باب الثلاثي الصحيح: الفرع الثالث

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الرابع

حرف الخاء

الفرع الثالث

 

الخاء والصاد واللام

الخَصْلة: الفَضيلة والرَّذيلة تكون في الانسان،و قد غَلب على الفضيلة، وجمعها: خصال.

والخَصْلة، والخَصْل: أن يقع السهمُ بِلزْق القِرطاس.

وقد اخصَل الرامي.

وتخاصَل القوم: تراهنوا على النِّضال.

واحرز خَصله: غلب على الرِّهان.

والخَصِيل: المَقمور.

والخَصيلة: كُل قِطعة من لحم، عظُمت أو صَغُرت.

وقيل: هي لحم الفَخذين والعَضُدين والذِّراعين.

وقيل: هي كل عَصَبَة فيها لحم غليظ.

وقيل: هو ما انماز من لحم الفَخذين.

والجمع: خصيل، وخصائل، قال بعض العرب يصف فرسا: إنه سَبِط الخصيلة، وهواه الصهيل، وقال زهير في صفة فرس:

ونَضربه حتى اطمأن قَذالُه ولم تَطمئنَّ نفسُه وخصائلهُ

وربما استُعمل في الانسان، انشد ابن الأعرابي:

يَبيت أبو لَيلى دَفيئاً وضَيفُه من القُرِّ يُضْحِى مُستخفّاً خصائلُه

والخُصْلة: القليلُة من الشعر، وهي الخصلة.

وقيل: الخُصْلة: الشَّعر المجتمع.

والخُصْلَةُ، والخَصْلَة: العنقود.

والخُصْلَةُ، والخَصْلَةُ، والخَصَلَة: كل ذلك عُود فيه شَوك.

وقيل: هو طرف القضيب الرَّطب الليِّن.

وقيل: هو ماء رخص من قُضبان العُرفُط.

وخَصَلَه يَخْصُلُه خَصْلاً: قَطعه.

وخَصّل البعير: قَطع له ذلك.

والمِخْصَال: المِنّجل.

والمِخْصل: القطّاع من السيوف وغيرها.

وخصّل الشيء: جعله قِطَعا، انشد ابن الأعرابي: وإن يُرد ذلك لا يُخَصِّل وبنو خُصَيْلةَ: بطن.

مقلوبه: - خ ل ص -

خَلَصَ الشّيءُ يخلُص خُلوصا وخَلاصا: نجا.

واخْلَصَه، وخَلّصَه.

واخلص لله دينه: امحضه.

واخلص الشيء: اختاره.

وقريء: -إلا عبادك منهم المُخْلِصِينِ- والمُخلَصِين.

قال ثعلب: يعني بالمُخلصِين: الذين اخلصوا العبادة لله عز وجل. وبالمُخلَصِين: الذين اخلصهم الله.

واستخلص الشيءَ، كاخلصه.

والخالصة: الإخلاص.

وقوله تعالى: -و قالوا ما في بُطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا-، قال الزجاج: يجوز أن يكون الخبر وجعل معنى "ما" التأنيث: لأنها في معنى الجماعة، كأنهم قالوا: جماعة ما في بطون هذه الأنعام خالصةٌ لذكورنا. وقوله "مُحرَّم" مردود على لفظا "ما".

ويجوز أن يكون انثه لتأنيث الانعام، والذي في بطون الأنعام ليس بمنزلة بعض الشيء، لأن قولك سقطت بعض اصابعه، بعض الأصابع إصبع، وهي واحدة منها، وما في بطن كل واحدة من الأنعام هو غيرها.

ومن قال: يجوز على أن الجملة انعام، فكأنه قال: وقالوا الأنعام التي في بطون الأنعام خالصة لذكورنا. قال: والقول الأول أبين، لقوله "و محرم" لأنه دليل على الحمل على المعنى في "ما".

وكلمة الإخلاص: التوحيد.

واخلصه النصيحة والحب، واخلصه له.

وهم يتخالصون: يُخلص بعضهم بعضا.

والخالص من الألوان: ما صفا ونَصَع، أيَّ لون كان. عن اللِّحياني.

والخِلاص، والخُلاصة، والخُلُوص: رُبٌّ يُتَّخذ من تَمر.

والخُلاَصة، والخِلاص: الثَّمر والسَّويق يُلقى في السَّمن.

واخلصه: فعل به ذلك.

والخلاص: ما خَلص من السَّمن إذا طُبخ.

والخِلاَص، والإخلاص، والإخلاصة: الزُّبد إذا خَلصَ من الثُّفل.

والخُلُوص: الثُّفل الذي يكون اسفل اللَّبن.

قال أبو حنيفة: ويقول الرجل لصاحبة السَّمن: اخِلصِي لنا. لم يُفسِّره أبو حنيفة. وعندي أن معناه: أعطينا الخُلاصة، أو الخِلاص.

والخِلاَص: ما اخلصته النارُ من الفضة والذهب، وفي حديث سلمان: انه كاتب أهَله على كذا وكذا وعلى أربعين اوقية خِلاَص.

والخِلاُصة، كالخِلاص. حكاه الهَروي في الغريبين.

واستخلص الرجلَ: إذا اختصَّه بدُخْلُله، وهو خالصتي، وخُلُصاني.

وقال أبو حنيفة: اخلصَ العَظمُ: كثر مخه.

واخلص البعيرُ: سَمِن، وكذلك الناقة، قال: وأرهقتْ عظامُه واخلَصا والخَلَصُ: شجرٌ طيّب الرِّيح له وَرْد كوَرْد المَرْو طيّب زكّي.

قال أبو حنيفة: اخبرني اعرابي: أن الخَلَص: شجر ينبت نباتَ الكَرْم، يتعلق بالشجر فيعلق، وله ورق اغبر رقاق مُدوَّر واسعة، وله وردة كوردالمرو، واصوله مُشرفة، وهو طيب الرِّيح، وله حَبٌّ كحبٌّ عِنب الثعلب: يَجتمع الثلاثُ والاربع معا، وهو احمر كخرز العقيق، لا يؤكل، ولكنه مَرعىً.

والخَلْصاء: ماء بالبادية. وقل: موضع.

وذو الخَلَصة، أيضا: موضع.

وخالِصَة: اسم امرأة.

مقلوبه: - ل خ ص -

لخّص الشيء: بينّه وحَبَّره.

واللَّخَصة: شحمة العين من أعلى واسفل.

واللخصتان من الفرس: الشَّحمتان اللتان في جوف وَقْبي عينيه.

وقيل: الشحمة التي في جوف الهَزْمة التي فوق عينيه، والجمعِ لخَاص.

ولَخَصَ البعيرَ يَلْخَصه لَخْصا: شق جَفنه لينظُر هل به شَحم أم لا، ولا يكون ذلك إلا مَنحورا.

والَّلخَص: غَلِظ الاجفان وكثرة لحمها، خلقةً.

وقال ثعلب: هو سُقوط باطن الحِجَاج على جَفن العين.

والفعل من كل ذلك: لَخِص لخَصَاً، فهو ألْخَص.

مقلوبه: - ص ل خ -

صَلخَ سَمعه، وصَلَخَ، الأخيرة عن ابن الأعرابي: ذهب.

قال ابن الأعرابي: فإذا بالغوا بالاصم قالوا: أصم أصْلَخ. وإذا دعي على الرجل قيل: صَلْخاً كصلخ النعام، لأن النعام كُله أصْلَخُ.

الخاء والصاد والنون

الخِصِين: فأس ذات خَلفْ واحد، تُذكَّر وتُؤنث، والجمع: أخْصُن.

مقلوبه: - خ ن ص -

الخِنَّوص: ولد الخِنزير، قال الاخطل يُخاطب بشر بن مروان:

أكلتَ الدَّجاجَ فافنيتَها فهل في الخَنانيص من مَغْمَزِ

ويروى: "أكلتَ الغَطَاط" وهي القَطا.

مقلوبه: - ص خ ن -

ماء صُخْنٌ: لغة في سُخْن، مُضَارعَةً.

الخاء والصاد والفاء

خصَفَ النَّعْل يَخصِفُها خَصْفاً: ظاهَر بعضَها على بعض.

وكُل ما طُورق بعضُه على بعض فقد خُصف.

والخَصَف: قِطعه مما تُخصف به النَّعل.

والمِخْصَف: المِثْقَب، قال أبو كبير يصف عُقاباً:

حتى انتهيتُ إلى فِراشِ عَزيزةٍ فَتخاءَ رَوثْةُ أنفها كالمِخصَفِ

وقوله: فما زالوا يخصفون أخفاف المطي بحوافر الخيل حتى لحقوهم، يعني: انهم جعلوا آثار حوافر الخيل على آثار أخفاف الإبل، فكأنهم طارقوا بها، أي خصفوها بها، كما تُخصَف النَّعلُ.

وخصف العُريانُ على نفسه الشيءّ يَخْصِفه: وَصَله وألزقه.

وفي التنزيل: -و طَفقا يَخْصفا-. وفي بعض القراءات -و طَفقا يَخِصِّفان-.

وتخصّفه، وكذلك.

ورجل مخْصَف وخَصّاف: صانع لذلك، عن السيِّرافي.

والخَصَفة: جُلَّة التمر.

وقيل: هي البَحرانية من الجلال خاصّة.

وجمعها: خصَف، وخِصَاف، قال الاخطل يذكر قبيلة: تَبيع بنَيها بالخِصَاف وبالتمر والخَصَف: ثياب غِلاظ جدا.

والخ!صف: الخَزف.

وخَصفه الشيبُ: إذا استوى البياضُ والسوادُ.

وحْبل أخصف، وخَصيف: فيه لونان من سواد وبياض.

وقيل: الخصيف: لون كلون الرماد.

ورماد خصيف: فيه سواد وبياض، وربما سُمي الرماد بذلك.

والاخصف من الخيل: الأبيض الجَنبين وسائر لونه ما كان، وقد يكون اخصف بجَنب واحد.

والاخصف: الظَّليم، لسواد فيه وبياض.

والخَصْفاء من الضأن: التي ابيضّت خاصرتاها.

والخَصوف من النساء: التي تَلد في التاسع ولا تدخل في العاشر، وهي من مرابيع الإبل التي تُنتج لخمس وعشرين بعد المَضرب والحَوْل، ومن المَصايف: التي تُنتج بعد المضرب والحول بخمس.

وقيل: الخَصُوف من الإبل: التي تُنْتَج إذا اتت على مضربها تماما لا يَنْقص.

وقال ابن الأعرابي: هي التي تُنتج عند تمام السنة.

والفعل من كل ذلك: خَصَفتْ تَخْصِف خِصافا.

وخَصَفة: قَبيلة من مُحارب.

وخَصَفة بن قَيس، وأبو قبائل من العرب.

وخِصَاف: فرس سُمير بن ربيعة.

وخصاف أيضا: فرس: حَمَل بن بدر.

مقلوبه: - ص خ ف -

الصَّخْف: حَفر الأرض.

والمِصْخَفة: المِسْحاة، يمانية.

الخاء والصاد والباء

الخِصْب: كثة العُشْب ورفاغة العَيش.

قال أبو حنيفة: والكمأة من الخصب، والجراد من الخِصب، وإنما يُعد خِصْبا إذا وقع اليهم وقد جَف العُشب وأمِنوا مَعَرَّته.

وقد خَصَبت الارض، وخَصِبت،خِصْباً، فهي خَصِبة، وأخْصَبت، وقول الشاعر، انشده سيبويه:

لقد خشيتُ أن أرى جَدَبَّا في عامنا ذا بعد ما أخْصَبَّا

فرواه هنا بفتح الهمزة، هو كاكرم واحسن، إلا انه قد يلحق في الوقف الحرف حرفا آخر مثله فيشدَّد حرصا على البيان، ليعام انه في الوصل مُتحرّك، من حيث كان الساكنان لايلقيان في الوصل. فكان سبيلُه إذا أطلق الباء ألا يُثقلها، ولكنه لما كان الوقفُ في غالب الأمر إنما هو على الباء، لم يحفل بالألف التي زيدت عليها، إذا كانت غير لازمة، فثقّل الحرف على من قال: هذا خالدّ، وفرجّ، ويَجعلّ، فلما لم يكن الضم لازما، لأن النصب والجر يُزيلانه، لم يبالُوا به.

وقال ابن جني: وحدثنا أبو علي: أن أبا الحسن رواه أيضا "بعد ما إخصَبّا" بكسر الهمزة وقَطْعها ضرورةً، واجراه مُجرى: اخضرّ، وازرقّ، وغيره من "افعل" وهذا لا ينكر، وإن كانت "افعل" للالوان، ألا تراهم قد قالوا: اصْوَابّ، وامْلاَس،و ارعوى، واقتوى، وانشدنا ليزيد ابن الحكم:

تبدّلْ خليلاً بيَ كشَكلك شَكْله فَإنيِّ خليلا صالحا بك مُقتَوِى

فمثال "مُقْتَوى" مُفعَلّ، من القَتْو، وهو الخِدمة، وليس "مقْتًوٍ" بمفتعل، من القُوّة، ولا من القَوَاء، والقِى، ومنه قولُ عمرو بن كلثوم: متى كُنّا لأمِّك مُقْتَوينَا ورواه أبو زيد أيضا "مُقْتَوَيْنَا" بفتح الواو.

وأرض خِصْب، وأرَضون خِصب، والجمع كالواحد.

وقد قالوا: أرضون خِصْبَة، بالكسر، وخَصْبة بالفتح، فإما أن يكون "خِصَبة" مصدرا وصف به، وإما أن يكون مخففا من خصبة، وقد قالوا: أخصاب، عن ابن الأعرابي.

وقال أبو حنيفة: اخصبت الأرضُ خِصْبا وإخصابا، وهذا ليس بشيء لأن "خِصْباً" فِعل، و"أخصبت" أفعلت، "و فِعل" لا يكون مصدرا لأفعَلَتْ.

وحكى أبو حنيفة: أرض خصيبة، وخَصِب، وقد أخصبت، وخصِبت.

قال أبو حنيفة: الأخيرة عن أبي عُبيدة.

وعيش خَصِب: مُخْصِب.

وأخصب القوم: نالوا الخِصْب.

وأرض مِخصاب: لا تكاد تُجدب، كما قالوا في ضدّها: مجداب.

ورجل خَصيب: بيِّن الخِصْب رحب الجناب كثير الخير.

وأخصبت العِضاهُ: إذا جَرى الماء في عيدانها حتى يَصل بالعروق.

والخَصبة: الطَّلعة.

وقيل: هي النخلة الكثيرة الحَمل.

وقيل: هي نخلة الدَّقَل، نجديَة.

والجمع: خَصْب وخِصَاب، قال الأعشى:

وكُلِّ كُمَيتٍ كجذع الخِصا ب يُرْدِى على سّلِطات لُشُمْ

والخُصْب: الجانب، عن كُراع، والجمع: اخصاب.

والخِصْب: حَية بيضاء تكون في الجبل.

والخَصِيب: لقب رجل من العَرب.

مقلوبه: - خ ب ص -

خَبَصض خَبْصا: مات.

وخَبَص الشيء بالشيء: خلطه.

وخَبص الحَلواء يَخْبِصُها خَبْصاً، وخَبَّصها: خَلطها وعَمِلها.

والخَبيص: الحَلواء المخبوصة.

والمِخْبصة: التي يقُلَّب فيها الخَبيص.

مقلوبه: - ص خ ب -

الصّخَب: شدة الصَّوت واختلاطه، وقد صَخِب صَخَباً.

ورجل صخّاب، وصَخِبٌ، وصَخوب، وصَخْبان: شديد الصخب كثيره.

وجمع الصَّخبان: صُخْبان، عن كُراع.

والأنثى: صَخِبة، وصَخْابة، وصُخُبّة، وصَخُوب، قال:

فعلكّ لو تُبدّلنا صَخُوباً تَردُّ الامرد المُختال كَهْلاَ

وقول اسامة الهذلي:

إذا اضطرب المَمَرُّ بجانَبْها تَرَنَّم قَينةٌ صَخِبٌ طَرُوبُ

حمله على الشخص فذكَّر، إذ لا يُعرف في الكلام امرأة فَعِل، بلا هاء.

وعين صَخْبة: مُصْطَفِقَة عند الجَيَشَان.

وماء صَخِبُ الآذىّ، ومُصطخبه، كذلك.

واصطخاب الطير: اختلاط اصواتها.

وحِمار صَخِب الشوارب: يُرِّدد نُهاقه في شواربه، والشوارب: مجاري الماء في الحلق، قال:

صَخِبُ الشوارب لا يزال كأنه عَبد لآل أبي ربيعةَ مُسْبَعُ

والصَّخبة: العَطفة.

مقلوبه: - ب خ ص -

بَخَص عينَه يَبخصُها بَخصا: عارها.

قال اللحياني: هذ كلام العرب، والسين لُغَةٌ.

والبَخَص: سقوط باطن الحِجَاج على العين. والبَخَصَة: شَحمة العين من أعلى واسفل.

والبَخَصَة: لحَم الكفّ والقَدَم.

وقيل: لحم باطن القدم.

وقيل: هي ما ولى الأرض من تحت أصابع الرَّجلين، وتحت مناسم البعير والنَّعام.

والجمع: بَخَصات، وبَخَص.

والبَخَص: لحم الذِّراعين.

وناقة مبَخوضة: تَشتكي بَخَصَتها.

مقلوبه: - ص ب خ -

الصّبَخَة، لغة في السَّبَخَة، والسِّين أعلى.

الخاء والصاد والميم

الخصومة: الجَدل.

خاصمه خصَاما ومُخاصمة، فخَصمه يَخْصِمه، خَصْما: غَلبه بالحُجة.

واختصم القومُ، وتخاصموا.

وخصمك: الذي يُخاصمك، وجمعه: خُصوم. وقد يكون الخَصم للاثنين والجمع والمُؤنث.

وفي التنزيل: -و هل أتاك نَبأ الخصْم إذ تسّوروا المِحراب-. وقوله عز وجل: -هذان خَصمان اختصموا في ربهِم-.

قال الزجاج: عنى المؤمنين والكافرين، وكل واحد من الفريقين خصم.

وجاء في التفسير أن اليهود قالوا للمسلمين: ديننا وكتابنا اقدم من دينكم وكتابكم، فاجابهم المسلمون بأننا امنا بما انزل إلينا وانزل اليكم، وامنا بالله وملائكته وكتبه ورسله، وانتم كفرتم ببعض فظهرت حجة المسلمين.

والخَصِيم، كالخصم، والجمع: خُصَماء وخُصمان.

ورجل خَصِم: جَدِل، على النَّسب، وفي التنزيل: -بل هم قوم خَصِمون- وقوله تعالى: -يَخَصِّمون- فيمن قرأ به لا يخلو من أحد أمرين: إما أن تكون الخاء مسكنة البتة، فتكون التاء من "يختصمون" مختلسة الحركة، وإما أن تكون التاء مشددة، فتكون الخاء مفتوحة بحركة التاء المنقول أليها، أو مكسورة لسكونها وسكون الصاد الأولى.

وحكى ثعلب: خاصم المرء في تراث أبيه، أي تعلق بشيء، فإن أصبته وإلا لم يضرَّك الكلام.

والخُصْم: الجانب، والجمع: اخصام.

والخُصْم: طَرف الرّاوية الذي بحذاء العَزْلاء في مًؤخّّرها، وطرفها الأعلى هو العُصْم، والجمع: اخصاء.

وقيل: أخصام المزادة، وخصومُها: زواياها. وخصوم السحابة: جوانبها، قال الاخطل:

إذا طَعنت فيه الجنوبُ تحاملت بأعجازها جَرَّار تداعى خُصومُها

والاخصام: التي عند الكُلْية، وهي من كل شيء، قال أبو محمد الحَذْلمّي يصف الإبل: واهْتجم العيدانُ من أخصامها والاخصوم: عُروة الجُوالِق، أو العِدْل.

والخَصْمة: من خَرَزِ الرجال يَلبسونها إذا أرادوا أن يُنازعوا قوما أو يدخلوا على سلطان، فربما كانت نحت فصِّ الرجل إذا كانت صغيرة، وتكون في زره، وربما جعلها في ذؤابة السيف.

مقلوبه: - خ م ص -

الخُمْصان والخَمْصان: الجائع الضامر البطن، والأنثى: خُمصانة، وخَمصانة وجمعهما: خِماص، ولم يجمعوه بالواو، وإن دخلت الهاء في مؤنثه، حَملاً له على فَعلان الذي انثاه فَعلى، لأنه مثله في العِدّة والحركة والسكون.

وحكى ابن الأعرابي: امرأة خَمْصى،و انشد للاصم عبد الله بن رِبعي الدُّبَيْريّ:

ما للّذي تُصبي عجوزٌ لا صَبا سريعةٌ السُّخط بطيئة الرّضا

مبينة الخُسران حين تُجتليَ كأن فاها مِيلغٌ فـيه خٌـصـي

لكنْ فتاةٌ طَفلة خَمْصى الحَشا عَزيزةٌ تنام نَوْمات الضُّحى

مثل المهاة خذلت عن المَها وقد خَمِص بطُنه يَخْمَص، وخَممُص خَمْصا، وخَمَصا، وخَمَاصة.

والخَميص: كالخَمْصان، والأنثى: خميصة. والمِخماص: كالخميص، قال أمية بن أبي عائذ:

أو مُغْزلٍ بالخَلّ أو بخَلِيَّةٍ تَقْرُو السِّلامَ بشادنٍ مخْماصِ

والخَمْص، والخَمَص، والمَخمصة: الجوع.

وفلان خميص البطن عن أموال الناس، أي عفيف.

والاخَمص: باطن القدم ومارَقّ من اسفلها وتجافَى عن الأرض.

والخَمّصة: بطنٌ من الأرض صغيرٌ لينّ الَموطيء.

وخَمَص الجُرْحُ يخْمُص خُموصا، وانخمص: ذهب ورمه، كحمص وانحمص.حكاه يعقوب، وعده في البدل.

قال ابن جني: لا تكون الخاء فيه بدلا من الحاء، ولا الحاء بدلا الخاء، ألا ترى أن كل واحد من المثالين يتصرف في الكلام تصرُّف صاحبه، فليست لأحدهما مَزية من التصرف والعموم في الاستعمال يكون بها أصلا ليست لصاحبه.

والخَمِيصة: كساء اسوء مربَّع له عَلَمان، قال الأعشى:

إذا جُرِّدت يوماً حَسِبْتَ خميصةً عليها وجِرْيالَ النَّضِير الدُّلامِصَا

أراد شَعرها، شبهه بالخَميصة.

وقيل: الخمائص: ثياب من خزّ ثخان، سُود وحمر، ولها اعلام ثخان أيضاً.

وخُماصة: اسم موضع.

مقلوبه: - ص م خ -

الصِّماخِ من الأذن: الخَرق الباطن الذي يفُضي إلى الرأس،و الجمع: اصمخة، وصُمُخ، وهو الاصموخ.

وصَمخه يَصْمُخه صَمْخاً:أصاب صِمَاخه.

وصَمخ أنفه: دقّه. عن اللِّحياني.

ويقال لعطشان: إنه لصادي الصِّماخ.

والصُّماخ: البئر القليلة الماء، وجمعه: صُمُخ.

وصمخ عينَه يَصْمُخها صمخا: ضربها يجُمع كَفّه.

والصَّمخُ: كل ضربة أثّرت.

وصَمَخَتْه الشمس: اشتد وَقعُها عليه.

مقلوبه: - م ص خ -

مَصَخَ الشيء يمصَخُه مَصْخا، وامتصخه، وتَمَصّخَه: جَذبه من جَوف شيء آخر.

وامْتَصَخَ الشِّيءُ من الشيء: انفصل.

والأُمصوخة: انبوب الثُّمام.

وأمْصَخَ الثُّمام: خرجت أما صيخُه.

وقال أبو حنيفة: الامصوخة، والامصوخ، كلاهما ما تَنزعه من النصي، مثل القضيب.

قال: والامصوخة أيضا: شحمة البَردي البيضاء.

وتمصّخها: نزع لُبّها.

والمُصُوخ: جذر الثُّمام بعد شهرين.

والمَمصوخة من الغنم: المُسترخية اصل الضَّرع.

والمَصخ، لغة في المسخ، مضارعة.

الخاء والسين والطاء

السُّخْط والسَّخَط: ضدّ الرضا.

سَخِط سَخَطا، وتَسخّط.

وسخِط الشيءَ سَخطا: كرهه.

مقلوبه: - ط خ س -

الطِّخْسُ: الأصل.

الخاء والسين والدال

السُّخد: ماء اصفر ثَخين يخُرج مع الولد.

وقيل: هو ما يخرج مع المَشيمة.

وقيل: هو للناس خاصة.

وقيل: هو للإنسان والماشية.

وقيل: السُّخد: هَنة كالكبد أو الطِحال مُجتمعة تكون في السَّلى، وربما لَعب بها الصِّبيان.

وقيل: هو نفس السَّلى.

والسُّخد: بَول الفصيل في بطن أمه.

والسُّخد: الرّهَل والصُّفرة في الوجه.

والصاد في كل ذلك لغة، على المُضارعة.

ورجل مُسَخَّد: ثقيل من مرض أو غيره.

مقلوبه: - د خ س -

الدّخَس: داء يأخذ في قوائم الدابة، وقد دَخِس، فهو دَخِس.

والدَّخِيس: اللحم الصُّلب المكتنز.

والدَّخيس: باطن الكَف.

والدَّخيس من الحافر: ما بين اللحم والعَصَب.

وقيل: هو عظم الحَوْشب.

والدخيس: الإنسان المُكتنز غيرَ جِدّ جَسيم.

وامرأة مُدْخِسة: سمينة.

ودَخَسُ اللحم: اكتنازه.

ودَخَسُ العظم: امتلاؤه.

والدّخْس: الكثير اللحم الممتليء العظم، والجمع ادخاس.

وجمل مُدخاس، كذلك.

وعدد دَخيس، ودِخَاس: كثير.

وكذلك نَعم دخاس.

ودِرْع دِخاس: مُتقاربة الحَلق.

وبيت دِخاس: مَلآن، وقد قيل بالحاء.

والدَّخس: اندساس الشيء تحت الأرض.

والدَّواخس، والدُّخْس: الاثافي، من ذلك.

والدّخْس: الفَتِيُّ من الدببة.

والدَّخْس: ضَرب من السمك.

وكَلأٌ دَيْخَسٌ: كَثُرَ والتفّ، قال: يرعى حَلِيّاً ونَصِيّاً دَيْخَساَ قال أبو حنيفة: وقد يكون الدَّيخس في اليَبيس.

مقلوبه: - س د خ -

ضربه حتى انْسَدَخ، أي: انبسط.

الخاء والسين والتاء

السُّخت: أول ما يخرج من بَطن ذي الخُف ساعَة تَضَعه أمه.

والسُّخت من السَّليل: بمنزلة الرَّدَج، يخرج اصفر في عِظَم النَّعل.

واسخاتّ الجُرح: سكن ورمُه.

وشيء سَخْت، وسِختيت: صُلب دقيق، واصله فارسي.

والسِّختيت: دُقاق التراب، انشد يعقوب:

جاءت معاً واطَّرقت شَتيتا وهي تُثير الساطَع السِّخْتيتا

ويروى الشِّختيتا، وقد تقدم.

وقل: هو دقاق السَّويق.

وقيل: هو السويق الذي لا يُلَتُّ بالأدم.

وكَذِب سخْتيت: خالص، قال رُؤبة:

هل ينْجينيِّ كَذِب سِخْتيتُ أو فِضَّة أو ذَهب كبْرِيتٌ

قال أبو علي: سِختيت، من السَّخت، كزِخليل من الزَّخْل. وروى: "حَلِف سِخْتيت".

الخاء والسين والراء

خَسِرَ خَسْرا، وخُسْراً، وخُسْراناً، وخَسَارة، فهو خاسر، وخَسِرٌ، كله:ضلّ.

وخَسِر التاجر: وُضِع في تجارته أو غَبِن. والأول الأصل.

ورجل خَيْسَرَي: خاسر.

وفي بعض الاسجاع: بِفيه البَرَي، وحُمى خَيْبَري، وشَرُّ ما يُرَى، فإنه خَيْسَرَى.

وقيل: أراد: خَيْسَرَ، فزاد للإتباع.

وقيل: لايقال: خيسرى، إلا في هذا السجع.

والخَسْر،و الخُسران: النَّقص.

وخَسَرَ الوزنَ والكيلَ خَسْراً، وأخسره: نَقصه.

وصفقة خاسرة: غير رابحة.

وكَرّة خاسرة: غير نافعة.

وفي التنزيل: -تلك إذاً كَرّة خاسرة-.

وقوله عز وجل: -و خَسِر هنالك المُبطلون-، -و خَسر هنالك الكافرون- المعنى: تبين لهم خُسرانهم لما راوا العذاب، وإلا فهم كانوا خاسرين في كل مكان وفي كل وقت.

مقلوبه: - خ ر س -

الخَرَس: ذَهَاب الكلام عِيّاً أو خِلقة، خَرِس خَرَسا، وهو أخرس.

وجمل اخرس: لا ثَقْب لشِقْشِقته يَخرج منه هديره، وهو يردده فيها، وهو يُستحبُّ ارسالُه في الشَّوْل لأنه اكثرَ ما يكون مِئْنَاثاً.

وعَلَمٌ أخرس: لا يُسمع به صَدًى.

وكتيبة خرساء: إذا صمتت من كثرة الدُّروع، أي: لم تكن لها قعاقع.

وشربة خرساء: وهي الشَّربة الغليظة من اللبن، لا يُسمع لها في الإناء صوت لغِلظها.

وقال أبو حنيفة: عين خرساء: لا يسمع لجريها صوت.

وسحابة خرساء: لا رعد فيها.

قال: واكثر ما يكون ذلك في الشتاء، لأن شدة البرد تُخرِس الرعد وتُطفئ البرق.

والخرساء الداهية.

والعظام الخُرس: الصُّمُّ، حكاه ثعلب.

والخَرساء من الصخور: الصماء، انشد الاخفش قول النابغة:

أواضعَ البيت في خَرساء مُظلمةٍ تُقيِّد العَيْرَ لا يَسْرِي بها السّارِي

ويروى: "تقيد العين"، وقد تقدم.

والخُرُس والخِراس: طَعام الولادة، الأخيرة عن اللحياني.

هذا الأصل، ثم صارت الدعوة للولادة: خُرْسا وخِراسا.

والخُرسة: التي تُطْعِمُها النُّفساءُ نَفْسَها، أو ما يُصنَع لها من فَرِيقةٍ ونحوها.

وخرّسها خُرْسَتَها، وخرس عنها، كلاهما: عملها لها، قال:

ولله عَينَا من رأى مِثلَ مِقْيَسٍ إذا النُّفَساءُ أصبحتْ لم تُخرَّسِ

وقال خالد بن صفوان في صفة التمر: تُحفة الكبير، وصُمْتة الصغير، وتَخْرِسةُ مريم عليها السلام. كأنه سماها بالمصدر، وقد يكون اسما، كالتّنهية والتّودية.

وتخرَّست المرأة: عَملت لنفسها خُرْسة.

والخَرُوس: التي يُعمل لها شيء عند الولادة.

والخَرُوس أيضا: البكر في أول بَطن تحمله.

والخَرْس، والخِرْس: الدّن، الأخيرة عن كراع، والصاد في هذه الأخيرة لغة.

والخَرّاس: الذي يَعمل الدِّنان.

والخرّاس، أيضا: الخمّار.

وخراسان: كورة، النسب إليها خُراساني. قال سيبويه: وهو اجود، وخُراسِيٌّ، وخُرْسِيٌّ.

مقلوبه: - س خ ر -

سخر منه وبه، سَخْرا، وسَخَراً، وسُخُرا، وسِخْريّاً، وسُخْريا، وسُخرية: هزيء به. ويروى بيت اعشى باهلة على وجهين:

إني اتتني لسانٌ لا اسرُّ بها من عَلْوَ لا عَجَبٌ منها ولا سُخْرُ

ويُروى "و لا سَخَر".

وقوله تعالى: -و إذا رأوا آية يستسخرون-، قال ابن الرماني: معناه: يدعو بعضهم بعضا إلى أن يسخر، ذهب إلى المعنى الغالب على هذا البناء. وعندي أن "يستسخرون" كيسخرون، كعلا قرنه، واستعلاه.

ورجل سُخَرَة: يسخر بالناس، وسُخْرة: يُسخر منه.

وكذلك: سِخْرىّ وسُخْرية. من ذكره كسر السين، ومن انّثه ضمَّها.

وسَخَّره يُسَخِّرُه سِخْرِيّاً، وسُخرِيّاً، وسَخَره: كلَّفه ما لا يريد وقهره.

وكل مقهورٍ مُدبَّرٍ لا يملك لنفسه ما يُخلِّصه من القهْرِ، فذلك مُسخّر.

وقوله عز وجل: -ألم تر أنّ الله سخّر لكم ما في السموات وما في الأرض-، قال الزجاج: تسخير ما في السموات: تسخير الشمس والقمر والنجوم للآدميين، وهو الانتفاع بها في بلوغ منابتهم والاقتداء بها في مسالكهم، وتسخيرها في الأرض: تسخير بحارها وانهارها ودوابها وجميع منافعها.

وهو سًخرةٌّ لي، وسُخْرىّ، وسِخرىّ.

وقيل: السُّخرى، بالضم: من التسخير، والسِّخرى، بالكسر: من الهزء.

ورجل سُخُرَة: يُسخّر في الأعمال.

وسَخَرت السفينة: أطاعتْ وجرتْ، والله سَخّرها.

وكل ما ذلّ وانقاد أو تهيأ لك على ما تريد، فقد سُخِّر لك.

والسُّخِّر: السَّيكْران. عن أبي حنيفة.

مقلوبه: - ر س خ -

رسخ الشيءُ يرسَخُ رسوخا: ثبت، وارسخه هو.

والراسخ في العلم: الذي دخل فيه دُخولا ثابتا.

والراسخون في كتاب الله: المُدارسون.

ورسخ الدِّمْنُ: ثَبت.

ورسخ الغدير، رُسوخا: نَضب ماؤه.

الخاء والسين واللام

الخسِيل: الرَّذل من كل شيء، والجمع: خَسائل، وخِسال. الأولى نادرة.

وهو من خَسيلتهم، أي: خُشارتهم. وقد تقدّم ذلك في الخاء.

ورجل مُخَسَّل، ومْخسُول: مرذول.

والخُسّل: الاراذل.

وخَسّلهم: نفاهم.

مقلوبه: - خ ل س -

الخَلْس: الاخذ في نُهزة ومُخاتلة.

خَلَسه يَخلسُه خَلْساً، وخَلَسه اياه، فهو خالس، وخلاس، قال الهُذَليِ:

يا مَيُّ إن تَفْقدِي قوماً ولدتِهم أو تَخْلِيسهم فإن الدَّهر خلاسُ

والاختلاس، كالخَلْس.

وقيل: الاختلاس، اوحى من الخَلْس.

والخُلْسة: النُّهزة.

وتخالس القرنان، وتخالسا نفسيهما: رام كل واحد منهما اختلاس صاحبه، قال أبو ذؤيب:

فتخالسا نفسَيْهما بنوافذ كنوافذِ العُبْط التي لا تُرْقَعُ

وخالسه مُخالسة وخِلاساً، انشد ثعلب:

نظرتُ إلى مَيٍّ وخِلاساً عشيةً على عَجَلٍ والكاشحون حُضُوُر

كذا مثل طَرْف العين ثم أجنَّها رِواقٌ أتى من دونها وسُتـور

واخذه خِلّيسَى، أي: اختلاساً.

ورجل خَليس وخَلاَس: شُجاع حَذِر.

ورًكًبٌ مخلوس: لا يُرى من قلة لحمه.

واخلس الشعْرُ، فهو مُخْلِس وخَلِيس: استوى سواده وبياضه.

وقيل: هو إذا كان سواده اكثر من بياضه.

وكذلك النبتُ إذا كان بعضه اخضر وبعضه ابيض: وذلك في الهَيْج.

وخص بعضهم به الطَّريقة،و الصِّلِّيَان، والهَلْتَي، والسَّحَم.

واخلس الحَلِيُّ: خَرجت فيه خُضرة طريّة، عن ابن الأعرابي.

واخلست الأرضُ: خالط يَبيسُها رَطْبها.

واخلست، أيضا: اطلعت شيئا من النبات. والخلاسي: الولد بين ابيض وسوداء، أو بين اسود وبيضاء.

والخِلاسي، من الديكة: بين الدجاجة الهندية والفارسية.

وقد سَمّت: خَلاَّسا، ومُخالسا.

مقلوبه: - س خ ل -

السَّخْلة: ولد الشاة من المَعْز والضأن، ذكرا كان أو انثى، والجمع: سَخْل، وسِخَالٌ وسِخَلَة، الأخيرة نادرة، وسُخْلان، قال الطرمّاح:

تُراقبه مُسْتَشَبّاتُها وسُخْلاَتُها حوله سارحات

ورجال سُخَّل وسُخَّال: ضعفاء ارذال، قال أبو كبير:

فلقد جمعتُ من الصِّحاب سَريَّة خُدْباً لِدَاتٍ غيرَ وَخْش سُخَّلِ

قال ابن جنِّي: قال خالد: واحدهم سَخْل، وهو أيضا ما لم يُتمَّم من كل شيء.

وسَخَلهَم: نفاهم، كخَسَلهم.

والمَسْخُول، المرْذُول، كالمسخول.

والسُّخّل: الشِّيص.

وسخّلت النّخلة: ضعف نواها وتمرها.

وقيل: هو إذا نَفَضَتْه.

وأسْخَل الأمرَ: آخّره.

والسّخَال: موضع، أو مواضع، قال الأعشى:

حَلّ اهلي ما بين دُرني فبادو ليَ وحَلَّت عُلْوِيّةً بالسِّخَالِ

مقلوبه: - س ل خ -

سَلَخَ الاهابَ يَسلُخُه، ويَسْلَخُه، سَلْخاً: كشَطَهُ.

والسّلْخ: ما سُلِخَ عنه.

وشاة سَلِيخ: كُشط عنها جلدها، فلا يزال ذلك اسمها حتى يؤكل منها، فإذا أكل منها سُمِّي ما بقي منها شِلْواً، قل أو كثر.

والمِسْلاخ: الجلد.

والسَّلِيخة: قَضيب القَوس إذا جُرِّدت من نحتها، لأنها استُخرجت من سلخها، عن أبي حنيفة.

وكل شيء تَفلق عن قِشر، فقد انسلخ.

ومِسْلاخ الحية، وسَلْخَتُها: جِلْدَتُها التي تَنسلخ عنها.

وقد سَلَخَتِ الحيةُ تَسْلَخُ سَلْخا.

وكذلك كل دابة تَنسري من جلدها، كاليٌسْرُوع ونحوه.

واسود سالخ، ولا يقال للأُنثى سالخة واسودان سالخ، لا تثنى الصفة، في قول الأصمعي وأبي زيد. وقد حكى ابن دريد تثنيتها، والأول اعرف.

واساور سالخة وسَوالخ وسُلّخ، وسُلَّخة، الأخيرة نادرة.

وسَلخ الحّرُّ جلد الانسان، وسَلّخه، فانسلخ وتَسلّخ.

وسلخت المرأة عنها دِرْعها: نزعته، قال الفرزدق:

إذا سَلخت عنها أُمامُة دِرّعَها وأعجبها رِابي المجَسَّة مُشرِفُ

والسالخ: جَرَب يكون بالجَمل يُسْلَخ منه، وقد سُلِخَ.

وكذلك الظليم إذا أصاب يشه داء.

وانسلخ النهار من الليل: خَرج منه خُروجا لا يبقى معه شيء من ضوئه، لأن النهار مكوَّر على الليل، فإذا زال ضوؤه بقي الليل غاسقا قد غشى الناس.

وقد سَلخ الله النهار من الليل يَسْلَخه، وفي التنزيل: -و آية لهم الليل نَسْلَخُ منه النهار-.

وسَلخْنَا الشَّهْرَ نَسْلَخه سَلْخاً وسُلُوخا: خرجنا منه، وسَلخ هو وانسلخ.

وجاء سَلْخَ الشهر، أي: مُنْسَلخَه.

وسلَخَ النباتُ: عاد بعد الهَيْج واخضرّ.

وسليخ العرفج: ما ضخم من يبيسه.

وسليخة الرِّمثِ والعَرفج: ما ليس فيه مَرعّى، إنما هو خشب يابس.

والسليخة: شيء من العِطر تراه كأنه قِشر مُنسلخ ذو شُعَب.

والاسلخ: الاصلع، وهي بالجيم اكثر.

والمِسلاخ: النخلة التي يَنتثر بُسْرها وهو اخضر.

وسَلِيخٌ مَلِيخ: لا طعم له.

وفيه سَلاخة ومَلاخة، إذا كان كذلك، عن ثعلب.

الخاء والسين والنون

خَنَس من بين أصحابه يَخْنِس ويَخنُس، خُنُوسا وخِناسا، وانْخَنَس: انقبض وتأخر، وقيل رجع.

وأخْنَسَه هو.وقوله: -من شر الوسواس الخنّاس-: جاء في التفسير انه الشيطان، وانه له رأس كرأس الحية يجثُم على القلب، فإذا ذَكر اللهَ العبدُ تَنحىّ وخنس، وإذا ترك ذكرَ اللهِ رجع إلى القلب يُوسوس.

والكواكب الخُنّس: الذَراري الخَمسة: زُحَلُ، والمشترِي، والمِرِّيخ، والزُّهرة، وعُطارد، لأنها تَخنِس أحيانا حتى تَخفى تحت ضوء الشمس، وخُنُوسها: استخفاؤها بالنهار، بينا تراها في آخر البرج كرّت راجعةً إلى أوله.

وفرس خَنوس: يَستقيم في حُضْرِه ثم يَخْنِس كأنه يجع القَهقَرى.

والخَنَس في الأنف: تاخُّره إلى الرأس وارتفاعه عن الشَّفة،و ليس بطويل ولا مُشْرف.

وقيل: الخَنَس: قَريب من الفَطَس، وهو لُصوق القَصبة بالوجه وضِخَم الأرنبة.

وقيل: هو قِصَر الأنف ولزُوقُه بالوجه، واصله في الظباء والبقر.

خَنِس خَنَسا، وهو أخنس.

وقيل: الاخنس الذي قصُرت قصبته وارتدت ارنبته إلى قصبته.

والبقر كُلها خُنْسٌ.

واستعاره بعضُهم للنَّبل، فقال يَصف دِرْعاً:

لها عُكَنٌ تَرُدُّ النّبل خُنَساً وتَهْزأ بالمَعابِل والقِطَاِع

وخَنَس من ماله: اخذ.

والخَنَس في القدم: انبساط الأَخْمص وكثرة اللحم، قدم خنساء.

والخُناس: داء يصيب الزرع فَيَتَجَعْثَنُ منه الحرث فلا يطول.

وخَنْساء وخُنَاس، وخَنُاسَى، كله اسم امرأة.

وخُنيس: اسم.

وبنو اخنس: حي.

والثلاث الخُنّس، من ليالي الشهر، قيل لها ذلك، لأن القمر يَخْنِس فيها، أي يتاخّر.

مقلوبه: - س خ ن -

السُّخن: ضد البارد.

سَخُن الشيء، وسَخَن، وسَخِن، الأخيرة لغة بني عامر، سُخُونة، وسَخَانة، وسُخْنة، وسُخْناً، وسَخَنا، وأسْخَنَه وسَخّنه.

وسَخُنت الارض، وسَخِنت، وسخُنت عليه الشمس.

عن ابن الاعرابي، قال: وبنو عامر يَكسِرون.

وماء سَخين، ومُسَخَّن، وسِخِّين، وسُخاخين: سُخْن، وكذلك طعام سُخاخين. فأما ما انشده ابن الأعرابي من قوله:

أُحِبُّ أُمَّ خالدٍ وخالدَا حُبًّا سُخَاخِيناً وحُبًّا باردَا

فإنه فسّر "السُّخاخين" بأنه المُؤذي المُوجع، وفسر البارد بأنه الذي يسكن إليه قلبه.

قال كراع: ولا نظير لِسُخاخين.

وقد سَخَن يومنا، وسَخُن، يَسخُن، وسَخِن، سُخْنا وسَخَناً.

ويوم سُخْن، وساخِن وسُخُنان، وسَخْنان.

وليلة سُخنة، وساخِنة، وسَخَنانَة، وسُخْنانة، وسَخْنانة.

وسَخُنَت النارُ والقدر، تَسْخُن سُخْنا وسُخونة.

وإني لأجد سُخْنة، وسَخْنة، وسَخَنَة، وسَخْناء، وسُخونة، أي: حَرًّا أو حُمّى.

والسّخِينة: التي ارتفعت عن الحَسَاء وثَقُلت عن أن تُحْسَى، وهي دون العَصِيدة.

وسَخِينة: لقبُ لقُريش، لأنها كانت تُعاب بأكل السَّخينة، وقال حسان:

زعمت سَخينة أن ستَغْلب ربَّها ولَيُغْلَبَنّ مُغالِبُ الغَلاّبِ

وضَرب سَخين: حارٌّ مؤلم، قال: ...ضَرْباً تواصت به الأبطالُ سخِّينَا والمِسْخَنة من البِرام: التي كأنها تَوْرٌ.

وسُخْنة العين: نقيضُ قُرّتِها.

وقد سَخِنت عينُه سَخَنا،و سُخْنة، وسُخونا وأسْخَنَها، وأُسْخن بها، قال:

أوهِ اديمَ عِرْضِه وأُسْخِنِ بعَيْنه بعد هُجوع الاعيُنِ

ورجل سَخينُ العينِ.

والتَّساخين: المَراجل، لا واحد لها من لفظها.

قال ابن دُريد: إلا إنه قد يُقال: تِسْخان.

قال: ولا اعرف صحة ذلك.

والتَّساخين: الخِفاف، الواحد: تسخان، وفي الحديث: نهى عن المَسح على المَشاوِذ والتَّساخين.

المشاوِذ: العمائم.

والسَّخاخين: المَساحِي، واحدها: سِخِّين، بلغة عبد القيس.

والسِّخِّين: مَرُّ المِحراث، عن ابن الاعرابيّ، يعني ما يَقبض عليه الحَرّاث منه.

مقلوبه: - ن خ س -

نَخس الدابّة وغيرها، يَنْخُسها ويَنْخَسها ويَنْخِسُها، الاخيرتان عن اللِّحِياني، نَخْساً: غرز جَنبها أو مؤخّرها بعُود أو نحوه.

والنخَّاس: بائع الدواب، سُمِّي بذلك لنخسه إياها حتى تَنْشَط.

وحِرفته: النَّخاسة، والنَّخاسة.

وقد يُسمىَّ بائع الرقيق: نَخّاسا.

والأوّل هو الأصل.

والناخس من الوُعول: الذي نَخَس قرناه استه من طولهما، نَخَس ينخُس نَخْسا.

ولا سِنَّ فوق الناخِس.

والناخِس: جَرب يكون عند ذنب البعير، وبعير مَنخوس.

واستعار ساعدةُ ذلك للمرأة، فقال:

إذا جلست في الدّار حكَّت عُجَانَها بعُرقوبها من ناخسٍ مُتقوِّبِ

والناخس: الدَّائرة التي تكون على جاعِرَتي الفَرَس.

وفَرسٌ مَنخوس، وهو يُتطيَّر به.

والناخِس: ضاغِط يُصيب البعير في إبطه.

ونِخاسا البيت: عَموداه، وهما في الرواق من جانبي الأَعمدة، والجَمع: نُخُس.

والنِّخاسة والنِّخاس: شيء يُلْقَمه خُرْق البَكرة إذا اتسعت وقلِق مِحْورها.

وقد نَخَسها ينْخَسُها، وينْخُسُها، نَخسا، فهي منخوسة ونَخِيس، قال:

دُرْنا ودارت بَكْرَة نَخيس لا ضَيْقةُ المَجَرى ولا مَرُوسُ

وابن نَخْسة: ابن الزَّانية.

ونَخَس بالرجل: هَيَّجه.

والنَّخِيسة: لَبن المَعْز والضأن يُخْلَطُ بينهما.

وهو أيضا لبن الناقة يُخلط بلبن الشاة.

والنّخِسة: الزبدة.

مقلوبه: - س ن خ -

السِّنْخُ: الأصل من كل شيء، والجمع: أسناخ، وسُنُوخ، وقول رُؤبة:

غَمْرُ الإَجارى كريم السِّنح ابلجُ لم يولد بنَجِم الشُّحِّ

إنما أراد "السنح" فابدل من الخاء حاء، لمكان "الشُّحِّ". وبعضهم يرويه بالحاء، وجمع بينها وبين الحاء لانهما جميعا حرفا حَلق.

وسِنْخ النَّصل: الحديدةُ التي تدخل في رأس السهم.

وسِنْخ السيف: سِيلانُهُ.

والسَّنَاخَة: الريح المُنتنة، والوَسَخ، وآثار الدباغ، قال أبو كبير:

فدَخْلتُ بيتاً غير بيت سَنَاخة وازدَرْتُ مُزدارَ الكَريم المُفْضِلِ

وسَنِخ الدُّهن والطعام وغيرهما، سَنَخا: تغيرَّ وسَنِخَ من الطعام: اكثر.

وسَنَخَ في العلم يَسْنَخُ سُنُوخا، رَسخ وعلا.

وأسناخ النُّجوم: التي لا تنزل بنُجوم الأَخْذ، حكاه ثعلب.

فلا احق: أَعَنيَ بذلك الأُصولَ أم غيرها؟ وقال بعضُهم: إنما هي أَشياخ النجوم.

مقلوبه: - ن س خ -

نَسَخَ الشيءَ يَنْسَخُه نَسْخاً، وانتسخه: واستنسخه: اكتتبه عن مُعارضة.

وفي التنزيل: -إنا كُنَّا نسْتَنسخ ما كنتم تَعملون-، أي: نَستنسخ ما تكتب الحفظة فيثبت عند الله تعالى.

والنَّسخ: إبطال الشيء وإقامة الشيء مقامه.

وفي التنزيل: -ما نَنْسخ من آية أو نُنْسها نأت بخيرٍ منها-.

ونَسَخَ الشيء بالشيء، يَنْسَخه نَسخا، وانتسخه: أزاله.

والشيءُ يَنسخ الشيء نسخا، أي: يُزيه ويكون مكانَه.

والأشياء تَناسَخ: تداول فيكون بعضُها مكان بعض، كالدُّول والمِلَل.

الخاء والسين والفاء

الَخسف: سُؤوخ الأرض بما عليها.

خَسَفت تَخْسِف خَسْفا وخُسوفا، وانخسفت، وخَسفها الله.

وخسفت عينُه: ساخت.

وخَسفها يَخْسِفها خَسْفا، وهي خَسِيفة: فقأها.

وخَسَفت الشمسُ تَخْسِف خُسوفا: ذهب ضوؤها.

وخَسفها الله، وكذلك القمر.

وخسف الشيءَ يخسِفه خَسفا: خَرقه.

وخَسَفَ السقفُ نفسه، وانخسف: انخرق.

وبئر خَسوف وخَسيف: حُفرت في حجارة فلم تنقطع لها مادة: والجمع: اخسفة، وخُسُف، وقد خَسفها خَسْفا.

وناقة خَسِيف: غزيرة سريعة القطع في الشتاء، وقد خسفت خسفا.

والَخِسيف من السحاب: ما نشأ من قِبَل العَين حامل ماء كثير، والعين عن يمين القبلة.

واَلخسْف والخُسْف: الإذلال وتحميل الإنسان ما يكره، قال الأعشى:

إذا سامه خُطَّتي خَسْف فقال له اعرِضْ على كذا أسْمَعْها حارِ

والخَسْف: الظلم، قال قيس بن الخَطيم:

ولم أرَ كامريء دنو لخَسْف له في الأرض سَيرٌ وانتواء

وقال ساعدة بن جُؤية:

ألا يا فَتى ما عَبْد شَمس بمُثلة يُبّلّ على العادي وتُؤْبىَ المخاسِفُ

المخاسف: جمع خَسف، خَرج مَخَرج: مَشابه، ومَلامح.

والخسف: الجوع، قال بِشْر بن أبي خازم:

بضَيفٍ قد ألم بهم عِشاًء على الخَسْف المُبيَّن والجُدوبِ

والخَسْف في الدواب: أن تُحْبَس على غير عَلَف.

والخَسْف: النُّقصان.

والخاسف: المَهزول.

والخَسْف: الجَوْز الذي يؤكل، واحدته: خَسْفة، شحْريّة.

وقال أبو حنيفة: هو الخُسْف، بضم الخاء وسكون السين، وهو الصحيح.

والخَسِيفانُ: رديء التمر، عن أبي عمرو الشَّيباني، حكاه أبو علي في التذكرة، قال: وزعم أن النون نون التثنية وأن الضم فيها لغة. وحُكى عنه أيضا: هما خليلانُ، بضم النون.

مقلوبه: - خ ف س -

خَفَس يخفِسِ خَفْساً، وأخفس: قال صاحبه اقبح ما يكون من القول.

وشراب مُخْفِسٌ: سريع الإسكار، وهو من ذلك، لأنك تخرج به إلى القبيح.

وخَفَس له يَخُفِس: قَلل له من الماء في شرابه.

ويقال: أخفس له من الماء، أي: قَلل.

قال ثعلب: هذا من كلام اُلمجّان، والصواب: اغرق له، يريد: أقلل له من الماء في الكأس حتى يسكر.

وأخْفَس الشرابَ: واخفس له منه: اكثر مَزْجَه.

وقال أبو حنيفة: اخفس له: إذا اقلِّ الماء واكثر الشراب، أو اللبن أو السَّويق.

والخُنْفَس: ُدوْيبَّة سوداء اصغر من الجُعَل مُنتنة الريح.

والأُنثى: خُنْفَسَة، وخُنْفَساء، وخُنْفَساءة، وضم الفاء في كل ذلك لغة.

والخُنْفَس: الكبير من الخَنافس.

وحكى ثعلب: هؤلاء ذوات خُنْفَس قد جاءني. إذا جعلت خُنْفَساً اسما للجنس،و لم يفسره، وأراه لقبا لرجل.

مقلوبه: - س خ ف -

والسُّخْف، والسَّخْف، والسَّخافة، والسُّخَفة: رقَّة العقل.

سَخُف سَخافة، فهو سخيف.

وقالوا: ما أسخفه.

قال سيبويه: وقع التعجب فيه بما افعله، وإن كان كالخُلُق، لأنه ليس بلون ولا بخِلقة فيه، وإنما هو من نُقصان العقل.

وقد تقدم ذلك في باب الحُمق.

وسَخُف السقاء سُخْفا: وَهَى.

وثوب سخيف: رقيق النسج.

وسحاب سخيف: رَقيق.

وكل مارَق، فقد سَخُف.

ولا يكادون يَستعملون السُّخف إلا في رقّة العقل.

وسَخْفَة الجوع: رِقّتُه وهُزالُه.

وأسخف الرجُل:رَق ماله وقَلّ، قال رؤبة: وإن تَشَكَّيتِ من الإسخافِ ونصل سَخيف: طويل عريض، عن أبي حنيفة.

والسَّخْف: موضع.

مقلوبه: - ف س خ -

فسخ الشيء يَفّسَخُه فَسْخاً، فانفسخ: نقضه فانتق.

وتفاسخت الأقاويلُ: تناقضت.

فسخ المِفصلَ يَفْسخه فَسْخا، وفَسّخه فانفسّخ،و تفسخ: ازاله عن مَوضعه.

والفَسيخ: الضَّعيف الذي يَتفسّخ عند الشدة.

وانفسخ اللحمُ وتَفسّخ: انخضد عن وَهن أو صُلُول.

وتفسَّخ الشعر عن الجلد: زال وتطاير، ولا يقال إلا لشعر المَيْتة.

وفسخ رأيه فَسَخاً، فهو فَسِخ: فسد.

وفَسخه فَسْخا: أفسده.

وفيه فَسْخ وفَسْخة، إذا كان ضعيف العقل والبَدن.

والفَسْخُ: الذي لا يظفر بحاجته.

وفَسَخ الشيء: فَرَّقه.

وأفسخ القرآن: نَسيِه.

 

الخاء والسين والباء

-خ ب س-

خَبَس الشيء خَبْساً، وتخَبّسه، واخَتَبسه: أخذه وغنمه.

والخُبَاسة: الغنيمة، قال عمرو بن جُوين، أو امرؤ القيس:

فلم أرَ مثلَها خُباسَةَ واجد ونهَنهتُ نَفسي بعد ما كِدْت أفعَلَهْ

نَصب على إرادة "أن" لأن الشُّعراء يستعملون "أن" هاهنا مضطرِّين كثيراً.

والخُباساء، كالخُبَاسة.

والاختباس: أخذ الشيء مُغالبة.

وأسد خَبُوس، وخَبّاس: يَختبس الفَريسة.

والخَبْسُ والاخْتِبَاس: الظُّلم.

خَبَسَه ماله، واختبسه إيّاه.

والخَباسة: الظُّلامة.

مقلوبه: - خ س ب -

السِّخَاب: قلادة تُتَّخذ من قرَنْفُل وسُكٍّ وَمحْلَب، ليس فيها من الُّلؤلؤ والجَوهر شيء، والجمع: سُخُب.

والسّخَب، لغة في الصّخَب، مُضارعة.

مقلوبه: - ب خ س -

بَخَسه حقَّه، يَبخسه بَخْساً: نَقصه.

وامرأة باخس وباخسة، وفي المثل: تحسبها حمقاء وهي باخس، أو باخسة.

وثمن بَخْس: دون ما يجب، وقوله عز وجل: -و شَرْوه بثَمن بَخْس-. قال الزجاج: بخس، أي: ظلم، لأن الإنسان الموجود لا يحل بيعه. قال: وقيل: بَخس: نُقصان. واكثر التفسير على أن بَخْساً: ظُلم. وجاء في التفسير: انه بيع بعشرين درهما، وقيل باثنين وعشرين، اخذ كل واحد من اخوته درهمين، وقيل بارعين درهما.

وبَخَس الميزانَ: نَقصه.

وتباخس القوم: تغابنوا.

وبَخَسَ عينَه يَبْخَسُها بَخْساً: فقأها، لغة في "بخصها"، والصاد أعلى.

والبَخْسُ: أرض تُنْبِتُ بغير سَقي، والجمع: بُخوس.

والأَباخس: الأصابع.

والبَخْيسُ من ذي الخُف: اللحم الداخل في خُفِّه.

والبَخِيس: نِياط القَلب.

مقلوبه: - س ب خ -

التّسْبِيخ: التخفيف، وفي الدعاء: سَبّخ اللهُ عنك الشدة، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لعائشة حين دَعت على سارق: "لا تُسبِّخي عنه بدعائك عليه"، أي لا تخفّفي عنه إثمه الذي استحقه بالسرقة بدعائك عليه، يريد أن السارق إذا دعا عليه المسروق منه خَفّف ذلك عنه.

والتَّسبيخ أيضا: التَّسكين والسُّكون جميعاً، قال بعض العرب: الحمد لله على نوم الليل، وتسبيخ العُروق، وانشد ابن الأعرابي:

لما رمَوْا بي والنَّقانيقُ تَكِش في قَعر جَوفاء لها جوفٌ عَطِش

سَبّخْتُ والماء بعِطْفَيها يَنِشْ والسَّبْخُ والتَّسبيخ: النومُ الشديد.

وقيل: هو رُقاد كُلِّ ساعة.

وفي التنزيل: -إنَ لك في النَّهار سَبْخاً طَويلا-، قرأ بها يحيى بن يَعْمُر. وقيل: معناه فراغاً طويلا.

وتَسبّخ الحَرُّ والغَضب: سكن.

والسّيخَة: القطنة.

وقيل:هي القطعة من القُطنِ تُعَرَّضُ لُيوضع فيها دواء.

وقيل: هي القُطن المَنفوش المَنْدوف.

وجمعها: سَبائخ، وسَبيخ.

وقطن سَبيخ ومُسَبَّخ: مُفدَّكٌ والسَبْخُ: شِبه الاستلال.

وسَبَائخُ الريش، وسَبِيخُةُ: ما تَناثر منه، وهو المُسَبَّخ.

والسّبَخَةُ: أرض ذاتُ مِلح ونَزٍّ، وجمعها: سِباخ.

وقد سَبِخَتْ سَبخاً، فهي سَبِخَةٌ، وأسبخت.

والسّبَخَة: ما يعلو الماء من طُحْلب ونحوه.

الخاء والسين والميم

الخمسة، من عدد المذكّر، والخمس، من عدد المؤنث، معروفان.

والمُخَمَّس من الشعر: ما كان على خمسة اجزاء، وليس ذلك في وضع العروض.

قال أبو إسحاق: إذا اختلفت القوافي واختلطت فهو المخمَّس.

وخمسَهُمْ يَخْمِسُهُمْ خَمسْاً، كان له خَامِساً. وأخْمَسَ الْقَوْمُ: صاروا خَمسة.

ورمٌح مَخْموس: طوله خمسة اذرع.

والخمسون من العدد، مَعروف.

وكل ما قيل في الخَمسة، وما صُرِّف منها مَقُولٌ في الخمسين وما صُرِّف منها، وقول الشاعر:

علام قَتْلُ مُسلمٍ تَعَمُّداً مَذ سَنةٌ وخَمِسُون عَدَدَا

بكسر الميم في "خَمِسون". احتاج إلى حركة الميم لإقامة الوزن، ولم يفتحها لئلا يوهم أن الفتح اصلها، لأن الفتح لا يُسكَّن، ولا يجوز أن يكون حركها عن سكون، لأنّ مثل هذا الساكن لا يُحرّك بالفتح إلا في ضرورة لابُدَّ مه فيها، ولكنه قدّر إنها في الأصل "خمسون" كعشرة، ثم اسكن، فلما احتاج رده إلى الأصل: وآنس به ما قدمناه من عشرة.

وحكى ابنُ الأعرابي عن أبي مَرْجَح: شَربتُ خَمَسَةَ هذا الكوز، أي خَمْسة بمثله.

والخِمْس: أن تَرِد الإبلُ الماءَ اليوم الخامَس، والجمع: أخماس.

سيبويه لم يجاوز به هذا البناء.

وقالوا: ضَرب أخماساً لأسداس: إذا أظهر أمراً يُكْنىَ عنه بغيره.

قال ابن الأعرابي: أصل هذا أن شيخاً كان في إبل له ومعه أولاده رجالا يرعونها، قد طالت غربتهم عن أهلهم، فقال لهم ذات يوم: ارعَوْا إبَلكم ربِعْاً. فرعَوَها رِبْعاً نحو طريق أهلهم، فقالوا له: لو رعيناهم خِمْسا؟ فقال: ارعَوْها خِمْساً، فزادوا يوماً قبل أهاليهم، فقالوا: لو رعيناها سِدْساً؟ ففطن الشيخ لما يريدون، فقال: ما أنتم إلا ضَرْبُ أخماسٍ لأسداس! وضربُ أخماس لأسداس! ما همتكم رَعْيُها إنما همتكم أهْلُكم.

ثم ضُرب مثلا للذي يُراوغ صاحبه ويُريه انه يُطيعه، وانشد ابن الأعرابي لرجل من طيء:

في مَوعدٍ قاله لي ثم اخلفه غداً غداً ضْربُ أخماسٍ لأسداسِ

وقد خَمِسَتِ الإبل، وأخمس صاحُبها: ورَدت إبلُه خِمْساً، قال امرؤ القيس:

يُثِيرُ ويُبدِي تُرْبَها ويُهِيلُه إثارةَ نَبَّاث الهَواجر مُخْمِسِ

والتَّخميسُ في سقي الأرض: السَّقية التي بعد التَّرْبيع.

وخَمَس الحَبْل يَخْمِسه خَمْساً: فَتله على خَمْس قُوًى.

وغلام خُمَاسيٌّ: طوله خَمسة اشبار، قال:

فوق الخُماسيّ قليلاً يفضُلُهْ أدرك عَقلاً والرِّهانُ عَمَلُهْ

والأنُثى: خُماسية، ولا يقال هذا في غير الخمسة.

وثوب خُماسيٌّ، وخَميس، ومَخموس: طوله خَمسة، قال عَبيد يذكر ناقته:

هاتيكَ تَحْملُني وأبيضَ صارماً ومُذَرَّباً في مارِنٍ مَخْموسِ

وقيل: الخَميس: ثوب منسوب إلى ملك كان باليمن أمر أن تُعمل هذه الاردية، قال الأعشى يصف الأرض:

يوماً تَراها كشِبه اردية ال خِمْسِ ويوماً أديمُها نَغِلاً

وقوله انشده ثعلب:

صيرّني جودُ يديه ومَنْ أهواه في بُردةٍ أخماسِ

فسره فقال: قَرَّب بيننا حتى كأنِّي وهو في خَمس اذرُع.

والخَمِيس، من الأيام: معروف، وإنما أرادوا الخامسَ ولكنهم خَصُّوهُ بهذا البْنَاءِ، كما خَصُّوا النجم بالدَّبران.

قال اللِّحياني: كان أبو زيد يقول مَضى الخَميس بما فيه، فيُفرد ويذكِّر، وكان أبو الجراح يقول: مَضى الخميس بما فيهن، فيَجمع ويؤنِّث، يُخرجه مخرج العدد.

والجمع: اخمسة، واخمساء، واخامس، حُكيت الأخيرَة عن الفراء.

وحكى ثعلب عن ابن الأعرابي: لا تَكُ خَمِيسا، أي: ممن يصوم الخميس وحده.

والخُمُسُ، والخُمْسُ، والخِمْس: جُزء من خمسة، يطرد ذلك في جميع هذه الكسور عند بعضهم، والجمع: أخماس.

وخَمَسهم يَخْمُسهم خَمْسا: أخذ خُمس أموالهم.

والخَمِيس: الجَيش يَخْمُس ما يجده.

وأخماس البصرة: خمسة، فالخُمس الأول العالية، والخُمس الثاني بكر بن وائل، والخمس الثالث تميم، والخمس الرابع عبد القيس، والخمس الخامس الازد.

والخِمْس: قبيلة، انشد ثعلب:

عاذت تَميمُ بأحفىَ الخُمْس إذ لَقِيتْ إحدَى القناطر لا يُمْشَي لها الخَمَرُ

والقناطر: الدواهي. وقوله "لا يمشي لها الخمر". يعني انهم اظهروا لهم القتال.

وابن الخِمْس: رجل.

مقلوبه: - س خ م -

السَّخيمة: الحِقْد.

ورجل مُسخَّم: ذو سَخيمة،و قد سَخَّم بصدره.

والسُّخمة: الغَضب، وقد تسخَّم عليه.

والسُّخام، من الشعر والريس والقُطن والخز ونحو ذلك: اللين الحسن.

وقيل: هو من ريش الطائر ما كان تحت الريش الأعلى، واحدته: سُخَامة.

وخمر سُخَام وسخامية: ليِّنة سَلِسة، قال الأعشى:

فبِتُّ كأنِّي شاربٌ بعد هَجعة سُخَاميّةً حَمراءَ تُحْسَبُ عَنْدَمَا

قال الأصمعي: لا ادري إلى أي شيء نُسِبتْ. وقال احمد بن يحيى: هو من المَنسوب إلى نفسه.

وحكى ابن الأعرابي: شرابٌ سُخام،و طَعام سخام: ليِّن مُسترسل.

وقيل: السُّخام من الشعر: الاسود، والسُّخامّي من الخمر: الذي يضرب إلى السواد، والأول أعلى.

والسُّخام: سَواد القدر، وقد سَخَّم وجهه.

والسُّخام: الفحم.

والسَّخَم: السواد.

مقلوبه: - س م خ -

السِّماخ: الثقب الذي بين الدُّجْرَين من آلة الفدّان.

والسِّماخ لُغة في الصِّماخ.

وسَمَخَه يَسْمَخُهُ سَمْخاُ: أصاب سِماخه فعقره.

مقلوبه: - م س خ -

المَسْخ: تحويل صُورة إلى صورة، مَسخه الله يَمْسخه مَسْخا، وهو مَسْخٌ مَسيخ، وكذلك المشوّه الخلق.

والمَسيخ من الناس: الذي لا مَلاحة له.

ومن الطعام: الذي لا مِلْح له.

ومن الفاكهة: ما لا طَعم له، وربما خَصوا به ما بين الحلاوة والمزازة، قال الاشعر الرقبان، وهو اسدي جاهلي:

مسيخ مليخٌ كلَحم الحُوار فلا أنت حُلوٌ ولا أنت مّر

وامسخ الوَرمُ: انحلّ.

وفرس مَمسوخ: قليل لحم الكَفل.

وامرأة مَمسوخة: رَسْحاة، والحاء أعلى.

وامَّسخت العَضد: قل لحمها، والاسم: المَسَخ.

ومَاسِخَةُ: رجل من الازد.

والماسخيَّة: القِسي، مَنسوبةٌ إليه، لأنه أول من عملها.

والماسِخِيُّ: القواس.

وقال أبو حنيفة: زعموا أن ماسخة رجل من أزد السَّراة.

قال ابن الكلبي: هو أول مَن عمل القِسيّ من العَرب.

قال: والقواسون والنبّالون من أهل السَّراة كثير، لكثرة الشجر بالسَّراة.

قال: فلما كَثُرَت النسبة إليه وتقادم ذلك قيل لكل قواس: ماسِخِيّ.

وفي تسمية كُل قواس ماسخيّا، قال الشماخ في وصف ناقته:

عَنْسٌ مُذَّكرة كأنّ ضُلوعها أطر حَناها الماسِخيُّ بَيثْربِ