باب الثنائي

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الخامس

حرف الغين

باب الثنائي

الغين والقاف

غَقّ القارُ، وما أشبههه، يَغِقٌ غَقًّا وغَقِيقا: إلى فسمعت صوته.

وغَقّ بَطْنهُ يَغِقُّ غقًّا وغَقيقا، كذلك، وفي الحديث: "إن الشمس لتقُرب يوم القيامة من الناس حتى إن بُطونهم تَغقُّ غقًّا".

وغَقّ الطائر يَغِقُّ غَقِيقا: صَوّت.

وغَقّ الصَّقْرُ في صوته: رقَّقه، وهو ضَرْب منه.

وغَقّ الغُداف، وهو حكاية غِلَظ صوته.

وغَقُّ الماء وغقيقُه: صوتُه إذا خرج من ضيق إلى سَعة، أو من سَعة إلى ضيق.

وامرأة غَقَّايقة: يُسمع لحَيَائها صوتٌ عند الجماع.

الغين والشين

غَشَّه يَغَشُّه غِشاًّ: لم يَمْحضه النصيحة.

ورجل غُشٌّ: غاشٌّ.

والجمع: غُشّون، قال أوسُ بنُ حَجَر:

مُخَلَّفون ويَقْضى الناسُ أمرَهمُ غُشُّوا الأمانة صُنبور لصُنْبورِ

ولا اعرف له جمعا مُكسَّرا، والرواية مشهورة: غُسوا الأمانة.

واسْتَغَشّه، واغْتَشه: ظَن به الغِشّ، قال كُثيِّر عزَّة:

فقلتُ واسررت النَّدامة لَيتني وكنتُ امرأً أغتشُّ كُلَّ عَذُولِ

سَلكتُ سبيلَ الرّائحات عَشِيةً مَخارمَ نِسْعٍ أو سَلَكْن سَبيِلي

وغَشّ صَدرُه يَغِش غِشّا: غَلّ.

ورجلٌ غَشُّ: عظيمُ السُّرة، قال: ليس بِغَش هَمُّه فيما أكَلْ.

وهو يجوز أن يكون "فَعْلاً"، وأن يكون كما ذهب إليه سيبويه في: طَبٍّ، وبَرٍّ، من انهما "فَعِلٌ".

والغِشَاشُ: أولُ الظُّلمة وآخرها.

ولقيه غِشَاشا وغَشَاشا، أي: عند الغروب.

والغِشَاشُ: العَجلة، يقال: لقيه على غِشَاش، وغًَشَاش، حكاها قُطْرب، وهي كنانيّة.

وشُرْبٌ غِشَاش، ونَومٌ غِشَاشٌ، كلاهما: قليل.

والغَشَشُ: المَشْرب الكَدِرُ، عن ابن الانباري، إما أن تكون من "الغِشاش"، الذي هو القليل، لأن الشُّرب يقِلّ منه لكَدره، وإما أن يكون من "الغِش"، الذي هو ضد النصيحة.

مقلوبه: - ش غ ش -

الشَّغْشغة: التَّصريدُ في الشُّرب.

وشغشغ الشيءَ: ادخله واخرجه.

والشَّغشغة: تحريكُ اللِّجام في الفمِ، قال أبو كبير:

ذو غَيِّثٍ بَسْرٌ يَبُذّ قَذَاَلَه إذ كان شَغشغه سِوارُ المُلْحمِ

وشَغشغ السنانَ في الطّعنة: حَرّكه ليَتمكَّنَ.

والشَّغشغة: صوت الطعن، قال عبد مناف ابن رِفيع الهذلي:

الطَّعنُ شَغشغةٌ والضربُ هَيْقعةٌ ضَرْبَ المُعوِّل تحت الدِّيمة العَضَدَا

وشَغشغ الإناءَ: صَبّ فيه الماء أو غيره ليملأه.

وشَغشغ البِئْرَ: كدَّرها.

و مما ضوعف من فائه ولامه

الشَّغُوش: رديء الحِنطة، فارسي مُعرَّب، قال رُؤبة:

قد كان يُغْنيهم عن الشَّغوش والخَشْل من تَساقط العُروش

شَحْمٌ ونَحْضٌ ليس بالمَغْشوش

الغين والضاد

الغَضُّ، والغَضِيض: الطري.

والأنثى: غَضّة، وغَضِيضة.

وقال اللَّحياني: الغَضّة من النساء: الرقيقة الجِلد الظاهرة الدم.

وقد غَضَّت تَغَضّ، وتَغِضُّ، غَضاضة، وغُضوضة.

ونَبْتٌ غَضُّ: ناعم.

وقوله: فصَبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ ما زَحَلْ أي: انه لم تُكدِّره الشمس، فهو غَضُّ، كما أن النَّبت إذا لم تُدركه الشمس كان كذلك.

والغَض: الحِبْنُ من حين يَعْقد إلى أن يسود ويَبيض.

وقيل: هو بعد أن يَحْدُر إلى أن ينضج.

والغضيض: الطَّلْع حين يبدو.

والغَضُّ، من أولاد البقر، الحديثُ النتاج.

والجمع: الغِضاض، قال أبو حَيّة النُّميري:

حَبأ نَ بها الغُنَّ الغضَاض فأصبحتْ لهنّ مَراداً والسِّخالُ مَخابئا

وغض بصرَه، يغُضُّه غَضًّا، وغِضاضا، وغَضاضة، فهو مَغضوض وغَضيض: كَفَّه وكَسره وخَفضه.

وقيل: هو إذا دانى بين جُفونه ونَظر.

وقيل: الغَضيض: الطَّرف المُسترخي الاجفان.

وغضَّه يّغُضه غضاًّ: نَقَصه.

ولا أغُضّك دِرْهماً، أي: لا أنْقُصك.

وقوله:

أيامَ أسحب لمِتَّى عَفَرَ المَلاَ وأغُضُّ كُلَّ مُرَجَّلِ رَيّان

قيل: يَعني به الشَّعَر، فالمُرجَّل على هذا، المَمْشوط. والرَّيّان: المُرْتوي بالدُّهن. وأغُضّ: اكُفّ منه.

وقيل: إنما يعني به الزِّقَّ، فالمُرجل، على هذا، الذي يُسلخ من رجل واحدة. والريان: الملآن.

وما عليك بهذا غضاضة، أي: نقص ولا انكسار.

والغَضغضة: النَّقص.

وغَضغض المَاء، فغَضَغض وتَغَضْغض: نَقَصه فنَقَص.

وبحر لا يُغَضْغض ولا يُغَضْغِض، أي: لا يُنْزَح.

وفي الخبر: إن أحد الشعراء، الذين استعانت بهم سَليط على جَرير لما سمع جريراً يُنشد: يَتْرك اصفان الخُصَى جَلاجلاَ قال: علمت انه بَحر لا يُغضغَض، أو يُغَضْغض.

ومطر لا يُغَضْغض، أي: لا يَنْقطع.

والغَضغَضة: أن يتكلم الرجلُ فلا يُبين.

والغَضاض، والغُضاض، ما بين العِرنين وقُصاص الشعر.

وقيل: ما بين اسفل رَوْثة الأنف إلى اعلاها، وقيل: هي الرَّوْثة نفسها، قال: لما رأيت العبد مُشْرَحِفّا للشًّرّ لا يُعطي الرِّجال النِّصفا اعْدمتُه غضاضه والكَفّا ورواه يعقوب في "الألفاظ": غُضَاضة، وقد تقدم.

وقيل: هو مقدم الرأس وما يليه من الوجه.

مقلوبه: - ض غ غ -

الضَّغيغة: الرَّوضة الناضرة المُتخلِّية.

قال أبو حنيفة: يقال هم في ضَغيغة من الضعاضع، إذا كانوا في خِصْب وسَعة وكَلأ كثير.

وقال أبو عمرو: الضَّغيغة: الرَّوضة.

واقمت عنده في ضَغيغ دهره، أي: قدر تمامة.

والضَّغْضغة: لَوْكُ الدّرداء.

وضغضغ اللحم في فيه: لم يُحكم مَضْغه.

وضغضغ الكلامَ: لم يُبَيِّنه.

الغين والصاد

غصصْت باللُّقمة والماء.

وغَصَصْتُ أغَص وأغُصّ، غَصاًّ وغَصَصاً: شَجِيتُ.

وخَص بعضُهم به الماء.

ورجلٌ غصَانُ: غاصُّ، قال عَديّ بن زيد:

لو بغَير الماء حَلْقي شَرِقٌ كنتُ كالغَصّان بالماء اعْتصارِي

والغُصَّة: ما غَصِصتَ به.

وغُصَصُ الموت، منه.

وغَصَّ المكانُ بأهله: ضاق.

وذو الغُصّة: لقب رجل من فُرسان العرب.

والغَصْغَصُ: ضَرب من النبات.

مقلوبه: - ص غ ص غ -

صَغصِغ رأسه بالدُّهن صَغصغة، وصَغْصاغا، لغة في "سَغْسغة"، حكاها قُطرب، وهي مُضارعةٌ.

الغين والسين

الغُسّ: الضعيف اللئيم.

والجمع: أغساس، وغِساس، وغُسُّون، وقد رُوى بيت أوْس بن حجر: غُسُّو الأمانة صُنبور فصُنْبورُ والغَسيس، والمغَسْوس، كالغُسّ والغسيسة، والمُغَسَّسة، والمَغْسوسة: البُسرة التي تُرْطِب ثم يتغيَّر طعمها.

وقيل: هي التي لا حلاوة لها، وهو اخبث البُسر.

وقيل: الغسيسة، والمُغَسِّسَة، والمَغْسُوسة: البُسرة تُرْطِب من حَول تُفروقها.

ونخلة مَغْسوسة: تُرطب ولا حلاوة لها.

والغُسُّ: زَجْر الهِرّ.

ولست من غَسّانه: أي: ضربه، عن كراع.

وغَسّان: قبيلة.

وغسّان: ماءٌ، نسب إليه قوم، قال حساَنُ: الأزْدُ نسبتنا والماء غَسانُ

مقلوبه: - س غ س غ -

سَغْسَغ الدُّهن في رأسه، سغسغةً، وسِغْسَاغًا: ادخله تحت شَعره.

وسْغسغَ رأسَه بالدُّهن: رَوّاه.

وسغسغ: الطعام: أوْسعه دَسما، وقد حُكيت بالصاد.

وسَغْسغ الشيءَ في التراب: دحرجه ودسه فيه.

وسَغْسغ الشيءَ: حركه من موضعه، مثل الوَتد وما اشبهه.

وسَغْسَغت ثَنيَّته: تَحرّكت.

وتَسغسغ من الأمر: تَخلّص منه، قال رؤبة: إن لم يَعُقني عائقُ التَّسّغْسُغ

الغين والزاي

أغزّت البَقرةُ، وهي مُغِزّ: عَسُر حُمْلُها.

وغَزّة: موضع بالشام.

وجاء في الشعر: غزّات،و غَزّاة، كأذرعات، واذرعاة، وعانات، وعاناة.

والغُزّ: جنس من التُّرك.

والغُزغُز: الشِّدْق، في بعض اللغات، والراء لغة.

مقلوبه: - ز غ ز غ -

زغزغ به: سَخر منه.

والزَّغزغة: الخِفّة والنّزق.

ورجلٌ زَغْزغٌ، منه.

والزُّغْزُغ: ضَرب من الطير.

وزَغْزغ: موضعٌ بالشام.

الغين والطاء

غَطّه في الماء يَغُطّه، ويَغِطُّه، غَطًّا: غَطَّسه.

وغَطّ في نومه يَغِطّ غطيطا: نخر، وكذلك المخنوق والمذبوح.

وغَطّ البعيرُ يَغِطّ غطيطا: هّدر في الشِّقشقه.

وقيل: هَدر في غير الشِّقشقة.

وغَطّ الفهد، والنَّمِر، والحُباري: صَوّت.

والغَطاط: القَطا، واحدته: غَطاطة.

وقيل: القطا ضَربان، فالقِصار الأرجل الصُّفر الاعناق السُّود القوادم الصٌّهب الخوافي، وهي الكُدرّية والجُونية، والطِّوَال الأرجُل البيض البُطون الغُبر الظهور الواسعة العيُون، هي الغَطاط.

وقيل: الغَطاط: ضرب من الطّير ليس من القطا، هنّ غبُر البُطون والظُّهور والأبدان سود الأجنحة طِوال الأرجل والأعناق لطافٌ، وبأخْدَعَي الغطاطة مِثلُ الرَّقمتين خَطّان ابيض واسْود، وهي لطيفة فوق المُكّاء، وإنما تُصَاد بالفخ، ليس تكون اسرابا، اكثر ما تكون ثلاثا أو اثنتين، ولهن اصواتٌ، وهن غُتْم.

والغُطَاطُ: الصُّبح.

وقيل: اختلاط ظلام آخر الليل بضياء أول النهار.

وقيل: بقية من سواد الليل.

وقول الهذليّ:

يتعطَّفون على المُضاف ولو رأوْا أولىَ الرَعاوِع كالغُطاط المُقْبل

يُروى بالفتح والضم، فمَن روى بالفتح أراد أن عَدِىّ القوم يَهْوُون إلى الحرب هُوِىّ الغَطاط، ومن رواه بالضم أراد انهم كسواد السَّدَف.

وقال ثعلب: الغُطاط، والغَطاط: السَّحر.

والغطْغَطة: حكاية صُوت القِدُر، وما اشبهها.

وقيل: هو اشتداد غَلَيانها.

وقد غطْغطت.

وغطغط البحرُ: غَلت أمواجه.

وغَطغط عليه النومٌ: غَلب.

الغين والدال

الغُدّة، والغُدَدَة: كُل عُقدة في جَسد الإنسان اطاف بها شحم.

والغُدّة، والغُدَدَة: كُل قطعة صُلبة بين العَصب.

والغُدّة: السلعة يركبها الشحم.

والغُدّة: ما بين الشحم والسَّنام.

والغُدّة، والغُدَدُ: طاعون الإبل.

وغُدَّ البعيرُ، واغَدّ، فهو مُغِدّ، والأنثى: مُغَدٌّ، بغير هاء.

ولما مَثل سيبويه قولهم: أغُدّةً كغُدة البعير، قال: أغَدُّ غُدّةً، فجاء به على صِيغة فعل المفعول.

واغَدّ القومُ: أصابت إبلهم الغُدّة.

واغدّت الإبلُ: صارت لها غُددٌ بين اللحم والجلد.

واغد عليه: انتفخ وغضب، واصله من ذلك.

وعليه غُدّة من مال، أي: قِطعة.

والجمع: غدائد، كحرة، وحرائر، ويروى بيتُ لبيد:

تَطِير غَدائدُ الأشراك شَفعاً ووِتْراً والزَّعَامةُ للغُلامِ

والاعرف: عدائد.

مقلوبه: - د غ د غ -

الدَّغدغة في البُضْع وغيره: التحريكُ.

الغين والتاء

غَتّ الضَّحك، يَغْتّه غَتاًّ: وضع يده أو ثوبه على فيه ليُخْفيه.

وغَتّ في الماء يَغُت غَتاًّ، وهو ما بين النَّفَسين من الشُّرب، والإناء على فيه.

وغَتّه خَنِقاً، يُغتّه غَتاًّ: عَصر حَلْقه نَفَساً أو اكثر من ذلك.

وغتّه في الماء يغُتّه غَتاً: غَطَّه.

وكذلك إذا اكرهه على الشيء حتى يَكْربه.

وغَتّ الدابّةَ طَلَقاً أو طَلَقين، يغُتّها: جَهَدها واتعبها.

وغَتّهم الله بالعذاب غتاًّ، كذلك.

وغَتّ القَولَ بالقَول، والشُّرب بالشُّرب، يُغته غَتاًّ: أتْبع بعضَه بعضا.

مقلوبه: - ت غ ت غ -

التَّغْتَغة: حكاية صَوْت الحلي، وتكون حكاية بعض الصَّوت.

والتَّغتَغة: ثِقَلٌ في اللسان.

وقد تَغْتَغ.

والتَّغْتغة: إخفاء الضحك.

وتَغْتغ الشيخ: سَقطت أسنانُه فلم يُفهم كلامُه.

و من خفيفه

تَغِ تَغِ: حكاية صوت الضَّحك.

الغين والذال

غَذً العِرْقُ يَغُذّ غَذًّا، وأغذً: سال.

وغَذ الجُرحُ يَغُذ ويَغِذ: إذا: سال بما فيه.

وقيل: ورِم.

والغاذّ: الغَرَبُ حيث كان من الجسد.

والغاذّ، في العين: عرقٌ يَسْفى ولا ينقطع، وكلاهما: اسمُ، كالكاهل والغارب.

وغَذِيذة الجُرح، كغَثيثته، وهي مِدّته. وزعمِ يعقوب أن ذالها بدل من ثاء: غثيثة".

وأغَذَّ السيرَ، وأغذّ فيه: أسرع.

وأما قوله:

وإنيّ وإيّاها لحَتْمٌ مبِيتُنا جميعا وسَيْرانا مُغِذٌ وذو فَتْرِ

فقد يكون على قولهم: ليلٌ نائم.

وقال أبو الحسن بن كَيسان: احسب انه يقال: أغذّ السيرُ نَفْسُه.

الغين والثاء

الغَثّ: الرديء من كل شيء.

ولحم غثُّ، وغَثيث: مَهزول.

وغَثّ يَغِثّ، ويَغَث، غَثاثة وغُثوثة.

واغَثّ: اشترى لحماً غَثًّا.

ورجلُ غَثّ، وغُثّ: رديء.

وقد غَثثْتَ في خُلقك، غَثاثة وغُثوثة.

وقوم غَثَثةٌ وغِثثَة.

وكلام غَثُّ: لا طَلاوة عليه، قال ابن الزُّبير للاعراب: والله إن كلامكم لَغَثُّ، وإن سلاحكم لَرثُّ، وإنكم لعيال في الجَدْب، أعداء في الخِصْب.

واغث حديثُ القوم: فَسد.

وأغث في منطقه.

والغُثَّة: الشيء اليسير من المَرعى.

وقيل: هي البُلغة من العيش، كالغُفّة.

واغتثّت الخيلُ: أصابت شيئا من الربيع، كاغتفّت.

وغَثِيثة الجُرح: مِدّته.

وقد غَثّ، وأغَثّ.

وما يَغِيثّ عليها أحدٌ غَثاثَته، أي: ما يُفسد.

وما يَغثّ عليها أحدٌ إلا سأله، أي: ما يدع.

مقلوبه: - ث غ ث غ -

الثَّغثغة: عَضّ الصّبي قبل أن يَتَّغرِ.

والمُثَغِثغ: للذي يَبُلّ بريقه ولا يُؤثِّر.

والثَّغثغة: الكلام الذي لا نِظام له.

الغين والراء

غَرّه يغُرّه غَرّاً وغُرُورا وغِرّة، الأخيرة عن اللِّحياني، فهو مَغرور، وغَرير: خَدعه وأطعمه بالباطل، قال:

إن امرأ غره منكن واحدة بعدي وبعدَكِ في الدنيا لمَغرورُ

أراد لمغرورٌ جدا، أو: لمغرور جدّ مغرور، وحَقَّ مغرور، ولولا ذلك لم يكن في الكلام فائدة، لأنه قد علم أن كُل من غُرّ فهو مَغرور، فاي فائدة في قوله "لمغرور"؟ إنما هو على ما ذكرنا وفسرنا.

واغْترّ هو: قَبِل الغُرورُ.

وأنا غَرَرٌ منك، أي: مَغْرور.

وأنا غريرك من هذا، أي: أنا الذي غَرّك منه، أي: لم يكن الأمر على ما تُحب.

وقول طَرفة:

أبا مُنْذرٍ كانت غُروراً صَحيفتي ولم أعطكم بالطَّوع مالي ولا عِرضْي

إنما أراد: ذات غرور، ولا يكون إلا على ذلك، لأن الغُرور عَرَض، والصحيفة جوهر، والجوهر لا يكون عرضا.

والغَرُور: ما غَرّك، من إنسان أو شيطانَ أو غيرهما، وخص يعقوب به الشيطان.

وقوله تعالى: -و لا يَغرنكم بالله الغَرور-، قال الزّجاج: ويجوز "الغُرور" بضم الغين، وقال في تَفسيره: الغُرور: الأباطيل.

ويجوز أن يكون "الغُرور" جمع: غارّ، مثل: شاهد وشهود، وقاعد وقعود.

والغَرُور: الدُّنيا، صفة غالبة.

والغَرير: الكفيل.

وأنا غريرك منه، أي: أحذِّركه.

وغَرّر بنفسه وماله تغريرا وتَغِرّة: عَرَّضها للهلكة من غير أن يُعرف.

والاسم: الغَرَر.

والغُرّة: بياض في الجبهة.

فرسٌ أغرّ وغَرّاء.

وقيل: الأغَرُّ من الخيل: الذي غُرته اكبر من الدرهم، وقد وَسَطت جَبْهته، ولم تُصب واحدةً من العَينين، ولم تَمِل على واحدة من الخدّين، ولم تَسِلْ سُفْلاً، وهي افشى من القُرحة.

وقال بعضهم: بل يُقال للأغر: أغَرُّ اقرح،لأنك إذا قلت: اغرُّ، فلابد من أنك تصف الغُرّة بالطول والعَرض والصِّغر والعِظم والدِّقة، وكلهن غُرَرٌ، فالغُرّة جامعةٌ لهن، لأنه يقال: اغرُّ اقرح، واغر مُشَمْرَخُ الغُرة، وأغرّ شادخُ الغرة، والاغر ليس بضَرب واحد، بل هو جنس جامع لأنواع من قٌرحة وشِمراخ ونحوهما، وغُرة الفرس: البياضُ يكون في وجهه، فإن كانت مُدورة فهي وتيرة، وإن كانت طويلة فهي شادخة.

وعندي أن الغُرة نفس القَدرْ الذي يَشغله البياض من الوجه لا أنه البياض.

والأغرُّ: الأبيض من كل شيء.

وقد غَرّ وجهُة يَغَرّ، بالفتح، غَرَراً وغُرّة وغَرارة: صار ذا غُرة، أو ابيض، عن ابن الأعرابي.

وفك مرة الإدغام لُيرِى أن "غَرّ" فَعِل، فقال: غَرِرْتَ غُرة، فأنت أغرّ.

وعندي أن "غُرة" ليس بمصدر، كما ذهب إليه ابن الأعرابي هاهنا، إنما هو اسم، وإنما كان حُكمه أن يقول: غَرِرْتَ غَرَراً، على أني لا أشَاحُّ ابن الأعرابيّ في مثل هذا.

ورجلٌ اغر: كريمُ الأفعال واضحها، وهو على المثل.

وقول أم خالد الخَثعميّة:

ليشربَ منه جَحْوشُ ويَشيمُه بعَيْني قُطاميٍّ أغرَّ شامي

يجوز أن تعني قطامياً ابيض، وإن كان القطاميّ قلّما يُوصف بالأغرّ، وقد يجوز أن تعني عُنُقه، فيكون كالاغر من الرجال.

والاغر من الرجال: الذي أخذت اللحية جميع وجهه إلا قليلا، كأنه غرة، قال عَبيد بُن الابرص:

ولقد تُزان بك المّجا لسٌ لا أغرَّ ولا عُلاكِزْ

وغُرة الشَّهر: ليلَة استهلال القَمر، لبياض أوّلها.

وقيل: غُرة الهلال: طلعتُه.

وكل ذلك من البياض، يقال: كتبت غُرة شهر كذا، ويقال: لثلاث ليال من الشَّهر الغرُرُ والغُرّ، وكل ذلك لبياضها وطلوع القمر اولها، وقد يقال ذلك للايام.

وغُرة الأسنان: بياضُها.

وغَرَّر الغلامُ: طلع أول اسنانه، كأنه اظهر غرة اسنانه، أي: بياضها.

وقيل: هو إذا طلعت أول أسنانه ورأيتَ غُرتها، وهي أول أسنانه.

وغُرّة المتاع: خِيارُه ورأسه.

وفلان غُرةٌ من غرر قومه، أي: شريف من اشرافهم.

ورجل اغر: شريف، والجمع، غُرُّ وغُرّان، قال امرؤ القيس:

ثيابُ بني عَوْف طهارَي نقِيةٌ واوجههم عند المَشاهد غُرّان

وغُرة الكَرم: سرعة بُسُوقه.

وغُرة الرَّجل: وجهه.

وقيل: طلعته ووجهه.

وكل شيء بدا لك من ضَوء أو صبح فقد بدت لك غُرته.

ووجهٌ غرير: حَسن، وجمعه، غُرّان.

والغِرّ، والغَرير: الشاب الذي لا تجربة له.

والجمع: أغرّاء، وأغِرّة.

والأنثى غِرُّ، وغِرّة، وغَريرة.

وقد غَرِرْتَ غرارةً.

والغار الغافل.

وقد اغتر.

والاسم منهما: الغرة، وفي المثل: الغِرة تَجلب الدِّرة، أي: الغفلة تجلب الرزق، حكاه ابن الأعرابي.

وعيش غرير: ابلد لا يُفزع أهله.

والغِرار: حدُّ الرُّمح والسيف والسهم.

وقال أبو حنيفة: الغراران: ناحيتا المِعْبلة خاصّة.

والغِرارُ: النومُ القليل.

وقيل: هو القليل من النوم وغيره.

وفي حديثه صلى الله عليه وسلم: "لا غرار في صلاة ولا تسليم"، أي: لا نقصان.

قال أبو عبيد: الغرار في الصلاة: النقصان في ركوعها وسجودها وطهورها، وأما الغرار في التسليم فنراه أن يقول له: سلام عليك، أو يرد فيقول: وعليك، ولا يقول: وعليكم.

وقيل: لا غِرار في الصلاة ولا تسليم فيها، أي: لا قليل من النوم في الصلاة، ولا تسليم، أي: لا يسلمِّ المُصلِّي ولا يُسلَّم عليه.

وغارَّت النُاقة بلبنها تغارُّ غِرارا، وهي مُغارُّ: قل لبنها، وذلك عند كراهيتها للولد وإنكارها الحالب.

ويقال في التحية: تغارّ، أي لا تنقص، ولكن قل كما يقال لك اورد، وهو أن تمُر بجماعة فتخص واحدا.

ولسُوقنا غِرارٌ، إذا لم كن لمتاعها نَفاقٌ، كله على المثل.

وقول أبي خراش:

فغارَرْنَ شيئاً والدَّريسُ كأنما يُزَعزعه وَعْكٌ من المُوم مُرْدِمُ

قيل: معنى "غارَرْت": تلبثْت.

وقيل: تنّبهت.

وولدت ثلاثةً على غِرار واحد، أي بعضهم في إثر بعض، ليس بينهم جارية.

والغِرار: المِثال الذي تُضرب عليه النِّصال لتصلح.

والغِرارة: الجُوالق.

وغَرّ الطائر فرخه يَغْره غَراًّ: زقه.

والغَرُّ: اسم ما زَقّه به، وجمعه: غُرورٌ.

وقال عوف بن ذوة، فاستْعمله في سير الإبل:

إذا احتسى يومَ هَجِير هاتف غرور عيديَاتهَا الخَوائِف

يعني أنه أجهدها، فكأنه احْتَسى تلك الغُرورَ.

والغُرّ: ضَرب من طَير الماء اسود.

الواحدة: غَراء، الذكر والأنثى في ذلك سواء.

والغُرّة: العبد أو الامة، قال الراجز:

كُلُّ قَتيل في كُلَيب غُرَّه حتى ينال القتلَ آل مُرّه

يقول: كُلهم ليسوا بكُفء لكُلَيب، إنما هم بمنزلة العَبيد والإماء.

وكل كَسر مُتَثَنٍّ في ثوب أو جلد، غَرُّ، قال:

قد رًجع المُلْك لُمستقرّه ولان جِلْدُ الأرض بعد غّرِّه

وجمعه: غُرور.

والغُرُور في الفَخذين، كالأخاديد بين الخَصائل.

وغُرور القدم: خُطوط ما تثنّى منها.

وغَرُّ الظهر: تَثِنىُّ المتَن، قال:

كأنّ غَرّ متنه إذ تَجْنُبه سَيْرُ صَناعٍ في خَريزٍ تَكْلُبهْ

وغُرور الذراعين الاثناءُ التي بين حِبالها.

والغَرّ: الشَّقّ في الأرض.

والغَرّ: نَهر دقيق في الأرض.

وقال ابن الأعرابي: هو النهر، ولم يُعيّن الدقيق ولا غيره، وانشد: سَقِيّة غَرٍّ في الحِجال دُمُوج وقال أبو حنيفة، الغَرّان: خَطَّان يكونان في اصل العَيْر من جانِبَيه: قال ابن مقروم، وذكر صائَداً:

فأرسل نافِذ الغَريَّن حَشْراً فَخَيّبه من الوَتر انقطاعُ

أي: خيَبه انقطاع من الوتر.

والغرّاء: نَبت لاَ ينبت إلا في الأجارع وسُهولة الارض، وورقها تافه، وعُودها كذلك يُشبه عود القصب إلا انه اطيلس، وهي شجرة صدق، وزهرتها شديدة البياض، طيبة الريح.

قال أبو حنيفة: يُحبها المال كُله، وتطيب عليها البانه.

قال: الغُريراء، كالغَرّاء.

وإنما ذكرنا "الغريراء" لأن العرب تستعمله مُصغَّرا كثيرا.

والغِرْغِرُ: من عشب الربيع، وهو محمود. ولا ينبتٌ إلا في الجبل، له ورق نحو ورق الخزامًي، وزهرته خضراء، قال الراعي:

كأن القَتُود على قارحٍ اطاع الربيعَ له الغِرْغِرُ

أراد: اطاع زمن الربيع.

واحدته: غِرْغِرَة.

والغِرْغر: دَجَاج الحَبشة.

والغَرْغَرة، والتَّغَرْغرُ بالماء في الحلق: أن يَتردد فيه ولا يُسيغه.

وتغرغرت عيناه: تردد فيهما الدمع.

وغَرّ وغَرْغَر: جاد بَنفسه عند الموت.

والغَرَغرُة: صوت معه بَحَحٌ.

والغرغرة: صوت القدر إذا غَلت، وقد غَرغرت، قال عَنترة:

إذ لا تزالُ لكُم مُغَرْغرة تَغْلي وأعْلى لَونها صَهْرُ

أي: حارُّ، فوضع المَصدر موضع الاسم، وكأنه قال: أعلى لونها لونُ صَهر.

والغَرغرة: كًسْرٌ قصبة الانف، وكَسر رأس القارورة.

والغُرْغُرة: الحوصلة، وحكاها كراع بالقتح.

وملأت غَرَاغِرَك، أي: جوفك.

وغَرَغره بالسكين: ذَبحه.

وغَرغره بالسِّنان: طعنه في حلقه.

والغَرْغرة: حكايةُ صَوت الراعي.

وغَرُّ: موضع، قال هميان بن قحافة:

اقبلتُ امشي وبغَرٍّ كُورِي وكان غَرُّ مَنْزلَ الغَرورِ

والغَرّاء: فرس طريف بن تميم، صفة غالبة.

والاغرُّ، أيضا: فرس ضُبيعة بن الحارث.

والغَرّاء: فرسٌ بعينها.

والغَرّاء: موضعٌ، قال معنُ بن أوس:

سَرتْ من قُرَى الغَرّاء حتى اهْتدت لنا ودُوني حزابي الطَّوىّ فيَثْقُبُ

والغَرّير: فحلٌ من الإبل.

وهو ترخيم تصغير "اغر"، كقولك في "احمد":حُميد.

والإبل الغُرَيرية، منسوبة اليه، قال ذو الرمة:

حَراجيج ممّا ذَمَّرت في نتاجها بناحية الشَّحْر الغُرَير وشَدْقم

يعني أنها من نتاج هذين الفحلين، وجعل "الغَرير" و"شدقما" اسمين للقبيلتين.

مقلوبه: - ر غ غ -

الرّغيغة: طعام مثل الحساء يُصنع بالتمر، قال أوسُ بنُ حَجَر:

فكيف وجدتُم وقد ذُقتمُ رغيغَتكم بين حُلْوٍ ومُر

والرغيغة: ما علا الزُّبد، وهو ما يُسلأ من اللبن، مثل الرَّغوة.

والرَّغْرغة: أن تشرب الإبلُ الماء كل يوم.

وقيل: هي أن تَردّد على الماء في اليوم مرارا.

وقيل: هو أن يسقيها يوماً بالغداة ويوماً بالعشي.

قال ابن الأعرابي: هو أن يسقيها سقيا ليس بتام ولا كاف.

ورَغْرغ أمراً: أخفاه.

الغين واللام

الغُلّ، والغُلّة، والغَلَل، والغَليل، كله: شدة العَطش وحرارة الجوف.

وقيل: هو العطش قَلَّ أو كَثُر.

رجل مَغلول، وغليل، ومُغْتَلٌّ.

وبعير غالٌّ وغَلاّن: عطشان.

غَلّ يَغَلّ غُلّة، واغْتلّ.

وربما سُمِّيت حرارة الحُب والحُزن: غَليلا.

وأغلّ إبله: أساء سَقيها فصدَرت ولم تَرْوَ.

والغل: الغِش والعَداوة والحقد والحَسد. وفي التنزيل: -و نَزعنا ما في صُدورهم من غِل-. قال الزجاج: حقيقته، والله اعلم: انه لا يَحسد بعض أهل الجنة بعضا في عُلو المرتبة، لأن الحسد غِلّ، وهو أيضاً كَدر، والجنة مُبرَّأة من ذلك.

غَلّ صدرُه يَغلّ غلاًّ.

ورجل مُغِلٌّ: مُضِبٌّ على حِقْد.

وغَلّ يَغُلٌّ غُلولا، وأغل ك خان.

وخص بعضهم به الخون في الفيء.

وأغلّه: خَوّنه، وفي التنزيل: -و ما كان لنبي أن يَغلّ-.

والإغلال: السرقة، وفي الحديث: "لا إغلال ولا إسلال".

وأغلّ في الجلد: اخذ بعض اللحم والشَّحم معه في السَّلخ.

وذهب السكين غَلَلاً: دخل بين اللحم والإهاب.

والغَلل: داءٌ في الإحليل، مثل الرَّفَق، وذلك ألا يَنْفُضَ الحالب الضرع فيترك فيه شيئا من اللبن فيعود ماء أو خَرَطاً.

وغَلّ في الشيء يغُلّ غُلولا، وانغلّ وتغلل، وتَغَلغل: دخل فيه، يكون ذلك في الجواهر والأعراض. قال ذو الرُّمة في الجوهر، يصف الثور والكناس:

مُحقِّرة عن كل ساقٍ دَقيقةٍ وعن كُل عِرْقٍ في الثَّرى مُتغلغلِ

وقال عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود في العرض، رواه ثعلب:

تَغلغل حُبّ عَثْمة في فُؤادي فبادية مع الخافيِ يَسيرُ

وغَلّه يغُلّه غَلاً: أدخله، قال ذو الرُّمة:

غَلَلْت المَهارَي بينها كُلَّ ليلة وبين الدُّجى حتى أراها تَمزّقُ

وغَلْغله، كَغلَّه.

والغُلّة: ما تواريت فيه، عن ابن الأعرابي.

والغَلَل: الماء الذي يَتَغلغل بين الشَّجر.

وقيل: هو الظاهر الجاري.

وقال أبو حَنيفة: الغَلَل: السَّيل الضعيف يسيل من بطن الوادي، أو التلع في الشجر، وهو في بطن الوادي.

وقيل: أن يأتي الشجَر غَللٌ من قبل ضَعفه واتِّباعه كل ما تواطأ من بطن الوادي فلا يكاد يرى، ولا يتبع إلا الوطاء.

والغِلاَلة: شعار يُلبس تحت الثوب، لأنه لا يتغلّل فيها، أي: يُدخل.

وغَلَّل الغِلالة: لبسها تحت ثيابه، هذه عن ابن الأعرابي.

والغُلّة: الغِلالة.

وقيل: هي كالغِلالة تُغَل تحت الدِّرع، أي: تُدخل.

والغَلائل: الدُّروع.

وقيل: بطائن تلبس تحت الدروع.

وقيل هي مَسامير الدُّروع التي تجمع بين رُؤوس الحَلَق، لأنها تُغَل فيها، أي: تُدخل.

واحدته: غَليلة.

وقول النابغة:

عُلِين بِكدْيَوْنٍ وأبْطِنّ كُرَّةً فهن وضاء صافياتُ الغَلائل

خَصّ الغلائل بالصفاء لأنها آخر ما يصدأ من الدروع، ومَن جعلها البطائن جعل الدُّروع نقّية لم يُصدئن الغلائل.

وغَلَّ الدُّهنَ في رأسه: ادخله في أصول الشعر.

وغَلَّ شعره بالطّيب: أدخله فيه.

وتغلَّل بالغالية، واغتل، وتَغَلغل: تغَّلف، قال أبو صخر:

سراج الدُّجَى تغتلّ بالمسك طِفْلة فلا هِيَ مَتْفال ولا اللَّون أكْهب

وغلّله بها.

وحكى اللِّحياني: تغَلَّى بالغالية.

فإما أن يكون من لفظ الغالية، وإما أن يكون أراد: "تغلّل"، فأبدل من اللام الأخيرة ياء، كما قالوا: تظنّيت، في "تظننت"، والأولى أقيس.

وغل المرأة: حشاها، ولا يكون إلا من ضخم، حكاه ابن الأعرابي.

والغُلاَّن: منابت الطّلح.

وقيل: هي أودية غامضة في الأرض ذات شجر، واحدها: غالّ، وغَلِيل.

قال أبو حنيفة: هو بطن غامض في الأرض.

وقد انغل.

والغالّة: ما يقطع من ساحل البحر فيجتمع في موضع.

والغل: جامعة تُوضع في العنق أو اليد.

والجمع: أغْلال، لا يكسَّرُ على غير ذلك.

وقول الله تعالى: -و الأغلالَ التي كانت عليهم-، قال الزجاج: كانَ عليهم انه من قَتل قُتل، لا يُقبل في ذلك دية، وكان عليهم إذا أصاب جُلودهم شيء من البول يقرضوه، وكان عليهم ألا يَعملوا في السبت، وهذا على المَثل، كما تقول: جعلت هذا طَوْقاً في عُنقك وليس هنالك طوق، وتأويله: ولَّيتك هذا وألزمتك القيام به، فجعلت لزومه لك كالطَّوق.

وقوله تعالى: -إذ الأغلال في أعناقهم-، أراد بالأغلال: الأعمال التي هي الأغلال، وهي أيضا مؤدية إلى كون الأغلال في أعناقهم يوم القيامة، لأن قولك للرجل: هذا غُلٌّ في عُنقك، للشيء يُعْمِله، إنما معناه: أنه لازم لك، وأنك مجازي عليه بالعذاب.

وقد غَلّه يَغُله.

وقوله تعالى: -و قالت اليهود يدُ الله مَغْلولة غُلت أيديهم-، قيل: أراد: نعمتُه مَقبوضة عنَّا.

وقيل: معناهُ: يدُه مغلولة عن عذابنا.

وقيل: يد الله ممسكة عن الاتساع علينا.

وقوله تعالى: -و لا تَجعل يدك مَغلولة إلى عُنقك- تأويله: لا تُمسكها عن الإنفاق.

وقد غَلّه يُغله.

وقولهم في المرأة السَّيئة الخُلق: غُلٌّ قَمِلٌ، أصله: أن العرب كانوا إذا اسروا أسير اغلّوه بالقِدّ، فربما قَمِل في عُنقه.

وفي الحديث: "و إن من النِّساء غُلاًّ قَمِلا يَقذفه الله في عُنق من يشاء لا يُخرجه إلا هو".

وقولها: مالَه أُلَّ وغُلَّ. أُلَّ: دُفع في قضاء. وغُلّ: جُن فُوِضع في عُنقه الغُل.

والغَلَّة: الدَّخل، من كراء دار واجر غلام وفائدة أرض.

وأغَلّت الضَّيعة: أعطت الغَلّة.

وأغلّ القوم: من الغَلّة.

ونِعْم غَلُول الشيخ هذا الطعام، يعني: التَّغذية.

وغلّ بصره: حاد عن الصواب.

والغُلّة: خِرْقةٌ تُشدّ على رأس الإبِريق، عن ابن الأعرابي.

وقول لبيد:

لها غَلَلٌ من رازقيٍّ وكُرْسُفٍ بأيمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُون المقَاولا

يعني: الفدام الذي على رأس الأباريق.

والغَليلُ: القَتُّ والنّوى والعجين، تُعلفه الدواب.

والغَلغَلة: سُرعة السير.

وقد تغلغل.

ورسالة مُغَلْغَلة: مَحمولة من بلد إلى بلد.

وغَلْغَلة: موضع، قال:

هنالك لا أخشى تنالُ مَقادتي إذا حَلّ بيتي بين شُرطٍ وغَلْغَلَهْ

مقلوبه: - ل غ ل غ -

لَغلغ الطعامَ: ادمه بالسمن والوَدَك، عن كراع.

واللّغلغ: طائر، زعموا.

قال ابن دريد: لا أحسبه عَربيّاً.

الغين والنون

الغُنة: أن يجري الكلامُ في اللَّهاة،و هي أقل من الخُنّة.

غَنّ يَغَنّ، فهو أغنّ.

وقيل: الأغنّ: الذي يخرج كلامه من خياشيمه.

وظبَي أغنّ: يخرج صوته من خَيشومه، قال:

فقد أَرَنيِّ ولقد أرَنيِّ غُرّاً كَآرم الصَّريم الغُن

وما أدري ما غَنَّنَه، أي: جعله أغن.

وقوله: وجعلتْ لَخَّتها تُغنِّيه أراد: تُغننه، فحوَّل إحدى النونين ياء، كما قالوا: تظنّيت، وفي "تظننت" وقال ابن جني، وذكر النون، فقال: إنما زيدت النون هنا، وإن لم تكن حرف مدّ، من قبيل إنها حرف اغن، وإنما عنى به أنه حرف تحدث عنه الغُنة، فنسب ذلك إلى الحرف.

واستعمل يزيد بن الاعور الثّنِّي: "الغُنّة" في تَصويت الحجارة، فقال:

إذا عَلا صَوّانُهُ أرَنّا يَرْمَعها والجَنْدلَ الأغَنَّا

وأَغنت الأرضُ: اكتهل عُشبها.

وقوله:

فظَلْن يَخْبطن هَشِيمَ الثِّنِّ بعد عَمِيم الرَّوضة المُغِنِّ

يجوز أن يكون "المُغن" من نعت "العَميم"،و يجوز أن يكون من نعت "الروضة"، كما قالوا: امرأة مُرضع، وليس هذا بقوي.

وأغن الذباب: صّوت.

والاسم الغُنان، قال: حتى إذا الوادي أغنّ غُنانُه وروضة غنّاء: تمر الريح فيها غير صافية الصوت، من كثافة عُشبها والتفافه.

وواد أغنّ، كذلك.

وغنّ الوادي، وأغن: كَثر شجره.

وقرية غَنّاء: جمة الأهل والبُنيان.

وكُله من "الغُنة" في الأنف.

وغَنّ النخلُ، وأغن: أدرك.

مقلوبه: - ن غ ن غ -

النُغْنُغ، والنُّغْنغُة: موضع بين اللَّهاة وشَوارب الحُنْجور.

ونُغْنِغ: عَرض فيه داءٌ في النَّغانغ.

وكل وَرم فيه استرخاء: نُغْنُغة.

والنّغنغة، بالفتح: غُدة تكون في الحَلق.

والنُّغْنُغة، والنَّغنغ: لحم مُتدلٍّ في بُطون الأذنين.

الغين والفاء

الغُفَّة: البلغة من العَيش.

والفأرة غُفَّة الهِرّ، أي: قُوته.

وقيل: الغُفة: الفأرة، فلم يُسق، قال:

يُدير النهار بجَشْءٍ له كما عالج الغُفّة الخَيْطَلُ

الخَيطل: السّنور، وهذا بيت يُعاب به، يصف صبيا، يريد نهارا، أي: فَرْخ حُباري بجَشء في يده، وهو سهم خفيف أو عُصبة صغيرة، ويروى: بحَشْرٍ له.

والغُفة: الشيء القليل من الرَّبيع.

واغتفت الخيل، وتَغفَّفت: نالت غُفة من الربيع ولم تكثر.

والاغتفافُ: تناول العَلف.

وقيل الغُفّه: كلأ قديم بالٍ، وهو شر الكلأ، والفِعل كالفِعل.

وغُفة الإناء والضَّرع: بقية ما فيه.

وتَغفَّفه: أخذ غُفّته.

الغين والباء

غِبُّ الأمر، ومَغبَّته: عاقبته وآخرُه.

وغَبُّ الأمرُ: صار إلى آخره.

وجئتهُ غِبَّ الامر، أي: بعده.

والغِبُّ: وِرْدُ يوم وظِمْءُ آخر.

وقيل: هو ليوم وليلتين.

وقيل: هو أن يرعى يوماً وترد من الغد.

ومن كلامهم: لأضربنّك غِبّ الحمار، وظاهرة الفَرس، فغِبّ الحمار: أن يرعى يوماً ويشرب يوما. وظاهرة الفرس: أن تشرب كُل يوم نصف النهار.

وغبّت الماشية تِغب غَبّاً وغُبوبا: شربت غِباً.

وأغبَّها صاحبُها.

والغِبُّ من الحُمى: أن نأخذ يوما وتدع آخر، وهو مشتق من: غِب الورد، لأنها تأخذ يوماً وتُرَفِّه يوما.

وهي حُمَّى غبٌّ، على الصفة للحُمى.

وأغبّته الحٌمَّى، وأغبَّت عليه، وغَبَّت غِبّاً.

ورجل مُغِبّ: أغبته الحمى، كذلك روى عن أبي زيد، على لفظ الفاعل.

وغَبَّ الطعامُ والتُمر، يَغِب غَبّاً، وغِبّاً، وغُبوبا، وغُبوبة: بات ليلة، فسد أو لم يفسد.

وخص بعضهم به اللحم.

وقيل: غَبّ الطعامُ: تغَيَّرت رائحته.

وغبّ فلان عندنا غَبّاً، وأغبّ: بات.

وما يُغِبُّهم لُطفى، أي: ما يتاخر عنهم يوما، قال: على مُعْتفيه ما تُغِبّ فواضلُه والغِبُّ: الإتيانُ في اليومين، ويكون أكثر.

وأغب القومَ، وأغبّ عنهم، وغَبّ عنهم: جاء يوماً وترك يوماً.

وقال ثعلب: غَبّ الشيء في نفسه، يَغِبّ غَبّاً، وأغبَّني: وَقع بي.

وغَبَّب عن القوم: دَفَعَ عنهم.

والغَبِيبة، من البان الغنم، مثلُ المُروَّب.

وقيل: هو صَبوح الغنم غُدوة، ويترك حتى يَحْلُبوا عليه من الليل، ثم يَمْخضوه من الغد.

والغَبيب: المَسيلُ الصغير الضِّيق من مَتْن الجبل ومتن الأرض.

وقيل: في مُستواها.

والغُب: الغامض من الأرض، قال:

كأنها في الغُبّ ذي الغِيطان ذِئابُ دَجْنٍ دائم التَّهْتانِ

والجمع: أغبابٌ، وغُبوب، وغُبَّان.

ومن كلامهم: أصابنا مطرٌ سال منه الهُجّان والغُبّان، وقد تقدم ذكر "الهُجّان".

والغُبّ: الضاربُ من البحر حتى يُمعن في البر.

وغَبَّب في الحاجة: لم يبالغ فيها.

وغَبَّب الذئبُ على الغنم، إذا شد عليها ففَرَس.

وغَبّب الفرسُ: دق العُنُقَ.

والتَّغبيب: أن يَدعها وبها شيء من حياة.

والغُبة: البُلغة من العيش، كالغُفّة.

والغَبَب، والغَبْغَب: ما تغضَّن من جلد منَبت العُثْنون الاسفل، وخَصّ بعضُهم به الدِّيكة والشاءَ والبَقر.

واستعاره العجّاج في الفَحْل، فقال: بذاتِ أثناء تَمسُّ الغَبْغَباَ يعني: شِقشقة البعير.

واستعاره آخر للحرباء، فقال:

إذا جعل الحِرَباءُ يَبْيضُّ رأسه وتخصَرُّ من شَمس النهار غَباغبُه

والغَبغب: نُصُبٌ كان يُذبح عليه في الجاهلية.

وقيل: كُل مَذْبح بمنَى: غَبْغبٌ.

مقلوبه: - ب غ ب غ -

البَغْبغة، والبَغْباغ: حكايةُ بعض الهدير، قال: برجْسِ بَغباغ الهدير البَهْبَه البُغَيْبغ، على لفظ التصغير: التّيس من الظباء، إذا كان سمينا.

ومشرب بُغَيْبِغ: كثيرُ الماء.

وماء بغيبغ: قريب الرٍّشاء، انشد ابن الأعرابي: يا رُبّ ماء لك بالأجبال أجبال سَلْمى الشُّمخ الطِّوال بُغَيبغ يٌنزَع بالعقال يعني انه يُنزع بالعقال لقصر الماء، لأنَ العقال قصير، وقال أبو محمد الحْذْلميّ:

فصبَّحَتْ بُغَيْبغاً تعاديهْ ذا عَرْمَض تَخْضَرّ كفُّ عافيةْ

عافية: واردُه.

والبُغَيْبغة: ضَيعة بالمدينة لآل جعفر.

والبَغْبَغة: شُرْب الماء.

الغين والميم

الغَمّ، والغُمّة: الكَرْب، الأخيرة عن اللِّحياني.

والغَمَّاء، كالغَمّ.

وقد غمّه الأمرُ يَغُمّه غَماًّ، فاغتمّ، وانغمّ، حكاها سيبويه بعد "اغتم".

قال: وهي غريبة.

ويقال: ما اغمك الي، وما اغمك لي، وما اغمك علي.

وإنه لفي غُمة من أمره، أي: لَبْس.

وأمرهُ عليه غُمّة، أي: لَبْسٌ، وفي التنزيل: -ثم لا يكن أمركم عليكم غُمة-.

والغُمَّى: الشديدة من شدائد الدهر.

وغُمّ الهلالُ غَماًّ: ستره الغيمُ فلم يُرَ.

وليلةٌ غَماّء: آخر ليلة من الشهر، سُميت بذلك لأنه غُمِّي عليهم امرها، أي: ستر فلم يُدْرَ أمِن المُقبل هي أو من الماضي، قال:

ليلةُ غُمَّي طامسٌ هلالُها اوْغَلْتُها ومُكْرٌه إِيغالُها

وهي ليلةُ الغمَّى.

وصُمْنا للُغمَّى، وللغَمَّى، إذا غُم عليهم الهلال في الليلة التي يرون أن فيها استهلاله.

وغمّ القمرُ النُّجومَ: بَهرها وكاد يستُر ضَوءها.

وغمّ يومنا يَغُم غَماً وغُموما، من الغَمّ.

ويوم غامُّ، وغَمُّ، ومِغَمُّ: ذو غَمّ، قال: اخريات الغَبَش المِغَمّ وليلة غَمَّة.

والغِماَمة: خريطةُ يجعل فيها فَمُ البعير يُمنع بها الطعام.

غَمهَ يَغُمّه غَماًّ.

والغِمامة: ما تُشد به عَينا الناقة أو خَطْمها، قال القُطاميّ:

إذا رَأسٌ رأيتُ به طِمَاحاً شَددتُ له الغَمِائمَ والصِّقاعا

والغِمامة: القُلفة.

وأراه على التشبيه.

ورٌطَبٌ مَغموم: جُعل في الجَرْة وسُتر ثم غُطِّي حتى ارطب.

وغَمَّم الشيءَ يَغْمُّه: علاه، عن ابن الأعرابي، قال النّمرُ بن تَولب: انُفٌ يَغُمّ الضالَ نبْتُ بِحارها وبَحر مُغَمَّمُ: كثير الماء، وكذلك الركيّة.

قال ابن الأعرابي: هي التي تملأ كُل شيء وتُغرقِّه، وانشد: قَرِيحةُ حِسىٍ من شُرَيح مُغمِّم وغَيم مُغمِّم: كثير الماء.

والغَمامة: السحابة.

والجمع: غَمام، وغَمائم.

والغَمَمُ: أن يسيل الشعر حتى يَضيق الوجه والقفا.

ورجلٌ أغمّ، قال هُدبة بن الخشرم:

فلا تَنِكحي إنْ فَرقّ الدهرٌ بيننا أغمَّ القَفا والوَجه ليس بأنْزعاَ

والغَمّاء، من النَّواصي، كالفاشغة.

والغَميم: النبات الأخضر تحت اليابس.

والغُمام: الزُّكام.

ورجلٌ مَغْموم: مَزْكوم.

والغَميِمُ: اللبنُ يسخن حتى يغلظ.

والغَميم: موضعٌ بالحجاز، ومنه كُراع الغميم، قال:

حوَّزها من بُرَق الغميم أهدأ يمشي مِشْيةَ الظَّليم

والغَمغمة، والتَّغمغُم: الكلام الذي لا يُبين.

وقيل: هما أصوات الثيران عند الذُّعر، والأبطال في الوغى عند القتال، قال امرؤ القيس:

وظَلّ لِثيران الضَّريم غَماغمٌ يُداعِسُها بالسَّمْهريّ المُقلَّب

وجعله عبد مناف بن ربع الهُذلي للقسِيّ، فقال:

وللقِسيّ أزاميلٌ وغَمْغمةٌ حِسَّ الجَنوب تسوق الماء والبَرَدَا

وقال عنترة:

في حَوْمة الموتِ التي لا تَشْتكي غَمراتها الأبطالٌ غيرَ تَغْمغُم

وقوله، انشده ابن الأعرابي:

إذا المُرضعاتُ بعد أول هَجعة سَمِعتَ على ثُدِيّهنّ غَماغِماَ

فسّره فقال: معناه أن ألبانَهن قليلة، فالرَّضيع يُغمغم ويبكي على الثدي إذا رضعه طلباً للّبن، فإما أن تكون الغمغمة في بكاء الأطفال وتصويتهم اصلا، وإما أن تكون استعارة.

وتَغْمغَم الغريقُ تحت الماء: صَوّت.

مقلوبه: - م غ م غ -

المغَمغة: الاختلاط.

ومَغمغ اللحمَ: لم يُحكم مضغه.

ومَغمغ الكلام: لم يُبَيِّنه.

والمَغمغة: أن ترد الإبلُ الماء كلّما شاءت، عن ابن الأعرابي.

والذي حكاه أبو عبيد: الرَّغْرغة، وقد تَقدم.

ومَغمغَ طعامه: اكثر أدْمَه.

والمعروف: صَغْصَغ.