ذلك بدل من الحاء.

الهاء والتاء والثاء

الثُّهاتُ: الصوت والدعاء، وقد ثَهِتَ ثَهَتاً.

 والثَّاهِتُ: الحلقوم، وقيل: هو البلذم، وقيل: هو جليدة يموج فيها القلب، وهي جرانه، قال:

مُلِّيءَ في الصَّدرِ علَينا ضَبَّا

حتى ورَى ثاهِتَهُ والخِلْبا

الهاء والتاء والراء

الهَتْرُ: مزق العرض، هَتَرَه يَهْتِرُهُ هَتْراً، وهَتَّرَه.

ورجل مُسْتَهْتَرٌ: لا يبالي ما قيل فيه، ولا ما شتم به.

وقول هِتْرٌ: كذب.

والهِتْرُ: السقط من الكلام، والخطأ فيه.

ورجل مُهْتَرٌ: مخطئ في كلامه.

والهَتْرَ ذهاب العقل من كبر أو مرض أو حزن.

والمُهْتَرُ: الذي أُفقد عقله من أحد هذه الاشياء، وقد أَهْتُرُ، نادر، وقد قالوا: أُهْتِرَ، قال يعقوب: قيل لامرأة من العرب قد أُهْتِرَتْ: إن فلانا قد أرسل يخطبك، فقالت: هل يعجلني أن أحل؟ ماله؟ أل وغل، ومعنى قولها أحل: أنزل، وذلك لأنها كانت على ظهر طريق راكبة بعيرا لها، وابنها يقودها، ورواه أبو عبيد: تل وغل، أي صرع، من قوله تعالى: -وتَلَّه للجَبِينِ-.

وهَتَرَه الكبر.

والتَهْتار تفعال من ذلك، وهذا البناء يجاء به لتكثير المصدر.

والتَّهَتُّر كالتَّهتارِ.

والهِتْرُ: العجب، وهِتْرٌ هاتِرٌ، على المبالغة، قال أوس بن حجر:

وكان إذا ما الْتَمَّ مِنها بِـحـاجَةٍ

 

يُراجعُ هِتْرا منْ تُماضِرَ هاتِراً

وإنه لَهِتْرُ أهتارٍ، أي داهية دواه.

وتَهاتَرَ القوم: ادَّعى كل واحد منهم على صاحبه باطلا.

ومضى هِتْرٌ من الليل، إذا ذهب أقل من نصفه، حكي عن ابن الأعرابي.

مقلوبه: - ه ر ت -

هَرَتَ عرضه وثوبه يَهرتُهُ ويَهرِتُه هَرْتا فهو هَرِيتٌ: مزقه.

والهَرَتُ: سعة الشدق، وقد هَرِتَ، وهو أهرَتُ الشدق وهَرِيتُه.

وفرس هَرِيتٌ وأهرت: متسع مشق الفم، وجمل هَرِيتٌ كذلك، وحية هَريتُ الشدق ومَهروتَتُه، أنشد يعقوب في صفة حية:

مَهروتَةُ الشِّدْقَينِ حَوْلاءُ النَّظَرْ

وأسد أهرَتُ وهَريتٌ ومُنهَرِتٌ.

والهَرْتُ: شقك الشيء لتوسعه، وهو أيضا جذبك الشدق نحو الأذن.

وامرأة هَرِيتٌ: مفضاة.

ورجل هَرِيتٌ: لا يكتم سرا، وقيل: لا يكتم سرا ويتكلم مع ذلك بالقبيح.

وهرَتَ اللحم: أنضجه.

وهاروتُ: اسم مَلَكٍ أو مَلِكٍ، والأعرف انه اسم مَلَكٍ.

مقلوبه: - ت ه ر -

التَّيْهورُ: ما اطمأن من الأرض، وقيل: هو ما بين أعلى شفير الوادي وأسفله العميق، نجدية، وقيل: هو ما بين أعلى الجبل وأسفله هذلية، وهي التَّيْهورَةُ، وضعت هذه الكلمة على ما وضعها أهل التجنيس، فأما حقيقة وزنها وتصريفها فقد ذكرتها في الكتاب "المخصص".

والتَّوْهَرِيُّ: السنام الطويل، قال عمرو بن قميئة:

فَأرسَلْتُ الغُلامَ ولمْ أُلَبِّثْ

 

إلى خَيْرِ البَوارِكِ تَوْهَرِيَّا

وإنما اثبت هذه اللفظة في هذا الباب لأن التاء لا يحكم عليها بالزيادة أولا، إلا بثبت.

مقلوبه: - ت ر ه -

التُّرُّهاتُ، والتُّرَّهاتُ: الأباطيل، واحدتها تُرَّهَةٌ، وهي التُّرَّهُ، والجميع التَّرارِهُ، وقيل: التُّرَّهُ والتُّرَّهَةُ واحد، وهو الباطل.

الهاء والتاء واللام

هَتَلَت السماء تَهْتِلُ هَتْلا وهُتولا وتَهْتالا وهَتَلانا: هطلت، وقيل: هو فوق الهطل، وقيل: الهَتَلان: المطر الضعيف الدائم.

وسحاب هُتَّلٌ: هطل، وقيل: متتابعة المطر.

والهَتْلَى: ضرب من النبت، وليس بثبت.

والهَتِيلُ: موضع.

مقلوبه: - ه ل ت -

هَلَتَ دم البدنة، إذا خدش جلدها بسكين حتى يظهر الدم، عن اللحياني.

والهَلْتَي: نبت، قال أبو حنيفة: قال أبو زياد: من الطريفة الهَلْتَي، وهو أحمر ينبت نبات الصليان والنصي، ولونه أحمر في رطوبته، ويزداد حمرة إذا يبس، وهو مائي، لا تكاد الماشية تأكله ما وجدت شيئا من الكلأ يشغلها عنه.

والهلْتاءَةُ: الجماعة من الناس يقيمون ويظعنون، هذه رواية أبي زيد، ورواها ابن السكيت بالثاء.

مقلوبه: - ت ل ه -

تَلِهَ الرجل تَلَهاً: حار.

وتَتَلَّه: جال في غير ضيعة.

والتَّلَهُ: لغة في التلف.

والمَتْلَهَةُ: المتلفة.

الهاء والتاء والنون

هَتَنَتِ السماء تَهتِنُ هَتْنًا وهُتونًا وهَتَنانًا وتَهْتانًا، وتَهاتَنَتْ: صبت، وقيل: هو المطر فوق الهطل، وقيل: الهَتَنان: المطر الضعيف الدائم.

ومطر هَتُونٌ: هطول، وسحابة هَتُونٌ، وسحائب هُتُنُ وهُتَّنٌ، وكأن هُتَّناً على هاتِنٍ أو هاتِنَةٍ، لأن فعلا لا يكون جمع فعول.

مقلوبه: - ن ه ت -

النَّهِيتُ والنُّهاتُ: الصياح، وقيل: هو مثل الزحير، وقيل: هو الصوت من الصدر عند المشقة.

والنَّهِيتُ أيضا: صوت للأسد دون الزئير، نَهَتَ يَنهِتُ.

وأسد نَهَّاتٌ ومُنَهِّتٌ، قال:

ولأَحمِلَنْكَ على نَهابِرَ إنْ تَثِـبْ

 

فيها، وإنْ كُنتَ المُنَهِّتَ، تَعطَبِ

أي وإن كنت الأسد في القوة والشدة، وقد استعير للحمار.

الهاء والتاء والفاء

الهَتْفُ، والهُتافُ، والهَتافُ: الصوت الجافي العالي، وقد هَتَف يَهتِفُ هَتْفا.

وهَتَفتِ الحمامة: ناحت.

وحمامة هَتُوفٌ: كثيرة الهُتافِ.

وقوس هَتوفٌ وهَتَفَى مرنة مصوتة.

وريح هَتوفٌ: حنانة، والاسم الهَتَفَى.

مقلوبه: - ه ف ت -

هَفَتَ يَهْفِتُ هَفْتاً: دق.

والهَفْتُ: تساقط الشيء قطعة قطعة كالثلج والرذاذ ونحوهما، قال:

كأنَّ هَفْتَ القِطْقِطِ المَنثُورِ

بَعدَ رَذاذِ الدِّيمَةِ الدَّيجورِ

عَلى قَراهُ فلَقُ الشُّذورِ

وقد تَهافَتَ.

وتَهافَتَ الثوب: تساقط بلى، وتَهافَتَ الفَراشُ في النار، كذلك، وتَهافَتَ القوم: تساقطوا موتا.

وتَهافَتوا عليه: تتابعوا.

والهَفَاتُ: الأحمق.

مقلوبه: - ت ف ه -

تَفِهَ الشيء تَفَها وتُفُوها: قل وخس، وفي حديث عبد الله بن مسعود، وذكر القرآن: "لا يَتْفَهُ ولا يَتَشانُّ". يتشان: يبلى، من الشن.

وتَفِهَ الرجل تُفُوها فهو تافِهٌ: حمق.

والتُّفَهُ: عناق الأرض، وهي أيضا المرأة المحقورة، والمعروف فيهما التُّفَّهُ، تقول العرب: استغنت التُّفَّهُ عن الرُّفَّهِ، والرفه: التبن. 

الهاء والتاء والباء

الهَبْتُ: الضرب.

والهَبْتُ: حمق وتدليه.

وفيه هَبْتَةٌ، أي ضربة حمق.

وقد هُبِتَ فهو مَهبوتٌ وهَبِيتٌ، قال طرفة:

فالهَبيتُ لا فُؤادَ لهُ

 

والثَّبيتُ ثَبْتُه فَهَمُهْ

وقوله أنشده ثعلب:

تُرِيكَ قَذىً بها إنْ كان فِيها

 

بُعَيْدَ النَّومِ نَشوَتُها هَبـيتُ

لم يفسره، وعندي انه فعيل في معنى فاعل: أي نشوتها شيء يَهبِتُ: أي يحمق ويحير فيسكن وينوم.

والمَهبوتُ: المحطوط.

وهَبَتَه الله درجة يَهبِتُه هَبْتا: حطه، وفي الحديث: "هَبَتَه المَوتُ عِندي دَرَجَةً حينَ لمْ يَمُتْ شَهيدا" يعني حط من قدره.

وهَبَتَ الرجل يَهبِتُه هَبْتا: ذلَّلَهُ.

والمَهْبوتُ: الطائر يرسل على غير هداية، قال ابن دريد: وأحسبها مولدة.

مقلوبه: - ب ه ت -

بَهَتَ الرجل يَبْهَتُه بَهْتاً، وباهَتَه: استقبله بأمر يقذفه به وهو منه بريء لا يعلمه فَيَبْهَتُ منه.

والبُهْتانُ والبَهيِتَةُ: الباطل الذي يتحير من بطلانه، وقوله عز وجل: -أتَأخُذُونَهُ بُهتاناً وإثماً مُبيناً- أي مُباهِتينَ آثمين.

والبَهُوتُ: المُباهِتُ، والجمع بُهُتٌ وبُهُوتٌ، وعندي أن بُهُوتا جمع باهِتٍ لا جمع بَهوتٍ، لأن فاعلا مما يجمع على فعول، وليس فعول مما يجمع عليه، فأما ما حكاه أبو عبيد من أن عُذُوبا جمع عَذوبٍ فهو غلط، إنما هو جمع عاذِبٍ فأما عَذُوبٌ، فجمعه عُذُبٌ.

والبَهْتُ والبَهِيَتُة: الكذب.

والبَهْتُ: الانقطاع والحيرة، وقد بَهُتَ وبَهِتَ وبُهِتَ الخصم: استولت عليه الحجة، وفي التنزيل: -فَبُهِتَ الذي كَفَرَ- ابن جني: قرأه ابن السميفع: -فَبَهَتَ الذي كَفَرَ- أراد فَبَهَتَ إبراهيم الكافر، فالذي على هذا في موضع نصب، قال: وقرأه أبو حيوة "فَبَهُتَ" بضم الهاء، لغة في بَهِتَ، قال: وقد يجوز أن يكون بَهَتَ بالفتح لغة في بَهِتَ، قال: وحكى أبو الحسن الأخفش قراءة "فَبَهِتَ" كخرق ودهش، قال: وبَهُتَ، بالضم، أكثر من بَهِتَ، بالكسر، يعني أن الضمة تكون للمبالغة، كقولهم: لقضو الرجل.

وبَهَتَ الفحل عن الناقة: نحاه ليحمل عليها فحل أكرم منه.

والبَهْتُ: حجر معروف.

مقلوبه: - ت ب ه -

التَّابوهُ: لغة في التَّابوت، أنصارية، قال ابن جني: وقد قريء بها، قال: وأراهم غلطوا بالتاء الأصلية، فإنه سمع بعضهم يقول: قعدنا على الفراه، يريدون على الفرات.

الهاء والتاء والميم

هَتَمَ فاه يَهْتِمُه هَتْماً: ألقى مقدم أسنانه.

والهَتْمُ: انكسار الثنايا من أصولها خاصة، وقيل: من أطرافها، هَتِمَ هَتَمَاً، وهو أهْتَمُ.

وتَهَتَّم الشيء: تكسر قال جرير:

إنَّ الأراقِمَ لنْ يَنالَ قَديمَها

 

كَلبٌ عوَى مُتَهَتِّمُ الأَسْنانِ

والهُتامَةُ: ما تكسر من الشيء.

والهَيْتَمُ: شجرة من شجر الحمض جعدة. حكى ذلك أبو حنيفة. وقال: ذكر ذلك عن شبيل بن عزرة، وكان راوية، وأنشد لرجل من بني يربوع:

رَعَتْ بِقِرانِ الحَزْنِ رَوْضًا مُواصِلاًعَمِيماً منَ الظَّلاَّمِ والهَيْتَمِ الجَعْدِ

وهاتِمٌ، وهُتَيْمٌ: اسمان، وأرى هُتَيْما تصغير ترخيم.

مقلوبه: - ت ه م -

تَهِمَ الدهن واللحم تَهَماً، فهو تَهِمٌ: تغير، وفيه تَهَمَة، أي خبث ريح نحو الزهومة.

والتَّهَمُ: شدة الحر وركود الريح.

وتِهامَةُ: اسم مكة. يجوز أن يكون اشتقاقه من هذا، ويجوز أن يكون من الأول، لأنها سفلت عن نجد فخبث ريحها، والنسب إليها تَهامٍ على غير قياس، كأنهم بنوا الاسم على تَهْمِىٍّ أو تَهَمِىٍّ، ثم عوضوا الألف قبل الطرف من إحدى الياءين اللاحقتين بعدها، قل ابن جني: هذا يدلك على أن الشيئين إذا اكتنفا الشيء من ناحيتيه تقاربت حالاهما وحالاه بهما. ولأجله وبسببه ما ذهب قوم إلى أن حركة الحرف تحدث قبله، وآخرون إلى إنها تحدث بعده، وآخرون إلى إنها تحدث معه، قال أبو علي: وذلك لغموض الأمر وشدة القرب، وكذلك القول في شام ويمان. فإن قلت: فإن في تهامة ألفا فلم ذهبت في تهام إلى أن الألف عوض من إحدى ياءي الإضافة؟ قيل: قال الخليل في هذا: إنهم كأنهم نسبوا إلى فعل أو فعل، فكأنهم فكوا صيغة تهامة، فأصاروها إلى تَهْمٍ أو تَهَمٍ، ثم أضافوا إليه فقالوا: تَهامٍ، وإنما مثل الخليل بين فَعْلٍ وفَعَلٍ ولم يقطع بأحدهما، لأنه قد جاء هذا العمل في هذين المثالين جميعا، وهما لشام واليمن. قال ابن جني: وهذا الترخيم الذي أشرف عليه الخليل ظنا قد جاء به السماع نصا، أنشد أبو علي قال: أنشد احمد بن يحيى:

أرَّقَنِي الليلةَ بَرْقٌ بالتَّهَمْ

يالكَ بَرْقا مَنْ يَشُقْهُ لا يَنَمْ

فانظر إلى قوة تصور الخليل إلى أن هجم به الظن على اليقين، ومن كسر التاء قال: تِهِامٌّى، هذا قول سيبويه.

وأْتهَمَ الرجل وتَتَهَّمَ: أتى تِهامةَ، قال الممزق العبدي:

فأنْ تُتْهموا أُنجِدْ خلافـاً عـلَـيكـمُ

 

وإنْ تُعْمِنُوا مُستَحقِبي الحربِ أُعرِقِ

وقال أمية بن أبي عائذ الهذلي:

شامٍ يَمانٍ مُنجدٍ مُـتَـتَـهِّـمٍ

 

حِجازِيَّةٍ أعجازُهُ وهوَ مُسْهِلُ

وتَهِمَ الرجل فهو تَهِمٌ: خبثت ريحه.

وتَهِمَ الرجل فهو تَهِمٌ: ظهر عجزه وتحير وأنشد ابن الأعرابي:

مَنْ مُبْلغُ الحَسْنا انَّ بَعلَها تهِمْ

وأنَّ ما يُكْتَمُ منهُ قَدْ عُـلِـمْ

أراد الحسناء، فقصر للضرورة، وأراد أن فحذف الهمزة للضرورة أيضا، كقراءة من قرأ: -أَنِ ارْضِعِيِه-.

مقلوبه: - ت م ه -

تَمِهَ الدهن واللبن واللحم تَمَهاً وتَماهَةً فهو تَمِهٌ: تغير ريحه وطعمه.

وشاة مِتْماهٌ: يتغير لبنها سريعا.

مقلوبه: - م ت ه -

مَتَهَ الدلو يَمْتَهُها مَتْهاً: متحها.

والمَتْهُ والتمَتُّهُ: الأخذُ في الغواية والباطل.

والتَّمَتُّهُ: التحمق والاختيال، وقيل: هو أن لا يدري أين يقصد ويذهب، وقيل: هو التمدح والتفخر.

وكل مبالغة في شيء تَمَتُّهٌ.

وتَماتَه عنه: تغافل.

الهاء والظاء والراء

الظَّهْرُ من كل شيء: خلاف البطن.

والظَّهْرُ من الإنسان: من لدن مؤخر الكاهل إلى أدنى العجز عند آخره، مذكر لا غير، صرح بذلك اللحياني، وهو من الأسماء التي وضعت موضع الظروف، والجمع أظْهُرٌ وظُهُورٌ، وظٌهْرانٌ.

وقلَّب الأمر ظَهْراً لبطن: أنعم تدبيره، وقلَّب فلان أمره ظهرا لبطن، وظَهْرَه لبطنه، وظَهْرَه للبطن، قال الفرزدق:

كَيَف تَرانِي قالِبا مِجَنِّـي

أقلِبُ أمرِي ظَهرَه للبَطنِ

وإنما اختار الفرزدق هاهنا "للبطن" على قوله: "لبطن" لأن قوله: "ظهره" معرفة، فأراد أن يعطف عليه معرفة مثله وإن اختلف وجه التعريف، قال سيبويه: هذا باب من الفعل يبدل فيه الآخر من الأول، ويجري على الاسم كما يجري أجمعون على الاسم،و ينصب بالفعل، لأنه مفعول، فالبدل أن تقول: ضرب عبد الله ظَهْرُه وبطنه، وضرب زيد الظَّهرُ والبطن، وقلب عمرو ظَهرُه وبطنه، فهذا كله على البدل، قال: وإن شئت كان على الاسم بمنزلة أجمعين. يقول: يصير الظهر والبطن توكيدا لعبد الله، كما يصير أجمعون توكيدا للقوم، كأنك قلت: ضرب كله، قال: وإن شئت نصبت فقلت: ضرب زيد الظَّهْرَ والبطن، وقُلِبَ زيد ظَهرَه وبطنه، فالمعنى انه قلب على الظهر والبطن، قال: ولكنهم أجازوا هذا، كما أجازوا: دخلت البيت، وإنما معناه دخلت في البيت، والعامل فيه الفعل، قال: وليس المنتصب هاهنا بمنزلة الظروف، لأنك لو قلت: هو ظهره وبطنه وأنت تعني شيئا على ظَهرِه لم يجز، ولم يجيزوه في غير الظهر والبطن والسهل والجبل، كما لم يجز دخلت عبد الله، وكما لم يجز حذف حرف الجر إلا في الأماكن، مثل دخلت البيت، واختص قولهم: الظَّهرَ والبطن، والسهل والجبل بهذا، كما أن "لدن" مع "غدوة" لها حال ليست في غيرها من الأسماء، وقوله صلى الله عليه وسلم: "ما نزل من القرآن آية لا لها ظَهْرٌ وبَطْنٌ، وكل حرف حد وكل حد مطلع" قال أبو عبيد: قال بعضهم: الظَّهر: لفظ القرآن، والبطن: تأويله، وقيل: الظَّهرُ: الحديث والخبر، والبطن: ما فيه من الوعظ والتحذير والتنبيه، والمُطَّلَعُ: مأتى الحد ومصعده: أي قد عمل بها قوم أو سيعملون.

وظهَرَه يَظْهَرُه ظَهْرا: ضرب ظَهْرَه.

وظَهِرَ ظَهَراً: اشتكى ظَهرَه.

ورجل ظَهِيرٌ: يشتكى ظهره.

وبعير ظَهيرٌ: لا ينتفع بظهره من الدبر، وقيل: هو الفاسد الظهر من دبر أو غيره، رواه ثعلب.

ورجل ظَهِيرٌ ومُظَهَّرٌ: قوي الظَهرِ، وقيل: هو الصلب الشديد، من غير أن يعين منه ظَهرٌ أو غيره، وقد ظَهَرَ ظَهارَةً.

ورجل خفيف الظَّهْرِ: قليل العيال، وثقيل الظَّهرِ: كثير العيال، وكلاهما على المثل.

وأقران الظَّهْرِ: الذين يجيئون من ورائك مأخوذ من الظَّهرِ، قال أبو خراش:

لكانَ جميلٌ أَسْوَأ الناسِ تَلَّةً

 

ولكنَّ أقرانَ الظُّهُورِ مَقاتِلُ

وشدَّه الظُّهارِيَّةَ، إذا شدَّه إلى خلف، وهو من الظَّهْرِ.

والظَّهْرُ: الركاب التي تحمل الأثقال في السفر، لحملها إياها على ظُهورِها.

وفلان على ظَهرٍ، أي مزمع للسفر غير مطمئن، كأنه قد ركب ظَهْرا لذلك، قال يصف أمواتا:

ولَوْ يَستَطـيعـونَ الـرَّواحَ تـرَوَّحـوا

 

مَعيِ أوْ غدَوْا في المُصْبِحِينَ على ظَهْرِ

والبعير الظِّهْرِيُّ: العدة للحاجة، نسب إلى الظَّهْرِ نسبا على غير قياس، وقد ظَهَّرَ به، واستَظهرَه.

وظَهَرَ بحاجة الرجل، وظَهَّرَها، وأظْهَرَها: جعلها بظَهْرٍ. ومعنى هذا الكلام انه جعل حاجته وراء ظَهرِه تهاونا بها، كقوله تعالى: -فَنبَذُوه وراءَ ظُهُورِهمْ- بخلاف قولهم: واجه إرادته، إذا أقبل عليها بقضائها، وجعل حاجته بظَهرٍ كذلك، قال الفرزدق:

تَميمُ بنَ قَيسٍ لا تَكونَنَّ حاجَتِي

 

بظَهرٍ فَلا يَعيا عَليَّ جَوابُها

واتَّخذ حاجته ظِهْرِيًّا: استهان بها، كأنه نسبها إلى الظهر على غير قياس، كما قالوا في النسب إلى البصرة: بصري وفي التنزيل: -و اتَّخَذْتُموهُ وَراءكُمْ ظِهْرِيًّا- وقال ثعلب: معناه: نبذتم ذكر الله وراء ظهوركم.

وحاجته عندك ظاهِرَةٌ، أي مطرحة وراء الظَّهرِ.

وأظْهَرَ بحاجته، وأظَّهَر: جعلها وراء ظَهرِه، وأصله اظْتَهَر.

وظهَرَ به وعليه يَظهَرُ: قوى، وفي التنزيل: -أوِ الطِّفْلِ الَّذينَ لمْ يَظْهَروا على عَوْراتِ النِّساءِ- أي لم يطيقوا ذلك، وقوله:

خَلفْتَنا بَينَ قَوْمٍ يَظْهَرونَ بنـا

 

أموالُهُم عازِبٌ عنَّا، ومَشغولُ

هو من ذلك، وقد يكون من قولك: ظهَرَ به، إذا جعله وراء ظَهرِه، وليس بقوي، وأراد منها عازب، ومنها مشغول، وكل هذا راجع إلى معنى الظَّهْرِ.

وطريق الظَّهْرِ: طريق البر، وذلك حين يكون فيه مسلك في البر ومسلك في البحر.

والظَّهْرُ من الأرض: ما غلظ وارتفع، والبطن: ما لان منها وسهل.

وسال الوادي ظَهْراً، إذا سال بمطر نفسه، فإن سال بمطر غيره قيل: سال درءا، وسيأتي ذكره، وقال مرة: سال الوادي ظُهْرا، كقولك: ظَهْرا.

وظَهَرتِ الطير من بلد كذا إلى بلد كذا: انحدرت منه إليه، وخص أبو حنيفة به النسر فقال، يذكر النسور: إذا كان آخر الشتاء ظَهَرتْ إلى نجد تتحين نتاج الغنم فتأكل أسلاءَها.

والظَّاهرُ:خلاف البطن، ظَهَرَ يَظْهَرُ ظُهورا، فهو ظاهِرٌ وظَهِيرٌ، قال أبو ذؤيب:

فإنَّ بَنيِ لِحْيانَ إمَّا ذكَرْتُهُمْ

 

نَثاهُمْ إذا أخْنَى اللِّئامُ ظَهيرُ

وروى "طهير" بالطاء، وقد تقدم، وقوله تعالى: -وَ ذَرُوا ظاهِرَ الإثمِ وباطِنَهُ- قيل: ظاهره: المخالة على جهة الريبة، وباطنه: الزنا. قال الزجاج: والذي يدل عليه الكلام، والله أعلم، أن المعنى اتركوا الإثم ظَهَرَا أو بطن، أي لا تقربوا ما حرم الله جهرا ولا سرا.

والظاهِرُ: من أسماء الله جل وعز، وفي التنزيل: -هُوَ الأوَّلُ والآخِرُ والظاهِرُ والباطِنُ-.

وهو بين ظَهْرَيهِم وظَهْرانَيْهِم، بفتح النون، ولا يكسر بين أظهُرِهم.

ولقيته بين الظَّهْرَينِ والظَّهْرَانَينِ، أي في اليومين أو الثلاثة، وهو من ذلك.

وكل ما كان في وسط شيء ومعظمه، فهو بين ظَهْرَيِه، وظَهْرانَيْهِ.

وهو على ظَهْرِ الإناء، أي ممكن لك لا يحال بينكما، عن ابن الأعرابي.

والظَّواهِرُ: أشراف الأرض.

والظُّهْرانُ: الريش الذي يلي الشمس والمطر من الجناح، وقيل الظُّهارُ والظُّهرانُ: ما جعل من ظهر عسيب الريشة، وهو الشق الأقصر، وهو أجود الريش، الواحد ظَهرٌ، فأما ظُهْرانٌ فعلى القياس، وأما ظُهارٌ فنادر، ونظيره عرق وعراق، ويوصف به فيقال: ريش ظٌهارٌ وظُهْرانٌ، وقد ظَهَّرْتُ السهم.

والظَّهْرانِ: جناحا الجرادة الأعليان الغليظان، عن أبي حنيفة. وقال أبو حنيفة: قال أبو زياد: للقوس ظَهرٌ وبطن، فالبطن ما يلي منها الوتر، وظَهْرُها: الآخر الذي ليس فيه وتر.

وظاهَرَ بين نعلين وثوبين: لبس أحدهما على الاخر، وكذلك ظاهَرَ بين درعين.

وقيل: ظاهَرَ الدِّرع: لاءم بعضها على بعض، وقول ورقاء بن زهير:

رَأيتُ زُهَيْراً تَحتَ كَلْكَلِ خالدٍ

 

فَجِئتُ إليهِ كالعَجُولِ أُبـادِرُ

فَشُلَّتْ يَميِني يَومَ أضرِبُ خالِداً

 

ويَمنعُهُ مِني الحديدُ المُظاهَرُ

إنما عنى بالحديد هنا الدرع، فسمى النوع الذي هو الدروع باسم الجنس الذي هو الحديد، وقول أبي النجم:

سُبِّى الحَماةَ وادْرَهِى عَليها

ثمَّ اقْرَعِي بالوَدِّ مَنْكِبَيْها

وظاهِرِي بِجَلِفٍ عَليها

هو من هذا، وقد قيل: معناها: استَظهِرِي، وليس بقوي.

وظهَرْتُ عليه: أعنته، وظهَر عليَّ: أعانني، كلاهما عن ثعلب.

وتَظاهَروا عليه: تعاونوا، وفي التنزيل: -وَ إنْ تَظاهَرا علَيهِ-.

وظاهَرَ بعضهم بعضا: أعانه.

والظَّهِيرُ: العون، الواحد والجميع في ذلك سواء، وفي التنزيل: -و كان الكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهيراً- يعني بالكافر الجنس، ولذلك افرد وفيه: -و المَلائِكَةُ بعدَ ذلكَ ظَهيرٌ-، وهذا كما حكاه سيبويه من قولهم للجماعة: هم صديق، وهم فريق.

والظُّهْرَة، والظِّهْرَة: الكسر، عن كراع، كالظَّهيرِ، وهم ظِهْرَةٌ واحدة، أي يتظاهرون على الأعداء.

وجاءنا في ظُهْرَتِه وظَهَرَتِه وظاهِرَتِه، أي في عشريته الذين يعينونه.

وظاهَرَ عليه: أعان.

واستَظْهَرَه عليه: استعانه.

واسْتَظْهَرَ عليه بالأمر: استعان، وفي حديث علي عليه الصلاة والسلام: "يُستْظْهَرُ بِحُجَجِ الله وبنعمه على كتابه".

والظُّهورُ: الظفر، ظَهَرَ عليه يَظْهَر ظُهُورا، وأظهَرُه الله عليه.

وله ظَهْرٌ، أي مال من إبل وغنم.

وظَهَر بالشيء ظَهْراً: فخر.

وفلان من ولد الظَّهْرِ، أي ليس منا، وقيل: معناه انه يلتفت إليهم. قال ارطأة بن سهية:

فَمَنْ مُبلِـغٌ أبـنـاءَ مُـرَّةَ أنَّـنـا

 

وجَدنا بَنِي البَرْصاءِ مِنْ وَلَدِ الظَّهرِ

وفلان لا يَظْهَر عليه أحد، أي لا يسلم.

والظَّهَرَةُ: ما في البيت من المتاع والثياب. وقال ثعلب: بيت حسن الظَّهَرَةِ والأهرة، فالظَّهَرَةُ: ما ظَهَرَ منه، والأهرة: ما بطن منه.

وظَهَرَةُ المال: كثرته.

وأظْهَرَنا الله على الأمر: أطلع.

والظَّهْرُ: ما غاب عنك، يقال: تكلمت بذلك عن ظهر غيب.

وظَهْرُ القلب: حفظه من غير كتاب، وقد قرأه ظاهِراً، واستَظهرَه.

والظَّاهِرَةُ: العين الجاحظة.

وظاهَرَ الرجل امرأته، ومنها مُظاهرَةً: وظِهارا: إذا قال: هي علي كظهر ذات رحم محرم، وقد تَظَهَّرَ منها وتَظاهر.

وقد ظَهْرٌ: قديمة، كأنها تلقى وراء الظَّهرِ لقدمها، قال حميد بن ثور:

فتَغَيَّرَتْ إلاَّ دَعاِئمَـهـا

 

ومُعَرَّسا منْ جَوْنَةٍ ظَهْرِ

وتَظاهَرَ القوم: تدابروا، وقد تقدم انه التعاون، فهو ضد.

وقتله ظَهْراً، أي غيلة، عن ابن الأعرابي.

والظُّهْرُ: ساعة الزوال، ولذلك قيل: صلاة الظُّهْرِ، وقد يحذفون على السعة فيقولون: هذه الظُّهْرُ، يريدون صلاة الظُّهْرِ.

والظَّهِيرَةُ: حد انتصاف النهار، وقيل: إنما ذلك في القيظ، وقيل: الظُّهرُ مشتق منها.

وأتاني مُظَهِّراً ومُظْهِراً، أي في الظَّهِيرَة.

وأظهَرَ القوم: دخلوا في الظَّهِيَرةِ، وفي التنزيل: -وَ حينَ تُظهِروُنَ- قال ابن مقبل:

وأظهَرَ في غُلاَّنِ رَقْد وسَـيْلُـهُ

 

عَلاجيمُ لا ضَحْلٌ ولا مُتضَحْضِحُ

يعني أن السحاب أتى هذا الموضع ظُهْراً، ألا ترى أن قبل هذا:

فَأَضْحَى لهُ جِلْبٌ بِأكنافِ شُرْمَةٍ

 

أجَشُّ سِماِكيٌّ منَ الوَبْلِ أفصَحُ

وظُهَيْرٌ: اسم.

ومُظْهِرُ بن رياح: أحد فرسان العرب وشعرائهم.

والظَّهْرانُ ومر الظَّهرانِ: موضع من منازل مكة، قال كثير:

ولَقدْ حلَفْتُ لَها يَمِينـاً صـادِقـاً

 

باللهِ عندَ مَحارِمِ الـرَّحـمـنِ

بالرَّاقِصاتِ على الكَلالِ عَشِـيَّةً

 

تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرانِ

العرمض: هنا: صغار الأراك: حكاه أبو حنيفة.

والظَّواهِرُ: موضع، قال كثير عزة:

عَفا رابِغٌ من أهلهِ فالظَّواهـرُ

 

وأكنافُ تُبْنَى قدْ عفَتْ فالأصافرُ

الهاء والظاء والباء

بَهَظَنِيِ الأمر، يَبْهَظُنِي بَهْظا: أثقلني وبلغ مني المشقة.

والقرن المَبْهوظُ: المغلوب.

وبَهَظَ راحلته يَبْهَظُ بَهْظا: أوقرها وحمل عليها فأتعبها.

وكل من كلف ما لا يطيقه أو لا يجده: مَبهوظٌ.

وبَهَظَ الرجل: أخذ بفقمه: أي بذقنه ولحيته.

الهاء والظاء والميم

شيء ظَهْمٌ: خلق، وفي حديث عبد الله ابن عمر: "فدعا بصندوق ظَهْمٍ" أي خلق، كذا وقع الحديث مفسرا.

الهاء والذال والراء

هَذِرَ كلامه هَذَراً: كثر في الخطأ والباطل.

والهَذَرُ: الكثير الرديء، وقيل: هو سقط الكلام.

وهَذَرَ في منطقه يَهذِرُ ويَهْذُر هَذْراً وتَهْذاراً، وهو بناء يدل على التكثير، قال سيبويه: هذا باب ما تكثر فيه المصدر من فعلت، فتلحق الزوائد وتبنيه بناء اخر، كما انك قلت في فَعَلتُ فَعَّلتُ، ثم ذكر المصادر التي جاءت على التفعال كالتهذار ونحوها، قال: وليس شيء من هذا مصدر فَعَلتُ، ولكن لما أردت التكثير بنيت: المصدر على هذا، كما بنيت فَعَلتُ على فَعَّلتُ.

وأهذَرَ، وحكى ابن الأعرابي: من أكثر أهذَرَ، أي جاء بالهَذَرِ، ولم يقل: أهجر.

ورجل هَذِرٌ، وهَذُرٌ، وهُذَرَةٌ، وهُذُرَّةٌ قال، طريح:

واترُكْ مُعاندَةَ اللَّجُوجِ ولا تَكُنْ

 

بينَ النَّـدِىِّ هُـذُرَّةً تَـيَّاهـا

وهَذَّارٌ، وهَيذارٌ، وهَيذارةٌ، وهِذرِيانٌ، ومِهذارُ، والأنثى هَذِرَةٌ ومِهذارٌ، ولا يجمع مِهذارٌ بالواو والنون، لأن مؤنثه لا تدخله الهاء.

ومنطق هِذْرِيانٌ، أنشد ثعلب:

لها مَنْطِقٌ لا هِذْرِيانٌ طمَى بهِ

 

سَفاءٌ ولا بادِي الجَفاءِ جَشِيبُ

مقلوبه: - ذ ه ر -

ذَهِرَ فوه، فهو ذَهِرٌ: اسودت أسنانه، وكذلك نور الحَوْذانِ إذا اسود قال:

كأنَّ فاهُ ذَهِرُ الحَوْذانِ.

الهاء والذال واللام

هَوْذَالَ في مشيه هَوْدَلَةً: أسرع، وقيل: الهَوْذَلةُ: أن يضطرب في عدوه.

وهَوْذَلَ السقاء: تمخض، من ذلك.

وهَوْذَلَ ببوله: نزاه ورمى به، قال:

لَوْ لمْ يُهَوْذِلْ طَرفَاهُ لـنَـجَـمْ

في صَدرِهِ مِثلُ قَفا الكَبشِ الأجَمّ

وهَوْذَلَ البعير ببوله: اهتز وتحرك.

والهُذْلُولُ: التل الصغير المرتفع من الأرض، وقيل: الهُذْلولُ: الرملة الطويلة المستدقة، وكذلك السحابة المستدقة.

والهُذْلولُ: السريع الخفيف، وربما سمى الذئب هُذلولاً.

وهُذْلُولُ: فرس عجلان بن بكرة التيمي.

وهُذلُول: فرس جابر بن عقيل.

وقوله أنشده ابن الأعرابي:

قُلتُ لِقَوْمٍ خرَجوا هَذاليلْ

فسره فقال: الهَذالِيلُ: المتقطعون.

وهُذَيْلٌ: اسم رجل.

وهُذَيْل: قبيلة، النسب إليها هُذَيْلِيٌّ وهُذَلِيٌّ قياسي ونادر، والنادر فيه أكثر على ألسنتهم.

مقلوبه: - ذ ه ل -

ذَهَلَ الشيء، وذَهَلَ عنه، وذَهِلَه وذَهِلَ عنه، يَذْهَل فيهما، ذَهْلا وذُهُولا: تركه على عمد، أو نسيه لشغل، وقيل: الذَّهْلُ: السلو وطيب النفس عن الألف، وقد أذهَلَه الأمر، وأذهَلَه عنه.

ومر ذَهْلُ من الليل، وذُهْلٌ، أي قطعة، وقيل: ساعة منه، مثل دهل، والدال أعلى.

والذُّهْلُولُ من الخيل: الجواد الدقيق.

وذُهْلٌ: قبيلة.

والذُّهْلانِ: حيان من ربيعة: بنو ذُهْلٍ ابن شيبان وبنو ذُهْلِ بن ثعلبة.

وقد سموا ذُهْلا، وذُهْلانَ، وذُهَيْلاً.

الهاء والذال والنون

الذِّهْنُ: الفهم والعقل.

والذِّهْنُ أيضا: حفظ القلب، وجمعه أذهان.

ورجل ذَهِنٌ وذِهْنٌ، كلاهما على النسب، وكأن ذِهْنا مغير من ذَهِنٍ.

والذِّهْنُ أيضا: القوة، قال أوس:

أنوءُ بِرِجْلٍ بها ذِهْنُـهـا

 

وأعيَتْ بِها أُختُها الغابِرَهْ

الهاء والذال والفاء

سائق هَذّاف: سريع، قال:

تُبْطِرُ ذَرْعَ السَّائِقِ الهَذَّافِ

وقيل: الهَذَّاف: السريع من غير أن يشترط فيه سوق.

الهاء والذال والباء

هَذَبَ الشيء يَهْذِبُه هَذْبا، وهَذَّبَه: نقاه وخلصه، وقيل: أصلحه.

وقال أبو حنيفة: التهذيبُ في القدح: العمل الثاني والتشذيب: الأول، وسيأتي ذكر التشذيب.

والمُهَذَّبُ من الرجال: المخلص النقي من العيوب.

وهَذَبَ النخلة: نقى عنها الليف.

وهَذَبَ الشيء يَهذِبُ هَذْبا: سال.

وأهذَبَ الإنسان في مشيه، والفرس في عدوه، والطائر في طيرانه: أسرع، وقول أبي العيال:

ويَحْمِلُهُ حَمـيمٌ أرْ

 

يَحِيٌّ صادِقٌ هَذِبُ

هو على النسب، أي ذو إهذابٍ وقد قيل فيه: هَذَب وهَذَّب، وفي بعض الآثار: "إني أخشى عليكم الطلب فهَذِّبوا" حكاه الهروي في الغريبين.

والاسم الهَيْذَبا.

والطائر يُهاذِبُ في طيرانه: يمر مرا سريعا حكاه يعقوب، وأنشد بيت أبي خراش:

يُبادِرُ جُنحَ اللَّيلِ فَهْوَ مُهـاذِبٌ

 

يَحُثُّ الجَناحَ بالتَّبَسُّط والقَبْضِ

وقال أبو خراش أيضا في معنى قوله هذا:

فَهَذَّبَ عَنها ما يَلي البَطنَ وانتَحَى

 

طَريدَةَ مَتْنٍ بَينَ عَجْبٍ وكاهِـلِ

قال السكري: هَذَّبَ عنها: فرق.

مقلوبه: - ه ب ذ -

هَبَذَ يَهْبِذُ هَبْذا: عدا، يكون ذلك للفرس وغيره مما يعدو.

وأَهْبَذَ، واهْتَبَذَ،و هابَذَ: أسرع في مشيه أو طيرانه، كَهاذَبَ، قال:

مُهابَذَةً لمْ تَتَّرِكْ حينَ لمْ يكُن

 

لها مَشْرَبٌ إلا بِنَأْيٍ مُنَضَّبِ

مقلوبه: - ذ ه ب -

الذَّهابُ: السير، ذهَبَ يَذْهَب ذَهابا وذُهوبا، فهو ذاهِبٌ وذَهوبٌ، وذَهَب به، وأذْهَبه: أزاله، ويقال: أذهَبَ به، قال أبو إسحاق: هو قليل، فأما قراءة بعضهم: -يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يُذهِبُ بالأبصارِ- فنادر.

وقالوا: ذَهَبتُ الشام، فعدَّوه بغير حرف وإن كان الشام ظرفا مخصوصا، شبهوه بالمكان المبهم، إذ كان يقع عليه المكان والمذهب، وحكى اللحياني: إن الليل طويل ولا يذهب بنفس أحد منا، أي لا ذَهَبَ.

والمَذْهَبُ: المتوضأ، لأنه يُذهَب إليه.

والمَذْهَبُ: المعتقد الذي يُذهَب إليه.

وذهَبَ فلان لذَهَبِهِ، أي لِمَذْهَبِه الذي يذهب فيه، وحكى اللحياني عن الكسائي: ما يدري له أين مَذْهَبٌ، ولا يدري له ما مَذْهَبٌ، أي لا يدري أين أصله.

والذَّهَبُ: التبر، واحدته ذَهَبَةٌ، وعلى هذا يذكر ويؤنث، على ما تقدم في الجمع الذي لا يفارقه واحده إلا بالهاء.

وأذهَبَ الشيء: طلاه بالذَّهَبِ، قال لبيد:

أوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ عَلى ألواحهِ

 

النَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتومُ

ويروى "على الواحهن الناطق" وإنما عدل عن ذلك بعض الرواة استيحاشا من قطع ألف الوصل، وهذا جائز عند سيبويه في الشعر ولا سيما في الإنصاف، لأنها مواضع فصول.

وكل ما موه فقد أُذهِبَ.

وشيء ذَهِيبٌ: مُذْهَبٌ، أراه على توهم حذف الزيادة. قال حميد بن ثور:

مُوَشَّحَةُ الأقرابِ أمَّا سَراتُها

 

فَمُلْسٌ وأما جِلدُها فَذَهِيبُ

وذَهِبَ الرجل ذَهَبا فهو ذَهِبٌ: هجم في المعدن على ذَهَبٍ كثير، فزال عقله وبرق بصره فلم يطرف، مشتق من الذَّهَب، قال:

ذَهِبَ لَمَّا أنْ رَآها ثُرْمَلَهْ

وقالَ يا قَومِ رَأيتُ مُنكَرَهْ

شَذْرَةَ وادٍ أوْ رَأيتُ الزُّهَرَهْ

وحكى ابن الأعرابي ذِهِبَ، وهذا عندنا مطرد إذا كان ثانيه حرفا من حروف الحلق، وكان الفعل مكسور الثاني، وذلك في لغة بني تميم: وسمعه ابن الأعرابي فظنه غير مطرد في لغتهم، فلذلك حكاه.

والذِّهْبَةُ: المطرة الضعيفة، وقيل: الجود، والجمع ذِهابٌ، قال ذو الرمة يصف روضة:

حَوَّاءُ قَرْحاءُ أَشراطِيَّةٌ وكَفَتْ

 

فيها الذِّهابُ وحَفَّتْها البَراعيمُ

والذَّهَبُ: مكيال معروف لأهل اليمن، والجمع ذِهابٌ وإذهابٌ، واذاهيبُ جمع الجمع.

والذَّهابُ، والذُّهابُ: موضع، وقيل: هو جبل بعينه، قال أبو داود:

لِمَنْ طَلَلٌ كَعُنوانِ الكِتـابِ

 

بِبَطنِ لُواقَ أو بَطْنِ الذُّهابِ

ويروى "الذِّهاب".

وذَهْبانُ: أبو بطن.

وذَهُوبُ: اسم امرأة.

والمُذْهِبُ: اسم شيطان يتصور للقراء عند الوضوء، قال ابن دريد: لا أحسبه عربيا.

الهاء والذال والميم

هَذَمَ الشيء يَهْذِمُه هَذْما: غيَّبه أجمع، قال رؤبة:

واللِّهْبُ لِهْبُ الخافِقَيْنِ يَهْذِمُهْ

يعني تغيب القمر ونقصانه.

وهَذَمَ يَهذِمُ هَذْما، وهي سرعة الأكل والقطع.

وسيف مِهْذَمٌ وهُذامٌ: قاطع حديد.

وسنان هُذامٌ: حديد، ومدية هُذامٌ، كما قالوا: سيف جراز، ومدية جراز، وهذا قول سيبويه، وحكى غيره: شفرة هُذمَةٌ وهُذامَةٌ، وأنشد:

وَيْلٌ لِبُعرانِ بَنيِ نَعامَهْ

مِنكَ ومِنْ شَفْرَتِكَ الهُذامَهْ

والهَيْذامُ من الرجال: الأكول، وهو أيضا: الشجاع.

وهَيْذامُ: اسم رجل.

وسعد هُذَيمٍ: أبو قبيلة.

مقلوبه: - ه م ذ -

الهَماذِيُّ: السرعة في الجري، وقيل: هي ضروب من السير ولم تحد، والهَماذِيُّ من النوق أيضا، ولم يفسره أبو عبيد، غير انه أومأ بها إلى السريعة.

ويوم ذو هَماذِيّ، وحُماذِيّ، أي شدة حر عن ابن الأعرابي، وأنشد لهشام أخي ذي الرمة:

قَطَعتُ ويَومٍ ذي هَماذِيَّ يَلْتَـظِـي

 

بهِ القُورُ منْ وَهْجِ اللَّظَى وقَراهِبُهْ

مقلوبه: - ذ م ه -

ذَمِهَ الرجل ذَمَها: ألم دماغه من حر وربما قالوا: ذَمَهَتْهُ الشمس، إذا آلمت دماغه.

وذَمِهَ يومنا ذَمَها، وذَمَهَ: اشتد حره.

الهاء والثاء واللام

الهِلْثاء والهِلْثاءة: الجماعة الكثيرة من الناس تعلو أصواتها، وقال ثعلب: الهِلْثاةُ، مقصور: الجماعة، قال: وهم أكثر من الوضيمة.

وجاءت هِلْثاءَةٌ من كل وجه، أي فرق.

والهَلائِث: السفلة، وهو من هلائثهم، عن ابن الأعرابي، ولم يفسره، وأرى أن معناه من خشارتهم، أو جماعتهم.

مقلوبه: - ث ه ل -

الثَّهْل: الأنبساط على الأرض.

وثَهْلانُ: جبل معروف، قال امرؤ القيس:

عُقابٌ تَدَلَّتْ مِنْ شَمارِيخِ ثَهْلانِ

وثَهْلانُ أيضا: موضع بالبادية.

وهو الضلال بن ثُهْلَلِّ، وثُهْلَلُ لا ينصرف، قال يعقوب، وهو الذي لا يعرف، وقال اللحياني: هو الضلال بن ثهلل وثهلل حكاه في باب قُعدُد وقُعْدَدَ.

مقلوبه: - ل ه ث -

اللَّهَثُ واللُّهاثُ: حر العطش في الجوف.

ولَهَثَ الكلب، ولَهِثَ، يَلْهَثُ فيهما، لَهَثا: دلع لسانه من شدة العطش والحر،و كذلك الطائر إذا أخرج لسانه من حر أو عطش.

ولَهَثَ الرجل، ولَهِثَ يَلْهَثُ، في اللغتين جميعا، لَهَثاً، فهو لَهْثانُ: أعيا.

الهاء والثاء والباء

هَبَثَ ماله يَهْبِثُهُ هَبْثا: بذره وفرقه.

مقلوبه: - ب ه ث -

البَهْثُ: البشر وحسن اللقاء، وقد بَهَثَ إليه، وتَباهَثَ.

والبُهْثَةُ: ابن البغي.

وبنو بُهْثَةَ: بطنان: بُهْثَةُ من بني سليم، وبُهْثَة من بني ضييعة بن ربيعة

الهاء والثاء والميم

هَثَمَ الشيء يَهْثِمُه: دقه حتى انسحق.

والهَيْثَمُ: الصقر، وقيل فرخ النسر، وقيل فرخ العقاب، وقيل: صيدها، قال الشاعر:

تُنازِعُ كَفَّاهُ العِنانَ كـأنَّـهُ

 

مُوَلَّعَةٌ فَتْخاءُ تَطْلُبُ هيْثَما

والهَيْثم: الكثيب السهل، وقيل: الهيثم: رملة حمراء، قال الشاعر:

خُوارُ غِزْلانٍ لدَى هَيْثمٍ

 

تَذَكَّرَتْ فِيقَةَ آرامِهـا

والهَيْثمُ: ضرب من الشجر.

والهَيْثَمَةُ: بقلة من النجيل.

والهَيْثمُ:ضرب من الحبة، عن الزجاجي.

وهَيْثمٌ: اسم.

الهاء والراء واللام

الهَرْوَلَةُ: بين العدو والمشي، وقيل: الهرولة: بعد العنق، وقيل: الهرولة: الإسراع.

مقلوبه: - ر ه ل -

الرَّهَلُ: الانتفاخ حيث كان، وقيل: هو ورم ليس من داء ولكنه رخاوة إلى السمن، وهو إلى الضعف، وقد رَهِلَ اللحم رهلا فهو رَهِلٌ.

والرَّهَلُ: الماء الأصفر الذي يكون في السخد.

والرِّهْلُ: السحاب الرقيق شبيه بالندى يكون في السماء.

الهاء والراء والنون

الهَرْنَوي: نبت، قال أبو الحسن: لا أعرف ما هذه الكلمة، ولم أرها في النبات، وقد أنكرها جماعة من أهل اللغة، ولست أدري الهَرْنَوي، مقصور أم الهَرْنَوي، على لفظ النسب.

مقلوبه: - ه ن ر -

الهَنَرَةُ: وقبة الأذن، لم يحكها غير صاحب العين.

مقلوبه: - ر ه ن -

الرَّهْنُ: ما وضع عند الإنسان مما ينوب مناب ما أخذ منه، والجمع رُهونٌ، ورِهانٌ، ورُهُنٌ، وليس رُهُنٌ جمع رِهان، لأن رهانا جمع، وليس كل جمع يجمع، إلا أن ينص عليه بعد أن لا يحتمل غير ذلك، كأكلب وأكالب، وأيد وأياد، وأسقية وأساق، وحكى ابن جني في جمعه رهين، كعبد وعبيد.

ورَهَنَه الشيء يَرْهَنُه رَهْنا، ورَهَنَه عنده، كلاهما: جعله عنده رهنا، ورهنه عنه: جعله رهنا بدلا منه، قال الشاعر:

ارْهَنْ بَنيكَ عَنهُمُ أَرْهَنْ بَنِي

أراد: أرْهَن أنا بني كما فعلت أنت، وزعم ابن جني أن هذا الشعر جاهلي.

وأرْهَنَه لغة، قال همام بن مرة:

فَلَمَّا خَشِيتُ أظافيرَهُمْ

 

نَجَوْتُ وأرْهَنتُهُمْ مالِكا

وأنكرها بعضهم، وروى هذا البيت "و أرْهَنُهُمْ مالكا" كما تقول: قمت وأصك عينه.

وأرْهَنْتُهُ الثوب: دفعته إليه لَيرْهَنَهُ، قال ابن الأعرابي: رَهَنْتُه لساني، لا غير، وأما الثوب: فَرَهَنْتُه وأرْهَنْتُه، معروفتان.

وكل شيء يحتبس به شيء فهو رَهينُهُ ومُرْتهَنُهُ.

وارْتَهنَ منه رَهْنا: أخذه.

والرِّهان والمُراهَنَةُ: المخاطرة، وقد راهنه، وهم يتراهنون.

وأرْهَنوا بينهم خطرا: بذلوا منه ما يرضى به القوم بالغا ما بلغ، فيكون لهم سبقا.

والمُراهَنَةُ والرِّهان: المسابقة على الخيل.

وأنا لك رهن بالري وغيره، أي كفيل، قال الشاعر:

إني ودَلْوَيَّ لَها وصاحبِي

وحَوْضَها الأفْيَحَ ذا النَّصائِبِ

رَهْنٌ لَها بالرِّيِّ غَيِرِ الكاذبِ

وقد رَهَنَ في البيع والقرض، بغير ألف.

وأرْهَنَ بالسلعة وفيها: غالى وبذل فيها ماله حتى أدركها، قال الشاعر:

يَطْوِي ابنُ سَلْمَى بِها في راكِبٍ بُعُدا

 

عيدِيَّةً أُرْهِنَتْ فيهـا الـدَّنـانِـيرُ

والعيدية، إبل منسوبة إلى العيد، والعيد: قبيلة من مهرة، وإبل مهرة موصوفة بالنجابة.

وأرْهَنَهُ للموت: أسلمه، عن ابن الأعرابي.

وأرْهَنَ الميت قبرا: ضمَّنه إياه.

وإنه لرَهِينُ قَبْرٍ وبِلىً، والأنثى رَهينَةٌ.

ورَهَنَ لك الشيء: أقام ودام.

وطعام راهِنٌ: مقيم، قال الشاعر:

الخُبزُ واللَّحمُ لُهُمْ راهِنٌ

 

ونَهْرَةٌ راوُوقُها ساكِبُ

وأرْهَنَهُ لهُم ورَهَنَه: أدامه، والأولى أعلى.

وأرْهَنَ له الشَّرَّ: أدامه وأثبته حتى كف عنه.

وأرْهَنَ لهم ماله: أدامه لهم.

وهذا راهِنٌ لك، أي معدٌّ.

والرَّاهِن: المهزول المعيي من الناس والإبل وجميع الدواب، رَهَنَ يَرْهَنُ رُهُونا.

والراهِنَةُ من الفرس: السُّرَّةُ وما حولها.

والرَّاهونُ: اسم جبل بالهند، وهو الذي هبط عليه آدم عليه السلام.

ورُهْنانُ: موضع.

ورُهَيْنٌ والرَّهِينٌ: اسمان، قال أبو ذؤيب:

عَرَفتُ الدّيارَ لأُمّ الرَّهِـي

 

نِ بَيْنَ الظُّباءِ فَوادِي عُشَرْ

مقلوبه: - ن ه ر -

النَّهْرُ والنَّهَرُ: من مجاري المياه، والجمع أنهارٌ ونُهُرٌ ونُهُورٌ، أنشد ابن الأعرابي:

سُقِيُتنَّ ما زالَتْ بِكِرْمانَ نَخلَةٌ

 

عَوامِرَ تَجرِي بَينكُنَّ نُهـورُ

هكذا أنشده "ما زالت" وأراه "ما دامت" وقد يتوجه "ما زالت" على معنى "ما ظهرت وارتفعت" قال النابغة:

كأَنَّ رَحْلِي وقدْ زالَ النَّهارُ بِنا

 

يَومَ الجَليلِ عَلى مُستأنِسٍ وحَدِ

ونَهَرَ النَّهْرَ يَنْهَرُه نَهْراً: أجْراه.

واستَنْهَرَ النَّهرُ: أخذ لمجراه موضعا مكينا.

والمَنْهَر: موضع في النهر يحتفره الماء.

والمَنْهَرُ:خرق في الحصن نافذ يجري منه ماء، وهو في حديث عبد الله بن أنس: "فأتوا مَنْهَراً فاختبؤوا" حكاه الهروي في الغريبين.

وحفر البئر حتى نَهَرَ يَنْهَرُ، أي بلغ الماء مشتق من النَّهر.

ونَهْرٌ نَهِرٌ واسع، قال أبو ذؤيب:

أقامَتْ بهِ فابتنَتْ خَـيْمَةً

 

عَلى قَصَبٍ وفُراتٍ نَهِرْ

ورواه الأصمعي وفرات نَهَرْ، على البدل، ومثله لأصحابه فقال: هو كقولك: مررت بظريف رجل، وكذلك ما حكاه ابن الأعرابي، من أن ساية واد عظيم فيه أكثر من سبعين عينا نهرا تجري، إنما النهر بدل من العين.

وأنهَرِ الطَّعنَةَ: وسَّعها، قال قيس بن الخطيم يصف طعنة:

ملَكتُ بها كَفِّي فَأنهَرْتُ فَتْقَهـا

 

يَرَى قائمٌ منْ دونِها ما وراءَها

ملَكتُ بها، أي شددت وقويت.

فأما قوله تعالى: -إنَّ المُتَّقِينَ في جَنَّاتٍ ونَهَرٍ- فقد يجوز أن يعني به السعة وأن يعني به النهر الذي هو مجرى الماء، على وضع الواحد موضع الجميع، كما قال:

لا تُنكِرُوا القَتلَ وقَدْ سُبِينا

في حَلقِكُمْ عَظْمٌ وقَدْ شُجِينا

وماء نَهِرٌ: كثير.

وناقة نَهِيرَةٌ: كثيرة اللبن، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

حَنْدَلسٌ غَلْباءُ مِصْباحُ البُكَرْ

نَهِيرَةُ الأخْلافِ في غَيرِ فَخَرْ

حَنْدَلِسٌ: ضخمة عظيمة، والفخر: أن يعظم الضرع فيقل اللبن.

وأنْهَرَ العِرْقُ: لم يرقأ دمه.

وأنهَرَ الدم: أظهره.

والمَنْهَرَةُ: فضاء يكون بين بيوت القوم يطرحون فيه كناساتهم.

وحفروا بئرا فَأَنْهَروا: لم يصيبوا خيرا، عن اللحياني.

والنَّهارُ: ضياء ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وقيل: من طلوع الشمس إلى غروبها. وقال بعضهم: النهار: انتشار ضوء البصر وافتراقه، والليل: انحسار ضوء البصر واجتماعه، والجمع أنهِرَةٌ، عن ابن الأعرابي ونُهُرٌ، عن غيره، قال:

لَوْ لا الثَّرِيدانِ لَبِثْنا بالضُّمُرْ

ثَريدُ لَيْلٍ وثَريدٌ بالنُّهُرْ

ورجل نَهِرٌ: صاحب نَهارٍ على النسب، كما قالوا: عمل، وطعم، وسته، قال:

لَستُ بِلَيْلِيٍّ ولكِنِّي نَهِرْ

قال سيبويه: فقوله: "بليلي" يدل على أن نَهِراً على النسب، حتى كأنه قال: "نَهاريٌّ".

وقالوا: نَهارٌ أنهَرُ، كليل أليل، ونَهارٌ نَهِرٌ، كذلك، كلاهما على المبالغة.

والنَّهارُ: فرخ القطا والغطاط، والجمع أنهِرَةٌ، وقيل: النَّهارُ: ذكر البوم، وقيل: هو ولد الكروان، وقيل: هو ذكر الحباري والأنثى: لَيْلٌ. وذكر التوزي عن أبي عبيدة أن جعفر بن سليمان قدم من عند المهدي، فبعث إلى يونس فقال: إني وأمير المؤمنين اختلفنا في هذا البيت:

والشَّيْبُ يَنْهَضُ في السَّواد كأنهُ

 

لَيْلٌ يَصيحُ بجانِبَـيْهِ نَـهـارُ

فما الليل والنهار؟ قال: الليل الذي تعرف، والنهار الذي تعرف، فقال: زعم المهدي أن الليل فرخ الكروان، وأن النهار فرخ الحباري.

ونَهَرَ الرجل يَنْهَرُه نَهْراً، وانتهَرَه: زجره.

ونَهارٌ: اسم رجل.

والنَّهْرَوانُ: موضع.

الهاء والراء والفاء

الهَرْفُ: مجاوزة القدر في الثناء والمدح والإطناب في ذلك كأنه يهذي، وفي المثل: "لا تَهْرِفِ بما لا تعرف" وقيل: هو أن تذكره في أول كلامك، ولا يكون ذلك إلا في حمد وثناء.

والهَرْفُ: الأول، والهَرْفُ: ابتداء النبات، عن ثعلب.

وهَرَفَ السبع يَهرُفُ هَرْفا: تابع صوته.

مقلوبه: - ر ه ف -

الرَّهْفُ والرَّهَفُ: الرقة واللطف، أنشد ابن الأعرابي:

حَوْراءُ في أُسْكُفِّ عَينِها وَطَفْ

وفي الثَّنايا البيضِ مِنْ فِيها رَهَفْ

أُسكُفُّ عينها: هدبها وقد رَهُفَ رَهافَةً فهو رَهيفٌ، ورَهَفَهُ، وأرْهَفَه.

ورجل مُرْهَفٌ: رقيق.

وفرس مُرْهَفٌ: لاحق البطن خميصة، متقارب الضلوع، وهو عيب.

وأذن مُرْهَفَةٌ: دقيقة.

والرُّهافَةُ: موضع.

مقلوبه: - ف ه ر -

الفِهْرُ: الحجر قدر ما يدق به الجوز ونحوه، أنثى، وقيل: هو حجر يملأ الكف، والجمع أفْهارٌ وفُهورٌ.

وعامر بن فُهَيْرَةَ: رجل سمى بذلك.

وتَفَهَّرَ الرجل في المال: اتسع.

وفَهَّرَ الفرس، وفَيْهَرَ، وتَفَيْهَرَ: اعتراه بهر وانقطاع في الجري وكلال.

والفَهْرُ: أن ينكح الرجل المرأة ثم يتحول إلى غيرها فينزل، وقد نهى عن ذلك.

وفِهْرٌ قبيلة، وهي أصل قريش.

والفَهِيَرُة: مخض يلقى فيها الرضف، فإذا هو إلى ذر عليه الدقيق وسيط به، ثم أكل، وقد حكيت بالقاف، وقد تقدم.

وفُهْرُ اليهود: موضع مدارسهم الذي يجتمعون إليه أعيادهم، وقيل: هو يوم يأكلون فيه ويشربون، وأصله بهر، أعجمي أعرب، والنصارى يقولون: فُخْر، قال ابن دريد: لا أحسب الفُهْرَ عربيا صحيحا.

ومَفاهِرُ الإنسان: بادله، وهو لحم صدره.

وناقَةٌ فَيْهَرَةٌ: صلبة عظيمة.

مقلوبه: - ر ف ه -

الرَّفاهَةُ، والرَّفاهِيَةُ، والرُّفَهْنِيَةُ: رغد الخصب ولين العيش، رَفُهَ عيشه، فهو رَفِيهٌ ورَافِهٌ، وأرْفَهَهُم الله، ورَفَّهَهُم، ورَفَهْنا نَرْفَهُ رَفْها ورِفُها ورُفوها.

والرَّفْهُ: أقصر الورد وأسرعه، وهو أن تشرب الإبل الماء كل يوم، وقيل: هو أن ترد كلما أرادت، رَفَهَتْ تَرْفَهُ رِفْها ورُفوها وأرْفَههَا، قال غيلان الربعي:

ثُمَّتَ فاظَ مُرْفَهاً في إدْناءْ

مُداخَلاً في طِوَلٍ وإغْماءْ

ورَفَّهَها ورَفَّه عنها، كذلك.

وأرْفَه القوم: رَفَهَتْ ماشيتهم،و استعار لبيد الرِّفْهَ في النخل، فقال:

يَشرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غَيرَ صادِيَةٍ

 

فكُلُّها كارِعٌ في الماءِ مُغتَمِـرُ

وأرْفَه المال: أقام قريبا من الماء في الحوض واضعا فيه.

والإرْفاهُ: الادِّهانُ كل يوم، ومنه الحديث: "نهى عن الإرفاه".

ورَفَّه عن الرجل: رفق به، ورَفَّه عنه: كان في ضيق فنفَّس عنه.

والرُّفَهُ: التبن، عن كراع، والمعروف الرُّفَةُ.

مقلوبه: - ف ر ه -

فَرُه الشيء فَراهَةً وفَراهِيَةً، وهو فارِهٌ قال:

ضَوْرِيَّةٌ أُولِعْتُ باشْتِهارِها

ناصِلَةُ الحَقْوَيْنِ مِنْ إزارِها

يُطْرِقُ كَلْبُ الحَيِّ مِن حِذارِها

أعْطَيتُ فيها طائِعا وكارِها

حَديقَةً غَلْباءَ في جدارِها

وفرَسا أُنثى وعَبْداً فارِها

والجمع فُرْهٌ، وأما فُرْهَةٌ فاسم للجمع عند سيبويه، وليس بجمع، لأن فاعلا ليس مما يكسر على فُعْلَة.

ولا يقال للفرس فارِهٌ، إنما يقال في البغل والحمار والكلب وغير ذلك، فأما قول عدي ابن زيد في صفة فرس: فَصاَف يُفَرِّى جُلَّهُ عَنْ سَراتِهِ=يَبُذُّ الجِيادَ فارِها مُتَتابِعا فزعم أبو حاتم أن عديا لم يكن له بصر بالخيل.

والأنثى فارِهَةٌ، وقول النابغة:

أعْطَى لِفارِهَةٍ حُلْوٍ تَوابِـعُـهـا

 

مِنَ المَواهِبِ لا تُعطَى على حَسَدِ

إنما يعني بالفارِهَةِ القَيْنَةَ وما يتبعها من المواهب والجمع فَوارِهُ وفرُهٌ، والأخيرة نادرة، لأن فاعلة ليست مما يكسر على فعل.

وناقة مُفْرِهَةٌ: تلد الفُرْهَةَ، قال أبو ذؤيب:

ومُفْرِهَةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقهـا

 

فَخَرَّتْ كما تَتابَعُ الرِّيحُ بالقَفْلِ

ويروى "تتايع".

والفارِهُ: الحاذق.

والفُرُوهَةُ، والفَراهَةُ، والفَراهِيَةُ:النشاط.

ورجل فَرِهٌ: نشيط أشر، وفي التنزيل: -و تَنْحِتونَ مِنَ الجِبالِ بُيوتاً فَرِهينَ- والفَرَهُ: الفَرَحُ، والفَرِهُ: الفَرِحُ.

ورجل فارِهٌ: شديد الأكل، عن ابن الأعرابي، قال: وقال عبد لرجل أراد أن يشريه: لا تشتريني، آكل فارِهاً وأمشي كارها.

الهاء والراء والباء

هَرَبَ يَهْرُب هَرَبا: فَرَّ، يكون ذلك للإنسان وغيره من أنواع الحيوان.

وأهْرَب: جَدَّ في الذهاب مذعورا، وقيل: هو إذا جد في الذهاب مذعورا أو غير مذعور، قال اللحياني: يكون ذلك للفرس وغيره مما يعدو، وقال مرة: جاء مُهْرِبا، أي جادا في الأمر، قال: وقال بعضهم: أهْرَب فلان، أي أغرق في الأمر.

وماله هارِبٌ ولا قارب، أي صادر عن الماء ولا وارد، وقال اللحياني: معناه ماله شيء وماله قوم.

والهُرْبُ: الثَّرْبُ يمانية.

وهَرَّابٌ، ومُهْرِبٌ: اسمان.

وهارِبَةُ البقعاء: بطن.

مقلوبه: - ه ب ر -

الهَبْرَةُ: بضعة من اللحم لا عظم فيها، وقيل: هي القطعة من اللحم إذا كانت مجتمعة.

وهَبَرَ يَهْبِرُ هَبْراً: قطع قطعا كبارا.

وضرب هَبْرٌ: يَهْبِرُ اللحم، وصف بالمصدر، كما قالوا: درهم ضرب، وكذلك ضرب هَبيرٌ، وضربة هَبِيرٌ، قال المتنخل:

كَلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ

 

يُتِرُّ العَظمَ سَقَّاطٌ سُراطِي

وسيف هَبَّارٌ: ينتسف القطعة من اللحم فيقطعه.

والهِبِرُّ: المنقطع، من ذلك، مثل به سيبويه، وفسره السيرافي.

وجمل هَبِرٌ، وأهْبَرُ: كثير اللحم، وناقة هَبِرَةٌ وهَبْرَاءُ، ومُهَوْبِرَةٌ كذلك.

والهُبْرُ: مشقة الكتان يمانية، قال:

كالهُبْرِ تَحتَ الظُّلَّةِ المَرْشوشِ

والهِبْرِيَةُ: ما طار من الزغب الرقيق من القطن، قال:

في هِبْرِياتِ الكُرْسُفِ المَنقوشِ

والهِبْرِيَةُ والهُبارِيَةُ: ما طار من الريش ونحوه والهِبْرِيَةُ: ما تعلق بأسفل الشعر مثل النخالة من وسخ الرأس، وقول أوس بن حجر:

لَيْثٌ عليهِ منَ البَرْدِىّ هِبْرِيَةٌ

 

كالمَرْزُبانِيّ عَيَّارٌ بأوْصالِ

قال يعقوب: عنى بالهِبْرِيَةِ ما يتناثر من القصب والبردي فيبقى في شعره متلبدا.

وهَوْبَرَتْ أذنه: احتشى جوفها وبرا وفيها شعر، واكتست أطرافها وطررها، وربما اكتسى أصول الشعر من أعالي الأذنين.

والهَبْرُ: ما اطمأن من الأرض وارتفع ما حوله عنه، وقيل: هو ما اطمأن من الرمل، قال عدي:

فَترَى مَحانِيَهُ التي تَسِقُ الثرَى

 

والهَبْرَ يورِقُ نَبْتُها رُوَّاَدهـا

والجمع هُبورٌ، وهو الهَبِيرُ أيضا، قال زميل ابن أم دينار:

أغَرُّ هِجانٌ خَرَّ مِنْ بَطنِ حُرَّةٍ

 

عَلى كَفّ أُخرَى حُرَّةٍ بِهَبِيِر

والجمع هُبْرٌ.

والهَبْرَةُ: خرزة يؤخذ بها الرجال.

والهَوْبَرُ: الفهد، عن كراع.

وهَوْبَرٌ: اسم رجل، قال ذو الرمة:

عَشِيَّةَ فَرَّ الحارِثِـيّونَ بَـعْـدَ مـا

 

قَضَى نَحبَهُ مِنْ مُلتَقَى القَومِ هَوْبَرُ

أراد ابن هَوْبَرٍ.

وهُبَيْرَةُ: اسم، وابنُ هُبَيْرَة: رجل، قال سيبويه: سمعناهم يقولون: ما أكثر الهُبَيرَاتِ، واطَّرَحُوا الهُبَيْرِين كراهية أن تصير بمنزلة ما لا علامة فيه للتأنيث.

والعرب تقول: لا آتيك هُبَيَرَةَ بن سعد، أي حتى يئوب هَبُيَرَةَ، فأقاموا هَبُيرَةَ مقام الدهر ونصبوه على الظرف، وهذا منهم اتساع، قال اللحياني: إنما نصبوه لأنهم ذهبوا به مذهب الصفات، وكذلك لا آتيك ألوة بن هُبَيرَةَ.

وهَبَّارٌ، وهابِرٌ: اسمان.

والهَبِيرُ: موضع.

مقلوبه: - ر ه ب -

رَهِبَ الشيء، رَهْبا ورَهَبا ورَهْبَةً: خافه، والاسم الرُّهْبُ، والرُّهْبَى: والرَّهُبُوتُ، والرَّهَبُوَتي.

وأرهبَ الرجل ورَهَّبَه: فَزَّعه.

واستَرْهَبَه: استدعى رَهْبَتَه حتى رَهِبَه الناس، وبذلك فسر قوله عز وجل: -و استَرْهَبوهُمْ وجاءُوا بِسِحْرٍ عظِيمٍ-.

والرَّاهِبُ: المتعبد في الصومعة، والجمع الرُّهْبانُ، وقد يكون الرُّهْبانُ واحدا، أنشد ابن الأعرابي:

لَوْ كَلَّمَتْ رُهْبانَ دَيْرٍ في القُلَلْ

لأنحَدَرَ الرُّهْبانُ يَسعَى فَنَـزَلْ

والاسم الرَّهْبانِيَّة، وفي التنزيل: -و جعَلْنا في قُلوبِ الذينَ اتَّبَعوهُ رَأفَةً ورَحْمَةً ورَهْبانِيَّةً ابتَدَعوها- قال الفارسي: رَهْبانِيَّةً منصوب بفعل مضمر، كأنه قال: وابتدعوا رهبانية ابتدعوها، ولا يكون عطفا على ما قبله من المنصوب في الآية، لأن ما وضع في القلب لا يبتدع.

وقد تَرَهَّبَ.

ورَهَّبَ الجمل: ذهب ينهض ثم برك من ضعف بصلبه.

والرَّهْبَى: الناقة المهزولة جدا، قال:  

ومِثْلكِ رَهْبَى قدْ تَرَكْتُ رَذِيَّةً

 

تُقَلِّبُ عَيْنَيها إذا مَرَّ طـائِرُ

وقيل: رَهْبَى، هاهنا: اسم ناقة، وإنما سماها بذلك.

والرَّهْبُ كالرَّهْبَى، وقيل: الرَّهْبُ: الجمل الذي استعمل في السفر وكَلَّ، والأنثى رَهْبَةٌ، وقيل: الرَّهْبُ: الجمل العريض العظام المشبوح الخلق، قال:

رَهبٌ كَبُنْيانِ الشَّامِي أخْلَقُ

والرَّهْبُ: السهم الرقيق، وقيل: العظيم، والجمع رِهابٌ، قال أبو ذؤيب:

فدَنا لَهُ رَبُّ الكِلابِ بِكَفِّـهِ

 

بيضٌ رِهابٌ رِيشُهُنَّ مُقَزَّعُ

والرُّهْبُ: الكم يقال: وضعت الشيء في رُهْبى.

والرُّهابَةُ، والرَّهابَةُ: عظيم مشرف على البطن، كأنه طرف لسان الكلب، والجمع رَهَابٌ.

ورَهْبَى: موضع، ودارة رَهْبَى: موضع هنالك.

ومُرْهِبٌ: اسم.

مقلوبه: - ب ه ر -

البُهْرُ: ما اتَّسع من الأرض.

والبُهْرَةُ: الأرض السهلة، وقيل: هي الأرض الواسعة بين الأجبل.

وبُهْرَةُ الوادي: سرارته وخيره، وبُهرَةُ كل شيء: وسطه، وبُهْرَةُ الرحل كزفرته، أي وسطه.

وابهارَّ النهار، وذلك حين ترتفع الشمس.

وابْهارَّ الليل، إذا انتصف: وقيل: ابْهارَّ: تراكبت ظلمته، وقيل: ابْهارَّ: ذهبت عامته وبقي نحو من ثلثه.

وتَبهَّرَت السحابة: أضاءت، قال رجل من الأعراب، وقد كبر، وكان في داخل بيته فمرت سحابة: كيف تراها يا بني؟ فقال: أراها قد نَكَّبَتْ وتَبَهَّرَتْ، نَكَّبَتْ: عَدَلَتْ.

وبَهَرَهُ يَبْهَرُهُ بَهْراً: قَهَرَه وغَلَبَهُ.

وبَهَرَ القمر النُّجوم بُهورا: غلبها بضوئه قال:

غَمَّ النُّجُومَ ضَوْؤُه حينَ بَهَرْ

فَغَمَرَ النَّجمَ الذي كان ازْدَهَرْ

وهي ليلة البُهْرِ، والثلاث البُهْرُ: التي يغلب فيها ضوء القمر النجوم، وهي الليلة السابعة والثامنة والتاسعة.

وبَهْراً له، أي تعسا وغلبة، قال:

ثم قالوا تُحِبُّها؟ قُلْتُ: بَهـرا

 

عَدَدَ القَطْرِ والحَصا والتُّرابِ

وقيل: معنى بَهْراً في هذا البيت: جمًّا، قال سيبويه: لا فعل، لقولهم: بَهْراً له في حد الدعاء، وإنما نصب على توهم الفعل، وهو مما ينتصب على إضمار الفعل غير المستعمل إضهاره.

وبَهَرَهم الله بَهْراً: كَرَبَهُمْ، عن ابن الأعرابي.

وبَهْراً له: أي عجبا.

ويقال الأزواج ثلاثة: زَوْجُ مَهْرٍ، وزوج بَهْرٍ، وزوج دَهْرٍ، فأما زوج مهر، فرجل لا شرف له، فهو يسنى المهر ليرغب فيه، وأما زوج بهر: فالشريف وإن قل ماله تتزوجه المرأة لتفخر به، وزوج دهر: كفؤها.

والبُهْرُ: انقطاع النفس من الإعياء، وقد ابْتَهَرَ، وبُهِرَ فهو مَبهورٌ وبَهيرٌ، قال الأعشى:

إذا ما تَأَتَّى تُـريدُ الـقِـيامَ

 

تَهادَى كما قدْ رَأيتَ البَهِيرَا

وبَهَرَهُ: عالجه حتى انْبَهَرَ.

والأبهَرُ: عرق في الظهر يقال: هو الوريد في العنق، وبعضهم يجعله عرقا مستبطن الصلب، وقيل: الأبهَرانِ: الأكحلان.

وفان شديد الأْبهَرِ، أي الظهر.

والأْبهَرُ: الجانب الأقصر من الريش.

والأبهَرُ من القوس: دون الطائف، وهما أْبهَرانِ، وقيل: الأبهَرُ: ظهر سية القوس.

وتَبَهَّرَ الإناء: امتلأ، قال أبو كبير الهذلي:

مُتَبَهِّراتٌ بالسِّجالِ مِلاؤُهـا

 

يَخرُجْنَ منْ لَجفٍ لها مُتَلَقِّمِ

والبُهارُ: الحمل، وقيل: هو ثلاثمائة رطل بالقبطية، وقيل: أربعمائة رطل وستمائة رطل، عن أبي عمرو، وقيل ألف رطل.

والبُهارُ: إناء كالإبريق.

والبَهارُ: كل شيء حسن منير.

والبَهارُ: نبت طيب الريح.

والبَهارُ: البياض في لبان الفرس.

والبَهارُ: الخطاف الذي يطير، تدعوه العامة عصفور الجنة.

وامرأة بَهِيرَةٌ: صغيرة الخلق ضعيفة.

وبَهَرَها ببهتان: قذفها به.

والابْتِهارُ: أن ترمى المرأة بنفسك وأنت كاذب، وقيل: الابتهار: أن ترمي الرجل بما فيه،و الابتيار: أن ترميه بما ليس فيه.

وبَهْراءُ: حي من اليمن، قال كراع: بَهْراءُ، ممدود: قبيلة، وقد تقصر، لا أعلم أحدا حكى فيه القصر إلا هو، وإنما المعروف به المد، أنشد ثعلب:

وقد عَلِمَتْ بَهْرَاءُ أنَّ سُيوفَـنـا

 

سُيوُف النَّصارَى لا يَلِيقُ بها الدَّمُ

 وقال معناه: لا يليق بنا أن نقتل مسلما، لأنهم نصارى معاهدون، والنسب إلى بهراء بهراوي، على القياس، وبهراني على غير قياس، والنون فيه بدل من الهمزة، حكاه سيبويه، قال ابن جني: من حذاق أصحابنا من يذهب إلى أن النون في بهراني إنما هي بدل من الواو التي تبدل من همزة التأنيث في النسب، وأن الأصل بهراوي، وأن النون هناك بدل من هذه الواو كما أبدلت الواو من النون في قولك: "من وافد" وإن وقفت وقفت، ونحو ذلك، وكيف تصرفت الحال فالنون بدل من بدل من الهمزة، قال: وإنما ذهب من ذهب إلى هذا، لأنه لم ير النون أبدلت من الهمزة في غير هذا، وكان يحتج في قولهم: إن نون فعلان بدل من همزة فعلاء، فيقول: ليس غرضهم هنا البدل الذي هو نحو قولهم في ذئب ذيب، وفي جؤنة جونة، إنما يريدون أن النون تعاقب في هذا الموضع الهمزة، كما تعاقب لام المعرفة التنوين، أي لا تجتمع معه، فلما لم تجامعه قيل: إنها بدل منه، وكذلك الهمزة والنون، وهذا مذهب ليس بقصد.

مقلوبه: - ب ر ه -

البَرْهَةُ والبُرْهَةُ جميعا: الحين الطويل من الدهر.

والبَرَهُ: الترارَةُ، وامرأة بَرَهْرَهَةٌ: تارَّةٌ، تكاد ترعد من الرطوبة، وقيل: بيضاء.

والبُرْهانُ: بيان الحجة واتضاحها، وفي التنزيل: -قُلْ هاتوا بُرْهانَكُمْ-.

وأبرَهَةُ: اسم ملك.

الهاء والراء والميم

الهَرَمُ: أقصى الكبر، هَرِمَ هَرَما، فهو هَرِمٌ من رجال هَرِمينَ وهَرْمَي، كسر على فعلى لأنه من الأسماء التي يصابون بها وهم لها كارهون، فطابق باب فعيل الذي بمعنى مفعول، نحو قتلى وأسرى، فكسر على ما كسر عليه ذلك، والأنثى هَرِمَةٌ من نسوة هَرِماتٍ وهَرْمَى، وقد أهْرَمَه الدهر وهَرَّمَه، قال:

إذا لَيلَةٌ هَرَّمَتْ يَوْمَها

 

أتى بعدَ ذلكَ يَومٌّ فَتِى

والمَهْرَمَةُ: الهَرَمُ.

وابن هِرْمَة: آخر ولد الشيخ والعجوز، وعلى مثاله ابن عجزة.

وقدح هَرِمٌ: متثلم عن أبي حنيفة، وأنشد للجعدي:

جَوْزٌ كَجَوْزِ الحِمارِ جَرَّدَهُ الْ

 

خَرَّاسُ لا ناقِسٌ ولا هَـرِمُ

والهَرْمُ: ضرب من الحمض، وهو أذله وأشده انبساطا على الأرض، واحدته هَرْمَةٌ، وفي المثل: "أذلُّ من هَرْمَةٍ" وقيل: هي البقلة الحمقاء، عن كراع، وقيل: هو شجر، عنه أيضا.

وإبل هَوارِمُ: ترعى الهَرْمَ، وقيل: هي التي تأكل الهَرْمَ فتبيضُّ منه عثانينها وشعر وجهها، قال:

أكَلْنَ هَرْماً فالوُجوهُ شِيبُ

وانك ما تدري على ما ينزى هَرِمُك، وانك لا تدري بمن يولع هَرِمُكَ، حكاه يعقوب ولم يفسره.

وهَرِمٌ، وهَرَمِيٌ، وهَرْمٌ، وهَرْمَةُ، وهُرَيمٌ، وهَرَّامٌ، كلها أسماء.

والهُرْمانُ: العقل والرأي.

مقلوبه: - ه م ر -

هَمَرَ الماء والدمع يَهْمِرُ هَمْراً: صب، قال ساعدة بن جؤية:

وجاءَ خَلِيلاهُ إليها كِـلاهُـمـا

 

يُفيضُ دُموعا لا يَرِيثُ هُمورُها

وانهَمَرَ كَهَمَرَ.

وهَمَرَهُ يَهمِرُهُ هَمْراً: صبه.

والهَمَّارُ: السحاب السيال، قال:

أناخَتْ بهَمَّارِ الغَمامِ مُـصَـرِّحٍ

 

يَجودُ بمَطْلوقٍ مِنَ الماءِ أصحَما

وهَمَرَ الكلامَ يَهْمِرُه هَمْراً: أكثر فيه.

ورجل مِهْمارٌ: كثير الكلام.

والهَمْرُ: شدة العدو.

وهَمَرَ الفرس الأرض يَهْمِرُها هَمْراً، واهتَمَرَها، وهو شدة ضربه إياها بحوافره.

وهَمَرَ الغرز الناقة يَهْمِرُها هَمْراً: جهدها، وكحى بعضهم: همزها، وليس بصحيح.

والهَمْرُ واليَهْمورُ: من أسماء الرجال.

والهَمْرَةُ: خرزة يستعطف بها الرجال، يقال: يا هَمْرَةُ اهْمِرِيه، إن أقبل فسُرِّيه، وإن أدبر فضُرِّيه.

وظبية هَمِيرٌ: حسنة الجسم بسطته.

ورجل هَمِرٌ: غليظ سمين.

وبنو هَمْرَة: بطن.

وبنو هُمَيرٍ: بطن منهم.

مقلوبه: - ر ه م -

الرِّهْمَةُ: المطر الضعيف الدائم الصغير القطر، والجمع رِهَمٌ ورِهامٌ.

وأرْهَمَتِ السماء: أمطرت.

وروضة مَرْهومَةٌ، ولم يقولوا: مُرْهَمةٌ، قال ذو الرمة:

أو نَفحَةٌ مِنْ أعالي حَنْوَةٍ مَعَـجَـتْ

 

فيها الصَّبا مَوْهِناً والرَّوْضُ مَرْهومُ

والمَرْهَمُ: طلاء يطلى به الجرح، وهو ألين ما يكون من الدواء، مشتق من الرِّهْمَةِ للينه.

والرُّهامُ: ما لا يصيد من الطير.

وبنو رُهْمٍ: بطن.

مقلوبه: - م ه ر -

المَهْرُ: الصداق، والجمع مُهورٌ، وقد مَهَرَ المرأة يَمْهُرُها ويَمْهَرُها مَهْراً، وأمهَرَها، وفي المثل: "كالمَمْهورَةِ إحدى خَدَمَتَيَهْا" وقال ساعدة بن جؤية:

إذا مُهِرَتْ صُلْباً قَليلا عُراقُهُ

 

تَقولُ ألا أدنَيْتَنِي فَتَـقَـرَّبِ

وقال:

أُخِذْنَ اغْتِصابا خِطْبَة عَجْرَفِـيَّةً

 

وأُمهِرْنَ أرْماحا مِنَ الخَطِّ ذُبَّلا

وقال بعضهم: مَهَرْتُها: أعطيتها مَهْراً، وأمْهَرْتُها: زوجتها غيري على مَهْرٍ.

والمَهِيرَةُ: الغالية المَهْرِ.

والماهِرُ: الحاذق بكل عمل، وأكثر ما يوصف به السابح المجيد، والجمع مَهَرَةٌ، وقال مَهَرَ الشيء، وفيه، وبه، يَمهَرُ مَهْراً ومُهورا، ومَهارَةً، ومِهارَةً.

وقالوا: لم تفعل به المِهَرَةَ، ولم تعطه المِهَرَةَ، وذلك إذا عالجت شيئا فلم ترفق به ولم تحسن عمله، وكذلك إن غذا إنسانا أو أدبه فلم يحسن.

والمُهْرُ: ولد أول ما ينتج من الخيل والحمر الأهلية وغيرها، والجمع القليل أمهارٌ، قال عدي بن زيد:

وذِي تَناوِيرَ ممْعونٍ لهُ صَبَحٌ

 

يَغْذو أوابِدَ قَدْ أفْلَينَ أمْهارا

يعني بالأمهارِ هاهنا أولاد الوحش، والكثير مِهارٌ، ومِهارَةٌ، قال:

كأنَّ عَتِيقا مِنْ مِهـارَةِ تَـغْـلِـبٍ

 

بأيْدي الرّجالِ الدَّافِنينَ ابنَ عَتَّـابْ

وقَدْ فَرَّ حَرْبٌ هارِبا وابنُ عامِـرٍ

 

ومَنْ كانَ يَرْجو أنْ يَؤُوبَ فلا آبْ

هكذا روته الرواة بإسكان الباء، ووزن "نَعَتَّابْ" و"فَلا آبْ" مَفاعيلْ، والأنثى مُهْرَةٌ.

وفرس مُمْهِرٌ: ذات مُهْرٍ.

وأم أمهارٍ: اسم قارة، وقال ابن جبلة: أم أمهارٍ: أكم حمر بأعلى الصمان، ولعلها شبهت بالأمهارِ من الخيل فسميت بذلك، قال الراعي:

مَرَّتْ على أمِّ أمهارٍ مُشَـمِّـرَةً

 

تَهْوِى بها طُرُقٌ أوْ ساطُها زُورُ

والمهارُ: عود غليظ يجعل في أنف البختي.

والمُهَرُ: مفاصل متلاحكة في الصدر، وقيل: غراضيف الضلوع، واحدتها مُهْرَةٌ. قال أبو حاتم: أراها بالفارسية، أراد فصوص الصدر أو خرز الصدر لأن الخرزة بالفارسية مُهْرَة، وقيل: المُهْرة والمُهْر: عظم في الزور، وأنشد ابن الأعرابي لغداف:

عَنْ مُهْرَةِ الزَّوْرِ وعَنْ رَحاها

وأنشد له أيضا:

جافِي اليَدَينِ عَنْ مُشاشِ المُهْرِ

ومَهْرَةُ بن حيدان: حي عظيم، وإبل مَهْرِيَّةٌ منسوبة إليهم، والجمع مُهَارِىُّ، ومَهارٍ، ومَهارَى.

وأمهَرَ الناقة: جعلها مَهْرِيَّةً.

والمَهْرِيَّةُ: ضرب من الحنطة، قال أبو حنيفة: وهي حمراء، وكذلك سفاها، وهي عظيمة السنبل،غليظة القصب مربعة.

وماهِرٌ ومُهَيرَة: اسمان.

ومَهْوَرٌ: موضع، وإنما حملناه على فَعْوَلٍ دون مَفعَلٍ من هارَ يَهورُ، لأنه لو كان مَفعَلاً منه كان معتلا، ولا يحمل على مكوزة ونحوه، لأن ذلك شاذ للعلمية.

ونهر مِهْرانَ: نهر بالسند، وليس بعربي.

مقلوبه: - ر م ه -

رَمِهَ يومنا رَمَها: اشتد حره، والزاي أعلى.

مقلوبه: - م ر ه -

المُرْهَةُ: البياض: مَرِهَتْ عينه مَرَهاً، وهي مَرْهاءُ: خلت من الكحل.

وامرأة مَرْهاءُ: لا تتعهد عينيها بالكحل.

وسراب أمْرَهُ: ليس فيه شيء من السواد قال:

علَيهِ رَقْراقُ السَّحابِ الأمْرَهِ

والمُرْهَةُ: حفيرة يجتمع فيها ماء السماء.

وبنو مُرْهَةَ: بطين، وكذلك بنو مُرَيْهَةَ.

ومُرْهانُ: اسم.

الهاء واللام والنون

اللُّهْنَة: ما يهديه الرجل إذا قدم من سفر، واللُّهنَة أيضا: الطعام الذي يتعلل به قبل الغداء، وقد لَهَّنَهُمْ، ولَهَّن لهم فيهما.

وبنو لَهانَ: حي، وهم إخوة هَمْدانَ.

مقلوبه: - ن ه ل -

النَّهَلُ: أول الشرب، نَهِلَت الإبل نَهَلا، وإبل نَواهِلُ، ونِهالٌ، ونُهُلٌ، ونُهولٌ، ونَهِلَةٌ، ونَهْلَى، قال عاهان بن كعب:

تَبُكُّ الحَوْضَ عَلاَّها ونَهْلَى

 

ودونَ ذِيادها عَطَنٌ مُنِـيمُ

أراد: ونَهْلاَها، فاجتزأ من ذلك بإضافة عَلاَّها، وأراد: ودون موضع ذيادها، فحذف المضاف، وإنما قلنا هذا لأن الذياد الذي هو العرض لا يمتنع منه العطن؛ إذ العطن جوهر، والجواهر لا تحول دون الأعراض، فتفهمه، وكذلك غيرها من الماشية والناس وقد أنهلها.

والنَّهَل: الري، والعطش: ضد والفعل كالفعل.

والمَنْهَل: المشرب، ثم كثر حتى سميت منازل السفار مناهل. وقال ثعلب: المَنْهَل: الموضع الذي فيه المشرب، والمنهل: الشرب، وهذا الأخير يتجه أن يكون مصدر نَهِلَ، وقد كان ينبغي ألا يذكره، لأنه مطرد.

والناهِلَة: المختلفة إلى المَنْهَلِ.

وأنهَلَ القوم: نَهِلَتْ إبلُهم.

ورجل مِنْهالٌ: كثير الإنهالِ.

والنهَلُ: ما أكل من الطعام.

وأنهَلَ الرجل: أغضبه.

والمِنْهالُ: أرض.

والمِنْهالُ: اسم رجل، قال:

لَقَدْ كَفَّنَ المِنهالُ تَحـتَ رِدائِه

 

فَتىً غَيرَ مِبْطانِ العَشِيَّةِ أرْوَعا

ونُهَيل: اسم.

الهاء واللام والفاء

الهِلَّوْفَة، والهِلَّوْفُ: اللحية الكثيرة الشعر المنتشرة.

والهِلَّوْفُ من الإبل: المسن الكبير الكثير الوبر، وهو من الرجال: الشيخ القديم الهرم المسن، وقيل: الكذاب.

ورجل هُلْفوفٌ: كثير شعر الرأس واللحية.

اللَّهْفُ: واللَّهَفُ، واللَّهيفُ: الأسى على الشيء يفوتك بعد ما تشرف عليه، وأما قوله، أنشده الأخفش وابن الأعرابي وغيرهما:

فَلَستُ بِمُدرِكٍ ما فاتَ مِنِّي

 

بِلَهْفَ ولا بِلِيْتَ ولا لَوَانِّي

فإنما أراد بِلَهْفا، أي بأن أقول: وَا لَهْفا، فحذف الألف.

لِهَفَ لَهَفا وتَّلَهَّفَ، ورجل لَهِفٌ ولَهِيفٌ قال ساعدة بن جؤية:

صَبَّ اللَّهيفُ لها السُّبوبَ بِطَغْيَةٍ

 

تُنْبِي العُقابَ كما يُلَطُّ المِجْنـبُ

يجوز أن يكون اللَّهِيفُ فاعلا بصب، وأن يكون خبر مبتدأ مضمر، كأنه قال: صب السبوب بطغية، فقيل: من هو؟ قال: هو اللَّهِيفُ، ولو قال: اللهيفَ، فنصب على الترحم، لكان حسنا وهذا كما حكاه سيبويه من قولهم: إنه المسكين أحمق، وكذلك رجل لُهْفانُ وامرأة لَهْفَى، والجمع لِهافُ ولَهَافَي.

واللَّهْف: الاغتياظ على ما فات.

والملْهوُف: المظلوم، واستعاره بعضهم للربع من الإبل فقال:

إذا دَعاها الرُّبَعُ الملْهوُف

نوَّهَ مِنها الرَّجِلاتُ الجُوف

كأن هذا الربع ظلم بأنه فطم قبل أوانه، أو حيل بينه وبين أمه بأمر آخر غير الفطام.

واللَّهُوُف: الطويل.

مقلوبه: - ف ه ل -

أنت في الضلال ابن فَهْلَلٍ وفُهْلُلَ، عن يعقوب، لا ينصرف، وهو الذي لا يعرف.

الهاء واللام والباء

الهُلْبُ: الشعر كله، وقيل: هو في الذنب وحده، وقيل: هو ما غلط من الشعر.

ورجل أهْلبُ: غليظ الشعر.

والهُلْبُ أيضا: الشعر النابت على أجفان العينين.

والهُلْبُ: الشعر ينتفه من الذنب، واحدته هُلْبة.

والهُلَبُ: الأذناب والأعراف المنتوفة.

وهَلَبَه هَلْبا، وهلَّبَه: نتف هُلْبَه.

ومُهَلَّبٌ والمُهَلَّبُ: اسم وهو منه، فَمُهَلَّبٌ على حارث وعباس، والمُهَلَّبُ على الحارث والعباس.

وانهلَبَ الشعر، وتَهلَّبَ: تنتَّف.

وفرس مَهلوبٌ: مستأصل شعر الذنب.

والهَلَبُ: كثرة الشعر، رجل أهلَبُ، وامرأة هَلْباءُ.

والهَلْباءُ: الإست، اسم غالب، وأصله الصفة.

ورجل أهلَبُ العضرط: في أسته شعر، يذهب بذلك إلى اكتهاله وتجربته، حكاه ابن الأعرابي، وأنشد:

مَهْلا بَنيِ رُومانَ بَعْضَ وَعيدِكُمْ

 

وإياكُمُ والهُلْبَ مِنَّا عَضَارِيطـا

ورجل هَلِبٌ: ثابت الهُلْبِ.

والهَلِبُ: رجل كان أقرع فمسح النبي صلى الله عليه وسلم يده على رأسه فنبت شعره.

وهُلْبَة الشتاء: شدته.

وأصابتهم هُلْبَةُ الزمان، مثل الكلبة عن أبي حنيفة.

وهَلَبَتهم السماء: بلتهم.

والهَلاَّب: ريح باردة مع مطر، وهو أحد ما جاء من الأسماء على فعال، كالجبان، والقذاف، قال:

أحَسَّ يَوْما مِنَ المَشْتاةِ هَلاَّبا

هَلاَّب هاهنا: بدل من يوم، أي أحس هَلاَّبَ يوم، وإن شئت كان صفة، كأنه قال: ذا هَلاَّبٍ، ويوم هَلاَّبٍ، وعام هَلاَّبٌ: كثير المطر.

وله أُهْلُوبٌ، أي الْتِهابٌ في الشد وغيره عن اللحياني، مقلوب عن أُلْهوب، أو لغة فيه.

وامرأة هَلُوبٌ: تتقرب من زوجها وتحبه وتقصي غيره، وقيل: تتقرب من خلها وتحبه وتقصي زوجها، ضد، وفي حديث عمر رضي الله عنه: "رحم الله الهَلُوبَ، ولَعَنَ الله الهَلوبَ" حكاه الهروي في الغريبين.

وأُهْلوبٌ: فرس ربيعة بن عمرو.

مقلوبه: - ه ب ل -

هَبِلَتْه أمه: ثكلته.

والمُهَبَّل: الذي يقال له هَبِلَتْك أمك.

وامرأة هابِلٌ وهَبولٌ، وفي الدعاء: هَبِلْتَ ولا يقال: هُبِلْتَ، عن ابن الأعرابي، قال ثعلب: القياس هُبِلْتَ بالضم، لأنه إنما يدعى عليه بأن تَهْبَلَه أمه، أي تثكله.

والمَهْبِل: الرحم، وقيل: هو أقصى الرحم وقيل: هو مسلك الذكر من الرحم، وقيل: هو فمه، وقيل: هو موضع الولد من الرحم قال الهذلي:

لا تَقِه المَوْتَ وَقِـيَّاتُـه

 

خُطَّ لَه ذلك في المَهْبِلِ

وقيل: هو موقع الولد من الأرض.

والمَهْبِل: الإست.

والمَهْبِل: الهواء من رأس الجبل إلى الشعب.

وسمع كلمة فاهتَبَلها: أي اغتنمها.

وهَبَّل لأهله، وتَهَبَّل، واهتَبَل: تكسب.

واهْتَبَل الصيد: بغاه وتكسبه.

والهَبَّالُ: الكاسب المحتال، قال ذو الرمة:

أو مُطْعَمُ الصَّيْدِ هَبَّالٌ لِبُغيَتِـهِ

 

ألْفَى أباهُ بِذاك الكَسْبِ يَكْتَسِبُ

وماله هابِلٌ ولا آبل، الهابِل هنا: الكاسب وقيل: المحتال، والآبل: الذي يحسن القيام على الإبل، وإنما هو الأبِلُ بالقصر، فمده ليطابق الهابِلَ، هذا قول بعضهم، والصحيح انه فاعل من قولهم: أبل الإبل يأبُلُها ويَأبِلُها: حذق مصلحتها.

وذئب هِبِلُّ، أي محتال.

والهِبِلُّ: الضخم المسن من الرجال والإبل، أنشد ابن الأعرابي:

أنا أبو نَعامَةَ الشَّيخُ الهِبِلّ

أنا الذي وُلِدْت في أُخْرَى الإبِلْ

يعني أنَّه لم يولد على تنعيم، أي أنه أخشن شديد غليظ لا يهوله شيء.

والهِبِلُّ: الرجل العظيم، وقيل: الطويل، والأنثى بالهاء.

والمَهَبَّلَ: الكثير اللحم المورم الوجه.

وهَبَّلتِ المرأة: عبلت.

واهتَبِلْ هَبَلَك، أي عليك بشأنك، عن ابن الأعرابي.

والمُهْتَبِلُ: الكذاب، حكاه ابن الأعرابي وأنشد:

يا قاتَلَ اللهُ هذا كيف يَهْتَبِلُ

والمِهْبَلُ: الخفيف، عن خالد، وروى بيت تأبط شرا:

ولَستُ بِراعيِ صِرْمَةٍ كانَ عَبْدَها

 

طَويلَ العَصا مِئْناثَةَ الصَّقْبِ مِهبَلِ

والاهتِبالُ من السير: مرفوعه، عن الهجري، وأنشد:

ألا إنَّ نَصَّ العيسِ يُدِنى منَ الهوَى

 

ويَجمعُ بينَ الهائِمينَ اهتِبـالُـهـا

والهَبالُ: شجر تعمل منه السهام، واحدته هَبالَةٌ، قال:

فَلأَحْشَأنَّكَ مِشْقَـصـاًّ

 

أوْساً أُوَيْسُ منَ الهَبالَهْ

وابن الهَبُولَةِ، وابن هَبولَةَجميعا: مَلِكٌ.

وبنو هُبَلَ: بطن من كلب يقال لهم: الهُبَلاتُ.

وهُبَلُ: اسم صنم.

وبنو هُبَيل: بطن.

مقلوبه: - ل ه ب -

اللَّهَبُ، واللَّهيبُ، واللُّهابُ، واللَّهَبانُ: اشتعال النار إذا خلص من الدخان، قيل: ولَهيبُ النار: حرها، وقد ألهَبها فالتهبَتْ، ولهَّبها فتلهَّبَتْ، قال:

تَسمَعُ منها في السَّليقِ الأشهَبِ

مَعْمَعَمَةً مِثلَ الضِّرامِ المُلْهَبِ

واللَّهَبانُ: شدة الحر في الرمضاء ونحوها.

ويوم لَهْبانٌ: شديد الحر قال:

ظَلَّتْ بيَوْمٍ لَهبانٍ ضَبْحِ

يَلْفَحُها المِرْزَمُ أيَّ لَفْحِ

تَعُوذُ منهُ بِنَواحيِ الطَّلْحِ

واللُّهابُ، واللَّهَبانُ، واللَّهْبَةُ: العطش، قال الراجز:

فَصَبَّحَتْ بينَ المَلا وثَبُرَهْ

جُبًّا تَرَى جِمامَه مُخْضَرَّهْ

وبَرَدَتْ منهُ لِهابَ الحَرَّه

وقد لَهِبَ لَهَبا فهو لَهْبَانُ، وامرأة لَهْبَى والجمع لِهابٌ.

والْتَهَبَ عليه: غضب وتحرق، قال بشر ابن أبي خازم:

وإنَّ أباكَ قَدْ لاقاهُ خِرْقٌ

 

مِنَ الفِتْيانِ يَلْتَهِبُ التِهابا

وهو يَتَلَهَّبُ جوعا ويَلتَهِبُ، كقولك: يتحرق ويتضرم.

واللَّهَبُ: الغبار الساطع.

والأُلْهوب: أن يجتهد الفرس في عدوه حتى يثير الغبار، وقيل: هو ابتداء عدوه، ويوصف به فيقال: شدٌّ أُلهوبٌ، وقد ألهَبَ الفرس، وقال اللحياني: يكون ذلك للفرس وغيره مما يعدو.

 واللُّهابَةُ: كساء يوضع فيه حجر فيرجح به أحد جوانب الهودج أو الحمل، عن السيرافي، عن ثعلب.

واللِّهْب: مهواة ما بين كل جبلين، وقيل: هو الصدع في الجبل، عن اللحياني، وقيل: هو الشعب الصغير في الجبل، وقيل: هو وجه من الجبل كالحائط لا يُستطاع ارتقاؤه، وكذلك لِهْبُ أفق السماء، والجمع ألهابٌ، ولُهوبٌ، ولِهابٌ.

ولِهْبٌ: قبيلة، زعموا إنها أعيف العرب.

واللَّهَبَةُ: قبيلة أيضا.

واللِّهاب، واللَّهْباء: موضعان.

واللَّهِيبُ: موضع، قال الأفوه:

وجَّرَّدَ جمعُها بيضاً خِفافـا

 

على جَنْبَيْ تُضارِعَ فاللَّهيبِ

ولَهْبانُ: اسم.

وأبو لَهبٍ: كنية بعض أعمام النبي صلى الله عليه وسلم، وفي التنزيل: -تَبَّتْ يَدا أبيِ لَهَبٍ- فكناه عز وجل بهذا، وهو ذم له، وذلك أن اسمه كان عبد العزى، فلم يُسمه عز وجل باسمه، لأن اسمه محال.

مقلوبه: - ب ه ل -

التَّبَهُّلُ: العناء بما تطلب.

وأبْهَلَ الرجل: تركه.

وأبْهَلَ الناقة: أهملها.

وناقة باهِلٌ بينة البَهَلِ: لا صرار عليها، وقيل: لا خطام عليها، وقيل: لا سمنة عليها، والجمل بُهَّلٌ وبُهْلٌ.

وبَهِلَت الناقة تَبْهَل بَهَلا: حل صرارها وترك ولدها يرضعها،و قول الفرزدق:

غَدَتْ مِنْ هُلالٍ ذاتَ بَعْلٍ سمينَةً

 

وآبَتْ بثَدْيٍ باهِـلِ الـزَّوْجِ أيّمِ

يعني بقوله: "باهل الزوج" باهل الثدي لا يحتاج إلى صرار، وهو مستعار من الناقة الباهِلِ التي لا صرار عليها، وإذا لم يك لها زوج لم يك لها لبن، يقول: لما قتل زوجها بقيت أيما ليس لها ولد، التفسير لابن الأعرابي.

والباهِلُ: المتردد بلا عمل، وهو أيضا: الراعي بلا عصا.

وامرأة باهِلَةٌ: لا زوج لها.

وبَهَلَه الله بَهْلاً: لعنه.

وعليه بَهْلَةُ الله وبُهْلَتُه: أي لعنته.

وباهَلَ القوم بعضهم بعضا،و تَباهَلوا وابْتَهَلوا: تلاعنوا.

والابْتِهالُ: الاجتهاد في الدعاء وإخلاصه لله عز وجل، وفي التنزيل: -ثمَّ نَبْتَهِلْ فنَجْعَلْ لَعنَةَ اللهِ على الكاذِبينَ-.

والبَهْلُ من المال: القليل، قال:

وأعطاكَ بَهْلاً مِنهُما فَرَضِيتَهُ

 

وذو اللُّبِّ للبَهْلِ القَلِيلِ عَيُوفُ

وامرأة بَهِيلَةٌ: لغة في بهيرة.

وبَهْلاً، كقولك مَهْلاً، وحكاه يعقوب في البدل، قال: قال أبو عمرو: بَهْلاً، من قولك: "مَهْلاً وبَهْلاً" إتباع.

وبَهْلٌ: اسم للسنة الشديدة، ككحل.

وباهِلَةُ: اسم قبيلة، وقد يجعل اسما للحي قالوا: باهِلَةُ ابن أعصر.

والأبْهَلُ: ثمر العرعر، وليس بعبي محض.

والبُهْلولُ: الضَّحَّاك.

والبُهْلَول: السيد الجامع لكل خير، عن السيرافي.

مقلوبه: - ب ل ه -

البَلَهُ: الغفلة عن الشر وأن لا يحسنه، بَلِهَ بَلَها، وهو أبْلَهُ، وابْتُلِه كبَلِهَ، وأنشد ابن الأعرابي:

إنَّ الذي يَأمُلُ الدُّنيا لَمُبْتَلَـهٌ

 

وكُلُّ ذي أمَلٍ عنها سَيُشتَغَلُ

والبَلْهاءُ من النساء: الكريمة المزيرة الغيرة المغفلة.

والتَّبالُهُ، والتَّبَلُّه: استعمال البَلَهِ.

والتَّبَلُّه: تطلب الضالة.

والتَّبَلُّهُ: تعقب الطريق من غير هداية ولا مسألة، الأخيرة عن أبي علي.

والبُلَهْنِيَةُ: الرخاء وسعد العيش.

وعيش أبْلَهُ: واسع.

وبَلْهَ كلمة معناها: دع، قال كعب بن مالك الأنصاري:

تَذَرُ الجَماجِمَ ضاحِيا هاماتُها

 

بَلْهَ الأكُفَّ كأنَّها لم تُخْلَـقِ

يقول: هي تقطع الهام فدع الأكف، أي فهي أجدر أن تقطع الأكف، وفي المثل: "تحرقك النار أن تراها بَلْهَ أن تصلاها" يقول: تحرقك النار من بعيد فدع أن تدخلها، ومن العرب من يجربها يجعلها مصدرا، كأنه قال: ترك، وقوله صلى الله ليه وسلم: "يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، بَلْهَ ما أطلعتهم عليه" قال أبو عبيد: قال الأحمر وغيره: بَلْهَ معناها: كيف، وقيل معناه: دع ما أطلعتهم عليه.

والبَلْهاء: ناقة، وإياها عنى قيس بن عيزارة الهذلي بقوله:

وقالوا: لَنا البَلْهاءُ أوَّلَ سُؤْلَةٍ

 

وأغْراسُها واللهُ عَنِّي يُدافِعُ

الهاء واللام والميم

الهَلِيمُ: اللاصق من كل شيء، عن كراع.

والهَلامُ: طعام يتخذ من لحم عجلة بجلدها.

والهِلَّمانُ: الشيء الكثير، وقيل: هو الخير الكثير، قال ابن جني: إنما هو الهِلِمَّانُ على مثل فِرِكَّان.

وهَلُمَّ: بمعنى أقبل، وهذه الكلمة تركيبية من "ها" التي للتنبيه، ومن "لُمَّ" ولكنها استعملت استعمال الكلمة المفردة البسيطة، قال سيبويه: هَلُمَّ في لغة أهل الحجاز تكون للواحد والاثنين والجميع والذكر والأنثى بلفظٍ واحدٍ. وأما في لغة بني تميم فإنهم يجرونه مجرى قولك: رد، يقولون للواحد: هَلُمَّ، كقولك: رد، وللاثنين هَلُمَّا كقولك: ردَّا، وللجمع هَلُمُّوا كقولك: ردوا، وللأنثى هَلُمِّي كقولك: ردي وللثنتين: كالاثنين، ولجماعة الإناث هَلْمُمْنَ كقولك: ارددن. قال: وزعم الخليل إنها "لُمَّ" لحقتها الهاء للتنبيه في اللغتين جميعا، قال: ولا تدخل النون الخفيفة ولا الثقيلة عليها، لأنها ليست بفعل، وإنما هي اسم للفعل، يريد أن النون الثقيلة إنما تدخل الأفعال دون الأسماء، وأما في لغة بني تميم فتدخلها الخفيفة والثقيلة، لأنهم قد أجروها مجرى الفعل، ولها تعليل طويل لا يليق بهذا الكتاب. قال اللحياني: ومن العرب من يقول: هَلَمَّ. فنصب اللام، قال: ومن قال: هَلُمِّي وهَلُمُّوا، فكذلك يقول: هَلَمِّي وهَلَمُّوا. وحكى: إلى ما أهَلِم، وأَهَلُمُّ، ولست من الأخيرة على ثقة، وقد هَلْمَمْتُ فماذا؟ وهَلْمَمْتُ بالرجل: قلت له هَلُمَّ، قال ابن جني: هَلْمَمْتُ كصعررت وشمللت، وأصله قبل غير هذا، إنما هو أول "ها" للتنبيه لحقت مثال اللام للمواجهة توكيدا، فأصلها هالُمَّ فكثر استعمالها وخلطت ها بِلُمَّ توكيدا للمعنى بشدة الاتصال، فحذفت الألف لذلك، ولأن لام لُمَّ في الأصل ساكنة، ألا ترى أن تقديرها أول "المُمْ" وكذلك يقولها أهل الحجاز، ثم زال هذا كله بقولهم هَلْمَمْتُ، فصارت كأنها فَعْلَلْت من لفظ الهِلِمَّان، وتنوسيت حال التركيب، وحكى اللحياني: من كان عنده شيء فَلْيُهَلِمَّه، أي فَلْيُؤْته.

مقلوبه: - ه م ل -

الهَمَلُ: السدى المتروك ليلا أو نهارا.

هَمَلَت الإبل تَهْمُل، وبعير هامِلٌ من إبل هَوامِلَ وهُمَّلٍ وهَمَلٍ، وهو اسم الجمع كرائح وروح، لأن فاعلا ليس مما يكسر على فَعَلٍ، وقد أهملها، ولا يكون ذلك في الغنم.

وأهمَل أمره: لم يحكمه.

وهَمَلَت عينه تَهْمُل وتَهْمِل هَمْلاً وهُمُولا وهَمَلاناً، وانهَمَلَتْ: سالَتْ.

وهَمَلَت السماء هَمْلاً وهَمَلاناً وانهَمَلَتْ: دام مطرها مع سكون وضعف.

وثوب هَمالِيلُ: مُخرَّقٌ.

وكساء هِمِلٌّ: خلق.

والهِمِلُّ: الكبير السن.

والهَمَلُ: الليف المنتزع، واحدته همَلَةٌ، حكاه أبو حنيفة.

وهُمَيْلٌ، وهَمَّالٌ: اسمان.

مقلوبه: - ل ه م -

لَهِمَ الشيء لَهْما ولَهَما، وتَلَهَّمَه والْتَهَمَه: ابتلعه بمرة.

ورجل لِهْمٌ، ولُهَمٌ، ولَهُومٌ: أكول.

ولَهِمَ الماء لَهْماً: جرعه، قال:

جاب لها لُقْمانُ في قِلاتِها

ماءً نَقُوعا لِصَدَى هاماتِها

تَلْهَمُه لَهْماً بِجَحْفَلاتِـهـا

وجيش لُهامٌ: كثير يَلتَهم كل شيء ويغتمر من دخل فيه، أي يغيبه ويستغرقه.

واللُّهَيْمُ، وأُمُّ اللُّهَيْمِ: المنية، لأنها تلتهم كل أحد.

وأُمُّ اللُّهَيْمِ: الداهية، وأُمُّ اللُّهَيْمِ: الحمى، كلاهما على التشبيه بالمنية.

واللِّهَمُّ من الرجال: الرغيب الرأي الكافي العظيم، وقيل: هو الجواد، والجمع لِهَمُّونَ، ولا يوصف به النساء.

وفرس لِهَمٌّ على لفظ ما تقدم ولِهْمِيمٌ ولُهْمُوم: جواد سابق. وحكى سيبويه: لِهْمِمٌ وقال: هو ملحق بزهلق، ولذلك لم يدغم، وعليه وجه قول غيلان:

شَأْوَ مُدِلٍّ سابِقِ اللَّهامِمِ

قال: ظهر في الجمع لأن مثل واحد هذا لا يدغم.

واللُّهْمُوم من الإخراج: الواسع.

وناقة لُهْمُوم: غزيرة.

ورجل لِهَمٌّ ولُهْمومٌ: غزير الخير.

وسحابة لُهْمُومٌ: غزيرة القطر، وعدد لُهْمومٌ: كثير، وكذلك جيش لُهْموم.

وجمل لِهْمِيمٌ: عظيم الجوف.

وبحر لِهَمٌّ: كثير الماء.

وألْهَمَهُ الله خيرا: لقنه إياه.

واستَلْهَمَه إياه: سأله أن يُلْهِمَه إياه.

واللِّهْمُ: المسن من كل شيء، وقيل: اللِّهْمُ: الثور المسن، والجمع من كل ذلك لُهومٌ، قال صخر الغي يصف وعلا:  

بِها كانَ طِفْلاً ثم أسدَسَ فاستَوَى

 

فَأصْبحَ لِهْماً في لُهومٍ قَراِهِبِ

ومَلْهَمُ: أرض، قال طرفة:

يَظَلُّ نِساءُ الحَيِّ يَعْكُفْنَ حَوْلَهُ

 

يَقُلْنَ عَسيبٌ مِنْ سَرارَةِ مَلْهَما

واللُّهَيْماءُ: موضع من نعمان.

ويوم اللُّهَيما: يوم كان فيه وقعة هناك.

مقلوبه: - م ه ل -

المَهْلُ، والمَهَلُ، والمُهْلَةُ كله: السكينة والرفق.

وأمهَلَه: رفق به ولم يعجل عليه.

ومَهَّلَه: اجله.

وتَمَهَّل في عمله: اتأد.

وكل ترفق: تَمَهُّلٌ.

ورزق مَهَلاً: ركب الذنوب والخطايا فَمُهِّلَ ولم يعجل.

ومَهَلَت الغنم، إذا أرعت بالليل أو بالنهار على مَهَلِها.

والمُهْلُ: اسم يجمع معد نيات الجواهر نحو الذهب، والفضة، والرصاص، والحديد. وقيل: هو خبث الجواهر.

والمُهْل: ما ذاب من صفر أو حديد، وهكذا فسر في التنزيل، والله اعلم.

والمُهْلُ والمُهْلَةُ: ضرب من القطران ما هي رقيق يشبه الزيت، وهو يضرب إلى الصفرة من مهاواته، تدهن به الإبل في الشتاء. وقيل: هو دردي الزيت، وقيل هو العكر المغلي، وقيل: هو رقيق الزيت، وقيل: هو عامته.

والمُهْلُ: ما يتحات عن الخبزة من الرماد ونحوه إذا أُخرجت من الملة، قال أبو حنيفة: المُهْلُ: بقية جمر في الرماد تبينه إذا حركته.

والمُهْلُ، والمَهَلُ، والمُهْلَة: صديد الميت، وفي الحديث: "إنما هو للمُهْلَةِ والترابِ" وقيل: هو القيح والصديد عامة.

والمِهْلَة، والمَهْلَة، كالمُهْلَة.

والمَهَلُ، والتَّمَهُّل: التقدم.

وتَمَهَّلَ في الأمر: تقدم فيه.

مقلوبه: - م ل ه -

وجل مَلِيٌه، ومُمْتَلَه: ذاهب العقل.

وسَليهٌ مَليهٌ: لا طعم له، كقولهم: سليخ مليخ، وقيل: مَليهٌ إتباع، حكاه ثعلب.

الهاء والنون والفاء

الهَنُوفُ والهِنافُ: ضحك فوق التبسم، وخص بعضهم به ضحك النساء.

وتَهانَفَ به: تضاحك قال الفرزدق:

مِنَ اللُّفّ أفخاذا تَهانَفُ للصِّبَي

 

إذا أقْبَلَتْ كانَتْ لَطِيفاً هَضِيمُها

وقيل: تَهانَفَ به: تضاحك وتعجب، عن ثعلب، وقيل: هو الضحك الخفي.

والمُهانَفَة: المُلاعبة.

وأهنَفَ الصبي، وتَهانَفَ: تهيأ للبكاء، كأجهش، وقد يكون التَّهانُفُ بكاء غير الطفل، أنشد ثعلب:

تَهانَفْتَ واستَبْكاكَ رَسمُ المَنازِلِ

 

بِسُوقَهِ أهْوَى أوْ بِقارَةِ حـائلِ

فهذا هاهنا إنما هو للرجال دون الأطفال، لأن الأطفال لا تبكي على المنازل والأطلال، وقد يكون قوله "تَهانَفْتَ" تشبهت بالأطفال في بكائك، كقول الكميت:

أشَيْخاً كالوَليدِ بِـرَسـمِ دارٍ

 

تُسائل ما أصَمَّ عَنِ السُّؤُولِ

أصَمَّ: أي صَمَّ.

مقلوبه: - ن ف ه -

نَفِهَتْ نفسي:أعيت وكلَّت.

وبعير نافِهٌ: كالٌّ معي، والجمع نُفَّهٌ.

ونَفَّهَه: أتعبه حتى انقطع، قال:

ولِلَّيْلِ حَظٌّ مِنْ بُكانا ووَجْـدِنـا

 

كما نَفَّهَ الهَيماءَ في الذَّوْدِ رادِعُ

ويروى في الدُّور.

ورجل مَنْفُوه: ضعيف الفؤاد جبان، وقد نُفِهَ ونُفِّهَ.

الهاء والنون والباء

امرأة هَنْباء: وَرْهاء، تمد وتقصر.

وهِنْبٌ: اسم رجل، وهو هِنْبُ بن أفصى بن دعمى.

وبنو هِنْبٍ: حي من ربيعة.

مقلوبه: - ن ه ب -

النَّهْب: الغنيمة، والجمع نِهابٌ.

ونَهَبَ النَّهْبَ يَنْهَبُه نَهْباً وانْتَهبه: أخذه، وأنهَبَه غيره: عرَّضه له.

والنُّهْبَة والنُّهْبَى، والنُّهَيْبَى، والنُّهَّيْبَى كله: اسم الانتِهاب والنَّهْب، وقال اللحياني: النَّهْبُ: ما انْتَهَبْتَ: والنُّهْبَةُ والنُّهْبَى، اسم الانْتهابِ.

وكان للفرز بنون يرعون معزاة، فتواكلوا يوما، أي أبوا أن يسرحوها، قال: فساقها، فأخرجها ثم قال للناس: هي النُّهَّيْبَى، وروي بالتخفيف، أي لا يحل لأحد أن يأخذ منها أكثر من واحد، ومنه المثل: "لا تجمع ذلك حتى تجمع معزى الفزر".

وتَناهَبتِ الإبل الأرض: أخذت بقوائمها منها أخذا كثيرا.

والمُناهَبَة: المباراة في الحضر والجري.

وتَناهَب الفَرَسانِ: ناهَبَ كلُ واحد منهما صاحبه.

وفرس مِنْهَبٌ، على طرح الزائد، أو على انه نوهِبَ فَنَهَبَ، قال العجاج:

وإنْ تُناهِبْهُ تَجِدْه مِنْهَبا

ومِنْهَبٌ: فرس عوية بن سلمى.

وانتَهَبَ الفرس الشوط: استولى عليه.

ومِنْهَب: أبو قبيلة.

مقلوبه: - ب ه ن -

البَهْنانَة: الضحَّاكة، وقيل: هي الطيبة الريح، وقيل: هي اللينة في عملها ومنطقها، فأما قول عاهان ابن كعب، أنشده ابن الأعرابي:

ألا قالَتْ بَهانِ ولمْ تَأَبَّـقْ

 

نَعِمْتَ ولا يَليقُ بِكَ النَّعيمُ

فإنه قال: "بَهانِ" أراد به بَهْنانَة، وعندي انه اسم علم، كحذام وقطام.

والباهِينُ: ضب من التمر، عن أبي حنيفة، وقال مرة: اخبرني بعض أعراب عمان أن بهجر نخلة يقال لها: الباهينُ، لا يزال عليها السنة كلها طلع جديد، وكبائس مبسرة، وأخر مرطبة ومثمرة.

والبَهْنَوِيُّ من الإبل: ما يكون بين الكرمانية والعربية، وهو دخيل في العربية.

مقلوبه: - ن ب ه -

النُّبْه: القيام من النوم، وقد نَبَّهَه وأنْبهَه، فتَنَبَّه وأنْتَبَهَ، قال:

أنا شَماطيطُ الذي حُدّثْتَ بِهْ

مَتى أُنَبَّه للغَداءِ أنْتَبِهْ

ثمَّ أُنَزِّ حَوْلَهُ وأحْتَبِهْ

حتى يُقالَ سَيِّدٌ ولَسْتُ بِهْ

وكان حكمه أن يقول: أتَنَبَّه، لأنه قد قال: "أُنَبَّه" ومطاوع فعل إنما تفعل، ولكن لما كان أُنَبَّهُ في معنى أُنْبهُ جاء بالمطاوع عليه، فافهم، وقوله: "ثم أنز" معطوف على قوله أنْتَبِهْ احتمل الخبن في قوله "زحوله" لأن الأعرابي البدوي لا يبالي الزحاف، ولو قال "انزي حوله" لكمل الوزن ولم يك هناك زحاف، إلا انه من باب الضرورة، ولا يجوز القطع في "انزى" في باب السعة والاختيار، لأن بعده مجزوما، وهو قوله: "و أحْتَبِه" ومحال أن تقطع أحد الفعلين ثم ترجع في الفعل الثاني إلى العطف، لا يجوز: "إن تأتني أكرمك وأفضل عليك" برفع أكرمك وجزم أفضل، فتفهم.

ونَبَّهه من الغفلة فانْتَبَه وتَنَبَّه: أيقظه.

وتَنَبَّه على الأمر: شعر به.

وهذا الأمر مَنْبَهَةٌ على هذا، أي مشعر به ومَنْبَهَةٌ له: أي مشعر لقدره ومعل له، ومنه قوله: "المال مُنَبْهَةٌ للكريم، ويُستغنى به عن اللئيم".

وما نَبِهَ له نَبَهاً: أي ما فطن، والاسم النُّبْهُ.

والنَّبَه: الضالة توجد على غفلة، قال ذو الرمة يصف ظبيا:

كأنَّه دُمْـلَـجٌ مِـنْ فِـضَّةٍ نَـبَـهٌ

 

في مَلْعَبٍ مِنْ عَذارَى الحَيِّ مَفْصومُ

"نَبَهٌ" هنا: بدل من دملج.

وأضَلَّه نَبَهاً: لم يدر متى ضَلَّ.

وأنْبَه حاجته: نسيها.

والنَّباهَة: ضد الخمول، نَبُهَ نَباهَةً، فهو نابِهٌ، ونَبيهٌ، ونَبَهٌ، وقوم نَبَهٌ، كالواحد، عن ابن الأعرابي، كأنه اسم للجمع.

ونَبَّه باسمه: جعله مذكورا.

وإنه لمَنْبوهُ الاسم: معروفه، عن ابن الأعرابي.

وأمر نابِهٌ: عظيم جليل.

ونابِهٌ، ونَبيهٌ، ومُنَبِّهٌ: أسماء.

الهاء والنون والميم

الهَنَمُ: ضرب من التمر. وقيل: التمر كله، قال:

مالَكَ لا تُطْعمُنا مِـنَ الـهَـنَـمْ

وقدْ أتاكَ التمرُ في الشَّهْرِ الأصَمْ

ويروى: "و قد أتتك العير".

والهِنَّمَة: الخرز التي يؤخذ بها النساء أزواجهن. حكى اللحياني عن العامرية إنهن يقلن: أخَّذْتُه بالهِنَّمَهْ، باللَّيلِ زَوْجٌ وبالنهارِ أمَه.

وهانَمَه بحديث: ناجاه.

والهَيْنَمُ والهَيْنَمَةُ، والهَيْنامُ، والهَيْنومُ، والهَيْنُمانُ، كله: الكلام الخفي، وقيل: الصوت الخفي، وقد هَيْنَمَ.

والمُهَيْنِمُ: النمام.

وبنو هُنامٍ: حي من الجن، وقد جاء في الشعر الفصيح.

مقلوبه: - ه م ن -

المُهَيْمِنُ، والمُهَيْمَنُ: اسم من أسماء الله عز وجل في الكتب القديمة، وفي التنزيل: -و مُهَيْمِناً عَلَيْهِ- قال بعضهم: معناه: وشاهدا عليه، وقيل: رقيبا عليه، وقيل: مؤتمنا عليه. وقال بعضهم: مُهَيْمِنٌ في معنى مُؤَيْمِنٍ، والهاء بدل من الهمزة، كما قالوا: هرقت وأرقت، وكما قالوا: إياك وهياك.

مقلوبه: - ن ه م -

النَّهَمُ والنَّهامَةُ: إفراط الشهوة في الطعام، وأن لا تمتلئ عين الآكل ولا يشبع، ورجل نَهِمٌ، ونَهِيمٌ، ومَنْهُوم، وقيل: المَنْهُومُ: الرغيب الذي يمتلئ بطنه ولا تنتهي نفسه وقد نُهِمَ، وأنكرها بعضهم.

والنَّهْمَةُ: الحاجة، وقيل: بلوغ الهمة والشهوة في الشيء.

ورجل منهومٌ بكذا: مولع به.

ونَهَم يَنْهِم نَهِيماً، وهو صوت كأنه زحير، وقيل: هو صوت فوق الزئير.

والنَّهْمُ والنَّهِيمُ: صوت وتوعد وزجر، وقد نَهَمَ يَنْهِمُ.

ونَهْمَة الرجل والأسد: نأمتها، وقال بعضهم: نَهْمَةُ الأسد بدل من نأمته.

والنَّهَّام: الأسد، لصوته.

والنَّاهِمُ: الصارخ.

ونَهَمَ الإبل يَنَهِمُها ويَنَهُمهاً نَهْماً ونَهِيماً ونَهْمَةً، الأخيرة عن سيبويه: زجرها بصوت لتمضي.

وإبل مَناهِيمُ: تُطيع على النَّهْمِ، قال:

ألا انْهَماها إنها مَناهِيمْ

والنُّهامِىُّ: الراهب، لأنه يَنْهِمُ، أي يدعو.

والنُّهامُ والنُّهامِىُّ: الحداد، وقيل: النُّهامِىُّ: النجار، والفتح في كل ذلك لغة عن ابن الأعرابي.

والمَنْهَمَة: موضع النَّجر.

وطريق نَهامِىُّ ونَهَّامٌ: بين واضح.

ونَهَم الحصى ونحوه يَنهِمه نَهْماً: قذفه، قال:

يَنْهِمْنَ في الدارِ الحَصَى المَنْهُوما

والنُّهام: طائر يشبه الهام، وقيل: هو البوم، وقيل: سمي بذلك لأنه يَنهِم بالليل، وليس هذا الاشتقاق بقوى، قال الطرماح:

فَتَلاقَتْهُ فَـلاثَـتْ بِـهِ

 

لَعْوَةٌ تَضْبَحُ ضَبْحَ النُّهامْ

والجمع نُهُمٌ.

ونُهْمٌ: صنم، وبه سمي الرجل عبد نُهْمٍ.

ونُهْمٌ: اسم رجل، وهو أبو بطن منهم، ونُهْم: اسم شيطان، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم حي من العرب، فقال: "بنو من انتم؟" فقالوا: "بنو نُهْمٌ"، فقال: "نُهْمٌ شيطان، وانتم بنو عبد الله".

ونِهْمٌ: بطن من همدان، منهم عمرو ابن براقة الهمداني ثم النِّهْمِيُّّ.

مقلوبه: - م ه ن -

المَهْنَة، والمِهْنَة، والمَهَنَة، والمَهِنَةُ، كله: الحذق بالخدمة والعمل، مَهَنَهُم يَمهَنُهم مَهْناً ومَهْنَةً ومِهْنَةً.

والماهِنُ: العبد، والأنثى ماهِنَة.

ومَهن الإبل يَمْهَنُها مَهْناً: حلأها عن الصدر.

وأمة حسنة المَهْنَةِ والمِهْنَةِ، أي الحلب.

ومَهَن الرجل مِهْنَتَهُ ومَهْنَتَه: فرغ من ضيعته، وكل عمل في الضيعة مِهنَة.

وامْتَهَنه: استعمله للمِهْنَة، وامْتهنَ هو: قبل ذلك.

وامْتَهَنَ نفسه: ابتذلها.

وقامت المرأة بِمِهْنَةِ بيتها، أي بإصلاحه وكذلك الرجل.

وما مَهْنَتُك هاهنا، ومِهْنَتُك ومَهَنَتُك، ومِهِنَتُك، أي عملك.

والمَهِينُ من الرجال: الضعيف، وفي التنزيل: -أم أنا خَيرٌ مِنْ هذا الذي هو مَهِينٌ- والجمع مُهَناءُ، وقد مَهُنَ مَهانَةً.

وفحل مَهِينٌ: لا يلقح من مائه، يكون في الإبل والغنم، والفعل كالفعل.

مقلوبه: - ن م ه -

نَمِهَ نَمَهاً فهو نَمِهٌ ونَامِهٌ: تحير، يمانية.

الهاء والفاء والميم

الفَهْمُ: معرفتك الشيء بالقلب، فَهِمَه فهْماً وفَهَماً وفَهامَةً، الأخيرة عن سيبويه.

ورجل فَهِمٌ: سريع الفَهْمِ.

وأفْهَمَهُ الأمر، وفَهَّمَهُ إياه: جعله يَفهَمه.

واستَفهَمه: سأله أن يُفْهِمَه.

وفَهْمٌ: أبو حي، فهم بن عمرو بن قيس ابن عيلان.

الهاء والباء والميم

البَهِيمَة: كل ذات أربع قوائم من دواب البر والماء، والجمع بَهائِمُ.

والبَهْمَة: الصغير من أولاد الغنم والضأن والمعز والبقر، من الوحش وغيرها، الذكر والأنثى في ذلك سواء، وقيل: هو بَهْمَةٌ إذا شب، والجمع بَهْمٌ، وبُهْمٌ وبهامٌ، وبِهاماتٌ جمع الجمع، وقال ثعلب في نوادره: البَهْمُ: صغار المعز، وبه فسر قول الشاعر:

عَدانِيَ أنْ أزورَك أنَّ بَهْمِي

 

عَجايَا كُلُّهـا إلا قَـلِـيلاَ

والأْبهَم كالأعجم.

واستُبْهِم عليه: استعجم فلم يقدر على الكلام.

ووقع في بُهْمَةٍ لا يتجه لها، أي خطة شديدة.

واستَبْهَم عليهم الأمر: لم يدروا كيف يأتون له.

وإبْهامُ الأمر: أن يشتبه فلا يعرف وجهه، وقد أبهَمَه.

وحائط مُبْهَمٌ: لا باب له.

وباب مُبْهَمٌ: مغلق لا يهتدى لفتحه.

والمُبْهَم والأَبْهَمُ: المصمت، قال:

فَهَزَمَتْ ظَهْرَ السِّلامِ الأبْهَمِ

أي الذي لا صدع فيه، وأما قوله:

لِكافِرٍ تاهَ ضَلالاً أَبْهَمُهْ

فقيل في تفسيره: أبهَمُه: قلبه، وأراه أراد أن قلب الكافر مصمت لا يتخلله وعظ ولا إنذار.

والبُهْمَة: الشجاع، وقيل: هو الفارس الذي لا يدري من أين يؤتى له من شدة بأسه، وقيل: هم جماعة الفرسان. قال ابن جني: البُهْمَةُ في الأصل مصدر وصف به، يدل على ذلك قولهم: هو فارس بهمة، كما قال تعالى: -و أشهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنكُمْ- فجاء على الأصل، ثم وصف به، فقيل: رجل عدل، ولا فعل له، ولا يوصف النساء بالبُهْمَة.

والبَهِيمُ: ما كان لونا واحدا لا يخالطه غيره سوادا كان أو بياضا.

والمُبْهَم من المحرمات: ما لا يحل بوجه ولا سبب، كتحريم الأم والأخت وما أشبهه.

وقيل: البَهِيمُ: الأسود.

والبَهِيمُ من الخيل: الذي لا شية فيه، الذكر والأنثى في ذلك سواء.

والبَهِيمُ من النعاج: السوداء التي لا بياض فيها.

والجمع من كل ذلك بُهْمٌ، وبُهُمٌ، فأما قوله في الحديث: "يحشر الناس يوم القيامة بُهْماً" فمعناه انه ليس بهم شيء مما كان في الدنيا نحو البرص والعرج، وقيل: بل عراة ليس عليهم من متاع الدنيا شيء.

وصوت بَهيمٌ: لا ترجيع فيه.

والإبْهام من الأصابع معروفة، وقد تكون في اليد والقدم، وحكى اللحياني إنها تذكر وتؤنث، قال:

إذا رَأَوْنِي أطالَ اللهُ غَـيْظَـهُـمُ

 

عَضُّوا مِنَ الغَيْظِ أطرافَ الأباهيِمِ

وأما قول الفرزدق:

فَقَدْ شَهِدَتْ قَيْسٌ فما كان نَصْرُها

 

قُتَيْبَةَ إلا عَضَّهـا بـالأبـاهِـمِ

فإنما أراد الأباهِيمَ، غير انه حذف، لأن القصيدة ليست مردفة، وهي قصيدة معروفة.

والبُهْمَي: نبت، قال أبو حنيفة: هي خير أحرار البقول رطبا ويابسا، وهي تنبت أول شيء بارِضاً حين تخرج من الأرض، تنبت كما ينبت الحب، ثم يبلغ بها النبت إلى أن تصير مثل الحب، ويخرج لها إذا يبست شوك مثل شوك السنبل، وإذا وقع في أنوف الإبل والغنم أنفت عنه حتى ينزعه الناس من أفواهها وأنوفها، وإذا عظمت البُهْمَي ويبست كانت كلأ يرعاه الناس حتى يصيبه المطر من عام مقبل، وينبت من تحته حبه الذي سقط من سنبله، وقال بعض الرواة: البُهْمَي ترتفع نحو الشبر، ونباتها ألطف من نبات البر، وهي أنجع المرعى في الحافر ما لم تسف، الواحد والجميع في كل ذلك سواء، وقيل: واحدته بُهْماةٌ، هذا قول أهل اللغة، وعندي أن من قال: بُهْماةٌ فالألف عنده ملحقة له بجخدب، فإذا نزع الهاء أحال اعتقاده الأول عما كان عليه، وجعل الألف للتأنيث فيما بعد فيجعلها للإلحاق مع تاء التأنيث، ويجعلها للتأنيث إذا فقد الهاء.

وأبهَمتِ الأرض: أنبتت البُهْمَي.

وأرض بَهِمَةٌ: تنبت البُهْمَي كذلك، حكاه أبو حنيفة، وهذا على النسب.

والبَهائمُ: اسم أرض، قال الراعي:

بَكَى خَشرَمٌ لما رَأى ذا مَعـارِكٍ

 

أَتى دونَهُ والهَضْبَ هَضْبَ البَهائمِ