باب الثلاثي الصحيح: الفرع السادس

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الرابع

حرف الخاء

الفرع السادس

الخاء والراء والباء

الخَراب: ضدُّ العُمران، والجمع: اخربة.

خَرِب خَرَباً، وأخْرَبه، وخَرّبه.

والخَرِبة: موضع الخَراَب، والجمع: خَرِبات، وخَرِبٌ.

 قال سيبويه: ولا تُكَسّر "فَعِلَة" لقلتها في كلامهم.

وكُل ثَقْبٍ مُستدير: خُرْبَة.

وقيل: هو الثَّقب، مُستديراً كان أو غير ذلك. وخُرْبة السِّندي: ثَقْب شحمة أُذنه، إذا كان غير مَخْروم، فإن كان مَخروما، قيل: خَرَبة السِّندي، انشد ثعلب قول ذي الرمة:

كأنه حَبَشِيٌّ يَبْتغي أثراً أو مِن مَعاشِرَ في آذانها الخُرَبُ

ثم فَسّره، فقال: يصف نعاما، شَبّهه برجُل حَبشّي لسواده، وقوله "يَبتغي اثرا"، لأنه مُدلىَّ الرأس. "و في آذانها الخُرَب" يعني، السِّنْد.

وقيل: الخُرْبة: سَعَة خَرْق الأذن.

وأخْرَبُ الأذن: كخُربْتها، اسم، كأفكل.

وخُرْبَ الإبرة، وخُرَّابَتها: خُرْتُها.

وخُرْبُ الوَرِك، وخَربه: ثَقْبه، والجمع: اخراب.

وكذلك، خُرْبَته، وخُرَابته،و خُرّابته، وخَرَّابته.

وخَرب الشيء يَخْرُبه خَربا: ثقبه أو شقّه.

والخُرْبة: عُروة المَزادة، وقيل: أُذنها، والجمع: خُرَبٌ وخُروب، هذا عن أبي زيد، نادِرةٌ، وهي الأخَراب.

والخُرَّابة، كالخُرْبة.

والخَرْباء من المَعَز: التي خُربت أذنها وليس لخُرْبتها طُولٌ ولا عَرْضٌ.

وأُذُن خَرْباء: مَشْقُوقة الشْحمة.

وعَبْدٌ أخرب: مَشْقُوق الأذن.

والخَرْبُ في الهَزَج: أن يَدْخُل الجُزْءَ الخَرْمُ والكَفُّ معاً، فيصير "مفاعيلن" إلى "فاعيل"، فينُقل في التَّقطيع إلى "مفعول"، بيتُه:

لو كان أبو بشْرٍ أميراً ما رَضِيناهُ

فقوله "لو كان" مفعول.

قال أبو إسحاق: سُمي أخرب، لذهَاب اوله وآخره، فكأن الخراب لحقه لذلك.

والخُرْبَتان: مَغْرِزُ رأس الفَخذ.

والاخرَاب: أطرافُ أعيار الكَتفين السُّفَل.

والخُرْبَة: وعاءُ يحمل فيه الراعي زاده، والحاءُ فيه لغة.

والخُرْبة، والخَرْبة، والخُرْب، والخَرَب: الفَسادُ في الديِّن، وهو من ذلك.

و الخاربُ: اللِّصُّ، وخصّ بعضُهم به سارقَ الإبل، قال:

إن بها أكْتَل أو رِزَامَا خُوَيْربَيْن يَنقُفان الهامَا

نصب "خُويربين" على الذّم.

والجمع: خراب.

وقد خَربَ يَخْرُب خِرَابةً.

وقال اللِّحيانيّ: خَرَب فلانُ بإبل فلان، يَخْرُب بها خَرْباً، وخُروباً، وخِرابة، وخَرابة، أي: سرقها، هكذا حكاه مُتعَدِّيا بالباء.

وقال مرةً: خَرَب فلانٌ، أي صار لصا،و انشد:

اخشى عليها طِّيئاً وأسدا وخاربَيْن خَرَبَا فمَعَدَا

لا يَحْسبان الله إلا رَقدا والخَراب، كالخارِب.

والخُرَابة: حَبْلٌ من ليف.

وخَلية مُخْرِبة: خالية لم يُعَسَّل فيها.

والنَّخاريب: خُروقٌ كبُيوت الزَّنابير، واحدها: نُخْروب.

والنَّخاريب: الثُقَبِ المُهيأة من الشَّمع، وهي التي تمُجُّ النَحْلُ العسلَ فيها.

ونَخْربَ القادحُ الشجرة: ثَقبها، وقد قيل: إن هذا له رباعي، وسَيأتي.

والخُرْبُ: مُنْقطَع الجُمهور المُشرِفِ من الرَّمل يُنْبت الغَضَى.

والخَربُ: حَدٌّ من الجبل خارِجٌ.

والخَرِبُ: اللَّجَفُ من الأرض، وبالوَجهين فُسِّر قولُ الراعي:

فما نَهلَتْ حتى أجاءت جمامَة إلى خَرِبٍ لا في الخَسِيفة خارقه

وما خَرب عليه خَرْبةً، أي: كلمة قبيحة.

والخَرَب من الفَرَس: الشَّعر المُختلف وسَط مِرفقه.

والخَرَبُ: ذكر الحُبارَي، وقيل: هُو الحُباري كُلها، والجمع: خِرَابٌ، وأخْراب، وخِرْبان، عن سيبويه.

ومُخرَّبة: حيٌ من بني تميم، أو قَبيلة.

ومَخْرَبة: اسمٌ.

والخُرَيْبة: موضعٌ، والنسب إليه خُرَيبيّ، على غير قياس، وذلك أم ما كان على "فعيلة" فالنسب إليه بطَرح الياء، إلا ما شذ كهذا ونحوه.

والخَرُّوب:شجر اليَنْبوت، واحدته خَرُّوبة، وهو الخَرْنوب، والخُرنوب، واحدته: خُرْنوبة، وخَرْنوبة. واراهم ابدلوا النون من إحدى الراءين، كراهية التضعيف، كقولهم: انجانة، في: إجانة. قال أبو حنيفة: هما ضربان، أحدهما اليَنبوتة، وهي هذا الشوكالذي يُسْتوقد به، يَرتفع الذِّراع ذو افنان وحَمْلٍ أحمَّ خَفيف، كأنه تفّاح، وهو بَشع لا يُؤْكل إلا في الجَهد، وفيه حَبٌّ صُلْب زَلال، والآخر الذي يُقال له: الخَروب الشامي، وهو حُلو يُؤكل، وله حب كحب اليَنْبوت إلا انه اكبر، وثَمره طوالٌ كالقِثاء الصغار، إلا أنه عريض، ويُتَّخذ منه سَوِيق ورُبٌّ.

وخَرُّوبٌ، وأخْرُب: مَوضعان، قال الجُميج:

ما لأمَيمة أمستْ لا تُكلِّمنا مَجْنونةٌ أم احسَّته أهل خَرُّوبِ

 

مرت براكب مَلْهوزِ فقال لها ضُرِّى الجُميجَ ومَسِّيه بتَعْذيب

   

يقول: طَمح بَصرها عني فكانّها تنظُر الي راكب قد اقبل من أهل خَرُّوب.

مقلوبه: - خ ب ر -

الخبر: النَّبأ، والجمع: اخبار، واخابير، جمع الجمع.

فأما قوله تعالى: -يَومئذ تُحدِّث أخبارَها-، فمعناه: يوم تَزلَزل تُخبر بما عُمل عليها.

وخبَّره، وأخبره: نبّأه.

واستخبره: طلب أن يخبره.

ورجل خابر، وخَبير: عالمٌ بالخَبر.

والخَبير: المُخبر.

وقال أبو حَنيفة في وَصف شَجر: أخبرني بذلك الخَبِرُ: فجاء به على مثال "فَعِل"، وهذا لا يكادُ يعرف إلا أن يكون على النَّسب.

وأخبره خُبُورَه: أنبأه ما عِنْده.

وحكى اللِّحيانيّ عن الكسائي: ما يُدْرى له أيْنَ خَبرٌ، وما يُدرَي لَهُ ما خَبَرٌ، أي: ما يُدري، "و أين" صلة، و"ما" صلة.

والخِبْرُ، والخُبْرُ، والخِبْرةْ، والخُبْرة، والمَخْبَرة، والمَخْبُرة، كله: العلم بالشيء.

وقد خَبَره يَخْبُره خِبْراً وخُبْرا، واخْتبره، وتَخبّره.

والخَبير: الذي يَخْبرُ الشيء بعِلمه.

وقوله، انشده ثعلب: وشِفاءُ عِيّك خابراً أن تَسْألي فسره، فقال: وشفاء ما تَجدين من نسك من العِيّ أن تستخبري.

ورجل مَخْبَراني: ذو مَخْبر، كما قالوا: مَنظراني، أي: ذو نظر.

والخَبْر، والخِبْر: المَزادة، والجميعُ: خُبُور.

وهي الخَبْراء، ايضا، عن كراع.

والخَبْر، والخِبْر: الناقةُ الغَزيرة الَّلبن، شُبَّهت بالمَزادة، والجمع كالجمع.

وقد خَبرَت خُبُورا، عن اللِّحيانيّ.

والخَبْراء: المُجرَّبة بالغُزْر.

والخَبرَةُ: القاعُ يُنْبت السِّدْر، وجمعُهُ: خَبرٌ.

وهي الخَبراء، ايضا، والجمع: خَبْراوات، وخَبَار.

قال سيبويه: وخَبَارٌ، كسَّروها تكسير الأسماء وسَلّموها على ذلك، وإن كانت في الأصل صَفة، لأنها قد جَرَت مجرى الأسماء.

والخَبْراء: مَنْقع الماء، وخَصَّ بعضُهم به مَنقع الماء في أُصول السِّدر.

والخَبْرُ: شَجر السِّدر والاراك وما حولهما من العُشب، واحدته: خَبْرة.

وخَبْراء الخَبِرَة: شَجرها.

وقيل: الخَبْرُ: مَنْبت السِّدْر في القيعان.

والخَبَار من الأرض: ما لان واسْترخى.

والخبَار: الجراثيم، وجِحْرَة الجِرذان، واحدته: خَبارة.

وفي المثل: مَنْ تَجنّب الخَبَار أمن العِثار.

وخَبِرَت الأرض خَبَراً: كَثرُ خَبَارُها.

والخَبْرُ: أن تَزرع على النّصف أو الثُّلث، وهي المُخابرة.

وقال اللِّحيانيّ: هي المُزارعة، فعم بها.

والمُخابرة، أيضا: المُؤاكرة.

والخَبير: الأكَّار، قال:

تَجُزُّ رُءوسَ الأوْس من كُلِّ جانب كجَزِّ عَقاقيل الكُرُوم خَبِيرُها

والخَبْرُ: الزَّرْع.

والخَبِيرُ: الوَبَر، قال أبو النَّجم يَصِف حَمِير وَحْش: حتى إذا ما طار مِن خبيرها والخَبير: نُسَالة الشَّعَر، والخَبيرةُ: الطائفةُ منه، قال المُتنخل الهذلي:

فَآبَوا بالرمِّاح وهُن عُوجٌ بهن خبائِرُ الشَّعر السِّقَاطُ

والخَبير: زَبد أفواه الإبل.

والخُبْر، والخُبْرة: اللَّحم يَشتريه الرجل لأهله.

والخُبْرةُ: الشاةُ يَشتريها القومُ بأثمان مختلفة ثم يَقتسمونها، فيُسْهمون، كُلّ واحد منهم على قدر ما نَقَد.

وتَخَّبروها: اقْتَسموها.

وشاة خَبيرةٌ: مُقْتَسمة، أراه على طَرح الزائد.

والخُبرْة: النَصِيب تَأخذه من لَحم أو سمك.

وجمل مُختَبِرٌ: كَثيرُ اللحم.

والخُبرة: الطَّعام، وما قُدِّم من شيء.

وحكى اللِّحيانيّ: انه سمع العرب تقول: اجتمعوا على خُبْرته، يَعْنون ذلك.

والخُبْرة: الثَّريدة الضخمة.

وخَبَر الطعام يَخْبُره خَبْراً: دَسَمه.

والخابُور: نَبت، أو شجر، قال:

أيا شَجر الخابُور مالكَ مُورِقاً كأنّك لم تَجزع على ابْن طَريفِ

والخابُور: نهر، أو وادِ بالجزيرة.

مقلوبه: - ب خ ر -

البَخَر: الرائحةُ المُتغيِّرة من الفَم.

قال أبو حنيفة: البَخَرُ: النَّتن يكون في الفم وغيره، بَخِر بَخَراً، وهو أبخر.

وأبْخره الشيءُ: صَيَره أبْخَر.

والبَخْراء، والبَخْرة: عُشْبة تُشبه نبات الكُشني، ولها حَبّ مثل حَبّه، سوداء، سُميت بذلك لأنها إذا أُكلت أبخرت الفَمَ، حكاها أبو حنيفة، قال: وهي مَرعىً، وتعلفها المواشي فتسمنها، ومنابتُها القِيعان.

والبَخْراء: أرضٌ بالشام، لَنتَنَها بعُفونة تُرْبِهَا.

وبُخار الفَسْوِ: ريحُه، قال الفرزدق:

أشاربُ قَهوةٍ وحَليفُ زيرِ وصَرّارُ لفَسوته بُخارُ

وكل رائحة سَطعت من نَتن أو غيره: بَخَرٌ، وبُخار.

وبُخَار القِدر: ما ارتفع منها، بَخرت تَبْخَر بَخْرا.

وكذلك بُخار الدخان.

وتبخّر بالطِّيب، ونحوه: تَدخّن.

والبَخُور: ما يُتبخَّر به.

وبَنات بَخْر، وبَنات مَخْر: سحابٌ يأتين قبل الصيف مُنتصبةٌ دِقاقٌ بيضٌ حِسان.

مقلوبه: - ر ب خ -

الرَّبْخ، والتَّربُّخ: الاسترخاء، حُكى عن بعض العرب: مَشى حتى تَربَّخ.

ورَبِخَت المرأةُ تَرْبَخ رَبَخاً، ورُبُوخا ورَباخا، وهي رَبُوخ: غُشي عليها عند الجماع.

ورجلٌ ربيخ: ضَخم، قال:

فلما اعترت طارقات الهُموم رَفعتُ الولىَّ وكَوْراً ربيخَا

وأرض رابخ: تَأخذ الُّلؤْمة ولا حِجارة فيها ولا نَقَل.

ورابِخٌ: موضعٌ بنَجد، قال ابن دريد: احسب ذلك، ولم يَتيّقنه.

ومُرْبخٌ: جبلٌ من جبال زَرُود.

ورَبِخت الإبل في المُرْبخ: أقامت هنالك، ولا أعرف مثل هذا يُشتق من الاعلام، إنما ذلك في إتيان المَواضع، كأنجد وأتهم.

وبنو رُبَخة: حي.

مقلوبه: - ب ر خ -

البَرْخ: الكَبيرُ الرَّخْص، عُمانيّة. وقيل: هي بالعبرانية، أو السُّرْيانيَّة.

التَّبريخُ: التَّبريك، قال: ولو يُقال بَرِّخوا لَبَرّخوا والبَرْخُ: أن يُقطع بعض اللحم بالسيف. والبَرْخ: الحَرْبُ.

الخاء والراء والميم

خَرَم الخَرَزَة يَخْرِمها خَرْما، وخَرَّمها فتخرمت: فَصَمها.

والتَّخرم، والانْخرام: التشقُّق.

وخَرِم الرجلُ خرما، وهو اخرم: تَخرّمت وتَرةُ انفه، وهي ما بين مَنْخريه.

وقد خَرَمه يَخْرِمه خَرْما.

والخَرَمةُ: موضعُ الخَرْم من الأَنف.

ورجلٌ أخرم الأذن، كأخْرَبها.

والخَرْماءُ من الآذان: المُتخرِّمة.

وعَنْزٌ خَرْمَاءُ: شُقّت أذُنها عَرضاً.

والخَرْم في العَروض: ذهابُ الفاء من "فعولن" فيبقى "عولن"، فينقل في التقطيع إلى "فَعْلن"،و لا يكون الخَرم إلا في أول الجزء في البيت.

وجمعه أبو إسحاق على "خُروم"، فلا ادري اجعله اسما ثم جَمعه على ذلك، أم هو تسُّمح منه.

والاخرمان: عظمان مُنْخرمان في طَرف الحَنَك الأعلى.

وأخْرَما الكَتفين: رُؤوسهما من قِبل العَضُدين مما يلي الوابِلة.

وقيل:هما طَرفا اسفل الكَتِفْين اللذان اكْتنفا كُعْبُرة الكَتف، فالكُعْبُرة بين الاخرمين.

وقيل: الاخرم: مُنْقطع العَيْر حيث يَنجدع، قال أوس بن حَجر، يذكر فرسا يدعى قُرْزُلا:

تالله لولا قُرْزلٌ إذ نَجا لكان مَثْوى خَدِّك الأخْرما

أي: لقُتِلت فسَقط رأسُك عن اخرم كَتفك.

وخُرْمُ الأَكمة، ومَخْرَمُها، مُنْقطعها.

ومَخْرم الجَبل والسّيل: انفه.

والمَخارم: الطرقُ في الغِلظ، عن السُّكّريّ، قال أبو ذُؤيب:

به رُجماتٌ بَينهنّ مَخارمٌ نُهُوجٌ كَلِّبَاتِ الهَجائن فيحُ

وقول أبي كبير:

وإذا رَميتَ به الفِجاجَ رأيتَه يَهْوِي مخارِمَها هُوِى الأَجدلِ

أراد: في مخارمها، فهو على هذا ظَرف، كقولهم ذَهبتُ الشام، وعَسَلَ الطريقَ الثَّعلبُ.

وقيل: "يهوي" هنا، في معنى: يَقطع، فإذا كان هذا، فمخارمها، مفعول صحيح.

ومَخارمُ الليل: اوائلهُ، انشد ابن الأعرابي:

مَخارمُ الليل لهن بَهرجُ حين ينام الوَرَعُ المُزَلَّجُ

قال: ويُروى: مَحارم الليل، أي: ما يَحْرُم سلوكُه على الجَبان الهِدَان، وقد تقدّم.

والخَوْرمُ: صُخور لها خُروق، واحدتها: خُوْرمة.

والخَرْم: أنْفُ الجبل، وجمعه: خُروم.

وأخْتُرم فلانٌ عنا: مات وذَهب.

واخترمتْه المَنيةُ: أخذته.

وأكمة خَرْماء: لها جانبٌ لا يُمكن منه الصُّعود.

وريح خارمٌ: باردة، كذا حَكاه أبو عُبَيد بالراء، ورواه كراع "خازم"، بالزاي، قال: كأنها تَخزم الاطراف، أي: تنظمها، وقد تقدمت في الزاي.

والخُرَّمُ: نباتُ الشجر، عن كُراع.

وعيشٌ خُرَّم: ناعمٌ.

وقيل: هو فارسي مُعَّرب، قال أبو نُخيلة: قاظَتْ من الخُرْم بَعْيشٍ خُرَّم وجاء يتخَّرم زَنْدُه، أي: يركُبنا بالظُّلم والحُمق، عن ابن الاعرابي، قال: وقال ابن قنان لرجل، وهو يتوعده: والله لئن انتحيت عليك فإني اراك يتخرم زندك، وذلك أن الزند إذا تخّرم لم يور القادح به نارا، وإنما أراد أنه لا خير فيه، كما أنه لا خَير في الزَّند المُتخرم.

ومَخْرمة، ومُخَرَّم، وخُريم: أسماء.

وخُرمان، وأم خُرْمان: موضعان.

والخَرْماء: عَين بالصْفراء كانت لحَكيم بن نَضلة الغِفاري، ثم اشتريت من ولده.

والخرماء: فرسٌ لبني أبي رَبيعة.

والخُرمَّاء نَبت.

مقلوبه: - خ م ر -

خامر الشَّيءُ الشيءَ: قاربه وخالَطه، قال ذو الرُّمة:

هامَ الفؤادُ بذَكْراها وخامَره منها على عُدَواء الدَّار تَسْقيمُ

ورجلُ خَمِرٌ: خامَره داءٌ، وأُراه على النَّسب، قال امرؤُ القيس:

أحارَ بن عَمْرو كأنِّي خَمرْ ويَعْدُو على المَرء ما يأتمْر

والخَمْرُ: ما أسكر من عَصيرِ العِنَب، لأنها خامَرَت العقلَ.

وقال أبو حنيفة: قد تكون الخَمر من الحُبوب، فجعل الخَمر من الحبوب، وأظنه تَسَمُّحاً منه، لأن حقيقة الخمر إنما هي للعِنب دون سائر الأشياء. والاعرف في الخمر التأنيث، وقد تُذكّر، والعرب تسمِّي العِنَب خَمراً، وأظنّ ذلك لكونها منه، حكاه أبو حنيفة، قال: وهي لُغة يمانَية، وقال في قوله تعالى: -إني أراني أعصرُ خمراً-: إن الخمر، هنا: العنب، وأراه سماها باسم ما في الإمكان أن تؤول اليه،و العربُ كثيرا ما تُسَمّى الشيء باسم ما يَؤول إليه.

قال أبو حنيفة: وزَعم بعضُ الرُّواة أنه رأى يمانيا قد حَمل عِنبَاً، فقال له: ما تَحمل؟ فقال خمراً، فسمَّى العِنبَ خمرا.

والجمع خُمور، وهي الخَمْرة.

والمُخِّمرُ: مُتَّخذ الخمر.

وخَمر الرجلَ والدابة، يخُمره خَمراً: سقاه الخمر.

والخمّار: بائعُها.

وعِنَب خَمْرِيٌّ: يصلح للخمر.

ولون خَمْريّ: يُشبه لوَن الخمر.

واختمار الخمر: إدراكُها وغَليانها.

وخُمْرتها، وخُمارها: ما خالط من سُكْرها.

وقيل: خُمرتها، وخُمارها: ما أصابك من أَلمها وصُداعها وأذاها.

ورجل مَخْمُورٌ: أصابه ذلك، وقد خُمِرَ خَمْراً، وخَمِر.

ورجل مُخَمَّر، كمخمور.

وتخمَّر بالخَمر: تسَكَّر به.

ومُسْتَخْمِر، وخِميِّر: شِرِّيب للخَمر دائماً.

وما فلانٌ بخَلٍّ ولا خَمْرٍ، أي: لا خير فيه ولا شَرَّ عنده، وقد تقدّم ذلك.

والخُمْرة، والخَمَرة: ما خامَرك من الرِّيح، وقد خَمَرتْه.

وقيل: الخُمْرة والخَمَرة: الرائحةُ الطَّيبة.

وامرأة طيبة الخِمَرة بالطِّيب، عن كُراع.

وخَمر العجيَن والطِّيب ونحَوهما، يَخْمُره ويَخْمِره خَمْراً، وهو خَمير، وخَمَّره: تَرك: اسْتعماله حتى يجود.

وخُبْزٌ خميرٌ، وخُبْزةٌ خَمِير، عن اللِّحيانيّ، كلاهما بغير هاء.

وقد اخْتمَر الطيبُ والعجينُ.

واسم ما خُمِرَ به: الخُمْرة.

وطَعامٌ خَمير ومَخمور، في أطْعمة خَمْرَى.

والخَميرُ والخَميرة: الخُمْرة.

وخُمرة النبيذ: عَكَرُه.

وخامر الرجلُ بَيْته، وخَمَّره: لَزمه فلم يَبرحه،، انشد ثعلب: وشاعرٍ يُقال خَمرِّني دَعَهْ وخَمِر الشيء يَخْمُره خَمْراً، وأخْمره: سَتره.

وخَمَر شهادته، وأخْمرها: كَتمَها.

وأخرج من سِرِّ خميره سِرّاً، أي: باح به.

واجعله في سِرّ خَميرك، أي: اكْتُمه.

والخَمَرُ: ما واراك من الشجر والجبال ونحوهما.

وقد خَمِر عنيِّ خَمَراً فهو خَمِرٌ، أي: خفى وتوارى.

وأخمرته الأرضُ عنِّي، ومنِّي، وعليّ: وارَتْه.

وأخمر القومُ: توارَوْا بالخَمَر.

ومكانٌ خَمِرٌ: كثيرُ الخَمَر، على النسب، حكاه ابن الاعرابي، وانشد لضباب بن واقد الطهوي:

وجَرَّ المخاضُ عَثَانينَها إذا بركتْ بالمكان الخَمِرْ

وقول طَرفة:

سأحْلُب عَنْساً صَحْنَ سَمٍّ فأبْتَغي به جيرتي إن لم يُجَلُّوالِيَ الخَمَرْ

معناه: إن لم يُبيِّنوا لي الخَبَر.

ويروى: يُخلَّو، فإذا كان ذلك، كان "الخَمر" هاهنا: الشجر بعينه، يقول: إن لم يخلُّو الي الشجر أُرْعيها ابلي هَجوتُهم فكان هجائي لهم سّما.

وروى: ساحلب عَيْسا، وهو ماء الفَحل، ويزعمون أنَه سم.

وخَمَرُ الناس، وخَمَرَتُهم، وخُمارهم، وخَمَارهم: جماعتُهم وكَثرتهم.

والخِمَار: النَّصيفُ، وجمعه: أخمرة، وخُمْرٌ، وخُمُرٌ.

والخِمِرُّ، بكسر الخاء والميم وشد الراء: لغة في الخِمار، وانشد: ثم أمالت جانب الخِمِرِّ والخِمْرة: من الخِمار، كاللِّحفة: من اللحاف، وفي المثل: إن العوان لا تُعَّلم الخِمْرةَ.

وتَخمَّرَتْ بالخِمار، واختمرتْ: لبِسته.

وخَّمرتْ به رأسها: غَطَّتْه.

وكل مُغطّىً: مُخمَّر.

والمُخَمَّرة من الشياه: البيضَاء الرأس، وقيل: هي النَّعْجة السوداء ورأسُها ابيض، مُشتقّ من خمار المرأة.

وفرسٌ مُخمَّرٌ: أبيض الرأس وسائرُ لونه ما كان.

ويقال: ما شَمّ خِمارَك؟ أي: ما أصابك؟ يقال ذلك للرجل إذا تغّير عما كان عليه.

وخَمِر عليه خَمَراً، وأخمر: حَقد.

وخَمَرَ الرَّجل يَخْمِره: استحيا منه.

والخَمَرُ: أن تُخرز ناحيتا المَزادة ثم تُعلَّى بخرْز آخر.

والخُمْرةُ: حَصيرةٌ تنُسج من السَّعَف أصغر من المُصلى.

وقيل: الخُمْرةُ: الحصيرُ الصغير الذي يُسجَد عليه.

والخُمْرةُ: الوَرس وأشياءُ من الطيب تَطلى به المرأة وجهها لِيَحسُن لونُها.

وقد تخمّرت.

والخُمْرةُ: بِزْرُ الكعابر التي تكون في عيدان الشَّجر.

واستخمر الرَّجلَ: اسْتعبده.

وأخْمره الشيء: أعطاه إياه أو مَلَكه.

وأخْمر الشيء: أغفله، عن ابن الأعرابي.

واليَخْمُور: الاجوف المَضطِرب من كل شيء.

واليَخْمُور، أيضا: الودَع، واحدته: يَخْمورة.

ومخْمَر، وخُمَيْر: اسمان.

وذو الخمار: اسمُ فرس الزبير بن العوام، شَهِد عليه يومَ الجمل.

مقلوبه: - ر خ م -

أرْخَمت النَّعامة والدَّجاجةُ على بَيضها، ورَخَمت عليه، ورَخَمَتْه، تَرْخَمهُ رخْماً ورَخَماً، هي مُرْخِمٌ، وراخِمٌ: حَضَنته.

ورَخَّمها أهلُها: ألْزموها إيّاها.

وألقى عليه رَخْمَته، أي: محبتَّه ومَودّته.

ورَخَمت المرأة ولدها، تَرْخَمه وتَرْخَمه، رَخْماً: لاعَبتْه.

وحكى اللِّحيانيّ: رَخِمَه يَرْخَمُه رَخْمةً، وإنه لرَاخمٌ له.

وألْقت عليه رَخَمها ورَخْمَتها، أي: عَطفتها.

واستعاره عَمرو ذو الكلب للشاة، فقال:

يا ليت شِعْري عَنك والأمْر عَمَمْ ما فَعَلَ اليومَ أُوَيسٌ في الغَنَمْ

صَبَّ لها في الرِّيح مِرِّيخُ أشمْ فاجْتَال منها لَجْبةً ذاتَ هَـزَمْ

حاشِكَةَ الدرَّة وَرْهاءَ الرَّخمْ ورَخِمه رَخْمةً، لغة في: رَحمه رَحْمة.

ورَخَم الكلامُ والصوتُ، ورَخُم. رَخامة. فهو رَخيم: لانَ وسَهُل.

ورَخُمت الجاريةُ رَخامةً، فهي رَخيمة ورَخِيمٌ، إذا كانت سهَلة المَنطِق، قال قيسُ بن ذَريح:

رَبْعاً لواضحِة الجَبينِ غَرِيرةٍ كالشَّمس إذ طلعت رَخيمِ الَمْنطِق

ومنه: التَّرخيم، في الاسماء، لأنهم إنما يحذفون اواخرها ليُسهِّلُوا النطق بها.

قال الأصمعي: أخذ عني الخليلُ معنى التَّرخيم،و ذلك انه لقيني فقال: ما تُسمى العربُ السَّهْل من الكلام؟ فقلتُ له: العرب تقول جارية رخيمة، إذا كانت سهلةَ المَنطق، فعَمِل بابَ الترخيم على هذا.

والرُّخام: حجرٌ ابيض سَهل رِخْو.

والرُّخْمة: بياضٌ في رأس الشاة وغُبرة في وجهها، وسائُرها أي لون كان، يُقال: شاة رَخْماء.

والرَّخامَي: ضَربٌ من الخِلْفة.

قال أبو حنيفة: هي غبراء الخُضرة لها زَهرة بيضاءُ نَقيّة، ولها عِرْقُ أبيض تحفره الحُمُر بحوافرها، والوَحشُ كلّه يأكل ذلك العِرْقَ، لحلاَوته وطيبه.

قال: وقال بعضُ الرُّواة: تَنبت في الرَّمل، وهي من الجَنْبة، قال عَبيدٌ:

أو شَبَبٌ يَحْفِر الرُّخامَي تلُفُّه شَمْألٌ هَبوبُ

والرُّخامَي: بَقلة غَبراء تَضرب إلى البياض، وهي حلُوْة، لها أصلٌ أبيض كأنه العُنْقُر، إذا انتُزع حَلَب لبناً.

والرُّخامة، بالهاء: نَبْتٌ، حكاه أبو حنيفة.

والرَّخَمة: طائرٌ على شَكل النَّسر إلا انه مُبقَّع بسواد وبياض، والجمع: رَخَمٌ ورُخمٌ، قال الهُذلي:

فلَعْمر جدِّك ذي العواقب حتّ ى أنت عنْد جوالب الرُّخْـمِ

ولَعمرُ عَرْفك ذي الصُّماخ كما عَصَب الشِّفارُ بَغضْبَة اللِّهْمِ

وخَص اللِّحيانيّ بالرّخَم: الكثير، ولا أدري كيف هذا، إلا أن يَعني الجِنس.

واليَرْخُوم: ذكَر الرَّخم، عن كُراع.

وما أدري أي تُرْخَم هو؟ وقد تضم الخاء مع التَّاء، وقد تفتح التاء وتضم الخاء، أي: أي الناس هو؟ ورَخْمانُ: موضعٌ.

مقلوبه: - م خ ر -

مَخَرت السفينةُ تَمْخَرُ مَخْراً: جَرت. وقيل: اسْتقبلت الرِّيحَ في جرْيها.

وفي التنزيل: -و تَرى الفُلْكَ فيه مَواخِرَ-. وقيل: المواخر: التي تَراها مُقبلةً ومُدبرة بريحٍ واحدة.

وقيل: هي التي يُسْمع صوتُ جريها.

وقيل: هي التي تَشُقّ الماء.

وامْتخَر الفَرسُ الرَّيحَ، واسْتَمْخَرها: قابَلها ليكون أرْوَح لنفسه.

ومَخر الأرضَ مَخْراً: أرسل فيها الماءَ لِتَجُود.

ومَخَرت الأرضُ: جادت وطابت من ذلك الماء.

وامْتَخر الشيء: اختاره.

والمُخْرة، والمِخْرة: ما اخْتَرته، والكَسر أعلى.

ومَخَر البيتَ يَمْخُرُه مَخْراً: اخذ خيار مَتاعه فذهب به.

ومَخَر الفُرْزُ الناقةَ يَمْخَرُها َمْخراً، إذا كانت غَزيرةً فأكثر حَلبها وجهدها ذلك وأهزلها.

وامّتَخر العظمَ: استخرج مُخَّه، قال العجاج: من مُخّةِ الناس التي كان امْتَخَرْ واليُمْخور، واليَمْخُور: الطويلُ من الرِّجال، الضمُّ على الإتباع.

وهو من الجمالِ: الطويل العُنق.

وعُنُقٌ يَمْخُورٌ: طويلة.

والماخُور: بيتُ الرِّيبة.

وهو أيضا الرجلُ الذي يَلي ذلك البيت ويَقود إليه. قال زياد حين قدَم البصرة أميراً عليها: ما هذه المَواخير المَنْصوبة: الشرابُ عليه حرام حتى تُسَوَّى بالأرض هَدماً وإحْراقا.

وبَنات مخْرٍ: سَحائبُ يأتين قُبُل الصَيفِ منْتصباتٌ رقاقٌ بيضٌ حِسان، وهُن بنات المَخر، قال طَرفة:

كبَنات المَخْرِ يَمْأدْن كما أنبت الصيفُ عَساليجَ الخَضِرْ

وقوله انشده ابن الأعرابي:

كأن بنات المَخْر في كُرْز قَنْبرٍ مَواسِقُ تَحْدُوهن بالغَوْر شَمْألَ

إنما عَنى ببنات المَخر: النَّجْم، شَبّهه في كُرْز هذا العَبد بهذا الضَّرب من السحاب.

قال أبو علي: كان أبو بكر محمد بن السَّري يَشتقّ هذا من البُخَار، فهذا يدُلك على أن الميم في "مخر" بدل من الباء في "بخر". قال: ولو ذَهب ذاهبٌ إلى أن الميم في "مخر" أصْلٌ أيضا غير مُبدلة، على أن تْجَعله من قوله عز أسْمُه: -و ترى الفُلْك فيه مَواخر-، وذلك أن السحاب كأنها تَمْخَر البحر، لأنها فيما تذهب إليه عنه تنشأ، ومنه تبدأ، لكان عندي مُصيبا غير مُبعد، ألا ترى إلى قول أبي ذُؤيب:

شَرِبْنَ بماء البَحْرِ ثم ت!رفعت مَتَى لُججٍ خُضْرٍ لهنَّ نَئيجُ

مقلوبه: - ر وخ -

الرِّمْخُ: الشجر المجتمع.

والرِّمَخُ، والرُّمَخُ: البلح، واحدته: رِمَخَةٌ.

ورُمَاخ: موضع.

مقلوبه: - م ر خ -

مَرَخه بالدُّهن يَمْرُخه مَرْخا، ومَرَّخه تَمْريخاً: دَهَنه.

وتَمْرخ به: ادَّهن.

ورجل مَرَخٌ، ومَرِيخٌ: كَثير الادِّهان.

والمَرْخُ: شَجر كثير الوَرْىِ سريعُه، وفي المثل: في كُل شجر نار، واستَمْجد المَرْخ والعَفَار، أي ذهبا بكثرة ذلك.

قال أبو حنيفة: معناه اقتدِحْ على الهُوينى فإن ذلك مُجزيء إذا كان زنادُك مَرْخاً.

وقالوا: أرْخِ يدَيك واسْتَرْخ، إن الزناد من مَرْخ، يقال ذلك للرجلِ الكريم الذي لا يحتاج أن تكره أو تلح عليه. فَسَّره ابن الأعرابي بذلك.

وقال أبو حنيفة: المَرْخ من العِضاه، وهو يتفرش ويطول في السماء حتى يَستظل فيه، وليس له ورق ولا شوك، وعيدانه سلبة، وقُضبانه دقاق، وينبت في شعب وفي خشب، ومنه يكون الزناد الذي يُقتدح به، واحدته: مَرخة.

وقول أبي جُندَب:

فلا تَحْسبَنْ جارِي لدى ظِلَّ مَرْخةٍ ولا تَحسبَنْه فَقْعَ قاعٍ بقَرْقَرِ

خص "المرخ" لأنها قليلةُ الورق سخيفة الظل.

والمرِّيخ: سهمٌ طويل له أربع آذان يقتدر به الغِلاء.

وقال أبو حنيفة، عن أبي زياد: هو سَهم يَصنعونه إلى الخفة، واكثر ما يُغلون به إجراء الخيل إذا اسْتبقوا، وقول عمرو ذي الكلب:

يا ليت شعري عنكِ عَمَمْ ما فَعل اليومَ أوَيسٌ في الغَنَمْ

صبّ لها في الرِّيحِ مِرِّيخٌ أشمْ إنما يريد: ذئبا، فكنى عنه بالمريخ المحدد، مثله به سُرعته ومضائه، ألا تراه يقول بعد هذا: فاجتال منها لَجْبةً ذات هَزَمْ اجتال، أي: اختار، فدل ذلك على انه يريد الذئب، لأن السهم لا يختار.

والمِرّيخ: كّوكب، قال:

فعند ذاك يَطْلُع المّريخُ بالصُّبح يحكي لَونَه زَخيخُ

من شُعْلة ساعَدها النَّفِيخُ قال ابن الأعرابي: ما كان من أسماء الدَّراري فيه ألف ولام، فقد يجيء بغير ألف ولام،كقولك: مريخ، في "المريخ"، إلا انك تَنوي فيه الألف واللام.

وأمْرَخ العجينَ: أكَثَر ماءَه.

ومَرخَ العَرفجُ مَرَخاً، فهو مَرِخٌ: طاب ورَقّ وطالت عيدانُه.

والمَرْخُ: العرفَجُ الذي تظُنه يابساً فإذا كسرته وَجدت جَوْفه رطبا.

والمُرخَةُ: لغة في الرُّمْخة، وهي البَلَحة.

والمرّيخُ: المُرْدَ اسنْجُ.

الخاء واللام والنون

اللّخَنُ: نَتْن الرِّيح عامّةً.

وقيل: اللَّخَن: نَتْنٌ يكون في أرفاغ الانسان، واكثر ما يكون في السُودان.

وقد لَخِنَ لَخَنا، وهو ألَخْنُ.

ولَخِن السَّقاء لَخَناً، وألْخن: فهو لَخِنٌ: تَغيّر طَعمهُ ورائحته، وكذلك الْجِلد في الدِّباغ.

ولَخِنَ الجَوْزُ لخَنَا: تغيَّرت رائحتهُ.

واللّخَن: قُبْحُ رِيح الفَرج، وامرأة لَخْناء.

والالْخَن: الذي لم يُختْن، وقيل: هو الذي يُرى في قُلْفته قبل الخِتان بياضٌ عند انقلاب الجِلدة.

مقلوبه: - ن خ ل -

نَخَل الشيءَ ينْخُله نَخْلاً، وتَنَخله، وانْتَخله: صَفّاه واختاره.

وكل ما صُفِّى ليُعْزَل لُبابُه: فقد انْتُخل، وتُنُخِّل.

والنُّخالة، أيضا: ما بَقي في المُنخل مما يُنْخل، حكاه أبو حنيفة، قال: وكل ما نُخل، فما يَبقى، فلم يُنتخل، نُخالة، وهذا على السَّلب.

والمُنْخُلُ، والمُنخَل: ما يُنخل به، لا نظير له إلا قولهم: مُنْصُل، ومُنْصَل.

وأما قولهم فيه: مُنْخُل، فعلى البدل بالمُضارغة.

والسحابَ ينخُل البَرَد والرَّزاز، ويَنْتخله.

والنَّخلة: شجرة الثمر، الجمع: نَخل، ونَخيل.

واستعار أبو حنيفة النخل لشر النارَجيل وما شَاكله، فقال: اخبرت أن شجرة الفوفل نخلة مثل نخلة النارجيل تحمل كبائس فيها الفوفل أمثال التمر.

وقال مرة يصف شجرة الكاذي: هو نخلة في كل شيء من حليتها.

وإنما يريد في كل ذلك انه يشبه النخلة.

قال: وأهل الحجاز يؤنثون النخل، قال الله تبارك وتعالى: -و النَّخل ذاتُ الأكمام-، وأهل نجد يُذكّرون، قال الشاعر في تذكيره: كَنخْل من الأعراض غيرُ مُنَبِّقِ قال: وقد يُشْبِه غيرُ النْخل في النِّبْتة النَّخْلَ، ولا يسمي نخلاً شيء منه كالدَّوم، والنارَجيل، والكاذي، والفوفل، والغَضَف، والخَزَم.

وأبو نَخلة: كُنْية، قال، أنشده ابن جني عن أبي علي:

أطْلُب أبا نَخلة من يَأبُوكا فقد سألنا عنك من يَعْزُوكا

إلى أبِ فكُلٌّهم يَنْفيكا وأبو نُخيلَة: شاعر مَعروف، كُنيِّ بذلك لأنه وُلد عند جذع نخلة، وقيل: لأنه كانت له نُخَيلة يَتعَهَّدها، وسماه بَخْدجٌ الشاعر: النُّخيلات، فقال يهجوه:

لاقَى النُّخَيلاتُ حِناذاً مِحْنَذاَ مِني وشَلاَّ للئام مِشْقَذَا

ونَخلة: مَوضعٌ، أنشد الاخفش:

يا نَخْل ذاتِ السِّدرِ والجَراوِل تطاوليِ ما شئْتِ أن تَطاوَلي

إنَا سنَرميك بكُلِّ بازل جمع بين الكسرة والفتحة.

ونُخيلة: موضع بالبادية.

وبَطْن نخلة: موضع بين مكة والطائف.

ونخل: ماء معروف.

وعين نخل: موضع، قال:

من المُتعِّرضات بعَين نخلٍ كأنّ بياضَ لَبَّتها سَديِنُ

وذو النُّخيل: موضع، قال:

قَدَرٌ أحلّك ذا النُّخَيل وقد أرى وأبي مالك ذو النُّخَيل بدَارِ

والمُنخَّل، والمتَنخِّل: اسما رجلين.

وبنو نَخْلان: بطنٌ من ذي الكَلاَع.

الخاء واللام والفاء

خَلْف: نقيض قُدَّام، مؤنثة، وهي تكون اسماً وظرفاً، فإذا كانت اسماً جرت بوجوه الإعراب، وإذا كانت ظرفاً لم تزل نصباً على حالها، وقوله تعالى: -يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم-، وقال الزجّاج: "خلفهم": ما قد وقَع من أعمالهم، و"ما بين أيديهم": من أمر القيامة، وجميع ما يكون، وقوله تعالى: -و إذا قيل لهم اتّقوا ما بين أيديكم وما خلفكم-، "ما بين أيديكم": ما اسلفتم من ذُنوبكم، "و ما خلفكم": ما تعملونه فيما تَستقبلون.

وقيل: ما بين ايديكم: ما نزل بالامم قبلكم مِن العذاب، وما خلفكم: عذاب الآخرة.

وخلَفه يَضخْلُفه: صار خَلْفَه.

واخْتَلَفه: اخذه من خَلْفه.

واخْتلفه، وخَلَّفه، وأخْلفه: جَعله خَلْفه، قال النابغة:

حتى إذا عَزَل التَّوائم مُقْصِراً ذات العِشاء وأخْلف الأرْكاحَا

والخَلْفُ: المِرْبَدُ يكون خَلف البيت، قال الشاعر:

وجِيئا من الباب المُجافِ تَواتُراً ولا تَقْعُدا بالخَلْف فالخَلْفُ واسعُ

وأخلف يَدَه إلى السيف، إذا كان مُعلَّقا خلفه فهَوَى بيده إليه.

وجاء خِلاَفَه، أي: بعده. وقُريء: -و إذاً لا يَلْبثون خَلْفك إلا قليلا-، و"خِلافك".

والخِلْفةُ: ما عُلِّق خَلف الراكب.

وأخْلَف الرجلُ: أهوى بيده إلى خَلْفه ليأخذ من رَحله سيفاً أو غيره.

وأخلف بيده، وأخلف يده، كذلك.

واستخلف فلاناً من فُلان: جَعله مكانَه.

والخليفة: الملك الذي يُستَخلَف ممَّن قَبله، والجمع: خلائف، وهو الخَلِيف، والجمع: خُلفاء.

وأما سيبويه، فقال: خَلفة وخلفاء، كسّروه تكسير "فَعِيل"، لأنه لا يكون إلا للمذكر، وأما "خلائف" فعلى لفظ "خليفة"، ولم يُعْرف "خليفا". وقد حكاه أبو حاتم، وانشد لأوس بن حجر:

إنّ من الحيّ موجوداً خَليفتُه وما خليفُ أبي وَهْب بمَوجود

والخِلاَفة: الإمارة، وهي الخِلِّيفي، وإنه لخليفة بين الخِلافة والخِلّيفي. وفي حديث عُمر: "لولا الخلِّيفَى لأذَّنْتُ".

قال الزجاج: جاز أن بقال للأئمة: خُلفاء الله في أرضه، بقوله عز وجل: -يا داود إنا جَعلناك خليفةً في الأرض-.

والمِخَلاف: الكورة يَقدَم عليها الإنسان، وهو عند أهل اليمن كالرُّسْتاق.

وخَلَفه يَخْلُفه خَلَفا: صار مكانَه.

والخَلْفُ: الولدُ الصالح يَبقى بعد الإنسان.

والخَلْفُ، والخالفة: الطَّالح.

وقال الزجاج: وقد يقال: "خَلَف"، بفتح اللام، في الطَّلاح، و"خَلْف"، بإسكانها، في الصلاح، والأول أعرف.

ويقال: إنه لخالِف بيِّن الخَلافة، وأرى اللِّحيانيّ حكى الكَسر.

والخَلْف: القَرْن يأتي بعد القَرن.

وقد خَلفوا بعدهم يَخْلُفون، وفي التنزيل: -فخلَف من بعدهم خَلْف أضاعوا الصلاة- وأراد: خَلْف سَوْءٍ، فأقام "أضاعوا الصلاة" بدلا من ذلك، لأنهم إذا أضاعوا الصلاة فهم خَلْف سَوْء لا محالة، ولا يكون الخَلَف، إلا من الأخيار، قرنا كان أو ولدا، ولا يكون الخَلْف إلا من الأشرار.

وقيل: الخَلْف: الاردياء الأخِسّاء، قال لَبيد:

ذَهَب الذين يُعاش في أكنافهم وبَقيِتُ في خلَفْ كجِلْد الاجْربِ

وهذا يحتمل أن يكون منهما جميعا، والجمع فيهما: أخلاف، وخُلوف.

وقال اللِّحيانيّ: بَقِينا في خَلْف سَوْءٍ، أي: في بقيّة سوء، وبذلك، فُسّر قوله تعالى: -فَخلف من بعدهم خَلْف-، أي بقية.

وخَلَف فلانٌ خَلَفَ صِدْقٍ في قومه، أي: ترك فيهم عَقبا.

وأعْطِه هذا خَلْفاً من هذا، أي: بدلاً.

والخالِفة: الأمّة الباقية بعد الامة، لأنها بدلٌ ممن قبلها.

وخَلف فلان مكانَ أبيه، يَخْلُف خلاَفةً، إذا كان في مكانه ولم يَصِر فيه غيرُه.

وخَلَفه رَبُّه في أهله ووَلده أحْسنَ الخِلافة.

وخَلَفه في أهله وولده يخلفه خِلافة: كان خليفةً علهم من، يكون ذلك في الخير والشر.

وقد خالفه إليهم، واخْتلفه، وهي الخِلْفة.

والخِلْفة: زِرَاعة الحُبوب، لأنها تُسْتخلف من البُرّ والشَّعير.

والخِلْفة: ما أنبت الصيفُ من العُشب بعد ما يَبس العُشب الرِّيفيّ، وقد استُخلفت الأرض.

والخِلْفة: الرِّيحة وهي ما يَنفطر عنه الشجر في أول البرد، وهو من الصَّفَرية.

والخِلْفة: نباتُ وَرق دون ورق.

والخِلْفة: شيء يحَمله الكَرْم بعد ما يسوَدّ العِنَب، فُيقطف العِنب، وهو غَضّ أخضر ثم يُدرِك، وكذلك هو من سائر التمر.

والخِلفة، أيضا: أن يأتي الكَرْمُ بِحصْرِم جَديد، حكاه أبو حنيفة.

وأخلف الشجُر: خَرجت له ثَمرة بعد ثمرة.

وأخلف الطائرُ: خَرج له ريشٌ بعد ريش.

وخَلَفت الفاكهةُ بَعضُها بعضا، خَلَفاً وخِلْفةً، إذا صارت خَلَفاً من الأولى.

ورجلان خِلفةٌ: يَخلُف أحدهما الاخر، وفي التنزيل: -و هو الذي جَعل الليل والنهار خِلْفة-، أي: هذا خلَفٌ من هذا.

والخوالفُ: الذين لا يَغْزُون، واحدهم، خالفة، كأنهم يَخْلُفون مَن غَزَا.

والخوالف، أيضا: الصِّبيَان المُتخلِّفون.

وقعد خِلافَ أصحابه: لم يخرج معهم.

وخَلَف عن أصحابه، كذلك.

وقال اللِّحيانيّ: سُرِرتُ بِمَقْعدي خِلافَ أصحابي، أي: مخالفهم، وخلف اصحابي، أي: بعدهم.

وفي التنزيل: -فَرح المُخلّفون بمَقْعدهم خلافَ رسول الله-، ويُقرأ -خَلْف رسول الله-.

والخُلوف: الحُضُور والغُيَّب، ضد، قال أبو زبيد الطائي:

أصبح البيتُ بيتُ آلَ بَيانٍ مُقشعراً والحيُّ حيٌّ خُلوفُ

أي: لم يبق منهم أحد.

والخَليفُ: المُتخِّلف عن الميعاد، قال أبو ذُؤيب:

تَواعَدنْا الرُّبَيْقَ لَتَنْزلنْهُ ولم تَشْعر إذاً أني خَلِيفُ

والخَلْفُ، والخِلْفة: الاسْتِقاء.

والمُستخلف: المُستْقى، قال:

ومُسْتَخلفات من بلادِ تَنُوفَةٍ لمُصفَرّة الاشْداق حُمْر الحَواصِل.

والخَلْفُ: الحَي الذين ذَهبوا يَستقون وخَلَّفوا أثقالهم.

واسْتخلف الرَّجُل: استْعَذب الماءَ.

واسْتَخلف، واخْتلف، وأخْلف: سَقاه، قال:

سَقاها فرَوّاها من الماء مُخْلِفُ وقال ابن الأعرابي: أخْلَفْتُ القوم: حَملتُ إليهم الماء العذب. وهم في ربيع ليس معهم ماء عَذب، أو يكونون على ماء ملح، ولا يكون الإخلاف إلا في الربيع، وهو في غيره مُستعار منه.

قال أبو عٌبيد: الخِلْف، والخْلفة، من ذلك الاسم، والخَلْف، المصدر، لم يَحك ذلك غير أبي عُبيد، وأراه منه غلطا.

وقال اللِّحيانيّ: ذَهب المستخلفون يَستقون، أي: المتقدِّمون.

والخَلْفُ: العِوَضُ والبدَل مما أخذ أو ذهب.

ويقال لمن هلك له مَن لا يُعتاض منه، كالأب والعَمّ: خَلَف الله عليه، أي: كان عليك خليفةً. وخلف عليك خيراً وبخير، واخلف الله عليك خَيرا، واخلف لك خيرا، ولمن هلك له ما يُعتاض منه أو ذَهب: أخلف الله لك، وخَلف لك.والخَلْفُ: النَّسل.

والخِلاف: المُضادة، وقد خالفهُ مخالفة وخلافا. وفي المثل: إنما أنت خِلافَ الضّبُع الراكبَ، أي: تخالف خلاف الضَّبع إذا رأت الراكب هربت منه. حكاه ابن الأعرابي وفسره بذلك.

وقول أبي ذؤيب:

إذا لَسَعَتْه النَّحل لم يَرْجُ لَسْعَها وخالفها في بَيْتِ نُوبٍ عَواسِلِ

معناه: دَخل عليها واخذ عسلها وهي ترعى، فكأنه خالف هواها بذلك، ومن رواه "و حالفها"، فمعناه: لزمها.

وقول أبي كبير:

زَقَبٌ يَظلّ الذِّئب يَتْبع ظِلَّه مِشن ضِيقِ مَوْرده اسْتنانَ الاخلفِ

قال السُّكري: الأخلف: المُخالف العسر الذي كأنه يمشي على أحد شِقّيه.

وخَالفه إلى الشيء: عَصاه إليه، أو قصده بعد ما نهاه عنه وهو من ذلك، وفي التنزيل: -و ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه-.

وفي خُلقه خالفٌ، وخالفةٌ، وخُلْفَة، وخِلْفَنَةٌ، وخِلّفْنَاةٌ، أي:خلاف.

ورجل خِلَفْنَاةٌ: مُخالف.

وقال اللِّحيانيّ: هذا رجل خِلَفْناةٌ، وامرأةٌ خِلَفْنَاة، قال: وكذلك الاثنان والجمع.

وقال بعضهم في الجمع: خِلَفْنَيات، في الذُّكور والإناث.

وتخالف الامران، واخْتلفا: لم يَتَّفقا، وكل ما لم يَتساو فقد تخالف واخْتَلف.

وقوله عز وجل: -و النخلَ والزرع مُختلفاً أكلُه-، أي: في حال اختلافٍ أكله، أي: إن قال قائل: كيف يكون أنشأه في حال اختلاف أكُله، وهو قد نشأ من قبل وقُوع أكله؟ فالجواب في ذلك: انه قد ذكر "إنشاءْ" بقوله -خالق كل شيء-، واعلم جل ثناؤه أن المُنشيء له في حال اختلاف أكله هو، ويجوزُ أن يكون أنشأه ولا أكل فيه مختلفا أكله، لأن المعنى مقدرا ذلك فيه، كما تقول: لتدخُلَنّ منزل زيد آكلاً شارباً، أي: مَقدِّرا ذلك، كما حكى سيبويه في قوله: مَررت برجل معه صَقْْر صائداً به غَداً، أي: مقدِّرا به الصيد.

والاسم: الخِلْفة.

والقوم خِلْفة، أي: مختلفون.

وهما خِلْفان، أي مُختلفان، وكذلك الأنثى، قال: دَلْوايَ خِلْفان وساقِيَاهُما أي: إحداهما مصعدة ملأى، والأخرى مُنحدرة فارغة، أو إحداهما جديد والأخرى خَلَق.

وقال اللِّحيانيّ: يقال لكُل شيئين اختلفا: هما خِلْفان.

قال: وقال الكسائي: هما خِلْفتان.

وحَكى: لها وَلدان خِلْفان، وخِلْفتان.

وله عبدان خِلفان، إذا كان أحدهما طويلاً والآخر قصيرا.

أو كان أحدهما أبيض والآخر أسود.

وله أمتان خِلفان.

والجمع من كل ذلك: أخلاف، وخِلفْة.

ونِتاج فلان خِلفْة، أي: عاماً ذكراً، وعاماً أنثى.

وولدت الشاة خِلْفين، أي: عاماً ذكراً وعاماً أنثى.

والتخاليف: الألوان المُختلفة.

والخِلْفة: الهَيْضة.

ويقال: به خِلْفة، أي: بَطنٌ، وهو الاختلاف، وقد اختلف الرّجُل، واخلفه الدواءُ.

وأصبح خالفاً، أي: ضعيفا لا يشتهي الطعام.

وخَلَف عن الطعام يَخلُف خُلوفا، ولا يكون إلا عن مَرض.

والخَلْف، الرديء من القول. وحكى يعقوب: أن اعرابيّاً ضرط فَتشوّر، فاشار بإبهامه نحو استه، فقال: إنها خَلْف نطقت خَلْفاً. عنى بالنطق، هاهنا: الضرط.

والخَلْف، والخالف، والخالِفة: الفاسد من الناس، الهاء للمبالغة.

وابيعك هذا العبد وأبرأ إليك من خُلفته، أي: فساده.

والخوالف: النساء المتخّلفات في البيوت، وقوله عز وجلَّ: -رضُوا أن يكونوا مع الخوَالف-.

قيل: مع النساء، وقيل: مع الفاسد من الناس. وجُمع على "فواعل" كفوارس. هذا عن الزجاج.

والخَلْف: الفأس العظيمة، وقيل: هي الفأس برأس واحد،و قيل: هو رأس الفأس والموسى، والجمع: خُلوف.

والخَلْف: المنقار الذي يُنْقر به الخشب.

الخَليفان: القُصْرَيان.

والخلْف: القُصَيْرَي.

وضِلَع الخِلْف: اقصى الأضلاع وأرقُّها.

والخِلْف: الطُّبْىُ المؤخّر، وقيل: هو الضَّرع نفسه، وخَصَّ بعضهم به ضَرع الناقة.

قال اللِّحيانيّ: الخِلْف، في الخُفّ والظِّلف، والطَّبْي، في الحافر والظُّفر.

وجمع الخِلْف: أخلاف وخُلوف، قال:

وأحْتملُ الأوْقَ الثَّقيلَ وأمْتَرِي خُلوفَ المّنايا حين فَرَّ المُغامِسُ

والخليفان من الإبل، كالإبْطين من الإنسان.

وحَلبت الناقة خَليفَ لَبنها، يعني: الحلبة التي بعد ذَهاب اللِّبأ.

وخَلَفَ اللبنُ وغيره، وخَلُف يخلُف خلُوفا فيهما: تغَيَّر طعمه وريحُه.

وخَلَف فُوه يخلُف خُلوفا وخُلُوفة، وأخلف: تغير، وهو منه.

ونَوم الضُّحى مَخْلفَةٌ للفم، أي: يغيِّره.

وقال اللِّحيانيّ: خَلف الطُعام والفم، وما أشبههما، يخلُف خلُوفا، إذا تغير.

وأكل طعاما فبقيت في فيه خِلْفةٌ فتغَّير فُوه، وهو الذي يبقى بين الأسنان.

وعَبْدٌ خالِفٌ: قد أعتزل أهل بيته.

وفلان خالِفُ أهل بيته، وخالفتُهم، أي: أحْمقهم.

وقد خَلَف يَخْلُف خَلافةً وخُلُوفا.

وخَلَف فلان عن كُل خير، يخَلُف خُلوفا، أي: لم يُفلح.

وقال اللِّحيانيّ: الخالِفة: العمود الذي يكون قُدّامَ البيت.

وخَلَف بَيْته يَخْلُفه خَلْفاً: جعَل له خالفةً.

والخوالفُ: العُمُدُ التي في مؤخّر البيت، واحدتها: خالفة، وخالف، وهي الخَلِيف.

والخوالف: زَوايا البيت، وهو من ذلك، واحدتها: خالفة.

والإخلاف: أن يُحَوَّل الحَقَب فيجعل مما يلي خُصْيَي البعير لئلا يُصيب ثِيلَه فيحَتبس بولُه.

وقد أخلفه، وأخلف عنه.

وقال اللِّحيانيّ: إنما يقال: أخْلِف الحَقَب، أي: نَحِّه عن الثيل وحاذ بِه الحَقَب، لأنه يُقال: حَقِب بَولُ الجَمل، أي: احتبس، يعني: أن الحقب وقع على مَبَاله.

والخَلْف،و الخُلُف: نقيض الوفاء بالوعد، وقيل: اصله التثقيلُ ثم يُخفف.

والخُلُوفُ، كالخُلْف، قال شُبْرمةُ بنُ الطُّفيل:

أقِيمُوا صُدور الخيل إن نُفُوسُكْم لَمِيقاتُ يومٍ ما لهنّ خُلوفُ

وقد أخلفه.

ووعده فاخلفه: وَجده قد أخلفه، قال:

أثوى وقَصَّر ليلةً ليُزَوَّدَا فمَضى وأخلف من قُتَيلة مَوْعِدَا

وقال اللِّحيانيّ: الإخلاف: ألا يَفي بالعهد.

ورجل مُخالف: لا يكاد يُوفى.

واخلفت النجومُ: لم تُمْطر، واخلفت عن انوائها، كذلك، قال الأسود بن يَعْفُر:

بِيض مَساميح في الشتاء وإنْ أخلف نَجمٌ عن نَوْئِه وبَلُوا

والخَلِفَة: الناقة الحامل، وجمعها: خَلِفٌ، وقيل: جمعها: مَخاض، على غير قياس، كما قالوا لواحدة النساء: امرأة.

وقيل: هي التي استكملت سنةً بعد النتاج ثم حُمل عليها فلَقحت.

وقال ابن الأعرابي: إذا استبان حَملها فهي خَلِفةٌ حتى تُعْشِر.

وخَلِفَت الناقة خَلَفا: حملت، هذه عن اللِّحيانيّ.

والإخلاف: أن تُعيد عليها فلا تحمل.

وقيل: المُخلفة: التي توهموا أنّ بها حَملا ثم لم تَلقح.

والمُخلف من الإبل: بعد البازل، وليس بعده سن، ولكن يقال: مُخِلف عام، ومُخلف عامين، والأنثى بالهاء.

وقيل: الإخلاف: آخر الأسنان من جميع الدواب.

والخَليف من السهام: الحديدُ، كالطَّرير، عن أبي حنيفة، وانشد لساعدة بن جُؤيّة:

ولحَفْته منها خَليفاً نَصلُه حدٌّ كحدِّ الرُّمح ليس بمِنْزَعِ

والحليف: مَدْفع الماء.

وقيل: الوادي بين الجَبلين، قال: خليف بين قُنة أبرق والخَلِيف: الطريق بين الجبلين، قال صَخر الغَيّ:

فلما جَزَمتُ بها قِرْبَتي تَيمَّمْت أطْرِقة أو خَلِيفاَ

وقيل: هو الطريق في اصل الجبل.

وقيل: هو الطريق وَراء الجبل.

وقيل: وراء الوادي.

وقيل: الخليف: الطريق في الجبل أيا كان.

وقيل: الطريق فقط.

والجمع من كل ذلك، خُلُف، انشد ثعلب: في خُلُف تَشْبع من رَمرَامها والمَخْلَفة: الطريقُ، كالخَليف، قال أبو ذؤيب:

تُؤمِّل أن تُلاقِيَ أمَّ وَهْبٍ بمخلفة إذا اجْتمعت ثَقيفُ

وخَلَف الثَّوبَ يَخُلفُه خَلَفا، وهو خَلِيف، المصدر عن كُراع، وذلك أن يَبلَى وَسطه فيُخرج البالي منه ثم يَلْفقه، وقوله:

يُرْوِى النَّديم إذا انْتَشى أصحابُه أمَّ الصَّبي وثَوبُه مَخْلوفُ

يجوز أن يكون "المخلوف"، هنا: المُلفَّق، وهو الصحيح،و يجوز أن يكون المرهون.

وما أدري أي الخوالف هو؟ أي: أي الناس؟

وحكى كراع في هذا المعنى: ما أدري أي خالفة هو! غير مصروف.

وقال اللِّحيانيّ: الخالفةُ: الناس، فادخل عليه الألف واللام.

وخَلْفَةُ الوِرْد: أن توُرد ابلك بالعشىِّ بعد ما يَذهب الناس.

والخِلْفة: الدوابّ التي تَختلف.

خَلَف فلانٌ على فلانة خِلافةً: تزوّجها بعد زَوج.

وقوله، انشده ابن الأعرابي:

فإن تَسألي عنا إذا الشَّولُ أصبحت مخاليف حُدْباً لا يَدِرُّ لبُونُها

مخاليف: إبل رَعت البقر ولم تَرْع التيس، فلم يُغن عنها رَعْيُها البقلَ شيئاً.

وفرس ذو شِكال من خِلاف، عن اللِّحيانيّ.

قال: وبعضهم يقول: له خَدَمتان من خِلاف، إذا كان بيده اليُمنى بياضٌ وبيده اليُسرى غيره.

والخِلاَف: الصَّفصاف، وهو بأرض العرب كثير، ويُسمَّى السَّوجر، وهو شَجر عِظام، وأصنافه كثيرة، وكلها خَوَّار، خفيف، ولذلك قال الأسود:

كأنك صَقْبٌ من خِلافٍ يُرى له رُواءٌ وتَأتيه الخُؤوةُ من عَلُ

الصقب: عَمود من عَمد البيت، الواحد: خلافةٌ. وزعموا انه سُمِّي خِلافا، لأن الماء جاء به سبيا، فنبت مُخالفا لأصله، وهذا ليس بقوي.

وخَلَف، وخَليفة، وخُلَيف: أسماء.

مقلوبه: - ل خ ف -

اللَّخْف: الضرب الشديد.

لخَفه بالعصا لخْفاً: ضربه.

ولخَفَ عَيْنَه: لَطمها، عن ابن الأعرابي.

واللِّخاف: حجارةٌ بيض عريضة رقاق، واحدها: لَخْفة.

واللَّخيف: السَّهم العريض، عن السكّري. رواه أبو عُبيدة بالجيم.

مقلوبه: - ف خ ل -

تَفخّل الرجُل: أظهر الوقار والحِلْم.

وتفخل أيضا: تَهيأ ولِبس أحْسن ثيابه.

مقلوبه: - ل ف خ -

لَفَخه على رأسه، وفي رَأسه، يَلْفَخه لَفْخا، وهو ضَرْبُ جَميع الرأس.

وقيل: هو كالقَفْخ.

وخَصّ بعضُهم به ضَرب الرأس بالعصا.

ولَفخه البعيرُ يَلْفَخه لَفْخاً، على لفظ ما تقدم: رَكضه برجْله مِن ورائه.

الخاء واللام والباء

الخِلْب: الظُّفر عامَّة، وجمعه: أخلاب، لا يكَسَّر على غير ذلك.

وخَلَبه بظُفره يَخْلِبه خَلْبا: جَرحه، وقيل خدشه.

وخَلبه يَخْلِبه ويخلُبه، خَلْبا: قَطعه وشَقه.

والمِخْلَب: ظُفْر السَّبعُ من الماشي والطائر. وقيل: المَخْلَب، لما يَصيد من الطير، والظُّفر، لما لا يّصيد.

وخَلَب الفريسَة يَخلِبها، ويخلُبها، خَلْبا: أخذها بِمْخلبه.

والمِخْلَب: المِنْجَل الساذَج الذي لا أسنان له. وقيل: المِخلب: المِنْجل عامة.

وخَلَب به يَخُلبُ: عَمِل وقَطع.

وخلَبَتْه الحيّةُ تَخلِبه خَلْبا: عضّته.

وخَلبه يَخْلُبه خَلْبا وخِلابة: خدعه.

وخالبه: خادعه، قال أبو صخر:

غُلاماً مَضى يُثْنى ولا الشَّيبُ يُشْتَرى فأصْفِقَ عند السَّوْم بَيعَ المُخالِب

وهي الخِلِّيبى.

ورجل خالبٌ، وخَلاّب، وخَلَبوتٌ، وخَلْبوتٌ، الأخيرة عن كراعَ: خَدَّاع.

وامرأة خًلبوت، على مثال: جًبروت، هذه عن اللِّحيانيّ.

وفي المثل: إذا لم تًغلب فاخْلِبْ، قيل: معناه: اخدع. وحكى عن الأصمعي: فاخلُب، أي: أخْدعه حتى يذهب بقلبه.

وخَلب المرأة عقلَها يخلُبها خَلْبا: سَلبها إياه.

وخَلبت هي قلبه تَخْلِبه خَلْبا، واختلبته: أخذته وذَهبت به.

وامرأة خالبة، وخَلُوب، وخَلابة: خَداعة.

والبرق الخُلَّب: الذي يُومض حتى تطمع بمطره ثم يُخلفك.

ويقال: بَرْقُ الخُلَّب، وبرق خُلّبٍ، فيضافان.

ورجلٌ خِلْبُ نساء: يُحبهن للحديث والفجور ويُحببنه لذلك.

وهم أخلاب نساء، وخُلباء نساء، الأخيرة نادرة. وعندي أن "خُلباء" جمع: خالب.

والخِلْب: حِجاب القلب، وقيل: هي لُحيمة دقيقة تَصل بين الأضلاع.

وقيل: هو حجاب ما بين القلب والكبد، حكاه ابن الاعرابي، وبه فسر قول الشاعر: يا هندُ هِنْدُ بين خِلْب وكَبِدْ وقيل: هو شيء أبيض رقيق لازق بالكبد.

وقيل: الخِلب: زيادة الكبد.

والخِلب: الكبد، في بعض اللغات.

والخُلْب: لُب النخلة، وقيل: قَلْبُها.

والخُلْب: اللّيف، واحدته: خُلبة.

والخُلْب: حَبل الليف والقطن، إذا دق وصَلُب.

والخُلب، والخُلُب: الطين الصُّلب اللازب، وقيل: الأسود.

وقيل: هو الطين عامة.

وماء مخلب: ذو خلب.

وامرأة خَلباءُ، وخَلْبَنٌ: خرقاء، وقد خَلِبت.

والخَلْبَنُ: المهزولة، منه.

وثوب مُخَلَّب: كثير الوشى، قال لبيد:

وغَيثٍ بدَكداكٍ يَزينُ وِهادهَ نباتٌ كَوشى العَبقريّ المُخلَّب

أي: الكثير الألوان.

مقلوبه: - خ ب ل -

الخَبْل: فساد الأعضاء.

وبنو فلان يطالبون بني فلان بدماء وخَبْل، أي: بقطْع أيد وأرجل، والجمع: خُبول، عن ابن جنِّي.

والخَبْل، في عَروض البسيط والرجز: ذهاب السين والتاء من "مستفعلن"، مشتق من "الخَبل"، الذي هو قَطع اليد.

قال أبو إسحاق: لأن الساكن كأنه يد السبب، فإذا حذُف الساكنان صار الجُزء كأنه قُطعت يداه، فَبقي مُضطربا.

وقد خَبَل الجُزْءَ، وخَبّله.

وأصابه خَبْلٌ، أي: فالج وفساد أعضاء وعقل.

والخَبْلُ: الجن، وهم الخابل.

وقيل الخابل: الجنّ، والخَبَلُ: اسم للجمع، كالقَعَد والرَّوَح، أسماء لجمع: قاعد ورائح، وقيل: هو جمع.

والخابِل: الشيطان.

والخابل: المُفْسد.

وقالوا: خَبْلٌ خابِل، يذهبون إلى المبالغة، قال مَعقل بن خويلد:

نُدافع قوماً مُغْضَبين عليكم فعلتم بهم خَبْلاً من الشَّر خابلا

والخَبْل، والخُبْل، والخَبَل، والخَبَال: الجنون.

وقد خَبله الحُزن: واختبله.

وخَبِل خَبَالا، فهو أخْبل، وخَبِلٌ.

ودهر خَبلٌ: مُلْتو على أهله.

والخَبال: النقصان، وهو الأصل، ثم سُمِّي الهلاك: خبالا، واستعاره بعض الشُّعراء للدلو، فقال:

أخُذِمَتْ أم وذُمِت أم مالَها أم صادَفتْ في قَعْرها خَبالَها

وقد تقدم بالجيم، يعني: ما أفسدها وخَرّقها.

وطينةُ الخِبَال: ما سال من جُلود أهل النار.

وفلان خَبَالٌ على أهله، أي عَناء.

والخَبَلُ: فساد في القوائم.

واخْتَبَلت الدابة: لم تثبت في مَوْطنها.

واستخبل الرَّجل إبلاً وغَنما، فأخبله: استعاره فأعاره، قال زُهير:

هُنالك إن يُسْتَخبلوا المالَ يُخْبِلوا وإن يُسْألوا يُعطُوا وإن يَيْسَروا يغْلُوا

والخَبْل في كل شيء: القَرض والاستعارة.

والخَبْل: ما زدته على شرطك الذي يشترطه لك الجمّال.

وخَبل الرجلَ خَبْلا: عَقَله وحبسه.

وما خبلك عنّا خَبْلا؟ أي: ما حبسك؟ والخَبَلُ: طائر يَصيح الليل كُلَّه صوتاً واحدا يحكي: ماتت خَبَلْ.

والمخبَّل: شاعر.

مقلوبه: - ب خ ل -

البُخْل، والبَخَلُ، والبَخْل، والبُخول: ضد الكرم.

وقد بَخِلَ بُخْلا وبَخَلاً، فهو باخل، والجمع: بُخّال، وبَخيل، والجمع: بُخلاء.

ورجل بَخَلٌ، وُصِف بالمصدر، عن أبي العَمَيثل الأعرابي، وكذلك: بَخّال،و مُبَخَّلٌ.

وبَخَّله: رماه بالبُخل.

وأبخله: وجَده بَخيلا، ومنه قول عَمرو بن مَعد يكرب: يا بني سُلَيم، لقد سألناكم فما أبخلناكم، وقال الشاعر: ولا معدّ بُخْله عن إبخال ويُروى: "عن أبخال"، فإن كان ذلك فهو جمع بُخْل، أو بَخَل، لأنه قد جاءت مصادر مجموعة، كالحلوم والعقول.

وفسر ابن الأعرابي وجه جمعه، فقال: معناه: بعد بخل منك كثيرا، و"عن" هاهنا، بمعنى: بعد،كما قال:

وتُصْبح عن غِبِّ الضّباب كأنما تَروْح قَيْنُ الهَضْب عنها بمِصْقَلَه

والمَبْخلة: الشيء الذي يَحملك على البُخل، وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: "الولد مَجْبنَةٌ مَجهْلة مَبخلة".

مقلوبه: - ل خ ب -

لَخَب المرأة يَلْخُبها، ويَلْخَبها، لَخْباً: نكحها. عن كراع. والمعروف عن يعقوب وغيره: نخبها.

مقلوبه: - ل ب خ -

اللَّبْخ: الاحتيال للأخذ.

واللَّبْخ: الضَّرب والقتْل.

واللُّبُوخ: كثرة اللحم.

رجل لَبيخ، وامرأةٌ لُباخيّة: ضَخمة.

واللِّبَخة: شجرة عظيمة مثل الأثابة أو اعظم، ورقها شَبيه بورق الجوز، ولها أيضا جَني كجَني الحَمَاط مُرّ، إذا أُكل اعطش، وإذا شُرب عليه الماء نَفخ البطن، حكاه أبو حنيفة، وانشد:

مَنْ يْشرَب الماء ويأكلِ اللَّبخْ تَرِمْ عُروقُ بطنه ويَنتفخْ

قال: وأخبرني العالم به أنّ بأنْصِنا، من صَعيد مصر، وهي مدينة السَّحرة، في الدُّور الشجرة بعد الشجرة تُسمى اللبخ.

قال: وهو بالفتح. قال: وهو شَجر عظام أمثال الدُّلب وله ثمر اخضر يُشبه التمر حُلو جداً إلا انه كريه، وهو جَيّد لوجع الاضراس. قال: وإذا نشر شجره ارعف ناشره.

قال: وينشر الواحا فيبلغ اللوح منها خمسين دينارا، يَجعله أصحاب المراكب في بناء السفن. وزعم انه إذا ضم منه لوحان ضما شديدا وجُعلا في الماء سنة التحما فصارا لوحاً واحدا.

واللَّبيخَة: نافجة المسك.

وتَلبَّخَ بالمسك: تطَّيب به، كلاهما عن الهَجري: وأنشد

هَدني إليها ريحُ مِسك تَلبَّخت به في دُخان المَندليّ المُقَصَّد

مقلوبه: - ب ل خ -

البَلْخُ، والبِلْخ: المُتكبِّر في نفسه، بَلَخ بَلَخا،و هو أبلخ، قال أوسُ بنُ حجر:

يَجُود ويُعطي المالَ عن غير ضِنَّةٍ ويَضرب رأسَ الأبَلخ المُتهكّمِ

والبَلْخاء من النساء: الحَمَقاء.

وبَلْخ: كُورة بخُراسان.

والبَليخ: موضع، قال ابنُ دُريد: لا أحسبه غربيا.

الخاء واللام والميم

الخِلْم: الصَّديق، وهو خِلْم نساء، أي: تِبْعهنّ.

والجمع أخلام. وخُلماء. وعندي أن "خُلَماء" إنما هو على توهّم: خليم.

والمُخالمة: المُصادقة والمغازلة.

والخِلْم: مَرْبِض الظَّبية، أو كِناسُها، لإلْفها إياه.

والأخلام: مَرابضُ الغَنم.

والخِلْم، أيضا: العظيم.

مقلوبه: - خ م ل -

الخامل: الخَفيُّ، يقال: هو خامل الذكر والصوت.

خَمل يخُمل خُمولا.

وأخمله الله.

وحكى يعقوب: إنه لخِامِل الذكر، وخامن الذكر، على البدل، وانشد:

أتاني ودُوني مِن عَتادي مَعاقلٌ وعيدُ مِليكٍ ذِكرُه غير خامنِ

فعلُ أبا قابوس يمَلك غَرْبه ويردعه علمٌ بما في الكـنـائن

ويُرْوى "علما"، قال: والرفع احسن واجود، وقولُ المُتنخِّل الهُذلِيّ:

هل تَعرف المنزل َبالأهْيلَ كالَوشم في المِعْصم لم يَخْمُل

أراد: لم يدرس فيخفى. ويُروى: بجمل.

والخَميلة: المُنهْبط الغامض من الرَّمل، وهي مَكرمة للبنات.

وقيل: الخَميلة: رَمل ينبت الشجر.

وقيل هي مُسترق الرَّملة حيث يَذهب مُعظمها ويبقى شيءٌ من ليَّنها.

والخميلة: الشَّجر الكثير المجتمع الملتف الذي لا ترى فيه الشيء إذا وقع في وسطه.

وقيل: الخميلة: كل موضع كَثر فيه الشجر حيثما كان، قال زُهير يصف بقرة:

وتنقُض عنها غَيْبَ كُلِّ خميلة وتَخشى رُماة الغَوْث من كُل مَرْصدِ

والخَمْلُ، والخَمَالة، والخميلة: ريشُ النَّعام.

والخِملْة، والخَميلة: القطيفة، وقول أبي خراش:

وظَلّت تُراعى الشمَس حتى كأنها فُوَيق البَضيع في الشُّعاع خَميل

قال السكري: الخميل: القطيفة ذات الخَمل، شَبّه الأتان في شعاع الشمس بها.

ويَروى: جميل، شَبّه الشمس بالإهالة في بياضها.

والخَمْل: هُدب القطيفة ونحوها مما يُنسج وتفضل له فضول.

وقد أخمله.

والخَملة: ثوب مُخَمْل كالكساء ونحوه.

وخِمْلة الرَّجل: بطانته، يقال: هو خَبيث الخِمْلة، ولم يُسمع: حَسن الخِملة.

واسأل عن خِمْلاته، أي: أسراره ومَخازيه.

وخَمِل البُسْرَ: وضعه في الجِرّار ونَحوها ليَلِين.

والخَميل، بغير هاء: ما لان من الطعام، يعني: الثريد.

والخُمَالُ: داء يأخذ في مفاصل الإنسان وقوائم الخيل والشاء والإبل، تظْلَع منه، قال:

لم تُعَطَّفْ على حُوار ولم يق طَع عبُيَدٌ عُروَقها من خُمالِ

وقد خُمل، على صيغة ما لم يُسمَّ فاعله.

والخَمْلُ: ضرب من السمك.

وبنو خُمَالة: بطْن، قال ابنُ دُريد: احسبهم من عبد القيس.

مقلوبه: - ل خ م -

لخَمَ الشيء لَخمْا: قَطعه.

ولَخُم الرجل: كثُر لحم وَجهه وغَلظُ.

وبالرَّجلُ لُخمْة، أي: ثقل نفس وفَتْرة.

واللَّخَمة: العَقبة التي من المَتنْ.

واللُّخَمة: كل ما يُتطيَّر منه.

واللُّخْمُ: ضرب من السمك ضَخم، قيل: لا يمُر بشيء إلا قطعه، وهو يَأكل الناس، قال المخبَّل يصف دُرَّة وغوّاصاً:

بِلَبانِه زَيتُ وأخْرَجها من ذي غَواربَ وَسْطَه اللُّخُم

ولَخْم: حيّ من اليمن.

مقلوبه: - ل م خ -

لمَخْ يَلْمَخ لمَخْا: لطم.

ولا مخه لمِاخا: لاطمَه.

مقلوبه: - م ل خ -

مَلخ الشيء يَمْلَخه مَلْخا، وامَتلخه: اجْتذبه في استلال، يكون ذلك قَبضا وعضا.

وامتلخ اللِّجام من رأس الدابّة: انْتزعه.

و امتلخ الرُّطَبة من قشرها، واللّحْمة عن عَظمها، كذلك.

ورجُلُ مُمتَلخ العقل: ذاهبُه مُستَلبه.

وامتلخ عينّه: اقتلعها، عن اللحياني.

والمَلْخ: كل شيء سهل، وقد يكون الشديد، مَلَخ يَمْلَخ.

والمَلَخ والمَلْخ، التثنِّي والتكسُّر.

والمِلاَخ، والمُمالخة: الممالقة.

والملاَّخ: الملاّق.

وقد مالَخه.

وهو يَملَخ في الباطل مَلْخا، أي: يتلهى ويلج فيه.

وملخ الفرسُ وغيره: لَعب.

ومَلَخ المرأة ملخا، وهو من شدة الرَّطْم.

ومَلخ الضِّبعانُ الضَّبُع مَلْخا: نزا عليها، عن ابن الأعرابي.

وملخ الفَحْلُ يَمْلَخ مَلْخا ومُلوخاً، ومَلاخة. وهو مَليخ: جَفر عن الضِّراب.

والمليخ: البطيءُ الإلقاح.

وقيل: هو الذي لا يلقح الضَّبْعَي.

وقيل: هو الذي لا يلقح أصلا وإن ضرب.

والجمع: املخة.

وقيل: المليخ: الضعيف.

والملخ: الذي لا طعم له.

وخص بعضُهم به الحُوار الذي يُنحر حين يقع من بطن أمه فلا يُوجد له طعم، وفيه مَلاَخة.

والمليخ: الفاسد.

وقيل: كُل طعام فاسد: مليخ، حكاه ابن الأعرابي. وقال مَرّة: وهو من الرجال الذي لا تشتهي أن تراه عينك، فلا تجالسه ولا تَسمع اذنك حديثه.

والمَليخ: اللبن الذي لا يَنسلُّ من اليد.

ومَلَخ التَّيْس يَملخ مَلْخا: شَرِب بَوْله.

الخاء والنون والفاء

خَنَفت الدابةُ تخنَف خِنافا وخُنوفا، وهي خَنُوف،و الجمع: خُنُف: مالت بيديها في أحد شِقّيها من النّشاط.

وقيل: هو إذا لَوى الفرسُ حافره إلى وَحْشيّه.

وقيل: هو إذا احْضر وثَنَى رأسه ويَديه في شِق.

والخَنُوف من الإبل: اللّينة اليَدين في السّير.

والخِناف في عُنق الناقة: أن تُمِيله إذا مُدَّ بزمامها.

وخَنَف الفرسُ يَخْنف خَنُفا، فهو خانف وخَنوف: أمال أنفه إلى فارسه.

وخَنف الرجل بأنفه: تَكبّر.

وخَنف بانفه عنِّى: لواه.

وخَنف البعير خَنْفا وخنافاً: لَوى أنفه من الزِّمام.

وبعير مِخْنَف: به خَنَفٌ.

والمِخْناف من الإبل، كالعَقيم من الرجال.

والخَنيف: أردأ الكتان.

وثوب خَنيف: رديء، ولا يكون إلا من الكتان خاصة.

وقيل: الخَنيف: ثوبٌ كتان ابيض غليظ، قال أبو زبيد:

واباريق شِبه اعناق طَير ال سماء قد جيبَ فوقهنّ خَنيفُ

شّبه الفِدام بالجَيب وجمع كُل ذلك: خُنُف.

وخَنَف الاترجة وما اشبهها: قطعها.

والقطعة منه: خَنْفَة.

والخَنْفُ: الحلب بأربع أصابع، ومنه قول عبد الملك: كيف تحلُب هذه الناقة: أخَنْفاً أم قصْرا أم فَطْرا؟ ومِخْنَف: اسم.

وخَيْنَف: واد بالحجاز، قال:

وأعْرضتِ الجبالُ السُّودُ دونيِ وخَيْنَفُ عن شمالي والبَهِيمُ

أراد البُقعة، فترك الصَّرف.

مقلوبه: - ن خ ف -

النَّخْف: النَّكاح.

والنَّخَفَةُ: الصوتُ من الأنف.

ونَخَفت العَنْزُ تَنْخَف نَخْفا، وهو نحو نَفْخ الهِرّة.

وقيل: هو شَبيه بالعُطَاس.

ونَخْف: اسم رجل، مُشتق منه.

والنَّخَاف: الخُفّ، عن ابن الاعرابيّ، ومنه قول الأعرابيّ: جاءنا فلان في نِخَافين منظَّمين، حكاه الهروي في الغريبين.

مقلوبه: - ن ف خ -

نَفَخ بفمه ينفُخ نفخا، إذا أخرج منه الرِّيح، يكون ذلك في الاستراحة والمُعالجة ونحوهما، وفي الخبر: فإذا هو مُغتاظ يَنْفُخ.

ونفخ النارَ وغيرها، يَنْفُخها نَفخاً ونفيخا.

والنَّفيخ: الموكل يَنْفخ النار.

والمِنْفَاخ: الذي يُنفخ به في النار.

وما بالدار نافخُ ضَرْمة، أي: ما بها أحد، وقول أبي النَّجم:

إذا نَطَحْن الأخشب المَنْطُوحا سَمعْتَ للمَرْد به ضبيحاَ

يَنْفخْن منه لَهباً مَنْفوخَا إنما أراد "منفوخا"، فابدل الحاء مكان الخاء، وذلك لأن هذه القصيدة اولها:

يا ناقُ سِيري عَنَقاً فَسِيحاَ إلى سُليمان فَنستريحاَ

ونَفخ الإنسانُ في اليَراع وغيره، وفي التنزيل: -فإذا نُفخ في الصُّور-، وفيه: -فأنفُخ فيه فيكون طيراً بإذن الله-.

ونفخ بها: ضَرط.

قال أبو حنيفة: النَّفخة: الرائحة الخفيفة اليسيرة. والنفخة: الرائحة الكثيرة.

ولم أر أحداً وَصف الرائحة بالكثرة والقلّة غير أبي حنيفة.

قال: وقال أبو عَمرو بنَ العلاء: دخلتُ محراباً من محاريب الجاهلية فنَفَخ المسكُ في وجهي.

والنَّفخة، والنَّفَّاخ: الورم.

وبالدابة نَفخُ، وهي ريح تَرِم منه ارساغُها، فإذا مشت انفشّت.

والنَّفْخة: داءٌ يصيب الفرس تَرِم منه خُصياه، نَفِخ نَفَخاً، وهو أنْفَخ.

ونَفخه الطعامُ يَنْفُخه نفخا، فانتفخ: مَلأه فامتلأ.

والمنتفخ، أيضا: الممتلئ كِبْرا وغَضبا.

وقد انتفخ عليه.

ومن مسائل الكتاب: وقَصدتُ قَصده إذ انتفخ علىّ، أي: لا ينته وخادعته حين غضب علي.

وانْتَفخ النهار: عَلاَ قبل الاِنْتصاف بساعة.

ونَفْخةُ الشباب: مُعْظمه.

وشابٌ نُفُخ، وجارية نُفُخ: ملأتْهما نَفْخة الشباب.

ورجل مَنفوخ، وأُنْفُخان، والأُنثى أُنْفخانة: نَفخهما السِّمَن، ولا يكون إلا سِمنَا في رَخاوة.

والمَنفوخ: العظيمُ البطن، وهو أيضا الجبان، على التشبيه بذلك، لأنه انتفخ سَحْره.

والنُّفاخة: هَنة مُنتفخة تكون في بَطن السمكة وبها تَستقلّ في الماء وتتردّد.

والنُّفاخة: الحجاة التي تَرتَفع فوق الماء.

والنَّفْخاء: أرضٌ مرتفعة مَكرّمة، ليس فيها رمل ولا حجارة، ومنه قول ابنة الخُس: في نَفخاء رابية.

وقيل: النَّفخاء من الأرضين، كالرَّخّاء.

والجمع: النَّفّاخي، كُسِّر بتكسير الاسماء، لأنها صفة غالبة.

والْنفخاء: أعلى عَظم الساق.

مقلوبه: - ف ن خ -

فَنخه يَفْنخه فَنْخا وفُنوخا: أثْخنه.

وفَنخ رأسه بالشيء يَفْنخَه فَنْخا، على ذلك المثال: فتّ عَظمه من غير شَقّ يبين ولا إدماء.

وقيل: هو ضَربك إيّاه بالعصا، شَقّه أو لم يشُقّه.

والفَنْخ: الغَلبُة والقهر.

وقيل: هو أقبح الذُّل والقَهر.

فَنخه يَفنخه فَنخا، وهو فنيخ، وفَنَّخه، وتَفَنّخه، قال رُؤبة: لما تَفَنّخْنا بهن المَجْدَا والفَنيخ: الرِّخو الضَّعيف، ويقال للشيخ أيضا: فَنيخ.

الخاء والنون والباء

الخنَّاب: الضَّخم الطويل، وهو أيضا: الأحمق المُختلج، مّرة هنا ومرة هنا.

والخِناّب: الضخم الأنف.

والخِنّابة: الأرنبة العظيمة، وقيل: طرف الأرنبة من اعلاها بينها وبين النُّخْرة.

خِنَّابتا الأنف: خَرقاه عن يمين وشمال.

والخَنَب، كالخُنَان في الانف، وقد خَنِب خَنَبا.

والخِنْبُ: مَوْصل أسافل أطراف الفخذين وأعالي الساقين.

والخِنْبُ: باطن الرُّكبة، وقيل: هو فُروج ما بين الأضلاع، وجمع ذلك كله: اخناب، قال رُؤبة: عُوجٌ دقاق من تَحنِّي الاخناب وخَنِبَت رجْله: وَهَنت، وأخْنبها هو.

وخَنِب الرَّجُلُ: عَرِج.

واخْتَنب القومُ: هلكوا.

وجاريةٌ خَنِبة: غَنِجة.

وظَبية خَنِبة: رابضةٌ لا تَبرح مكانها، قال:

كأنها عَنْز خَنِبَه ولا يَبيت بَعْلُها على إبَهْ

الإبَة: الرِّبية والخَناَبة: الأثر القبيح، قال ابن مُقبل:

ما كنتُ مَوْلىَ خَناباتٍ فآتِيَها ولا ألِمْنا لِقَتْلَى ذاكُمُ الكَلِمِ

ويُروى: جناباتٍ. يقول: لست أجنبيا منكم. ويروى: خنَانات، بنونين، وهي كالخنابات.

ورجل ذو خَنَابات، وخَبَنات: يصلُح مّرة ويَفسد أخرى.

مقلوبه: - خ ب ن -

خَبَن الثوبَ يِخَبنه خَبْنا: قَلّصه بالخياطة.

والخُبنة: الحُجْزَة يَتخذها الرجل في إزاره، لأنها تُقلصها.

والخُبْنَة: الوعاءُ يجعل فيه الشيء ثم يُحمل كذلك أيضا، فإن جعلته أمامك، فهو ثِبانٌ، وإن حَملته على ظهرك، فهو حالٌ.

وخَبَن الشِّعر يَخْبِنه خَبْنا: حَذف تانيه من غير أن يَسكُن له شيء، إذا كان مما يجوز فيه الزحاف، كحذف السين من "مستفعلن"، والفاء من "مفعولان"، والألف من "فاعلاتن"، وكله من الخبن الذي هو التقليص.

قال أبو إسحاق: إنما سُمي مَخُبونا لأنك عَطفت الجزء، وإن شئت أتممت، كما أن كل ما خَبنته من ثَوب أمكنك إرساله، وإنما سُمي: خَبْناً، لأن حَذْفه مع اوله.

هذا قول أبي إسحاق.

وقَول المخبَّل، أنشده ابنُ الأعرابيّ:

وكان لها من حَوضِ سَيْحان فُرصَةٌ أراغ لها نجمٌ من القَيظ خابِنُ

فسّره فقال: خابنٌ: خّبن من طُول ظمئها، أي قصر، يقول: اشتد القيظ ويَبس البّقل فقَصُر الظِّمء.

ورجلُ خُبُنٌّ: مُتقِّبض، ككُبن.

وخَبنَ الشيءَ يَخْبِنه خَبْنا: اخفاه.

والخُبْن في المَزادة: ما بين الخَرَب والفم، وهو دون المِسْمَع، ولكُل مِسْمع خُبْنان. والخُبْنة: موضع.

مقلوبه: - ن خ ب -

انتخب الشيءَ: اختاره.

والنُّخبة: ما اختاره منه.

ونُخبة القوم، ونَخَبَتهم: خيارهم.

والنَّخْب: الجُبْن وضعف القلب، رجل نَخْبٌ، ونَخْبة، ونَخِب، ومُنتخَب، ومَنْخوب، ونَخِبٌ، ويَنْخُوب، ونَخيب، والجمع: نُخَب.

المَنْخوب: الذاهب اللحم المهزول، وقول أبي خِراش:

بَعثته في سَواد اللَّيل يَرْقُبني إذ آثر الدِّفء والنومَ المَناخيبُ

وسيأتي ذكره.

وكَلمتُه فنَخَب عَنّي، إذا كَلّ عن جوابك.

والنَّخْب: ضَربُ من المُباضعة، وعَمْ به بعضُهم، نَخَبها يَنْخُبها، وينخبها، نَخْباً.

واسْتَنْخبت هي: طلبت أن تُنْخب، قال:

إذا العجوز اسْتَنْخبت فانْخُبْها ولا تُرجِّيها ولا تَهَبْها

والنَّخْبة: خَرْق الثَّفْر.

والنخبة: الاست، قال:

واختلّ حَدُّ الرمح نَخْبةَ عامرٍ فنجا بها وأقصَّها القَتْلُ

والنِّخَابُ: جلْدة الفؤاد، قال:

وأمُّكمْ سارقةُ الحِجابِ آكلةُ الخُصْيَيْن والنِّخابِ

ونخِبٌ: واد بأرض هُذيل، قال أبو ذؤيب:

لَعْمرك ما خنساء تَنْسأُ شَاِدناً يَعِنّ لها بالْجِزْعِ من نَخِب النجْلِ

أراد: من نَجْل نخِبٍ، فقَلب، لأن النَجْل الذي هو الماء، في بطون الاودية جِنسٌ، ومن المحال أن تضاف الأعلام إلى الأجناس.

مقلوبه: - ب خ ن -

رجلٌ بَخْنٌ: طويل، مثل: مَخْن، وأراه بدلا.

مقلوبه: - ن ب خ -

رجل نابخة: جَبّار، قال الهذلي:

يُخْشى عليه من الأملاك نابخةٌ من النوابخ مثلُ الحادر الرَّزِمِ

ونَبِخ العجينُ يَنْبُخ نُبوخا: انْتَفخ واختمر.

وعَجين أنْبخان، وأنبخانيَ: مُنْتفخ مُختمر.

وقيل: هو الفاسدُ الحامض.

والنَبْخ: ما نَفظ من اليد عن العمل.

وقيل: هو الجُدَريّ، وقيل: هو جُدرَيْ الغنم، قال كَعب بنُ زهير:

تَحطَّم عنها قَيْضُها عن خَرَاطمٍ وعن حَدقٍ كالنَّبْخ لم تَتَفَتَّقِ

يصف حدقة الرَّأل، أو حدقة فرخ القطا، والواحدة من كل ذلك: نَبْخَة.

وقيل: النَّبْخ، بسكون الباء: الجُدريّ.

والنَّبَخ، بفتح الباء: ما نَفِط من اليد عن العمل.

والنَّبَخ: اثر النار في الجسد.

والنَّبْخة، والنَّبَخة: بَرْدِىّ يُجعل بين كل لوحين من الواح السفينة، الفتح عن كراع.

والنَّبْخة، والنُّبْخة، كالنُّكتة.

وتُراب أنبخ: اكّدر اللَّون كَثير.

والنَّبْخاء: الأرض المُرتفعة، ومنه قول ابنة الخُس حين قال لها: ما احسنُ شيء؟ فقالت: غاديةٌ في إثر سارية، في نَبْخاء قاوية.

وإنما اختار "النّبْخاء" لأن المعروف أن النبات في الموضع المُشرف احسن.

وقد قيل: في نفخاء رابية، أي: ليس فيها رمل ولا حجارة، وقد تقدم ذلك.

وروى اللّحياني: في مَيْثاء رابية، والميثاء: الأرض السهلة اللينة.

الخاء والنون والميم

تَخْنِمُ: اسم موضع، قال لَبيد:

وهل يَشتاق مثلُك من رُسومٍ دَوارسَ بين تَخْنِمَ والخِلال

وإنما قَضينا على تائه بالزيادة، لأنها لو كانت أصلية لكان "فَعْللاً"، وليس في الكلام مثل "جَعْفِرٍ".

مقلوبه: - خ م ن -

خَمَن الشيءَ يَخْمِنه ويَخْمُنه خَمْنا: قال فيه بالحَدْس.

قال ابن دُريد: احسبه مولَّدا.

وخَمّانُ الناس: خُشارتهم.

وخُمّان المُتاع: ردِيئه.

ورُمْحٌ خَمّان: ضعيفٌ، وقناة خمّانة، كذلك.

وهو خامن الذكر، كقولك: خامل الذكر، وقد تقدم انه على البدل.

مقلوبه: - ن خ م -

نَخِم الرجلٌ نَخَما ونَخْما، وتَنَخَّم: دَفع بشيء من صدره أو أنفه، واسم ذلك الشيء: النُّخَامة.ونَخْمة الرجل: حِسُّه، والحاء غير المعجمة فيه لغة.

والنَّخَم: الإعياء.

مقلوبه: - م خ ن -

المَخْنُ، والمَخِنُ، والمِخَنُّ، كله: الطويل، قال:

لما رآه جَسْرَباً مِخَنَّا أَقْصَر عن حَسْناء وارثعَنَّا

وقد مَخَن مَخْنا ومُخونا.

والمِخَنَّةُ: الفناء، قال:

ووَطئْتَ مُعْتلياً مخَنَّتنَا والغَدرُ منك علامةُ العَبْدِ

ومَخَن المرأةَ مَخْناً: نَكحها.

ومخن الشيءَ مَخْنا، كمخَجه، قال:

قد أمر القاضي بأمَرْ عَدْلَ أن تَمْخَنُوها بثَمانِي أدْلِ

ومَخَن الاديمَ والسَّوطَ: دَلكه ومَرَنه. والحاء غير المعجمة فيه لغة.

وطريق مُمَخَّنٌ: وُطِيء حتى سهل.

الخاء والفاء والميم

فَخُم الشيءُ فخامةً، وهو فَخْم: عَبُل، والأُنثى: فَخْمة.

وفَخَّمه، وتَفخَّمه: أجلّه وعظَّمه، قال كثيِّر عَزّة:

فأنتَ إذا عُدّ المكارم بَيْنه وبيَن ابن حَرب ذي النُّهى المُتفخِّمِ

وفَخّم الكلامَ: عَظَّمه.

ومَنطق فَخْمٌ: جَزْل، على المثل، وكذلك حَسَبٌ فَخْم، قال:

دَعُ ذا وبَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجا فَخْماً وسَنِّنْ مَنْطقاً مُزَوَّجّا

ورجل فَخْمٌ: كثيرُ لحم الوَجنتين.

والتَّفْخيم: ضدَ الإمالة.

وألف التَّفخيم، وهي التي تجدها بين الألف والواو، كقولك: سلام عليكم، وقام زيد، وعلى هذا كتبوا "الصلاة" و"الزكوة" و"الحيوة" كل ذلك بالواو، لأن الألف مالت نحو الواو، وهذا كما كتبوا "إحديهما" و"سويهن" بالياء، لمكان إمالة الفتحة قبل الألف إلى الكسرة.