باب الثلاثي المعتل: الفرع الأول

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الرابع

حرف الخاء

الفرع الأول

الخاء والجيم والهمزة

خجأ المرأة يَخْجؤها خَجَئًا: نكحها.

ورجل خُجَأة: كثير النكاح.

وفحل خُجَأة: كثير الضِّراب.

قال اللِّحياني: وهو الذي لا يزال قاعياً على كل ناقة.

وامرأة خُجَأة: متشهية لذلك.

والعرب تقول: ما علمتُ مثل شارفٍ خُجأة، أي: ما صادفتُ أشدَّ منها غُلْمة.

والتخاجُؤ: أن يُؤرِّم اسْتَه ويُخْرج مُؤخَّره إلى ما وراءه، وقال حسان:

دعُوا التَّخَجؤ وامْشُوا مِشْيةً سُحُجاً إنّ الرِّجال ذَوُو عَصب وتَذْكِيرِ

والخُجَأة: الأَحمق.

وهو أيضا: المُضطرب.

الخاء والضاد والهمزة

أضَاخُ: موضع بالبادية، يُصرف ولا يُصرف، قال امرؤ القيس يصف سحابا:

فلما أن دنا لِقَفَا أضاخٍ وَهَتْ أعجازُ رَيِّقه فحَارَا

وكذلك: أضايخ، أنشد ابن الأعرابي: صَوادرًا عن شُوكَ أو أضَايِخا

الخاء والسين والهمزة

الخاسيء، من الكلاب، والخنازير، والشياطين: البَعيُد الذي لا يُترك أن يَدنو من الناس.

وخسأ الكلب يخسؤه خَسأً وخُسوءًا، فخَسأ وانخسأ، قال: كالكلب إن قيل له اخْسأ انْخسِأْ ويقال: اخْسأ إليك، واخْسأْ عنّي.

وقال الزجَاج: في قوله عزّ وجلّ: -قال اخسؤوا فيها ولا تُكلِّمون-: معناه: تباعُدُ سخط.

وقال ابن أبي إسحاق لبُكير بن حبيب: ما أًلحن في شيء، فقال: لا تفعل، فقال: خُذ علىّ كلمة فقال: هذه، قل: كلمهْ.

ومرّت به سنَّورة فقال لها: اخسَيْ، فقال له: أخطأت، إنما هو اخسئي.

وقال أبو مهدية: أخْسَأْنان عَني.

قال الأصمعيَ: أظنه يعني الشياطين.

وخَسَأ بصرُه، يَخسأ خَسْأ، وخُسوءًا: سَدِرَ وكَل وأعْيا، وفي التنزيل: -يَنْقلب إليك البصرُ وهو حَسير-

الخاء والزاي والهمزة

الأَزْخ: الفَتى من بَقر الوحش، كالأرْخ، رواهما جميعا أبو حنيفة.

وأما غيره من أهل اللغة فإنما روايته: "الأرخ"، بالراء.

الخاء والطاء والهمزة

الخَطَأ، والخَطَاء: ضدّ الصّواب، وقد أخطأ، وفي التنزيل: -و ليس عليكم جُناح فيما أخطأتم به-، عدّاه بالباء في معنى: عثرتم، أو غَلِطتم.

وقول رُؤبة:

يا ربّ إن أخطأت أو نَسيتُ فأنت لا تَنْسى ولا تَمُوتُ

فإنه اكتفى بذكر الكمال والفضل، وهو السبب عن العفو، وهو المُسبَّب، وذلك أن من حقيقة الشرط وجوابه أن يكون الثاني مُسبَّبا عن الأول، نحو قولك: إن زُرتني أكرمتُك، فالكرامة مُسبَّبة عن الزيارة، وليس كون الله سبحانه وتعالى غير ناس ولا مخطئ أمرا مُسبَّبا عن خطأ رُؤبة ولا عن إصابته، إنما تلك صفة له، عز اسمه، من صفات نفسه لكنه كلام محمول على معناه، أي: إن أخطأت أو نسيتُ فاعْفُ عني لنقصي وفضلك.

وخطّأه: نَسبه إلى الخطأ.

وتَخطّأ له في هذه المسألة، وتَخاطأ، كلاهما: أراه أنه مخطئ فيها، الأخيرة عن الزجاجي، حكاها في كتابه الموسوم بالجُمل.

وأخطأ الطريقَ: عدل عنه.

وأخطأ الرامي الغَرض: لم يُصبْه.

وأخطأ نَوْءَه: إذا طَلب حاجته فلم ينجح.

والخطأة: أرض يخطئها المطر ويُصيب أخرى قُرْبها.

وخَطِئ الرجل خطئا: أذنب.

والخطأ: ما لم يتعمد.

والخطْء: ما تُعمِّد.

والخطيئة: الذَّنب، والجمع: خَطايا، نادر.

وحكى الزجّاج في جمعه: خَطائي، بهمزتين. وقوله عز وجل: -و الذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين- قال الزجّاج: جاء في التفسير: أن خَطيئته: قولُه إنّ سارة أختي، وقولُه: بل فعله كبيرهم، وقوله: إني سقيم.

قال: ومعنى "خطيئتي": أنّ الأنبياء بَشَرٌ، وقد يجوز أن تَقع عليهم الخطيئة، إلا انهم صلواتُ الله عليهم لا تكون منهم الكبيرة، لانهم معصومون صلى الله عليهم أجمعين.

وقد اخطا، وخطيء، قال: يا لهفَ هِندٍ إذ خَطِئْن كاهلا عنى الخيلَ، وإن لم يَجر لها ذكر، وهذا مثلُ قوله عزّ وجلّ: -حتى توارت بالحجاب-.

وحكى أبو علي الفارسي، عن أبي زيد: أخْطأ خاطِئةً، جاء بالمصدر على لفظ،"فاعلة" كالعافية والجازية، وفي التنزيل: -و المؤتفكات بالخاطئة-.

الخاء والتاء والهمزة

ختأ الرجلَ يَختؤه خَتْأ: كَفّه عن الأمر.

واخْتتأ منه: فَرق.

واختتأ له: خَتله.

واختتأ: انقمع وذل.

واختتا الشيء: اختطفه، عن ابن الأعرابي.

الخاء والذال والهمزة

خَذئ له، وخَذأ له، يَخْذأ، خَذْءًا، وخَذَأ، وخُذُوءًا: خَضع وانقاد، وتركُ الهمز فيه لغة.

والخَذأ، مقصور: ضَعْف النفس.

مقلوبه: - ء خ ذ -

الأخذ: خلاف العطاء.

وهو أيضا: التناول.

أخَذه يأخذه أخذًا.

وإذا أمرت قلت: خذ، واصله: أُ أْخذ، فلما اجتمعت همزتان، وكثر استعمال الكلمة حُذفت الهمزة الاصلية، فزال الساكن، فاستغنى عن الهمزة الزائدة، وقد جاء على الأصل فقيل: أؤْخذ.

والأخيذ: المأخوذ.

والأخيذ: الأَسير.

والأخيذة: المرأة تَسبيَ.

والأَخيذة: ما اغتُصب من شيء فاخذ.

واخذه بذنبه: عاقبهُ، وفي التنزيل: -فكلاًّ أخذنا بِذَنبه-.

وقوله عز وجل: -و كأيِّنْ من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها-، أراد: أخذتها بالعذاب، فاستغنى عنه لتقدّم ذكره في قوله: -و يَستعجلونك بالعذاب- وقوله عز وجل: -و هّمت كل أمة برسولهم ليأخذوه-، قال الزجاج: معناه:ليتمكّنوا منه فيقتلوه.

وآخذه: كأخذه،و في التنزيل: -و لو يُؤاخذُ الله الناسَ بما كسبوا-.

وأتىَ العراق وما أَخذ إخْذَه، وذَهب الحجازَ وما أخذ إخْذَه، وولى فلان مكة وما أخذ إخْذَها، أي: ما يليها.

وذَهب بنو فلان ومن أَخذ إخْذُهم وأخْذُهم. ولو كنت منَّا لأخذْت بإخْذنا، أي بخلائقنا وزينا.

وقوله: أنشده ابن الأعرابي:

فلو كُنتُم منا أخَذْنا بأخْذكم ولكنها الأوجاد اسفلَ سافلِ

فسره فقال: اخذنا بأخذكم، أي: ادركنا إبلكم فرددناها عليكم، لم يَقل ذلك غيرُه.

والأُخْذة: رُقْية تأخذ العين ونحوها.

وآخذه: رقاه.

وقالت أخْت صُبح العادي تبكي اخاها صُبحاً، وقد قتله رجلٌ سيق إليه على سرير، لأنها كانت قد أخذتْ عنه القائم والقاعد والساعي والماشي والراكب: أخذتُ عنك الراكب والساعي والماشي والقاعد، ولم آخُذ عنك النائم.

وفي صُبح هذا يَقول لبيدٌ:

ولقد رأى صُبْحٌ سوادَ خليله ما بين قائم سَيفه والمِحْمَلِ

عنى بخيخه: كبده، لأنه يُروى أن الأسد بَقَر بطنه وهو حَيّ، فنظر إلى سواد كبده.

ورجل مُؤَخَّذ عن النِّساء: مَحبوس.

وائْتخذنا في القتال: أخذ بَعضُنا بعضا.

والإخاذة: الضَّيعة يَتخذها الإنسان.

والإِخْذُ، والإخذة: ما حفرته كهيئة الحوض، والجمع: أُخْذٌ، وإخاذ.

والإخاذ: الغدُرُ.

وقيل: الإخاذ: واحد، والجمع: آخاذ، نادر.

وقيل: الإخاذ، والإخاذة، بمعنى.

واخذ يفعل كذا، أي: جعل. وهي عند سيبويه من الأفعال التي لا يوضع اسم الفاعل في موضع الفعل الذي هو خبرها.

واخذ في كذا، أي: بدأ.

ونجوم الأخذ: منازل القمر، لأن القمر يأخذ كل ليلة في منزل منها، قال:

وأخْوَت نُجومُ الأَخذ إلاّ أنِضَّةً أنضَّةَ مَحْل ليس فاطُرها يُثرى

قوله: يُثرى: يَبُلّ الأرض.

وقيل: إنما قيل لها: نُجوم الأخذ، لأنها تأخذ كُل يوم في نوء.

والآخِذ، من الإبل: الذي اخذ فيه السِّمن، والجمع: أواخذ.

وأخِذ الفصِيلُ أخَذًا، فهو أخِذٌ: اكثر من اللبن حتى فَسد بطنُه وبَشِم.

وأخِذ البعيرُ أخَذًا، وهو أخِذٌ: أخذه مثلُ الجنون، وكذلك الشاة، وقياسه: أخِذٌ.

والأُخُذ: الرَّمد، وقد أخِذت عينُه أخذًا.

ورجلٌ أخِذٌ: بعَينه أُخُذ، والقياس: أخِذٌ، كالأول.

ورجل مُستأخذ، كأخِذ، قال أبو ذؤيب:

يَرمي الغُيوبَ بعَيْنيه ومَطْرِفُه مُغْضٍ كما كَسَف المُستأخِذ الرَّمدُ

والمُستأخذ: المُطاطيء رأسه، من وجع أو غيره.

الخاء والراء والهمزة

خَرئ خِراءة وخُرُوءة: سَلَح.

واسم السَّلح: الخُرء، والجمع خُرُوء، فُعْلٌ وفُعُول، وخُروءة، فُعولة.

وقد يقال ذلك للجُرذ والكلب.

قال بعضُ العرب: طُليتُ بشيء كأنه خُرء الكلب، يعني، النّورة.

وقد يكون ذلك للنَّحل والذباب.

والمَخْرأة والمَخْرُؤة: موضعُ الخِرَاءة.

مقلوبه: - ء خ ر -

الأَخرُ: ضد القُدُم.

والتأخر: ضد التقدم، وقد تأخر عنه تأخرا، وتأخّرة واحدة، عن اللحياني، وهذا مطرد، وإنما ذكرناه لأن اطِّراد مثل هذا مّما يجهله من لا دُربة له بالعربية.

واستأخَر، كتأخر، وفي التنزيل: -لا يستأخرُون عنه ساعة ولا يستقدمون-. وفيه: -و لقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين-، يقول: علمنا من يستقدم منكم الموت ومَن يستأخر عنه.

وقيل: علمنا مُستقدمي الأمم ومستأخريها.

وقال ثعلب: علمنا مَن يأتي منكم إلى المسجد مُتقدِّما ومن يأتي منكم متأخرا.

وقيل: إنها كانت امرأة حسناء تُصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يُصلّي في النساء فكان بعض من يصلّي يتأخر في آخر الصفوف، فإذا سجد اطَلع إليها من تحت إبطه، والذين كانوا لا يقصدون هذا المقصد إنما كانوا يطلبون التقدّم في الصفوف، لما فيه من الفضل.

والتأخير: ضد التَّقديم.

ومُؤخَّر كل شيء: خلاف متقدَّمه.

وآخرة العين، ومُؤخرها، ومؤخرتها: ما وَلىِ اللّحاظ، ولا يقال كذلك إلا في مُؤخَّر العين.

ومؤخَرة الرَّحْل، ومؤخَّرته، وآخرته، وآخره، كله: خلاف قادمته.

ومُؤْخِرة السّرج: خلاف قادمته.

والآخران من الأخلاف: اللذان يَليان الفخذين.

والآخِر: خلاف الأول، والأنثى: اخرة. حكى ثعلب: هن الأوُلات دخولا والآخرات خُروجا.

والآخر: بمعنى غير، كقولك: رجل آخَرُ، وثوب آخَر، واصله: أأخر، افعل من التأخر، فلما اجتمعت همزتان في حرف واحد استثقلتا، فابدلت الثانية الفا، لسكونها وانفتاح الأولى قبلها.

قال الاخفش: لو جعلت في الشِّعر "آخر" مع "جابر" لجاز.

قال ابن جنّي: هذا هو الوجه القويّ، لأنه لا يحقق أحدٌ همزة "آخر" ولو كان تحقيقا حسنا لكان التحقيق حقيقا بأن يُسمع فيها، وإذا كان بدلا البتة يجب أن يُجْرَي على ما أجرته عليه العرب من مُراعاة لفظه وتنزيل هذه الهمزة منزلة الألف الزائدة التي لا حَظّ فيها للهمزة، نحو: عالم، وصابر، ألا تراهم لما كسّروا قالوا: آخِر وأواخِر، كما قالوا: جابر وجوابر. وقد جَمع امرؤ القيس بين "آخر" و"قيصر"، تَوهّم الألف همزة، فقال:

إذا نحن صِرْنا خمسَ عشرة ليلة وراء الحساء من مَدافع قَيْصَرَا

إذا قلتُ هذا صاحبٌَ قد رَضيتُه وقَرَّت به العينان بُدِّلـت آخَـرا

وتصغير "آخَر": أو يخر، جَرت الألف المخفّفة عن الهمزة مجرى ألف "ضارب".

وقوله تعالى: -فآخران يقومان مقامهما-، فسّره ثعلب فقال: فمُسلمان يقومان مقام النَّصرانيين يحلفان انهما أختانا، ثم يُرتجع عن النّصْرانيين.

وقال الفراء: معناه: أو آخران من غير دينكم من النَّصَارى واليهود، وهذا للسفر والضرورة، لأنه لا تجوز شهادة كافر على مُسلم في غير هذا.

والجمع بالواو والنون.

والأنثى: أخرى.

وقوله عز وجل: -و لي فيها مآرب أخرى-، جاء على لفظ صفة الواحد، لأن "مآرب" في معنى جماعة أخرى من  الحاجات، ولأنه رأسُ آية.

والجمع: أخريات، وأخَر.

وقول أبي العيال:

إذا سَنَنُ الكَتْيبة ص دّ عن أُخْراتها العُصبُ

قال الُّسكريّ: أراد: أخرياتها، فحذف، ومثله انشده ابن الأعرابي:

ويتقي السيفَ بأخْرَاته من دُون كفِّ الجار والمِعْصَمِ

قال ابنُ جنيّ: وهذا مذهب البغداديّين، ألا تراهم يجيزون في تثنية "قِرْقِرَّي" قِرقرّان، وفي نحو "صَلْخدّي" صَلخَدان، إلا أنّ هذا إنما هو فيما طال من الكلام، و"أخرى" ليست بطويلة.

وقد يُمكن أن يكون "أخْراته" واحدةً، إلا أن الألف مع الهاء تكون لغير التأنيث، فإذا زالت الهاء صارت حينئذ الألف للتأنيث، ومثله: بُهْماة. ولا يُنكر أن تقَدرَّ الألف الواحدة في حالتين ثِنْتَين تَقْديريْن اثنين، ألا ترى إلى قولهم: عَلْقاةٌ، بالتاء، ثم قال العجاج: فحطَّ في عَلْقَي وفي مُكُور فجعلها للتأنيث ولم يصرف.

ويحكي أصحابنا أن أبا عُبيدة في بعض كلامه: اراهم كأصحاب التصريف يقولون: إن علامة التأنيث لا تدخل على علامة التأنيث، وقد قال العجّاج: فحطّ في عَلْقي وفي مُكُور فلم يصرف، وهم مع هذا يقولون: عَلْقاة، فبلغ ذلك أبا عثمان فقال: إن أبا عُبيدة اخْفى من أن يعرف مثل هذا، يريد ما قدمْنا ذكره من اختلاف التقديرين في حالين مختلفين.

والأخرى، والآخِرة: دار البقاء، صفة غالبة.

وجاء أخَرةً، وبأخَرة، وأخَرَةً، هذه عن اللحياني، بحرف وبغير حرف، أي: آخر كل شيء.

وأتيتُك آخر مرتين، واخرة مرتَين، عن ابن الأعرابيّ، ولم يُفسِّر: آخر مرتين، ولا آخرة مرتين، وعندي أنها المرة الثانية من المرتين.

وشَق ثَوبه أخُراً، ومن أخُر، أي من خلف.

وبعته سِلْعةً بأخَرة، أي: بنَظِرة.

ويقال: أبْعد الله الأخِر، والأخير، ولا تقوله للانثى.

وحكى بعضهم: ابعد الله الآخِر، بالمد.

والآخِر، والأخير: الغائب.

والمِئْخار: النخلة التي يَبقى حملُها إلى آخِر الصِّرام، قال:

ترى الغَضيض الموُقَر المِئْخارَا من وَقْعِه ينتثر انْتِثارا

ويُروى: تَرى العَضيد.

وقال أبو حنيفة: المِئخار: التي يَبْقى حَمْلُها إلى آخر الشتاء، وأنشد البيت أيضاً.

مقلوبه: - ء ر خ -

أرخ الكتابَ: وَقّته، والواو فيه لغة.

وزعم يَعقوب أن الواو بدل من الهمزة.

والأَرخ، والإرخ، والأرْخىّ: البَقر، وخصّ بعضهم به: الفتى منها، والجمع: أراخ، وإراخ، والأنثى: أرْخة، وإرْخة، والجمع: إراخ، لا غير، قال: يَمْشِين هَوْناً مِشْيَةَ الإرَاخ قال أبو حنيفة: الأرخ: الفتية من بقر الوحش، فالقى الهاء من "الارخة" واثبته في "الفتيّة". وخص "بالأرخ": الوَحْش، كما ترى، وقد تقدم انه "الازخ"، وفي الزاي.

وأرَخ إلى مكانه يأرَخ أروخا: حَنّ إليه.

وقد قيل: إن "الأرخ" من البقر، مُشتق من ذلك، لحَنينه إلى مكانه ومأواه.

الخاء واللام والهمزة

خَلأت الناقة تخلأ، خَلأً، وخِلاءً، وخُلُوءًا، وهي خَلوء: بركت، وحَرَنت من غير عِلّة، وقيل: إذا لم تبرح مكانها، وكذلك الجملُ.

وخصّ بعضُهم به الإناث من الإبل.

وفي الحديث: "ما خَلأتْ وما حَرَنت ولكن حَبَسها حابسُ الفيل".

وقال الراجز يَصف رحَى يد، فاستعار لها ذلك:

بُدِّلْتُ من وَصل الغَواني البِيضِ كَبْداءَ مِلْحاَحاً على الرَّضيضِ

تَخلأ إلاّ بِيَدِ القَبيض القَبيض،الرجل الشَّديد القَبض على الشيء. والرَّخيض: حجارة المعادن فيها الذهب والفضة. والكبداء: الضخمة الوسط. يعني: رحًى تطحن حِجارةَ المعدن. وتخلأ: تَقُوم فلا تجري.

وخلأ الإنسان يَخلأ خُلوءاً: لم يَبرح مكانه.

وقال اللحياني: خَلأت الناقةُ تَخلأ خِلاء.

وهي ناقة خَالِيءٌ، بغير هاء، إذا بَركت فلم تقُم، فإذا قامت ولم تَبرح، قيل: حَرَنت تَحْرُن حِرانا.

والتِّخْليء: الدنيا.

وقيل: هو الطعام والشراب، يقال: لو كان في التِّخليء ما نفعه.

وخالأ القومُ: تركوا شيئا واخذوا في غيره، حكاه ثعلب، وانشد:

فلما فَنى ما في الكنائن خالئوا إلى القَرْع مِن جِلد الهِجانُ المُجوَّبِ

يقول: فَزِعوا إلى السُّيوف والدَّرَق.

الخاء والنون والهمزة

الآخِنيُّ: ثيابٌ مُخطَّطة، قال العجاج: عليه كَتّان وآخِنيّ والآخِنية: القِسيّ، قال الأعشى:

مَنَعت قياسُ الآخنيّةِ رأسَه بسهامِ يَثرِب أو سهامِ الوادي

أضاف الشيء إلى نفسه، لأن القياس هي الآخنيَّة: أو يكون على انه أراد: قياسَ القوّاسة الآخنيّة، ويروى: أو سِهامَ بلاد.

الخاء والفاء والهمزة

اليافُوخ: حيث التقى عَظم مُقدَّم الرأس وعظم مُؤخره.

وقيل: هو ما بين الهامة والجبهة.

وأفخه يَأفِخه أفْخاً: ضَرب يافوخه.

الخاء والباء والهمزة

خبأ الشيء يَخبؤه خَبْئاً: سَتره.

وامرأة خُبَأة: تَلزم بيتها وتستتر.

وقول الزِّبْرقان بن بدر: ابغض كَنائي إلى الطُّلَعة الخُبَأة،يعني التي تَطَّلع ثم تَخبأ رأسها. ويروى: الطُّلَعَة القُبَعة، وهي التي تَقبع رأسها، أي: تدخله، وقيل: تَخبؤه.

والعرب تقول: خُبَأة خيرٌ من يَفَعة سَوْء، أي: بنت تلزم البَيت تَخبأ نفسها فيه خيرٌ من غلام سَوء لا خير فيه.

والْخَبء: ما خُبيء، سمِّي بالمصدر.

وفي التنزيل: -الذي يُخرج الخَبء في السموات والأرض-، أي: المخبوء.

وقال ثعلب: الخَبْء الذي في السموات، هو المطر، والخبء الذي في الارض، هو النبات.

والصحيح والله اعلم، أن الخبء كل ما غاب، فيكون المعنى: يعلم الغيب في السموات والأرض، كما قال: -و يعلم ما تُخفون وما تعلنون-.

والخُبْأة والخَبيئَة، جميعا: ما خُبيء.

والخِباء: سِمة توضع في موضع خَفيّ من الناقة النجيبة، وإنما هي لُذَيعة النار، والجمع: أخِبئة.

والخباء، من الأبنية: والجمع كالجمع.

قال ابن دُريد: اصله من "خبأت".

وقد تخبّأت خباء.

ولم يقل أحد إن "خباء" اصله الهمزة إلا هو، بل قد صُرّح بخلاف ذلك.

والخَبيء: ما عُمِّى من شيء، ثم حُوجي به.

وقد اختبأه.

وخَبيئة: اسم امرأة، قال ابن الأعرابي: هي: خَبيئة بنت رياح بنَ يربوع بن ثعلبة.

مقلوبه: - ء ب خ -

أبخه: لامسه وعزله، لغة في وبخه، حكاها ابن الأعرابي. وأرى همزته إنما هي بدل من واو "وبخه"، على أن بدل الهمزة من الواو المفتوحة قيل، كوناة وأناة، ووحد وأحد.

الخاء والميم والهمزة

الخَمأ، مقصور: موضعٌ.

الخاء والقاف والياء

قَخيّ: تنخّم تنخُّما قَبيحًا.

الخاء والجيم والياء

الخايجة: البَيضة، وهو بالفارسية: خاياه.

مقلوبه: - ج ي خ -

جاخ السَّيلُ الوادي، يَجِيخه جَيخا: أكل أجرافه، وهو مثل جَلخَة.

الخاء والشين والياء

خَشِيه خَشْياً، وخَشية، وخَشاةً، ومَخشاة، ومَخشية، وخِشيانا، وتخشّاه، كلاهما: خافه. وهو خاشٍ، وخَشٍ، وخَشيان، والأنثى: خَشْيا، وجمعهما معا: خشايا، أجروه مُجرى الأدْواءِ، كَحباطَي، وحَباجَي، ونحوهما، لأن الخشية كالداء.

وقوله عز وجل: -فخشينا أن يُرهقهما طُغيانا وكفرا-. قال الفراء: معنى "فخشينا"، أي: فعلمناه. وقال الزجاج: فخشينا، من كلام الخضر، ولا يجوز أن يكون "فخشينا" عن الله، والدليل على ذلك قوله: -فأردنا أن يُبدلهما ربهما-.

وقد يجوز أن يكون "فخشينا" عن الله عز وجل، لأن الخشية من الله معناها: الكراهة، ومن الآدميين: الخوف، ويكون قوله حينئذ "فاردنا" بمعنى: أراد الله.

وحكى ابنُ الأعرابيّ: فعلت ذاك خَشأةَ أن يكون كذا، وانشد:

فتَعدَّيتُ خَشأةً أن يرى ظالمٌ أني كما كان زَعمْ

وما حمله على ذلك إلا خِشى فلان. وجكى عن الرُّؤاسيّ: إلا خِشى فلان.

وخشّأه بالأَمر: خوّفه، وفي المثل: لقد كنت وما أخَشَّى بالذئب.

وخاشاني، فخَشيْتُه: كنت اشدَّ منه خشية.

وهذا المكان أخشى من هذا، أي اخوف، جاء فيه التعجب من المفعول، وهذا نادر. وقد حكى سيبويه منه أشياء.

والخَشِىّ: اليابسُ من النبت، وانشد ابنُ الأعرابيّ:

كأن صوت شَخبها إذا خَمَى صوتُ أفاعِ في خَشِىٍّ أعْشما

ويُروى: في حُشىّ، وهو ما فسد أصله وعَفن، وقد تقدم.

وقوله:

فإن عندي لو رَكبْتُ مِسْحِلى سَمَّ ذرارِيحَ رِطابٍ وخَشِى

أراد: وخَشِىّ، فحذف إحدى الياءين للضرورة، فمن حذف الأولى اعتل بالزيادة، وقال: حذف الزائد أخفُّ من حَذف الاصل، ومن حذف الأخيرة فلأن الوزن إنما ارتدع هنالك.

مقلوبه: - خ ي ش -

الخَيش: ثيابٌ رقاق النَّسج غلاظ الخُيوط، تُتخذ من مشاقة الكتان، وربما اتخذت من العَصب، والجمع: أخياش، قال:

وأبصرتُ لَيْلَى بين بُرْدَىْ مَراجلٍ وأخياش عَصْبٍ من مُهَلهلة اليمن

وفيه خُيوشة: أي: رقة.

وخاش ما في الوعاء: اخرجه.

مقلوبه: - ش ي خ -

الشَّيخ: الذي استبانت فيه السنُّ وظهر عليه الشَّيب.

وقيل: هو شيخ من خمسين إلى آخر عمره.

وقيل: هو إحدى وخمسين إلى آخر عمره.

وقيل: هو من الخمسين إلى الثمانين.

والجمع: اشياخ، وشيخان، وشُيوخ، وشِيَخَة، وشِيْخَة، ومَشْيخة، ومَشِيخة، ومَشْيوخاء، ومشايخ، وانكره ابن دُريد.

والأنثى: شَيْخة.

وقد شاخ شَيخا، وشُيوخة، وشُيُوخية، عن اللحياني، وشَيْخُوخة، وشَيْخُوخيّة.

وشيَّخ تَشْييخا، أي: شاخ.

واشياخ النجوم، هي: الدَّراريّ.

قال ابن الأعرابي: أشياخ النجوم: هي التي لا تنزل في منازل القمر، المُسّماة بنجوم الاخذ.

أرى انه عنى بالنُّجوم: الكواكب الثابتة.

وقال ثعلب: إنما هي اسناخ النجوم، وهي اصولها، أي: التي عليها مدار الكواكب وسرُّها.

وقوله، انشده ثعلب، عن ابن الأعرابي:

يَحسبه الجاهلُ ما لم يَعلماَ شيخاً على كُرسيَه مُعمَّماَ

لو انه ابان أو تكلّما لكان إيّاه ولكِـنْ أعـجـمـا

وفسّره فقال: يصف وَطب لبن، شبّهه برجل مُلفَّف بكسائه، وقال "ما لم يعلما" فلما أطلق الميم ردها إلى اللام.

وأما سيبويه فقال: هو على الضرورة، وإنما أراد "يعلمن"، قال: ونظيره في الضرورة قولُ جَذيمة الأبرص:

ربما أوفيتُ في عَلَمٍ تَرْفَعَنْ ثوبي شَمالاتُ

والشِّيخة: نَبتة، لبياضها، كما قالوا في ضرب من الحَمض: الهَرْمُ.

وشيخ عليه: شنع.

والشاخةُ: المعتدل، وإنما قضينا على أن ألف "شاخةِ" ياء، لعدم "ش وخ" وإلا فقد كان حقها الواو، لَكونها عينا.

الخاء والضاد والياء

الخضا: تفتُّت الشيء الرَّطب.

قضينا على همزتها ياء، لأن اللام ياء اكثر منها واوا.

الخاء والصاد والياء

الخَصْي، والخُصية، والخِصية: من أعضاء التناسل،و التَّثنية: خُصْيتان، وخِصْيان، وخصيان.

قال أبو عُبيدة: يقال: خُصْية، ولم اسمعها بكسر الخاء، وسمعتُ في التثنية: خُصْيان، ولم يقولوا للواحد: خُصْيٌ، والجمع: خُصًي.

وخَصَاه خِصاء: سلَّ خُصْيَيْه، يكون في الناس والدواب والغنم.

ورجلٌ خَصِي: مَخْصي.

والعرب تقول: خَصِيّ بَصِي، إتباع، عن اللحياني.

والجمع: خصية، وخِصْيان.

قال سيبويه: شبّهوه بالاسم، نحو: ظَليم وظلمان، يعني أن "فعْلانا" إنما يكون بالغالب جمع "فَعيل" اسما.

والخَصِي، مخفّف: الذي يشتكي خُصَاه.

والخَصِي، من الشِّعر: ما لم يُتَغَزّل فيه.

والعرب تقول: كان جوادا فخُصِي، أي: عنًّا فافتقر.

وكلاهما على المثل.

مقلوبه: - خ ي ص -

الأخْيص: الذي إحدى عَيْنيه صغيرة والأخرى كبيرة.

وقيل: هو الذي إحدى أذنيه نَصْباء والأخرى حَذْواء.

والأنثى: خَيْصَاء.

وقد خِيصَ خَيصًا.

والخَيْصُ: القليلُ من النًّيل، وكذلك الخائص، وهو اسم، وقد يكون على النَّسَب، كَموت مائت، وذلك لأنه لا فعل له، فلذلك وجّهناه على هذا، قال الأصمعي: سألت المُفضّل عن قول الأعشى:

لَعمري لَمن أمْسى من القَوم شاخصَا لقد نال خَيْصاُ من عُفَيرةَ خائِصَا

ما معنى "خَيْصا"؟ فقال: العربُ تقول: فلان يَخُوص العطيّة في بَني فلان، أي: يُقلِّلها، قال: فقلت: فكان ينبغي أن يقول: خَوْصًا، فقال: هي مُعاقبة يَستعملها أهل الحجاز، يُسمُّون "الصُّوّاغ":الصُّيّاغ، ويقولون: الصُّيّام، للصُّوّام، ومثله كثير.

مقلوبه: - ص خ ي -

صَخى الثوبُ صَخًي، فهو صَخٍ: اتَّسخ.

والصَّخَاءة: بَقلة تَرتفع على ساقٍ لها كَهيئة السُّنبلة، فيها حَبّ كحبّ اليَنبوت، ولُبَاب حَبِّها دواءٌ للجروح، والسين فيها أعلى.

مقلوبه: - ص ي خ -

أصاخ إصاخة: اسْتمع.

والصاخة: ورم يكون في العظم من صَدْمة أو كْدمة، والجمع: صاخات وصاخ.

الخاء والسين والياء

خاس الشيء يَخيس خَيْسًا: تغيّر وانتن.

وخاس الطعامُ خَيْسا: كَسَد، وهو من ذلك، كأنه كَسَد حتى فَسد.

وخَيّسَ الشيءَ: ليّنه.

وخَيّس الرجلَ والدابة، وخاسهما: ذللهمَا.

وخاس، هو: ذلّ.

والمُخيِّس: السّجن لأنه يُخيِّس المَحْبوسين، وبه سُمِّى سجن الحجّاج: مُخيِّسا.

وقيل: هو سجن بالكوفة بناه عليٌّ، وقال:

أما تَراني كَيِّسا مُكَيّسَا بَنيتُ بعد نافع مُخيِّسا

باباً شديداً وأميراً كيِّسا نافع: سجن بالكوفة، كان غير مُستوثق البناء،فكان المحبوسون يَهربون منه فهدَمه عليٌّ وبنى لهم المُخيِّس.

وخاس الرجلَ خَيْساً: أعطاه بسِلعته ثمنا، ثم أعطاه انقص منه.

وكذلك إذا وعده بشيء فاعطاه انقص مما وعده به.

وخاس عَهده، ويعهده: نَقصه وخانه.

والخَيْس:الخير، يقال: ما له قَلّ خَيْسه.

والخَيْس: الغَمّ، يقال للصبي: ما اظرفه! قَلّ خَيسه، أي: غمه.

وقال ثعلب معنى "قَلّ خَيْسه": قلّت حَركته.

والخِيس،و الخِيسة: الشَّجر الكثير الملتفّ.

وقال أبو حنيفة: الخِيس، والخِيسة: المُجتمع من كل شجر.

وقال مَرّة: هو المُلتفّ من القَصَب والاشَاء والنَّخل.

هذا تعبير أبي حنيفة.

وقيل: لا يكون خِيساً حتى يَكون فيه حَلْفاء.

وخِيسٌ أخْيَس: مُستحكم، قال:

ألجأهُ لَفْحُ الصَّبا وأدْمَسَا والطَّلُّ في خِيسِ أراطَي أخْيَسَا

وجمع الخِيس: أخياس.

والخِيُس: ما تجمع في أصل النخلة مع الأرض، وما فوق ذلك: الرَّكائب.

والخِيس: الدَّرُّ.

ومُخَيّس: اسم صَنم لبني القَين.

مقلوبه: - خ س ي -

الخَسَا: الفَرْد، وهي المْخاسي، جُمع على غير قياس، كَحسَاوٍ وأخواتها.

وتَخاسى الرجلان: تلاعَبا بالزَّوج والفرد.

مقلوبه: - س خ ي -

سَخى القِدْرَ سَخْياً: فَرّج الحَمْر تَحتها.

وسَخى النار سخيًا: جَعل لها مذهبا تحت القدر.

والسخاة: بَقلة رَبيعية، والجمع: سَخًى.

قال أبو حنيفة: السَخَاءة: بقلةٌ ترتفع على سَاقٍ لها كَهيئة السنُّبلة، وفيها حَبُّ كحب اليَنْبُوت، ولُباب حَبّها دواء للجُروح.

قال: وقد يقال لها: الصَّخاءة، أيضا، بالصاد ممدودة.

وجمع السخاءة: سَخاء، وقد تقدم.

وإنما قَضينا بأن همزة "السخاءة" ياء، لما قدّمنا من أن اللام ياء اكثر منها واوا.

مقلوبه: - س ي خ -

ساخ الشيء سَيَخانا: رَسخ.

والساخة: لغة في "السَخاة"، وهي البَقلة الربيعيّة.

الخاء والزاي والياء

خَزِى الرجلُ خِزْيا، وخَزًى، الأخيرة عن سيبويه: وقع في بلية وشَرّ وشُهرة، فَذلَّ بذلك وهان.

واخزاه الله! ومن كلامهم للرجل إذا أتى بما يُستحن: ماله! أخزاه الله.

وربما قالوا: أخزاه الله، ومن غير أن يقولوا "ماله". وكلامُ مُخْزٍ: يُستحسن، فيُقال لصاحبه: أخزاه الله.

وذكروا أن الفرزدق قال بيتا من الشِّعر جَيّداً، فقال: هذا بيت مُخزٍ، أي: إذا انشد قال الناس: أخزى الله قائله ما أشعره! وإنما يقولون هذا وشبهه بدل المدح، ليكون ذلك واقيا له من العَين، والمُراد من كل ذلك إنما هو الدُّعاء له لا عليه.

والخَزْية والخِزْية: البلِية يُوقع فيها، قال جريرٌ يُخاطب الفرزدقَ:

وكُنْتَ إذا حَلَلْتَ بدارِ قومٍ رحلتَ بَخْزيةٍ وتركتَ عارَا

ويُروى: لِخِزيةٍ.

وقوله تعالى: -لهم في الدنيا خِزْيٌ-، قال أبو إسحاق: معناه قَتْلٌ إن كانوا حرباً، أو يُجزوا إن كانوا ذمة.

وخَزِيَ منه، وخَزِيهَ خَزَاية، وخَزًي، مقصور: اسْتَحيا.

ورجل خَزْيانُ، وامرأة خَزْياً، والجمع: خَزايا.

وخازاني فخزيْتهُ: كنت اشدّ خزياً منه.

مقلوبه: - ز ي خ -

زاخ زَيْخَا، وزَيَخانا: جَار.

الخاء والطاء والياء

الخَيْط: السِّلك، والجمع: اخياط، وخُيوط، وخُيوطة، زادوا الهاء لتأنيث الجمع.

وخاط الثوبَ خَيْطا، وخِيَاطة.

وقول المُتنخل الهُذلي:

كأن على صَحاصحه رِباطَا مُنشَّرة نُزعنْ من الخياط

إما أن يكون أراد "الخياطة"، فحذف الهاء، وإما أن يكون لغة.

وخَيَّطه، كخاطه، قال:

فهنّ بالأيْدي مُقَيِّساتُهْ مُقَدِّرات ومُخيِّطاتُهْ

والخِيَاط، والمِخْيَط: ما خِيط به.

وهُما أيضا: الإبرة.

قال سيبويه: المِخْيَط ونَظيِره، مما يُعتمل به، مكسورُ الأول، كانت فيه الهاء أو لم تكن.

ورجل خائط، وخَيّاط،و خاطٌ، الأخيرة عن كُراع.

و الخِيَاطة: صناعة الخائط.

وقوله تعالى: -حتى يَتبيَّن لكم الخيطُ الأبيض من الخَيِط الأسود- يعني: بياض الصبُّح وسواد الليل، وهو على التّشْبيه بالخيط لدِقَّته.

وخَيَّط الشَّيب رأسَه، وفي رأسه ولحيته: صار كالخُيوط، أو ظَهر كالخُيوط.

وتخَيَّط رأسُه بالشَّيب، كذلك، قال بَدرُ ابنُ عامر الهُذليّ:

تاللهِ لا أنسى مَنِيحةَ واحد حتى تَخيّط بالبَياض قُرونيِ

وخَيْطُ باطلٍ: الضوءُ الذي يَدخل في الكُوّة، ويقال: هو ادقٌّ من خيط باطلٍ، حكاه ثعلب.

والخَيْطة: خَيط يكون مع حَبْل مُشتار العسل، فإذا أراد الخلية ثم أراد الخلية ثم أراد الحبل جذبه بذلك الخَيط، وهو مربوط إليه، قال أبو ذؤيب:

تدلىّ عليها بين سِبَّ وخَيْطةٍ بجَرْداء مثل الوَكْف يَكْبُو غُرابُها

وقيل: الخَيطة: الوَتِد.

وقيل: الحَبل.

والخِيط، والخيط، جماعة النَّعام، وقد يكون من البقر: والجمع خيطان.

والخَيْطي، كالخِيط.

والخَيْطُ والخِيطُ: القطعة من الجراد.

والجمع: خيطان، أيضا.

ونعامة خَيطاء: بَيِّنَةُ الخَيط، طويلة العُنق.

وما آتيك إلا الخَيْطَةَ، أي: الفَينة.

وخاط اليهم خَيْطةً: مرّ عليهم مرة واحدة.

وقيل:خاط اليهم خَيطة، واختاط، واختطى، مقلوب: مَرّ مرّاً لا يكاد ينقطع.

قال كُراع: هو ماخوذ من الخَطْو، مقلوب عنه.

وهذا خطأ، إذ لو كان كذلك لقالوا: خاط خَوْطة، ولم يقولوا: خَيطة، وليس مثل كراعُ يؤمن على هذا.

والمَخيط: المَر والمَسلك، قال ذو الرُّمة:

وبينهما مَلْقَى زِمامٍ كأنَّه مَخِيطُ شُجاعٍ آخِرَ الليَّل ثائِرُ

مقلوبه: - ط خ ي -

الطَّخاء: السحابُ الرَّقيق، واحدته: طخاءة.

وكل شيءٍ الْبِس شيئا: طَخاء.

وعلى قلبه طَخاء، وطَخاءة، أي: غشية وكربٌ.

وفي الحديث: "إن للقلب طخاءً كطخاء القَمر"، أي: شيئا يَغشاه كما يغشى القمر.

وفيه إذا وجد أحدُكم في قَلبه طَخاءً فَلْيأكل السًّفرجل.

والطَّخية، والطُّخية، والطِّخية الأخيرتان عن كراع:الظُّلمة.

وليلةٌ طخياء، شديدة الظلمة قد وارى السحابُ قَمرها.

وليال طاخياتٌ، على الفعل، أو على النسب، إذ "فَاعلاًت" لا يكون جمع "فعلاء".

والطَّخية: السحابة الرَّقيقة.

والطَّخية: الأحمق.

وطاخية. فيما ذكر عن الضحاك: اسم النملة التي اخبر الله عنها إنها كلمت سليمان عليهالسلام، حكاه الهروي في الغريبين.

مقلوبه: - ط ي خ -

طاخ الأمرَ طَيْخا: أفسده.

وقال احمد بنُ يحيى: هو من "تَوَاطخ القومُ"، وهذا من الفساد بحيث تراه.

وقال ابن جني: وقد يجوز أن يحسن الظن به، فيقال: إنه أراد: كأنه مقلوب منه.

وطاخ يطيخ طيْخا: تلطّخ بقَبيحٍ. من قول أو فِعل.

وطاخه هو، وطَيَّخه: لَطّخه به.

وقال اللّحياني: طاخ فلاٌن فلاناً، يَطيخه، ويَطُوخه: رماه بقَبيح.

وطَيّخه بَشرٍّ: لطخه به.

ورجل طائخ، وطَيّاخة. وطَيْخَةٌ: أحمق.

وقيل: أحمق قَذِر.

وجمع الطَّيْخة: طيخات.

ولم نَسمعه مكسَّرا.

والطَّيخ، والطِّيخ: الجَهل.

والطَّيخ: الكبر.

وزمن الطَّيْخة: زمن الفِتنة والجَدب.

وناقة طَيوخ: تذهب يمينا وشمالا وتأكل من أطراف الشَّجر.

وطِيخِ: حكاية صوت الضًّحِك، حكاه سيبويه.

وطَيْخٌ: موضع بين ذي خَشَب ووادي القُرى، قال كثَّيرُ عزّة:

فوالله ما ادري أطَيْخاً تواعدُوا لِتِمُّ ظَمٍ أم ماءَ حَيْدة أوْردُوا

الخاء والدال والياء

خَدَى البعيرُ والفرسُ، خَدْياً، وخَدَيانا: أسرع وزَجّ بقوائمه.

وقيل: هو ضَرب من سَيرها لم يُحَدّ.

وقال الأصمعي: سألت أعرابيًّا: ما خَدَى؟ فقال: هو عَدْوُ الحِمار بين آريِّه ومُتمرَّغه.

والخَدَى: دُودٌ يخرج مع رَوْث الدابّة، واحدته: خَدَاةٌ، عن كُراع.

والخَدَاءُ: موضعٌ. وإنما قضينا بأن همزة "خَداء" ياء،لما قدّمنا من أن اللام ياء اكثر منها واوا، مع وجود "خ د ي" وعدم "خ د و".

مقلوبه: - د خ ي -

الدَّخَي: الظلمة.

وليلة دَخيْاء: مُظلمة.

ولَيْلٌ داخٍ: مُظلم، فإما أن يكون على النَّسب، وإما أن يكون على فِعلٍ لم نَسْمعه.

مقلوبه: - د ي خ -

الدِّيخُ: القنْوُ، وجمعه: دِيخَةٌ، والذال أعلى، وإياه قَدَّم أبو حنيفة.

وداخ يَديخ دَيْخاً: ذلّ.

ودَيّخه هو: ذلله، كدوّخه.

 

الخاء والتاء والياء

خات يخيت خَيْتا وخُيُوتا:صوت، عن ابن الاعرابي، وانشد: في خَيْتة الطائر رَيْثٌ عَجلهْ

الخاء والذال والياء

الذَّيخُ: الذَّكر من الضِّباع.

والجمع: أذياخ، وذُيوخ، وذِيَخة.

والأنثى: ذِيخة، والجمع: ذيخات، ولا يُكَّسر.

والذِّيخ: قِنْوُ النخلة، حكاه كُراع في "الدال".

وجمعه: ذِيخة،و قد تقدّم في "الدال".

وذيّخه: ذلله، حكاه أبو عبيد وحده، والصواب "الدال".

والذَيخ، الِكبْر: وفي حديث علي عليه السلام: كان الأشعثٌ ذاذِيخ.

حكاه الهروي في الغريبين.

الخاء والثاء والياء

خَثى البَقُر، والفيل، خَثْياً: رَمى بذي بَطْنه.

وخص أبو عبيد به الثَّور وحدَه دون البقرة.

والاسم: الخِثىْ، والجمع: اخثاء، انشد ابنُ الأعرابي:

على أن أخثاءً لَدى البيت رَطبة كأخثاء ثَوْر الأهل عند المُطنَّبِ

مقلوبه: - ث ي خ -

ثاخت رِجْلُه تَثِيخ، مثل: سَاخت، والواو فيه لغة، وسيأتي في موضعه.

وزعم يعقوب أن ثاء "ثاخت" بدل من سين "ساخت".

مقلوبه: - ي ث خ -

المِيْثَخة: الدِّرَّة التي يُضرب بها، عن ثعلب.

الخاء والراء والياء

الخَراتان: نجمان، واحدهما: خَراة، حكاه كُراع في المعتلّ، وانشد:

إذا رأيتَ انجْمُاً من الأسَدْ جَبْهتَه أو الخراة والكَتَدْ

بال سهيلٌ في الفَضيخ فَفَسَد وقد تقدم ذلك في "الخاء والثاء والراء"، وهو المعروف. وإنما قضيناه بأن الألف ياء لما قدمنا من الألف ياء اكثر منها واوا.

مقلوبه: - خ ي ر -

الخَير: ضِدّ الشر، وجَمعه: خُيُور، قال النَّمِرُ بن تَوْلب:

ولاقيتُ الخُيورَ وأخطأتني خُطوبٌ جَمّةٌ وعَلَوْتُ قِرْنيِ

وهو خيرٌ منك واخير.

وقوله عز وجل: -تَجدوه عند الله هو خيراً-، أي تجدوه خيراً لكم من متاع الدنيا.

وفلانة الخَيْرةُ من المَرأتين، وهي الخَيْرَة، والخِيَرة، والخُورَى، والخيرى.

وخاره على صاحبه خَيْراً، وخِيرَةً، وخَيَّرة: فضله.

ورجل خَيْرٌ، وخَيِّرٌ، وامرأة خَيْرة، وخَيِّرة.

والجمع: اخيار، وخيار.

وقد يكون "الخيار" للواحد والاثنين والجميع، والمذكر والمؤنث.

وقيل: الخَيْرة، في الدين والصلاح، والخَيِّرة، في الجمال والميسم.

وخايَره فخاره خيراً: كان خيرا منه.

وما أخْيره، وما خَيَّرَه، الأخيرة نادرة.

وخار خَيْراً: صار ذا خَيْر.

وانك ما وخَيْراً، أي: إنك مع خير، معناه: سُتصِيب خيرا، وهو مثل.

وقوله عز وجل: -فكاتِبوهم إنْ علمتُم فيهم خيراً-، معناه: إن علمتم أنهم يكسبون ما يؤدونه.

وقالوا: لَعَمْرُ أبيك الخيرِ، أي: الأفضل، أو ذي الخير.

وروى ابنُ الأعرابي: لَعمر أبيك الخيرُ، برفع "الخير" على الصفة ل"لَعمرْ".

قال: والوجه الجَرّ، وكذلك جاء في الشعر.

وخار الشَّيء، واختاره: انتقاه، قال أبو زبيد الطائي:

إن الكِرامَ على ما كان من خُلُق رَهْطُ امرئ خاره للدِّين مُختارُ

وقال: خاره مختار، لأن "خار" في قوة "اختار".

وقال الفرزدق:

ومنًا الذي اخْتِير الرِّجالَ سماحةً وُجودًا إذا هَبّ الرياُح الزَّعازعُ

أراد: من الرجال، لأن "اختار" مما يتعدى إلى مفعولين، بحذف حرف الجر، تقول: اخترته من الرجال، وفي التنزيل: -و اختار موسى قومه سَبعين رجلا-، وليس هذا بمطرد.

وقوله عز وجل: -و رًبك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخِيًرة-، قال الزجاج: المعنى: ربك يخلق ما يشاء وربك يختار وليس لهم الخيرة، وما كانت لهم الخيرة، أي: ليس لهم أن يختاروا على الله. قال: ويجوز أن تكون "ما" في معنى: الذي، فيكون المعنى: ويختار الذي كان لهم الخيرة، وهو ما تعبدهم به، أي: ويختار فيما يدعوهم إليه من عبادته ما لهم فيه الخيرة.

واخترتُ فلاناً على فلان، عُدِّى "بعلى" لأنه في معنى: فضلت.

وقول قيس بن ذَرِيح:

لعمري لَمَنْ أمسى وأنت ضجيعهُ من الناس ما اختيرتْ عليه المَضاجعُ

معناه: ما اختيرت على مَضْجعه المَضاجعُ.

وقيل: ما اختبرت دونه.

وتخَّير الشيء: اختاره.

والاسم: الخِيَرة، والخيرة، والأخيرة اعرف.

وفي الحديث: "محمد صلى الله عليه وسلم خِيرة الله من خلقه، وخِيَرةُ الله من خلقه".

ذلك خِيَرةُ هذه الإبل والغنم، وخِيارُها، الواحد والجميع في ذلك سواء.

وقيل: الخِيار، من المال والناس وغير ذلك: النُّضَارُ.

وجمل خِيَار، وناقة خيَار: كريمة فارهة.

وأنت بالخيار،و بالمختار، أي: اختر ما شئت.

واستخار الله: طلب منه الخيرة.

وخار لك في ذلك: جعل لك فيه الخيرة.

والخِيرُ: الكَرم.

والخِيرُ: الشَّرف، عن ابن الأعرابيّ.

والخِيرُ: الهيئة.

والخِيرُ: الاصل، عن اللِّحياني.

وفلان خِيرِىَّ من الناس، أي: صفِيِّي.

واستخار المنزل: استنطقه، وقال الكميت:

ولن يَستخير رُسومَ الدِّيار بقوْلته ذو الصِّبا المُعْوِلِ

واستخار الرجل: استعطفه ودعاه، قال خالد ابن زُهير الهُذليّ:

لَعلّك إما أُمُّ عَمرو تبدَّلتْ سواكَ خليلاً شاتِمي تَسْتخُيرها

قال السُّكريّ: أي: تستعطفها بشَتمك إياي.

واستخار الضَّبع واليَرْبوع: جَعل خشبةً في موضع النافقاء، فخرج من القاصِعاء.

والخِيَار: نَبات شكل القِثَّاء.

وخِيَار شَنْبَر: ضَرْبٌ من الخَرُّوب، شجُره مثل كِبار شجر الخَوخ.

وبنو الخِيار: قبيلة.

مقلوبه: - ر ي خ -

راخ يَريخ رَيْخا ورُيوخا ورَيَخانا: ذلّ.

وقيل: لانَ واسْترخى.

وريّخه: أوهنه وألانه.

والمُرَيَّخ: العَظم الهشُّ في جَضوف القَرْن.

وراخ رَيْخاً: جار، كذلك رواه كُراع.

ورواية ابن السّكّيت، وابن دُريد، وأبي عُبيد في مُصَنّفه: زاخ، بالزاي، وقد تقدم في بابه.

وراخ الرّجلُ يَريخ: إذا تباعد ما بين الفخذين منه وانفرجا حتى لا يقدر على ضمهما، عن ابن الأعرابي، وانشد:

أمسى حَبِيبٌ كالفُرَيْخِ رائِخَا بات يُماشي قُلُصاً مَخائِخا

صوادرًا عن شُوكَ أو أُضايخَا

الخاء واللام والياء

الخَلَي: الرَّطْبُ من النَبات، واحدته: خَلاَةٌ.

وقيل: هي كل بَقلة قَلعْتَها.

وقد يجمع "الخَلضي" على: أخْلاء، حكاه أبو حنيفة.

وقول الأعشى:

وحَوْلَي بَكْرٌ وأشياعْها ولستُ خلاةً لمن أوْعدَتْ

أي: لستُ بمنزلة الخلاة ياخذها الآخذ كيف شاء، بل انافي عز ومنعة.

وأخلت الأرضُ: كثر خلاها.

وأخلى اللهُ الماشية: انبت لها الخَلا، هذه عن اللحياني.

وخَلَى الخَلَى خَليْا، واختلاه: جَزَّه.

وقال اللّحيانيّ: نَزعه.

والمِخْلَى: ما خَلاَه وجَزه به.

والمِخْلاةُ: ما وضعه فيه.

وخَلى في المِخلاة: جمع، عن اللحياني.

وخلى البعيرَ، والفرس، خَليا: جَزَّ له الخَلَى.

وخَلَى اللِّجامَ عن الفرس، يَخليه: نَزعه.

وخلَى الفرسَ خَلْيا: ألقى في فيه اللِجام.

وخَلَى القِدْرَ خَليا: ألقى تحتها حَطَباً.

وخلاها، أيضا، طَرح فيها اللَّحْمَ.

مقلوبه: - خ ي ل -

خال الشيءَ يخَال خَيْلاً، وخَيْلة، وخالاً، وخِيَلاً، وخَيَلانا، ومَخالة. ومخيلة. وخَيلولة، ظنّه.

وخَيَّل فيه الخَيْرَ، وتَخيّله: ظنه وتَفرَسه.

وخَيَّل عليه: شَبّه.

وخيّل عليه تَخْييلا وتخُّيلا، الأخيرة على غير الفعل، حكاها أبو زيد: وجّه التُّهمة إليه.

والسحابة المُخيِّل، والمُخيِّلة، والمُخِيلة: التي إذا رايتها حسبتها ماطرة.

وقد اخيلنا.

وأخيَلت السماء، وخَيّلت، وتخيّلت: تَهيأت للمطر فرعدت وبَرقت، فإذا وقع المطر ذهب اسم ذلك.

وأخَلْنا، وأخْيلنا: شِمْنا سحابةً مُخِيلة.

والسحابة المُختالة، كالمُخيلة، قال كُثيِّر بن مُزِرِّد: كالَّلامعات في الكفاف المُختال وما احسن خالَها، ومَخيلتهَا.

والخال: سحاب لا يُخلف مطره، قال: مثل سحاب الخال سحَّا مَطَرُه وقال صَخر الغَيّ: يُرفِّعُ للخالٍ رَيْطًا كَثيفا وقيل: الخال: السَّحاب الذي إذا رأيته حسبته ماطرا ولا مطر فيه.

والخال: البرق، حكاه أبو زياد، ويردّه عليه أبو حنيفة.

وقد أبنت ما ردّ به أبو حنيفة في ردّه على أبي زياد.

والخالُ: الرَّجلُ السَّمْح، يُشَبَّه بالغيم حين يَبْرُق.

والخال، والخَيْل، والخُيَلاء، والخِيلاَء، والأَخْيل، والخَيْلة، والمخِيلة، كُلّه: والكبر.

ورجل خالٌ، وخائل، وخال، على القلب، ومختال، وأُخائِل: ذو خُيلاء مُعجب بنفسه، لا نظير له من الصفات إلا رجل أُدَابِر: لا يَقبل قول أحد ولا يَلوي على شيء، وأُباتر: يَبتُر رَحَمه لقطعها.

وقد تَخيَّل، وتَخايل.

واختالت الأرضُ بالنبات: ازدانت.

والخال: الثوب الذي تضعه على الميت تَستره به.

وقد خَيَّل عليه.

والخال: ضَربٌ من بُرود اليمن.

والخال: الثوبُ الناعم، قال الشماخ:

وبُرْدان من خالٍ وسَبعون دِرْهماً على ذاك مَقْروظٌ من الجِلْد ماعز

والخال: شامة سوداء في البدن.

وقيل: هي نكتة سوداء فيه.

والجمْع: خِيلان.

وامرأةٌ خَيْلاء، ورجل أخْيل، ومَخِيل، ومَخْيول، ولا فِعْل له.

والأَخْيَل: طائر اخضر. وعلى جناحيه لُمْعَةٌ تخالف لونه، سُمِّي بذلك للخِيلان، ولذلك وجهه سيبويه على أن اصله الصفة، ثم استُعمل استعمال الأسماء، كالأَبرق ونحوه.

وقيل: الأَخيل: الشَّقِرَّاق، وهو مَشئُوم. تقول العرب: أشأم من أخْيل.

قال ثعلب: وهو يقع على دَبَرة البعير.

انتهت الحكاية عنه.

واراهم إنما يتشاءمون به لذلك، قال:

إذا قَطَناً بلَّغْتنِيه ابن مُدْركٍ فلقيتِ من طَير اليعاقَيب أخْيلا

فأما قوله:

ولقد غَدوتُ بسابحٍ مَرِحٍ ومَعي شَبابٌ كُلهم اخيَلُ

فقد يجوز أن يعني به هذا الطائر، أي: كلهم مثل الاخيل في خفته وطموره.

وقد يكون: المختال، ولا اعرفه في اللغة.

وقد يجوز أن يكون التقدير:كلُّهم اخيل،أي: ذو اختيال.

والخال: كالضَّلْع يكون بالدابة، وقد خال يخال خالا، قال:

نادى الصَّريخُ فَردُّوا الخَيْل عانِيِة تشكو الكَلاَل وتَشكو من أذَى الخالِ

والخال: اللواء يُعقد للأمير.

والخال: الجَبل الضخم، والبعير الضخم، والجمع: خيلان، قال: ولكن خِيلاناً عليها العمائم شَبههْم بالابل في ابدانهم وانه لا عُقُول لهم.

وأنه لمخيل للخير، أي: خليق له.

وأخال فيه خالا من الخير،و تخيل عليه، كلاهما: اختاره وتفرس فيه الخير.

وتخيَّل الشيءُ له: تَشبّه.

والخيال، والخَيالة: ما تشبّه لك في اليَقظة والحِلمِ من صُورة، قال الشاعر:

فلست بنازلٍ إلا ألمَّتْ بَرحْلي أو خَيالَتُها الكَذُوب

وقيل: إنما أنّثَ على إرادة المرأة.

ورأيت خَيالَه، وخيالته، اي، شخصه وطلعته، مع ذلك.

وخَيَّل للناقة، واخيْل: وضع ولدها خَيالاً ليفزع منه الذئبُ فلا يقربه.

وقوله تعالى: -يُخيَّل إليهم من سحِرهم أنها تَسعى-، أي: يُشبه.

والخَيال: كساء اسود يُنصب على عُود يُخيَّل به، قال ابن احمر:

فلما تَجلَّى ما تَجلَّى من الدُّجى وشمَّر صَعْلٌ كالخَيال المُخيَّل

والخيل: جماعة الافراس، لا واحد له من لفظه. قال أبو عبيد: واحدها: خائل، لأنه يختال في مشيه، وليس هذا بمعروف.

وقول أبي ذؤيب:

فتنازُلا وتَوافَقَت خَيْلاهُما وكلاهما بَطَلُ اللَّقاء مُخدَّعُ

ثناه، على قولهم: هما لقاحان اسودان وجمالان. وقوله "بطل اللقاء"، أي: عند اللقاء.

والجمع: اخيال، وخُيول، الأولى عن ابن الأعرابي، والأخرى اشهر واعرف.

وفلان لا تُسايَر خيلاه، ولا توافق خَيلاه، ولا تُسايَر ولا توافق، أي: لا يُطاق نَميمة وكَذبِا.

وقالوا: الخَيل أعلمُ من فُرسانها، يضرب للرجل تظن أن عنده غناء، أو انه لاغناء عنده، فتجده على ما ظننت.

والخيال: نَبْت.

والخالُ: موضع، قال: أتعرف أطلالاً شَجوْنك بالخال وقد تكون ألفه مُنقلبة عن واو.

والخِيلُ: الحِلْتيتُ، يمانية.

مقلوبه: - ل خ ي -

اللَّخَي: المُسْعُطُ.

وقيل: هو ضربٌ من جُلود دواب البحر يُسْتَعط به.

وصِرح اللحيانِي بمده، فقال: اللَّخاء، ممدود: المُسْعُط.

ولخَّيته، وألخيته: سَعَطته.

وقيل: أوْجَرتُه الدواء.

واللخاء: الغذاء للصبي سوى الرضاع.

والتخي: أَكَلَ الخُبز المبلول.

والتخى صَدْرَ البعير: قدمنه سَيْراً، قال جرانُ العَوْد يذكر انه اتخذ سَيرا من صدر بعير لتاديب نسائه:

خُذَا حَذَرًا يا خُلَّتي فإنّني رأيتُ جران العَوْد قد كاد يُصْـلَـحُ

عَمدتُ لعَوْدٍ فالْتخيْتُ جِرانَه وللْكَيْس أَمضَى في الأُمور وأنْجح

والمُلاخاة، واللَّخاء: التَّحريش.

ولاخَى به: وَشَى.

وإنما قضينا بأن هذا كله ياء لما قدْمنا من أن اللام ياء اكثر منها واوا.

الخاء والنون والياء

خَنى في منطقه خَنىً، واخنى: افحش.

وفي منطقة إخناء، قالت بنت أبي مُسافع القُرشي، وكان قتله النبي صلى الله عليه وسلم:

وما ليثُ غَريفٍ ذو أظافِـيرَ وإقـدامْ

كحِبِّي إذ تلاقوا و وجوهُ القوم اقران

وأنت الطاعنُ النَّجلا ء منها مُزْبِدٌ آن

وفي الكَفّ حُسامٌ صا رمٌ ابيضٌ خَذَّام

وقد تّرحل بالرَّكْب فما تُخْنِى لصُحْبان

هكذا رواه الاخفش كُلَّها مُقيَّدة، ورواها أبو عمرو مُطلقة.

قال ابن جني: إذا قيدت ففيها عيب واحد، وهو الإكفاء بالنون والميم، وإذا أطلقت ففيها عيبان: الإكفاء والإقواء.

وعندي أن ابن جني قد وهم في قوله، رواها أبو الحسن الاخفش مقيدة، لأن الشِّعر من الهَزج. وليس في الهزج "مفاعيل"، بالإسكان، ولا "فعولان"، فإن كان الاخفش قد انشده هكذا فهو عندي على إنشاد من أنشد:

أقلىِّ اللَّوم عاذلَ والعتابْ بسكون الباء، وهذا لا يعتاد به ضرباً، لأن "فعول"، مسكّنة، ليست من ضُروب الوافر، فكذلك "مفاعيل" أو "فعولان" ليست من ضروب الهزج، وإذا كان كذلك فالرواية كما رواه أبو عمرو، وإن كان في الشعر حينئذ عيبان من الإقواء والإكفاء، إذ احتمال عيبين وثلاثة واكثر من ذلك امثلُ من كسر البيت. وإن كنت أيها القارئ من أهل العروض فعلم هذا عليك من اللازم الواجب المفروض.

وكلام خَنٍ، وكَلمة خَنِيَةٌ.

وليس خَنٍ على الفعل، لأنا لا نعلم: خَنِيَتِ الكلمةُ، ولكنه على النَّسب، كما حكاه سيبويه، من قولهم: رجل طَعِمٌ، ونَهِرٌ،و نظيره: كاسٍ، إلا أنه على زنة "فاعل".

قال سيبويه:أي ذو طعام وكُسوة وسَير بالنهار،و انشد: لستُ بليلىِّ ولكني نِهِر وقال القُطاميّ:

دَعُوا النَّمْو لا تُثْنُوا عليها خَنايةً فقد أحسنت في جُلِّ ما بَيننا النَّمْرُ

بَنى من " الخَنَى" فَعَالَة.

وخَنَى الدَّهرِ: آفاته، قال لبيد:

قلتُ هَجَّدنا فقد طال السُّرَى وقدَرْنا إن خَنَى الدَّهْرِ غَفَلْ

وأخنى عليه الدهُر: طال.

وأخنى عليهم الدهر: اهلكهم، قال: أخنى عليها الدهر الذي اخنى على لُبَدِ وأخنى: افسد.

واخنى الجراد: كثر بيضُه، عن أبي حنيفة.

واخنى المَرعى: كثُر نباتُه والتفّ.

وروى بيت زُهير:

أصكُّ مُصلَّم الأُذُنين أخْنَى له بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءٌ

والأكثر الأعرف: اجنى.

وإنما قَضينا بأن ألفه ياء، لما قدَّمنا من أن اللام ياء اكثر منها واوا.

مقلوبه: - ي ن خ -

اينخ الناقة: دعاها للضِّرَاب، فقال لها إينَخ إينَخ

الخاء والفاء والياء

خفى الشيء خَفْياً وخُفِيا: اظهره واستخرجه، قال:

خَفاهُنّ من أنفاقهنّ كأنما خَفاهنّ وَدْقٌ من سحاب مُركَّب

وانشد اللحياني:

فإن تكتموا السرَّ لا نَخْفِه وإن تَبعْثوا الحربَ لا نَقْعُد

وقريء: -إن الساعة آتية اكاد اخفيها-، أي:اظهرها، حكاه اللحياني، عن الكسائي، عن محمد بن سَهل، عن سعيد بن جُبَير.

والخَفِية: الرَّكيّة الدَّفين والمُستخرجة.

وقيل: هي الرّكية التي حُفرت ثم تُركت حتى اندفنت ثم انتُثلت واحتفرت ونُقِّيت.

واختفى الشيءَ، كخَفاه، افتعل منه، قال:

فاعْصَوصبُوا ثم جَسُّوه بأعيُنهم ثم اْخَتَفوَه وقَرن الشمس قد زالا

والمُختِفى: النَّباشُ، لاستخراجه اكفان الموتى، مَدنيّة.

قال ثعلب: وفي الحديث: "لبس على المُختفى قَطْعٌ".

وخَفى الشيءُ خَفاءاً، فهو خافٍ وخَفِى?ٌّ: لم يظهر.

وخَفاه هو، واخفاه: سَتره وكَتمه، وفي التنزيل: -إنّ الساعة آتيةٌ أكاد أُخْفيها-، أي: استرها واواريها.

قال اللِّحياني: وهي قراءة العامة، وفي حرف أُبَيِّ: أكاد أُخفيها من نفسي.

وقال ابن جني: يكون "أُخفيها": أزيل خفاءها، كما تقول: أشكيْته، إذا زُلْتَ له عما يشكوه.

والخفاءُ، والخافي، والخافية: الشيء الخفيُّ.

والخافية: نقيض العلانية.

وفعله خَفِيًّا،و خِفْية، وخِفْوة، على المعاقبة. وخُفْيَة، وفي التنزيل: -ادعوا ربّكم تضرُّعا وخُفية-، أي: اعتقدوا عبادتَه في أنفسكم، لأن الدُّعاء معناه العبادة.

هذا قول الزجّاج.

وقال ثعلب: هو أن ذكره في نفسك.

وقال اللِّحياني: خفية: في خَفض وسكون. وتضرُّعا: تَمَسْكنًا.

وحَكى أيضا: خَفِيتُ له خِفْية وخُفية، أي: اختفيت.

وانشد ثَعلب:

حَفظتُ إزاري مُذ نشأتُ ولم أضَعْ إزارِي إلى مُستخَدَمات الولائدِ

وأبناؤُهنّ المُسلمون إذا بَدا لك الموتُ وارْبدَّتْ وجـوهُ الأسـاود

وهُنّ الألى يَأكلن زادَك خِفْوةً وهَمْساً ويُوطِئن السُّرَى كُلَّ خابِـط

أي: حفظتُ فَرْجي، وهو مَوضع الإزار، أي: لم اجعل نفسي إلى الإماء.

وقوله "ياكلن زادك خفوة"، يقول: يَسرقن زادك، فإذا رأينك تَموت تَركنك.

وقوله "و يُوطئن السرى كل خابط"، يريد: كل من يأتيهن بالليل يُمكِّننه من أنفسهن.

واسْتخفى منه: استتر وتوارى، وفي التنزيل: -يَستخفون من الناس ولا يَستخفون من الله-.

وكذلك: اخْتَفى.

واختفى دَمّه: قَتله من غير أن يُعلم به، هو من ذلك، ومنه قول الغنوي لأبي العالية: إن بني عامر أرادوا أن يختفوا دمى، وقد تقدمت الحكاية بأسرها.

والنون الخَفيّة: النون الساكنة، ويقال لها: الخفيفة، ايضا، وقد تقدّم.

والخِفاء: رداء تَلْبسه العَرُوس على ثوبها فتُخفيه به.

وكلُّ ما سَتر شيئا، فهو له خفاء.

وأخْفِية النَّور: أكَّمتِه.

وأخْفِيَةُ الَكَرَى: الأعْيُن، قال:

لقد عِلم الأيقاظ أخفية الَكَرَى تَزَجُّجها من حالكٍ واكتحالها

والخافيِ: الجِنُّ، وقيل: الإنْس، قال اعشى باهلة.

يَمشي بَبَيْداء لا يَمشي بها أحدٌ ولا يُحَسُّ من الخافيِ بها اثَرُ

وحكى اللَّحياني: أصابه ريحٌ من الخافي، أي: الجن.

والخافية، والخافياء، كالخافي، والجمع من كل ذلك: خواف.

وحكى اللحياني عن العرب أيضا: أصابه بريح من الخوافي، قال: هو جمع الخافي، يعني الذي هو الجن.

وعندي انهم إذا عَنَوْا "بالخافي" الجِنّ، فهو من الاستتار، وإذا عَنْوا به: الإنس، فهو من الظهور والانتشار.

وأرضٌ خافيةٌ: بها جِنٌّ، قال المَرَّارٌ الفَقْعسيّ:

إليك عسفتُ خافيةً وإنساً وغِيطاناً بها للرَّكْب غُولُ

والخوافي: ريشاتٌ إذا ضَمّ الطائرُ جناحَيه خَفِيت.

قال اللحياني: هي الرَّيشات الاربع اللواتي بعد المَناكب، والقولان مُقتربان.

وقال ابنُ جَبلة: الخوافيِ: سبعُ ريشات يكُنّ في الجناح بعد السبع المقدمات، هكذا وقع في الحكاية عنه.

وإنما حكى الناس: أربع قوادم وأربع خواف.

واحدتها: خافية.

والخوافي: السَّعفات اللواي يَلِين القِلَبَة، نجدية.

وقال اللِّحياني: هي السَّعفات اللواتي دون القِلَبة.

والواحدة كالواحدة.

وكل ذلك من السر.

والخَفِية: غَيْضة مُلتفّة يَتَّخذ فيها الأسدُ عِرِّيساً فيستتر هنالك.

وقيل: خفيّةٌ، وشَرًى: اسمان لموضعين عَلَمان، قال:

ونحنُ قَتلنا الأسْدَ أسْدَ خَفِيّة فما شَرِبوا بَعْدَا على لَذَّةٍ خمرا

والخَفِيّةُ: البئر القَعيرة، لخَفاء مائها.

وخَفَا البرقُ، وخَفى، خَفْيا فيهما، الأخيرة عن كراع: بَرَق برقا خَفِيًّا ضعيفا.

ورجلٌ خفِيّ البَطن: ضامُره خفيفُه، عن ابن الأعرابي، وانشد:

فقام فأدنى من وسادي وِسادَهُ خَفِىُّ البَطن مَمْشوقُ القوِائم شَوْذَبُ

وقولهم: بَرِحَ الخَفاء، قال بعضهم: الخفاء: المُتطأطيء من الأرض الخفِيٌّ. والبَراح: المُرتفع الظاهر، يقول: صار ذلك المُتطأطيء مُرتفعا.

وقال بعضهم: الخفاء، هنا: السر، فيقول: ظهر السرُّ، لأنا قد قدمنا أن "البراح": الظاهر المرتفع.

مقلوبه: - خ ي ف -

خَيِف البعيرُ،و الإنسانُ، والفرسُ وغيره، خَيَفا، وهو أخْيف، والأنثى: خَيفاء، إذا كانت إحدى عينيه سوداء كَحلاء،و الأخرى زرقاء.

والاخْياف: الضُّروب المختلفة في الأخلاق والأشكال.

والأخياف من الناس: الذين امّهم واحدة وأباؤهم شتَّى.

يقال: الناس أخياف، أي: لا يستوون.

وخَيّفت المرأة أولادها: جاءت بهم مُختلفين.

وتَخيّفت الإبل في المرعى، وغيره: اختلفت وُجوهها، عن اللحياني.

والخافَةُ، خريطةٌ من أدم تكون مع مُشْتار العَسل.

وقيل: هي سُفْرة كالخَريطة مُصَعَّدة قد رُفع رأسُها للعسل.

وقيل: بل سُمِّيت بذلك لتخيُّف ألوانها، أي: اختلافها.

وخُيِّف الأمرُ بينهم: وُزِّع.

وخُيِّفت عُمورُ اللِّثَة بين الأسنان: فُرِّقت.

والخَيْفانة: الجرادةُ، إذا صارت فيها خُطوط مُختلفة.

والجمع: خَيْفانٌ.

وقال اللحيانيّ: جرادٌ خَيفانٌ: اختلفت فيه الألوان، والجراد حينئذ اطير ما يكون.

وقيل: الخيفان من الجراد: المهازيل الحُمر التي من نتاج عام أول.

وقيل: الجراد قبل أن تَستوي اجنحتُه.

وناقة خيفانة: سريعةٌ، شُبِّهت بالجرادة.

وكذلك الفرسُ، قال عنترة:

فغَدوتُ تَحمل شكَّتي خيفانة مُرْطُ الجراء لها تَميمٌ أتْلعُ

وربما سُميت الأرضُ المُختلفة ألوان الحجارة: خَيْفاء.

والخَيْفُ: جِلْدُ ضَرع الناقة.

وقيل: لا يكون خَيفاً حتى يَخلو من اللَّبن ويسْترخي.

وناقةٌ خيفاء: واسعةُ جَلْد الضرع.

والجمع: خَيْفاوات، وخيف، الأولى نادرة، لأن "فعلاوات" إنما هي للاسم أو للصفة الغالبة غلبة الاسم، كقوله صلى الله عليه وسلم: ليس في الخضراوات صدقة.

وحكى اللِّحيانيّ: ما كانت الناقة خَيفاء، ولقد خَيِفَتْ خَيَفاً.

والخَيْفُ: وعاءُ قضيب البَعير.

وبَعيرٌ اخيفُ: واسعُ جلد الثِّيل، قال:

صَوَّى لها ذا كُدْنةٍ جُلْذيَّا أخيف كانت أمه صَفِيّا

أي: غزيرة.

والخَيْفُ: ما ارتفع عن موضع السَّيل وانحدر عن غِلظ الجبل.

والجمع:اخياف، قال قَيس بن ذريح:

فَغيقةُ فالاخياف أخيافُ ظَبْيةٍ بها مِن لُبَيْنى مَخْرَفٌ ومَرابعُ

وخَيْف مكة: موضعٌ فيها، سُمي بذلك لانحداره عن الغِلظ، وارتفاعه عن السيل.

وأخْيَف القومُ، وأخافوا، إذا نزلوا الخَيف، أو اتوه.

وتَخيَّف مالَه: تنقَّصه واخذ من اطرافه، كتخَيّقه، حكاه يعقوب، وعَدّه في البدل، والحاء أعلى.

والخيفانُ: حشيش ينَبتُ في الجبل، وليس له وَرَق، إنما هو حَشيش، وهو يَطُول حتى يكون أطول من ذِراع صُعُداً، وله سَنَمة صُبَيْغاء بيضاء السفل.

وجعله كراع "فَيْعالاً". وليس بقوّي، لكثرة زيادة الألف والنون، ولأنه ليس في الكلام "خ ف ن".

مقلوبه: - ف ي خ -

الفَيْخة: السُّكُرُّجَة.

وفَيَّخ العَجينَ: جَعله كالسُّكُرُّجَة.

وأفاخ الرجلُ: صُدّ عنه فسُقط في يَديه.

وفاخ الرجلُ، وافاخ: ضرط.

وقيل: الإفاخة: الحدث مع خُروج الرِّيح خاصة، قال:

أفاخُوا من رِماحِ الخَطِّ لّما رَأوْنا قد شَرعْناها نِهالا

وفاخت الرائحةُ الطِّيبة، تَفيخ فَيْخا وفَيخانا، كفاخت.

وفاخ الحرُّ فَيْخا: سَكن، وكذلك كُل ما سَكن بعدُ.

وأفِخْ عنك من الظَّهيرة، أي: اقم حتى يسكن حَرّ النهار ويَبرد.

والفَيخ: الانتشار، كالفيح، عن كُراع، ولستُ على ثقة.

مقلوبه: - ي ف خ -

اليافٌوخ: ملتقى عظم مٌقدَّم الرأس ومٌؤخره.

وقيل: هو ما بين الهامة والجبهة.

وقد تقدّم في الهمزة، وإنما شجعنا على وضَعه في هذا الباب أنّا وجدنا جَمعه: يَوافِيخ، فاستدللنا بذلك على أن "ياءه" اصل.