باب الخاء والفاء، القاف

خفا

خفا البَرْقُ خَفْواً وخُفُوّاً: لَمعَ. وخَفَا الشيءُ خَفْواً:ظَهَر. وخَفَى الشيءَ خَفْياً وخُفِيّاً: أَظهره واستخرجه. يقال: خَفَى المطرُ الفِئَارَ إذا أَخرَجهُنَّ من أَنْفاقِهِنّ أَي من جِحَرَتِهِنَّ؛ قال امرؤ القيس يصف فرساً:

خَفَاهُنَّ من أَنْفاقِهِنَّ، كـأَنَّـمـا

 

خَفاهُنَّ وَدْقٌ من سَحَابٍ مُرَكَّبِ

قال ابن بري: والذي وقع في شعر امرئ القيس من عَشِيّ مُجَلِّبِ؛ وقال امرؤ القيس بن عابس الكِنْدي أَنشده اللحياني:

فإِنْ تَكْتُمُوا السِّرَّ لا نَخْفِه،

 

وإِنْ تَبْعَثُوا الحَرْبَ لا نَقْعُد

قوله لا نَخْفِه أَي لا نُظْهِرْه. وقرئ قوله تعالى: إِنَّ الساعةَ آتِيةٌ أَكادُ أَخْفِيها، أَي أُظْهِرُها؛ حكاه اللحياني عن الكسائي عن محمد بن سهل عن سعيد ابن جبير. وخَفَيْتُ الشيءَ أَخْفِيه: كتَمْتُه.
وخَفَيْتُه أَيضاً: أَظْهَرْتُه، وهو من الأَضداد. وأَخْفَيْتُ الشيءَ:سَتَرْتُه وكتَمْتُه. وشيءٌ خَفِيٌّ: خافٍ، ويجمع على خَفايا. وخَفِيَ عليه الأَمرُ يَخْفَى خَفاءً، ممدود. الليث: أَخفَيْتُ الصوتَ وأَنا أُخْفِيه إخفاءً وفعله اللازمُ اخْتَفى. قال الأَزهري: الأَكثر اسْتَخْفَى لا اخْتَفى، واخْتَفى لغةٌ ليست بالعالية، وقال في موضع آخر: أَمّا اخْتَفى بمعنى خَفِيَ فلغةٌ وليست بالعالية ولا بالمُنْكَرة. والخَفِيَّةُ: الرَّكِيَّة التي حُفِرت ثم تُرِكتْ حتى انْدَفَنَتْ ثم انْتُثِلْت واحتُفِرَتْ ونُقِّبَتْ، سميت بذلك لأَنها استُخرجت وأُظْهِرَتْ. واخْتَفى الشيءَ: كخَفاه، افْتَعَل منه؛ قال:

فاعْصَوْصَبُوا ثم جَسُّوهُ بأَعْيُنِهِـمْ،

 

ثم اخْتَفَوْهُ، وقَرْنُ الشَّمسِ قد زالا

واخْتَفَيْت الشيءَ: استَخْرَجته. والمُخْتَفي: النَّبَّاشُ لاسْتِخراجه أَكفانَ الموتى، مَدَنِيَّةٌ. قال ثعلب: وفي الحديث ليس على المُخْتَفي قَطْعٌ. وفي حديث عليّ بن رَباح: السُّنَّة أَنْ تُقْطَع اليدُ المُسْتَخْفِية ولا تُقْطَعَ اليدُ المُسْتَعْلِية؛ يريد بالمُسْتَخْفِية يَدَ السارق والنَّبَّاشِ، وبالمُسْتَعْلِية يَدَ الغاصب والناهب ومَن في معناهما. وفي الحديث: لَعَنَ المُخْتَفِيَ والمُخْتَفِيَة؛ المُخْتَفِي: النَّبَّاشُ، وهو من الاختفاء والاستتار لأَنه يَسْرُق في خُفْية. وفي الحديث: مَن اخْتَفى مَيِّتاً فكأَنَّما قتَلَه.
وخَفِيَ الشيءُ خَفاءً، فهو خافٍ وخَفِيٌّ: لم يَظْهَرْ. وخَفاه هو وأَخْفاهُ: سَتَرَه وكتَمَه. وفي التنزيل: إِنْ تبْدُوا ما في أَنفسكم أَو تُخْفُوه. وفي التنزيل: إِن الساعة آتيةٌ أَكادُ أُخْفِيها؛ أَي أَسْتُرها وأُوارِيها؛ قال اللحياني: وهي قراءة العامة. وفي حَرْف أُبَيٍّ: أَكادُ أُخْفِيها من نفسي؛ وقال ابن جني: أُخْفيها يكون أُزيلُ خَفاءها أَي غِطاءَها، كما تقول أَشكيته إذا زُلْتَ له عَمَّا يَشْكوه؛ قال الأَخفش:وقرئت أَكاد أَخْفِيها أَي أُظْهرها لأَنك تقول خَفَيْتُ السرَّ أَي أَظْهرته. وفي الحديث: ما لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَخْتَفُوا بَقْلاً أَي تُظهروه، ويروى بالجيم والحاء؛ وقال الفراء: أَكاد أُخفيها، في التفسير، من نفسي فكيف أُطْلِعُكُم عليها. والخَفاءُ، ممدود: ما خَفِيَ عليك. والخَفا، مقصور: هو الشيء الخافي؛ قال الشاعر:

وعالِمِ السّر وعالِمِ الخَفا،

 

لقد مَدَدْنا أَيْدِياً بَعْدَ الرّجا

وقال أُمية:

تُسَبِّحهُ الطَّيْرُ الكَوامِنُ في الخَفا،

 

وإِذْ هي في جوّ السماءِ تَصَعَّدُ

قال ابن بري: قال أَبو علي القالي خَفَيْت أَظْهَرْتُ لا غير، وأَما أَخْفَيْت فيكون للأَمرين وغَلَّطَ الأَصمعي وأَبا عبيد القاسمَ بنَ سلام. وفي الحديث: أَنه كان يَخْفِي صَوتَه بآمين؛ رواه بعضهم بفتح الياء من خَفَى يَخْفِي إذا أَظْهَر كقوله تعالى: إِن الساعة آتية أَكاد أَخْفِيها، على إِحدى القراءتين. والخَفاء والخافي والخافية: الشيءُ الخَفِيُّ.قال الليث: الخُفْية من قولك أَخْفَيْت الشيءَ أَي سَتَرْته، ولقيته خَفِيّاً أَي سِرّاً. والخافية: نقيض العلانية. وفَعَلَه خَفِيّاً وخِفْية، بكسر الخاء، وخِفْوة على المُعاقَبة. وفي التنزيل: ادْعُوا ربكم تَضَرُّعاً وخُفْيَة؛ أَي خاضعين مُتَعَبِّدِين، وقيل أَي اعْتَقِدوا عبادَته في أَنفسكم لأَن الدعاء معناه العبادة؛ هذا قول الزجاج؛ وقال ثعلب: هو أَن تذكره في نفسك؛ وقال اللحياني: خُفْية في خَفْضٍ وسكون، وتضَرُّعاً تَمَسْكُناً. وحكي أَيضاً: خَفِيتُ له خِفْية وخُفْية أَي اخْتَفَيْت؛ وأَنشد ثعلب:

حَفِظْتُ إِزاري، مُذْ نَشَأْتُ، ولم أَضَعْ

 

إِزاري إِلى مُسْتَخْـدَمـاتِ الـوَلائِدِ

وأَبْناؤُهُنَّ المُـسْـلـمـون، إذا بَـدا

 

لك المَوْتُ وارْبَدَّتْ وجوهُ الأَسـاوِدِ

وهُنَّ الأُلى يَأْكُـلْـنَ زادَكَ خِـفْـوَةً

 

وهَمْساً، ويُوطِئْنَ، السُّرى، كُلَّ خابِطِ

أَي حفِظْت فَرْجي وهو موضع الإِزار أَي لم أَجعل نفسي إِلى الإِماء، وقوله: يأْكُلْن زادَك خِفْوَة، يقول: يَسْرِقْنَ زادك فإِذا رأَينَك تَموت تركْنَك، وقوله: ويُوطِئْن السُّرى كلَّ خابِطِ، يريد كل من يأْتِيهن بالليل يُمَكِّنَّهُ من أَنفُسِهن. واسْتَخْفَى منه: اسْتَتَر وتوارى. وفي التنزيل: يَسْتَخْفُون من الناس ولا يَسْتَخْفُون من الله؛ وكذلك اخْتَفى، ولا تَقُل اخْتَفَيْت. وقال ابن بري: الفراء حكى أَنه قد جاء اخْتَفَيْت بمعنى اسْتَخَفْيت؛ وأَنشد:

أَصْبَحَ الثعلبُ يَسْمُو لِلـعُـلا،

 

واخْتَفَى مع شِدَّةِ الخَوْفِ الأَسَدْ

فهو على هذا مُطاوِع أَخْفَيْته فاخْتَفى كما تقول أَحْرَقْته فاحْتَرَق، وقال الأَخفش في قوله تعالى: ومن هو مُسْتَخْفٍ بالليل وسارِبٌ بالنّهار، قال: المُسْتَخْفي الظاهر، والسَّارِبُ المُتَواري؛ وقال الفراء:مُسْتَخْفٍ بالليل أَي مُسْتَتر وسارِبٌ بالنهار ظاهر كأَنه قال الظاهر والخَفِيُّ عنده جل وعز واحد. قال أَبو منصور: قول الأَخفش المُسْتَخْفي الظاهر خطأ والمُسْتَخْفي بمعنى المُسْتتر كما قال الفراء، وأَما الاخْتِفاء فله معنيان: أَحدهما بمعنى خَفِيَ، والآخر بمعنى الاسْتِخْراج؛ ومنه قيل للنَّبَّاش المُخْتَفي، وجاءَ خَفَيْت بمعنيين وكذلك أَخْفَيْت، وكلام العرب العالي أَن تقول خَفَيْت الشيءَ أَخْفِيه أَي أَظهرته. واسْتَخْفَيت من فلان أَي تَوارَيْت واسْتَترت ولا يكون بمعنى الظهور. واخْتَفى دمَهُ:قَتَلَه من غير أَن يُعْلَم به، وهو من ذلك؛ ومنه قول الغَنَوِيّ لأَبي العالية: إِن بَني عامِرٍ أَرادوا أَن يَخْتَفُوا دَمي. والنون الخَفِيَّة: الساكنة ويقال لها الخَفِيفة أَيضاً.
والخِفاء: رِداءٌ تَلْبَسُه العَرُوس على ثَوْبها فَتُخْفِيه به. وكلُّ ما سَتَر شيئاً فهو له خِفاءٌ. وأَخْفِيَة النَّوْرِ: أَكِمَّتُه.وأَخْفِية الكَرَى: الأَعينُ؛ قال:

لَقَدْ عَلِمَ الأَيْقاظُ أَخْفِيةَ الكَرَى

 

تَزَجُّجَها من حالِكٍ، واكْتِحالَها

والأَخْفِية: الأَكْسِيَة، والواحد خِفاءٌ لأَنها تُلْقى على السِّقاءِ؛ قال الكميت يذم قوماً وأَنهم لا يَبْرَحون بيوتَهم ولا يحضرون الحرب:

فَفِي تلكَ أَحْلاسُ البُيوتِ لَواصِفٌ،

 

وأَخْفِيَةٌ ما هُمْ تُجَرُّ وتُسْـحَـبُ

وفي حديث أَبي ذر: سَقَطْتُ كأَني خِفاءٌ؛ الخِفاء: الكِساء. وكلُّ شيءٍ غطَّيْت به شيئاً فهو خِفاءٌ. وفي الحديث: إِنَّ الله يحب العَبْدَ التَّقِيَّ الغَنِيَّ الخَفِيَّ؛ هو المعتَزِل عن الناس الذي يَخْفَى عليهم مكانُه. وفي حديث الهجرة: أَخْفِ عنَّا أَي اسْتُر الخَبَر لمن سأَلك عنَّا. وفي الحديث: خيرُ الذّكْرِ الخَفِيُّ أَي ما أَخْفاه الذاكره وسَتَره عن الناس؛ قال الحربي: الذي عندي أَنه الشهرة وانتشار خبر الرجل لأَن سعد بن أبي وقاص أَجاب ابنَه عُمَر على ما أَراده عليه من الظهور وطلب الخلافة بهذا الحديث. والخافي: الجِنُّ، وقيل الإِنْس؛ قال أَعْشى باهِلَة:

يَمْشي بِبَيْداءَ لا يَمْشي بها أَحَدٌ،

 

ولا يُحَسُّ من الخافي بها أَثَرُ

وحكى اللحياني: أَصابها ريح من الخافي أَي من الجِنِّ. وقال ابن مُناذِرٍ: الخافِية ما يُخْفى في البَدَن من الجِنِّ. يقال: به خَفِيَّة أَي لَمَم ومَسٌّ. والخافِيَة والخافِياءُ: كالخافي، والجمع من كلّ ذلك خَوافٍ.حكى اللحياني عن العرب أَيضاً: أَصابه ريح من الخوافي؛ قال: هو جمع الخافي يعني الذي هو الجِنُّ، وعندي أَنهم إذا عَنَوْا بالخافي الجِنَّ فهو من الاستتار، وإِذا عَنَوا به الإِنسَ فهو من الظهور والانتشار. وأَرضٌ خافيةٌ: بها جِنٌّ؛ قال المَرَّار الفقعسي:

إِليك عَسَفْتُ خَافِيَةً وإِنْسـاً

 

وغِيطاناً، بِها للرَّكْبِ غُولُ

وفي الحديث: إِن الحَزَاةَ يَشْرَبُها أَكايِس النّساء للخَافِية والإِقْلاتِ؛ الخافِية: الجِنُّ سُمُّوا بذلك لاسْتِتارهم عن الأَبصار. وفي الحديث: لا تُحْدِثُوا في القَرَعِ فإِنه مُصَلَّى الخَافِين؛ والقَرَعُ، بالتحريك: قِطعٌ من الأَرض بَيْنَ الكَلإِ لا نَباتَ بها.
والخَوَافِي: رِيشَات إذا ضَمَّ الطائرُ جَناحَيْه خَفِيت؛ وقال اللحياني: هي الرِّيشَات الأَربع اللواتي بعدَ المَناكِب، والقولان مُقْتربان؛ وقال ابن جَبَلة: الخَوافي سبعُ رِيشات يَكُنَّ في الجَناحِ بعد السبْع المُقَدَّمات، هكذا وقع في الحكاية عنه، وإِنما حكي الناس أَربعٌ قَوادِمُ وأَربعٌ خَوافٍ، واحدتها خافِية. وقال الأَصمعي: الخَوافي ما دون الريشات العشر من مُقَدَّمِ الجَناح. وفي الحديث: إِن مَدينةَ قَومِ لُوطٍ حَمَلَها جِبْريل، عليه السلام، على خَوافِي جَناحِه؛ قال: هي الريش الصغار التي في جَناحِ الطائر ضِدُّ القَوادِم، واحدَتُها خافية. وفي حديث أَبي سفيان: ومعي خَنْجَرٌ مثلُ خافِية النَّسْرِ؛ يريد أَنه صغير.
والخَوافِي: السَّعَفات اللَّواتي يَلِينَ القِلَبةَ، نَجْديةٌ، وهي في لغة أَهل الحجاز العَوَاهِنُ. وقال اللحياني: هي السَّعَفات اللَّواتِي دُون القِلَبة، والوحدة كالواحدة، وكلّ ذلك من الستر.
والخَفِيّة: غَيْضة مُلْتَفّة يتّخِذُها الأَسدَ عَرِينَهُ وهي خَفِيّته؛ وأَنشد:

أُسود شَرىً لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةِ،

 

تَسَاقَيْنَ سُمّاً كُلُّهُـنّ خَـوادِرُ

وفي المحكم: هي غيضة مُلْتَفَّة يتخذ فيها الأَسد عِرِّيساً فيستتر هنالك، وقيل: خَفِيَّةُ وشَرىً اسمان لموضِعين عَلَمان؛ قال:

ونحنُ قَتَلْنَا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍفما شَرِبُوا، بَعْداً عَلَى لَذَّةٍ، خَمْرَا

وقولهم: أُسُودُ خَفِيَّةٍ كما تقول أُسُود حَلْيَةٍ، وهما مَأْسَدَتان؛ قال ابن بري: السماع أُسُود خَفِيَّةٍ والصواب خفِيَّةَ، غيرَ مصروف، وإِنما يصرف في الشعر كقول الأَشهب بن رُميلة:

أُسُودُ شَرىً لاقَتْ أُسُودَ خَفِـيَّةٍ،

 

تَسَاقَوْا، على لَوحٍ، دِماءَ الأَساوِدِ

والخَفِيَّةُ بئرٌ كانت عادِيَّةً فانْدَفَنَتْ ثم حُفِرَتْ، والجمع الخَفَايا والخَفِيَّات. والخَفِيَّة: البئرُ القَعِيرَةُ لِخَفاءِ مَائِها.وخَفَا البَرْقُ يَخْفُو خَفْواً وخَفَا البَرْقُ وخَفِيَ خَفْياً فيهما؛ الأَخيرة عن كراع: بَرَق بَرْقاً خَفِيّاً ضَعِيفاً مُعْتَرِضاً في نَواحي الغيم، فإِن لَمَع قَلِيلاً ثم سَكَن وليس له اعتراض فهو الوَمِيضُ، وإِن شَقَّ الغَيْم واسْتَطال في الجَوِّ إِلى السماءِ من غير أَن يأْخُذَ يَميناً ولا شمالاً فهو العَقِيقَة؛ قال ابن الأَعرابي: الوَميضُ أَن يُومِضَ البَرْق إِيماضَة خَفِيفَة ثم يَخْفى ثم يُومِض، وليس في هذا يأْس من المطر. قال أَبو عبيد: الخَفْوُ اعْتِراض البَرْق في نَواحِي السماء.
وفي الحديث: أَنه سأَلَ عن البَرْق فَقال أَخَفْواً أَم ومِيضاً. وخَفا البَرْقُ إذا بَرَق بَرْقاً ضعيفاً. ورجل خَفِيُّ البَطْنِ: ضَامره خَفيفُه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فَقامَ، فأَدْنَى مِن وِسـادي وِسـادَهُ،

 

خَفِي البَطْنِ مْمشُوقُ القَوائِمِ شَوْذَبُ

وقولهم: بَرِحَ الخَفاءُ أَي وضَحَ الأَمرُ وذلك إذا ظهر. وصار في بَراحٍ أَي في أَمر منكشف، وقيل: بَرِحَ الخَفاءُ أَي زال الخَفاء، قال:والأَول أَجود. قال بعضهم: الخَفاءُ المُتَطَأْطِيءُ من الأَرض الخَفِيُّ، والبَراحُ المرتفع الظاهرُ، يقول صار ذلك المُتَطَأْطِئ مرتفعاً. وقال بعضهم: الخَفاءُ هنا السِّرّ فيقول ظهَر السِّرّ، لأَنا قد قدمنا أَن البَراحَ الظاهرُ المُرْتَفِع؛ قال يعقوب: وقال بعض العرب إذا حَسُن من المرأَة خَفِيَّاها حَسُنْ سائرُها؛ يعني صَوْتَها وأَثَرَ وطْئِها الأَرضَ، لأَنها إذا كانت رخيمةَ الصوت دلَّ ذلك على خَفَرِها، وإِذا كانت مُقارِبة الخُطى وتَمَكَّنَ أَثرُ وطْئِها في الأَرض دلَّ ذلك على أَنّ لها أَرْدافاً وأَوْراكاً. الليث: والخِفاءُ رِداءٌ تَلْبَسه المرأَة فوق ثيابها.وكلُّ شيء غطَّيْته بشيء من كساء أَو نحوه فهو خِفاؤُه، والجمع الأَخْفية؛ ومنه قول ذي الرمة:

علـيه زادٌ وأَهْـدامٌ وأَخْـفِـية،

 

قد كاد يَجْتَرُّها عن ظَهْرِه الحَقَب

خفت

الخَفْتُ والخُفاتُ: الضَّعْفُ من الجوع ونحوه؛ وقد خُفِتَ.
والخُفوتُ:ضَعْفُ الصَّوْت من شِدَّة الجوع؛ يقال: صوت خَفيضٌ خَفيتٌ.
وخَفَتَ الصوتُ خُفُوتاً: سَكَنَ؛ ولهذا قيل للميت: خَفَتَ إذا انقطع كلامُه وسكت، فهو خافِتٌ.
والإِبل تُخافِتُ المَضْغَ إذا اجتَرَّتْ. والمُخافَتةُ: إِخْفاءُ الصَّوْتِ. وخافَتَ بصوته: خَفَّضَه. وفي حديث عائشة، قالت: ربما خَفَتَ النبيُّ، صلى اللَّه عليه وسلم، بقراءَته، وربما جَهَر. وحديثها الآخر: أُنْزِلَتْ ولا تَجْهَرْ بصلاتِكَ ولا تُخافِتْ بها في الدُّعاء، وقيل في القراءَة؛ والخَفْتُ: ضِدُّ الجَهْرِ. وفي حدديث صلاة الجنازة: كان يقرأُ في الأُولى بفاتحة الكتاب مُخافَتَةً، هو مفاعَلة منه. وفي حديثها الآخر، نَظَرَتْ إِلى رجل كادَ يموتُ تَخافُتاً، فقالتْ: ما لهذا؟ فقيل: إِنه من القُرَّاء. التَّخافُتُ: تَكَلُّف الخُفُوتِ، وهو الضَّعْفُ والسُّكونُ، وإِظهارُه من غير صحة. وخافَتَت الإِبلُ المَضْغَ: خَفَتَتْه. وخَفَتَ صوته يَخْفِتُ: رَقَّ. والمُخافَتَةُ والتَّخافُتُ: إِسْرار المَنْطِقِ، والخَفْتُ مثله؛ قال الشاعر:

أُخاطِبُ جَهْراً، إِذ لَهُنَّ تَخـافُـتٌ،

 

وشَتَّانَ بين الجَهْر والمَنْطِقِ الخَفْتِ

الليث: الرجل يُخافِتُ بقراءَته إذا لم يُبَيِّنُ قراءَته برفع الصوت.
وفي التنزيل العزيزي: ولا تَجْهَرْ بصلاتك ولا تُخافِتْ بها.
وتَخافَتَ القومُ إذا تشاوَرُوا سِرّاً. وفي التنزيل العزيز: يَتَخافَتُونَ بينهم إِنْ لَبِثْتم إِلاَّ يوماً.
وخَفَتَ الرجلُ خُفُوتاً: ماتَ.
والخُفات: مَوْتُ البَغْتة؛ قال الجعدي:

ولَسْتُ، وإِن عَزُّوا عليَّ، بهالِكٍ

 

خُفاتاً، ولا مُسْتَهْزِمٍ ذاهبِ العَقْلِ

قال أَبو عمرو: خُفاتاً: فَجْأَةً. مُسْتَهْزِم: جَزوع. ويقال: خَفَتَ من النُّعاس أَي سَكَن. قال أَبو منصور: معنى قوله خُفاتاً أَي ضَعْفاً وتَذَلُّلاً. ويقال للرجل إذا ماتَ: قد خَفَتَ أَي انقطع كلامه. وخَفَتَ خُفاتاً أَي مات فَجأَةً؛ ويقال منه: زَرْعٌ خافِتٌ أَي كأَنه بقي، فلم يَبْلُغْ غايةَ الطُّولِ. وفي حديث أَبي هريرة: مَثَلُ المؤْمن الضعيف، كَمَثل خافِتِ الزرْعِ، يَميلُ مرَّةً ويَعْتَدِلُ أُخرى؛ وفي رواية: كمثل خافِتَةِ الزرعِ. الخافِتُ والخافِتَةُ: ما لانَ وضَعُفَ من الزرع الغَضِّ، ولُحُوق الهاءِ على تأْويل السُّنْبلة، ومنه خَفَتَ الصوتُ إذا ضَعُفَ وسَكَنَ؛ قال أَبو عبيد: أَراد بالخافِتِ الزرعَ الغَضَّ اللَّيِّنَ؛ ومنه قيل للمَيْتِ: قد خَفَتَ إذا انقطع كلامه؛ وأَنشد:

حتى إذا خَفَتَ الدُّعاءُ، وصُرِّعَتْ

 

قَتْلى، كمُنْجَدِعٍ مـن الـغُـلأَّن

ِ والمعنى: أَن المؤْمنَ مُرَزَّأ في نفسه وأَهله وماله، مَمْنُوٌّ بالأَحْداثِ في أَمر دنياه. ويروى: كَمَثل خافَةِ الزَّرْع.
وفي الحديث: نومُ المؤْمنِ سُباتٌّ، وسَمْعُه خُفاتٌ أَي ضعيف لا حِسَّ له. ومنه حديث مُعَاوية وعمرو بن مسعود: سَمْعُه خُفاتٌ، وفَهمُه تاراتٌ.
أَبو سعيد: الخافِتُ السحاب الذي ليس فيه ماءٌ، قال: ومثل هذه السحابة لا تَبْرَحُ مكانها، إِنما يسير، من السحابِ، ذو الماءِ؛ قال: والذي يُومِضُ لا يكاد يسير؛ وروى الأَزهري عن ثعلب أَنَّ ابن الأَعرابي أَنشده:

بضَـرْبٍ يُخَـفِّـتُ فَـوَّارهُ،

 

وطَعْنٍ تَرى الدَّمعَ منه رَشِيشا

إِذا قَتَلوا مـنـكُـمُ فـارِسـاً،

 

ضَمِنَّا له خَلْفَـه أَن يَعِـيشـا

يقول: نُدْرِكُ بثأْره، فكأَنه لم يُقْتَلُ. ويُخَفِّتُ فَوَّارهُ أَي أَنه واسع، فَدَمه يسيل.
ابن سيده وغيره: والخَفُوت من النساء المهزولة؛ عن اللحياني، وقيل: هي التي لا تَكاجُ تَبِينُ من الهُزال؛ وقيل: هي التي تَسْتَحْسِنُها ما دامتْ وَحْدَها، فإِذا رأَيتها في جماعة من النساء، غَمَزْتَها. الليث: امرأَة خَفُوتٌ لَفُوتٌ؛ فالخَفُوتُ التي تأْخُذُها العينُ ما دامتْ وَحْدَها، فَتَقْبَلُها، فإِذا صارتْ بين النساءِ، غَمَزَتْها؛ واللَّفُوتُ التي فيها التِواءٌ وانْقِباضٌ؛ قال أَبو منصور: ولم أَسمع الخَفُوتَ في نَعْتِ النساء لغير الليث.
والخُفْتُ: السَّذابُ، بضم الخاءِ وسكون الفاءِ، لغة في الخُتْفِ.

خفتر

قال أَبو نصر في قول عدي:

وغُصَنَ على الخَفْتارِ، وَسْطَ جُنُودِه،

 

وبَيَّتْنَ فـي لَـذَّاتِـه رَبَّ مـارِدِ

قال: الخَفْتَارُ ملك الحبشة.

خفثل

رَجُل خَفْثَلٌ وخُفاثِل: ضعيف العقل والبدن.

خفج

الخَفْجُ ضَرْبٌ من النكاح. الليث: الخَفْجُ من المُباضَعَةِ. وفي حديث عبد الله بن عمرو: فإِذا هو يَرَى التُّيُوسَ تَثِبُ على الغَنَمِ خافِجَةً؛ قال: الخَفْجُ السِّفادُ وقد يستعمل في الناس؛ قال: ويحتمل بتقديم الجيم على الخاء.
والخَفَجُ: نَبْتٌ من نبات الربيع أَشهب عريض الورق، واحدته خَفَجَةٌ.
وقال أَبو حنيفة: الخَفَجُ، بفتح الفاء، بَقْلَةٌ شهباء لها وَرَقٌ عِراضٌ. والخَفَجُ: عِوَجٌ في الرِّجْلِ؛ خَفِجَ خَفَجاً، وهو أَخْفَجُ. أَبو عمرو: الأَخْفَجُ الأَعْوَجُ الرِّجْلِ من الرجال. أَبو عمرو: خَفِجَ فلانٌ إذا اشتكى ساقيه من التعب. وعَمُودٌ أَخْفَجُ: مُعْوَجُّ؛ قال:

قد أَسْلَمُوني، والعَمُودَ الأَخْفَجَا،

 

وشَبَّةً يَرْمِي بها الجالُ الرَّجَا

والخَفَجُ: من أَدواء الإِبل.
وخَفَجَ البعيرُ خَفَجاً وخَفْجاً، وهو أَخْفَجُ، إذا كانت رجلاه تَعْجَلانِ بالقيام قبل رفعه إِياهما، كأَنَّ به رِعْدَةً. والخَفِيجُ: الماءُ الشَّرِيبُ الغليظ.
وبه خُفاجٌ أَي كِبْرٌ. وغلام خُفَاجٌ: صاحب كِبْرٍ وفَخرٍ؛ حكاه يعقوب في المقلوب.
وخَفَاجَةُ، بالفتح: قبيلة، مشتق من ذلك، وهم حيّ من بني عامر؛ قال الأَعشى:

وأَدْفَعُ عن أَعراضكم وأُعِيركُـمْ

 

لِساناً، كمِقْراضِ الخَفَاجِيِّ، مِلْحَبَا

وقال الأَزهري: خَفاجة بطن من عقيل، وإِذا نسب إِليهم، قيل: فلانٌ الخَفَاجِيُّ.
والخَفَنْجاءُ: الرِّخْوُ الذي لا غَنَاءَ عنده وهو مذكور في الحاء.
وغُلام خُنْفُجٌ، بالضم، وخُنافِجٌ إذا كان كثير اللحم.

خفجل

الخَفَنْجَل والخُفاجِل: الثقيل الوَخِم، وقد خَفْجَله الكَسَلُ.
الأَزهري في الخماسي: الخَفَنْجَل الرجل الذي فيه سَماجة وفَحَجٌ؛ وأَنشد الليث:

خَفَنْجَل يَغْزِل بالدَّرَّارة

خفد

خَفِدَ خَفَداً وخَفَدَ يَخْفِدُ خَفْداً وخَفَداناً: كلاهما أَسرع في مشيه.
والخَفَيْفَدُ والخَفَيْدَدُ: السريع، مثل بهما سيبويه صفتين وفسرهما السيرافي. والخَفَيْدَدُ: الظليم الخفيف، والجمع خَفاددُ وخَفَيْدَدات؛ قال الليث: إذا جاء اسم على بناء فَعالل مما آخره حرفان مثلان فإِنهم يمدونه نحو قَرْدَد وقَراديدَ وخَفَيْدَد وخَفاديد؛ وقيل: هو الظليم الطويل الساقين؛ قيل للظليم خَفَيْدَد لسرعته، وفيه لغة أُخرى خَفَيْفَد وهو ثلاثي من خفد أُلحق بالرباعي.
ابن الأَعرابي: إذا أَلقت المرأَة ولدها بزَحْرَةٍ قيل: زَكَبَتْ به وأَزْلَخَتْ به وأَمصَعَت به وأَخْفَدت به وأَسهدت به وأَمهدت به.
والخَفَيْدد: فرس الأَسود بن حُمْران. والخُفْدُدُ: الخُفَّاش.
والخُفْدود: ضرب من الطير.
وأَخْفَدت الناقة فهي مُخْفِد إذا أَظهرت أَنها حملت ولم يكن بها حمل.
وأَخْفَدت الناقة فهي خَفود: أَلقت ولدها لغير تمام قبل أَن يستبين خلقه؛ ونظيره أُنْتِجَت فهي نَتُوج إذا حملت، وأَعَقَّت الفرس فهي عَقوق إذا لم تحمل، وأَشَصَّت الناقة فهي شَصوص إذا قل لبنها، وقد قيل: شَصَّت فإِن كان شَصوص عليه فليس بشاذ، وخَفَدان: موضع.

خفر

الخَفَرُ، بالتحريك: شِدَّةُ الحياء؛ تقول منه: خَفِرَ، بالكسر، وخَفِرَتِ المرأَةُ خَفَراً وخَفارَةً، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، فهي خَفِرَةٌ، على الفعل، ومُتَخَفِّرَةٌ وخَفِيرٌ من نسوة خَفائِرَ، ومِخْفارٌ على النَّسَبِ أَو الكثرة؛ قال:

دارٌ لِجَمَّاءِ العِظامِ مِخْفار

وتَخَفَّرَتْ: اشْتَدَّ حياؤها. والتَّخْفِيرُ: التَّسْوِير. وخَفَرَ الرجلَ وخَفَرَ به وعليه يَخْفِرُ خَفْراً: أَجاره ومنعه وأَمَّنَهُ، وكان له خفيراً يمنعه، وكذلك تَخَفَّرَ به. وخَفَرَه: استجار به وسأَله أَن يكون له خفيراً، وخَفَّرَه تَخْفِيراً؛ قال أَبو جُنْدبٍ الهُذَلِيُّ:

ولكِنَّنِي جَمْرُ الغَضَا، من ورائِهِ

 

يُخَفِّرُنِي سَيْفي، إذا لم أُخَفَّـرِ

وفلانٌ خَفِيري أَي الذي أُجيره. والخَفِيرُ: المجير، فكل واحد منهم خفير لصاحبه، والاسم من ذلك كله الخُفْرَةُ والخَفارَةُ والخُفارَةُ، بالفتح والضم، وقيل: الخُفْرَةُ والخُفارَةُ والخَفارَةُ والخِفارَةُ الأَمانُ، وهو من ذلك الأَوَّل. والخُفَرَةُ أَيضاً: الخَفِيرُ الذي هو المجير. الليث: خَفِيرُ القوم مُجيرهم الذي يكونون في ضمانه ما داموا في بلاده، وهو يَخفِر القومَ خَفارَةً.
والخَفارَةُ: الذِّمَّةُ، وانتهاكها إِخْفارٌ. والخُفارة والخِفارة والخَفارة أَيضاً: جُعْلُ الخَفِير؛ وخَفَرْتُه خَفْراً وخُفُوراً. ويقال:أَخْفَرْته إذا بَعَثْتَ معه خَفِيراً؛ قاله أَبو الجرّاح العقيلي، والاسم الخُفْرَةُ، بالضم، وهي الذمة. يقال: وَفَتْ خُفْرَتُك، وكذلك الخُفارة، بالضم، والخِفارَة، بالكسر. وأَخْفَرَه: نقض عهده وخاسَ به وغَدَره.
وأَخْفَرَ الذمة: لم يَفِ بها. وفي الحديث: من صلى الغداة فإِنه في ذمّة الله فلا تُخْفِرُنَّ الله في ذمته؛ أَي لا تؤذوا المؤمن؛ قال زهير:

فإِنَّكُمُ، وقَوْماً أَخْفَرُوكُمْ،

 

لكالدِّيباجِ مالَ به العَبَاءُ

والخُفُورُ: هو الإِخْفارُ نفسُه من قبل المُخْفِر، من غير فعل، على خَفَر يَخْفُر. شمر: خَفَرَتْ ذِمَّةُ فلان خُفُوراً إذا لم يُوفَ بها ولم تَتِمَّ؛ وأَخْفَرَها الرجلُ؛ وقال الشاعر:

فَواعَدنِي وأَخْلَفَ ثَمَّ ظَنِّـي،

 

وبِئْسَ خَليقَةُ المرءِ الخُفُورُ،.

وهذا من خَفَرَتْ ذِمَّتُه خُفُوراً. وخَفَرْتُ الرجلَ: أَجَرْتُه وحَفِظْتُه. وخَفَرْتُه إذا كنت له خَفِيراً أَي حامياً وكفيلاً. وتَخَفَّرْتُ به إذا استجرت به. والخِفارةُ بالكسر والضم: الذِّمام. وأَخْفَرْتُ الرجل إذا نقضت عهده وذمامه، والهمزة فيه للإِزالة أَي أَزلت خُفارَته، كأَشكيته إذا أَزلت شكواه؛ قال ابن الأَثير: وهو المراد في الحديث. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: من ظلم من المسلمين أَحداً فقد أَخْفَرَ الله، وفي رواية: ذِمَّةَ الله. وفي حديث آخر: من صلى الصبح فهو في خُفْرَةِ الله أَي في ذمته. وفي بعض الحديث: الدموع خُفَرُ العُيون؛ الخُفَرُ جمع خُفْرَةٍ، وهي الذمة أَي أَن الدموع التي تجري خوفاً من الله تعالى تُجِيرُ العيون من النار؛ كقوله، صلى الله عليه وسلم: عَيْنانِ لا تَمَسُّهُما النارُ: عين بكت من خشية الله تعالى. وفي حديث لقمان بن عاد: حَيٌّ خَفِرٌ أَي كثير الحياء والخَفَرِ. والخَفَرُ، بالفتح: الحياء؛ ومنه حديث أُم سلمة لعائشة: غَضُّ الأَطْرافِ وخَفَرُ الأَعْراضِ أَي الحياء من كل ما يكره لهنّ أَن ينظرن إِليه، فأَضافت الخَفَر إِلى الأَعْراضِ أَي الذي تستعمله لأَجل الإِعراض؛ ويروى: الأَعراض، بالفتح، جمع العِرْضِ أَي أَنهن يستحيين ويتسترن لأَجل أَعراضهن وصونها. والخَافُورُ: نبت؛ قال أَبو حنيفة: هو نبات تجمعه النمل في بيوتها؛ قال أَبو النجم:

وأَتَت النملُ القُرَى بِـعِـيرِهـا

 

من حَسَكِ التَّلْعِ، ومن خافُورِها

خفرضض

ابن بري خاصة: خَفَرْضَضٌ اسم جبل بالسّراةِ في شِقِّ تهامة يقال إِلْبُ خَفَرْضَضٍ، وهو شجر تُسَمُّ به السباع. رأَيت بخط الشيخ رضي الدين الشاطبي في حاشية أَمالي ابن بري قال: الإِلْبُ شجرة شَاكَةٌ كأَنها شجرة الأُتْرُجّ ومَنابِتُها ذُرى الجبال، وهي خَشِنة يؤخذ خضمتها وأَطراف أَفنانها فتدق رَطْباً ويُقْشَبُ به اللحم ويطرح للسباع كلها فلا يُلْبِثُها إذا أَكلته، فإِن هي شمته ولم تأْكله عميت عنه وصُمَّت منه.
وقد ذكرت في المحكم في حرف الحاء المهملة، وقد تقدم.

خفس

خَفَسَ يَخْفِسُ خَفْساً وأَخْفَسَ الرجلُ: قال لصاحبه أَقْبَحَ ما يكون من القول وأَقبَح ما قدَرَ عليه. يقال للرجل: خَفَسْتَ يا هذا وأَخْفَسْتَ وهو من سوء القول.
وشَرابٌ مُخْفِسٌ: سريع الإِسكار، واشتقاقه من القُبْح لأَنه يخرج به من سُكْرِه إِلى القبيح من القول والفعل. وخَفَسَ له يَخْفِس: قَلَّل له من الماء في شرابه، يقال: اخْفِسْ له من الماء أَي قَلِّلل الماءَ وأَكثر النبيذ؛ قال ثعلب: هذا من كلام المُجَّانِ، والصواب: أَعْرِقْ له، يريد أَقْلِلْ له من الماء في الكأْس حتى يَسْكَرَ. وأَخْفَسَ الشرابَ وأَخْفَسَ له منه: أَكثر مَزْجَه. وقال أَبو حنيفة: أَخفس له إذا أَقَلَ الماء وأَكثر الشرابَ أَو اللبن أَو السويق؛ وكان أَبو الهيثم ينكر قول الفراء في الشراب الخَفِيس إِنه الذي أَكثر نبيذه وأَقَلَّ ماؤه. أَبو عمرو: الخَفْسُ الاستهزاء. والخَفَسُ: الأَكل القليل.

خفش

الخفَشُ: ضعف في البصر وضيق في العين، وقيل: صغرٌ في العين خلقةً، وقيل: هو فساد في جفن العين واحمرار تضيق له العيون من غير وجع ولا قُرْحٍ، خَفِش خَفَشاً، فهو خَفِشٌ وأَخْفَشُ. وفي حديث عائشة: كأَنهم مِعْزَى مَطِيرة في خَفْشِ؛ قال الخطابي؛ إِنما هو الخَفَشُ مصدر خَفِشَت عينه خَفَشاً إذا قَلَّ بصرها، وهو فساد في العين يضعف منه نورُها وتَغْمَصُ دائماً من غير وجع، يعني أَنهم في عمىً وحَيرة أَو في ظلمة ليل، فضُرِبت المِعْزة مثلاً لأَنها من أَضعف الغنم في المطرِ والبرد. وفي حديث ولد المُلاعَنة: إِن جاءت به أُمه أَخْفَشَ العينين؛ قال بعضهم: هو الذي يُغَمّضُ إذا نظر؛ وقول رؤبة:

وكنتُ لا أُوبَنُ بالتَّخْفِيش

يريد بالضَّعْف في أَمري. يقال: خفِشَ في أَمره إذا ضعف؛ وبه سمي الخُفاشُ لضعْف بصره بالنهار. وقال أَبو زيد: رجل خفِشٌ إذا كان في عينيه غَمَصٌ أَي قَذىً، قال: وأَما الرَّمَصُ فهو مثلُ العَمَش. وفي كتاب عبد الملك إِلى الحجاج: قاتلك اللَّه أُخَيْفِشَ العينِ، هو تصغير الأَخْفَش. الجوهري: قد يكون الخفَشُ علة وهو الذي يُبْصر الشيء بالليل ولا يبصره بالنهار، ويبصره في يوم غيم ولا يبصره في يوم صاح. والخُفَّاشُ: طائرٌ يطير بالليل مشتق من ذلك لأَنه يَشُقُّ عليه ضوء النهار. والخُفَّاشُ: واحدُ الخَفافِيش التي تطير بالليل. وقال النضر: إذا صغُرَ مُقدَّمُ سنام البعير وانضمَّ فلم يَطُلْ فذلك الخَفَش. بعيرٌ أَخْفَشُ، وناقة خَفْشاءُ، وقد خَفِشَ خفَشاً.

خفشل

الخَفَنْشَل: الوَخِمُ الثقيل.

خفض

في أَسماء اللّه تعالى الخافِضُ: هو الذي يَخْفِضُ الجبّارِينَ والفراعنة أَي يضَعُهم ويُهِينُهم ويخفض كل شيءٍ يريد خَفْضَه.
والخَفْضُ: ضِدُّ الرفْع. خَفَضَه يَخْفِضُه خَفْضاً فانْخَفَضَ واخْتَفَضَ.
والتَّخْفِيضُ: مدّك رأْس البعير إِلى الأَرض؛ قال:

يَكادُ يَسْتَعْصي على مُخَفِّضِهْ

وامرأَة خافِضَةُ الصوت وخَفِيضَةُ الصوت: خَفِيَّتُه لَيِّنَتُه، وفي التهذيب: ليست بسَلِيطةٍ، وقد خَفَضَتْ وخَفَضَ صوتُها: لانَ وسَهُلَ. وفي التنزيل العزيز: خافِضةٌ رافِعةٌ؛ قال الزجاج: المعنى أَنها تَخْفِضُ أَهل المعاصي وترفع أَهل الطاعة، وقيل: تخفض قوماً فتَحُطُّهم عن مَراتِب آخرين ترفعهم إِليها، والذين خُفِضُوا يَسْفُلُون إِلى النَّارِ، والمرفوعون يُرْفَعُون إِلى غرف الجنان. ابن شميل في قول النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، إِن اللّه يخفض القِسْط ويَرْفَعُه، قال: القسطُ العَدْل ينزله مرة إِلى الأَرض ويرفعه أُخرى. وفي التنزيل العزيز: فمن ثَقُلَتْ مَوازِينُه خُفِضَت ومن خَفَّتْ موازينه شالت. غيره: خَفْضُ العَدْل ظهور الجَور عليه إذا فسد الناس، ورفعُه ظهوره على الجوار إذا تابوا وأَصلحوا، فَخَفْضُه من اللّه تعالى اسْتعتابٌ ورَفْعُه رِضاً. وفي حديث الدجال: فَرَفَّع فيه وخَفَّضَ أَي عظَّم فِتْنَتَه ورفعَ قدرها ثم وهَّنَ أَمره وقدره وهوَّنه، وقيل: أَراد أَنه رفَع صوته وخفَضَه في اقتِصاصِ أَمره، والعرب تقول: أَرض خافِضةُ السُّقْيا إذا كانت سَهْلَة السُّقْيا، ورافعةُ السقيا إذا كانت على خلاف ذلك. والخَفْضُ: الدَّعةُ، يقال: عيش خافِضٌ.
والخَفْضُ والخفيضةُ جميعاً: لين العيش وسعته. وعيش خَفْضٌ وخافِضٌ ومخفوض وخفيض: خصيب في دَعةٍ وخصْبٍ ولِين، وقد خَفُضَ عَيشُه؛ وقول هميان بن قحافة:

بانَ الجميعُ بعْدَ طُولِ مَخْفِضِهْ

قال ابن سيده: إِنما حكمه بعد طول مَخْفَضه كقولك بعد طول خَفْضِه لكن هكذا روي بالكسر وليس بشيءٍ. ومَخْفِضُ القوم: الموضع الذي هم فيه في خَفْض ودَعةٍ، وهم في خَفْضٍ من العَيْش؛ قال الشاعر:

إِنَّ شَكْلي وإِنَّ شـكْـلَـكِ شَـتَّـى،

 

فالزَمي الخُصَّ واخفِضي تَبْيَضِضِّي

أَراد تَبْيَضِّي فزاد ضاداً إِلى الضادين. ابن الأَعرابي: يقال للقوم هم خَافِضُون إذا كانوا وادِعينَ على الماء مقيمين، وإِذا انْتَجعوا لم يكونوا في النُّجْعةِ خافضين لأَنهم يَظْعَنُون لطَلَبِ الكَلإِ ومَساقِطِ الغَيْثِ. والخَفْضُ: العيش الطيب. وخَفِّضْ عليك أَي سَهِّلْ. وخَفِّضْ عليك جأْشك أَي سكِّن قلبك.
وخَفَضَ الطائرُ جناحه: أَلانَهُ وضمَّه إِلى جنبه ليسكن من طيرانه، وخَفَضَ جناحَه يخْفِضه خفْضاً: أَلان جانبه، على المثل بِخَفْض الطائر لجناحه. وفي حديث وفد تميم: فلما دخلوا المدينة بَهَشَ إِليهم النساء والصبيان يبكون في وجوههم فأَخْفَضَهم ذلك أَي وضعَ منهم؛ قال ابن الأَثير: قال أَبو موسى أَظن الصواب بالحاء المهملة والظاء المعجمة، أَي أَغْضَبَهم. وفي حديث الإِفك: ورسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، يُخَفِّضُهم أَي يُسَكِّنُهم ويُهَوِّن عليهم الأَمر، من الخَفْضِ الدَّعةِ والسكون. وفي حديث أَبي بكر قال لعائشة، رضي اللّه عنهما، في شأْن الإِفك: خَفِّضي عليك أَي هَوِّني الأَمر عليكِ ولا تَحْزَني له. وفلان خافِضُ الجَناحِ وخافِضُ الطير إذا كانَ وقوراً ساكناً. وقوله تعالى: واخفِضْ لهما جَناحَ الذُّلِّ من الرَّحْمة؛ أَي تواضَعْ لهما ولا تتعزز عليهما. والخافِضةُ: الخاتِنةُ. وخَفَضَ الجارية يَخْفِضُها خَفْضاً: وهو كالخِتان للغلام، وأَخْفَضَتْ هي، وقيل: خَفَض الصبيِّ خَفْضاً خَتَنه فاستعمل في الرجل، والأَعْرَفُ أَن الخَفْضَ للمرأَة والخِتانَ للصبيّ، فيقال للجارية خُفِضَتْ، وللغلامِ خُتِنَ، وقد يقال للخاتن خافض، وليس بالكثير. وقال النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، لأُم عطية: إذا خَفَضْتِ فأَشمِّي أَي إذا خَتَنْتِ الجاريةَ فلا تَسْحَتي الجاريةَ. والخَفْضُ: خِتانُ الجارية. والخَفْضُ: المُطْمَئِنُّ من الأَرض، وجمعه خُفُوضٌ. والخافِضَة: التَّلْعةُ المطمئنة من الأَرض والرافِعةُ المتْنِ من الأَرض. والخَفْضُ: السَّير الليِّنُ وهو ضد الرفع. يقال: بيني وبينك ليلة خافِضةٌ أَي هَيِّنَةُ السير؛ قال الشاعر:

مَخْفُوضُها رَوْلٌ، ومَرْفُوعُها

 

كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ ريح

قال ابن بري: الذي في شعره:

مَرْفُوعُها زَوْلٌ ومَخْفُوضُها

والزَّوْلُ: العَجَب أَي سيرها الليِّن كَمَرِّ الريح، وأَما سيرها الأَعلى وهو المرفوع فعجب لا يُدْركُ وصْفُه. وخَفْضُ الصوت: غضُّه. يقال: خَفِّضْ عليك القول. والخفضُ والجرُّ واحد، وهما في الإِعراب بمنزلة الكسر في البناء في مواصفات النحويين.
والانخِفاضُ: الانحِطاطُ بعد العُلُوِّ، واللّه عزّ وجلّ يَخْفِضُ من يشاء ويَرْفَعُ من يشاء؛ قال الراجز يهجو مُصَدّقاً، وقال ابن الأَعرابي: هذا رجل يخاطب امرأَته ويهجو أَباها لأَنه كان أَمهرها عشرين بعيراً كلها بنات لبون، فطالبه بذلك فكان إذا رأَى في إِبله حِقَّة سمينة يقول هذه بنت لَبون ليأْخذها، وإِذا رأَى بنت لَبون مهزولة يقول هذه بنت مخاض ليتركها؛ فقال:

لأَجْعَلَنْ لابْنَةِ عَـثْـم فَـنّـا،

 

مِنْ أَينَ عِشْرُونَ لها مِنْ أَنَّى؟

حتى يَكُونَ مَهْرُها دُهْـدُنّـا،

 

يا كَرَواناً صُكَّ فَـاكْـبَـأَنّـا

فَشَنَّ بالسَّلْحِ، فَلَـمّـا شَـنّـا،

 

بَلَّ الذُّنابَى عَبَسـاً مُـبِـنّـا

أَإِبِلي تَأْكُـلُـهـا مُـصِـنّـا،

 

خافِضَ سِنِّ ومُشِيلاً سِـنّـا؟

وخَفَضَ الرجلُ: مات، وحكى ابن الأَعرابي: أُصِيبَ بِمَصَائِب تَخْفِضُ المَوْتَ أَي بمصائب تُقَرِّبُ إِليه المَوْتَ لا يُفْلِتُ مِنْها.

خفع

خفَع يخفَعُ خَفْعاً وخُفوعاً: ضَعُف من جُوع أَو مَرَض؛ قال جرير:

يَمْشون قد نَفَخ الخَزِيرُ بُطونَهـم

 

وغَدَوْا، وضَيْفُ بني عِقالٍ يَخْفَعُ

وقيل: خُفِع الرجلُ من الجوع، فهو مَخْفُوع، وأُورِدَ بيتُ جرير يُخْفَع، بضم الياء، وكذلك أَورده ابن بري على ما لم يُسمَّ فاعله، قال: وكذا وجدته في شعره يُخْفَعُ أَي يُصْرَعُ. والمَخْفوع: المجنون. ورجل خَفوعٌ: خافِعٌ.
وانخفَعَت كبِدُه جوعاً: تَثَنَّتْ ورَقَّت واسترخت من الجوع.
وانْخَفَعَت رِئتُه: انْشقَّت من داء، وفي التهذيب: من داء يقال له الخُفاعُ.
وانْخَفَعَتِ النخلةُ وانخفَعَت وانْقَعَرَتْ وتَجَوَّخَتْ إذا انْقَلَعَت من أَصلها.
ورجل خَوْفَعٌ: وهو الذي به اكتئاب ووجُوم. وكلُّ من ضَعُفَ ووجَم، فقد انخفعَ وخُفِعَ، وهو الخُفاعُ.
وخفَع على فراشه وخُفِعَ وانخفَع: غُشِيَ عليه أَو كاد يُغْشَى.
والخَفْعةُ: قِطْعة أَدم تُطْرَحُ على مُؤْخرةِ الرَّحْل.
والخَيْفَعُ: اسم.

خفف

الخَفَّةُ والخِفّةُ: ضِدُّ الثِّقَلِ والرُّجُوحِ، يكون في الجسم والعقلِ والعملِ. خفَّ يَخِفُّ خَفّاً وخِفَّةً: صار خَفِيفاً، فهو خَفِيفٌ وخُفافٌ، بالضم وقيل: الخَفِيفُ في الجسم، والخُفاف في التَّوَقُّد والذكاء، وجمعها خِفافٌ. وقوله عز وجل: انفروا خِفافاً وثقالاً؛ قال الزجاج أَي مُوسرين أَو مُعْسِرين، وقيل: خَفَّتْ عليكم الحركة أَو ثَقُلَت، وقيل: رُكباناً ومُشاة، وقيل: شُبَّاناً وشيوخاً.
والخِفُّ: كل شيء خَفَّ مَحْمَلُه. والخِفُّ، بالكسر: الخفِيف. وشيءٌ خِفٌّ: خَفِيفٌ؛ قال امرؤ القيس:

يَزِلُّ الغُلامُ الخِفُّ عن صَهَواتِه

 

ويُلْوِي بأَثْوابِ العَنِيفِ المُثَقَّلِ

ويقال: خرج فلان في خِفٍّ من أَصحابه أَي في جماعة قليلة. وخِفُّ المَتاعِ: خَفِيفُه. وخَفَّ المطر: نَقَص؛ قال الجعدي:

فَتَمَطَّى زَمْـخَـريٌّ وارِمٌ

 

مِنْ رَبيعٍ، كلَّما خَفَّ هَطَلْ

واسْتَخَفَّ فلان بحقي إذا اسْتَهانَ به، واسْتَخَفَّه الفرحُ إذا ارتاح لأَمر. ابن سيده: استخفه الجَزَعُ والطَربُ خَفَّ لهما فاسْتَطار ولم يثبُت. التهذيب: اسْتَخَفَّه الطَّرَب وأَخَفَّه إذا حمله على الخِفّة وأَزال حِلْمَه؛ ومنه قول عبد الملك لبعض جُلسائه: لا تَغْتابَنَّ عندي الرَّعِيّة فإنه لا يُخِفُّني؛ يقال: أَخَفَّني الشيءُ إذا أَغْضَبَك حتى حملك على الطَّيْش، واسْتَخَفَّه: طَلَب خِفَّتَه. التهذيب: اسْتَخَفَّه فلان إذا اسْتَجْهَله فحمله على اتِّباعه في غَيِّه، ومنه قوله تعالى: ولا يَسْتَخفَّنَّكَ الذين لا يوقِنون؛ قال ابن سيده: وقوله تعالى: ولا يَسْتَخِفَّنَّك، قال الزجاج: معناه لا يَسْتَفِزَّنَّك عن دينك أَي لا يُخْرِجَنَّك الذين لا يُوقِنون لأَنهم ضُلاَّل شاكّون. التهذيب: ولا يستخفنك لا يستفزنَّك ولا يَسْتَجْهِلَنَّك؛ ومنه: فاستخَفَّ قومَه فأَطاعوه أَي حملهم على الخِفّة والجهل. يقال: استخفه عن رأْيه واستفزَّه عن رأْيه إذا حمله على الجهل وأَزاله عما كان عليه من الصواب. واستخف به أَهانه.
وفي حديث عليّ، كرم اللّه وجهه، لمَّا استخلفه رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، في غزوة تَبُوكَ قال: يا رسول اللّه يَزْعم المنافقون أَنك اسْتَثْقَلْتَني وتخَفَّفْتَ مني، قالها لما استخلفه في أَهله ولم يمضِ به إلى تلك الغَزاةِ؛ معنى تخففت مني أَي طلبت الخفة بتخليفِك إياي وترك اسْتصْحابي معك. وخَفَّ فلان لفلان إذا أَطاعه وانقاد له. وخَفَّتِ الأُتُنُ لعَيرها إذا أَطاعَتْه؛ وقال الراعي يصف العَير وأُتُنه:

نَفَى بالعِراكِ حَوالِيَّهـا

 

فَخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ

والخَذُوفُ: ولد الأتان إذا سَمِنَ. واسْتَخَفَّه: رآه خَفيفاً؛ ومنه قول بعض النحويين: استخف الهمزة الأُولى فخففها أَي لم تثقل عليه فخفَّفها لذلك. وقوله تعالى: تَسْتَخِفُّونها يوم ظَعْنِكم؛ أَي يَخِفُّ عليكم حملها.
والنون الخفِيفة: خلاف الثقيلة ويكنى بذلك عن التنوين أَيضاً ويقال الخَفِيّة.
وأَخَفَّ الرجلُ إذا كانت دوابُّه خفافاً. والمُخِفُّ: القليلُ المالِ الخفيف الحال. وفي حديث ابن مسعود: أَنه كان خَفِيفَ ذات اليد أَي فقيراً قليل المال والحظِّ من الدنيا، ويجمع الخَفِيفُ على أَخفافٍ؛ ومنه الحديث: خرج شُبّانُ أَصحابه وأَخْفافُهم حُسَّراً؛ وهم الذين لا مَتاع لهم ولا سِلاح، ويروى: خِفافُهم وأَخِفّاؤهم، وهما جمع خَفِيف أَيضاً. الليث: الخِفّةُ خِفَّةُ الوَزْنِ وخِفّةُ الحالِ. وخفة الرَّجل: طَيْشُه وخِفَّتُه في عمله، والفعل من ذلك كلِّه خَفَّ يَخِفُّ خِفَّة، فهو خفيف، فإذا كان خَفيفَ القلب مُتَوَقِّداً، فهو خُفافٌ؛ وأَنشد:

جَوْزٌ خُفافٌ قَلْبُه مُثَقَّلُ

وخَفَّ القومُ خُفُوفاً أَي قَلُّوا؛ وقد خَفَّت زَحْمَتُهم. وخَفَّ له في الخِدمةِ يَخِفُّ: خَدَمه. وأَخفَّ الرَّجل، فهو مُخِفٌ وخَفيف وخِفٌّ أَي خَفَّت حالُه ورَقَّت وإذا كان قليل الثَّقَلِ. وفي الحديث: إنَّ بين أَيدِينا عَقَبَةً كَؤُوداً لا يجوزها إلا المُخِفّ؛ يريد المخفَّ من الذنوب وأَسبابِ الدنيا وعُلَقِها؛ ومنه الحديث أَيضاً: نَجا المُخِفُّون. وأَخفَّ الرجلُ إذا كان قليل الثَّقَلِ في سفَره أَو حَضَره.والتخفيفُ: ضدُّ التثقيل، واستخفَّه: خلاف اسْتَثْقَلَه. وفي الحديث: كان إذا بعث الخُرَّاصَ قال: خَفِّفُوا الخَرْصَ فإنَّ في المال العرِيّة والوصيّة أَي لا تَسْتَقْصُوا عليهم فيه فإنهم يُطعِمون منها ويُوصون. وفي حديث عَطاء: خَفِّفُوا على الأَرض؛ وفي رواية: خِفُّوا أَي لا تُرْسِلوا أَنفسكم في السجود إرْسالاً ثقيلاً فتؤثِّرُوا في جِباهِكم؛ أَراد خِفُّوا في السجود؛ ومنه حديث مجاهد: إذا سجدتَ فتَخافَّ أَي ضَعْ جبهتك على الأَرض وَضْعاً خفِيفاً، ويروى بالجيم، وهو مذكور في موضعه.
والخَفِيفُ: ضَرْبٌ من العروض، سمي بذلك لخِفَّته.
وخَفَّ القوم عن منزلهم خُفُوفاً: ارْتحَلُوا مسرعين، وقيل: ارتحلُوا عنه فلم يَخُصُّوا السرعة؛ قال الأَخطل:

خَفَّ القَطِينُ فَراحُوا مِنْكَ أَو بَكَرُوا

والخُفُوفُ: سُرعةُ السير من المنزل، يقال: حان الخُفُوفُ. وفي حديث خطبته في مرضه: أَيها الناس إنه قد دَنا مني خُفوفٌ من بين أَظْهُرِكُمْ أَي حركةٌ وقُرْبُ ارْتِحالٍ، يريد الإنذار بموته، صلى اللّه عليه وسلم. وفي حديث ابن عمر: قد كان مني خفوفٌ أَي عَجَلَةٌ وسُرعة سير. وفي الحديث: لما ذكر له قتلُ أَبي جهل استخفَّه الفَرَحُ أَي تحرك لذلك وخَفَّ، وأَصله السرعةُ. ونَعامة خَفّانةٌ: سريعة.
والخُفُّ: خُفُّ البعير، وهو مَجْمَعُ فِرْسِن البعير والناقة، تقول العرب: هذا خُفّ البعير وهذه فِرْسِنُه. وفي الحديث: لا سَبَق إلا في خُفٍّ أَو نَصْلٍ أَو حافر، فالخُفُّ الإبل ههنا، والحافِرُ الخيلُ، والنصلُ السهمُ الذي يُرمى به، ولا بدّ من حذف مضاف، أَي لا سَبَقَ إلا في ذي خفّ أَو ذي حافِرٍ أَو ذي نَصْلٍ. الجوهري: الخُف واحد أَخْفافِ البعير وهو للبعير كالحافر للفرس. ابن سيده: وقد يكون الخف للنعام، سَوَّوْا بينهما للتَّشابُهِ، وخُفُّ الإنسانِ: ما أَصابَ الأَرضَ من باطن قَدَمِه، وقيل: لا يكون الخف من الحيوان إلا للبعير والنعامة. وفي حديث المغيرة: غَلِيظة الخفّ؛ استعار خف البعير لقدم الإنسان مجازاً، والخُفّ في الأَرض أَغلظ من النَّعْل؛ وأَما قول الراجز:

يَحْمِلُ، في سَحْقٍ من الخِفافِ

 

تَوادِياً سُوِّينَ مـن خِـلافِ

فإنما يريد به كِنْفاً اتُّخِذَ من ساقِ خُفٍّ. والخُفُّ: الذي يُلْبَس، والجمع من كل ذلك أَخْفافٌ وخِفافٌ. وتخَفَّفَ خُفّاً: لَبِسه. وجاءت الإبلُ على خُفّ واحد إذا تبع بعضها بعضاً كأَنها قِطارٌ، كلُّ بعير رأْسُه على ذنب صاحبه، مقطورةً كانت أَو غير مقطورة. وأَخَفَّ الرجلَ: ذكر قبيحه وعابَه.
وخَفّانُ: موضع أَشِبُ الغِياضِ كثير الأُسد؛ قال الأَعشى:

وما مُخْدِرٌ وَرْدٌ عليه مَـهـابةٌ

 

أَبو أَشْبُلٍ أَضْحى بخَفّانَ حارِدا

وقال الجوهري: هو مأْسَدة؛ ومنه قول الشاعر:

شَرَنْبَث أَطْرافِ البَناننِ ضُبـارِمٌ

 

هَصُورٌ له في غِيلِ خَفّانَ أَشْبُلُ

والخُفّ: الجمَل المُسِنّ، وقيل: الضخْم؛ قال الراجز:

سأَلْتُ عَمْراً بَعْدَ بَكْرٍ خُفّا

 

والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كيْ تَخِفّا

وفي الحديث: نهى عن حَمْيِ الأَراك إلا ما لم تَنَلْه أَخْفافُ الإبل أَي ما لم تَبْلُغْه أَفواهُها بمشيها إليه.
وقال الأَصمعي: الخُف الجمل المُسِنُّ، وجمعه أَخفاف، أَي ما قَرُب من المَرْعى لا يُحْمى بل يترك لمَسانِّ الإبل وما في معناها من الضّعافِ التي لا تَقْوى على الإمعان في طلَبِ المَرْعَى.
وخُفافٌ: اسم رجل، وهو خُفافُ بن نُدْبةَ السُّلمي أَحد غِرْبانِ العرب.
والخَفْخَفةُ: صوتُ الحُبارى والضَّبُعِ والخِنْزيرِ، وقد خَفْخَفَ؛ قال جرير:

لَعَنَ الإلهُ سِبالَ تَغْلِبَ إنَّهـم

 

ضُرِبوا بكلِّ مُخَفْخِفٍ حَنّان

وهو الخُفاخِفُ. والخَفْخَفةُ أَيضاً: صوتُ الثوب الجديد أَو الفَرْو الجديد إذا لُبِس وحرَّكْتَه. ابن الأَعرابي: خَفْخَفَ إذا حرَّك قميصَه الجديد فسمعت له خَفْخَفةً أَي صوتاً؛ قال الجوهري: ولا تكون الخَفْخَفةُ إلا بعد الجَفْجَفةِ، والخَفْخَفة أَيضاً: صوت القرطاس إذا حرَّكْتَه وقلَبته. وإنها لخَفْخافةُ الصوت أَي كأَن صوتها يخرج من أَنفها.
والخُفْخُوفُ: طائر؛ قال ابن دريد: ذكر ذلك عن أَبي الخَطاب الأَخفش، قال ابن سيده: ولا أَدري ما صحته، قال: ولا ذكره أَحد من أَصحابنا. المفضل: الخُفْخُوفُ الطائر الذي يقال له المِيساقُ، وهو الذي يصفق بجناحيه إذا طار.

خفق

الخَفْقُ: اضْطِراب الشيء العَرِيض. يقال: راياتُهم تَخْفِق وتَخْتَفِقُ، وتسمّى الأَعلامُ الخَوافِقَ والخافِقاتِ. ابن سيده: خَفَقَ الفؤَاد والبرْق والسيفُ والرايةُ والريح ونحوها يَخْفِقُ ويَخْفُقُ خَفْقاً وخُفوقاً وخَفَقاناً وأَخْفقَ واخْتفَق، كله: اضْطَرب، وكذلك القَلب والسَّراب إذا اضْطَربا. التهذيب: خَفقت الريح خَفَقاناً، وهو حَفيفُها أَي دَوِيُّ جَرْيِها، قال الشاعر:

كأَنَّ هُوِيَّها خَفَقـانُ ريحٍ

 

خَرِيقٍ، بينَ أَعْلامٍ طِوالِ

وأَخْفَقَ بثوبه: لَمع به. والخَفْقة: ما يُصيب القلبَ فيَخفِق له، وفؤاد مَخْفوق. التهذيب: الخَفقانُ اضطراب القلب وهي خِفّة تأخذ القلب، تقول:رجل مَخْفوق. وخفَق برأسه من النُّعاس: أَمالَه، وقيل: هو إذا نَعس نَعْسةً ثم تنبّه. وفي الحديث: كانت رؤوسهم تَخْفِق خَفْقة أَو خفقتين.
ويقال: سير الليل الخَفْقتان وهما أَوّله وآخره، وسير النهار البَرْدانِ أَي غُدْوة وعشيّة. وقال ابن هانئ في كتابه: خفَق خُفوقاً إذا نام. وفي الحديث: كانوا ينتظرون العِشاء حتى تَخْفِق رؤوسهم أَي يَنامون حتى تسقُط أَذْقانهم على صدورهم وهم قُعود، وقيل: هو من الخُفوق الإضطراب. ويقال: خفَق فلان خَفْقة إذا نام نَومة خفيفة. وخَفَق الرجل أَي حرّك رأسه وهو ناعس.
وخفَق الآلُ خَفْقاً: اضْطَرب؛ فأَمّا قول رؤبة:

وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ،

 

مُشْتَبِهِ الأَعلامِ لَمَّاعِ الخَـفَـقْ

فإنه حُرِّك للضرورة كما قال:

فلم يُنْظَرْ به الحَشَكُ

وأَرض خفّاقة: يَخْفِق فيها السراب. التهذيب: السَّراب الخَفُوق والخافِقُ الكثير الإضطراب. والخَفْقة: المَفازة ذات الآل؛ قال العجاج:

وخَفْقة ليس بها طُوئِيّ

يعني ليس بها أَحد. وخفَق الشيءُ: غاب، وقيل لعَبِيدةَ السَّلْمانِيّ: ما يوجب الغُسل؟ فقال: الخَفْقُ والخِلاط؛ يريد بالخفق مَغِيب الذكر في الفرج؛ التفسير للأَزهري، من خَفَق النجمُ إذا انْحطَّ في المغرب، وقيل: هو من الخَفْق الضرْبِ. وخفَقَ النجمُ يَخْفِقُ وأَخْفَقَ: غاب؛ قال الشمّاخ:

عيْرانة كفُقودِ الرَّحْلِ ناجِية،

 

إذا النجومُ تَوَلَّتْ بعد إخْفاقِ

وقيل: هو إذا تلألأ وأَضاء؛ وأَنشد الأَزهري:

وأَطْعُنُ بالقَومِ شَطْرَ المُلو

 

كِ، حتى إذا خَفَقَ المِجْدَحُ

وخَفقَ النجمُ والقمر: انْحطّ في المغرب، وكذلك الشمس؛ يقال: ورَدْتُ خُفوقَ النجم أَي وقت خُفوق الثُّريا، تجعله ظرفاً وهو مصدر. ورأيت فلاناً خافق العين أَي خاشِعَ العين غائرها، وكذلك ماكل العين ومُرَنَّقُ العين. وخفَق الليلُ: سقط عن الأُفق؛ عن ابن الأَعرابي. وخفَق السهمُ: أَسرع.ورِيح خَيْفَقٌ: سريعة. وفرس خَيْفَق وناقة خَيْفَق: سريعة جدّاً، وقيل: هي الطويلة القوائم مع إخْطاف، وقد يكون للذكر والتأنيثُ عليه أَغلب، وقيل: فرس خَيْفَق مُخْطَفةُ البطنِ قليلة اللحم. الكلابيُّ: امرأَة خَيْفق وهي الطويلة الرُّفْعين الدقيقة العظام البعيدة الخطو. سريع، وهو الخَنْفَقِيقُ في الناقة والفرس والظليم، وهو مشي في اضطراب. وقال أَبو عبيدة:فرس خَفِق والأُنثى خَفِيقة مثل خَرِب وخَرِبة، وإن شئت قلت خُفَق والأُنثى خُفقَة مثل رُطَب ورُطبَة، والجمع خَفِقاتٌ وخُفَقَاتٌ وخِفاقٌ، وهي بمنزلة الأَقَبّ، وربما كان الخفوق من خِلْقة الفرس، وربما كان من الضُّمور والجَهْد، وربما أُفرد وربما أُضيف؛ وأَنشد في الإفراد:

ومُكْفِت فَضْلِ سابغةٍ دلاصٍ،

 

على خَيْفانةٍ خَفِقٍ حَشاهـا

وأَنشد في الإضافة:

بِشَنجٍ مُـوَتَّـرِ الأَنـسـاء،

 

حابي الضُّلُوعِ خَفِق الأَحْشاء

ويقال: فرسٌ خَفِقُ الحشَا. والخيْفَق: فرس سَعْد بن مشهب.
وامرأة خَنْفَقٌ: سريعة جَرِيئة. والخَنْفَقُ والخَنْفَقِينُ: الداهية؛ يقال: داهية خَنْفَقِينٌ، وهو أيضاً الخَفِيفةُ من النساء الجَرِيئة، والنون زائدة، جعلها من خَفْقِ الرّيح. والخَنْفقِينُ: حكاية أَصوات حوافر الخيل. والخَنْفقِين: الناقِصُ الخَلْقِ؛ قال شُيَيْمُ ابن خُوَيْلِد:

قلتُ لَسيِّدنـا: يا حـكـي

 

مُ، إنَّكَ لم تأسُ أَسْواً رَفِيقا

أَعْنْتَ عَدِيّاً على شَأوِهـا،

 

تُعادِي فَرِيقاً وتَنْفِي فَريقـا

أَطَعْتَ اليَمينَ عِنادَ الشِّمالِ،

 

تُنَحِّي بِحَدّ المَواسِي الحُلُوقا

زَحَرْتَ بها ليلةً كـلَّـهـا،

 

فجِئتَ بها مُؤيَداً خَنْفَقِيقـا

وهذا أَورده الجوهري:

وقد طَلقَتْ ليلةً كلَّـهـا،

 

فجاءتْ به مُؤدَناً خَنْفَقِيقا

قال ابن بري: والصواب:

زحرت بها ليلة كلها

كما تقدم؛ وقوله: يا حكيم، هُزْء منه أي أَنت الذي تزعم أنك حكيم وتُخطئ هذا الخَطأ، وقوله: أطعت اليمين عِناد الشمال، مثل ضربه، يريد فعلت فِعْلاً أَمكنت به أَعداءنا منّا كما أَعلمتك أَن العرب تأتي أَعداءها من مَيامِنهم؛ يقول: فجِئتنا بداهيةٍ من الأمر وجئتَ به مُؤْيَداً خنفقياً أَي ناقصاً مُقَصِّراً. وخفَقَه بالسيف والسوط والدِّرَّةِ يَخْفُقه ويَخْفِقه خَفْقاً: ضربه بها ضرْباً خفيفاً. والمِخْفقةُ: الشيء يضرب به سير أو دِرّة التهذيب: والمِخْفَقَةُ والخَفْقَة، جزم، هو الشيء الذي يضرب نحو سير أو دِرَّة. ابن سيده: والمِخفقة سوط من خشب. وسيف مِخْفَقٌ: عَرِيض.
قال الأَزهري: والمِخْفَقُ من أسماء السيف العريض. الليث: الخَفْقُ ضربك الشيء بالدِّرَّة أَو بشيء عريض، والمِخْفقة الدرّة التي يضرب بها. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فضربهما بالمِخفقة؛ هي الدرّة.
وأَخْفقَ الرجلُ: طَلب حاجة فلم يَظْفَر بها كالرجل إذا غزا ولم يغنم، أَو كالصائد إذا رجع ولم يصطد، وطلَب حاجة فأخْفَقَ. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: أَيُّما سَرِيّةٍ غَزت فأخْفَقت كان لها أَجرها مرتين؛ قال أبو عبيد: الإخْفاقُ أن يغزُو فَلا يغنم شيئاً؛ ومنه قول عنترة يصف فرساً له:

فيُخْفِقُ مرَّةً ويَصِيدُ أُخْرَى،

 

ويَفْجَع ذا الضَّغائن بالأَرِيب

يقول: يغزو على هذا الفرس مرة ولا يغنم أُخرى؛ قال أبو عبيد: وكذلك كل طالب حاجة إذا لم يقضها فقد أَخْفق إخفاقاً، وأصل ذلك في الغنيمة. قال ابن الأثير: اصله من الخَفْق التحرُّك أي صادَفَتِ الغنيمةَ خافِقةً غير ثابتة مستقرّة. الليث: أَخْفقَ القومُ فنَي زادُهم، وأَخفقَ الرجلُ قلّ ماله. والخَفْقُ: صوت النعل وما أشبهها من الأصوات.
وفي الحديث ذكر منكر ونكير: إنه لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعالهم حين يُولُّون عنه، يعني الميتَ يسمع صوت نعالهم على الأَرض إذا مشَوْا. ورجل خَفّاقُ القدم عريض باطن القدم، وخَفقَ الأَرضَ بنَعْله وكلُّ ضرب بشيء عريض خَفْقٌ؛ وقوله:

مُهَفْهَف الكَشْحَينْ خَفّاق القَدَمْ

قال ابن الأَعرابي: معناه أنه خفيف على الأرض ليس بثقيل ولا بَطيء، وقيل: خفّاق القدم إذا كان صدر قدميه عريضاً؛ قال أَبو زُغْبةَ الخزرجي:

قد لَفَّها الليلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ،

 

خَدَلَّجِ الساقَيْنِ خَفّاق القَدَم

وقيل: هذا الرجز للحُطَم القَيْسِيّ. وامرأَة خَفّاقةُ الحَشَى أَي خمِيصة؛ وقوله:

ألا يا هَضِيمَ الكَشْحِ خَفّاقة الحَشى،

 

من الغِيدِ أَعْناقاً أولاكِ العَواتـقِ

إنما عنى بأنها ضامرة البطن خَميصة، وإذا ضَمُرت خَفَقت، والخَفْقةُ:المَفازة المَلْساء ذات الآلِ.
والخافِقُ: المكان الخالي من الأَنِيس، وقد خَفَقَ إذا خلا؛ قال الراعي:

عَوَيْتَ عُواء الكلْبِ، لمّا لَقِـيتَـنـا

 

بِثَهْلانَ، من خَوْف الفُروجِ الخَوافِق

وخَفَق في البلاد خُفوقاً: ذهب.والخافِقان: قُطْرا الهواء. والخَافِقانِ: أُفُق المشرق والمغرب؛ قال ابن السكيت: لأن الليل والنهار يَحْفِقان فيهما، وفي التهذيب: يخفقان بينهما؛ قال أَبو الهيثم: الخافقان المشرق والمغرب، وذلك أن المغرب يقال له الخافِقُ وهو الغائب، فغَلَّبُوا المغرب على المشرق فقالوا الخافقان كما قالوا الأَبوان. شمر: الخافقانِ طرَفا السماء والأَرض؛ قال رؤبة:

واللّهْب لهبُ الخافِقَيْن يَهْذِمهُ

وقال ابن الأَعرابي: يَهْذِمه يأكله.

كلاهما في فَلَكٍ يستلْحِمُه

أَي يركبه؛ وقال خالد بن جنْبةَ: الخافقانِ منتهى الأَرض والسماء. يقال:أَلحق الله فلاناً بالخافق، قال: والخافقانِ هَواءان مُحيطانِ بجانبي الأَرض. قال: وخَوافِقُ السماء الجِهات التي تَخرج منها الرّياح الأَربع.
وفي الحديث: أن ميكائيل مَنْكِباه يَحُكّان الخافِقَيْنِ يعني طرَفي السماء، وفي النهاية: مَنْكِبا إسرافيل يَحُكّانِ الخافقين، قال: وهما طرفا السماء والأَرض؛ وقيل: المغرب والمشرق.
والخَفّاقةُ: الاسْت. وخفَقت الدابة تَخْفِق إذا ضَرطَت، فهي خَفُوق.
والمَخْفُوق: المجنون؛ وأَنشد:

مَخْفُوقة تزوّجت مَخْفُوقا

وروى الأَزهري بإسناده عن حذيفة بن أُسيد قال: يخرج الدجال في خَفْقة من الدِّين وسوداب الدين وفي رواية جابر: وإدْبار من العلم؛ أَراد أَن خروج الدجال يكون عند ضَعف الدّين وقِلّة أَهله وظُهور أَهل الباطل على أَهل الحقّ وفُشُوّ الشر وأَهله، وهو من خَفق الليلُ إذا ذهب أكثره، أَو خَفقَ إذا اضْطربَ، أَو خَفقَ إذا نَعَس. قال أَبو عبيد: الخَفْقةُ في حديث الدجّال النَّعْسةُ ههنا، يعني أن الدين ناعِسٌ وَسْنانُ في ضَعفه، من قولك خَفقَ خَفْقة إذا نامَ نومة خفيفة.
ومن أَمثال العرب: ظلم ظُلْمَ الخَيْفَقانِ وقيل: كان اسمه سَيّاراً خرج يريد الشّحْر هارباً من عَوْف بن إكليل بن يسار، وكان قتل أَخاه عويفاً، فلقيه ابن عم له ومعه ناقتان وزادٌ، فقال له: أَين تريد؟ قال: الشحر لئلا يَقْدِر عليَّ عوف فقد قتلت أَخاه عُوَيْفاً، فقال: خذ إحدى الناقتين، وشاطَرَه زادَه، فلما ولَّى عطف عليه فقتله فسمي صَرِيعَ الظلم؛ وفيه يقول القائل:

أَعَلِّمُه الرِّمـايةَ كُـلَّ يَومٍ،

 

فلمّا اشْتَدَّ ساعِدُه رَمانـي

تعالى الله، هذا الجَوْرُ حَقّاً،

 

ولا ظُلمٌ كَظُلْم الخَيْفَقـانِ

والخَفَقانُ: اضْطِرابُ الجناح. وخَفَقَ الطائر أَي طار، وأَخْفَقَ إذا ضرب بجناحيه؛ قال الراجز:

كأَنها إخْفاقُ طيرٍ لم يَطِرْ

وفلاة خَيْفَقٌ أي واسعة يَخْفِق فيها السَّراب؛ قال الزَّفَيان:

أَنَّى أَلَمَّ طَيْفُ لَيلى يَطْرُقُ،

ودُونَ مَسْراها فَلاةٌ فَيْهقُ،

تِيةٌ مَرَوْراة وفَيْقٌ خَيْفَقُ

الأَصمعي: المَخْفَقُ الأَرض التي تستوي فيكون فيها السرابُ مضْطَرِباً.
ومُخَفِّقٌ: اسم موضع؛ قال رؤبة:

ولامِعاً مخَفِّقٌ فَعَيْهَمُه

خفل

ابن الأَعرابي: الخافِلُ الهارِبُ، وكذلك الماخلُ والمالِخ.

خفن

الليث: الخَفَّانُ رِئالُ النَّعامِ، الواحدة خَفَّانَة، وهو فَرْخُها؛ قال أَبو منصور: هذا تصحيف، والذي أَراد الليث: الحَفَّان، بالحاء، وهي رِئالُ النَّعام، وقد ذكرناه في حرف الفاء، قال: والخاء فيه خطأ. قال أَبو منصور: وخَفَّانُ مأْسدة بين الثِّنْي وعُذَيْبٍ، فيه غِياضٌ ونُزُوزٌ، وهو معروف. ابن الأَعرابي: الخَفْنُ اسْتِرخاء البَطْن، قال أَبو منصور: هو حرف غريب لم أَسمعه لغيره، الليث: الخَيْفانُ الجَراد أَوَّلَ ما يطير، جَرادةٌ خَيْفانة، وكذلك الناقة السريعة. قال أَبو منصور: جعل خَيْفاناً فَيْعالاً من الخَفْنِ، وليس كذلك، إنما الخَيْفان من الجراد الذي صار فيه خُطوطٌ مختلفة، وأَصله من الأَخْيَفِ، والنُّون في خَيْفان نون فَعْلان، والياء أَصلية. وخَفَيْنَنٌ: اسم موضع قريب من يَنْبُعَ بينها وبين المدينة؛ قال كثيِّر:

فقد فُتْنَني لمَّا وردنَ خَفَيْنَـنـاً،

 

وهُنَّ على ماء الخُراضَةِ أَبعدُ.

خقق

خقَّت الأَتانُ تخِقُّ خَقِيقاً، وهي خقُوق: صوَّتَ حَياؤها عند الجماع من الهُزال والاسْتِرْخاء، وكذلك كلّ أنثى من الدوابّ. وخَقَّ الفَرج يَخِقُّ خقِيقاً، وكذلك قُنْبُ الفرَس إذا صوّت، وخفَّت المرأة وهي خَقوق وخَقَّاقة كذلك، وهو نعت مكروه؛ قال:

لو نِكْتَ مِنهنَّ خقُوقاً عَرْدا،

 

سَمِـعْـت رِزّاً ودَوِيّاً إدّا

أَبوعبيدة في كتاب الخيل: الخِقاقُ صوت يكون في ظَبْية الأُنثى من الخيل من رَخاوة خِلْقتها وارْتِفاع مُلْتَقاها، فإذا تحرّكت لعَنَقٍ أَو غيره احْتَشَتْ رَحمُها الريحَ فصوَّتت فذلك الخِقاق، ويقال للفرس من ذلك الخاقُّ.
والخَقُوق والخَقَّاقةُ من الأُتُن والنساء: الواسعة الدُبر. ويقال في السِّباب: يا ابن الخَقُوق، والخَقَّاقةُ: الاسْتُ؛ ومن الأَحْراح مُخِقٌّ، وإخْقاقُه: صوته عند النَّخْجِ. وحِرٌ مِخقّ: مصوت عند النخج.قال أَبو زيد: إذا اتَّسعت البَكْرةُ أَو اتَّسع خَرْقُها عنها قيل: أَخَقَّت إخْقاقاً فانخَسُوها نَخْساً، وهو أَن يُسدَّ ما اتسع منها بخشبة أَو بحجر أَو بغيره. وخَقَّت البكرة: اتَّسع خَرْقُها عن المِحْوَر أَو اتسعت النّعامةُ عن موضع طَرفها من الزُّرْنُوق.
والخَقِيقُ والخَقْخَقةُ: زُعاقُ قُنْب الدابة، وقد خَقِّ وخَقْخقَ. قال ابن المظفر الخَقيقُ زُعاقُ قُنب الدابَّة فإذا ضوعف مخففاً قيل:خَفْخَق. والخَقْخة: صوت القنب والفرجِ إذا ضُوعف. وخَقَّ القارُ وما أَشبهه خَقّاً وخقَقاً وخَقِيقاً وخَقخق: غَلى وسُمع له صوت.
والخَقُّ: الغدير اليابس إذا جَفَّ وتَقَلْفَع؛ قال:

كأَنَّما يَمْشِين في خَقٍّ يَبَسْ

وقال ابن دريد: قال أَهل اللغة الخقُّ شبه حفرة عامضة في الأرض مثل اللُّخْقُوق، قال: ولا أَدري ما صحته. والخَقُّ والأُخْقوق: قدر ما يختفي فيه الدابة أَو الرجل، لغة في اللُّخْقوق؛ قال الليث: ومن قال اللخقوق فإنما هو غلط من قبل الهمزة مع لام المعرفة، قال أَبو منصور: هي لغة لبعض العرب يَتكلم بها أهل المدينة، وبهذه اللغة قرأ نافع، يقولون قال الأَحمر، ومنهم من يقول قال لَحْمر، وقال ذلك سيبويه والخليل؛ حكاه الزجاج. وقيل: الأَخاقِيقُ فقَرٌ في الأَرض وهي كُسور فيها في مُنْعَرَج الجبل وفي الأَرض المتَفقِّرة، وهي الأَودية. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رجلاً كان واقفاً معه وهو محرم فَوَقَصَت به ناقته في أَخاقِيقِ جِرْذان فمات؛ وهي شُقوق في الأَرض، واحدها أُخْقُوق، ولا يعرفه الأَصمعي إلا باللام؛ قال الأَصمعي: إنما هو لخَاقِيق جِرْذانٍ، واحدها لُخْقوق، وهي شقوق في الأَرض؛ قال أَبو منصور وقال غيره: الأَخاقِيقُ صحيحة كما جاء في الحديث، واحدها أُخْقُوق مثل أُخدود وأَخادِيدَ.والخَقُّ والخَدُّ: الشَّقُّ في الأَرض. يقال: خَدَّ السيلُ فيها خَدّاً وخَقَّ فيها خَقّاً. ابن شميل: خق السيل في الأَرض خقّاً إذا حَفر فيها حَفْراً عميقاً.
وكتب عبد الملك بن مَرْوانَ إِلى وكيل له على ضَيْعة: أَمَّا بعد فلا تَدَعْ خَقّاً من الأَرض ولا لَقَّاً إِلا سَوَّيْته وزرَعْتَه؛ فاللَّقُّ:الشقّ المستطيل وهو الصَّدْعُ، والخَقُّ: حُفْرة غامضة في الأَرض وهو الجُحْر؛ وأَنشد شمر لِلعين المِنْقَريّ يصف ذكر فرس:

وقاسِحٍ كَعمُـودِ الأَثْـلِ يَحْـفِـزُه

 

دَرْكاً حِصان، وصُلْب غَيْر مَعْرُوقِ

مِثْل الهِراوة مِـيثـام، إذا وقَـبَـتْ

 

في مَهْبِلٍ، صادَفَتْ داء اللخاقِـيقِ

ابن الأَعرابي: الخِقَقةُ الرَّكَواتُ المُتلاحِماتُ، والخِقَقةُ أَيضاً الشُّقوق الضيِّقةُ. وفي النوادر: يقال استخَقَّ الفرَسُ وأَخَقَّ وامْتَخَض إذا اسْتَرْخى سُرْمُه، يقال ذلك في الذكر.

خقم

خَيْقَم: حكاية صوت؛ ومنه قوله:

يدعو خَيْقَماً وخَيْقَما

قال أَبو منصور: ورأيت في ديار بني تميم رَكِيَّةً عادِيَّةً تسمى خَيْقَمانَةَ؛ قال: وأَنشدني بعضهم ونحن نستقي منها:

كأَنَّما نُطْفَةُ خَيْقَـمـانِ

 

صَبيبُ حِنَّاءٍ وزَعْفَرانِ

وكان ماء هذه الركية أَصفر شديد الصفرة.

خقن

خاقانُ: اسم لكل ملك من ملوك الترك. وخَقَّنُوه على أَنفسهم: رأْسوهُ. الليث: خَاقانُ اسم يسمى به من يُخَقِّنُه التركُ على أَنفسهم؛ قال أَبو منصور: وليس من العربية في شيء.