باب الثنائي المضاعف من المعتل: الفرع الثالث

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء السادس

حرف القاف

الفرع الثالث

القاف والدال والواو

القدوة، والقدوة: ما تسننت به، قلبت الواو فيه ياء للكسرة القريبة منه وضعف الحاجز.

والقدة: كالقدوة.

وقد اقتدى به.

وتقدت به دابته: لزمت سنن الطريق.

وتقدى هو عليها.

ومن جعله من الياء اخذه من: القديان.

ويجوز في الشعر: جاء تقدو به دابته.

وطعام قدى، وقد: طيب الطعم والرائحة، يكون ذلك في الشواء والطبيخ.

قدى قداً، وقداوة، وقدو قدواً، وقداةً، وقداوةً.

وحكى كراع: إني لأجد لهذا الطعام قداً: أي طيبا، فلا أدري أطيب طعم عنى أم طيب رائحة؟؟ وقدة: هو هذا الموضع الذي يقال له: الكلاب وإنما حملنا على الواو، لأن: "ق د و"، أكثر من: "ق د ي".

مقلوبه: - ق ود -

القود: نقيض السوق.

والقود: من أمام، والسوق: من خلف.

قاد الدابة قوداً، فهي مقودة ومقوودة، الأخيرة نادرة، وهي تميمية، واقتادها.

ورجل قائد: من قوم قود. وقواد، وقادة.

وأقاده خيلاً:أعطاه إياها يقودها.

والمقود، والقياد: الحبل الذي تقودها به.

وفلان سلس القياد، وصعبه: وهو على المثل، وفي حديث علي رضي الله عنه: "فمن اللهج باللذة السلس القياد للشهوة".

واستعمل أبو حنيفة: القياد في اليعاسيب، فقال في صفاتها: وهي ملوك النحل وقادتها.

وأعطاه مقادته: انقاد له.

وفرس قؤود: منقاد.

وبعير قؤود، وقيد، مثل ميت، وأقود: ذلول منقاد.

والاسم من ذلك كله: القيادة.

وجعلته مقاد المهر: أي عن اليمين، لأن المهر اكثر ما يقاد عن اليمين. قال ذو الرمة:

مقاد المهر واعتسفوا الرمالا

 

وقد جعلوا السبية عن يمـين

وقادت الريح السحاب: على المثل، قالت أم خالد الخثعمية:

يقاد إلى أهل الغضى بزمام

 

ليت سماكياًّ يحار ربـابـه

وقول تميم بن مقبل:

أغر سماكي أقاد وأمطرا

 

سقاها وإن كانت علينا بخيلة

قيل في تفسير "اقاد": اتسع، و"أقاد": تقدم وهو مما ذكر كأنه أعطى مقادته الأرض، فاخذت منها حاجتها.

وقول رؤبة:

اتلع بسمو بتليل قواد

قيل في تفسيره: متقدم.

وقائد الجبل: انفه.

وكل مستطيل من الأرض: قائدٌ.

وهذا مكان يقود من الأرض كذا وكذا، ويقتاده: أي يحاذيه.

والقائد: أعظم فلجان الحارث.

وإنما حملناه على الواو، لأن: "ق ود"، أكثر من: "ق ي د".

والاقود: الطويل العنق والظهر من الناس والدواب.

وقد قود قوداً.

والأقود: الجبل الطويل.

والقيدود: الطويل، والأنثى: قيدودة.

وفرس قيدود: طويلة العنق في انحناء، ولا يوصف به المذكر.

ورجل أقود: لا يتلفت.

والقود: قتل النفس بالنفس، إذ كالحكوكة والخونة. وقد تقدم تعليله.

واستقدته فأقادني.

مقلوبه: - د ق و-

دقى الفصيل دقى: إذا رب اللبن حتى يتخثر بطنه ويفسد ويبشم ويكثر سلحه. يقال: فصيل دق، ودقي، ودقوان، والأنثى: دقوى، أنشد ابن الأعرابي في الدقي:

شفاء الدقي يا بكر أم تميم

 

إني وإن تنكر سيوح عبائتي

يقول: إنك إن تنكر سيوح عبائتي يا جمل أم تميم فإني شفاء الدقي: أي أنا بصير بعلاج الإبل أمنع من البش، لأني اسقي اللبن الأضياف، فلا يبشم الفصيل، لأنه إذا سقي اللبن الضيف لم يجد الفصيل ما يرضع.

مقلوبه: - وق د -

الوقد: نفس النار.

ووقدت النار وقداً. وقدةً، ووقدانا، ووقودا، ووقودا، عن سيبويه، قال: والأكثر أن الضم للمصدر، والفتح للحطب.

وتوقدت، واتقدت، واستوقدت، كله: هاجت. وأوقدها هو، ووقدها، واستوقدها.

والوقود: ما توقد به النار.

ووقدت بك زنادي: دعاء، مثل: وريت.

وزناد ميقاد: سريع الورى.

وقلب وقاد، ومتوقد: ماض سريع التوقد في النشاط والمضاء.

ورجل وقاد: ظريف، وهو من ذلك.

وتوقد الشيء: تلألأ.

وهي: الوقدى، قال:

ماء بخمر إذا ناجودها بـردا

 

ما كان أسقى لنا جود على ظمأ

ذو المـنـية إلا حـرة وقـدا

 

من ابن مامة كعب ثم عي بـه

وكوكب وقاد: مضيء.

ووقدة الحر: أشده.

وواقد، ووقاد، ووقدان: أسماء.

مقلوبه: - د وق -

الدائق: الهالك حمقا، يقال: هو مائق دائق.

وقد ماق، وداق، يموق، ويدوق، مواقة ودواقة، ومؤوقاً، ودؤوقا.

ورجل مدوق محمق.

مقلوبه: - ود ق -

ودق إلى الشيء ودقا، وودوقا: دنا.

والوديقة: شدة الحر، ودنو حمى الشمس.

وقيل: هو الحر ما كان، والأول اعرف.

وقيل: هو دومان الشمس في السماء: أي دورانها ودنوها.

وودق البطن: اتسع ودنا من السمن.

وإبل وادقة البطون والسرر: اندلقت لكثرة شحمها، ودنت من الأرض، قال:

كوم الذرى وادقة سراتها

والمودق: المأتي للمكان وغيره.

والمودق: معترك الشر.

والمؤدق: الحائل بين الشيئين.

والوداق في كل ذي حافر: إرادة الفحل.

وقد ودقت ودقا، ووداقا، وودوقا، وأودقت، وهي مودق، واستودقت، وهي وديق، وودوق.

وقد يكون الوداق في الظباء: مثله في الأتان، حكاه كراع في عبارة، فلا ادري أهو أصل أم استعمله؟ وودق به: أنس.

والودق: المطر.

ودقت السماء، وأودقت.

والودقة، والودقة، الفتح عن كراع: نقطة في العين من دم تبقى فيها شرقة.

وقيل: هي لحمة تعظم فيها.

وقيل: هو مرض ليس بالرمد ترم منه الأذن، وتشتد منه حمرة العين، والجمع: ودق، قال رؤبة:

لا يشتكي صدغيه من داء الودق

ودفت عينه، فهي ودقة.

والوداق: الحديد، قال أبو قيس بن الاسلت:

ومجنأ اسمر قـراع

 

صدق حسام وادق حده

وحكاه أبو عبيد في باب الرماح، وقد غلط، إنما هو سيف وادق، وقيل هذا البيت:

أبيض مثل الملح لماع

 

أكفته عني بذي رونق

والدرع إنما تكفت بالسيف لا بالرمح.

وإنه لوادق السنة: أي كثير النوم في كل مكان، هذه عن اللحياني.

وودقان: موضع.

القاف والتاء والواو

القتو: حسن خدمة الملوك، وقد قتاهم.

والمقتوون، المقاتوة، والمقاتية: الخدام.

واحدهم: مقتوي، ويقال: مقتوين.

وكذلك: المؤنث، والاثنان، والجميع.

وقيل: المقتوون: الذين يعملون للناس بطعام بطونهم.

قال ابن جني: ليست الواو في: هؤلاء مقتوون، ورأيت مقتوين، ومررت بمقتوين، إعرابا أو دليل إعراب، إذ لو كانت كذلك لوجب أن يقال: هؤلاء مقتون، ورأيت مقتين، ومررت بمقتين، ولجري مجرى مصطفين.

قال أبو علي: جعله سيبويه بمنزلة: الأشعري، والأشعرين، قال: وكان القياس في هذا، إذ حذفت ياء النسب منه، أن يقال: مقتون، كما يقال في "الأعلى": الاعلون إلا أن اللام صحت في: مقتوين، لتكون صحتها دلالة على إرادة النسب، ليعلم أن هذا الجمع المحذوف منه النسب بمنزلة المثبت فيه.

قال سيبويه: وإن شئت قلت: جاءوا به على الأصل، كما قالوا: مقاتوة، حدثنا بذلك أبو الخطاب عن العرب، قال: وليس كل العرب يعرف هذه الكلمة، قال: وإن شئت قلت: هو بمنزلة: مذروين، حيث لم يكن له واحد يفرد.

قال أبو علي: واخبرني أبو بكر عن أبي العباس عن أبي عثمان قال: لم اسمع مثل: مقاتوة، إلا حرفا واحدا اخبرني أبو عبيدة أنه سمعهم يقولون: سواسوة في: سواسية، ومعناه: سواء، قال: فأما ما انشده أبو الحسن عن الأحول عن أبي عبيدة:

فإني خليلاً صالحاً بك مقتوى

 

تبدل خليلاً بي كشكلك شكلـه

فإن مقتوٍ "مفعلل" ونظيره: مرعو. ونظيره من الصحيح المدغم: محمر، ومخضر وأصله: مقتوٌّ.

ومثله: رجل مغزو، ومغزاو، وأصلهما: مغزو ومغزاو، والفعل: اعزو، يغزاو، كاحمر، واحمار.

والكوفيون يصححون ويدغمون ولا يعلون، والدليل على فساد مذهبهم قول العرب: ارعوى، ولم يقولوا: ارعو، فإن قلت: بم انتصب "خليلا"، ومقتو غير متعد؟ فالقول فيه: أنه انتصب بمضمر يدل عليه المظهر، كأنه قال: أنا متخذ ومستعد، ألا ترى أن من اتخذ خليلا فقد اتخذه واستعده، وقد جاء في الحديث: "اقتوى، متعديا" ولا نظير له، قال: وسئل عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة عن امرأة كان زوجها مملوكا فاشترته فقال: "إن اقتوته فرق بينهما" قال الهروي: أي استخدمته، وهذا شاذ جدا، لأن هذا البناء غير متعد البتة، من الغريبين.

مقلوبه: - ق وت -

القوت، والقيت، والقيتة، والقائت: المسكة من الرزق.

وما عليه قوت، ولا قوات، هذان عن اللحياني، ولم يفسره، وعندي: أنه من: القوت.

وقد قاته ذلك قوتا، وقوتا، الأخيرة عن سيبويه.

وتقوت بالشيء، واقتات به، واقتاته: جعله قوته.

وحكى ابن الأعرابي: أن الاقتيات: هو القوت، وجعله اسما له، ولا ادري كيف ذلك؟؟ وقول طفيل:

يقتات فضل سنامها الرحل

عندي: أن "يقتاته" هنا: ياكله فيجعله قوتا لنفسه، وأما ابن الأعرابي فقال: معناه: يذهب به شيئا بعد شيء، ولم اسمع هذا الكلام الذي حكاه ابن الأعرابي إلا في هذا البيت وحده، فلا ادري أتأول منه سماع سمعه؟؟ وما عنده قيتة ليلة: وهي البلغة.

ونفخ في النار نفخا قوتا، واقتات لها، كلاهما: رفق بها، قال ذو الرمة:

بروحك واقتته لها قيتة قدرا

 

فقلت له خذها إليك وأحيهـا

وأقات الشيء، وأقات عليه: أطاقه، انشد ابن الأعرابي:

مال إني امرؤ مقيت مفيد

 

وبما استفيد ثـم اقـيت ال

وفي التنزيل: -و كان الله على كل شيء مقيتا- وقال اليهودي:

سبت إني على الحساب مقيت

 

إلى الفضل أم علـي إذا حـو

والمقيت: الحافظ للشيء والشاهد له ويحتمل أن يكون بيت اليهودي من ذلك

مقلوبه: - وق ت -

الوقت: المقدار من الدهر، واكثر ما يستعمل في الماضي، وقد استعمل في المستقبل.

واستعمل سيبويه لفظ "الوقت": في المكان تشبيها بالوقت في الزمان، لأنه مقدار مثله، فقال: ويتعدى إلى ما كان وقتاً في المكان: كميل، وفرسخ وبريد والجمع: أوقات.

وهو الميقات.

ووقت موقت، وموقوت: محدود.

مقلوبه: - ت وق -

تاقت نفسي إلى الشيء توقا، وتؤوقا، وتوقانا: نزعت.

وتاقت الشيء: كتاقت اليه، قال رؤبة:

مروان إذ تاقوا الأمور التوقا

 

فالحمد لله على مـا وفـقـا

وتاق الرجل يتوق: جاد بنفسه عند الموت.

القاف والظاء والواو

قال أبو علي: القوظ في معنى: القيظ، وليس بمصدر اشتق منه الفعل، لأن لفظها واو، ولفظ الفعل ياء.

مقلوبه: - وق ظ -

الوقيظ: المثبت الذي لا يقدر على النهوض: كالوقيذ، عن كراع.

القاف والذال والواو

فرس أذقى: رخو الأنف، والأنثى: ذقواء.

مقلوبه: - وق ذ -

الوقذ: شدة الضرب.

وقد وقذ الشاة وقذاً: فهي موقوذة، ووقيذ: قتلها بالخشب،و كان يفعله قوم فنهى الله عنه.

ووقذ الرجل، فهو موقوذ، ووقيذ.

والوقيذ من الرجال: البطيء الثقيل، كأن ثقله وضعفه وقذه.

والوقيذ، والموقوذ: الشديد المرض الذي قد اشرف على الموت.

وقد وقذه امرض والغم.

قال ابن جني: قرأت عن أبي علي عن أبي بكر عن بعض أصحاب يعقوب عنه، قال: يقال: تركته وقيذاً ووقيظاً، قال: قال: والوجه عندي والقياس: أن يكون الظاء بدلاً من الذال، لقوله عز وجل: -و المنخنقة والموقوذة- ولقولهم: وقذه، قال: ولم اسمع "وقظه"، ولا "موقوظة"، فالذال إذاً اعم تصرفا، قال: فلذلك قضينا أن الذال هي الأصل.

وناقة موقوذة: أثر الصرار في اخلافها.

وقيل: هي التي يرغثها ولدها: أي يرضعها، ولا يخرج لبنها إلا نزرا لعظم ضرعها فيوقذها ذلك، وياخذها له داء وورم في الضرع.

والوقائذ: حجارة مفروشة، واحدتها: وقيذة.

مقلوبه: - ذ وق -

ذاق الشيء ذوقا، وذواقا، وذوقانا، ومذاقا.

والمذاق: طعم الشيء.

ويوم ما ذقته طعاما: أي ما ذقت فيه.

وذاق العذاب والمكروه ونحو ذلك، وهو مثل، وفي التنزيل: -ذق إنك أنت العزيز الكريم- وقال بعض قريش لحمزة: ذق عقق.

واذقته إياه.

وتذاوق القوم الشيء: كذاقوه، قال ابن مقبل:

هز الشمال ضحى عيدان يبرينا

 

يهززن للمشي أوصالاً منعـمةً

أيدي التجار فزادوا متنه لينـا

 

أو كاهتزاز ردينـي تـذاوقـه

والمعروف: تداوله.

القاف والثاء والواو

وثق به وثاقة، وثقةً: ائتمنه، فأما قوله:

إلى غير موثوق من الأرض تذهب

فإنه أراد إلى غير موثوق به، فحذف حرف الجر، فارتفع الضمير، فاستتر في اسم المفعول.

ورجل ثقة، وكذلك: الاثنان، والجميع.

وقد يجمع على: ثقات.

وأرض وثيقة: كثيرة العشب موثوق بها.

وكلأ موثق: كثير موثوق به أن يكفي أهله عامهم.

وماء موثق: كذلك، قال الاخطل:

وخانه موثق الغدران والثمـر

 

أو قارب بالعرى هاجت مراتعه

ووثق الشيء وثاقة، فهو وثيق، والأنثى: وثيقة.

والوثيقة: الإحكام في الأمر، والجمع: وثيق، عن ابن الاعرابي، وأنشد:

عليك بإتلاف التلاد وثيق

 

عطاءً وصفقاً لا يغب كأنما

وعندي: أن الوثيق هاهنا: إنما هو العهد الوثيق.

وقد اوثقه، ووثقه.

وإنه لموثق الخلق.

والموثق، والميثاق: العهد، والجمع: مواثق وميثاق، معاقبة،و أما ابن جني فقال: لزم البدل في مياثق، كما لزم في: عيد وأعياد.

والمواثقة: المعاهدة.

واخذ الأمر بالأوثق: أي الاشد الأحكم.

والموثق من الشجر: الذي يعول الناس عليه إذا انقطع الكلأ والشجر.

القاف والراء والواو

القرو من الأرض: الذي لا يكاد يقطعه شيء، والجمع: قروٌّ.

والقرو: شبه حوض.

والقرو: أسفل النخلة.

وقيل: أصلها ينقر فينبذ فيه، وقال بعضهم: يتخذ منه المركن، وهو الإجانة فيشرب فيه.

وقيل: هو نقير يجعل فيه العصير من أي خشب كان.

والقرو: القدح.

وقيل: هو الإناء الصغير.

والقرو: مسيل المعصرة ومثعبها، قال الأعشى:

وأنت بين القرو والعاصـر

 

ارمي بها البيداء إذ اعرضت

والقرو: ميلغة الكلب، والجمع في ذلك كله: أقراء، وأقر، وقرى. وحكى أبو زيد: أقروة،مصحح الواو، وهو نادر من جهة الجمع والتصحيح.

والقروة: كالقرو، الذي هوميلغة الكلب.

والقرو، والقرى: كل شيء على طريق واحد، يقال: ما زال على قرو واحد، وقرى واحد.

وأصبحت الأرض قرواً واحدا: إذا تغطى وجهها بالماء.

وقرا إليه قرواً: قصد.

وقراه: طعنه فرمى به، عن الهجري: وأراه من هذا، كأنه قصده بين أصحابه، قال:

والخيل تقروهم على اللحيات

وقرا الأمر، واقتراه: تتبعه.

وقرا الأرض قرواً، واقتراها، وتقراها، واستقراها: تتبعها أرضا أرضا وسار فيها ينظر حالها وامرها.

قال اللحياني: قروت الأرض: سرت فيها، وهو أن تمر بالمكان ثم تجوزه إلى غيره، ثم إلى موضع آخر.

وقروت بني فلان، واقتريتهم، واستقريتهم: مررت بهم واحدا واحدا، وهو من الإتباع، واستعمله سيبويه في تعبيره، فقال في قولهم: اخذته بدرهم فصاعدا لم ترد أن تخبر أن الدرهم مع صاعد ثمن لشيء، كقولك: بدرهم وزيادة، ولكنك اخبرت بأدنى الثمن فجعلته اولا، ثم قروت شيئا بعد شيء لأثمان شتى.

والناس قواري الله: أخذ من أنهم يقرون الناس، يتتبعونهم فينظرون إلى أعمالهم، وهي أحد ما جاء من "فاعل"، الذي للمذكر الآدمي، مكسرا على "فواعل" نحو: فارس وفوارس، وناكس ونواكس.

وقيل: القارية: الصالحون من الناس.

وقال اللحياني: هؤلاء قواري الله في الأرض: أي شهود الله، قال: وقال بعضهم: هم الناس الصالحون، قال: والواحد: قارية، بالهاء.

والقرا: الظهر.

وقيل: وسطه، وتثنيته: قريان، وقروان، عن اللحياني وجمعه: أقراء، وقروان، قال الهذلي:

اشب بها الشعر الصدور القراهب

 

إذا نفشت قروانهـا وتـلـفـتـت

وهو القروي.

وجمل اقرى: طويل الظهر، والأنثى: قرواء، وما كان أقرى.

ولقد قرى قراً، مقصور، عن اللحياني.

وقرا الأكمة: ظهرها.

والقيروان: الكثرة من الناس.

ومعظم الأمر.

وقيل: هو موضع الكتيبة، وهو معرب، أصله: كاروان بالفارسية، فأعرب، وهو على وزن الحيقطان.

وقرورى: اسم موضع، قال الراعي:

هضاب قروري دونها والمضيح

 

تروحن من حزم الجفول فأصبحت

مقلوبه: - ق ور -

قار الرجل يقور: مشى على أطراف قدميه ليخفي مشيه، قال:

على صرمها وانسبت بالليل قائرا

 

زحفت إليها بعد ما كنت مزمعـاً

وقار القانص الصيد يقوره قوراً: ختله.

والقارة: الجبيل الصغير.

وقال اللحياني: هو الجبيل الصغير المنقطع عن الجبال.

والقارة: الصخرة السوداء.

وقيل: هي الصخرة العظيمة، وهي اصغر من الجبل.

والقارة: الحرة، وهي أرض ذات حجارة سود.

والجمع قارات، وقار، وقور، وقيران.

والقار: القطيع الضخم من الإبل.

والقار، أيضا: اسم للإبل، قال الأغلب العجلي:

ما إن رأينا ملكاً أغار

أكثر منه قرةً وقـارا

وفارساً يستلب الهجارا

وإنما قضينا على هذا كله أنه واو، لأن انقلاب الألف عن الواو عينا اكثر من انقلابها عن الياء.

وقار الشيء قوراً، وقوره: قطع من وسطه خرقا مستديرا.

وقور الجيب: فعل به مثل ذلك.

والقوارة: ما قور من الثوب وغيره.

وخص اللحياني به: قوارة الأديم.

وقولهم في المثل: "قوري والطفي"، وإنما يقوله الذي يركب بالظلم فيسأل صاحبه فيقول ارفق أبق أحسن.

وقار المرأة: ختنها، وهو من ذلك، قال جرير:  

له فضلات لم يجد من يقورها

 

تفلق عن أنف الفرزدق عارد

والقارة: الدابة.

والقارة: قوم رماة من العرب، وفي المثل: "قد انصف القارة من راماها".

وإنما قضينا على أن هذه الألف واو لما قدمناه في الباب.

ودار قوراء: واسعة الجوف.

والاقورار: الضمر والتغير، وهو أيضا السمن ضد، قال:

بنيق إذا ما رامه العقر أحجما

 

قربن مقوراً كـأن وضـينـه

والقور: الحبل الجيد الحديث من القطن، حكاه أبو حنيفة، وقال مرة: هو من القطن ما زرع من عامه.

ولقيت من الأقورين، والأقوريات: وهي الدواهي.

وقوران: موضع.

مقلوبه: - ر ق و-

الرقوة، والرقو: فويق الدعص من الرمل، واكثر ما يكون إلى جوانب الاودية، قال:

بجنب الرقو مرتعها البرير

 

لهـا أم مـوقـفة وكـوب

أراد: لها أم مرتعها البرير، وكنى بالكوب عن القلب ونحوه.

مقلوبه: - وق ر -

الوقر: ثقل في الأذن.

وقيل: هو أن يذهب السمع كله، والثقل أخف من ذلك.

وقد وقرت، ووقرت وقراً، ووقرها الله.

والوقر: الحمل الثقيل.

وعم بعضهم به: الثقيل والخفيف وما بينهما، وجمعه: اوقار.

وقد اوقر الدابة إيقاراً، وقرة شديدة، والأخيرة شاذة.

ودابة وقرى: موقرة، قال النابغة الجعدي:

بغاربهـا حـتـى أراد لـيجـزلا

 

كما حل عن وقري وقد عض حنوها

وأرى: "وقرى" مصدرا على "فعلى" كحلقى" و"عقرى". وأراد: حل عن ذات وقرى، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.

ورجل موقر: ذو وقر، انشد ثعلب:

كانكما بي موقران من الجمر

 

لقد جعلت تبدو شواكل منكمـا

وامرأة موقرة: ذات وقر.

ونخلة موقرة، وموقر، وموقرة، وموقر، وميقار، قال:

منها وخاضبة لها ميقار

 

من كل بائنة تبين عذوقها

وأما قول قطبة بن الخضراء من بني القين:

مع الإشراق كالنخل الوقار

 

لمن ظعن تطالع من ستـار

فما ادري ما واحده؟؟ ولعله قدر نخلة واقراً، أو وقيراً، فجاء به عليه.

واستوقر وقره طعاماً: اخذه.

واستوقرت الإبل: سمنت وحملت الشحوم، قال:

دبت عليها عارمات الأنبار

 

كأنها من بدن واستـيقـار

والوقار: الرزانة.

وقر وقارا، ووقارة، ووقر قرة، وتوقر واتقر: ترزن.

والتيقور: فيعول، منه، قال:

فإن أكن امسي البلى تيقور

ويروى:

فإن يكن امسى البلى تيقوري

ففي "يكن" على هذا ضمير الشان والحديث، والتاء فيه مبدلة من واو.

ورجل وقار، ووقور، ووقر، قال:

ثبت إذا ما صيح بالقوم وقر

ومرة وقور.

ووقر وقراً: جلس، وقوله تعالى: -وقرن في بيوتكن- وقيل: هو من الوقار.

وقيل: هو من الجلوس، وقد تقدم أنه من باب قر يقر ويقر، وعللناه هنالك.

ووقر الرجل: بجله و: -و تعزروه وتوقروه-.

ووقر الدابة: سكنها، قال:

على مدالاتي والتوقير

 

يكاد ينسل من التصدير

والوقر: الصدع في الساق.

والوقر، والوقرة: كالوكتة أو الهزمة كون في الحجر والعين والعظم.

وقد وقر العظم وقراً، فهو موقور، ووقير.

ورجل وقير: به وقرة في عظمه: أي هزمة، انشد ابن الأعرابي:

لوقرة دهر يستكين وقيرها

 

حياء لنفسي أن أرى متخشعا

لوقرة دهر: أي لخطب شديد أتيقن في حالة كالوقرة في العظم.

والوقير، والوقيرة: النقرة العظيمة في الصخرة تمسك الماء.

وترك فلان قرة: أي عيالا.

وإنه عليه لقرة، أي عيال.

وما علي منك قرة: أي ثقل، قال:

ولمتي كأنها حـلـيه

 

لما رأت حليلتي عينيه

يا ليتني بالبحر أو بليه

 

تقول هذا قرة علـيه

والقرة، والوقير: الصغار من الشاء.

وقيل: القرة: الشاء والمال، والوقير: القطيع الضخم من الغنم.

قال اللحياني: زعموا أنها خمسمائة.

وقيل: هي الغنم عامة، وبه فسر ابن الأعرابي قول جرير:

إذا حل بين الأملحين وقيرهـا

 

كأن سليطا في جوانبها الحصى

وقيل: هي غنم أهل السواد.

وقيل: إذا كان فيها كلابها ورعاؤها فهي وقير، قال ذو الرمة يصف بقرة الوحش:

يدمن اجواف المياه وقيرها

 

مولعة خنساء ليست بنعجة

وقال الأغلب:  

اكثر منه قرة وقارا

 

ما إن رأينا ملكاً أغارا

قال الزيادي: دخلت على الأصمعي في مرضه الذي مات فيه فقلت: يا أبا سعيد:ما الوقير؟ فأجابني بضعف صوت فقال: الوقير: الغنم بكلبها وحمارها وراعيها، لا يكون وقيراً إلا كذلك.

والوقرى: راعي الوقير، نسب على غير قياس، قال الكميت:

يجاوب فيها الثؤاج اليعارا

 

ولا وقـريين فـي ثــلة

ويروى: "و لا قرويين": نسبة إلى القرية التي هي المصر.

وفقير وقير: يشبه بصغار الشاء في مهانته.

وقيل: هو الذي قد اوقره الدين.

وقيل: هو من الوقر، الذي هو الكسر.

وقيل: هو اتباع.

وفي صدره وقر عليك، بسكون القاف، عن اللحياني، والمعروف: وغرٌ.

وواقرة، والوقير: موضعان، قال أبو ذؤيب:

نظرتَ وقدسٌ دونها ووقير

 

فإنك حقاًّ أيَّ نظرةِ عاشـقٍ

والموقر: موضع بالشام، قال جرير:

وتلك الوفود النازلون الموقرا

 

أشاعت قريش للفرزدق خزية

مقلوبه: - ر وق -

الروق: القرن، والجمع: أرواق.

وروق الإنسان: همه ونفسه.

وأكل فلان روقه وعلى روقه: إذا طال عمره حتى تتحات أسنانه.

وألقى عليه ارواقه: إذا استهلك في حبه ورماه بأرواقه: إذا رماه بثقله.

والقت السحابة على الأرض ارواقها: الحت عليها بالمطر.

والأرواق: جماعة الجسم.

وقيل: الروق: الجسم نفسه.

وروق الشباب وغيره، وريقه، وريقه، كل ذلك: اوله، قال البعيث:

جناب الصبا في كاتم السر أعجما

 

مدحنا لهاريق الشباب فعارضـت

والروق: الشباب الحسن الثنايا، قال الاخطل:

ويستقيد لهن الأهيف الـروق

 

يبطرن ذا الشيب والإسلام همته

وروق البيت: مقدمه.

ورواقه: ما بين يديه.

وقيل: سماوته، وهي الشقة التي دون العليا، والجمع: أروقة. قال سيبويه: لم يجز ضم الواو كراهية الضمة قبلها والضمة فيها.

وقد روقه.

ورواقا الليل: مقدمه وجوانبه، قال:

مرخى رواقاه هجود سامره

 

يردن اللـيل مـرم طـائره

ويروى: "ملقى رواقاه". ورواه ابن الأعرابي: "ملقٍ رواقيه".

وارخى الليل رواقيه،و تروق، كلاهما: اقبل.

وليل مروق: مرخي الرواق، قال ذو الرمة يصف الليل:

ولكنه دون السراة مـروق

 

وقد هتك الصبح الجلي كفاءه

والروق: موضع الصائد مشبه بالرواق.

وراقني الشيء روقا، وروقانا: اعجبني.

والروقة: الجميل جداًّ من الناس، وكذلك: الاثنان والجمع والمؤنث.

وقد يجمع على: روق، وربما وصفت به الخيل والإبل في الشعر، انشد ابن الأعرابي:

ترميهم ببكرات روقه

إلا أنه قال: روقة هاهنا: جمع رائق. فأما الهاء عندي: فلتانيث الجمع، ولم يقل ابن الأعرابي إن هذا أنا يوصف به الخيل والإبل في الشعر بل اطلقه فلم يخص شعرا من غيره.

والروقة: الشيء اليسير، يمانية.

والراووق: المصفاة.

راق الشراب والماء، وتروقا: صفوا، وروقه هو.

واستعار دكين الراووق للشباب، فقال:

أسقي براووق الشباب الحاضل

وأراق الماء يريقه، وهراقه يهريقه، بدل، وأهراقه يهريقه، عوض: صبه، وإنما قضي على أن أصل "أراق": أروق لأمرين: أحدهما: أن كون عين الفعل واوا اكثر من كونها ياء، فيما اعتلت عينه. والآخر: أن الماء إذا هريق ظهر جوهره، وصفا، فراق رائيهيروقه، فهذا يقوي كون العين منه واوا.

على أن الكسائي قد حكى: راق الماء يريق: إذا انصب، وهذا قاطع بكون العين ياء، وسيأتي.

وأراق الرجل ماء ظهره، وهراقه، على البدل، وأهراقه، على العوض، كما ذهب إليه سيبويه، في قولهم: أسطاع.

وقالوا في مصدره: إهراقة، كما قالوا: إسطاعة، قال ذو الرمة:

لأعزله عنها وفي النفس أن أثني

 

فلما دنت إهراقة الماء أنصتـت

ورجل مريق، وماء مراق: على أرقت. ورجل مهريق، وماء مهراق: على هرقت.

ورجل مهريق، وماء مهراق: على أهرقت والإراقة: ماء الرجل، وهي: الهراقة، على البدل، والإهراقة، على العرض.

وهما يتراوقان الماء: يتداولان إراقته.

وروق السكران: بال في ثيابه، هذه وحدها عن أبي حنيفة.

وقد تقدم جميع ذلك في الياء، لأن الكلمة يائية وواوية.

والروق: طول وانثناء في الأسنان.

وقيل: الروق: طول الأسنان وإشراف العليا على السفلى.

روق روقاً، وهو أروق.

والترويق: أن تبيع شيئا لك لتشتري أطول منه وافضل.

وقيل: الترويق أن تبيع بالياً وتشتري جديدا، عن ثعلب.

وقال ابن الأعرابي: باع سلعته فروق: أي اشترى احسن منها.

مقلوبه: - ور ق -

الورق من الشجر: معروف.

وقال أبو حنيفة: الورق: كل ما تبسط تبسطا وكان له عير في وسطه، تنتشر عنه حاشيتاه، واحدته: ورقة.

وقد ورقت الشجرة، وأورقت.

وشجرة وارقة، ووريقة، وورقة: خضراء الورق حسنة، الأخيرة على النسب، لأنه لا فعل له.

وورق الشجرة يرقها: اخذ ورقها.

وقال اللحياني: ورقت الشجرة، خفيفة: القت ورقها.

والوراق، بالكسر: الوقت الذي يورق فيه الشجر.

الوراق: خضرة الأرض من الحشيش، وليس من الورق، قال أبو حنيفة هو أن تطرد الخضرة لعينك، قال أوس بن حجر:

جراد قد اطاع له الوراق

 

كأن جيادهن برعـن زم

وعندي: أن الوراق من الورق.

وقال أبو حنيفة: ورقت الشجرة، وورقت، واورقت، كل ذلك: إذا ظهر ورقها تاماًّ.

وما احسن وراقه، واوراقه: أي لبسته وشارته، على التشبيه بالورق.

واختبط منه ورقا: أصاب منه خيرا.

والرقة: أول خروج الصليان والنصي والطريفة رطبا، يقال: رعينا رقته.

والورق: أدم رقاق، واحدتها:ورقة.

وورق المصحف، واوراقه: صحفه، الواحد: كالواحد وهو منه.

والوراق: معروف، وحرفته: الوراقة.

والورق: المال من الإبل والغنم، قال العجاج:

اغفر خطاياي وثمر ورقي

والورق من الدم: ما استدار منه.

وقيل: هو الذي يسقط من الجراحة علقا قطعا.

والورق: الدنيا.

وورق القوم: أحداثهم.

وورق الشباب: نضرته وحداثته، هذه عن ابن الأعرابي.

والورق، والورق، والورق: الدراهم، وربما سميت الفضة: ورقا.

والرقة: الفضة والمال، عن ابن الأعرابي. وقيل الفضة والذهب، عن ثعلب.

وجمع الورق: أوراق، وجمع الرقة: رقون. وفي المثل: "إن الرقين تعفى على أفن الأفين" وقال ثعلب: "وجدان الرقين يغطى أفن الأفين" ورجل مورق، ووراق: صاحب ورق، قال:

تأكل من كيس امرئ وراق

 

يا رب بيضاء من العـراق

واورق الصائد: أخطأ وخاب، وقوله انشده ثعلب:

ريشن نبلاً لأصحاب الصبا صيدا

 

إذا كحلن عيونـاً غـير مـورقة

يعني: غير خائبة.

وأورق الغازي: اخفق، وغنم، وهو من الاضداد، قال:

مراراً وأحيانا تفيد وتـورق

 

ألم تر أن الحرب تعوج أهلها

والورقة: سواد في غبرة.

وقيل: سواد وبياض كدخان الرمث، يكون ذلك في أنواع البهائم، واكثر ذلك في الإبل.

قال أبو عبيد: الأورق: أطيب الإبل عشيا، واقلها شدة على العمل والسير، وقد يكون في الإنسان، قال:

اورق بوالاً على البساط

 

أيام ادعـو بـابـي زياد

أراد: أيام ادعو بدعائي أبا زياد رجلاً بوالا، وهذا كقولهم: لئن لقيت فلانا لتلقين به الأسد، ولتلقين منه الأسد.

وقد ايرق واورق، وهو اورق، وقوله عليه الصلاة والسلام: "إن جاءت به اورق جمالياًّ"، فإنما عنى عليه الصلاة والسلام: الأدمة، فاستعار لها اسم "الورقة"، وكذلك: استعار "جماليا"، وإنما الجمالية للناقة، ورواه أهل الحديث: "جمالياًّ" من الجمال وليس بشيء.

والأورق: اللبن الذي ثلثاه ماء،و ثلثه لبن، قال:

سجاجاً كأقراب الثعالب أورقا

 

يشربه محضاً ويسقى عيالـه

ولذلك شبهت العرب لون الذئب بلون دخان الرمث، لأن الذئب أورق، قال:

ورقاء دمى ذئبها المدمى

 

فلا تكوني يا ابنة الاشـم

وقال أبو حنيفة: نصل أورق: برد أو جلي ثم لوح بعد ذلك على الجمر حتى اخضر، قال العجاج:

عليه ورقان القران النصل

والورقة في القوس: مخرج غصن، وهو اقل من الابنة، وحكاه كراع بجزم الراء، وصرح فيه بذلك.

وورقة الوتر: جليدة توضع على حزه، عن ابن الأعرابي.

ورجل ورق، وامرأة ورقة: خسيسان، وقوله:

دراهم منها جائرات وزيف

 

إذا ورق الفتيان صاروا كأنهم

ورواه يعقوب: "و زائف"، وهو خطأ. قيل: هم الخساس.و قيل: هم الأحداث.

والورقاء: شجيرة تسمو فوق القامة، لها ورق مدور، واسع دقيق ناعم، تأكله الماشية كلها، وهي غبراء الساق، خضراء الورق، لها زمع شعر فيه حب اغبر مثل الشهدانج، ترعاه الطير، وهو سهلي ينبت في الاودية، وفي جنباتها، وفي القيعان وهي مرعى.

ومورق: اسم رجل، حكاه سيبويه، شذ عن القياس على حسب ما تجيء الأسماء الاعلام في كثير من الأبواب العربية، وكان القياس: مورقا، بكسر الراء.

والوريقة، ووراق: موضعان، قال الزبرقان:

واهلي بالتهائم فالوراق

 

وعبد من ذوي قيس أتاني

وورقان: جبل معروف، وفي الحديث: "سن الكافر في النار كورقان" يعني: في النار.

القاف واللام والواو

القلة: عود يجعل في وسطه حبل، ثم يدفن ويجعل للحبل كفة فيها عيدان، فإذا وطئ الظبي عليها عضت على أطراف اكارعه.

والمقلي: كالقلة.

والقلة، والمقلي، والمقلاء، كله: عودان يلعب بهما الصبيان.

فالمقلاء: العود الكبير الذي يضرب به.

والقلة: الخشبة الصغيرة التي تنصب، وهي قدر ذراع.

والجمع: قلات، وقلون، وقلون، على ما يكثر في أول هذا النحو من التغيير.

وقلا بها قلواً، وقلاها: رمى، قال ابن مقبل:

نزو القلات زهاها قال قالينا

 

كأن نزو فراخ الهام بينـهـم

أراد: "قلو قالينا، فقلب، فتغير البناء للقلب كما قالوا: له جاه عند السلطان، وهو من الوجه، فقلبوا "فعلاً" إلى "فلع"، لأن القلب مما قد يغير البناء، فافهم.

وقلوت بالقلة والكرة: ضربت.

وقلا الإبل قلواً:ساقها سوقا شديدا.

وقلا العير آتنه قلواً: شلها وطردها.

والقلو: الحمار الخفيف.

وقيل: هو الجحش الفتي.

والأنثى: قلوة.

وكل شديد السوق: قلو.

وقيل: القلو: الخفيف من كل شيء.

والقلوة: الدابة تتقدم بصاحبها.

وقد قلت به، واقلولت.

واقلولى القوم: رحلوا، وكذلك: الرجل، كلاهما عن اللحياني.

واقلولى في الجبل: صعد أعلاه فأشرف.

وكل ما علوت ظهره: فقد اقلوليته، نادر، لأنا لا نعرف "افعوعل"، متعدية، إلا اعرورى واحلولى.

واقلولى الطائر: وقع على أعلى الشجرة، هذه عن اللحياني.

والقلولى: الطائر إذا ارتفع في طيرانه.

وقال أبو عبيدة: قلولى: الطائر، جعله علما أو كالعلم فأخطأ.

والمقلولي: المستوفز المتجافي.

والمقلولي: المنكمش، قال:

لما رأتني خلقاً مقلولـيا

 

قد عجبت مني ومن بعيليا

وقوله:

من الليل فاقلولين فوق المضاجع

 

سمعن غناءً بعدما نـمـن نـومةً

يجوز أن يكون معناه: خفقن لصوته وقلقن، فزال عنهن نومهن واستثقالهن على الأرض.

وبهذا يعلم أن لام "اقلوليت" واو لا ياء.

وقلا الشيء في المقلى قلواً، وقد تقدمت هذه الكلمة في الياء، لأنها يائية وواوية.

وقلوت الرجل: شنئته، لغة في: قليته.

والقلو: الذي يستعمله الصباغ في العصفر، وقد تقدم في الياء، لأن القلي فيه لغة.

مقلوبه: - ق ول -

القول: الكلام على التقريب.

وهو عند المحقق: كل لفظ قال به اللسان تاماً كان أو ناقصا.

واعلم أن "قلت" في كلام العرب: إنما وقعت على أن تحكي بها ما كان كلاما لا قولا.

يعني بالكلام: الجمل، كقولك: زيد منطلق وقام زيد.

ويعني بالقول: الالفاظ المفردة التي ينبني الكلام منها، كزيد، من قولك: زيد منطلق، وعمرو، من قولك: قام عمرو. فأما تجوزهم في تسميتهم الاعتقادات والآراء قولا، فلأن الاعتقاد يخفى فلا يعرف إلا بالقول، أو بما يقوم مقام القول من شاهد الحال، فلما كانت لا تظهر إلا بالقول، سميت قولا، إذ كانت سببا لها، وكان القول دليلا عليها، كما يسمى الشيء باسم غيره إذا كان ملابسا له وكان القول دليلا عليه فإن قيل: فكيف عبروا عن الاعتقادات والآراء بالقول ولم يعبروا عنها بالكلام، ولو سووا بينهما أو قلبوا الاستعمال فيهما كان ماذا؟ فالجواب: إنهم إنما فعلوا ذلك م حيث كان القول بالاعتقاد أشبه من الكلام، وذلك أن الاعتقاد لا يفهم إلا بغيره، وهو العبارة عنه، كما أن القول قد لا يتم معناه إلا بغيره، ألا ترى أنك إذا قلت: قام، واخليته من ضمير، فإنه لا يتم معناه الذي وضع في الكلام عليه وله، لأنه إنما وضع على أن يفاد معناه مقترنا بما يسند إليه من الفاعل و"قام" هذه نفسها قول، وهي ناقصة محتاجة إلى الفاعل كاحتياج الاعتقاد إلى العبارة عنه، فلما اشتبها عبر عن أحدهما بصاحبه، وليس كذلك الكلام، لأنه وضع على الاستقلال والاستغناء عما سواه.

والقول قد يكون من المفتقر إلى غيره على ما قدمناه فكان بالاعتقاد المحتاج إلى البيان اقرب، وبأن يعبر به عنه أليق، فاعلمه.

وقد يستعمل القول في غير الإنسان، قال أبو النجم:

إنك لا ترجع إلا حامـداً

 

قالت له الطير تقدم راشداً

وقال الآخر:

وحدرتا كالدر لما يثـقـب

 

قالت له العينان سمعاً وطاعةً

وقال الراجز:

امتلأ الحوض وقال قطني

وقال الآخر:

قالت الدلح الرواء إنيه

 

بينما نحن مرتعون بفلج

إنيه: صوت رزمة السحاب وحنين الرعد.

ومثله أيضا:

قد قالت الانساع للبطن الحقي

وإذا جاز أن يسمى الرأي والاعتقاد قولا، وإن لم يكن صوتا، كان تسميتهم ما هو أصوات قولا اجدر بالجواز، ألا ترى أن الطير لها هدير، والحوض له غطيط، والأنساع لها أطيط، والسحاب له دوي، فأما قوله:

قالت له العينان سمعاً وطاعةً

فإنه وإن لم يكن منهما صوت، فإن الحال آذنت بأن لو كان لهما جارحة نطق لقالتا: سمعا وطاعة.

قال ابن جني: وقد حرر هذا الموضع وأوضحه عنترة بقوله:

ولكان لو علم الكلام مكلـمـي

 

لو كان يدري ما المحاورة اشتكى

والجمع: أقوال.

واقاويل: جمع الجمع.

قال يقول قولاً، وقيلا وقولة ومقالا، ومقالة.

وقيل: القول في الخير والشر، والقال، والقيل في الشر خاصة، وقرأ ابن مسعود: -فقُلا له قولاً ليناً-، إنما أراد: فقولا، فاجرى حركة اللام هنا، وإن كانت لازمة، مجراها إذ كانت غير لازمة في نحو قول الله تعالى: -قل اللهم مالك الملك- و: -قم الليل-.

ورجل قائل من قوم قول، وقيل، وقالة.

حكى ثعلب: إنهم لقالة بالحق وكذلك: قئول وقوول. والجمع: قول وقول، الأخيرة عن سيبويه، وكذلك: قوال، وقوالة، من قوم قوالين، وقولة، وتقولة، وتقوالة.

وحكى سيبويه: مقول، وكذلك: الأنثى بغير هاء، قال ولا يجمع بالواو والنون، لأن مؤنثه لا تدخله الهاء.

ومقوال: كمقول، قال سيبويه: هو على النسب كل ذلك حسن القول لسن.

والاسم: القالة، والقال، والقيل.

وهو ابن اقوال، وابن قوال: أي جيد الكلام فصيح.

واقوله ما لم يقل، وقوله، كلاهما: ادعى عليه.

وكذلك: أقاله ما لم يقل، عن اللحياني.

وقول مقول، ومقئول، عن اللحياني أيضا، قال: والإتمام لغة أبي الجراح.

وتقول قولا: ابتدعه كذبا.

وكلمة مقولة: قيلت مرة بعد مرة.

والمقول: اللسان.

والمقول، والقيل: الملك من ملوك حمير، يقول ما شاء فينفذ. وأصله: قيل.

وقيل: هو دون الملك الأعلى، والجمع: أقوال. قال سيبويه: كسروه على "أفعال" تشبيها بفاعل" وهو المقول، والجمع: مقاول، ومقاولة، دخلت الهاء فيه على حد دخولها في القشاعمة.

واقتال قولا: اجتره إلى نفسه.

واقتال عليهم: احتكم.

والقال: القلة، مقلوب مغير، وهو العود الصغير، وجمعه: قيلان، قال:

وأنا في ضراب قيلان القله

مقلوبه: - ل ق و-

اللقوة: داء يكون في الوجه يعوج منه الشدق.

وقد لقى، ولقوته أنا: اجريت عليه ذلك.

واللقوة، واللقوة: المرأة السريعة اللقاح، وكذلك: الفرس.

وناقة لقوة، ولقوة: تلقح لأول قرعة.

واللقوة، واللقوة: العقاب الخفيفة السريعة الاختطاف.

وجمعها: لقاء، وألقاء، كأن:ألقاء" على حذف الزائد، وليس بقياس، إنما جمع اللقوة على ألقاء فغير جئز ولا معروف، لأن "فعلة" لا تجمع على "أفعال".

ودلو لقوة: لينة لا تنبسط سريعاً للينها. عن الهجري، وانشد:

والبكرات شرهن الصائمة

 

شر الدلاء اللقوة الملازمة

والصحيح: "الولغة الملازمة".

مقلوبه: - ل وق -

لاق الشيء لوقاً، ولوقة: لينه، وفي حديث عبادة بن الصامت: "و لا آكل إلا ما لوق لي".

واللوقة: الرطب بالزبد، وقيل: بالسمن.

ورجل عوق لوق: إتباع.

وكذلك: ضيق ليق عيق: كل ذلك على الإتباع.

ولواق: أرض معروفة، قال أبو داود:

ببطن لواق أو بطن الذهاب

 

لمن طلل كعنوان الكتـاب

مقلوبه: - وق ل -

وقل في الجبل وقلاً، وتوقل: صعد.

وفرس وقل، ووقل، ووقل، وكذلك: الوعل، قال ابن مقبل:

يأتي تراث أبيه يتبع القذفا

 

عوداً أحم القرا إزمولة وقلاً

وكل صاعد في شيء: متوقل.

وقل يقل وقلاً: رفع رجلاً واثبت أخرى، قال الأعشى:

مع الربداء والرأل

 

وهقل يقل المشـي

وقال أبو حنيفة: الوقل: الكرب الذي لم يستقص، فبقيت اصوله بارزة في الجذع، فأمكن المرتقى أن يرتقي فيها، فكله من التوقل: الذي هو الصعود.

والوقل: الحجارة.

والوقل: شجر المقل. واحدته: وقلة، وجمع الوقل: أوقال، قال الشاعر:

حمامة في غصـون ذات أوقـال

 

لم يتمنع الشرب منها غير أن نطقت

والوقلة، أيضا، نواته، وجمعها: وقول، كبدرة وبدور، وصخرة وصخور.

مقلوبه: - ول ق -

الولق: أخف الطعن.

والولق أيضا: إسراعك بالشيء إثر الشيء، كعدو إثر عدو، وكلام إثر كلام، أنشد ابن الأعرابي:

أوالق مخلاف العدات كذوبها

 

تصبيننا حتى ترق قلـوبـنـا

"أوالق": من ولق الكلام.

وضربه ضربا ولقاً: متتابعا في سرعة.

والولق: السير السهل السريع.

وولق في سيره ولقاً: اسرع، قال:

جاءت به عنس من الشام تلق

والولقى: العدو الذي كأنه ينزو من شدة السرعة كذا حكاه أبو عبيد، فجعل النزوان للعدو مجازا وتقريبا.

وقالوا: إن للعقاب الولقى: أي سرعة النجارى.

والأولق: كالأفكل: الجنون.

وقيل: الخفة من النشاط كالجنون، اجاز الفارسي أن يكون "افعل" من: الولق الذي هو السرعة، وقد تقدم بالهمز، وقوله:

شمرذل غير هراء ميلق

تراه في الركب الدقاق الأينق

على بقايا الزاد غير مشفق

يجوز أن يعني بالميلق: السريع الخفيف، من الولق: الذي هو السير السهل السريع، ومن الولق: الذي هو الطعن.

ويروى: "مئلق" من المألوق: أي المجنون.

وولق ولقا: كذب.

وقرئ: -إذ تلقونه بألسنتكم- هذه حكاية أهل اللغة جاءوا بالمتعدي شاهدا على غير المتعدي، وعندي: أنه أراد: إذ تلقون فيه، فحذف وأوصل.

وولق الكلام: دبره.

وولقه بالسوط: ضربه.

وولق عينه: ضربه ففقأها.

والوليقة: طعام يتخذ من دقيق وسمن ولبن.

القاف والنون والواو

القنوة، والقنوة، والقنية، والقنية: الكسبة، قلبوا فيه الواو ياء للكسرة القريبة منها.

وأما قنية فأقرت الياء بحالها التي كانت عليها في لغة من كسر، هذا قول البصريين.

وأما الكوفيين فجعلوا: قنيت، وقنوت لغتين، فمن قال: قنيت، على قلتها فلا نظر في قنية، وقنية في قوله. ومن قال: قنوت، فالكلام في قوله هو الكلام في قول من قال: صبيان.

قنوت الشيء قنواًّ، وقنوانا، واقتنيته: كسبته.

وقنوت العنز: اتخذتها للحلب.

وله غنم قنوة، وقنوة: أي خالصة له ثابتة عليه، وقد تقدم جميع ذلك في الياء، لأن هذه الكلمة يائية وواوية.

وقنى الغنم: ما يتخذ منها للولد أو اللبن، وفي الحديث: "أنه نهى عن ذبح قنى الغنم" وقد تقدم في الياء.

وقنيت الحياء قنواًّ: لزمته، قال حاتم:

قنيت حيائي عفة وتكرمـا

 

إذا قل مالي أو اصبت بنكبة

وقد تقدم ذلك أيضا.

والقنا: ارتفاع في أعلى الأنف، واحديداب في وسطه، وسبوغ في طرفه.

وقيل: هو نتوء وسط القصبة وإشرافه وضيق المنخرين.

ورجل اقنى، وامرأة قنواء.

 وقد يوصف بذلك البازي والفرس، وهو في الفرس عيب، وفي الصقر والبازي مدح، قال ذو الرمة:

من الطير أقنى ينفض الطل أزرق

 

نظرت كما جلى على رأس رهوة

وقيل: هو في الصقر والبازي اعوجاج في منقاره.

والقناة: الرمح، والجمع قنوات، وقناً، وقنى، وأقناء مثل جبل وأجبال وحكى كراع في جمعه: قنيات، وأراه: على المعاقبة طلب الخفة.

ورجل قناء ومقن: صاحب قناً.

وقيل: كل عصي مستوية: فهي قناة.

وقيل: كل عصا مستوية أو معوجة: فهي قناة، والجمع: كالجمع، انشد ابن الأعرابي في صفة بحر:

كأنـنـي فـي هـوة احـدر

 

اظل من خوف النجوخ الأخضر

من السراة ذي قنا وعـرعـر

 

وتارة يسنـدنـي فـي اوعـر

كذا انشده.

"في اوعر" جمع: وعر، وأراد: ذوات قناً، فأقام المفرد مقام الجمع، وعندي: أنه "في اوعر" لوصفه إياه بقوله: ذي قنا، فيكون المفرد صفة للمفرد.

والقناة: كظيمة تحفر تحت الأرض، والجمع: قنى.

والهدهد قناء الأرض: أي عالم بمواضع الماء.

والقنو، والقنا: الكباسة.

والقنا، بالفتح: لغة فيه، عن أبي حنيفة. والجمع من كل ذلك:أقناء، وقنوان، وقنيان، قلبت الواو ياء لقرب الكسرة، ولم يعتد الساكن حاجزا، كسروا: "فعلا" على "فعلان" كما كسروا عليه "فعلا" لاعتقابهما على المعنى الواحد، نحو: بدل وبدل، وشبه وشبه فكما كسروا: "فعلا" على "فعلان" نحو: خرب وخربان وشبث وشبثان، كذلك كسروا أيضا: "فعلاً" فقالوا: قنوان، فالكسرة في: "قنو" غير الكسرة في: "قنوان"، تلك وضعية للبناء، وهذه حادثة للجمع، وأما السكون في هذه الطريقة، اعني سكون "فعلان"، فهو كسكون عين "فعل" الذي هو واحد "فعلان" لفظا، فينبغي أن يكون غيره تقديرا، لأن سكون عين "فعلان" شيء احدثته الجمعية، وإن كان بلفظ ما كان في الواحد، ألا ترى أن سكون عين "شبثان" و"برقان" غير فتحة عين "شبث" و"برق" فكما أن هذين مختلفان لفظا كذلك السكونان هنا مختلفان تقديرا.

وشجرة قنواء: طويلة.

ولأقنون قناوتك: أي لأجزينك جزاءك، عن ابن الأعرابي.

والقناة: البقرة الوحشية، قال لبيد:

من ضبوح قفى عليه الخبال

 

وقناة تبغي بحـربة عـهـداً

وقناة: واد بالمدينة، قال البرج بن مسهر الطائي:

إلى ودوني من قنـاة شـجـونـهـا

 

سرت من لوى المروت حتى تجاوزت

وقانية: موضع، قال بشر بن أبي خازم:

بقانية وقد تلـع الـنـهـار

 

فلأياً ما قصرت الطرف عنهم

وقنوني: موضع.

مقلوبه: - ن ق و-

نقى الشيء نقاوة ونقاء، فهو نقي، والجمع: نقاء، ونقواء، الأخيرة نادرة.

وأقاه، وتنقاه، وانتقاه: اختاره.

ونقوة الشيء،و نقاوته ونقايته، ونقاته: خياره، يكون ذلك في كل شيء.

قال اللحياني: وجمع النقاوة: نقاً ونقاء. وجمع النقاية: نقايا ونقاء.

ونقاة الطعام: ما القي منه.

وقيل: هو ما يسقط منه من قماشه وترابه، عن اللحياني، قال: وقد يقال: النقاة، بالضم، وهي قليلة.

وقيل: نقاته، ونقايته، ونقايته: رديئه، عن ثعلب، ولا اعرف في ذلك: نقاته، ونقايته.

والنقا من الرمل: القطعة تنقاد محدودبة. والتثنية: نقوان، ونقيان، وقد تقدم في الياء. والجمع: أنقاء، ونقى، قال أبو نخيلة:

واستردفت من عالج نقياًّ

والنقو، والنقا: عظم العضد.

وقيل: كل عظم فيه مخ، والجمع: أنقاء.

ورجل انقى، وامرأة نقواء: دقيقا القصب.

وقالوا: ثقة نقة، فأتبعوا كأنهم حذفوا واو "نقوة"حكى ذلك ابن الأعرابي.

والنقاوى: ضرب من الحمض قال الحذلمي:

إلى نقاوى أمعز الدفين

وقال أبو حنيفة: النقاوى: تخرج عيدانا سلبة، ليس فيها ورق،و إذا يبست ابيضت، والناس يغسلون بها الثياب، فتتركها بيضاء بياضاً شديدا، واحدتها: نقاوةٌ.

مقلوبه: - ن وق -

الناقة: الأنثى من الإبل، وقيل: إنما تسمى بذلك إذا اجذعت.

والجمع: أنوقٌ، وأنؤق، هذه عن اللحياني، همزوا الواو للضمة، وأنوق وأينق، الياء في: أينق عوض من الواو في أونق، فيمن جعلها: "أيفلا" ومن جعلها: "أعفلا" فقدم العين مغيرة إلى الياء جعلها بدلا من الواو، فالبدل أعم تصرفا من العوض إذ كل عوض بدل، وليس كل بدل عوضا.

وقال ابن جني مرة: ذهب سيبويه في قولهم: "أينق" مذهبين:  

أحدهما: أن تكون عين "أينق" قلبت إلى ما قبل الفاء، فصارت في التقدير: أونق، ثم أبدلت الواو ياء، لأنها كما اعلت بالقلب، كذلك اعلت أيضا بالإبدال.

والآخر: أن تكون العين حذفت، ثم عوضت الياء منها قبل الفاء. فمثالها على هذا القول: "أيفل" وعلى القول الأول: "أعفل" وكذلك: أيانق، ونوق، وأنواق، عن يعقوب، ونياق ونياقات، انشد ابن الأعرابي:

إنا وجدنا ناقة العجوز

خير النياقات على الترميز

حين تكال النيب في القفيز

وقد ابنت تعليل هذه الكلمة في الكتاب المخصص وتصغير اينق: أيينقات، عن يقوب، والقياس: أيينق، كقولك: في أكلب أكيلب.

واستونق الجمل: صار كالناقة في ذلها لا يستعمل إلا مزيدا.

قال ثعلب: ولا يقال: استناق الجمل، إنما ذلك لأن هذه الأفعال المزيدة، أعني: "افتعل" و"استفعل" إنما تعتل اعتلال افعالها الثلاثية البسيطة التي لا زيادة فيها، كاستقام: إنما اعتل لاعتلال قام، واستقال: إنما اعتل لاعتلال قال، وإلا فقد كان حكمه أن يصح، لأن فاء الفعل ساكنة، فلما كانت استنوق واستيئس، ونحوهما دون فعل ثلاثي بسيط لا زيادة فيه صحت الياء والواو لسكون ما قبلهما.

وجمل منوق: ذلول، قد احسنت رياضته.

وقيل: هو الذي ذلل حتى صير كالناقة.

وناقة منوقة: علمت المشي.

وتنوق في أموره: تجود وبالغ، قال ذو الرمة:

به حضرميات الأكف الحوائك

 

كأن عليها سحق لفق تنوقـت

عداه بالباء، لأنه في معنى: ترفقت به.

وانتاقت: كتنوق.

وقيل: انتاق الشيء: مقلوب عن انتقاه، قال:

مثل القيس انتاقها المنقى

والاسم من كل ذلك: النيقة.

والنوق: بياض فيه حمرة يسيرة.

القاف والفاء والواو

القفا: وراء العنق، أنثى، قال:

بأحمل للملاوم من حـمـار

 

فما المولى وإن عرضت قفاه

ويروى: "للمحامد".

وقال اللحياني: القفا، يذكر ويؤنث، وحكى عن عكل: هذه قفاً، بالتانيث.

وحكى ابن جني المد في القفا،و ليست بالفاشية وأما قوله:

يا بن الزبير طال ما عصيكا

وطال ما عنيتـنـا إلـيكـا

لنضر بن بسيفنا قفيكـمـا

أراد: قفاكا، فأبدل الألف ياء للقافية، وكذلك أراد: "عصيت" فابدل من التاء كافا، لأنها أختها في الهمس.

والجمع: أقف، وأقفية، الأخيرة عن ابن الأعرابي، وأقفاء قال الجوهري: هو جمع القلة والكثير: قفي وقفي وقفين الأخيرة نادرة لا يوجبها القياس.

والقافية: كالقفا، وهي اقلهما.

وقفوته: ضربت قفاه.

وتقفيته بالعصا، واستقفيته: ضربت قفاه بها.

وشاة قفية:مذبوحة من قفاها.

ولا افعله قفا الدهر: أي طول الدهر.

وهو قفا الأكمة، وبقفاها: أي بظهرها.

ويقال للشيخ إذا كبر: رد على قفاه.

والقفى: القفا.

وقفاه قفواً، وقفواًّ، واقتفاه، وتقفاه: بعه.

قفيته غيري، وبغيري: أتبعته إياه، وفي التنزيل: -ثم قفينا على اثارهم برسلنا-.

والاسم القفية.

وفلان قفى أهله، وقفيتهم: أي الخلف منهم، لأنه يقفو اثارهم في الخير، وفي حديث الاستسقاء أن عمر رضي الله عنه قال: "اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك وقفية ىبائه" حكاه الهروي في الغريبين.

والقافية من الشعر: الذي يقفو البيت.

قال الاخفش: القافية آخر كلمة في البيت، وإنما قيل لها قافية، لأنها تقفو الكلام، قال: وفي قولهم قافية: دليل على أنها ليست بحرف، لأن القافية مؤنثة، والحرف مذكر، وإن كانوا قد يؤنثون المذكر، قال: وهذا قد سمع من العرب، وليست ؤخذ الأسماء بالقياس، ألا ترى أن رجلا وحائطا وأشباه ذلك، لا تؤخذ بالقياس، إنما ينظر ما سمته العرب، والعرب لا تعرف الحروف قال: اخبرني من اثق به انهم قالوا لعربي فصيح: انشدنا قصيدة على الذال، فقال: وما الذال؟ وسئل بعض العرب عن الذال وغيرها من الحروف، فإذا هم لا يعرفون الحروف وأنشدنا أحدهم:

لا يشتكين عملاً ما أنقين

قال: فقيل له: أين القافية؟ فقال: أنقين.

وقالوا لأبي حية: انشدنا قصيدة على القاف، فقال:

كفى بالنأي من أسماء كاف

فلم يعرف القاف.

وقال الخليل: القافية: من آخر حرف في البيت إلى أول ساكن يليه مع الحركة التي قبل الساكن.

ويقال: مع المتحرك الذي قبل الساكن، كأن القافية على قوله من قول لبيد:

عفت الديار محلها فمقامها

من فتحة القاف إلى آخر البيت، وعلى الحكاية الثانية: من القاف نفسها إلى آخر البيت.

وقال قطرب: القافية: الحرف الذي تبنى القصيدة عليه، وهو المسمى: رويا.

وقال ابن كيسان: القافية: كل شيء لزمت إعادته في آخر البيت، وقد لاذ هذا بنحو من قول الخليل لولا خلل فيه.

قال ابن جني:و الذي يثبت عندي صحته من هذه الأقوال هو قول الخليل، وهذه الاقاويل إنما يخص بتحقيقها صناعة القافية، وأما نحن فليس غرضنا هنا إلا أن نعرف ما القافية على مذهب هؤلاء كلهم، من غير إسهاب ولا إطناب، وقد بينا جميع ذلك في كتابنا الموسوم: بالوافي في أحكام علم القوافي" وأما ما كحاه الاخفش من أنه سأل من انشد:

لا يشتكين عملا ما أنقين

فلا دلالة فيه على أن القافية عندهم الكلمة. وذلك أنه نحا نحو ما يريده الخليل، فلطف عليه أن يقول: هي من فتحة القاف إلى آخر البيت، فجاء بما هو عليه اسهل، وبه آنس، وعليه اقدر، فذكر الكلمة المنطوية على القافية في الحقيقة مجازا، وإذا جاز لهم أن يسموا البيت كله قافية، لأن في آخره قافية، فتسميتهم الكلمة التي فيها القافية نفسها قافية اجدر بالجواز، وذلك قول حسان:

ونضرب حين تختلط الدماء

 

فنحكم بالقوافي من هجانـا

وذهب الاخفش إلى انه أراد هنا بالقوافي: الابيات.

قال ابن جني: لا يمتنع عندي أن يقال في هذا: إنه أراد: القصائد، كقول الخنساء:

ن تبقى ويهلك من قالها

 

وقافية مثل حد السـنـا

تعني: قصيدة، وقال:

قوم سأترك في اعراضهم ندبا

 

نبئت قافية قيلت تنـاشـدهـا

وإذا جاز أن تسمى القصيدة كلها قافية، كانت تسمية الكلمة التي فيها القافية قافية أجدر، وعندي: أن تسمية الكلمة والبيت والقصيدة قافية إنما هو على إرادة ذو القافية، وبذلك ختم ابن جني رأيه في تسميتهم الكلمة أو البيت أو القصيدة قافية.

وقفاه قفوا: قذفه، أو قرفه وهي: الفقوة.

وأنا له قفى: قاذف.

والقفوة: الذنب، وفي المثل: "رب سامع عذرتي لم يسمع قفوتي" العذرة: المعذرة، يقول: ربما اعتذرت إلى رجل من شيء قد كان مني، وأنا اظن أنه قد بلغه ذلك الشيء، ولم يكن بلغه: يضرب لمن لا يحفظ سره ولا يعرف عيبه.

وقيل: القفوة: أن تقول في الرجل ما فيه وما ليس فيه.

وأقفى الرجل على صاحبه: فضله، قال غيلان الربعي يصف فرسا:

مقفى على الحي قصير الأظماء

والقفية: المزية تكون للإنسان على غيره.

وقد اقفاه.

وأنا قفي به: أي حفي.

وقد تقفى به.

والقفي: الضيف المكرم.

والقفي، والقفية: الشيء الذي يكرم به الضيف من الطعام، قال سلامة بن جندل يصف فرسا:

يسقى دواء قفى السكن مربوب

 

ليس بأسفي ولا أقنى ولا سغـل

والاسم: القفاوة، ويروى بيت الكميت:

وكاعبهم ذات القفاوة اسغب

 

وبات وليد الحي طيان ساغبا

واقتفى بالشيء: خص نفسه به، قال:

ولا اقتفي بالزاد دون زميلي

 

ولا اتحرى ود من لا يودني

والقفية: الطعام يخص به الرجل.

وأقفاه به: اختصه.

وقتفى الشيء، وتقفاه: اختاره.

وهي القفوة.

وفلان قفوتي: أي خيرتي.

والقفوة: رهجة تثور عند أول المطر.

مقلوبه: - ق وف -

قوف الرقبة، وقوفتها: الشعر السائل في نقرتها.

وقاف الأثر قيافة، واقتافه، وتقوفه: تتبعه، انشد ثعلب:

على الضزن اغنى الضأن لو يتقوف

 

محلى باطواق عـتـاق يبـينـهـا

الضزن، هنا: سوء الحال من الجهل. يقول: كرمه وجوده يبين لمن لا يفهم الخبر، فكيف من يفهم؟؟؟ والقافة: جمع قائف وهو الذي يعرف الآثار.

والقاف: حرف هجاء: وهو حرف مجهور، يكون أصلا لا بدلا ولا زائدا، وقوله تعالى: -ق والقرآن المجيد- جاء في التفسير: أن مجاز "قاف" مجاز الحروف التي تكون في أوائل السور، نحو: "ن"، و"الر" وقيل: معنى "قاف": قضى الامر، كما قيل: "حم": حم الامر، وجاء في بعض التفاسير أن قافا: جبل محيط بالدنيا من ياقوتة خضراء، وأن السماء بيضاء، وإنما اخضرت من خضرته، وإنما قضيت على ألفها أنها من الواو، لأن الألف إذا كانت عينا فإبدالها من الواو اكثر من إبدالها من الياء.

مقلوبه: - ف ق و-

الفقو: شيء أبيض يخرج من النفساء، أو الناقة الماخض، وهو غلاف فيه ماء كثير، والذي حكاه أبو عبيد: "فقء" بالهمز.

والفقو: موضع.

والفقا: ماء لهم، عن ثعلب.

وفقوت الأثر: كقفوته، حكاه يعقوب في المقلوب.

مقلوبه: - وق ف -

الوقوف: خلاف الجلوس.

وقف بالمكان وقفا، ووقوفا، فهو واقف، والجمع: وقف، ووقوف.

ووقف الدابة: جعلها تقف، وقوله:

تصديها واصحابي وقوف

 

احدث موقف من أم سلـم

براهن الإناخة والوجيف

 

وقوف فوق عيس قد املت

إنما أراد: وقوف لإبلهم وهم فوقها، وقوله: "احدث موقف من أم سلم" إنما أراد: احدث مواقف هي لي من أم سلم، أو من مواقف أم سلم، وقوله: "تصديها" أراد: متصداها، وإنما قلت هذا: لأقابل الموقف، الذي هو الموضع، بالمتصدي الذي هو الموضع، فيكون ذلك مقابلة اسم باسم، ومكان بمكان، وقد يكون "موقف" هاهنا: وقوفي، فإذا كان ذلك فالتصدي على وجهه، أي إنه مصدر حينئذ، فقابل المصدر بالمصدر.

وقوله:

قلت لها قفي لنا قالت قاف

إنما أراد: قد وقفت، فاكتفى بذكر القاف.

قال ابن جني: ولو نقل هذا الشاعر إلينا شيئا من جملة الحال فقال مع قوله: "قالت قاف" وامسكت زمام بعيرها أو عاجته علينا، لكان أبين لما كانوا عليه وادل على أنها أرادت: وقفت أو قد توقفت دون أن يظن أنها أرادت: قفي لنا أي تقول: قفي لنا متعجبة منه، وهو إذا شاهدها وقد وقفت، علم أن قولها: "قاف" إجابة له لا ردٌّ لقوله وتعجب منه في قوله: "قفي لنا".

ووقفت الأرض على المساكين وغيرهم وقفاً: حبسها.

فأما "أوقف" في جميع ما تقدم من الدواب والأرضين وغيرهما، فهي لغة رديئة.

قال أبو عمرو بن العلاء: إلا أني لو مررت برجل واقف فقلت له: ما اوقفك هاهنا؟ لرأيته حسنا.

وقيل: "وقف" و"أوقف" سواء.

وقوله تعالى: -و لو ترى إذ وقفوا على النار- تحتمل ثلاثة اوجه: جائز أن يكونوا عاينوها، وجائز أن يكونوا عليها وهي تحتهم، والاجود أن يكون معنى: "وقفوا على النار": ادخلوها فعرفوا مقدار عذابها كما تقول: وقفت على ما عند فلان: تريد قد فهمته وتبينته.

ورجل وقاف: متأن غير عجل، قال:

وما كنت وقافا على الشبهات

 

وقد وقفتني بين شك وشبـهة

والوقاف: المحجم عن القتال، كأنه يقف نفسه عنه ويعوقها، قال دريد:

فما كان وقافا ولا طائش اليد

 

وإن يك عبد الله خلى مكانـه

وواقفه مواقفة، ووقافا: وقف معه في حرب أو خصومة.

والواقفة: القدم، يمانية، صفة غالبة.

والميقف، والميقاف: عود أو غيره يسكن به غليان القدر، كأن غليانها يوقف بذلك، كلاهما عن اللحياني.

والموقوف من عروض مشطور السريع والمنسرح: الجزء الذي هو "مفعولان" كقوله:

ينضحن في حافاتها بالأبوال

فقوله: بالأبوال "مفعولان" أصله: "مفعولات" أسكنت التاء فصارت: "مفعولات" فنقل في التقطيع إلى "مفعولان" سمي بذلك لأن حركته آخره، فسمي موقوفا كما سميت من: "وقط" وهذه الأشياء المبنية على سكون الاواخر: موقوفا.

وموقف المرأة: يداها وعيناها وما لابد لها من إظهاره.

وإنها لجميلة موقف الراكب: يعني عينيها وذراعيها، وهو ما يراه الراكب منها.

وموقف الفرس: ما دخل في وسط الشاكلة.

وقيل: موقفاه: الهزمتان اللتان في كشحيه.

والوقيفة: الأروية تلجئها الكلاب إلى صخرة، فلا يمكنها أن تنزل حتى تصاد، قال:

مطردة مما تصيدك سلفـع

 

فلا تحسبني شحمة من وقيفة

"سلفع":اسم كلبة.

وقيل: الوقيفة: الطريدة إذا اعيت من مطاردها الكلاب.

ووقف الحديث: بينه.

والوقف: الخلخال من الفضة والذبل وغيرهما.

وقيل: هو السوار ما كان.

وقيل: هو السوار من الذبل والعاج.

والجمع: وقوف.

ووقوف القوس: اوتارها المشدودة في يدها ورجلها، عن ابن الأعرابي.

وقال أبو حنيفة: التوقيف: عقب يلوى على القوس رطبا لينا حتى يصير كالحلقة، مشتق من: الوقف الذي هو السوار من العاج، هذه حكاية أبي حنيفة، جعل التوقيف اسما كالتمتين والتنبيت، وأبو حنيفة، لا يؤمن على هذا، إنما الصحيح أن يقول: التوقيف: أن يلوي العقب على القوس رطبا حتى يصير كالحلقة فيعبر عم المصدر بالمصدر، إلا أن يثبت أن أبا حنيفة ممن يعرف مثل هذا، وعندي: أنه ليس من أهل العلم به، ولذلك لا آمنه عليه، واحمله على الاوسع الاشيع.

والتوقيف، أيضا: لي العقب على القوس من غير عيب.

ووقف الترس: المستدير بحافته حديدا كان اوقرنا.

وضرع موقف: به آثار الصرار، انشد ابن الأعرابي:

يزينها مجفـف مـوقـف

 

إبل أبي الحبحاب إبل تعرف

هكذا رواه ابن الأعرابي: "مجفف" بالجيم، أي ضرع كأنه جف، وهو الوطب الخلق، ورواه غيره: "مجفف" بالحاء، أي: ممتلئ له جوانب قد حفت به، يقال: حف القوم بالشيء، وحففوه: احدقوا به.

والتوقيف: البياض مع السواد.

ودابة موقفة: في قوائمها خطوط سود. قال الشماخ:

بأدنى من موقفة حـرون

 

وما اروى وإن كرمت علينا

واستعمل أبو ذؤيب "التوقيف" في العقاب قال:

كأن سراتها اللبن الحليب

 

موقفة القوادم والدنابـي

ورجل موقف: أصابته البلايا، هذه عن اللحياني.

ورجل موقف على الحق: ذلول به.

وحمار موقف، عنه أيضا: كويت ذراعاه كياًّ مستديرا، وانشد:

ووقفـنـا هـديبة إذ اتـانـا

 

كوينا خشرما في الرأس عشرا

وواقف: بطن من أوس اللات.

والوقاف: شاعر معروف.

مقلوبه: - ف وق -

فوق: نقيض تحت، يكون اسما وظرفا، مبني، فإذا أضيف أعرب.

وحكى الكسائي: أفوق تنام أم اسفل؟ بالفتح على حذف المضاف وترك البناء، وقوله تعالى: -فخر عليهم السقف من فوقهم- لا تكاد تظهر الفائدة في قوله تعالى: -من فوقهم- لأن "عليهم" قد تنوب عنها.

قال ابن جني: قد يكون قوله: -من فوقهم- هنا مفيدا، وذلك أنه قد تستعمل في الأفعال الشاقة المستثقلة "على" تقول: قد سرنا عشرا وبقيت علينا ليلتان، وقد حفظت القرآن وبقيت علي منه سورتان، وقد صمنا عشرين من الشهر وبقى علينا عشر، وكذلك يقال في الاعتداد على الإنسان بذنوبه وقبح افعاله.

قد اخرب علي ضيعتي، وأعطب علي عواملي، فعلى هذا لو قيل: -فخر عليهم السقف- ولم يقل: -من فوقهم- لجاز أن يظن به أنه كقولك: قد خربت عليهم دارهم، وقد هلكت عليهم مواشيهم وغلالهم، فإذا قال: -من فوقهم- زال ذلك المعنى المحتمل، وصار معناه: أنه سقط وهم من تحته، فهذا معنى غير الأول، وإنما اطردت "على" في الأفعال التي قدمنا ذكرها مثل: خربت عليه ضيعته، وبطلت عليه عوامله، ونحو ذلك من حيث كانت "على" في الأصل للاستعلاء. فلما كانت هذه الأحوال كلفا ومشاق تخفض الإنسان وتضعه، وتعلوه وتتفرعه حتى يخضع لها ويخنع لما يتسداه منها، كان ذلك من مواضع "على" ألا تراهم يقولون: هذا لك، وهذا عليك، فتستعمل اللام فيما تؤثره و"على" فيما تكرهه، قالت الخنساء.

فإما عليها وإمالـهـا

 

سأحمل نفسي على آلة

وقال ابن حلزة:

دفعت نفوس القوم للتعس

 

فله هنالك لا عـلـيه إذا

فمن هنالك دخلت "على" هذه الأفعال.

وقوله تعالى: -لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم- أراد تعالى: لأكلوا من قطر السماء ومن نبات الأرض، وقيل: قد يكون هذا من جهة التوسعة، كما تقول: فلان في خير من فرقه إلى قدمه.

وقوله تعالى: -إذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم- عنى: الأحزاب، وهم قريش، وغطفان وبنو قريظة قد جاءتهم من فوقهم، وجاءت قريش وغطفان من ناحية مكة من اسفل منهم.

وفاق الشيء فوقا وفواقا: علاه.

وقولهم في الحديث المرفوع: "إنه قسم الغنائم يوم بدر عن فواق" أرادوا: التفضيل، وأنه جعل بعضهم فيها فوق بعض، على قدر غنائمهم يومئذ.

وفاق الرجل صاحبه: علاه وغلبه وفضله.

وفاق بنفسه عند الموت فوقا، وفؤوقا: جاد، وقيل: مات.

وفاق فؤوقا، وفواقا: اخذه البهر.

والفواق: ترديد الشهقة العالية.

وفواق الناقة، وفواقها: رجوع اللبن في ضرعها.

يقال: لا تنتظره فواق ناقة.

وأقام فواق ناقة، جعلوها ظرفا على السعة.

وفواق الناقة، وفواقها: ما بين الحلبتين إذا فتحت يدك.

وقيل: إذا قبض الحالب على الضرع ثم ارسله عند الحلب.

وفيقتها: درتها من الفواق: وجمعهما: فيق، وفيق.

وحكى كراع: فيقة الناقة، بالفتح، ولا ادري كيف ذلك!!! وفاقت الناقة بدرتها: إذا ارسلتها على ذلك.

وافاقت الناقة، وهي مفيق: در لبنها، والجمع مفاويق.

وفوقها أهلها، واستفاقوها: نفسوا حلبها.

والأفاويق: ما اجتمع من الماء في السحاب، اراهم كسروا "فوقا" على "أفواق" ثم كسروا "أفواقا" على "أفاويق" قال أبو عبيد في حديث أبي موسى الأشعري، وقد تذاكر هو ومعاذ قراءة القرآن، فقال: "أما أنا فأتفوقه تفوق اللقوح" يقول: لا أقرأ جزءا منه، ولكن أقرأ منه شيئا بعد شيء في آناء الليل والنهار، مشتق من فواق الناقة.

وقوله، أنشده أبو حنيفة:

كما تئط إذا ما ردت الفيق

 

شدت بكل صهابي تئط به

فسر "الفيق" بأنها الإبل التي يرجع إليها لبنها بعد الحلب، قال: والواحدة: مفيق.

قال أبو الحسن: أما "الفيق" فليست بجمع: "مفيق"، لأن ذلك إنما يجمع على: مفاوق، ومفاويق.

والذي عندي: أنه جمع ناقة فووق، وأصله: فوق، فأبدل من الواو ياء استثقالا للضمة على الواو، ويروى: "الفيق" وهو أقيس.

وقوله تعالى: -ما لها من فواق- فسره ثعلب فقال: معناه من فترة.

وتفوق شرابه: شربه شيئا بعد شيء.

وخرجوا بعد افاويق من الليل، كقولك: بعد أقطاع من الليل، رواه ثعلب.

وفيقة الضحى: اولها.

وافاق العليل إفاقة، واستفاق: نقه.

والاسم: الفواق.

وكذلك: السكران: إذا صحا.

ورجل مستفيق: كثير النوم، عن ابن الأعرابي، وهو غريب.

وافاق عنه النعاس: اقلع.

والفاقة: الحاجة.

والمفتاق: المحتاج.

والفوق من السهم: موضع الوتر، وقول عبد الله بن مسعود: "فأمرنا عثمان ولم نأل عن خيرنا ذا فوق" إنما قال: "عن خيرنا ذا فوق" ولم يقل: خيرنا سهما، لأنه قد يقال: له سهم، وإن لم يكن أصلح فوقه، ولا احكم عمله، فهو سهم وليس بتام كامل حتى إذا اصلح فوقه وأحكم عمله فهو سهم ذو فوق، فجعله مثلا لعثمان رضي الله عنه يقول: إنه خيرنا في الإسلام والفضل والسابقة. والجمع: أفواق.

وهو الفوقة، أيضا.

والجمع: فوق، وفقاً، مقلوب، قال الفند الزماني شهل بن شيبان:

كعراقيب قطاً طحل

 

ونبلي وفقـاهـا "م"

والفوق: لغة في الفوق.

وسهم أفوق: مكسور الفوق، وفي المثل: "رددته بأفوق ناصل": إذا أخسست حظه، و: "رجع بأفوق ناصل":إذا خس حظه أو خاب.

وإنفاق السهم: انكسر فوقه.

وفقته أنا: كسرت فوقه.

وفوقته: عملت له فوقا.

وأفقت السهم، واوفقته، وأوفقت به، كلاهما على القلب: وضعته في الوتر لأرمي به.

وفوق الرحم: مشقه، على التشبيه.

والفاق: البان.

وقيل: الزيت المطبوخ، قال الشماخ:

مثل الأساود قد مسخن بالفاق

 

قامت تريك أثيت النبت منسدلاً

والفاق، أيضا: المشط، وبيت الشماخ محتمل لذلك كله.

مقلوبه: - وف ق -

وفق الشيء: ما لاءمه.

وقد وافقه موافقة، ووفاقا.

واتفق معه، وتوافقا.

ووفقت امرك: أي وفقت فيه.

وأنت تفق أمرك: كذلك.

وجاء القوم وفقا: أي متوافقين.

وكنت عنده وفق طلعت الشمس: أي حين طلعت، أو ساعة طلعت، عن اللحياني.

ووفقه الله للخير: ألهمه، وفي الحديث: "لا يتوقف عبد حتى يوفقه الله".

وأتانا لوفق الهلال، ولميفاقه، وتوفيقه وتيفاقه، وتوفاقه: أي لطلوعه ووقته.

وحكى اللحياني: اتيتك: لوفق تفعل ذلك، وتوفاق وتيفاق، وميفاق: أي لحين فعلك ذلك.

ووفق الأمر يفقه: فهمه، عن اللحياني، ونظيره: ما قدمته من قولهم: ورع يرع، وله نظائر: كورم يرم، ووثق يثق.

وستاتي كل لفظة منها في موضعها، ومنها ما قد مضى.

وقد سموا موفقاً، ووفاقا.

القاف والباء والواو

قبا الشيء قبواً: جمعه بأصابعه.

والقبوة:انضمام ما بين الشفتين.

والقباء من الثياب: الذي يلبس مشتق من ذلك، لاجتماع اطرفه.

والجمع: أقبية.

وقبى ثوبه: قطع منه قباء، عن اللحياني.

وتقبى قباء: لبسه، قال ذو الرمة يصف الثور:

كأنه متقبي يلمق عزب

والقابياء: اللئيم، لكزازته وتجمعه.

وبنو قابياء: المتجمعون لشرب الخمر.

والقابية: التي تلقط العصفر وتجمعه، قال الشاعر ووصف قطاً معصوصباً في الطيران:

معاً كبنان أيدي القابـيات

 

دوامك حين لا يخشين ريحاً

وقباء: موضعان، أحدهما: ظاهر المدينة، وموضع بين مكة والبصرة، يصرف ولا يصرف.

وإنما قضينا بأن همزة "قباء" واو، لوجود: "ق ب و" وعدم وجود: "ق ب ي".

مقلوبه: - ق ب و-

قاب الأرض قوباً، وقوبها: حفر فيها شبه التقوير.

وقد انقابت، وتقوبت.

وتقوبت جلده: تقلع عنه الجرب وانحلق عنه الشعر.

وهي: القوبة، والقوبة، والقوباء، والقوباء وقال ابن الأعرابي: القوباء: واحدة: القوبة، والقوبة.

ولا ادري كيف هذا؟؟ لأن "فعلة" و"فعلة" لا يكونان جمعا "لفعلاء" ولا هما من ابنية الجمع، قال: والقوب: جمع قوبة، وقوبة، وهذا بين، لأن "فعلاً" جمع "لفعلة" و"فعلة".

والقوباء، والقوباء: الذي يظهر في الجسد ويخرج عليه، وأما قول رؤبة:

من ساحر يلقى الحصا في الاكواب

بنشرة أثارة كالاقواب

فإنه جمع: "قوباء" على اعتقاد حذف الزيادة على "اقواب.

وقوب الشيء: قلعه من أصله.

وتقوب هو: تقلع.

والقائبة، والقابة: البيضة.

والقوب: الفرخ، وفي المثل: "تخلصت قائبة من قوب" يضرب مثلا للرجل إذا انفصل من صاحبه.

ورجل ملئ قوبة: ثابت الدار مقيم.

وقوب من الغبار: أي اغبر، عن ثعلب.

والمقوبة من الأرضين: التي يصيبها المطر، فيبقىفي أماكن منها شجر كان بها قديما، حكاه أبو حنيفة.

مقلوبه: - ب ق و-

بقاه بعينه بقاوة: نظر إليه، عن اللحياني.

وبقوت الشيء: انتظرته، لغة في بقيت،و الباء أعلى، وقد تقدم.

وقالوا: ابقه بقوتك مالك، وبقاوتك مالك: أي احفظه حفظك مالك، وقد تقدم في الياء.

مقلوبه: - وق ب -

الوقبة: كوة عظيمة فيها ظل.

والوقب، والوقبة: نقر في الصخرة يجتمع فيه الماء.

وقيل: هي نحو البئر في الصفاء، تكون قامة أو قامتين يستنقع فيها ماء السماء.

وكل نقر في الجسد: وقب، كنقر العين والكتف.

والوقبان من الفرس: هزمتان فوق عينيه.

والجمع من كل ذلك: وقوب، ووقاب.

ووقب المحالة: الثقب الذي يدخل فيه المحور.

ووقبة الثريد والمدهن: انقوعته.

ووقب الشيء: دخل في الوقب.

وأوقب الشيء: أدخله في الوقب.

وركية وقباء: غائرة الماء.

وامرأة ميقاب: واسعة الفرج.

وبن والميقاب: نسبوا إلى امهم: يريدون سبهم بذلك.

ووقب القمر وقوباً: دخل في الظل الصنوبري الذي يكسفه، وفي التنزيل: -و من شر غاسق إذا وقب-.

ووقبت الشمس وقباً: غابت.

وقيل: كل ما غاب: فقد وقب.

وقيل: وقب الظلام: اقبل.

ورجل وقب: احمق، والجمع: اوقاب، والأنثى: وقبة.

وقال ثعلب: الوقب: الدنيء النذل، من قولك: وقب في الشيء: دخل، فكأنه يدخل في الدناءة، وهذا من الاشتقاق البعيد.

ووقب الفرس وقياً، ووقيبا: وهو صوت فنبه، وقيل هو صوت تقلقل جردان الفرس في قنبه، ولا فعل لشيء من أصوات قنب الدابة إلا هذا.

والقبة: الإنفحة إذا عظمت من الشاة، وقال ابن الأعرابي: لا يكون ذلك في غير الشاء.

والوقباء: موضع، يمد ويقصر، والمد اعرف.

مقلوبه: - ب وق -

البائقة: الداهية.

وداهية بؤوق: شديدة.

باقتهم بوقا، وبؤوقا: اصابتهم.

والبوق: الباطل، قال حسان:

إلا الذي نطقوا بوقاً ولم يكن

وباق الشيء بوقا: غاب، وظهر، ضد.

والبوق، والبوق، والبوقة: الدفعة المنكرة من المطر.

وقد انباقت، وفي المثل: "مخرنبق لينباق" أي: ليندفع عنه شر ما في نفسه.

والبوقة: ضرب من الشجر دقيق شديد الالتواء.

والبوق: الذي ينفخ فيه ويزمر، عن كراع.

والبوق: شبه منقاف ينفخ فيه الطحان، فيعلو صوته فيعلم المراد به. قال ابن دريد: لا ادري ما صحته؟؟ ويقال للذي لا يكتم السر: إنما هو بوق.

مقلوبه: - وب ق -

وبق الرجل وبقا، ووبوقا، ووبق وبقا، واستوبق: هلك.

وأوبقه هو.

القاف والميم والواو

القيام: نقيض الجلوس.

قام يقوم قوما، وقياما، وقومة، وقامة.

قال ابن الأعرابي: قال عبد لرجل أراد أن يشتريه:لا تشترني فإني إذا جعت ابغضت قوما، وإذا شبعت احببت نوما: أي ابغضت قياما من موضعي، قال:

وقمت ليلي فتقبل قامـتـي

 

قد صمت ربي فتقبل صامتي

اعددت للكفار في القـيامة

 

ادعوك يا رب من النار التي

وقال بعضهم: إنما أراد: "قومتي" و"صومتي" فابدل من الواو الفا، وجاء بهذه الابيات مؤسسة وغير مؤسسة، وأراد: من خوف النار التي اعددت.

ورجل قائم، من رجال قوم، وقيم، وقيم، وقيام، وقيام.

وقوم: قيل: هو اسم للجمع، وقيل: جمع. والقامة: جمع قائم، عن كراع.

وقاومته قواما: قمت معه، صحت الواو في "قوام" لصحتها في "قاوم".

والقومة: ما بين الركعتين من القيام.

والمقام: موضع القدمين، قال:

غدوة حتى دلكت براح

 

هذا مقام قدمي ربـاح

ويروى: "براح" وقوله تعالى: -كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم-.

قيل: المقام الكريم، هنا: المنبر، وقيل: المنزلة الحسنة.

وقامت المرأة تنوح: أي جعلت تنوح، وقد يعني به: ضد القعود، لأن أكثر نوائح العرب قيام قال لبيد:

قوما تجوبان مع الانواح

وقوله:

افضل من يوم احلقي وقومي

 

يوم أديم بـقة الـشـــريم

إنما أراد: الشدة، فكني عنه "باحلقي وقومي" لأن المرأة إذا مات حميمها أو زوجها أو قتل حلقت رأسها، وقامت تنوح عليه.

وقلهم: ضربه ضرب ابنة اقعدي وقومي: أي ضرب أمة، سميت بذلك لقعودها وقيامها في خدمة مواليها، وكأن هذا جعل اسما وإن كان فعلا لكونه من عادتها، كما قال: "إن الله ينهاكم عن قيل وقال" وقد تقدم.

وأقام بالمكان مقاما، وإقامة، وإقاماً، وقامة، الأخيرة عن كراع: لبث.

وعندي: أن "قامة" اسم، كالطاعة والطاقة.

وقوله تعالى: -و إنها لبسبيل مقيم- أراد: أن مدينة قوم لوط لبطريق بين واضح، هذا قول الزجاج.

وقام الشيء، واستقام: اعتدل واستوى، وقوله تعالى: -إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا- معنى قوله: "استقاموا": عملوا بطاعته ولزموا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.

وقوله تعالى: -إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم- قال الزجاج: معناه: للحالة التي هي أقوم الحالات، وهي: توحيد الله، وشهادة أن لا إله إلا الله، والأيمان برسله، والعمل بطاعته.

وقومه هو.

واستعمل أبو إسحاق ذلك في الشعر فقال: استقام الشعر: اتزن.

وقوم درأه: أزال عوجه، عن اللحياني، وكذلك: اقامه، قال:

وإلا تقيموا صاغرين الرؤوسا

 

اقيموا بني النعمان عنا صدوركم

عدى "اقيموا" بعن،لأن فيه معنى: نحوا أو ازيلوا، وأما قوله: "و إلا تقيموا صاغرين الرؤوسا" فقد يجوز أن يعني به ما عنى بأقيموا، أي:و إلا تقيموا رؤوسكم عنا صاغرين، فالرؤوس على هذا مفعول بتقيموا، وإن شئت جعلت "اقيموا" هاهنا غير متعد بعن، فلم يك هنالك حرف ولا حذف، و"الرؤوسا" حينئذ: منصوب على التشبيه بالمفعول.

وقامة الإنسان، وقيمته، وقومته، وقوميته وقوامه: شطاطه، قال العجاج:

أما تريني اليوم ذا رثيه

فقد أروح غير ذي رذيه

صلب القناة سلهب القوميه

وصرعه من قيمته، وقومته، وقامته، بمعنى واحد، حكاه اللحيانيعن الكسائي.

ورجل قويم، وقوام: حسن القامة، وجمعهما: قوام.

والقوام: حسن الطول.

والقومية: القوام أو القامة.

ودينار قائم: إذا كان مثقالاً سواء لا يرجح. والجمع: قوم، وقيم.

وقام قائم الظهيرة: إذا قامت الشمس وعقل الظل، وهو من القيام.

وعين قائمة: ذهب بصرها، وحدقتها سالمة.

والقائم بالدين: المستمسك به الثابت عليه، وفي الحديث إن حكيم بن حزام قال: "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخر إلا قائما" وقوله عز وجل: -لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما- أي مواظبا ملازما.

وقائم السيف: مقبضه.

وقوائم الخوان ونحوها: ما قامت عليه.

وقوائم الدابة: اربعها،و قد يستعار ذلك في الإنسان.

والقوام: داء يأخذ الغنم في قوائمها.

وقومت الغنم: أصابها ذلك فقامت.

وقاموا بهم: جاءوهم بأعدادهم وأقرانهم وأطاقوهم.

وفلان لا يقوم بهذا الأمر: أي لا يطيق عليه.

والقامة: البكرة يستقى عليها.

وقيل: البكرة وما عليها.

وقيل: هي جملة أعوادها. والجمع: قامٌ، وقيمٌ، قال الطرماح:

ثوب سحل فوق اعواد قام

 

ومضى تشبـه أقـرابـه

وقال الراجز:

يا سعد غم الماء ورد يدهمه

يوم تلاقي شاؤه ونعـمـه

واختلفت أمراسه وقـيمـه

وأمر قيم: مستقيم.

وقوله تعالى: -فيها كتب قيمة- أي: مستقيمة تبين الحق من الباطل على استواء وبرهان، عن الزجاج.

وقوله تعالى: -و ذلك دين القيمة- أي: دين الأمة القيمة بالحق، ويجوز أن يكون دين الملة المستقيمة.

والقيم: السيد، وسائس الأمر.

وقيم المرأة: زوجها، في بعض اللغات، وقال أبو الفتح بن جني في كتابه الموسوم بالمغرب": يروى أن جاريتين من بني جعفر بن كلاب تزوجتا اخوين من بني أبي بكر بن كلاب فلم ترضيهما، فقالت إحداهما:

لقد ساقنا من حينا هجمتاهـمـا

 

ألا يابنة الأخيار من بني جعفـر

وآخر مثل القرد لا حبذاهـمـا

 

اسيود مثـل الـهـز لا در دره

وتخزى إذا ما قيل من قيماهما

 

يشينان وجه الأرض إن يمشيا بها

قيماهما: بعلاهما، ثنت الهجمتين، لأنها أرادت القطعتين، أو القطيعتين.

وقام الرجل على المرأة: صانها.

وإنه لقوام عليها: مائن لها، وفي التنزيل: -الرجال قوامون على النساء- وليس يراد هاهنا، والله اعلم،: القيام الذي هو المثول والتنصب، وضد القعود، إنما هو من قولهم: قمت بأمرك وكأنه، والله اعلم، الرجال قواموت على النساء معنيون بشئونهن.

وكذلك قوله تعالى: -يا ليها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة- أي: إذا هممتم بالصلاة، وتوجهتم إليها بالعناية، وكنتم غير متطهرين فافعلوا كذا، لابد من هذا الشرط، لأن كل من كان على طهر وأراد الصلاة لم يلزمه غسل شيء من اعضائه لا مرتبا ولا مخيرا فيه، فيصير هذا كقوله: -و إن كنتم جنبا فاطهروا- وقال هذا، اعني قوله: إذا قمتم إلى الصلاة فافعلوا كذا، وهو يريد: إذا قمتمو لستم على طهارة، فحذف ذلك للدلالة عليه، وهو أحد الاختصارات التي في القرآن، وهو كثير جدا، ومنه قول طرفة:

وشقي علي الجيب يابنة معبد

 

إذا مت فانعيني بما أنا أهلـه

تأويله: فإن مت قبلك، لابد من أن يكون الكلام معقود على هذا، لأنه معلوم أنه لا يكلفها نعيه، والبكاء عليه بعد موتها، إذ التكليف لا يصح إلا مع القدرة، والميت لا قدرة فيه، بل لا حياة عنده، وهذا واضح.

وأقام الصلاة إقامة، وإقاما فإقامة" على العوض و"إقاماً" بغير عوض وفي التنزيل: -و أقام الصلاة-.

ومن كلام العرب: ما ادري أ أذن أو أقام؟ يعنون: أنهم لم يعتدوا أذانه أذانا، ولا إقامته إقامة، لأنه لم يوف ذلك حقه، فلما وني فيه لم يثبت له شيئا منه، إذ قالوها: بأو"، ولو قالوها: بأم" لأثبتوا أحدهما لا محالة.

وقالوا: قيم المسجد، وقيم الحمام، قال ثعلب: قال ابن ماسويه: ينبغي للرجل أن يكون في الشتاء كقيم الحمام، وأما الصيف فهو حمام كله.

وجمع قيم، عند كراع: قامة، وعندي: أن "قامة" إنما هو جمع: قائم، على ما يكثر في هذا الضرب.

والملة القيمة: المعتدلة.

والأمة القيمة: كذلك، وفي التنزيل: -و ذلك دين القيمة- أي: الأمة القيمة، أو الملة القيمة، وقيل: الهاء هاهنا للمبالغة.

ودين قيم: كذلك، وفي التنزيل: -ديناً قيماً ملة إبراهيم- وقال اللحياني: وقد قرئ: -ديناً قيماً- وقال الزجاج: "قيماً": مصدر كالصغر والكبر.

وكذلك: دين قويم، وقوام.

والله القيوم، والقيام.

والقوم: الجماعة من الرجال والنساء جميعا.

وقيل: هو للرجال خاصة دون النساء، ويقوى ذلك قوله تعالى: -لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن- فلو كان النساء من القوم لم يقل: -و لا نساء من نساء- وكذلك قول زهير:

أقوم آل حصـن أم نـسـاء

 

وما ادري وسوف إخال ادري

وقوله تعالى: -كذبت قوم نوح المرسلين- إنما أنث على معنى: كذبت جماعة قوم نوح، وقال: -المرسلين- وإن كانوا كذبوا نوحا وحده، لأن من كذب رسولا واحدا من رسل الله، فقد كذب الجماعة وخالفها، لأنه كل رسول يأمر بتصديق جميع الرسل.

وجائز أن يكون: كذبت جماعة الرسل.

وحكى ثعلب أن العرب تقول: يا أيها القوم كفوا عنا، على اللفظ وعلى المعنى، وقال مرة: المخاطب واحد والمعنى الجمع.

والجمع: اقوام، وأقاوم، وأقايم، كلاهما على الحذف، قال أبو صخر الهذلي، أنشده يعقوب:

فؤادك لا يعذرك فـيه الاقـاوم

 

فإن يعذر القلب العشية في الصبا

ويروى: "الاقايم".

وقوله تعالى: -فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين- قال الزجاج: قيل: عنى بالقوم هنا: الأنبياء عليهم السلام، الذين جرى ذكرهم، آمنوا بما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم في وقت مبعثهم.

وقيل: عنى به: من آمن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه.

وقيل: يعني به: الملائكة، فجعل القوم من الملائكة، فجعل القوم من الملائكة، كما جعل النفر من الجن حين قال تعالى: -قل أوحي الي أنه استمع نفر من الجن- وقوله تعالى: -يستبدل قوماً غيركم- قال الزجاج: جاء في التفسير: إن تولى العباد استبدل الله بهم الملائكة.

وجاء: إن تولى أهل مكة استبدل الله بهم أهل المدينة.

وجاء، أيضا: يستبدل قوماً غيركم من أهل فارس.

وقيل: المعنى: إن تتولوا يستبدل قوما أطوع له منكم.

والمقام، والمقامة: المجلس.

والمقامة: السادة.

وكل ما اوجعك من جسدك: فقد قام بك.

ويوم القيامة: يوم البعث.

ويوم القيامة: يوم الجمعة، ومنه قول كعب: "أتظلم رجلاً يوم القيامة؟؟" ومضت قويمة من الليل: أي ساعة أو قطعة، ولم يجده أبو عبيد.

وكذلك: مضى قويم من الليل، بغير هاء: أي وقت غير محدود.

مقلوبه: - وق م -

وقم الدابة وقماً: جذب عنانها لتكف.

ووقم الرجل وقما، ووقمه: اذله وقهره، وقيل: رده اقبح الرد.

ووقمه الأمر وقما: حزنه اشد الحزن.

والوقام: السيف، وقيل: السوط، وقيل: العصا، وقيل: الحبل.

مقلوبه: - م ق و-

مقا الفصيل أمه مقواً: رضعها رضعاً شديدا.

ومقوت الشيء مقوا: جلوته.

ومقيت: لغة، وقد تقدمت في الياء.

وامقه مقوك مالك، ومقاوتك مالك: أي صنه صيانتك مالك.

مقلوبه: - م وق -

المائق: الهالك حمقاً وغباوة.

قال سيبويه: والجمع: موقى، يذهب إلى أنه شيء اصيبوا به في عقولهم، فاجرى مجرى: هلكي.

وقد ماق موقاً، ومؤوقاً، ومواقة.

واستماق: ماق.

والموق: ضرب من الخفاف، والجمع: أمواق، عربي صحيح، قال:

مشي العباديين في الامواق

 

فترى النعاج بها تمشي خلفه

وموق العين: وماقها: لغة في المؤق والمأق.

وجمعهما جميعا: أمواق.

والموق: الغبار.

والموق، أيضا: النمل ذو الاجنحة.

مقلوبه: - وم ق -

ومقه يمقه، نادر، مقةً، وومقا: أحبه وقال أبو الرياش: ومقته وماقاً.

وفرق بين الوماق والعشق، فقال: الوماق: محبة لغير ريبة، والعشق: محبة لريبة، وانشد لجميل، أو غيره:

سوى أن يقولوا إنني لك وامق

 

وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا

وقول جرير:

فانقع فؤادك من حديث الوامق

 

إن البلية مـن يمـل حـديثـه

وضع "الوامق" موضع "الموموق" كما قال:

أنا شر لا زالت يمينك آشره

ويجوز أن يكون على وجهه، لأن كل من تمقه فهو يمقك، كقوله: "الارواح جند مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف".

ورجل وامق، ووميق: حكاه ابن جني، وانشد لأبي داود:

جزاء حبيب من حـبـيب ومـيق

 

سقى دار سلمى حيث حلت بها النوى

انقضى الثلاثي المعتل