باب الثلاثي الصحيح: الفرع الرابع

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء السابع

حرف الكاف

الفرع الرابع

الكاف والثاء واللام

الكوثل: مؤخر السفينة.

وقيل: هو السكان.

وكوثل السلمي: رجل معروف، إليه يعزى سباع بن كوثل أحد شعرائهم.

مقلوبه: - ل ك ث -

اللكث: الوسخ من اللبن يجمد على حرف الإناء فتاخذه بيديك.

ولكثه لكثا، ولكاثا: ضربه بيده أو رجله، قال كثير عزة:

مراراً ويدمين فاه لكاثا

 

مدل يعض إذا نالهـن

وقال ابن الأعرابي: اللكث، واللكاث: الضرب، ولم يخص يداً ولا رجلا.

وقال كراع: اللكاث: الضرب بالضم.

واللكاث، أيضا: داء يأخذ الغنم في أشداقها وشفاهها، وهو مثل القرح، وذلك في أول ما تكدم النبت، وهو قصير صغير الفرع.

مقلوبه: - ث ك ل -

الثكل: الموت والهلاك.

والثكل، والثكل: فقدان الحبيب.

وأكثر ما يستعمل: في فقدان الرجل والمرأة ولدهما.

ثكلته أمه ثكلا، وثكلا، وهي ثكول، وثكلى، وثاكل.

وحكى اللحياني: لا تفعل ذلك ثكلتك الثكول أراه يعني بذلك: الأم.

والرجل ثاكل، وثكلان.

وأثكلت المرأة وهي مثكلة بولدها، وهي: مثكل، من نسوة مثاكيل، قال ذو الرمة:

مثاكيل من صيابة النوب نوح

 

ومستشحجات للفراق كأنهـا

كأنه جمع: مثكال، قال الأخطل:

يندبن ضرس بنات الدهر والخطب

 

كلمع أيدي مثـاكـيل مـسـلـبة

فإن أقوى القياسين أن ينشد: "مثاكيل" غير مصروف، لأنه يصير الجزء فيه من "مستفعلن" إلى "مفتعلن" وهو مطوي، والذي روى: "مثاكيل" بالصرف.

وأثكلها الله ولدها.

وقصيدة مثكلة: ذكر فيها الثكل، هذه عن اللحياني.

والإثكال، والأثكول: العذق الذي تكون فيه الشماريخ.

الكاف والثاء والنون

الكثنة: نوردجة تتخذ من آس وأغصان، تبسط وتنضد عليها الرياحين، ثم تطوى.

وإعرابه: كنثجه، وبالنبطية، الكثنى، مضموم الأول مقصور.

وقال أبو حنيفة: الكثنة، من القصب ومن الأغصان الرطبة: الوريقة تجمع وتحزم، ويجعل في جوفها النور أو الجنى، واصلها نبطية: كثنى.

مقلوبه: - ث ك ن -

الثكنة: الجماعة من الناس والبهائم. وخص بعضهم به الجماعة من الطير،و في الحديث: "يحشر الناس على ثكنهم" وقال الأعشى يصف صقرا:

ليدركها في حمام ثكن

 

يسافع ورقاء غـورية

وثكن الطريق: سننه ومحجته.

وثكن الجند: مراكزهم.

واحدتها: ثكنة، فارسية.

والثكنة: الراية، وفي الحديث: "يحشر الناس على ثكنهم" فسره ابن الأعرابي فقال: على راياتهم ومجتمعهم على لواء صاحبهم، حكاه الهروي في الغريبين.

والأثكون: العذق بشماريخه، لغة في: الأثكول، وعسى أن يكون بدلاً.

وثكن: جبل معروف.

مقلوبه: - ن ك ث -

النكث: نقض ما تعقده وتصلحه من بيعة وغيرها.

نكثه ينكثه نكثا. فانتكث.

وتناكث القوم عهودهم: نقضوها، وهو على المثل.

وحبل نكث، ونكيث، وأنكاث: منكوث.

والنكث: أن تنقض أخلاق الأخبية والأكسية البالية فتغزل ثانية.

والاسم من ذلك كله: النكيثة.

والنكيثة: الأمر الجليل، قال طرفة:

متى يك عقد للنكيثة أشهد

 

وقربت بالقربى وجدك إنه

والنكيثة: النفس.

وبلغت نكيثته: أي جهده.

ونكث السواك وغيره، ينكثه نكثاً، فانتكث: شعثه.

وكذلك: نكث الساف عن أصول الأظفار.

والنكاثة: ما انتكث من الشيء.

والنكاث: أن يشتكي البعير نكفته، وهما عظمان ناتئان عند شحمتي أذنيه.

ونكث: اسم.

وبشير بن النكث: شاعر معروف، حكاه سيبويه، وانشد له:

ولت ودعواها شديد صخبه

الكاف والثاء والفاء

الكثيف،و الكثاف: الكثير.

وهو أيضا: الغليظ المتراكب الملتف من كل شيء.

كثف كثافة، وتكاثف، وكثفه: كثره وغلظه.

وامرأة مكثفة: كثيرة اللحم، ومنه قول المرأة المخزومية: إني أنا المكثفة المؤثفة، حكاه ابن الأعرابي، ولم يفسر المكثفة ولا المؤثفة. قال: فالمكثفة: المحكمة الفرج، والمؤثفة: التي قد استؤنفت بالنكاح أولا.

والكثيف: السيف، عن كراع، ولا ادري ما حقيقته؟؟ والأقرب: أن تكون تاء، لأن الكتيف من الحديد.

الكاف والثاء والباء

الكثب: القرب.

وهو كثبك: أي قربك، قال سيبويه: لا يستعمل إلا ظرفا.

وقال غيره، وهو يرمى من كثب: أي من قرب انشد أبو إسحاق.

وذا من كثب يرمى

 

فهـــذان يذودان

وأكثبك الصيد والرمي، وأكثب لك: دنا منك وأمكنك.

وأكثبوا لكم: دنوا منكم.

وكثبوا لكم: دخلوا بينكم وفيكم، وهو من القرب.

وكثب الشيء يكثبه، ويكثبه كثبا: جمعه من قرب وصبه.

والكثيب من الرمل: القطعة تنقاد محدودبة. وقيل: هو ما اجتمع واحدودب.

والجمع: أكثبة، وكثب، وكثبان، مشتق من ذلك.

وكل ما انصب في شيء واجتمع: فقد انكثب فيه.

والكثبة من الماء واللبن: القليل منه.

وقيل: هي مثل الجرعة تبقى في الإناء.

وقيل: قدر حلبة، ومنه قول العرب في بعض ما تضعه على السنة البهائم، قالت: الضائنة: أولد رخالاً وأجز جفالاً، وأحلب كثباً ثقالاً، ولم تر مثلي مالاً، قال:

برح بالعينين خطاب الكثب

يقول إني خاطب وقد كذب

وإنما يخطب عساًّ من حلب

يعني: الرجل يجيء بعلة الخطبة، وإنما يريد القرى.

وأكثب الرجل: سقاه كثبة من لبن.

وكل طائفة من طعام أو تمر أو تراب أو نحو ذلك فهو: كثبة بعد أن يكون قليلا.

وقيل: كل مجتمع: كثبة.

والكثباء، ممدود: التراب.

ونعم كثاب: كثير.

والكثاب: السهم عامة.

وما رماه بكثاب: أي بسهم، وهو الصغير من السهام هاهنا.

وجاء يكثبه: أي يتلوه.

والكاثبة من الفرس: المنسج.

وقيل: هو ما ارتفع من المنسج.

وقيل: هي اصل العنق إلى ما بين الكتفين، قال النابغة:

إذا عرض الخطى فوق الكواثب

 

لهن عليهم عادة قد عرفـنـهـا

وقد قيل في جمعه: أكثاب، ولا ادري كيف ذلك؟؟ والكاثب: موضع.

وقيل: جبل، قال أوس بن حجر:

مكان النبي من الكاثـب

 

لأصبح رتماً دقاق الحصى

"النبي": موضع، وقيل: هو ما نبا وارتفع.

مقلوبه: - ك ب ث -

الكباث: نضيج ثمر الأراك.

وقيل: هو ما لم ينضج منه.

وقيل: هو ما حمله إذا كان متفرقا.

واحدته: كباثة، قال:  

بورد فلاة غلست ورد منهل

 

يحرك راسا كالكباثة واثقـاً

قال أبو حنيفة: الكباث: فويق حب الكسبرة في المقدار، وهو يملأ مع ذلك كفي الرجل وإذا التقمه البعير فضل عن لقمته.

وكبث: موضع، زعموا.

الكاف والثاء والميم

كثم آثارهم يكثمها كثما: اقتصها.

والكثم:أكل القثاء ونحوه مما تدخله في فيك ثم تكسره.

كثمه يكثمه كثما.

وأكثم الرجل في منزله: توارى فيه وتغيب، عن ابن الأعرابي.

والأكثم: العظيم البطن.

والأكثم: الشبعان، وقد تقدم في التاء، عن ثعلب.

ويقال: إنه لأيهم أكثم، الأيهم: الاعمى.

وطريق أكثم: واسع.

وكثم الطريق: وجهه وظاهره.

والكثم: القرب: كالكثب،و قيل: الميم بدل الباء، يقال: هو يرمى من كثم، وكثب: أي قرب وتمكن.

وأكثم بن صيفي: أحد حكام العرب.

مقلوبه: - ث ك م -

ثكم آثارهم يشكمها ثكماً: اقتصها، ككثمها.

وثكم الأمر يثكمه ثكما، وثكمه: لزمه، وفي حديث أم سلمة أنها قالت لعثمان: "توخ ما توخى صاحباك، فإنهما ثكما لك الأمر ثكما" أي: لزماه.

وثكم بالمكان يثكم ثكوما، وثكمه ثكماً: لزمه.

ولم يعد بعضهم المكسور.

وثكم الطريق: سننه وقصده.

وثكمة: اسم رجل.

مقلوبه: - م ك ث -

المكث: الأناة والانتظار.

مكث يمكث، ومكث مكثا، ومكثا، ومكوثا، ومكاثا، ومكاثة، ومكيثي، ومكيثاء، عن كراع واللحياني، تمد وتقصر.

وتمكث الرجل: مكث.

ورجل مكيث: ماكث.

والمكيث، أيضا: المقيم الثابت، قال كثير:

يجر كما جر المكيث المسافـر

 

وعرس بالسكران يومين وارتكى

الكاف والراء واللام

الركل: ضربك الفرس برجلك ليعدو.

والركل: الضرب برجل واحدة.

ركله يركله ركلا.

وقيل: هو الركض بالرجل.

والمركل: الرجل.

والمركل من الدابة: حيث تصيب برجلك.

وتركل الحافر برجله على المسحاة: تورك عليها بها، قال الاخطل:

يظل على مسحاته يتـركـل

 

ربت وربا في كرمها ابن مدينة

والركل: الكراث، بلغة عبد القيس. قال:

وركل بها غاد علينا ورائح

 

ألا حبذا الأحساء طيب ترابها

ويائعه: ركال.

ومركلان: موضع.

الكاف والراء والنون

الكران: العود.

وقيل: الصنج.

والجمع: أكرنة.

والكرينة: المغنية الضاربة بالعود أو الصنج.

والكريون: واد بمصر، قال كثير عزة:

دوافع بالكريون ذات قلوع

 

تولت سراعاً عيرها وكأنها

مقلوبه: - ك ن ر -

الكنار: الشقة من ثياب الكتان، دخيل.

والكنارات يختلف فيها فيقال: هي العيدان، ويقال: هي الدفوف، ومنه حديث عبد الله بن عمرو ابن العاص: "إن الله تبارك وتعالى انزل الحق ليذهب به الباطل، ويبطل به اللعب والزفن والزمارات والمزاهر والكنارات".

مقلوبه: - ر ك ن -

ركن إلى الشيء، وركن يركن، ويركن، ركنا، وركونا، وركانة، وركانيةً: مال.

وقال بعضهم: ركن يركن، وهو نادر ايضا، ونظيره: فضل يفضل وحضر يحضر.

وركن في المنزل يركن ركونا: أقام.

وركن بالمنزل يركن ركونا: ضن به فلم يفارقه.

والركن: الناحية القوية، وما تقوى به من ملك وجند وغيره، وبذلك فسر قوله تعالى: -فتولى بركنه- ودليل ذلك قوله تعالى: -فأخذناه وجنوده- أي: أخذناه وركنه الذي تولى به.

والجمع: اركان، واركن، انشد سيبويه لرؤبة:

وزحم ركنيك شديد الأركن

وركن الإنسان: قوته وشدته.

وكذلك: ركن الجبل والقصر.

وركن الرجل: قومه وعدده ومادته، وفي التنزيل: -لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد- وأراه على المثل.

وجبل ركين: شديد.

ورجل ركين: رميز وقور رزين.

وهي الركانة، والركانية.

وضرع مركن: إذا انتفخ في موضعه حتى يملأ الأرفاغ، وليس بحد طويل، قال طرفة:

وضرتها مركنة درور

وقال أبو عمرو: "مركنة": مجمعة.

والمركن: شبه تور من أدم يتخذ للماء.

والمركن: الإجانة التي تغسل فيها الثياب.

والركن: الغار، ويسمى: "ركينا" على لفظ التصغير.

والأركون: العظيم من الدهاقين.

والأركون: رئيس القرية، وفي حديث عمر رضي الله عنه: "أنه دخل الشام فأتاه أركون قرية" التفسير الأول لأبي العباس، وفي الثانية لشمر.

وركين، وركان، وركانة: أسماء.

مقلوبه: - ن ك ر -

النكر، والنكراء: الدهاء والفطنة.

ورجل نكر، ونكر، ونكر، ومنكر، من قوم مناكير: داه فطن، حكاه سيبويه.

قال ابن جني: قلت لأبي علي في هذا ونحوه: أفنقول هذا؟؟ لأنه قد جاء عنهم "مفعل" و"مفعال" في معنى واحد كثيرا، نحو: مذكر ومذكار، ومؤنث ومئناث، ومحمق ومحماق وغير ذلك. فصار جمع أحدهما كجمع صاحبه، فإذا جمع "محمقاً" فكأنه جمع "محماقا" وكذلك: مسم ومسام، كما أن قولهم: درع دلاص، وأدرع دلاص، وناقة هجان، كسر فيه "فعال" على "فعال" من حيث كان "فعال" و"فعيل" اختين كلتاهما من ذوات الثلاثة، وفيه زائدة مدة ثالثة، فكما كسروا "فعيلا" على "فعال" نحو: ظريف وظراف، وشريف وشراف، كذلك: كسروا "فعالا" على "فعال" فقالوا " درع دلاص، وأدرع دلاص وكذل نظائره، فقال أبو علي لست أدفع ذلك ولا آباه.

وامرأة نكرٌ، ولم يقولوا: منكرة ولا غيرها من تلك اللغات.

والنكر، والنكر: الأمر الشديد.

والنكرة: خلاف المعرفة.

ونكر الأمر نكيرا، وأنكره إنكارا، ونكراً: جهله، عن كراع.

والصحيح: أن الإنكار. المصدر، والنكر: الاسم.

واستنكره، وتناكره، كلاهما: كنكره، ومن كلام ابن جني الذي رأى الأخفش في المطي، من أن المبقاة إنما هي الياء الأولى، حسن، لأنك لا تتناكر الياء الأولى إذا كان الوزن قابلا لها.

والإنكار: الاستفهام عما ينكره،و ذلك إذا انكرت أن تثبت رأي السائل على ما ذكر. أو تنكر أن يكون رأيه على خلاف ما ذكر، وذلك كقوله: ضربت زيدا، فتقول منكراً لقوله: أزيدنيه؟ ومررت بزيد، فتقول: أزيدنيه؟ وجاءني زيد، فتقول: أزيدنيه؟ قال سيبويه: صارت هذه الزيادة علما لهذا المعنى كعلم الندبة، قال: وتحركت النون، لأنها كانت ساكنة ولا يسكن حرفان.

والمنكر من الأمر: خلاف المعروف.

والجمع: مناكير، عن سيبويه. قال أبو الحسن وإنما ذكر مثل هذا الجمع، لأن حكم مثله أن يجمع بالواو والنون في المذكر، وبالألف والتاء في المؤنث.

والنكر، والنكراء، ممدود: المنكر.

والتنكر: التغير.

والاسم: النكير.

والنكرة: ما يخرج من الحولاء والخراج من دم أو قيح كالصديد.

ومنكر، ونكير: فتانا القبور.

وابن نكرة: رجل من تيم، كان من مدركي الخيل السوابق، عن ابن الأعرابي.

وبنو نكرة: بطن من العرب.

وناكور: اسم.

تم المجلد بحمد الله وعونه وحسن توفيقه

الكاف والراء والفاء

 كَرَف الشيء: شَمَّه.

وكَرَف الحمار يَكْرُف ويَكْرِف كَرْفا وكِرَافا، وكَرَّف: شم الروث أو البول أو غيرهما، ثم رفع رأسه. وكذلك الفحل إذا شم طَرُوقَته ثم رفع رأسه نحو السماء وكشر.

وحمار مِكراف: يكرِفُ الابوال.

والكِرْفة: الدَلْو من جِلد واحد كما هو، أنشد يعقوب:

أكُلَّ يومٍ لك ضَيْزَتانِ

على إزاء الحوضِ مِلْهَزانِ

بكِرْفَتين يتواهقان

يتواهقان: يتباريان.

والكِرْفِئ: قِطَع من السحاب متراكبة صغار واحدتها: كِرْفِئة، قال:

ر ترمي السحاب ويُرْمى لَهَا

 

ككِرفئة الغَيْثِ ذات الصَبـي

وتَكَرِفَأ السحاب: تراكب، وجعله بعض النحويين رباعيّا.

والكِرْفئ: قشرة البيضة العليا اليابسة.

مقلوبه: - ك ف ر -

الكُفْر: نقيض الإيمان.

كَفَر بالله يَكفُر كُفْرا وكَفْرا وكُفُورا وكُفْرانا.

وكَفَر نعمة الله يكفُرها كُفُورا، وكُفرانا، وكَفَر بها: جَحَدها وسترها.

وكافَره حَقَّه: جَحَده.

ورجل مُكَفَّر: مَجْحود النعمة مع إحسانه.

ورجل كافِر: جاحِدٌ لأنْعُم الله، مُشْتَقّ من السّتر.

وقيل: لأنه مُغطىًّ على قلبه.

قال ابن دُريد: كأنه فاعل في معنى مفعول.

والجمع: كُفّار، وكَفَرَة، وكِفَار، قال القُطَامِيّ:

وغُرِّقَتِ الفَرَاعِنَةُ الـكِـفَـارُ

 

وشُقَّ البَحْرُ عن أصحاب مُوسَى

ورجل كَفَّار، وكَفُور: كافِر.

والأنثى: كَفُور أيضا. وجمعهما جميعا: كُفُر، ولا يُجْمَع جمع السلامة، لأن الهاء لا تدخل في مؤنثه، إلا أنهم قد قالوا: عَدُوّة الله: وقد تقدّم ذلك.

وكَفَّر الرجل: نَسَبه إلى الكُفْر.

وكُلُّ من سَتَر شيئا فقد كَفَره وكَفَّره.

والكافِرُ: الزارِعُ لسَتْره البذْر.

والكافِر: الليل لأنه يَستر كُلَّ شيء.

وكَفَر الليل الشيء، وكَفَر عليه: غَطّاه.

وكَفَر الليل على إثر صاحبي: غطّاه بسواده وظُلمته.

وكَفَر الجَهْل على عِلْمي: غَطّاه.

والكافر: البحر لسَتْره ما فيه.

والكافِر: الوادِي العظيم. والنَّهر لذلك أيضا.

وكافِر: نهر بالجزيرة، قال المتلمّس يذكُر طَرْح صَحِيفته:

كذلك أقْنُو كُلَّ قِطّ مُضَلَّلِ

 

ألْقَيْتُها بالثِّنْى من جَنْبِ كافِرٍ

والكافِر: السَّحَابُ المُطْلم.

والكافر، والكَفْر: الظُلمة لأنها تستر ما تحتها، وقول لبيد:

في كافِر ما بِهِ أمْتٌ ولا شَـرَفُ

 

فاجْرَ نْمَزَتْ ثُمَّ سَارتْ وهْيَ لاهِيّة

يجوز أن يكون ظُلمة الليل وأن يكون الوادي.

والكَفْر: التُّراب، عن اللحياني، لأنه يستر ما تحته.

ورَمَاد مكفور: مُلْبَسٌ ترابا،قال:

قد دَرَسَتْ غَيْرَ رَمَادٍ مَكْفُورْ

والكُفْر: القِير الذي تُطْلَى به السُفُنُ، لسواده وتغطيته، عن كُرَاع.

وكَفّر دِرْعَه بِثَوْب، وكَفَّرها به: لَبِس فوقَها ثَوْبا فَغَشَّاها به.

ورجل كافِر، ومُكفِّر في السلاح: داخل فيها.

والمُكفَّر: المُؤَثَّق في الحديد، كأنه غُطِّىَ به وسُتِر.

وتَكَفَّر البعير بحباله: إذا وقعت في قوائمه، وهو من ذلك.

والكَفّارة: ما كفر به من صَدَقة أو صَوم أو نحو ذلك، قال بعضهم: كأنه غَطّى عليه بالكفّارة.

والكَفْر: العَصَا القصيرة.

والكافُور: كِمُّ العِنَب قبل أن يُنَوِّر.

والكَفَر، والكُفُرَّى، والكُفَرَّى، والكِفِرَّى، والكَفَرَّى: وعاء طَلْع النخل، وهو أيضا الكافور.

وقيل: وِعاءُ كُلِّ شَيء من النبات: كافوره.

قال أبو حنيفة قال ابن الأعرابي: سمعت أُمَّ رِيَاح تقول: هذه كُفُرّى، واحدة، وكذلك الجميع، وهاتان كُفُرَّيان.

وقال غيره: هذه كُفُرَّاة، وهذا كُفُرًّى، وكُفَرًّى، وكَفَرَّاة، وكِفِرّاة. وقد قالوا فيه: كافر.

وجمع الكافور: كوافير.

وجمع الكافِر: كوافِر، قال لَبِيد:

مِن الكوافِر مَكْمُوم ومُهْتَصَرُ

 

جَعْلٌ قِصَارٌ وعَيْدانٌ يَنُوُء بِـهِ

والكافور: أخْلاط تُجْمَع من الطيب تُرَكَّب من كافور الطلع.

قال ابن دُرَيد: لا أحسب الكافور عَرَبيّاً لأنهم ربما قالوا: القَفُّور، والقافور، وقوله عزّ وجلّ: -كَانَ مِزَاجُهَا كافورا- قيل: هي عين في الجنَّة، فكان ينبغي ألاَّ يَنْصرف لأنه اسم مُؤنَّث معرفة على أكثر من ثلاثة احرف لكن إنما صَرَفه لتعديل رُءوس الآي. وقال ثعلب إنما أجراه لأنه جعله تَشْبِيها، ولو كان اسما للعين لم يصرفه. قوله: جعله تشبيها. أراد: كان مزاجها مثل كافور.

والكافور: نبت طيِّب الريح يُشْبِه بالكافور من النخل.

والكافور، أيضا: الإغرِيض.

والكُفُرَّى: الكافور الذي هو الإغرِيض.

وقال أبو حنيفة: مما يجري مجرى الصّمُوغ: الكافور.

والكافر من الأرَضِين: ما بَعُد واتَّسَع.

والكَفْر: القَرْيَة، سُرْيانيَّة، وفي الحديث: "يخرجكم الروم منها كَفْرا كَفْرا" ومنه قيل: كَفْر تُوثَا وكَفْر عاقِب، وجَمْعه: كُفُور.

وقول العرب: كَفْر على كَفْر: أي بعض على بعض.

وأكفر الرجُل مُطيعَه: أحْوَجه أن يَعصيَه.

والتكفير: إيماءُ الذِّمِّي برأسهِ، لا يقال سجد فلان لفلان، ولكن: كَفَّر.

والتكفير لأهل الكتاب: أن يُطأطئ أحَدُهم رأسه لصاحبه، كالتسليم عندنا وقد كفّر له.

والتكفير: أن يَضَع يَدَه على صَدْره، قال جَرِير:

فضَعُوا السِلاحَ وكفِّروا تكفيرا

 

وإذا سَمِعْتَ بحَرْب قَيْسٍ بعدَها

والتَّكفير: تتويج المَلِك، قال، يَصِف ثَوْرا:

مَلِك يُلاَثُ برأسِه تكفيرُ

وعندي: أن التكفير هنا اسم للتاج، سمّاه بالمصدر أو يكون اسما غير مَصْدر، كالتَمْتِين والتَنْبِيت.

والكَفِرُ: العظيم من الجِبال.

والجمع: كَفِرات، قال:

تَطَلَّعُ رَيّاه من الكَفِراتِ

وقد تقدَّم.

والكَفَر: العِقاب من الجبال.

ورجل كِفِرِّين: داهٍ.

وكَفَرْنًى: خامل أحمقُ.

مقلوبه: - ف ك ر -

الفَكْر، والفِكْر: إعمال الخاطر في الشيء. قال سيبويه: ولا يُجْمَع الفِكْر ولا العِلْم ولا النَظَر.

وقد حَكَى ابن دُرَيد في جَمْعه: أفكاراً.

والفِكرة: كالفِكْر.

وقد فكَّر في الشيء، وأفكر، وتفكَّر.

ورجل فِكِّير، وفَيْكَر: كثير الفِكْر. الأخيرة عن كُرَاع.

مقلوبه: - ف ر ك -

الفَرْك: دَلْك الشيء.

فَرَكه يَفْرُكه فَرْكا، فانفرك.

واستفرك الحَبَّ في السُنْبُلة: سَمِن واشتدَّ.

وأفرك الحَبُّ: حان له أن يُفْرَك.

والفَرِيك: طعام يُفْرَك ثم يُلَتُّ بسَمْن أو غيره.

وثَوْب مفروك بالزّعْفَران وغيره: صُبِغ به صَبغا شديدا.

والفَرَك: استرخاءُ أصل الأذُنِ.

يقال: أذُن فَرْكاء.

وقيل: الفركاء: التي فيها رَخاوة، وهي أشدّ أصلا من الخَذْواء.

وقد فِركت، فيهما.

وانفرك المَنْكِبُ: زالت وابِلَتُه من العَضُد عن صَدَفة الكتف، فإن كان ذلك في وابلة الفَخِذ والورِك قيل: حُرِق.

وتفرَّك المُخَنَّثُ في كلامه ومِشْيته: تكسر.

والفِرْك: البِغْضَة عامَّةً.

وقيل: الفِرْك: بِغْضة الرجل لامرأته أو بِغَضة امرأته له، وهو أشهر.

وقد فَرِكَتْه فِرْكا، وفَرْكا، وفُرُوكا.

وحَكى اللِحيانيّ: فَرَكَتْه تفرُكه فُروكا،و ليس بمعروف.

وامرأة فارِك، وفَرُوك، قال القطاميّ:

فَرُوك ولا المستعبِرات الصلائف

 

لها رَوضةٌ في القلب لم يَرع مثلهَا

ورجل مُفَرَّك: لا يَحْظَى عند النّساء.

وامرأة مُفَرَّكة: لا تحْظَى عند الرجال. انشد ابن الأعرابيّ:

ولو لَوَّطَتْه هَيَّبانٌ مخالِـفُ

 

مفرَّكة أَزْرَى بها عند زوجها

أي مخالف عن الجُودَة. يقول لو لَطّخته بالطّيب ما كانت إلاّ مفرَّكة لسوء مَخْبَرَتها. كأنه يقول: أزرى بها عند زوجها مَنْظرٌ هَيَّبانٌ يَهاب ويُفْزَع من دنا منه: أي إن منظر هذه المرأة شيء يُتَحامَى فهو يُفْزِع ويروى: "عند أهلها" وقيل: إنما الهيَّبان: المخالف هنا ابنه منها: أي إذا نظر إلى ولده منها ابغضها ولو لَطخته بالطيب.

وفرك الرجلُ صاحبَه: تارَكَه.

والفِرِكَّان: البِغضة، عن السيرافي.

وفُرُكَّان: أرض، زعموا.

الكاف والراء والباء

الكَرْب: الحُزْن الذي يأخذ بالنفس.

وجمعه: كُرُوب.

وكَرَبه الأمر يَكْرُبه كَرْبا، فهو مكروب، وكَرِيب.

والاسم: الكُرْبة.

واكترب لذلك: اغتمّ.

وكَرَب الأمر يكرُبُ كُروبا: دنا، قال خُفَاف بن عبد القَيْس البُرْجُمِيّ:

فإذا دُعِيتَ إلى المكارم فاعَجلِ

 

أبُنَيّ إن ابـاك كـاربُ يومِـه

وقد كَرَب أن يكون وكَرَب يكون، وهي عند سيبويه: أحد الأفعال التي لا يستعمل اسم الفاعل منها موضع الفعل الذي هو خبرها لا تقول: كَرَب كائنا.

وكَرَبت الشمس للمغيب: دَنَتْ.

وكِرَاب المكوك وغيره من الآنية: دون الجمام.

وإناء كَرْبان، وجُمْجُمة كَرْبى.

والجمع: كَرْبى، وكِرَاب.

وزعم يعقوب أن كاف كَرْبان بَدَل من قاف قَرْبان،و ليس بشيء.

وأكرب الإناءَ: قارب مَلأه.

وهذه إبِلٌ مائةٌ أو كَرْبُها: أي نحوها وقُرَابتها.

وكَرَب وَظِيفَيِ الحِمار أو الجَمَل: دَانَى بينها بِحَبْل أو قَيد.

وكارب الشيءَ: قاربه.

وأكرب الرجلُ: أَسرع.

وخُذْ رِجْليك بإكراب: إذا أُمِر بالسرعة.

وأكرب الفَرَسُ وغيره مما يعدو: أسرع، هذه وحدها عن اللحياني.

والكَرَب: أصول السَعَف الغِلاَظُ العِرَاض التي تَيْبَسُ فتصير مثل الكَتِف، واحدتها: كَرَبة.

والكَرَابة، والكُرَابة: التَّمْرة التي تُلْتَقَطُ من اصول الكَرَب بعد الجِدَاد، والضمّ أعلى.

وقد تكَّربها.

والكَرَب: حبل يُشَدّ على عَراقِي الدّلْو ثم يثنّى ثم يُثلَّث والجمع: أكراب.

وقد كَرَبها يكرُبها كَرْبا، وأكربها، وكَرَّبها، قال امرؤ القيس:

وخانها وَذَمٌ منها وتَـكْـريبُ

 

كالدلو بُتَّتْ عُراها وهيْ مُثْقَلة

على أن التكريب قد يجوز أن يكون هنا اسما كالتّنْبِيتِ والتَّمتين، وذلك لعطفها على الوَذَم الذي هو اسم لكن الباب الأول أشْيَع وأوسع، أعني: أن يكون مصدرا وإن كان معطوفا على الاسم الذي هو الوَذَم.

وكلُّ شديد العَقْد من حَبْل أو بِناء أو مَفْصِل: مُكْرَب.

ووَظِيف مُكْرَب: امتلأ عَصَبا.

وحافر مُكْرَب: صُلْب، قال:

بِمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبَـا

 

يَتْرك خَوَّارَ الصَفَا رَكُوباً

وفَرَس مُكْرَب: شدِيد.

وكرَبَ الأرض يَكْرُبها كَرْبا، وكِرَابا: أثارها للزرع، وفي المثل: "الكِرابُ على البَقَر" لأنها تكرب الأرضَ، وبعضهم يقول: "الكِلابَ على البَقَر".

والمُكْرَبات: الإبل التي يؤتى بها إلى أبواب البيوت في شدَّة البَرْد ليصيبها الدُّخَانُ فتدفأ.

والكِرَاب: مجاري الماء في الوادي، قال أبو ذؤيب يصف النَحْل:

وتنْصَبّ ألْهابا مَصِيفا كرابُها

 

جَوارِسُها تَأوى الشُّعُوفَ دوائباً

واحدتها: كَرَبة، وقوله:

على سَيَابةِ نخلٍ دونه مَـلَـقُ

 

كأنما مَضْمَضت من ماء أكْرِبة

قال أبو حنيفة: الأكرِبة هاهنا: شعاف يسيل منها ماء الجبال، واحدتها: كَرَبة، وهذا ليس بقويّ، لأن فعلاً لا يُجمع على أفعلة. وقال مرّة: الأكرِبة: جمع كُرابة، وهو ما يقع من ثَمَر النَّخل في أصول الكَرَب قال: وهو غَلَط وكذلك قوله: عندي غلط أيضا، لأن فُعَالة لا يُجمع على أفعلة، اللهمّ إلاّ أن يكون على طرح الزائد، فيكون كأنه جمع فُعالا.

وما بالدار كرَّاب: أي أحد.

والكَرِيب: الكَعْب من القَصب أو القَنَا.

والكَرِيب أيضا: الشُوبَق، عن كُرَاع.

وأبو كرِب: مَلِك من ملوك حِمْيَر.

وكُرَيب، معد يكرب: اسمان.

مقلوبه: - ك ب ر -

الكِبَر: نقِيض الصِّغَر.

كَبُرَ كِبَراً، وكُبْرا، فهو كَبِير، وكُبَار وكُبَّار والأنثى: بالهاء.

والجمع: كِبَار، وكُبَّارُون.

واستعمل أبو حنيفة الكِبَر في البُسْر ونحوه من الثمر.

واستكبر الشيء: رآه كبيرا وعَظُم عنده، عن ابن جِنّي.

والمكبُوراء: الكِبار.

ويقال: سادوك كابرا عن كابر: أي كبيرا عن كبير.

وورثوا المجد كابرا عن كابر، وأكبرَ أكبرَ.

وكَبَّر الأمر: جعله كبيرا.

واستكبره: رآه كبيرا.

وأما قولهم: الله أكبرُ: فإن بعضهم يجعله بمعنى: كبِير.

وحمله سيبويه على الحذف، أي: أكبر من كل شيء كما تقول: أنت افضل، تريد: من غيرك.

وكبَّر: قال: الله أكبر.

وكَبِر الرجل والدابَّة كِبَرا، فهو كبير: طعن في السِنّ.

وقد علته كَبْرَة، ومَكْبِرَة، ومَكْبُرَة، ومَكْبِر.

ويقال للنصل العتيق الذي قد علاه صَدَأ فأفسده: علته كَبْرَة.

وحَكَى ابن الأعرابيّ: ما كَبَرني إلاّ بسَنَة: أي ما زاد عليَّ إلا ذلك.

وكُبْر ولد الرجل: اكبرهم من الذكور، ومنه قولهم: الوَلاء للكُبْر.

وكِبْرتهم، وإكبِرَّتهم: ككُبْرهم.

وكُبْرُ القوم، وإكبِرَّتهم: أقعدُهم بالنَسَب والمرأة في ذلك: كالرجل. وقال كُرَاع: لا يوجد في الكلام على إفْعِل غيره.

وكبُرَ الأمر كِبَراً، وكَبَارة: عَظُم.

وكلّ ما جَسُم: فقد كَبُر، وفي التنزيل: -قُلْ كونوا حِجارة أو حديدا أو خَلْقاً ممّا يكبرُ في صُدوركم- قال ثَعْلب: قوله: أو خَلْقاً ممّا يكبر في صدوركم معناه: كونوا أشدَّ ما يكون في أنفسكم فإني أُميتكم وأُبليكم. وقوله تعالى: -و إنْ كانَتْ لكبيرة إلاّ على الذين هَدَى اللهُ- يعني: وإن كان اتّباع هذه القِبلة، يعني قبلة بيت المقدس، إلا فَعلة كبيرة.

المعنى: أنها كبيرة على غير المصحِّحين فأمّا مَن أخلص فليست بكبيرة عليه.

والكِبْر: مُعظم الشيء، وقوله تعالى: -و الذي توَّلى كِبْرَه منهم- قال ثعلب: يعني مُعظَم الإفْك.

والكِبْر: الإثْم الكبير وما وعد الله عليه النار.

والكبيرة: كالكِبْر، التأنيث على المبالغة. وفي التنزيل: -الذين يجتنبون كبائرَ الإثم والفواحش-.

والكُبْر: الرفعة في الشَّرَف.

والكِبْر والكِبْرياء: العَظَمة والتجبّر.

قال كراع: ولا نظير له إلاّ السِّيمياء: العَلاَمة والجِرْبِياء: للريح التي بين الصّبَا والجنوب.

قال: فأما الكِيمياء فكلمة أحسبها أعجميَّة.

وقد تكبَّر، واستكبر، وتكابر.

وقيل: تكبَّر: من الكِبْر، وتكابر: من السِنّ.

وقوله تعالى: -لَخَلْقُ السَّمواتِ والأرض أكبرُ من خَلْقِ الناس- أي أعجبُ.

والإكْبِرُ، والأكبر: شيء كأنه خَبِيص يابس، فيه بعض اللين ليس بشَمَع ولا عَسَل، وليس بشديد الحلاوة ولا عَذْب، تجيء النحلُ به كما تجيء بالشَّمَع.

والكَبَر: نبات له شوك.

والكبر: طَبْل له وجه واحد.

وذو كِبَار: رجل.

وإكْبِرَة، وأكْبَرة: من بلاد بني أسد، قال المَرَّار الفقعسِيّ:

ولا عَتَبتْ بأكبرة الوعولُ

 

فما شَهِدت كَوادسُ إذْ رَحَلْنا

مقلوبه: - ر ك ب -

رَكِب الدابَّة رُكُوبا: علاها.

والاسم الرِّكْبَة.

وكلُّ ما عُلِى فقد رُكِب، وارتُكب.

ورَكِب الهولَ والليلَ ونحوهما مثلاً بذلك. ورَكِب منه أمراً قبيحا، وارتكبه، وكذلك ركِب الذَّنْبَ، وارتكبه، كلُّه على المَثَل.و قال بعضهم: الراكب للبعير خاصَّة، والجمع: رُكَّاب، ورُكبان، ورُكوب.

ورجل رَكُوب، ورَكَّاب، الأولى عن ثعلب: كثير الركوب.

والأنثى رَكَّابة.

والرَّكْبُ: رُكْبان الإبِل، اسم للجمع وليس بتكسير: راكب وقال الأخفش: هو جمع، وهم العَشَرة فما فوقهم. وأرى أن الركب قد يكون للخيل والإبل، قال السُّلَيك بن السُّلَكة وكان فَرَسُه قد عَطِب أو عُقِر:

إذا ما الرَّكْبُ في نَهْب أغاروا

 

وما يُدْريكَ ما فَـقْـري إلـيه

وفي التنزيل: -و الرَّكْبُ أسْفَلَ منكم- فقد يجوز أن يكونوا رَكْب خيل وأن يكونوا رَكْب إبل وقد يجوز أن يكون الجيش منهما جميعا وقول عليّ رضي الله عنه: "ما كان مَعَنا يومئذ فرس إلاّ فرس عليه المقداد بن الأسود" يصحّح أن الركب هاهنا رُكَّاب الإبل.

والجمع: أرْكُب، ورُكوب.

والأُركوب: اكثر من الركب، قال، انشده ابن جنيّ:

اِلحق بأهلك واسلَمْ أيها الـذِّيبُ

 

أعلقتُ بالذئب حبلا ثم قلت لـه

أو أن تبيعَه في بعض الأراكيب

 

أما تقول به شاة فـيأكـلـهـا

وأراد تبيعها، فحذف الألف تشبيها لها بالياء والواو لما بينهما وبينها من النسبة. وهذا شاذّ.

والرَّكَبة: أقلّ من الرَّكْب.

والرِّكاب: الإبل. واحدتها: راحلة وجمعها: رُكُب وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا سافرتم في الخِصْب فأعطوا الرِّكاب أسِنَّتَها" أي أمكنوها من المَرْعَى.

وزيت رِكابيّ: يحمل على ظهور الإبل.

والرّكاب للسَّرْج: كالغَرْز للرّحل، والجمع: رُكُب.

والمركَّب: الذي يستعير فَرَسا يغزو عليه، فيكون نصف الغنيمة له ونصفها للمُعير.

وقال ابن الأعرابيّ: هو الذي يُدْفع إليه فرس لبعض ما يصيب من الغُنْم.

ورَكَّبه الفرس: دفعه إليه على ذلك، وأنشد:

ولو تناتجن من حُمْر ومن سُودِ

 

لا يركب الخيلَ إلاّ أنْ يُرَكَّبهـا

وأركب المُهْرُ: حان أن يُركب.

ورُكَّاب السفينة: الذين يركبونها.

وكذاك: رُكَّاب الماء.

والرَّكُوب، والرَّكوبة من الإبل: التي تُركب.

وقيل: الرَّكوب: المركوب، والرَّكوبة: المعيَّنة للركوب.

وقيل: هي التي تُلْزَم العملَ من جميع الدوابّ.

وناقة رَكوبة، ورَكْبانة، ورَكْباة: أي تُركَب.

وحكى أبو زيد: ناقة رَكَبُوت.

وطريق رَكوب: مركوب مُذَلَّل.

والجمع: رُكُب.

وعَوْد رَكوب: كذلك.

والرّاكب، والرّاكبة: فَسِيلة تكون في أعلى النخلة متدلِّية لا تبلغ الأرض.

وهي: الرّاكوبة، والرّاكوب، ولا يقال لها: الرَّكَّابة، إنما الرَّكَّابة: المرأة الكثيرة الركوب، على ما تقدَّم، هذا قول بعض اللغويّين.

وقال أبو حنيفة: الرَّكَّابة: الفَسِيلة تخرج في أعلى النّخلة عند قمَّتها، وربما حَمَلت مع أمّها، وإذا بلغت كان أفضلَ للأمّ. فأثبت ما نفى غيره من الرَّكّابة.

ورَكّب الشيء: وضع بعضه على بعض، وقد تَركّب، وتراكب.

والمُتراكِب من القافية: كل قافية توالَتْ فيها ثلاثة احرف متحركة بين ساكنين، وهي مفاعلتن ومفتعلن وفَعِلن، لأن في فَعِلن نونا ساكنة، وآخر الحرف الذي قبل فعِلن نون ساكنة، وفَعِلْ إذا كان يعتمد على حرف متحرّك، نحوفعولُ فِعل اللام الأخيرة ساكنة والواو في فعول ساكنة.

والرَّكِيب: المركَّب في الشيء، كالفَصّ يركّب في كِفّة الخاتمِ.

والمركَّبُ: الأصل.

ورُكْبان السُنْبُل: سوابقُه التي تخرج من القُنْبُع.

ورواكب الشَّحم: طرائق بعضها فوق بعض في مقدَّم السّنَام، فأمَّا التي في المؤخر، فهي الروادف واحدتها: راكبة ورادفة.

والرُّكْبتان: موصل ما بين أسافل أطراف الفخذين وأعالي الساقين.و قيل: الركبة: مَوْصِل الوظيف والذراع.

وكلُّ ذي أربع، رُكبتاه في يديه، وعُرْقوباه في رِجْليه. والعُرْقوب: موصل الوظيف.

وقيل: الرُّكبة: مِرْفَق الذراع من كلّ شيء.

وحكى اللحيانيّ: بعير مُسْتوقِحُ الرُّكَب، كأنه جعل كل جزء منها ركبة ثم جمع على هذا.

والأَرْكَب: العظيم الركبة.

وقد رَكب رَكباً.

والرَّكب: بياض في الركبة.

ورُكِب الرجلُ: شكا ركبته.

ورَكَب الرجلَ يركبُه رَكْبا: ضرب رُكْبته.

وقيل: هو إذا ضربه بركبته.

وقيل: هو إذا اخذ بشعره ثم ضرب جَبْهته بركبته.

والرَّكِيب: المَشَارة.

وقيل: الجَدْول بين الدَّبْرتين.

وقيل: هي ما بين الحائطين من الكَرْم والنَّخْل.

وقيل: هي ما بين النهرين من الكَرْم، وهو الظَّهْر الذي بين النهرين.

وقيل: هي المَزْرعة، قال تأبطّ شرّاً:

لأهل رَكِيب ذي ثَمِيل وسُنْبُل

 

فيوما على أهل المواشِي وتارةً

والجمع: رُكُب.

والرَّكَب: العانةُ.

وقيل: مَنْبتُها.

وقيل: هو ما انحدر عن البَطْن فكان تحت الثُّنَّة وفوق الفَرْج، كُلّ ذلك مذكَّر، صرَّح به اللحيانيّ.

وقيل: الرَّكَبان: أصلا الفخذين اللذان عليهما لحمُ الفَرْج من الرجل والمرأة.

وقيل: الرّكَب: ظاهر الفَرْج.

وقيل: هو الفرج نَفْسُه، قال:

بين سِمَاطَىْ رَكَب محلوقِ

 

غَمزَكَ بالكَبْساء ذاتِ الحُوقِ

والجمع: أركاب، وأراكيب، أنشد اللحيانيّ:

تحملُ مَعْها أحسنَ الأركابِ

 

يا ليت شِعري عنك يا غَلابِ

كجبهة التركيّ في الجِلبابِ

 

أصفر قد خُلِّق بالـمَـلاَبِ

ورَكُوبُ، ورَكُوبةُ، جميعا: ثَنِيَّة معروفة صعبة سلكها النبي صلى الله عليه وسلم، قال:

ولكنَّ كراًّ في رَكوبةَ أعْسَر

وقال علقمة:

فإنَّ المُنَدَّى رِحلة فرَكوبُ

رِحْلة: هَضْبة أيضا. وقد قدمنا أن واية سيبويه: "رِحْلةٌ فرُكوب" أي: أن تُرْحل ثم تُركَب.

ومَرْكوب: موضع. قالت جنوب أخت عمرو ذي الكَلْب:

والقومُ من دونهم سَعْيا فمركوبُ

 

أبلغ بني كاهل عنِّي مغلـغـلةً

مقلوبه: - ب ك ر -

البُكْرة: الغُدْوة.

قال سيبويه: من العرب من يقول: أتيتك بكرةً، نكرةٌ منوَّن. وهو يريد: يومه أو في غده وفي التنزيل: -و لهم رِزْقُهم فيها بكرة وعَشِيّا-.

والبَكَر: البُكْرة وقال سيبويه: لا يستعمل إلا ظرفا.

والإبكار: اسم البُكْرة، كالإصباح. هذا قول أهل اللغة. وعندي: أنه مصدر أبْكَرَ.

وبَكَر على الشيء، وإليه، وفيه يَبكرُ بُكورا وبَكّر، وابتكر،و أبكر، وباكره: اتاه بُكرة.

ورجل بَكِرٌ،و بَكْرٌ: صاحب بكور قويّ على ذلك، كلاهما على النسب، إذ لا فعل له ثلاثيّا بسيطا.

وبَكَر الرجلُ: بَكَّر.

وحكى اللحيانيّ عن الكسائيّ: جيرانُك باكر، وأنشد:

فالقلبُ لا لاهٍ ولا صابرُ

 

يا عمرو جيرانكمُ باكـرُ

وأراهم يذهبون في ذلك إلى معنى القوم والجمع، لأن لفظ الجمع واحد إلا أن هذا إنما يستعمل إذا كان الموصوف معرفة، لا يقولون: جيران باكر هذا قول أهل اللغة، وعندي: أنه لا يمتنع جيران باكر، كما لا يمتنع جيرانكم باكر.

وأبكَرَ الوِرْدَ والغَدَاء: عاجلهما.

وبكرَّه على اصحابه، وأبكره عليهم: جعله يَبْكُر عليهم.

وبَكِر: عجِل.

وبَكَّر: وتبكرّ، وأبكر: تقدَّم.

والمُبْكِر، والباكور، جميعا من المطر: ما جاء في أوّل الوسْمِىّ.

والباكور من كل شيء: المعجَّل المجيء والإدراك والأنثى: باكورة.

وباكورة الثمرة: منه.

وأنا آتيك العشِيَّة فأُبَكِّرُ: أي أُعَجِّل ذلك قال:

بَسْلٌ عليك ملامتي وعتـابـي

 

بكرت تلومُك بعد وَهْن في النَّدَى

فجعل البكور بعد وَهْن. وقيل: إنما عَنَى أوّل الليل، فشبهه بالبكور في أوّل النهار.و قال ابن جنىّ: اصل "ب ك ر" إنما هو للتقدّم أيَّ وقت كان من ليل أو نهار، فأما قول هذا الشاعر:

بكرت تلومك بعد وهن...

فوجهه أنه اضطُرَّ فاستعمل ذلك على اصل وضعه الأوّل في اللغة، وترك ما ورد به الاستعمال الآن من الاقتصار به على أول النهار دون آخره، وإنما يفعل الشاعر ذلك تعمدا له أو اتّفاقا وبديهة تهجُم على طبعه.

والبَكيرة، والباكورة، والبَكُور من النخل: التي تدرك في أول النخل.

وجمع البَكوُر: بُكُر، قال المتنخّل الهذليّ:

أحمالها كالبُكُرِ المُبْتِل

 

ذلك ما دينُك إذ جُنِّبَت

وَصَفَ الجمع بالواحد، كأنه أراد: المُبْتِلة فحذف لأن البناء قد انتهى، ويجوز أن يكون المبتل جمع: مُبْتِلة، وإن قلَّ نظيره. ولا يجوز أن يعني بالبُكرُ هاهنا: الواحدة، لأنه إنما نعت حدوجا كثيرة، فشبَّهها بنخيل كثيرة، وهي المِبْكار.

وأرض مِبْكار: سريعة الإنبات.

وسحابة مِبْكار وبَكوُر: مِدْلاج من آخر الليل، وقوله:

فذاك اللؤم واللّقَحُ البَكوُرُ

 

إذا ولَدت قرائبُ أمِّ شِبْل

أي إنما عجَّلت بحَمْل اللؤم كما تُعجِّلُ النخلة والسحابة.

وبِكْر كل شيء: أوَّله.

وكل فَعْلة لم يتقدَّمها مِثلُها: بِكْر.

وهذا بِكر ابويه: أي أوّل وَلَد وُلِد لهما.

وكذلك: الجارية بغير هاء.

وجمعهما جميعا: أبكار.

وقد يكون البِكْر من الأولاد في غير الناس، كقولهم: بِكْر الحَيَّة.

وقالوا: أشدّ الناس بِكْر بِكْرَين، قال:

أصبحتَ منيّ كذراع من عَضُدْ

 

يا بِكر بِكرين ويا خِلْب الكِـبـدْ

والبِكر من النساء: التي لم يَقْرَبها رجل.

ومن الرجال الذي لم يَقْرَب امرأة. والجمع: أبكار.

ومَرَة بِكر: حملت بطنا واحدا.

والبِكر: الناقة التي وَلَدت بطنا واحدا.

والجمع: أبكار، قال أبو ذُؤَيب:

جَنَى النحل في ألبان عُوذٍ مطافِلِ

 

وإن حديثا منكِ لو تـبـذُلـينَـه

تُشاب بماءٍ مثلِ ماء المفاصـل

 

مطافيلَ أبكارٍ حديثٍ نتـاجُـهـا

وبِكْرها، أيضا: ولدها. والجمع: أبكار، وبِكَار.

وبقرة بِكْر: لم تحمِل.

وقيل: هي الفتيَّة، وفي التنزيل:-لا فارِضٌ ولا بِكْر-. وقول الفرزدَق:

جَنَى النحلِ أو أبكارَ كَرْم تُقَطَّفُ

 

إذا هن ساقطن الحَديث كـأنـه

عنى: الكَرْم البِكر الذي لم يحمل قبل ذلك.

وكذلك عَسَل أبكارٍ: وهو الذي عملته أبكار النحل.

وسحابة بِكْر: غزيرة، بمنزلة البِكْر من النساء قال ثعلب: لأن دمها أكثر من دم الثيِّب.

وربما قيل: سحاب بِكْر، أنشد ثعلب:

بِكر توسَّنَ في الخَمِيلة عُونا

 

ولقد نظرتُ إلى أغَرَّ مُشهَّرٍ

وقول أبي ذؤيب:

تَرَنُّمَ نَغْم ذي الشَّرَع العتيقِ

 

وبِكرٌ كلما مُسَّت أصاتَـتْ

إنما عنى: قوسا أول ما يُرْمَى عنها، شبه تَرنُّمَها بنغم ذي الشّرَع وهو العُود الذي عليه أوتار.

والبَكْر: الفَتِىُّ من الإبل.

وقيل: هو الثَّنِيّ منها إلى أن يُجذِع.

وقيل: هو ابن المَخَاض إلى أن يُثْنِى.

وقيل: هو ابن اللبون والحِقُّ والجَذَعُ.

وقيل: هو ما لم يَبْزُل.

وقيل: البَكْرُ: ولد الناقة فلم يُحَدّ ولا وُقِّتَ.

وقيل: البَكْر بمنزلة الفَتَى، والبَكْرة بمنزلة الفتاة.

وقد قيل في الأنثى، أيضا: بَكْر، بلا هاء، وروى بيت عمرو بن كلثوم:

غذاها الخَفْضُ لم تحمل جَنينا

 

ذراعي عَيْطل أدماء بَـكْـر

وأصحّ الروايتين: بِكر، بالكسر.

والجمع قليل من كل ذلك: أبْكُر، وقول الشاعر:

قُلِّيصات وأُبَيكِرينَـا

 

قد شربِت إلاّ دُهيْدهينا

قال سيبويه: جمع الأبكرُ كما تجمع الجُزُر والطُرُق، فتقول: طُرُقات وجُزُرات، ولكنه أدخل الياء والنون، كما ادخلهما في الدهيدهين.

والجمع الكثير: بُكْران وبِكار وبِكَارة. والأنثى: بَكْرة. والجمع: بِكار، بغير هاء، كعَبْلة وعِبَال.

وقال ابن الأعرابيّ: البِكارة للذكور خاصّة، والبِكار للاناث بغير هاء.

والبَكْرة، والبَكَرة: خشبة مستديرة في وسطها مَحَزّ وفي جوفها محور تدور عليه.

وقيل: هي المحالة السريعة.

والبَكَرات، أيضا: الحَلَق التي في حِلية السيف شبيهة بفَتَخ النساء.

وجاءوا على بَكْرة أبيهم: إذا جاءوا على آخرهم.

وقيل: على طريقة واحدة.

وقيل: بعضهم على اثر بعض، وليس ثم بَكْرة، وإنما أراد التمثُّل.

وبَكْر: اسم، وحكى سيبويه في جمعه. أبكُر.

وبُكَير، وبكّار، ومبكّر: أسماء.

وبنو بَكْر: حي منهم، وقوله:

والناس كُلّهمُ بَكْرٌ إذا شبعـوا

 

إنَّ الذئاب قد اخضرَّت براثنُها

أراد: إذا شبِعوا تعادوا وتغاوروا، لأن بكرا كذا فِعلُها.

مقلوبه: - ر ب ك -

الرَّبِيكة: الأقِط والتَّمر والسَّمن يعمل رِخْو البَسّ كالحَيْس.

وقيل: هو الرُّبّ والأقِط بالسمن. وربما كانت تمرا وأقطا.

وقيل: هو الرُبّ يخلط بدقيق أو سويق.

وقيل: هو شيء يطبخ من بُرّ وتمر.

والرَّبِيك: لغة فيه، قال أبو الدُّهيم العنبري:

وإن تصبر فمن حُبُك الرَّبيك

 

فإن تَجزع فغيرُ ملومِ فِعـلٍ

ويُضرب مثلا للقوم يجتمعون من كُلٍّ.

ورَبَك الرّبِيكة يَرْبُكها رَبْكا: عملها.

ورَبَك الثريد يَرْبُكه رَبْكا: أصلحه وخَلَطه بغيره، وفي المثل: "غَرْثان فاربُكوا له". وأصل هذا: أن رجلا قدم من سَفَر فبُشِّر بغُلام فقال ما أصنع به! أ آكله أم أشربه! فقالت امرأته: غُرْثان فاربُكُوا له، فلما شبع قال: كيف الطَّلاَ وأمُّه؟ وقيل: كل خَلْط:رَبْك.

وارتبك الأمر: اختلط.

ورجل رَبِك ورَبيك: مختلط في أمره. وكلاهما على النسب.

وارتبك الصيدُ في الحِبالة: اضطرب.

وارتبك في كلامه: تتعتع.

ورماه برَبيكة: أي بامر ارتبك عليه.

والرَّبْك، أن ترمي الرجل في وَحَل فيرتبك فيه ولا يستطيع الخروج منه.

ورَبِك الرجل، وارتبك: إذا اختلط عليه أمره.

ورجل رَبِكٌ: ضعيف الحيلة.

مقلوبه: - ب ر ك -

البَرَكة: النماء والزيادة.

والتَّبريك: الدعاء بالبركة.

وبارك اللهُ الشيء، وبارك فيه، وعليه: وضع فيه البركة، وفي التنزيل: -أن بُورِك من في النار ومن حَوْلها- وقال أبو طالب بن عبد المطلب:

رِك نَضْح الرُمَّان والزيتونُ

 

بُورِك المَيّتُ الغريب كما بو

وقال:

بارك فيكَ الله من ذي أَلِّ

وفي التنزيل: -و باركنا عليه-.

وقوله: بارك الله لنا في الموت، معناه: بارك الله لنا فيما يؤدينا إليه الموت، وقول أبي فرعَون:

سريعة الردّ على المِسكين

 

رُبّ عجوز عِرْمِس زَبُونِ

إذا غدوتُ باسطا يَمينـي

 

تحسب أن بوركا يكفينـي

جعل "بورك" اسما وأعربه. ونحو منه قولهم: من شُبٍّ إلى دُبٍّ، جعله اسما كُدرّ وبُرّ وأعربه.

وقوله تعالى، يعني القرآن: -إنا أنزلناه في ليلة مباركة- جاء في التفسير أنها ليلة القدر، نزل فيها جملة إلى السماء الدنيا، ثم نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا بعد شيء.

وطعام بَرِيكك: مبارَك فيه.

وما أبركه: جاء فعل التعجب فيه على نِيَّة المفعول.

وتبارك الله: تقدَّس وتنزَّه وتعالى وتعاظم، لا تكون هذه الصفة لغيره.

وتبارك الشيء: تفاءل به.

وحكى بعضهم تباركتُ بالثعلب الذي تباركتَ به.

وبَرَكت الإبل تَبْرُك بُروكا، وبرَّكت. قال الراعي:

بمَحْنِية أشلى العِفَاس وبَرْوعا

 

وإن برَّكت منها عَجاساءُ جِلَّة

وأبركها هو.

وكذلك: النعامة: إذا جَثَمَت على صدرها.

والبَرْكُ: جماعة الإبل الباركة.

وقيل: هي إبل أهل الحِوَاء كُلّها التي تروح عليهم، بالغة ما بلغت، وإن كانت أُلُوفا، قال أبو ذؤيب:

وشابةَ بَرْكٌ من جُذَامَ لَبِـيجُ

 

كأنّ ثِقالَ المُزْن بين تُضارِع

لبيج: ضارب بنفسه.

وقيل: البَرْك يقع على جميع ما بَرَك من جميع الجمال والنُّوق على الماء أو بالفَلاَة من حرّ الشمس أو الشِّبَع. الواحد: بارك، والأنثى: باركة.

والبِرْكة: أن يَدُرّ لبن الناقة وهي باركة فيقيمها فيحلبها، قال الكُمَيْتُ:

نَ لبونَ جُودِك غير ماصِرْ

 

وحَلَبْتَ بِرْكتهـا الـلـبـو

ورجل مُبْترِك: معتمد على الشيء مُلِحّ، قال:

وعامُنا أعجبنا مُقدَّمُهْ

يُدْعَى أبا السَّمْح وقرِضاب سِمُهْ

مُبْتَرِك لكل عَظْم يَلْحُمُهْ

ورجل بُرَك: بارك على الشيء، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

أكْلَ البِدَان فَلقْمُه متدارِكُ

 

بُرَكٍ على جَنْبِ الإناء مُعوَّد

والبَرْك، والبِرْكة: الصَّدْر.

وقيل: هو أولى الأرض من جِلْد صَدْر البعير إذا بَرَك.

وقيل: البَرْك للإنسان، والبِرْكة لما سوى ذلك.

وقيل: البَرْك الواحد، والبِرْكة: الجمع، ونظيره حَلْى وحِلْية.

وقيل: البَرْك: باطن الصدر،و البِرْكة: ظاهره.

والبِرْكة من الفرس: الصدر قال الشاعر:

كَفْت إذا عَضَّ بفَأْس اللجام

 

مُستقدِم البِرْكة عَبْلُ الشَّوَى

وابترك القوم في القتال: جَثَوْا للرُّكَب واقتتلوا وهي البَرُوكاء، والبَرَاكاء، قال بِشْر بن أبي خازم:

بَرَاكاء القتالِ أو الفِـراُر

 

ولا يُنْجِى من الغَمَرات إلا

والبَرَاكاء: الثبات في الحرب.

ويقال في الحرب: بَرَاكِ بَرَاكِ: أي ابرُكوا.

وبارك على الشيء: واظب.

وابترك في عَدْوه: أسرع مجتهدا.

والاسم: البُرُوك، قال:

وهُنَّ يَعْدُون بنا بُرُوكا

وقيل: ابتراك الفرس: أن يَنْتَحِي على أحد شِقَّيه في عَدْوه.

وابترك الصَّيْقَلُ على المِدْوَس: مال عليه في أحد شِقَّيه.

وابتركت السحابة: اشتدَّ انهلالُها.

وابتركت السماء، وأبركت: دام مطرُها.

وابترك في عرض الرجل: تنقَّصه.

والبُرْكة: الحمالة ورجالها الذين يَسْعَون فيها، قال:

أناخت بكم ترجو الرّغائب والرّفْدا

 

لقد كان في لَيْلَى عطاءٌ لـبُـرْكة

ليلى، هاهنا: أُراها ثلاثمائة من الإبل، كما سمَّوا المائة هِنْدا.

والبِرْكة: مُسْتَنْقَع الماء.

والبِرْكة: شِبْه حوض يُحْفَر في الأرض لا يُجعل له أعضاد فوق صعيد الأرض.

والبِرْكة: الحَلْبة من حَلَب الغداة، وهي البِرْكة. ولا أحُقُّها، ويسمُّون الشاة الحَلُوبة: بِرْكة.

والبَرُوك من النساء: التي تَزَوَّج ولها ولد كبير.

والبِرَاك: ضرب من السَّمَك بَحْرِيّ سُود المناقِير.

والبُرْكة: من طَيْر الماء.

والجمع: بُرَك، وأبراك،و بِرْكان.

وعندي: أن أبراكا، وبِرْكانا: جمع الجمع.

والبُرَك، أيضا: الضفادع. وقد فسَّر به بعضهم قول زُهَير:

.....في حافاته البُرَك

والبِرْكان: ضَرْب من دِقّ الشّجَر، واحدته: بِرْكانة.

وقيل: هو ما كان من الحَمْض وسائر الشجر لا يطول ساقه.

والبِرْكان: من دق النَبْت، وهو من الحَمْض.

وقيل: البِرْكان: نَبْت يَنْبت قليلا بنَجد في الرمل ظاهرا على الارض، له وُرَيق دقاق حسن النبات، وهو من خير الحمض، قال:

ببِئْشة وارفضَّت تلاعا صدورُهـا

 

بحيث التقى البِرْكان والحاذُ والغَضَى

والبُرَيكانِ: اخوان من العرب، قال أبو عُبَيد: أحدهما: بارك، والآخر: بُرَيْك، فغلب بُرَيك، إما لفضله وإما لسِنّه وإما لخِفَّة اللفظ.

وذو بُرْكان: موضع، قال بشر بن أبي خازم:

فريد بذي بُرْكان طاوٍ مُلمَّعُ

 

تراها إذا ما الآل خَبّ كأنها

وبُرَك: من أسماء ذي الحِجَّة، قال:

لَدَى بُرَكٍ حتى تدور الدوائر

 

أعُلّ على الهِنديّ مُهْلا وكُرَّة

الكاف والراء والميم

الكَرَم: نقيض اللؤم، يكون في الرجل بنفسه وإن لم كن له آباء.

ويستعمل في الخيل والإبل والشّجَر وغيرها من الجواهر إذا اعَنَوُا العِتْقَ، وأصله في الناس.

قال ابن الأعرابيّ: كَرَمُ الفَرَس: أن يَرِق جِلْدُه ويلين شَعرَه وتطيب رائحته.

وقد كَرُم الرجل وغيره كَرَما، وكَرَامة، فهو كريم، وكريمة، وكِرْمة، ومَكْرَم، ومَكْرَمَة، وكُرَام،و كُرَّام، وكُرَّامة.

وجمع الكريم: كُرَماء، وكِرام.

وجمع الكُرَّامِ: كُرَّامون.

قال سيبويه: لا يكسَّر كُرَّام، استغنوا عن تكسيره بالواو والنون.

وإنه لكريم من كرائم قومه، على غير قياس، حكى ذلك أبو زيد.

وإنه لكريمة من كرائم قومه، وهذا على القياس.

ورجل كَرَم: كريم، وكذلك: الاثنان والجمع والمؤنث، لأنه وَصْف بالمصدر، قال:

بناتي إنهنّ من الضـعـاف

 

لقد زاد الحـياة إلـى حُـبّـا

وأن يشربن رَنْقا بعد صاف

 

مخافةَ أن يَرَين البؤس بعدِي

فتنبو العين عن كَرَم عِجافِ

 

وأن يَعْرَين إن كَسِى الجواري

قال سيبويه: ومما جاء من المصادر على إضمار الفعل المتروك إظهاره ولكنّه في معنى التعجّب قولك: كَرَما وصلفا كأنه يقول: أكرمك الله وأدام لك كَرَما، ولكنهم خَزَلوا الفعل هنا لأنه صار بدلا من قولك: أكرم به وأصلِفْ.

وممّا يُخَصّ به النداء قولهم: يا مَكْرَمان، حكاه الزجّاجيّ.

وقد حُكى في غير النداء، فقيل: رجل مكرمان عن أبي العَمَيثل الاعرابيّ،و قد حكاها أيضا أبو حاتم.

وكارمني فكرَمْتُه أكرُمه: كنت أكرم منه.

وأكرم الرجل، وكرَّمه: أعظمه ونَزَّهه.

ورجل مِكرام: مُكْرِم، وهذا بناء يخصّ الكثير.

وله علي كرامة: أي عزّازة.

واستكرم الشيء: طلبه كريما أو وجده كذلك.

ولا افعل ذلك ولا حُبّا وكُرْما ولا كُرْمةً، ولا كَرَامة، كل ذلك لا تظهر له فِعْلا.

قال اللحيانيّ: افعل ذلك وكرامةً لك، وكُرْمَى لك، وكُرْمة لك وكرما لك، وكُرْمَة عين.

وتكرَّم عن الشيء، وتكارم: تنزَّه.

والمَكْرُمة، والمَكْرُم: فعل الكرم، ولا نظير له إلا مَعُون من العون، لأن كل "مَفْعُلة" فالهاء لها لازمة إلاّ هذين، قال:

ليوم بُؤس أو فَعالِ مَكْرُم

وقال جميل:

على كثرة الواشين أيُّ مَعُونِ

 

بُثَيْن الزمي لا إنّ لا إن لزِمْتِه

قال بعضهم: مَكْرُم: جمع مَكْرُمة، ومَعُون: جمع مَعُونة.

والأُكْرومة: المكرُمة.

وأرض مَكْرَمة، وكَرَم: كريمة طيبة.

وقيل: هي المعدونة المُثارة.

وأرضان كَرَم، وأرضون كَرَم.

والكَرْم: شجرة العِنَب، واحدتها: كَرْمة، قال:

تروِّى عظامي بعد موتي عروقُها

 

إذا مُتّ فادفِنّي إلى جَنْب كَـرْمة

وقيل: الكَرْمة: الطاقة من الكَرْم.

وجمعهما: كُرُوم.

والكَرْم: القِلادَة من الذهب والفضة.

وقيل: الكَرْم: نوع من الصياغة التي تصاغ في المخانق.

وجمعه: كُرُوم، قال:

تَبَاهَي بصَوْغ من كُرُوم وفضَّة.

وكرَّم المطر، وكُرِّم: كثر ماؤه، قال أبو ذيب يصف سحابا:

بُ منه وكُرِّم ماءٌ صَريحا

 

وهيَ خَرْجُة واسْتُجيل الرَّبَا

ورواه بعضهم: "و غُرِّم ماء صَرِيحا".

قال أبو حنيفة: زعم بعض الرواة أن غُرِّم خطأ، وإنما هو: وكُرِّم ماء صريحا وقال أيضا: يقال للسحاب إذا جاد بمائه: كُرِّم، والناس على غُرِّم، وهو أشبه بقوله: وهي خَرْجه.

والكرامة: الطَبَق الذي يوضع على الحُبّ.

وكَرْمان، وكِرْمان: موضع بفارس.

والكَرْمة: موضع أيضا، فأما قول أبي خِرَاش:

وما عشتِ عيشا مثل عيشك بالكَرْم

 

وأيقنتِ أن الجود مِـنـه سـجِـيَّة

قيل: أراد الكَرْمة فجمعها بما حواليها.

قال ابن جنيّ: وهذا بعيد، لأن مثل هذا إنما يسوغ في الأجناس المخلوقات، نحو بُسْرة وبُسر، لا في الاعلام، ولكنه حذف الهء للضرورة، واجراه مُجْرَى ما لا هاء فيه.

والكرمة: منقطع اليمامة في الدهْنَاء عن ابن الأعرابي.

مقلوبه: - ك م ر -

الكَمَرة: رأس الذَّكَر.و الجمع: كَمَر.

والمَكْمور من الرجال: الذي أصاب الخاتن كَمَرتهُ.

والمكمور: العظيم الكَمَرة. وهم المكمورا.

وتكامر الرجلان: نظرا أيُّهما أعظم كَمَرة.

وقد كامره فَكَمَره، قال:

لكامرونا اليوم أو لكادوا

 

تالله لولا شيخُنا عـبّـاُد

ويروى:

لكمرونا اليوم أو كادوا

وامرأة مكمورة: منكوحة.

والكِمْر من البسر: ما لم يُرْطِب على نخلة، ولكنه سقط فأطب في الأرض. وأظنهم قالوا: نخلة مِكمار.

والكِمِرَّى: القصير، قال:

قد ارسلت في عِيرِها الكِمرَّى

والكِمِرَّى: موضع، عن السيرافيّ.

مقلوبه: - ر ك م -

الرَّكْم: إلقاء بعض الشيء على بعض وتنضيده.

رَكَمه يَرْكُمه رَكْما، فارتكم، وتراكم.

وشيء رُكام: بعضه على بعض. وفي التنزيل: -ثم يجعله رُكاماً- يعني السحاب.

وقَطِيع رُكام: ضخم، كأنه قد ركم بعضه على بعض، أنشد ثعلب:

عليهنّ قَزّ نـاعـم وحـريرُ

 

وتَحمى به حَوْما رُكَاما ونسوةً

والرُّكْمَة: الطين والتراب المجموع.

ومرتكَم الطريق: مَحَجَّته.

مقلوبه: - م ك ر -

المَكْر: الخَدِيعة.

مَكَر يمكرُ مَكْرا.

ورجل مَكّار، ومَكُور: ماكر.

والمَكْوَرَّي: اللئيم، عن أبي العَمَيْثل الأعرابي ولا انكر أن يكون من المكر الذي هو الخديعة.

والمَكْر: المَغَرة.

وثوب ممكور، ومُمْتَكر: مصبوغ بالمَكْر، قال القطامي:

وتمتكِر اللِّحَى منه امتكارا

 

بضرب تهلِك الأبطالُ منه

شبه حمرة الدم بالمَغَرة.

ومَكَر أرضَه،يمكُرُها مَكْرا: سقاها.

والمَكْرة: نِبْتة غُبَيراء مُلَيحاء إلى الغُبْرة تَنْبُتُ قِصَدا كأن فيها حَمْضا حين تُمْضَغ، تنبت في السهل والرمل، لها ورق وليس لها زهر.

وجمعها: مَكْر، ومُكور.

وقد تقع المُكُور على ضروب من الشجر، كالرُّغْل ونحوه، قال العجاج:

يَسْتَنّ في عَلْقَي وفي مُكور

وإنما سمِّيت بذلك لارتوائها ونجوع السَّقْي فيها.

والمَكْر: حُسن خَدَالة الساقين.

وامرأة ممكورة: مستديرة الساقين.

وقيل: هي المدمَجة الخَلْق الشديدة البَضْعة.

والمَكْرَة: الرُّطبة التي قد أرطبت كلها وهي مع ذلك صلبة لم تنهضم، عن أبي حنيفة.

والمَكْرة، أيضا: البُسْرَة المرطِبة ولا حلاوة لها.

ونخلة مِمكار: يكثر ذلك من بُسْرها.

مقلوبه: - ر م ك -

الرَّمَكة: الفَرَس والبِرْذَونة تتَّخذ للنَّسل، معرَّب.

والجمع: رَمَك.

وأرماك: جمع الجمع.

والرَّامِك: المقيم في المكان لا يبرح، مجهودا كان أو غير مجهود، وخص به بعضهم المجهود.

رَمَك يرمُك رُموكا، وأرمكه.

ورَمَكت الإبل ترمُك رُموكا: حُبِست على الماء واختُلِى لها فعُلِفت عليه.

وأرمكها راعيها.

والرّامَك، والرّامِك، والكسر أعلى: شيء اسود كالقار يُخلط بالمِسْك فيجعل سُكّا، قال:

والمِسْك قد يستصحِب الرامِكا

 

إن لك الفضلَ على صُحْبتـي

والرُّمْكة: لون الرَّمَاد، وهي ورقة في سواد.

وقيل: الرُّمْكة دون الورقة.

وقيل: الرُّمْكة في ألوان الإبل: حمرة خلطها سواد، عن كراع.

وقد ارْمَكَّ، وهو ارمك، وربما استعير ذلك للمراة، قال ثعلب: قيل لامراة: أي النساء احب إليك ؟ قالت: بيضاء وَسِيمة أو رَمْكاء جَسيمة، هؤلاء أمهات الرجال، وقوله:

جَرّ الأَسِيف الرُّمُكَ المَرْعِيَّا

 

يَجُرُّ من عَـفَـائه حَـبِـيّا

كذا رواه أبو حنيفة، ولا ادري ما هو؟؟ إلا أن يكون: جر الأسيف الرَّمَك فأما إذا قال "الرُّمُك" بضمتين فإنه لا يقول إلاّ المرعِيَّة، لأن الرُّمُك، بضمتين، جمع مكسَّر.

والرَّمَكان، واليرموك: موضعان.

الكاف واللام والنون

الأَلْكن: الذي لا يقيم العربية من عجمة في لسانه.

لِكن لَكَنا، ولُكْنة، ولُكونة.

ولُكَان: اسم موضع، قال زهير:

شرقيُّ سَلْمى ولا فَيْدٌ ولا رِهَم

 

ولا لُكَاٌن إلى وادي الغِمار ولا

كذا رواه ثعلب، وخطأ من روى "فالآلُكان" كذلك رواية الطوسي أيضا.

ولكِنَّ ولكِنْ: حرف يثبت به بعد النفي قال ابن جنيّ: القول في ألف لكنَّ ولكِنْ أن يكونا أصلين، لأن الكلمة حرفان ولا ينبغي أن توجد الزيادة في الحروف. قال: فإن سمَّيت بهما ونقلتهما إلى حكم الأسماء حكمت بزيادة الألف وكان وزن المثقَّلة: "فاعلاًّ" ووزن المخفَّفة: "فاعلاً" وأما قراءتهم: -لكِنّا هو الله رَبيِّ- فأصلها: لكنْ أنَا، فلما حذفت الهمزة للتخفيف وألقيت فتحتها على نون لكنْ صار التقدير: لكِنَ نّا، فلما اجتمع حرفان مثلان كره ذلك، كما كُرِه شَددَ وجَلَل، فاسكنوا النون الأولى وأدغموها في الثانية فصارت لكِنّا، كما اسكنوا الحرف الأول من شدد وجلل وأدغموه في الثاني فقالوا: جلَّ وشدّ. فاعتدوا بالحركة وإن كانت غير لازمة، وقوله:

ولاكِ اسقِني إن كان ماؤكَ ذا فَضْلِ

 

فلستُ بـآتـية ولا أسـتـطـيعـه

إنما أراد: ولكن اسقني، فحذف النون للضرورة وشبهّها بما يحذف من حرف للين لالتقاء الساكنين للمشاكلة التي بين النون الساكنة وحرف العِلَّة.

وقال ابن جني:حذف النون لالتقاء الساكنين البتَّة، وهو مع ذلك أقبح من حذف نون من في قوله:

غير الذي قد يقال مِلْكَذِب

من قبل أن أصل لكن المخفَّفة لكن المشدَّدة فحذف إحدى النونين تخفيفا، فإذا ذهبت تحذف النون الثانية أيضا أجحفت بالكلمة.

مقلوبة: - ن ك ل -

نَكَل عنه يَنْكِل، وينكُل نُكولا، ونكل: نَكَص.

ونكَّله عن الشيء: صَرَفه عنه.

ونكَّل بفلان: إذا صنع به صنيعا يحَذِّر غيره منه إذا رآه.

وقيل: نكَّله: نحَّاه عما قبله.

والنَّكَال، والنُّكْلة، والمَنْكل: ما نكَّلت غيرك، كائنا ما كان.

ونَكِل الرجل: قبل النكال، عن ابن الأعرابي وأنشد:

نَبْلُغِ الثأر وينكَلْ من نَكِلْ

 

فأتقُوا الله وخَلُّوا بينـنـا

وإنه لنِكْلُ شر ونَكَلُ شَرٍ: أي يُنَكَّل به أعداؤه، حكاه يعقوب في المنطق، وفي بعض النسخ: يُنْكَل بع اعداؤه.

ورماه بُنكْلَة: أي بما ينكِّله به.

والنِّكْل: القَيْد الشديد، من أي شيء كان.

والجمع: أنْكال، وفي التنزيل: -إن لدينا أنكالا- قيل: هي قيود من نار.

والنِّكْلُ: ضرب من اللُّجُم.

وقيل: هو لجام البريد.

والنَّكَل: عِنَاج الدلو.

ورجل نَكَل: قوي مجرّب شجاع.

وكذلك: الفرس، وفي الحديث: "إن الله يحب النَّكَل على النَّكَل، قيل له: وما النَّكَل على النَّكَل؟ قال: الرجل القوي المِحْرَب المبديء المعِيد": أي الذي أبدأ في غزوه وأعاد، على مثله من الخيل.

المَنْكَل: الصَّخر، هذليَّة، قال:

بصخرة أو عُرْض جيش جَحْفَل

 

وارم على اقفائهم بـمَـنْـكَـلِ

مقلوبه: - ن ل ك -

النِّلْكُ: شجر الدُبْ، واحدتها: نِلْكة.

وحَمْلها: زُعرور أصفر.

وقال أبو حنيفة: النُّلْك، بضم النون، شجرة الزُّعْرور. واحدته: نُلْكة. قال: ويقال لها: شجرة الدُّبّ. قال: ولم أجد ذلك معروفا.