باب الثلاثي الصحيح: الفرع السادس

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء السادس

حرف القاف

الفرع السادس

القاف والتاء والفاء

الفتق: نقيض الرتق.

فتقه يفتقه، ويفتقه فتقا، قال:

ترى جوانبها بالشحم مفتوقا

إنما أراد: مفتوقة، فاوقع الواحد موقع الجماعة.

وفتقه فانفتق.

والفتق: الخلة من الغيم.

والجمع: فتوق. قال:

إنّ لها في العام ذي الفتوق

وزلل النية والتصـفـيق

رعية ربٍّ ناصح شفـيق

وأفتق القوم: تفتق عنهم الغيم.

وأفتق قرن الشمس: أصاب فتقا من السحاب فبدا منه، قال الراعي:

كقرن الشمس أفتق ثم زالا

والفتاق: الشمس حين يطبق عليها ثم يبدو منها شيء.

والفتقة: الأرض التي يصيب ما حولها المطر ولا يصيبها.

وأفتقنا: لم تمطر بلادنا وطر غيرنا، عن ابن الأعرابي. وحكى: خرجنا فما أفتقنا حتى وردنا اليمامة، ولم يفسره، فقد يكون من قوله: أفتق القوم: إذا تفتق عنهم الغيم، وقد يكون من قولهم: أفتقنا: إذا لم تمطر بلادنا ومطر غيرها.

والفتق:الموضع الذي لم يمطر.

وأفتقنا: صادفنا فتقا.

والفتق: الصبح.

وصبح فتيق: مشرق.

ورجل فتيق اللسان: فصيحه.

ونصل فتيق: حديد الشفرتين جعل له شعبتان فكأن إحداهما فتقت من الأخرى.

وامرأة فتق: متفتقة بالكلام.

والفتق: انشقاق العصا وتصدع الكلمة وفي الحديث: "لا تحل المسألة إلا في حاجة أو فتق".

والفتق: أن تنشق الجلدة التي بيت الخصية واسفل البطن، فتقع الامعاء في الخصية.

والفتق: الخصب، سمي بذلك لانفتاق الأرض بالنبات، قال:

لم ترج خصبا بعد أعوام الفتق

وعام فتق: خصيب.

وانفتقت الماشية، وتفتقت: سمنت.

والفتق: داء يأخذ الناقة بين ضرعها وسرتها فتنفتق،و ذلك من السمن.

وفتق الطيب يفتقه فتقا: طيبه وخلطه بعود وغيره، وكذلك الدهن، قال الراعي:

كما فتق الكافور بالمسك فاتقه

 

لها فأرة ذفراء كـل عـشـية

ذكر إبلاً رعت العشب وزهره، وأنها نديت جلودها، ففاحت رائحة المسك،و قد أبنت قول أبي حنيفة ورده على الراعي في هذا البيت، ونبهت على وهمه في رده عليه في الكتاب المخصص.

والفتاق: ما فتق به.

والفتاق: خمير العجين، والفعل كالفعل.

والفتاق: أصل الليف الأبيض الذي لم يظهر.

والفيتق: النجار، قال الأعشى:

كما سلك السكي في الباب الفيتق

 

ولابد من جار يجير سبـيلـهـا

والفيتق: البواب.

وقيل: الحداد.

وقيل: الملك.

وفتاق: اسم موضع، قال الحارث بن حلزة:

ق فتاق فعاذب فالوفـاء

 

فمحياة فالصفاح فأعـنـا

بب فالشعبتان فـالأبـواء

 

فرياض القطا فأودية الشر

القاف والتاء والباء

القتب، والقتب: إكاف البعير.

وقيل: هو الإكاف الصغير الذي على قدر سنام البعير.

والقتب: جميع أداة السانية من أعلاقها وحبالها.

والجمع من كل ذلك: أقتاب، قال سيبويه: لم يجاوزا به هذا البناء.

وأقتب البعير: جعل عليه القتب.

والقتوبة من الإبل: الذي يقتب بالقتب.

قال اللحياني: هو ما أمكن أن يوضع عليه القتب. قال: وإن شئت حذفت منه الهاء، فقلت: القتوب وكذلك: كل فعولة من هذا الضرب من الأسماء.

والقتوب: الرجل المقتب.

والقتب، والقتب: المعي، أنثى. والجمع: أقتاب، وهي: القتبة.

وقتيبة: اسم رجل.

القاف والتاء والميم

القتمة: سواد ليس بشديد.

قتم يقتم قتامة، فهو قاتم، وقتم قتما، وهو أقتم، انشد سيبويه:

بقاليقلا أو مـن وراء دبـيل

 

سيصبح فوقي أقتم الريش واقعاً

وسنة قتماء: شاحبة.

وقتم وجهه قتوما: تغير.

وأسود قاتم، وقاتن: مبالغ فيه: كحالك حكاه يعقوب في الإبدال، وقد تقدم أنه لغة وليس ببدل.

والقاتم: الأحمر.

وقيل: هو الذي فيه حمرة وغبرة.

والقتم، والقتام: الغبار.

وحكى يعقوب فيه: القتان، وقد تقدم أنها لغة.

قتم يقتم قتوما، انشد ابن الأعرابي:

بطعن الأسنة تحت القتم

 

وقتل الكماة وتمتيعهـم

وأقتم اليوم: اشتد قتمه، عن أبي علي.

والقتم: ريح ذات غبار.

وقتيم: من أسماء الموت.

مقلوبه -  م ق ت  - :

المقت: أشد الإبغاض.

مقت مقاتة، ومقت مقتا، فهو ممقوت، ومقيت، ومقته، قال:

يمقت في عين الصديق ويصفح

 

ومن يكثر التسآل يا حر لا يزل

وما أمقته عندي، وأمقتني له، قال سيبويه: هو على معنيين: إذا قلت: ما أمقته عندي، فإنما تخبر أنه ممقوت، وإذا قلت: ما امقتني له: فإنما تخبر أنك ماقت.

والمقتي: الذي يتزوج امرأة أبيه، وهو من فعل الجاهلية.

وتزويج المقت: فعل ذلك.

القاف والظاء والراء

القرظ: شجر يدبغ به.

وقيل: هو ورق السلم، قال أبو حنيفة: القرظ: اجود ما تدبغ به الأهب في أرض العرب، وهي تدبغ بورقه وثمره، وقال مرة: القرظ: شجر عظام، لها سويق غلاظ أمثال شجر الجوز، وورقه اصغر من ورق التفاح، وله حب يوضع في الموازين، وهو ينبت في القيعان، واحدته: قرظة، وبها سمي الرجل: قرظة،و قريظة.

وإبل قرظية: تأكل القرظ.

وأديم قرظي: مدبوغ بالقرظ.

وقرظ السقاء يقرظه قرظا: دبغه بالقرظ، أو صبغه به.

وحكى أبو حنيفة عن ابن مسحل: أديم مقرظ كأنه على أقرظته، ولم نسمعه.

واسم الصبغ: القرظي، على إضافة الشيء إلى نفسه.

والقارظ: الذي يجمع القرظ.

ومن لمثالهم: "لا يكون ذلك حتى يؤوب القارظان".

وهما رجلان أحدهما: من عنزة، والآخر: عامر بن تميمبن يقدم بن عنزة، خرجا ينتحيان القرظ ويجتنيانه، فلم يرجعا، فضرب بهما المثل، قال أبو ذؤيب:

وينشر في الهلكي كليب لوائل

 

وحتى يؤوب القارظان كلاهما

ولا آتيك القارظ العنزي:أي لا آتيك ما غاب القارظ العنزي، فأقام القارظ العنزي مقام الدهر ونصبه على الظرف، وهذا اتساع،و قد تقدمت له نظائر.

والقراظ: بائع القرظ.

وقرظ الرجل: مدحه واثنى عليه.

وهما يتقارظان الثناء.

وبنو قريظة: حي من يهود.

والقريظ: فرس لبعض العرب.

القاف والذال والراء

قذر الشيء قذراً، وقذر يقذر قذارة، فهو قذر، وقذر، وقذر، وقذر، وقد قذره قذراً، وقذره يقذره قذرا، وتقذره، واستقذره.

ورجل مقذر: متقذر.

والقذور من النساء: المتنحية من الرجال، قال:

عيوفٌ لأصهار اللئام قذور

 

لقد زادني حباًّ لسمراء أنها

ورجل قذور، وقاذور، وقاذورة: لا يخالط الناس.

والقذور من الإبل: المتنحي.

والقذور، والقاذورة من الإبل: التي تبرك ناحية منها وتنافرها عند الحلب.

والقاذوره: السيئ الخلق الغيور.

وقيل: هو المتقزز.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "من أصاب من هذه القاذورة شيئا فليستتر بستر الله" أراه عنى به: الزنا وسماه: قاذورة، كما سماه الله عزو جل مقتا، فقال: -إنه كان فاحشة ومقتاً-.

وقذور: اسم امرأة، انشد أبو زياد:

وأعرب أحياناً بها فأصارح

 

وإني لأكني عن قذور بغيرها

وقيذر: ابن إسماعيل، وهو أبو العرب.

مقلوبه -  ذ ر ق  - :

ذرق الطائر يذرق ذرقا، وأذرق: حذق بسلحه، وقد يستعار في السبع والثعلب، انشد اللحياني:

علي وحالفت عرجاً ضباعاً

 

ألا تلك الثعالب قد توالـت

فأذرق من حذاري أو اتاعا

 

لتأكلني فمر لهن لحـمـي

واسم ذلك الشيء: الذراق، عن أبي زيد.

والذرق: الحندقوقي، واحدتها:ذرقة. قال أبو حنيفة: لها نفيحة طيبة فيها شبه من الفث تطول في السماء، كما ينبت الفثّ، وهو ينبت في القيعان ومناقع الماء، وقال مرة: الذرق: نبت مثل الكراث الجبلي الدقاق، له في رأسه قماعل صغار، فيها حب اغبر حلو، يؤكل رطبا، تحبه الرعاء ويأتون به اهليهم، فإذا جف لم تعرض له، وله نصال صغار لها قشرة سوداء، فإذا قشرت قشرت عن بياض، وهي صادقة الحلاوة، كثيرة الماء، ياكلها الناس، قال رؤبة:

وأذرقت الأرض أنبتت الذرق

 

حتى إذا ما هاج حيران الذرق

القاف والذال واللام

القذال: مؤخر الرأس من الإنسان والفرس. والجمع: أقذلة، وقذل.

وقذله: أصاب قذاله.

والقاذل: الحجام، لأنه يشرط ما تحت القذال.

وجاء فلان يقذل فلانا: أي يتبعه.

والقذل: الميل.

مقلوبه - ذ ل ق  - :

ذلق كل شيء، وذلقه، وذلقته: حده.

وقد ذلقه ذلقا، وأذلقه، وذلقه، وقول رؤبة:

حجرية كالجمر من سن الذلق

 

حتى إذا توقدت مـن الـزرق

يجوز أن يكون جمع: ذالق، كرائح وروح، وعازب وعزب، وهو المحدد للنصل. ويجوز أن يكون أراد: من سن الذلق. فحرك للضرورة، ومثله في الشعر كثير.

وذلق اللسان، وذلقته: حدته.

وذلق ذلاقة، فهو ذليق، وذلق، وذلق وحروف الذلاقة: ستة الراء، واللام، والنون، والفاء، والباء، والميم، لأنه يعتمد عليها بذلق اللسان، وهو صدره وطرفه.

قال ابن جني: وفي هذه الحروف الستة سر ظريف ينتفع به في اللغة، وذلك أنك إذا رأيت اسما رباعيا أو خماسيا غير ذي زوائد. فلا بد فيه من حرف من هذه الستة أو حرفين، وربما كان ثلاثة، وذلك نحو: جعفر، ففيه الفاء والراء، وقعضب: فيه الباء، وسلهب: فيه اللام والباء، وسفرجل: فيه الفاء والراء واللام، وفرزدق: فيه الفاء والراء، وهمرجل: فيه الميم والراء واللام، وقرطعب: فيه الراء والباء، وهكذا عامة هذا الباب، فمتى وجدت كلمة رباعية أو خماسية معراة من بعض هذه الأحرف الستة فاقض بأنه دخيل في كلام العرب وليس منه، ولذلك سميت الحروف غير هذه الستة: المصمتة: أي صمت عنها أن يبنى منها كلمة رباعية أو خماسية معراة من حروف الذلاقة.

والذلق: مجرى المحور في البكرة.

وذلق السهم: مستدقه.

والإذلاق: سرعة الرمي.

وأذلق الضب، واستذلقه: إذا صب على جحره ماء حتى يخرج.

وذلقه الصوم وغيره، وأذلقه: اضعفه وأقلقه. وفي الحديث: "أنه صلى الله عليه وسلم رجم رجلاً حتى إذا اذلقته الحجارة فر". وفي حديث ايوب عليه السلام أنه قال في مناجاته: "اذلقني البلاء فتكلمت" حكاه الهروي في الغريبين.

القاف والذال والنون

الذقن، والذقن: مجتمع اللحيين من اسفلهما قال اللحياني: هو مذكر لا غير، قال: وفي المثل: "مثقل استعان بذقنه" و"ذقنه" يقال هذا لمن يستعين بمن لا دفع له، وبمن هو أذل منه، وصحفه الأثرم على بن المغيرة بحضرة يعقوب فقال: "مثقل استعان بدفيه". فقال له يعقوب: هذا تصحيف. إنما هو: "استعان بذقنه". فقال له الأثرم: إنه الرياسة بسرعة، ثم دخل بيته.

والجمع: أذقان، وفي التنزيل: -يخرون للأذقان سجداً- واستعاره امرؤ القيس للشجر، ووصف سحابا فقال:

يكب على الأذقان دوح الكنهبل

 

وأضحى يسح الماء عن كل فيقةٍ

والذاقنة: ما تحت الذقن.

وقيل: الذاقنة. ورأس الحلقوم، وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها: "توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري وحاقنتي وذاقنتي" الحاقنة: الترقوة، وقيل: اسفل البطن مما يلي السرة.

وذقن الرجل: وضع يده تحت ذقنه، وفي حديث عمر رضي الله عنه: "أنه عوتب في شيء فذقن بسوطه يستمع" حكاه الهروي في الغريبين.

وذقنه يذقنه ذقنا: أصاب ذقنه.

وذقنه ذقنا: فقده.

والذقون من الإبل: التي تميل ذقنها إلى الأرض فتستعين بذلك على السير.

وقيل: هي السريعة. والجمع: ذقن، قال ابن مقبل:

وقع المحاجن بالمهرية الـذقـن

 

قد صرح السير عن كتمان وابتذلت

أي ابتذلت المهرية الذقن بوقع المحاجن فيها نضربها بها، فقلب وأنث الوقع حيث كان من سبب المحاجن.

والذاقنة: كالذقون، عن ابن الأعرابي، وانشد:

كأنها تحت رحلي مسحل نعر

 

أحدثت لله شكراً وهي ذاقـنة

وذقنت الدلو ذقنا. فهي ذقنة: مالت شفتها.

ودلو ذقنى: مائلة الشفة.

وامرأة ذقناء: ملتوية الجهاز.

والذقن: الشيخ.

وذقان: جبل.

مقلوبه -  ن ق ذ  - :

نقذ ينقذ نقذاً: نجا.

وأنقذه هو، وتنقذه، واستنقذه.

والنقذ، والنقيذ، والنقيذة: ما استنقذ.

وخيل نقائذ: تنقذت من أيدي الناس، واحدها: نقيذ، بغير هاء عن ابن الاعرابي، وانشد:

نقيذ حواها الرمح من تحت مقصد

 

وزفت لقـوم آخـرين كـأنـهـا

و رجل نقذ: مستنقذ.

ومنقذ: من أسمائهم.

ونقذة: موضع.

القاف والذال والفاء

قذف بالشيء يقذف قذفاً، فانقذف: رمى، انشد اللحياني:

فقذفتها فأبت لا تنقذف

وقوله تعالى: -قل إن ربي يقذف بالحق علاَّمُ الغيوب- قال الزجاج: معناه: يأتي بالحق ويرمي بالحق، كما قال تعالى: -بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه- وقوله تعالى: -و يقذفون بالغيب من مكان بعيد- قال الزجاج: كانوا يرجمون الظنون أنهم يبعثون.

وقذفه به: أصابه.

وقذفه بالكذب: كذلك.

والقذف: السب وهي: القذيفة.

والقاف: المنجنيق، وهو الميزان، عن ثعلب.

وقول النابغة:

مقذوفة بدخيس النحض بازلها

أي مرمية باللحم.

ومفازة قذف، وقذف، وقذوف:بعيدة.

والقذف، والقذفة: الناحية، والجمع: قذاف.

وقذغات الجبال: ما اشرف منها،و في الحديث: "أنه صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد فيه قذفات".

والأقذاف: كالقذفات.

وناقة قذاف، ومتقاذفة: سريعة، وكذلك الفرس.

وسير متقاذف: سريع، قال النابغة الجعدي:

أمام المطايا سيرها المتقاذف

 

بحي هلاً يزجون كل مطـية

والقذوف، والقذاف من القسي، كلاهما: المبعدة للسهم، حكاه أبو حنيفة، قال عمرو بن براء:

وعاصما عن منعة قذاف

 

ارم سلاماً وأبا الغـراف

وروض القذاف: موضع.

القاف والذال والباء

الباذق: الخمر الأحمر.

ورجل حاذق باذق: إتباع.

القاف والذال والميم

قذم له من العطاء يقذم قذما: اكثر.

ورجل قذم، ومنقذم: كثير العطاء، حكاه ابن الأعرابي.

والقذم: الشديد السريع.

وقد انقذم.

وبئر قذم، عن كراع، وقذام، وقذوم: كثيرة الماء، قال:

قد صبحت قليذما قذوما

وكذلك: فرج المرأة.

وقالوا: امرأة قذم، فوصفوا به الجملة، قال جرير:

وامكم فج قـذام وخـيضـف

 

وانتم بني الخوار يعرف ضربكم

مقلوبه -  م ذ ق  - :

مذق اللبن بالماء يمذقه مذقا، فهو ممذوق، ومذيق، ومذق: خلطه، الأخيرة على النسب.

والمذقة: الطائفة منه.

ومذقه ومذق له: سقاه المذقة.

ومذق الود: لم يخلصه.

ورجل مذق، ومذاق: بين المذاق ملول وهو المذاق. قال:

ولا مؤاخاتك بالمذاق

وأبو مذقة: الذئب، لأن لونه يشبه لون المذقة، ولذلك قال:

جاءوا بضيح هل رأيت الذئب قط

شبه لون الضيح: وهو اللبن المخلوط، بلون الذئب.

القاف والثاء والراء

القريثاء: ضرب من التمر، يضاف ويوصف به، ويثنى ويجمع، وليس له نظير في الأجناس إلا ما كان من أنواع التمر، ولا نظير لهذا البناء إلا الكريثاء، وهو ضرب من التمر أيضا، وكأن كافها بدل.

وقال أبو حنيفة: القريثاء، والقراثاء: أطيب التمر بسرا، وتمره اسود. وزعم بعض الرواة أنه اسم أعجمي.

مقلوبه -  ث ق ر- :

التثقر: التردد والجزع.

القاف والثاء واللام

القثول: العيي الفدم، قال:

رث كحبل الثلة المبتل

 

لا تحسبني كفتي قثول

ورجل قثول اللحية: كثيرها.

وعذق قثول: كثيف.

مقلوبه -  ث ق ل  - :

الثقل: نقيض الخفة.

ثقل ثقلاً، وثقالة، فهو ثقيلٌ. والجمع: ثقال.

والثقل: رجحان الثقل.

والثقل: الحمل الثقيل. والجمع: أثقال. وقوله تعالى: -و أخرجت الأرض أثقالها- أثقالها: كنوزها وموتاها، وقول الخنساء:

د حلت به الأرض أثقالهـا

 

أبعد ابن عمرو من آل الشري

إنما أرادت: حلت به الأرض موتاها: أي زينتهم بهذا الرجل الشريف الذي لا مثيل له.

والثقل: الذنب. والجمع كالجمع. وفي التنزيل: -و ليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم- وهو مثل ذلك.

وقوله تعالى: -ثقلت في السموات والأرض- قيل: ثقل وقوعها على أهل السموات والأرض قال أبو علي: ثقلت في السموات والأرض: خفيت، والشيء إذا خفى عليك وثقل.

وثقل الشيء: جعله ثقيلا.

وأثقله: حمله ثقيلا. وفي التنزيل: -فهم من مغرم مثقلون-.

واستثقله: رآه ثقيلا.

وأثقلت المرأة: ثقلت واستبان حملها، وفي التنزيل: -فلما أثقلت دعوا الله ربهما-.

وامرأة مثقل، بغير هاء: ثقلت من حملها.

وقوله تعالى: -إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلا- قيل: معنى الثقيل: ما يفترض عليه فيه من العمل، لأنه ثقيل، وقيل: إنما كنى به عن رصانة القول وجودته.

وقوله:

لا خير فيه غير أن لا يهتدي

وأنه ذو صولة في المذودِ

وأنه غير ثقيل في اليد

إنما يريد: أنك إذا بللت به لم يصر في يدك منه خير فيثقل في يدك.

ومثقال الشيء: ما آذن وزنه، فثقل ثقله، وفي التنزيل: -يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل- برفع مثقال، مع علامة التأنيث في "تك" لأن مثقال حبة راجع إلى معنى الحبة، فكأنه قال: إن تك حبة من خردل، والمعنى: أن فعلة الإنسان وإن صغرت فهي في علم الله تعالى يأتي بها.

والمثقلة: رخامة يثقل بها البساط.

وامرأة ثقال: مكفال.

وثقال: رزان، على التفرقة. فرقوا بين ما يحمل وبين ما ثقل في مجلسه فلم يخف، وكذلك: الرجل.

ويقال: فيه ثقل. وهو ثاقل. قال كثير عزة:

وغرب وموزون من الحلم ثاقل

 

وفيك ابن ليلى عزة وبـسـالة

وقد يكون هذا على النسب: أي ذو ثقل.

وبعير ثقال: بطيء، وبه فسر أبو حنيفة قول لبيد:  

من البقار كالعمد الثقال

 

فبات السيل يحفر جانبيه

وثقل الشيء بيده ثقلا: راز ثقله.

وتثاقل عنه: ثقل، وفي التنزيل: -اثاقلتم إلى الأرض- وعداه بالى، لأن فيه معنى: ملتم.

وحكى النضر بن شميل: ثقل إلى الأرض: اخلد إليها واطمان فيها، فإذا صح ذلك صح تعدي "اثاقلتم" في قوله تعالى "اثاقلتم إلى الأرض" بغير تأويل يخرجه عن بابه.

وتثاقل القوم: استنهضوا لنجدة فلم ينهضوا إليها.

والثقل: المتاع والحشم.و الجمع: أثقال.

وارتحل القوم بثقلتهم، وثقلتهم، وثقلتهم، وثقلتهم: أي بأثقالهم.

والثقلة أيضا: ما وجد الرجل في جوفه من ثقل الطعام.

ووجد في جسده ثقلة: أي ثقلا.

وثقل الرجل ثقلا، فهو ثقيل، وثاقل: اشتد مرضه، قال لبيد:

رباحاً إذا ما المرء اصبح ثاقلا

 

حسبت التقي والحمد خير تجارة

أي: ثقيلا من المرض قد أشرف على الموت ويروى: "ناقلا": أي منقولا من الدنيا إلى الأخرى.

وقد اثقله المرض والنوم.

والمستثقل: الذي اثقله النوم، وهي الثقلة.

وثقل العرفج، والثمام، والضعة: أدبي وتروت عيدانه.

وثقل سمعه: ذهب بعضه، فإن لم يبق منه شيء قيل: وقر.

والثقلان: الإنس والجن، وفي التنزيل: -سنفرغ لكم أيها الثقلان- وقال "لكم"، لأن الثقلين، وإن كان بلفظ التثنية فمعناه الجمع، وقول ذي الرمة:

وسالفة واحسنه قـذالاً

 

ومية احسن الثقلين وجها

من رواه: "احسنه" بإفراد الضمير، فإنه أفرده مع قدرته على جمعه، لأن هذا موضع يكثر فيه الواحد، كقولك: مية أحسن إنسان وجهاً وأجمله، ومثله قولهم: هو احسن الفتيان واجمله، لأن هذا موضع يكثر فيه الواحد كما قدمنا، فكأنك قلت: هو أحسن فتىً في الناس وأجمله، ولولا ذلك لقلت: وأجملهم، حملا على الفتيان.

مقلوبه -  ل ق ث - :

لقث الشيء لقثا: اخذه بسرعة واستيعاب، وليس بثبت.

مقلوبه -  ل ث ق- :

اللثق: الندى مع سكون الريح.

واللثق: الماء والطين.

واللثق: اللزج من الطين ونحوه.

لثق لثقا، فهو لثق، وألثقه البلل.

وشيء لثق: حلو، يمانية، حكاه الهروي في الغريبين، قال: ورواه الازهري عن علي بن حرب، وانشد:

وبغضنا عندكم يا قومنا لثق

 

فبغضكم عندنا مر مذاقتـه

 

القاف والثاء والنون

نقث ينقث، ونقث، وتنقث، وانتقث، كله: أسرع.

وخرج ينقث السير، وينتقث: أي يسرع.

ونقث العظم ينقثه نقثا، وانتقثه: استخرج مخه.

وتنقث المرأة: استعطفها واستمالها، عن الهجري، وانشد بيت الهذلي:

وأنت صفي نفسه وسجيرها

 

ألم تتنقثها ابن قيس بن مالك

كذا رواه بالثاء، وانكر الذال، وإذا صحت هذه الرواية فهو من: تنقث العظم، كأنه استخرج ودها كما يستخرج مخ العظم.

وتنقث ضيعته: تعهدها.

القاف والثاء والفاء

ثقف الشيء ثقفا، وثقافا، وثقوفة: حذقه.

ورجل ثقف وثقف: حاذق فهم، وأتبعوه فقالوا: ثقف لقف.و قال أبو زياد: رجل ثقف لقف: رام راوية.

وثقف الخل ثقافة، وثقف، فهو ثقيف، وثقيف، الأخيرة على النسب: حذق وحمض جداًّ.

وثقف الرجل: ظفر به، وفي التنزيل: -و اقتلوهم حيث ثقفتموهم-.

والثقاف، والثقافة: العمل بالسيف، قال:

في الجو اسياف المثاقف

 

وكأن لمـع بـروقـهـا

والثقاف، حديدة تكون مع القواس والرماح يقوم بها الشيء المعرج.

وقال أبو حنيفة: الثقاف: خشبة قوية قدر الذراع، في طرفها خرق يتسع للقوس، وتدخل فيه على شحوبتها ويغمز منها حيث يبتغي أن يغمز حتى تصير إلى ما يراد منها، ولا يفعل ذلك بالقسي ولا بالرماح إلا مدهونة مملولة، أو مضهوبة على النار ملوحة. والجمع:ثقف.

وثقيف: أبو حي من العرب، وقد يكون اسما للقبيلة، والأول اكثر.

قال سيبويه: أما قولهم: هذه ثقيف، فعلى إرادة الجماعة، وإنما قال ذلك: لغلبة التذكير عليه وهو مما لا يقال فيه. "من بني فلان" وكذلك كل ما لا يقال فيه: "من بني فلان". التذكير فيه اغلب كما تقدم في: معد،و قريش.

قال سيبويه: النسب إلى ثقيف: ثقفي على غير قياس.

القاف والثاء والباء

قباث: اسم قال ابن دريد:ما ادري مم اشتقاقه!!

مقلوبه - ث ق ب - :

الثقب: الخرق النافذ. والجمع: أثقب، وثقوب.

وقد ثقبه يثقبه ثقبا، وثقبه فانثقب، وتثقب.

وتثقبه: كثقبه، قال العجاج:

بحجنات يتثقبن البهر

والمثقب: الآلة التي يثقب بها.

والمثقب: شاعر، سمي به لقوله:

وثقبن الوصاوص للعيون

 

أرين محاسناً وكنن أخرى

وثقب عود العرفج: مطر فلان عوده.

وثقبت النار تثقب ثقوبا: اتقدت.

وثقبها هو، وأثقبها، وتثقبها.

والثقاب، والثقوب: ما أثقبها به.

وثقب الكوكب ثقوبا: أضاء.

والنجم الثاقب، قيل: هو زحل، وفي التنزيل: -و ما ادراك ما النجم الثاقب-.

وثقبت الرائحة: سطعت وهاجت، انشد أبو حنيفة:

ومن أرج من جيد المسك ثاقب

 

بريح خزامى طلة من ثيابـهـا

وثقبت الناقة تثقب ثقوبا،و هي ثاقب: غزر لبنها.

وثقب رأيه ثقوبا: نفذ، وقول أبي حية النميري:

من العلم إلا بالذي أنا ثاقبه

 

ونشرت آيات عليه ولم اقل

أراد: ثاقب فيه، فحذف، أو جاء به على: يا سارق الليلة.

ورجل مثقب: نافذ الرأي.

وأثقوب: دخال في الأمور.

وثقبه الشيب، وثقب فيه، الأخيرة عن ابن الأعرابي: ظهر عليه.

وقيل: هو أول ما يظهر.

والثقيب: الشديد الحمرة.

والمثقب: طريق في حرة وغلظ، وكان فيما مضى: طريق بين اليمامة والكوفة يسمى مثقبا.

وثقيب: طريق بعينه.

وقيل: هو ماء، قال الراعي:

بنجدي ثقيب حيث لاحت طرائقه

 

أجدت مراغاً كالملاء وأرزمـت

ويثقب: موضع بالبادية.

مقلوبه -  ب ث ق - :

بثق شط النهر يبثقه بثقاً: كسره لينبعث ماؤه.

واسم ذلك الموضع: البثق،و البثق، وقيل: هما منبعث الماء، وجمعه: بثوق.

وقد بثق الماء، وانبثق.

وانبثق عليهم الأمر: هجم من غير أن يشعروا به.

والبثق: داء يصيب الزرع من ماء السماء.

وقد بثق.

مقلوبه -  ب ق ث - :

بقث أمره وحديثه وطعامه وغير ذلك: خلطه.

القاف والثاء والميم

قثم الشيء يقثمه قثما، واقتثمه: جمعه واجترفه.

ويقال: قثام: أي اقثم، مطرد عند سيبويه، وموقوف عند أبي العباس.

ورجل قثوم: جماع لعياله.

وقثم له من العطاء قثما: اكثر.

وقثم: اسم رجل، مشتق منه.

والقثم: لطخ الجعر.

وقثام: من أسماء الضبع، سميت بذلك لالتطاخها بالجعر.

قال سيبويه: سميت به لأنها تقثم: أي تقطع.

وقثم: الذكر من الضباع، وكلاهما معدول عن فاعل وفاعلة.

والقثمة: الغبرة.

وقثم قثما، وقثامة: اغبرّ.

ويقال للامة: يا قثام: كما يقال لها: يا ذفار.

القاف والراء واللام

القلار، والقلاري: ضرب من التين، أضخم من الطبار والجميز.

قال أبو حنيفة: أخبرني اعرابي قال: هو تين ابيض متوسط، ويابسه اصفر، كأنه يدهن بالدهان لصفائه، وإذا كثر لزم بعضه بعضا كالتمر، وقال: نكنز منه في الحباب ثم نصب عليه رب العنب العقيد، وكلما تشربه فنقص زدناه حتى يروى، ثم نطين افواهها فيمكث ما شئنا السنة والسنتين وأكثر، فيلزم بعضه بعضا ويتلبد، حتى يقلع بالصياصي.

مقلوبه- ر ق ل  - :

الرقلة: النخلة التي فاتت اليد، وهي فوق الجبارة، وجمعها: رقل، ورقال، قال كثير:

كاليهودي من نطاة الرقال

أراد: كنخل اليهودي. ونطاة: عين بخيبر.

والراقول: حبل يصعد به النخل، في بعض اللغات.

وأرقلت الدابة.

وأرقل القوم إلى الحرب: أسرعوا، واستعاره أبو حية النميري للرماح، فقال:

إليه القنا بالراعفات اللهازم

 

أما إنه لو كان غيرك أرقلت

يعني: الأسنة.

وأرقل المفازة: قطعها، قال العجاج:

والمرقلات كل سهب سملق

وقد يكون قوله: كل سهب، منصوبا على الظرف.

وناقة مرقال: مرقلة، قال طرفة:

بعوجاء مرقال توح وتغـتـدي

 

وإني لأُمضي الهم عند احتضاره

القاف والراء والنون

القرن: الروق. والجمع: قرون، لا يكسر على غير ذلك.

وموضعه من رأس الإنسان: قرن أيضا. وجمعه: قرون.

وكبش أقرن:كبير القرنين، وكذلك التيس، والأنثى: قرناء.

ورمح مقرون: سنانه من قرن، وذلك أنهم ربما جعلوا أسنة رماحهم من قرون الظباء والبقر الوحش، قال الكميت:

بكيد حملناه على قرن أعفرا

 

وكنا إذا جبار قـوم ارادنـا

وقوله:

من فوق رمح فظل مقرونا

 

ورامح قد رفعـت هـاديه

فسره بما قدمناه.

والقرن: الذؤابة، وخص بعضهم به: ذؤابة المرأة وضفيرتها. والجمع: قرون.

وقرنا الجرادة: شعرتان في رأسها.

وقرن الرجل. حد رأسه وجانبها.

وقرن الأكمة: رأسها.

وقرن الجبل: أعلاه، وجمعهما: قران، انشد سيبويه:

قران الأرض سودانا

 

ومعزى هدياً تعـلـو

وحية قرناء: لها لحمتان في رأسها كأنهما قرنان واكثر ذلك في الأفاعي.

والقنان: منارتان تبنيان على رأس البئر، توضع عليهما الخشبة التي يدور عليها المحور.

وقيل: هما ميلان على فم البئر تعلق بهما البكرة وإنما يسميان بذلك إذا كانا من حجارة، فإذا كانا من خشب فهما دعامتان.

والقرن، أيضا: البكرة. والجمع: أقرن، وقرون.

وقرن الفلاة: اولها.

وقرن الشمس: أولها عند الطلوع.

وقيل: أول شعاعها، وقيل: ناحيتها.

وذو القرنين، الموصوف في التنزيل: لقب الإسكندر الرومي، سمي بذلك، لأنه قبض على قرون الشمس.

وقيل: سمي به، لأنه دعا قومه إلى العبادة فقرنوه، أي ضربوه على قرني رأسه.

وقيل: لأنه كانت له ضفيرتان.

وقيل: لأنه بلغ قطري الأرض، مشرقها ومغربها.

وقوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: "إن لك بيتاً في الجنة وإنك لذو قرنيها": أي طرفيها. قيل في تفسيره: ذو قرني الجنة: أي طرفيها. وقيل: ذو قرني الامة، فأضمرها وإن لم يتقدم ذكرها، كما قال تعالى: -حتى توارت بالحجاب- أراد الشمس، ولا ذكر لها، وقوله تعالى: -و لو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة-. وكقول حاتم:

إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر

 

أماوي ما يعني الثراء عن الفـتـى

يعني: النفس. قال أبو عبيد: وأنا اختار هذا التفسير الأخير على الاول، لحديث يروى عن علي وذلك: "أنه ذكر ذا القرنين فقال: دعا قومه إلى العبادة فضربوه على قرنيه ضربتين،و فيكم مثله". فنرى أنه أراد نفسه، أي: أدعو إلى الحق حتى يضرب رأسي ضربتين يكون فيهما قتلي.

وذو القرنين: المنذر الأكبر جد النعمان بن المنذر، كانت له ذؤابتان، وليس هو الموصوف في التنزيل، وبه فسر ابن دريد قول امرئ القيس:

تولى عارض الملك الهمـام

 

أصد نشاص ذي القرنين حتى

وقرن القوم: سيدهم.

وقرن الكلأ: أنفه الذي لم يوطأ، وقيل: خيره، وقيل: آخره.

وأصاب قرن الكلأ: إذا أصاب مالا وافرا.

والقرن: الدفعة من العرق، يقال: عصرنا الفرس قرنا أو قرنين. والجمع: قرون، قال:

تسن على سنابكها القرون

 

تضمر بالأصائل كـي يوم

وكذلك: عدا الفرس قرنا أو قرنين.

و القرون: الذي يعرق سريعا إذا جرى.

والقرن: الطلق من الجري.

وقرون المطر: دفعه المتفرقة.

والقرن: الأمة تأتى بعد الأمة. قيل: مدته عشر سنين، وقيل: عشرون سنة، وقيل: ثلاثون سنة. وقيل: ستون، وقيل: سبعون، وقيل: ثمانون. وهو مقدار التوسط في اعمار أهل الزمان. والقرن في قوم نوح: على مقدار اعمارهم، وفي قوم موسى وعيسى وعاد وثمود: على قدر اعمارهم.

وقيل: القرن أربعون سنة، بدليل قول الجعدي:

وكان الإله هو المستآسا

 

ثلاثة أهلين أفنـيتـهـم

وقال هذا وهو ابن مائة وعشرين سنة.

وجمعه: قرون.

وفلان على قرن فلان: أي سنه وقده.

وهو قرنه: أي لدته.

والقرن: الجبيل المتفرد.

وقيل: هو قطعة تنفرد من الجبل.

وقيل: هو الجبل الصغير.

والجمع: قرون، وقران، قال أبو ذؤيب:

كطرف الحباري أخطأتها الأجادل

 

توقى بأطراف القران وطرفـهـا

والقرن: شيء من لحاء شجر يفتل منه حبل.

والقرن: الخصلة من الشعر والصوف، جمع كل ذلك: قرون.

والقرن: شبيه بالعفلة.

وقيل: هو كالنتوء في الرحم يكون في الناس والشاء والبقر.

والقرناء: العفلاء.

وقرنة الرحم: ما نتأ منه.

وقيل: القرنتان: رأس الرحم.

وقيل: زاويتاه. وقيل: شعبتاه، وكذلك: هما من رحم الضبة.

وقرنه السيف والسنان، وقرنهما: حدهما.

وقرنة النصل:طرفه.

وقيل: قرنتاه: ناحيتاه من عن يمينه وشماله.

وأقرن الرمح إليه: رفعه.

وقرن الشيء بالشيء، وقرنه إليه يقرنه قرنا: شده إليه.

وقوله تعالى: -و آخرين مقرنين في الأصفاد- إما أن يكون أراد به ما أراد بقوله: -مقرونين- وإما أن يكون للتكثير، وهذا هو السابق إلينا من أول وهلة.

وقرن الحج بالعمرة قراناً: وصلها.

وقد اقترن الشيئان، وتقارنا.

وجاءوا قرانى: أي مقترنين.

وقارن الشيءُ الشيء مقارنة، وقرانا: اقترن به.

والقرن: الحبل يقرن به البعيران.

والجمع: أقران.

وهو القران، وجمعه: قرن.

والقرن، والقرين: البعير المقرون بآخر.

والقرينة: الناقة تشد إلى أخرى.

وقرنك: الذي يقارنك. والجمع: قرناء.

وقرانى الشيء: كقرينه، قال رؤبة:

يمطو قراناه بهاد مراد

وقرنك: المقاوم لك في أي شيء كان.

وقيل: هو المقاوم لك في شدة البأس فقط.

والجمع: أقران.

وامرأة قرن، وقرن: كذلك.

والقرن: التقاء طرفي الحاجبين.

وقد قرن، وهو اقرن.

وحاجب مقرون: كأنه قرن بصاحبه.

وقيل: لا يقال: أقرن ولا قرناء حتى يضاف إلى الحاجبين.

والقرن: اقتران الركبتين.

ورجل أقرن.

والقرون من الرجال: الذي يأكل لقمتين أو تمرتين، وقال امرأة لبعلها، ورأته يأكل كذلك: أ برماً قروناً؟؟ والاسم: القران.

والقرون من الإبل: التي تجمع بين محلبين في حلبة.

وقيل: هي المقترنة القادمين والآخرين.

وقيل: هي التي إذا بعرت قارنت بين بعرها.

وقيل: هي التي تضع خف رجلها موضع خف يدها. وكذلك: هو من الخيل.

والمقرون من أسباب الشعر: ما اقترنت فيه ثلاث حركات بعدها ساكن، "كمفتا"، من "متفاعلن"، و"علتن" من "مفعلتن" "فمفتا"، قد قرنت السببين بالحركة. وقد يجوز إسقاطها في الشعر حتى يصير السببان مفروقين نحو "عيلن" من "مفاعيلن".

والمقرن: الخشبة التي تشد على رأس الثورين.

والقران، والقرن: خيط من سلب، وهو قشر يفتل، يوثق على عنق كل واحد من الثورين ثم يوثق في وسطهم اللومة.

والقرنان: الذي يشارك في امرأته، كأنه يقرن به غيره، عربي صحيح، حكاه كراع.

والقرون، والقرونة، والقرينة، والقرين: النفس.

وقرينة الرجل: امرأته، لمقارنته إياها.

وروى ابن عباس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى يوم الجمعة قال: يا عائشة، اليوم يوم تبعل وقران".

قيل: عنى بالمقارنة: التزويج.

وفلان إذا جاذبته قرينته قهرها: أي إذا ضم إليه أمر أطاقه.

وأخذت قروني من الأمر: أي حاجتي.

والقرن: السيف والنبل. وجمعه: قران. قال العجاج:

عليه ورقان القران النصل

والقرن: الجعبة من جلود تكون مشقوقة، وإنما تشق لتصل الريح إلى الريش فلا يفسد.

وقيل: هي الجعبة ما كانت.

ورجل قارن: ذو سيف ورمح وجعبة قد قرنها.

وبسر قارن: قرن الإبسار بالإرطاب، أزدية.

والقرائن: جبال معروفة مقترنة، قال تأبط شرا:

أناس بفيفان فمـزت الـقـرائنـا

 

وحشحشت مشعوف النجاء وراعني

والقرآن، من لم يهمزه جعله من هذا، لاقتران آيه، وعندي: أنه على تخفيف الهمز.

وأقرن له، وعليه: أطاق وقوى واعتلى: وفي التنزيل: -و ما كنا له مقرنين-.

وأقرن عن الشيء: ضعف، حكاه ثعلب، وأنشد:

تساقوا عقاراً لا يبل سليمها

 

ترى القوم منها مقرنين كأنما

وأقرن عن الطريق: عدل عنها، أراه لضعفه عن سلوكها.

وأقرن الرجل: غلبته ضيعته.

والقرن، بسكون الراء: الحبل المفتول من لحاء الشجر، حكاه أبو حنيفة.

والقرن أيضا: الخصلة المفتوله من العهن.

وأقرن الدمل: حان أن يتفقأ.

وأقرن الدم في العرق، واستقرن: كثر.

وقرنت السماء، وأقرنت: دام مطرها.

وقرن الرمل: أسفله كقنعه.

وقال أبو حنيفة: قرونه، بضم القاف: نيتة تشبه نبات اللوبياء، فيها حب اكبر من الحمص مدحرج أبرش في سواد، فإذا جشت خرجت صفراء كالورس، قال: وهي فريك أهل البادية لكثرتها.

والقريناء: اللوبياء.

وقال أبو حنيفة، القريناء: عشبة نحو الذراع، لها افنان وسنفة كسنفة الجلبان، وهي جلبانة برية يجمع حبها فتعلفه البقر والغنم، ولا ياكله الناس لمرارة فيه.

والقرنوة: نبات عريض الورق، ينبت في الوية الرمل ودكادكه.

قال أبو حنيفة: قال أبو زياد: من العشب: القرنوة، وهي خضراء غبراء على ساق، يضرب ورقها إلى الحمرة، ولها ثمرة كالسنبلة، وهي مرةيدبغ بها الأساقي، والواو فيها زائدة للتكثير.

والصيغة لا للمعنى ولا للإلحاق، ألا ترى أنه ليس في الكلام مثل: فرزدقة.

وجلد مقرني: مدبوغ بالقرنوة.

وقد قرنيته، أثبتوا الواو كما أثبتوا بقية حروف الأصل من القاف والراء والنون، ثم قلبوها ياء للمجاورة.

وحكى يعقوب: أديم مقرون بهذا، على طرح الزائد.

قال أبو حنيفة: القرنوة: قرون تنبت أكبر من قرون الدجر فيها حب أكبر من الحمص، فإذا جش خرج اصفر فيطبخ كما تطبخ الهريسة فيؤكل ويدخر للشتاء.

وأراد أبو حنيفة بقوله: "قرون تنبت": مثل "قرون...".

وقرن الثمام: شبيه بالباقلي.

ويوم أقرن: يوم لغطفان على بني عامر.

وبنو قرن: قبيلة من الازد.

وقرن: حي من اليمن.

ومقرن: اسم.

وقرن: جبل معروف.

والقرينة: موضع.

وقارون: اسم رجل. وهو أعجمي.

مقلوبه -  ق ن ر - :

القنور: الشديد الضخم الرأس من كل شيء.

والقنور: السيئ الخلق.

والقنور: العبد، عن كراع.

والقنور: الدعي، وليس بثبت.

والقنار،و القنارة: الخشبة يعلق عليها القصاب اللحم، ليس من كلام العرب.

وقنور: اسم ماء، قال الراعي:

دنفاً وغادره على قنـور

 

ورد الكرى به بعور سيوفه

مقلوبه - ر ق ن   - :

الرقان، والرقون، والإرقان: الحناء.

وقيل: الرقون، والرقان: الزعفران.

والرقن، والترقن، والارتقان: التلطخ بهما.

وقد رقن راسه، وأرقنه.

والراقنة: المختضبة، وهي الحسنة اللون.

ورقنت الجارية، ورقنت: إذا اختضبت.

وترقن بالطيب، واسترقن، عن اللحياني، كما تقول: تضمخ.

ورقن الكتاب: قارب بين سطوره.

وقيل: رقنه: نقطه وأعجمه ليتبين.

ورقن الشيء: زينه.

والرقون: النقوش.

والرقين، بفتح الراء ورفع النون: الدرهم، سمي بذلك للترقين الذي فيه، يعنون الخط، عن كراع، قال: ومنه قولهم: "وجدان الرقين يغطى أفن الأفين" وأما ابن دريد فقال: "وجدان الرقين" يعني: جمع رقة: وهي الورق.

مقلوبه - ن ق ر- :

نقره ينقره نقرا: ضربه.

والمنقار: حديدة كالفأس ينقر بها.

ونقر الطائر نقراً: كذلك.

ومنقار الطائر: منسره، لأنه ينقر به.

ومنقار الخف: مقدمه، على التشبيه.

وما اغنى عني نقرة: يعني نقرة الديك، لأنه إذا نقر أصاب.

والنقر، والنقرة، والنقير: النكتة في النواة كأن ذلك الموضع نقر منها، وفي التنزيل: -فإذاً لا يؤتون الناس نقيرا-.

قال أبو هذيل، أنشده أبو عمرو بن العلاء:

وإذا اقمنا لم تفد نقـرا

 

وإذا أردنا رحلة جزعت

والنقير: ما ثقب من الخشب والحجر ونحوهما.

وقد نقر، وانتقر.

وفقير نقير: كأنه نقر، وقيل: إتباع لا غير، وكذلك: حقير نقير، وحقر نقر.

والمنقر من الخشب: الذي ينقر للشراب.

وقال أبو حنيفة: المنقر: كل ما نقر للشراب، قال: وجمعها: مناقير، وهذا لا يصح إلا أن يكون جمعا شاذاً جاء على غير واحدة.

والنقرة: الوهدة المستديرة في الأرض، والجمع: نقر، ونقار، وفي خبر أبي العارم: ونحن في رملة فيها من الأرطى والنقار الدفئية ما لا يعلمه إلا الله.

والنقرة في القفا: منقطع القمحدوة، وهي هزمة فيها.

ونقرة العين: وقبتها.

وهي من الورك: الثقب الذي في وسطها.

والنقرة من الذهب والفضة: القطعة المذابة.

وقيل: هو ما سبك مجتمعا منها، والجمع: نقار.

والنقار: النقاش.

والنقر: الكتاب في الحجر.

ونقر الطائر في الموضع: سهلة ليبيض فيه. قال الراجز:

يا لك من قبرة بمعمر

خلا لك الجو فبيضي واصفري

ونقري ما شئت أن تنقري والنقرة: مبيضة، قال المخبل السعدي:

في جانبيه كأنها الرقم

 

للقاريات من القطا نقر

ونقر البيضة عن الفرخ: نقبها.

وماله نقر: أي ماء.

والمنقر، والمنقر، بئر ضيقة الرأس تحفر في الأرض الصلبة لئلا تهشم.

والمنقر، والمنقر: بئر كثيرة الماء بعيدة القعر.

والمنقر، أيضا: الحوض، عن كراع.

ونقر الرجل ينقره نقراً: عابه.

والاسم: النقري. قالت امرأة من العرب لبعلها: مر بي على بني نظري، ولا تمر بي على بنات نقري: أي مر بي على الرجال الذين ينظرون الي، ولا تمر بي على النساء اللواتي يعبنني، ويروى: نظري ونقري، مشددين.

والمناقرة: مراجعة الكلام.

وبيني وبينه مناقرة، ونقار، وناقرة، ونقرة: أي كلام عن، اللحياني، ولم يفسره، وهو عندي: من المراجعة.

والناقرة: الداهية.

وسهم ناقر: صائب، تقول العرب: نعوذ بالله من العواقر والنواقر. وقد تقدم ذكر العواقر.

ورماه بنواقر: أي بكلم صوائب، أنشد ابن الأعرابي في النواقر من السهام:

خواطئاً كأنها نواقر

أي: لم تخطيء إلا قريبا من الصواب.

وانتقر الشيء، وتنقره، ونقر عنه، كل ذلك: بحث عنه.

وانتقر القوم: اختارهم.

ودعاهم النقرى: إذا دعا بعضا دون بعض.

وقد انتقرهم، قال طرفة:

لا ترى الآدب فينا ينتـقـر

 

نحن في المشتاة ندعو الجفلى

وقيل: هو من الانتقار، الذي هو الاختيار.

قال ابن الأعرابي: قال العقيلي: ما ترك عندي نقارة إلا انتقرها: أي ما ترك عندي لفظة منتخبة منتقاة إلا اخذها لذاته، وقد تقدمت هذه الحكاية كاملة.

ونقر باسمه: سماه من بينهم.

والنقر: أن تلزق طرف لسانك بحنكك ثم تصوت وقيل: هو اضطراب اللسان في الفم إلى فوق وإلى اسفل.

وقد نقر بالدابة نقرا، قال:

أنا ابن ماوية إذ جد النقر

أراد: النقر، فالقى حركة الراء على القاف.

والناقور: الصور الذي ينقر فيه الملك: أي ينفخ، وقوله تعالى: -فإذا نقر بالناقور-. قيل: الناقور: الصور. وقيل في التفسير: انه يعني به النفخة الأولى.

وضربه فما انقر عنه حتى قتله: أي ما اقلع. وفي الحديث: "ما كان الله لينقر عن قاتل المؤمن".

والنقرة: داء يأخذ الشاة فتموت منه.

والنقرة: داء يأخذ الغنم فترم منه بطون أفخاذها وتظلع.

نقرت نقرا، فهي نقرة، قال المرار العدوي:

فهو يمشي خضلاناً كالنقر

 

وحشوت الغيظ في أضلاعه

والنقرة: داء يصيب الغنم والبقر في ارجلها، وهو التواء العرقوبين.

ونقر عليه نقرا، فهو نقر: غضب.

وبنو منقر: بطن من تميم.

ونقرة: منزل بالبادية.

والناقرة: موضع بين مكة والبصرة.

والنقيرة: موضع بين الأحساء والبصرة.

ونقرى: موضع، قال:

بالجزع من نقرى نجاء خريف

 

لما رأيتهم كأن جمـوعـهـم

فأما قول الهذلي:

بأرعن جرار وحامية غلب

 

ولما رأوا نقرى تسيل أكامها

فإنه اسكن ضرورة.

ونقير: موضع، قال العجاج:

دافع عني بنقير موتتي

وأنقرة:موضع بالشام، أعجمي، واستعمله امرؤ القيس على عجمته:

...قد غودرت بأنقرة

مقلوبه - ر ن ق - :

رنق الماء رنقا، ورنوقا،و رنق رنقا، فهو رنق ورنق، وترنق: كدر، أنشد أبو حنيفة:

من ماء لينة لا طرقاً ولا رنقا

 

شج السقاة على ناجودها شبماً

كذا أنشده، بفتح الراء والنون.

ورنقه هو، وأرنقه: كدره.

والرنقة: الماء القليل الكدر يبقى في الحوض، عن اللحياني.

وصار الطين رنقة واحدة: إذا غلب الطين على الماء، عنه أيضا.

ورنق عيشه رنقا: كدر.

والترنيق: كسر الطائر جناحه من داء أو رمى.

ورنق الطائر: رفرف فلم يسقط ولم يبرح.

ورنق اللواء، كما يقال: رنق الطائر، أنشد سيبويه:

ضربا يطيح أذرعاً وأسوقا

 

يضربهم إذا اللواء رنـقـا

وكذلك الشمس إذا قاربت الغروب.

قال أبو صخر الهذلي:

على الأبطال دانية الجناح

 

ورنقت المنية فهي طـل

ورنق النظر: أخفاه، من ذلك.

ورنق النوم في عينه: خالطها، قال عدي ابن الرقاع:

في عينه سنة وليس بنـائم

 

وسنان أقصده النعاس فرنقت

ورنق النظر، عن ابن الأعرابي، وانشد:

ورمد الضأن فربق ربق

 

رمدت المعزى فرنق رنق

أي: انتظر ولادتها، فإنه سيطول انتظارك لها.

ورنق: تحير.

والرنق: الكذب.

والرونق: ماء السيف وصفاؤه.

ورونق الشباب: أوله وماؤه.

وكذلك: رونق الضحى، يقال: اتيته رونق الضحى: أي اولها، قال:

بكاء حـمـامـات لـهـنـهـدير

 

ألم تسمعي أي عبد في رونق الضحى