باب الثلاثي الصحيح: الفرع الرابع

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الخامس

حرف الغين

الفرع الرابع

الغين والراء والباء

الغَرْب، خلاف الشرق، وهو المغرب، وقوله تعالى: -رب المَشرقين ورب المغربين-، أحد المغربين: اقصى ما تنتهي إليه الشمس في الصيف، والآخر: اقصى ما تنتهي إليه في الشتاء، وأحد المشرقين: أقصى ما تشرق منه الشمس في الصيف، وأقصى ما تشرق منه الشتاء، وبين المغرب الأقصى والمغرب الأدنى مائة وثمانون مغربا، وكذلك بين المشرقين، وقوله جل ثناؤه: -فلا اقسم بربّ المشارق والمغارب-، جمع، لأنه أريد أنها تشرق كل يوم من موضع، وتغرُب في موضع، إلى انتهاء السنة.

وغربت الشمس تغْرُب غروبا: غابت في المغرب. وكذلك غَرب النَّجمُ، وغَرَّبَ.

ومَغْربان الشمس: حيث تغرب.

ولقيته مَغْرب الشمس، ومُغَرْبانها، ومُغَيرباناتها، أي: عند غروبها.

وغَرَّب القوم: ذهبوا في المغرب.

واغربوا: أتوا الغَرْب.

وتَغرَّب: أتى من قِبَل المغرب.

والغَربيّ، من الشجر: ما أصابته الشمس بحرّها عند افولها، وفي التنزيل: -زَيتونة لا شرقية ولا غربية-.

والغَرْبُ: الذهاب والتَّنَحِّي عن الناس.

وقد غرب عَنا يَغْرُب غرباً، وغَرَّب، واغرب.

وغربَّه، واغربه: نحّاه.

والغَرْبة، والغَرْب: النَّوى والبعد، وقد تَغَرَّبَ، قال ساعدةُ بن جؤية يصف سحابا:

ثم انتهى بَصري وأصبح جالسا مِنه لنجدٍ طائفٌ مُتغرِّبُ

وقيل: متغرب، هنا، أي: من قبل المغرب.

ونَوًى غَرْبةٌ: بعيدة.

ودارهم غَرْبةٌ: نائية.

واغرب القوم: انْتَووْا.

وشَأوٌ مُغرِّب. ومُغَرَّب: بعيد.

وقالوا: هل أطْرَفَتْنا من مُغَرِّبَة خبرٌ، أي: من خبر جاء من بُعد، وقيل: إنما هو: هل من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ.

وقال يعقوب: إنما هو: هل جاءتك مُغَرِّبةُ خّبَرٍ، يعني الخبر الذي يَطرأ عليك من بدل سوى بلدك.

وقال ثعلب: ما عنده من مُغرِّبة خَبَرٍ، تستفهمه أو تنفى ذلك عنه، أي: طريفة.

وغَرَّبت الكلابُ: امعنت في طلب الصيد.

وغَرَّبه، وغَرَّب عليه: تركه بُعْداً.

والغُرْبة، والغُرْب: النُّزوح عن الوطن، قال المُتلمّس:

ألا ابلغا أفناء سَعَد بن مالك رسالةَ مَن قد صار في الغُرب جانبه

والاغتراب، والتغرب، كذلك.

وقد غَرَّبه الدَّهر.

ورجل غُرُب، وغَريب: بعيد عن وطنه، والجمع: غُرباء، والأنثى: غريبة، قال:

إذا كوكبُ الخَرقاء لاح بسُحرة سُهَيْل أذاعت غَزلها في الغَرائِب

أي: فرقته بينهن، وذلك لأن اكثر من يغزل بالاجرة إنما هي غريبة.

واغترب الرجل: نَكح في الغَرَائب، وفي الحديث: "اغتربوا لا تُضْوُوا" أي: لا يتزوج الرجل القرابة فيجيء ولده ضَاويا.

وقِدْح غَريب: ليس من الشجر التي سائر القداح منها.

ورجل غَرِيبٌ: ليس من القوم.

والغَريب: الغامض من الكلام.

وكلمة غريبة.

وقد غرُبت، وهو من ذلك.

وفَرَس غَرْبٌ: مترام بنفسه مُتتابع في حُضره لا يُنْزِعُ حتى يَبْعَد بفارسه.

وعين غَرْبة: بَعيدةُ المَطْرح.

وإنه لغَرْب العَيْن، أي: بعيد مَطرح العين.

والأنثى: غربة العين، وإياها عنى الطّرمّاح بقوله:

ذاك أم حَقْباء بَيْدانة غَرْبةُ العَين جَهاد المَسَامّ

واغرب عليه، وأغرب به: صنع به صُنعاً قبيحاً.

وعنقاءُ مُغْرِبٌ، ومُغْرِبةٌ، وعَنْقاء مُغْرب، على الإضافة، عن أبي علي: طائر عظيم يبعد في طيرانه. وقيل: هو من الالفاظ الدالة على غير معنى.

وأصابه سَهْمُ غَرْبٍ، وغَرَبٍ، إذا كان لا يُدري من رماه.

وقيل: إذا اتاه من حيث لا يدري.

وقيل: إذا تعمّد به غيره فاصابه، وقد يوصف به.

والغَرِب، والغَرَبة: الحدّة.

والغَرب: النشاط والتَّمادي.

وأغرب: اشتد ضحكه ولج فيه.

واستَغْرب عليه الضحك، كذلك.

والغَرْب: الراوية التي يحمل عليها الماء.

والغَرْب: دلْوٌ عظيمة من مسك ثور، مذكر، وجمعه: غروب.

والغَرْب: عرق يسقى ولا ينقطع، وهو كالناسور.

وقيل: هو عرق في العين لا ينقطع سقيه.

والغَرْب: مسيل الدمع حين يخرج من العين.

والغُروب: الدموع تخرج من العين، قال:

مالك لا تذكر أمّ عَمْرٍو إلا لعينيك غروب تجري

واحدها: غَرْبٌ.

وكل فيضة من الدمع: غرب، وكذلك هي من الخمر.

واسْتغرب الدمعُ: سال.

وغَرْبَا العَين. مُقُدَّمها ومُؤَخرها.

والغَرْبُ: بَثرة تكون في العَين تُغذى ولا ترقأ.

وغَربت العين غَرَبا: ورم مَأقها.

وغَرْب الفم: كثرة ريقه وبلله.

وجمعه: غروب.

وغُروب الأسنان: مناقع ريقها، وقيل: اطرافها.

والغَرَب: الماء يسيل من الدلو.

وقيل: هو كل ما انصب من الدلو من لدن رأس البئر إلى الحوض.

وقيل: هو ما بين البئر والحوض أو حولهما من الماء والطين، قال ذو الرمة:

وأدرك المتبقَّي من ثَميلته ومن ثَمائلها واستْنُشيء الغَرَبُ

وقيل: هو ريح الماء والطين.

وأغرب الحوضَ والإناء: ملأهما، قال بشر ابن أبي خازم:

وكأن ظُعْنهمُ غداة تحمَّلوا سُفُنٌ تكفأ في خَليج مُغْرَب

والإغراب: كثرة المال وحُسن الحال، من ذلك، كأن المال يملأ يدي مالكه، وحسن الحال يملأ نفس ذي الحال، قال عدي بن زيد العبادي:

أنت مما لقيتَ يُبْطرك الإغ راب بالطَّيش مُعْجَبٌ مَحبورُ

والغَرَب: الخمر، قال:

دَعيني أصطبح غَرَبا فأُغرِبُ مع الفِتْيان إذ صَبَحوا ثَموداَ

والغَرَب: الذهب.

وقيل: الفضة.

وقيل: جام من فضة، قال الأعشى:

إذا انكبّ أزهرُ بين السُّقاة ترامَوْا به غَرَباً أو نُضارَا

نصب "غربا" على الحال وإن كان جوهرا، وقد يكون تمييزا.

والغَرْبُ: القدح، والجمع: اغراب، قال الأعشى:

باكرَتْه الأغراب في سَنة النَّو م فتَجري خلالَ شَوْك السَّيال

ويُروى: باكَرَتْها.

والغَرَب: ضرب من الشجر، واحدته: غَرَبة، قال: عُودُكَ عود النُّضار لا الغَرَبُ والغَرَب: داء يصيب الشاة فيتمعّط خرطومها ويَسقط منه شَعر العين.

والغارب: الكاهل، من الخُف.

وقيل: الغاربان: مقدم الظهر ومؤخره.

وغوارب الماء: اعاليه، شبه بغوارب الإبل.

وقيل: غارب كل شيء: أعلاه.

والغُرابان: طرفا الوركين الأسفلان اللذان يَليان أعالي الفخذين.

وقيل: هما رؤوس الوركين وأعالي فروعهما.

وقيل: بل هما عظمان رقيقان أسفل من الفراشة.

وقيل: هما عظمان شاخصان يبتدان الصلب.

والغرابان، من الفرس والبعير: حرفا الوركين اللذان فوق الذنب حيث التقا رأسا الورك اليمنى واليسرى.

والجمع: غِرْبَان.

وقيل: الغِربان: أوراك الإبل أنفسها، انشد ابن الأعرابي:

سأرْفَع قولاً للحصَين ومُنذر تَطير به الغِرْبان شَطْر المواسم

قال: الغِرْبان، هنا: أوُراك الإبل، أي: تحمله الرواة إلى المواسم.

والغراب: طائر، والجمع: اغربة، واغرُب، وغربان، وغُرُب؛ قال: وانتم خِفافٌ مثل اجنحة الغُرُبْ وغرابين: جمع الجمع.

وقوله:

زمان على غُرَابٌ غُدافٌ فطَيَّره الشيبُ عَنِّي فطارا

إنما عنى به شدة سواد شعره زمان شبابه، وقوله: فطيره الشيب، لم يرد أن جوهر الشعر زال، لكنه أراد أن السواد أزاله الدهر فبقى الشعر مُبْيضا.

وغُراب غارب، على المبالغة، كما قالوا، شعر شاعرٌ، وموت مائتٌ، قال رؤبة: فازجُرْ من الطير الغراب الغاربا والغُراب: اسم فرس لغَنيّ، على الشبيه بالغُراب من الطير.

ورِجْلُ الغُراب: ضرب من صرّ الإبل شديد، لا يقدر الفصيل على أن يرضع معه ولا يَنحل.

وأصَرّ عليه رجلَ الغراب: ضاق عليه الأمر.

وكذلك: صرّ عليه رجل الغراب، قال الكميت:

صَرّ رجلَ الغراب ملكُكَ في النا س على من أراد فيه الفُجورا

ويروى: صُرَّ رِجْلَ الغراب مُلْكُك.

واغربة العَرب: سُودانهم، شبهوا بالأغربة في لونهم.

والاغربة في الجاهلية: عنترة، وخفاف بن ندبة السلمي، وأبو عُميرة الحباب السلمي أيضا، وسُليك ابن السُّلكة، وهشام بن عُقبة بن أبي مُعيط، إلا أن هشاماً، هذا، مُخضرم، وقد وَلِىَ في الإسلام.

قال ابن الأعرابي: وأظنه قد وَلى الصائفة وبعض الكُوَر.

ومن الاسلاميين: عبد الله بن خازم الإسلامي، وعُمير بن أبي عُمير بن الحباب السُّلمي، وهمام ابن مُطرِّف التَّغلبي، ومُنتشر بن وهب الباهلي، ومَطَر ابن أوفى المازني، وتأبَّط شرًّا، والشَّنْفري، وحاجز، كل ذلك عن ابن الاعرابي، ولم ينسب حاجزا، هذا، إلى أب ولا أم ولا حي ولا مكان، ولا عَرَّفه بأكثر من هذا.

وطار غرابها بجرادتك، وذلك إذا فات الأمر ولم يطمع فيه، حكاه ابن الأعرابي.

واسودُ غُرابيّ، وغِربيب: شديد السواد.

والغِربيب: ضرب من العنب بالطائف شديد السواد، وهو أرق العنب وأجوده وأشده سوادا.

والغَرْب: الزَّرَق في عين الفَرس مع ابيضاضها.

وعينٌ مُغْرَبة: زَرقاء بيضاء الأشفار والمحاجر، فإذا ابيضت الحدقة، فهو اشد الإغراب.

والمُغْرَب، من الإبل: الذي تبيض اشفار عَينيه وحَدقتاه وهُلْبه وكل شيء منه.

والمُغْرب، من الخيل: الذي تتسع غُرته في جهته حتى تجاوز عينيه.

وقيل: الإغراب: بياض الأرفاغ مما يلي الخاصرة.

وقيل: المغرب: الذي كل شيء منه ابيض، وهو اقبح البياض.

والمُغْرَب: الصُّبح، لبياضه.

والغُراب: البرد، لذلك.

واغرب الرجل: ولدٌ له ولد ابيض.

والغَربيّ: صبغ احمر.

والغربيّ: فضيخُ النبيذ.

وقال أبو حنيفة: الغربي: يتخذ من الرُّطب وحده، ولا يزال شاربه مُتماسكا ما لم تُصبه الرِّيح، فإذا برز إلى الهواء وأصابته الريح ذهب عقله، ولذلك قال بعض شُرَّابه:

إن لم يكن غَربيّكم جيدا فنحن بأنه وبالرَيح

والغَرْب، بسكون الراء: شجرة ضَخمة شاكة خَضراءُ حجازية، وهي التي يُعمل منها الكحل الذي تُهْنأ به الإبل.

واحدته: غَرْبة.

وغُرَّبٌ: جَبل فيه ماء يقال له: الغُرْبة، والغُرُبَّة، وهو الصحيح.

والغٌرابيّ: ضرب من التمر، عن أبي حنيفة.

مقلوبه: - غ ب ر -

غَبر الشيء يغبر غبوراً: مكث وذهب.

ورجل غابر، وقوم غُبَّر: غابرون.

والغابر، من الليل: ما بقي منه.

وغُبْرُ كل شيء: بقيته،و الجمع: اغبار، وهو الغُبَّر أيضا، وقد غلب ذلك على بقية اللبن في الضَّرع، وعلى بقية دم الحيض، قال أبو كبير:

ومُبرَّأ من كُل غُبَّر حَيْضة وفَساد مُرْضِعة وداء مُغْيل

وتزوج رجل من العرب امرأة قد اسنت، فقيل لهفي ذلك، فقال: لعلي اتغبر منها ولدا، فولدت له غُبَر، وهو غُبَر بن غَنم بن يَشكر بن بكر بنوائل.

وناقة مِغْبار: تَغْرُز بعدما تغرز اللواتي يُنْتَجْن معها.

ونعت اعرابي ناقة، فقال: إنها مِعْشار مشكار مِغبار، فالمغبار، ما ذكرناه آنفا، والمشكار: الغزيرة على قلة الحظ من المرعى. والمعثار، قد تقدم في حرف العين.

وداهية الغَبَر: داهية لا يُهتدى لمثلها، قال:

أنت لها مُنذِر من بَين البَشَرْ داهيةٌ الدَّهر وصمَّاء الغَبَرْ

وقيل: داهية الغَبر: الذي يعاندك ثم يرجع إلى قولك.

وحكى أبو زيد: ما غَبَّرْتَ إلا لطلب المراء.

والغبر، بغيرها هاء: التراب، عن كراع.

والغَبَرة، والغُبار: الرَّهج.

وقيل: الغَبَرة: تردُّد الرَّهج، فإذا ثار سُمِّي: غُبارا.

والغُبرة: الغُبار، أيضا، انشد ابن الأعرابي:

بعَينيّ لم تستأنسا يو غُبْرة ولم ترد أرضَ العَراق فثرمدا

وقوله، انشد ثعلب:

فرَّجتَ هاتيك الغُبَرْ عنا وقد صابَت بِقُرْ

لم يُفسره، وعندي انه عنى: غُبَر الجدْب، لأن الأرض تَغَبرّ إذا اجدبت، وعندي أن "غُبَر" هذا موضع.

وأغبر اليوم: اشتد غباره، عن أبي علي.

وطُلب فلانا فما شُق غُباره، أي: لم يدركه.

وغبَّر الشيء: لَطَّخه بالغبار.

وتَغبّر: تلطخ به.

واغبر الشيء: علاه الغبار.

والغَبْرة: لُطخ الغُبار.

والغُبْرة: لونه.

وقد غَبِر، واغْبرّ، وهو اغبر.

والاغبر: الذئب للونه.

والمغبار، من النخل: التي يعلوها الغبار، عن أبي حنيفة.

والغَبراء: الارض، لغُبرة لونها، أو لما فيها من الغُبار.

وجاء على غبراء الظهر، وغُبيراء الظهر يعني: الأرض.

وتركه على غُبَيْراء الظهر، أي: ليس له شيء. والوطأة الغَبْراء: الجديدة، وقيل: الدراسة.

وسنة غبراء: جَدْبة.

وبنو غبراء: الفقراء.

وقيل: الغرباء.

وقيل: هم القوم يجتمعون للشراب من غير تعارف، قال:

رَأيت بني غَبراء لا يُنكرونني ولا أهْلُ هذاك الطِّراف المُمدَّد

قال آخر:

وبنو غبراء فيها يتعاطَوْن الصِّحافا

يعني: الشُّرب.

والغبراء: اسم فرس.

والغبراء: أنثى الحَجل.

والغبراء، والغبيراء: نبات سُهليّ.

وقيل: بقلب ذلك، الواحد والجميع فيه سواء. فأما هذا الثمر الذي يقال له: الغُبيراء، فدخيل. قال أبو حنيفة: الغُبيراء: شجرة معروفة، سُميت غُبيراء للون ورقها وثمرتها إذا بدت، ثم تحمر حمرة شديدة، وليس هذا الاشتقاق بمعروف.

قال: ويقال لثمرتها: الغبيراء.

قال: ولا تذكر إلا مصغرة.

والغُبيراء: السُّكُرَّكَة، وهو شراب يُعمل من الذرة.

والغَبراء، والغَبَرة: أرض كثيرة الشجر.

والغِبْرُ: الحقد، كالغِمْر.

وغَبِر العِرْقُ غَبَراً، فهو غَبِر: انتقض، قال:

فهو لا يبرأ ما في صَدره مثل ما لا يَبرأ العِرْقُ الغَبِر

وغَبِر الجُرْحُ غَبَراً، إذا تنفض بعد البرء.

وقيل: الغَبر: فساد الجرح أيا كان، انشد ثعلب: أعيا على الآسي بعيداً غَبَرُهْ قال: معناه: بعيدا فساده، يعني أن فساده إنما هو في قعره وما غمض من جوانبه، فهو لذلك بعيد لا قريب.

وأغْبر في طلب الشيء: انْكمش.

واغبرت علينا السماء: جَدَّ وَقْع مطرها.

والغُبْران: بُسرتان أو ثلاث في قِمع، ولا جمع للغُبران من لفظه.

وقال أبو حنيفة: الغُبرانة، بالهاء: بلحات يَخرجن في قمع واحد.

والغَبِير: ضَرب من التمر.

والغُبرور: عُصيفير اغبر.

والمُغبوْر، بضم الميم، عن كراع، لغة في "المُغْثور"، والثاء أعلى.

مقلوبه: - ر غ ب -

الرَّغْب، والرُّغْب، والرَّغَب، والرَّغْبة، والرَّغَبوت، والرُّغْبى، والرُّغْبى، والرُّغْباء: الضراعة والمسألة.

وقد رَغب إليه، ورَغبه هو، عن ابن الأعرابي، وانشد:

إذا مالت الدُّنيا على المرء رغبَّت إليه ومال الناس حيث يميل

ورغّبه: أعطاه ما رَغب، وقال ساعدةُ بن جُؤية:

لقُلت لدَهري إنه هو غَزْوتي وإني وإن رَغَّبتي غير فاعل

ودعا الله رَغبة، ورُغبة، عن ابن الأعرابي.

ورَغب في الشيء، رَغْباً، ورَغْبَة، ورَغْبى، ورَغَباً: أراده.

والرَّغيبة: الأمر المرغوب فيه.

ورَغِب عن الشيء: تركه متعمداً.

ورغب بنفسه عنه: رأى لنفسه عليه فضلا.

والرُّغْب: كثرة الأكل وشدة النهمة والشره، وفي الحديث: "الرُّغْب شؤم".

وقد رَغُب رُغُباً ورغبا، فهو رَغيب.

وأرض رَغَابٌ، ورُغب: تأخذ الماء الكثير، ولا تسيل إلا من مطر كثير.

وقيل: وهي اللينة الواسعة الدمثة.

وقال أبو حنيفة: واد رغيب: ضخم كثير الاخذ.

وقد رَغُب رُغْبا ورُغُبا.

وكل ما اتسع، فقد رَغُب رُغْباً.

ووادٍ رُغُبٌ: واسع.

وطريق رَغِبٌ، كذلك.

والجمع: رُغُبٌ، قال الحطيئة:

مستهلك الوِرد كالأُستِيّ قد جَعلتْ أيدي المطي به عاديةً رُغُبَا

ويُروى: رُكبا، جمع: ركوب، وهي الطريق التي بها آثار.

وحمْلٌ رغيب، ومُرتغب: ثقيل، قال ساعدة ابن جؤية:

تَحوَّبُ قد ترى أني لحَمْل على ما كان مُرتغِب ثقيل

وفرس رَغيب الشَّحوة: كثير الاخذ من الأرض بقوائمه، والجمع: رغَاب.

ورجل مُرْغِبٌ: مَيِّلٌ غنيٌّ، عن ابن الأعرابي، وانشد:

ألا لا يَغُرَّنَّ امرأً من سَوامِه سوامُ أخٍ دانيِ القَرابة مُرْغِبِ

والرُّغْبانة، من النَّعل: العُقدة التي تحت الشِّسع.

وراغب، ورُغَيب، ورَغْبان، أسماء.

ورَغباء:بئر معروفة، قال كثير عزة:

إذا وردت رَغباء في يوم وردها قَلُوصي دعا أ عطاشه وتَبل!َدا

والمِرْغابُ: نَهر بالبصرة.

ومَرْغابين: موضع.

مقلوبه: - ب غ ر -

بَغر الرجل بَغْراً، وبَغِر، فهو بَغِر،و بَغِير: لم يرو، وأخذه من كثرة الشرب داء، وكذلك البعير.

والجمع: بَغَارى، وبُغَاَرى.

وماءٌ مَبْغرة: يصيب عنه البَغَرُ.

والبَغْرة: قوة الماء.

والبَغْر، والبَغَر: والبَغرة: الدَّفعة الشديدة من المطر.

بَغِرت السماء بَغَراً.

وقال أبو حنيفة: بُغِرت الأرض: أصابها المطر فليّنها قبل أن تُحرثَ، وإن سقاها أهلها قالوا: بَغرناها بَغْراً.

والبَغْرة: الزرع يزرع بعد المطر فيبقى فيه الثرى حتى يُحْقل.

وذهب القوم شَغَر بَغر، وشِغَر بِغَر، أي: متفرقين.

مقلوبه: - ر ب غ -

خذه برَبَغه، أي: بحدثانه ورباته.

وقيل باصله.

والرَّبْغ: التراب المدّقق، كالرَّفغ.

والأرْبَغ: الكثير من كل شيء، وهي الرَّباغة.

والإرباغ: إرسال الإبل على الماء،كلما شاءت وردت بلا وقت، هكذا رواه أبو عبيد، والصحيح: الارباع، وقد تقدم في "العين".

ويربغ، وارباغ: موضعان، قال الشنفري:

وأُصِبحُ بالعَضْداء ابغي سرَاتهم واسْلِك خِلاًّ بين أرْباغَ والسَّرْدِ

مقلوبه: - ب ر غ -

البَرْغ، لغة في: المرغ، وهو اللعاب.

الغين والراء والميم

غَرِم غُرْماً، وغرامَة، واغْرمه، وغَرّمه.

والغُرْم: الدَّين.

ورجل غارم: عليه دَين، وقوله عز وجل: -و الغارمين وفي سبيل الله- قال الزجاج: الغارمون: هم الذين لزمهم الدين في الحمالة، وقيل: هم الذين لزمهم الدين في غير معصية.

والغريم: الذي له الدين، والذي عليه الدين جميعا، والجمع غرماء.

فأما ما حكاه ثعلب في خبر، من انه لما قعد بعض قريش لقضاء دينه اتاه الغُرَّام فقضاهم دينه، فالظاهر انه جمع، "غَريم" وهذا عزيز، لأن "فعيلا" لا يجمع على "فُعَّال"، إنما "فُعَّال" جمع "فاعلٍ"، وعندي أن "غُراماً" جَمْعُ: مُغَرِّمٍ، على طرح الزائد، كأنه جمع "فاعلٍ"،من قولك: غَرَّمه، أي: غرمه، وإن لم يكن ذلك مقولا، وقد يجوز أن يكون "غارم" على النسب، أي: ذو إغرام أو تغريم، فيكون "غُرَّام" جمعاً له، ولم يقل ثعلب في ذلك شيئا.

وغُرِّم السحابُ: أمطر، قال أبو ذؤيب يصف سحابا:

وهَي خَرْجُه واستُحِيل الرَّبا ب منه وغُرِّم ماءً صريحاً

والغَرام: اللازم من العذاب والبلاء والحب، وما لا يستطيع أن يتفصى منه.

وقال الزجاج: هو اشد العذاب، وانشد:

ويومُ النَّار ويوم الجفا ركانا عذاباً وكانا غراما

ورجل مُغْرَم: مولع بعشق النساء وغيرهن.

وفلان مُغرم بكذا، أي: مبتلى به، وفي حديث علي، عليه السلام: فَمن اللَّهِج باللَّذَّة والسَّلِسُ القياد إلى الشهوة، أو المغرم بالجمع والادخار.

مقلوبه: - غ م ر -

ماء غَمْر: كثير مغرق،و جمعه: غِمار، وغُمور.

ورجل غَمْر: واسع الخلق كريم.

ورجل غمر الرداء: كُثير المعروف، وإن كان رداؤه صغيرا، قال كثير:

غَمْر الرداء إذ تبسّم ضاحكا عَلقت لِضَحْكته رِقاُب المالِ

وكله على المثل.

وغَمر البحر: معظمه، وجمعه: غِمار، وغُمور.

وقد غَمر الماء غَمارةً، وغُمورة، وكذلك الخلق.

وغمره الماء يَغْمُره غَمْراً،و اغتمره: غَطّاه.

وجيش يَغْتمر كلَّ شيء، يغطِّيه ويستغرقه، على المثل.

ونخل مُغتمر: يشرب في الغَمرة، عن أبي حنيفة، وانشد قول لبيد في صفة النخل:

يَشْربن رِفُهاً عِراكاً غير صادرةٍ فكلُّها كارعٌ في الماء مُغْتمرُ

وفرسٌ غَمْرٌ: جواد كثير العدو، قال العجاج: غَمْرَ الأجارِي مِسَحًّا مِهْرجَا وغَمْرة كل شيء: مُنْهَمكه وشدّته، كغَمْرة الهم والموت ونحوهما.

وغَمَرات الحرب، وغِمارها: شدائدها، قال:

وفارس في غِمار الموتِ منغمس إذا تألَّى على مَكْروهه صدقا

وجمع السلامة اكثر.

وهو في غضمرة من لهو وشَبِيبة وسُكْر، كله على المثل.

والمُغامر، والمُغمِّر: الملقى بنفسه في الغمرات.

وغَمرة الناس، وغَمْرُهم، وغُمارهم، وغِمارهم: جماعتهم ولَفيفُهم.

واغْتَمر في الشيء: اغتْمس.

وطعام مُغتمر، إذا كان بقشره.

والغَمير: شيء يخرج في البُهمى في أول المطر، رَطباً في يابس، ولا يعرف الغَمير في غير البُهمى.

وقال أبو حنيفة: الغمير: حب البهمى الساقط من سُنبله حين يَيْبَس.

وقيل: الغمير: ما كان في الأرض من خُضْرَة قليلا، إما ريحة وإما نباتا.

وقيل: الغمير: النبت ينبت في اصل النبت حتى يًغمره.

وقيل: هو الأخضر الذي غمره اليًيبس، يذهبون إلى اشتقاقه، وليس بقوي.

والجمع: أغمراء.

وتغمرت الماشية: أكلت الغمير.

وغمره: علاه بفضله وغطاء.

ورجل مَغمور.

والغُمَر: قَدح صغير يتصافن به القوم في السفر إذا لم يكن معهم من الماء إلا يسير، على حصاة يلقونها في إناء، ثم يُصب فيه من الماء قدر ما يغمر الحصاة، فيسقاها كل رجل منهم، قال اعشى باهلة:

تكفيه حُزَّةُ فِلْذٍ إن ألمّ بها من الشِّواء ويُرْوِى شُرْبَه الغُمَرُ

والتَّغَمُّر: الشرب بالغُمَر.

وقيل: التغمُّر: اقلُّ الشرب.

وتَغمَّر البعير: لم يَرْوَ من الماء، وكذلك العَيْر، وقد غَمَّره الشُّربُ، قال:

ولست بصادرٍ عن بيت جاري صُدور العِير غَمَّره الوُرُودُ

وحكى ابنُ الأعرابي: غَمَّره أصْحُناً: سقاه إياها، فعداًه إلى مفعولين.

وقال أبو حنيفة: الغامرة: النخل التي لا تحتاج إلى السقي.

قال: ولم أجد هذا القول معروفا.

وصبيُّ غُمْرٌ، وغَمْرٌ، وغَمَرٌ، وغَمِرٌ، ومُغَمَّرٌ: لم يُجرّب الأمور،و قد غَمُر غَمارة. ويُقتاس من ذلك لكل من لا غَناء عنده ولا رأي.

ورجل غُمْرٌ، وغَمِر: لا تجربة له بحرْب ولا أمر، وقد رُوى بيت الشماخ:

لا تَحسَبنِّي وإن كنتُ امرأ غَمِراً كحية الماء بين الصَّخر والشِّيدِ

فلا ادري أهو إتباع أم هو لغة؟ وهم الاغمار.

وامرأة غَمِرَة: غِرُّ.

والغُمْرة: طلاء تطلى به العروس.

والغُمْرة، والغُمر: الزعفران.

وقيل الورس.

وثوب مُغَمَّر: مصبوغ بالزعفران.

وجارية مُغَمَّرة: مطلية.

ومُغْتمِّرة، ومغتمرة:متطلية.

والغَمَر: ريح اللحم وما يعلق باليد من دسمه.

وقد غَمِرت يده غَمَراً، فهي غَمِرة.

والغِمْر، والغَمْر: الحقد، والجمع: غُمور.

وقد غَمِر صدره غِمْراً وغَمَراً.

والغامر من الأرض والدُّور: خلاف العامر.

وقال أبو حنيفة: الغامر، من الأرض كلها: ما لم يستخرج حتى يصلح للزرع والغرس.

والغَمْر، وذات الغَمْر، وذو الغَمْر: مواضع، وكذلك: الغُمَيْر، قال:

هَجرتُك أياما بذي الغَمر إنني على هَجر أيام بذي الغمر نادمُ

وقال امرؤ القيس:

كأثل من الأعراض من دون بِيشة ودُون الغُمير عامدات لغَضْوَرَا

وغَمْرٍ، وغُمَير، وغامِر، أسماء.

وغَمرة: موضعٌ بطريق مكَّة.

مقلوبه: - ر غ م -

الرَّغم، والرُّغم، والرِّغْم: الكَرْه.

وقد رَغمه، ورَغَمه، يَرْغَم.

ورَغمت السائمة المرعى، تَرْغَمه: كرهتْه، وقال الشاعر:

وكُنَّ بالرَّوض لا يَرْغَمن واحدةً من عَيشهن ولا يَدْرين كيف غَدُ

ورَغِم انفي لله، ورَغَم، يَرْغَم ويَرْغُم، الأخيرة عن الهجري: كله: ذلّ عن كُره.

وأرغمه الذُّلُّ.

وفي الحديث: "إذا صلى احدكم فَلْيُزم جبهته وانفه الأرض حتى يخرج منه الرَّغم، معناه: حتى يخضع ويذل ويخرج منه كبر الشيطان.

والمَرْغَم، والمَرْغِم: الأنف.

ورَغِم انفُه: خضع.

ورَغَّمه: قال له: رُغْما رُغمَا، كما تقول: سقاه ورعاه، أي: قال له: سقيا ورعيا.

ولأفعلن ذلك ورَغْماً وهواناً، نصبه على إضمار الفعل المتروك إظهاره.

ورجل راغمٌ داغم، إتباع.

وقد ارغمه الله، وادغمه.

وقيل: ارغمه: اسخطه، وادغمه، بالدال: سّودَه.

وشاة رَغْماء: على طرف انفها بياض أو لون يُخالف سائر بدنها.

وامرأة مرغامة: مُغضبة لبعلها، وفي الخبر، قال: بينا عُمر بن الخطاب، رحمه الله، يطوف بالبيت إذ رأى رجلا يطوف وعلى عنقه مثل المهاة وهو يقول:

عُدْتُ لهذى جَمَلاً ذَلولا موطأ أتَّبِعُ السُّـهـولاَ

اعَدِلها بالكَفّ أنْ تَمِيلا أحذَر أن تسقط أو تَزُولا

أرجو بذاك نَائِلاً جزيلا فقال له عمر: يا عبد الله، من هذه التي وهبت لها حجك؟ قال: امرأتي يا أمير المؤمنين، أما إنها حمقاء مرغامة، اكول قامة، ما تبقى لها خامة، قال: مالك لا تطلقها؟ قال: يا أمير المؤمنين، هي حسناء فلا تفرك، وأم صبيان فلا تترك، قال: فشانك بها إذا.

والرَّغام: التراب اللين وليس بالدقيق.

وقيل: الرَّغام: رمل مختلط بتراب.

وأرغم الله انفه، ورغَّمه: ألزقه بالرَّغام.

ورَغم الأنف نفسُه: لزق بالرغام.

والرَّغام، والرُّغام: ماء يسيل من الأنف، وقيل: هو المخاط، والجمع ارغمة.

وخصّ اللحياني به الغَنم والظباء.

وأرْغمتْ: سال رُغامها، وقد تقدم ذلك في العين.

والمُراغمة: الهجران والتباعد.

وأرغم أهلَه، وراغمهم: هجرهم.

وراغَم قومه: نبذهم.

والمُراغَم: السّعة والمضطرب، وفي التنزيل: -يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة-.

والمُراغَم: الحصن، كالْعصَر، عن ابن الأعرابي، وانشد:

كطَوْد يُلاذ بأركانه عزيز المُراغَمِ والمَهْرَبِ

ومالي عن ذلك مَرْغَمٌ، أي: منع ولا دفع.

والرُّغامَي:زيادةُ الكبد.

وقيل: هي قَصبة الرئة، قال أبو وجزة السعدي:

شاكَت رُغامي قَذوف الطَّرف خائفة هَول الجَنان وما هَمَّت بإدلاجِ

والرُّغامي: الأنف.

والرُغامَي: نبت، لغة في "الرُّخامي".

والترغّم: الغَضب بكلام وغيره، والتزغَّم بكلام، وقد روى بيت لبيد: على خَير من يُلْقى به من تَرَغَّما ومن تَزَغَّما.

ورُغيم: اسم.

مقلوبه: - م غ ر -

المَغَرة، والمَغْرة: طين احمر يُصبغ به.

وثوب مُمَغَّرٌ: مَصبوغ بالمَغرة.

وبُسر مُمغَّر: لونه كلون المغَرة.

والأمغر، من الإبل: الذي على لون المغَرة.

والمَغَر، والمُغْرَة: لونٌ إلى الحمرة.

وفرسٌ أمغر: من المغرة، ليس بناصع الحُمرة.

وصقر امغَر، كذلك.

والامغر: الأحمر الشعر والجلد.

والامغر: الذي في وجهَه حمرة وبياض صافٍ.

وقيل: المَغَر: حمرةٌ ليست بالخالصة.

ولبن مَغِيرٌ: احمرٌ يخالطه دم.

وأمغرت الشاة والناقة، وهي مُمغر: احمر لبنها ولم تُخرط.

وقال اللحياني: هو أن يكون في لبنها شُكْلة من دم، أي: حمرة واختلاط، فإن كان ذلك لها عادة، فهي مِمغارٌ.

ونخلة ممغارٌ: حمراء التمر.

ومَغر في البلاد: ذهب وأسرع.

ومغر به بعيرُه: أسرع.

ومَغرت في الأرض مَغْرَةٌ من مَطْرة، وهي مطرة صالحة.

وابن مَغراء، شاعر.

وقول عبد الملك لجرير: يا جرير: مَغِّصر لنا، أي: انشدنا قول ابن مغراء.

ومَغْران: اسمُ رجل.

وماغِرَة: اسمُ موضع.

مقلوبه: - ر م غ -

رمغ الشيء يَرْمغه رمغاً: دلكه بيده كما تدلك الأديم ونحوه.

ورُمَاغ، ورِماغ: موضع.

مقلوبه: - م ر غ -

المَرغ: المخاط.

وقيل: المَرغ: لعاب الشاء، وهو في الإنسان مستعار، كقولهم: أحمق ما يَجْأى مرغُه، أي: لا يستر لعابه.

وعم به بعضهم، وقصره ابن الأعرابي على الإنسان فقال: المَرْغ للإنسان:و الرُّوال، غير مهموز، للخيل، واللغام للإبل.

وأمرغ: نام فسال مَرغُه من ناحيتي فمه.

والأمرغ: الذي يَسيل مرغه.

والمَرغ: إشباع الدُّهن.

وأمرغ العجين: اكثر ماءه فلم يقدر أن يُوبسه.

ومَرِغ عرضُه: دنِس.

وأمرغه هو، ومَرّغه: دنَّسه.

ومَرَّغه في التراب، فتمرغ: ومارغه، كلاهما الزقه به.

والاسم: المَراغة.

ومَراغة الإبل: متمرّغها.

والمَراغة: الأتان التي لا تمتنع من الفحول، وبذلك لقب جرير: ابن المراغة.

وقيل: لأن كليبا كانت أصحاب حُمر.

ومَرغت الإبلُ العشب مرغاً: أكلته، عن أبي حنيفة.

الغين واللام والنون

بِعْتُه بالغَلانية، أي: الغلاء، هذا معناه، وليس من لفظه، وقول الأعشى:

وذا الشَّنءْ فاشْنأة وذاَ الوُدّ فاجْزِه على وُدِّه أو زِدْ عليه الغَلانياَ

وهو من هذا، إنما أراد الغلاء، أو الغالي، فإن قلت: فإن وزن "الغلانيا" هنا "الفعالي"، وقد قال سيبويه: إن الهاء لازمة لفعالية، قيل له: قد يجوز أن يكون هذا مما لم يَروه سيبويه، وقد يكون أن يريد الأعشى الغلانية، فحذف الهاء ضرورة، ليسلم الروى من الوصل، لأن هذا الشعر غير موصول، ألا ترى أن قبل هذا: متى كنتٌ زَرَّاعاً اجُرُّ السوانا والقِطعة معروفة من شعره، وقد يكون "الغلانيا" جمع: غلانية، وإن كان هذا في المصادر قليلا.

مقلوبه: - ل غ ن -

اللَّغْن: الوترة التي عند باطن الأذن، إذا استقاء الإنسان تمددت.

وقيل: هي ناحية من اللهاة مشرفة على الحلق، والجمعُ: ألغانٌ، وهو اللُّغْنون.

واللُّغْنون أيضا: الخيشوم، عن ابن الأعرابي.

والغَانَّ: النَّبْتُ: طال والتف.

ولَغَنّ، لغة في "لعل".

مقلوبه: - ن غ ل -

نَغِل الأديمُ نَغَلاً، فهو نَغِل: فَسد في الدّباغ.

وأنغله هو، قال قيسُ بن خُويلد:

بَني كاهلٍ لا تُنغِلُنّ أديِمها ودَعْ عنك أفصْىَ ليس منها أديمُها

والاسم: النَّغَلة.

ونَغل الجُرح نَغَلا: فَسد.

وجَوْزة نَغلة: متغيِّرة.

ورَجل نَغِل، ونَغْل: فاسد النسب.

والنَّغْل: ولد الزنية، والأنثى: نغلة، والمصدر أو اسم المصدر منه: النِّغْلة.

وفيه نَغَلة، أي: نميمة.

وانغلهم حديثا سمعه: نَمّ إليهم به.

الغين واللام والفاء

الغِلاف: الصوان، وما اشتمل على الشيء، كقميص القلب، وغرقى البيض، وكمام الزهر، وساهور القمر، والجمع: غلف.

وغَلَف القارورة وغيرها، وغلّفها، وأغلفها: أدخلها في الغلاف.

وأغلف السكين: ادخلها في الغلاف.

وقلب اغلف، كأنه غشى بغلاف فهو لا يعي شيئا، وفي التنزيل: -و قالوا قلوبنا غلف-.

وقيل: معناه: صُمٌّ.و من قرأ "غُلُف" أراد جمع: غلاف، أي: إنها اوعية للعلم، ولا يكون جمع: أغلفَ، لأن "فُعُلا" لا يكون جمع "أفْعل" عند سيبويه، إلا أن يضطر شاعر، كقول طرفة: جَرَّدوا منها وِرَاداً وشُقُر والغُلْفتان: طرفا الشاربين، مما يلي الصِّماغين.

والغُلفة: القُلفة.

وغلام اغلف: لم يختتن، كأقْلف.

وعام أغلف: مُخصب كثير نباته.

وعيش أغلف: رَغد واسع.

وغَلَف لحيته بالطيب والحناء، وغَلَّفها: لطَّخها. وكرهها بعضهم وقال إنما هو غلاَّها.

وتغلّف الرجلُ بالغالية وسائر الطيب، واغتلف، الأولى عن ثعلب.

والغَلْف: شجر يُدبغ به.

وقيل: لا يدبغ به إلا مع الغَرف.

والغَلِف، بفتح الغين وكسر اللام: نبت شبيه بالحَلق، ولا ياكله شيء إلا القُرود، حكاه أبو حنيفة.

والغُلْفة وغَلْفان: موضعان.

وبنو غَلْفان: بطن.

والغَلفاء: لقب سَلمة، عم امرئ القيس.

وابن غَلفاء، من شُعرائهم، يقول:

ألا قالت أمامةُ يوم غَوْل تقطَّع بابن غلفاء الحِبالُ

مقلوبه: - غ ف ل -

غفل عنه يَغفُل غُفولا، واغفله: تركه وسها عنه.

قال سيبويه: غَفَلْتُ: صرْتُ غافلا.

واغفلته، وغَفلت عنه: وصَّلْتُ غَفَلى إليه.

وقوله تعالى: -و كانوا عنها غافلين-، يصلح أن يكون، والله اعلم: كانوا في تركهم الأيمان بالله، والنظر فيه، والتدبير له، بمنزلة الغافلين، ويجوز أن يكون: وكانوا عما يراد بهم من الإثابة عليه غافلين.

والاسم: الغَفْلة، والغَفَل، قال:

إذ نحن في غَفَل وأكبر همنا صرْف النَّوى وفراقنا الجيرانا

والتغافل: تعمُّد الغّفلة، على حد ما يجيء عليه هذا النحو.

والتَّغفيل: أن يكفيك صاحبك وأنت غافل لا تعنى بشيء.

والتغفُّل: ختل في غَفلة.

والمُغفَّل: الذي لا فطنة له.

والغَفول، من الإبل: البلهاء التي لا تمتنع من فصيل يرضعها، ولا تبالي من حلبها.

والغُفْل: المقيد، الذي أغفل فلا يرجى خيره، ولا يخشى شره.

والجمع اغفال.

وكل ما لا علامة فيه من الأرضين والطرق ونحوها: غفل، والجمع كالجمع.

وحكى اللحياني: أرض غفال، كأنهم جعلوا كل جزء منها غُفْلاً.

وكذلك كل ما لا سمة عليه من الإبل والدواب.

وناقة غفل: لا توسم، لئلا تجب عليها صدقة، وبه فسر ثعلب قول الراجز:

لا عيشَ إلا كُلَّ صَهباء غُفُل تناولُ الحَوض إذ الحوض شُغِلْ

وقِدْحٌ غُفْلٌ: لا خَير فيه، ولا نَصيب له، ولا غُرم عليه، والجمع كالجمع.

وقال اللِّحياني: قداح غُفْلٌ، على لفظ الواحد: ليست فيها فُروض، ولا لها غنم، ولا عليها غُرم، وكانت تُثقل بها القداح كراهية التُّهَمة، يعني بتثقل: تُكَثر.

قال: وهي أربعة، اولها المُصدَّر، ثم المُضعَّف، ثم المنيح، ثم السَّفيح.

ورجل غُفْلٌ: لا حسب له.

وقيل: هو الذي لا يُعرف ما عنده.

وشاعر غُفْل: غير مسمىًّ ولا معروف، والجمع: اغفال.

وشعر غُفْل: لا يعرف قائله.

وأرض غُفل: لم تمطر.

وغَفَل الشيء: ستره.

وغُفْل الإبل، بسكون الفاء: أوبارها، عن أبي حنيفة.

والمَغْفَلة: العَنفَقة، عن الزجاجي.

وغافل وغفلة، اسمان.

وبنو غُفْيلة، وبنو المُغفَّل بطون.

مقلوبه: - ل غ ف -

لَغِف ما في الإناء لَغفاً: لَعِقه.

ولَغِف الرجلُ والأسد لَغْفاً، وألغَف: حدد نظره.

ولاغف الرجل: صادقه.

واللغيف: الصديق، والجمع: لُغفاء.

واللغيف، أيضا: الذي يؤاكل اللصوص، والجمع كالجمع.

مقلوبه: - ف ل غ -

فَلغ رأسه فَلغاً، مثل ثلغه: إذا شدخه، حكاه يعقوب في البدل، أي إن فاء "فلغ" بدل من ثاء "ثلغ".

ويقال للفقير. بالسريانية: فالغا، واعربته العرب فقالت: فِلْجٌ.

الغين واللام والباء

غَلبه يَغْلِبه غَلْباً وغَلَباً، وهي افصح، وغَلَبة، ومَغْلباً، ومَغْلَبة، قال أبو المثلَّم:

ريّاءُ مَرْقبةٍ مَنّاعُ مَغْلَبة رَكّاب سَلْهبة قَطاع أقران

وغُلُبَّى، وغِلبَّى، عن كراع، وغُلُبَّة، وغَلْبَّة، الأخيرة عن اللحياني: قهره.

وقالوا: أتذكر أيام الغُلُبَّة، والغُلُبَّى، والغِلبَّى؟ أي: أيام الغَلبة، ولم يقولوا: لمن الغَلَبُ، والغَلَبة، ولم يقولوا: لمن الغَلْبُ.

ورجل غالب، من قوم غَلَبة، وغَلاّب، من قوم غلاّبين، ولا يكسر.

ورجل غُلْبة،و غَلُبّة: كثير الغلبة.

وقال اللَّحياني: شديد الغلبة.

وقال: لَتجدنّه غُلُبَة عن قليل، وغُلُبَّة، أي: غلاَّبا.

وغُلِّب الرجلُ: غَلَب.

وغُلِّب على صاحبه: حكم له عليه بالغَلبة، قال امرؤ القيس:

وإنك لم يفخر عليك كفاخرٍ ضعيف ولم يَغلِبك مثلُ مُغَلَّبِ

وقد غالبه مغَالبة وغلابا.

والمَغْلبة: الغَلَبة، قالت هندُ بنتُ عتبة ترثي اباها:

يَدفع يوم المَغْلَبَتْ يُطعم يوم المَسْغَبَتْ

وبعير غُلالب: يغلب الإبل بسيره، عن اللحياني.

واستغلب عليه الضحك: اشتد، كاستغرب.

والغلب: غلظ العنف وعِظَمها.

وقيل: غلظها مع قِصَرٍ فيها.

وقيل: مع ميل، يكون ذلك من داءٍ أو غيره.

غَلِب غَلَباً، وهو اغلب.

وحكى اللحياني: ما كان اغلَب، وقد غَلب غلباً، يذهب إلى الانتقال عما كان عليه.

وقال يُوصف بذلك العُنق نفسه، فيقال: عُنق اغلب، كما قالوا: عُنق أجيد، وأوقص.

وقد يُستعمل ذلك في غير الحيوان، كقولهم: حديقة غلباء، أي: عظيمة متكاثفة، وفي التنزيل: -و حَدائق غُلْبا-، قال الراجز:

أعطيت فيها طائعاً أو كارهاَ حديقةً غلباء في جِدارها

وأسد أغلب، وغُلُبُّ: غليظة الرقبة.

وهَضبة غلباء: عظيمة مشرفة.

وعزّة غَلْباء، كذلك، على المثل.

وقبيلة غلباء، عن اللَّحياني: عزيزة ممتنعة.

وقد غَلِبت غَلَباً.

واغلَولب النبت: بلغ كل مبلغ.

وخص اللِّحياني به العُشْب.

وحديقة مُغْلولبة: ملتفة.

وتَغِلب: قبيلة.

وبنو الغلباء: حي، قال:

واورثني بنو الغلباء مَجْداً حديثا بعد مَجدهِم القديم

وغالب، وغَلاب، وغُليب، أسماء.

وغَلاب: اسم امرأة من العرب، من العرب، منهم من يبينه على الكسر، ومنهم من يُجِريه مجرى "زينب".

وغالب: موضع نخل دون مصر، قال كثير عزة:

يجوز بي الأصرام أصرام غالب أقول إذا ما قيل أين تُريد

أريد أبا بكر ولو حال دونه أما عُز تغتال المطِـيّ وبـيد

والمُغْلَنْبي، الذي يغْلِبك ويَعْلوك.

مقلوبه: - ل غ ب -

لَغب يَلْغُب لُغُوباً، ولَغْباً، ولَغِب: أعيا اشد الإعياء.

واستعار بعض العرب ذلك للريح فقال، انشده ابن الأعرابي:

وبلدةٍ مَجْهلٍ تُمْسي الرياحُ بها لواغِباً وهي ناءٍ عَرْضها خاويَةْ

وألغبْهُ السيرُ، وتلغَّبه: فعل به ذلك، قال كثير عزة:

تَلغَّبها دون ابن لَيلى وشَفَّها سُهادُ السُّرَى والسَّبْسَب المُتماحِلُ

وتلغّب سَيْرً القوم: سار بهم حتى لَغبوا، قال ابن مقبل:

وحَيٍّ كرامٍ قد تَلغّبْتُ سَيْرَهم بمَرْبُوعة صَهْباء قد جُدِلت جَدْلاَ

ولَغَب على القوم يَلْغَب لَغْباً: افسد عليهم.

ولَغَبَ القومَ يَلْغَبُهم لغباً: حدثهم حديثا خلفا.

وكلام لَغْبٌ: فاسد لا صائبٌ ولا قاصد.

ورجل لَغْبٌ، ولَغُوب: ضَعِيفٌ أحمق.

حكى أبو عمرو بن العلاء، عن اعرابي من أهل اليمن: فلان لَغوبٌ، جاءته كتابي فاحتقرها، قلت: أيقول: جاءته كتابي؟ فقال: أليس هو الصحيفة؟ قلت: فما اللَّغوب؟ قال: الأحمق.

والاسم: اللغابة، واللُّغوبة.

وسَهم لَغْبٌ، ولُغاب: فاسد لم يُحْسَن عمله.

وقيل: هو الذي ريشه بُطنان.

وقيل: إذ التقى بُطنان أو ظُهران، فهو لُغاب، ولَغْبٌ.

وقيل: اللُّغاب من الريش: البَطْن، واحدته: لُغابة.

وقيل: هو ريش السهم إذا لم يعتدل، فإذا اعتدل فهو لُؤَام، قال بشر بن أبي خازم:

فإن الوائلي أصاب قَلبي بسَهم ريش لم يُنكْس اللُّغَابا

ويُروى: لم يكنِ نكْساً لُغاباً.

فإما أن يكون اللغاب من صفات السهم، أي: لم يكن فاسداً، وإما أن يكون أراد، لم يكن نكسا ذا ريش لُغاب.

والغب السهم: جعل ريشه لُغاباً، انشد ثعلب:

ليت الغُرابَ رَمى حَماطة قَلْبه عَمرٌو بأسْهمه التي لم تُلْغَب

مقلوبه: - ب غ ل -

البَغْل، هذا الحيوان الشحاج.

والجمع: بغال، ومبغولاء، اسم للجمع.

والبغّال: صاحب البِغال، حكاه سيبويه وعُمارة ابن عقيل.

ونكح فيهم فبغلهم، وبغِّلهم: هجن اولادهم. وهو من البَغل، لأن البغل يعجز عن شأو الفرس.

والتبغيل، من مشي الإبل: مشى فيه سَعَة.

وقيل: هو بين الهَملجة والعنق.

مقلوبه: - ب ل غ -

بلغ الشيء يبلغ بلوغاً: وصل وانتهى.

وابلغه هو، وبَلَّغه.

وقول أبي قيس بن الاسلت السلمي:

قالت ولم تَقصد لقيل الخَنَى مَهْلاَ فقد ابلَغت أسْماعِي

إنما هو من ذلك، أي: قد انتهت فيه وأنعمت.

وتبلَّغ بالشيء: وصل به إلى مراده.

وبلغ مَبلغ فلانٍ، ومَبلغته.

والبلاغ: ما ابلغك.

وفي التنزيل: -إلا بلاغا من الله ورسالاته-، أي: لا أجد منَجْىً إلا أن ابلغ ما ارسلت به.

وبلغ الغلام: احتلم، كأنه بلغ وقت الكتاب عليه والتكليف.

وكذلك: بلغت الجارية.

وبلغ النَّبت: انتهى.

وتبالغ الدِّباغ في الجلد: انتهى فيه، عن أبي حنيفة.

وبَلَغت النخلةُ، وغيرها من الشجر: حان إدراك ثمرها، عنه أيضا.

وأمر بالغ. وبَلْغٌ: قد بَلَغ أين أريد به، قال الحارث بن حِلّزة:

فهداهم بالأسودين وأمر الل ه بَلْغٌ يشقى به الاشقياء

وجيش بَلْغٌ، كذلك.

وسَمْعٌ لا بَلْغ، وسِمْعٌ لا بِلْغ، وقد ينصب كل ذلك، وذلك إذا سمعت امراً منكراً، أي: يُسمع به ولا يَبْلُغ.

وأحمق بَلْغٌ، وبِلْغٌ، أي: صدى حماقته يبلغ ما يريده.

وقيل، بالغ في الحُمق.

واتبعوا فقالوا: بِلْغٌ مِلْغ.

وقوله تعالى: -أم لكم أيمان علينا بالغة-. قال ثعلب: معناه مُوجبَة أبدا قد حلفنا لكم أن نفى بها.

وقال مرة: أي قد انتهيت إلى غايتها.

وقيل: يَمينٌ بالغة: مؤكدة.

والمبالغة: أن تبلغ من الأمر جهدك.

وأمر بالغ: جَيِّد.

ورجل بليغ، وبَلْغ، وبِلْغ: حسن الكلام فصيحه، يبلغ بعبارة لسانه كُنه ما في قلبه.

والجمع: بُلغاء.

وقد بلُغ بلاغة.

وقولٌ بليغ: بالغ.

وقد بَلُغ.

والبلَغْن: البلاغة، عن السيرافي، وقد مثل به سيبويه.

والبلَغْن، أيضا: النمام، عن كراع.

وتبلغ به مرضُه: اشتد.

وبَلغ به البَلَغينن بكسر الباءَ وفتح اللام وتخفيفها، عن ابن الأعرابي، إذا استقصى في شَتمه وآذاه.

وبَلّغ الشيبُ في رأسه: ظهر أول ما يظهر، وقد تقدمت بالعين. وزعم البصريون أن ابن الأعرابي صحف في نوادره، فقال: مكان "بَلَّغَ": بَلَّغ الشَّيب، فلما قيل له، إنه تصحيف، قال: بَلَّعَ، وبَلّغ.

قال أبو بكر الصُّولي: وقُريء يوماً على أبي العباس ثعلب، وأنا حاضر هذا، فقال: الذي اكتب: بَلّغ، كذا قال بالغين معجمة.

والبِالغاء: الأكارع، وهي بالفارسية: بايها.

والتَّبْلغة: سير يُدْرج على السِّية حيث انتهى طرف الوتر ثلاث مرارٍ أو أربعاً، لكي يثبت الوتر حكاه أبو حنيفة، جعل "التْبلغة" اسماً، كالتودية والتَّنهية، ليس بمصدر، فتفهمه.

الغين واللام والميم

غَلِم الرجل وغيره، غَلْماً وغُلمة، واغتلم، إذا غُلب شهوة، وكذلك الجارية.

ورجل غَلِمٌ، وغِلِّيم،و مِغْلِيم، والأنثى: غَلِمة، ومِغْليمة، ومِغْليم، وغِلِّيمة، وغلِّيم، قال:

يا عَمْرو لو كُنت فتىً كريماَ أو كُنت ممّن يَمْنع الحريماَ

أو كان رُمْحُ استك مُستقيماً نِكْتَ به جاريةً هَضـيمـاَ

نَيْك أخيها اختك الغِلِّيماَ وبَعير غِلِّيم، كذلك.

وقد اغلمه الشيء.

وقالوا: أغلم الألبان لبنُ الخلفة، يريدون: أغلم الألبان لمن شربه.

وقالوا: شُرْبُ لبن الإبَّل مَغْلمة، أي: إنه تَشتد عنه الغُلمة، قال جرير:

أجِعْثِنُ قد لاقيت عمْران شارباً على الحَبَّة الخْضراء ألبانَ إبَّلِ

والغُلام: الطارُّ الشارب.

وقيل: هو من حين يُولد إلى أن يَشيب، والجمع: أغلمة، وغِلْمة، وغلمان، والأنثى غلامة: قال:

ومُرْكَضة صَريحيُّ ابوها تُهان لها الغُلامةُ والغُلامُ

وهو بين الغُلومة، والغُلوميّة، والغُلاميّة.

وقوله، انشده ثعلب:

تَنحَّ باعَسِيفُ عن مَقامها وطَرِّح الدَّلْوَ إلى غُلامها

قال: غلامُها: صاحبها.

والغَيْلم: المرأة الحسناء.

والغَيْلم، والغَيْلميُّ: الشاب الكثير الشَّعر العريض مَفرق الرأس.

والغَيْلم: السُّلَحْفاة. وقيل ذكرها.

والغيلم، أيضا: الضِّفْدع.

والغَيْلم: منبع الماء في البئر.

والغَيلم: المدرى، قال: كما فَرّق اللِّمة الغَيْلمُ والغَيلم: موضعٌ.

مقلوبه: - غ م ل -

غَمل الاديم. يَغْمُله غَمْلا، فانغمل: افسده.

وقيل: جعله في غُمَّة، ليتفسخ عنه صُوفه.

وقيل: هو أن يُدفن الاديم في الرَّمل بعد البلّ حتى يُنْتن ويَسترخي فيُنتف شعره.

وقال أبو حنيفة: هو أن يُطوى على بَلله فيُطال طيّه فوق حقه فيفسد.

وغَمل البُسْرَ: غَمَّه ليُدرك.

وكذلك الرجل يُلقى عليه الثياب ليَعرق.

وكل شيء كُبس وغطى، فقد غُمل.

ونخل مَغْمول: مُتقارب لم ينفسخ.

والغَمْل: أن ينحت عنب الكرم فيخفِّفوا من ورقه فيلقُطوه.

وغَمّل العِنب في الزَّبيل يَغْملُه غَمْلا: نَضَّد بعضَه على بعض.

وغَمل الجُرحُ غَمَلا: افسده العِصاب.

وغَمِل النبتُ غملا: فسد.

والغَميل، من النص: ما ركب بعضه بعضا.

والجمع: غَمءلى، قال الراعي:

وغَمْلى نَصِىّ بالمِتان كأنها ثعالب مَوتى جلدُها قد تَزلَّعا

وتَغمَّل النبات: كب بعضه بعضا.

والغَمَل: الدأب.

والغُملول: بطن غامض من الأرض ذو شجر.

وقيل: هو الوادي الضيق الكثير الشجر.

وقيل: هو الوادي الطويل القليل العرض الملتف، وانشد:

يأيها الضاغب بالغُملول إنك غُول ولدتْك غُولُ

الضاغب: الذي يختبيء في الخَمَر فيفزّع الإنسان بمثل صوت السبع والوحش.

وقيل: هو كل مجتمع، نحو الشجر والغمام إذا اظلم وتراكم.

والغُملول: الرابية.

والغُملول: حشيشة تؤكل مطبوخة.

قال أبو حنيفة: الغملول: بقلة دَسْتية تُبكّر في أول الربيع وياكلها الناس.

مقلوبه: - ل غ م -

لَغِم لَغَماً، ولَغْماً، وهو استخباره عن الشيء لا يستقينه، وإخباره عنه غير مستيقن أيضا.

ولَغَم لَغْماً، كنَغَم نَغْما.

واللِّغيم: السِّرُّ.

واللُّغام: زَبد افواه الإبل.

واللُّغام: من البعير، بمنزلة البُزاق واللّعاب من الإنسان.

ولَغَم البعيرُ لُغاَمه لغما: رَمَى به.

والمَلغم: ما حول الفم، مُسمّى بذلك، لأنه مَوضع اللُّغام.

وتلغِّمت المرأة بالطيب: وضعته على مَلاغمها.

وكل جَوهر ذؤَّاب. كالذَّهب ونحوه خُلط بالزَّاوُوق: مُلْغَمٌ.

وقد الغم. فالتَغَم.

مقلوبه: - م غ ل -

مَغِلت الدابة والناقة مَغَلاً، فهي مَغِلَةٌ، ومَغَلَت: أكلت التراب مع البقل فأخذها لذلك وجع في بطنها.

والاسم: المَغْلة.

وامغل القوم: مَغلت ابلُهم.

والمَغْل، والمَغَل: اللبن الذي ترضعه المرأة ولدها وهي حامل.

وقد مَغِلت به وأمْغَلته، وهي مُمْغل.

والإمغال: وجع يُصيب الشاة في بطنها، فكلما حملت ولدا القته.

وقيل: الإمغال في الشاة: أن تحمل في السنة الواحدة مرتين.

وقد امغلت، وهي مُمِغْل.

وقيل، هو أن تُنتج سنوات متتابعة.

والمَغلة: النعجة والعنز التي تُنتج في عام مرتين.

والجمع: مِغَال.

وقال ابن الاعرابيك الإمغال: ألا تراح الإبل ولا غيرها سنة وهو مما يفسدها.

والمُمْغل، من النساء: التي تلد كل سنة وتحمل قبل فطام الصبي، قال القطامي:

بيضاء مَحْطوطة المَتنين بَهكنة ريَّا الرَّوادف لم تُمْغِل بأولادِ

يقول: لم يكثر ولدها فيكون ذلك مَفسدة لها ويُرهَّل لحمها.

ومَغَل فلانَ يَمْغل مَغْلاً ومغالة: وشى وخصَّ بعضهم به الوشاية عند السلطان.

مقلوبه: - ل م غ -

التُمغ لونه: ذهب، كالتُمع، حكاه الهروي.

مقلوبه: - م ل غ -

المِلَغ: المُتملِّق.

وقيل: الشاطر.

وقيل: الأحمق الذي لا يبالي ما قال ولا ما قيل له. والجمع: أملاغ.

وملُغ في كلامه، وتَملّغ: تحمَّق.

وكلام مِلْغٌ، وأملغ: لا خير فيه، قال رؤبة: والمِلْغ يَلْكى بالكلام الأمْلَغ وقالوا: بِلْغٌ مِلْغُ، فبِلْغُ: أحمق بالغُ في حمقه، أو بالغ لما يريد مع حمقه، ومِلغ، إتباع.

الغين والنون والفاء

الغَيْنف: الماء في مَنبع الآبار والأعين.

وبَحر ذو غَيْنَف، أي: مادة، قال رؤبة: نَغْرف من ذي غَيْنَفِ ونُوزي كذلك رُوى "نوزي"، بغير همز "و القياس" نُؤْزي، بالهمز، لأن أول هذا الرَّجز: يا أيها الجاهل ذو التنزّي

مقلوبه: - ن غ ف -

النَّغَف: دود يسقُط من أنوف الغنم والإبل.

واحدته: نَغَفة.

ونَغِف البعير: كثر نَغَفه.

والنَّغْفُ: دود طوالٌ سُودٌ وغُبْر.

وقيل: هي دود طوال سود وغُبر وخضر تقطع الحرث في بطون الأرض.

وقيل: هي دُود عُقْف تنسلخ عن الخنافس ونحوها.

وقيل، هي ودو بيض يكون فيها ماء.

والنَّغفتان: عظمان في رؤوس الوجنتين، ومن تحركهما يكون العطاس.

والنَّغَف، ما يُخرجه الإنسان من انفه من مُخاط يابس.

والنَّغَفة: المستحقر، مشتق من ذلك.

مقلوبه: - ن ف غ -

نَفِغَت يده نَفَغاً، ونَفَغت تَنْفَغ نَفْغاً، ونُفوغاً: نَفِطَت.

الغين والنون والباء

غَبِن الشيءَ، وغَبِنَ فيه، غَبْناً وغُبناً: نَسيه واغفله وجهله، انشد ابن الأعرابي:

غَبِنْتُم تتابُع آلائنا وحُسْنَ الجوار وقُرْب النَّسب

وغبِنَ الرَّجُلِ غبناً وغبانة: ضعف.

وقالوا: غَبنَ رأيه، فنصبوه على معنى "فعل" وإن لم يلفظ به، أو على معنى: غَبِن في رأيه، أو على التمييز النادر.

ورجلٌ غَبِين ومَغَبون، في الرأي والعقل والدين.

والغُبْن، في البيع والشراء: الوَكَس.

غَبَنه يَغْبنه غَبْناً، هذا الأكثر، وقد حكى بفتح الباء، وقوله: قد كان في أكل الكَريص المَوْضونْ واكلك التمر بخُبز مَسْمونْ لحَضَنٍ في ذاك عيشٌ مَغبون قوله: مغبون أي: إن غيرهم فيه وهم يَجدونه، كأنه يقول: هم يقدرون عليه إلا انهم لا يعيشونه.

وقيل: غبنوا الناس، إذا لم يَنَلْه غيرهم.

والغَبينة، من الغُبن، كالشتيمة، من الشتم.

والغابن: الفاتر عن العمل.

ويوم التغابَن: يوم البَعث، قيل: سمي بذلك لأن أهل الجنة يَغْبِن فيه أهل النار، بما يصير إليه أهل الجنة من النعيم، ويلقى فيه أهل النار من عذاب الجحيم، ويَغِبْن مِنَ ارتفعت منزلته في الجنة من كان دون منزلته.

وغَبن الثوب يَغْبُنه غَبْناً: كفه.

والمَغبِنْ: الابط والرُّفغ وما اطاف به.

وقال ثعلب: كل ما ثنيت عليه فخذك فهو مَغبن.

مقلوبه: - ن غ ب -

نَغَب الإنسان الرِيقَ، يَنْغَبه ويَنْغُبه. نَغْباً: ابتلعه.

ونغب الطائر يَنْغَب نَغْباً: حَسَا من الماء، ولا يقال: شرب.

ونَغِب الإنسانُ في الشُّرب يَنْغُب نَغْباً: جَرع، وكذلك الحمار.

والنَّغبة، والنُّغْبّة: الجرْعة، قال ذو الرّمة:

حتى إذا زَلجت عن كل حَنْجرة إلى الغليل ولم يقْصَعْنَه نُغَبُ

وقيل: النَّغبة: المرة الواحدة، والنَّغبة، الاسم، كما فرق بين الجَرعة والجُرعة، وسائر اخواتها بمثل هذا، وقوله:

فبادرَت شِرْبها عَجْلى مُثابرةً حتى اسْتَقَتْ دون مَحْنَى جِيدها نُغَما

إنما أراد: نُغباً، فابدل الميم من الباء لافترابهما.

والنَّغْبةُ: الجَوعة وإقفار الحي.

مقلوبه: - ن ب غ -

نَبغ الدقيق من خَصاص المنخل يَنْبُغ: خَرج.

ونَبغ الرجل يَنْبَغ ويَنْبُغ نَبْغاً: لم يكن في إرثه الشعر. ثم قال، وأجاد.

ونَبغ منه شعر: خرج.

ونَبغ الشيء: ظهر.

والنابغة: الشاعر المعروف، سُمَّي بذلك لظهوره.

وقيل: بل سُمي به لقوله: وقد نبَغت لنا منهم شؤون وقد قالوا: نابغةُ، قال الشاعر:

ونابغةُ الجَعدي بالرَّمل بيتُه عليه صُفيح من تُراب مُوَضَّعُ

قال سيبويه: اخرج الألف واللام، وجُعل كواسط.

الغين والنون والميم

الغَنَم: الشاء، لا واحد له من لفظه، وقد ثنوه فقالوا: غَنمان، قال الشاعر:

هما سيِّدانا يَزْعمان وإنما يَسُوداننا أن بَسَّرت غَنماهما

وعندي انهم ثنوه على إرادة القطيعين أو السِّرْبَين.

والجمع: اغنام، وغنوم، وكسره أبو جُندب الهذلي على "اغانم"، فقال: أجمِّع منهم جاملا وأغانما وعندي انه أراد: واغانيم، فاضطر فحذف، كما قال: والبَكرات الفُسَّج العِظاماَ وغنم مُغْنَمة، ومُغَنَّمة:كثيرة.

وتغنَّم غنما: اتخذها.

والعرب تقول، لا آتيك غَنَم الفِزرْ، أي: حتى يجتمع غنم الفِزر، فأقاموا "الغنم" مقام "الدهر"، ونصبوه على الظرف، وهذا اتساع.

والغُنْم، والغَنيمة، والمَغنم: الفَيء.

وقول ساعدة بن جُؤيّة:

والزمَها من مَعشرٍ يُبغضونها نوافل تاتيها به وغُنومُ

يجوز أن كون كسر "غُنْماً" على "غُنوم".

وغَنِم الشيء غُنماً: فاز به.

وتَغَنَّمه، واغتنمه: انتهز غُنْمه.

واغنمه الشيء: جعله له غنيمة.

وغُناك أن تُفعل كذا، أي: قصاراك ومبلغ جهدك، كما يقال: حُماداك.

وبنو غَنْم: قبيلة.

ويَغنم: أبو بطنٍ.

وغنّام، وغانم، وغُنيم: أسماء.

وغِنامة: اسمُ امرأة.

مقلوبه: - غ م ن -

غَمِن الجلد: غَمّه ليلين للدباغ.

وغَمَن البُسر: غَمَّه ليدرك.

وغَمَن الرجلَ: ألقى عليه الثياب ليَعرق.

ونخل مَغمون: تقارب بعضه من بعض ولم ينفسخ كمَغْموُل.

مقلوبه: - ن غ م -

النَّغْمة: جَرْسُ الكلمة، وحُسن الصوت في القراءة وغيرها.

والجمع: نَغْمٌ، قال ساعدة بن جؤية:

ولو إنها ضَحكت فُتسمِع نَغْمَها رَعِشَ المَفاصل صُلْبهُ متَحنِّبُ

وكذلك: نَغَم، هذا قول اللغويين، وعندي أن "النّغَم" اسم للجمع، كما حكاه سيبويه من أن حَلَقاً وفَلَكاً اسم لجمع حَلْقة وفَلْكة، لا جمع. وقد يكون "نغم" محركا من "نَغْم".

وقد تنغَم بالغناء ونحوه.

والنغمة: الكلامُ الحسن.

وقيل: هو الكلام الخفيّ.

نَغَم يَنَغَم ويَنْغِم، وأرى الضمة لغة، نَغْماً.

ونَغَم في الشراب: شَرب منه قليلا، كنَغَب، حكاه أبو حنيفة، وقد يكون بدلا.

والنُّغمة، كالنُّغْبة، عنه أيضا.

مقلوبه: - ن م غ -

التِّنْميغ: مَجْمَجمة بسواد وحُمرة وبياض.

ورجل مُنَمَّغ: مختلف اللون.

والنَّمغَة، والنَّماغة: ما تحرّك من الرَّمَغة.

والنَّمغة: ما تحرك من رأس الصبيّ المولود، فإذا اشتدّ ذلك ذَهب منه.

والنَّماغة، أعلى الرأس.

ونَمَغةُ الجبل، ونَمْغتُه:رأسُه وأعلاه، والمعروف عن الفرّاء الفتح.

والجمع: نَمَغٌ.

الغين والفاء والميم

فَغَم الوَرْدُ، يَفْغَم فُغوماً: انفتح.

وفَغَمت الرائحَة السُّدًة: فتحتَها.

وانفْغم الزُّكام: انفرج.

وفَغَمةُ الطيب: رائحته.

فَغَمتْه تَفغَمه فَغْماً، وفُغوماً: سَدًت خياشيمه، وفي الحديث: "لو أن امرأة من الحُور العين اشرقت لفَغمت ما بين السماء والأرض بريح المسك"، أي: لملأت.

والفَغَم، بفتح الغين: الأنف، عن كراع. كأنه إنما سُمى بذلك لأن الريح تَفْغَمه.

وفَغِم بالشيء فَغَماً، فهو فَغِم: لهَج، قال الأعشى:

تَؤُمّ ديارَ بني عامرٍ وأنت بآلٍ عَقِيل فَغِمْ

وفَغِم بالمكان فَغماً: أقام به ولزمه.

واخذ بفُغْم الرجل، أي بذَقنه ولحيته، كفُقْمه.

 

الغين والباء والميم

بَغَمت الظبية تَبْغَم وتَبْغُم. بُغاماً وبُغوماً، وهي بَغوم: صاحت بولدها بارخم ما يكون من صوتها، قال ذو الرمة:

لا يَنعش الطَّرَف إلا ما تَخوَّنه داعٍ يُناديه باسم الماء مَبْغومُ

وضع "مفعولا" مكان "فاعل".

وبغمت الناقةُ تُبغُم بُغاماً: قَطَّعت الحنين ولم تمده، وقد يكون ذلك للبعير، انشد ابن الأعرابي: بذي هِبَابٍ دائب بغامه وقال ذو الرمة:

أُنيخت فألقت بَلْدةً فوق بَلْدة قليلٍ بها الأصواتُ إلا بُغامُها

وقال بعضهم: ما كان من الخُف خاصة فإنه يُقال لصوته، إذا بدا: البُغام، وذلك لأنه يقطِّعه ولا يمُده.

وبَغَم الثَّيتَلُ والإبَّل، والوَعل، يَبْغَم: صَوّت، وربما استعمل البُغَام في البقرة، قال لَبيد يصف بقرة وحش:

خَنْساء ضَيَّعت الفَريرَ فلم يِرَمْ عُرْضَ الشقائق طَرْفُها وبُغامُها

وتبَغَّم في ذلك كله، كبغَم، قال كُثيِّر عزة:

إذا رُحلت منها قَلَوصٌ تبغَّمتُ تَبغُّمَ أمّ الخِشف تَبْغي غزالها

وبَغَم بَغْماً، عن كراع.

قال ابن دريد: واحسبهم قد سموا: بَغُوماً.

انتهى الثلاثي الصحيح