الثنائي

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الرابع

حرف الخاء

الثنائي

الخاء والقاف

في الثنائي

خَقَّت الأتان تَخِقُّ خَقِيقاً، وهي خَقُوقٌ: صوت حياؤها من الهزال واسترخى عند الجماع، وكذلك كل أنثى من الدواب، وخَقَّتِ المرأة، وهي خَقوقٌ وخَقَّاقَةٌ، كذلك، وهو نعت مكروه، قال:

لَوْ نكْتَ مِنهُنَّ خَقُوقاً عَرْدَا

سمِعْتَ رِزاًّ ودَوِياًّ إداَّ

والخَقُوقُ والخَقَّاقة من الأتن والنساء: الواسعة الدبر.

والخَقَّاقَةُ: الاست.

وحر مَخْقٌّ: مصوت عند النجخ.

وخَقَّتِ البكرة: اتسع خرقها عن المحور، أو اتسعت النعامة عن موضع طرفها من الزرنوق.

والخَقِيقُ والخَقْخَقَةُ: زعاق قنب الدابة وقد خَقَّ وخَقْخَقَ.

وخَقَّ القار وما أشبهه خَقاًّ وخَقَقاً وخَقيِقاً وخَقْخَقَ: غلى فسمع له صوت.

والخَقّ: الغدير اليابس إذا جف وتقلقع قال:

كأنَّما يَمْشِينَ في خَقٍّ يَبِسْ

وقال ابن دريد: قال قوم من أهل اللغة: الخَقُّ: شبه حفرة غامضة في الأرض مثل اللخقوق، قال: ولا أدري ما صحته.

والخُقُّ والأُخْقُوقُ: قدر ما يختفي فيه الدابة أو الرجل. وقيل: الأَخاقيقُ: فقر في الارض، وهي كسور فيها في منعرج الجبل، وفي الأرض المتفقرة، وقال ابن الأعرابي الأَخافيقُ: شقوق في الأرض، وهي الأودية.

الخاء والكاف

كَخَّ يَكُخُّ كَخًّا وكخِيخاً: نام فغط.

الخاء والجيم

خَجَّتِ الريح في هبوبها تَخُجُّ خُجُوجاً: التوت.

وريح خَجُوجٌ: تَخُجُّ في هبوبها، وقيل: هي الشديدة من كل ريح ما لم تثر عجاجا.

وخَجِيجُ الريح: صوتها.

واختَجَّ الجمل في سيره وعدوه: لم يستقم.

وخَجَّ بها: ضرط.

وخَجَّ برجله: نسف بها التراب في مشيه.

وخَجْخَجَ الرجل: لم يبد ما في نفسه.

والخَجْخَجَةُ: سرعة الإناخة والحلول.

والخَجْخَجَةُ: الانقباض والاستخفاء في موضع خفي.

والخَجْخاجَةُ، والخَجَّاجَةُ: الأحمق.

والخَجْخاجُ من الرجال: الذي يهمر لكلام، ليست لكلامه جهة.

والخَجْخَجَةُ: كناية عن النكاح.

مقلوبه: - ج خ خ -

جَخَّ ببوله، إذا رغى به حتى يخد به الأرض كذا حكاه ابن دريد، بتقديم الجيم على الخاء، وأرى عكس ذلك لغة.

وجَخَّ برجله: نسف بها التراب في مشيه، كخج، حكاهما ابن دريد معا، قال: وجخ أعلى.

وجَخَّ الرجل: تحول من مكان إلى مكان.

وجَخْجَخَ: لم يبد ما في نفسه، كخجخج.

وجَخْجَخَ: صاح ونادى.

والجَخْجَخَةُ: صوت تكسر الماء.

و من خفيف هذا الباب

جَخْ: زجر للكبش.

وجِخْ جِخْ: حكاية صوت البطن، قال:

إنَّ الدَّقِيقَ يَلْتَوِي بالجُنْبُخِ

حتَى يَقولَ بَطْنُه جخٍ جِخِ

الخاء والشين

خَشَّهَ يَخُشَّه خَشًّا: طعنه.

وخَشَّ في الشيء يَخُشُّ خَشًّا، وانْخَشَّ وخشْخَشَ: دخل.

وخَشَّ الرجل: مضى ونفذ.

ورجل مخَشٌّ: ماض جريء على الليل، واشتقه ابن دريد من قولك: خَشَّ في الشيء: دخل فيه.

وخَشٌّ: اسم رجل، مشتق منه.

ورجل خِشاشٌ وخَشاشٌ: لطيف الرأس ضرب الجسم خفيف وقاد، قال طرفة:

أنا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الذي تَعْرِفُونَهُ

 

خِشَاشٌ كَرَأسِ الحَيَّةِ المُتَـوَقِّـدِ

والخِشاشُ: الثُّعبان العظيم المنكر،و قيل: هي حيَّة مثل الأرقم أصغر منه، وقيل: هي من الحيات: الخفيفة الصغيرة الرأس.

والخَشاشُ: الشرار من كل شيء، وخص بعضهم به شرار الطير وما لا يصيد منها. وقيل: هي من الطير ومن جميع ذوات الأرض: ما لا دماغ له، كالنعامة والحباري والكروان وملاعب ظله، وقال ابن الأعرابي: هو الخِشاشُ، بالكسر، فخالف جماعة اللغويين، وقيل إنما سمي به لاْنخِشاشِه في الأرض واستتاره بها، وليس بقوي.

والخِشَاش والخِشاشَةُ: العود الذي يجعل في أنف البعير، قال:

يَتُوقُ إلى النَّجاءِ بفَضْلِ غَرْبٍ

 

وتَقْدَعُهُ الخِشاشَةُ والفِـقـارُ

وقال اللحياني: الخشاش: ما وضع في عظم الأنف، وأما ما وضع في اللحم فهي البرة: خَشَّهَ يَخُشُّه خَشًّا، وأخَشَّه، عن اللحياني، والخُشَّاءُ، والخُشَشاءُ: العظم الدقيق العاري من الشعر الناتئ خلف الأذن، قال:

في خُشَشاوَيْ حُرَّةِ التَّحْرِيرِ

والخَشَّاءُ: الأرض فيها رمل، وقيل: طين.

والخَشَّاءُ أيضا: أرض فيها طين وحصى، وقال ثعلب: هي الأرض الخشنة الصلبة، وجمع كل ذلك خَشَّاواتُ وخَشاشِيُّ.

والخَشْخَشَةُ: صوت السلاح والينبوت.

وكل شيء يابس يحك بعضه بعضا: خَشْخاشٌ.

والخَشْخاشُ: الجماعة، قال الكميت:

في حَوْمَةِ الفَيْلَقِ الجَأْواءِ إذ نَزَلَتْقَيْسٌ وهَيْضَلُها الخَشْخاشُ إذ نَزَلوا

والخَشْخاشُ: نبت ثمرتها جراء، وهو ضربان: أبيض وأسود، واحدته خشخاشة.

وخُشْ: الطيب بالفارسية، عربته العرب وقالوا في المرأة: خَشَّةٌ، كأن هذا اسم لها، أنشدني بعض من لقيته لمطيع بن إياس يهجو حمادا الراوية:

نَحِّ السَّـوْءَةَ الـسَّـوْ

 

آءَ يا حَمَّادُ عَنْ خُشَّهْ

عن التُّفَّاحَةِ الصَّـفْ

 

راءِ والأُتْرُجَّةِ الهَشَّهْ

وخَشاخِشٌ: رمل بالدهناء، قال جرير:

أوْقَدْتَ نارَك واسْتَضَأْتَ بِخزْيَة

 

ومِنَ الشُّهودِ خَشاخِشٌ والأجْرَعُ

مقلوبه: - ش خ خ -

شَخَّ ببوله يَشُخُّ شَخًّا: مد به وصوت، وقيل: دفع.

وشَخَّ الشيخ ببوله يَشُخُّ شَخاًّ: لم يقدر أن يحبسه فغلبه، عن ابن الأعرابي، وعم به كراع، فقال: شَخَّ ببوله شَخًّا: إذا لم يقدر على حبسه.

والشَّخُّ: صوت الشخب إذا خرج من الضرع.

والشَّخْشَخة: صوت السلاح والينبوت، كالخشخشة، وهي لغة ضعيفة.

وشَخْشَخَتِ الناقة: رفعت صدرها وهي باركة.

الخاء والضاد

الخضَضُ: السقط في المنطق، ويوصف به فيقال: منطق خَضَضٌ.

والخَضَضُ: الخرز الأبيض الذي تلبسه الإماء.

والخَضاضُ: الشيء اليسير من الحلي، قال:

ولَوْ أشْرَفَتْ منْ كُفَّةِ السِّتْرِ عاطِلاً

 

لَقُلْتَ غَزالٌ ما عَلَيهِ خَضـاضُ

والخَضاضُ: الأحمق.

ومكان خَضِيضٌ وخُضاخِضٌ: مبلول بالماء، وقيل: هو الكثير الماء والشجر، قال ابن وداعة الهذلي:

خُضاخِضَةٌ بِخَضِيع السُّيُو

 

لِ قَدْ بَلَغَ الماءُ جَرْجارَها

وخَضْخَضَ الماء ونحوه: حركه.

وخَضْخَضَ الأرض: قلبها.

وخَضْخَضَ بطنه بالخنجر: خوَّضه.

والخَضْخاضُ: ضرب من القطران، وقيل: هو ثفل النفط.

وبعير خُضاخِضٌ وخُضَخِضٌ: يتمخض من البدن، وكذلك النبت إذا كان كثير الماء ورجل خُضَخِضٌ: يَتَخَضْخَضُ من السمن وقيل: هو العظيم الجنبين.

والخَضْخَضَةُ المنهي عنها في الحديث، هو أن يوشي الرجل ذكره حتى يمذي.

مقلوبه: - ض خ خ -

الضَّخُّ: امتداد البول.

والمِضَخَّةُ: قصبة في جوفها قصبة يرمي بها الماء من الفم.

 

الخاء والصاد

خَصَّهُ بالشيء يَخُصُّه خَصًّا وخُصوصاً، وخَصَّصَه واخْتصَّه: أفرده به دون غيره، فأما قول أبي زبيد:

إنَّ امْرَأً خَصَّنِي عَمْداً مَوَدَّتَـه

 

عَلى التَّنائِي لَعِنْدي غَيرُ مَكْفُورِ

فإنه أراد خصَّني بمودته، فحذف الحرف وأوصل الفعل، وقد يجوز أن يريد خصَّني لمودته إياي فيكون كقوله:

وأغْفِرُ عَوْراءَ الكَريمِ ادِّخارَه

وإنما وجهناه على هذين الوجهين لأنا لم نسمع في الكلام خَصَصْتُه متعدية إلى مفعولين.

والاسم الخَصُوصِيَّة، والخُصُوصِيَّة، والخُصِّيَّة، والخاصَّةُ، والخِصِّيصَي، وهي تمد وتقصر، عن كراع، ولا نظير لها إلا المكيثا: وفعلت ذاك بك خُصِّيَّةً، وخاصَّةً، وخَصُوصِيَّةً، وخُصُوصِيَّةً.

والخاصَّةُ: من تَختَصُّه لنفسك، وسمع ثعلب يقول: إذا ذكر الصالحون فبخاصة أبو بكر، وإذا ذكر الأشراف فبخاصة علي.

والخُصَّانُ، كالخاصَّة.

وخَصَّه بكذا: أعطاه شيئا كثيرا، عن ابن الأعرابي.

والخَصاصُ: شبه كوة في قبة أو نحوها إذا كان واسعا قدر الوجه، قال:

وإن خَصاصُ لَيْلِهِنَّ اسْتَدَّا

 

رِكِبْنَ مِنْ ظَلْمائِه ما اشْتَدَّا

 

     

شبه القمر بالخَصاصِ الضيق، وبعضهم يجعل الخَصاصَ للواسع والضيق.

وخَصاصُ المنخل وغيره: خلله، واحدته خَصاصة، وكذلك كل خلل وخرق يكون في السحاب، وربما سمي الغيم نفسه خَصاصة.

والخَصاصُ: الفرج بين الأثافي والأصابع.

والخَصاصُ أيضا: الفرج التي بين قذذ السهم عن ابن الأعرابي.

والخَصاصَةُ والخَصاصاءُ: الفقر وسوء الحال، وفي التنزيل: -و لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ- وأصل ذلك في الفرجة أو الخلة، لأن الشيء إذا انفرج وهى واختل.

وصدرت الإبل وبها خَصَاصَةٌ: إذا لم ترو وصدرت بعطشها، وكذلك الرجل إذا لم يشبع من الطعام، وكل ذلك في معنى الخَصَاصةِ التي هي الفرجة والخلة.

والخُصَاصَةُ من الكرم: الغض إذا لم يرو وخرج منه الحب متفرقا ضعيفا.

والخُصاصَةُ: ما يبقى في الكرم بعد قطافه، العنيقيد الصغير هاهنا وهاهنا، والجمع الخُصاصُ، وقال أبو حنيفة: هي الخَصاصَةُ والجمع خَصاصٌ، كلاهما بالفتح.

والخُصُّ: بيت من شجر أو قصب، وقيل: الخُصُّ: البيت الذي يسقف عليه بخشبة على هيئة الأزج، وجمعه أخْصاصٌ وخِصاصٌ، سمى بذلك لأنه يرى ما فيه من خَصاصَهِ أي فرجه.

وشهر خِصٌّ: ناقص.

مقلوبه: - ص خ خ -

صَخُّ الصَّخرة وصَخِيُخها: صوتها إذا ضربتها بحجر أو غيره، وكل صوت من وقع صخرة على صخرة ونحوه صَخٌّ وصَخِيٌخ، وقد صَخَّتْ تَصُخُّ.

والصَّاخَّةُ: القيامة، وبه فسر أبو عبيد قوله تعالى: -فإذَا جاءَتِ الصَّاخَّةُ- فإما أن يكون اسم الفاعل من صَخَّ يَصُخُّ، وإما أن يكون المصدر.

وصَخَّ الغراب بمنقاره يَصُخُّ: طعن في الدبر.

والصَّاخَّةُ: صيحة تَصُخُّ الأذن، أي تطعنها فتصمها.

والصَّاخَّة: الداهية.

الخاء والسين

خَسَّ الشيء يَخَسُّ ويَخِسُّ خِسَّةً وخَساسَةً، فهو خَسِيسٌ: رذل. شيء خَسِيسٌ وخُساسٌ ومَخْسوسٌ: تافه.

ورجل مَخْسُوسٌ: مرذول.

وقوم خِساسٌ: أراذل.

وخَسِسْتَ وخَسَسْتَ تَخِسُّ خَساسَةً وخُسُوسَةً وخِسَّةً: صرت خَسِيساً.

وأخْسَسْتَ: أتيت بخَسِيسٍ.

وخَسَّ الحظ خَساًّ، فهو خَسِيسٌ، وأخَسَّه، كلاهما: قلله ولم يوفره.

وامرأة مُسْتَخَسَّةٌ وخَسَّاءُ: قبيحة الوجه. اشتقت من الخَسِيس.

والعرب تسمى النجوم التي لا تغرب نحو بنات نعش والفرقدين والجدي والقطب وما أشبه ذلك: الخُسَّانَ.

والخَسُّ: بقلة من أحرار البقول عريضة الورق حرة لينة تزيد في الدم.

والخُسُّ: رجل من إياد.

وابنة الخُسّ الإيادية التي جاءت عنها الأمثال.

مقلوبه: - س خ خ -

السَّخَاخُ: الأرض الحرة اللينة.

الخاء والزاي

الخُزَزُ: ولد الأرنب، وقيل: هو الذكر من الأرانب، والجمع أخِزَّةٌ وخِزَّانٌ.

وأرض مَخَزَّةٌ: كثيرة الخِزَّانِ.

والخَزُّ من الثياب مشتق منه، عربي صحيح، وهو من الجواهر الموصوف بها، حكى سيبويه: مررت بسرج خَزٍّ صفته، قال: والرفع الوجه، يذهب إلى أن كونه جوهرا هو الأصل، قال ابن جني: وهذا مما يسمى فيه البعض باسم الجملة، كما ذهب إليه في قولهم: هذا خاتم حديد، ونحوه، والجمع خُزُوزٌ، ومنه قول بعضهم: فإذا أعرابي يرفل في الخُزُوزِ.

وخَزَّ الحائط يخُزُّهُ خَزًّا: وضع عليه شوكا لئلا يطلع عليه.

واخْتَزَّه بالرمح: انتظمه.

واختَزَّ البعير: اطَّرَدَه من بين الإبل، عن الهجري.

ورجل خُزْخُزٌ وخُزَخِزٌ وخُزَاخِزٌ: غليظ كثير العضل.

وبعير خُزخِزٌ: قوي، قال:

أعدَدْتُ للوِرْدِ إذَا الوِرْدُ حَفَزْ

غرْبا جَرْوراً وجُلالاً خُزَخِزْ

وخزاز وخزازي مقصور كلاهما: جبل.

مقلوبه: - ز خ خ -

زَخَّهُ يَزُخُّه زَخًّا: دفعه في وهدة.

وزَخَّ في قفاه يَزُخُّ زخًّا: دفع، وقال ابن دريد: كل دفع زَخٌّ.

وزخَّ المرأة يَزُخُّها زَخًّا، وزَخْزَخَها: نكحها، وهو من ذلك، لأنه دفع.

وزَخَّةُ الإنسان ومَزَخَّتُه: امرأته، قال اللحياني: هو من الزَّخِّ الذي هو الدفع، وروي عن علي بن أبي طالب عليه السلام انه قال:

أفْلَحَ مَنْ كانَتْ لَهُ مَزَخَّهْ

يَزُخُّها ثم يَنامُ الفَـخَّـهْ

الفَخَّةُ: أن ينام فينفخ في نومه.

وزَخَّتِ المرأة بالماء تَزُخُّ، وزَخَّتْه: دفعته.

وامرأة زَخَّاخَةٌ وزَخَّاءُ: تَزُخُّ الماء عند الجماع.

وزَخَّ ببوله يَزُخُّ زَخًّا: دفع.

والزَّخُّ: السرعة.

وزَخَّ الإبل يَزُخُّها زَخًّا: ساقها سوقا سريعا واحتثها.

والمِزَخُّ: السريع السوق، قال:

إنَّ عَلَيْكَ حادِياً مِزَخاًّ

أعْجَمَ لا يُحسِنُ الإنَخَّا

والنَّخُّ لا يُبْقِى لَهُنَّ مُخَّا

والزَّخُّ والزَّخَّةُ: الحقد والغضب، قال صخر الغي:

فَلا تَـقْـعُـدَنَّ عَـلـى زَخَّةٍ

 

وتُضْمِرُ في القَلْبِ وَجْداً وخِيفا

وذكروا انه لم تسمع الزَّخَّةُ التي هي الحقد والغضب إلا في هذا البيت.

والزَّخِيخُ: النار، يمانية، وقيل: هي شدة بريق الجمر والحر، زَخَّ يَزُخُّ زَخِيخا، قال:

فعِنْدَ ذاكَ يَطْلُعُ المِرِّيخُ

في الصُّبْحِ يَحْكِي لوْنَه زَخِيخُ

منْ شُعْلَةٍ ساعَدَها النَّفِيخُ

الخاء والطاء

الخَطُّ: الطريقة المستطيلة في الشيء، والجمع خُطُوطٌ، وقد جمعه العجاج على أخْطاطٍ، قال:

وشِمْنَ في الغُبارِ كالأَخْطاطِ

وخَطَّ الشيء يَخُطُّه خَطاًّ: كتبه بالقلم أو غيره، وقوله:

فأصْبَحَتْ بَعْدَ خَطِّ بَهْجَتِها

 

كأنَّ قَفْراً رُسُومَها قَلَمَا

أراد: فأصبحت بعد بهجتها قفرا كأن قلما خَطَّ رسومها.

والتَّخْطِيطُ: التسطير والماشي يَخُطُّ برجله الأرض على التشبيه بذلك. قال أبو النجم

أقْبَلْتُ مِنْ عِندِ زِيادٍ كالخَرِفْ

تخطُّ رجلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفُ

يُكَتِّبانِ في الطَّرِيقِ لامَ الِفْ

والخَطُوط: من بقر الوحش: التي تَخُطُّ الأرض بأظلافها.

وخَطَّ الزاجر في الأرض يَخُطُّ خَطاًّ: عمل فيها خَطاًّ ثم زجر، قال ذو الرمة:

عَشِيَّةَ مـالِـي حـيلَةٌ غَـيرَ أنَّـنِـي

 

بِلقْطِ الحَصَى والخَطِّ في التُّرْبِ مُولَعُ

وثوب مُخَطَّطٌ: فيه خُطوطٌ، وكذلك تمر مُخَطَّطٌ ووحشي مخطَّطٌ.

وخَطَّ وجهه واختَطَّ: صارت فيه خُطوطٌ.

والخُطَّةُ كالخَطِّ، كأنها اسم للطريقة.

والمِخَطُّ: العود الذي يَخُطُّ به الحائك الثوب.

والخَطُّ: الطريق، عن ثعلب، قال سلامة ابن جندل:

حَتى تُرِكْنا ومَا تُثْنَى ظَعائِنُنـا

 

يَأخُذْنَ بَينَ سَوادِ الخَطِّ فاللُّوبِ

والخَطُّ: ضرب من البضع، خَطَّها يَخُطُّها خَطاًّ.

والخِطُّ والخِطَّةُ: الأرض تنزل من غير أن ينزلها نازل قبل ذلك، وقد خَطَّها لنفسه خَطاًّ، واخْتَطَّها وكل ما حظرته فقد خَطَطْتَ عليه.

والخَطِيَطةُ: الأرض التي لم تمطر بين أرضين ممطورتين، وقيل: هي التي مطر بعضها، وأما ما حكاه ابن الأعرابي من قول بعض العرب لابنه: يا بني، الزم خَطِيطَةَ الذُّل مخافة ما هو أشد منه، فإن أصل الخَطِيطَةِ الأرض التي لم تمطر، فاستعارها للذل، لأن الخَطِيطةَ من الأرضين ذليلة بما بخسته من حقها.

وقال أبو حنيفة: أرض خِطٌّ: لم تمطر وقد مطر ما حولها.

والخُطَّةُ: شبه القصة يقال: سُمْتُه خُطَّةَ خسف، وخُطَّةَ سوء.

وفي رأسه خُطَّةٌ أي أمر ما، وقيل: في رأسه خُطَّةٌ، أي جهل وإقدام على الأمور.

وأتانا بطعام فَخَطَطْنا فيه، أي أكلناه، وقيل: فحططنا، بالحاء غير المعجمة: عذرنا.

ورجل مُخَطَّطٌ: جميل.

والخَطُّ: سيف البحرين وعمان. وقيل: بل كل سيف خط، وقيل: الخط: مرفأ السفن بالبحرين، تنسب إليها الرماح، يقال: رمح خَطِّىٌّ، ورماح خَطِّيَّةٌ وخِطِّيَّةٌ على القياس وعلى غير القياس، وليست الخَطُّ بمنبت للرماح. ولكنها مرفأ السفن التي تحمل القنا من الهند، كما قالوا: مسك دارين وليس هناك مسك، ولكنها مرفأ السفن التي تحمل المسك من الهند، وقال أبو حنيفة: الخَطِّىُّ من الرماح، وهو نسبة قد جرى مجرى الاسم العلم، ونسبته إلى الخَطِّ خَطِّ البحرين، وإليه ترفأ السفن إذا جاءت من أرض الهند وليس الخَطِّىُّ الذي هو الرماح من نبات أرض العرب، وقد كثر مجيئه في أشعارها، قال الشاعر في نباته:

وهَلْ يُنْبِتُ الخَطِّىَّ إلا وَشِيجُهُ

 

وتُغْرَسُ إلا في مَنابِتِها النَّخْلُ

وخِطَّةُ: اسم عنز، وفي المثل: "قبح الله عنزا خيرها خطة".

وحِلْسُ الخِطاطِ: اسم رجل زاجر.

ومُخَطِّطٌ: موضع، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

إلا أكُنْ لاقَيْتُ يَوْمَ مُخَطِّطٍ

 

فَقَدْ خَبَّرَ الرُّكْبانُ ما أتَوَدَّدُ

مقلوبه: - ط خ خ -

طَخَّ الشيء يَطُخُّه طَخًّا: ألقاه من يده فأبعد.

والمِطَخَّةُ: خشبة يحدد أحد طرفيها ويعب بها الصبيان.

والطَّخُّ: كناية عن النكاح، وقد طَخَّ المرأة يَطُخُّها طَخاًّ، وروى عن يحيى بن يعمر انه اشترى جارية خراسانية ضخمة، فدخل عليه أصحابه، فسالوه عنها، فقال، نِعْمَ المِطَخَّةُ.

والطُّخُوخُ: الشرس وسوء المعاملة.

والطَّخْطَخَةُ: استواء الشيء.

وتَطَخْطَخَ السحاب: إذا كانت فيه جوب ثم انضم واستوى.

وسحاب طَخْطاخٌ.

وتَطَخْطَخ الليل: أظلم وتراكب، يكون بغيم وبغير غيم، وذلك إذا لم يكن فيه قمر، ولا أدري ما طَخْطَخَهُ.

وليل طُخاطِخٌ، وقد طَخْطَخَه السحاب.

والمُتَطَخْطِخُ: الضعيف البصر. وقد طَخْطَخَ الليل بصره، إذا حجبته الظلمة عن انفساح النظر.

والطَّخْطَخَةُ: حكاية بعض الضحك.

وطَخْطَخَ الضاحك: قال: طِيخْ طِيخْ، وهو أقبح القهقهة، وربما حكى صوت الحلي ونحوه به.

والطَّخْطاخُ: اسم رجل.

 

 

الخاء والدال

الخَدَّانِ: جانبا الوجه، وهما ما جاوز مؤخر العين إلى منتهى الشدق، وقيل: الخَدُّ من الوجه من لدن المحجر إلى اللحي، وقيل: الخَدَّانِ اللذان يكتنفان الأنف عن يمين وشمال، قال اللحياني: هو مذكر لا غير، والجمع خُدُودٌ، ولا يكسر على غير ذلك، واستعار بعض الشعراء الخدَّ لليل، فقال:

بَناتُ وَطَّاءٍ عَلى خَدِّ اللَّيْلْ

لأُمِّ مَنْ لم يَتَّخِذْهُنَّ الوَيْلْ

يعني إنهن يذللن الليل ويملكنه ويتحكمن عليه، حتى كأنهن يصرعنه فيذللن خَدَّه، ويفللن حده.

والمِخَدَّةُ: المصدغة، مشتق من ذلك، لأن الخَدَّ يوضع عليها.

والخَدُّ، والخُدَّةُ، والأُخْدُود: الحفرة تحفرها في الأرض مستطيلة، وقيل: الخَدُّ والأُخْدُود: شقان في الأرض غامضان مستطيلان، قال ابن دريد: وبه فسر أبو عبيد قوله تعالى: -قُتِلَ أصْحابُ الأُخْدُودِ- وكانوا قوما يعبدون صنما، وكان معهم قوم يعبدون الله ويوحدونه ويكتمون أيمانهم، فعلموا بهم، فخَدُّوا لهم أُخْدُوداً، وملؤوه نارا، وقذفوا بهم في تلك النار، فتقحموها ولم يرتدوا عن دينهم، ثبوتا على الإسلام، ويقينا انهم يصيرون إلى الجنة فجاء في التفسير أن آخر من أُلقي منهم امرأة معها صبي رضيع، فلما رأت النار صدت بوجهها وأعرضت، فقال لها: يا أُماه، قفي ولا تنافقي. وقيل: إنه قال لها: ما هي إلا غميضة. فصبرت فألقيت في النار، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحاب الأخدود تعوذ بالله من جهد البلاء.

خَدَّها يَخُدُّها خَداًّ. والخَدُّ: الجدول، مشتق منه، والجمع أَخِدَّةٌ، على غير قياس، والكثير خِدادٌ وخِدَّانٌ.

والمِخَدَّةُ: حديدة تُخَدُّ بها الأرض.

وخَدَّ الدمع في خَدِّه: أثَّر.

وخَدَّ الفرس الأرض بحوافره: أثَّر فيها.

وأخاديد السياط: آثارها.

وخَدَّدَ لحمه وتَخَدَّدَ: هزل ونقص، وقيل: التَّخَدُّدُ: أن يضطرب اللحم من الهزال.

وامرأة مُتَخَدِّدَةٌ، إذا نقص جسمها وهي سمينة.

والخَدُّ: الجمع من الناس، ومضى خَدٌّ من الناس، أي قرن.

المِخَدَّانِ: النابان، قال:

بَينَ مِخدَّيْ قَطِمٍ تَقَطَّما

والخُدْخُدُ: دويبة.

مقلوبه: - د خ خ -

الدَّخُّ والدُّخًّ: الدُّخَان، وحكاه ابن دريد بالضم فقط، قال:

لا خيرَ في الشَّيْخِ إذا ما اجْلَخَّا

وسالَ غَرْبُ عَيْنِهِ فاطْلَـخَّـا

 

والْتَوَتِ الرّجْلُ فَصَارَتْ فَخَّا

وصَارَ وَصْلُ الغانِياتِ أخَّـا

عِنْدَ سُعارِ النَّاسِ يَغْشَى الدُّخَّا

والدَّخَخ: سواد وكدرة.

والدَّخْدَخَةُ، مثل التَّدْوِيخِ ودَخْدَخَهم: دَوَّخَهم.

والدُّخْدَخَةُ: تقارب الخطو في عجلة.

والدُّخْدُخ: دويبة.

ورجل دُخْدُخٌ ودُخادِخٌ: قصير.

وتَدَخْدَخَ الرجل: انقبض، لغة مرغوب عنها.

ودُخْدُخْ ودُخْدُوخْ، كلمة يسكت بها الإنسان ويقدع، ومعناه: قد أقررت فاسكت.

الخاء والتاء

الخَتَتُ: فتور يجده الإنسان في بدنه.

وأخَتَّ الرجل: استحيا وخضع.

وأخَتَّهُ القول: أحشمه.

وأَخَتَّ الله حظه وهو خَتِيتٌ: أخَسَّهُ، وقيل: الخَتِيتُ: الخسيس من كل شيء.

وشهر خَتِيتٌ: ناقص، عن كراع. وخَتٌّ: موضع.

مقلوبه: - ت خ خ -

التَّخُّ: العجين الحامض، تَخَّ يَتُخُّ تُخُوخاً، وأتَخَّه.

وتَخَّ العجين تَخاًّ: إذا أكثر ماؤه حتى يلين، وكذلك الطين إذا أفرط في كثرة مائه حتى لا يمكن أن يطين به، وأَتَّخهما هو: فعل بهما ذلك.

والتَّخْتَخَةُ: حكاية أصوات الجن.

والتَّخْتَخَة: اللَّكنة.

ورجل تَخْتاخٌ وتَخْتَخانِيٌّ: ألكن.

و مما ضوعف من فائه ولامه

التَّخْت: وعاء تصان يه الثياب، فارسي، وقد تكلمت به العرب.

الخاء والثاء

الخُثُّ: غثاء السيل إذا خلفه ونضب عنه حتى يجف، وكذلك الطحلب إذا يبس وقدم عهده حتى يسود.

والخُثَّةُ: طين يعجن ببعر أو روث ثم يتخذ منه الذئار، وهو الطين الذي تصر به أخلاف الناقة لئلا يؤلمها الصرار.

والخثة: قبضة من كسار عيدان يقتبس بها.

مقلوبه: - ث خ خ -

ثَخَّ الطين والعجين، إذا أكثر ماؤهما، كَتَخَّ، وأثَخَّه، كأَتخَّه، وهي أقل اللغتين، وقد تقدم ذلك في الياء.

الخاء والراء

الخَرِيرُ: صوت الماء والريح والعقاب إذا حفت، خَرَّ يَخِرُّ ويَخُرُّ خَرِيراً، وخَرْخَرَ. وقال ابن الأعرابي: خَرَّ الماء يَخِرُّ خَراًّ، إذا اشتد جريه.

وخَرَّ الرجل في نومه يَخِرُّ خَرِيراً: غط، وكذلك الهرة والنمر، وهي الخَرْخَرَة، وهرة خَرُورٌ: كثيرة الخَرِيرِ في نومها.

والخَرْخَرَةُ: سرعة الخَرِيرِ في القصب ونحوها.

والخَرَّارَةُ: عود نحو نصف النعل يوثق بخيط فيحرك الخيط وتجر الخشبة فتصوت تلك الخَرَّارَةُ.

والخَرَّارَةُ: طائر أعظم من الصرد وأغلظ، على التشبيه بذلك في الصوت، والجمع خَرَّارٌ، وقيل: الخَرَّارُ واحد، وإليه ذهب كراع.

وخَرَّ الحجر يَخُرُّ خُرُوراً: صوت في انحداره.

وخَرَّ الرجل: هجم عليك من مكان لا تعرفه.

وخَرَّ القوم: جاءوا من بلد إلى آخر، وهم الخَرَّارُ والخَرَّارَةُ.

وخَرُّوا أيضا: مروا، وهم الخَرَّارَة كذلك.

وخَرَّ الناس من البادية في الجدب: أتوا.

وخَرَّ البناء: سقط.

وخَرَّ يَخِرُّ خَراًّ: هوى من علو إلى سفل، وخَرَّ لوجهه يَخِرُّ خَرًّا وخُرُوراً: وقع كذلك، وفي التنزيل: -و يَخِرُّونَ لِلأَذْقانِ يَبْكُونَ- وقوله عز وجل: -و رَفَعَ أبَوَيْهِ عَلى العَرْشِ وخَرُّوا لَه سُجَّداً- قيل: خَرُّوا لله سجدا، وقيل: انهم إنما سجدوا ليوسف، لقوله في أول السورة: -إنِّي رَأيْتُ أحدَ عَشَرَ كَوْكَباً والشَّمْسَ والقَمَرَ رأيْتُهُم لِي ساجِديِنَ- وقوله عز وجل: -و الَّذِينَ إذا ذُكِّرُوا بِآيات رَبِّهِمْ لْم يَخرُّوا عَلَيها صُمًّا وعُمْيانا- تأويله: إذا تليت عليهم خروا سجدا وبكيا سامعين مبصرين لما أُمروا به ونهوا عنه، ومثله قول الشاعر:

بأيْدِي رِجال لمْ يَشِيُموا سُيُوفَهُمْ

 

ولمْ تَكْثُرِ القَتْلَى بِها حِينَ سُلَّتِ

أي شاموا سيوفهم وقد كثرت القتلى.

وخَرَّ أيضا: مات، وذلك لأن الرجل إذا مات خَرَّ، وقوله: "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخر إلا قائما" معناه: أن لا أموت، وقوله: "إلا قائما" أي ثابتا على الإسلام، وقوله تعالى: -و خَرُّوا لَهُ سُجَّداً- قال ثعلب: قال الأخفش: خَرَّ: صار في حال سجود، قال: ونحن نقول: "يعني الكوفيين" بضربين: بمعنى سجد، وبمعنى مَرَّ، من القوم الخَرَّارَةِ الذين هم المارة، وقد تقدم.

وقوله تعالى: -فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ- يجوز أن يكون خَرَّ هنا: وقع، ويجوز أن يكون بمعنى مات.

ورجل خارٌّ: عاثر بعد استقامة.

والخِرِّيانُ: الجبان، فعليان منه، عن أبي علي والخَرِيرُ: المكان المطمئن بين الربوتين ينقاد، والجمع أخِرَّةٌ، قال لبيد:

بِأَخِرَّةِ الثَّلَبوتِ...

ورواه بعضهم بالحاء والزاي، وقد تقدم.

والخُرُّ: أصل الأذن في بعض اللغات.

والخُرُّ أيضا: حبة مدورة صفيراء فيها عليقمة يسيرة، قال أبو حنيفة: هي فارسية.

وتَخَرْخَرَ بطنه: اضطرب مع العظم، وقيل: هو اضطرابه من الهزال.

والخَرَّارَةُ: موضع دون القادسية.

مقلوبه: - ر خ خ -

رَخَّهُ الشيء رَخاًّ: شدخه وأرخاه، قال ابن مقبل:

فَلَبَّدَهُ مَسُّ القِطارِ ورَخَّـهُ

 

نِعاجُ رُؤَافٍ قبلَ أنْ يَتَشَدَّدَ

وروى: ورجه بالجيم، والأول أكثر.

ورَخَّ العجين يَرِخُّ رَخاًّ: كثر ماؤه، وأرَخَّه هو.

والرَّخَخُ: السهولة واللين.

وأرض رَخَّاءُ: منتفخة تحت الوطء، والجمع رَخاخِيُّ.

وأرض رَخَاخٌ: لينة واسعة، وقيل: هي الرِّخْوَةُ.

ورَخَاخُ الثرى: ما لان منه، قال ابن مقبل:

رَبِيبَةُ حُرٍّ دَافَعَتْ في حُقُوفِهـا

 

رَخَاخَ الثَّرَى والأُقْحُوَانَ المُدَيَّما

ورَخاخَ العيش: خفضه ورغده وسعته، ويوصف به، فيقال: عيش رَخاخٌ، أي واسع ناعم.

وطين رَخْرَخٌ: رقيق.

والرَّخاخُ: ثبات لين هش، وأحسب الرُّخَّ لغة فيه.

قال أبو حنيفة: الرُّخُّ: نبات هش.

والرُّخُّ: من أداة الشطرنج، والجمع رِخاخٌ.

الخاء واللام

الخَلُّ: ما حمض من عصير العنب وغيره، قال ابن دريد: هو عربي صحيح، قال: وفي الحديث: "نِعْمَ الأدَامُ الخَلُّ" واحدته خَلَّةٌ، يذهب بذلك إلى الطائفة منه، قال اللحياني: قال أبو زياد: جاءوا بِخَلَّةٍ لهم، فلا أدري أعنى الطائفة من الخل، أم هي لغة فيه كخمر وخمرة؟ ويقال لخمر: أم الخل، قال:

رَمَيْتُ بأُمِّ الخَلِّ حَبَّةَ قَلْبِـهِ

 

فلَمْ يَنْتَعِشْ مِنها ثَلاثَ لَيالِ

والخَلَّةُ: الخمر عامة، وقيل: الخَلَّةُ: الخمرة الحامضة، وهو القياس، قال أبو ذؤيب:

عُقاراً كمَاءِ النِّيِّ لَيسَتْ بخَمْطَةٍ

 

ولا خَلَّةٍ يَكْوِى الشُّرُوبَ شِهابُها

ويروى: "فجاء بها صفراء ليست" وقيل: الخَلَّةُ: الخمرة المتغيرة الطعم من غير حموضة، وجمعها خَلٌّ، قال المتنخل الهذلي:

مُشَعْشَعَةٌ كَعَينِ الدِّيكِ لَيْسَتْ

 

إذَا ذيِقَتْ مِنَ الخَلِّ الخِماطِ

وخَلَّلَتِ الخمر وغيرها من الأشربة: حمضت وفسدت.

وخَلَّلَ الخمر: جعلها خَلاًّ.

وخَلَّلَ البسر: وضعه في الشمس ثم نضحه بالخَلِّ، ثم جعله في جرة.

وما فلان بِخَلٍّ ولا خمرة، أي لا خير فيه ولا شر عنده، وهو مثل، قال النمر بن تولب:

هَلاّ سألْتِ بِعادِياءَ وبَـيْتِـهِ

 

والخَلِّ والخَمْرِ الَّذي لم يُمْنَعِ

ويروى: "التي تمنع". وحكى ثعلب: ماله خل ولا خمر، أي ماله خير ولا شر.

والاخْتِلالُ: اتخاذ الخل.

والخَلاَّلُ: بائع الخل وصانعه.

وحكى ابن الأعرابي: الخُلَّةُ: الخمرة الحامضة، يعني بالخمرة الخمير، فرد ذلك عليه، وقيل: إنما هي الخمرة، بفتح الخاء، يعني بذلك الخمر بعينها.

والخَلُّ أيضا: الحمض، عن كراع، وأنشد:

لَيْسَتْ مِنَ الخَلِّ ولا الخِماطِ

والخُلَّةُ من النبات: ما كانت فيه حلاوة، وقيل: المرعى كله حمض وخُلَّةٌ، فالحمض: ما كانت ملوحة. والخُلَّةُ: ما سوى ذلك، قال أبو عبيد: ليس من شيء من الشجر العظام بحمض ولا خُلَّةٍ، وقال اللحياني: الخُلَّةُ يكون من الشجر وغيره. وقال ابن الأعرابي: هو من الشجر خاصة، قال أبو حنيفة: والعرب تسمى الأرض إذا لم يكن بها حمض خُلَّةً، وإذا لم يكن بها من النبات شيء يقولون: علونا أرض خُلَّةً، وأرضين خُلَلاً، والعرب تقول: الخُلَّةُ خبز الإبل، والحمض لحمها، أو فاكهتها، أو خبيصها، وإنما تحول إلى الحمض إذا ملت الخُلَّةَ.

وإبل خُلِّيَّةٌ ومُخِلَّةٌ، ومُخْتَلَّةٌ: ترعى الخُلَّةَ. وفي المثل: "إنك مختل فتحمض" أي انتقل من حال إلى حال، قال ابن دريد: هو مثل يقال للمتوعد المتهدد، وقال اللحياني: جاءت الإبل مُخْتَلَّةً، أي أكلت الخُلَّةَ واشتهت الحمض.

وأخَلَّ القوم: رعت إبلهم الخُلَّة.

وقالت بعض نساء الأعراب وهي تتمنى بعلا: "إن ضم قضقض، وإن دسر أغمض، وإن أخَلَّ أحْمَض" قالت لها أمها: لقد فررت لي شرة الشباب جذعة. تقول: إن أخذ من قبل أتبع ذلك بأن يأخذ من دبر.

وقول العجاج:

كانُوا مُخِلِّينَ فَلاقَوْا حَمْضَا

معناه: انهم لاقوا أشد مما كانوا فيه. يضرب ذلك للرجل يتوعد ويتهدد فيلقى من هو أشد منه.

وخَلَّ الإبل يَخُلُّها خَلاًّ وأخَلَّها: حولها إلى الخُلَّة. واختلت الإبل: احتسبت في الخُلَّة.

والخُلَّةُ: شجرة شاكة، وهي الخُلَّة التي ذكرتها إحدى المتخاصمتين إلى ابنة الخس حين قالت: مرعى إبل أبي الخُلَّةُ. فقالت لها ابنة الخس: سريعة الدرة والجرة.

وخُلَّة العرفج: منبته ومجتمعه.

والخَلَلُ: منفرج ما بين كل شيئين.

وخَلَّلَ بينهما: فرج.

وخَلَلُ السحاب وخِلالُه: مخارج الماء منه، وفي التنزيل: -فَتَرَى الوَدْقَ يخْرُجُ مِنْ خِلالِه- قال اللحياني: هذا هو المجتمع عليه، قال: وروى عن الضحاك انه قرأ: -فَترَى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خَلَلِهِ-.

والخَلَّةُ: الثقبة الصغيرة، وقيل: هي الثقبة ما كانت، وقوله يصف فرسا:

أحالَ عَلَيه بالقَناةِ غُلامُنـا

 

فأذْرِعْ به لِخَلَّةِ الشَّاةِ رَاقِعَا

معناه: أن الفرس يعدو بينه وبين الشاة خلة فيدركها، فكأنه رقع تلك الخلة بشخصه،و قيل: يعدو وبين الشاتين خلة فيرقع ما بينهما بنفسه.

وهو خِلَلَهم وخِلالَهُم، أي بينهم.

وخِلالُ الدار: ما حوالي جدرها وما بين بيوتها، وفي التنزيل: -فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ-، وقال اللحياني: جلسنا خلال بيوت الحي، وخلال دور القوم، أي جلسنا بين البيوت ووسط الدور، قال: وكذلك يقال: سرنا خلل العدو وخلالهم،أي بينهم، وفي التنزيل: -و لأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ-.

وتَخَلَّلَ القوم: دخل بين خللهم وخلالهم.

وتَخَلَّلَ الرطب: طلبه خلال السعف بعد انقضاء الصرام، واسم ذلك الرطب: الخُلالَةُ. وقال أبو حنيفة: هي ما يبقى في أصول السعف من التمر الذي ينتثر.

وخَلَّلَ فلان أصابعه بالماء: أسال الماء بينها في الوضوء، وكذلك خَلَّلَ لحيته، إذا توضأ فأدخل الماء بين شعرها، وفي الحديث: "خَلِّلُوا أصابعكم لا تُخَلِّلُها نار قليل بقياها".

وخَلَّ الشيء يَخُلُّه خَلاًّ فهو مَخلُولٌ وخَلِيلٌ، وتَخَلَّلَه: ثقبه ونفذه.

والخِلالُ: ما خَلَّه به، والجمع أخِلَّةٌ.

والأخِلَّةُ أيضا: الخشبات الصغار اللواتي يُخَلُّ بها ما بين شقاق البيت.

والخِلالُ: عود يجعل في لسان الفصيل لئلا يرضع، خَلَّهُ يَخُلُّه خَلاًّ، وقيل: خَلَّة: شق لسانه ثم أدخل فيه ذلك العود.

وخَلَّ الكساء وغيره يَخُلُّه خَلاًّ: شده بِخِلال، وقيل: خَلَّ الشيء يَخُلُّه خَلاًّ: جمع أطرافه بِخِلالٍ، وقوله أنشده ثعلب:

سَمِعْنَ بِمَوْتِهِ فَظَهَرْنَ نَوْحاً

 

قِياماً ما يُخَلُّ لَهُنَّ عُـودُ

إنما أراد: لا يُخَلُّ لهن ثوب بعود، فأوقع الخَلَّ على العود اضطرارا، يصف بقرا وقبل هذا:

ألا هَلَكَ امرُؤٌ قامَتْ عَلَيهِ

 

بِجَنْبِ عُنَيْزَةَ البَقَرُ الهُجُودُ

قال ابن دريد: ويروى: "لا يحل لهن عود" قال: وهو خلاف هذا المعنى الذي أراده الشاعر.

والخَلُّ: الطريق النافذ بين الرمال المتراكمة، قال:

أقْبَلْتُها الخَلَّ مِنْ شَوْرَانَ مُصعِدَةً

 

إني لأَزْرِي عَلَيها وهْيَ تَنْطَلِقُ

سُمى خَلاًّ لأنه يَتخَلَّلُ، أي ينفذ، وقيل: الخَلُّ: الطريق بين الرملتين،و قيل: هو الطريق في الرمل أيا كان، قال:

مِنْ خَلِّ ضَمْرٍ حينَ هابا ودَجا

والجمع أَخُلٌّ وخِلالٌ.

واخْتَلَّه بالرمح: نفذه، قال اللحياني: طعنه فاختل ؤاده، قال الشاعر:

نَبَذَ الجِوَارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِهِ

 

لمَّا اختَلَلتُ فُؤَادَه بِالمِطْـرَدِ

وتَخَلَّلَه به: طعنه طعنة إثر أخرى.

وعسكرٌ خالٌّ ومُتَخَلْخِلٌ: غير متضام كأن فيه منافذ.

والخَلَلُ: الوهن في الامر، وهو من ذلك، كأنه ترك منه موضع لم يبرم ولا أحكم.

وفي رأيه خَلَلٌ، أي انتشار وتفرق.

وأمر مُخْتَلٌّ: واهن.

وأَخَلَّ بالشيء: أجحف.

وأخَلَّ بالمكان وغيره: غاب عنه وتركه.

وأخَلَّ الوالي بالثغور: قلل الجند بها.

وأخَلَّ به: لم يف له.

والخَلَلُ: الرقة في الناس.

والخَلَّةُ: الحاجة والفقر، وقال اللحياني: به خَلَّةٌ شديدة، أي خصاصة، وحكى عن العرب: اللهم اسدد خَلَّتَه، وفي المثل: "الخَلَّةُ تدعو إلى السَّلَّةُ"، السلة: السرقة وقد خَلَّ الرجل وأُخِلَّ به، ورجل مُخَلٌّ ومُخْتَلٌّ وخَلِيلٌ وأخَلُّ: معدم فقير محتاج قال زهير:

وإنْ أتاهُ خَلِيلٌ يَوْمَ مَسْـغَـبَةٍ

 

يَقولُ لا غائِبٌ مالِي ولا حَرِمُ

قال ابن دريد: وفي بعض صدقات السلف: لِلأخَلِّ الأقرب، أي الأحْوَجِ وحكى اللحياني: ما أخَلَّك الله إلى هذا، أي ما أحوَجَك، وقال: الزق بالأخَلِّ فالأخَلِّ، أي بالأفقر فالأفقر.

واخْتَلَّ إلى كذا: احتاج، ومنه قول ابن مسعود: "تعلموا العلم فإن أحدكم لا يدري متى يُخْتَلُّ إليه، ويخْتلّ" وقوله أنشده ابن الأعرابي:

وما ضَمَّ زَيْدٌ مِنْ مُقيمٍ بأَرْضِه

 

أخَلَّ إليه منْ أبيه وأفْـقـرَا

أخَلَّ هاهنا أفْعَل، من قولك: خَلَّ الرجل إلى كذا: احتاج، لا من أُخِلَّ، لأن التعجب إنما هو من صيغة الفاعل لا من صيغة المفعول، أي أشد خَلَّة إليه وأَفْقَر من أبويه.

والخَلَّةُ كالخصلة، وقال كراع: الخَلَّةُ الخصلة تكون في الرجل، وقال ابن دريد: الخَلَّةُ: الخصلة، يقال: في فلان خَلَّةٌ حسنة، فكأنه إنما ذهب بالخَلَّة إلى الخصلة الحسنة خاصة، وقد يجوز أن يكون مثل بالحسنة لمكان فضلها على السمجة، والجمع خِلالٌ.

وخَلَّ في دعائه وخَلَّلَ، كلاهما: خص. قال:

قَدْ عَمَّ في دُعائِه وخَلاَّ

وخَطَّ كاتِباهُ واسْتَمَّلا

وقال:

كأنَّكَ لمْ تَسْمَعْ ولمْ تَكُ شاهِداً

 

غَداةَ دعا الدَّاعِي فَعَمَّ وخَلَّلاَ

والخُلَّة: الصداقة المختصة التي ليس فيها خَلَلٌ، تكون في عفاف الحب ودعارته، وجمعها خِلالٌ، وهي الخَلالَةُ والخِلالَةُ والخُلُولَةُ.

وقد خالَّ الرجل والمرأة مُخالَّةً وخلالاً، قال امرؤ القيس:

ولَسْتُ بمَقْلِيِّ الخِلالِ ولا قالِ

وقوله تعالى: -مِنْ قَبْلِ أنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فيهِ ولا خِلالٌ- قيل: هو مصدر خالَلْت، وقيل: هو جمع خُلَّة كجلة وجلال.

وقال اللحياني: إنه لكريم الخِلِّ والخِلَّةِ، كلاهما بالكسر، أي المصادقة والموادة والإخاء، وأما قول الهذلي:

إنَّ سَلْمَى هيَ المُنَى لَوْ تَرانِي

 

حَبَّذا هِي مِنْ خُلَّةٍ لَوْ تُخالِي

إنما أراد: لو تُخالِل، فلم يستقم له ذلك، فابدل من اللام الثانية ياء.

والخُلَّة: الصديق، الذكر والأنثى والواحد والجميع في ذلك سواء، وقد ثنى بعضهم الخُلَّة قال جران العود:

خُذَا حَذَاراً يا خُلَّتَـيَّ فَـإنَّـنِـي

 

رَأيتُ جِرَانَ العَوْدِ قَدْ كادَ يَصْلُحُ

فثنى، وأوقعه على الزوجتين، لأن التزاوج خلة أيضا.

والخِلُّ: الصديق المختص، والجمع أخْلال عن ابن الأعرابي، وأنشد:

أُولَئِكَ أخْداني وأخْلالُ شِيَمِتي

 

وأخْدانُكَ الَّلائِي تَزَيَّنَّ بالكَتَمْ

ويروى "يزين" ويقال: كان لي ودا وخِلا، وودا وخُلا، قال اللحياني: كسر الخاء أكثر، والأنثى خل أيضا، وروى بعضهم هذا البيت هكذا:

تَعَرَّضَتْ لِي بِمَكانٍ خِلِّي

فخِلِّى هاهنا مرفوعة الموضع بتعرضت، كأنه قال: تعرضت لي خِلِّي بمكان خِلْوٍ أو غير ذلك، ومن رواه "بمكان حل" فحل هنا من نعت المكان، كأنه قال: بمكان حلال.

والخَلِيلُ، كالخِلِّ، وقولهم: إبراهيم عليه السلام خليل الله، قال ابن دريد: الذي سمعت فيه أن معنى الخليل: الذي أصفى المودة وأصحها، قال: ولا أزيد فيه شيئا، لأنها في القرآن، يعني: -وَ اتَّخذَ اللهُ إبرَاهِيمَ خَلِيلاً- والجمع أخِلاَّءُ وخُلاَّنٌ، والأنثى خَلِيلَةٌ، والجمع خليلات وخلائل، وقول ساعدة ابن جؤية:

بِأصْدَقَ بَأساً مِنْ خَليلِ ثَمِـينَةٍ

 

وأمْضَى إذا ما أفْلَطَ القائِمَ اليَدُ

إنما جعله خليلها لأنه قتل فيها، كما قال الآخر:

لمَّا ذَكَرْتُ أخا العِمقَى تـأوَّبَـنِـي

 

هَمِّي وأفْرَدَ ظَهْرِي الأغلَبُ الشِّيحُ

وخَلِيلُ الرجل: قلبه، عن أبي العميثل الأعرابي، وأنشد:

ولَقَد رَأى عَمرٌو سوادَ خَلِيلِه

 

مِنْ بَينِ قائِمِ سَيْفِه والمِعصَمِ

وقوله أنشده أبو العميثل أيضا:

إذا رَيْدَةٌ مِنْ حَيثُ ما نَفَحَتْ لَهْ

 

أتاهُ بِرَيَّاها خَلِيلٌ يُوَاِصُـلُـهْ

فسره ثعلب فقال: الخليل هنا الأنف.

والخَلُّ: المهزول، والسمين، ضد، يكون في الناس والإبل، وقال ابن دريد: الخَلُّ: الخفيف الجسم، وأنشد هذا البيت المنسوب إلى الشنفري أو تأبط شرا:

سَقِّنِيها يا سَوادَ بْنَ عَمْرٍو

 

إنَّ جِسْميِ بَعْدَ خالِي لخَلُّ

والأنثى خَلَّةٌ، خَلَّ لَحْمُه يَخِلُّ ويَخُلُ خَلاًّ وخُلُولاً، واخْتَلَّ، وذلك في الهزال خاصة، وأما ما جاء في الحديث: "أنه أتى بفصيل مَخْلُولٍ" فقيل: هو الذي قد نحل جسمه، والأصح انه المشقوق اللسان لئلا يرضع.

والمُخْتَلُّ، كالخَلِّ، كلاهما عن اللحياني.

وثوب خَلٌّ: بال في طرائق.

والخَلُّ: ابن المخاض، والأنثى خَلَّةٌ، وقال اللحياني: الخَلَّةُ: الأنثى من الإبل.

والخَلُّ: عرق في العنق متصل بالرأس، أنشد ابن دريد:

تَمَّ هادٍ شَدِيدِ الخَلِّ

والخِلَلُ: بقية الطعام بين الأسنان، واحده خِلَّةٌ، وقيل: خِلَلَةٌ، الأخيرة عن كراع، ويقال له أيضا: الخالُّ، والخِلالَةُ، والخِلَّةُ، وقد تَخَلَّلَه.

والمُخْتَلُّ: الشديد العطش.

والخَلاَلُ: البلح، واحدته خَلالَةٌ.

وأخَلَّتِ النخلة: اطلعت الخَلاَلَ. وأخَلَّتِ أيضا: أساءت الحمل.

والخِلَّةُ: جفن السيف المغشي بالأدم، قال ابن دريد: الخِلَّةُ: بطانة يغشى بها جفن السيف تنقش بالذهب وغيره، والجمع خِلَلٌ، قال ذو الرمة:

كَأنَّها خِلَلٌ مَوْشِيَّةٌ قُشُبُ

وقال عبيد بن الابرص:

دارُ حَيٍّ مَضَى بِهِمْ سالِفَّ الدَّهْ

 

رِ فأضْحَتْ دِيارُهُمْ كالخِلالِ

وأما قوله:

إنَّ بَنِي سَلمَى شُيُوخٌ جِلَهْ

بِيضُ الوُجُوهِ خُرُقُ الأَخِلَّهْ

فزعم ابن الأعرابي أن الأخلة جمع خلة، اعني جفن السيف، ولا أدري كيف تكون الأخلة جمع خلة، لأن فعلة لا تكسر على أفعِلَة، هذا خطأ، فأما الذي أوجه أنا عليه الأَخِلَّة، فأن تكسر خِلَّة على خِلالٍ كطبة وطباب، وهي الطريقة من الرمل أو السحاب، ثم يكسر خِلالٌ على أخِلَّةٍ، فتكون حينئذ أخِلَّة جمع جمع، وعسى أن يكون الخِلالُ لغة في خِلَّة السيف، فتكون أخِلَّةٌ جمعها المألوف، وقياسها المعروف، إلا أني لا أعرف الخلال لغة في الخلة.

وكل جلدة منقوشة خِلَّةٌ.

والخِلَّةُ: السير الذي يكون في ظهر سية القوس.

والخُلْخُلُ والخَلْخَلُ من الحلي معروف، قال:

مَلأَى البَرِيمُ مُتأَقُ الخُلْخُلِّ

أراد مُتأق الخُلخُل، فشدد للضرورة.

والخَلْخالُ كالخُلخُل.

والمُخَلْخَلُ: موضع الخَلخال.

وتَخَلْخَلَت المرأة: لبست الخَلْخالَ.

ورمل خَلْخالٌ: فيه خشونة.

وثوب خَلْخالٌ: رقيق.

وخَلْخَلَ العظم: أخذ ما عليه من اللحم.

وخَلِيلانُ: اسم، رواه أبو الحسن، قال أبو العباس: هو اسم مغن.

مقلوبه: - ل خ خ -

لَخَّتْ عينه تَلِخُّ لخاًّ، ولَخيخاً: كثرت دموعها وغلظت أجفانها، أنشد ابن دريد:

لا خَيرَ في الشَّيخِ إذا ما اجْلَخَّا

وسالَ غَرْبُ عَيْنِيه فَـلَـخَّـا

واللَّخَّةُ: الأنف، قال:

حَتى إذا قالَتْ لهُ إيهٍ إيهْ

وجَعَلَتْ لَخَّتُهَا تُغَـنِّـيهْ

"تغنيه" أراد تغننه. من الغنة.

وواد لاخٌّ ومُلْتَخٌّ: كثير الشجر مؤتشب.

والتَخَّ عليهم أمرهم: التبس فلم يدروا كيف يتوجهون له.

وسكران مُلْتَخٌّ: مختلط لا يفهم شيئا، فأما قولهم: ملطخ، فغير مأخوذ به، لأنه ليس بعربي.

واللَّخْلَخانِيَّةُ: العجمة، رجل لخلخاني وامرأة لخلخانية.

واللَّخْلَخَةُ: ضرب من الطيب، وقد لَخْلَخَه.

الخاء والنون

الخَنِينُ، من بكاء النساء: دون الانتحاب، وقيل: هو تردد البكاء حتى تصير في الصوت غنة، وقيل: هو رفع الصوت بالبكاء، وقيل: هو صوت يخرج من الأنف، خَنَّ يَخِنُّ خَنِيناً.

والخَنِينُ: الضحك إذا أظهره الإنسان فخرج خافيا، والفعل كالفعل.

والخَنَنُ والخُنَّةُ والمَخَنَّةُ، كالغنة،و قيل: هو فوق الغنة وأقبح منها.

ورجل أخَنُّ: مسدود الخياشيم، وقيل: هو الساقط الخياشيم، والأنثى خَنَّاءُ، وقد خَنَّ.

والخُنَنَةُ: الثور المسن الضخم.

والخَنْخَنَةُ: ألا يبين الكلام فَيُخَنْخِنُ في خياشيمه.

والخُنَانُ في الإبل، كالزكام في الناس.

وزمن الخُنانِ: زمن ماتت فيه الإبل عنه. وقال ابن دريد: هو زمن معروف عند العرب قد ذكروه في أشعارهم، ولم نسمع فيه من علمائنا تفسيرا شافيا، والأول عندي أصح.

والخُنانُ: داء يأخذ الطير في حلوقها، وهو أيضا: داء يأخذ العين، قال جرير:

وأَشفِى مِنْ تَحَلُّـجِ كُـلِّ داءٍ

 

وأكوى النَّاظِرَيْنِ مِنَ الخُنانِ

ووطيء مِخَنَّتَهم، ومَخَنَّتَهم، أي حريمهم.

والمِخَنُّ: الرجل الطويل، والصحيح المَخْنُ، وسيأتي ذكره.

مقلوبه: - ن خ خ -

النَّخَّة والنُّخَّةُ: اسم جامع للحمر، وقيل: النُّخَّةُ: البقر العوامل.

والنَّخَّةُ: الرقيق من الرجال والنساء، يعني بالرقيق المماليك.

والنَّخَّةُ: أن يأخذ المصدق دينارا بعد فراغه من الصدقة، قال:

عَمِّى الذي مَنَعَ الدِّينارَ ضاحِيَةُ

 

دينارَ نَخَّةِ كَلبٍ وهْوَ مَشْهودُ

وقيل: النَّخَّةُ: الدينار الذي يأخذه، وبكل ذلك فسر قوله صلى الله عليه وسلم: "ليس في النَّخَّةِ صدقة".

والنَّخُّ: أن تُناخَ النَّعَمُ قريبا من المصدق حتى يصدقها، وقد نَخَّها ونَخَّ بها.

والنَّخُّ: سوق الإبل وزجرها واحتثاثها، وقد نَخَّها يَنُخُّها، قال:

إنَّ لَها لَسائِقاً مِزَخَّا

 

أخرَسَ إلاَّ أنْ يَنْخَّ نَخاَّ

واستعمل بعضهم النَّخَّ في الإنسان، فقال:

إذا ما نَخَخْتَ العامِرِيَّ وجَدْتَـه

 

إلى حَسَبٍ يَعْلُو عَلى كُلِّ فاخِرِ

وكذلك النَّخْنَخَةُ.

وقد نَخْنَخَها فَتَنَخْنَخَتْ: زجرها فقال لها أخ أخ، على غير قياس، هذا قول أهل اللغة، وليس بقوي.

وتَنَخْنَخَ البعير: برك ثم مكن لثفناته من الأرض.

وتَنَخْنَخَت الناقة: إذا رفعت صدرها عن الأرض وهي باركة.

والنَّخِيَخَةُ: زبد رقيق يخرج من السقاء إذا حمل على بعير بعد ما نزع زبده الأول فيمخض فيخرج منه زبد رقيق.

والنُّخُّ: بساط طوله أكثر من عرضه، وهو فارسي معرب، وجمعه نِخاخٌ.

الخاء والفاء

الخَفَّةُ والخِفَّةُ: ضد الثقل والرجوح يكون في الجسم والعقل والعمل، خَفَّ يَخِفُّ خَفًّا وخِفَّةً، فهو خَفِيفٌ وخُفافٌ، وقيل: الخَفيفُ في الجسم، والخُفاف في التوقد والذكاء، وجمعهما خفاف، وقوله عز وجل: -انْفِرُوا خِفافاً وثِقالاً- قال الزجاج: أي موسرين أو معسرين، وقيل: خفت عليكم الحركة أو ثقلت، وقيل: ركبانا ومشاة وقيل: شبانا وشيوخا.

وشيء خِفٌّ: خفيف، قال امرؤ القيس:

يَطيرُ الغُلامُ الخِفُّ عَنْ صَهَواتِهِ

 

ويُلْوِي بأطْرافِ العَنِيِفِ المُثَقَّلِ

وخِفُّ المتاع: خَفيفُه.

وخَفَّ المطر: نقص، قال الجعدي:

فَتَمَطَّى زَمْـخَـرِي وارِمٌ

 

مِنْ رَبيعِ كلَّما خَفَّ هَطَلْ

واسْتَخَفَّه الفزع والطرب: خَفَّ لهما فاستطار ولم يثبت.

واسْتَخَفَّه: طلب خِفَّتَه، وقوله عز وجل: -وَ لا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ- قال الزجاج: معناه لا يستفزنك عن دينك، أي لا يخرجنك الذين لا يوقنون، لأنهم ضلال شاكون.

واستَخَفَّه: رآه خفيفا، ومنه قول بعض النحويين: استخف الهمزة الأولى فخففها، أي إنها لم تثقل عليه فخففها لذلك.

والنون الخَفِيَفُة: خلاف الثقيلة، ويكنى بذلك عن التنوين أيضا، ويقال: الخفيفة، وسيأتي ذكره.

وأخَفَّ الرجل، إذا كانت دوابه خِفافا.

والمُخِفُّ: القليل المال الخفيف الحال.

والخَفِيفُ: ضرب من العروض، سمي بذلك لخِفَّته.

وخَفَّ القوم عن منزلهم خفوفا: ارتحلوا مسرعين، وقيل: ارتحلوا عنه، فلم يخصوا السرعة.

ونعامة خَفَّانَةٌ: سريعة.

والخُفُّ: مجتمع فرسن البعير والناقة، وقد يكون الخُفُّ للنعام، سووا بينهما للتشابه.

وخُفُّ الإنسان: ما أصاب الأرض من باطن قدمه، وقيل: لا يكون الخف للحيوان إلا للبعير والنعامة.

والخُفُّ: الذي يُلبس.

والجمع من كل ذلك أخفافٌ وخِفافٌ.

وتَخَفَّفَ خُفاًّ: لبسه.

وجاءت الإبل على خُفٍّ واحد، إذا تبع بعضها بعضا كأنها قطار. كل بعير رأسه عند ذنب صاحبه.

وأخفَّ الرجل: ذكر قبيحه وعابه.

وخَفَّانُ: موضع أشِبُ الغياض كثير الأسد، قال الأعشى:

وما مُخْدِرٌ وَرْدٌ علَيهِ مَـهـابَةٌ

 

أبُو أشْبُلٍ أضْحَى بخَفَّانَ حارِدَا

وخُفافٌ: اسم رجل.

والخَفْخَفَةُ: صوت الحباري والضبع والخنزير، وقد خَفْخَفَ، قال جرير:

لَعَنَ الإلَهُ سِبالَ تَغْلِبَ إنَّهُـمْ

 

ضُرِبُوا بِكُلِّ مُخَفْخِفٍ حَنَّانِ

وهو الخُفاخِفُ.

والخَفْخَفَةُ أيضا: صوت الثوب الجديد، أو الفرو الجديد إذا لبس أو نشر.

والخفْخَفَةُ أيضا: صوت القرطاس إذا حركته وقلبته.

وأنَّها لخَفْخافَةُ الصوت، أي كأن صوتها يخرج من أنفها.

والخُفْخُوفُ: طائر، قال ابن دريد: ذكر ذلك عن أبي الخطاب الأخفش، قال: ولا أدري ما صحته، ولا ذكره أحد من أصحابنا.

مقلوبه: - ف خ خ -

الفَخُّ: الذي يصاد به، معروف، وقيل: هو أعجمي معرب، والجمع فُخوخٌ.

والفَخَّةُ والفَخِيخُ في النوم، دون الغطيط وقيل: هي أن ينام الرجل وينفخ في نومه، وقد تقدم.

والفَخِيخُ من أصوات الحيات: شبيه بالنفخ، وقد تقال بالحاء غير المعجمة، وهي أعلى.

ومرة فَخٌّ وفَخَّةٌ: قذرة، قال جرير:

وأُمُّكُمُ فَخٌّ قُذامٌ وخَيْذَفُ

وفَخٌّ: موضع، وقيل: موضع بمكة، وقال أبو حنيفة: فَخٌّ: موضع خارج مكة به مويه، وأنشد:

ألا لَيْتَ شعَرِي هَلْ أبِيتَنَّ لَيْلَةً

 

بِفَخٍّ وحَوْلِي إذْخَرٌ وجَلِـيلُ

هكذا قال أبو حنيفة، وهو موضع خارج مكة، نصب "خارج" على الظرف، وهذا خطأ، لأن سيبويه قد أبى ذلك فقال: لا تقول: هو خارج الدار حتى تقول: هو من خارجها.

والفَخُّ والفَخَخُ: استرخاء في الرجلين.

الخاء والباء

الخَبَبُ: ضرب من العدو، وقيل: هو مثل الرمل، وقيل: هو أن ينقل الفرس أيامنه جميعا وأياسره جميعا، وقيل: هو أن يراوح بين يديه، وكذلك البعير، وقيل: الخَبَبُ: السرعة، وقد خَبَّتِ الدابة تَخُبُّ خَبًّا وخَبَباً وخَبيباً، واخْتَبَّتْ، حكاه ثعلب وأنشد:

مُذَكَّرَهُ الثُّنْايا مُسانَدَةُ القَرَا

 

جُمالِيَّةٌ تَخْتَبُّ ثُمَّ تُنِـيبُ

وقد أخَبَّها.

والخِبُّ: الخداع والخبث والغش، ورجل مُخابٌّ: مدغل، كأنه على خابَ، ورجل خَبَ: خبيث خداع منكر، قال الشاعر:

وما أنتَ بالخَبِّ الخَتُور ولا الَّذِي

 

ذا استُودِعَ الأسرارَ يَوما أذاعَها

والأنثى خَبَّةٌ، وقد خَبَّ يَخِبُّ خِبًّا.

والتَّخْبِيبُ: إفساد الرجل عبدا أو أمة لغيره.

والخِبُّ: هيجان البحر: خَبَّ بهم البحر يَخُبُّ.

والخَبُّ: حبل من الرمل لاطيء بالأرض.

والخُبَّةُ: مستنقع الماء، قال أبو حنيفة: الخُبَّة من الرمل كهيئة الفالق غير إنها أوسع واشد انتشارا، وليست لها جرفة، وهي الخِبَّة والخَبِيبَةُ.

والخُبُّ: الغامض من الأرض، والجمع أخْبابٌ وخُبُوبٌ.

والمَخَبَّةُ: بطن الوادي، وهي الخَبِيبَةُ.

والخَبِيبُ: الخد في الأرض.

والخَبيِبَةُ والخِبَّةُ: الطريقة من الرمل والسحاب، وهي من الثوب، شبه الطرة، وأنشد ثعلب:

يَطِرْنَ عَنْ ظَهرِي ومَتْنِي خِبَبَا

وثوب خِبَبٌ وأَخْبابٌ: خلق متقطع، عن اللحياني.

والخَبِيبَةُ: الشريحة من اللحم وقيل: الخصلة من اللحم يخلطها عقب، وقيل: كل خصيلة خَبِيَبَةٌ، وخَبائِبُ المتنين: لحم طوارهما، قال النابغة:

فأرْسَلَ غُضْفاً قَدْ طَواهُنُّ لَيلَةً

 

تَقَنَّطْنَ حتى لَحْمُهُنَّ خَبـائِبُ

والخَبِيبَةُ: صوف الثني، وهو أفضل من العَقِيَقَةِ وأبقى.

والخَبيبَة والخُبُّ: الخرقة تخرجها من الثوب فتعصب بها يدك، وقال اللحياني: الخُبُّ: الخرقة الطويلة مثل العصابة، وأنشد:

لَها رِجْلٌ مُجَبَّرَةٌ بِخُـبّ

 

وأُخْرَى ما يُستِّرُها أُجاجُ

قال أبو حنيفة: الخُبَّةُ: أرض بين أرضين لا مخصبة ولا مجدبة، قال:

حتى تنالَ خُبَّةً مِنَ الخُبَبْ

قال:و زعموا أن ذا الرمة لقى رؤبة فقال له: ما معنى قول الراعي:

أناخُوا بأشْوالٍ إلى أهْلِ خُـبَّةٍ

 

طُرُوقاً وقَدْ أقْعَى سُهَيْلٌ فَعَرَّدَا

قال: فجعل رؤبة يذهب مرة هاهنا ومرة هاهنا إلى أن قال: هي أرض بين المكلئة والمجدبة، قال: وكذلك هي، وقيل: "أهل خبة" في بيت الراعي: أبيات قليلة.

والخُبَّةُ: من المراعي، ولم يفسر لنا.

وخُبَّةُ: اسم أرض، قال الأخطل:

فتنَهْنَهَتْ عنْهُ ووَلَّى يَقْتَرِي

 

رَمْلاً بِخُبَّةَ تارَةً ويَصُومُ

وخَّبَّ النَّبات والسفا: ارتفع وطال.

وخْبَّ السفا: جرى.

وخَبَّ الرجل خبًّا: منع ما عنده.

وخَبَّ: نزل المنهبط من الارض، لئلا يشعر بموضعه بخلا ولؤما.

والخَوَابُّ: القرابات، واحدها خابٌّ.

والخَبْخابُ: رخاوة الشيء المضطرب، وقد تَخَبْخَبَ.

وتَخبْخبَ بدن الرجل: إذا سمن ثم هزل حتى يسترخي جلده فتسمع له صوتا من الهزال.

وتَخبْخَبَ الحرُّ: سكن بعض قورته.

وخَبْخِبوا عنكم من الظهيرة: أبردوا، فأما قوله:

حتى تَجِيءَ الخطَبَهْ

بِإبلٍ مُخَبْخَبَهْ

فليس على وجهه، إنما هو مُبَخْبَخَة، أي يقال لها: بَخٍ إعجابا بها، فقلب، وأحسن من ذلك مجبجبة بالجيم، أي عظيمة الجنوب.

وخَبَّابٌ وخُبَيْبٌ: اسمان.

مقلوبه: - ب خ خ -

بَخٍ: كلمة فخر، قال:

رَوَافِدُه أكرَمُ الرَّافِداتِ

 

بَخٍ لكَ بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَمّْ

ودِرْهَمٌ بَخِّيٌّ: كتب عليه: بَخْ.

وبَخْبَخَ الرجل: قال: بَخْ بَخْ.

وإبل مُبْخْبَخَةٌ: يقال لها: بَخٍ إعجابا بها وقد تقدم ما عللنا به قوله:

حَتى تَجِيءَ الخَطَبَهْ

بِإِبِلٍ مُبَخْبَخَهْ

من أنه أراد مبخبخة فقلب.

وبَخْبَخَةُ البعير وبَخْبَاخُه: هدير يملأ فمه بشقشقته، قال:

بَخٍ وبَخْباخُ الهَدِيرِ الزَّغْدِ

وقيل: بَخْباخُ الجمل: أول هديره.

وتَبَخْبَخَ لحمه: صوت من الهزال.

وتَبَخْبَخَ الحر، كَتَخَبْخَبَ.

وبَخْبِخُوا عنكم من الظهيرة: أبردوا، كخبخبوا.

وتَبَخْبَخَتِ الغنم: سكنت أينما كانت.

و من خفيفه: - ب خ -

بَخْ بَخْ، وبَخٍ بَخٍ: وبَخٍ بَخْ، كقولك: غاق غاق ونحوه، كل ذلك: كلمة تقال عند تعظيم الإنسان، وعند التعجب من الشيء.

الخاء والميم

خَمَّ البيت والبئر يَخُمُّهُما خَماًّ، واختمهما: كنسهما.

والمِخَمَّةُ: المكنسة.

وخُمامَةُ البيت والبئر: ما كسح منه من التراب فألقى بعضه على بعض. عن اللحياني.

والخُمامَةُ: الكناسة.

وخُمامَةُ المائدة: ما ينتشر من الطعام فيؤكل ويرجى عليه الثواب.

ورجل مَخْمومُ القلب: نقي من الغش والدغل، وقيل: نقيه من الدنس.

وهو السم لا يَخُمُّ، وذلك إذا كان خالصا.

وفلان يَخُمُّ ثياب فلان: إذا كان يثنى عليه.

وخَمَّ الناقة: حلبها.

وخَمَّ اللحم يخِمُّ ويَخُمُّ خَمًّا وخُموماً، وهو خَمٌّ، وأخَمُّ: تغيرت رائحته، قال ابن دريد: أكثر ما يستعمل ذلك في المطبوخ والمشوي، قال: فأما النيئ فيقال فيه: صل، وأصل، وقال: أبو عبيد في الأمثلة: خَمَّ اللحم وأخَمَّ: تغير وهو شواء أو قدير، وقيل: هو الذي ينتن بعد النضج.

وخَمَّ اللبن وأخَمَّ: غيَّره خبث رائحة السقاء، وربما استعمل الخُمُومُ في الإنسان، قال:

وشَمَّةٍ مِنْ شارِفٍ مَزْكُومِ

قَدْ خَمَّ أوْ زادَ عَلى الخُمُومِ

هكذا أنشده ابن دريد بجر شمة، والمعروف "وشمة" منصوب، لأن قبل هذا:

إليكَ أشْكُو جَنَفَ الخُصُومِ

وقوله أنشده ابن الأعرابي:

كأنَّ صَوْتَ شَخْبِها إذا خَمَا

إنما أراد "خَمَّ" فأبدل من الميم الأخيرة ياء، وهذا كقولهم: لا أملاه، أي لا أمله.

والخُمُّ: قفص الدجاج، أرى ذلك لخبث رائحته.

والخَمُّ: البكاء الشديد، حكاه الهروي في الغريبين.

والخِمامَةُ: ريشة فاسدة رديئة تحت الريش.

والخَمُّ والاخْتِمامُ: القطع، قال:

يا ابنَ أَخِي كَيفَ رَأيْتَ عَمَّكَا

أرَدْتَ أنْ تَخْتَمَّهُ فاخْتَمَّكَا

وخَمَّانُ الناس: خشارتهم، وقيل: جماعتهم وقال اللحياني: رأيت خمانا من الناس، أي ضعفاء.

وخَمَّانُ البيت: رديء متاعه، قال ابن دريد: هكذا روى عن أبي الخطاب.

وخَمَّانُ الشجر: رديئه، أنشد ثعلب:

رَألَةٌ مُنْتَتِفٌ بُلْعُـومُـهـا

 

تَأكُلُ القَثَّ وخَمَّانَ الشَّجَرْ

وخُمَّانُ: موضع.

وخَمٌّ: غدير معروف، وقال ابن دريد: إنما هو خُمٌّ بضم الخاء، قال معن بن أوس:

عَفا وخَلا مِمَّنْ عَهِدْتَ بـهِ خُـمُّ

 

وشاقَكَ بِالمَسْحاء مِنْ سَرِفٍ رَسْمُ

وإخْميمُ: موضع بمصر.

وخُمَّام على وزن خُطَّاف: أبو بطن، وأرى ابن دريد إنما قال: خُمَامٌ، بالتخفيف.

والخمْخَمَةُ والتَّخَمْخُمُ: ضرب من الأكل قبيح.

والخِمْخِمُ: نبات، قال أبو حنيفة: الخِمْخِمُ والحِمْحمُ واحد، وقد تقدم ذلك.

والخُمْخمُ: دويبة في البحر، عن كراع.

مقلوبه: - م خ خ -

المُخُّ: نقي العظم، وقال ابن دريد: المُخُّ ما أُخرج من عظم، والجمع مِخَخَةٌ ومِخاخٌ.

والمُخَّةُ: الطائفة منه، تقول العرب: هو أسمح من مُخَّةِ الوبر، أي أسهل، وقالوا: اندرع اندراع المُخَّةِ، وانقصف انقصاف البروقة، فاندرع: تقدم، وانقصف: انكسر بنصفين.

وتَمَخَّخَ العظم ومَخْمَخَهُ: أخرج مُخَّهُ.

والمُخاخَةُ: ما تمصص منه.

وعظم مَخِيخٌ ذو مُخٍّ، وشاة مَخِيَخَةُ، وناقة مخيخة، أنشد ابن الأعرابي:

باتَ يُماشِي قُلُصاً مَخايِخا

وأمَخَّ العظم: صار فيه مُخٌّ.

وأمخَّتِ الدابة: سمنت.

وأَمخَّتِ الإبل: سمنت، وقيل: هو أول السمن في الإقبال، وآخر الشحم في الهزال.

وأَمَخَّ العود: ابتل وجرى فيه الماء، وأصل ذلك في العظم.

وأمَخَّ حب الزرع: جرى فيه الدقيق، وأصل ذلك للعظم.

والمُخُّ: الدماغ، قال:

فَلا يَسْرِقُ الكَلْبُ السَّرُوقُ نِعالَنـا

 

ولا نَنْتَقِي المُخَّ الذي في الجَماجِمِ

ويروى: "السرو" وهو فعول من السرى، وصف بهذا قوما فذكر أنهم كرام لا يلبسون من النعال إلا المدبوغة، فالكلب لا يأكلها، ولا يستخرجون ما في الجماجم، لأن العرب تعير بأكل الدماغ، كأنه عندهم شره ونهم.

ومُخُّ العين: شحمتها، وأكثر ما يستعمل في الشعر.

ومُخُّ كل شيء: خالصه.

والمُخُّ: فرس الغراب بن سالم.

انتهى الثنائي