باب الثلاثي الصحيح: الفرع الخامس

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء السادس

حرف القاف

الفرع الخامس

القاف والطاء والميم

القطم: شهوة اللحم والضراب والنكاح.

قطم قطماً، فهو قطم.

وقيل: كل مشته شيئا: قطم. والجمع: قطم.

والقطم: الغضبان.

وفحل قطم، وقطم، وقطيم: صؤول.

وصقر قطام، وقطامي، وقطامي: لحم، قيس يفتحون، وسائر العرب يضمون، وقد غلب عليه اسماً. وقوله انشده ثعلب:

قطامياً تأملـه قـلـيل

 

تأمل ما تقول وكنت قدماً

فسره فقال: معناه: كنت مرة تركب رأسك في الأمور في حداثتك، فاليوم قد كبرت وشخت، وتركت ذلك.

وقول أم خالد الخثعمية في جحوش العقيلي:

يقاد إلى أهل الغضى بزمام

 

فليت سماكيا يحار ربـابـه

بعيني قطامي أغـرَّ شـام

 

ليشرب منه جحوش ويشيمه

إنما أرادت: بعيني رجل كأنهما عينا قطامي. وإنما وجهناه على هذا، لأن الرجل نوع، والقطامي نوع آخر سواه، فمحال أن ينظر نوع بعين نوع، ألا ترى أن الرجل لا ينظر بعيني حمار، وكذلك الحمار لا ينظر بعيني رجل، وهذا ممتنع في الأنواع، فافهم.

ومقطم البازي: مخلبه.

وقطم الشيء يقطمه قطماً: عضه بأطراف اسنانه، أو ذاقه. قال:

وقواضي الذيفان فيما تقطم

 

وإذا قطمتهم فطمت علاقماً

والقطامة: ما قطم بالفم ثم ألقى.

وقطم الفصيل النبت: أخذه بمقدم فيه قبل أن يستحكم أكله.

وقطم الشيء قطما: قطعه.

وقطم الشارب: ذاق الشراب فكرهه وذوى وجهه وقطب.

والقطامي: من شعرائهم.

وقطام، وقطام: اسم امرأة.

وابن أم قطام: من ملوك كندة.

وقطامة: اسم.

والقطميات: مواضع، قال عبيد:

فالقطميات فالذنـوب

 

اقفر من أهله ملحوب

وقطمان: اسم جبل، قال المخبل السعدي:

رأت بعض ما تهوى وقرت عيونها

 

ولما رأت قطمان من عن شمالهـا

مقلوبه: - ق م ط -

قمطه يقمطه، ويقمطه قمطاً، وقمطه: شد يديه ورجليه.

واسم ذلك الحبل: القماط.

والقماط: الخرقة التي تلفها على الصبي وقد قمطه بها.

والقمط: الأخذ.

والقماط: اللص.

ووقع على قماط فلان: فطن له في تؤدة.

واقمت عنده شهراً قميطا. وحول قميطا: أي تامّاً. قال:

لأهل العراقين عاماً قميطا

 

أقامت غزالة سوق الجلاد

وقمط الطائر الأنثى يقمطها ويقمطها قمطاً: سفدها، وكذلك: التيس، عن ابن الأعرابي.

وقال مرة: تقاطمت الغنم. فعم به ذلك الجنس.

وإنه لقمطي: أي شديد السفاد.

مقلوبه: - م ق ط -

مقط عنقه يمقطها، ويمقطها مقطا: كسرها.

ومقط الرجل يمقطه مقطاً: غاظه. وقيل: ملأه غيظا.

ومقط الرجل مقطاً، ومقط به: صرعه، الأخيرة عن كراع.

ومقط الكرة يمقطها مقطاً: ضرب بها الأرض ثم اخذها.

والمقط: الضرب بالحبيل الصغير.

والمقاط: حبل قصير يكاد يقوم من شدة فتله وقيل: هو أياًّ كان. والجمع: مقط.

ومقطه يمقطه مقطا: شده بالمقاط.

ومقط الطائر الأنثى يمقطها مقطاً: كقطمها.

والماقط، والمقاط: اجير الكرى.

وقيل: هو المكترى من منزل إلى آخر.

والماقط: مولى المولى.

والماقط: الضارب بالحصى المتكهن.

مقلوبه: - مط ق -

التمطق: التذوق.

وقيل: هو أن تضم إحدى الشفتين مع صوت يكون بينهما.

وقيل: هو إلصاق اللسان بالغار الأعلى فيسمع له صوت، وذلك عند استطابة الشيء.

وتمطقت القوس: تصدعت، عن ابن الأعرابي.

والمطق: داء يصيب النخل فلا تحمل.

القاف والدال والتاء

القتاد: شجر شاك صلب، له سنقة وجناة كجناة السمر، ينبت بنجد وتهامة، واحدته: قتادة.

قال أبو حنيفة: القتادة ذات شوك، قال: ولا يعد من العضاه.

وقال مرة: القتاد: شجر له شوك أمثال الإبر، وله وريقة غبراء وثمرة تنبت معها غبراء كأنها عجمة النوى وقال عن الأعراب القدم: القتادة ليست بالطويلة، تكون مثل قعدة الإنسان، لها ثمرة مثل التفاح. قال: وقال أبو زياد: من العضاه القتاد، وهو ضربان: فأما القتاد الضخام: فإنه يخرج له خشب عظام، وشوكة حجناء قصيرة.

وأما القتاد الآخر: فإنه ينبت صعداً لا ينفرش منه شيء، وهو قضبان مجتمعه، كل قضيب منها ملآن، ما بين أعلاه وأسفله شوكا. وفي المثل: "من دون ذلك خرط القتاد".

قال أبو حنيفة: إبل قتادية: تأكل القتاد.

والتقتيد: أن تقطع القتاد ثم تحرق شوكه ثم تعلفه الإبل فتسمن عليه، وذلك عند الجدب، قال:

يا رب سلمني من التفتيد

وقتدت الإبل قتدا، فهي قتادى، وقتدة: اشتكت من أكل القتاد.

والقتد،و القتد الأخيرة عن كراع: خشب الرحل.

وقيل: جميع اداته، والجمع أقتاد، وأقتد، وقتود، قال الطرماح:

شدة النسوع إلى شجور الأقتـد

 

قطرت وأدرجها الوجيف وضمها

وقال النابغة:

وانم القتود على عيرانه أجد

وقتائده: ثنية معروفة، قال الهذلي:

شلاًّ كما تطرد الجمالة الشردا

 

حتى إذا اسلكوهم في قتـائدة

وتقتد: اسم ماء. حكاها الفارسي بالقاف والكاف.و كذلك روى بيت الكتاب بالوجهين قال:

تذكرت تقتد برد مائها

مقلوبه: - ت ق د -

التقدة، والتقدة، الأخيرة عن الهروي: الكسبرة. ويقال: الكزبرة، قال أبو حنيفة: اخبرني بذلك الأعراب.

والتقيدة: موضع.

القاف والدال والظاء

الدقظ، والدقظان: الغضبان، قال أمية بن أبي الصلت:

فزاد في صدره ما عاش دقظانا

 

من كان مكتئبا من سنتي دقظـاً

القاف والدال والثاء

القثد: الخيار، وهو ضرب من القثاء.

قال أبو حنيفة: واحدته: قثدة.

مقلوبه: - ث د ق -

ثدق المطر: خرج من السحاب خروجا سريعا نحو الودق.

وثادق: اسم فرس حاجب بن حبيب الأسدي. وهو أيضا: موضع، قال زهير:

فوادي القنان جزعه فأثاكله

 

فوادي البدى فالطوى فثادق

القاف والدال والراء

القدر: القضاء والحكم. قال الله تعالى: -إنا أنزلناه في ليلة القدر-: أي الحكم. كما قال تعالى: -فيها يفرق كل أمر حكيم- وقوله تعالى: -ليلة القدر خير من ألف شهر- أي: ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، وقال الفرزدق:

مع القدر إلا حاجة لي اريدهـا

 

وما صب رجلي في حديد مجاشع

والقدر: كالقدر، وجمعهما جميعا: أقدار.

وقال اللحياني: القدر: الاسم، والقدر: المصدر، وانشد:

وبقدرٍ تفرقٌ واجتمـاعُ

 

كل شيء حتى أخيك متاع

وانشد في المفتوح:

وأبيك مالك ذو النخيل بدار

 

قدر احلك ذا النخيل وقد أرى

هكذا انشده بالفتح، والوزن يقبل الحركة والسكون.

والقدرية: قوم يجحدون القدر. مولدة.

وقدر الله بذلك يقدره، ويقدره قدرا وقدرا، وقدره عليه وله،و قوله:

أيوم لم يقـدر أو يوم قـدر

 

من أي يومي من الموت أفر

فإنه أراد النون الخفيفة، ثم حذفها ضرورة فبقيت الراء مفتوحة، كأنه أراد: يقدرون. وانكر بعضهم هذا فقال: هذه النون لا تحذف إلا لسكون ما بعدها، ولا سكون هاهنا بعدها.

قال ابن جني: والذي أراه أنا في هذا: وما علمت أن أحدا من اصحابنا ولا غيرهم ذكره، ويشبه أن يكونوا لم يذكروه للطفه، وأن يكون أصله: "أ يوم لم يقدر أم..." بسكون الراء للجزم، ثم إنها جاورت الهمزة المفتوحة. وهي ساكنة وقد اجرت العرب الحرف الساكن، إذا جاور الحرف المتحرك، مجرى المتحرك، وذلك في قولهم: فيما حكاه سيبويه من قول بعض العرب، الكماة والمراة، يريدون: الكمأة والمرأة، ولكن الميم والراء لما كانتا ساكنتين، والهمزتان بعدهما مفتوحتان، صارت الفتحتان اللتان في الهمزتين كأنهما في الراء والميم، وصارت الميم والراء كأنهما مفتوحتان، وصارت الهمزتان لما قدرت حركتاهما في غيرهما كأنهما ساكنتان، فصار التقدير فيهما: مرأة وكمأة، ثم خففتا فابدلت الهمزتان الفين لسكونهما وانفتاح ما قبلهما، فقالوا: مراةٌ وكماةٌ، كما قالوا في رأس وفأس، لما خففتا: راس وفاس، وعلى هذا حمل أبو علي قول عبد يغوث:

كأن لم ترى قبلي اسيرا يمانيا

 

وتضحك مني شيخة عبشمـية

قال: جاء به على أن تقديره مخففا: كأن لم ترأ ثم إن الراء الساكنةلما جاورت الهمزة، والهمزة متحركة، صارت الحركة كأنها في التقدير قبل الهمزة اللفظ بها: لم ترأ، ثم ابدل الهمزة الفا لسكونها وانفتاح ما قبلها، فصارت ترا، فالالف على هذا التقدير بدل من الهمزة التي هي عين الفعل، واللام محذوفة للجزم على مذهب التحقيق، وقول من قال رأى يراى.

وقد قيل: إن قوله: ترى، على التخفيف، السائغ، إلا أنه أثبت الألف في موضع الجزم تشبيها بالياء في قول الآخر:

بما لاقت لبون بني زياد

 

ألم يأتيك والانباء تنمـى

ورواه بعضهم: "ألم ياتك" على ظاهر الجزم. وانشده أبو العباس عن أبي عثمان عن الأصمعي:

ألا هل أتاك والأنباء تنمى

وقوله تعالى: -إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين- قال الزجاج: المعنى: علمنا أنها لمن الغابرين. وقيل: دبرنا أنها لمن الغابرين: أي الباقين في العذاب.

واستقدر الله خيرا: سأله أن يقدر له به، قال:

فبينما العسر إذ دارت مياسير

 

فاستقدر الله خيراً وارضين به

وقدر الرزق يقدره: قسمه.

والقدر، والقدرة، والمقدار: القوة.

وقدر عليه يقدر، ويقدر، وقدر قدرة وقدارة، وقدورة، وقدوراً، وقدراناً، وقدراراً، هذه عن اللحياني.

واقتدر، وهو قادر، وقدير.

وأقدره الله عليه.

والاسم من كل ذلك: المقدرة، والمقدرة، والمقدرة.

والقدر: الغني واليسار، وهو من ذلك، لأنه كله قوة.

وبنو قدراء: المياسير.

وقدر كل شيء، ومقداره: مقياسه.

وقدر الشيء بالشيء يقدره قدراً، وقدره: قاسه.

وقوله تعالى: -ثم جئت على قدر يا موسى- قيل في التفسير: على موعد. وقيل: على قدر من تكليمي إياك، هذا عن الزجاج.

وقدر الشيء: دنا له، قال لبيد:

وقدرنا إن خنى الدهر غفل

 

قلت هجدنا فقد طال السرى

وقدر القوم امرهم يقدرونه قدرا: دبروه.

وقدر عليه الشيء يقدره قدراً، وقدرا، وقدره: ضيقه، كل ذلك عن اللحياني، وفي التنزيل: -على الموسع قدره وعلى المقر قدره- وقوله تعالى: -فظن أن لن نقدر عليه- يفسره بالقدرة، ويفسر بالتضييق.

وقدر كل شيء، ومقداره:مبلغه. وقوله تعالى: - وما قدرا الله حق قدره-: أي ما عظموه حقَّ تعظيمه.

والمقدار: الموت.

والمقتدر: الوسط من كل شيء.

ورجل مقتدر الخلق: أي وسطه، ليس بالطويل ولا القصير، وكذلك: الوعل والظبي ونحوهما.

والقدر: الوسط من الرحال والسروج.

والاقدار من الخيل: الذي إذا سار وقعت رجلاه مواقع يديه، قال رجل من الأنصار:

كميت لا احـق ولا شـئيت

 

وأقدر مشرف الصهوات ساط

وقيل: الاقدر: الذي يضع رجليه حيث ينبغي.

والقدر: معروفة، أنثى، وأما ما حكاه ثعلب من قول العرب: ما رأيت قدراً غلا أسرع منها، فإنه ليس على تذكير القدر، ولكنهم أرادوا: ما رأيت شيئا غلا، قال: ونظيره قول الله تعالى: -لا يحل لك النساء من بعد- قال: ذكر الفعل، لأن معناه معنى شيء، كأنه قال: لا يحل لك شيء من النساء، قال: فأما قراءة من قرأ: -فناداه الملائكة- فإنما بناه على الواحد، وليس عندي كقول العرب: ما رأيت قدراً غلا أسرع منها، ولا كقوله تعالى: -لا يحل لك النساء من بعد- لأن قوله: -فناداه الملائكة- ليس بحجدٍ فيكون شيء مقدراً فيه، كما قدر في: ما رأيت قدراً غلا اسرع.. وفي قوله تعالى: -لا يحل لك النساء- وإنما استعمل تقدير شيء في النفي دون الإيجاب، لأن قولنا شيء عام لجميع المعلومات، وكذلك النفي في مثل هذا اعم من الإيجاب، ألا ترى أن قولك: ضربت كل رجل، كذب لا محالة،و قولك: ما ضربت رجلا، قد يجوز أن يكون صدقا وكذبا، فعلى هذا ونحوه يوجد النفي أعم من الإيجاب، ومن النفي قوله تعالى: -لن ينال الله لحومها ولا دماؤها- إنما أراد: لن ينال الله شيء من لحومها ولا شيء من دمائها.

وجمع القدر: قدور، لا تكسر على غير ذلك.

وقدر القدر يقدرها، ويقدرها قدرا: طبخها.

ومرق مقدور.

والقدير: ما يطبخ في القدر.

والاقتدار: الطبخ فيها.

والقدار: الطباخ. وقيل: الجزار، قال مهلهل:

ضرب القدار نقيعة القـدام

 

إنا لنضرب بالصوارم هامهم

القدام: جمع قادم. وقيل: هو الملك.

والقدار: الثعبان العظيم.

وقدار: اسم عاقر الناقة.

وقال اللحياني: يقال: أقمت عنده قدر أن يفعل ذاك، قال: ولم اسمعهم يطرحون أن في المواقيت إلا حرفاً حكاه هو والأصمعي، وهو قولهم: ما قعدت عنده إلا ريث اعقد شسعي وقيدار: اسم.

مقلوبه: - ق ر د -

القرد: ما تمعط من الوبر والصوف.

وقيل: هو نفاية الصوف خاصة، ثم استعمل فيما سواه من الوبر والشعر والكتان، قال الفرزدق:

من المتلقطي قرد القمام

 

أسيد ذو خريطة نهـاراً

يعني بالأسيد هنا: سويداء.و قال: من المتلقطي قرد القمام، ليثبت أنها امرأة، لأنه لا يتتبع قرد القمام إلا النساء. وهذا البيت مضمن، لأن قوله: أسيد "فاعل" بما قبله، ألا ترى أن قبل هذا:

ويدخل رأسه تحت القرام

 

سياتيهم بوحي القول مني

أُسَيِّدُ ...و ذلك لأنه لو قال: "أسيد ذو خريطة نهاراً" ولم يتبعه ما بعده، لظن رجلا فكان ذلك عاراً بالفرزدق، وبالنساء، اعني أن يدخل رأسه تحت القرام أسود فانتفى من هذا وبرأ النساء منه بأن قال: من المتلقطي قرد القمام.

واحدته: قردة. وفي المثل "عثرت على الغزل بأخرة فلم تدع بنجد قردة".

وأصله: أن تترك المرأة الغزل وهي تجد ما تغزل من قطن أو كتان أو غيرهما. حتى إذا فاتها تتبعت القرد في القمامات تلتقطه.

وقرد الشعر قرداً، فهو قردٌ، وتقرد: تجعد وانعقدت أطرافه.

وتقرد الشعر: تجمع.

والقرد من السحاب: المتعقد المتلبد بعضه على بعض، شبه بالوبر القرد.

قال أبو حنيفة: إذا رأيت السحاب متلبدا ولم يملاس فهو القرد والمتقرد.

والقرد: هنات صغار تكون دون السحاب لم تلتم بعد.

والقراد: دويبة تعض الإبل، قال:

صهب قليلات القراد اللازق

 

لقد تعللـت عـلـى أيانـق

عنى بالقراد هاهنا: الجنس، فلذلك أفرد نعتها وذكره. ومعنى قليلات: أن جلودها ملس لا يثبت عليهما قراد إلا زلق، لأنها سمان ممتلئة.

والجمع: أقردة، وقردان، وقول جرير:

وقرد أستها بعد المنام يثيرها

 

وأبرأت من أم الفرزدق ناخساً

"قرد" فيه: مخفف من: قرد.

جمع قراداً جمع مثال وقذال، لاستواء بنائه مع بنائهما.

وبعير قرد: كثير القردان. فأما قول مبشر ابن هذيل بن زافرة الفزاري:

ارسلت فيها قرداً لكالكا

فعندي: أن القرد هاهنا: الكثير القردان، وأما ثعلب فقال: هو المتجمع الشعر، والقولان متقاربان، لأنه إذا تجمع وبره كثرت فيه القردان.

وقرده: انتزع قردانه. وهذا فيه معنى السلب.

وقرده: ذلله، وهو من ذلك، لأنه إذا قرد سكن لذلك وذل.

والتقريد: الخداع، مشتق من ذلك، قال:

وهم يمنعون جارهم أن يقـردا

 

هم السمن بالسنوات لا ألس فيهم

قال ابن الأعرابي: يقول: لا يستذلهم أحد.

والقرود من الإبل: الذي لا ينفر عند التقريد.

وقراد الثديين: حلمتاهما، قال عدي بن الرقاع وقيل: هو لملحة الجرمي:

بطين من الجولان كتاب اعجم

 

كأن قرادي زوره طبعتهـمـا

وقيل: قراد الزور: الحلمة وما حولها من الجلد المخالف للون الحلمة.

وقراد الفرس: حلمتان عن جانبي إحليله.

وأقرد الرجل، وقرد: ذل وخضع.

وقيل: سكت عن عيّ.

والقرد: لجلجة في اللسان، عن الهجري. وحكى: نعم الخبر خبرك لولا قرد في لسانك، وهو من هذا، لأن المتلجلج لسانه يسكت عن بعض ما يريد الكلام به.

وقردت أسنانه قرداً: صغرت ولحقت بالدردر.

وقرد العلك قرداً: فسد طعمه.

والقرد: معروف. والجمع: أقراد، وقرود، وقردة. قال ابن جني: قوله تعالى: -كونوا قردةً خاسئين- ينبغي أن يكون "خاسئين" خبراً آخر لكونوا، والأول: قردة، فهو كقولك: هذا حلو حامض، وإن جعلته وصفاً لقردة صغر معناه، ألا ترى أن القرد لذله وصغاره خاسيء أبدا، فيكون إذاً صفة غير مفيدة، وإذا جعلت "خاسئين" خبرا ثانيا حسن وأفاد، حتى كأنه قال: كونوا قردة كونوا خاسئين، ألا ترى أن ليس لأحد الاسمين من الاختصاص بالخبرية إلا ما لصاحبه، وليست كذلك الصفة بعد الموصوف إنما اختصاص العامل بالموصوف ثم الصفة بعد تابعة له، قال: ولست اعني بقولي:كأنه قال: كونوا قردة كونوا خاسئين: أن العامل في خاسئين عامل ثان غير الاول، معاذ الله أن أريد ذلك إنما هذا شيء يقدر مع البدل، فأما في الخبرين فإن العامل فيهما جميعا واحد، ولو كان هناك عامل لما كانا خبرين عنه واحد، وإنما مفاد الخبر من مجموعهما، لا من أحدهما، أنه ليس الخبر باحدهما بل بمجموعهما، وإنما أريد أنك متى شئت باشرت "كونوا" أي الاسمين آثرت، وليس كذلك الصفة. ويؤنس بذلك أنه لو كانت "خاسئين" صفة لقردة لكان الاخلق أن يكون: قردة خاسئة، فأن لم يقرأ بذلك البتة دلالة على انه ليس بوصف، وإن كان قد يجوز أن يكون خاسئين صفة لقردة، على المعنى إذ كان المعنى: إنما هي هم في المعنى، إلا أن هذا إنما هو جائز، وليس بالوجه، بل الوجه أن يكون وصفا لو كان على اللفظ فكيف وقد سبق ضعف الصفة هنا! والأنثى: قردة.

وقرد لعياله قرداً: جمع وكسب.

وقرد في السقاء قرداً: جمع السمن فيه أو اللبن، كقلد.

التقرد: الكرويا.

وقيل: هي جمع الابزار. واحدتها: تقردة.

والقردد: ما ارتفع من الارض، قال سيبويه: داله ملحقة له بجعفر، وليس كمعدّ، لأن ذلك مبني على فعل من أول وهلة، ولو كان قردد كمعد لم يظهر فيه المثلان، لأن ما أصله الإدغام لا يخرج على الأصل إلا في ضرورة شعر.

قال: وجمع القردد: قرادد، ظهرت في الجميع كظهورها في الواحد قال: وقد قالوا: قراديد. فادخلوا الياء كراهية التضعيف.

والقردود: ما ارفع من الأرض، فعلى هذا لا معنى لقول سيبويه: إن القراديد: جمع: قردد.

وقردودة الثبج: ما اشرف منه.

وقردودة الظهر: أعلاه، من كل دابة.

واخذه بقردة عنقه: عن ابن الأعرابي. كقولك: بصوفه. قال: وهي فارسية.

وبنو قرد: قوم من هذيل، منهم أبو ذؤيب.

وبنو قرد: موضع.

مقلوبه: - د ر ق -

الدرقان: خشب يعرش به الكرم، واحدته: دقرانة.

والدوقرة: بقعة بين الجبال لا نبات فيها، وهي من منازل الجن.

ودقر الرجل دقراً: إذا امتلأ من الطعام.

ودقر أيضا: قاء من الملء.

ودقر هذا المكان: صارت فيه رياض.

وقال أبو حنيفة: دقر المكان:ندى.

ودقر النبات دقراً، فهو دقر: كثر وتنعم.

وروضة دقرى: خضراء ناعمة، قال النمر بن تولب:

أجأ وجبة من قرار ديارها

 

زبنتك أركان العدو فأصبحت

انف يغم الضال نبت بحارها

 

وكأنها دقرى تخايل نبتـهـا

وأرض دقراء: خضراء كثيرة الماء والندى مملوءة.

ودقرى: اسم روضة بعينها.

والدقارير الأمور المخالفة، واحدتها: دقرورة ودقرارة، ومنه حديث عمر: "قد جئتني بدقرارة قومك": أي بمخالفتهم.

والدقرارة: الحديث المفتعل.

ورجل دقرارة: نمام، كأنه ذو دقرارة، أي: ذو نميمة وافتعال أحاديث.

والدقارير: الدواهي، والواحد كالواحد.

والدقرار، والدقرارة: التبان: وهي سراويل بلا ساقين.

وقال ثعلب: هي السراويل، فلم يعين ذات كمين من غيرها.

والدقرور: فأس تحتفر بها الأرض، قال:  

بعينيك دقرورا وكراً محـرمـا

 

حري حين تأتى أهل ملهم أن ترى

مقلوبه: - ر ق د -

رقد يرقد رقداً، ورقوداً، ورقاداً: نام.

والرقود، والمرقدي: الدائم الرقاد، انشد ثعلب:

حتى تركت عقورهن رقـودا

 

ولقد رقيت كلاب اهلك بالرقي

والمرقد: شيء يشرب فينوم.

والرقدة: همدة ما بين الدنيا والآخرة.

ورقد الحر: سكن.

والرقدة: أن يصيبك الحر بعد أيام ريح وانكسار من الوهج.

ورقد الثوب رقداً ورقاداً: اخلق.

وحكى الفارسي عن ثعلب: رقدت السوق: كسدت، وهو كقولهم في هذا المعنى: نامت.

وأرقد بالمكان: أقام.

والارقداد: سرعة السير.

وقيل: عدو الناقز.

وقيل: هو أن يذهب على وجهه، وقول ذي الرمة:

حفيف نافجة عثنونها حصب

 

يرقد في ظل عراص ويتبعه

يجوز أن يكون من السرعة، ومن النقاز، ومن الذهاب على الوجه.

والرقدان: طفر الجدي والحمل ونحوهما.

والمرقد: الطريق الواضح.

وروى عن الأصمعي: المرقد، مخفف، ولا ادري كيف هو؟ والراقود: دن طويل الأسفل. قال ابن دريد: لا احسبه عربيا.

ورقاد، والرقاد: اسم رجل، قال:

أجرنا من عبيدة والرقـاد

 

ألا قل للأمير جزيت خيراً

ورقد: موضع. وقيل: جبل وراء إمرة في بلاد بني أسد، قال ابن مقبل:

علاجيم لا ضحل ولا متضحضح

 

وأظهر في علان رقد وسبـلـه

والرقاد: بطن من بني جعدة، قال:

مساعي آل ورد والـرقـاد

 

محافظةً على حسبي وأرعى

مقلوبه: - د ر ق -

الدرقة: ترس من جلود ليس فيه خشب ولا عقب. والجمع: درق، وأدراق،و دراق.

ودورق: مدينة، أو موضع، انشد ابن الأعرابي:

بدورق ملقى بينـكـن أدور

 

فقد كنت رملياً فأصبحت ثاوياً

والدورق: مقدار لما يشرب، يكتال بع، معرب.

والدراق، والدرياق، والدرياقة، كله:الترياق، معرب أيضا، وحكى الهجري: درياق، بالفتح.

ويقال للخمر: درياقة، على التشبيه، قال ابن مقبل:

متى ما تلين عظامي تلن

 

سقتني بصهبـاء درياقة

مقلوبه: - ر د ق -

الردق: لغة في الردج: وهو عقى الجدي. وقد روى هذا البيت:

إذا جاءها يوماً من الناس خاطب

 

لها ردق في بيتها تـسـتـعـده

والمعروف: ردج.

القاف واللام والدال

قلد الماء في الحوض، واللبن في السقاء، والسمن في النحى، يقلده قلدا: جمعه فيه.

وكذلك:قلد الشراب في بطنه.

وأقلد البحر على خلق كثير: ضم عليهم، وجعلهم في جوفه، قال أمية بن أبي الصلت:

وما ضم من شيء وما هو مقلد

 

تسبحه النينان والبحـر زاخـر

ورجل مقلد: مجمع، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

جاني جراد في وعاء مقلدا

والمقلد: عصا في رأسها اعوجاج، يقلد بها الكلأ كما يقلد القت.

والمقلد: المنجل، قال الأعشى:

يقت لها طوراً وطوراً بمقلـد

 

لدى ابن يزيد أو لدى ابن معرف

وقلد القلب على القلب يقلده قلدا: ألواه، وكذلك الحديدة إذا رققها ولواها.

والإقليد: المفتاح، يمانية، وقال اللحياني: هو المفتاح فلم يعزها إلى اليمن، وقال تبع حين حج البيت:

وجعلنا لنا به إقـلـيدا

 

وأقمنا بها من الدهر سبتاً

سبتا: دهراً. ويروى: ستا: أي ست سنين.

والمقلد، والمقلاد: كالإقليد.

والمقلاد: الخزانة.

وقوله تعالى: -له مقاليد السموات والأرض- يجوز أن تكون المفاتيح، وأن تكون الخزائن. وقال الزجاج: معناه: أن كل شيء من السموات والأرض فالله خالقه وفاتح بابه.

قال الأصمعي: المقاليد،لا واحد لها.

وقلد الجبل يقلده قلداً: فتله.

وكل قوة انطوت من الحبل على قوة: فهو قلد، والجمع: اقلاد، وقلود، حكاه أبو حنيفة.

وحبل مقلود، وقليد.

والقليد: الشريط، عبدية.

والقلادة: ما جعل في العنق للإنسان، والفرس، والكلب، والبدنة التي تهدى ونحوها.

قال ابن الأعرابي: قيل لأعرابي: ما تقول في نساء بني فلان؟ قال: قلائد الخيل، أي: هن كرائم، ولا يقلد من الخيل إلا سابق كريم. فأما قوله:

وفي القلاد رشأ ربيب

 

ليلى قضيب تحته كثيب

فإما أن يكون جعل قلاداً من الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء. كتمرة وتمر، وإما أن يكون جمع فعالة على فعال، كدجاجة ودجاج فإذا كان ذلك، فالكسرة التي في الجمع غير الكسرة التي في الواحد، والألف غير الألف.

وقد قلده قلادة، وتقلدها.

وتقليد البدن: أن يجعل في عنقها شعار يعلم بها أنها هدى. قال الفرزدق:

وأعناق الهدى مقـلـدات

 

حلفت برب مكة والمصلى

وقلده الأمر: ألزمه إياه: وهو مثل بذلك.

وتقلد الأمر: احتمله.

وكذلك: تقلد السيف.

والمقلد: موضع القلادة.

ومقلدات الشعر: البواقي على الدهر.

والإقليد: العنق. والجمع: أقلاد،نادر.

وناقة قلداء: طويلة العنق.

والقلدة: ثفل السمن.

والقلدة: التمر والسويق يخلص به السمن.

والقلد من الحمى: يوم إتيان الربع. وقيل: هو وقت الحمى المعروف الذي لا يكاد يخطيء. والجمع: اقلاد.

والقلد: الحظ من الماء.

والقلد: سقي السماء، وقد قلدتنا.

والقلد: الرفقة من القوم، وهي الجماعة منهم.

والقلد: قضيب الدابة.

والقلد: الطاعة.

وبنو مقلد: بطن.

وصرحت بقلندان: أي يجد، عن اللحياني.

وقلودية: من بلاد الجزيرة.

مقلوبه: - د ق ل -

الدقل من التمر: معروف. قيل: هو أردأ أنواعه واحدته: دقلة.

وقد ادقل النخل.

والدقل: ما لم يك من التمر أجناسا معروفة.

والدقل أيضا: ضرب من النخل، عن كراع والجمع: أدقال.

وشاة دقلة، ودقلة، ودقيلة: ضاوية قميئة. والجمع: دقال، هذا قول أهل اللغة، وعندي: أن جمع دقيلة إنما هو: دقائل، إلا أن يكون على طرح الزائد.

وقد أدقلت، وهي مدقل.

والدقل، والدوقل: خشبة طويلة تشد في وسط السفينة يمد عليها الشراع.

والدوقل: من أسماء رأس الذكر.

والدوقلة: الكمرة الضخمة.

ودوقل الشيء: أخذه وأكله.

ودوقل: اسم.

مقلوبه: - د ل ق -

دلق السيف من غمده دلقاً، ودلوقا، واندلق، كلاهما: استرخي وخرج سريعا من غير استلال.

وأدلقه هو.

وكل شيء يدر خارجا: فقد اندلق.

واندلق من بين أصحابه: سبق فمضى.

واندلق بطنه: استرخى وخرج متقدما.

واندلقت أقتاب بطنه: خرجت أمعاؤه.

واندلق الباب: إذا كان ينصفق إذا فتح لا يثبت مفتوحاً.

ودلق بابه دلقاً: فتحه فتحا شديدا، هذه وحدها عن كراع.

ودلق عليهم الغارة. وأدلقها: شنها.

وغارة دلق: شديدة الدفعة.

والدلوق، والدلقاء: الناقة التي يتكسر فوها فتمج الماء، انشد يعقوب:

تحمل الأعباء من عهد إرم

 

شارف دلقاء لا سن لـهـا

وهي الدلقم، والدلقم، الأخيرة عن يعقوب وقد يكون ذلك للذكر. قال:

فلا يزال واسج يأتيك بـج

 

لا هم إن كنت قبلت حجتج

لا دلقم الأسنان بل جلد فتج

 

أقمر نهام ينزى وفـرتـج

وجاء وقد دلق لجامه، أي وهو مجهود من العطش والإعياء.

القاف والدال والنون

القند، والقندة. والقنديد، كله: عصارة قصب السكر، إذا جمد.

وسويق مقنود، ومقند: معمول بالقنديد، قال ابن مقبل:

بكرمان يغبقن السويق المقندا

 

أشاقك ركب ذو بنات ونسوة

والقنديد: الورس الجيد.

والقنديد: الخمر.

وقيل: عصير عنب يطبخ ويجعل فيه افواه ثم يفتق، عن ابن جني.

والقنديد، أيضا: العنبر، عن كراع وبه فسر قول الأعشى:

تخالط قنديدا ومسكا مختمـا

 

ببابل لم تعصر فسالت سلافة

وقندة الرقاع: ضرب من التمر، عن أبي حنيفة.

وأبو القندين: كنية الأصمعي، قيل: كني بذلك لعظم خصييه. لم يحك لنا فيه اكثر من ذلك والقضية تؤذن أن القند: الخصية العظيمة.

مقلوبه: - ن ق د -

النقد: خلاف النسيئة.

والنقد، والتنقاد: تمييز الدراهم والدنانير، انشد سيبويه:

نفى الدنانير تنقاد الـصـياريف

 

تنفى يداها الحصى في كل هاجرة

ورواية سيبويه:نفي الدراهيم. وقد تقدم جمع درهم على غير قياس، أو درهام على القياس، فيمن قاله.

وقد نقدها ينقدها نقدا، وانتقدها، وتنقدها.

ونقده إياها نقدا: أعطاها.

قال سيبويه: وقالوا: هذه مائة نقد الناس، على إرادة حذف اللام: والصفة في ذلك اكثر وقوله انشده ثعلب:

لتنتجن ولداً أو نقدا

فسره فقال: يقول: لتنتجن ناقة فتقتني، أو ذكراً فيباع، لأنهم قلما يمسكون الذكور.

ونقد الشيء ينقده نقداً: إذا نقره بإصبعه كما تنقر الجوزة.

والمنقدة: حريرة ينقد عليها الجوز.

ونقد الطائر الفخ: ضربه بمنقاره.

والمنقاد: منقاره.

ونقد الرجل الشيء بنظره ينقده نقداً، ونقد إليه: اختلس النظر نحوه.

ونقدته الحية: لدغته.

ونقد الضرس والقرن نقداً، فهو نقدٌ: ائتكل وتكسر. قال الهذلي:

شابت الأصداغ والضرس نقد

 

عاضها الله غلاماً بعـد مـا

وقال صخر الغي:

يألم قرناً أرومه نقـد

 

تيس تيوس إذا يناطحها

قرناً: منصوب على التمييز. ويروى: قرنٌ، أي: يألم قرنٌ منه.

ونقد الجذع نقداً: أرض.

وانتقدته الأرضة: اكلته فتركته أجوف.

والنقدة: الصغيرة من الغنم، الذكر والأنثى في ذلك سواء. والجمع: نقد ونقاد، ونقادة.

وقيل: النقد: غنم صغار، حجازية.

والنقاد: راعيها. وقول أبي زبيد يصف الأسد:

يعلو بخملتها كهباء هدابا

 

كأن أثواب نقاد قدرن له

فسره ثعلب فقال: النقاد: صاحب مسوك النقد، كأنه جعل عليه خمله: أي إنه ورد، ونصب كهباء بيعلو.

والنقد: البطيء الشباب القليل الجسم.

وانقد الشجر: أورق.

والأنقد: القنفذ والسلحفاة، قال:

يحدر بالقف اختلاف العجاهن

 

فبات يقاسي ليل أنـقـد دائبـاً

والنقد، والنقد: ضربان من الشجر، واحدته:نقدة. قال اللحياني: وبعضهم يقول: نقدة، فيحرك.

وقال أبو حنيفة: النقدة. فيما ذكر أبو عمرو: من الخوصة، ونورها يشبه البهرمان، وهو العصفر، وانشد للخضري في وصف القطاة وفرخيها:

تفرج عن نوار نقد مثقب

 

يمدان أشداقاً إليها كأنمـا

ونقدة: موضع، قال لبيد:

محل الملوك نقدة فالمغاسلا

 

فقد نرتعي سبتاً وأهلك حيرة

مقلوبه: - د ن ق -

الدانق، والدانق من الاوزان: معروف. والجمع: دوانق، ودوانيق، الأخيرة شاذة.

قال سيبويه: أما الذين قالوا: دوانيق، فإنما جعلوه تكسير "فاعال" وإن لم يكن في كلامهم، كما قالوا: ملاميح.

وتصغيره: دوينيق، شاذ أيضا.

ودنقت الشمس: مالت للغروب.

ودنقت عينه: غارت.

ودنق وجهه: هزل.

ودنق الرجل: مات.

والدانق: الساقط المهزول من الرجال، قال:

حتى تراه كالسليم الدانق

والدنقة: حبة سوداء مستديرة، تكون في الحنطة.

والدنقة: الزؤان، هذه عن أبي حنيفة.

مقلوبه - ن د ق  - :

انتدق بطنه: انشق فتدلى منه شيء.

القاف والدال والفاء

القدف: غرف الماء وصبه، عمانية.

والقداف: الغرفة، منه، وقالت العمانية بنت جلندي حيث البست السلحفاة حليها فعاصت، فأقبلت تغترف من البحر بكفها وتصبه على الساحل وهي تنادي: يا لقومي نزاف لم يبق في البحر غير قداف: أي غير حفنة.

والقداف: جرة من فخار.

والقدف: أن ينبت للكرب أطراف طوال، بعد أن يقطع عنه الجريد، أزدية.

وذو القداف: موضع، قال:

وبالرشاء مسبل ورود

 

كأنه بذي القداف سيد

مقلوبه -  ق ف د  - :

قفده قفدا: صفع قفاه ببطن الكف.

والأقفد: المسترخي العنق من الناس والنعام. وقيل: هو الغليظ العنق.

والقفد: أن يميل خف البعير إلى الجانب الإنسي وقيل: القفد: أن يخلق رأس الكف والقدم مائلاً إلى الجانب الوحشي.

وقيل: القفد في الإنسان: أن يرى مقدم رجله من مؤخرها من خلفه، انشد ابن الأعرابي:

كساها معدية مقاتلة الدهر

 

أقيفد حفاد عليه عـبـاءة

وهو في الإبل: يبس الرجلين من خلقة، وفي الخيل: ارتفاع من العجاية وإلية الحافر، وانتصاب الرسغ وإقباله على الحافر ولا يكون ذلك إلا في الرجل.

قفد قفداً: وهو أقفد.

وعبد أقفد: كز اليدين والرجلين قصير الأصابع.

والقفدانة: غلاف المكحلة.

والقفدانة، والقفدان: خريطة من أدم تتخذ للعطر، قال يصف شقشقة البعير:

في جونة كقفدان العطار

عنى بالجونة هاهنا: الحمراء.

واعتم القفد والقفداء: إذا لوى عمامته على رأسه ولم يسدلها.

وقال ثعلب: هو أن يعتم على قفد رأسه ولم يفسر القفد.

مقلوبه - ف ق د -

فقد الشيء يفقده فقداً، وفقدانا، وفقوداً، فهو مفقود،و فقيد: عدمه.

وافقده الله إياه.

والفاقد من النساء التي يموت زوجها أو ولدها  

ورجل قدم: مقتحم للأمور.

وقدم، وقدم: شجاع. والأنثى: قدمة.

وقد قدم، وقدم، واقدم، وتقدم، واستقدم.

ورجل مقدام، ومقدامة: مقدم،الأخيرة عن اللحياني.

والاسم منه: القدمة، انشد ابن الأعرابي:

إذا سربل الدم أكفالهـا

 

تراه على الخيل ذا قدمة

ومقدمة العسكر، وقادمتهم، وقداماهم: متقدموه.

ومقدمة الغنم والابل، ومقدمتها، الأخيرة عن ثعلب: أول ما ينتج منهما ويلقح.

وقيل: مقدمة كل شيء: أوله.

ومقدم كل شيء: نقيض مؤخره.

ومقدم العين: ما ولى الأنف.

وقال أبو عبيد: هو مقدم العين. وقال بعض المحررين: لم يسمع المقدم إلا في مقدم العين، وكذلك: لم يسمع في نقيضه المؤخر إلا مؤخر العين.

والمقدمة: الناصية والجبهة.

ومقاديم وجهه: ما استقبلت منه،واحدها: مقدم، ومقدم، الأخيرة عن اللحياني.

فإذا كان مقاديم جمع: مقدم، فهو شاذ، وإذا كان جمع: مقدم، فالياء عوض.

وامتشطت المرأة المقدمة: وهو ضرب من الامتشاط، أراه من قدام الرأس.

وقادمة الرجل، وقادمه، ومقدمه، ومقدمته ومقدمه، ومقدمته: أمام الواسط.

وقادم الإنسان:رأسه. والجمع: القوادم. وهي المقادم:و اكثر ما يتكلم به جمعا.

وقادم الأطباء والضروع:الخلفان المتقدمان من اخلاف البقرة والناقة.

وإنما يقال: قادمان، لكل ما كان له آخران، إلا أن طرفة استعاره للشاة فقال:

وضرتها مركـنة درور

 

من الزمرات أسبل قادماها

وليس لهما آخران.

والقوادم: أربع ريشات في مقدم الجناح. الواحدة: قادمة، وهي: القدامى.

والمناكب: اللواتي بعدهن إلى اسفل الجناح. والخوافي: ما بعد المناكب.

والأباهر: من بعد الخوافي.

والمقدام: ضرب من النخل. قال أبو حنيفة: هو ابكر نخل عمان، سميت بذلك لتقدمها النخل بالبلوغ.

والقدم: الرجل، أنثى، والجمع: أقدام، لم يجاوز به هذا البناء. وقوله تعالى: -ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا- جاء في التفسير: إنه يعني به ابن آدم قابيل، الذي قتل اخاه، وابليس، ومعنى: -نجعلهما تحت أقدامنا-: أي يكونان في الدرك الأسفل من النار.و قوله صلى الله عليه وسلم: "كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية فهي تحت قدمي هاتين"، أراد: أني قد أهدرت ذلك كله. فأما ما جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسكن جهنم حتى يضع الله فيه قدمه" فإنه روى عن الحسن وأصحابه أنه قال: حتى يجعل الله فيها الذين قدمهم لها من شرار خلقه، فهم قدم الله للنار، كما أن المسلمين قدمه إلى الجنة.

وقدم من سفره قدوما، فهو قادم: آب. والجمع: قدم، وقدام. وقوله تعالى: -و قدمنا إلى ما عملوا من عمل- قال الزجاج: معنى "قدمنا": عمدنا وقصدنا، كما تقول: قام فلان يفعل كذا، تريد: قصد، ولا تريد: قام، من القيام على الرجلين.

والقدم: نقيض الحدوث.

قدم قدماً، وقدامة، وتقادم، وهو قديم.

والجمع: قدماء، وقدامى.

وشيء قدام: كقديم.

والقديم، على الإطلاق: الله عز وجل.

والقدام: الملك، قال:

ضرب القدار نقيعه القـدام

 

إنا لنضرب بالصوارم هامهم

وقيل: القدان هاهنا: جمع قادم.

والقدوم: التي ينحت بها، أنثى، قال مرقش:

على خطوب كنحت بالقدوم

 

يا بنت عجلان ما اصبرني

والجمع: قدائم، وقدم، قال الأعشى:

د حولين تضرب فيه القدم

 

أقام به شاهبور الجـنـو

وقدوم: ثنية بالسراة.

وقيل: قدوم: قرية بالشام.

واختتن إبراهيم عليه السلام بقدوم: أي هنالك.

وقدومى، مقصور: موضع باليمن، سمي باسم أبي هذه القبيلة.

والثياب القدمية: منسوب إليه.

وقادم، وقدامة، ومقدم، ومقدام، ومقدم: أسماء.

وقدام: اسم فرس عروة بن سنان.

وقدام: اسم كلبة، قال:

اوفى اللحاق وحان مصرعه

 

وترملـت بـدم قـدام وقـد

مقلوبه -  ق م د  - :

قمد يقمد قمداً، وقمودا: أبى وتمنع.

والاقمد: الضخم العنق الطويلها.

وقيل: هو الطويل عامة.

وذكر قمد: صلب شديد الإنعاط.

وقيل: القمد: اسم له.

ورجل قمد، وقمد، وقمدد، وقمدان، وقمداني: شديد صلب. والأنثى: قمدانة، وقمدانية.

مقلوبه -  د ق م  - :

الدقم: الضزز.

دقم دقماً، وهو أدقم: ذهب مقدم فيه.

ودقمه يدقمه، ويدقمه دقما، وأدقمه: كسر أسنانه.

والدقم: المكسور الأسنان.

وزعم كراع: أنه من الدق، والميم زائدة، وهذا قول لا يلتفت اليه، إذ قد ثبت: دقمته.

ودقم الشيء دقما: دفعه مفاجأة.

ودقمه دقماً: دفع في صدره، انشد يعقوب:

ممارس الاقران دقماً دقماً

ودقمت عليهم الريح والخيل، واندقمت: دخلت.

والمدقمة من النساء: التي يلتهم فرجها كل شيء.

وقيل هي التي تسمع لفرجها صوتا عند الجماع.

ودقيم، ودقمان: اسمان.

مقلوبه - م ق د  - :

مقدٌ: من قرى البثنية.

والمقدية: قرية بالشام من عمل الأُردنّ. والشراب المقدي: منسوب إليه.

وقال أبو حنيفة: المقد: الخمر، وانشد لشاعر جاهلي:

وهم شغلوه عن شرب المقد

 

وهم تركوا ابن كبشة مسلحبا

كذا انشده بغير ياء، قال: وقد يجوزان يكون أراد: المقدي، فحذف الياء.

والمقدي: ضرب من الثياب.

مقلوبه - د م ق  - :

دمقه يدمقه دمقا: كسر اسنانه، كدقمه.

ودمقه في البيت يدمقه، ويدمقه دمقا، فهو مدموق، ودميق، وأدمقه: أدخله فيه.

واندمق فيه: دخل.

واندمق منه: خرج، ضد.

وفيهم دمق: إذا كانوا يدخلون على القوم بغير أذن فياكلون طعامهم.

والدمق: الثلج مع الريح يغشى الإنسان حتى يكاد يقتله.

ويوم داموق: ذو وعكة، فارسي معرب، لأن الدمه بالفارسية: النفس، فهو دمهكر: أي آخذ بالنفس.

والدميق: اسم.

مقلوبه - م د ق  - : 

مدق الصخرة يمدقها مدقا: كسرها.

وميدق: اسم موضع.

القاف والتاء والراء

القتر، والتقتير: الرمقة من العيش.

قتر يقتر، ويقتر قتراً فهو قاتر، وقتور، وأقتر، قال:

لكم قبصه من بين أثرى وأقتـرا

 

لكم مسجدا لله المزوران والحصى

وقتر، وأقتر، كلاهما: كقتر، وفي التنزيل: -و الذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا-.

والقتر: ضيق العيش.

وأقتر: قل ماله وله بقية من ذلك.

والقتر، والقترة: الغبرة.

والقتار: ريح القدر، وقد يكون من الشواء والعظم المحرق.

وقتر، وقتر يقتر، وقتر: سطعت ريحه.

وقتر للأسد: وضع له لحما يجد قتاره.

والقتار: ريح البخور، قال طرفة:

أقتار ذاك أم ريح قطر؟؟

 

حين قال القوم في مجلسهم

وقترت النار: دخنت، وأقترتها أنا، قال الشاعر:

ومقدح صحفة فيها نقيع

 

تراها الدهر مقترةً كباءً

وقتر الصائد للوحش: إذا دخن بأوبار الإبل لئلا يجد الصيد ريحه فيهرب منه.

والقتر، والقتر: الناحية والجانب. وجمعهما: أقتار.

وقتره: صرعه على قترة.

وتقتر للامر: تهيأ له وغضب.

وتقتره، واستقتره: حاول ختله والاستمكان به، الأخيرة عن الفارسي.

والتقاتر: التخاتل، عنه أيضا.

والقتر: المتكبر، عن ثعلب، وانشد:

في الحج من قبل دآدي المؤتمر

 

نحن اجزنـا كـل ذيال قـتـر

وقتر ما بين الامرين، وقتره: قدره.

والقترة: صنبور القناة.

وقيل: هو الخرق الذي يدخل منه الماء الحائط.

والقترة: ناموس الصائد.

وقد اقتتر فيها.

والقترة: كثبة من بعر أو حصى.

وقتر الشيء: ضم بعضه إلى بعض.

والقاتر من الرجال والسروج: الجيد الوقوع على ظهر البعير.

وقيل: هو اللطيف منها، وقال أبو زيد: هو اصغرها.

والقتير: الشيب.

وقيل: هو أول ما يظهر منه.

والقتير: رءوس مسامير حلق الدروع.

والقتر، والقترة: نصال الأهداف. وقيل: هو نصل كالزج، حديد الطرف، قصير نحو من قدر الإصبع، وهو أيضا: القصب الذي يرمى به الأهداف.

وقيل: القترة: واحد، والقتر: جمع، فهو على هذا من باب: سدرة وسدر، قال أبو ذؤيب يصف النخل:

كقتر الغلاء مستدر صيابها

 

إذا نهضت فيه تصعد نفرها

وقال أبو حنيفة: القتر من السهام مثل القطب، واحدته: قترة.

وابن قترة: ضرب من الحيات لا يسلم من لدغها، مشتق من ذلك.

وقيل: هو بكر الأفعى، وهو نحو من الشبر ينزو ثم يقع.

وأبو قترة: كنية إبليس.

مقلوبه - ق ر ت  - :

قرت الدم يقرت قرتاً،و قروتا، وقرت: يبس، أو مات في الجرح.

وقرت الظفر: مات فيه الدم.

وقرت جلده: اخضر عن الضرب.

ومسك قارتٌ، وقراّت: وهو أجف المسك وأجوده، قال:

يعل بقرات من المسك فائق

أي: مفتوق، أو ذي فتق.

وقرت وجهه: تغير.

وقرت قروتا: سكت، ومنه قول تماضر امرأة زهير بن جذيمة لأخيها الحارث: أنه ليريبني اكتباناتك وقروتك.

مقلوبه - ت ق ر- :

التقر، والتقرة: التابل.

وقيل: التقر: الكرويا.

والتقرة: جماعة التوابل، وهي بالدال أعلى.

مقلوبه -  ر ت ق  - :

الرتق: إلحام الفتق وإصلاحه.

رتقه يرتقه رتقاً، فارتتق.

والرتق: المرتوق، وفي التنزيل: -أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما- قال بعض المفسرين: كانت السموات رتقا لا ينزل منها رجع، وكانت الأرض رتقا ليس فيها صدعٌ ففتقهما الله بالماء والنبات رزقا للعباد.

والراتق: الملتم من السحاب، وبه فسر أبو حنيفة قول أبي ذؤيب:

أغرٌ كمصباح اليهود أجوج

 

يضيء سناه راتق متكشف

ويروى: دلوج: أي يدلج بالماء.

ورتقت المرأة رتقا، وهي رتقاء: التصق ختانها فلم تنل.

وفرج أرتق: ملتزق.

وقد يكون الرتق في الإبل.

والرتاق: ثوبان يرتقان بحواشيهما، قال:

جارية بيضاء في رتاق

والرتق، والرتق: خلل ما بين الأصابع.

مقلوبه - ت ر ق  - :

الترق: شبيه بالدرج، قال الأعشى:

ذو نيقة مستعد دونها تـرقـا

 

ومارد من غواة الجن يحرسها

دونها، يعني: دون الدرة.

والترقوتان: العظمان المشرفان بين ثغرة النحر والعاتق، يكون للناس وغيرهم، انشد ثعلب في وصف قطاة:

لدى سفط بين الجوانح مقفل

 

قرت نطفة بين التراقي كأنها

وقوله، انشده يعقوب:

وجاشت إليك النفس بين الترائق

 

هم اوردوك الموت حين اتيتهـم

إنما أراد: بين التراقي فقلب.

وترقاه: أصاب ترقوته.

والترياق: معروف، معرب.

القاف والتاء واللام

قتله يقتله قتلاً، وقتل به، سواء عند ثعلب، لا اعرفها عن غيره، وهي نادرة غريبة، وأظنه رآه في بيت فحسب ذلك لغة، وإنما هو عندي: على زيادة الباء كقوله:

سود المحاجر لا يقرأن بالسور

وإنما هو: لا يقرأن السور، وكذلك: قتله، وقتل به غيره: أي قتله مكانه، قال:

ذؤاباً فلم أفخر بذاك وأجزعا

 

قتلت بعبد الله خير لـداتـه

وقول الفرزدق، وبلغه موت زياد، وكان زياد هذا قد نفاه وآذاه ونذر قتله، فلما بلغ موته الفرزدق شمت به فقال:

كيف تراني قالباً مجني

أقلب أمري ظهره للبطن

قد قتل الله زياداً عني

عدَّى قتل بعن، لأن فيه معنى صرف، فكأنه قال: قد صرف الله زياداً عني، وقوله قالبا مجني أي: إني أفعل ما شئت لا اتروع ولا اتوقع.

وحكى قطرب في الأمر: إقتل، بكسر الألف على الشذوذ، جاء به على الأصل، حكى ذلك ابن جني عنه، والنحويون ينكرون هذا كراهية ضمة بعد كسرة، لا يحجز بينهما إلا حرف ساكن، والساكن حاجز ضعيف غير حصين.

ورجل قتيل: مقتول. والجمع: قتلاء، حكاه سيبويه، وقتلى، وقتالى، قال منظور بن مرثد:

وسط القتالى كالهشيم البالي

 

فظل لحماً ترب الأوصـال

ولا يجمع قتيل جمع السلامة، لأن مؤنثه لا تدخله الهاء.

وامرأة قتيل: مقتولة، فإذا قلت: قتيلة بني فلان، قلت: بالهاء، وقال اللحياني: قال الكسائي: يجوز في هذا طرح الهاء، وفي الأول إدخال الهاء، يعني أن تقول: هذه امرأة قتيلة.

وأقتل الرجل: عرضه للقتل وأصبره عليه.

وتقاتل القوم، واقتتلوا، وتقتلوا، وقتلوا وقتلوا.

قال سيبويه. وقد ادغم بعض العرب فأسكن لما كان الحرفان في كلمة واحدة، ولم يكونا منفصلين، وذلك قولهم: يقتلون، وقد قتلوا،و كسروا القاف، لأنهما ساكنان التقيا، فشبهت بقولهم: رد يا فتى، قال: وقد قال آخرون: قتلوا القوا حركة المتحرك على الساكن، قال: وجاز في قاف اقتتلوا الوجهان، ولم يكن بمنزلة عض وقر، يلزمه شيء واحد، لأنه لا يجوز في الكلام فيه الإظهار والإخفاء والإدغام، فكما جاز فيه هذا في الكلام وتصرف دخله شيئان يعرضان في التقاء الساكنين، وتحذف ألف الوصل حيث حركت القاف، كما حذفت الألف التي في: رد،حيث حركت الراء، والألف التي في: قل، لأنهما حرفان في كلمة واحدة لحقها الإدغام، فحذفت الألف كما حذفت في: رب، لأنه قد ادغم كما ادغم، قال: وتصديق ذلك قراءة الحسن: -إلا من خطف الخطفة- قال: ومن قال: يقتل قال: مقتل، ومن قال: يقتل، قال: مقتل.

وقاتله مقاتلة، وقتالا. قال سيبويه: وفروا الحروف كما وفروها في افعلت إفعالا.

قال: والتقتال: القتل، وهو بناء موضوع للتكثير، كما أنك قلت: في "فعلت": "فعلت" وليس هو مصدر فعلت. ولكن لما أردت التكثير بنيت المصدر على هذا، كما بنيت فعلت على فعلت.

والمقاتلة: الذين يلون القتال.

وقوله تعالى: -قاتلهم الله-: أي لعنهم.

واقتتل فلان: قتله عشق النساء، أو قتله الجن.

وكذلك: اقتتلته النساء، قال ذو الرمة:

بلا إحنةٍ بين النفوس ولا زحل

 

إذا ما امرؤ حاولن أن يقتتلنـه

هذا قول أبي عبيد.

وقد قالوا: قتله الجن، وزعموا أن هذا البيت:

ج سعد بن عبادة

 

قتلنا سيد الخـزر

إنما هو للجن.

والقتلة: الحالة،من ذلك كله.

ومقاتل الإنسان: المواضع التي إذا أصيبت منه قتلته، واحدها: مقتل، وحكى ابن الأعرابي عن أبي المجيب: لا والذي لا أتقيه إلا بمقتله: أي كل موضع مني مقتل، بأي شيء شاء أن ينزل قتلى انزله، وأضاف المقتل إلى الله، لأن الإنسان كله ملك لله جل وعز، فمقاتله ملك له.

وقالوا في المثل: "قتلت أرض جاهلها، وقتل أرضا عالمها".

وقالوا: قتله علما، وهو على المثل أيضا.

وقتل غليله: سقاه فزال غليله بالري، مثل بما تقدم، عن ابن الأعرابي.

والقتل: العدو.

والقتل: القرن في قتال وغيره.

وقتل الرجل: نظيره، وابن عمه.

وإنه لقتل ر: أي عالم به.

والجمع من ذلك كله: أقتال.

ورجل مقتل: مجرب للأمور.

وقتل الخمر قتلاً: مزجها فأزال بذلك حدتها، قال الاخطل:

وحب بها مقتولة حين تقتل

 

فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها

وقول دكين:

اسقي من المقتولة القـواتـل

 

اسقي براووق الشباب الخاضل

أي: من الخمور المقتولة بالمزج، القواتل بحدتها وإسكارها.

وتقتل الرجل للمراة: خضع.

وقلب مقتل:مذلل بالحب.

وجمل مقتل: ذلول، وقال زهير:

من النواضح تسقي جنة سحقا

 

كأن عيني في غربي مقتـلة

وقيل: المقتل: المذلل المكدود بالعمل.

وتقتلت المرأة للرجل: تزينت.

وتقتلت: مشت مشية حسنة.

وتقتل لحاجته:تهيأ وجد.

والقتال: النفس.

وقيل: بقيتها، قال ذو الرمة:

مهاويد عن الجلس نحلاً قتالها

 

ألم تعلمي يا مي أني وبينـنـا

أناجيك من قرب فينصاح بالها

 

أحدث عنك النفس حتى كأنني

والقتال: الجسم واللحم.

ودابة ذات قتال: مستوية الخلق.

وبقي منه قتال: إذا بقي منه بعد الهزال غلظ الواح.

والقتول، وقتلة: اسمان، وإياها عنى الأعشى بقوله:

بالشط فالوتر إلى حاجر

 

شاقتك من قتلة أطلالها

والقتال الكلابي: من شعرائهم.

مقلوبه - ق ل ت  - :

والقلت: النقرة في الجبل تمسك الماء.

وكذلك: كل نقرة في ارض أو بدن، أنثى. والجمع: قلات.

وقلت الكف: ما بين عصبة الإبهام والسبابة، وهي البهوة التي بينهما.

وكذلك نقرة الترقوة: قلت، وعين الركبة: قلت.

وقلت الفرس: ما بين لهواته إلى محنكه.

والقلت: الهلاك.

وقلت قلتا، وأقلته الله.

وأقلت فلان فلاناً: عرضه للهلكة.

والمقلتة: المهلكة، والمكان المخوف.

واصبح على قلت:أي على شرف هلاك أو خوف شيء يغره بشر.

واقلتت المرأة، وهي مقلت. ومقلات: لم يبق لها ولد، قال بشر بن أبي خازم:

يقلن ألا يلقى على المرء مئزر

 

تظل مقاليت النسـاء يطـأنـه

وقيل: هي التي تلد واحداً، ثم لا تلد بعد ذلك، وكذلك: الناقة، ولا يقال ذلك للرجل.

قال اللحياني: وكذلك كل أنثى إذا لم يبق لها ولد، ويقوى ذلك قول كثير، أو غيره:

وأم الصقر مقلات نزور

 

يغاث الطير اكثرها فراخا

فاستعمله في الطير، فكأنه اشعر أنه يستعمل في كل شيء.

والاسم: القلت.

واقلته فقلت: أي افسده ففسد.

ورجل قلت وقلت: قليل اللحم، عن اللحياني ودارة القلتين:موضع، قال بشر بن أبي خازم:

لحنتمة الفؤاد به مضوع

 

سمعت بدارة القلتين صوتاً

 

 

القاف والتاء والنون

رجل قتين: قليل الطعم،و كذلك: الأنثى، بغير هاء، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حين زوج ابنة نعيم النحام، قال: "من ادله على القتين؟" يعني: القليلة الطعم.

قتن قتانةً.

والاسم: القتن.

ورجل قتن، أيضا: قليل اللحم.

وقراد قتين: قليل اللحم، قال الشماخ:

بدرتها قرى حجن قتـين

 

وقد عرقت مغابنها وجادت

وقيل: القتين: من أسماء القردا، وليس بصفة.

وسنان قتين: دقيق.

وقتن المسك قتوتاً: يبس.

وأسود قاتن: كقاتم، قال الطرماح:

وقرة مسود من النسك قاتن

 

كطوف متلى حجة بين عبعب

عبعب وقرة: صنمان، قال ابن جني: ذهب أبو عمرو الشيباني إلى انه أراد: قاتم: أي اسود، فابدل الميم نونا. وقد يمكن غير ما قال، وذلك انه يجوز أن يكون أراد بقوله قاتن: فاعلا، من قول الشماخ:

بدرتها قرى حجن قتـين

 

وقد عرقت مغابنها وجادت

والقتين: الحقير الضئيل، وكذلك: يكون بيت الطرماح: أي مسود من النسك حقير للضر والجهد، فإذا كان كذلك لم يكن بدلاً.

والقتان: الغبار، كالقتام، انشد يعقوب:

إذا علا في المأزق القتان

 

عادتنا الجلاد والطـعـان

وزعم فيه: مثل ما زعم في قاتن.

مقلوبه - ق ن ت  - :

القنوت: الإمساك عن الكلام.

وقيل: الدعاء في الصلاة.

والقنوت: الخشوع والإقرار بالعبودية، والقيام بالطاعة التي ليس معها معصية.

وقيل: القيام، وزعم ثعلب: أنه الأصل.

وقيل: إطالة القيام، وفي التنزيل: -و قوموا لله قانتين-.

والقنوت: الطاعة.

قنت الله يقنته، وقوله تعالى: -كل له قانتون-: أي مطيعون. ومعنى الطاعة هاهنا: أن من في السموات مخلوقون كإرادة الله، لا يقدر أحد على تغيير الخلقة، ولا ملك مقرب، فآثار الصنعة والخلقة تدل على الطاعة، وليس يعني بهما طاعة العبادة، لأن فيهما مطيعاً وغير مطيع، وإنما هي طاعة الإرادة والمشيئة.

والقانت: القائم بجميع أمر الله تعالى.

وجمع القانت من ذلك كله: قنت، قال العجاج:

رب البلاد والعباد القنت

وقنت له: ذل.

وقنتت المرأة لبعلها: أقرت.

والاقتنات: الانقياد.

وامرأة قنيت بينة القناتة: قليلة الطعم: كقتين.

مقلوبه - ت ق ن  - :

التقن: ترنوق البئر والدمن، وهو الطين الرقيق يخالطه حمأة.

وقد تتقنت، واستعمله بعض الاوائل في تكدر الدم ومتكدره.

والتقنة: رسابة الماء وخثارته.

وتقنوا أرضهم: أرسلوا فيها الماء الخاثر لتجود.

والتقن: الطبيعة.

والفصاحة من تقنه: أي من سوسه.

واتقن الشيء أحكمه. وفي التنزيل: -صنع الله الذي اتقن كل شيء- ورجل تقن وتقن: متقن للاشياء حاذق بها.

وابن تقن: رجل، قال:

يرمى بها أرمى من ابن تقن

مقلوبه -  ن ت ق  - :

النتق: الزعزعة والهز.

ونتق الشيء ينتقه، وينتقه نتقا: جذبه واقتلعه، وفي التنزيل: -و إذ نتقنا الجبل فوقهم- جاء في الخبر: أنه اقتلع من مكانه.

ونتقت الدابة راكبها، وبراكبها، تنتق، وتنتق نتقا، ونتوقا: إذا نزته واتعبته حتى ياخذه لذلك ربو، قال العجاج:

ميس عمان ورحال الإسحل

 

ينتقن بالقوم من التـزعـل

ونتق السقاء والجراب وغيرهما من الأوعية نتقاً: إذا نفضه حتى يستخرج ما فيه.

وقد انتتق هو.

ونتقت الماشية تنتق: سمنت من البقل، حكاه أبو حنيفة.

ونتقت المرأة والناقة تنتق نتوقا، وهي ناتق، ومنتاق: كثر ولدها. وفي الحديث: "عليكم بالأبكار من النساء فإنهن أطيب أفواهاً وأنتق أرحاما وأرضى باليسير" وقال النابغة:

طفحت عليك بناتق مذكـار

 

لم يحرموا حسن الغذاء وامهم

يعني بالناتق: الرحم، وذكر على معنى: الفرج أو العضو.

والناتق من الماشية: البطين، الذكر والأنثى في ذلك سواء.

وناتق: من أسماء رمضان، قال:

وولت على الادبار فرسان خثعما

 

وفي ناتق أجلت لدى حومة الوغى