باب الثنائي المضاعف من المعتل: الفرع الأول

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء السادس

حرف القاف

الفرع الأول

القاف والياء

- ق ي ق -

القيقاة، والقيقاءة، بالمد والقصر: الأرض الغليظة.

وقيل: المنقادة. والجمع: قيقاء، وقياق، قال:

لاقين منه أذنى عناق

 

إذا تمطين على القياقي

قال سيبويه: وقال بعضهم: "قواق"، فجعل الياء في: "قياق" بدلا كما ابدلها في: قيل.

والقيقاة، والقيقاية: وعاء الطلع.

مقلوبه: - ي ق ق -

ابيض يقق: شديد البياض.

القاف والواو

- ق وو -

القوة: نقيض الضعف. والجمع: قوى، وقوى. وقوله تعالى: -يا يحيى خذ الكتاب بقوة- أي: بجد وعون من الله.

وهي: القواية، نادر، إنما حكمه: القواوة، أو القواءة، يكون ذلك في البدن والعقل.

وقد قوى، فهو قوي، وتقوى، واقتوى: كذلك، قال رؤبة:

وقوة الله بها اقتوينا

وقواه هو.

وقوى الله ضعفك: أي ابدلك مكان الضعف قوة.

وحكى سيبويه: هو يقوى: أي يرمى بذلك.

وفرس مقو: قوى.

ورجل مقوٍ: ذو دابة قوية.

والقوى من الحروف: ما لم يك حرف لين.

والقوى: العقل، أنشد ثعلب:

وصاحبين حازم قواهما

نبهت والرقاد قد علاهما

إلى أمونين فعدياهما

والقوة: الطاقة من طاقات الحبل أو الوتر.

والجمع: كالجمع.

وحبل قوٍ، ووتر قوٍ، كلاهما: مختلف القوى.

وأقوى الحبل والوتر: جعل بعض قواه أغلظ من بعض.

وأقوى في الشعر: خالف بين قوافيه، هذا قول أهل اللغة.

وقال الأخفش: الإقواء: رفع بيت وجر آخر، نحو قول الشاعر:

جسم البغال وأحلام العصـافـير

 

لا بأس بالقوم من طول ومن عظم

ثم قال:

مثقب نفخت فيه الاعاصير

 

كأنهم قصب جوف أسافلـه

قال: وقد سمعت هذا من العرب كثيرا لا أحصى، وقلت قصيدة ينشدونها إلا وفيها إقواء، ثم لا يستنكرونه، لأنه لا يكسر الشعر، وأيضا فإن كل بيت منها كأنه شعر على حياله، قال ابن جني: أما سمعه الإقواء عن العرب فبحيث لا يرتاب به، لكن ذلك في اجتماع الرفع مع الجر، فأما مخالطة النصب لواحد منهما فقليل، وذلك لمفارقة الألف الياء والواو، ومشابهة كل واحدة منهما جميعها أختها، فمن ذلك قول الحارث بن حلزة:

ملك المنذر بن ماء السماء

 

فملكنا بذلك الناس حـتـى

مع قوله:

رب ثاو يمل منه الثواء

 

آذنتنا ببينهمـا أسـمـاء

وقال آخر: أنشده أبو علي:

إذا اختلفت في الهراوي الدمامك

 

رأيتك لا تغنين عـنـي نـقـرة

ويروى: "الدمالك".

بأرضك أو صلب العصا من رجالك

 

فأشهد لا آتيك مـا دام تـنـضـب

ومعنى هذا: أن رجلا واعدته امراة، فعثر عليها أهلها فضربوه بالعصي، فقال هذين البيتين، ومثل هذا كثير، فأما دخول النصب مع أحدهما فقليل، من ذلك ما انشده أبو علي:

وأحسن في العصفرة ارتداءآ

 

فيحيى كان احسن منك وجهاً

ثم قال:

وفي قلبي على يحيى البلاء

قال ابن جني: وقال ابن أعرابي: لأمدحن فلاما، ولأهجونه وليعطيني، فقال:

وأضرس الناس إذا ضرسته

 

يا امرس الناس إذا مرستـه

كالهندواني إذا شمـسـتـه

 

وأفقس الناس إذا فقسـتـه

وقال رجل من بني ربيعة لرجل وهبه شاة جماداً:

منيحته فعـجـلـت الأداءا

 

ألم ترني رددت على أبي بكر

رماك الله مـن شـاة بـداء

 

وقلت لشاته لمـا اتـتـنـي

وقال العلاء بن المنهال الغنوي في شريك بن عبد الله النخعي:

فيقصر حين يبصره شريك

 

ليت أبا شريك كـان حـيا

إذا قلنا له هـذا أبـوكـا

 

ويترك من تدرئه علـينـا

وقال آخر:

ولا يسوقنها في حبلك القدر

 

لا تنكحن عجوزا أو مطلقة

أراد: ولا يسوقنها صيدا في حبلك، أو جنيبة لحبلك.

فإن أطيب نصفيها الذي غبرا

 

وإن اتوك وقالوا إنها نصـف

وقال القحيف العقيلي:

فحن النبع والأسل النهال

 

أتاني بالعقيق دعاء كعـب

كسيل أتى بيشة حين سالا

 

وجاءت من اباطحها قريش

وقال آخر:

ولم يك قومي قوم سوء فأخشعا

 

وإني بحمد الله لاواهن القـوى

لبست ولا من غدرة اتقـنـع

 

وإني بحمد الله لا ثوب عاجـز

ومن ذلك ما أنشده ابن الأعرابي:

فقد وأبى راعي الكواعب أفرس

 

قد ارسلوني في الكواعب راعياً

وكن سواما تشتهي أن يفـرسـا

 

اتتـه ذئاب لا يبـالـين راعـياً

وأنشد ابن الأعرابي أيضا:

وكاد يهلك لـولا أنـه اطـاقـا

 

عشيت جابان حتى استد مغرضـه

نوم الضحى بعد نوم الليل إسراف

 

قولا لجابان فليلحـق بـطـيتـه

وأنشد ابن الأعرابي أيضا:

أبى الحلقوم بعدك لا ينام

 

ألا يا خبز يا ابنة يثردان

ويروى: "اثردان".

كما شققت في القدر السناما

 

وبرق للعصيدة لاح وهـنـاً

وكل هذه الابيات قد انشدنا كل بيت منها في موضعه،و سننشد ما بقي منها ما لم ننشده في موضعه إن شاء الله.

قال ابن جني: وفي الجملة إن الإقواء، وإن كان عيبا لاختلاف الصوت به فإنه،قد كثر، قال: واحتج الأخفش لذلك: بأن كل بيت شعر برأسه، وأن الإقواء لا يكسر الوزن، قال: وزادني أبو علي في ذلك فقال: إن حرف الوصل يزول في كثير من الإنشاد، نحو قوله:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

وقوله:

سقيت الغيث ايتها الخيام

وقوله:

كانت مباركة من الأيام.

فلما كان حرف الوصل غير لازم، لأن الوقف يزيله، ولم يحفل باختلافه، ولأجل ذلك ما قل الإقواء عنهم مع هاء الوصل، ألا ترى أنه لا يمكن الوقوف دون هاء الوصل، كما يمكن الوقوف على لام منزل ونحوه، فلهذا قل جدا نحو قول الأعشى:

ما بالها بالليل زال زوالها

فيمن رفع. قال الاخفش: قد سمعت بعض العرب يجعل الإقواء سنادا، وقال الشاعر:

فيه سنادٌ وإقواءٌ وتحريد

قال: فجعل الإقواء غير السناد، كأنه ذهب بذلك إلى تضعيف قول من جعل الإقواء سنادا من العرب، وجعله عيبا، قال: وللنابغة في هذا خبر مشهور، وقد عيب قوله في الدالية المجرورة:

وبذاك خبرنا الغداف الأسود

فعيب عليه ذلك فلم يفهمه، فلما لم يفهمه أتى بمغنية فغنته:

من آل مية رائح أو مغتدى

ومدت الوصل وأشبعته، ثم قالت:

وبذاك خبرنا الغداف الأسود

ومطلت واو الوصل، فلما احسه عرفه، واعتذر منه وغيره، فيما يقال، إلى قوله:

وبذاك تنعاب الغراب الأسود

وقال: دخلت يثرب وفي شعري صنعة، ثم خرجت منها وأنا اشعر العرب.

واقتوى الشيء: اختصه لنفسه.

والتقاوى: تزايد الشركاء.

وألقى: القفز من الارض، ابدلوا الواو ياء طلبا للخفة، وكسروا القاف لمجاورتها الياء.

والقواء: كالقي، همزته منقلبة عن واو.

وأرض قواءٌ، وقواية، الأخيرة نادرة: قفرة لا أحد فيها.

ودار قواء: خلاء.

وقد قويت، وأقوت.

وأقوى القوم: نزلوا في القواء.

وأقوى الرجل: نفد طعامه.

وقوة: اسم رجل.

وقوٌّ: موضع.

وقوقت الدجاجة قيقاء، وقوقاة: صوتت عند البيض.

وربما استعمل في الديك. وحكاه السيرافي في الإنسان.

وبعضهم يهمزه، فيبدل الهمزة من الواو المتوهمة فيقول: قوقأت الدجاجة.

و مما ضوعف من فائه ولامه

- ق وق -

والقوق، والقاق، والقواق: الطويل.

وقيل: هو القبيح الطول.

والقاق: الأحمق الطائش.

والقاق: طائر مائي طويل العنق.

والقوق: طائر لم يحل.

والقوقة، بالهاء: الاصلع، عن كراع، وانشد:

لها ولد قوقة احـدب

 

من القنصبات قضاعية

وقوق: ملك رومي.

ودينار قوقي: منسوب إليه.

وقاق النعام: صوت، قال النابغة:

نعام قاق في بلد قفـار

 

كأن غديرهم بجنوب سلى

أراد: غدير نعام، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.

وإنما قضيت على ألف "قاق" بأنها واو، لأنها عين والعين واواً أكثر منها ياء.

مقلوبه: - وق ق - و- وق وق -

وقوق الرجل: ضعف.

والوقوقة: اختلاط صوت الطير.

وقيل: وقوقتها: جلبتها واصواتها في السحر.

والوقوقة: نباح الكلب عند الفرق.

والوقواقة: الكثير الكلام.

وامرأة وقواقة: كذلك.

والوقواق: طائر، وليس بثبت.

انقضى الثنائي والثلاثي المعتل

الثلاثي المعتل

القاف والشين والهمزة

شقأ نابه يشقأ شقئاً، وشقوءاً: طلع وظهر.

وشقأ رأسه: شقه.

وشقأه بالمدري أو المشط شقئاً: فرقه.

والمشقلأ: المفرق.

والمشقأ، والمشقأة: المشط.

مقلوبه: - أ ق ش -

بنو أقيش: حي من الجن، اليهم تنسب الإبل الأقيشية، أنشد سيبويه:

يقعقع بين رجليه بشـن

 

كأنك من جمال بني أقيش

وقال ثعلب: هم قوم من العرب.

مقلوبه: - أ ش ق -

الأشق: دواء كالصمغ.

القاف والضاد والهمزة

قضئ السقاء قضاء، فهو قضئ: فسد وذلك إذا طوى وهو رطب.

وقضئت عينه قضأ، فهي قضئة، احمرت واسترخت مآقيها.

وقضئ الثوب والحبل: أخلق وتقطع وعفن.

وقيل: قضئ الحبل: إذا طال دفنه في الأرض حتى يتهتك.

وقضئ حسبه قضأ، وقضاءة، بالمد، وقضواً: عاب وفسد.

وفيه قضأة، وقضأة: أي عيب وفساد، الأخيرة عن كراع.

وقضئ الشيء قضأ، ساكنة، عن كراع: أكله.

وأقضأ الرجل: أطعمه. وقيل: إنما هي بالفاء.

القاف والسين والهمزة

قساء: موضع. وقد قيل: إن قساء هذا هو قسى، الذي ذكره ابن احمر في قوله:

تهادى الجربياء به الحنينـا

 

بجو من قسى ذفر الخزامى

فإذا كان كذلك فهو من الياء، وسيأتي ذكره.

مقلوبه: - أ س ق -

المئساق: الطائر الذي يصفق بجناحيه إذا طار.

القاف والزاي والهمزة

الأزق: الضيق في الحرب.

أزق يأزق أزقا، وأزق أزقاً.

والمأزق: الموضع الضيق الذي يقتتلون فيه. قال اللحياني: وكذلك: مأزق العيش.

القاف والطاء والهمزة

الأقط، والإقط، والأقط، والأقط: شيء يتخذ من اللبن المخيض. يطبخ ثم يترك حتى يمصل قال ابن الأعرابي: هو من البان الغنم خاصة.

وأقط الطعام يأقطه أقطا: عمله بالأقط.

وأقط الرجل يأقطه أقطا: أطعمه الأقط.

وحكى اللحياني: اتيت بني فلان فخبزوا وحاسوا وأقطوا: أي اطعموني ذلك، هكذا حكاه للحياني غير معديات، أي لم يقولوا: خبزوني وحاسوني وأقطوني.

وآقط القوم: كثر أقطهم، عنه أيضا.

قال: وكذلك كل شيء من هذا، إذا أردت اطعمتهم، أو وهبت لهم قلته: "فعلتهم" بغير ألف، وإذا أردت أن ذلك قد كثر عندهم قلت: "افعلوا".

والإقطة: هنة دون القبة مما يلي الكرش، والمعروف: اللاقطة.

والمأقط: الموضع الذي يقتتلون فيه.

والأقط، والمأقط: الثقيل للوخم من الرجال.

وضربه فأقطه: أي صرعه، كوقطه. وأرى الهمزة بدلا، وإن قلّ ذلك في المفتوح.

القاف والدال والهمزة

القندأ، والقندأوة: السيئ الخلق.

وقيل: الخفيف.

وناقة قندأوة: جريئة.

والقندأوة: الصغير العنق الشديد الرأس.

وقيل: العظيم الرأس.

وجمل قندأوة: صلب.

والقندأو: الجريء المقدم، التمثيل لسيبويه، والتفسير للسيرافي.

القاف والتاء والهمزة

تئق السقاء تأقاً، فهو تئق: امتلأ.

وأتأقه هو، قال النابغة:

شد الرواة بماء غير مشروب

 

ينحن نضح المزاد الوفر أتأقها

"ماء غير مشروب" يعني: العرق أراد: ينضحن بماء غير مشروب نضح المزاد الوفر.

ورجل تئق: ملآن غيظا أو حزنا أو سرورا.

وقيل: هو الضيق الخلق.

ومهر تئق: سريع.

وأتأق القوس: أغرق فيها السهم.

وفرس تئق: نشيط ممتلئ جريا، أنشد ابن الأعرابي:

مخلولق المتن سابحاً تئقا

 

وأريحياًّ عضباً وذا خصل

أريحي:منسوب إلى: أريح: أرض باليمن، إياها عنى الهذلي بقوله:

باء بكفى فلم أكـد أجـد

 

فلوت عنه سيوف أريح إذ

وقد تئق تأقاً.

وتئق الصبي وغيره تأقاً، وتأقة، عن اللحياني، فهو تئق: إذا اخذه شبه الفواق عند البكاء.

وقيل: هو أن يتضور ويكثر البكاء.

ومن كلام أم تأبط شراًّ أو غيرها: ولا أبته تئقا. وفي المثل: "أنت تئق وأنا مئق فكيف نتفق؟ " قال اللحياني: قيل: معناه: أنت ضيق وأنا خفيف فكيف نتفق؟ قال: وقال بعضهم: أنت سريع الغضب وأنا سريع البكاء فكيف نتفق؟ وقال اعرابي من عامر: أنت غضبان وأنا غضبان فكيف نتفق؟؟

القاف والثاء والهمزة

القثاء، والقثاء: معروف.

وأرض مقثأة، ومقثؤة: كثيرة القثاء.

وقد أقثأت الأرض.

وأقثأ القوم: كثر عندهم القثاء.

القاف والراء والهمزة

القرآن: التنزيل، وإنما قدمته على ما هو ابسط منه لشرفه.

قرأه يقرؤه ويقرؤه: الأخيرة عن الزجاج، قرأ، وقراءة، وقرآنا، الأولى عن اللحياني. فأما قوله:

سود المحاجر لا يقرأن بالسور

 

هن الحرائر لا ربات أحمـرة

فإنه أراد: لا يقرأن السور. فزاد الباء كقراءة من قرأ: -تنبت بالدهن- وقراءة من قرأ: -يكاد سنا برقه يذهب بالابصار- أي: تنبت الدهن، ويذهب الأبصار.

ورجل قارئ: من قوم قراء، وقرأه، وقارئين.

وأقرأ غيره.

قال سيبويه: قرأ، واقترأ، بمعنى، بمنزلة: علا قرنه واستعلاه.

وصحيفة مقروءة، لا يجيز الكسائي والفراء غير ذلك وهو القياس، وإنما ذكرته لأن أبا زيد حكى: صحيفة مقرية.

وقارأه مقارأة، وقراء، بغير هاء: دراسه.

واستقرأه: طلب إليه أن يقرأ.

وروي عن ابن مسعود: "تسمعت للقرأة فإذا هم متقارئون". حكاه اللحياني، ولم يفسره. وعندي: أن الجن كانوا يرومون القراءة.

ورجل قراء: حسن القراءة، من قوم قرائين، ولا يكسر.

والقارئ والمتقرئ، والقراء، كله: الناسك. وقوله:

بالحسن قلب المسلم القـراء

 

بيضاء تصطاد الغوى وتستبي

القراء: يكون من القراءة ويكون من التنسك، وهو أحسن.

وجمع القراء: قراؤون، وقرائئ، جاؤوا بالهمزة في الجمع لما كانت غير منقلبة بل موجودة في قرأت.

وتقرأ: تفقه.

وقرأ عليه السلام يقرؤه عليه، وأقرأه إياه: ابلغه.

والقرء، والقرء: الحيض والطهر، ضد، وذلك أن القرء: الوقت فقد يكون للحيض والطهر. والجمع أقراء، وقروء، الأخيرة عن اللحياني. ولم يعرفه سيبويه: أقراءً ولا أقرؤ،قال: استغنوا عنه بفعول. وفي التنزيل: -ثلاثة قروء- أراد: ثلاثة أقراء من قروء، كما قالوا: خمسة كلاب، يراد بها: خمسة من الكلاب، وكقوله:

خمس بنان قانئ الأظفارِ

أراد: خمسا من البنان، وقال الأعشى:

لما ضاع فيها من قروء نسائكا

 

موروثة مالا وفي الحي رفعة

وأقرأت المرأة، وهي مقرئ: حاضت، وطهرت.

وقرأت: إذا رأت الدم.

والمقرأة: التي ينتظر بها انقضاء أقرائها.

قال أبو عمرو بن العلاء: دفع فلان جاريته إلى فلانة تقرئها: أي تمسكها عندها حتى تحيض للاستبراء.

وقرئت المرأة: حبست حتى انقضت عدتها.

وقرأت الناقة والشاة تقرأ: حملت، قال:

هجان اللون لم تقرأ جنينا

وناقة قارئ، بغير هاء.

وما قرأت سلى قط: ما حملت ملقوحا، وقال اللحياني: معناه: ما طرحت.

وقرأت الناقة: ولدت.

وأقرأت الناقة والشاة: استقر الماء في رحمها.

وهي في قروتها، على غير قياس. والقياس: قرأتها.

وقرء الفرس: أيام وداقها، أو أيام سفادها. والجمع: أقراء.

وأقرأت النجوم: حان مغيبها.

وأقرأت الرياح: هبت لأوانها، قال:

إذا هبت لقارئها الرياح

أي: لوقتها. وهو عندي: من باب: "الكاهل" و"الغارب"، وقد يكون على طرح الزائد.

وأقرأ أمرك، وأقرأت حاجتك، قال بعضهم: دنا، وقال بعضهم: استأخر.

وقال بعضهم: أعتمت قراك أم أقرأته؟؟: أي أحبسته وأخرته.

وأقرأ من أهله: دنا.

وأقرا من سفره: رجع.

وقراة البلاد: وباؤها.

فأما قول أهل الحجاز: قرة البلاد، فإنما هو على حذف الهمزة المتحركة وإلقائها على الساكن الذي قبلها، وهو نوع من القياس، فأما إغراب أبي عبيد وظنه إياه لغة، فخطأ.

مقلوبه: - ر ق أ -

رقأت الدمعة رقأ، ورقوءا: جفت.

ورقأ الدم والعرق يرقأ رقأ،و رقوءا: ارتفع.

وأرقأه هو.

والرقوء: ما يوضع على الدم ليرقئه. وفي الحديث: "لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم ومهر الكريمة".

ورقأ ما بينهم يرقأ رقأ: أفسد، واصلح. فأما رفأ، بالفاء: فأصلح، عن ثعلب، وسيأتي ذكره.

وجل رقوء بين القوم: مصلح، قال:

رقوء لما بينهم مسمل

 

ولكنني رائب صدعهم

وأرقأ على ظلعك: أي الزمه وأربع عليه.

وقد يقال للرجل: ارقا على ظلعك: أي اصلح أولا امرك. فيقول: قد رقات رقا.

ورقأ في الدرجة رقأ: صعد، عن كراع، نادر، والمعروف: رقي.

مقلوبه: - أ ر ق -

الأرق: ذهاب النوم لعلة.

أرق أرقاً، فهو أرق، وآرق. فإذا كان ذلك عادته فهو أرق: لا غير.

وقد أرقه، قال:

متى انام لا يؤرقني الكرى

قال سيبويه: جزمه لأنه في معنى: إن يكن لي نوم في غير هذه الحال لا يؤرقني الكرى.

قال ابن جني: هذا يدلك من مذاهب العرب على أن الإشمام يقرب من السكون، وأنه دون روم الحركة. قال: وذلك لأن هذا الشعر من الرجز، ووزنه: متى أنا "مفاعلن" مُ لا يؤر، "مفاعلن"، رقني الكرى "مستفعلن" فالقاف من "يؤرقني"، بإزاء السين من "مستفعلن"، والسين كما ترى ساكنة. قال: ولو اعتددت بما في القاف من الإشمام حركة، لصار الجزء إلى "متفاعلن"، والرجز ليس فيه "متفاعلن" إنما يأتي في الكامل، قال: فهذه دلالة قاطعة على أن كرحة الإشمام لضعفها غير معتد بها، والحرف الذي هي فيه ساكن أو كالساكن، وأنها اقل في النسبة والزنة من الحركة المخفاة في همزة بين بين وغيرها. قال سيبويه: وسمعت بعض العرب يشملها الرفع، كأنه قال: متى أنا غير مؤرق: وأراد: الكرى، فحذف إحدى الياءين.

والأرقان، والأرقان، والإرقان: داء يصيب الزرع والنخل، قال:

كأن في ريطتيه نضح إرطان

 

ويترك القرن مصفراًّ اناملـه

وقد أرق، ومن جعل همزته بدلاً فحكمه الياء.

والإرقان: شجر بعينه، وقد فسر به البيت.

القاف واللام والهمزة

الألق، والألاق، والأولق: الجنون.

وقد ألقه الله يألقه ألقا.

ورجل مألوق. ومؤولق. قال:

فتركته ذفراً كريح الجورب

 

ومؤولق أنضجت كية رأسه

والمألوق: اسم فرس المحرش بن عمرو، صفة غالبة على التشبيه.

والأولق: الأحمق.

وألق البرق يألق أليقا، وتألق، وائتلق: اضاء، الأولى عن ابن جني، وقد عدى الأخير ابن احمر، قال:

ليجلوها فتأتلق العيونا

 

يلفقها بديبـاج وخـز

وقد يجوز أن يكون عداه بإسقاط حرف "أو" لأن معناه: تختطف.

ورجل إلاق: خداع متلون، شبه بالبرق الألق، قال النابغة الجعدي:

إلاق كبرق من الخلب

 

ولست بذي ملق كاذب

وبرق ألق: مثل خلب.

والألوقة: الزبدة.

وقيل: الزبدة بالرطب لتألقها: أي بريقها. وقد توهم قوم: أن الألوقة لما كانت هي اللوقة في المعنى، وتقاربت حروفهما من لفظهما وذلك باطل لأنها لو كانت من هذا اللفظ لوجب تصحيح عينها، إذا كانت الزيادة في اولها من زيادة الفعل، والمثال مثاله، فكان يجب على هذا أن تكون ألوقة، كما قالوا: في أثوب وأسوق وأعين وأنيب، بالصحة ليفرق بذلك بين الاسم والفعل.

ورجل إلق: كذوب سيئ الخلق.

وامرأة إلقة: كذوب سيئة الخلق.

والإلقة: السعلاة.

وقيل: الذئبة.

وامرأة إلقة: سريعة الوثب.

القاف والنون والهمزة

قنأ الشيء يقنأ قنوءاً: اشتدت حمرته، وقنأه هو.

وقال أبو حنيفة: قنأ الجلد قنوءاً: ألقى في الدباغ بعد نزع تحلئه، وقنأه صاحبه وقوله:

بقانئة انى مـن الـحـي أبـين

 

وما خفت حتى بين الشرب والأذى

هذا شريب لقوم يقول: لم يزالوا يمنعونني الشرب حتى احمرت الشمس.

وقنأت أطراف الجارية بالحناء: اسودت.

وقنأ لحيته: سودها.

والمقنأه، والمقنؤة: الموضع الذي لا تصيبه الشمس في الشتاء.

قال أبو حنيفة:و زعم أبو عمرو: أنها المكان الذي لا تطلع عليه الشمس. قال: ولهذا وجه، لأنه يرجع إلى دوام الخضرة، من قولهم: قنأ لحيته: إذا سودها. وقد انعمت شرح هذه الكلمة في الكتاب المخصص.

وأقنأني الشيء: امكنني ودنا مني.

مقلوبه: - ق أ ن -

القأن: شجر، يهمز ولا يهمز، وترك الهمز فيه اعرف.

مقلوبه: - أ ن ق -

أنق بالشيء، وأنق له أنقا، فهو به أنق: اعجب، قال:

لا أمن جليسه ولا أنق

 

إن الزبير زلق وزملق

وآنقني: اعجبي.

والأنق: حسن المنظر، وإعجابه إياك.

والأنق: النبات الحسن المعجب، سمي بالمصدر، قالت اعرابية: "يا حبذا الخلاء، آكل أنقى، والبس خلقى".

وقال الراجز:

جاء بنو عمك رواد الأنق

وقيل: الأنق: اطراد الخضرة في عينيك، لأنها تعجب رائيها.

وشيء أنيق: حسن معجب.

وتانق في أموره: تجود وجاء فيها بالعجب.

وتانق المكان: اعجبه.

وتانق: رأى شيئا اعجبه فعلقه لا يفارقه، قال ابن مسعود: "إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات أتأنقهن".

والأنوق: الرخمة.

وقيل: ذكر الرخم، وفي المثل:

لم يجده أراد بيض الانوق

 

طلب الابلق العقوق فلمـا

يجوز أن يعني به الرخمة، الانثى، وأن يعني به الذكر، لأن بيض الذكر معدوم. وقد يجوز أن يضاف البيض اليه، لأنه كثيراً ما يحضنها، وإن كان ذكرا كما يحضن الظليم بيضه، كما قال امرؤ القيس، أو أبو حية النميري:

لدى جؤجؤ عبلٍ مميثاء حوملا

 

فما بيضة بات الظليم يحفـهـا

مقلوبه: - أ ق ن -

الأقنة: الحفرة في الأرض.

وقيل: هي شبه حفرة تكون في ظهور القفاف وأعالي الجبال، ضيقة الرأس، قعرها قدر قامة أو قامتين خلقة وربما كانت مهواة بين شقين.

قال ابن الكلبي: بيوت العرب ستة: قبة من أدم، ومظلة من شعر، وخباء من صوف وبجاد من وبر، وخيمة من شجر، وأقنة من حجر.

القاف والفاء والهمزة

قفئت الأرض قفئاً: مطرت وفيها نبت فحمل عليه المطر فأفسده.

وقال أبو حنيفة: القفء: أن يقع التراب على البقل، فإن غسله المطر، وإلا فسد.

واقتفأ الخرز: أعاد عليه، عن اللحياني، قال: وقيل لامراة: إنك لم تحسني الخرز فاقتفئيه: أي اعيدي عليه واجعلي بين الكلبتين كلبة، كما تخاط البواري إذا اعيد عليها.

مقلوبه: - ف ق أ -

فقأ العين والبثرة ونحوهما: يفقؤهما فقأ، وفقأها فانفقأت، وتفقأت: كسرها.

وقيل: قلعها. عن اللحياني.

ومن مسائل الكتاب، تفقأت شحما: أي تفقأ شحمي، فنقل الفعل فصار في اللفظ لي، فخرج الفاعل في الأصل مميزا، ولا يجوز: عرقاً تصببت، وذلك أن هذا المميز هو الفاعل في المعنى، فكما لا يجوز تقديم الفعل على الفاعل، كذلك: لا يجوز تقديم المميز، إذ كان هو الفاعل في المعنى، على الفعل، هذا قول ابن جني.

قال: ويقال للضعيف الوادع: إنه لا يفقئ البيض.

وتفقأت البهمى: انشقت لفائفها عن نورها.

والفقء: السابياء التي تنفقئ عن رأس الولد. والجمع: فقوء.

وحكى كراع في جمعه: فاقياء،و هذا غلط، لأن مثل هذا لم يأت في الجمع. وأرى: الفاقياء: لغة في الفقء، كالسابياء، واصله: فاقئاء، بالهمز، فكره اجتماع الهمزتين، ليس بينهما إلا ألف فقلبت الأولى ياء.

وناقة فقأى: وهي التي ياخذها داء يقال له: الحقوة، فلا تبول ولا تبعر، وربما شرقت عروقها ولحمها بالدم فانتفخت، حتى تنفقئ كرشها.

وفي الحديث أن عمر رضي الله عنه قال في ناقة متكسرة: "ما هي بكذا ولا كذا ولا هي بفقئ فتشرق عروقها". التفسير لابن قتيبة حكاه الهروي في الغريبين.

والفقء: نقر في حجر أو غلظ يجتمع فيه الماء.

وقيل: هو كالحفرة تكون في وسط الأرض.

وقيل: الفقء: كالحفرة في وسط الحرة.

والفقئ: كالفقء، انشد ثعلب:

في صدره كالفقئ المطمئن

ورواه بعضهم: مثل الفقئ، على لفظ التصغير. وجمع الفقئ: فقآن.

والفقء: موضع.

مقلوبه: - ف أ ق -

الفائق: عظم في العنق.

وفئق فأقاً، فهو فق: اشتكى فائقه.

والفؤاق: الريح التي تخرج من المعدة: لغة في الفواق.

وقد فأق يفأق فؤاقاً.

وتفأق الشيء: تفرج، قال رؤبة:

أوفك حنوى قتب تفأقا

مقلوبه: - أ ف ق -

الأفق، والأفق: ما ظهر في نواحي الفلك وأطراف الأرض. وجمعه: آفاق.

وقيل: هي مهاب الرياح الأربعة: الجنوب والشمال والدبور والصبا.و قوله تعالى: -سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم- قال ثعلب: معناه: نري أهل مكة كيف يفتح على أهل الآفاق، ومن قرب منهم أيضا.

ورجل افقي، وافقي: منسوب إلى الأفق الأخيرة من شاذ النسب.

وأفق يأفق: ركب رأسه في الآفاق.

والأفق: ما بين الزرين المقدمين في رواق البيت.

والآفق: الذي قد بلغ الغاية في العلم وغيره من الخير.

وأفق يأفق أفقاً: غلب.

وأفق على أصحابه يأفق أفقا: افضل عليهم، عن كراع، وقول الأعشى:

بغبطته يعطي القطوط ويأفق

 

ولا الملك النعمان يوم لقيتـه

قيل: معناه: يفضل.و قيل يأخذ من الآفاق.

وفرس أفق: رائعة.

والأفيق: الجلد الذي لم يدبغ، عن ثعلب.

وقيل: الأفيق: الأديم حين يخرج من الدباغ مفروغا منه ثم أفيق.

والجمع: أفق، والأفق: اسم للجمع، وليس بجمع، لأن "فعيلا" لا يكسر عل "فعل".

وأرى ثعلبا قد حكى في الافيق: "الأفق"، على مال النبق، وفسره: بالجلد الذي لم يدبغ، ولست منه على ثقة.

وقال اللحياني: لا يقال في جمعه: "افق" البتة، وإنما هو "الأفق" بالفتح، فأفيق على هذا: له اسم جمع، وليس له جمعا.

وأفق الأديم: جعله أفيقا.

وأفق الطريق: سننه.

والأفقة: المرقة من مرق الإهاب.

والأفقة: الخاصرة. وجمعها: أفق. قال ثعلب: وهي الآفقة مثل: "فاعلة".

القاف والباء والهمزة

القبأة: حشيشة تنبت في الغلظ ولا تنبت في الجبل، ترتفع على الأرض قيس الإصبع أو اقل، يرعاها المال، وهي أيضا: القباة كذلك حكاها أهل اللغة، وعندي: أن القباة في القباة، كالكماة في الكمأة والمراة في المرأة.

مقلوبه: - ق أ ب -

قأب الطعام: أكله.

وقأب الماء: شربه.

وقأب من الشراب قأبا: تملأ.

ورجل مقأب، وقؤوب: كثير الشرب.

مقلوبه: - أ ب ق -

ابق العبد يابق، ويابق ابقا، وإباقاً، فهو آبق. وجمعه: أباق.

وأبق، وتابق: استخفى ثم ذهب، قال الأعشى:

ولكن اتاه الموت لا يتابق

وتابقت الناقة: حبست لبنها.

والأبق: القنب.

وقيل: قشره.

وقيل: الحبل منه.

والأبق: الكتان، عن ثعلب.

وأباق: رجل من رجازهم، وهو يكنى: أبا قريبة.

القاف والميم والهمزة

قمأ الرجل وغيره، وقمؤ قمأة، وقمأة، لا يعني بقمأة هاهنا المرة الواحدة البتة: ذل وصغر.

ورجل قمئ: ذليل.

والجمع: قماء وقمآء، الأخيرة جمع عزيز، والأنثى: قميئة.

وقمأت المرأة قماءة، ممدود: صغر جسمها.

وقمأت الماشية قموءا، وقموءة، وقمأ، وقموءت قماءة، وقماء وقمأ، وأقمأت: سمنت.

وقمأت الإبل بالمكان: أقامت به، واعجبها خصبه وسمنت فيه.

والقمء: المكان الذي تقيم فيه الناقة والبعير حتى يسمنها. وكذلك: المرأة والرجل.

وإنهم لفي قمأة، وقمأة، على مثال قمعة: أي خصب ودعة.

وتقمأ الشيء: اخذ خياره، حكاه ثعلب. وانشد:

مما تقماته من لذة وطرى

وما قامأتهم الأرض: أي ما وافقتهم، والاعرف ترك الهمزة.

مقلوبه: - م أ ق -

المأقة: الحقد.

والمأقة: ما يأخذ الصبي بعد البكاء.

مئق مأقا، فهو مئق.

وقال اللحياني: مئقت المرأة مأقةً: إذا اخذها شبه الفواق عند البكاء قبل أن تبكي.

ومئق الرجل: كاد يبكي من شدة الغضب أو بكى.

وقيل: بكى واحتد.

وأمأق: دخل في المأقة: كما تقول: أكأب: دخل في الكأبة.

وأمتأق إليه بالبكاء: اجهش إليه به.

ومؤوق العين، وموقها، ومأقها، ومؤقيها، ومأقيها: مؤخرها. وقيل: مقدمها.

وجمع المؤق، والموق، والمأق: آماق.

وجمع المؤقى، والمأقى: مآق، على القياس وفي وزن هذه الكلمة وتصاريفها وضروب جمعها تعليل دقيق، وقد أبنته في الكتاب المخصص بغاية الشرح.

ومؤقئ العين، وماقئها: مؤخرها.

وقيل: مقدمها.

مقلوبه: - أ م ق -

أمق العين: كمؤقها.

القاف والشين والياء

الشاقي: حيد من الجبل طويل لا يستطاع ارتقاؤه. والجمع: شقيان.

وشقي ناب البعير يشقى شقياً: طلع وظهر: كشقأ.

مقلوبه: - ش ي ق -

الشيق: شعر ذنب الدابة.

والشيق: البرك، واحدته: شيقة.

والشيق: سفع مستوٍ دقيق في الجبل لا يستطاع ارتقاؤه.

وقيل: هو أعلى الجبل، قال أبو ذؤيب الهذلي:

فأصبح يقترى مسداً بشيق

القاف والضاد والياء

القضاء: الحكم.

قضى عليه يقضي قضاء، وقضية، الأخيرة مصدر كالاولى.

والاسم: القضية فقط.

وقضى الشيء قضاءً: صنعه، وفي التنزيل: -فاقض ما أنت قاض- قال أبو ذؤيب:

داوود أو صنع السوابغ تبع

 

وعليهما مسرودتان قضاهما

والقضاء: الحتم، وقوله تعالى: -و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه-: أي أمر وحتم، وقال: -فلما قضينا عليه الموت-.

وقضى عليه عهداً: اوصاه وانفذه، ومنه قوله تعالى: -و قضينا إلى بني اسرائيل-: أي عهدنا وقوله تعالى: -و لا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه-: أي من قبل أن يبين لك بيانه.

والقاضية: الموت.

وقد قضى قضاء، وقضي عليه،و قوله:

وأخفي الذي لولا الأسى لقضاني

 

تحن فتبدي ما بها من صـبـابة

معناه: قضى علي. وقوله انشده ابن الأعرابي:

سم ذراريح جهيزاً بالقضى

فسره فقال: القضى: الموت القاضي، فإما أن يكون أراد القضي، فحذف إحدى الياءين كما قال:

إن مطاياك لمن خير المطي

 

ألم تكن تحلف بالله العـلـي

وقضى نحبه: مات، وقوله انشده يعقوب للكميت:

وذا رمق منها يقضى وطافسا

إما أن يكون في معنى: "يقضى"، وإما أن يكون الموت اقتضاه فقضاه دينه، وعليه قول القطامي:

إذا الصراري من اهواله ارتسمـا

 

في ذي جلول يقضى الموت صاحبه

أي يقضي الموت ما جاءه يطلب منه، وهو نفسه.

وقضى الغريم دينه قضاء: اداه إليه.

استقضاه: طلب إليه أن يقضيه.

وتقاضاه الدين: قبضه منه، قال:

تقاضاه شيء لا يمل التقاضيا

 

إذا ما تقاضى المرء يوم وليلة

أراد: إذا ما تقاضى المرء نفسه يوم وليلة.

وجرل قضي، سريع القضاء، يكون من قضاء الحكومة ومن قضاء الدين.

وقضى وطره: أتمه وبلغه.

وقضاه: كقضاه، وقوله انشده أبو زيد:

وعن حوج قضاؤها من شفائيا

 

لقد طال ما لبثتني عن صحابتي

هو عندي: من "قضى". ككذاب من "كذب" ويحتمل أن يريد: اقتضاؤها، فيكون من باب: "قتال"، كما حكاه سيبويه: في "اقتتال".

وانقضاء الشيء، وتقضيه: فناؤه وانصرامه، قال:

وقربوا للبين والتقضي

من كل عجاج ترى للغرض

خلف رحى حيزومه كالغمض

أي: كالغمض الذي هو بطن الوادي، فيقول: ترى للغرض في جنبه اثرا عظيما كبطن الوادي.

والقضاة: الجلدة الرقيقة التي تكون على وجه الصبي حين يولد.

والقضة: نبتة سهلية، وجمعها: قضى، وإنما قضينا بأن لامها ياء لعدم: ق ض و، ووجود ق ض ي.

مقلوبه: - ق ي ض -

القيض: قشرة البيضة العليا اليابسة.

وقيل: هي التي خرج فرخها أو ماؤها كله.

والمقيض: موضعها.

وتقيضت البيضة: تكسرت فصارت فلقاً.

وانقاضت: تشققت ولم تفلق.

وقاضها الفرخ قيضا: شقها.

وقاض البئر في الصخرة قيضاً: جابها.

وبئر مقيضة: كثيرة الماء.

وتقيض الجدار والكثيب، وانقاض: تهدم وانهال.

وانهالت الركية: تكسرت.

وقايض الرجل مقايضة: عارضه بمتاع وهما قيضان.

وباعه فرساً بفرسين قيضين.

وقيض الله له قرينا: هيأه وسببه من حيث لا يحتسبه، وفي التنزيل: -و قيضنا لهم قرناء- وفيه: -و من يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا-.

واقتاض الشيء: استاصله، قال الطرماح:

ض حماهم والحرب ذات اقتياض

 

وجنبنا اليهم الـخـيل فـاقـتـي

والقيض: حجر تكوى به الإبل من النحاز، يؤخذ حجر صغير مدور فيسخن، ثم يصرع البعير النحز فيوضع الحجر على رحبييه، قال الراجز:

لحواً لو أن الشيب يدمي لدمـا

 

لحوت عمرا مثل ما تلحى العصا

مواضع الناحز قد كان طـنـى

 

كيك بالقيض قد كـان حـمـى

مقلوبه: - ض ي ق -

الضيق: نقيض السعة.

ضاق الشيء ضيقا، وضيقا، وتضيق، وتضايق، وضيقه هو.

وحكى ابن جني: أضاقه.

ومكان ضيق، وضيق، وضائق، وفي التنزيل: -فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك.

وهو في ضيق من امره،و ضيق.

والضيق، والضيق: الشك: يكون في القلب،من قوله تعالى: -و لا تك في ضيق مما يمكرون-.

والمضيق: ما ضاق من الأماكن والأمور، قال:

ضنك ولكن من له بالمضيق

 

من شاء دلى النفس في هوة

أي: بالخروج من المضيق.

وقالوا: هي الضيقى، والضوقى، على حد ما عتور هذا النحو من المعاقبة.

وقال كراع: اضوقي: جمع ضيقة، ولا ادري كيف ذلك؟ لأن "فعلى" ليست من أبنية الجموع إلا أن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء كبهماة وبهمى.

والضيقة: ما بين كل نجمين.

والضيقة: كوكبان كالملتزقين، صغيران بين الثريا والدبران.

وضيقة: منزلة للقمر يلزق الثريا مما يلي الدبران، وهو مكان نحس، قال الاخطل:

بضيقة بين النجم والدبـران

 

فهلا زجرت الطير ليلة جئته

والضيقة: الفقر.

القاف والصاد والياء

قاص الضر من قيصاً، وتقيص، وانقاص: انشق طولا فسقط، وقيل: هو انشقاقه كان طولا أو عرضا. قال أبو ذؤيب:

لكل أناس عثـرة وجـبـور

 

فراق كقيص السن فالصبر إنه

وقيل: قاص: تحرك، وانقاص: انشق.

وانقاصت الركية وغيرها: انهارت. وقد تقدم ذلك في الضاد.

مقلوبه: - ص ي ق -

الصيق، والصيقة: الغبار الجائل في الهواء.

والصيق: الريح المنتنة من الناس والدواب.

والصيق: بطن منهم.

القاف والسين والياء

قسى: موضع، قال ابن احمر:

تهادى الجربياء به الجنينـا

 

بحو من قسى ذفر الخزامي

وقساء: موضع أيضا.

وقد قيل: هو قسى بعينه، فإن قلت: فلعل "قسى" مبدل من "قساء" والهمزة فيه هو الأصل، قيل: هذا حمل على الشذوذ، لأن ابدال الهمز شاذ، والأول أقوى، لأن ابدال حرف العلة همزة إذا وقع طرفا بعد ألف زائدة هو الباب.

مقلوبه: - ق ي س -

قاس الشيء قيسا، وقياسا، واقتاسه، وقيسه: قدره، قال:

مقدرات ومخيطاته

 

فهن بالايدي مقيساته

والمقياس: ما قيس به.

والقيس، والقاس: القدر، يقال: قيس رمح، وقاسه.

وتقايس القوم: ذكروا مآثرهم.

وقايسهم إليه: قاسهم به، قال:

وإن كرموا لم يستطعنا المقايس

 

إذا نحن قايسنا الملوك إلى العلا

ومن كلامهم: إن الليل لطويل ولا اقيس به، عن اللحياني: أي لا أكون قياسا لبلائه، قال: ومعناه: الدعاء.

والقيس: الشدة، ومنه: امرؤ القيس: أي رجل الشدة.

والقيس: الذكر، عن كراع، وأراه كذلك، قال:

إذا نام العيون سرت عليكا

 

دعاك الله من قيس بافعى

وقيس: اسم والجمع: أقياس، انشد سيبويه:

وقيس بن أهبان وقيس بن خالد

 

ألا ابلغ الأقياس قيس بن نوفل

وكذلك: مقيس، قال:

إذا النفساء أصبحت لم تخرس

 

لله عينا من رأى مثل مقـيس

وقيس: قبيل.

وحكى سيبويه: تقيس الرجل: انتسب إليها.

وأم قيس: الرخمة.

مقلوبه: - س ق ي -

سقاه سقياً، وسقاه، وأسقاه.

وقيل سقاه بالشفة، وأسقاه: دله على موضع الماء.

سيبويه: سقاه، وأسقاه: جعل له ماء أو سقياً فسقاه، ككساه. وأسقى: كألبس.

أبو الحسن: يذهب إلى التسوية بين "فعلت" و"أفعلت"، وأن "أفعلت" غير منقولة من "فعلت" لضرب من المعاني، كنقل "أدخلت".

وفي الدعاء: سقياً له ورعياً.

وسقاه ورعاه: قال له: سقياً ورعياً.

والسقي: ما اسقاه إياه.

وكم سقى أرضك؟: أي كم حظها من الشرب؟ وقد اسقاه على ركيته.

واسقاه نهرا: جعله له سقياً.

والمسقاة، والمسقاة، والسقاية: موضع السقي.

والسقاية: الإناء يسقى به.

وقال ثعلب: السقاية، هو الصاع والصواع بعينه.

والسقاء: جلد السخلة إذا اجذع، ولا يكون إلا للماء، انشد ابن الأعرابي:

عليهن إلا وخدهن سـقـاء

 

يجبن بنا عرض الفلاة وما لنا

الوخد: سير سهل: أي لا نحتاج إلى سقاء للماء، لأنهن يردن بنا الماء وقت حاجتنا اليه، وقبل ذلك.

والجمع: أسقية، وأسقيات، وأساق.

وأسقاه سقاء: وهبه له.

واسقاه إهاباً: أعطاه إياه ليتخذ منه سقاء.

ورجل ساق من قوم سقي.

وسقاء، وسقاء، على التكثير، من قوم سقائين والأنثى: سقاءة، وسقاية، الهمزة على التذكير، والياء على التانيث، كشقاء وشقاوة.

وفي المثل: "اسق رقاش إنها سقايه" ويروى: سقاءة.

واستقى الرجل، واستسقاه: طلب منه السقي.

واستقى من النهر والبئر: اخذ من مائهما، وقول القائل: فجعلوا المران أرشية الموت فاستقوا بها ارواحهم، إنما استعاره، وإن لم يكن هنالك ماء ولا رشاء ولا استقاء.

وتسقى الشيء: قبل السقي. وقيل: ثرى، انشد ثعلب للمرار الفقعسي:

إلى برد شهد بهن مـشـوب

 

هنيئا لخوط من بشام تـرفـه

بنان كهداب الدمقس خضـيب

 

بما قد تسقى من سلاف وضمه

وزرع سقي: يسقى بالماء.

والمسقوي: كالسقي، حكاه أبو عبيد، كأنه نسبه إلى مسقى، كمرمى، ولا يكون منسوبا إلى مسقي، لأنه لو كان كذلك لقال: مسقى. وقد صرح سيبويه بذلك.

والسقي: المسقي.

والسقي: البردي، واحدته: سقيه، سمي بذلك لنباته في الماء أو قريبا منه، قال امرؤ القيس:

وساق كأنبوب السقي المذلل

 

وكشح لطيف كالجديل مخصر

والسقي، والسقي: ماء يقع في البطن، وانكر بعضهم الكسر.

وقد سقى بطنه، واستسقى، وأسقاه الله.

والسقي: جلدة فيها ماء اصفر، تنشق عن رأس الولد عند خروجه.

وسقى العرق: أمد فلم ينقطع.

واسقى الرجل: اغتابه، قال ابن احمر:

ولا أرى من فارقت اسقى سقائبا

 

ولا علم لي ما نوطة مستـكـنة

وسقي قلبه عداوة: أشرب.

وسقىالثوب، وسقاه: أشربه صبغاً.

واستقى الرجل، واستسقى: تقيأ، قال رؤبة:

فاستسقين بثمر القسقاس

 

وكنت من دائك ذا اقلاس

مقلوبه: - ي س ق -

الأياسق: القلائد، لا اعرف لها واحدا، إلا أن يكون واحدها: الأيسق.

القاف والزاي والياء

القزي: اللقب، عن كراع، لم يحكه غيره.

مقلوبه: - ز ق ي -

زقي الطائر والهامة زقياً، وزقياًّ، وزقياًّ، وزقاء: وكذلك: الصبي: إذا اشتد بكاؤه.

وقد أزقاه هو، قال:

فقد أزقيت بالمروين هاما

 

فإن تك هامةٌ بهراة تزقو

وزقية: موضع. قال أبو ذؤيب:

بزقية لا يهد ولا يحـيب

 

يقولوا قد رأينا خير طرف

مقلوبه: - ز ي ق -

تزيقت المرأة: تزينت وتلبست.

وزيق الشيطان: لعاب الشمس في الهواء.

والزيق: ما كف من جانبي الجيب.

وزيق: اسم فارسي معرب. قال:

يا زيق ويحك من انكحت يا زيق