باب الثنائي المضاعف من المعتل: الفرع الثاني

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء السادس

حرف القاف

الفرع الثاني

 

القاف والطاء والياء

القطى: داء يأخذ في العجز، عن كراع.

وتقطعت الدلو: خرجت من البئر قليلا قليلا، عن ثعلب، وانشد:

توزغ من ملء كإيزاغ الفرس

 

قد انزع الدلو تقطى في المرس

والقطيات: لغة في القطوات.

وقطيات: موضع.

القاف والدال والياء

القادية، من الناس: أول ما يطرأ عليك.

وقد قدت قدياً.

وقيل: قدت قادية: إذا أتى قوم قد اقحموا من البادية.

وتقدى به بعيره: أسرع.

والقدية: الهدية.

وهو مني قدى رمح: أي قدره، كأنه مقلوب من: "قيد".

مقلوبه: - ق ي د -

القيد، معروف. والجمع: أقياد، وقيود.

وقد قيده.

وفس قيد الاوابد: أي أنه لسرعته كأنه يقيد الأوابد، وهي الحمر الوحشية بلحاقها، قال سيبويه هو نكرة وإن كان بلفظ المعرفة، وأنشد قول امرئ القيس:

طراد لهوادي كل شأو مغرب

 

بمنجرد قـيد الأوابـد لاحـه

قال ابن جني: أصله: تقييد الأوابد، ثم حذف زيادتيه، فجاء على الفعل، وإن شئت قلت: وصف بالجوهر لما فيه من معنى الفعل، نحو قوله:

لرحت وأنت غربال الإهاب

 

فلولا الله والمهر المـفـدى

وضع "غربال":موضع: "المخرق".

ومقيدة الحمار: الحرة، لأنها تعقله فكأنها قيد له، قال:

سيوف بني مقيدة الحمـار

 

لعمرك ما خشيت على عدى

سيوف القوم أو إياك حـار

 

ولكني خشيت علـى عـدي

عنى: ببني مقيدة الحمار: العقارب، لأنها هناك تكون.

والقيد: ما ضم العضدتين المؤخرتين من اعلاهما من القد.

والقيد: القد الذي يضم العرقوتين من القتب.

وقيود الأسنان: عمورها، وهي: الشف السابلة بين الاسنان، شبهت بالقيد.

وإبل مقاييد: مقيدة، حكاه يعقوب، وليس بشيء، لأنه إذا ثبت "مقيدة"، فقد ثبت "مقاييد".

والقيد من سمات الإبل: وسم مستطيل مثل القيد في عنقه ووجهه وفخذه، عن أبي حبيب، من تذكرة أبي علي.

وقيد العلم بالكتاب: ضبطه.

وكذلك: قيد الكتاب بالشكل، وكلاهما على المثل.

والمقيد من الشعر: خلاف المطلق.

قال الأخفش: المقيد على وجهين: إما مقيد قد تم، نحو قوله:

وقاتم الاعماق خاوى المخترق

قال: فإن زدت فيه حركة كان فضلاً على البيت. وإما مقيد قد مد عما هو اقصر منه، نحو: "فعول" في آخر المتقارب، مد عن "فعل" فزيادته على "فعل" عوض له من الوصل.

وهو مني قيد رمح، وقاد رمح: أي قدره. والقيدة: الناقة التي يستتر بها من الرمية ثم ترمى، عن ثعلب.

وابن قيد: من رجازهم، عن ابن الأعرابي.

القاف والظاء والياء

القيظ: صميم الصيف، وهو من طلوع النجم إلى طلوع سهيل، اعني بالنجم: الثريا، والجمع: أقيلظ، وقيوظ.

وعامله مقايظة، وقيوظا: أي لزمن القيظ، الأخيرة غريبة.

وكذلك: استأجره مقايظة، وقياظا، وقول امرئ القيس، انشده أبو حنيفة:

ومحروت الجمـال

 

قايضننا ياكلن فيناقداً"م"

إنما أراد: قظن معنا.

وقولهم: اجتمع القياظ: إنما هو، على سعة الكلام، وحقيقته: اجتمع الناس في القيظ، فحذفوا إيجازا واختصارا ولأن المعنى قد علم، وهو نحو قولهم: اجتمعت اليمامة، يريدون: أهل اليمامة.

وقد قاظ يومنا.

وقاظوا بموضع كذا،و قيظوا، واقتاظوا: اقاموا زمن قيظهم. قال توبة بن الحمير:

وتقتاظ من بطن العقيق السواقيا

 

تربع ليلى بالمضيح فالحـمـى

واسم الموضع: المقيظ، والمقيظ. قال ابن الأعرابي: لا مقيظ بأرض لا بهمى فيها: أي لا مرعى في القيظ.

والمقيظة: نبات يبقى اخضر إلى القيظ، تكون علقة للإبل إذا يبس ما سواه.

والمقيظة من النبات: الذي تدوم خضرته إلى آخر القيظ وإن هاجت الأرض وجف البقل.

وقيظني الشيء: كفاني لقيظي، ومنه حديث عمر رضي الله عنه: "إنما هي اصوع لا يقيظن بني". وقال:

مقيظ مصيف مشتـى

 

ومن يك ذابت فهذا بتي

مقلوبه: - ي ق ظ -

اليقظة: نقيض النوم.

وقد استيقظ، وأيقظه، واستيقظه، قال أبو حية النميري:

بمعبوءة وافى بها الهند رادع

 

إذا استيقظته شم بطناً كـأنـه

ورجل يقظ، ويقظ، كلاهما على النسب، والجمع: أيقاظ.

وأما سيبويه فقال: لا يكسر "يقظ" لقلة "فعل" في الصفات، وإذا قل بناء الشيء قل تصرفه في التكسير، وإنما "أيقاظ" عنده جمع: "يقظ"، لأن "فعلا" في الصفات اكثر من "فعل".

ورجل يقظان: كيقظ. والأنثى: يقظى. والجمع: يقاظ.

واستيقظ الخلخال والحلي: صوت، كما يقال: نام: إذا انقطع صوته من امتلاء الساق، قال طريح:

وجرى الوشاح على كثيب أهيل

 

نامت خلاخلها وجال وشاحـهـا

عقدت على جيد الغزال الأكحل

 

فاستيقظت منها قلائدها الـتـي

ويقظة، ويقظان: اسمان.

القاف والذال والياء

القذى: ما يقع في العين وما ترمي به.

وجمعه: أقذاء، وقذى، قال أبو نخيلة:

مثل القذى يتبع القذيا

والقذاة: كالقذى، وقد يجوز أن تكون القذاة: الطائفة من القذى.

وقذيت عينه قذى، وقذيا، وقذيانا: وقع فيها القذى، أو صار فيها.

وقذت قذيا، وقذيانا، وقذيا، وقذى: قذفت بالغمص والرمص، هذا قول اللحياني.

وقذى عينه، واقذاها: ألقى فيها القذى.

وقذاها، مشدد لا غير: اخرجه منها.

وقال اللحياني: قذيت عينه: أخرجت ما فيها من قذى أو كحل، فلم يقصره على القذى.

وعين مقذية: خالطها القذى.

واقتذاء الطير: فتحها عيونها وتغميضها كأنها تجلى بذاك قذاها ليكون ابصر لها، وقد اكثرت العرب تشبيه لمع البرق به فقال شاعرهم:

فهيجت أسقاماً وأنـت سـلـيم

 

لمحت اقتذاء الطير والقوم هجع

وقال حميد بن ثور:

سراج إذا ما يكشف الليل أظلما

 

خفى كاقذاء الطير وهناً كأنـه

والقذى: ما يسقط في الشراب من ذباب أو غيره.

وقال أبو حنيفة: القذى: ما يلجأ إلى نواحي الإناء فيتعلق به.

وقد قذى الشراب قذى، قال الاخطل:

ء ولا بذباب قـذفـه ايسـر الأمـر

 

وليس القذى بالعود يسقط فـي الإنـا

ترامت به الغيطان من حيث لا ندري

 

ولكـن قـذاهـا زائر لا نـحـبـه

والقذى: ما هراقت الناقة والشاة من ماء ودم قبل الولد وبعده.

وقال اللحياني: هو شيء يخرج من رحمها بعد الولادة، وقد قذت.

وحكى اللحياني: أن الشاة تقذى عشراً بعد الولادة ثم تطهر، فاستعمل الطهر للشاة.

وقذت الأنثى تقذى: إذا أرادت الفحل فالقت من مائها، يقال: كل فحل يمنى وكل أنثى تقذى.

والقاذية: أول ما يطرأ عليك من الناس. وقيل: هم القليل.

وقد قذت قذيا.

وقيل: قذت قاذية: إذا أتى قوم من أهل البادية قد اقحموا. وهذا يقال بالذال والدال.

القاف والراء والياء

القرية: والقرية: المصر الجامع، وقوله تعالى: -و اسأل القرية التي كنا فيها- قال سيبويه: هذا مما جاء على اتساع الكلام والاختصار، وإنما يريد: أهل القرية، فاختصر، وعمل الفعل في القرية كما كان عاملا في الأهل لو كان هاهنا، قال ابن جني: في هذا ثلاث معان: الاتساع،و التشبيه، والتوكيد.

أما الاتساع: فلأنه استعمل لفظ السؤال مع ما لا يصح في الحقيقة سؤاله، ألا تراك تقول: وكم من قرية مسؤولة، وتقول: القرى وتسآلك، كقولك: أنت وشأنك، فهذا ونحوه اتساع.

وأما التشبيه: فلأنها شبهت بمن يصح سؤاله لما كان بها ومؤالفا لها.

وأما التوكيد: فلأنه في ظاهر اللفظ إحالة بالسؤال على من ليس عادته الإجابة، فكانهم تضمنوا لأبيهم عليه السلام أنه إن سأل الجمادات والجمال أنبأته بصحة قولهم، وهذاتناه في تصحيح الخبر، أي: لو سألتهم لأنطقها الله بصدقنا، فكيف لو سألت مَنْ مِنْ عادته الجواب!! والجمع: قرى، وقوله تعالى: -و جعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة- قال الزجاج: القرى المبارك فيها: بيت المقدس.

وقيل: الشام، وكان بين سبأ والشام قرى متصلة، فكانوا لا يحتاجون من وادي سبأ إلى الشام إلى زاد، وهذا عطف على قوله تعالى: -لقد جعلنا لسبأ أية جنتان- و: -و جعلنا بينهم...-.

والنسب إلى قرية: قرئي، في قول أبي عمرو، وقروي، في قول يونس، وقول بعضهم: ما رأيت قروياًّ أفصح من الحجاج، إنما نسبه إلى القرية التي هي المصر.

وقول الشاعر، انشده ثعلب:

وفوقاه سمن والنضى سويق

 

رمتني بسهم ريشه قـروية

فسره فقال: القروية: التمرة، وعندي: أنها منسوبة إلى القرية، التي هي المصر، أو إلى وادي القرى.

ومعنى البيت: أن هذه المرأة أطعمته هذا السمن بالسويق والتمر.

وأم القرى. مكة، لأن أهل القرى يؤمونها: أي يقصدونها.

وقرية النمل: ما تجمعه من التراب.

والجمع: قرى، وقول أبي النجم:

من حسك التلع ومن خافورها

 

وأتت النمل القرى بعـيرهـا

والقارية والقارات: الحاضرة الجامعة.

وقرى الماء في الحوض قريا، وقرى:جمعه.

واسم ذلك الماء: القرى، بالقصر والكسر.

والمقراة: الحوض العظيم يجتمع فيه الماء.

وقيل: المقراة، والمقرى: كل ما اجتمع فيه الماء من حوض وغيره.

والمقراة، والمقري: إناء يجمع فيه الماء.

وقرت الناقة جرتها: جمعتها في شدقها. قال اللحياني: وكذلك البعير والشاة والضائنة والوبر، وكل ما اجتر.

والمدة تقرى في الجرح: تجتمع.

واقرت الناقة وهي مقر: اجتمع الماء في رحمها.

والقرى: مسيل الماء من التلاع.

وقال اللحياني: القرى: مدفع الماء من الربو إلى الروضة. هكذا قال: الربو، بغير هاء.

والجمع: أقرية، وأقراء، وقريان، وهو الأكثر.

وقرى الضيف قرى، وقراء: أضافه.

واستقراني، واقتراني، وأقراني: طلب مني القرى.

وإنه لقرى للضيف، والأنثى: قرية، عن اللحياني.

وكذلك إنه لمقري للضيف، ومقراء. والأنثى مقراة، ومقراء، الأخيرة عن اللحياني.

والمقراة: القصعة التي يقرى الضيف فيها.

والمقاري: القدور، عن ابن الاعرابي، وانشد:

وتيمن في المقاري والحبـال

 

ترى فصلانهم في الورد هزلى

يعني: أنهم يسقون ألبان أمهاتها عن الماء، فإذا لم يفعلوا ذلك كان عليهم عارا، وقوله:

وتسمن في المقاري والحبال

أي انهم إذا نحروا لم ينحروا إلا سمينا، وإذا وهبوا لم يهبوا إلا كذلك، كل ذلك عن ابن الأعرابي.

وقال اللحياني: المقري، مقصور بغير هاء: كل ما يؤتى به من قرى الضيف من قصعة أو جفنة أو عس، قال: تقول العرب: لقد قرونا في مقرى صالح.

وقوله انشده ابن الأعرابي:

وأقضى قروض الصالحين وأقترى

فسره فقال: أني أزيد عليهم سوى قرضهم!! والقرية: أن يؤتى بعودين طولهما ذراع، ثم يعرض على اطرافهما عويد يؤسر اليهما من كل جانب بقد فيكون ما بين العصيتين قدر أربع أصابع، ثم يؤتى بعويد فيه فرض فيعرض في وسط القرية، ويشد طرفاه إليها بقد، فيكون فيه رأس العمود. هكذا حكاه يعقوب.

وعبر عن القرية بالمصدر الذي هو قوله: "أن يؤتى..." وكان حكمه أن يقول: القرية: عودان طولهما ذراع يصنع بهما كذا.

وقريت الكتاب: لغة في: قرأت، عن أبي زيد، قال: ولا يقولون في المستقبل: إلا يقرأ.

وحكى ثعلب: صحيفة مقرية، فدل هذا على أن "قريت" لغة، كما حكى أبو زيد، وعلى أنه بناها على: "قريت المغيرة" بالإبدال عن "قرئت" وذلك أن "قريت" لما شاكلت لفظ قضيت، قيل: مقرية، كما قيل: مقضية.

والقارية: حد الرمح والسيف، وما أشبه ذلك.

وقيل: قارية السنان: أعلاه وحده.

والقارية: طائر اضر اللون، اصفر المنقار، طويل الرجل، قال ابن مقبل:

سنا والقواري الخضر في الدجن جنح

 

لبرق شام كلمـا قـلـت قـد ونـى

وقيل: القارية: طير خضر تحبها الأعراب، يشبهون الرجل السخي بها.

وإنما قضيت على هاتين الياءين أنهما وضع، ولم اقضي عليهما أنهما منقلبتان عن واو، لأنهما لام، والياء لاماً اكثر منها واوا.

وقري: اسم رجل، قال ابن جني: تحتمل لامه أن تكون من الياء ومن الواو ومن الهمزة، على التخفيف.

والقرية: الحوصلة.

وابن القرية: مشتق منه.

وهذان قد يكونان ثنائيين. فلا يكون هذا بابهما.

مقلوبه: - ق ي ر -

القير، والقار: شيء اسود تطلى به الإبل والسفن.

وقيل: هو الزفت.

وقد قير الحب والزق.

والقار: شجر مر، قال بشر بن أبي خازم:

وما فيها لهم سلـع وقـار

 

يسومون الصلاح بذات كهف

وحكى أبو حنيفة عن ابن الأعرابي: هذا أقير من ذاك: أي أمر.

ورجل قيور: خامل النسب.

وقيار: اسم رجل.

وهو أيضا: اسم فرس، قال ضابيء البرجمي:

فإني وقيارا بها لـغـريب

 

فمن يك أمسى بالمدينة رحله

مقلوبه: - ر ق ي -

رقى إلى الشيء رقياًّ، ورقوا، وارتقى، وترقى: صعد.

ورقى غيره، انشد سيبويه للأعشى:

ورقيت أسباب السماء بسلـم

 

لئن كنت في جب ثمانين قامةً

والمرقاة، والمرقاة: الدرجة، ونظيره: مسقاة ومسقاة، ومثناة ومثناة: للحبل.

ومبناة، ومبناة: للعيبة أو النطع.

والرقية: العوذة، قال عروة:

ولا رقية إلا بها رقيانـي

 

فما تركا من عوذة يعرفانها

وقد رقاه رقياً، ورقياً.

ورجل رقاء: صاحب رقي.

وارق على ظلعك: أي الزمه وأربع عليه.

ويقال للرجل: ارق على ظلعك: أي اصلح اولاً امرك، فيقول: قد رقيت، بكسر القاف، رقياً.

ومرقيا الأنف: حرفاه، عن ثعلب، كأنه منه ظن، والمعروف: مرقأ الأنف.

مقلوبه: - ر ي ق -

راق الماء يريق ريقا، انصب. حكاه الكسائي، وأراقه هو، وهراقه، على البدل، عن اللحياني، وقال: هي لغة يمانية ثم فشت في مضر، والمستقبل: أهريق، والمصدر: الإراقة، والهراقة. قال مرة: أريقت عينه دمعاً، وهريقت، وفي الحديث: "كأنما تهراق الدماء".

وراق السراب ريقا: جرى.

وريقة الفم، وريقه: لعابه.

وجمع الرياق: أرياق، ورياق، قال القطامي:

شمل الرياق وخالط الأسنانا

 

وكأن طعم مدامه عـانـية

ورجل ريق، وعلى الريق: أي لم يفطر.

والماء الرائق: الذي يشرب على الريق.

وأكلت خبزا ريقا: أي بغير إدام.

وجاء فلان رائقا: أي بلا شيء، حكاه سيبويه.

وقال ابن الأعرابي: معناه: جاء غير محمود المجيء.

وراق الرجل يريق: إذا جاد بنفسه عند الموت.

وريق الشباب: أوله، وقيل: إنما أصله الواو.

وريق الليل: اوله، قال العجاج:

وريق الليل إلى ارياط

 

ألجأه رعد من الاشراط

وقوله:

ولا ذهبي في ريق ليل مضلل

 

فادني حماريك أزجري إن أردتنا

يجوز: أن يعني بالريق: أول الشيء، وأن يعني به: السراب، لأنه مما يكنون به عن الباطل.

مقلوبه: - ي ر ق -

اليارق: ضرب من الاسورة.

واليرقان: دود يكون في الزرع، ثم ينسلخ فيصير فراشا.

واليرقان: آفة تصيب الزرع أيضا.

وزرع ميروق، وقد يرق.

واليرقان: داء معروف يصيب الناس.

ورجل ميروق.

القاف واللام والياء

قليته قلي وقلاء، ومقلية: أبغضته وكرهته غاية الكراهية فتركته.

وحكى سيبويه: قلى يقلي، وهو نادر، شبهوا الألف بالهمزة، وله نظائر، قد حكاها كلها أو جلها.

وحكى ابن جني: قلاه وقليه، وأرى: يقلي إنما هو على: قلى.

وحكى ابن الأعرابي: قليته في الهجر، قلى، مكسور مقصور، وحكى في البغض: قليته، بالكسر، اقلاه، على القياس. وكذلك رواه عنه ثعلب.

وتقلى الشيء: تبغض. قال ابن هرمة:

اخيراً وقد كانت الي تقـلـت

 

فاصبحت لا اقلي الحياة وطولها

وقلى الشيء قليا: انضجه على المقلاة.

والقلية: مرقة تتخذ من لحوم الجزور وأكبادها.

والقلاء: الذي حرفته ذلك.

والقلاءة: الموضع الذي يتخذ فيه المقالي، ونظيره: الحراضة: للموضع الذي يطبخ فيه الحرض.

وقليت الرجل: ضربت رأسه.

والقلى، والقلى: حب يتخذ من الحمض وأجوده ما اتخذ من الحرض، ويتخذ من أطراف الرمث وذلك إذا استحكم في آخر الصيف واصفر وأورس.

وقالى قلي: موضع، قال سيبويه: هو بمنزلة خمسة عشر. قال:

بقالي قلي أو من وراء دبـيل

 

سيصبح فوقي أقتم الريش واقعاً

ومن العري من يضيف فينون.

مقلوبه: - ق ي ل -

القائلة: نصف النهار.

وقد قال القوم قيلاً، وقائلة، وقيلولة، ومقالا، ومقيلا، الأخيرة عن سيبويه، وتقيلوا: ناموا في القائلة.

قال سيبويه: ولا يقال: ما أقيله؟؟ استغنوا عنه بما أنومه؟؟ ورجل قائل. والجمع: قيل، وقيال.

والقيل: اسم للجمع، كالشرب والسفر، قال:

إن قال قيل لم أقل في القيل

وقيل: هو جمع قائل، فأما قول العجاج:  

كأن رعن الآل منه في الآل

بين الضحى وبين قيل القيال

إذا بدادها نج ذو اعدال

فقد يكون على الفعل الذي هو: "قال" كضراب وشتام، وقد يكون على النسب كما قالوا: نبال: لصاحب النبل.

وشربت الإبل قائلة: أي في القائلة كقولك: شربت ظاهرة: في الظهيرة.

وقد تكون قائلة هاهنا: مصدرا، كالعافية.

وأقالها هو، وقيلها: اوردها ذلك الوقت.

وقيل الرجل: سقاه ذلك الوقت.

والقيل: اللبن الذي يشرب نصف النهار وقت القائلة، وقوله:

صبائحي غبائقي قيلاتـي

 

وكيف لا ابكي على علاتي

عنى به: ذوات قيلاتي، فقيلات على هذا: جمع قيلة، التي هي المرة الواحدة من القيل.

والقيول: كالقيل، اسم كالصبوح والغبوق.

وقيل الرجل: سقاه القيل.

وتقيل هو القيل: شربه، انشد ثعلب:

لبنا يحل ولحمها لا يطعـم

 

ولقد تقيل صاحبي من لقحة

وتقيل الناقة: حلبها عند القائلة، عن اللحياني.

قال: والقيل، والقيلة: الناقة التي تحلب عند القائلة، تقول العرب: هذه قيلي وقيلتي.

والمقيل: محلب ضخم يحلب فيه في القائلة. عن الهجري، وانشد:

تكاد من غزر تدق المقيل

 

عنز من السك ضبوب قنفل

وقاله البيع قيلاً، وأقاله، وحكى اللحياني: أن "قلته": لغة ضعيفة.

واستقالني: طلب الي أن اقيله.

وتقايل البيعان: فسخا صفقتها.

وتركتهما يتقايلان البيع: أي يستقيل كل واحد منهما صاحبه.

وتقيل الماء في المكان المنخفض: اجتمع.

وتقيل أباه: اشبهه.

والقيل: الملك من ملوك حمير يتقيل من قبله من ملوكهم: يشبهه. وجمعه: أقيال، وقيول.

وقال ثعلب: الأقيال: الملوك، من غير أن يخص بها ملوك حمير.

واقتال شيئا بشيء: بدله، عن الزجاجي.

ورماه الله بقيلة، مكسورة القاف: أي بأدرة، عن كراع وقيل: اسم رجل من عاد.

وحكى اللحياني: إنه لقبيح القيلة: أي الادرة.

واقال الله عثرتك، واقالكها.

وقيل: وافد عاد.

وقيلة: موضع.

مقلوبه: - ل ق ي -

لقيه لقاءً، ولقاءةً، ولقياً. ولقياً، ولقياناً، ولقياناً، ولقيانة. ولقيةً، ولقىً، ولقاة. الأخيرة عن ابن جني، واستضعفها، ودفعها يعقوب، فقال: هي مولدة ليست من كلام العرب.

ولقاه، طائية، انشد اللحياني:

من غب هاجرة وسير مسأد

 

لم تلق خيل قبلها ما قد لقت

والاسم: التلقاء، قال سيبويه: وليس على الفعل، إذ لو كان على الفعل لفتحت التاء، وقال كراع: هو مصدر نادر، ولا نظير له إلا التبيان.

وتلقاه، والتقاه، والتقينا، وتلاقينا.

وقوله تعالى: -لينذر يوم التلاق- وإنما سمي: يوم التلاقي لتلاقي أهل الأرض وأهل السماء فيه، وقوله انشده ثعلب:

نعم وألا لا حيث يلـتـقـيان

 

ألا حبذا من حب عفراء ملتقى

فسره فقال: أراد ملتقى شفتيها، لأن التقاء "نعم" و"لا" إنما يكون هنالك.

وقيل أراد: حبذا هي متكلمة وساكتة، يريد بملتقى نعم: شفتيها وبألا لا: تكلمها، والمعنيان متجاوران.

واللقيان: الملتقيان.

ورجل لقى، وملقى، وملقى، ولقاء: يكون ذلك في الخير والشر، وهو في الشر اكثر.

قيت منه الألاقي، عن اللحياني: أي الشدائد، كذلك حكاه بالتخفيف.

والملاقي: أشراف نواحي الجبل.

وهي أيضا: شعب رأس الرحم، واحدها: ملقى، وملقاة.

وقيل: هي أدنى الرحم من موضع الولد.

وقيل: هي الإسك، قال الاعشى، يذكر أم علقمة:

عند الملاقي وافي الشافر

 

وكن قد بقين مـنـه أدى

وتلقت المراة، وهي متلق: علقت، وقل ما أتى هذا البناء للمؤنث بغير هاء.

والملاقي من الناقة: لحم باطن حيائها.

ومن الفرس: لحم باطن ظبيتها.

وألقى الشيء: طرحه، وقوله:

بتلعات كجذوع الصيصاء

 

يمتسكون من حذار الالقاء

إنما أراد: انهم يمتسكون بخيزران السفينة خشية أن تلقيهم في البحر.

ولقاه الشيء، والقاه إليه، وبه فسر الزجاج قوله تعالى: -و إنك لتلقي القرآن- أي: يلقى إليك القرآن وحياً من عند الله.

واللقى: الشيء الملقى. والجمع: ألقاء. قال الحارث بن حلزة:

كل حي كأنهم ألقـاء

 

فتأوت لهم قراضبةٌ من

والألقية: ما ألقى.

وقد تلاقوا بها: كتحاجوا، عن اللحياني.

ولقاه الطريق: وسطه، عن كراع.

مقلوبه: - ل ي ق -

لاق الدواة ليقاً، وألاقها، فلاقت: لزق المداد بصوفها: وهي ليقة الدواة.

وحكى ابن الأعرابي: دواة ملوقة: أي مليقة. وهذا لا يلحقها بالواو، لأنه إنما هو على قول بعضهم: "لوقت" في "ليقت"، كما يقول بعضهم: "بوعت" في "بيعت". ثم يقولون على هذا: "مبوعة" في "مبيعة".

ولاق الشيء ليقا، ولياقا، وليقانا، والتاق، كلاهما: لزق.

وما لاق ذلك بصفري: أي لم يوافقني.

وقال ثعلب: ما يليق ذلك بصفري: أي ما يثبت في جوفي.

وما يليق هذا الأمر بفلان: أي ليس أهلاً أن ينسب إليه، وهو من ذلك.

وما لاقت عند زوجها: أي ما حظيت.

والليق: شيء اسود يجعل في دواء الكحل، واحدته: ليقة.

وقد يكون الليق، والليقة: من باب الفوق والفوقة.

وما يليق بكفه درهم: أي ما يحتبس.

وما يليقه هو: أي ما يحبسه، قال:

فكيهة هل شيء بكفيك لائق

 

تقول إذا استهلكت مالا للـذة

وقال:

جوداً وأخرى تعط بالسيف الدما

 

كفاك كف ما تلـيق درهـمـا

وفلان ما يليق ببلد: أي ما يمتسك.

وما يليقه بلد: أي ما يمسكه. وقال الأصمعي للرشيد: ما ألاقتني أرض حتى اتيتك يا أمير المؤمنين.

وليق الطعام: لينه.

وما في الأرض لياق: أي شيء من مرتع.

وما وجدت عنه شيئا أليقه، وهو منه.

مقلوبه: - ي ل ق -

اليلق: البيض من البقر.

القاف والنون والياء

القنية: ما اكتسب. والجمع: قنى.

وقد قنى المال قنياً، وقنياناً، الأولى عن اللحياني، قال أبو مثلم الهذلي يرثى صخر الغي:

لكان للدهر صخر مال قنيان

 

لو كان للدهر مال كان متلده

وقال اللحياني: قيت العنز: اتخذتها للحلب.

وله غنم قنية، وقنية: إذا كانت خالصة له ثابتة عليه.

وأما البصريون: فجعلوا الواو في كل ذلك بدلا من الياء، لأنهم لا يعرفون: قنيت.

والقنى: الرضى.

وقد قناه الله، وأقناه.

وقنى ماله قناية: لزمه.

وقنى الحياء: كذلك.

وأقناك الصيد، وأقنى لك: امكنك، عن الهجري، وأنشد:

ويرمى إذا ما الجوع أقنت مقاتله

 

يجوع إذا ما جاع في بطن غيره

وإنما أثبته في ذوات الياء، وإن كان "ق ن و" اكثر من "ق ن ي"، لأني لم أعرف اشتقاقه، ووجدت اللام ياء اكثر منها واوا.

قلوبه: - ق ي ن -

القين: الحداد.

وقيل: كل صانع: قين. والجمع: أقيان، وقيون.

وقان يقين قيانة: صار قيناً.

وقان الحديدة قينا: عملها.

وقان الإناء يقينه قيناًً: أصلحه، قال:

صدوع الهوى لو أن قيناً يقينها

 

ولي كبد مجروحة قد بدت بها

والتقين: التزين بالوان الزينة.

وتقين الرجل، واقتان: تزين.

وقانت المرأةُ المرأةَ تقينها قينا، وقينتها: زينتها.

وتقين النبت، واقتان: حسن.

والقينة: الأمة المغنية، تكون من التزيين، لأنها كانت تزين.

وربما قالوا للمتزين من الرجال: قينة.

وقيل: القينة: الأمة، مغنية كانت أو غير مغنية.

والقين: العبد. والجمع: قيان.

والقينة: الدبر.

وقيل: أدنى فقرة من فقر الظهر إليه.

وقيل: هي القطن: وهو ما بين الوركين.

وقيل: هي الهزمة التي هنالك.

والقينة من الفرس: نقرة بين الغراب والعجز فيها هزمة.

والقيان: موضع القيد من كل ذي أربع، يكون في اليدين والرجلين، وخص بعضهم به موضع القيد من قوائم البعير والناقة، قال ذو الرمة:

قينيه وانحسرت عنه الأناعيم

 

دانى له القيد في ديمومة قذف

والقين من الإنسان: كذلك.

وقانني الله على الشيء يقينني: خلقني.

والقان: شجر من شجر الجبال ينبت في جبال تهامة تتخذ منه القسي.

استدل على أنها ياء لوجود: "ق ي ن". وعدم: "ق ون"، قال ساعدة بن جؤية:

شم بهن فروع القان والنشم

 

يأوى إلى مشمخرات مصعدة

واحدته: قانة، عن ابن الأعرابي وأبي حنيفة.

مقلوبه: - ن ق ي -

النقى: مخ العظام وشحم العين.

والجمع: انقاء.

والأنقاء، أيضا من العظام: ذوات المخ.

واحدها: نقى، ونقى.

ونقى العظم نقياً: استخرج نقيه.

وانقت الناقة، وهو أول السمن في الاقبال وآخر الشحم في الهزال.

وانقى العود: جرى فيه الماء وابتل.

وأنقى البر: جرى فيه الدقيق.

والنقى: الذكر.

والنقى من الرمل: القطعة تنقاد محدودبة.

حكى يعقوب في تثنيته: نقيان، ونقوان. والجمع: نقيان، وأنقاء.

ونقاية الشيء: خياره.

وقد تنقاه، وانتقاه، وانتاقه، الأخير مقلوب. قال:

مثل القياس انتاقها المنقى

وقال بعضهم: هو من النيقة.

مقلوبه: - ي ق ن -

اليقين: إزاحة الشك. وفي التنزيل: -و إنه لحق اليقين- أضاف الحق إلى اليقين، وليس هو من إضافة الشيء إلى نفسه، لأن الحق هو غير اليقين، إنما هو خالصه وأصحه، فجرى مجرى إضافة البعض إلى الكل. وقوله تعالى: -و اعبد ربك حتى ياتيك اليقين- أي: حتى يأتيك الموت كما قال عيسى بن مريم عليه السلام: -و أوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياًّ- وقال: -ما دمت حيّا-، وإن لم تكن عبادة لغير حي، لأن معناه: اعبد ربك أبدا، واعبده إلى الممات، وإذا أمر بذلك فقد أمر بالاقامة على العبادة.

يقن الأمر يقناً، ويقنا، وايقنه، وايقن به، وتيقنه، واستيقنه، واستيقن به.

ورجل يقن، ويقن: لا يسمع شيئا إلا أيقنه كقولهم: رجل أذن.

ورجل يقنة، بفتح الياء والقاف وبالهاء: كيقن، عن كراع.

ورجل ميقان: كذلك، عن اللحياني، والأنثى: ميقانة.

ورجل ذو يقن: لا يسمع شيئا إلا أيقن به.

مقلوبه: - ن ي ق -

النيق: ارفع موضع في الجبل، والجمع: أنياق، نيوق.

والناق: شبه مشق بين ضرة الابهام واصل الية الخنصر في مستقبل بطن الساعد بلصق الراحة.

وكذلك: موضع ذلك من باطن المرفق في اصل العصعص.

والناق: الحز الذي في مؤخر حافر الفرس. وجمعهما: نيوق.

وتنيق الرجل في لبسته وطعمته: بالغ، لغة في: تنوق.

القاف والفاء والياء

القفية: العيب، عن كراع.

والقفية: الزبية وقيل: هي مثل الزبية، إلا أن فوقها شجرا.

والقفية: الناحية، عن ابن الأعرابي، وانشد:

من الجال والانفاس مني اصونها

 

فأقبلت حتى كنت عنـد قـفـية

أي: في ناحية من الجال، واصون انفاسي لءلا يشعر بي.

مقلوبه: - ف ي ق -

فاق يفيق: جاد بنفسه عند الموت، لغة في "يفوق".

القاف والباء والياء

البقاء: ضد الفناء.

بقي بقاء وبقي بقياً، الأخيرة لغة بلحارث ابن كعب.

وأبقاه، وبقاه، وتبقاه، واستبقاه.

والاسم: البقوى، والبقيا، وأرى ثعلبا قد حكى: البقوى، بالواو وضم الباء.

إن قيل: لم قبلت العرب لام "فعلى"،إذا كانت اسما وكان لامها ياءً، واوا حتى قالوا: البقوى وما أشبه ذلك نحو: التقوى والعوى؟ فالجواب: أنهم إنها فعلوا ذلك في "فعلى"، لأنهم قد قلبوا لام "الفعلى"، إذا كانت اسما، وكانت لامها واوا، ياء طلبا للخفة، وذلك نحو: الدنيا والعليا والقصيا وهي من: دنوت، وعلوت، وقصوت، فلما قلبوا الواو ياء في هذا وفي غيره مما يطول تعداده، عوضوا الواو، من غلبة الياء عليها في اكثر المواضع، بأن قلبوها في نحو البقوي والثنوي واوا، ليكون ذلك ضربا من التعويض ومن التكافئ بينهما.

والبقية: كالبقوى.

والبقية، أيضا: ما بقى من الشيء. وقولهتعالى: -بقية الله خير لكم- قال الزجاج: معناه: الحال التي تبقى لكم من الخير خير لكم.

وقيل: طاعة الله خير لكم.

وقوله تعالى: -و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً- قيل: الباقيات الصالحات: الصلوات الخمس.

وقيل: هي سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر.

والباقيات الصالحات، والله اعلم، كل عمل صالح يبقي ثوابه.

والمبقيات من الخيل: التي يبقى جريها بعد انقطاع جري الخيل. قال الكلحبة اليربوعي:

وقد جعلتني من حزيمة إصبعا

 

فأدرك إبقاء العرادة ظلعـهـا

والمبقيات: الأماكن التي تبقى ما فيها من مناقع الماء، ولا تشربه، قال ذو الرمة:

ونشت نطاف المبقيات الوقائع

 

فلما رأى الرائي الثريا بسدفة

واستبقى الرجل، وأبقى عليه: وجب عليه قتل فعفا عنه.

وأبقيت ما بيني وبينهم: لم ابالغ في إفساده.

والاسم: البقية، قال:

فما علي بذنب منكم فوت

 

إن تذنبوا ثم تأتيني بقيتكـم

أي: إبقاؤكم، وقوله تعالى: -فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية- فسر: بأنه الإبقاء. وفسر: بأنه الفهم.

والبقيا، أيضا: الإبقاء، وقوله أنشده ثعلب:

للمتكما لوماً أحر من الجمر

 

فلولا اتقاء الله بقياي فيكمـا

أراد: بقياي عليكما، فابدل "في" مكان "على" وأبدل "بقياي" من "اتقاء الله".

وبقاه بقياً: انتظره ورصده.

وقيل: هو نظرك إليه، قال الكميت وقيل: لكثير:

أواقي سدى تغتالهن الحـوائك

 

فما زلت أبقى الظعن حتى كأنها

وبقية الله: انتظار ثوابه، وبه فسر أبو علي قوله تعالى: -بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين- لأنه إنما ينتظر ثوابه من آمن به.

وبقية: اسم.

مقلوبه: - ب ي ق -

البيقية: حب اكبر من الجلبان اخضر، يؤكل مخبوزاً ومطبوخا، وتعلفه البقر. وهو بالشام كثير، حكاه أبو حنيفة قال: ولم يذكره الفقهاء في القطاني.

القاف والميم والياء

ما يقاميني الشيء: أي ما يوافقني، عن أبي عبيد.

مقلوبه: - م ق ي -

مقى الطست وغيرها مقياً: جلاها.

وقالوا: امقه مقيتك مالك: أي صنه صيانتك مالك.

والمقية: المأق، عن كراع.

القاف والجيم والواو

الجوق: كل خليط من الرعاء امرهم واحد.

والجوق، أيضا: الجماعة من الناس، واحسبه دخيلا والأجوق: الغليظ العنق.

القاف والشين والواو

قشا العود قشواً: قشره وخرطه.

وقشوت وجهه: قشرته ومسحت عنه.

وقشيت الحبة: نزعت عنها لباسها، وفي بعض الحديث: "أنه دخل عليه وهو يأكل لياء مقشى" قال بعض الاغفال:

وعدس قشى من قشير

وتقشى الشيء: تقشر، قال كثير عزة:

بحيث تقشى بيضه المتـفـلـق

 

دع القوم ما احتلوا جنوب قراضم

وقشى الرجل عن حاجته: رده.

والقشوان: القليل اللحم، قال أبو سوداء العجلي:

وإني به من واحد لخبـير

 

ألم تر للقشوان يشتم اسرتي

والقشوة: قفة تجعل فيها المرأة طيبها.

وقيل: هنة من خوص، تجعل فيها المرأة القطن والعطر، قال الشاعر:

إذا عزب أسرى إليها تطيبا

 

لها قشوة فيها ملاب وزنبق

والجمع: قشوات، وقشاء.

مقلوبه: - ق وش -

رجل قوش: قليل اللحم ضئيل الجسم، فارسي معرب.

والقوش: الصغير، أصله أعجمي أيضا.

والقوش: الدبر.

مقلوبه: - ش ق و-

الشقاء: ضد السعادة، يمد ويقصر.

شقى شقاً، وشقاء، وشقاوة، وشقوة، وشقوة. وقوله تعالى: -و لم اكن بدعائك رب شقيا- أراد: كنت مستجاب الدعوة، ويجوز أن يكون أراد: من دعاك مخلصا فقد وحدك وعبدك فلم اكن بعبادتك شقياً، هذا قول الزجاج.

وشقاه فشقاه: كان اشد شقاء منه.

مقلوبه: - وق ش -

الوقش، والوقش، والوقشة، والوقشة: الصوت والحركة.

وأقيش: جد النمر، سمي بذلك، لأن أباه نظر إلى أمه وقد حبلت به فقال: ما هذا الذي يتوقش في بطنك؟: أي يتحرك.

ووقش منه وقشا: أصاب منه عطاء.

والوقش: العيب.

وبنو وقش: حي من الأنصار.

ووقيش: حي من العرب.

وأقيش بن ذهل: من شعرائهم، عن اللحياني، قال: إنما أصله: وقيش، فأبدلوا من الواو همزة. وكذلك الأصل عندي فيما أنشده سيبويه:

يقعقع خلف رجليه بشن

 

كأنك من جمال بني أقيش

إنما أصله: الواو فأبدل، إذ لا يعرف في الكلام "أقش".

مقلوبه: - ش وق -

الشوق: النزاع إلى الشيء، والجمع: أشواق.

وشق إليه شوقا، وتشوق، واشتاق، وقوله:

صبراً فقد هيجت شوق المتشئق

 

يا دار سلمى بدكاديك الـبـرق

إنما أراد: المشتاق، فابدل الألف همزة. قال ابن جني: القول عندي: أنه اضطر إلى حركة الألف التي قبل القاف من: "المشتاق"، لأنها تقابل لام "مستفعلن"، فلما حركها انقلبت همزة. إلا أنه اختار لها الكسر، لأنه أراد الكسرة التي كانت في الواو التي انقلبت الألف عنها، وذلك أنه "مفتعلن" من: "الشوق"، وأصله: "مشتوق" ثم قلبت الواو الفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فلما احتاج إلى حركة الألف حركها بمثل الكسرة التي كانت في الواو التي هي أصل الألف.

وشاقني شوقاً، وشوقني: هاجني.

وقوله أنشده ابن الأعرابي:

فيالك من مرأى أشاق وأبعدا

 

إلى ظعن للمالكـية غـدوة

فسره فقال معناه: وجدناه شائقا بعيدا.

وشاق الطنب إلى الوتد شوقا: مده إليه فأوثقه به.

والشيق، والشياق: كالنياط، انقلبت الواو فيهما ياء للكسرة.

ورجل اشوق: طويل.

مقلوبه: - وش ق -

الوشق: العض.

ووشقه وشقا: خدشه.

والوشيق، والوشيقة: لحم يغلى في ماء وملح ثم يرفع.

وقيل: هو أن يغلى إغلاءة ثم يرفع.

وقال ابن الأعرابي: هو لحم يطبخ في ماء وملح، ثم يخرج فيصير في الجبجبة، وهي جلد البعير يقور. ثم يجعل ذلك اللحم فيه، فيكون زاداً لهم في اسفارهم.

وقيل: هو القديد.

وشقه وشقا، وأشقه، على البدل، ووشقه.

وانشق وشيقة: اتخذها.

والواشق: القليل من اللبن.

وسير وشيق: خفيف سريع.

ووشق المفتاح في القفل وشقا: نشب.

وواشق: اسم كلب.

القاف والضاد والواو

قوض البناء: نقضه من غير هدم، وتقوض هو: انهدم مكانه.

وتقوض القوم، وتقوضت الحلق والصفوف، منه.

القاف والصاد والواو

قصا عنه قصواً، وقصواًّ، وقصاً، وقصاء، وقصى: بعد.

والقصي، والقاصي: البعيد. والجمع: أقصاء فيهما: كشاهد وأشهاد، ونصير وأنصار. قال غيلان الربعي:

كأنما صوت حفيف المعزاء

معزول شذان حصاها الأقصاء

صوت نشيش اللحم عند الغلاء

والقصوى، والقصيا: الغاية البعيدة، قلبت فيه الواو ياء، لأن "فعلى" إذا كانت اسما من ذوات الواو ابدلت واوه ياء، كما ابدلت الواو مكان الياء في: "فعلى"، فادخلوها عليها في "فعلى" ليتكافأ في التغيير هذا قول سيبويه، وزدته أنا بيانا. قال: وقد قالوا: القصوى، فأجروها على الأصل، لأنها قد تكون صفة بالألف واللام، وفي التنزيل: -إذ انتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى-.

وقال ثعلب: القصيا، والقصوى: طرف الوادي، فالقصوى، على قول ثعلب: من قوله تعالى: -بالعدوة القصوى- بدل.

والقاصي، والقاصية، والقصي، والقصية من الناس والمواضع: المتنحي البعيد.

واقصى الرجل: باعده.

وهلم أقاصيك، يعني: أينا أبعد من الشيء.

وقاصاني فقصوته.

والقصا: فناء الدار، يمد ويقصر.

وحطني القصا: تباعد عني، قال بشر بن أبي خازم:

قريباً حيث يستمع السرار

 

فحاطونا القصا ولقد رأونا

ويروى:

فحاطونا القصاء وقد رأونا

والقصا: النسب البعيد، مقصور.

والقصا: الناحية.

وقال الكسائي: لأحوطنك القصا، ولأغزونك القصا، كلاهما بالقصر:أي ادعك فلا اقربك.

قال اللحياني: وحكى القناني: قصيت أظفاري، فقال الكسائي: أظنه أراد: اخذ من قاصيتها، ولم يحمله الكسائي على محول التضعيف، كما حمله أبو عبيد عن ابن قنان، وقد تقدم في الثنائي أنه من محول التضعيف.

والقصا: حذف في طرف أذن الناقة والشاة: وهو أن يقطع منه شيء قليل.

وقد قصا قصوا، وقصاها.

وناقة قصواء: مقصوة، وكذلك: الشاة.

ورجل مقصو، وأقصى.

وانكر بعضهم: أقصى.

وقال اللحياني: بعير اقصى، ومقصى، ومقصو.

وناقة قصواء، ومقصاة، ومقصوة: مقطوعة طرف الأذن.

والقصية من الإبل: الكريمة المودعة التي لا تجهد في حلب ولا حمل، انشد ابن الأعرابي:

جماهير تحت المدجنات الهواضب

 

تذود القصايا عن سراة كـأنـهـا

وقيل: القصية من الإبل: رذالتها، وقوله:

شيئا فقد ضمنته وهو محقـور

 

واختلس الفحل منها وهي قاصية

فسره ابن الأعرابي فقال: معنى قوله "قاصية": هو أن يتبعها الفحل، فيضربها فتلقح في أول كومة، فجعل الكوم للإبل، وإنما هو للفرس.

وقصوان: موضع، قال جرير.

 

بقصوان في مستكلئين بطـان

 

نبئت غسان بن واهصة الخصي

مقلوبه: - وق ص -

الوقص: قصر العنق، كأنما رد في جوف الصدر.

وقص وقصاً، وهو أوقص، وقد توصف بذلك العنق فيقال: عنق اوقص، وعنق وقصاء، حكاها اللحياني.

ووقص عنقه وقصا: دقها.

ووقص الدين عنقه: كذلك، على المثل.

وكل ما كسر: فقد وقص.

ووقصت الدابة الأكمة: كسرتها، قال عنترة.

تقص الإكام بذات خف ميثم

 

خطارة غبَّ السرى موارةٌ

ويوى: "تطس".

والوقص: دقاق العيدان تلقى على النار، قال حميد:

قد كسرت من يلنجوج له وقصا

 

لا تصطي النار إلا مجمراً أرجاً

ووقص على ناره: كسر عليها العيدان.

والوقص: إسكان الثاني من: "متفاعلن" فيبقى "متفاعلن" وهذا بناء غير منقول. فينصرف عنه إلى بناء مستعمل مقول منقول، وهو قولهم: "مستفعلن" ثم تحذف السين، فيبقى: "متفعلن" فينقل في التقطيع إلى: "مفاعلن" وبيته، أنشده الخليل:

ورمحه ونبله ويحتمي

 

يذب عن حريمه بسيفه

سمي بذلك، لأنه بمنزلة الذي اندقت عنقه.

ووقص رأسه: غمزه من سفل.

وتوقص الفرس: عدا عدوا، كأنه ينزو فيه.

والوقص: ما بين الفريضتين من الإبل والغنم. والجمع: أوقاص.

وبعضهم يجعل الأوقاص في البقر خاصة.

وواقصة: موضع، وقيل: ماء وقيل: منزل بطريق مكة.

ووقيص: اسم.

مقلوبه: - ص وق -

الصاق: لغة في الساق، عنبرية، وأراه ضربا من المضارعة لمكان القاف.

القاف والسين والواو

قسا القلب يقسو قسوة: اشتد وعسا.

واستعمل أبو حنيفة: القسوة في الأزمنة، فقال: "من أحوال الازمنة في قسوتها ولينها..." وليلة قاسية: شديدة الظلمة.

والمقاساة: مكابدة الأمر الشديد.

ويوم قسى: شديد من حرب أو شر.

وقرب قسي: شديد، قال:

مسترعفات بشمرذلي

 

وهن بعد القرب القسي

ودرهم قسي: رديء. والجمع: قسيان، قلبت الواو ياء للكسرة قبلها: كقنية.

وقد قسا يقسو، قال الأصمعي: كأنه إعراب قاشي.

وقسي بن منبه: أخو ثقيف.

مقلوبه: - ق وس -

القوس: الذي يرمى عنها، انثى، وتصغيرها: قويس، بغير هاء، شذت عن القياس، ولها نظائر، وقد حكاها سيبويه. والجمع: أقوس، وأقواس، وأقياس، على المعاقبة حكاها يعقوب، وقياس، وقسي، وقسي، كلاهما على القلب عن قووس"، وإن كان "قووس" لم يستعمل، استغنوا بقسي عنه، فلم يأت إلا مقلوبا، وقسي، قال ابن جني: وفيه صنعة.

وقاوسني فقسته، عن اللحياني، لم يزد على ذلك. وأراه أراد: حاسنني بقوسه فكنت احسن قوسا منه، كما تقول: كارمني فكرمته، وشاعرني فشعرته. وفاخرتي ففخرته، إلا أن مثل هذا إنما هو في الاعراض، نحو الكرم والفخر، وهو في الجواهر كالقوس ونحوها قليل، وقد عمل سيبويه في هذا باباً فلم يذكر فيه شيئا من الجواهر.

وقوس قزح: الخط المنعطف في السماء على شكل القوس، ولا يفصل من الإضافة، وقيل: إنما هو قوس الله، لأن قزح اسم شيطان.

وقوس الرجل: ما انحنى من ظهره، عن ابن الاعرابي، أراه على التشبيه.

وتقوس قوسه: احتملها.

وتقوس الشيء، واستقوس: انعطف.

ورجل اقوس، ومتقوس، ومقوس: منعطف قال الراجز:

مقوساً قد ذرئت مجاليه

واستعاره بعض الرجاز لليوم، فقال:

إني إذا وجه الشريب نكسا

وآض يوم الورد أجناً أقوسا

أوصى بأولى إبلي أن تحبسا

وحاجب مقوس: على التشبيه بالقوس.

ونؤى مستقوس: إذا صار مثل القوس، قال ذو الرمة:

شبيه بأعضاد الخبيط المهدم.

 

ومستقوس قد ثلم السيل جدره

ورجل قواس، وقيس: للذي يبري القياس وهذا على المعاقبة.

والقوس: القليل من التمر يبقى في أسفل الجلة. مؤنث أيضا.

وقيل: الكتلة من التمر. والجمع: كالجمع.

والقوس: رأس الصومعة.

وقيل: هو موضع الراهب بعينه.

وقست الشيء: قسته.

وأهل المدينة يقولون: لا يجوز هذا في القوس: يريدون: القياس.

والمقوس: الحبل الذي تصف عليه الخيل عند السباق، قال أبو العيال الهذلي:

ما كان من غيب ورجم ظنون

 

إن البلاء لدى المقاوس مخرج

قال ابن الأعرابي: الفرس يجري بعتقه وعرقه فإذا وضع في المقوس جرى بجد صاحبه.

ورجل اقوس: ضبس شرير، عن ابن الأعرابي.

وليل أقوس: شديد الظلمة، عن ثعلب، قال انشدني ابن الأعرابي:

يكون من ليلى وليل كهمس

وليل سلمان الغسي الأقوس

واللامعات بالنشوع النوس

وقوست السحابة: تفجرت، عنه ايضا، وانشد:

وآلت كمزن قوست بعيون

 

سلبت حمياها فعادت لنجرها

أي: تفجرت بعيون من المطر.

مقلوبه: - وق س -

الوقس: الفاحشة، وذكرها، قال العجاج:

عن الأذى وعن قراف الوقس

 

وحاصنات من حصان ملـس

والوقس: الجرب.

وقيل: هو أول الجرب قبل انتشاره في البدن، قال:

الوقس يعدي فتعد الوقسا

وقوم أوقاس: نطفون متهمون يشبهون بالرباء.

تقول العرب: "لا مساس لا مساس، لا خير في الاوقاس".

ورأيت اوقاساً من الناس: أي اخلاطا، ولا واحد لها.

والوقس: السقاط والعبيد، عن كراع.

مقلوبه: - س وق -

ساق الإبل وغيرها، سوقا.

وقوله تعالى: -و جاءت كل نفس معها سائق وشهيد- قيل في التفسير: سائق يسوقها إلى محشرها، وشهيد يشهد عليها بعملها.

وقيل: الشهيد: هو عملها نفسه.

وأساقها، واستاقها فانساقت، أنشد ثعلب:

واستاق مال الأضعف الأشد

 

لولا قريش هلكـت مـعـد

وسوقها: كساقها، قال امرؤ القيس:

كأن قرون جلتها العصي

 

لنا غنم نسوقهـا غـزار

وقد انساقت.

وساق إليها الصداق والمهر سياقا، وأساقه، وإن كان دراهم أو دنانير، لأن أصل الصداق عند العرب الإبل، وهي التي تساق، فاستعمل ذلك في الدرهم والدينار وغيرهما.

وأساقه إبلاً: أعطاه إياها يسوقها.

والسيقة: ما اختلس من الشيء فساقه، ومنه قولهم: إنما ابن آدم سيقة يسوقه الله حيث يشاء.

وقيل: السيقة: التي تساق سوقا، قال:

إن استقدمت نجر وإن جبأت عقر

 

وهل أنا إلا مثل سـيقة الـعـدا

والسيقة: الناقة التي يستتر بها عند الصيد ثم يرمى، عن ثعلب.

والمسوق: بعير يستتر به من الصيد لتختله.

والأساقة: سير الركاب للسروج.

وساق بنفسه سياقا: نزع بها عند الموت.

والسوق: التي يتعامل فيها، تذكر وتؤنث، قال الشاعر في التذكير:

بسوق كثير ريحه وأعاصره

والجمع: اسواق، وفي التنزيل: -إلا انهم لياكلون الطعام ويمشون في الأسواق-.

والسوقة: لغة فيه.

وسوق القتال والحرب، وسوقته: حومته، وقد قيل: إن ذلك من سوق الناس إليها.

والساق من الإنسان: ما بين الركبة والقدم. ومن الخيل والبغال والحمير والإبل: ما فوق الوظيف. ومن البقر والغنم والظباء: ما فوق الكراع، قال:

ولكن عظم الساق منك رقيق

 

فعيناك عينها وجيدك جيدهـا

وقوله:

حيث تهدى ساقه قدمه

 

للفتى عقلٌ يعيش بـه

فسره ابن الأعرابي فقال: معناه: إن اهتدى لرشد علم أنه عاقل، وإن اهتدى لغير رشد علم أنه على غير رشد.

وقوله عز وجل: -يوم يكشف عن ساق- إنما يراد به: شدة الأمر، كقولهم: قامت الحرب على ساق، ولسنا ندفع مع ذلك أن الساق إذا اريدت بها الشدة فإنما هي مشبهة بالساق هذه التي تعلو القدم، وإنه إنما قيل ذلك، لأن الساق هي الحاملة للجملة والمنهضة لها، فذكرت هنا لذلك تشبيها وتشنيعا، وعلى هذا بيت الحماسة:

وبدا من الشر الصراح

 

كشفت لهم عن ساقهـا

وقد يكون: -يكشف عن ساق- لأن الناس يكشفون عن سوقهم، ويشمرون للهرب عند شدة الأمر.

وقال ابن مسعود: يكشف الرحمن جل ثناؤه عن ساقه فيخر المؤمنون سجداً، وتكون ظهور المنافقين طبقا طبقا كأن فيها السفافيد.

وساق الشجرة: ما بين اصلها إلى متشعب أفنانها.

وجمع ذلك كله: أسوق، وأسؤق، وسووق وسؤوق، وسوق، الأخيرة نادرة، توهموا ضمة السين على الواو، وقد غلب ذلك على لغة أبي حية النميري، وهمزها جرير في قوله: أحب المؤقدان إليك مؤسى وروى: "أحب المؤقدين". وعليه وجه أبو علي قراءة من قرأ: -عاداً الأولى-.

وسوق النبت: صار له ساق، قال ذو الرمة:

مسوق بردى على حائر غمر

 

لها قصب فعم خدال كـأنـه

وساقه: أصاب ساقه.

والسوق: حسن الساق وغلظها.

وسوق سوقاً، وهو أسوق.

وولد لفلان ثلاثة أولاد على ساق واحد: أي بعضهم في إثر بعض ليس بينهم جارية.

وبنى القوم بيوتهم على ساق واحد وقام فلان على ساق: إذا عنى بالأمر وتحزم به.

وقامت الحرب على ساق، وهو على المثل.

وقام القوم على ساق: يراد ذلك الكد والمشقة، وليس هناك ساق، كما قالوا: جاءوا على بكرة ابيهم: إذا جاءوا عن اخرهم، وكما قالوا:شر لا ينادي وليده.

وأوهت بساق: أي كدت افعل، قال قرط يصف الذئب:

فلم افعل وقد اوهت بساق

 

ولكني رميتك من بـعـيد

وقيل معناه هنا: قربت العدة.

والساق: النفس. ومنه قول علي رضي الله عنه في حرب الشراة: "لابد من قتالهم ولو تلفت ساقي" التفسير لأبي عمر الزاهد عن أبي العباس، حكاه الهروي.

وساق حر: الذكر من القماري، سمي بصوته، وقد تقدم، قال حميد بن ثور:

دعت ساق حر ترحة وتانمـا

 

وما هاج هذا الشوق إلا حمامة

ويقال له أيضا: الساق، قال الشماخ:

حمامة فدعت ساقاً على سـاق

 

كادت تساقطني والرحل إذ نطقت

والسوقة من الناس: من لم يكن ذا سلطان، الذكر والأنثى في ذلك سواء، قال زهير:

نالا الملوك وبذا هذه السوقا

 

يطلب شأو امرأين قدما حسناً

والسويق: معروف، والصاد فيه لغة لمكان المضارعة والجمع: أسوقة.

وسويق الكرم: الخمر، وأنشد سيبويه:

وما جرم وما ذاك السـويق

 

تكلفني سويق الكـرم جـرم

ولا اغلت به مذ قام سـوق

 

وما عرفت سويق الكرم جرم

إذا الجرمي منهـا لا يفـيق

 

فلما نزل التـحـريم فـيهـا

وقال أبو حنيفة: السوقة من الطرثوث: ما تحت النكعة، وهو كأير الحمار، وليس فيه شيء أطيب من سوقته ولا أحلى. وربما طال وربما قصر.

وسوقة أهوى، وسوقة حائل: موضعان، انشد ثعلب:

بسوقة اهوى أو بسوقة حائل

 

تهانفت واستبكاك رسم المنازل

وسويقة: موضع، قال:

كانت مباركة مـن الأيام

 

هيهات منزلنا بنعف سويقة

وساقان: اسم موضع.

والسوق: ارض معروفة، قال رؤبة:

ترمى ذراعيه بجثجاث السوق

وسوقة: اسم رجل.

مقلوبه: - وس ق -

الوسق، والوسق: حمل بعير.

وقيل: هو ستون صاعا بصاع النبي صلى الله عليه وسلم.

وقيل: هو العدل، وقيل: العدلان.

وقيل: هو الحمل عامة.

والجمع: أوسق، ووسوق، قال أبو ذؤيب:

عليه الوسوق برها وشعيرها

 

ما حمل البختي عام غـياره

ووسق البعير، وأوسقه: أوقره.

والوسق: وقر النخلة.

وأوسقت النخلة: كثر حملها، قال لبيد:

موسقات وحفل أبكـار

 

يوم أرزاق من يفضل عم

ووسقت الناقة والشاة وسقا، ووسوقا، وهي واسق: لقحت.

والجمع: مواسيق، ومواسق، كلاهما على غير قياس. وعندي: أن مواسيق، ومواسق: جمع ميساق وموسق.

ولا آتيك ما وسقت عيني الماء: أي حملته.

والميسق من الحمام: الوافر الجناح، وقيل: هو على التشبيه، جعلوا جناحيه له كالوسق، وقد تقدم في الهمز، ويقوى أن اصله الهمز قولهم في جمعه: مآسيق، لا غير.

والوسوق: ما دخل فيه الليل وما ضم.

وقد وسق الليل، واتسق.

وكل ما انضم: فقد اتسق.

والطريق يأتسق، ويتسق: أي ينضم، حكاه الكسائي.

واتسق القمر: استوى، وفي التنزيل: -و القمر إذا اتسق- والوسيق: الطرد، قال:

من آل نسيان وسيق أجدب

 

قربها ولم تكـد تـقـرب

ووسق الإبل فاستوسق: أي طردها فأطاعت، عن ابن الاعرابي، وأنشد:

مستوسقات لو تجدن سائقا

 

إن لنا لإبـلاً نـقـانـقـا

أراد: مثل النقانق، وهي الظلمان، شبهها بها في سرعتها.

ووسق الإبل: طردها وجمعها، وأنشد:

تقوم بنا كالواسق المتلبب

 

يوما ترانا صالحين وتارة

واتسقت الإبل، واستوسقت: اجتمعت.

والوسيقة من الإبل والحمير: كالرفقة من الناس.

وقد وسقها وسوقا.

وقيل: كل ما جمع فقد وسق.

وإن الليل لطويل ولا أسق باله، ولا أسقه بالاً، بالرفع والجزم، من قولك: وسق: إذا جمع، أي: وكلت بجمع الهموم فيه، وقال اللحياني: معناه: لا يجتمع له أمره، قال: وهو دعاء.

والوسيقة من الإبل ونحوها: ما غصبت.

القاف والزاي والواو

القوز: نقاً مستدير منعطف والجمع أقواز، وأقاوز، قال:

اعجازهن أقاوز الكثبان

 

ومخلدات باللجين كأنمـا

هكذا حكى أهل اللغة: "اقاوز" وعندي: أنه أقاويز، وأن الشاعر احتاج فحذف ضرورة، "مخلدات": في ايديهن أسورة ومنه قوله تعالى: -ولدان مخلدون-. والكثير:قيزان، قال:

لما رأى الرمل وقيزان الغضى

والبقر الملمعات بالشوى

بكى وقال هل ترون ما أرى

مقلوبه: - ز ق و-

زقا الديك، والمكاء، والهامة ونحوها، يزقو زقواً، وزقاء، وزقياً: صاح.

وكل صائح: زاق. حتى تعدوا ذلك إلى ما لا يحس، فقالوا: زقت البكرة، انشد ابن الأعرابي:

وعلق يزقو زقاء أمامه

العلق: الحبل المعلق بالبكرة. وقيل: الحبل الذي في أعلاه، قال: لما كانت الهامة معلقة في الحبل جعل الزقاء لها، وإنما الزقاء في الحقيقة للبكرة، قال بعض الأغفال يصف راهبة:

قبل الدجاج وزقاء الطـير

 

تضرب بالناقوس وسط الدير

أراد: قبل صراخ الدجاج وزقاء الطير. ليصح له عطف العرض على العرض.

وأزقى الشيء: جعله يزقو، قال:

فقد أزقيت بالمروين هاما

 

فإن تك هامة بهراة تزقو

وقد تقدمت هذه الكلمة في الياء.

مقلوبه: - ز وق -

الزاووق: الزئبق.

والمزوق: المزين به، ثم كثر حتى سمي كل مزين بشيء: مزوقا.

وكلام مزوق: محسن، عن كراع.

القاف والطاء والواو

قطا يقطو: ثقل مشيه.

والقطا: طائر معروف، سمي بذلك لثقل مشيه، واحدته: قطاة. والجمع: قطوات، وقطيات، وقد تقدم في الياء.

وقطت القطاة: صوتت وحدها، فقالت: قطا قطا.

والقطوان، والقطوطي: الذي يقارب المشي من كل شيء، والأنثى: قطوانة، وقطوطاة.

وقد قطا قطواً، وقطواً واقطوطي.

والقطوطي: الطويل الرجلين، إلا أنه يقارب خطوه كمشي القطا.

والقطاة: العجز.

وقيل: هو ما بين الوركين.

وقيل: هو مقعد الردف أو موضع الردف من الدابة خلف الفارس.

وتقطى عنى بوجهه: صدف، لأنه إذا صدف بوجهه فكأنه أراه عجزه، حكاه ابن الأعرابي، وأنشد:

غنياًّ تقطى وهو للطرف قاطع

 

ألكنى إلى المولى الذي كلما رأى

وقطيات: موضع، وقد تقدم في الياء.

وكذلك: قطاتان: موضع، قال:

أصاب قطيات فسال لواهما

ويروى: "أصاب قطاتين".

وروض القطا: موضع، قال:

إلى وحفتين إلى جلـجـل

 

دعتها التناهي بروض القطا

وقطية بنت بشر: امرأة مروان بن الحكم.

مقلوبه: - ق وط -

القوط: المائة من الغنم إلى ما زادت.

وخص بعضهم به: الضأن.

وقيل: هو القطيع اليسير منها، والجمع: أقواط.

وقوطة: موضع.

مقلوبه: - وق ط -

الوقط والوقيط: كالردهة في الحبل يستنقع فيه الماء، والجمع: وقطان، ووقاط، وإقاط، الهمزة بدل من الواو.

والوقط: ما يكون في حجر في رمل، وجمعه: وقاط.

ووقطه وقطا: صرعه.

ورجل وقيط:موقوط، انشد يعقوب:

تركته منعقراً وقـيطـا

 

أوجرت حار لهذما سليطا

وكذلك: الأنثى بغير هاء، والجمع: وقطى، ووقاطي.

ووقطه: قلبه على راسه، ورفعرجليه فضربهما مجموعتين بفهر سبع مرات:و ذلك مما يداوى به.

ووقطه بعيره: صرعه فغشي عليه.

وأكلت طعاما وقطني: أي انامني.

وكل مثخن ضرباً أو مرضا أو حزنا أو شبعا: وقيط.

مقلوبه: - ط وق -

الطوق: ما استدار بالشيء، والجمع: اطواق.

والمطوق من الحمام: ما كان له طوق.

وطوقه بالسيف وغيره، وطوقه إياه: جعله له طوقا، وفي التنزيل: -سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة-.

وتطوقت الحية على عنقه: صارت عليه كالطوق.

والطوق: أرض سهلة مستديرة في غلظ.

وطائق كل شيء: مثل طوقه، ومن الشاذ قراءة ابن عباس ومجاهد وعكرمة: -و على الذين يطوقونه- و"يطوقونه" و"يطيقونه" و"يطيقونه".

فيطوقونه: يجعل كالطوق في اعناقهم.

ويطوقونه: أصله: يتطوقونه فقلبت التاء طاء، وأدغمت في الطاء.

ويطيقونه: أصله: يطيقونه، فقلبت الواو ياء كما قلبتها في سيد وميت، وقد يجوز: أن يكون القلب على المعاقبة كتهور وتهير، على أن أبا الحسن قد حكى: هار يهير، فهذا يؤنس أن ياء تهير وضع، وليست على المعاقبة، ولا تحملن: هار يهير على الواو، قياسا على ما ذهب إليه الخليل في: تاه يتيه، وطاح يطيح، فإن ذلك قليل.

ومن قرأ: "يطيقونه"، جاز أن يكون: "يتفيعلونه" أصله: يتطيوقونه، فقلبت الواو ياء، كما تقدم في: ميت، وتجوز فيه المعاقبة أيضا على تهير.

ويجوز أن يكون: يطوقونه، بالواو، وصيغة ما لم يسم فاعله: "يفوعلونه" إلا أن بناء "فعلت" اكثر من بناء: "فوعلت".

والطائق: نشز ينشز في الجبل، نادر منه، وفي البئر مثل ذلك.

والطائق: ما بين كل خشبتين من السفينة.

والطوق، والإطاقة: القدرة على الشيء.

وقد طاقه طوقا، وأطاقه، وأطاق عليه.

والاسم: الطاقة.

قال سيبويه: وقالوا: طلبته طاقتك، أضافوا المصدر، وإن كان في موضع الحال، كما ادخلوا فيه الألف واللام حين قالوا: أرسلها العراك.

وأما طلبته طاقتي. فلا يكون إلا معرفة، كما أن: "سبحان الله" لا يكون إلا كذلك.

والطاقة: شعبة من ريحان أو شعر أو نحو ذلك.

والطاق: عقد البناء، والجمع: أطواق، وطيقان.

والطاق: ضرب من الملابس، قال ابن الأعرابي: هو الطيلسان، وقيل: هو الطيلسان الاخضر، عن كراع، قال رؤبة:

ولو ترى إذ جبتي من طاق

ورأيت أرضا كأنها الطيقان: إذا كثر نباتها.

وشراب الاطواق: حلب النارجيل، وهو أخبث من كل شراب يشرب، وأشد فساداً للعقل.

وذات الطوق: أرض معروفة، قال رؤبة:

ترمي ذراعيه بجثجاث الـسـوق

ضرحا وقد أنجدن من ذات الطوق