باب الثلاثي المعتل: الفرع الثاني

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الرابع

حرف الخاء

الفرع الثاني

الخاء والباء والياء

الخِباء من الأبنية: ما كان من وَبَر أو صوف، ولا يكون من شَعَر.

قال ابن الأعرابي: الخباء: من شَعر أو صوف، وهو دون المَظَلّة، كذلك حكاها، هاهنا، بفتح الميم.

وقال ثعلب، عن يعقوب: من الصُّوف، خاصّة.

وأخبيت خباءً، وخَبَّيته، وتخبيته: عملتُه ونَصبته.

واسْتَخبيته: نصبتُه ودخلت فيه.

والخِباء: غشاء البُرَّة والشَّعيرة في السُّنبلة.

وخباء النَّور، كمِامَته، وكلاهما على المثل.

مقلوبه: - خ ي ب -

خاب يَخيب خَيبة: حُرِم.

وخَّيبَه الله: حَرَمه.

وسَعْيُه في خَياب بن هَيّاب، أي: في خسار.

والخَيّاب: القِدح الذي لا يُورى.

وقوله، انشده ثعلب:

اسكُت ولا تَنطق فأنت خيّابْ كُلُّك ذو عَيْبٍ وأنت عَيّابْ

يجوز أن يكون "فَعَّالا" من الخَيبة، ويجوز أن يُعنى به: انه مثل القدِحْ الذي لا يُورى.

ووقع في وادي تُخُيِّب، وهو الباطل.

الخاء والميم والياء

خَمى الصوتُ: اشتد: وقيل: ارتفع، عن ثعلب، وأنشد هو وابن الأعرابي:

كأنّ صَوت شُخبها إذا خَمى صوتُ أفاعٍ في خَشِىٍّ أعْشَمَا

وإنما قَضينا بأن ألفها ياء، لما قدمنا من أن اللام ياءً اكثر منها واوا.

مقلوبه: - خ ي م -

الخَيمة: بيتٌ من بيوت الأعراب مُستدير.

وقيل: هي ثلاثة أعواد أو أربعة يُلْقَى عليها الثُّمام ويُستظل بها في الحرّ.

والجمع: خيمات، وخِيام، وخِيَم، وخَيْم.

وقيل: الخَيْمُ: أعواد تُنصب في القَيْظ وتُجعل لها عوارض وتُظلَّل بالشجر فتكون ابرد من الاخبية.

وقيل: هي عيدان تُبنى عليها الخيام، قال: فلم يَبْق إلا آلُ خَيْمٍ مُنضَّد رواه أبو عبيد للنابغة، ورواه ثعلب لزُهير.

وقل: الخَيم: ما بُنى من الشَّجر والسَّعف يَستظل به الرجلُ إذا أورد إبلهَ الماءَ.

والخيام، أيضا: الهوادج، على التشبيه، قال الأعشى:

أمِنْ جَيَل الأمرارِ صُرَّت خيامُكم على نبأ إن الأشافيَّ سائِل

وأخام الخَيمة، وأخيمها: بناها، عن ابن الأعرابي.

وخيّم القومُ: دخلوا في الخيمة.

وخيموا بالمكان: أقاموا.

وخيّم الوحشيّ في كناسه: أقام، قال الأعشى: وحان انطلاقُ الشاة من حَيثُ خَيَّما وخَيّمت الرائحة الطّيبة بالمكان والثوب: أقامت.

وخّيمه: غطّاه بشيء كي يَعْبَق.

والخِيم: الخُلق.

وقيل: سعة الخُلق.

وقيل: الأصل، فارسي مُعَّرب.

وخام عنه: خَيْما، وخَيَمانا، وخُيوما، وخِيَاما: نكَص وجَبُن.

وكذلك إذا كاد كيداً فرجع عليه ولم ير فيه ما يحبه ونكل ونكص.

وخام فيه: جبن عنه.

وقول الهُذلي جُنادة بن عامر:

لعمرك ما وَنَى ابنُ أبي أنَيْسٍ ولا خام القتالَ ولا أضاعاَ

قال ابن جنِّي: أراد حرف الجر وحَذفه، أي: خام في القتال.

وقال: خام: جَبُن وتراجع.

وهو عندي من مَعنى الخيمة، وذلك أن الخيمة تُعطف وتُثنى على ما تحتها لِتقيه وتحفظه، فهي من معنى القَصْر والثَّنْى، وهذا هو معنى خام، لأنه انكسر وتراجع وانثنى، ألا تراهم قالوا الجانب الخباء: كِسْر.

والخامة، من الزرع: أولُ ما ينبُت على ساق واحدة.

وقيل: هي الطاقة الغَضّة منه.

وقيل: هي الشجرة الغضة الرَّطبة.

والخام من الجلود: ما لم يُدْبغ، أو ما لم يبالغ في دَبغه.

والخام: الدِّبس الذي لم تَمسّه النارُ، عن أبي حنيفة، قال: وهو أفضلُه.

والخيمُ: شجر الحَمْض.

وخِيم: موضع معروف.

وخيم، والمَخيم: موضعان، قال أبو ذؤيب:

ثم انتهى قَصري عنهم وقد بَلغُوا بطنَ المَخِيم فقالوا الجرّ أو راحوا

قال ابن جِنِّي: المَخيم، مفعل، لعدم "م خ م" وعِزّة باب "قَلِق".

وحكى أبو حنيفة: خامت الأرض: تخِيم خَيَمانا، وزعم انه مقلوب من "وخمت"، وليس كذلك، إنما هو في معناه لا مقلوب عنه.

الخاء والقاف والواو

الخَوْق، الحّلقة من الذَّهب والفِضة.

وقيل: هي حَلقة القُرط خاصة، قال:

كأن خَوْق قُرطها المَعْقُوب على دَباةٍ أو على يَعْسُوبٍ

وقال ثعلب: الخَوق: حلقة في الأذن، فلم يقل من ذهب ولا فضة.

وخاقُ المَفازة: طُولها.

وخَوَقُها: سَعتها.

وخَرْق أخوق.

ومفَازُة خَوقاء، أو مُنْخاقة، وهي التي لا ماء فيها.

والخوقاء من النّساء: الواسعة.

وقيل: هي التي لا حِجاب بين فَرجها ودُبرها.

وقيل: هي المُفضاة.

ويقال للفرج: خاقِ باقِ، كأنها حكاية صوت سَعته، قال:

قد أقبلت عَمْرةُ من عِراقها تَضرب قُنْبَ عَيْرها بساقِها

تستقبل الرّيح بخاقِ باقِها وخاق الشيء: استاصله وذهب به، قال جرير:

لقد خاقت يُحُوري اصل تَيم فقد غَرِقوا بمُنْتطَح السُّيُولِ

مقلوبه: - ق وخ -

قاخ جوف الإنسان قَوخا، وقَخاً، مقلوب: فسد من داءٍ.

وليلة قَاخٌ: مُظلمة.

وليس نهار قاخ، كذلك، عن كُراع.

الخاء والكاف والواو

ليلةٌ كاخٌ: مُظلمة، عن كُراع.

ويقال للبيت المُسنَّم: كوخ، وهو فارسي.

الخاء والجيم والواو

الخَجَاوةُ: القَذَر واللُّؤم.

والجمع: خَجىً.

وما فلان إلا خَجَاةٌ من الخَجَى، أي قَذِرٌ لئيم.

وامرأة خَجْواء: واسعةٌ.

وخَجا برِجْله: نَسف بها التراب في مَشيه.

والخَجَوْجَي: الطويل الرِّجلين، يُمدّ ويُقصر.

وقيل: هو المُفرط الطُّول في ضِخَم من عظامه.

وقيل، هو الضخم الجِسم، وقد يكون جبانا.

وريحٌ خَجَوجاةٌ: دائمة الهُبوب شديدة المَرّ، قال ابنُ أحمر:

هَوْجاء رَعْبلةُ الرَّواح خَجَوْ جاةُ الغُدوِّ رَواحُها شَهْرُ

مقلوبه: - ج خ و-

الجَخْوُ: سَعة الجِلد.

رجلٌ أجْخى، وامرأةٍ جَخْواء.

وجَخَّى الليلُ: مال فذَهب.

وجَخَّت النُّجوم: مالت.

وعَمّ أبو عُبيدة به جميع المَيل.

وخَجَا برجله، كخَجا، حكاهما ابن دُريد معا.

وجَخْوت الكوز، فتجخَّى: كَببته فانكبّ، هذه عن ابن الأعرابي.

مقلوبه: - ج وخ -

جاخ السيلُ الواديَ، يُجوخه جَوْخا: جَلخه، وقد تقدم ذلك في الياء، لأنها يائية وواوية.

وتَجّوخت الركية: انهارت.

وسَمّى جريرٌ مجاشعا: بنيَ جوخاء، فقال:

تَعشَّى بنو جَوخا الخَزير وخَيلُنا تُشَظِّى قِلالَ الحَزْن يومَ تُناقِلُه

وجوخاء: موضع، انشد ابنُ الأعرابي:

وقالوا عليكم حَبَّ جَوْخا وسُوقَها وما أنا أمْ ما حَبُّ جَوخا وسُوقُها

والجَوْخَانُ: بَيدرُ القمح ونحوه، بَصريّة.

وجمعها: جواخين، على أن هذا قد يكون "فوعالا".

الخاء والشين والواو

الخشْو: الحَشَف من التمر.

وخَشَت النخلةُ تخشو خَشْواً: أحْشفت.

مقلوبه: - خ وش -

الخَوْش: صَفَر البَطن.

وكذلك: التّخويش.

والمُتخوِّش، والمُتخاوش: الضامر البطن المُتخدِّد اللحم.

وتخوَّش بدنُ الرجل: هُزل بعد سِمَن.

وخوّشه حقَّه: نَقصه، قال رُؤبة يصف أزمة: حصّاء تفنى المال بالتّخْويش وخاوش الشيءَ: رفعه، قال الراعي:

يخاوش البَرْك عن عِرْقِ أضَرَّ به تجافياً كَتجافيِ القَرْم ذي السَّررِ

وخاش الرجلُ: دخل في غمار الناس.

وخاش الشيء: حَشاه في الوعاء.

وخاش، أيضا: جمع.

وقوله: انشده ثعلب: بين الوضاءين وخاش القَهْقرى فسره بالوجهين جميعاً.

قال أبو الحسن: وإنما خصصت به الواو دون الباء، لأن انقلاب الألف عن الواو عينا اكثر من انقلابها عن الياء، وإلا فلا دليل فيه على واحدة منهما دون الأخرى.

وخاشَ ماشَ، مبنيان على الفتح: قُماشُ الناس.

وحكى ثعلب، عن سلمة، عن الفراء: خاشِ ماشِ، مبنيّان على الكسر: قماش الناس.

وحكى ثعلب: عن سَلَمة، عن الفراء: خاشِ ماشِ، بالكسر أيضا.

وإنما قضينا على هذه الألف أنها واو. لما قضينا به قبل في الكلمة الأخرى.

والخَوْشانُ: نبت مثل البَقلة التي تُسمّى القَطَف، إلا انه الطف ورَقا، وفيه حُموضة، والناس ياكلونه، قال: وانشدت لرجل من الفزاريين:

ولا تأكل الخَوشانَ خَودٌ كَريمةٌ ولا الضَّجْعَ إلا من أضّر به الهَزْلُ

مقلوبه: - وخ ش -

الوَخش: رُذالة الناس وصغارهم وغيرهم، يكون للواحد والاثنين والجمع والمؤنث، بلفظ واحد.

وربما جاء مؤنثة بالهاء، انشد ابن الأعرابي بيتا، وهو قوله:

وقد لَفّفا خَشّناء ليستْ بوَخْشة تُوازِي سماء البَيت مُشرفة القُتْر

يعني بالخَشْناء: جُلة التمر.

وجمع الوخش: اوخاش، وجمع الوخشة: وِخاش.

ووَخُش الشيء وُخُوشةً ووخاشة ووُخوشاً: رَذَل.

مقلوبه: - وش خ -

الوَشْخ: الضَّعيفُ الرديء.

الخاء والضاد والواو

الخَضَا: تفتُّت الشيء الرَّطْب.

قال ابن دُريد: وليس بثبت.

مقلوبه: - خ وض -

خاض الماءَ يخُوضه خَوْضا، وخِياضاً واختاضه، وتَخَّوضه: مَشى فيه، أنشد ابن الأعرابي:

كأنه في الفَرْض إذْ تركَّضا دُعموصُ ماء قلَّ ما تخوَّضَا

أي: هو ماء صاف.

وأخاض فيه غيرَه.

وخاض الشرابَ في المجدح، وخَوّضه: خَلطه وحَرّكه، قال الحُطَيئة، يصف امرأة سَمَّت بعلها:

وقالت شرابٌ باردٌ فاشْربنّه ولم يَدْر ما خاض.ت له في المَجادِح

والمخوض: ما خُوِّض فيه.

والخَوضُ: اللَّبس في الأمر.

والخَوْضُ من الكلام: ما فيه الكَذب، وقد خاض فيه، وفي التنزيل: -و إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا-.

وخاوضه في البيع: عارضه، هذه رواية عن ابن الاعرابي، ورواية أبي عبيد، عن أبي عمرو. بالصاد.

وخوض الثعلب: موضع باليمامة، حكاه ثعلب.

مقلوبه: - وخ ض -

الوَخضْ: الطَّعن غير الجائف.

وقيل: هو الجائف.

وقد وَخضه وَخضا.

مقلوبه: - وض خ -

الوَضوخ: الماء يكون في الدَّلو شَبيه بالنصف، وقد وضَخ الدلو واوضخها، قال: في أسفل الغَرْب وَضوخ أوضخا والوَضوخ: دون الملء.

وأوضخ بالدلو: إذا استقى فنَفخ بها نفخا شديدا.

وتواضخ الرجلان: إذا اقاما جميعاً على البِئر يتباريان في السَّقي.

وتواضخت الإبل: تبارت في السير.

وتواضخ الفَرسان: تباريا.

والمواضخة، والوضاخ: المباراة في العَدو والمبالغة فيه.

وقيل: هو أن تسير مثل سير صاحبك، وليس هو بالشديد.

وقد واضخه السَّير، قال العجّاجُ: تُواضخُ التقريب قِلْواً مِقْلخا أي: إن هذه الأتان تُواضخ السير هذا العير، فهي تشتدّ وتجدّ.

ووُضاخ: جبل معروف، والهمز أكثر، يصرف ولايُصرف.

الخاء والصاد والواو

الخوص: ضيقٌ العين وصِغَرها.

وقيل: الخَوَص: أن تكون إحدى العينين أصغر من الأخرى.

وقيل: هو ضيق مَشَقّها، خِلْقةً أو داءً.

وقيل: هي غُؤُور العَين في الرأس.

والفعل من كل ذلك: خَوِص يَخْوصَ خَوَصاً.

وهو، أخوص، وهي خوصاء.

وركية خوصاء: غائرة.

وخاوَص الرجلُ وتخاوص: غَض من بصره شيئا، وهو في كل ذلك يُحدِِّق النظر كأنه يُقِّوم سهماً.

والتخاوص: أن يُغمِّض بَصره عند نَظره إلى عين الشمس.

وتخاوصت النجوم: صَغُرت للغُؤُور والخَوصاء من الضأن: السوداء إحدى العينين البَيضاء الأخرى، مع سائر الجسد.

وخَّوص رأسه: وقع فيه الشَيبُ.

وخَوّصه القَتيرُ: وقع فيه شيء منه بعد شيء.

وقيل: هو إذا استوى سوادُ الشعر وبياضُه.

والخوصُ: وَرق المُقْل والنخل والنارَجيل وما شاكلها.

واحدته: خُوصة.

وقد أخوصت النخلة.

وقد أخوصت الخُوصة: بَدت.

وأخوص الرِّمثُ والعَرفج: تَفطَّر بورق.

وعَم بعضهم به الشجَّرَ، قال غاديةُ الدبَيْرِية:

ولِيتُه في الشَّوك قد تَقْرمَصا على نواحي شَجرٍ قد أخْوصا

وخَوَّصت الفَسيلةُ: انفتحت سَعَفاتُها.

والخَوّاص: مُعالج الخُوص، وبيّاعُه.

والخُوصة من الجَنْبة، وهي نبات الصيف.

وقيل: هي ما نَبت على أرومة.

وقيل: إذا ظهر أخضُر العَرفج على أبيضه، فتلك الخُوصة.

وقال أبو حنيفة: الخُوصة: ما نَبت في أصل حين يُصيبه المطر.

قال: ولم تُسمَّ خُوصةً للشيه بالخُوص، كما قد ظَن بعضُ الرَّواة، لو كان كذلك ما قيل ذلك في العرفج وقد أخوص.

وقال أبو حنيفة: أخاصَ الشجر إخواصا، كذلك، وهذا طريف، أعني أن يجيء الفعل من هذا الضَّرب مُعتلاًّ والمصدر صحيحا.

وكُل شجر يُخيص، إلا أن يكون شجر الشوك أو البَقْل.

وخاوصه البيع: عارضه به.

وخَوّص العطاءَ، وخاصَه: قَلّله، الأخيرة عن ابن الأعرابي.

والخَوْص، والخَيص: الشيء القليل.

وخَيْص خائصٌ، على المبالغة، ومنه قول الأعشى: لقد نال خَيْصاً من عُفَيرة خائصا قال خَيصا على المعاقبة، واصله الواو، وله نظائر، وقد أثبتُّها في كتاب "المخصص".

وخَوَّص الرجلُ: انتقى خيار المال فأرسله إلى الماء وحَبس شِراره وجِلادَه، وهي التي مات عنها أولادها ساعة وَلدت.

وقوله انشده ابن الأعرابي:

يا صاحبيّ خَوِّصا بسَلِّ من كُل ذاَت ذَنْب رفَلِّ

فسّره هو، فقال: خِّوصا، أي: ابدآ بخيارها. وقوله: من كل ذات ذنب رِفَلً قال: لا يكون طول شَعر الذنب وضفوه إلا في خيارهَا، يقول: قدم خيارَها وجلَّتها تشرب، فإن كان هنالك قِلّةُ ماء كان لشرارها، وقد شربت الخيار عَفْوته وصَفوته. هذا معنى قول ابن الأعرابي، وقد لطفت أنَّا تفسيره.

والخَوصاء: موضع.

مقلوبه: - وخ ص -

أصبحت وليس لها وَخْصة، أي: شيء من بَرد، لا يستعمل إلا جَحْداً، كله عن يعقوب.

مقلوبه: - وص خ -

الوَصَخ: لغة في "الوسخ"، مضارعة.

الخاء والسين والواو

التخويس: التَّنقيص.

وهو أيضا: ضُمُر البطن.

والمُتخوّس من الإبل: الذي ظَهر شحمُه من السمن، عن ابن الأعرابي.

مقلوبه: - س خ ي -

السخيُّ: الجواد.

والجمع: أسخياء وسُخُوَاء، الأخيرة عن اللحياني وابن الأعرابي.

وامرأة سَخِيّة، من نسوة سخيّات وسَخايا.

وقد سخا يَسْخَي، ويَسْخو، سَخاء، وسَخِىَ يَسْخى سَخاً وسُخُوَّة، وسَخُوَ سخاءً وسخُواً.

وأما اللحياني، فقال: سَخا يسخُو سخاء، ممدود، وسُخّواً، وسَخِى سخاءً، ممدود، أيضا وسُخُوّة.

وسَخَّى نفسه عنه وبنفسه: تركه.

وانه لَسِخّي النفس، عنه.

وسخا النار يَسخوها، ويَسخاها، سَخْواً وسَخْياً: جعل لها مذهبا تحت القِدر.

وسَخا القِدر سَخْياً: فرّج الجَمر تحتها.

وسخاها سخوا، أيضا: نَحَّى الجمر تحتها، قال:

ويُرْزِم أن يَرى المعجونَ يُلْقى بسَخْو النار إرزامَ الفَصيلِ

أي: بمَسْخَى النار، فوضعَ المصدر موضع الاسم.

وسخا يسخو سَخْوا: سكنَ من حركته.

والسخاوِىُّ: الأرضُ اللينة الشراب مع بعد، واحدته: سخاوية.

كذا قال أبو عبيد "الأرض"، والصواب، الأرضون.

وقيل سخاوُّيها: سعتها.

مقلوبه: - س وخ -

ساخت بهم الأرض تَسوخ سَوْخاً، وسُؤُوخاء، وسَوَخانا: انْخسفت.

وساخت الرجْلُ، كذلك.

وفي المكان سواخية شديدة، أي: طين كثير.

وصارت الأرض سُوَاخاً، وسُوّاخَى، أي: طينا.

وساخ الشيء يَسوخ: رَسب.

مقلوبه: - وس خ -

الوسخ: ما يَعلو الثوب والجلد من الدَّرن.

وسخ وسَخاً، وتوسَّخ، واسْتَوسخ.

وأوسخه ووسَّخه.

الخاء والزاي والواو

خزا الرجلَ خَزواً: ساسه وقهره، قال ذو الإصبع العدْوانيّ:

لاهِ ابنُ عمّك لا أَفْضلتَ في حَسبٍ يوماً ولا أنت ديّاني فتَخُزونَي

وخزا نفسَه خَزْواً: مَلكها وكفّها عن هواها، قال لبيد:

غير أن لا تَكْذِبَنْها في التُّقَى واخْزُها بالبرِّ لله الأجَلّ

وخزا الدابةَ خَزْواً: ساسها وراضَها.

مقلوبه: - خ وز -

الخُوز: جِيلٌ معروف، أعجمي مُعّرب.

والخازِبازُ: صَوت الذُّباب.

وقيل: هو ذبَاب يكون في الرَّوض.

وقيل: هو نَبت.

قال ثعلب: الخازباز: بَقلتان، فإحداهما: الدَّرماء، والأخرى: الكَحلاء.

وقيل: الخازباز: ثمر العُتْصُلة.

وقيل: الخازباز: قَرحة تأخذ في الحَلق،و فيه لغات، قال: يا خازِبازِ أرسل اللَّهازما قال أبو علي: أما تَسميتهم الورم في الحلق: خازباز، فإنما ذلك لأن الحق طريق مجرى الصوت، فلهذه الشركة وقعت هذه التَّسمية.

والخازباز: السِّنّورُ، عن ابن الأعرابي.

وإنما قضينا بأن ألف "خازباز" واوا، لأنها عين، والعين واوا اكثر منها ياء.

مقلوبه:- وخ ز -

الوَخْز: الشيء القليل من الخُضرة في العِذْق.

والشَّيب في الرأس.

وقد وخزه وخزا.

وقيل: كُل قليل وخْزٌ، قال:

لها أشارِيرُ من لحَمٍ تُتَمِّره من السَّعاليِ ووَخْزٌ من أرانيها

وقال ثعلب: هو الشيء بعد الشيء.

قال: وقالوا: هذا أرض بني تميم وفيها وَخْز من بني عامر، أي: قليل، وقال:

سِوَى أن وخزاً من كِلاب بن مُرّة تَنزَّوْا إلينا من نَقيعة جابر

ووخزه بالرُّمح وَخْزا: طَعنه طعنا غير نافذ.

وقيل: هو الطعن النافذ.

وقوله:

قد أعجل القومَ عن حاجاتهم سَفَرٌ من وَخْزِ حَي بأرض الرُّوم مَذكورِ

يعني بالوخَز: الطاعون، هاهنا.

وإني لأجد في بَدني وَخْزا، أي: وجعا، عن ابن الأعرابي.

مقلوبه: - ز وخ -

زُواخ: موضع، يُصرف ولا يُصرف.

الخاء والطاء والواو

خَطا خَطْواً، واختَطى، واختاط، مقلوب مَشىَ.

والخُطْوة: ما بين القدمين.

والجمع: خُطاً، وخُطْوات، وخُطُوات.

قال سيبويه: وخُطَوَات، لم يقلبوا الواو لأنهم لم يجمعوا فُعْلاً، ولا فُعْلة، على "فُعُل"،و إنما يدخل التثقيل في "فُعُلات"، ألا ترى أن الواحدة "خطوة"، فهذا بمنزلة "فُعْلة"، وليس لها مذكر.

وقيل: الخُطوة، والخَطْوة. لغتان.

وقوله عز وجل: -و لا تَتبعوا خُطوات الشيطان-، وقيل: هي طُرقة، أي: لا تسلكوا الطريق التي يدعوكم إليها.

وتخطَّى الناس، واختطاهم: رَكبهم وجاوزهم.

وفلان لا يتخطَّى الطُّنُب، أي: لا يَبْعُد عن البَيْت للتغوّط، جُبناً ولؤماً وقَذرا.

وفي الدعاء: خُطِّى عنك السُّوءُ، أي: دُفِع.

والخَطْوطَي: النَّزِقُ.

مقلوبه: - خ وط -

الخوط: الغُصن لِسَنة.

وقيل: هو كل قَضيب ما كان، عن أبي حنيفة.

والجمع: خيطان، قال:

لَعُمرك إنِّي في دِمَشْقَ وأهلها وإن كنت فيهم ثاويّا لـغَـرِيبُ

ألاَ حَبّذَا صَوتُ الغَضى حين أجْرست بِخيطانه بعد المَنام جَنُوبُ

والخُوط، من الرجال:الجسِيم الخفيف، كالخَوْط.

وجارية خُوطانّية: مشبهة بالخُوط.

مقلوبه: - ط خ و-

طخا الليلُ طَخْوا وطُخُواً: أظلم.

والطَّخْوة: السحابة الرقيقة.

وليلة طخواء: مظلمة.

مقلوبه: - وخ ط -

الوَخْط، من القَتير: النَّبْذُ.

وقيل: هو استواء البياض والسواد.

وقيل: هو فُشُوّ الشَّيب في الرأس.

وقد وخطَه وخطا.

ووَخَط يخط في السير وَخْطاً: أسرع.

وظليم وخّاط: سريع، وكذلك البعير، قال ذو الرمة:

عنّى وعّن شَمَردلٍ مِجْفال أعْيطَ وخّاطِ الخُطَى طُوالِ

وفَرُّوج واخط: جاوزَ حدَّ الفراريج وصار في حد الدُّيوك.

والوَخْطُ: الطَعن الخفيف ليس بالنافذ.

وقيل: هو أن يخالط الحرف.

وقد وَخطه وَخْطا.

وطعن وخّاط.

وكذلك رُمحٌ وخّاط، قال: وخَطاً بماضٍ في الكُلَى وخَّاط ووَخْطُ النْعال: خَفْقها، وفي الحديث: "فلما سمع وخَطُ نِعالنا" حكاه الهوي في الغريبين.

والوخط، في البيع: أن تَربح مرة وتَخْسر أخرى.

الخاء والدال والواو

الخَوْد: الفتاةُ الحَسناء الخَلق الشابة.

وقيل: الناعمة.

والجمع: خَودات، وخُودٌ.

ولا فعل له.

وخّود البعيرُ: أسرع وزجّ بقوائمه.

وقيل: هو أن يهتزّ كأنه يضطرب، وكذلك الظليم، وقد يستعمل في الإنسان، وفي الحديث: طاف عُمر، رضي الله عنه، بين الصفا والمروة فخود، أي: أسرع.

وخوّد الفحلَ في الشَّول: أرسله.

مقلوبه: - وخ د -

وخَد البعيرُ وخْدا ووَخَدانا: أسرع ووسع الخَطو.

وقيل: رمى بقوائمه كمشي النعام.

بعير وخّاد، وظليم وخّاد.

ووَخْدُ الفرسِ: ضربٌ من سَيره، حكاه كُراع ولم يَحُّدّه.

مقلوبه: - د وخ -

دَاخ دَوْخا: ذلّ.

ودَوّخ الرجلَ والبعيرَ: ذلله.

وقد تقدمت هذه الكلمة في الياء، لأنها يائية وواوية.

ودُخْنا البلادَ والناسَ دَوْخا، ودوّخناهم: وَطِئناهم.

ودوّخ المكانَ: جال فيه.

ودَوّخ الوجعُ رأسهَ: أداره.

الخاء والتاء والواو

خَتا الرجلُ خَتْواً: انكسر من حُزْن، أو تغيَّر لونه من فَزَع.

والمُخْتَتِيِ:الناقص.

وختوتُ الرجلَ: كَففتُه عن الأمر.

وختا الثوبَ خَتْواً: فَتل هُدْبَه.

مقلوبه: - خ وت -

خاته يَخوته خَوْتَا: طرده.

والخَوَاتُ، والخَوَاتةُ: الصوت.

وخصّ أبو حنيفة به صوتَ الرَّعد والسَّيل، وانشد لأبن هَرمة: ولا حِسَّ إلا خَواتُ السُّيول

وقد أبنتُ الردّ عليه في الكتاب "المخصص".

وخَوَاتُ الطير: صوتُها.

وقد خَوّتت.

وقيل: كل ما صَوَّت فقد خَوَّت.

وخاتت العُقاب تخُوت خَوَاتاً، وانْخاتت، واختاتت، إذا انقضّت فسَمعت لجناحَيْها صَوتاً.

وخاتَتْه العقابُ تَخُوته، وتَخوَّتَتْه: اختطفته، قال أبو ذُؤيب، أو صَخر الغي:

فخاتَتْ غَزالاً جاثماً بَصُرتْ به لدى سَلَماتٍ عند أدماء سارب

وتخوَّت الشيء: اختطفه، عن ابن الأعرابي.

وخَوّات: اسمُ رجل.

مقلوبه: - وت خ -

الوتخة، بفتح التاء: الوحل.

وأوتخه: جهده وبلغ منه، عن ابن الاعرابي، وأنشد:

دَرادقا وهْي السُّبوخ قُرَّحَا قَرْقَمهم عيشٌ خبيثٌ أوتَخَا

قال ثعلب: استجاز ابنُ الأعرابي الجمع بين الخاء والحاء هنا لتقارب المَخرجَين، قال: والصواب "أوتحا"، بالحاء، أي: قلّل، أو أقل.

 

الخاء والظاء والواو

خظا لحمُه خُظُواً، وخَظِى خَظاً: اكتنز. ولحمُه خَظا بَظا، إتباع.

والخَظاةُ: المُكتنزةُ من كل شيء.

وأما قول امرئ القيس:

لها مَتْنان خَظاتا كما أكبَّ على ساعَديْه النَّمِرْ

فإن الكسائي أراد: خَظتا، فلما حَّرك التاء ردّ الألف، التي هي بدل من لام الفعل، لأنها إنما كانت حُذفت لسكونها وسكون التاء، فلما حّرك التاء ردّها فقال: "خظاتا" ويلزمه على هذا أن يقول في "قضتا" و"غَزَتا": قضانا، وغزاتا، إلا أن له أن يقول: إن الشاعر لما اضطر أجرى الحركة العارضة مُجرى الحركة اللازمة، في نحو: قولا، وبيعا، وخافا.

وذهب الفراء إلى انه أراد "خظاتان"، فحذف النون، كما قال أبو داود الإيادي:

ومَتنان خظاتان كزُحلوفٍ من الهَضْبِ

وكما قال الآخر، انشده الفراء: يا حَبّذا عَيْنا سُليمى والفما قال: أراد "الفمان"، يعني: الفم والأنف، فثناهما بلفظ الفم، للمجاورة.

وقال بعض النَّحويين: مَذهب الكسائي في "خظاتا" اقيس عندي من قول الفراء، لأن حذف نون التثنية شيء غير معروف.

والجمع: خَظَوات.

ورجل خَظوانٌ: كثير اللحم.

وقَدَحٌ خاظٍ:حادرٌ غليظ، حكاه أبو حنيفة.

الخاء والذال والواو

خَذِيت الأُذن خَذىً، وخَذت خَذْوا، وهي خَذْواء: استرخت من أصلها وانكسرت مُقبلةً على الوجه.

وقيل: هي التي استرخت من اصلها على الخدين فما فوق ذلك، يكون في الناس والخيل والحُمُر خِلقةً أو حدثا، قال ابن ذي كِبَار:

يا خليليّ قهوةً مُرةً ثُمَّت احْـنِـذاَ

تَدَع الأُذْن سُخنةً ذا احْمرار بها خَذا

ذكر "الأذن" على إرادة العُضو.

ورجل أخذى، وامرأة خَذْواء.

واستعار ساعدةُ بن جُؤية "الخَذا" للنَّبْل، فقال:

مما يُتَرَّصُ في الثِّقاف يَزِينُه أخذَى كخافية العُقاب مُحَّربُ

ويَنمَةٌ خَذْواء: مُتثنِّيةٌ من النَّعمةِ.

وأُذنٌ خَذْواء، وخُذاوِيّة: خَفيفة السَّمع، قال:

لها اذنان خُذَاويَّتَا ن والعَيْنُ تُبْصر ما في الظُّلَمْ

والخَذواء: اسمُ فرس شَيطانَ بن الحكم ابن جاهمة، حكاه أبو علي، وانشد:

وقد مَنَّت الخَذواءُ مَناً عليهُم وشيطانُ إذ يَدعوهُم ويَثوبُ

والخذا: دود يخرج مع روث الدابة، عن كُراع.

مقلوبه: - خ وذ -

خاوذه خِواذاً ومُخاوذة: خالفه.

وخاوذته الحمى خِواذاً: أخذته ثم انقطعت عنه، ثم عاودته، عن ابن الأعرابي.

وقيل: مُخاوذتها إياه: تَعهدها له.

وهو من خُوذانهم، عن ابن الاعرابي، أي: من خُشارهم وخَمّانهم.

الخاء والثاء والواو

الخَثْوةُ: أسفلُ البطن إذا كان مسترخيا.

امرأة خَثواء، ولا يكادون يقولون ذلك للرجل.

مقلوبه: - خ وث -

خَوِث الرجلُ خَوَثا، وهو أخْوث: عَظُم بَطنه واسترخى.

والأنثى: خَوْثاء.

والخوثاء، أيضا، من النساء: الحَدّثةُ الناعمة.

وخَوِث البطُن والصدرُ: امتلأ.

مقلوبه: - ث وخ -

ثاخ الشيء ثَوْخا: ساخ، وثاخت الإصبع في الشيء الوارم، كذلك، قال أبو ذؤيب:

قَصَر الصَّبوحَ لها فشُرِّح لَحْمُها بالنِّيِّ فهي تَثُوخ يها الإصبعُ

وقد تَقدّم ذلك في الياء، لأنها يائية وواوية.

الخاء والراء والواو

الخَراتان: نَجمان، كُل واحدة منهما خَراة، قال الراجز:

إذا رأيتَ أنجُماً من الأسَدْ جَبْهتَه أو الخَراةَ والكَتَـدْ

بال سُهيل في الفَضِيخ ففَسَدْ وطابَ ألبَانُ اللِّقاح فَبَرَدْ

وقد تقدم ذلك في "الخاء والراء والتاء"، وذلك لأنا لا نعرف "الخَراتان" إلا مثنى، وتاء الأصل والثاء الزائدة في التثنية متساويتا اللفظ.

مقلوبه: - خ ور -

الخُوار: من أصوات البقر والغنم والظّباء والسِّهام.

وقد خار يَخور، قال طَرفة:

ليت لنا مكانَ المَلكِ عَمْرٍو رَغُوثاً حَول قُبتَّنا تَخُورُ

وقال أوس بن حَجر:

يَخُرْنَ إذا أُنْفِزْن في ساقِط النَّدَى وإن كان يوماً ذا أهاضيبَ مُخْضِلاَ

خُوَارَ المَطافيل المُلَمَّعة الشَّوَى وأطلائِها صادفْن عِرْنانَ مُبـقـلاَ

يقول: إذا أنْفزتْ السِّهام خارت خُوارَ هذا الوحش المَطافيل، التي تَبْغُو إلى أطلائها، وقد أنشطها المَرْعى المُخصِب، فاصواتْ هذهِ النِّبال كاصوات هذه الوُحوش ذوات الاطفال، وإن أنفزِت في يوم مَطر مُخْضِل، اي، فلهذه النبل فَضْل من اجل إحكام الصَّنعة وكرم العِيدان.

واستخار الرجل: استعطفه.

قال كُراع: أصله: أن تُعْرك إذن الجُؤْذر فتَسمع أمه خُواره فتخرج فُتصاد، قال الكُميت:

ولن يَسْتخير رُسومَ الدِّيار لعَوْلته ذو الصِّبا المُعْوِل

فعين:استخرت" على هذا، واو.

وقد تقدمّ ذلك في الياء، لأنك إذا استعطفته ودعوتَه فإنك إنما تطلب خيره.

وخار الرجلُ خُؤُوراً، وخَوِر خَوَراً، وخَورّ: ضَعُف.

ورجل خائر، وخوار: ضعيف.

وكُل ما ضَعُف، فقد خار.

وخوره: نَسبه إلى الخَور، قال:

لقد عَلِمْتِ فاعُذليني أو دَعِي أن صُروفَ الدَّهر من لا يَصْبرِ

على المُلمّات بها يخوِّرِ والخَوّارة: الاستُ، لضعفها.

وسَهم خَوّار، وخَؤُورٌ: ضَعيف.

والخُور، من النِّساء:الكثيراتُ الرِّيب لفسادهن وضعف احلامهن، لا واحد له، قال الأخطل:

يَبيتُ يَسُوفُ الخُورَ وهْي رَواكدٌ كما ساف ابكار الهَجَان فَنِيقُ

وناقةٌ خَوّارة: غزيرةُ اللبن، وكذلك الشاة.

والجمع: خُور على غير قياس. قال القُطامّي:

رَشُوفٌ وَراء الخُور لو تَنْدرِيءْ لها صَباً وشَمالٌ حَرْجفٌ لم تَقَلَّبِ

ونخلة خَوّارة: غَزيرة الحمل، قال الانصاري:

أدِينُ ما ديني عليكم بَمغْرَمٍ ولكنِ على الجُرْد الجلاد القَراوحِ

على كُل خَوّار كأن جُذُوعَه طُلين بقارٍ أو بحَـمْـأة مِـائِح

وفرس خَوار العِنان: سَهْل المَعْطِف.

وجمل خَوّار: رقيق حَسن، والجمع، خَوَّارات. ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم: جمل سِبَحْلٌ وجمال سِبَحْلاتٌ، أي: انه لا يُجمع إلا بالألف والتاء.

وناقة خَوّارة: سّبِطَة اللحم هَشَّة العظم.

وزند خَوّار: قَدّاحٌ.

وخَوّار الصَّفَا: الذي له صوت من صلابته، عن ابن الأعرابي، وانشد: يَتْرُك خَوّارَ الصّفا رَكُوباً والخَوْرُ: مَصب الماء في البحر، وقيل: هو خَليجٌ من البحر.

والخَوْر: المُطئنّ من الأرض.

والخَوْرانُ: المَبْعَرُ الذي يَشتمل عليه حَتارُ الصُّلب من الإنسان وغَيره، وقيل: رأس المَبْعر، وقيل: الخَوْرانُ: الذي فيه الدُّبر.

والجمع، من كل ذلك: خَوْرانات، وخَوَارين.

وطَعَنه فَخاره: أصاب خَوْارنَه.

والخَوَّارُ العُذّريّ: رجلٌ كان عالماً بالنّسب. والخُوَارُ: اسم موَضع، قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب:

خَرَجْنَ من الخَوَارِ وعُدْنَ فيه وقد وَازنّ من أجَليَ بِرَعْنِ

مقلوبه: - ر خ و-

الرِّخْوُ، والرَّخْوُ، والرُّخْوُ: الهَشّ من كل شيء.

والأنثى بالهاء.

رَخُوَ رَخاءً، ورَخاوَةً، ورِخْوة، الأخيرة نادرة، ورَخِى، واسْترخى.

وأرخى الرِّباط، وراخاه: جَعله رِخْواً.

وفيه رِخْوةٌ، ورُخْوة، أي: استرخاء.

وقولهم في الآمِن المُطمئن: أرخى عمامته، لأنه لا تُرخى العمائم في الشدة.

وأرخى الفرسَ، وارخى له: طَوَّل له من الحَبْل.

والحروف الرِّخوة: ثلاثة عشر حَرْفاً، وهي: الثاء والحاء، والخاء، والذال، والزاي، والطاء، والصاد، والضاد، والغين، والفاء، والسين، والشين، والهاء.

والحرف الرِّخْو: هوالذي يَجري فيه الصوتُ، ألا تَرى انك تقول: المَسُّ، والرشُّ، والسحُّ، ونحو ذلك، فتجد الصوت جارياً مع السين والشين والحاء.

والرَّخاء: سَعة العيش.

وقد رَخُوَ، ورَخا يَرْخُو ويَرْخَى، فهو راخٍ ورَخِىّ.

وهو رَخِىّ البَال، إذا كان في نَعْمة.

وريحٌ رُخاءٌ: طَيِّبة ليِّنة، وفي التنزيل: -تجري بأمره رُخَاءً حيثُ أصاب-، أي: حيث قَصد وأراد.

واسترخى به الأمُر: وقع في رَخاء بعد شدة، وقال طفيل الغنوي:

فأبَّلَ واسْترخى به الخَطبُ بعد ما أساف ولَولا سَعْينا لم يُؤبِّلِ

وارخت الناقةُ: اسْترخى صَلاها.

وراخت المرأةُ: حان وِلادُها.

وتراخى عنّي: تقاعس.

وراخاه: باعده.

وتراخى عن حاجتي: فَتر.

والإرخاء: شدة العَدْو.

وقيل: هو فوق التقريب.

فرس مِرخاء، وناقة مِرخاء.

وأرخى الدابة: سار بها الإرخاء، قال حُمَيد ابنُ ثور:

إلى ابن الخليفةِ فاعْمدْ له وأرْخ المطيَّة حتى تَكِلْ

مقلوبه: - ور خ -

الوَرْخ: شجر شَبيه بالمَرْخ في نباته، غير أنه أغبر، له ورق دقيق مثل ورق الطَّرْخون أو أكبر.

والوَريخة: المسْترخِي من العَجين.

وقد وَرخ وَرَخاً، وتَورّخ، وأوْرخه.

وورّخ الكتابَ، لغة في "أرَّخه"،حكاه يعقوب.

الخاء واللام والواو

خَلا المكانُ خُلُوّاً،و خَلاءً، وأخلى، إذا لم يكن فيه أحد.

واستخلى، كخلا، من باب: عَلا قِرْنهَ واستعلاه، ومن قوله تعالى: -و إذا رأوا آية يَسْتسخرون-، من تذكرة أبي علي.

ومكان خَلاءٌ: لا أحد به.

واخلى المكانَ: جعله خاليا.

وأخلاه: وجد كذلك، قال:

أتيتُ مع الحُدَاث لَيْلى فلم أبن فأخليت فاسْتعجمتُ عند خَلائي

وخلا الرجلُ، وأخلىَ: وَقع في موضع خالٍ لا يُزاحم فيه، وفي المثل: "الذِّئب مُخْلِياً أشدُّ".

وخلا لك الشيء، وأخلى لك: فَرغَ، قال مَعنُ بن أوس المُزني:

أعاذلَ هل يَأتي القبائلَ حَظُّها من الموتِ أم أخلى لنا الموتُ وَحَدَنا

وخلا على بعض الطَّعام: اقتصر.

وقال اللحياني: تَميم تقول: خلافانٌ على الَّلبن وعلى اللحم، إذا لم يأكل معه شَيئاً ولا خلطه به.

قال: وكنانةُ وقيس يقولون: أخلى فلان على اللبن واللحم.

والخلاء: المُتوضأ، لخُلّوة.

واستخلى الملِكَ فأخلاه، وخَلا به.

وخلا الرجلُ بصاحبه، وإليه، ومعه، عن أبي إسحاق، خَلاءً وخَلْوةً، الأخيرة عن اللِّحياني.

وقيل: الخلاء والخُلُوّ، المصدر، والخَلوة، الاسم.

وأخْلى به، كخلا، هذه عن اللحياني.

وحُكى عن بعض العرب: تركته مُخلِياً لفلان، أي: خالياً به.

واسْتخلى به، كخلا. عنه أيضا.

وخلَّى بينهما،و اخلاه معه.

وكنا خِلْوَيْن، أي: خاليين.

وأنت خلِيّ من هذا الامر، أي: خالٍ فارغ، وفي المثل: وَيْل للشَّجِيّ من الخَلِيّ.

والجمع: خليّون، وأخلياء.

والخِلْو، كالخِليّ.

والأنثى: خِلْوة: وخِلْوٌ، أنشد سيبويه:

وقائلةٍ خَوْلانُ فانْكح فتاتَهم وأكْرُومة الحيَّين خِلْوٌ كما هِياَ

والجمع: أخلاء.

قال اللحياني: الوجه من "خِلْو" لا يثنَّى ولا يُجمع ولا يُؤنث، وقد ثنَّى بعضهم وجمع وأنث، قال: وليس بالوجه.

وحكى اللِّحياني، أيضا: أنت خَلاَءٌ من هذا الامر، كخلي، فمن قال "خليّ"، ثنى وجمع وأنث، ومن قال "خَلاء" لم يثن ولا جمع ولا أنث.

والخالي: العَزَب.

وكذلك الأنثى بغير هاء.

والجمع: أخلاء.

وخلَّى الامر، وتَخلَّى منه وعنه، وخالاه: تَركه.

وخالَى فُلاناً: تركه، قال النابغةُ الذبياني:

قالت بنو عامرٍ خالُوا بني أسدٍ يا بُؤسَ لْلجَهلِ ضَرَّاراً لأقوام

أي: تَاِركُوهم، وهو من ذلك.

والخَلِيّة، والخَلِيّ: ما يُعسِّل فيه النَّحُل من غير ما يُعالَج لها من العَسَّالات.

وقيل: الخلية: ما كان مصرّعا، وقد تقدّم.

وقيل: الخَلية. والخلى: خشبة تُنْقَر فيُعسِّل فيها النحل، قال:

إذا ما تأرت بالخَلِي ابْتَنَتْ به شَرِيَجْين مما تأتَرِى وتَتُيعُ

شريجين، أي: ضَربين من العسل.

والخَلية: اسفل شجرة. يقال لها: الخَزْمة، كأنه راقُود.

وقيل: هو مثل الراقود يُعمل لها من طين، وفي الحديث، في خَلايا النحل: إن فيها العُشر.

والخلية، من الإبل: التي خُلِّيت للحَلب.

وقيل: هي التي عطفت على ولد.

وقيل: هي التي خَلَت عن ولدها بموت أو نحر فُتستدَرّ بغير ولدها ولا تُرضعه، إنما تعطف على حُوار تُستدَرّ به من غير أن تُرضعه، فسُمِّيت: خَليّة، لأنها لا تُرضع ولدها ولا غيره.

وقال اللحياني: الخلية: التي تُنْتِجُ هي غزيرة، فيجُر ولدها من تحتها فيُجعل تحت أخرى وتُخلَّى هي للحلب، وذلك لكرمها.

وقيل: الخلية: ناقة أو ناقتان أو ثلاث يُعْطفن على ولد واحد فَيدْرُرْن عليه فيرضع الولدُ من واحدة، ويتخلى أهلُ البيت لأنفسِهم واحدة أو اثنتين يحلبونها.

وتخلَّى خَليةً: اتخذها لنفسه.

والخليّة، من الإبل:المُطْلقة من عِقال، ورُفع إلى عمر. رضي الله عنه، رجلٌ، وقد قالت له امرأته: شبِّهني، فقال: كأنك ظَبْية، كأنك حمامة، فقالت: لا ارضى حتى تقول: خَلِيّة طالق، فقال ذلك، فقال عمر، رحمه الله: خُذ بيدها فإنها امراتك، لمّا لم نكن نيتهُ الطلاقَ، وإنما غالطته بلَفظ يُشبه لفظ الطلاق.

وقال اللحياني: الخلية: كلمةٌ تُطلَّق بها المرأة، يقال لها: أنت بَريّة وخليْة، فيقال: قد خلت المرأة من زوجها.

والخليّة: السفينة التي تسير من غير أن يُسيِّرها ملاح، وقيل: هي التي يَتبعها زورق صغير.

وقيل: الخلية: العظيمة من السفن، قال طرفة:

كأن خُدوج المالكيّة غُدوةً خلايا سَفِين بالنَّواصف من دَدِ

وخلا الشيء خُلُوّاً: مَضى.

وتخَلى عن الامر، ومن الأمر: تبرأ.

وخلى عن الشيء: أرسله.

وخلَى مكانه: مات.

ولا اخلى الله مكانك: تدعو له بالبقاء.

وخلا، من حروف الاستثناء، تُجّر ما بعدها وتنصبه، فإذا قلت: ما خلا زيدا، فالنصب لا غير.

وأنا من هذا الأمر كفالج بن خَلاَوة، أي: خلاء.

وخَلاَوةُ: اسمُ رجل، مُشتق من ذلك.

وبنو خَلاَوة:بطن من أشجع، قال أبو الرُّبَيس التغلبي:

خَلاوِيةٌ إن قُلتَ جودي وَجدتَها نوارَ الصَّبَا قَطَّاعةً للعلائقِ

وقال أبو حنيفة: الخَلْوتان: شَفرتا النَّصل، واحدتهما: خَلْوة.

وخلا به: سَخر منه.

مقلوبه: - خ ول -

الخال: أخو الأُم.

والجمع: أخوال، وأخولة، هذه عن اللحياني. وهي شاذة، والكثير: خُؤُول، وخُؤُولة، كلاهما عن اللحياني: والأنثى بالهاء، وهما ابنا حالة، ولا تقُل: ابنا عمة وهما ابنا عَم، ولا تقل: ابنا خال.

والمصدر: الخُؤولة، ولا فعل له.

وقد تخوَّل خالاً.

وتخوَّلتني المرأةُ: دَعتْني خالَها.

وأخَول الرجلُ، وأُخْوِل، إذا كان ذا أخوال.

ورجل مُعِمّ مُخْول: كريم الاعمام والاخوالَ، لا يكاد يُستعمل إلا مع مُعِمّ ومُعَمّ.

واستخول في بني فلان: اتخذهم اخوالا.

والخَول: العَبيدُ والإماء وغيرهم من الحاشية، الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء، وهو مما جاء شاذاً عن القياس، وإن اطرد في الاستعمال، ولا يكون مثل هذا في الياء، اعني انه لا يجيء مثل: البَيعَة والسَّيرّة، في جمع: بائع، وسائر، وعلة ذلك قُرب الألف من الياء وبُعدها عن الواو، فإذا صحت. نحو: الخَولُ، والحَوَكة، والخَوَلة، كان اسهل من تصحيح نحو: البَيّعة، وذلك أن الألف لما قربت من الياء أسرع انقلاب الياء إليها، وكان ذلك أسوغ من انقلاب الواو إليها، لبعد الواو عنها، ألا ترى إلى كثرة قلب الياء الفا، استحسانا لا وجوبا، في "طيء": طائي، وفي "الحيرة": حاري، وقولهم: عَيعيت، وصَيْخَيْت، وهيهيت: عاعيت، وصاخيتُ، وهاهيت وقلّما ترى في الواو مثل هذا، فإذا كان مثل هذه القربى بين الألف والياء كان تصحيح نحو: بَيَعة وسَيرَة، أشق عليهم من تصحيح نحو: الخَوَل، والحَوكة، والحَوَنة، لبُعد الواو من الألف، ويقدر بُعدها عنها ما يقل انقلابها إليها، ولأجل هذا الذي ذكرنا ما كثر عنهم، نحو: اجتَوروا، واعترفوا، واحتوشوا، ولم يأت عنهم شيء من هذا التصحيح في الياء، لم يقولوا: ابتَيَعوا، ولا اشترَيُوا، وإن كان في معنى تبايعوا، وتشاريو، على انه جاء حرف واحد من الياء في هذا فلم يات إلا مُعلاًّ، وهو قولهم، استافوا، في معنى: تسايفوا، ولم يقولوا استَيَفوا، لما ذكرناه من جفاء ترك قلب الياء ألفا في هذا الموضع الذي قد قويت فيه داعيةُ القلب.

واستخول في بني فلان: اتخذهم خَوَلا.

وخَوَّله المالَ: أعطاه اياه، وقيل: أعطاه إياه تَفضُّلا.

وقول الهذلي:

وخَوّال لمولاه إذا ما أتاه عائلاً قَرِع المُراح

يدُل على انهم قد قالوا: خالَه، ولا يكون على النَّسب، لأنه قد عداه باللام، فافهم.

وخَوّله الله نعمةً: مَلّكه.

والخَوْليّ: الراعي الحَسن القيام على المال والغَنم، والجمع: خَوَل، كعربي وعَرب.

وإنه لخال مال، وخائله، يدبّره ويقوم عليه.

والخَوَل، أيضا: اسم لجمع "خائِل"، كرائح ورَوَح،و ليس بجمع "خائل"، لأن "فاعلا" لا تكسر على "فَعَل".

وقد خال يُخول خَوْلا.

وخال على أهله خَوْلاً وخِيالا.

وتخوّل الرجل: تعهدّه، وفي الحديث: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتخولنا بالموعظة، أي: يتعهدنا بها مخافة السآمة".

والخَوَلُ: أصل فأس اللِّجام.

وذهب القوم أخولَ أخولَ، أي "متفرِّقين". وكان الغالب إنما هو إذا نَجَل الفرسُ الحَصى برجله، وشَرار النار إذا تتابع، قال ضابيء البرجمي يصف الكلاب والثَّور:

يُساقِط عنه روقه ضارياتها سقاطَ حديد القَيْن أخولَ أخولا

قال سيبويه: يجوز أن يكون أخولَ أخولَ، كشَغرَ بَغر: وأن يكون كَيْومَ يَوْمَ.

وإنه لمَخِيلٌ للخير، أي: خليق له.

والخالُ: ما توسمت فيه من الخير.

واخال فيه خالاً، وتخّول: تفرس.

وقد تقدم ذلك في الياء، اعني: تخيله.

وخَوله، وخُوَيلة: اسما امرأة.

والخويلاء: موضع.

وخَولىّ: اسم.

وخَولانُ: قبيلة.

وكُحْل الخَوْلان: ضربٌ من الاكحال، لا أدري لم سُمِّي بذلك.

مقلوبه: - ل خ و-

اللَّخَا: كثرة الكلام في الباطل.

رجلٌ ألخي، وامرأة لخواء.

وقد لَخِى لخاً.

واللّخا: أن تكون إحدى رُكبتي البعير اعظم من الأخرى.

واللَّخا: مَيَلٌ في العُلبة والجَفنة.

واللَّخا: مَيلٌ في أحد شَقيّ الفم.

وقيل: اللَّخا: اعوجاج في اللَّحْى.

وعُقَاب لخواء، منه.

وأمرأة لخواء: بَيِّنة اللَّخا، في فَرجها مَيَلٌ.

واللَّخْو: الفَرج المُضطرب الكثير الماء.

واللَّخا: غارُ الفم.

واللخا: استرخاء في أسفل البطن، وهو أن يكون إحدى الخاصرتين اعظم من الأخرى.

والفعل كالفعل مما تقدم، والصفة كالصفة.

واللَّخا: المُسْعُط.

وصرح اللحياني فيه المَدّ، وقد تقدم في الياء.

وقد لخا لخْواً.

مقلوبه: - ل وخ -

وادلاخٌ: عميق، عن أبي حنيفة.

وإنما قضينا بأن ألفه واو، لأن الواو عينا أكثر منها لاماً.

مقلوبه: - ول خ -

الوَلَخ، من العُشب: الطويل.

وأولخَ العُشبُ: طال وعظم.

وأرض وَلخةٌ، ووَليخة، ورَوضة مُؤتلخة من النَّبت.

ووَلَخه وَلْخاً: ضَربه بباطن كفّه.

وائتلخ الأمر: اختلط.

الخاء والنون والواو

الخَون: أن يُؤتمن الإنسان فلا يَنْصح.

خانه خَونا، وخيانة، وخانة،و مَخانة، واختانه، وفي التنزيل: -علِم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم-.

ورجل خائن، وخائنة، وخَؤوُن، وخوّان، والجمع: خانة، وخَوَنة، الأخيرة شاذة، ولم يأت شيء من هذا في الياء، اعني: انه لم يجيء مثل سائر، وسيرة، وإنما شذ من هذا مما عينه واو لا ياء، وخُوّان.

وقد خانه العهد والأمانة، قال:

فقال مُجيباً والذي حَجّ حاتمٌّ أخونك عَهداً إنني غير خَوّانِ

وخوّنَ الرجلَ: نسبه إلى الخَوْن.

وخانه سيفُه: نبا، كقوله: السيفُ أخوك وربما خانك.

وخانه الدهرُ: غَيّر حالَه من اللِّين إلى الشدة، قال الأعشى:

وخان الزمانُ أبا مالكٍ وأي امرئٍ لم يخُنْه الزَّمَنْ

وكذلك: تخونّه.

وتخوّنه، وخوّنه، وخوّن منه: نَقصَه.

وخَوّنه، وتخوّنه: تعهّده.

والخَوْنُ: فَتْرة في النَّظر،يقال للأسد: خائنُ العَين.

وبه سُمِّي الأسد: خَوَّانا.

وخائنة الاعين: ما تُسارق من النَّظر إلى ما لا يَحِل، وفي التنزيل: -يعلم خائنة الاعين-.

وقال ثعلب: معناه أن يَنظر نَظرة ريبة، وهو نحو ذلك.

والخِوان، والخُوان: الذي يُؤكل عليه، والجمع: أخونة، وخُونٌ.

قال سيبويه: ولم يحركوا الواو كراهية الضمة قبلها، والضمة فيها.

و الإخوان، كالخِوان، وفي الحديث: "حتى إن أهل الإخوان يجتمعون"، وبه فُسِّر قول الشاعر:

ومَنْحَر مِئناثٍ تَجُرّ خُوارَها ومَوْضِع إخوانٍ إلى جَنب إخوانِ

عن الهروي في الغَريبين.

والخوانة: الاست.

والعرب تسمي ربيعا الأول: خَوّانا، وخُوّانا، أنشد ابن الأعرابي:

وفي النِّصف من خَوّانَ وَدّ عَدوُّنا بأنّه في أمعاء حُوتٍ لدى البَحْر

وجمعه: أخْوِنة، ولا أدري كيف هذا.

وخَيْوان: بلد باليمن، ليس "فَعلان"، لأنه ليس في الكلام اسم عينه ياء ولامه واو، وتُرك صرفه، لأنه اسم للبُقعة.

هذا تعليل الفارسي. فأما رجاء بن حَيْوَةَ فقد يكون مقلوبا عن "حَيّة" فيمن جعل "حية" من "ح وى". وهو رأي أبي حاتم، ويعضُده: رجلٌ حَوّاء، وحاو، للذي عمله جمع الحيَّات، وكذا يعضُده أرض مَحْواة. فأما "مَحْياة" في هذا المعنى فمُعاقِبة، إيثار لياء، أو مقلوب عن مَحْواة، فلما نقلت "حيّة" إلى العلمية خصت العلمية بإخراجها على الأصل بعد القلب، وسَهَل ذلك لهم القلبُ، وإذ لو أعَلّوا بعد القَلْب، والقلب علّة، لتوالي الإعلالان.

وقد قدّمت في باب المضاعف من الحاء والياء قول الفارسي: إن "حية" من "ح ي ي"، وأن "حواء" من "لاء" وقد تكون "حيوة" فيعلة، من حوى يَحْوِي حَيْويَة، ثم قُلبت الواو ياء للكسرة، فاجتمعت ثلاث ياآت، ومثله: حيَّيِة، فحذفت الياء الاخيرة، فبقي "حية" ثم أخرجت على الأصل، فقيل: حيوة، فإذا كان "حَيْوة" مُتوجِّها على هذين القولين، فقد تادى ضمان الفارسي أنه ليس في الكلام شيء عينه ياء ولامه واو البتة.

وقد قدمت عامة ذلك في باب "ح وي"، واعدته هنا لمكان "حيْوان".

والحان: الحَانوت، أو صاحب الحانوت، فارسي معرب.

مقلوبه: - ن خ و-

النّخوة: العَظمة والفَخر، نَخا يَنْخُو، وانْتخى، ونُخِي، وهو أكثر.

مقلوبه: - ن وخ -

أناخ الإبل: أبركها.

واسْتَناخت: بَركت.

واستْنَاخ الفحلُ الناقةَ، وتَنَوَّخها: أبركها ثم ضَربها.

الخاء والفاء والواو

خَفا البَرْقُ خَفْواً: لمَع.

وخَفا الشيء خْفْواً: ظهر.

مقلوبه: - خ وف -

الخَوْفُ: الفَزع.

خافه يخافه خَوْفاً، وخِيفةً، ومخافة، وقوله:

أتهجُر بَيْتاً بالحجاز تَلَفعت به الخوفُ والأعداءُ أم أنت زائرُهْ

فإنما يراد بالخوف: المخافة، فانث لذلك وقوم خُوَّفٌ، وخُيَّف، وخيّف، وخُوْفٌ، الأخيرة اسم للجمع، كلهم: خائفون.

وتَخوّفه، كخافه.

وأخافه إيّاه إخافةً، وإخافا، عن اللحياني، وخوّفه.

وقوله، انشده ثعلب:

وكانَ ابن أجمال إذا ما تَشزَّرَتْ صُدورُ السِّياطِ شَرْعُهنّ المُخوَّفُ

فسّره فقال: يكفيهنّ أن يُضربَ غيرُهن.

وخوَّف الرجلَ: جَعل الناسَ يخافونه، وفي التنزيل: -إنما ذَلكم الشيطان يُخوِّف أولياءه-، أي: يجعلهم يخافون اولياءه.

وقال ثعلب: معناه يخوّفكم بأوليائه، وأراه تسهيلا للمعنى الأول.

والعرب تُضيف المخافة إلى المَخوُف، فتقول: أنا أخافك كخوف الأسد، أي: كما أخوَّف بالاسد، حكاه ثعلب، قال: ومثله:

وقد خِفْتُ حتى ما تَزيدُ مَخافتي على وَعِلٍ بذي المَطارة عاقلِ

كأنه أراد: قد خاف الناسُ منِّي حتى ما تَزيد مخافتُهم إياي على مَخافة وَعِل.

والذي عندي في كل ذلك أن المصدر يضاف إلى الفاعل، وفي التنزيل: -لا يسأم الإنسان من دعاء الخْيَر-، فاضاف الدعاء، وهو مصدر، إلى الخير، وهو مفعول، وعلى هذا قالوا: اعجبني ضرب زيد عمرو، فاضافوا المصدر إلى المفعول، الذي هو زيد.

والاسم من ذلك كله: الخيفة، وفي التنزيل: -و اذْكُر ربَّك في نفسك تضرُّعاً وخِيفة-.

والجمع: خِيف، قال صَخْر الغيّ:

فلا تَقْعُدنّ على زَخَّةٍ وتُضْمِر في القَلْب وَجْداً وخِيفَا

وقال اللِّحياني: خافه خِيفة، وخَيفاً، فجعلهما مصدَرين، ثم أنشد بيت صَخر الغيّ هذا، وفَسَّره بأنه جمع "خِيفة"، ولا أدري كيف هذا، لأن المصادر لا تجمع إلا قليلاً، وعسى أن يكون هذا من المصادر التي جُمعت فيصحّ قولُ اللحياني.

ورجل خافٌ: خائف.

قال سيبويه: سألتُ الخليل عن "خافٍ"، فقال: يصلح أن يكون "فاعلا": ذهبت عينُه، ويصلح أن يكون "فَعِلا"، قال: وعلى أي الوجهين وجَّهتهَ فتحقيرُه بالواو.

والمَخاف والمَخِيف: موضع الخوف، الأخيرة عن الزَّجّاجي، حكاها في كتابه الموسوم "بالجمل".

وخاوفني فخفتُه: كنتُ أشدَ خوْفاً منه.

وطريقٌ مَخُوفٌ، ومُخِيف، ووَجع مَخوفٌ ومُخيف.

وخص يعقوب "بالمَخوف":الطريق، و"بالمُخيف": الوجع.

وحائط مَخُوفٌ، إذا كان يُخْشى أن يقع هو، عن اللِّحياني.

وثَغْرٌ مُتَخَوَّفٌ، ومُخيف، إذا كان الخوفُ يجيء من قبَله.

وأخافَ الثَّغرُ: أفزَع، ودخل القومَ الخوفُ منه.

قال الزَّجاجي: وقولُ الطّرمّاح:

إذَا العَرْشِ إن حانت وفاتي فلا تكُنْ على شَرْجَعٍ يُعْلىَ بخُضْر المَطارفِ

ولكن أحنْ يَومي سَعيداً بعُصْبةٍ يُصابون في فـجٍّ مـن الأرَض خـائف

هو "فاعل" في معنى "مفعول".

وحكى اللحياني: خَوِّفنا، أي: رَقِّق لنا القرآن والحديثَ حتى نَخاف.

والخوفُ: القَتلُ.

والخوف: القتال، وبه فسر اللحياني قوله تعالى: -و لنَبَلونكم بشيء من الخوف والجُوع-، وبذلك فسر قوله أيضا: -و إذا جاءهم أمرٌ من الامن أو الخوف أذاعوا به-.

والخوف: العلم، وبه فَسّر اللحياني قوله تعالى: -فمن خاف من مُوصٍ جَنفاً أو إثما-، -و إن امرأة خافت من بعلها نُشوزا أو إعراضا-.

والخوف: أديم احمر تُقدّمنه أمثال السُّيور، ثم يجعل على تلك السُّيور شَذَرٌ تلبسه الجارية، عن كُراع، والحاء أعلى.

والخَوّاف: طائرٌ أسود، لا أدري لم سُمِّى بذلك، عنه.

والخافَة: خريطةٌ من أدم ضيّقة الأعلى واسعة الاسفل، يُشتار فيها العَسل.

والخافة: جُبّة يلَبسها العسّال.

وقيل: هي فَرْوٌ من أدم يلبسها لذي يدخل في بيت النَّحْلِ لئلا تَلسعه.

والخافة: العَيبة.

والتَّخوُّف: التَّنقُّص، وفي التنزيل: -أو يَأخذَهم على تخوُّف-.

وقال الزجاج: ويجوز أن يكون معناه: أن يأخذهم بعد أن يخيفهم، بأن يهلك قرية فتخاف التي تليها. وقال ابن مُقبل:

تخّوف السَّيرُ منها تاِمكاً قَرِداً كما تَخّوف عُودَ النَّبعِة السَّفَنُ

السَّفَنُ: الحديدة التي تُبرد بها القِسي.

وكذلك التَّخْويف، يقال: خوّفه، وخَوّف منه، ورَوى أبو عُبيدة بيتَ طرفة:

وجاملٍ خوَّف من نِيبِه زَجْرُ المُعلَّى أصُلاً والسَّفِحْ

يعني أنه نَقَّصها ما يُنْحَر في المَيسر منها.

وروى غيره: خَوّع من نيبه.

ورواه أبو إسحاق: من نَبْته.

وخَوَّف غَنمه: أرسلها قِطعةً قطعةً.

مقلوبه: - وخ ف -

وخف الخِطِميَّ والسَّويق وَخْفاً، ووخَّفه، وأوْخفه: ضَربه وبَلّه ليتلجن، أنشد ابن الأعرابي:

تَسمع للاصوات منها خَفْخفا ضَرْبَ البرَاجِيم اللَّجِينَ المُوخَفا

كذا أنشده "البراجيم"، بالياء، وذلك أن الشاعر أراد أن يُوفى الجزء فاثبت الياء لذلك، وإلا فلا وجه له.

والوَخيف، والوَخيفة: ما أوخفت منه، قال الشاعر يصف حماراً وأتُناً:

كأن على أكسائها من لُغامه وخَيفةَ خِطْمِىٍّ بمء مُبَحْزَج

والوخيفة: السويق المبلول.

وصار الماءُ وَخيفة، إذا غلب الطينُ على الماء. حكاه اللحياني، عن أبي طَيْبة.

ويقال للأحمق الذي لا يدري ما يقول: إنه ليُوخيف في الطين، مثل: يُوخف الخِطمىّ.

والوَخَفة، والوَخْفة: شِبه الخَريطة من أدم.

مقلوبه: - ف وخ -

فاخ المِسكُ يَفوخ فَوْخا: إذا سَطع.

وفاخ الرجلُ فَوُخاً، وأفاخ: خَرجت منه ريحٌ،و قد تقدم ذلك في الياء.

وفاخ الحدثُ نفسه: صَوّت.

وأفِخْ عنك من الظهيرة، أي: اقم حتى يَسكُن حرُّ النهار ويَبرد، وقد تقدم في الياء.

الخاء والباء والواو

خَبت النارُ، والحربُ، والحِدَّةُ، خَبْواً وخُبُواً: سَكنت وطَفِئت.

وأخْبيتها أنا.

وقوله تعالى: -كلما خَبت زِدْناهم سعيرا-، قيل: معناه: سَكن لهيبُها.

وقيل معناها: كلما تمنَّوا أن تخبو، أو أرادوا أن تخبو.

مقلوبه: - خ وب -

الخَوْبة: الأرضُ التي لم تُمْطَر، بين أرْضين مَمَطورتين.

وأصابتهم خَوْبَةٌ: ذَهب مالُهم فلم يَبق عندهم شيء.

والخَوْبة: الجُوع، عن كُراع.

وخاب خَوبا: افتقر، عن ابن الاعرابي، حكاه الهروي في الغَريبين.

مقلوبه: - ب خ و-

البَخْوُ: الرٍّخو.

وثمرة بَخْوة: خاوية، يمانية.

مقلوبه: - ب وخ -

باخت النارُ والحرب، بَوْخا وبَوَخانا، وبُؤوخا: سكنت، وكذلك الحرُّ، والغضب، والحمى.

وأباخه هو.

وأبِخْ عنك من الظَّهيرة، أي: أقم حتى يَسكن حرّ النهار ويَبُرد.

مقلوبه: - وب خ -

وبّخه: لامه وعَذله.

وأبَّخه، لغة فيه، عن ابن الأعرابي.

أي همزته بدلا من الواو، وقد تقدم في الهمزة.

الخاء والميم والواو

أرض خَامَةٌ، أي: وخيمة، حكاه أبو الجراح.

وخامت تخيم خَيمَاناً.

قال الفّراء: لا أعرف ذلك. وهذا الذي قاله الفراء، من انه لا يعرفه، صحيح، إذ حُكْمُ مثل هذا: خامت تَخُوم خَومَانا.

مقلوبه: - وخ م -

الوَخم، والوَخِم، والوَخِيمُ: الثقيل من الرجال، والجمع: وخَامي، ووِخامٌ، وأوخَامٌ.

وقد وخُم وَخامة، ووخومة، ووُخوما. وأرض وَخَامٌ، ووخيمٌ، ووَخْمةٌ، ووَخِمةٌ، ووَخيمة، ومُوخِمَةٌ: لا ينجع كَلُؤها.

وطعام وخيم: غير موافق.

وقد وَخُم.

وتوخّمه، واستوخمه: لم يَستمرئه ولا حَمِد مَغبّته.

والتُّخَمة: الداء الذي يُصيبك من الطعام، تاؤه مُبدلة من واو.

قال سيبويه: الجمع: تُخَم.

وقد تَخَم يَتْخِم، وتَخِمِ، واتّخمَ، واتَّخمه الطعام.

وطَعام مَتْخَمة: يُتَّخم منه.

وواخَمَني فوَخَمْتُه، أخِمُه: كُنتُ أشدَّ تُخَمة منه.

والوَخَمُ: داءٌ كالباسُور، وربما خَرج في حَياء النَّاقِة عند الولادة فقُطع.

وخمِت الناقةُ، فهي وِخمَةٌ.