باب الثلاثي المعتل

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء الخامس

حرف الغين

باب الثلاثي المعتل

الغين والباء والهمزة

غَبَأ له يَغْبأ غَبْئاً، قصد.

ولم يعرفها الرِّياشي بالغين معجمة.

الغين والقاف والياء

 غيق في رأيه: اختلط.

وغيق ذلك الأمر بصري: فتحه فجاء به وذهب ولم يدعه يثبت.

وتغيق بصره: اسمدر واظلم.

وغيق بصره: عطفه.

وغيق الطائر: رفرف على رأسه فلم يبرح.

وغيقة: موضع. قال قيس بن ذريح:

فغيقة فالأخياف أخياف ظبية

 

بها من لبينى مخرف ومرابع

الغين والشين والياء

غشي عليه غشيا، وغشيانا: أغمي.

وغشيه غشيانا: اتاه.

فأما قوله:

أتوعد نضو المضرحى وقد تـرى

 

بعينيك رب النضو يغشى لكم فردا

فقد يكون يغشى من الأفعال المتعدية بحرف وغير حرف. وقد تكون اللام زائدة: أي يغشاكم كقوله تعالى: -قل عسى أن يكون ردف لكم-، أي ردفكم.

وغشى الشيء غشيانا: باشره.

وغشى المرأة غشيانا: جامعها.

وغشى: موضع.

الغين والضاد والياء

الغضا: من نبات الرمل له هدب كهدب الارطى.

وقال ثعلب: يكتب بالألف. ولا ادري لم ذلك، واحدته: غضاة.

قال أبو حنيفة: وقد تكون الغضاة جمعا وانشد:

لنا الجبلان من أزمان عاد

 

ومجتمع الألاءة والغضاة

وأهل الغضا: أهل نجد، لكثرته هناك. قالت أم خالد الخثعمية:

ليت سماكيا تطير ربـابـه

 

يقاد إلى أهل الغضا بزمام

وفيها:

رأيت لهم سيماء قوم كرهتهم

 

وأهل الغضا قوم على كرام

أرادت: كرهتهم لها أو بها.

وإبل غضوية: منسوبة إلى الغضا. قال:

كيف ترى وقع طلا حياتها

 

بالغضويات على علاتهـا

وبعير غاض: يأكل الغضا.

وغض: يشتكي من الغضا. والجمع: غضايا.

وقد غضيت غضى.

والغضياء، ممدود: منبت الغضا ومجتمعه.

والغضا: الخمر، عن ثعلب. والعرب تقول: أخبث الذئاب الغضا. وإنما صار كذا، لأنه لا يباشر الناس إلا إذا أراد أن يغير، يعنون بالغضا: الخمر، فيما ذكر ثعلب. وقيل: الغضا هنا: هذا الشجر، ويزعمون انه أخبث الشجر ذئابا.

الغضا: بنو كعب بن مالك بن حنظلة. شبهوا بتلك الذئاب لخبثها.

وغضيا، معرفة مقصور: مائة من الإبل قال:

ومستبدل من بعد غضيا صريمة

 

فأحر به من طول فقر وأحريا

وغضيان: موضع. عن ابن الاعرابي، وانشد:

فصبحت والشمس لم تقضب

 

عينا بغضيان ثجوج العنبب

مقلوبه: - غ ي ض -

غاض الماء يغيض غيضا، ومغيضا، ومغاضا، وانغاض: نقص، أو غار فذهب.

وغاضه هو، وغيضه، واغاضه.

وقال بعضهم: غاضه: نقصه وفجره إلى مغيض. واغاضه وغيضه: اخرجه إلى مغيض. فأما قوله:

إلى الله اشكو خـلـيل أوده

 

ثلاث خلال كلها لي غائض

قال بعضهم: أراد "غائظ" بالظاء، فابدل الظاء ضادا. هذا قول ابن جني. قال: ويجوز عندي أن يكون "غائض" غير بدل، ولكنه من غاضه: أي نقصه، ويكون معناه حينئذ: انه ينقصني ويتهضمني. وقوله تعالى: -و ما تغيض الارحام وما تزداد- قال الزجاج: معناه: ما نقص الحمل عن سعة اشهر، وما زاد على التسعة.

وقيل: ما نقص عن أن يتم حتى يموت، وما زاد حتى تم الحمل.

والتغييض: أن يأخذ العبرة من عينه ويقذف بها. حكاه ثعلب، وانشد:

غيضن من عبراتهن وقلن لي

 

ماذا لقيت من الهوى ولقينـا

فتكون "من" هاهنا للتبعيض، وتكون زائدة على قول أبي الحسن، لأنه يرى زيادة "من" في الواجب وحكى: قد كان من مطر: أي قد كان مطر.

وأعطاه غيضا من فيض: أي قليلا من كثير.

وغاض ثمن السلعة: نقص.

وغاضه، وغيضه: وقول الأسود بن يعفر:

إما تريني قد فنيت وغاضـنـي

 

ما نيل من بصري ومن أجلادي

معناه: نقصني بعد تمامي.

وقوله، انشده ابن الأعرابي:

ولو قد عض معطسه جريري

 

لقد لانت عريكته وغـاضـا

فسره فقال: غاض: اثر في انفه حتى يذل.

والغيضة: الأجمة. وجمعها: غياض، واغياض، الأخير على طرح الزائد، ولا يكون جَمْعَ جَمْعٍ. لأن جمع الجمع مطرح ما وجدت عنه مندوحة. ولذلك اقر أبو علي قوله: -فرهن مقبوضة- على انه جمع: "رهن"، كما حكى أهل اللغة، لا على انه جمع: "رهان" الذي هو جمع: "رهن". فافهم.

والغيض: ما كثر من الاغلاث، أي الطرفاء والاثل، والحاج، والعكرش، والينبوت.

والغيض: الطلع.

الغين والصاد والياء

صغا صغيا: مال.

الغين والسين والياء

غسى الليل يغسى: اظلم. والواو اكثر.

مقلوبه: - غ ي س -

الغيساء من النساء: الناعمة، والمذكر: اغيس.

ولمة غيساء: وافية الشعر، كثيرته. قال رؤبة:

رأين سودا ورأين غـيسـا

 

في شائع يكسو اللمام الغيسا

مقلوبه: - س ي غ -

هذا سيغ هذا: إذا كان على قدره.

الغين والزاي والياء

زاغ زيغا، وزيغانا، وهو زائغ من قوم زاغة: مال. وقوله تعالى: -ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا-، أي: لا تملنا عن الهدى والقصد ولا تضلنا. وقيل: -لا تزغ قلوبنا-: لا تتعبدنا بما يكون سببا لزيغ قلوبنا. والواو لغة.

والتوايغ: التمايل في الأسنان.

وتزيغت المرأة: تزينت وتلبست، كتزيقت عن ابن الأعرابي.

الغين والطاء والياء

غطى الشباب غطيا وغطيا: امتلأ. قال رجل من قيس:

يحملن سربا غطى فيه الشباب معا

 

وأخطأته عيون الجن والحـسـد

وانشد أبو عبيد: "و الحسده"، وهو تغيير الرواية، لأن القصيدة: "إذ مسه أود".

وقال اللحياني: غطاه لشباب يغطيه غطيا وغطيا، وغطاه، كلاهما: البسه.

وغطاه الليل، وغطاه: البسه ظلمته، عنه أيضا.

وغطت الشجرة، واغطت: طالت اغصانها وانبسطت على الأرض، فالبست ما حولها.

وقوله انشده ابن قتيبة:

ومن تعاجيب خلق الله غاطية

 

يعصر منها ملاحي وغربيب

إنما عنى به الدالية، وذلك لسموها وبسوقها وانتشارها وإلباسها.

وغطى الشيء غطيا، وغطى عليه وأغطاه، وغطاه: ستره وعلاه قال:

أنا ابن كلاب وابن أوس فمن يكن

 

قناعه مغطيا فإني مجـتـلـي

وقال حسان:

رب حلم أضاعه عدم المـا

 

ل وجهل غطى عليه النعيم

قال أبو عبد الله الأعرابي: حكى أن حسان بن ثابت صاح قبل النبوة، فقال: "يا بني قيلة، يا بني قيلة" قال: فجاء الأنصار يهرعون إليه قالوا: ما دهاك؟ قال لهم: قلت الساعة بيتا خشيت أن أموت فيدعيه غيري، قالوا: هاته. فانشدهم البيت المتقدم.

والغطاء: ما غطي به.

وقالوا: اللهم اغط على قلبه: أي غش قلبه.

وفعل به ما غطاه: أي ما ساءه.

مقلوبه: - ط غ ي -

طغى يطغي طغيا، وطغيانا: جاوز القدر وارتفع وغلا في الكفر.و في التنزيل: -و نذرهم في طغيانهم يعمهون-. وقوله تعالى: -فأما ثمود فاهلكوا بالطاغية- قال الزجاج: الطاغية: طغيانهم، اسم كالعاقبة والعافية.

وطغى الماء: ارتفع وعلا، وفي التنزيل: -إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية-.

وطغت البقرة تطغى: صاحت.

وطغيا: اسم لبقرة الوحش، من ذلك جاء شاذا، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:

وإلا النعام وحـفـانـه

 

وطغيا مع اللهق الناشط

والطغية: المستصعب من الجبل. قال ساعدة ابن جؤية:

صب اللهيف لها السبوب بطغية

 

تنبي العقاب كما يلط المجنـب

وقول ابن الأعرابي: قيل لابنة الخس: "ما مائة من الخيل؟" قالت: "طغى عند من كانت ولا توجد" فإما أن تكون أرادت الطغيان: أي إنها تطغى صاحبها، وإما أن تكون عنت الكثرة. ولم يفسره ابن الأعرابي.

والطاغوت: ما عبد من دون الله عز وجل، يقع على الواحد والجميع. والمذكر والمؤنث. وزنه: "فعولت" إنما هو "طغيوت". قدمت الياء قبل الغين، وهي مفتوحة وقبلها فتحة فقلبت الفا.

الغين والدال والياء

غيد غيدا، وهو اغيد: مالت عنقة ولانت اعطافه. وقيل: استرخت عنقه.

وظبي اغيد: كذلك. فأما ما انشده ابن الأعرابي من قوله:

وليل هـديت بـه فـتـية

 

سقرا بصباب الكرى الاغيد

فإنما أراد: الكرى الذي يعود منه الركب غيدا، وذلك لميلانهم على الرحال من نشوة الكرى، طورا كذا، وطورا كذا، لا لأن الكرى نفسه اغيد، لأن الغيد إنما يكون في متجسم، والكرى ليس بجسم.

والاغيد من النبات: الناعم المتثني.

والغيداء: المرأة المتثنية من اللين.

وقد تغايدت في مشيها.

والغادة: الناعمة اللينة.

وكل خوط ناعم ماد: غاد.

وشجرة غادة: ريا غضة، وكذلك الجارية الرطبة الشطبة قال:

وما جأبة المدرى خذول خلالها

 

اراك بذي الريان غاد صريمها

وغادة: موضع قال ساعدة بن جؤية الهذلي:

فما راعهم إلا اخوهم كأنه

 

بغادة فتخاء العظام تحوم

وإنما حملنا على الياء، لأنا لم نجد في الكلام غ ود.

وكلمة لأهل الشجر يقولون: غيد غيد أي: اعجل.

مقلوبه: - د غ ي -

الدغية: السقطة القبيحة. وقيل: الكلمة القبيحة تسمعها عن الإنسان.

والدغية: الدعارة عن ابن الأعرابي.

ورجل ذو دغيات: لا يثبت على خلق قال رؤبة:

ذو دغيات قلب الأخلاق

الغين والتاء والياء

تغت الجارية الضحك تغيا: أرادت أن تخفيه فغالبها.

الغين والظاء والياء

الغيظ: الغضب.

وقيل: هو اشد الغضب.

وقيل: هو سورته واوله.

وقد غاظه، فاغتاظ، وغيظه فتغيظ، وقوله تعالى: -سمعوا لها تغيظا وزفيرا-. قال الزجاج: أراد غليان تغيظ: أي صوت غليان.

وحكى الزجاج: اغاظه، وليست بالفاشية.

وغايظه، كغيظه.

وفعل ذلك غياظك، وغياظيك.

وغايظه: باراه فصنع ما يصنع.

وبنو غيظ: حي من قيس.

وغياظ: اسم.

 

الغين والذال والياء

غذيت الصبي، في غذوته: إذا غذيته، عن اللحياني.

الغين والثاء والياء

غثت نفسه غثيا، وغثيانا، وغثيت غثى: جاشت وخبثت.

قال بعضهم: هو تحلب الفم فربما كان منه القيء وغثت السماء بسحاب تغثى: إذا بدأت تغيم.

وغثى السيل المرتع: جمعه بعضه إلى بعض وأذهب حلاوته.

وحكى ابن جني: غثى الوادي يغثى، فهمزه الغثاء على هذا: منقلبة عن ياء، وسهله ابن جني بأن جمع بينه وبين غثيان المعدة، لما يعلوها من الرطوبة ونحوها، فهو مشبه بغثاء الوادي.

والمعروف عند أهل اللغة: غثا الوادي يغثو.

مقلوبه: - غ ي ث -

الغيث: المطر والكلأ.

وقيل: الأصل: المطر، ثم سمى ما ينبت به غيثا انشد ثعلب:

وما زلت مثل الغيث يركب مرة

 

فيعلى ويولى مـرة فـيثـيب

يقول: أنا كشجر يؤكل، ثم يصيبه الغيث فيرجع: أي يذهب مالي ثم يعود. والجمع: أغياث وغيوث. قال المخبل السعدي:

لها لجب حول الحياض كأنه

 

تجاوب أغياث لهن هـزيم

وغيث الأرض، فهي مغثية ومغيوثة: أصابها الغيث.

وغيث القوم: أصابهم الغيث. وقول بعض إماء العرب، وقد سألها ذو الرمة فقال لها: كيف كان مطركم؟، فقالت: غثنا ما شئنا، من هذا.

وغيث مغيث عام.

وبئر ذات غيث: أي مادة.

والغيث: عليم الماء.

وفرس ذو غيث، على التشبيه: إذا جاءه عدو بعد عدو.

وغيث الاعمى: طلب الشيء، عن كراع وقد تقدم في العين وهو صحيح، وأرى الغين تصحيفا.

وغيث: رجل من طيء.

وبنو غيث، أو غيث: حي.

مقلوبه: - ث غ ي -

الثغية: الجوع، وإقفار الحي.

الغين والراء والياء

غير: بمعنى سوى.

وتغير الشيء عن حاله: تحول.

وغيره: حوله وبدله. كأنه جعله غير ما كان. وفي التنزيل: -ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم- قال ثعلب: معناه: حتى يبدلوا ما أمرهم الله به.

والغير: اسم من التغيير عن اللحياني وانشد:

إذ أنا مغلوب قليل الغير

قال: ولا يقال: إلا غيرت، وذهب اللحياني: إلى أن "الغير" ليس بمصدر، إذ ليس له فعل ثلاثي غير مزيد.

وغير عليه الأمر: حوله.

وغير الدهر: احداثه المغيرة.

وغارهم الله بخير ومطر، يغيرهم غيرا، وغيارا أصابهم بمطر وخصب.

والاسم: الغيرة.

وأرض مغيرة، ومغيورة: مسقية.

وغار الرجل غيرا: نفعه. قال:

ماذا يغير ابنتي ربع عويلهمـا

 

لا ترقدان ولا بؤسى لمن رقدا

والغيرة، والغير: الميرة.

وقد غارهم وغار لهم غيارا. وقول بعض الاغفال:

ما زلت في منكظة وسير

 

لصبية أغيرهم بـغـير

فقد يجوز أن يكون أراد: أغيرهم بغير، فغير للقافية، وقد يكون "غير":مصدر غارهم: إذا مارهم.

وغاره يغيره غيرا: وداه.

وغاره يغيره غيرا: أعطاه الدية.

والاسم منهما: الغيرة، والجمع: غير. وقيل: الغير: اسم واحد مذكر، والجمع: اغيار. وفي الحديث انه قال لرجل طلب القود: "ألا تقبل الغير؟" قال بعض بني عذرة:

لنجدعن بايدينـا انـوفـكـم

 

بني اميمة إن لم تقبلوا الغيرا

وغار الرجل على امرأته، والمرأة على بعلها، يغار غيرة، وغيرا، وغارا، وغيارا. قال أبو ذؤيب يصف قدورا:

لهن نشيج بالنشـيل كـأنـهـا

 

ضرائر حرمى تفاحش غارها

وقال الأعشى:

لاحه الصيف والغيار وإشفا

 

ق على سقبة كقوس الضال

ورجل غيران، والجمع: غيارى.

وغيور والجمع: غير، صحت الياء لخفتها عليهم وأنهم لا يستثقلون الضمة عليها استثقالهم لها على الواو، ومن قال: رسل، قال: غير.

وامرأة غيرى، وغيور، والجمع: كالجمع.

والمغيار: الشديد الغيرة. قال النابغة:

شمس موانع كل ليلة حرة

 

يخلفن ظن الفاحش المغيار

فلان لا يتغير على أهله: أي لا يغار.

واغار أهله: تزوج عليها فغارت.

والعرب تقول: أغير من الحمى: أي إنها تلازم المحموم ملازمة الغيور لبعلها.

وغايره: عارضه بالبيع.

وبنو غيرة: حي.

مقلوبه: - ر ي غ -

الرياغ: التراب.

الغين واللام والياء

غلت القدر والجرة غليا، وغليانا، وأغلاها، وغلاها.

قال ابن دريد: وفي بعض كلام الأوائل: أن ماء وغله. وبعضهم يرويه: أز ماء وغله.

والغالية من الطيب: معروفة.

وقد تغلى بها، عن ثعلب.

وإلى غيره.

مقلوبه: - غ ي ل -

الغيل: اللبن الذي ترضعه المرأة ولدها وهي تؤتى، عن ثعلب.

وقيل: الغيل: أن ترضع المرأة ولدها على حبل.

واسم ذلك اللبن: الغيل أيضا، وإذا شربه الولد ضوى واعتل.

واغالت المرأة ولدها، واغيلته: سقته الغيل: الذي هو لبن الماتية، أو لبن الحبلى، وهي مغيل، مغيل، والولد مغال ومغيل قال امرؤ القيس:

حبلى قد طرقت ومرضعا

 

... عن ذي تمائم مغـيل

وانشد سيبويه:

ومثلك بكرا قد طرقت وثيبا

واستغيلت هي نفسها.

والاسم: الغيلة. وفي الحديث: "لقد هممت أن أنهى عن الغيلة ثم اخبرت أن فارس والروم تفعل ذلك فلا يضيرهم".

والغيل، والمغتال: الساعد الريان الممتليء وقال:

وكاعب مائلة في العطفين

 

بيضاء ذات ساعدين غيلين

وقال المتنخل الهذلي:

كوشم المعصم المغتال غلت

 

نواشره بوسم مستـشـاط

وقال ابن جني: قال الفراء: إنما سمي المعصم الممتليء: مغتالا، لأنه لامتلائة غال الكف: أي انتقصها، فالغين على هذا واو، لأنه من الغول، وليس بقوي، لوجودنا: ساعد غيل، في معناه.

وغلام غيل، ومغتال: عظيم سمين، والأنثى: غيلة.

والغيل: الماء الجاري على وجه الأرض.

والغيل: كل موضع فيه ماء من واد ونحوه.

والغيل: العلم في الثوب.

والجمع: اغيال، عن أبي عمرو، وبه فسر قول كثير:

وحشا تعاورها الرياح كأنها

 

توشيح عصب مسهم الاغيال

وقال غيره: الغيل: الواسع من الثياب. وزعم أنه يقال: ثوب غيل. وكلا القولين في الغيل غريب، لم اسمعه إلا في هذا التفسير.

والغيل: الشجر الكثيف الملتف.

وقيل: هو الشجر الكثير الملتف الذي ليس بشوك.

وقال أبو حنيفة: الغيل جماعة القصب. قال رؤبة:

في غيل قصباء وخيس مختلق

والجمع اغيال.

والمغيلك النابت في الغيل. قال المتنخل الهذلي يصف جارية:

كالأيم ذي الطرة أو ناشيء ال

 

بردي تحت الحفا المـغـيل

والمغيل: كالمغيل.

وقيل: كل شجرة كثرت أفنانها ونمت والتفت فهي: متغيلة.

والمغيال: الشجرة الملتفة الأفنان، الكثيرة الورق، الوارفة الظل.

واغيل الشجر، وتغيل، واستغيل: عظم والتف.

والغائلة: الحقد الباطن، اسم كالوابلة.

والغيلة: الخديعة.

وقتل فلان غيلة: أي خدعة.

وقد اغتيل.

والغيلة: الشقشقة. انشد ابن الأعرابي:

اصهب هدار لكل اركب

 

بغيلة تنسل نحو الأنيب

وإبل غيل: كثيرة، وكذلك: البقرة. قال الأعشى:

إني لعمر الذي خطت مناسمها

 

تخدى وسيق إليه الباقر الغيل

ويؤوى: "خطت مناشبها".

وغيلان: اسم رجل.

وغيلان بن حريث: من شعرائهم. هكذا وقع في كتاب سيبويه. وقد قيل: غيلان بن حرب،و لست منه على ثقة.

مقلوبه: - ل ي غ -

الأليغ: الذي يرجع كلامه إلى الياء.

وقيل: هو الذي لا يبين الكلام.

والاسم: الليغ، واللياغة.

واللياغة: الأحمق: الكسر عن ابن الأعرابي والفتح عن ثعلب.

وطعام سيغ ليغ، وسائغ لائغ، اتباع، أي: يسوغ في الحلق.

ولاغ الشيء ليغا: راوده لينتزعه.

الغين والنون والياء

الغنى، مقصور: ضد الفقر. فإذا فتح مد. فأما قوله:

سيغنيني الذي اغناك عني

 

فلا فقر يدوم ولا غنـاء

فإنه يروى بالكسر والفتح، فمن رواه بالكسر أراد: مصدر "غانيت"، ومن رواه بالفتح أراد: الغنى نفسه.

قال أبو إسحاق: إنما وجهه "و لا غناء"، لأن الغناء غير خارج عن معنى "الغنى" قال: وكذلك انشده من وثق بعلمه.

وقد غنى غنى، واستغنى، واغتنى، وتغانى، وتغنى. وفي الحديث: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن".

واستغنى الله: سأله أن يغنيه. عن الهجري قال: وفي الدعاء: "اللهم إني أستغنيك عن كل حازم وأستعينك على كل ظالم".

وأغناه الله، وغناه. وقيل: غناه: في الدعاء، واغناه: في الخبر.

والاسم: الغنية، والغنوة، والغنية، والغنيان وقول أبي المثلم:

لعمرك والمنايا غـالـيات

 

وما تغنى التميمات الحماما

أراد: من الحمام فحذف وعدى.

وما أثر من انه قيل: لابنة الخس: "ما مائة من الضأن؟ فقالت: غنى" فروى لي أن بعضهم قال: الغنى: اسم المائة من الغنم، وهذا غير معروف في موضوع اللغة، وإنما أرادت: أن ذلك العدد غنى لمالكه، كما قيل لها عند ذلك: "و ما مائة من الإبل؟" فقالت: "منى"، وما مائة من الخيل؟ فقالت: "لا ترى" فمنى، ولا ترى: ليسا باسمين للمائة من الإبل، والمائة من الخيل. وكتسمية أبي النجم في بعض شعره الحرباء: بالشقى باسم للحرباء، وإنما سماه به لمكابدته الشمس واستقباله لها، وهذا النحو كثير، وقد بينت منه ضروبا لإزالة الوهم في الكتاب المخصص.

والغنى، والغاني: ذو الوفر. انشد ابن الأعرابي:

أرى المال يغشى ذا الوصوم فلا ترى

 

و يدعى من الاشراف من كان غانيا


ومالك عنه غنى، ولا غنية، ولا غنيان، ولا مغنى: أي مالك عنه بد.

والغانية من النساء: التي غنيت بالزوج. وقيل هي التي غنيت بحسنها عن الحلي. وقيل:هي التي تطلب ولا تطلب.

وقيل: هي التي غنيت ببيت ابويها ولم يقع عليها سباء. وهذه اغربها وهي عن ابن جني.

وقيل: هي الشابة العفيفة، كان لها زوج أو لم يكن. وقوله:

وأخو الغوان متى يشأ يصرمنه

 

ويعدن أعـداء بـغـير وداد

إنما أراد: "الغواني" فحذف الياء تشبيها للام المعرفة بالتنوين، من حيث كانت هذه الأشياء من خواص الاسماء، فحذف الياء لأجل اللام، كما تحذفها لأجل التنوين، وقول المثقب العبدي:

هل عند غان لـفـؤاد صـد

 

من نهلة في اليوم أو في غد

إنما أراد: "غانية" فذكر على إرادة الشخص.

وقد غنيت غنى.

واغنى عنه غناء فلان، ومغناه، ومغناته، ومغناه، ومغناة: ناب عنه.

وما فيه غناء ذاك: أي إقامته والاضطلاع به.

وغنى القوم بالدار غنى: اقاموا.

والمغنى: المنزل.

وقيل، هو المنزل الذي غنى به أهله ثم ظعنوا عنه.

وغنيت لك مني بالبر والمودة: أي بقيت.

وغنيت دارنا تهامة: أي كانت دارنا تهامة قال الشاعر:

غنيت دارنا تهامة في الده

 

ر بنو مـعـد حـلـولا

أي: كانت، وقال تميم بن مقبل:

أ أم تميم إن تـرينـي عـدوكـم

 

وبيتي فقد اغنى الحبيب المصافيا

أي: أكون الحبيب.

والغناء من الصوت: ما طرب به. قال حميد ابن ثور:

عجبت لها أنى يكون غناؤهـا

 

فصيحا ولم تفغر بمنطقها فما

وقد غنى بالشعر، وتغنى به قال:

تغن بالشعر إما كنـت قـائلة

 

إن الغناء بهذا الشعر مضمار

أراد: إن التغني، فوضع الاسم موضع المصدر.

وغناه بالشعر، وغناه إياه.

فأما ما انشده ابن الأعرابي من قول الشاعر:

ثم بدت تنبض احرادها

 

إن متغناة وإن حادية

فإنه أراد: إن متغنية، فأبدل الياء الفا، كما قالوا: "الناصاة" في الناصية، "و القاراة" في القارية.

وغنى بالمرأة: تغزل بها، وغناه بها: ذكره إياها في شعر قال:

ألا غننا بالـزاهـرية إنـنـي

 

على النأي مما أن ألم بها ذكرا

وبينهم أغنية، وإغنية يتغنون بها: أي نوع من الغناء،و ليست الأولى بقوية، إذ ليس في الكلام "افعلة" إلا اسنمة فيمن روى بالضم.

وغنى بالرجل، وتغنى به: مدحه أو هجاه. وفي الخبر أن بعض بني كليب قال لجرير: هذا غسلن السليطي يتغنى بنا: أي يهجونا. وقال جرير:

غضبتم علينا أم تـغـنـيتـم بـنـا

 

أن اخضر من بطن التلاع غميرها

وغنيت الركب به: ذكرته لهم في شعر. وعندي: أن الغزل والمدح والهجاء إنما يقال في كل واحد منها: غنيت، وتغنيت بعد أن يلحن فيغنى به.

وغنى الحمام، وتغنى: صوت.

والغناء: رمل بعينه. قال الراعي:

لها خصور واعجاز ينوء بها

 

رمل الغناء وأعلى متنها رؤد

مقلوبه: - غ ي ن -

الغين: حرف تهج، وهو حرف مجهور مستعل، يكون أصلا لا بدلا ولا زائدا.

والغين: لغة في الغيم وهو السحاب، وقيل: النون بدل من الميم، انشد يعقوب لرجل من تغلب يصف فرسا:

فأنت حبوتني بعنان طرف

 

شديد الشد ذي بذل وصون

كأني بين خافيتي عقـاب

 

تريد حمامة في يوم غين

وغانت السماء غينا، وغينت: طبقها الغيم.

وشجرة غيناء: كثيرة الورق ملتفة الاغصان ناعمة، وقد يقال ذلك في العشب.

والغينة: الاجمة.

والغين من الأراك والسدر: كثرته واجتماعه وحسنه، عن كراع.

والمعروف: أنه جمع شجرة غيناء وقد تقدم.

وكذلك حكى أيضا: الغينة: جمع شجرة غيناء، وهذا غير معروف في اللغة ولا في القياس العربية وإنما الغينة: الأجمة كما قلنا ألا ترى أنك لا تقول: "البيضة" في جمع البيضاء ولا: "العيسة" في جمع: العيساء، فكذلك لا تقول "الغينة" في جمع، اللهم إلا أن يكون لتمكين التانيث، أو يكون اسما للجمع.

وغين على قلبه غينا: تغشته الشهوة.

وغين على قلبه: غطى عليه وألبس.و في الحديث: "إنه ليغان على قلبي حتى استغفر الله".

وغانت نفسه غينا: غثت.

والغين: العطش.

غان يغين.

والغينة: الصديد، وقيل: ما سال من الميت. وقيل: ما سال من الجيفة.

والغينة، بالفتح: اسم أرض. قال الراعي:

ونكبن زورا عن محياه بعد ما

 

بدا الأثل أثل الغينة المتجاور

ويروى: الغينة.

مقلوبه: - ن غ ي -

النغية: ما يعجبك من صوت أو كلام، قال أبو نخيلة:

لما أتتني نغية كالشهد

كالعسل الممزوج بعد الرقد

رفعت من اطمار مستعد

يعني: ولاية بعض ولد عبد الملك بن مروان، اظنه هشاما.

والنغية من الكلام والخبر: الشيء تسمعه ولا تفهمه.

ونغى إليه نغية: قال له قولا يفهمه عنه.

وناغى الصبي: كلمه بما يهواه.

وناغى الموج السحاب: كاد يرتفع إليه. قال:

كأنك بالمبارك بعد شهـر

 

يناغى موجه مر السحاب

المبارك: موضع.

الغين والفاء والياء

غفى الرجل غفية، واغفى: نعس.

والغفية: الحفرة التي يكمن فيها الصائد. وقال اللحياني: هي الزبية.

والغفى: ما ينفونه من إبلهم.

والغفى: ما يخرج من الطعام فيرمى به.

وقيل: غفى الحنطة: عيدانها.

وقيل: الغفى: حطام البر وما تكسر منه وقول أوس:

حسبتم ولد البرشـاء قـاطـبة

 

نقل السماد وتسليكا غفى الغير

يجوز أن يعني به هذا، ويجوز أن يعني به: السفلة.

والواحدة من كل ذلك: غفاة.

وحنطة غفية: فيها غفى، على النسب.

وغفى الطعام، واغفاه: نقاه، من غفاه.

والغفى: قشر غليظ يعلو البسر. وقيل: هو التمر الفاسد الذي يغلظ ويصير مثل اجنحة الجراد.

مقلوبه: - غ ي ف -

التغيف: التبختر.

ومر يتغيف: وهي من مشية الطوال. وقيل: هو مر سهل سريع.

والتغيف: التميل في العدو.

وكل متمايل: متغيف.

وغافت الشجرة تغيف: مالت باغصانها يمينا وشمالا.

واغفتها: املتها.

وشجر اغيف وغيفاني: يمؤود. قال رؤبة:

وهدب اغيف غيفاني

والاغيف: الاغيد، إلا انه في غير نعاس، والأنثى: غيفاء.

وغيفان: موضع.

مقلوبه: - ف غ ي -

الفغي: فساد البسر.

والفغي: التمر الذي يغلظ، ويصير فيه مثل اجنحة الجراد كالغفي.

وقد افغت النخلة.

والفغي: ما يخرج من الطعام فيرمى به كالغفي.

والفغي: ميل في الفم والعلبة والجفنة.

والفغي: داء، عن كراع ولم يحده، غير أني أراه: الميل في الفم.

الغين والباء والياء

الغبية: الدفعة الشديدة من المطر. وقيل: المطرة ليست بالكثيرة. قال:

فصوبـتـه كـأنـه صـوب غـبـية

 

على الامعز الضاحي إذا سيط احضرا

والغبية: صب كثير من ماء ومن سياط. عن ابن الاعرابي، وانشد:

إن دواء الطامحات السجل

السوط والرشاء ثم الحبل

وغبيات بينهن هطل

وأنا أرى ذلك على التشبيه بغبيات المطر.

وجاء على غبية الشمس: أي غيبتها "على القلب".

وشجرة غبياء: ملتفة.

وغصن اغبى: كذلك.

والغبي: الجاهل، منه، عند الفارسي.

وقوا قيس بن ذريح:

وكيف يصلى من إذا غبيت لـه

 

دماء ذوى الذمات والعهد طلت

لم يفسر ثعلب "غبيت له".

مقلوبه: - غ ي ب -

الغيب: الشك، وجمعه: غيوب، وغياب، قال:

أنت نبي تعلم الغـيابـا

 

لا قائلا إفكا ولا مرتابا

وغاب عني الأمر غيبا، وغيابا،و غيبوبة،و مغابا، ومغيبا.

وتغيب: بطن.

وغيبه عنه.

وغاب الرجل غيبا،و مغيبا، وتغيب: سافر أو بان.

وقوله انشده ابن الأعرابي:

ولا اجعل المعروف حل ألية

 

ولا عدة في الناظر المتغيب

إنما وضع فيه الشاعر "المتغيب" موضع "المتغيب" وهكذا وجدته بخط الحامض، والصحيح "المتغيب" بالكسر.

وقوم غيب،و غياب، وغيب: غائبون. الأخيرة اسم للجمع. وصحت الياء فيها تنبيها على اصل غاب.

وامرأة مغيب، ومغيب، ومغيبة: غاب بعلها أو أحد من أهلها.

وهم يتشاهدون أحيانا ويتغايبون أحيانا: أي يغيبون أحيانا، ولا يقال: يتغيبون.

وغابت الشمس وغيرها من النجوم، مغيبا، وغيابا، وغيوبا، وغيبوبة، وغيوبة، عن الهجري،: غربت.

واغاب القوم: دخلوا في المغيب.

وبدا غيبان العود: إذا بدت عروقه التي تغيبت منه، وذلك إذا أصابه البعاق من المطر فاشتد السيل فحفر اصول الشجر حتى ظهرت عروقه وما تغيب منه.

وقال أبو حنيفة: العرب تسمي ما لم تصبه الشمس من النبات كله: الغيبان، بتخفيف الياء.

والغيابة: كالغيبان.

والغيب من الأرض: ما غيبك، وجمعه: غيوب. انشد ابن الأعرابي:

إذا كرهوا الجميع وحل منهم

 

اراهط بالغيوب وبالتـلاع

ووقعنا في غيبة من الأرض: أي هبطة، عن اللحياني.

ووقعوا في غيابة من الأرض: أي في منهبط.

وغيابة كل شيء: ما سترك منه. وفي التنزيل: -في غيابة الجب-.

وغاب الشيء في الشيء غيابة، وغيوبا، وغيابا، وغيابا، وغيبة. وفي حرف أبي: "في غيبة الجب".

واغتاب الرجل صاحبه: ذكره بما فيه من السوء، وإن ذكره بما ليس فيه فهو البهت، والبهتان، كذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يكون ذلك إلا من ورائه.

والاسم: الغيبة.

وغائب الرجل: ما غاب منه، اسم كالكاهل والجامل. انشد ابن الأعرابي:

ويخبرني عن غائب المرء هـديه

 

كفى الهدى عما غيب المء مخبرا

وشاة ذات غيب: أي ذات شحم، لتغيبه عن العين.

والغابة: الأجمة التي طالت ولها أطراف مرتفعة باسقة.

وقال أبو حنيفة: الغابة: أجمة القصب. قال: قد جعلت جماعة الشجر، لأنه ماخوذ من الغيابة.

والغابة من الرماح: ما طال منها فكان لها أطراف ترى كاطراف الأجمة.

وقيل: المضطربة من الرماح في الريح.

وقيل: هي الرماح إذا اجتمعت. وأراه على التشبيه بالغابة التي هي الأجمة.

والجمع من كل ذلك: غابات، وغاب.

مقلوبه: - ب غ ي -

بغى الشيء ما كان خيرا أو شرا يبغيه بغاء، وبغي. الأخيرة عن اللحياني. والأولى اعرف. وانشد غيره:

فلا احبسنكم عن بغي الخير إننـي

 

سقطت على ضرغامة وهو آكلي

وابتغاه. وتبغاه، واستبغاه، كل ذلك: طلبه. قال:

ألا من بين الاخـوي

 

ن امهما هي الثكلى

تسائل من رأى ابنيها

 

وتستبغي فما تبغى

جاء بهما بغير حرف اللين المعوض مما حذف. وبين: تبين.

والاسم: البغية، والبغية.

وقال ثعلب: بغى الخير بغية، وبغية، فجعلهما مصدرين.

والبغية: الحاجة.

والبغية، والبغية، والبغية: ما ابتغى.

والبغية: الضالة المبغية.

والبغية، والبغية: الحاجة المبغية.

وابغاه الشيء: طلبه له أو اعانه على طلبه.

وقيل: بغاه الشيء: طلبه له، وابغاه إياه: اعانه عليه.

وقال اللحياني: استبغى القوم فبغوه، وبغوا له أي طلبوا له.

والباغي: الطالب.

والجمع: بغاة. وبغيان.

وانبغى الشيء: تيسر وتسهل، وقوله تعالى: -و ما علمناه الشعر وما ينبغي له-، أي: يتسهل له.

وإنه لذو بغاية: أي كسوب.

والبغية في الولد: نقيض الرشدة.

وبغت الأمة تبغي بغيا، وباغت مباغاة، وبغاء، وهي بغي وبغو: عهرت.

وقيل: البغي: الأمة، فاجرة كانت أو غير فاجرة.

وقيل: البغي أيضا: الفاجرة، حرة كانت أو أمة. وفي التنزيل: -و ما كانت أمك بغيا- فأم مريم حرة لا محالة، ولذلك عم ثعلب بالبغاء فقال: بغت المرأة، فلم يخص أمة ولا حرة.

وقال أبو عبيد: البغايا: الإماء، لأنهن كن يفجرن قال الأعشى:

والبغايا يركضن أكسية الإضر

 

يح والشرعـبـى ذا الاذيال

أراد: ويهب البغايا، لأن الحرة لا توهب، ثم كثر في كلامهم حتى عموا به الفواجر، إماء كن أو حرائر.

قال اللحياني: ولا يقال: رجل بغي.

والبغية: الطليعة. قال طفيل:

فألوت بغاياهم بنـا وتـبـاشـرت

 

إلى عرض جيش غير أن لم يكتب

وبغى الرجل علينا بغيا: عدل عن الحق واستطال.

وبغى عليه يبغي بغيا: علا عليه وظلمه. وفي التنزيل: -بغى بعضنا على بعض- وفيه: -و الإثم والبغي بغير الحق-.

وحكى اللحياني عن الكسائي: مالي وللبغ بعضكم على بعض، أراد: وللبغي، ولم يعلله. وعندي: انه استثقل كسرة الإعراب على الياء فحذفها وألقى حركتها على الساكن قبلها.

وقوم بغاء: بغى بعضهم على بعض، عن ثعلب.

وقال اللحياني: بغى على أخيه بغيا: حسده.

وبغى بغيا: كذب. وقوله تعالى: -يا ابانا ما نبغي- يجوز أن يكون: ما نبتغي: أي ما نطلب، ف"ما" على هذا استفهام، ويجوز أن يكون: ما نكذب ولا نظلم ف"ما" على هذا جحد.

وبغى في مشيته بغيا: اختال وأسرع، وكذلك الفرس ولا يقال: فرس باغ.

والبغي: الكثير من المطر. وحكى اللحياني: دفعنا بغي السماء عنا: أي شدتها ومعظم مطرها.

وبغى الجرح بغيا: فسد وامد.

وبرى جرحه على بغي: إذا بريء وفيه شيء من نغل.

وجمل باغ: لا يلقح. عن كراع.

وبغى الشيء بغيا: نظر إليه كيف هو.

وبغاه بغيا: رقبه وانتظره، عنه أيضا.

وما ينبغي لك أن تفعل، وما يبتغي: أي لا نولك.

وحكى اللحياني: ما انبغى لك أن تفعل: أي ما ينبغي.

وقالوا: إنك لعالم ولا تباغ: أي لا تصب بالعين.

مقلوبه: - ب ي غ -

تبيغ به الدم: هاج، وذلك حين تظهر حمرته في البدن، وهو في الشفة خاصة: البيغ. وقوله انشده ثعلب:

وتعلم نزيغات الهوى أن ودها

 

تبيغ منى كل عظم ومفصل

لم يفسره، وهو يحتمل أن يكون في معنى "ركب" فينتصب انتصاب المفعول، ويجوز أن يكون في معنى "هاج وثار" فيكون التقدير على هذا: ثار مني على كل عظم ومفصل، فحذف "على" وعدى الفعل بعد حذف الحرف.

وتبيغ به الدم: غلبه وقهره، كأنه مقلوب عن البغي، هذه عن اللحياني.

وإنك عالم ولا تبغ: أي لا تبيغ بك العين فتصيبك كما يتبيغ الدم بصاحبه فيقتله.

الغين والميم والياء

غمي على المريض، واغمي: غشي عليه ثم افاق.

ورجل غمي: مغمي عليه، وكذلك: الاثنان والجمع والمؤنث، لأنه مصدر،و قد ثناه بعضهم وجمعه. فقال: رجلان غميان، ورجال اغماء.

والغمى: سقف البيت، فإذا كسرت اوله مددت.

وقيل: الغمى: ما فوق السقف من التراب وما اشبهه، والتثنية: غميان، وغموان، عن اللحياني. قال: والجمع: اغمية. وهو شاذ ونظيره: ندى واندية. والصحيح عندي: أن اغمية: جمع غماء، كرداء واردية، وأن جمع غمى إنما هو: اغماء، كنقى وانقاء.

وقد غميت البيت، وغميته.

والغمى أيضا: ما غطى به الفرس ليعرق. قال غيلان الربعي يصف فرسا:

مداخلا في طول وأغماء

واغمى يومنا: دام غيمه.

واغميت ليلتنا: غم هلالها.

وفي السماء غمى، وغمى: إذا غم عليهم الهلال وليس من لفظ غم.

مقلوبه: - غ ي م -

الغيم: السحاب، وقيل: هو أن لا ترى شمسا من شدة الدجن، وجمعه: غيوم، وغيام. قال أبو حية النميري:

يلوح بها المـذلـق مـذرياه

 

خروج النجم من صلع الغيام

وقد غامت السماء، واغامت، واغيمت، وتغيمت.

واغام القوم، واغيموا: دخلوا في الغيم.

ويوم غيوم: ذو غيم، حكى عن ثعلب.

والغيم: العطش.

وقد غا إلى الماء، يغيم غيمة، وغيما، وغيمانا. ومغيما، عن ابن الأعرابي.

وشجر غيم: أشب ملتف، كغين.

وغيم الطائر: إذا رفرف على رأسك ولم يبعد. عن ثعلب. وقد تقدمت بالعين والتاء، عن ابن الأعرابي.

والغيام: اسم موضع. قال لبيد:

بكتنا ارضنا لما ظعنا

 

وحيتنا سفيرة والغيام

الغين والقاف والواو

الغويق: الصوت من كل شيء، والعين أعلى، وقد تقدم.

والغاق، والغاقة: من طير الماء.

وغاق: حكاية صوت الغراب، وربما سمي الغراب لصوته قال:

ولو ترى إذ جبتي من طاق

 

ولمتي مثل جنـاح غـاق

قال ابن جني: إذا قلت حكاية صوت الغراب: غاق غاق: فكأنك قلت: بعدا بعدا. وفراقا فراقا. وإذا قلت: غاق غاق: فكأنك قلت: البعد البعد. فصار التنوين علم التنكير، وتركه علم التعريف.

مقلوبه: - وغ ق -

الوغيق: صوت قنب الدابة وهو وعاء جردانة، عن اللحياني، كأنه مقلوب من الغويق، أو لغة فيه.

الغين والجيم والواو

جمل غوج: عريض الصدر.

وفرس غوج: كذلك. وقيل: سهل المعطف.

وفرس غوج موج: جواد، وموج: إتباع. وقيل: هو الطويل القصب.

وقيل اغوج: هو الذي ينثني، يذهب ويجيء.

وتغوج الرجل في مشيه: تثنى.

ورجل غوج: مسترخ من النعاس.

الغين والشين والواو

على بصره وقلبه غشو، وغشوة، وغشوة، وغشوة، وغشاوة، وغشاوة، وغاشية، وغشية، وغشاية، وغشاية، هذه الثلاث عن اللحياني: أي غطاء.

وقد غشى الله على بصره، واغشى.

وغشية الأمر، وتغشاه.

واغشيته اياه، وغشيته. وفي التنزيل: -يغشى الليل النهار- قال اللحياني: وقريء: -يغشى الليل- قال: وقرئت في الأنفال: -يغشيكم النعاس- و:-و يغشيكم النعاس- و: -يغشاكم النعاس-.

وقوله تعالى: -هل اتاك حديث الغاشية-، قيل: الغاشية: القيامة، لأنها تغشى الخلق وقيل: الغاشية النار، لأنها تغشى وجوه الكفار.

وغشاء كل شيء: ما تغشاه، كغشاء القلب والسرج والرحل والسيف، ونحوها.

والغشواء من المعز: التي يغشى وجهها بياض.

والاغشى من الخيل: التي غشيت غرته وجهه واتسعت.

والغشواء: فرس خسان بن سلمة، صفة غالبة.

وغشاوة القلب، وغاشيته: قميصه.

وغاشية الرحل: الحديدة التي فوق المؤخرة.

والغاشية: ما البس جفن السيف من الجلود من اسفل شارب السيف إلى أن يبلغ نعل السيف.

وقيل: هي ما يتغشى قوائم السيوف من الاسفان قال جعفر بن علبة الحارثي:

نقاسمهم اسيافنا شر قـسـمة

 

ففينا غواشيها وفيهم صدورها

والغاشية: داء يأخذ في الجوف، وكله من التغطية.

واستغشى ثيابه: تغطى بها لئلا يرى ولا يسمع. وفي التنزيل: -و استغشوا ثيابهم- و: -ألا حين يستغشون ثيابهم-.

الغشوة: السدرة قال:

غدوت لغشوة في رأس نيق

 

ومورة نعجة ماتت هزالا

مقلوبه: - ش غ و-

الشغا: اختلاف نبتة الأسنان بالطول والقصر والدخول والخروج.

شغت سنه شغوا، وشغيت شغى.

ورجل اشغى، وامرأة شغواء، وشغياء، معاقبة حجازية.

والشغواء: العقاب لفضل في منقارها وتعقف فيه.

والتشغية: تقطير البول.

والاسم: الشغي.

مقلوبه: - وش غ -

الوشوغ: ما يجعل من الدواء في الفم.

وقد اوشغه.

والوشيغ: القليل كالوتح.

وقد اوشغ. قال رؤبة:

ليس بإيشاغ القليل الموشغ

والوشغ: الكثير من كل شيء، عن كراع. وجمعه: وشوغ.

الغين والضاد والواو

غضوت على الشيء، واغضيت: سكت. وقول الطرماح:

غضى عن الفحشاء يقصر طرفه

 

وإن هو لاقى غارة لم يهـلـل

يجوز أن يكون من غضى، وأن يكون من اغضى كقولهم: عذاب اليم، وضرب وجيع، والأول اجود.

وغضا الرجل، واغضى: اطبق جفنيه على حدقته.

واغضى عينا على قذى: صبر على أذى.

واغضى عنه طرفه: سده أو صده، انشد: ثعلب:

دفعت إليه رسل كومـاء جـلـدة

 

واغضيت عنه الطرف حتى تضلعا

وغضا الليل غضوا، واغضى: البس كل شيء.

وليلة غاضية: شديدة الظلمة.

ونار غاضية: عظيمة مضيئة.

ورجل غاض: طاعم كاس مكفي.

وقد عضا يغضو.

مقلوبه: - ض غ و-

الضغو: الاستخذاء.

ضغا يضغو ضغوا، واضغاه هو، وضغاه.

الذئب يضغو ضغاء: صوت، وكذلك: الكلب، ثم كثر حتى قيل للإنسان إذا ضرب فاستغاث: ضعفا.

وجاء بثريدة تضاغى: أي تتراجع من الدسم. وإنما قضينا بأن ألفها واو لوجود: ض غ و، وعدم: ض غ ي.

الغين والصاد والواو

الغوص: الدخول في الماء.

غاص غوصا، فهو غائص، وغواص، والجمع: غاصة وغواصون.

والغوص: موضع يخرج منه اللؤلؤ.

والغوص: الهجوم على الشيء.

والغائصة: الحائض التي لا تعلم أنها حائض.

والمتغوصة: التي لا تكون حائضا فتخبر زوجها أنها حائض، وفي الحديث: "لعنت الغائصة والمتغوصة".

مقلوبه: - ص غ و-

صغا إليه يصغي، ويصغو صغوا وصغوا، وصغا: مال.

وصغوه معك، وصغوه، وصغاه، أي ميله.

وصاغية الرجل: الذين يميلون إليه وياتونه. واراهم إنما انثوا على معنى الجماعة.

وقال اللحياني: الصاغية: كل من ألم بالرجل من أهله.

وصغا الرجل: إذا مال على أحد شقيه، أو انحنى في قوسه.

وصغا على القوم صغا: إذا كان هواه مع غيرهم.

وصغا إليه سمعي يصغو صغوا، وصغى صغا: مال.

واصغى إليه سمعه: اماله.

وقال بعضهم: صغوت إليه براسي اصغي صغوا،و صغا، واصغيت.

واصغى الإناء: حرفه على جنبه ليجتمع ما فيه.

واصغاه: نقصه. قال النمر بن تولب:

وإن ابن أخت القوم مصغى إناؤه

 

إذا لم يزاحم خاله بأب جـلـد

وقالوا:الصبي اعلم بمصغى خده: أي هو اعلم إلى من يلجأ، أو حيث ينفعه.

والصغا: ميل في الحنك وإحدى الشفتين.

صغا يصغو صغوا، وصغى صغا، وهو اصغى، والأنثى: صغواء. وقوله انشده ثعلب:

لم يبق إلا كل صغواء صغـوة

 

بصحراء تيه بين ارضين مجهل

لم يفسره، وعندي: أنه يعني القطاة.

والصغواء: التي مال حنكها وأحد منقاريها.

فأما صغوة: فعلى المبالغة، تقول: ليل لائل وإن اختلف البناآن، أو قد يجوز أن يريد: صغية فخففه، فرد الواو لعدم الكسرة، على أن هذا الباب الحكم فيه أن تبقى الياء على حالها، لأن الكسرة في الحرف الذي قبلها منوية.

وصغت الشمس تصغو صغوا: مالت للغروب.

ويقال للشمس حينئذ: صغواء وقد يتقارب ما بين الواو والياء في اكثر هذا الباب.

والاصاغي: بلد. قال ساعدة بن جؤية:

لهن ما بين الاصاغي ومنصح

 

تعاو كما عج الحجيج الملبـد

مقلوبه: - ص وغ -

صاغ الشيء يصوغه صوغا، وصياغة، وصيغة، وصيغوغة، الأخيرة عن اللحياني: سبكه، ومثله: كان كينونة، ودام ديمومة، وساد سيدودة قال: وقال الكسائي: كان اصله: كونونة، ودومومة، وسودودة، فقلبت الواو ياء طلب الخفة، وكل ذلك عند سيبويه: "فعلولة" كانت من ذوات الياء أو من ذوات الواو.

ورجل صائغ وصواغ وصياغ: معاقبة. قال ابن جني: إنما قال بعضهم: صياغ، لأنهم كرهوا التقاء الواوين لا سيما فيما كثر استعماله، فابدلوا الأولى من العينين ياء كما قالوا في "أما": "أيما" ونحو ذلك. فصار تقديره: الصيواغ، فلما التقت الواو والياء على هذا، ابدلوا الواو للياء قبلها، فقالوا: الصياغ، فإبدالهم العين الأولى من "الصواغ" دليل على أنها هي الزائدة، لأن الإعلال بالزائد أولى منه بالأصل. فإن قلت:فقد قلبت العين الثانية أيضا، فقلت: "صياغ" فلسنا نراك إلا وقد اعللت العينين جميعا، فمن جعلك بأن تجعل الأولى هي الزائدة دون الأخيرة، وقد انقلبتا جميعا. قيل: قلب الثانية لا يستنكر، لأنه كان عن وجوب، وذلك لوقوع الياء ساكنة قبلها، فهذا غير تعد ولا يعتذر منه، لكن قلب الاولى، وليس هناك علة تضطر إلى ابدالها اكثر من الاستخفاف مجردا، هو المعتد لمستنكر المعول عليه، المحتج به، فلذلك اعتمدناه.

والصوغ: ما صيغ. وقد قريء: -قالوا نفقد صوغ الملك-.

ورجل صواغ: يصوغ الكلام ويزوره.

وهذا صوغ هذا: أي على قدره.

وغلامان صوغان: على لدة واحدة.

وصيغ على صيغته: أي خلق على خلقته.

والصيغة: السهام التي من عمل رجل واحد، وهو من ذلك. قال العجاج:

وصيغة قد راشها وركبا

 

الغين والسين والواو

غسا الليل يغسو غسوا، وغسى، واغسى: اظلم.

وحكى ابن جني: غسى يغسى. كأبى يأبى. قال: وذلك لأنهم شبهوا الألف في آخره بالهمزة في: قرأ يقرأ، وهدأ يهدأ، قال: وقد قالوا: غسى يغسى، فقد يجوز أن يكون: غسى يغسى من التراكيب يعني: أنه إنما قام "يغسى" من: غسى و"يغسو" من: غسا.

وقد اغسينا، وذلك عند المغرب وبعيده.

واغسِ من الليل: أي لا تسرْ اوله حتى يذهب غُسُوُّه كما تقول: افحم عنك من الليل: أي لا تسر حتى تذهب فحمته.

وشيخ غاس: قد طال عمره، ولم ارها بالغين معجمة إلا في كتاب العين.

والغسا: البلح فعم به.

وقال مرة: الغاسي: أول ما يخرج من التمر فيكون كابعار الفصال، وإنما حملناه على الواو، لمقاربته الغسوات في المعنى.

مقلوبه: - س وغ -

ساغ الشراب في الحلق يسوغ سوغا: سهل.

وساغ الطعام سوغا: نزل في الحلق.

واساغه هو.

وساغه يسوغه، ويسيغه، سوغا، وسيغا، واساغه الله إياه.

وسوغه ما أصاب: هنأه. وقيل: تركه له خالصا.

وشراب سائغ، واسوغ: عذب.

وطعام اسوغ: سيغ يسوغ في الحلق. وقول عبد الله بن مسلم الهذلي:

ساغ الشراب لعطشان إذا شربا

 

قد ساغ فيه لها وجه النهار كما

أراد: سهل فاستعمله في النهار على المثل.

وسوغ الرجل: الذي يولد على اثره، وإن لم يك اخاه.

وسوغه: اخوه لأبيه وأمه، وذلك إذا ولد بعده على اثره ليس بينهما ولد.

وسوغه، وسوغته: أخته التي ولدت على اثره.

واسواغه: الذين ولدوا في بطن واحد بعده، ليس بينهم وبينه بطن سواهم، والصاد فيه لغة.

وساغت به الأرض سوغا: مثل ساخت سواء.

الغين والزاي والواو

غزا الشيء غزوا: اراده وطلبه.

والغزوة: ما غزى وطلب. قال ساعدة بن جؤية:

وإني وإن أرغبتني غير فاعل

 

لقلت لدهري إنه هو غزوتي

والغزو: السير إلى قتال العدو وانتهابه.

غزاهم غزوا، وغزوانا، عن سيبويه، صحت الواو فيه كراهية الإخلال وغزاوة، قال الهذلي:

بلى غزوات بينهن تواثب

 

تقول هذيل لا غزاوة عنده

قال ابن جني: الغزاوة كالشقاوة، والسراوة، واكثر ما تأتى "الفعالة" مصدرا إذا كانت لغير المتعدي، فأما الغزاوة ففعلها متعد، وكأنها إنما جاءت على غزو الرجل: جاد غزوه. وقضو: جاد قضاؤه، وكما أن قولهم: ما اضرب زيدا، كأنه على ضرب: إذا جاد ضربه. قال: وقد روينا عن محمد بن الحسن عن احمد بن يحيى: ضربت يده: أي جاد ضربها، وقال ثعلب: إذا قيل: غزاة فهو عمل سنة، وإذا قيل: غزوة، فهي المرة الواحدة من الغزو، ولا يطرد هذا الاصل، لا تقول مثل هذا في: لقاة ولقية، بل هما بمعنى واحد.

ورجل غاز، من قوم غزي، وغزي، على مثال "فعيل"، حكاه سيبويه وقال: قلبت فيه الواو ياء لخفة الياء وثقل الجميع، وكسرت الزاي لمجاورتها الياء.

والغزي: اسم للجميع قال الشاعر:

وحتى الجياد ما يقدن بأرسان

 

سريت بهم حتى تكل غزيهم

سيبويه: قالوا: رجل مغزي: شبهوها، حيث كان قبلها حرف مضموم، ولم يكن بينهما إلا حرف ساكن، بأدل، والوجه في هذا النحو الواو، والأخرى عربية كثيرة.

واغزى الرجل، وغزاه: حمله على أن يغزو.

وقال سيبويه: وقالوا: غزاة واحدة، يريدون: عمل وجه واحد كما قالوا: حجة واحدة، يريدون: عمل سنة واحدة. قال أبو ذؤيب:

ل مضطمر اطرتاه طليحا

 

بعيد الغزاة فـمـا إن يزا

والقياس: غزوة. قال الأعشى:

حجون تكل الوقاح الشكورا

 

ولابد من غزوة في الربـيع

والنسب إلى الغزو: غزوى، وهو من النادر معدول النسب.

والمغازى: مناقب الغزاة.

واغزت المرأة: غزا بعلها.

والمغزية من النوق: التي زادت على السنة شهرا أو نحوه.

والمغزي من الإبل: التي عسر لقاحها. واستعاره أمية في الأتن فقال:

ويقرو بها قفرات الصلال

 

تزن على مغزيات العقاق

يريد: القفرات التي بها الصلال: وهي امطار تقع متفرقة، واحدتها: صلة.

والإغزاء، والمغزى: نتاج الصيف، عن ابن الأعرابي. قال: وهو مذموم وعندي: أن هذا ليس بشيء.

وغزا الأمر، واغتزاه، كلاهما: قصده، عن ابن الأعرابي وانشد:

قد يغتزى الهجران بالتجرم

التجرم، هنا: ادعاء الجرم.

وغزوى كذا: أي قصدي.

وابن غزية: من شعراء هذيل.

وغزوان: اسم رجل.

مقلوبه: - ز غ و-

زغاوة: قبيلة من السودان، حكاه أبو حنيفة، وانشد:

يداف بليتيه نحاس وحمحم

 

أحم زغاوى النجار كأنمـا

مقلوبه: - ز وغ -

زاغ عن الطريق زوغا، وزيغا: عدل. والياء افصح، انشد ابن جني في الواو:

وعلق وصل ازوغ من عظايه

 

صحا قلبي ولقصر واعظـايه

جعل الزيغان للعظاية.

مقلوبه: - وز غ -

الوزغة: سام ابرص. والجمع: وزغ، ووزغان، وإزغان،على البدل. انشد ابن الأعرابي:

كما تنقض الوزغان زرقا عيونها

 

فلما تجاذبنا تفـرقـع ظـهـره

وعندي: أن "الوزغان" إنما هو جمع: "وزغ" الذي هو جمع "وزغة" كورل وورلان، لأن الجمع إذا طابق الواحد في البناء، وكان ذلك الجمع مما يجمع، جمع على ما جمع عليه ذلك الواحد، وليس بجمع "وزغة"، لأن ما فيه الهاء لا يجمع على:فعلان.

ووزغ الجنين: صور فتبين صورته وتحرك.

واوزغت الناقة ببولها: قطعته دفعا. قال ذو الرمة:

كإيزاغ آثار المدى في الترائب

 

إذا ما دعاها اوزغت بكراتهـا

وكذلك الفرس والدلو. انشد ثعلب:

توزغ من ملء كإيزاغ الفرس

 

قد انزغ الدلو تقطعي بالمرس

يعني: أنها تفيض من الملء فيجري ذلك الماء.

الغين والطاء والواو

غطا الشيء غطوا، وغطاه، واغطاه: واراه وستره.

وقد تقدم ذلك في الياء، لأن الكلمة يائية وواوية.

وقد تغطى.

والغطاء: ما تغطى به، أو غطى به غيره.

والغطاية: ما تغطت به المرأة من حشو الثياب تحت ثيابها كالغلالة ونحوها، قلبت الواو فيها ياء طلب الخفة مع قرب الكسرة.

وغطا الليل، غطوا وغطوا: ارتفع وغشى كل شيء والبسه.

وكل شيء ارتفع: فقد غطا.

واغطى الكرم: جرى فيه الماء وزاد.

وتقدم جميع ذلك في الياء.

مقلوبه - غ وط -

الغوط: الثريدة.

والتغويط: اللقم منها. وقيل: التغويط: عظم اللقم.

وغاط يغوط غوطا: حفر.

والغوط والغائط: ما اتسع من الأرض مع طمأنينة،و جمعه: أغواط، وغياط، وغيطات. قال المتنخل الهذلي:

بعيد الجوف أغبر ذي غياط

 

وخرق نحشر الركبان فـيه

وقال:

حديث العذارى بأسرارها

 

وخرق تحدث غيطـانـه

أراد: تحدث الجن فيها: أي تحدث جن غيطانه، كقول الآخر:

هتاملا من رزها وهينما

 

تسمع للجن به زيزيزمـا

قال أبو حنيفة: من بواطن الأرض المنبتة: الغيطان، الواحد منها: غائط.

وكل ما انحدر في الأرض: فقد غاط. قال: وزعموا: أن الغائط ربما كان فرسخا، وكانت به الرياض.

والغائط: اسم العذرة نفسها، لأنهم كانوا يلقونها بالغيطان. وقيل: لأنهم كانوا إذا أرادوا ذلك اتوا الغائط.

وتغوط الرجل: كناية عن الخرءة.

ابن جني ومن الشاذ قراءة من قرأ: -أو جاء أحد منكم من الغيط- يجوز أن يكون اصله: غيطا واصله: غيوط فخفف. قال أبو الحسن: ويجوز أن يكون الياء واوا للمعاقبة.

والغوط: اغمض من الغائط وابعد.

وغاطت انساع الناقة تغوط غوطا: لزقت ببطنها فدخلت فيه. قال قيس بن عاصم:

كما غاط في انف القضيب جريرها

 

ستحطم سعد والربـاب انـوفـكـم

والغوطة: الوهدة.

وغوطة: موضع بالشام كثير الماء والشجر.

ومدينة دمشق تسمى: غوطة. أراه لذلك

مقلوبه: - ط غ و-

طغوت اطغو، واطغى طغوا: كطغيت، وطغوى: فعلى منهما.

مقلوبه: - ط وغ -

الطاغوت: ما عبد من دون الله عز وجل. وقيل: الطاغوت: الاصنام.

وقيل الشيطان.

وقيل: الكهنة.

وقيل: مردة أهل الكتاب. وقوله تعالى: -يؤمنون بالجبت والطاغوت- قال أبو إسحاق الجبت والطاغوت، هاهنا: ابن اخطب، وكعب ابن الاشرف اليهوديان، لأنهم إذا اتبعوا امرهما فقد اطاعوهما من دون الله.

وقوله تعالى: -يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت- أي: إلى الكهان أو الشيطان، يقع على الواحد والجميع والمذكر والمؤنث. وزنه "فلعوت"، لأنه من طغوت.

وإنما آثرت "طوغوتا" في التقدير على "طيغوت"، لأن قلب الواو عن موضعها اكثر من قلب الياء في كلامهم، نحو: شجر شاك ولاث وهار.

وقد يكسر على: طواغيت، وطواغ، الأخيرة عن اللحياني.

الغين والدال والواو

الغدوة: البكرة.

وغدوة من يوم بعينه، غير مجراة: علم للوقت.

والغداة: كالغدوة، وجمعها: غدوات.

وقالوا: إني لآتيه بالغدايا والعشايا.

والغداة: لا تجمع على الغدايا، ولكنهم كسروه على ذلك ليطابقوا بين لفظه ولفظ العشايا فإذا افردوه لم يكسروه.

وقال ابن الأعرابي: "غدية": لغة في "غدوة" كضحية: لغة في ضحوة، فإذا كان كذلك فغدية وغدايا: كعشية وعشايا، وعلى هذا لا تقول: إنهم كسروا الغدايا، من قولهم: إني لآتيه بالغدايا والعشايا، على الإتباع للعشايا، إنما كسروه على وجهه، لأن "فعيلة" بابه أن يكسر على "فعائل". انشد ابن الأعرابي:

غديات قيظ أو عشيات اشتيه

 

ألا ليت حظي من زيارة أمية

قال: إنما أراد: غديات قيظ أو عشيات اشتية، لأن غديات القيظ أطول من عشياته، وعشيات الشتاء أطول من غدياته.

والغدو: جمع غداة، نادرة.

واتيته غديانات، على غير قياس، كعشيانات حكاهما سيبويه. وقال: هما تصغير شاذ.

وغدا عليه غدوا وغدوا، واغتدى: بكر.

وغاداه: باكره.

والغادية: السحابة التي تنشأ غدوة.

وقال اللحياني: هي المطرة التي تكون بالغداة.

وقيل لابنة الخس: ما احسن سيء؟ قالت: "اثر غادية في إثر سارية في ميثاء رابية".

والغداء: طعام الغدوة، والجمع: اغدية، عن ابن الأعرابي.

وقال أبو حنيفة: الغداء: رعي الإبل أول النهار.

وقد تغدت.

وتغدى الرجل، وغديته.

ورجل غديان، وامرأة غدياء، واصلها الواو ولكنها قلبت استحسانا لا عن قوة علة.

وإذا قيل لك:تغد. قلت: ما بي من تغد ولا تقل: ما بي غداء. حكاه يعقوب.

والغد: ثاني يومك، محذوف اللام، وربما كنى به عن الزمن الأخير. وفي التنزيل: -سيعلمون غدا من الكذاب الاشر- يعني: يوم القيامة. وقيل: عنى: يوم الفتح.

واصل الغد: الغدو. قال:

إن مع اليوم اخاه غدوا

ويقال: غدا غدوك، وغدا غدك.

وما ترك من أبيه مغدى ولا مراحا، ومغداة ولا مراحة: أي شبها، حكاهما الفارسي.

والغدوى: كل ما في بطون الحوامل، وقوم يجعلونه في الشاء خاصة.

والغدوى: أن يباع البعير اوغيره بما يضرب الفحل.

وقيل: هو اتباع الشاة بنتاج ما نزا به الكبش ذلك العام. قال الفرزدق:

غدوى كل هبنقع تنـبـال

 

ومهور نسوتهم إذا ما انكحوا

والمحفوظ عند أبي عبيد: الغذوي، بالذال.

وغادية: امرأة من بني دبير: وهي غادية بنت قزعة.

مقلوبه: - د غ و-

الدغوة: السقطة القبيحة.

وقيل الكلمة القبيحة.

وقيل: الكلمة القبيحة تسمعها.

ورجل ذو دغوات: لا يثبت على خلق، وقد تقدم ذلك في الياء.

ودغاوة: جيل من السودان، خلف الزنج في جزيرة البحر.

ودغة: اسم رجل كان أحمق.

ودغة: اسم امرأة قد ولدت فيهم.

مقلوبه: - وغ د -

الوغد: الأحمق الضعيف الرذل الدنيء.

وقيل: الضعيف في بدنه.

وقد وغد وغادة.

والوغد: الصبي.

والوغد: خادم القوم. والجمع: اوغاد، ووغدان، ووغدان.

ووغدهم يغدهم وغدا: خدمهم، قال أبو حاتم: قلت لأم هيثم: أو يقال للعبد وغد؟ قالت، ومن اوغد منه!!! والوغد: ثمر الباذنجان.

والوغد: القدح الذي لا نصيب له.

وواغد الرجل: فعل كما يفعل، وخص بعضهم به السير، وذلك أن تسير مثل سير صاحبك.

وواغدت الناقة الأخرى: سارت مثل سيرها. انشد ثعلب:

مواغد جاء له ظباظب

يعني: جلبة، ويروى:

مواغد جاء لها ظباظب

وقد تكون "المواغدة" للناقة الواحدة، لأن إحدى يديها ورجليها تواغد الأخرى.

الغين والتاء والواو

تاغ: هلك.

وأتاغه الله، وكأنه مقلوب من: وتغ.

مقلوبه: - وت غ -

وتغ وتغا: فسد وهلك.

واوتغه هو.

والموتغة: المهلكة.

ووتغ وتغا: وجع.

واوتغه: اوجعه.

ووتغ في حجته وتغا: أخطأ، والاسم: الوتيغة.

وأوتغه عند السلطان: لقنه ما يكون عليه لا له. والوتغ: الإثم وفساد الدين.

وقد اوتغ دينه بالإثم.

وقوله: ووتغت المرأة وتغا، فهي وتغة: ضيعت نفسها في فرجها.

ووتغ الرجل: كذلك.

الغين والذال والواو

الغذاء: ما يكون به نماء الجسم وقوامه، واستعمله ايوب بن عباية في سقي النخل فقال:

ء إذ غرس قوم قصير طويل

 

فجاءت يدا مع حسن الـغـدا

وغذاه غذوا، وغذاه فاغتذى، وتغذى.

والغذى: السخلة. انشد أبو عمرو بن العلاء:

غذى بهم ولقمانـا وذا جـدن

 

لو أنني كنت من عاد ومن إرم

وحكى خلف الأحمر: أنه سمع من العرب: "غذى بهم" بالتصير، والجمع: غذاء.

والغذا "مقصور": بول الجمل.

وإذا ببوله، وغذاه غذوا: قطعه.

وإذا البول نفسه يغذو غذوا، وغذوانا: سال، وكذلك: العرق.

وقيل: كل ما سال فقد غذا.

والغذوان: المسرع الذي يغذو ببوله إذا جرى. قال:

أخو الحرب فوق القارح الغذوان

 

وصخر بن عمرو بن الشريد كأنه

هذه رواية الكوفيين، ورواه غيرهم: العدوان.

وقد غذا.

والغذوان، أيضا: المسرع، وقد روى بيت امرئ القيس:

كتيس ظباء الحلب الغذوان

مكان العدوان.

وغذا الفرس غذوا: مر مرا سريعا.

والغاذيةمن الصبي: الرماعة ما دامت رطبة، فإذا صلبت وصارت عظما فهي يافوخ.

والغذوى: أن يبيع الرجل الشاة بنتاج ما نزا به الكبش ذلك العام. قال الفرزدق:

غذوى كل هبنقع تنـبـال

 

ومهور نسوتهم إذا ما انكحوا

وقد تقدم في الدال.

الغين والثاء والواو

الغثاء: القمش، وهو أيضا: الزبد، والقذر.

وحده الزجاج فقال: الغثاء: الهالك البالي من ورق الشجر الذي إذا جرى السيل رايته مخالطا زبده.

غثا الوادي يغثو غثوا. وقد تقدمت هذه الكلمة في الياء، لأنها يائية وواوية.

مقلوبه: - غ وث -

أجاب الله غوثاه، وغواثه.

وحكى ابن الأعرابي: أجاب الله غياثه.

وغوث الرجل، واستغاث: صاح: وا غوثاه.

واغاثه، وغاثه غوثا، وغياثا. والأولى أعلى.

وغوث، وغياث، ومغيث: أسماء. والغوث: بطن من طيء.

ويغوث: صنم كان لمذحج. هذا قول الزجاج.

مقلوبه: - ث غ و-

الثغاء: صوت الغنم والظباء عند الولادة وغيرها.

وقد ثغت ثغو.

وماله ثاغ ولا راغ، ولا ثاغية ولا راغية. الثاغية: الشاة، والراغية: الناقة.

واتيته فما اثغى ولا ارغى: أي ما أعطاني واحدة منهما.

مقلوبه: - وث غ -

الوثيغة: الدرجة التي تتخذ للناقة تدخل في حيائها إذا أرادوا أن يظأروها على ولد غيرها.

وقد وثغتها وثغا.

الغين والراء والواو

غرا السمن قلبه يغروه غروا: لزق به وغطاه.

وغرى بالشيء غرا، وغراء: اولع.

وكذلك: اغرى به.

وغرى، واغراه به لا غير.

والاسم الغروى وقول كثير:

غراء ومدتها مدامع حـفـل

 

إذا قلت اسلو غارت العين بالبكا

هو "فاعلت" من قولك: غريت به غراء.

وغرى به غراة، فهو غرى: لزق به ولزمه عن اللحياني.

واغرى بينهم العداوة: القاها كأنه الزقها بهم.

والإغراء: الإيساد.

وقد اغرى الكلب بالصيد وهو منه، لأنه إلزق.

وغرا الشيء غروا، وغراه: طلاه.

وقوس مغروة، ومغرية، بنيت الأخيرة على "غريت" وإلا فاصله الواو، وكذلك: السهم. وفي المثل: "ادركني ولو باحد المغروين".

والغراء: ما طلى به قال بعضهم: غرا السرج، مفتوح الأول مقصور، فإذا كسرته مددته وقال أبو حنيفة: قوم يفتحون الغرى فيقصرونه، وليست بالجيدة.

والغرى: صبغ احمر كأنه يغرى به، قال:

كأنما جبينه غرى

والغرى: صنم كان طلي بدم، انشد ثعلب:

فرع بين رئاس وحام

 

كغرى اجسدت رأسه

والغرا"مقصور": الحسن.

والغرى: الحسن من الرجال وغيرهم.

وكل بناء حسن: غرى.

والغريان المشهوران بالكوفة: منه، حكاه سيبويه، انشد ثعلب:

طول الزمان لما باد الغريان

 

لو كان شيء له ألا يبيد على

والغرو: موضع، قال عروة بن الورد:

وحول الصفا من أهلها متدور

 

وبالغرو والغراء منها منـازل

والغرى،و الغرى: موضع، عن ابن الأعرابي وانشد:

وبقل باكناف الغرى تـؤان

 

اغرك يا موصول منها ثمالة

أراد: تؤام، فابدل.

والغرا: ولد البقرة. تثنيته: غروان، وجمعه: اغراء.

ولا غرو، ولا غروى: أي لا عجب.

ورجل غراء: لا دابة له، قال أبو نخيلة:

بل لفظت كل غراء معظم

وغرى العد: برد ماؤه، وروى بيت عمرو ابن كلثوم:

تصفقه الرياح إذا غرينا

 

كأن متونهن متون عـد

مقلوبه: - غ ور -

غور كل شيء: قعره.

وغور تهامة: ما بين ذات عرق والبحر، وهو الغور.

وغار القوم غورا، وغؤورا، واغاروا، وغوروا، وتغوروا: اتوا الغور، قال جرير:

في المنجدين ولا بغور الغائر

 

يا أم حزرة ما رأينا مثلـكـم

وقال الأعشى:

اغار لعمري في البلاد وانجدا

 

نبي يرى ما لا ترون وذكـره

وقال جميل:

وأنت امرأ من نجد واهلناتهام وما النجدي والمتغور

وغار في الشيء غورا، وغؤورا، وغيارا، عن سيبوبه: دخل.

واغار عينه، وغارت عينه غؤورا وغورا، وغورت: دخلت في الرأس.

وغار الماء غورا وغؤورا وغور: ذهب في الأرض.

وقال اللحياني: غار الماء، وغور: ذهب في العيون.

وماء غور: غائر، وصف بالمدر، وفي التنزيل: -إن اصبح ماؤكم غورا-.

وغارت الشمس غيارا، وغؤورا، وغورت: غربت. وكذلك: القمر والنجوم.

والغار: كالكهف في الجبل، وقال اللحياني: هو شبه البيت فيه.

وقال ثعلب: هو المنخفض في الجبل.

وكل مطمئن من الأرض: غار، قال:

من الأرض محدودبا غارها

 

تؤم سـنـانـا وكـم دونـه

والغار: الذي يأوى ليه الوحش. والجمع من كل ذلك القليل: أغوار، عن ابن جني، والكثير: غيران.

والغور: كالغار في الجبل.

والمغارة: كالغار. وفي التنزيل: -لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا- وغار في الغار يغور غورا، وغؤورا: دخل.

والغار: ما خلف الفراشة من أعلى الفم.

وقيل: هو الأخدود الذي بين اللحيين.

وقيل: هو داخل الفم.

والغاران: العظمان اللذان فيهما العينان.

والغاران: فم الإنسان وفرجه، قال:

وأن الفتى يسعى لغاريه دائبا

 

ألم أن الدهـر يومـا ولـيلة

وقيل: هما البطن والفرج.

والغار: الجمع الكثير من الناس، ومنه قول الاحنف في انصراف الزبير: "و ما اصنع به إن كان جمع بين غارين من الناس ثم تركهم وذهب".

والغار: ورق الكرم.

به فسر بعضهم قول الاخطل:

علج ولثمها بالجفن والـغـار

 

آلت إلى النصف من كلفاء أثأفها

والغار: شجر عظام، له ورق طوال، أطول من ورق الخلاف،و حمل اصغر من البندق اسود يقشر، له لب يقع في الدواء، ورقه طيب الريح يقع في العطر، يقال لثمره: الدهمشت، واحدته: غارة.

والغار: الغبار، عن كراع.

واغار الرجل: عجل في الشيء وغيره.

واغار في الأرض: ذهب.

والاسم: الغارة.

وعدا الرجل غارة الثعلب: أي مثل عدوه، فهو مصدر كالصماء من قولهم: اشتمل الصماء.

والاسم: الغوير، قال ساعدة بن جؤية:

يخفض ريعان السعاة غويرها

 

بساق إذا أولى العدى تبـددوا

واغار على القوم إغارة، وغارة: دفع عليهم الخيل.

وقيل: الإغارة: المصدر، والغارة: الاسم، وهو الصحيح.

وتغاور القوم: اغار بعضهم على بعض.

والغارة: الجماعة من الخيل إذا اغارت.

ورجل مغوار بين الغوار: كثير الغارات.

وفرس مغوار: سريع، وقال اللحياني: فرس مغوار: شديد العدو، قال طفيل:

مغاوير فيها للأريب معقـب

 

عناجيج من آل الوجيه ولا حق

واغار الفرس: اشتد عدوه في الغارة وغيرها.

والمغيرة، والمغيرة: الخيل التي تغير. وقالوا اشرق ثبير كيما نغير: أي تنفر وتدفع للحجارة.

وقال يعقوب: الإغارة هنا: الدفع أي: تسرع للنحر وتدفع للحجارة.

واغار فلان بني فلان: جاءهم لينصروه، وقد تعدى بالى.

وغارهم الله بخير يغورهم: أصابهم بخصب ومطر.

وغارهم يغورهم غورا: مارهم.

واستغور الله: سأله الغيرة، انشد ثعلب:

إذا الله سنى عقد شيء تيسرا

 

فلا تعجلا واستغورا الله إنـه

ثم فسره فقال: "استغورا" من الميرة، وعندي أن معناه: اسألوه الخصب إذ هو مير الله خلقه.

والاسم: الغيرة، وقد تقدم ذلك في الياء، لأن غار هذه يائية وواوية.

والغائرة: نصف النهار.

والغائرة: القائلة.

وغور القوم: دخلوا في القائلة.

وغوروا: نزلوا في القائلة، قال امرؤ القيس يصف الكلاب والثور:

كقرم الهجان الادر المتشمس

 

وغورن في ظل الغضا وتركنه

وغوروا: ساروا في القائلة.

والتغوير: نوم ذلك الوقت.

والإغارة: شدة الفتل.

وحبل مغار: محكم الفتل.

وفرس مغار: شديد المفاصل.

واستغار فيه الشحم: استطار.

واستغارت الجرحة: تورمت.

ومغيرة: اسم.

وقول بعضهم: مغيرة، فليس اتباعه لأجل حرف الحلق كشعير وبعير، إنما هو من باب منتن. ومن قولهم: أنا أخؤوك وأبنؤوك، والقرفصاء والسلطان، وهو منحدر من الجبل.

والغار: موضع بالشام.

والغورة، والغوير: ماء لكلب في ناحية السماوة، وإياه عنت الزباء الملكة بقولها: عسى الغوير أبؤسا، وقد تقدم معنى عسى هاهنا في بابه، قال ثعلب: أتى عمر بمنبوذ، فقال: عسى الغوير أبؤسا، أي: عسى الريبة من قبلك، وهذا لا يوفق مذهب سيبويه.

مقلوبه: - ر غ و-

رغا البعير والناقة ترغو رغاء: صوتت فضجت، وكذلك: الضباع والنعام.

وناقة رغو: كثيرة الرغاء.

ورغا الصبي رغاء: وهو اشد ما يكون من بكائه.

ورغا الضب، عن ابن الأعرابي: كذلك.

ورغوة اللبن، ورغوته، ورغوته، ورغاوته، ورغاوته، ورغايته، كل ذلك زبده.

وارتغى الرغوة: اخذها واحتساها.

وامست ابلكم تنشف وترغى: أي تعلو البانها نشافة ورغوة، وهما واحد.

ورغا اللبن، ورغى، وارغى: صارت له رغوة.

وإبل مراغ: لألبانها رغوة كثيرة.

وارغى البائل: صار لبوله رغوة، وقوله انشد ابن الأعرابي:

وتنكدنا لهو الحديث الممتـع

 

من البيض ترغينا سقاط حديثها

فسره فقال: ترغينا: من الرغوة، كأنها لا تعطينا صريح حديثها، إنما تنفح لنا برغوته وما ليس بمحض منه، وتنكدنا: لا تعطينا إلا اقله ولم اسمع "ترغى" متعديا إلى مفعول واحد ولا إلى مفعولين إلا في هذا البيت.

غة: فرس مالك بن عبدة.

مقلوبه: - وغ ر -

الوغرة: شدة الحر.

وقد وغرت الهاجرة وغرا.

واوغروا: دخلوا في الوغرة.

والوغر، والوغر:الحقد، واصله من ذلك.

وقد وغر صدره وغرا، ووغر يغر وغرا فيهما. قال سيبويه: ويوغر: اكثر.

واوغره هو.

والتوغير: الإغراء بالحقد، انشد سيبويه للفرزدق:

عليك يشفوا صدورا ذات توغير

 

دست رسولا بأن القوم إن قدروا

والوغير: لحم يشوى على الرمضاء.

والوغير: اللبن ترمى فيه الحجارة المحماة، ثم يشرب.

والمستوغر: الشاعر المعروف، منه، سمى بذلك لقوله:

نشيش الرصف في اللبن الوغير

 

ينش الماء في الربلات منـهـا

وقيل: الوغير: اللبن يغلي ويطبخ.

والوغيرة: اللبن وحده محضا، يسخن حتى ينضح، وربما جعل فيه السمن.

وقد اوغره.

واوغر الماء: إذا احرقه حتى غلا. وفي المثل: "كرهت الخنازير الحميم الموغر"، وذلك لأن قوما من النصارى كانوا يسمطون الخنزير حيا ثم يشوونه.

ووغر الجيش: صوتهم وجلبتهم، قال ابن مقبل:

كأن وغر قطاه وغر حادينا

ووغرهم: كوغرهم.

ولم يحك ابن الأعرابي. في وغر الجيش إلا الإسكان فقط، وصرح بأن الفتح لا يجوز فيه.

والإيغار المستعمل في باب الخراج، قال ابن دريد: لا احسبه عربيا صحيحا، وإنما حملناه على الواو لوجود اوغر وعدم: أيغر.

مقلوبه: - ر وغ -

راغ يروغ روغا، وروغانا: حاد.

واراغه هو، وراوغه: خادعه.

وراغ الصيد: ذهب هاهنا وهاهنا.

وراغ عليه: مال إليه يساره أو يضربه. وفي التنزيل: -فراغ عليهم ضربا باليمين-.

وطريق رائغ: مائل.

وورواغة القوم، ورياغتهم: حيث يصطرعون.

وروغ لقمته في الدسم: غمسها فيه، كرولها.

وتروغ الدابة في التراب: تمرغ، يمانية.

الغين واللام والواو

الغلاء: نقيض الرخص.

غلا السعر وغيره غلاء، فهو غال، وغلى، الأخيرة عن كراع.

وأغلاه: جعله غاليا.

وغالى بالشيء، وغلاه: سام فأبعط، قال الشاعر:

ونرخصه إذا نضج القدير

 

نغالي اللحم للأضياف نيئا

وبعته بالغلاء والغالي، كلهن عن ابن الاعرابي، وانشد:

لأعطينا به ثمنا غلـيا

 

ولو أنا نباع كلام سلمى

وغلا في الأمر غلوا: جاوز حده. وفي التنزيل: -لا تغلوا في دينكم-.

وغلا بالسهم غلوا، وغلوا، وغالى به غلاء: رفع به يده يريد اقصى الغاية، وهو من التجاوز.

وجل غلاء: بعيد الغلو بالسهم، قالغيلان الربعي يصف حلبة:

بمائتين بغـلاء الـغـلاء

 

امسوا فقادوهن نحو الميطاء

وغلا السهم نفسه: ارتفع في ذهابه وجاوز المدى، وكذلك: الحجر.

وكل مرماة: غلوة، وكله من الارتفاع والتجاوز. والجمع: غلوات، وغلاء.

وقد تستعمل الغلوة: في سباق الخيل.

والمغلى: سهم تغلى به: أي ترفع به اليد حتى يتجاوز المقدار أو يقارب ذاك.

والغلو في القافية: حركة الروى الساكن بعد تمام الوزن.

والغالي: نون زائدة بعد تلك الحركة، وذلك نحو قوله في إنشاد من انشده هكذا:

وقاتم الاعماق خاوى المخترقين

فحركة القاف هي: الغلو، والنون بعد ذلك هي: الغالي، وإنما اشتق من الغلو الذي هو التجاوز لقدر ما يجب، وهو عندهم افحش من التعدي، وقد ذكرنا التعدي في موضعه، ولا يعتد به في الوزن، لأن الوزن قد تناهى قبله، جعلوا ذلك في آخر البيت بمنزلة الخزم في اوله.

وغلت الدابة في سيرها غلوا واغتلت: ارتفعت فجاوزت حسن السير، قال الأعشى:

إذا كذب الآثمات الهجيرا

 

جمالية تغتلى بـالـرداف

وغلا بالجارية والغلام عظم غلوا: وذلك في سرعة شبابهها وسبقهما لداتهما، وهو من التجاوز.

وغلوان الشباب، وغلواؤه: سرعته واوله.

وغلا النبت: التف وعظم، قال لبيد:

بالجلهتين ظباؤها ونعامهـا

 

فغلا فروع الايهقان واطفلت

وكذلك: تغالى، واغلولى.

واغلى الكرم: التف ورقه وكثرت نواميه وطال.

وأغلاه: خفف من ورقه ليرتفع ويجود.

وكل ما ارتفع: فقد غلا وتغالى.

وتغالى لحمه: انحسر عند الضماد: كأنه ضد.

وغلوى: اسم فرس مشهورة.

مقلوبه: - غ ول -

غاله الشيء غولا، واغتاله: اهلكه.

والغول: المنية.

وقالوا: الغضب غول الحلم: أي انه يهلكه ويذهب به.

وغالت فلانا غول: أي هلكة، وقيل: لم يدر أين صقع.

والغول: الداهية.

وأتى غولا غائلة: أي امرا منكرا داهيا.

والغوائل: الدواهي.

وغائلة الحوض: ما انخرق منه وانثقب، فذهب بالماء، قال الفرزدق:

غال القرى بمثلم مفجـور

 

يا قيس إنكم وجدتم حوضكم

برشاء ضيقة الفروع قصير

 

ذهبت غوائله بما افرغـتـم

وتغول الأمر: تناكر وتشابه.

والغول: السعلاة والجمع: اغوال، وغيلان.

وتغولت الغول: تخيلت وتلونت، قال جرير:

ويوما ترى منهن غولا تغـول

 

فيوما يوافيني الهوى غير ماضي

هكذا انشده سيبويه، ويروى: "فيوما يجاريني الهوى"، ويروى: "يوافيني الهوى دون ماضي".

وتغولتهم الغول: توهوا.

والغول: الحية،و الجمع: اغوال، قال:

ومسنونة زرق كأنياب اغوال

قال أبو حاتم: يريد أن يكبر بذلك ويعظم ومنه قوله تعالى: -كأنه رءوس الشياطين- وقريش لم تر رأس شيطان قط، إنما أراد تعظيم ذلك في صدورهم.

والغول: بعد المغارة.

وقال اللحياني: غول الأرض: أن تسير فيها فلا تنقطع.

وأرض غيلة: بعيدة الغول، عنه أيضا والغول: ما انهبط من الارض، وبه فسر قول لبيد:

بمنى تأبد غولها فرجامها

والغول: الصداع، وقيل: السكر، وبه فسر قوله تعالى: -لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون-.

والغول: المشقة.

والمغاولة: المبادرة في الشيء، واصله من البعد.

وقول أمية بن أبي عائذ يصف حمارا وأتنا:

ن أرضا ويغتالها باغتيال

 

إذا غربة عمهن ارتفـع

قال السكري: يغتال جريها بجري من عنده.

والمغول: حديدة تجعل في السوط فيكون لها غلافا.

والمغول: كالمشمل إلا انه أطول منه وادق.

وقال أبو حنيفة: المغول: نصل طويل، قليل العرض غليظ المتن، فوصف العرض الذي هو كمية بالقلة التي لا يوصف بها إلا الكيفية.

والغول: جماعة الطلح لا يشاركه شيء.

والغول: ساحرة الجن، والجمع: غيلان.

وقال أبو الوفاء الأعرابي. الغول: الذكر من الجن فسألته عن الأنثى فقال: هي السعلاة.

والغولان: ضرب من الحمض، قال أبو حنيفة الغولان: حمض كالأشنان شبيه بالعنظوان إلا أنه أدق منه، وهو مرعى. قال ذو الرمة:

بغولان حوضى فوق اكبادها العشر

 

حنين اللقاح الخـور حـرق نـاره

والغول، وغويل، والغولان، كلها: مواضع

مقلوبه: - ل غ و-

اللغو، واللغا: السقط، وما لا يعتد به من كلام وغيره، ولا يحصل منه على فائدة ولا نفع. وشاة لغو، ولغا: لا يعتد بها في المعاملة.

وقد الغى له شاة.

وكل ما اسقط فلم يعتد به ملغى، قال ذو الرمة:

كما الغيت في الدية الحوارا

 

ويهلك وسطها المرئى لغوا

عمله له جرير، ثم لقى الفرزدق ذا الرمة فقال انشدني شعرك في المرئى فانشده، فلما بلغ هذا البيت، قال له الفرزدق: حس اعد علي، فاعاد، فقال: لاكها، والله، من هو اشد فكين منك!! وقوله تعالى: -لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم- قيل: معناه ما لا يعقد عليه القلب مثل قولك: لا والله، وبلى والله. وقيل: معنى اللغو: الإثم، والمعنى: لا يؤاخذكم الله بالإثم في الحلف إذا كفرتم.

ولغا في القول يلغو، ويلغى لغوا، ولغى لغا، وملغاة: أخطأ، قال رؤبة:

عن اللغا ورفث التكلم

وفي الحديث: "اياكم وملغاة أول الليل" يريد به: اللغو.

وكلمة لاغية: فاحشة، وفي التنزيل: -لا تسمع فيها لاغية- وأراه على النسب: أي ذات لغو.

ولغا يلغو لغوا: تكلم، وفي الحديث: "من قال في الجمعة، والأمام يخطب، لصاحبه صه، فقد لغا: أي: تكلم.

واللغة: اللسن، وحدها: أنها أصوات يعبر بها كل قوم عن اغراضهم، وهي "فعلة" من لغوت: أي تكلمت، اصلها: لغوة، ككرة وقلة وثبة، كلها لاماتها واوات، والجمع: لغات ولغون قال ثعلب: قال أبو عمرو لأبي خيرة: يا أبا خيرة سمعت لغاتهم؟ فقال أبو خيرة: وسمعت لغاتهم، فقال أبو عمرو يا أبا خيرة، أريد اكثف منك جلدا، جلدك قد رق، ولم يكن أبو عمرو سمعها.

وقد لغا يلغو.

والطير تلغى باصواتها: أي تنغم.

واللغوي: لغط القطا، قال الراعي:

في لجة الليل لما راعها الفزع

 

صفر المحاجر لغواها مبـينة

ولغى بالشيء لغى: لهج.

ولغى بالماء لغا: اكثر منه، وهو في ذلك لا يروى.

وإنما حملنا هاتين الكلمتين على الواو لوجود: ل غ و، وعدم: ل غ ي.

مقلوبه: - وغ ل -

الوغل من الرجال: الضعيف الساقط المقصر في الأشياء، والجمع اوغال.

والوغل، والوغل: المدعى نسبا ليس منه. والجمع أوغال.

والوغل، والوغل: السيئ الغذاء.

وحكى سيبويه: وغل، على المضارعة.

و الوغل، والواغل، الأولى عن كراع: الذي يدخل على القوم في طعامهم وشرابهم من غير أن يدعوه إليه أو ينفق معهم مثل ما انفقوا قال الشاعر:

ه وتعطف عليه كأس الساقي

 

فمتى واغل يتبـهـم يحـيو

ويروى: "و تعطف عليه كف الساقي" وقال امرؤ القيس:

إثما من اللـه ولا واغـل

 

فاليوم اشرب غير مستحقب

وقال يعقوب: الواغل في الشراب كالوارش في الطعام.

وقد وغل وغلانا.

واسم ذلك الشراب: الوغل. قال عمرو بن قميئة:

وعللنا عللا بعد نهـل

 

فشربنا غير شرب واغل

ووغل في الشيء وغولا: دخل فيه وتوارى به.

ووغل: ذهب وابعد. قال الراعي:

وقد ينسيك بعض الحاجة العجل

 

قالت سليمى أتنوي اليوم أم تغل

وكذلك: اوغل في البلاد ونحوها.

وتوغل: ذهب فابعد.

وكذلك: اوغل في العلم.

وكل داخل في شيء دخول مستعجل فقد اوغل فيه.

وأوغلته الحاجة. قال المتنخل الهذلي:

والشوك في وضح الرجلين مركوز

 

حتى يجيء وجنح اللـيل يوغـلـه

ومالك عن ذلك وغل: أي ملجأ، والمعروف: وعل كما تقدم.

وزعم يعقوب: أن غينه بدل من عين "وعل" وزعم الأصمعي: أن "الواغل" الذي هو الداخل على القوم في شرابهم ولم يدع، إنما اشتق من هذا، أي ليس له مكان يلجأ إليه، فإن كان هذا فخليق ألا يكون بدلا، لأن المبدل لا يبلغ من القوة أن يصرف هذا التصريف.

والوغل: الشجر الملتف، انشد أبو حنيفة:

ضراء ولا وغل من الحرجات

 

فلما رأى أن ليس دون سوادها

واستوغل الرجل: غسل مغابنه وبواطن أعضائه. وفي الحديث: "من لم يغتسل يوم الجمعة فليستوغل".

مقلوبه: - ل وغ -

لاغ الشيء لوغا: أداره في فيه ثم لفظه.

مقلوبه: - ول غ -

ولغ السبع والكلب وكل ذي خطم، وولغ يلغ فيهما ولغا: شرب ماء أو دما.

وأولغه صاحبه. قال:

لحم رجال أو يولغان دما

 

ما مر يوم إلا وعنـدهـا

والميلغة: الإناء الذي يلغ فيه الكلب.

واستعار بعضهم الولوغ للدلو، فقال:

في كل أرجاء القليب والغه

 

دلوك دلو يا دليج سابـغـه

والولغة: الدلو الصغيرة. قال:

والبكرات شرهن الصائمة

 

شر الدلاء الولغة الملازمة

يعني التي لا تدور.

الغين والنون والواو

لي عنه غنوة: أي غنى، حكاه اللحياني عن الكسائي. والمعروف: غنية.

مقلوبه: - ن غ و-

ما سمعت له نغوة: أي كلمة.

الغين والفاء والواو

غفا الشيء غفوا، وغفوا: طفا فوق الماء.

والغفو، والغفوة، جميعا: الزبية. عن اللحياني.

وغفا غفوة: نام نومة خفيفة. وفي الحديث: "فغفا غفوة". والمعروف: أغفى. حكى ذلك الهروي في الغريبين.

مقلوبه: - ف غ و-

الفغو، والفغوة، والفاغية: الرائحة الطيبة، الأخيرة عن ثعلب.

والفغوة: الزهرة.

والفغو، والفاغية: ورد كل ما كان من الشجر له ريح طيبة، لا تكون لغير ذلك.

وقيل: الفاغية: نور الحناء خاصة، وهي طيبة الريخ تخرج أمثال العناقيد، وينفتح فيها نور صغار فيجتني ويربب بها الدهن.

ودهن مغفو: مطيب بها.

وفغا الشجر فغوا، وافغى: تفتح نوره قبل أن يثمر.

والفغواء: اسم أو لقب. قال عنترة:

بذمته وابن اللقـيطة عـصـيد

 

فهلا وفى الفغواء عمرو بن جابر

مقلوبه: - وغ ف -

الوغف: ضعف البصر.

والوغف: السرعة.

وقد اوغف.

والإيغاف: سرعة ضرب الجناحين، عن ابن الأعرابي.

والوغف: قطعة أدم أو كساء تشد على بطن التيس لئلا ينزو أو يشرب بوله.

مقلوبه: - ف وغ -

فوغة الطيب: كفوعته، حكاها كراع، وقال: فوغة "بإعجام الغين" ولم يقلها أحد غيره، ولست منها على ثقة.

الغين والباء والواو

غبى للشيء، وغبى عنه، غبا وغباوة: لم يفطن له.

وغبى الأمر عني: خفى فلم اعرفه. وقول قيس بن ذريح:

دماء ذوي الذمات والعهد طلت

 

وكيف يصلي من إذا غبيت لـه

لم يفسر ثعلب: غبيت له.

وتغابى عنه: تغافل.

وفيه غبوة: أي غفلة.

والغبي: الغافل. فأما أبو علي فاشتق "الغبي" من قولهم: شجرة غبياء كأن جهله غطى عنه ما وضح لغيره، وقد تقدم.

مقلوبه: - ب غ و-

بغا الشيء بغوا: نظر إليه كيف هو.

والبغو: ما يخرج من زهرة القتاد الأعظم الحجازي.

وكذلك ما يخرج من زهرة العرفط والسلم.

والبغوة: الطلعة حين تنشق فتخرج بيضاء رطبة.

والبغوة: الثمرة قبل أن تنضج، والجمع: بغو وخص أبو حنيفة: بالبغو مرة البسر إذا كبر شيئا.

مقلوبه: - وغ ب -

الوغب: الضعيف في بدنه.

وقيل: الأحمق.

وجمعه اوغاب ووغاب.

والأنثى: وغبة.

وقال ثعلب: الوغبة: الاحمق، فحرك، وأراه إنما حرك لمكان حرف الحلق.

مقلوبه: - ب وغ -

البوغاء: التراب عامة.

وقيل: هي التربة الرخوة كأنها ذريرة.

وقيل: هي التراب الهابي في الهواء.

وقيل: هو التراب الذي يطير من دقته إذا مس.

وبوغاء الناس: سفلتهم وطاشتهم.

والبوغ: الذي يكون في اجواف الفقمة، وهو من ذلك.

وتبوغ به الدم: هاج، كتبيغ.

وتبوغ بصاحبه: غلبه.

مقلوبه: - وب غ -

وبغ الرجل: عابه وطعن عليه.

والوبغ: داء يأخذ الإبل فيرى فساده في اوبارها.

والاوبغ: موضع.

الغين والميم والواو

غما البيت غموا: غطاه بالطين والخشب.

والغما: سقف البيت.

وتثنيته: غموان، وغميان.

وقد تقدم ذلك في الياء.

وهو الغماء أيضا، وتقدم ذلك في الياء أيضا، لأنها يائية وواوية.

مقلوبه: - م غ و-

مغا السنور مغوا، ومغوا، ومغاء: صاح.

مقلوبه: - وغ م -

الوغم، والوغم: الذحل.

والوغم: الحقد الثابت في الصدور.

وجمعه: أوغام. قال:

لا تك نواما على الأوغام

وقد وغم صدره وغما، ووغما، ووغم وأوغمه هو.

ورجل وغم: حقود.

والوغم: القتال.

وتوغم القوم، وتواغموا: تقاتلوا. وقيل: تناظروا شزرا في القتال.

ووغم به وغما: اخبره بخبر لم يحققه.

ووغم إلى الشيء: ذهب وهمه اليه، كوهم.

وذهب إليه وغمى: أي وهمى، كل ذلك عن ابن الأعرابي.

مقلوبه: - م وغ -

ماغت السنورة موغا: مثل ماءت.