باب اللفيف

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء السادس

حرف القاف

باب اللفيف

القاف والهمزة والياء

قاء قيئاً، واستقاء، وتقيأ، وقيأ، الدواء.

والاسم: القياء.

والقيوء: ما قيأك.

ورجل قيوء: كثير القيء.

وحكى ابن الأعرابي: رجل قيوٌّ. وقال: هو على مثال: عدو، فإن كان إنما مثله بعدو في اللفظ فهو وجيه، وإن كان ذهب به إلى أنه معتل، فهو خطأ، لأنا لا نعلم قييت. ولا قيوت،و قد نفى سيبويه مثل قيوت، فقال: ليس في الكلام مثل: حيوت، فإذاً ما حكاه ابن الأعرابي من قولهم: قيو إنما هو مخفف من رجل قيوء، كمقرو من مقروء، وإنما حكينا هذا عن ابن الأعرابي ليحترس منه، ولئلا يتوهم أحد أن قيواً من الواو والياء لا سيما وقد نظره بعدوّ وهدوّ، ونحوهما من بنات الواو والياء.

وقاءت الأرض الكمأة: اخرجتها واظهرتها.

والأرض تقيء الندى، وكلاهما على المثل.

وثوب يقيء الصبغ: إذا كان مشبعا.

وتقيأت المرأة: تعرضت لبعلها وألقت نفسها عليه.

مقلوبه: - أ ي ق -

الأيق: الوظيف. وقيل: عظمه.

وآق علينا فلان: أشرف.

القاف والهمزة والواو

الأوقة: هبطة يجتمع فيها الماء.

وجمعها: أوق.

وألقى عليه أوقه: أي ثقله.

والأوقية: زنة سبع مثاقيل، وقيل: زنة أربعين درهما، فإن جعلتها: "أفعولة" فهي من غير هذا الباب.

وأوقه: قلل طعامه، قال:

أو أن تبيتي ليلة لم تغبقي

 

عز على عمك أن تؤوقى

وأوقه، أيضا: ذلله.

والأوق: اسم موضع قال النابغة الجعدي:

ب فالملج فالأوق فالميثب

 

أتاهن أن مـياه الـذهـا

مقلوبه: - وأ ق -

الوأقة: من طير الماء، وحكاه بعضهم بالتخفيف فلا أدري أهو قياسي أو بدلي أم لغة؟؟؟ فإن كان تخفيفا قياسيا أو بدليا فهو من هذا الباب، وإن كان لغة فليس من هذا الباب.

القاف والياء والواو

وقاه الله وقياً، ووقاية، وواقية: صانه، قال أبو معقل الهذلي:

وواقية كواقية الكلاب

 

فعاد عليك إن لكن حظاًّ

وقول مهلهل:

يا عدياً لقد وقتك الأواقـي

 

ضربت صدرها الي وقالت

إنما أراد: "الواوقي" جمع واقية. فهمز الأولى.

ووقاه: صانه، ووقاه ما يكره.

ووقاه: حماه منه، والتخفيف أعلى، وفي التنزيل: -فوقاهم الله شر ذلك اليوم-.

والوقاء، والوقاء، والوقاية، والوقاية، والوقاية، والواقية: ما وقيته به.

وقال اللحياني: كل ذلك مصدر: وقيته الشيء.

والتوقية: الكلاءة والحفظ، قال:

إن الموقى مثل ما وقيت

وقد توقيت، واتقيت الشيء، وتقيته أتقيه تقىً، وتقية، وتقاء: حذرته، الأخيرة عن اللحياني.

والاسم: التقوى، التاء بدل من الواو، والواو بدل من الياء. وقوله تعالى: -إلا أن تتقوا منهم تقاة-. وفي التنزيل: -و آتاهم تقواهم- أي جزاء تقواهم، وقيل: معناه: ألهمهم تقواهم، وقوله تعالى: -هو أهل التقوى وأهل المغفرة- أي: هو أهل أن يتقى عقابه، وأهل أن يعمل بما بودي إلى مغفرته، وقوله تعالى: -يأيها النبي أتق الله- معناه: اثبت على تقوى الله ودم عليه، يجوز أن يكون مصدرا، وأن يكون جمعا، والمصدر أجود، لأن في القراءة الأخرى: -إلا أن تتقوا منهم تقية- التعليل للفارسي.

فأما قوله:

ورزق الله مؤتاب وغادي

 

ومن يتق فإن الله مـعـه

فإنه أراد: يتق، فأجرى "تقف" من: "يتق فإن" مجرى "علم" فخفف، كقولهم: علم في علم.

ورجل تقيٌّ، من قوم أتقياء، وتقواء، الأخيرة نادرة، ونظيرها: سخواء وسرواء، وسيبويه منع ذلك كله. وقوله تعالى: -قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياًّ- تأويله: إني أعوذ بالله، فإن كنت تقيا فستتعظ بتعوذي بالله منك.

وقد تقي تقيً والأوقية: زنة سبعة مثاقيل، وزنة أربعين درهما، وإن جعلتها "فعلية" فهي من غير هذا الباب، وقد تقدم.

وقال اللحياني: هي الأوقية، وجمعها: أواقي. والوقية، وهي قليلة، وجمعها: وقايا.

وسرج واف: غير معقر، وكذلك: الرحل.

وقال اللحياني: سرج واقٍ بين الوقاء: ممدود وسرج وقى بين الوقى.

ووقى من الحفى وقيا: كوجى، قال امرؤ القيس:

كأنَّ مكان الردف منه على رال

 

وصمٍّ صلابٍ ما يقين من الوجى

وق على ظلعك: أي الزمه وأربع عليه.

وقد يقال: قِ على ظلعك: أي اصلح أولا امرك، فتقول: قد وقيت وقياً ووقياًّ.

والواقي: الصرد، قال خثيم بن عدي:

يقول عداني اليوم واقٍ وحاتم

 

وليس بهياب إذا شد رحـلـه

وعندي: أن واقٍ: حكاية صوته، فإن كان ذلك فاشتقاقه غير معروف.

وابن وقاء، أو وقاء: رجل من العرب.

القاف المكررة مع غيرها من الحروف

- ق ق ن -

ققن: حكاية صوت الضحك.