الثلاثي المعتل: الفرع الثاني

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الثالث

حرف الهاء

الفرع الثاني

الهاء والكاف والواو

الأَهْوَك: الأحمق وفيه بقية، والاسم الهَوَكُ.

ورجل هَوَّاكٌ ومُتَهَوِّكٌ: متحير، أنشد ثعلب:

إذا تُرِكَ الكَعْبِيُّ والقَوْلَ سادِراً

 

تَهَوَّكَ حتى مـا يَكـادُ يَرِيعُ

والتَّهَوُّكُ: السقوط في هُوَّةِ الردى، وفي الحديث: "أمُتَهَوِّكُونَ أنتم كما تَهَوَّكَتِ اليهود والنصارى" وقيل: يعني أمتحيرون؟ وقيل معناه: أمتردون ساقطون؟.

وإنه لُمَتَهَوِّكٌ لما فيه، أي يركب الذنوب والخطايا.

مقلوبه: - ك وه -

كَوِهَ كَوَهاً: تحير.

وتَكَوَّهَت عليه أموره: تفرقت واتسعت، وربما قالوا: كُهْتُه وكِهْتُه في معنى استَنْكَهْتُه، وفي الحديث: "فقال مَلَكُ الموت لموسى عليه السلام: كِه في وجهي" رواه اللحياني: كَهْ في وجهي، بالفتح.

الهاء والجيم والواو

هَجاهُ هَجْواً وهِجاءً: شتمه بالشعر.

وهاجَيْتُه: هَجَوْتُه وهَجاني، وهم يَتهاجَوْن: يَهجُو بعضهم بعضا، وبينهم أُهْجُوَّهٌ وأُهْجِيَّهٌ يَتهاجَوْنَ بها.

والهِجاء: تقطيع اللفظة بحروفها.

وهَجَوْتُ الحرف وتَهَجَّيْتُه، وقد تقدم ذلك في الياء، لأن هذه الكلمة يائية وواوية.

وهذا على هِجاءِ هذا، أي على شكله، وهو منه.

وهَجُوَ يومنا: اشتد حره.

والهَجَاةُ: الضفدع، والمعروف الهاجَة.

مقلوبه: - ه وج -

الهَوَجُ كالهَوَكِ، هَوِجَ هَوَجا فهو أهْوَجُ، والأنثى هَوْجاء.

وأهْوَجَهُ: وجده أهْوَجَ.

والأهْوَجُ: الشجاع الذي يرمي بنفسه في الحرب، على التشبيه بذلك.

والأهَوَجُ: المفرط الطول مع هَوَجٍ.

والهَوْجاء من الإبل: التي كأن بها هَوَجا من سرعتها، وكذلك بعير أهْوَجُ، قال أبو الأسود:

عَلى ذاتِ لَوْثٍ أوْ بأَهْوَجَ شَوْشَوٍ

 

صَنيعٍ نَبيلٍ يَمْلأُ الرَّحْلَ كاهِلُه

وريح هَوْجاء: متداركه الهبوب، كأن بها هَوَجاً، وقيل: هي التي تحمل المور، وتجر الذيل، قال ابن الأعرابي: هي الشديدة الهبوب من جميع الرياح قال ابن أحمر:

وَلِهَتْ علَيها كلُّ مُعْصِفَةٍ

 

هَوْجاءَ لَيسَ لِلُبِّها زَبْرُ

أنشده سيبويه برفع "هوجاء" على انه وصف لكل، وأنث الشاعر الوصف حملا على المعنى، إذ الكل، هنا ريح، والريح أنثى، ونظيره قوله تعالى: -كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ المَوْتِ-.

وضربة هَوْجاءُ: هجمت على الجوف.

مقلوبه: - ج ه و-

الجُهْوَة: الاست ولا تسمى بذلك إلا أن تكون مكشوفة، قال:

وتَدْفَعُ الشَيْخَ فتَبْدُو جُهْوَتُهْ

واست جَهْواءُ: مكشوفة، تمد وتقصر،و قيل: هي اسم لها كالجُهْوَة.

وأجْهَتِ السماء: انكشفت وأصحت، وأجْهَيْنا نحن، وأجْهَتْ إلينا السماء: انكشفت.

وأَجْهَتِ الطرق: انكشفت ووضحت، وأجهَيْتُها أنا.

وأجْهَى البيت: كشفه، وبيت أَجْهَى ومُجْهىً: مكشوف بلا سقف ولا ستر، وقد جَهِىَ جَهىً.

مقلوبه: - وه ج -

يوم وَهِجٌ ووَهْجانٌ: شديد الحر، وليلة وَهِجَةٌ ووَهْجانَةٌ، كذلك، وقد وَهَجا وَهْجاً ووَهَجاناً، ووَهِجا وتَوَهَّجا.

والوَهْجُ، والوَهَجُ والوَهَجانُ، والتَّوَهُّجُ: حرارة الشمس والنار من بعيد، وقد توَهَّجَت النار ووَهَّجْتُها أنا.

والمُتَوَهِّجَة من النساء: الحارة المتاع.

والوَهَجُ والوَهِيجُ، تلألؤ الشيء، قال أبو ذؤيب:

كأنَّ ابْنَةَ السَّهْمِيِّ دُرَّةُ غائِصٍ

 

لَها بَعْدَ تَقْطِيعِ النُّبوحِ وهَيِجُ

ويروى: "درة قامس".

ونجم وَهَّاجٌ: وقَّاد، وفي التنزيل: -وَ جَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً- قيل: يعني الشمس.

ووَهَجُ الطِّيب ووَهِيجُه: انتشاره وأرَجُه.

مقلوبه: - ج وه -

جُهْتُه بِشَرٍّ: واجَهْتُه.

والجاهُ: المنزلة، مقلوب عن وَجْه، وإن كان قد تغير بالقلب، فتحول من فَعْلٍ إلى فَعَلٍ فإن هذا لا يستبعد في المقلوب والمقلوب عنه، ولذلك لم يجعل أهل النظر من النحويين وزن لاهِ أبوك فعلا، لقولهم: لَهْىَ أبوك، إنما جعلوه فَعَلاً، وقالوا: إن المقلوب قد يتغير وزنه عما كان عليه قبل القلب، وحكى اللحياني أن الجاهَ ليس من وَجُهَ، وإنما هو من جُهْتُ، ولم يفسر ما جُهْتُ، قال ابن جني: كان سبيل جاهٍ إذا قدمت الجيم وأخَّرْتَ الواو أن يكون "جَوْهٌ" فتسكن الواو، كما كانت الجيم في وَجْهٍ ساكنة، إلا إنها حُركت، لأن الكلمة لما لحقها القلب ضعفت، فغيروها بتحريك ما كان ساكنا، إذ صارت بالقلب قابلة للتغيير، فصار التقدير "جَوَهٌ" فلما تحركت الواو وقبلها فتحة قلبت الفا، فقيل: "جاهٌ". وحكى اللحياني أيضا: جاهٌ، وجاهَةٌ.

وجاهْ جاهْ، وجاهٍ جاهٍ، وجُوهْ جُوهْ: ضرب من زجر الإبل.

مقلوبه: - وج ه -

وجْهُ كل شيء :مستقبله. وفي التنزيل: -فَأيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ-.

والوَجْه: المُححَيَّا، وقوله تعالى: -فأقِمْ وَجْهَكَ للدِّينِ حَنِيفاً- أي اتبع الدين القيم، وأراد: فأقيموا وجوهكم، يدل على ذلك قوله عز وجل بعده: -مُنِيِبيِنَ إلَيْهِ واتَّقُوه- والمخاطب النبي صلى الله عليه وسلم، والمراد هو والأمة.

والجمع أوْجُهٌ ووُجُوهٌ. قال اللحياني: وقد تكون الأوجه للكثير، وزعم أن في مصحف أبي "أوْجُهكم" مكان "وُجُوهكم" أراه يريد قوله تعالى: -فامْسَحُوا بوُجُوهِكم-.

وقوله عز وجل: -كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إلاّ وَجْهَه-. قال الزجاج: أراد إلا إياه.

ووَجْهُ الفرس: ما اقبل عليك من الرأس من دون منابت شعر الرأس.

وإنه لعبد الوَجْهِ، وحر الوَجْهِ.

وإه لسهل الوَجْهِ، إذا لم يكن ظاهر الوَجْنَةِ.

ووَجْهُ النهار: أوله.

وجئتك بوَجْهِ نهار، أي بأول نهار.

وكان ذلك على وَجْهِ الدهر، أي أوله، وبه يفسر ابن الأعرابي.

ووَجْهُ النجم: ما بدا لك منه.

ووَجْهُ الكلام: السبيل الذي يقصده به.

ووُجُوهُ القوم: سادتهم، وأحدهم وَجْهٌ، وكذلك وُجَهاؤُهُم، وأحدهم وَجِيهٌ.

وصرف الشيء عن وَجْهِه، أي سننه.

وجِهَةُ الامر، وجَهَتُه، ووِجْهَتُه، ووُجْهَتُه: وَجْهُهُ.

وماله جهة في هذا الأمر، ولا وِجْهَةٌ، أي لا يبصر وجه أمره كيف يأتي له.

والجهة والوِجْهَةُ جميعا: الموضع الذي تتوجه إليه وتقصده.

وما أدري أي وَجْهٍ وِجْهَتُك: أي أي طريق ومذهب.

وضل وِجْهَة أمره: أي قصده، قال:

نَبَذَ الجِوَارَ وضَلَّ وِجْهَةَ رَوْقِهِ

 

لَمَّا اخْتَلَلْتُ فُؤَادَه بالمِطْـرَدِ

ويروى: "هدية روقه".

وخل عن جِهَتِه، تريد جِهَةَ الطريق.

وقلت كذا على جِهَةِ كذا، وفعلت ذلك على جِهَة العدل، وجِهَةِ الجور. وقد أبنت ذلك في ذكر النظائر والتصاريف في الكتاب المخصص.

وتَوَجَّه إليه: ذهب. وأما قوله:

قصَرْتُ له القَبِيلَةَ إذْ تَجَهْنا

 

ومَا ضَاقَتْ بشِدَّته ذِرَاعِي

فإنه أراد اتَّجَهْنا، فحذف ألف الوصل وإحدى التاءين. و"قصرت" :حبست، و"القبيلة": اسم فرسه، وسيأتي ذكرها.

ووَجَّهَ إليه كذا: أرسله.

ويقال في التحضيض: وجِّهِ الحجر وِجْهَةٌ ماله، وَجِهَةٌ ماله، وإنما رفع لأن كل حجر يرمي به فله وَجْهٌ، كل ذلك عن اللحياني، قال: وقال بعضهم: وَجِّهِ الحجر وِجْهَةً وجِهَةً ماله، ووَجْهاً ماله، فنصب بوقوع الفعل عليه، وجعل "ما" فصلا، يريد: وَجِّهِ الأمر وَجْهَهُ.

وهو وُجاهَك، ووِجاهَكَ، وتُجاهَك، وتِجاهَكَ، أي حذاءك من تلقاء وَجْهِكَ، واستعمل سيبويه التُّجاهَ اسما وظرفا.

وحكى اللحياني: داري وِجاهَ دارك، ووَجاهَ دارك، ووُجاهَ دارك، أي قبالة دارك وتبدل التاء من كل ذلك.

والْوُجَاهُ، والتُّجَاهُ: الْوَجْهُ الذي تقصده.

ولقيه وِجَاهاً ومُواجَهَةً: قابل وجْهَه بوَجْهِه.

وتَواجَه المنزلان والرجلان: تقابلا.

ورجل ذو وَجْهَيْنِ: إذا لقى بخلاف ما في قلبه.

والوَجْهُ: الجاه.

ورجل مُوَجَّهٌ، ووَجِيهٌ: ذو جاهٍ، وقد وَجُهَ وَجاهَة.

وأوْجَهَه: جعل له وَجْهاً عند الناس.

ووَجَّهَه السلطان وأوْجَهَه: شرفه، وكله من الوَجْه، قال:

وأرَى الغَوانِيَ بعدَ ما أوْجَهْنَنِي

 

أدْبَرْنَ، ثُمَّتَ قُلْنَ: شَيْخٌ أعوَرُ

ورجل وَجْهٌ: ذو جاه.

وكساء مُوَجَّهٌ: ذو وَجْهَينِ.

وأحدب مُوَجَّهٌ: له حدبتان من خلفه وأمامه، على التشبيه بذلك، وفي حديث أهل البيت: "لا يحبنا الأحدب المُوَجَّه" حكاه الهروي في الغريبين.

ووَجَّهَتِ المطرة الأرض: صيرتها وَجْهاً واحدا، كما تقول: تركت الأرض قروا واحدا.

ووَجَّهَها المطر: قشر وَجْهَها وأثَّر فيه، كحرصها، عن ابن الأعرابي.

وفلان ما يَتَوَجَّهُ، يعني انه إذا أتى الغائط جلس مستدبر الريح، فتأتيه الريح بريح خرئة.

والتَّوَجُّه: الإقبال والانهزام.

وتَوَجَّهَ الرجل: ولى وكبر، قال أوس ابن حجر:

كَعَهْدِكِ لا ظِلُّ الشَّباب يُكنُّنِي

 

ولا يَفَنٌ مِمنْ تَوَجَّهَ دالِـفُ

وهم وِجاهُ ألف، أي زهاء ألف، عن ابن الأعرابي.

ووَجَّهَ النخلة: غرسها فأمالها قبل الشمال فأقامتها الشمال.

والوَجِيهُ من الخيل: الذي تخرج يداه معا عند النتاج، واسم ذلك الفعل التَّوْجِيه.

والوَجِيهُ: فرس من خيل العب نجيب، سمي بذلك.

والتوْجِيهُ في القوائم: كالصدف إلا أنه دونه. وقيل: التَّوْجِيه من الفرس: تداني العجايتين، وتداني الحافرين، والتواء في الرسغين.

والتوْجيه في قوافي الشعر: الحرف الذي قبل حرف الروى في القافية المقيدة، وقيل: هو أن تضمنه وتفتحه، فإن كسرته فذلك السناد، هذا قول أهل اللغة، وتحريره أن تقول: إن التوجيه: اختلاف حركة الحرف الذي قبل الروى المقيد، كقوله:

وقاتِمِ الأعماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ

وقوله فيها:

ألَّفَ شَتَّى ليسَ بالرَّاعِي الحَمِقْ

وقوله مع ذلك:

سِراًّ وقَدْ أوَّنَ تأْوِينَ العُقُقْ

والتَّوجِيه أيضا: الذي بين حرف الروى المطلق والتأسيس كقوله:

ألا طالَ هذا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ

فالألف تأسيس، والنون تَوجيه، والباء حرف الروى، والهاء صلة، قال الأخفش: التوجِيهُ: حركة الحرف الذي إلى جنب الروى المقيد لا يجوز مع الفتح غيره، نحو:

قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الإلهُ فَجَبَرْ

التزم الفتح فيها كلها، ويجوز معها الكسر والضم في قصيدة واحدة كما مثلنا، وقال ابن جني: أصله من التوجيه، كأن حرف الروى مُوَجَّه عندهم، أي كأن له وَجْهَينِ: أحدهما من قبله والآخر من بعده، ألا ترى أنهم استكرهوا اختلاف الحركة من قبله ما دام مقيدا، نحو "الحمق" و"العقق" و"المخترق" كما يستقبحون اختلافها فيه ما دام مطلقا، نحو قوله:

عَجْلانَ ذا زادٍ وغيرَ مُزَوَّدِ

مع قوله فيها:

وبذاكَ خَبَّرنا الغُرابُ الأسوَدُ

وقوله:

عَنَمٌ يكادُ مِن اللَّطافَةِ يُعقَدُ

فلذلك سميت الحركة قبل الروى المقيد توجيها إعلاما أن للروى وجهين في حالين مختلفين، وذلك انه إذا كان مقيدا فله وجه يتقدمه، وإذا كان مطلقا فله وجه يتأخر عنه، فجرى مجرى الثوب الموجه ونحوه، قال: وهذا أمثل عندي من قول من قال: إنما سمي توجيها لأنه يجوز فيه وجوه من اختلاف الحركات، لأنه لو كان كذلك لما تشدد الخليل في اختلاف الحركات قبله، ولما فحش ذلك عنده.

والوَجِيهَةُ: ضرب من الخرز.

وبنو وَجِيهةَ: بطن.

الهاء والشين والواو

هاشَتِ الإبل هَوْشاً: نفرت في الغارة فتبددت وتفرقت.

وإبل هَوَّاشَةٌ: أخذت من هنا وهنا.

والهَوْشَةُ: الفتنة والهَيْجُ والاختلاط.

والهَوْشَة: الفساد.

وهاشَ القوم وهَوِشُوا هَوْشاً وتَهَوَّشُوا: وقعوا في الفساد.

وهَوُشاتُ الليل: حوادثه ومكروهه.

وهَوَشاتُ السوق، حكاه ثعلب بفتح الواو، ولم يفسره، وأراه: اختلاطها وما يوكس فيه الإنسان عندها ويغبن.

وتَهَوَّشُوا عليه: اجتمعوا.

وهَوَّش بينهم: أفسد.

والمَهاوِشُ: مكاسب السوء، ومنه: "من اكتسب مالا من مَهاوِشَ أذهبه الله في نهابر" قال ابن الأعرابي: ويروى: "من نَهاوِشَ" وقد تقدم.

وجاء بالهَوْشِ والبَوْشِ، أي بالجمع الكثير من الناس.

والهَوْشُ: المجتمعون في الحرب.

والهَوَشُ: خلاء البطن.

وأبو المُهَوَّش: من كناهم.

مقلوبه: - ش ه و-

شَهِىَ الشيء، وشَهاه يَشْهاهُ شَهْوةً، واشْتهاهُ وتَشَهَّاهُ: أحبه ورغب فيه، وقوله عز وجل: -و حِيلَ بَيْنَهُمْ وبَينَ ما يَشْتَهُونَ- أي يرغبون فيه من الرجوع إلى الدنيا.

ورجل شَهِىٌّ، وشَهْوانُ، وشَهْوانِيٌّ، وامرأة شَهْوَى.

وما أشْهاها وأشْهانيِ لها، قال سيبويه: هو على معنيين، لأنك إذا قلت: ما أشْهاها اليَّ، فإنما تخبر إنها مُتَشَاّةٌ، وكأنه على شُهِىَ وإن لم يتكلم به، فقلت: ما أشْهاها كقولك: ما أحظاها، وإذا قلت: ما أشْهانِي، فإنما تخبر أنك شاهٍ.

وأشْهاهُ: أعطاه ما يَشْتَهي.

وموسى شَهَواتٍ: شاعر معروف.

مقلوبه: - وه ش -

الوَهْشُ: الكسر والدق.

مقلوبه: - ش وه -

رجل أشوَهُ: قبيح الوجه، وقد شَوَّهَه الله، قال الحطيئة:

أرَى ثَمَّ وَجْهاً شَوَّهَ الله خَلْقَه

 

فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وقُبِّحَ حامِلُهْ

وإنه لقبيح الشَّوَهِ والشُّوهةِ، عن اللحياني.

والشوْهاءُ: العابسة، وقيل المشؤومة، والاسم منهما الشَّوَهُ، وكل شيء من الخلق لا يوافق بعضه بعضا أشوَهُ ومُشَوَّهٌ.

والمُشَوَّهُ أيضا: القبيح العقل، وقد شاهَ يَشُوهُ شَوْهاً وشُوهَةً، وشَوِهَ شَوَهاً فيهما.

والشَّوَهُ: سرعة الإصابة بالعين، وقيل: شدة الإصابة بها، ورجل أشْوَهُ.

وشاهَ ماله: أصابه بعين، هذه عن اللحياني.

وتَشَوَّهَ: رفع طرفه إليه ليصيبه بالعين.

ولا تُشَوِّهْ عَليَّ: ولا تَشَوَّهْ، أي لا تقل: ما أحسنه، فتصيبني بالعين.

والشّائِهُ: الحاسد، والجمع شُوَّهٌ،حكاه اللحياني عن الأصمعي.

وشاهَه شَوْهاً: أفزعه، عن اللحياني.

وفرس شَوْهاءُ: طويلة رائعة مشرفة، وقيل: هي المفرطة رحب الشدقين والمنخرين ولا يقال: فرس أشْوَهُ، وقيل: الشَّوْهاءُ من الخيل: الحديدة الفؤاد.

والشَّوَهُ: طول العنق وارتفاعها وإشراف الرأس، وفرس أشوَهُ.

والشَّوَهُ: الحسن، وامرأة شَوْهاءُ: حسنة، فهو ضد.

ورجل شائِهُ البصر وشاهٍ: حديد.

والشَّاةُ: الواحد من الغنم، يكون للذكر والانثى، وحكى سيبويه عن الخليل: هذا شاةٌ بمنزلة: -هذا رَحمَةٌ مِن رَبِّي- وقيل: الشَّاةُ تكون من الضأن والمعز والظباء والبقر والنعام وحمر الوحش، قال الأعشى:

وحانَ انطلاقُ الشَّاةِ مِنْ حيثُ خَيَّما

وربما كنى بالشَّاةِ عن المرأة أيضا، قال الأعشى:

فَرَمَيْتُ غَفْلَةَ عَيْنِهِ عَنْ شاتِهِ

 

فأصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِها وطِحالَها

والجمع شاءٌ، أصله شاهٌ، وشِياهٌ، وشِواهٌ وأشاوِهُ، وشَوِىٌّ، وشِيهٌ، وشَيِّهٌ كسيد، الثالثة اسم للجمع، ولا تجمع بالألف والتاء، كان جنسا أو مسمى به، فأما شِيهٌ فعلى التوفية، وقد يجوز أن تكون فعلا كأكمة وأكم شُوُهٌ، ثم وقع الإعلال بالإسكان، ثم وقع البدل للخفة كعيد فيمن جعله فعلا، وأما شوى فيجوز أن يكون أصله شَوِيهٌ على التوفيه، ثم وقع البدل للمجانسة، لأن قبلها واوا وياء، وهما حرفا علة ولمشاكلة الهاء الياء، ألا ترى أن الهاء قد أبدلت من الياء، فيما حكاه سيبويه من قولهم: ذه في ذي، وقد يجوز أن يكون شَوِىٌّ على الحذف في الواحد والزيادة في الجمع، فيكون من باب لآل في التغيير إلا أن شَوِيًّا مغير بالزيادة، ولآل بالحذف، وأما شَيِّهٌ فبين شَيْوِهٌ، فأبدلت الواو ياء، لانكسارها ومجاورتها الياء.

وتَشَوَّه شاةً: اصطادها.

ورجل شاوِيٌّ: صاحب شاءٍ، قال:

ولَسْتُ بِشاوِيٍّ علـيه دَمـامَةٌ

 

إذا ما غَدا يَغْدُو بِقَوْسٍ وأسْهُمِ

قال سيبويه: هو على غير قياس، ووجه ذلك أن الهمزة لا تنقلب في حد النسب واوا، إلا أن تكون همزة تانيث، كحمراء ونحوه، ألا ترى انك تقول في عطاء: عطائي، فإن سميت بشاءٍ فعلى القياس شائِيٌّ لا غير.

وأرض مَشاهَةٌ: كثيرة الشاءِ، وقيل: ذات شاءٍ قلت أم كثرت.

الهاء والضاد والواو

الضَّهْواءُ من النساء: التي لم تنهد، وقيل: الضَّهْواءُ: التي لا تحيض ولا ثدي لها.

الهاء والصاد والواو

صَهْوَةُ كل شيء: أعلاه، وهي من الفرس: موضع اللبد، وقيل: مقعد الفارس، وقيل: هي ما أسهل من سراة الفرس من ناحيتيها كلتيهما.

والصَّهْوةُ: مؤخرة السنام، وقيل: هي الرادفة تراها فوق العجز، والجمع صَهَواتٌ وصِهاءٌ.

والصَّهْوةُ: ما يتخذ فوق الروابي من البروج في أعاليها، والجمه صُهًى، نادر.

والصَّهْوَة: مطمئن من الأرض غامض تلجأ إليه ضَوالُّّ الإبل.

والصَّهْوَة: كالغار في الجبل يكون فيه الماء، وقيل: يكون فيه ماء المطر، والجمع صِهاءٌ.

وصَها الجرح يَصْهَى: ندى.

وأصْهَى الصَّبِيَّ: دهنه بالسمن ووضعه في الشمس من مرض يُصِيبُه، وإنما حملناه على الواو لأنا لا نجد "ص ه ي ".

مقلوبه: - وه ص -

وهَصَة وهْصًا، فهو مَوْهُوصٌ ووَهِيصٌ: دقه وكسره، وقال ثعلب: فدغه، وهو كسر الرطب، وقد اتهص هو، عنه أيضا.

ووَهَصه الدين: دق عنقه.

ووَهَصَه: ضرب به الأرض، وفي الحديث: "أنَّ آدَمَ صَلواتُ الله عليه حيث أهبط من الجنة وَهَصَه الله إلى الأرض" معناه كأنما رمى رميا عنيفا، وقال ثعلب: وَهَصَه: جذبه إلى الأرض.

والوَهْصُ: شدة وطء القدم على الأرض.

ووَهَصَ الرجل الكبش فهو مَوهوصٌ ووَهِيصٌ: شد خصييه، ثم شدخهما بين حجرين.

ويعير الرجل فيقال: يا ابن واهِصَةِ الخصي، إذا كانت أمه راعية، وبذلك هجا جرير غسان:

ونُبِّئتُ غَسَّان ابنَ واهِصةِ الخُصَي

 

يُلَجْلِجُ مِنِّي مُضغَةً لا يُحِـيرُهـا

ورجل مَوْهُوصٌ ومُوَهَّص: شديد العظام.

الهاء والسين والواو

هاسَ يَهُوس هَوسًا: طاف بالليل في جرأة.

وأسد هَوَّاس، وكذلك النمر، قال:

وفي يَدي مِثل مُاءِ الثَّغْبِ ذو شُطَبٍ

 

إنِّي بِحَيثُ يَهُوسُ اللَّيْثُ والنَّـمِـرُ

قال ابن الأعرابي: أراد الثغب، فسكن للضرورة، وأما سيبويه فقال: الثغب، بسكون الغين: الغدير.

ورجل هَوَّاس وهَوَّاسَة: شجاع مجرب.

والهَوْسُ: الإفساد، هاس الذئب في الغنم هَوْسًا.

والهَوْس: الدق، هاسَه هَوْسًا وهَوَّسَه.

والتَّهَوُّس: المشي الثقيل في الأرض اللينة.

وهَوِسَ الناس هَوَسًا: وقعوا في اختلاط وفساد.

وهَوِسَت الناقة هوسا: فهي هوسة: اشتدت ضبعتها، وقيل: ترددت فيها الضبعة، وضبع هَوَّاسٌ: شديد، قال:

يوشِكُ أن يُؤْنِسَ في الإيناسِ

في مَنْبِتِ البَقْلِ وفي اللُّساسِ

مِنها هَديمُ ضَبَـعٍ هَـوَّاس

والهَوِيسُ: النظر والفكر.

مقلوبه: - س ه و-

السَّهْوُ :نسيان الشيء، والغفلة عنه، وذهاب القلب إلى غيره. سَها يَسْهُو سَهْوًا وسُهُوًّا فهو ساهٍ وسَهْوانُ. وفي المثل: "إن الموصين بنو سَهْوانَ" أي إن الذين يوصون بنو من يَسْهُو عند الحاجة، فأنت لا توصي لأنك لا تَسْهُو، وذلك إذا أوصيت ثقة عند الحاجة.

والسَّهْوُ في الصلاة: الغفلة عن شيء منها.

ومشي سَهْوٌ: لين.

والسَّهْوَةُ من الإبل: اللينة الوطيئة، قال:

تُهَوِّنُ بُعْدَ الأرضِ عَنِّي فَـرِيدَةٌ

 

كنازُ البَضِيعِ سَهْوَةُ المَشْيِ بازِلُ

عدى "تهون" بعنى لأن فيه معنى تخفيف وتسكن.

وجمل سَهْوٌ بين السَّهاوَةَ: وطيء، وقيل: كل لين سَهْوٌ، والأنثى سَهْوَةٌ.

والسَّهْوُ: السهل من الناس والأمور والحوائج.

وماء سَهْوٌ: سهل، يعني سهلا في الحلق.

وقوس سَهْوَةٌ: مواتية سهلة، قال ذو الرمة:

قَلِيلُ نِصابِ المالِ إلا سِهامَـهُ

 

وإلا زَجُومًا سَهْوَةً في الأصابعِ

والسَّهْوَة: حائط صغير يبنى بين حائطي البيت ويجعل السقف على الجميع، فما كان وسط البيت فهو سَهْوَة، وما كان داخله فهو المخدع، وقيل: هي صفة بين بيتين، أو مخدع بين بيتين تستتر بها سقاة الإبل من الحر، وقيل: هي كالصفة بين يدي البيت، وقيل: هي شبيه بالرف والطاق يوضع فيه الشيء، وقيل: هي بيت صغير منحدر في الأرض سمكه مرتفع في السماء شبيه بالخزانة الصغيرة يكون فيها المتاع، وقيل: هي أربعة اعواد أو ثلاثة يعارض بعضها على بعض، ثم يوضع عليه شيء من الأمتعة.

والسَّهْوَةُ: الصخرة، طائية، لا يسمون بذلك غير الصخرة.

وجمع ذلك كله: سِهاءٌ.

والمُساهاةُ: حسن المخالقة، قال العجاج:

حُلْوُ المُساهاةِ وإن عادَى أمَرّْ

وعليه من المال ما لا يُسْهَى وما لا ينهى، أي ما لا تبلغ غايته.

وذهبت تميم فما تُسُهَى ولا تنهى، أي لا تذكر.

والسُّها: كويكب صغير خفي الضوء، قال:

أُرِيها السُّها وتُرِيني القَمَرْ

وارطأة بن سُهَيَّةَ: من فرسانهم وشعرائهم، ولا نحمله على الياء، لعدم س ه ي.

والأسَاهِي: الألوان لا واحد لها، قال ذو الرمة:

إذا القومُ قالوا لا عَرامَةَ عِندَها

 

فَساوا لَقُوا منها أساهِيَّ عُرَّما

مقلوبه: - وه س -

الوَهْسُ: الكسر عامة، وقيل: هو كسرك الشيء وبينه وبين الأرض وقاية، لئلا تباشر به الأرض، وهَسَه وَهْسًا، وهو مَوْهُوسٌ ووَهِيسٌ.

ووَهَسَه وَهْساً: وطئه وطئا، شديدا.

ورجل وَهْسٌ: موطوء ذليل.

والوَهْسُ أيضا: السير، ويوصف به فيقال: سير وَهْسٌ، وقد تَواهَس القوم.

ووَهَس وَهْسًا ووَهِيسًا: اشتد أكله وبضعه.

والوَهِيسَة: أن يطبخ الجراد ثم يجفف ويدقق فيقمح ويؤكل بدسم، وقيل يلبك بسمن.

الهاء والزاي والواو

هَوَّز الرجل: مات.

وما أدري أي الهُوزِ هو: أي الخلق، ورواه بعضهم: أي الهون هو، والزاي أعرف.

والأهْوازُ: سبع كور بين البصرة وفارس، لكل واحدة منها اسم، وجمعها الأهْوازُ أيضا، وليس للأهوازِ واحد من لفظه.

وهَوَّز، وهَوَّاز: حروف وضعت لحساب الجمل الهاء خمسة، والواو ستة، والزاي سبعة.

مقلوبه: - ز ه و-

الزَّهْوُ: الكبر والتيه والفخر، وقد زُهِىَ على لفظ ما لم يسم فاعله، جزم به أبو زيد واحمد بن يحيى، وحكى ابن السِّكيِّت: زُهِيتُ وزَهَوتُ. قال ابن الأعرابي: زَهاهُ الكبر، ولا يقال: زَها الرجل، ولا أزهَيتُه، ولكن زَهَوتُه فأما ما أنشده هو من قول الشاعر:

جَزَى الله البَرَاقِعَ مِن ثِيابٍ

 

عَنِ الفِتْيانِ شَرًّا ما بَقِينَـا

يُوَارِينَ الحِسانَ فَلا نَرَاهُمْ

 

ويَزهَيْنَ القِباحَ فَيَزْدَهِينَـا

فإنما حكمه ويَزْهُونَ القباح، لأنه قد حكى زَهَوْتُه، فلا معنى لِيِزهَيْنَ، لأنه لم يجيء زَهَيْتُه، وهكذا أنشده ثعلب ويَزهَوْنَ، وقد وهم ابن الأعرابي في الرواية، اللهم إلا أن يكون زَهَيْتُه لغة في زَهَوْتُه، ولم ترو لنا عن أحد، ومن كلامهم: "هو أزهَى من غراب". وفي المثل المعروف: "زَهوَ الغراب" بالنصب، أي زُهِيتَ زَهْوَ الغراب، وقال ثعلب في النوادر: زُهِىَ الرجل، وما أزهاهُ، فوضعوا التعجب على صيغة المفعول، وهذا شاذ، إنما يقع التعجب من صيغة فعل الفاعل، ولها نظائر قد حكاها سيبويه.

وقال: رجل إنزَهْوٌ وامرأة إنزَهوة، وقوم إِنزَهْوُنَ: ذوو زَهوٍ، ذهبوا إلى أن الألف والنون زائدتان، كزيادتهما في إنقحل.

والزَّهْوُ: الكذب، عن ابن الأعرابي.

والزَّهْوُ: الاستخفاف.

وزَها فلانا كلامك زَهْوًا، وازْدَهاهُ فازدهى: استخفه فخف.

وأزدَهاهُ الطرب والوعيد: استخفه.

ورجل مُزْدَهىً: أخذته خفة من الزَّهوِ أو غيره.

وازدَهاهُ: تهاون به.

وازدَهاهُ على الأمر: أجبره.

وزَها السراب الشيء، يَزهاهُ: رفعه، وزَهَتِ الأمواج السفينة كذلك.

وزَهَتِ الريح النبات: هَزَّته غب الندى.

والزَّهْوُ: النبات الناظر، والمنظر الحسن.

والزَّهْوُ: نور النبت وزهره وإشراقه. يكون للعرض والجوهر.

وزَها النَّبت يَزْهَى زَهْواً وزُهُواًّ وزَهاءً: حسن.

والزَّهْوُ والزُّهْوُ: البسر إذا ظهرت فيه الحمرة، وقيل: إذا لوَّن، واحدته زَهْوَة، وقال أبو حنيفة: زُهْوٌ جمع زَهْوٍ، كقولك: فرس وَرْدٌ وأفراس وُرْدٌ، فأُجري الاسم في التكسير مجرى الصفة.

وأزْهَى النخل، وزَها زُهُواًّ: تلون بحمرة وصفرة.

وزَها بالسيف: لمع به.

وزَها السراج: أضاءه، وزَها هو نفسه.

وزُهاءُ الشيء وزِهاؤُه: قدره، يقال: هم زُهاءُ مائة، وزِهاؤُها.

والزُّهاءُ: الشخص، واحده كجمعه، ومنه قول بعض الرواد: مداحي سيل، وزُهاءُ ليل. يصف نباتا، أي شخصه كشخص الليل في سواده وكثرته، أنشد ابن الأعرابي:

دُهْماً كأنَّ اللَّيْلَ في زُهائِها

زُهاؤُها: شخوصها، يصف نخلا، يعني أن اجتماعها يرى شخوصها سودا كالليل.

وزَهَت الإبل تَزْهُو زَهْواً: سارت بعد الوِردِ ليلة أو أكثر، وزَهَوْتُها أنا زَهْواً، وزَهَتْ زَهْواً: مرت في طلب المرعى بعد أن شربت ولم ترع حول الماء، قال الشاعر:

وأنتِ اسْتَعَرْتِ الظَّبْيَ جِيداً ومُقْلَةًمِنَ المُؤْلِفاتِ الزَّهْوَ غَيرِ الأوارِكِ

والزّاهِيةَ من الإبل: التي لا ترعى الحمض.

وزَهت الشَّاء تَزْهُو زُهاءً: أضرعت.

وأزْهَى النخل وزَها: طالَ.

وزَها النَّبت: غَلا وعَلا.

وزَها الغلام: شب. هذه الثلاث عن ابن الأعرابي.

مقلوبه: - وه ز -

وَهَزَه وَهْزاً: دفعه وضربه.

ووَهَزَ القملة بين أصابعه وَهْزاً: حكَّها.

والوَهْزُ: الكسر والدق.

والوَهْزُ: الوطء أو الوثب.

وتَوَهُّزُ الكلب: توثبه، قال:

تَوَهُّزَ الكَلْبَةِ خَلْفَ الأرْنَبِ

ورجل وَهْزٌ: غليظ ملزز الخلق قصير، والجمع أوْهازٌ قياسا.

وجاء يَتَوَهَّزُ: أي يمشي مشية الغلاظ ويشد وطأه.

ووَهَّزَه: أثقله.

الهاء والطاء والواو

طَها اللحم يَطْهُوه ويَطْهاه طَهْواً وطُهُواً وطُهِياًّ وطِهايَةً: عالجه بالطبخ أو الشيِّ.

والطَّهْوُ أيضا: الخبز.

والطَّاهِي الطباخ، وقيل: الشواء، وقيل: الخباز، وقيل: كل مصلح لطعام أو غيره معالج له طاهٍ، رواه ابن الأعرابي، والجمع طُهاةٌ وطُهِىٌّ.

والطَّهْوُ: العمل، وقيل لأبي هريرة: "أ أنت سمعت هذا من رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ فقال: وما كان طهوي" أي ما كان عملي.

وطهَتِ الإبل تَطْهَي طَهْواً وطُهُواًّ: انتشرت، قال الأعشى:

ولَسْنا لِباغيِ المُهْمَلاتِ بِقِرْفَةٍ

 

إذا ما طَها بالليلِ مُنْتَشِراتُها

والطُّهاوَة: الجلدة الرقيقة فوق اللبن والدم.

وطُهَيَّةُ: قبيلة، النسب إليها طُهَوِيٌّ وطُهْوِيٌّ وطَهَوِيٌّ وطَهْوِيٌّ، وذكروا أن مكبره طَهْوَة، ولكنهم غلب استعمالهم له مصغرا، وهذا ليس بقوي، قال سيبويه: النسب إلى طُهَيَّة طُهْوِيٌّ قال: وقال بعضهم: طُهَوِيٌّ على القياس.

مقلوبه: - وه ط -

وهَطَه وَهْطاً فهو مَوْهُوطٌ ووَهِيطٌ: ضربه: وقيل :طعنه.

ووَهَطَه وَهْطاً: كسره.

ووَهَطَ وَهْطاً: ضعف.

ورمى طائراً فأَوْهَطَه: أي أضعفه.

وأَوْهَطَه: صَرَعَه صَرْعَةً لا يقوم منها، وقيل: الإيهاط: القتل والإثخان ضربا، أو الرمي المهلك، قال:

بِأَسْهُمٍ سَريعَةِ الإيهاطِ

والأَوْهاط: الخصومة والصياح.

والوَهْطُ: الجماعة.

والوَهْطُ: المكان المطمئن، وقيل: هو المكان المطمئن تنبت فيه العضاه، وخص بعضهم به منبت العرفط، والجمع أوْهُطٌ ووِهاطٌ.

والوَهْطُ: ما كثر من العرفط.

والوَهْطُ:موضع بالطائف.

الهاء والدال والواو

هادَ يَهُودُ هَوْداً، وتَهَوَّدَ: تاب ورجع، وفي التنزيل: -إنَّا هُدْنا إليكَ- عداه بإلى لأن فيه معنى رجعنا، وكذلك قوله تعالى: -فَتُوبوا إلى بارِئِكُمْ- وقال تعالى: -إنَّ الذين آمَنوا والذينَ هادُوا-، وقال زهير:

ولا رَهَقاً مِنْ عابِدٍ مُتَهَوِّدِ

ويهود: اسم للقبيلة، قال:

أولئِكَ أوْلَى مِنْ يَهُودَ بِمِدْحَةٍ

 

إذا أنتَ يَوْماً قُلتَها لَمْ تُؤَنَّبِ

وقيل إنما اسم هذه القبيلة يهوذ، فعرب بقلب الذال دالا، وليس هذا بقوي، وقالوا اليهود. فأدخلوا الألف واللام فيها على إرادة النسب. يريدون: اليَهودِيِّين.

والهُودُ اليَهود.

وهَوَّدَ الرجل: حوَّله إلى ملة يَهُودَ، قال سيبويه: وفي الحديث: "كُلُّ مَوْلودٍ وُلِدَ على الفِطْرَةِ حتى يكونَ أبَوَاهُ اللَّذان يُهَوِّدانِه ويُنصِّرانِه".

والهَوادَةُ: اللين وما يرجى به الصلاح بين القوم.

والتَّهْوِيد، والتَّهْوادُ، والتَّهَوُّدُ: الإبطاء في السير واللين والترفق.

والتَّهوِيدُ والتَّهْوادُ: الصوت الضعيف اللين الفاتر.

والتَّهْوِيدُ: هَدْهَدةُ الريح في الرمل، ولين صوتها فيه.

والتَّهوِيدُ: تجاوب الجن للين أصواتها وضعفها، قال الراعي:

يُجاوبُ البومَ تَهْوِيدُ العَزِيفِ بهِ

 

كَمَا يَحِنُّ لِغَيْثٍ جِـلَّةٌ خُـورُ

وقال ابن جبلة: التَّهوِيدُ: الترجيع بالصوت في لين.

والهَوادَةُ: الرخصة، وهو من ذلك، لأن الأخذ بها ألين من الأخذ بالشدة.

والمُهاوَدَة: الموادعة.

والمُهَوِّدُ: المطرب الملهى، عن ابن الأعرابي.

والهَوَدة: أصل السنام، والجمع هَوَدٌ.

وهُودٌ اسم النبي صلى الله عليه وسلم.

وأهْوَدُ: اسم قبيلة، قال الأخطل:

يَرِدْنَ الفَلاةَ حيثُ لا يَستَطِـيعُـهـا

 

ذَوُو الشَّاءِ مِن عَوْفِ بنِ بَكْرٍ وأهْوَدا

مقلوبه: - د ه و-

الدَّهْوُ، والدَّهاءُ: العقل، وقد دَهَى يَدْهَى ويَدْهُو دَهاً ودَهاءَةً، فهو داهٍ من قوم دُهاةٍ. ودَهُوَ دَهاءَةً فهو دَهِىٌّ من قوم أَدْهِياء ودُهَواءَ. ودَهِىَ دَهَاءً فهو دَهٍ من قوم دَهِينَ.

ودَهاهُ دَهْواً: نسبه إلى الدَّهاءِ.

وأَدْهاه: وجده داهِياً.

وقالوا: هي داهِيَةٌ دَهْواءُ ودُهْوِيَّة، وقد تقدم كل ذلك في الياء، لأن الكلمة يائية وواوية.

ودَهاه دَهْواً: ختله.

ويوم دَهْوٍ: يوم تناهض فيه بنو المنتفق وهم رهط الشنآن بن مالك، وله حديث.

مقلوبه: - وه د -

الوَهْدُ والوَهْدَة: المطمئن من الأرض والجمع أوْهُدٌ ووِهادٌ.

والوَهْدَة: الهُوَّةُ تكون في الارض، ومكان وَهْدٌ، وأرض وَهْدَةٌ كذلك.

وأوْهَدُ: من أسماء يوم الاثنين عادية، وعده كراع فوعلا، وقياس قول سيبويه أن تكون الهمزة فيه زائدة.

مقلوبه: - د وه -

داهَ دَوْهاً: تحير.

مقلوبه: - ود ه -

الوَدْهُ: فعل ممات، وقد وَدِهَ وَدَهاً.

وأوْدَهَنِي عن كذا: صدني.

واستَوْدَهَتِ الإبل: اجتمعت وانساقت.

واستَوْدَه الخصم: غلب وانقاد، وقد تقدم ذلك في الياء. لأن هذه الكلمة يائية وواوية.

الهاء والتاء والواو

هَتا الشيء هَتْواً: كسره وطئا برجله.

مقلوبه: - ه وت -

الهَوْتَة: ما انخفض من الأرض واطمأن وفي الدعاء: صب الله عليه هَوْتَةً ومَوْتَةً، ولا أدري ما هَوْتَهٌ هنا.

ومضى هِيتاءٌ من الليل، أي وقت منه، قال أبو علي: هو عندي فعلاء، ملحق بسرداح هو مأخوذ من الهَوْتَةِ، وهو الوَهدَة، وما انخفض عن صفحة المستوى.

وهذا كما جاء في الحديث انه سار حتى تَهَوَّرَ الليل.

مقلوبه: - وه ت -

وَهَتَ الشيء وَهْتاً: داسه دوسا شديدا.

مقلوبه: - ت وه -

التَّوْهُ: لغة في التِّيْهِ وهو الهلاك، وقيل: الذهاب، وقد تاه يَتُوه ويَتِيه تَوْهاً: هلك، وإنما ذكرت هنا يتِيه وإن كانت يائية اللفظ لأن ياءها واو، بدليل قولهم: ما أتْوَهَهُ في ما أتْيَهَهُ، والقول فيه كالقول في طاح يطيح، وقد تقدم، وتَوَّه نفسه: أهلَكها، وما أتْوَهَه، فَتاهَ يَتِيه على هذا فعل يفعل عند سيبويه.

وفَلاةٌ تُوهٌ، والجمع أتْوَاهٌ وأتاوِيهُ.

الهاء والذال والواو

هَذَوْتُ في الكلام مثل هَذَيْتُ.

مقلوبه: - ه وذ -

الهَوْذَة: القطاة، وخص بعضهم بها الأنثى، والجمع هُوذٌ، على طرح الزوائد، قال الطرماح:

مِنَ الهُوذِ كَدْراءُ السَّراةِ ولَونُهـا

 

خَصِيفٌ كَلَوْنِ الحَيْقُطانِ المُسَيَّحِ

وقيل: هَوْذَةُ: ضرب من الطير غيرها.

وهَوْذَةُ: اسم رجل.

الهاء والثاء والواو

تركهم هَوْثاً بوثا: أوقع بهم.

مقلوبه: - ث وه -

الثَّاهَةُ: اللهاة، وقيل: اللِّثَة، وإنما قضينا على أن ألفها واو لما تقدم من أن العين واوا أكثر منها ياء.

مقلوبه: - وه ث -

وهَثَ الشيء وَهْثاً: وطئه وطئا شديدا.

والوَهْثُ: الانهماك في الشيء.

والوَاهِثُ: الملقي نفسه في هلكة.

الهاء والراء والواو

الهِراوَةُ: العصا، والجمع هَراوَي على القياس، وهُرِىٌّ وهِرِىٌّ على غير قياس، وكأن هُرِيًّا وهِرِيًّا إنما هو على طرح الزوائد، وهي الألف في هِراوَة حتى كأنه قال: هَرْوَةَ، ثم جمعه على فعول كقولهم: مأنة ومئون، وصخرة وصخور، قال كثير:

يُنَوَّخُ ثمَّ يُضرَبُ بالهَرَاوَى

 

فَلا عُرْفٌ لَديهِ ولا نَكيِرُ

وأنشد أبو علي الفارسي:

رَأيتُكِ لا تُغنِينَ عَـنِّـيَ نَـقـرَةً

 

إذا اختَلَفَتْ فِيَّ الهَراوَى الدَّمامِكْ

قال: ويروى: "الهِرِىُّ" بكسر الهاء.

وهَراه هَرْوًا وتَهرَّاهُ: ضربه بها، قال:

يَكْسَى ولاَ يَغْرَسُ مَمْلُوكُها

 

إذا تَهَرتْ عِندَها الهارِيَةْ

وهَرَا اللحم هَرْواً: أنضجه، حكاه ابن دريد عن أبي مالك وحده. قال: وخالفه سائر أهل اللغة فقال: هَرَأَ.

والهِرَاوَةُ: فرس الريان بن خويص.

مقلوبه: - ه ور -

هارَه بالأمر هَوْراً: أزنَّه.

وهارَه بكذا، أي ظنَّه به.

قال مالك بن نويرة:

رَأى أنَّنِي لا بالكَثِيِرِ أهُـورُه

 

ولا هُوَ عَنِّى بالمُوَاساةِ ظاهِرُ

وقال آخر:

قد عَلِمَتْ جِلَّتُها وخُورُها

أنِّي بشِرْبِ السَّوْءِ لا أَهُورهُا

وهارَ الشيء: حزره، وقيل للفزاري: ما القطع من الليل؟ فقال: حزمة تَهُورُها.

وهُرْتُهُ: حملته على الشيء وأردته به.

وضربه فهارَه وهَوَّرَه: إذا صرعه.

وهارَ البناء هَوْراً: هدمه.

وهارَ البناء والجرف هَوْراً فهو هائرٌ وهارٍ، على القلب، وتَهَوَّرَ وتَهَيَّر، الأخيرة على المعاقبة. وقد يكون تفعيل، كله: تهدم، وقيل انصدع من خلفه وهو ثابت بعد مكانه، فإذا سقط فقد انهار. وقول بشر بن أبي خازم:

بكُلِّ قَرَارَةٍ مِن حَيْثُ جالَتْ

 

رَكِيَّةُ سُنْبُكٍ فيها انْهِـيارُ

قال ابن الأعرابي: الانْهِيار: موضع لين ينْهارُ، سماه بالمصدر، وهكذا عبر عنه.

وكل ما سقط من أعلى جرف أو شفير ركية في أسفلها فقد تَهَوَّر.

وتَهَوَّر الشتاء والليل: ذهب، وقيل: تَهَوَّرَ الليل: ولَّى أكثره.

ورجل هارٌ وهارٍ، الأخيرة على القلب: ضعيف.

والهَوْرُ: بحيرة تغيض فيها مياه غياض وآجام، فتتسع ويكثر ماؤها، والجمع أهْوَارٌ.

والتَّيْهُورُ: ما انهارَ من الرمل، وقيل: التَّيْهورُ: ما اطمأن من الرمل.

وتِيهٌ تَيْهُورٌ: شديد، ياؤه على هذا معاقبة بعد القلب.

مقلوبه: - ر ه و-

رَها الشيء رَهْواً: سكن.

وعيش راهٍ: خصيب ساكن، وكل ساكن لا يتحرك: راهٍ، ورَهْوٌ.

وأرْهَى على نفسه: رفق بها وسكَّنها.

والرَّهْوُ أيضا: الكثير الحركة. ضد.

وقيل: الرَّهْوُ: الحركة نفسها.

والرَّهْوُ أيضا: السريع، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

فإنْ أهْلِكْ عُمَيْرُ فَرُبَّ زَحْفٍ

 

يُشَبَّهُ نَقْعُهُ رَهْواً ضَبـابـا

 وهذا قد يكون الساكن، ويكون السريع.

وجاءت الخيل رَهْواً، أي ساكنة، وقيل: متتابعة.

وغارة رَهْوٌ: متتابعة.

وامرأة رَهْوٌ، ورَهْوَى: لا تمتنع من الفجور وقيل: هي التي ليست بمحمودة عند الجماع، من غير أن يعين ذلك، وقيل: هي الواسعة. قال ابن الأعرابي وغيره: نزل المخبل السعدي، وهو في بعض أسفاره، على ابنة الزبرقان ابن بدر، وقد كان يهاجي أباها، فعرفته ولم يعرفها، فاتته بغسول فغسلت رأسه وأحسنت قراه، وزودته عند الرِّحلة، فقال لها: من أنت؟ فقالت وما تريد إلى اسمي؟ فقال: أريد أن أمدحك، فما رأيت امرأة من العرب أكرم منك، قالت: اسمي رَهْوٌ، قال: تالله ما رأيت امرأة شريفة سميت بهذا الاسم غيرك، قالت: أنت سميتني به، قال: وكيف ذلك؟ قالت: أنا خليدة بنت الزبرقان، وقد كان هجاها في شعره فسماها رَهْواً، وذلك قوله:

فأنْكَحْتُمُ رَهْواً كأنَّ عِجانَـهـا

 

مَشَقُّ إهابٍ أوْسَعَ السَّلْخَ ناجِلُهْ

فجعل على نفسه ألا يهجوها ولا يهجو أباها أبدا وأنشأ يقول:

لَقَدْ زَلَّ رَأْيِي في خُلَيْدَةَ زَلَّةً

 

سأُعْتِبُ قَوْمي بَعْدَها فأتُوبُ

وأشْهَدُ، والمُسْتَغْفَرُ اللهُ، أنَّنِي

 

كذَبْتُ عَلَيْها والهِجاءُ كَذُوبُ

وبئر رَهْوٌ: واسعة الفم.

والرَّهْوُ: مستنقع الماء، وقيل: هو مستنقع الماء من الجوب خاصة، وأما قوله عليه السلام: "لا يُمنَعُ نَقْعُ البِئرِ ولا رَهْوُ الماءِ" ويروى "لا يُباع" فإن الرَّهْوَ هنا المستنقع، وقد يجوز أن يكون الماء الواسع المتفجر.

والرَّهْوُ: حفير يجمع فيه الماء.

والرَّهاءُ: الواسع من الأرض المستوى قل ما يخلو من السراب.

ورَهاءُ كل شيء: مستواه.

وطريق رَهاءٌ: واسع.

والرَّهاءُ: شبيه بالدخان والغبرة قال:

وتَحْرَجُ الأبْصارُ في رَهائِهِ

أي تحار.

والأَرْهاءُ: الجوانب عن أبي حنيفة، قال: وقيل لابنه الخس: أي البلاد أمرأ؟ قالت: أرْهاءُ أجإ أنَّى شاءت.

وإنما قضينا أن همزة الرَّهاء والأرْهاء واو لا ياء لأن "ر ه و" أكثر من "ر ه ي" ولو لا ذلك لكانت الياء أمْلَكَ بها، لأنها لام.

ورَهَتْ ترْهُو رَهْواً: مشت مشيا خفيفا، قال:

يَمشِينَ رَهْواً فَلا الأعجازُ خاذِلَةٌ

 

ولا الصُّدورُ على الأعجازِ تَتَّكِلُ

والرَّهْوُ: سير خفيف: حكاه أبو عبيد في سير الإبل.

والرَّهْوُ: شدة السير، عن ابن الأعرابي، وقوله:

إذا ما دَعا داعِي الصَّباحِ أجـابَـهُ

 

بَنو الحَرْبِ مِنَّا والمَراهِي الضَّوابِعُ

فسره ابن الأعرابي فقال: المَراهِي: الخيل السراع، واحدها مُرْهٍ وقال ثعلب: لو كان مِرْهىً كان أجود، فهذا يدل على انه لم يعرف أرْهَى الفرس، وإنما مِرْهىً عنده على رَها، أو على النسب.

وشيء رَهْوٌ: رقيق، وقيل: متفرق، وفي التنزيل: -و اتْرُكِ البَحْرَ رَهْوا- يعني تفرق الماء منه، وقال الزجاج: رَهْواً هنا: يبسا، وكذلك جاء في التفسير، كما قال: -فاضرِبْ لهُمْ طَرِيقاً في البَحْرِ يَبَساً- قال المثقب:

كالأَجْدَلِ الطَّالِبِ رَهْوَ القَطا

 

مُستَنْشِطا في العُنُقِ الأصْيَدِ

الأجدل: الصقر.

وثوب رَهْوٌ: رقيق، عن ابن الأعرابي وأنشد لأبي العطاء:

ومَا ضَرَّ أثوابِي سَوادِي وتَحتَه

 

قَميصٌ مِنَ القُوهِىِّ رَهْوٌ بَنائِقُهْ

ويروى "مَهْوٌ" و"رَخْفٌ" وكل ذلك سواء.

وخِمار رَهْوٌ: رقيق، وهو الذي يلي الرأس، وهو أسرعه وسخا.

والرَّهْوُة: الارتفاع والانحدار، ضد، قال أبو العباس النميري:

دَلَّيْتُ رِجْلَيَّ في رَهْوَةٍ

فهذا انحدار.

وقال عمرو بن كلثوم:

نَصَبْنا مِثْلَ رَهْوَةَ ذاتَ حَدٍّ

 

مُحافَظَةٍ وكُنَّا السَّابِقِينـا

فهذا ارتفاع.

والرَّهْوُ والرَّهْوَة: شبه تل صغير يكون في متون الأرض وعلى رؤوس الجبال، وهي مواقع الصقور والعقبان، الأولى عن اللحياني، قال ذو الرمة:

نَظَرْتُ كما جَلَّى على رَأسِ رَهْوَةٍ

 

مِنَ الطَّيرِ أقنَى يَنْفُضُ الطَّلَّ أزرَقُ

والرَّهْوُ: طائر يقال له: الكركي،و قيل: هو من طير الماء، يشبهه وليس به.

وأرْهَى لك الشيء: أمكنك، عن ابن الأعرابي، وأرْهَيْتُه أنا لك، أي مكنتك به.

والرُّها: بلد بالجزيرة، ينسب إليه ورق المصاحف.

وبَنو رُهاءٍ: قبيلة من مذحج.

ورَهْوَى: موضع، وكذلك رَهْوَةُ، أنشد سيبويه لأبي ذؤيب:

فإنْ تُمْسِ في قَبْرٍ بِرَهْوَةَ ثاوِياً

 

أنِيسُكَ أصداءُ القُبورِ تَصـيحُ

وقال ثعلب: رَهْوَةُ: جبل، وأنشد:

يُوعِدُ خَيْراً وهْوَا بالرَّحْراحِ

أبعَدُ مِنْ رَهْوَةَ مِنْ نُباحِ

نُباح: جبل.

مقلوبه: - وه ر -

تَوَهَّرَ الليل والشتاء: كتهَوَّرَ.

وتَوَهَّرَ الرمل: كتَهَوَّرَ أيضا.

والوَهَرُ: توهج وقع الشمس على الأرض حتى ترى له اضطرابا كالبخار، يمانية.

ولهَبٌ واهِرٌ: ساطع.

ووَهْرَانُ: اسم رجل، وهو أبو بطن.

مقلوبه: - رو ه -

راهَ الشيء رَوْهاً: اضطرب، والاسم الرُّواهُ، يمانية.

مقلوبه: - ور ه -

الأوْرَه: الذي تعرف وتنكر، وفيه حمق، ولكلامه مخارج، وقيل: هو الذي لا يتمالك حمقا، وقد وَرِه وَرَهاً.

وكثيب أوْرَهُ: لا يتمالك.

والوَرَهُ: الخُرْقُ بالعمل.

وامرأة وَرْهاءُ اليدين:خرقاء، قال:

تَرَنُّمَ وَرْهاءِ اليَدَيْنِ تَحـامَـلَـتْ

 

عَلى البَعْلِ يَوْماً وهْيَ مَقَّاءُ ناشِزُ

المقاء: الكثيرة الماء.

وتَوَرَّه فلان في عمل هذا الشيء، إذا لم تكن له به حذاقة.

الهاء واللام والواو

الهَوْلُ: المخافة من الأمر لا يدري ما يهجم عليه منه، والجمع أهوالٌ وهُؤُولٌ.

والهِيَلَةُ: الهوْلُ.

وهالَنِي الأمر هَوْلاً: أفزعني، وقوله:

وَيْهاً فِدَاءً لكَ يا فَضالَهْ

أجِرَّهُ الرُّمْحَ ولا تُهالَهْ

فتح اللام لسكونها وسكون الألف قبلها، واختاروا الفتحة لأنها من جنس الألف التي قبلها فلما تحركت اللام لم يلتق ساكنان فتحذف الألف لالتقائهما. فأما قول الآخر:

اضْرِبَ عَنكَ الهُمْومُ طارِقَهـا

 

ضَرْبَكَ بالسَّوْطِ قَوْنَسَ الفَرَسِ

فإن ابن جني قال: هو مدفوع مصنوع عند عامة أصحابنا، ولا رواية تثبت به، وأيضا فإنه ضعيف ساقط في القياس، وذلك لأن التأكيد من مواضع الإطناب والإسهاب، ولا يليق به الحذف والاختصار، فإذا كان السماع والقياس يدفعان هذا التأويل وجب إلغاؤه وإلغاؤه والعدول إلى غيره مما كثر استعماله وصح قياسه.

وهَوْلٌ هائِلٌ، ومَهُولٌ، وكرهها بعضهم، وقد جاء في الشعر الفصيح، قال:

ومَهُولٍ مِنَ المَناهِلِ وَحْشٍ

 

ذي عَراقيبَ آجِنٍ مِدْفانِ

وقد هَوَّلَ عليه، والتَّهوِيلُ: ما هُوِّلَ به، قال:

على تَهاوِيلَ لَها تَهْوِيلُ

وهَوَّلَ الأمر: شنَّعَه.

والهُولَةُ من النساء: التي تَهولُ الناظر من حسنها، قال أمية الهذلي:

بَيضاءُ صافِيَةُ المَدامعِ هُولَةٌ

 

لِلنَّاظِرينَ كَدُرَّةِ الغَـوَّاصِ

ووجهه هُولَةٌ مِنَ الهُوَلِ: أي عجب.

وهَوَّلَ على الرجل: حمل.

وناقة هُولُ الجنان: حديدة.

وتَهَوَّل الناقة: تشبه لها بالسبع ليكون أرأم لها على الذي ترأم عليه.

والتَّهاوِيلُ: زينة التصاوير والنقوش والثياب والحلى، واحدها تَهْوِيلٌ، قال يصف نباتا:

وعازِبٍ قَدْ عَلا التَّهْوِيلُ جَنْبَـتَـهُ

 

لا تَنفَعُ النَّعْلُ في رَقْراقِهِ الحَافِي

وهَوَّلَت المرأة: تزينت بزينة اللباس والحلي، قال:

وهَوَّلَتْ مِنْ رَيْطِها تَهاوِلاَ

والتَّهْويلُ: شيء كان يفعل في الجاهلية، وكانوا إذا أرادوا أن يستحلفوا الرجل أوقدوا نارا والقوا فيها ملحا.

والمُهَوِّلُ: المحلف.

ورجل هَوَلْوَلٌ: خفيف، حكاه ابن الأعرابي، وأنشد:

هَوَلْوَلٌ إذا وَنى القَومُ نَزَلْ

والمعروف "حَوَلْوَلٌ".

والهالُ: فوه من أفواه الطيب.

والهالَةُ: دارة القمر.

وهالَةُ الشمس معروفة، أنشد ابن الأعرابي:

ومُنْتَخَـبٍ كَـأنَّ هـالَةَ أُمِّـهِ

 

سَباهِي الفُؤادِ ما يَعِيشُ بِمَعْقولِ

ويروى: "أُمُّهُ" يريد انه فرس كريم، كأنما نتجته الشمس، ومنتخب: حذر، كأنه من ذكاء قلبه وشهومته فزع، وسباهي الفؤاد: مدَلَّهُهُ غافِله إلا من المرح، وقد تقدم ذلك في الياء، وأبَنَّا تعليله في القبيلين.

وهالَةُ: اسم امرأة عبد المطلب.

وهالٌ: من زجر الخيل.

مقلوبه: - ل ه و-

اللَّهْوُ: ما لهَوْتَ به وشغلك من هوى وطرب ونحوهما، وقوله عز وجل: -و إِذا رَأَوْا تِجارَةً أو لَهْواً- قيل: اللَّهْوُ: الطبل، وقيل: اللَّهْوُ: كل ما يُلْهَى به.

لَها لَهْواً والْتَهى وألْهاه ذلك، قال ساعدة ابن جؤية:

فَأَلْهاهُمُ باثْنَينِ مِنهمْ كِلاهُما

 

بِهِ قارِتٌ مِنَ النَّجِيعِ دَميمُ

والمَلاهيِ: آلات اللَّهْوِ، وقد تَلاهَى بذلك.

والأُلْهُوَّةُ والأُلْهِيَّة والتَّلْهِيَة: ما تَلاهَى به.

ولَهَتِ المرأة إلى حديث الرجل تَلْهُو لُهُواًّ، ولَهْواً: أنست به وأعجبها، قال:

كَبِرْتُ وألاَّ يُحْسِنُ اللَّهْوَ أمثالِي

واللَّهْوُ واللَّهْوَةُ: المرأة المَلْهُوُّ بها، وفي التنزيل: -لَوْ أرَدْنا أنْ نَتَّخِذَ لَهْواً- أي امرأة، قال تعالى. وقال الشاعر:

ولَهْوَةُ الَّلاهِي ولَوْ تَنَطَّسا

ولَهَى به: أحبه، وهو من ذلك الأول، لأن حبك لشيء ضرب من اللَّهْو به، وقوله تعالى: -وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشترِي لَهْوَ الحَديثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ الله- جاء في التفسير أن لَهْوَ الحديث هنا: الغناء، لأنه يُلْهِى عن ذكر الله، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه حرم بيع المغنية وشراءها. وقيل: إن لَهْوَ الحديث هنا الشرك، والله أعلم.

ولَها عنه ومنه، ولَهِىَ لُهِياًّ ولِهْياناً، وتَلَهَّى كله: غفل عنه ونسيه، وفي التنزيل: -فَأنتَ عَنهُ تلَهَّى- ولَهِىَ عنه وبه: كرهه، وهو من ذلك، لأن نسيانك له، وغفلتك عنه ضرب من الكره.

واللُّهْوَةُ واللَّهْوَةُ: ما ألقيت في فم الرَّحى، وألْهَى الرَّحى وللرَّحا وفي الرَّحا: ألقى فيها اللَّهْوَةَ.

واللُّهْوَةُ واللُّهْيَةُ، الأخيرة على المعاقبة: العطية، وقيل: أفضل العطايا وأجزلها.

واشتراه بِلُهْوَةٍ من مال، أي حفنة.

واللُّهْوَة: الألف من الدنانير والدراهم ولا تقال لغيرها، عن أبي زيد.

وهم لُهاءُ مائة، أي قدرها، كقولك: زهاء مائة.

واللَّهاةُ من كل ذي حلق: اللحمة المشرفة على الحلق، وقيل: هي ما بين منقطع أصل اللسان إلى منقطع القلب من أعلى الفم، والجمع لَهَواتٌ، ولَهيَاتٌ، ولُهِىٌّ، ولِهِىٌّ، ولَهىً، ولِهاءٌ، فأما قوله:

يَنْشَبُ في المَسْعَلِ واللَّهاءِ

فقد روى بكسر اللام وفتحها، فمن فتحها ثم مد فعلى اعتقاد الضرورة، وقد رآه بعض النحويين، والمجتمع عليه عكسه، وزعم أبو عبيد انه جمع لَهىً على لِهاءٍ، وهذا قول لا يعرج عليه، ولكنه جمع لَهاةٍ، كما بينا، لأن فعلة تكسر على فعال، ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم، أضاة وإضاء، ومثله من السالم رحبة ورحاب ورقبة ورقاب، وإنما أومأنا إلى شرح هذه المسألة هاهنا لذهابها على كثير من النظار، وقد أنعمت استقصاءها في الكتاب المخصص.

واللَّهْوَاءُ، ممدود: موضع.

ولَهْوَةُ: اسم امرأة، قال:

أصُدُّ ومَا بي مِن صُدودٍ ولا غِنىً

 

ولا لاقَ قَلْبِي بعدَ لَـهْـوَةَ لائِقُ

مقلوبه: - وه ل -

وَهِلَ، وَهَلاً: ضعف وفزع.

ووَهَلَه: أفزعه.

والوَهِلُ والمُستَوْهَلُ: الفزع.

ووَهِلَ في الشيء، وعنه، وَهَلاً: غلط فيه ونسيه.

ووَهَل إلى الشيء يَوْهَلُ ويَهِلُ وَهْلاً: ذهب وهمه إليه.

وكلمت فلانا وما ذهب وَهْلِى إلا إلى فلان، أي وَهْمِى.

ولقيه أول وَهْلَةٍ، ووَهَلَةٍ، ووَاهِلَةِ، أي أول شيء.

مقلوبه: - ل وه -

لاهَ السراب لَوْهاً ولَوَهاناً وتَلَوَّه: اضطراب وبرق، والاسم اللُّؤُوهَةُ، وحكى عن بعضهم: لاهَ الله الخلق يَلُوههُمْ: خلقهم. وذلك غير معروف.

والَّلاهَةُ: الحيَّة، عن كراع.

واللَّاتُ: صنم، أصله لاهَةٌ، وهي الحية، كأن الصنم سمي بها، ثم حذف منه الهاء، كما قالوا: شاة وأصلها شاهة.

وإنما قضينا بأن ألف الَّلاهَةِ التي هي الحية واو لأن العين واوا أكثر منها ياء، كما تقدم.

مقلوبه: - ول ه -

الوَلَهُ: الحزن، وقيل: ذهاب العقل والحيرة من الحزن أو الخوف، ولِهَ يَلِه، مثل ورم يرم، ويَوْلَه على القياس، ووَلَه يَلِهُ، ورجل ولْهانُ ووالِهٌ وآلِهٌ، على البدل، وامرأة وَلْهَى، ووَالِهٌ، ووَالِهةٌ، ومِيلاهٌ: شديدة الحزن على ولدها، وقد وَلَّهَها الجزع وأوْلَهَهَا، قال:

حامِلَةٌ دَلْوِى لا مَحْمُولَهْ

مَلأَى مِنَ المَاءِ كعَينِ المُولَهْ

وكل أنثى فارقت ولدها: والِهٌ، وقول مليح:

فَهُنَّ هَيَّجْنَنا لَمَّا بَدَوْنَ لَـنـا

 

مِثلَ الغَمامِ جَلَتْهُ الأُلَّهُ الهُوجُ

عنى الرياح، لأنه يسمع له حنين كحنين الرياح، وأراد الوُلَّه فأبدل من الواو همزة للضمة.

قال ابن دريد: وزعم قوم من أهل اللغة أن العنكبوت يسمى الموله، قال: وليس بثبت.

والمِيلَهُ: الفلاة التي تُوَلِّهُ الناس، قال رؤبة:

بهِ تَمَطَّتْ غَوْلَ كُلَّ ميلَهِ

بِنا حَراجِيجُ المَهارِي النُّفَّهِ

والوَلِيهَةُ: اسم موضع.

والْوَلهَانُ: اسم شيطان يغري الإنسان بكثرة الماء عند الوضوء.

الهاء والنون والواو

مَضى هِنْوٌ من الليل، أي وقت.

والهِنْوُ: أبو قبيلة أو قبائل، وهو ابن الأزد.

وهَنُ المرأة: فرجها، والتثنية هَنانِ على القياس، وحكى سيبويه هَنانانِ، ذكره مستشهدا على أن "كلا" ليس من لفظ كل، وشرح ذلك أن هنانان ليس بتثنية هن، وهو في معناه.

وقولهم: يا هَنُ أقبل: يا رجل أقبل، ويقال للمرأة: يا هَنَةُ أقبلي، فإذا وقفت قلت: يا هَنَهْ، وأنشد:

أُريدُ هَناتٍ منْ هَنِينَ وتَلتَوِي

 

عَليَّ وآبَي مِنْ هَنِين هَناتِ

وقالوا: هَنْتٌ، فجعلوه بمنزلة بنت وأخت وتصغيرها هُنَيَّةٌ وهُنَيْهَةٌ، فَهُنَيَّة على القياس، وهُنَيْهَة على إبدال الهاء من الياء في هُنَيْةَّ، والياء في هُنَيَّة بدل من الواو في هُنَيْوة، والجمع هَناتٌ على اللفظ، وهَنَواتٌ على الأصل، قال ابن جني: أما هَنْتٌ فيدل على أن التاء فيها بدل من الواو قولهم: هَنَواتٌ قال:

أرَى ابْنَ نِزارٍ قَدْ جَفانِي ومَلَّنِي

 

عَلى هَنَواتٍ شَأنُها مُتَتـابـعُ

وقول امرئ القيس:

وقَدْ رابَنِي قَوْلُها يا هَنـا

 

هُ ويحَك ألحَقْتَ شَرًّا بِشَرّ

فإن بعض النحويين قال: أصله هَناوٌ، فابدل الهاء من الواو في هَنَواتٍ وهَنُوك، لأن الهاء إذا قلَّت في باب شددت وقصصت فهي في باب سلس وقلق أجدر بالقلة، فانضاف هذا إلى قولهم في معناه: هَنُوكَ وهَنَواتٌ، فقضينا بأنها بدل من الواو، ولو قال قائل: إن الهاء في هناه إنما هي بدل من الألف المنقلبة من الواو الواقعة بعد ألف هناه، إذ أصله هناو، ثم صار هناء، كما أن أصل عطاء عطاو، ثم صار بعد القلب عطاء فلما صار هناء، والتقت ألفان كره اجتماع الساكنين، فقلبت الألف الأخيرة هاء، فقالوا: هناه، كما أبدل الجميع من ألف عطاء الثانية همزة، لئلا تجتمع همزتان لكان قولا قويا، ولكان أيضا أشبه من أن يكون قلبت الواو في أول أحوالها هاء من وجهين: أحدهما أن من شريطة قلب الواو ألفا أن تقع طرفا بعد ألف زائدة، وقد وقعت هنا كذلك، والآخر أن الهاء إلى الألف أقرب منها إلى الواو، بل هما في الطرفين، ألا ترى أن أبا الحسن ذهب إلى أن الهاء مع الألف من موضع واحد لقرب ما بينهما، فقلب الألف هاء أقرب من قلب الواو هاء، قال أبو علي: ذهب أحد علمائنا إلى أن الهاء من هناه، إنما ألحقت لخفاء الألف، كما تلحق بعد ألف الندبة في نحو وا زيداه، ثم شبهت بالتاء الأصلية، فحركت، فقالوا: يا هناه.

وقال بعض النحويين: هنان وهنون: أسماء لا تنكر أبدا، لأنها كنايات، وجارية مجرى المضمرة، فإنما هي أسماء مصوغة للتثنية، والجمع بمنزلة اللذين والذين، وليس كذلك سائر الأسماء المثناة نحو زيد وعمرو، ألا ترى أن تعريف زيد وعمرو إنما هما بالوضع والعلمية، فإذا ثنيتهما تنكرا فقلت: رأيت زيدين كريمين، وعندي عمران عاقلان، فإن آثرت التعريف بالإضافة أو باللام قلت: الزيدان والعمران، وزيداك وعمراك، فقد تعرفا بعد التثنية من غير وجه تعرفهما قبلها.

والهَناةُ: الداهية، والجمع كالجمع، قال:  

أرَى ابنَ نِزارٍ قَدْ جَفانِي ورَابَنِي

 

عَلى هَنَواتٍ كُلُّها مُتَـتـابِـعُ

وقد تقدم جل ذلك في الياء، لأن الكلمة يائية وواوية.

مقلوبه: - ه ون -

الهُونُ: الخزي، وفي التنزيل: -فأخَذتْهُمْ صَاعِقَةُ العَذابِ الهُونِ- أي ذي الخزي.

والهُون والهَوَانُ: نقيض العز، هانَ يَهُونُ هَوَاناً، وهو هَيِّنٌ وأهْوَنُ، وفي التنزيل: -و هوَ أهْوَنُ عَلَيْهِ-. أي كل ذلك هَيِّنٌ على الله، وليست للمفاضلة، لأنه ليس شيء أيسر عليه من غيره، وقيل: الهاء هنا راجعة إلى الإنسان، ومعناه أن البعث أهون على الإنسان عن إنشائه، لأنه يقاسي في النشء ما لا يقاسيه في الإعادة والبعث، ومثل ذلك قول الشاعر:

لَعَمْرُك ما أدْرِي وإني لأَوْجَلُ

 

عَلى أيِّنا تَعدُو المـنـيَّةُ أوَّلُ

وأهانَه وهَوَّنَه واستَهانَ به وتَهاوَن، وقول الكميت:

شُمٌّ مَهاوِينُ أبْدَانِ الجَزُورِ مَخَـا

 

مِيصُ العَشِيَّاتِ لا خُورٌ ولا قُزُمُ

يجوز أن يكون "مَهاوِينُ" جمع مَهْوَنٍ، ومذهب سيبويه أنه جمع مِهْوانٍ.

ورجل هَيِّنٌ وهَيْنٌ، والجمع أهْوِناءُ.

وشيء هوْنٌ: حقير.

والهَوْنُ والهُوَيْناء: التؤدة والرفق والسكينة رجل هَيِّنٌ، وهَيْنٌ، والجمع هَيْنُونَ، وتسليمه يشهد انه فيعل، وفرق بعضهم بين الهَيِّن والهَيْنِ، فقال: الهَيِّنُ من الهَوَان، والهَيْنُ من اللين.

وامرأة هَوْنَة وهُونَةٌ، الأخيرة عن أبي عبيدة: متئدة، أنشد ثعلب:

تَنُوءُ بِمَتْنَيْها الـرَّوابـي وهَـوْنَةٌ

 

عَلى الأرْضِ جَمَّاءُ العِظامِ لَعُوبُ

وتكلم على هَيْنَته، أي رسله.

وأهْوَنُ: اسم يوم الاثنين في الجاهلية، قال:

أُؤَمِّلُ أنْ أعِيشَ وأَنَّ يَوْمي

 

بأوَّلَ أوْ بأَهْوَنَ أو جُبَـارِ

والأهْوَنُ: اسم رجل.

وما أَدْرِي أيُّ الهُونِ هو، أي الخلق، والزاي أعلى.

والهُونُ: أبو قبيلة، وهو الهُونُ بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر أخو القارة.

والهاوَنُ، والهاوُن، والهَاوُون، فارسي معرب: هذا الذي يدق فيه.

مقلوبه: - وه ن -

الوَهْنُ: الضعف في العمل والأمر ونحوه. وفي التنزيل: -حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ- جاء في تفسيره: ضعفا على ضعف، أي لزمها لحملها إياه أن تضعف مرة بعد مرة.

والوَهَنُ لغة فيه، وَهَنَ ووَهِنَ يَهِنُ، فيهما، ووَهَنَه هُو، وأوْهَنَه، قال جرير:

وَهَنَ الفَرَزْدَقُ يَوْمَ جَرَّدَ سَيْفَهُ

 

قَينٌ بهِ حُـمَـمٌ وآمٍ أَرْبَـعُ

وقال:

فَلَئِنْ عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَـلَـلاً

 

ولَئِنْ سَطَوْتُ لأُوهِنَنْ عَظْمِى

ورجل واهِنٌ: ضعيف لا بطش عنده، والأنثى واهِنَةٌ، وهُنَّ وُهُنٌ، قال قعنب ابن أم صاحب:

اللاَّئِماتُ الفَتى في عُمْرِهِ سَفَهاً

 

وهُنَّ بَعْدُ ضَعِيفاتُ القُوَى وُهُنُ

وقد يجوز أن يكون وُهُنٌ جمع وَهُونٍ، لأن تكسير فعول على فعل أشيع وأوسع من تكسير فاعلة عليه، وإنما فاعلة وفعل نادر.

ورجل مَوْهُونٌ في جسمه.

وامرأة وَهْنانَةٌ: فيها فتور عند القيام.

والوَاهِنَة: ريح تأخذ في المنكبين، وقيل: في الاخدعين عند الكبر.

والوَاهِنُ: عرق مستبطن حبل العاتق إلى الكتف، وربما عرته الواهنة، فيقال: هِني يا وَاهِنَةُ، أي اسكني.

والوَاهِنَتانِ: أطراف العلباءين في فأس القفا من جانبيه، وقيل: هما ضلعان في أصل العنق، من كل جانب واهنة. وهما أول جوانح الزور. وقيل: الواهنة: القصيرى، وقيل: هي فقرة في القفا.

والوَاهِنَتان من الفرس: أول جوانح الصدر.

والوَاهِنَةُ: العضد.

والوَهْنُ والمَوْهِنُ: نحو من نصف الليل،و قيل: هو بعد ساعة منه. وأوَْنَ الرجل: صار في ذلك الوقت.

والْوَهِينُ، بلغة من يلي مصر من العرب: الرجل يكون مع الأجير في العمل لحثه عليه.

مقلوبه: - ن وه -

ناهَ الشيء يَنُوهُ: علا عن ابن جني.

ونُهْتُ بالشيء، ونَوَّهْتُ به، ونَوَّهْتُه: رفعت ذكره، الأخيرة عن ابن جني.

وناهَتِ الهَامَةُ نَوْهاً: رفعت رأسها ثم صرخت، وهام نُوَّهٌ، قال رؤبة:

عَلى إكامِ النَّائِحاتِ النُّوَّهِ

 والنَّوّاهَةُ: النواحة، إما أن يكون من الإشادة، وإما أن يكون من قولهم: ناهَت الهامة.

ونَوَّه به: دعاه، وقوله، أنشده ابن الأعرابي:

إذَا دَعاها الرُّبَعُ المَلْهُوفُ

نَوَّهَ مِنها الزَّاجِلاتُ الجُوفُ

فسره فقال: نَوَّه منها، أي أجبنه بالحنين.

والنَّوْهَة: الأكلة في اليوم والليلة، وهي كالوجبة.

وناهَتْ نفسي عن الشيء تَنُوه وتَناهُ نَوْهاً: انتهت، وقيل: نهت عن الشيء: أبيته وتركته. ومن كلامهم: إذا أكلنا التمر، وشربنا الماء ناهَتْ أنفسنا عن اللحم، أي أبته فتركته، رواه ابن الأعرابي، وقوله:

يَنْهُون عنْ أكْلٍ وعنْ شُرْبِ

إنما أراد "يَنُوهُونَ" فقلب.

مقلوبه: - ن ه و-

نَهَوْتُه عن الأمر، بمعنى نَهَيْتُه.

ونفس نَهاةٌ: مُنْتَهِيَةٌ عن الشيء، وقد تقدم ذلك في الياء.

الهاء والفاء والواو

هَفا في المشي هَفْواً وهَفَوَانًا: أسرع.

وهَفا الظبي على وجه الأرض هَفْواً: خف واشتد عدوه.

وهَوَافِي الإبل: ضوالها، كهوامها. وروى أن الجارود سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن هَوَافِي الإبل. وقال قوم هوامي الإبل.

والهَفْوَةُ: السقطة والزلة، وقد هَفا هَفْواً.

وهَفَتِ الصوفة في الهواء هَفْواً وهُفُواًّ: ذهبت، وكذلك الثوب، ورفارف الفسطاط.

وهَفَتْ به الريح: حركته وذهبت به.

وهَفا الفؤاد: ذهب في إثر الشيء وطرب.

والهَفَا ومقصور: مطر يمطر ثم يكف.

وهَفَتْ هافِيَةٌ من الناس: طرأت. وقيل: طرأت عن جدب. والمعروف هَفَّت هافَّة.

ورجل هَفاةٌ: أحمق.

مقلوبه: - ه وف -

رجل هُوفٌ: خاو لا خير عنده.

والهُوفُ من الرياح كالهَيْفِ، وهي الباردة الهبوب، ومنه قول أم تأبط شرا: "ليس بِعُلْفُوف، تَلُفُّه هُوف" وقيل: لم يسمع هذا إلا في كلام أم تأبط شرا، وإنما قالته لأن فِقَرَ كلامها موضوعة على هذا، ألا ترى أن قبل هذا ما قدمناه من قولها: ليس بعُلْفُوف، وبعده: حُشِىَ مِن صُوف، فإذا كان ذلك فهو من الياء، وقد تقدم.

مقلوبه: - ف ه و-

فَهَا فؤاده، كهَفا، ولم يسمع له بمصدر، فأراه مقلوبا.

مقلوبه: - وه ف -

وهَفَ النبت وَهْفاً ووَهِيفاً: اخضرَّ واهتزَّ.

وأوْهَفَ لك الشيء: أشرف وارتفع، تقول العرب: خذ ما أوْهفَ لك.

والواهِفُ: سادن البيعة، وسنتَّه الوِهافَةُ، وفي الحديث: "فلا يُزالنَّ واهِفٌ عن وِهافَتِهِ".

مقلوبه: - ف وه -

الفاه والفُوهُ، والفِيهُ، والفم سواء، والجمع أفْواهٌ، وقوله عز وجل: -ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأفْواهِهِمْ- وكل قول إنما هو بالفم، إنما المعنى: ليس فيه بيان ولا برهان إنما هو قول بالفم ولا معنى صحيحا تحته، لأنهم معترفون بأن الله لم يتخذ صاحبة، فكيف يزعمون أن له ولدا؟ أما كونه جمع فُوهٍ فبيِّن، وأما كونه جمع فيه فمن باب ريح وأرواح، إذ لم نسمع أفْياهاً، وأما كونه جمع فاهٍ فإن الاشتقاق يؤذن أن فاهاً من الواو لقولهم: مُفَوَّهٌ، وأما كونه جمع فم فلأن أصل فَمٍ فُوهٌ فحذفت الهاء، كما حذفت من سنة فيمن قال: عاملت مسانهة، وكما حذفت من شاة ومن شفة ومن عضة ومن است، وبقيت الواو طرفا متحركة، فوجب إبدالها ألفا لانفتاح ما قبلها، فبقى فاً ولا يكون الاسم على حرفين أحدهما التنوين، فأبدل مكانها حرف جلد مشاكل وهو الميم، لأنهما شفهيَّتان، وفي الميم هوى في الفم يضارع امتداد الواو، وأما ما حكى من قولهم أفْمامٌ فليس بجمع فَمٍ، وإنما هو من باب ملامح ومحاسن، ويدل على أن فَماً مفتوح الفاء وجودك إياها مفتوحة في هذا اللفظ، وأما ما حكى فيها أبو زيد وغيره من كسر الفاء وضمها فضرب من التغيير لحق الكلمة لإعلالها بحذف لامها وإبدال عينها، وأما قول الراجز:

يا لَيْتَها قَدْ خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ

حتى يَعودَ المُلْكُ في أُسْطُمِّهِ

يروى بضم الفاء من فمه وفتحها، فالقول في تشديد الميم عندي انه ليس بلغة في هذه الكلمة ألا ترى انك لا تجد لهذه المشددة الميم تصرفا إنما التصرف كله على "ف وه"، من ذلك قول الله عز وجل: -يَقُولُونَ بِأفْواهِهِمْ ما لَيْسَ في قُلوبِهِمْ- وقال الشاعر:

فَلا لَغْوٌ ولا تَأْثِيمَ فيهـا

 

ومَا فَاهُوا به أَبَداً مُقِيمُ

 وقالوا: رجل مُفَوَّهٌ، إذا أجاد القول، ومنه الأفْوَهُ: للواسع الفم، ولم نسمعهم قالوا: أفمامٌ، ولا تَفَمَّمْتُ، ولا رجل أفَمُّ، ولا شيئا من هذا النحو لم نذكره، فدل اجتماعهم على تصرف الكلمة بالفاء والواو والهاء على أن التشديد في فم لا أصل له في نفس المثال، إنما هو عارض لحق الكلمة، فإن قال قائل: فإذا ثبت بما ذكرته أن التشديد في فم عارض ليس من نفس الكلمة، فمن أين أتى هذا التشديد؟ وكيف وجه دخوله إياها؟ فالجواب أن أصل ذلك انهم ثقَّلوا الميم في الوقف فقالوا فَمّْ، كما يقولون: هذا خالد وهو يجعل، ثم إنهم أجروا الوصل مجرى الوقف، فقالوا: هذا فَمٌّ، ورأيت فمًّا، كما أجروا الوصل مجرى الوقف فيما حكاه سيبويه عنهم من قولهم:

ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُقَ الأضْخَمَّا

وقولهم:

بِبازِلٍ وَجْناءَ أوْ عَيْهَلِّ

كأنَّ مَهْواها عَلى الكَلْكَلِّ

مَوقِعُ كَفَّيْ رَاهِبٍ يُصَلِّيِ

يريد "العَيْهَلَ" و"الكَلْكَلَ" قال ابن جني: فهذا حكم تشديد الميم عندي، وهو أقوى من أن تجعل الكلمة من ذوات التضعيف بمنزلة هَمٍّ وحَمٍّ، قال: فإن قلت: فإذا كان أصل فم عندك فوه، فما تقول في قول الفرزدق:

هُما نَفَثا في فِيِّ مِنْ فمَوَيْهِما

 

على النَّابِحِ العاوِي أشَدَّ رِجامِ

وإذا كانت الميم بدلا من الواو التي هي عين فكيف جاز له الجمع بينهما؟ فالجواب أن أبا علي حكى لنا عن أبي بكر وأبي إسحاق انهما ذهبا إلى أن الشاعر جمع بين العوض والمعوض منه، لأن الكلمة مجهورة منقوصة، وأجاز أبو علي منه وجها آخر وهو: أن يكون الواو في فَمَويْهِما لاما في موضع الهاء من أفواه، وتكون الكلمة تعتقب عليها لامان هاء مرة وواو أخرى، فجرى هذا مجرى سنة وعضة، ألا ترى أنهما في قول سيبويه: سنوات وأسنتوا ومساناة وعضوات واوان وتجدهما في قول من قال: ليست بسنهاء، وبعير عاضه هاءين، وإذا ثبت بما قدمناه أن عين فم في الأصل واو فينبغي أن تقضي بسكونها، لأن السكون هو الأصل حتى تقوم الدلالة على الحركة الزائدة. فإن قلت: فهلا قضيت بحركة العين لجمعك إياه على أفواه؟ ألا ترى أن أفعالا إنما هو في الأمر العام جمع فعل نحو بطل وأبطال، وقدم وأقدام، ورسن وأرسان. فالجواب أن فعلا مما عينه واو بابه أيضا أفعال، وذلك سوط وأسواط، وحوض وأحواض، وطوق وأطواق، ففوهٌ لأن عينه واو أشبه بهذا منه بقدم ورسن وأما قوله، أنشده الفراء:

يا حَبَّذا عَيْنا سُلَيْمَى والفَما

قال الفراء: أراد "الفَمانِ" يعني الفم والأنف: فثناهما بلفظ الفم للمجاورة، وأجاز أيضا أن تنصبه على أنه مفعول معه، كأنه قال "مع الفَمِ" قال ابن جني: وقد يجوز أن ينصب بفعل مضمر، كأنه قال: "و أحب الفم" ويجوز أن يكون في موضع رفع إلا أنه اسم مقصور بمنزلة عصى.

وقالوا: فُوكَ وفُو زيد، في حد الإضافة وذلك في حد الرفع. وفا زيد، وفي زيد، في حد النصب والجر، لأن التنوين قد أمن هاهنا بلزوم الإضافة، وصارت كأنها من تمامه، وأما قول العجاج:

خالَطَ مِن سَلْمَى خَياشِيمَ وفا

فإنه جاء به على لغة من لم ينون، فقد أُمِنَ حذف الألف لالتقاء الساكنين، كما أُمِن ذلك في شاة وذا مال.

قال سيبويه: وقالوا: كَلَّمْتُه فاهُ إلى فِيَّ، وهي من الأسماء الموضوعة موضع المصادر، ولا ينفرد مما بعده لو قلت: كلَّمته فاهُ لم يجز لأنك تخبر بقربك منه، وأنك كلمته ولا أحد بينك وبينه، قال: وإن شئت رفعت، أي وهذه حاله.

قال: وفي الدعاء "فاهَا لِفيكَ" يريد "فا" الداهية وهي من الأسماء التي أُجريت مجرى المصدر المدعو بها على إضمار الفعل غير المستعمل إظهاره، قال: ويدلك على انه يريد الداهية قوله:

وداهِيَةٍ مِنْ دَواهيِ المَنُو

 

نِ يَرْهَبُها النَّاسُ لا فَا لهَا

فجعل للداهية فَماً وكأنه بدل من قولهم: دهاك الله، وحكى ابن الأعرابي في تثنية الفَمِ فمَانِ وفَميَانِ وفَموَانِ، فأما فَمانِ فعلى اللفظ وأما فَميَانِ وفَمَوانِ فنادر، وأما سيبويه فقال في قول الفرزدق:

هُما نَفَثا في فِيِّ من فَمَويْهِما

 

على النَّابِحِ العاوِي أشَدَّ رِجامِ

إنه على الضرورة.

والفَوَهُ: سعة الفم وعظمه.

والفَوَهُ أيضا: خروج الأسنان من الشفتين وطولهما.

فَوِهَ فَوَها، فهو أفْوَهُ، والأنثى فَوْهاءُ.

وكذلك هو في الخيل، ومحالة فَوْهاءُ: طالت أسنانها.

وبئر فَوْهاءُ: واسعة الفم.

وطعنة فَوْهاءُ: واسعة.

وفاهَ بالكلام يَفُوهُ: نطق.

وقد تقدمت هذه الكلمة في الياء، لأنها يائية وواوية.

ورجل مُفَوَّهٌ: قادر على المنطق، وكذلك فَيِّهٌ، والفَيِّهُ أيضا: الشديد الأكل من الناس وغيرهم، والأنثى فَيِّهَةٌ.

واسْتَفاهَ الرجل اسْتِفاهَةً واسْتِفاهًا: الأخيرة عن اللحياني: اشتد أكله بعد قلة، وقيل: استَفاهَ في الطعام: أكثر منه، عن ابن الأعرابي، ولم يخص هل ذلك بعد قلة أم لا، وقد تكون الاسْتِفاهَةُ في الشراب.

والمُفَوَّه: النهم الذي لا يشبع.

وأفْواهُ الطيب: نوافحه، واحدها فُوهٌ، وقال أبو حنيفة: الأفْواهُ: ألوان النور وضروبه قال ذو الرمة:

تَرَدَّيْتُ مِنْ أفْواهِ نَوْرٍ كأَنَّـهـا

 

زَرابِيُّ وارْتَجَّتْ علَيكَ الرَّواعِدُ

وقال مرة: الأفْواهُ: ما أُعدَّ للطيب من الرياحين، قال: وقد تكون الأفواهُ من البقول، قال جميل:

بِها قُضُبُ الرَّيحانِ تَنْدَى وحَنْوَةٌ

 

ومِنْ كُلِّ أفْواهِ البُقُولِ بِها بَقْلُ

والأفْواهُ: الأصناف والأنواع.

وفُوَّهَةُ السكة والطريق والوادي والنهر: فَمُه، والجمع فُوَّهاتٌ وفَوائِهُ.

وفُوهَةُ الطريق كَفُوَّهَتِه، عن ابن الأعرابي.

والفُوَّهَةُ: عروق يصبغ بها.

والفُوهَةُ: اللبن ما دام فيه طعم الحلاوة، وقد تقال بالقاف، وهو الصحيح.

والأفَوَهُ الأوْدِيُّ: من شعرائهم.

مقلوبه: - وف ه -

الوَافِه: القيم على بيت النصارى، كالواهف، ورتبته الوَفْهِيَّةُ، كل ذلك بلغة أهل الجزيرة.

الهاء والباء والواو

الهَبْوَةُ: الغبرة.

والهَباءُ: الغبار، وقيل: هو غبار شبه الدخان، والجمع أهْباءٌ على غير قياس، وأهباءُ الزوبعة: شبه الغبار يرتفع في الجو.

وهَبا يَهْبُو هُبُوًّا: سطع.

والهَباءُ: دقاق التراب ساطعه ومنثوره على وجه الأرض.

وأهْبَى الفرس: آثار الهَباءَ، عن ابن الجني.

وهَبا الرماد يَهْبُو: اختلط بالتراب وهمد.

والهَباءُ: ما تراه في ضوء الشمس في البيت في الحر شبيها بالغبار، وقوله عز وجل: -فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثوراً- تأويله أن الله تعالى أحبط أعمالهم حتى صارت بمنزلة الهَباءِ المنثور، وقوله:

يَكونُ بِها دَليلُ القَوْمِ نَجْمـاً

 

كَعَينِ الكَلْبِ في هُبَّى قِباعِ

قال ابن قيبة في تفسيره: شبه النجم بعين الكلب لكثرة نعاس الكلب، لأنه يفتح عينيه تارة ثم يغضي، فكذلك النجم يظهر ساعة ثم يخفي بالهَباءِ، وهُبًّى: نجوم قد استترت بالهباء، واحدها هابٍ، وقباع: قابعة في الهَباءِ أي داخلة فيه.

والهَباءُ من الناس: الذين لا عقول لهم.

والهَبْوُ: الظليم.

مقلوبه: - ه وب -

والهَوْبُ: الرجل الكثير الكلام، وجمعه أهْوابٌ.

والهَوْبُ: اسم النار.

والهَوْبُ: اشتعال النار ووهجها، يمانية.

وهَوْبُ الشمس: وهجها بلغتهم.

وتَرَكْتُهِ بهَوْبٍ دابر، وهُوبٍ دابر، أي بحيث لا يدري أين هو.

مقلوبه: - ب ه و-

البَهْوُ: البيت المقدم أمام البيوت.

والبَهْوُ: كناس واسع يتخذه الثور، والجمع: أبهاءٌ، وبُهِىٌّ، وبُهُوٌّ.

وبَهَّى البَهْوَ: عَمِلَه، قال:

أجْوَفُ بَهَّى بَهْوَهُ فَأوْسَعا

والبَهْوُ من كل حامل: مقبل الولد بين الوركين.

والبَهْوُ: الواسع من الأرض الذي ليس فيه جبال بين نشزين.

وبَهْوُ الصدر: جوفه من الإنسان ومن كل دابة، قال:

إذا الكاتِماتُ الرَّبْوَ أَضْحَتْ كَوابِياً

 

تَنَفَّسَ في بَهْوٍ مِنَ الصَّدْرِ واسِعِ

يريد الخيل التي لا تكاد تربو، يقول: فقد ربت من شدة السير ولم يكب هذا ولا ربا، ولكن اتسع جوفه فاحتمل. وقيل: بَهْوُ الصدر: فرجة ما بين الثديين والنحر، والجمع: أبهاءٌ، وأَبْه، وبُهِىٌّ، وبِهِىٌّ.

وبَهِىَ البيت بَهاءً: انخرق، وأبهاه: خرقه، ومنه قولهم: إن المعزى تُبْهِى ولا تبنى، وهو تفعل من البَهْوُ، وذلك إنها تصعد فوق البيوت من الصوف فتخرقها فتتسع الفواصل ويتباعد ما بينها حتى يكون في سعة البَهْوِ، ولا ثلة لها تغزل وتتخذ منها أبنية، إنما الأبنية من الوبر والصوف.

والباهِي من البيوت: الخالي المعطل، وقد أبْهاهُ، قال بعضهم: "لما فتحت مكة قال رجل: أبْهُوا الخيل": أي عطلوها فلا يغز عليها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الخيل في نواصيها الخير" أي لا تعطل، وإنما قال: "أبْهُوا الخيل" رجل من أصحابه.

وأبْهَى الإناءَ: فرغه.

والبَهاءُ: المنظر الحسن الرائع المالئ للعين، وقد بَهَى يَبْهَى ويَبْهُو بهاءً، وبهاةً، فهو باهٍ، وبَهُوَ بهاء فهو بَهِيٌّ، والأنثى بَهِيَّةٌ من نسوة بَهِيَّاتٍ وبَهَايا، وبَهِىَ بَهاءً، كبَهُو وهو به، كعم، ومرأة بَهِيَةٌ كعمية، وقالوا: امرأة بُهْيا فجاءوا على غير بناء المذكر، ولا يجوز أن يكون تأنيث قولنا: هذا الأبْهَى، لأنه لو كان كذلك لقيل، في الأنثى: البُهْيا، فلزمتها الألف واللام، لأن اللام عقيب من في قولك: أفْعَل من كذا، غير انه قد جاء هذا نادر، وله أخوات حكاها ابن الأعرابي عن حنيف الحناتم، قال، وكان من آبل الناس، أي أعلمهم برعية الإبل وبأحوالها: "الرمكاء بُهْيا، والحمراء صبرا، والخوارة غزا، والصهباء سرعا، وفي الإبل أخرى إن كانت عند غيري لم أشترها، وإن كانت عندي لم أبعها حمراء بنت دهماء، وقل ما تجدها" أي لا أبيعها من نفاستها عندي، وإن كانت عند غيري لم أشترها، لأنه لا يبيعها إلا بغلاء، فقال: بُهْيا وصبرا وغرزا وسرعا، بغير ألف ولام، وهذا نادر. وقال أبو الحسن الأخفش في كتاب المسائل: إن حذف الألف واللام من كل ذلك جائز في الشعر، وليست الياء في بُهْيا وَضعاً، إنما هي الياء التي في الأبْهَى، وتلك الياء واو في وضعها، وإنما غلبتها إلى الياء لمجاوزتها للثلاثة، ألا ترى انك إذا ثنيت الأبهى قلت: الأبْهَيانِ، فلو لا المجاوزة لصحت الواو ولم تنقلب إلى الياء، على ما قد أحكمته صناعة الإعراب.

وباهانِي فَبَهَوْتُه، أي صرت أبْهَى منه، عن اللحياني، وقد تقدم ذلك في الياء.

وبُهَيَّةُ: امرأةٌ، الأخلق أن تكون تصغير بَهِيَّة: كما قالوا في المرأة: حسينة، فسموها بتصغير الحسنة، أنشد ابن الأعرابي:

قالَتْ بُهَيَّةُ لا تُجاوِرْ أهـلَـنـا

 

أهلَ الشَّوِىِّ وغابَ أهلُ الجامِلِ

أبُهَىَّ إنَّ العَنْزَ تَمنَـعُ رَبَّـهـا

 

مِنْ أنْ يُبَيِّتَ جارَهُ بالحَـابِـلِ

الحابل: أرض، عن ثعلب.

مقلوبه: - وه ب -

وَهَبَ لك الشيء يَهَبُه وَهْباً ووَهَباً بالتحريك وهِبَةً والاسم المَوْهِبُ والمَوْهِبَةُ بكسر الهاء فيهما، ولا يقال: وهَبَكَهُ، هذا قول سيبويه، وحكى السيرافي عن أبي عمرو انه سمع أعرابيا يقول لآخر: انطلق معي أهَبْكَ نبلا.

ورجل واهِبٌ، ووَهَّابٌ، ووَهُوبٌ.

والمَوْهُوبُ: الولد، صفة غالبة.

وتَواهَبَ الناس: وهَبَ بعضهم لبعض.

واتَّهَبَ: قبل الهِبَةَ، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: "لقد هممت ألا أتَّهِبَ إلا من قُرَشِيٍّ أو أنصارِيٍّ أو ثقفي".

ووَاهَبَه فَوَهَبَه يَهَبُه ويَهِبُه: كان أكثر منه هِبَةً.

والمَوْهِبَةُ: العطية.

والمَوْهَبَةُ: والمَوْهِبَةُ أيضا: غدير ماء صغير، قال:

وَلَفُوكِ أطيَبُ، إنْ بَذَلْتِ لَنا

 

مِنْ ماءِ مَوْهِبَةٍ عَلى خَمْرِ

أي موضوع على خمر ممزوج بها.

وهَبْنِي فعلت ذلك، أي احسبني واعددني، ولا يقال: هَبْ أني فعلت، ولا يقال في الواجب: وهَبْتُك فعلت ذلك، كأنها كلمة وضعت للأمر، قال ابن همام السلولي:

فَقُلْتُ أجِرْنِي أبا خالِـدٍ

 

وإلاَّ فَهَبْنِي امْرَأً هالِكا

وحكى ابن الأعرابي: وهَبَني الله فداك، أي جعلني فداك، ووُهِبْتُ فداك: جعلت فداك.

وأوْهَبَ لك الشيء: أعده.

وأوْهَبَ لك الشيء: دام، قال:

عَظيمُ القَفا ضَخْمُ الخَواصِرِ أَوْهَبَتْ

 

لَهُ عَجْوَةٌ مَسـمُـونَةٌ وخَـمـيرُ

وأوْهَبَ لك الشيء: أمكَنَك أن تأخذه أو تناله عن ابن الأعرابي وحده، قال: ولم يقولوا أوْهَبْتُه لك.

وقد سمَّت وَهْباً، ووُهَيْباً، ووَهْبانَ، ووَاهِباً ومَوْهَباً قال سيبويه: جاءوا به على مَفْعَل لأنه اسم ليس على الفعل، إذ لو كان على الفعل لكان مَفْعِلا، وقد يكون ذلك لمكان العلمية، لأن الأعلام مما تغير عن القياس.

وأُهبانُ: اسم، وقد تقدم تعليله في الهمز.

وواهِبٌ: موضع، قال بشر بن أبي خازم:  

كأنَّها بَعدَ عَهدِ العـاهِـدينَ بـهـا

 

بَينَ الذَّنُوبِ وحَزْمَىْ واهِبٍ صُحُفُ

مقلوبه: - ب وه -

البُوهَةُ: الرجل الضعيف الطائش، قال:

فَيا هِنْدُ لا تَنْكِحي بُوهةً

 

عَليهِ عَقيقَتُه أحْسَبـا

والبوهَةُ: ما أطارَتْهْ الريح من التراب.

والبُوهَة والبُوهُ: الصقر إذا سقط ريشه.

والبوهَةُ والبُوهُ: ذكر البوم، وقيل البوهُ: الكبير من البوم، قال رؤبة يذكر كبره:

كالبُوهِ تَحتَ الظُّلَّةِ المَرْشُوشِ

وقيل البُوهَةُ والبُوهُ: طائر يشبه البومة.

والبَاهُ والباهَةُ:النكاح، وقيل: الباهُ: الحظ من النكاح.

وبُهْتُ الشيء أبُوهُ، وبِهْتُ أباهُ: فطنت.

والمُسْتَباهُ: الذاهب العقل.

والمُسْتَباهُ: الذي يخرج من أرض إلى أخرى.

والمُسْتَباهَةُ: الشجرة يقعرها السيل فينحيها من منبتها، كأنه من ذلك.

مقلوبه: - وب ه -

وَبَهَ للشيء وَبْهاً ووُبوهاً، ووَبِهَ له وَبْهاً ووَبَهاً: فطن.

الهاء والميم والواو

هَمَتْ عينه تَهْمُو: صبت دموعها، والمعروف تَهْمِي، وإنما حكى الواو اللحياني وحده.

مقلوبه: - ه وم -

الهَوْمُ، والتَّهَوُّم، والتَّهْويمُ: النوم الخفيف.

والهَامَةُ: رأس كل شيء من الروحانيين، وقيل: الهَامَةُ: ما بين حرفي الرأس، وقيل: هي وسط الرأس ومعظمه من كل شيء وقيل: من ذوات الأرواح خاصة.

وبنات الهَامِ: مخ الدماغ، قال الراعي:

يُزِيلُ بَناتِ الهَامِ عَنْ سَكَناتِهـا

 

وما يَلْقَهُ منْ ساعِدٍ فهْوَ طائِحُ

والهَامَةُ: تميم، تشبيها بذلك، عن ابن الأعرابي.

وهامَةُ القوم: سيدهم.

والهَامَةُ: جماعة الناس.

والجمع من كل ذلك: هامٌ، قال جريبة ابن أشيم:

ولَقَلَّ لي مِمَّا جَعَلْتُ مَطِـيَّةٌ

 

في الهَامِ أرْكَبُها إذا ما رُكِّبُوا

يعني بذلك البلية، وهي الناقة تعقل عند قبر صاحبها حتى تبلى، وكان أهل الجاهلية يزعمون أن صاحبها يركبها يوم القيامة، لا يمشي إلى المحشر.

والهَامَةُ: من طير الليل: طائر صغير يألف المقابر.

والهَامَةُ: طائر يخرج من رأس الميت إذا بلى.

والجمع أيضا: هامٌ. ويقال: إنما أنت من الهَامِ.

ويقال للفرس: هامَةٌ. وأنكرها ابن السكيت، وقال: إنما هي الهَامَّةُ بالتشديد.

وهامَةُ: اسم حائط بالمدينة، أنشد أبو حنيفة:

مِنَ الغُلْبِ مِنْ عِضْدانِ هامَةَ شُرِّبَتْ

 

لِسَقْيٍ وجُمَّتْ للنَّوَاضِـحِ بِـئْرُهـا

مقلوبه: - م ه و-

المَهْوُ من السيوف: الرقيق، قال صخر الغي:

وصَارِمٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه

 

أبْيَضُ مَهْوٌ في مَتْنِهِ رُبَدُ

وقيل: هو الكثير الفرند، وزنه فَلْعٌ مقلوب من لفظ ماه، قال ابن جني: وذلك لأنه أرق حتى صار كالماء.

وثوب مَهْوٌ: رقيق، شبه بالماء، عن ابن الأعرابي، وأنشد لأبي عطاء:

قَمِيٌص مِنَ القُوهِىِّ مَهْوٌ بَنائِقُهْ

ويروى "رَهْو" و"رَخْفٌ" وكل ذلك: اللين الرقيق الكثير الماء، مَهُوَ مَهاوَةً.

والمُهاةُ: ماء الفحل في رحم الناقة، مقلوب أيضا، والجمع مُهْىٌ، حكاه سيبويه في باب ما لا يفارق واحده إلا بالهاء، وليس عنده بتكسير، وإنما حمله على ذلك انه سمع العرب تقول في جمعه: هو المُها، فلو كان مكسرا لم يسغ فيه التذكير، ولا نظير له إلا حكاة وحكى، وطلاة وطلى، فإنهم قالوا: هو الحُكَا، وهو الطُّلَى.

وأَمْهَى السمن: أكثر ماءه.

وأَمْهَى الشراب: أكثر ماءه.

وقد مَهُو، هُوَ، مَهاوَةً، فهو مَهْوٌ.

وأمْهَى الحديدة: سقاها الماء وأحَدَّها.

وأمْهَى الفرس: طوَّل رسنه، والاسم المَهْىُ على المعاقبة.

ومَهَى الشيء يَمْهاه ويَمْهِيه مَهْياً، معاقبة أيضا: مَوَّهَهُ.

وحفر البئر حتى أمْهَى، أي بلغ الماء.

وأمْهَى الفرس: أجراه ليعرق.

وأمْهَى الحبل: أرخاه.

وأمهَى في الأمر حبلا طويلا، على المثل.

والمَهاةُ: الشمس، قال أمية بن أبي الصلت:

ثُمَّ يَجْلُو الظَّلامَ رَبٌّ رَحِيمٌ

 

بِمَهاةٍ شُعاعُها مَنْشُـورُ

والمَهاةُ: البلورة التي تبص لشدة بياضها وقيل: هي الدرة، والجمع مَهاً، ومَهَوَاتٌ.

والمَهاةُ: بقرة الوحش، سميت بذلك لبياضها على التشبيه بالبلورة والدرة، فإذا شبهت المرأة بالمَهاةِ في البياض فإنما يعني بها البلورة أو الدرة، فإذا شبهت بها في العينين فإنما يعني البقرة، والجمع مَهَى ومَهَوَاتٌ ومَهَياتٌ.

والمَهاءُ: عيب، أو أود يكون في القدح، قال:

يُقِيمُ مَهاءَهُنَّ بأُصْبُعَيْهِ

ومَهَوْتُ الشيء مَهْواً، مثل مَهَيْيُهُ مَهْياً، وقد تقدم ذلك في الياء.

والمَهْوَةُ من التمر كالمعوة، عن السيرافي، والجمع مَهْوٌ.

وبنو مَهْوٍ: بطن من عبد القيس.

والمِمْهَى: اسم موضع، قال بشر بن أبي خازم:

وبـاتَـتْ لَـيْلَةً وأَدِيمَ لَـيْلٍ

 

على المِمْهَى يُجَزُّ لَها النَّعامُ

مقلوبه: - وه م -

الوَهْمُ: من خطرات القلب، والجمع أوْهامٌ.

وتَوَهَّمَ الشيء: تخيله وتمثله، كان في الوجود أو لم يكن، ووَهِمَ إليه يَهِمُ وَهْماً: ذهب وَهْمُه إليه.

ووَهَم في الصلاة وَهْماً ووَهِم، كلاهما: سها.

ووَهِمَ، بكسر الهاء: غلط.

وأوْهَمَ من الحساب كذا: أسقط، وكذلك في الكلام والكتاب، وقال ابن الأعرابي: أوْهَم ووَهِمَ ووَهَمَ سواء، وأنشد:

فإنْ أخْطأتُ أوْ أوْهَمْتُ شَيْئاً

 

فَقَدْ يَهِمُ المُصَافِي بالحبِيبِ

قوله شيئا منصوب على المصدر، وقال أبو عبيد: أوْهَمْتُ: أسقطت من الحساب شيئا فلم يعد "أوْهَمت".

والتُّهَمَة: الظن، تاؤه مبدلة من واو، كما أبدلوها في تخمة. سيبويه: الجمع تُهَمٌ، واستدل على انه جمع مكسر بقول العرب: هي التُّهَم، ولم يقولوا: هو التُّهَمُ، كما قالوا: هو الرطب، حيث لم يجعلوا الرطب تكسيرا، إنما هو من باب شعيرة وشعير.

واتَّهَمَ الرجل وأتْهَمَه، وأوْهَمَه: أدخل عليه التُّهَمَة، أي ما يُتَّهَم عليه، واتَّهَمَ هو، فهو مُتَّهِمٌ وتَهِيمٌ، وأنشد أبو يعقوب:

هُمَا سَقَيانِي السُّمَّ مِنْ غَيرِ بِغْضَةٍ

 

عَلى غَيرِ جُرْمٍ في إناءِ تَهِـيمِ

والوَهْمُ: العظيم من الرجال والجمال، وقيل: هو من الإبل: الذلول المنقاد مع ضخم وقوة. والجمع: أوْهامٌ، ووُهُومٌ، ووُهُمٌ.

مقلوبه: - م وه -

المَاءُ والمَاهُ والمَاءَةُ معروف. وحكى بعضهم: اسقني ماً، مقصور، على أن سيبويه قد نفى أن يكون اسم على حرفين أحدهما التنوين. وهمزة ماءٍ منقلبة عن هاء بدلالة ضروب تصاريفه على ما أذكره الآن من جمعه وتصغيره. وجمع الماء أمْوَاهٌ ومِياهٌ، وحكى ابن جني في جمعه أمْوَاءٌ، قال أنشدني أبو علي:

وبَلْدَةٍ قالصَةٍ أمْوَاؤُها

يَسْتَنُّ في رَأْدِ الضُّحَى أفْياؤُها

وسمى ساعدة بن جؤية الهذلي الدم ماء اللحم، فقال يهجو امرأة:

شَرُوبٍ لماءِ اللَّحْمِ في كلِّ شَتْوَةٍوإنْ لمْ تَجِدْ مَنْ يُنْزِلِ الدَّرَّ تَحْلُبِ

وقيل: عنى به المرق تحسوه دون عيالها، وأراد: وإن لم تجد من تحلب لها حَلَبَتْ هي، وحَلْب النساء عار عند العرب.

والنسب إلى الماء مائي وماوِيٌّ.

والماوِيَّة: المرآة، صفة غالبة لصفائها، حتى كأن الماء يجري فيها، منسوبة إلى ذلك، والجمع ماوِيٌّ، قال:

تَرَى في سَنا المَاوِيِّ بالعَصْرِ والضُّحَى

 

عَلى غَفَلاتِ الزَّيْنِ والمُـتَـجَـمَّـلِ

والماوِيَّةُ: البقرة لبياضها.

وماهَت الركية تَماهُ وتَمُوهُ وتَمِيهُ مَوْهاً ومَيْهاً ومُؤُوهاً وماهَةً ومَيْهَةً، فهي مَيِّهَةٌ وماهَةٌ: كثر ماؤها، وقد تقدم تَميهُ في الياء هنالك من باب باع يبيع، وهو هنا من باب حسب يحسب كطاح يطيح وتاه يتيه، في قول الخليل، وقد تقدم، وقد أماهَتْها مادَّتها وماهَتْها.

وحفر البئر حتى أمَاهَ وأمْوَهَ، أي بلغ الماء.

ومَوَّهَ الموضع: صار فيه الماء، قال ذو الرمة:

تَمِيميَّةٌ نَـجْـدِيَّةٌ دارُ أهْـلِـهـا

 

إذا مَوَّهَ الصَّمَّانُ مِنْ سَبَلِ القَطْرِ

ورجل ماهُ الفؤاد، وماهِي الفؤاد: جبان، كأن قلبه في ماء، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

إنكَ يا جَهْضَمُ ماهِي القَلْبِ

قال: كذا ينشده، والأصل مائه القلب، لأنه من مُهْتُ.

وأَمَاهَتِ الأرض: كثر ماؤها، وظهر فيها النز.

وماهَتِ السفينة تَماهُ وتَمُوهُ، وأماهَتْ: دخل فيها الماء.

ومُهْتُ الرجل: سقيته الماء.

ومَوَّهَ القدر: أكثر ماءها.

وأمَاهَ السكين وغيره: سقاه الماء، وذلك حين يسنه به.

ومَوَّهَ الشيء: طلاه بذهب أو بفضة وما تحت ذلك شبه أو نحاس أو حديد.

والمُوهَةُ: ترقرق الماء في وجه المرأة الشابة.

ومَوْهَةُ الشباب: حسنه وصفاؤه.

وثوب الماء: الغرس الذي يكون على المولود، قال الراعي:

تَشُقُّ الطَّيْرُ ثَوْبَ الماءِ عَنْه

 

بُعَيْدَ حَياتِهِ إلاَّ الـوَتِـينـا

وماهَ الشَّيءَ بالشَّيءِ مَوْهاً: خلطه، عن كراع.

ومَوَّهَ عليه الخبر، إذا أخبره بخلاف ما سأله عنه.

وحكى اللحياني عن الأسدي: آهَةٌ وماهَةٌ قال: الآهة: الحصبة، والماهة: الجدري.

وماهُ مدينة، لا تنصرف لمكان العجمة.

وماهُ دينار: مدينة أيضا، وهي من الأسماء المركبة.

وماوَيْةِ: ماء لبني العنبر ببطن فلج، أنشد ابن الأعرابي:

ورَدْنَ عَلى ماوَيْهِ بالأمْسِ نِسْوَةٌ

 

وهُنَّ على أزواجِهِنَّ رُبُوضُ

وماهانُ: اسم، قال ابن جني: لو كان ماهانُ عربيا فكان من لفظ "هَوَمَ أو هَيَمَ" لكان لعفان، ولو كان من لفظ الوَهْمِ لكان لفعان، ولو كان من لفظ "هَمى" لكان علفان، ولو وجد في الكلام تركيب "و م ه" فكان ماهان من لفظه لكان مثاله عفلان، ولو كان من لفظ النهم لكان لاعافا، ولو كان من لفظ المهيمن لكان عافالا، ولو كان في الكلام تركيب "م ن ه" فكان ماهان منه لكان فالاعا، ولو كان "ن م ه" لكان عالافا.

مقلوبه: - وم ه -

وَمِهَ النهار وَمَهاً: اشتد حره.

انقضى المعتل